![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4491 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() لما طغى الماء |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4492 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() [frame="8 90"] قوله تعالى : إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية قوله تعالى : إنا لما طغى الماء أي ارتفع وعلا . وقال علي رضي الله عنه : طغى على خزانه من الملائكة غضبا لربه فلم يقدروا على حبسه . قال قتادة : زاد على كل شيء خمسة عشر ذراعا . وقال ابن عباس : طغى الماء زمن نوح على خزانه فكثر عليهم فلم يدروا كم خرج . وليس من الماء قطرة تنزل قبله ولا بعده إلا بكيل معلوم غير ذلك اليوم . وقد مضى هذا مرفوعا أول السورة . والمقصود من قصص هذه الأمم وذكر ما حل بهم من العذاب : زجر هذه [ ص: 243 ] الأمة عن الاقتداء بهم في معصية الرسول . ثم من عليهم بأن جعلهم ذرية من نجا من الغرق بقوله : " حملناكم " أي حملنا آباءكم وأنتم في أصلابهم . " في الجارية " أي في السفن الجارية . والمحمول في الجارية نوح وأولاده ، وكل من على وجه الأرض من نسل أولئك . لنجعلها لكم تذكرة يعني سفينة نوح عليه الصلاة والسلام . جعلها الله تذكرة وعظة لهذه الأمة حتى أدركها أوائلهم ; في قول قتادة . قال ابن جريج : كانت ألواحها على الجودي . والمعنى : أبقيت لكم تلك الخشبات حتى تذكروا ما حل بقوم نوح ، وإنجاء الله آباءكم ; وكم من سفينة هلكت وصارت ترابا ولم يبق منها شيء . وقيل : لنجعل تلك الفعلة من إغراق قوم نوح وإنجاء من آمن معه موعظة لكم ; ولهذا قال الله تعالى : وتعيها أذن واعية أي تحفظها وتسمعها أذن حافظة لما جاء من عند الله . والسفينة لا توصف بهذا . قال الزجاج : ويقال وعيت كذا أي حفظته في نفسي ، أعيه وعيا . ووعيت العلم ، ووعيت ما قلت ; كله بمعنى . وأوعيت المتاع في الوعاء . قال الزجاج : يقال لكل ما حفظته في غير نفسك : " أوعيته " بالألف ، ولما حفظته في نفسك " وعيته " بغير ألف . وقرأ طلحة وحميد والأعرج " وتعيها " بإسكان العين ; تشبيها بقول : " أرنا " . واختلف فيها عن عاصم وابن كثير . الباقون بكسر العين ; ونظير قوله تعالى : وتعيها أذن واعية ، إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب . وقال قتادة : الأذن الواعية أذن عقلت عن الله تعالى ، وانتفعت بما سمعت من كتاب الله عز وجل . وروى مكحول أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عند نزول هذه الآية : " سألت ربي أن يجعلها أذن علي " . قال مكحول : فكان علي رضي الله عنه يقول : ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط فنسيته إلا وحفظته . ذكره الماوردي . وعن الحسن نحوه . ذكره الثعلبي قال : لما نزلت وتعيها أذن واعية قال النبي صلى الله عليه وسلم : " سألت ربي أن يجعلها أذنك يا علي " قال علي : فوالله ما نسيت شيئا بعد ، وما كان لي أن أنسى . وقال أبو برزة الأسلمي قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي : " يا علي إن الله أمرني أن أدنيك ولا أقصيك ، وأن أعلمك ، وأن تعي ، وحق على الله أن تعي " . [/frame] |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4493 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() الصحابي حذيفة ابن اليمان * (إن شِئتَ كنتَ من المُهاجرين، وإن شئتَ كنتَ من الأنصار، فاخترْ أحبَّ الأمرين إلى نفسِك).. بهذه الكلماتِ خاطب الرسول عليه الصلاة والسلام حُذيفة بن اليمانِ حيـن لقيهُ أوَّل مرة في مَكة.. ولِتخييرِ حُذيفة بـن اليمانِ في الانِتماء إلى أكرمِ فئتيـن وأحبَّهما إلى المسلمين قِصّة: فاليَمان أبو حُذيفة مكيٌ من بني عبسٍ لكِنه أصَاب دَماً - قتل قتيلاً - في قومه، فاضطـر إلى النزوحِ عـن مَكة إلى يثرِب، وهناك حالفَ بني عبدِ الأشهَلِ، وصاهَرهم، ووُلد له ابنُه حُذيفة.. ثم زالتِ الموانعُ التي تحولُ دون اليمانِ ودون دُخول مكة فجعلَ يتردَّد بينهما وبيـن يثرِب، ولكن إقامَته كانت في المدينة وأكثر وألصق.. ولما أهلَّ الإسلامُ بنوره على جزيرة العربِ كان اليمان أبو حُذيفة أحدَ عشرةٍ من بني عَبسٍ وفدُوا على الرسول صلوات الله عليه وسلم وأعلنوا إسلامهم بين يديه، وذلك قبلَ أن يُهاجـر إلى المدينة، ومن هنا كان حُذيفة مَكيَّ الأصل مَدنيَّ النشأة.. - نشأ حُذيفة بنُ اليَمان في بيتٍ مُسلمٍ ورُبِّي في كـنفِ أبوينِ من السابقين إلى الدخولِ في دين الله، فأسلمَ قبلَ أن تكتحِل عيناه بِمرأى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه.. - كان شوقُ حُذيفة إلى لقاءِ الرسول يَملأ جَوانحه، فهو ما زال مُنذ أسلم يتسقط - يتبعها ويبحث عنها - أخبارَه، ويُلح في السؤال عن أوصافِه، فلا يزيدهُ ذلك إلا ولعاً به، وحنيناً إليه.. فرَحلَ إلى مكة ليلقاهُ، فما إن رأى النبيَّ حتى سَألهُ: أمُهاجرٌ أنا أم أنصاريٌ يا رسول الله؟ فقال عليه السلام: ( إن شئتَ كنت من المهاجرين، وإن شِئت كنت مـن الأنصارِ، فاختـر ما تحبُّ ).. فقال: بل أنا أنصاريٌ يا رسول الله.. - ولمّا هاجرَ الرسول عليه الصلاة والسلام إلى المدينة لازمَه حذيفة مُلازمة العينِ لأختهَا، وشهدَ معه المواقِع كلها إلا بدراً.. ولِتخلفِ حُذيفة عن بدرٍ قصَّةٌ رواها بنفسه فقال: ما مَنعني أن أشهدَ بدراً إلا أني كنتُ خارجَ المدينة أنا وأبي، فأخذنا كفارُ قريشٍ وقالوا: أين تقصِدون؟ فقلنا: المدينة، فقالوا: إنكم تريدون محمداً، فقلنا: ما نريدُ إلا المدينة، فأبوا أن يُطلقونا إلا بعد أن أخذوا العهدَ علينا ألا ننصُرَ محمداً عليهم، وألا نقاتل معه، ثـمَّ أطلقوا سَراحنا.. ولما قدِمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرَناهُ بما قطعناه من عَهدٍ لقريشٍ، وسألناهُ ماذا نصنعُ؟ فقال عليه الصلاة والسلام ![]() - ولما كانت أحُدُ خاضها حُذيفة مع أبيه اليمان؛ أمَّا حُذيفة فأبلى فيها أعظمَ البلاء وأكرمهُ، وخرجَ منها سالماً، وأما أبوه فقد استشهدَ فيها، ولكنَّ استشهاده كان بسُيوف المسلمين لا بسيوفِ المشركين؛ ولذلك قصة نوردُها فيما يلي: لما كان يومُ أحدٍ وضعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم اليمان وثابتَ بن وَقـشٍ في الحُصون مع النساءِ والصبيانِ، لأنهُما كان شيخينِ كبيرين طاعنين في السِّن - متقدمين في العمر- ، فلما حميَ وطيسُ المعركةِ - اشتدت - قال اليمانُ لصاحبه: لا أبا لك، ما ننتظر؟! فو الله ما بقيَ لواحدٍ مِنا من عُمره إلا بمقدارِ ما يظمأ الحمارُ - كناية عـن قصر المدة لأن الحمار قليل الصبر على العطش -، إنما نحنُ هامة اليومِ - كناية على أنهم يموتون قريباً - أو غدٍ، أفلا نأخذ سيفينا ونلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم، لعلَّ الله يرزقنا الشهادة مع نبيَّه.. ثم أخذا سيفيهما ودخلا في الناس واقتحما المعركة... أما ثابتُ بنُ وقشٍ فأكرَمهُ الله بالشهادة على أيدي المُشركين، وأما اليمانُ والدُ حُذيفة فتعاوَرتهُ - تداولته وتتابعت عليه - سُيوف المسلمين وهُم لا يعرفونه، وجعلَ حُذيفة يُنادي: أبي.....أبي..... فلا يسمعُه أحدٌ، وخرَّ الشيخُ صريعاً بأسيافِ أصحابه، فما زاد حُذيفة على أن قال لهم: يغفـرُ الله لكم، وهو أرحمُ الراحمين.. ثم أرادَ الرسول عليه الصلاة والسلام أن يُعطي الابن دِية أبيه - ما يؤدى لأهل القتيل - ، فقال حُذيفة: إنما هو طالبُ شهادةٍ وقد نالها، اللهُم أشَهدْ أني تصدقتُ بديته على المسلمين، فازداد بذلك منزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.. - سَبَرَ - نفذ إلى أعماقه واختبره - الرسول صلوات الله وسلامه عليه غورَ حذيفة بنِ اليمانِ، فتجلتْ له فيه خِلالٌ ثلاث: ذكاءٌ فذ يُسعفه في حَل المُعضلات، وبديهة - سرعة الفهم لأول وهلة - مُطاوِعة تلبيهِ كلما دَعَاها، وكِتمان للسرِّ فلا ينفذ إلى غورِه أحَدٌ.. وكانت سياسة الرسول عليه الصلاة والسلام تقومُ على اكتشاف مَزايا أصحابه والإفادةِ من طاقاتِهم الكامنة في ذواتهم، وذلك بوضعِ الرجلِ المناسب في المكان المُناسب.. - وكانت أكبرُ مُشكلةٍ تواجهُ المسلمين في المدينة هي وجودُ المنافقين من اليهود وأشياعهم - أنصارهم -، وما يَحيكونهُ للنبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه من مكائِد ودسائِسَ.. فأفضى النبي عليه الصلاة والسلام لحُذيفة بنِ اليمانِ - أسر إليه وخبره - بأسماء المنافقين - وهو سرٌ لم يطلع أحداً من أصحابه - وعَهِدَ إليه برصدِ حركاتهم، وتتبع نشاطهم ودرءِ خطرهم - دفع خطرهم - عن الإسلام والمسلمين، ومُنذ ذلك اليوم دُعِيَ حُذيفة ابن اليمان " بصاحب سـر رسول الله صلى الله عليه وسلم ".. وقد استعان الرسول عليه الصلاة والسلام بمواهبِ حُذيفة في موقفٍ من أشدِّ المواقف خطراً، وأحوجها إلى الذكاءِ الفذ والبديهة المطاوِعةِ، وذلك في ذروة غزوة الخندق، حيث كان المسلمون قد أحَاط بهم العدُو من فوقهم ومن تحتهم، وطالَ عليهم الحصارُ، واشتدَّ عليهمُ البلاءُ، وبلغ منهم الجهد والضنكُ - الضيق والشدة - كل مَبلغٍ، حتى زاغتِ الأبصارُ وبلغتِ القلوبُ الحناجر - كناية عن شدة الضيق -، وأخذ بعضُ المسلمون يظنون بالله الظنون.. ولم تكن قريشٌ وأحلافها من المُشركين في هذه الساعاتِ الحاسماتِ بأحسن حالاً من المسلمين.. فقد صَبَّ الله عز وجل من غضبه ما أوهن وزلزل عزائِمها، فأرسل عليها ريحاً صَرصراً - الريح الشديدة التي تصر صراً - تقلبُ خيامَها وتكفأ - تقلب - قدورها، وتطفئ نيرانها وتقذفُ وجوهها بالحصباءِ، وتسدّ عيونهم وخياشيمها بالترابِ.. - في هذه المواقفِ الحاسمَة من تاريخِ الحروب يكون الفريقُ الخاسرُ هو الذي يئن أولاً، ويكون الفريقُ الرابح هو الذي يضبط نفسه طرفة عينٍ بعد صاحبه.. وفي هذه اللحظات التي تكتبُ فيها مَصائرُ المعارك يكون لاستخباراتِ الجيوشِ الفضلٌ الأولٌ في تقديرِ المواقفِ وإسداءِ المشورة.. ومن هنا احتاج الرسول عليه الصلاة والسلام لطاقاتِ حُذيفة بن اليمان وخبراته، وعَـزم على أن يبعث بهِ إلى قلب جيش العدوِّ تحت جُنحِ الظلام ليأتيه بأخبارِه قبل أن يُبرم أمراً - قبل أن يتخذ قراراً -.. فلنترُك لحُذيفة الكلامَ ليُحدثنا عن رحلةِ الموتِ هذه.. قال حُذيفة : كنا في تلك الليلة صافينَ قعوداً، وأبو سُفيان ومن معه من مُشركي مكة فوقنا، وبنو قريظة مـن اليهود أسفلَ مِنا نخافهم على نِسائنا وذرارينا، وما أتت علينا ليلة قط أشدّ ظلمةً ولا أقوى ريحاً منها، فأصواتُ ريحها مثل الصواعق، وشدة ظلامها تجعلُ أحدنا ما يرى إصبعهُ.. فأخذ المنافقون يستأذنون الرسول عليه الصلاة والسلام، ويقولون: إن بيوتنا مكشوفةٌ للعَدوِّ - وما هي بمكشوفةٍ - فما يستأذنه أحدٌ منهم إلا أذِن له وهم يتسللون حتى بقينا في ثلاثمائةٍ أو نحو ذلك.. - عند ذلك قامَ النبيُّ عليه الصلاة والسلام وجعلَ يمرُّ بنا واحداً واحداً حتى أتى إليَّ وما عليَّ شيءٌ يقيني مـن البرد إلا مِرْطٌ - كل ثوب غير مخيط من مئزر ونحوه - لامرأتي ما يُجاوز رُكبتيَّ.. فاقتربَ مني وأنا جاثٍ على الأرض، وقال: " من هذا؟ ".. فقلت: حُذيفة، قال: (حذيفة؟) فتقاصرتُ إلى الأرضِ كراهية أن أقومَ من شِدَّة الجُوع والبردِ، وقلت: نعم يا رسول الله، فقال: ( إنه كائنٌ في القومِ خبرٌ فتسلل إلى عَسكرهم وأتني بخبرِهم...). فخرَجت وأنا من أشدِّ الناسِ فزعاً وأكثرِهم برداً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اللهمَّ احفظهُ من بينِ يديهِ، ومن خلفِه، وعن يمينه وعن شِماله، ومن فوقه ومن تحتِه ).. فو الله، ما تمَّت دعوة النبي عليه الصلاة والسلام حتى انتزع الله من جَوفي كل ما أودعهُ فيه من خوفٍ وأزالَ عن جَسدِي كلَّ ما أصابه مِن بردٍ.. فلما وليتُ ناداني عليه الصلاة والسلام وقال: " يا حُذيفة لا تحدِثنَّ - لا تفعلن - في القوم شيئاً حتى تأتيني"، فقلتُ: نعم، ومضيتُ أتسللُ في جُنحِ الظلام حتى دخلت في جُند المُشركين وصرتُ كأني واحدٌ منهم.. وما هو إلا قليلٌ حتى قام أبو سُفيان فيهم خطيباُ وقال: يا مَعشرَ قريشٍ إني قائلٌ لكم قولاً أخشى أن يَبلغ محمداً فلينظر كلّ رجلٍ منكم من جليسهُ، فما كان مني إلا أن أخذتُ بيد الرَّجل الذي إلى جنبي وقلت: من أنت؟ فقال: فلانُ بنُ فلانٍ.. وهنا قال أبو سفيان: يا مَعشر قريشٍ، إنكم والله ما أصبحتم بدارِ قرارٍ، لقد هلكتْ رواحلنا - دوابنا -، وتخلت عنا بنو قريظة - قبيلة من قبائل يهود المدينة -، ولقينا من شدَّةِ الرِّيحِ ما ترون، فارتحلوا فإني مُرتحِلٌ، ثم قامَ إلى جمله ففكَّ عِقاله، وجلسَ عليه، ثم ضربهُ فوثبَ قائماً.. ولو أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني ألا أحدِث شيئاً حتى آتيه لقتلته بسهْم.. عند ذلك رَجعتُ إلى النبيِّ عليه الصلاة والسلام فوجدته قائماً يُصلي في مِرطٍ لبعض نسائهِ، فلما رآني أدناني إلى رجليهِ وطرحَ عليَّ طــرفَ المِرط فأخبرته الخبر، فسُرَّ به سروراً شديداً وحمد الله وأثنى عليه.. - ظلَّ حُذيفة بنُ اليمانِ مُؤتمناً على أسرار المنافقين ما امتدَّت به الحياة، وظل الخلفاء يرجعون إليه في أمرِهم، حَتى إنَّ عمـرَ بن الخطابِ رضي الله عنه كان إذا مات أحدُ المسلمين يسأل: أحَضرَ حُذيفة للصلاة عليه؟ فإن قالوا: نعم، صَلى عليه، وإن قالوا: لا، شك فيه، وأمسك عن الصلاة عليه.. وقد سأله ذات مرةٍ: أفي عُمالي أحَدٌ من المنافقين؟ فقال: واحدٌ، فقال: دُلني عليه، فقال: لا أفعل، قال حُذيفة: لكـنَّ عُمر ما لبث أن عزله كأنما هُدي إليه.. ولعل قليلاُ من الناس من يعلم أن حذيفة بن اليمان فتحَ المسلمين " نهاوَندَ " والدَّينورَ، وهمذان والريَّ - مدن عظيمة في بلاد فارس - وكان سبباً في جمع المسلمين على مُصحفٍ واحدٍ بعد أن كادوا يفتـرقون في كِتاب الله.. وعلى الرغم من ذلك كان حُذيفة بنُ اليمان شديدَ الخوفِ على نفسه من الله، عظيم الخشية من عِقابه.. فهو حين ثقلَ عليه مرضُ الموتِ جاءه بعضُ الصحابة في جوفِ الليل، فقال: أيُّ ساعةٍ هذه؟ فقالوا: نحن قريبٌ من الصبحِ، فقال: أعوذ بالله من صباحٍ يُفضي - يوصلني - بي إلى النار...أعوذ بالله من صباحٍ يُفضي بي إلى النار.. ثم قال: أجئتم بكفنٍ؟ قالوا: نعم. قال:لا تغالوا بالأكفانِ فإن يكن لي عندَ الله خيرٌ بدلتُ به خيراً، وإن كانت الأخرى سُلب مني.. ثم جعل يقول: اللهمّ إنك تعلمُ أني كنتُ أحبُ الفقر على الغنى وأحبُ الذلة على العِز، وأحبُ الموتَ على الحياة.. ثم قال وروحُه تفيض: حبيب جاء على شوقٍ، لا أفلحَ من ندِم...... رحم الله حُذيفة بن اليمان فقد كان طرازاً فريداً من الناس.. ------------------ للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4494 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() رجع بخفي حنين ![]() رجع بخفي حنين.. عندما يعود الانسان من مكان ما خائبا يقال له هذا المثل يُقال: إنه كان يوجد ببلاد "الحيرة" إسكافي شهير اسمه "حنين".. ذات يومدخل أعرابي إلى دكانه ليشترى خفين، وأخذ الأعرابي يساوم "حنينا" مساومةشديدة، ويغلظ له فى ...القول؛ حتى غضب حنين، ورفض أن يبيع الخفين للأعرابي؛فاغتاظ الأعرابي، وسبّ "حنينا" سبًّا فاحشًا، ثم تركه وانصرف! صمم حنين على الانتقام من الأعرابي؛ فأخذ الخفين، وسبق الأعرابي من طريقمختصر، وألقى أحد الخفين فى الطريق، ومشى مسافة، ثم ألقى الخُفّ الآخر،واختبأ ليرى ما سيفعله الأعرابي.. فوجئ الأعرابي بالخف الأول على الأرض؛ فأمسكه، وقال لنفسه: "ما أشبه هذاالخُف بالخف الذي كنت أريد أن أشتريه من الملعون حنين، ولو كان معه الخفالآخر لأخذتهما.. لكن هذا وحده لا نفع فيه". ثم رماه على الأرض ومضى في طريقه، فعثر على الخف الآخر؛ فندم لأنه لم يأخذالأول، وعاد ليأخذه، وترك راحلته بلا حارس؛ فتسلل حنين إلى الراحلة وأخذهابما عليها، فلما عاد الأعرابي بالخفين لم يجد الراحلة، فرجع إلى قومه. ولما سألوه: بماذا عدت من سفرك؟ ِ عدت بخفي حنين.! -------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4495 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() كثيرا ما نردد بعض الأمثال والحكم في حياتنا ،، دون أن نعرف لها قصة أومناسبة ،، أو حتى نعرف مصدرها ،، فنفاجئ أن ما نظنه نثرا يتبين لنا أنه شعرا كأن تكون شطر بيت شعري أو كلمات منتزعة من بيت شعري وهكذا ،، في هذا الموضوع جمعت لكم عدد من هذه الكلمات الدارجة في حياتنا اليومية مع بيان مصدرها ،، ======= ولتكن بدايتنا مع الجملة الأكثر شهرة والأكثر شيوعا واستخداما @( وهل يخفى القمر ) ؟ والجملة منتزعة من بيت شعري ، على طريقتين:- الأولى قالت الكبرى أتعرفن الفتى قالت الوسطى نعم هذا عمر قالت الصغرى وقد تيمتها قد عرفناه وهل يخفى القمر أما الطريقة الثانية : قلن : أتعرفن الفتى؟قلن : نعم قد عرفناه وهل يخفى القمر والقمر المقصود هنا هو صاحب هذه الأبيات عمر بن أبي الربيعة ،، الذي كان حديث النساء في ذلك الوقت لما يتميز به من شجاعة وفروسية إلى جانب أنه شاعر,, ومشهور بحبه لهند الذي أنشئ لها من جميل شعره ،، منها : ليت هندا أنجزتنا ما تعد وشفت أنفسنا مما تجد واستبدت مرة واحدة إنما العاجز من لا يستبد .. فأنشئ على ألسنتهن قصيدة جاء فيها تلك الأبيات ،، ===== @( ما أشبه الليلة بالبارحة ) وهو عجز لبيت شعري لطرفة بن العبد ، قال فيها : كل خليل كنت خاللته لا ترك الله له واضحة كلهم أروغ من ثعلب ما أشبه الليلة بالبارحة (و الواضحة : هي الأسنان التي تظهر عند الضحك قكأنما يدعو عليهم ربه بأن تسقط اسنانهم جميعاأو أن يصابوا بالحزن والغم فلا يرى لهم أحد سنا ضاحكة ) @ ( إياك أعني واسمعي يا جارة ) وهي أيضا عجز لبيت شعري ، وأول من قالها هو سهل بن مالك الفزاري ، وأما مناسبتها فإنه خرج يوما يريد النعمان فنزل في طريقه على قوم من بني طيء ، فسأل عن سيدهم فلم يكن موجودا في ذلك الوقت ، فأكرمته أخته و أحسنت إليه ، وصادف يوما أن خرجت من خبائها فرأى أجمل من وقعت عليه عيناه ، إضافة إلى ذلك فقد كانت ذا عقل وأدب ، وكانت سيدة نساء قومها ،، فوقعت في نفسه ، ولم يعرف كيف يراسلها ، فأنشد يوما وهي تسمعه : [يا أخت خير البدو والحضارة كيف ترين في فتى فزارة أصبح يهوى حرة معطارة إياك أعني واسمعي يا جارة فلما سمعته عرفت أنه يعنيها ، فقالت : [إني أقول يا فتى فزارة لا أبتغي الزوج ولا الدعارة ولا فراق هذه الجارة فارحل إلى أهلك باستخارة ( فاسْتَحْيا الفتى وقال: ما أردتُ منكرا واسوأتاه، قالت: صدقْتَ، فكأنها اسْتَحْيَتْ من تسرُّعها إلى تُهمَته، فارتحل، فأتى النعمان فَحَبَاه وأكرمه، فلما رجع نزل على أخيها، فبينا هو مقيم عندهم تطلَّعت إليه نفسُها، و كان جميلا، فأرسلت إليه أنِ اخْطُبني إن كان لك إليَّ حاجة يوما من الدهر فإني سريعة إلى ما تريد، فخطبها وتزوجها وسار بها إلى قومه.) (في فمي ماء ) وهي جملة كثيرا ما نرددها ، عندما لا نستطيع أن نصرح بشيء علانية : أما مصدرها ، فهو بيت شعري قديم على لسان ضفدع يقول : قالت الضفدع قـولا رددتـه الحكـمـاء في فمي مـاء وهـل ينطق من في فيه ماء ( إن غدا لناظره قريب ) وأول من قالها هو قراد بن أجدع ،، لها قصة جميلة ،، يحكى أن : النعمان بن المنذر - ملك الحيرة - كان قد خرج يوما للصيد على ظهر فرسه ( اليحموم ) ، ومضى في أثر عير ، إلا أنه فلت منه ، وابتعد عن فرسانه ، وأقبل المساء ، ، فوجد من بعيد خباء فتوجه إليه ،، كان صاحب هذا الخباء رجل فقر من طيء ، يعيش هو وزجته على لقيمات قليلة ، وشاة هزيلة ،، فلما أقبل عليهم النعمان ، ورأوا هيئته ، شكوا في أن يكون رجلا نبيلا ، فقاموا بإكرامه ، وذبحوا له الشاة وخبزت له العجوز شيئا من دقيق كانت تحتفظ به ،، وبات عندهم ليلته ، وفي صبيحة اليوم التالي ، امتطى النعمان صهوة جواده ، وقال : يا أخا طيء اطلب ثَوَابك، أنا الملك النعمان،. قال: أفعل إن شاء الله. ومضى النعمان إلى أصحابه وعادوا إلى الحيرة ،، ولبث الطائي زمانا إلى أن تردت حالته ، فاقترحت عليه امرأته بأن يتوجه للملك النعمان ، ففعل ، وصادف أن وصل إليه في يوم بؤس النعمان - وذلك أن للنعمان كان له يوم بؤس يقتل فيه أول شخص يراه - ( فلما نظر إليه النعمان عرفه، وساءه مكانه، فوقف الطائيّ المنزولُ به بين يدي النعمان. فقال له: أنت الطائيّ المنزول به؟ قال: نعم. قال: أفلا جِئْتَ في غير هذا اليوم؟ قال: أبَيْتَ اللعن! وما كان علمي بهذا اليوم؟ قال: والله لو سَنَحَ لي في هذا اليوم قابوسُ ابني لم أجد بُدّا من قتله، فاطلب حاجَتَكَ من الدنيا وسَلْ ما بدا لك فإنك مقتول، قال: أبَيْتَ اللعنَ! وما أصنع بالدنيا بعد نفسي. قال النعمان: إنه لا سبيل إليها. قال: فإن كان لا بدّ فأجِّلْني حتى أُلِمَّ بأهلي فأوصي إليهم وأهيئ حالهم ثم أنصرف إليك، قال النعمان: فأقم لي كَفيلاً بموافاتك، فالتفت الطائي إلى شريك بن عمرو بن قيس من بني شيبان، وكان واقفا بجانب النعمان ،فقال له : يا شريكا يا ابن عمرو هل من الموت محالة ؟ يا أخا كـل مضـاف يا أخا من لا أخا لـه يا أخا النعمـان فـك اليوم ضيقا قد أتى لـه طالما عالـج كـرب الموت لا ينعـم بالـه فأبى شريك أن يتكفل به، فوثب إليه رجل من كلب يقال له قُرَاد بن أجْدَع. فقال للنعمان: أبيت اللَّعْن! هو عليّ. قال النعمان: أفعلت؟ قال: نعم، فضمّنه إياه ثم أمر للطائي بخمسمائة ناقة، فمضى الطائيّ إلى أهله، وجَعَلَ الأجَلَ حولا من يومه ذلك إلى مثل ذلك اليوم من قابل، فلما حال عليه الحولُ وبقي من الأجل يوم ،قال النعمان لقُرَاد: ما أراك إلا هالكاً غَداً. فقال قُرَاد: فإن يَكُ صَدْرُ هذا اليوم وَلىّ فإنَّ غَداً لناظرهِ قَريبُ فلما أصبح النعمان ركب في خيله ورَجْله متسلحاً كما كان يفعل حتى أتى الغَرِيَّيْنِ فوقف بينهما، وأخرج معه قُرَادا، وأمر بقتله، فقال له وزراؤه: ليس لك أن تقتله حتى يستوفي يومه، فتركه، وكان النعمان يشتهي أن يقتل قُرَادا ليُفْلَتَ الطائي من القتل، فلما كادت الشمس تَجِبُ وقُرَاد قائم مُجَرَّد في إزار على النِّطَع والسيافُ إلى جنبه أقبلت امرأته وهي تقول: أيا عَيْنُ بكى لي قُرَاد بن أجْدَعَـا رَهينـا لقَتْـلٍ لا رهينـا مُوَدّعـا أتتـه المنايـا بَغْتـةً دون قومـه فأمسى أسيراً حاضر البَيْتِ أضْرَعَا فبينما هم كذلك إذ رفع لهم شخص من بعيد، وقد أمر النعمان بقتل قراد، فقيل له: ليس لك أن تقتله حتى يأتيك الشخص فتعلم من هو، فكفَّ حتى انتهى إليهم الرجلُ فإذا هو الطائي، فلما نظر إليه النعمان شَقَّ عليه مجيئه، فقال له: ما حملك على الرجوع بعدَ إفلاتك من القتل؟ قال: الوفاء. قال: وما دَعَاك إلى الوفاء؟ قال: دِينِي. قال النعمان: فاعْرِضْهَا عليّ، فعرضها عليه، فتنصر النعمان وأهلُ الحِيرة أجمعون، وكان قبل ذلك على دين العرب، فترك القتلَ منذ ذلك اليوم، وأبطل تلك السُّنَّة وأمر بهدم الغَرِيّيْن، وعفا عن قُرَاد والطائي. وقال: والله ما أدري أيهما أوفى وأكرم، أهذا الذي نجا من القتل فعاد أم هذا الذي ضمنه؟ والله لا أكون ألأمَ الثلاثة، فأنشد الطائيّ يقول: ما كُنْتُ أُخْلِفُ ظنه بعد الذي أسْدَى إلىّ من الفَعَـال الخالـي ولقد دَعَتْنِي للخلاف ضَلاَلتي فأبَيْتُ غيرَ تمجُّدِي وفعالـي إني امرؤ منِّي الوفاءُ سَجِيـة وجزاء كـل مكـارم بَـذَّالِ وقال أيضاً يمدح قُرَادا: ألا إنما يسمو إلى المجد والعُلا مَخارِيقُ أمثال القُرَاد بْنِ أجْدَعَا مخاريقُ أمثال القـراد وأهلـه فإنهمُ الأخيار من رَهْطِ تبعا ) . ------------------ م/ن |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4496 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() أثر الدعوة إلى الله بسم الله الرحمن الرحيم إنك حينما تتحول من رقم في المجتمع وعدد لا أثر له سوى الحياة لنفسه وأسرته، دون أن يكون لك أي دور في الحياة الاجتماعية أو الإصلاحية بل حتى في التأثير على الآخرين لتضاف في النهاية إلى السواد الأعظم المسمى بالدهماء. حينما تتحول إلى إنسان يحمل هم الآخرين ويعمل من أجل إنقاذهم وإصلاحهم بذلا وقتك وجهدك ومالك تعدل بذلك الأمة كلها فتصير أمة، كما قال الله عن إبراهيم الفرد الواحد ? إن إبراهيم كان أمة ? وعبر عن الدعاة بالأمة ولو كان واحدا ? ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ?. وتزداد لذتك لخدمة هذا الدين وتكبر سعادتك حينما ترى أثر عملك يتحول إلى هداية سرت في دماء الآخرين وأنوارا تتلألأ في ظلمة السائرين. قد لا تقدر كثيرا أثر الشريط أو الكتاب أو الكلمة أو المقال حينما تكتبها في خدمة الدين ولكن بركة إلهية ورحمة ربانية تسبقها إلى قلوب الآخرين تجعلها بلسما وشفاء للمرضى. لقد كان للدعوة إلى الله أكبر الأثر في تحويل حضارات وشعوب من الوثنية والنصرانية إلى الإسلام في الصين وروسيا وأفريقيا وأوروبا واليابان وأمريكا قد أثر فيها الإسلام أكبر الأثر، إنه بفضل الله ثم بفضل الدعوة إليه كم قد أنقذ الله بهذه الدعوة أقواما في هذا العالم الفسيح من الظلمات إلى النور ومن النار إلى الجنة. وغذا كان الجهاد والغزو اليوم قد تعطل لضعف المسلمين وللتكتل الدولي الحاضر فلم يبق للإسلام من ينشره ويؤازره ويوضح معالمه إلا الدعوة إلى الله، وأعظم من هذا بقاء الدين في نفوس الناس رغم الحرب عليه، ومحاولة وأده وتشتيت أهل بفضل الله ثم بفضل الدعوة إليه والدعاة الناشطين. لقد حققت الدعوة إلى الله آثارا كبيرة في حياة الناس فهذبت أخلاقهم فحولتهم من وحوش كاسرة إلى أناس محترمين مؤدبين وديعين، ونقلتهم من صالات القماء وأوكار الدعارة وحانات الخمارات إلى المساجد والصلوات وقلبتهم من مجرمين محترفين إلى دعاة وأئمة ومؤذنين وأخرجتهم من ضيق الصدور والسجون إلى النعيم والسكون. لقد عملت الدعوة إلى الله في الناس كعمل الماء في الأرض الجدباء فبعد أن كانت أرضا مقفرة هجرتها الطيور وماتت فيها الزروع رواها الإيمان فأنبتت وأزهرت كل خير، فتحولت الوحشة فيها إلى أنس، والشدة والغلظة إلى رحمة ورأفة، وما كان في النفس البشرية من خواء تحول إلى عجلة وزحمة في السعي إلى الآخرة. نعم.. إنها الدعوة إلى الله التي اهتزت لها الجبال وتفطرت لها الصم الثقات.. تعمل في الإنسان وتؤثر في الأجواء والمكان. ----------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4497 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() سلسلة اعترافات فتاة - صراع الذكريات بسم الله الرحمن الرحيم علا الصراخ بشكل غير طبيعي هذه المرة.. سقطت السيارة الصغيرة من يد عبودي وأخذ ينظر إلي بخوف.. يا للمسكين.. أسرعت أغلق باب غرفتي واحتضنت عبودي.. - "خلاص" حبيبي.. لا تخف.. لم يحصل شيء.. - أريد ماما.. أريد ماما.. - ماما مشغولة الآن.. أخذت أمسح شعره بحنان وأنا أكثر حاجة منه لمن يحتويني في هذه اللحظة.. فتحت هيفاء الباب بهدوء ونظرات الخوف تكسو وجهها.. كنت أعرف ماذا تريد أن تقول.. وهي كذلك تعرف ما في قلبي.. كان هناك فقط كم من المشاعر على وجوهنا تتكلم.. دخلت وأغلقت الباب وجلست على سريرها شاحبة.. بينما أصوات الصراخ تعلو.. سكت قليلاً.. - ماذا حصل؟ سألتُها.. - لا أعرف.. ربما لأنها نسيت صنبور الحديقة مفتوحاً! ساد الصمت مرة أخرى.. - إنه غاضب منذ البارحة.. عمتي منيرة "زعلانة" لأن أمي لم تزرها في المستشفى منذ أول يوم.. وقد صبت غضبها على أبي.. - يا الله!!.. لماذا هم هكذا؟.. مسكينة أمي!.. لقد كان عليها حضور زواج ابن أختها.. كيف تذهب لعمتي؟ ثم إن عملية عمتي هي جيوب أنفية.. لم كل تلك الضجة؟! - اسأليه! فجأة رفع عبودي رأسه.. - أبيل.. نلوح سوبلمالكت اليوم؟ أطلقت ضحكة أسالت دموعي الساخنة.. - أي سوبرماركت يا حبيبي.. ! وتنهدتُ بحرقة.. - سنقضي أسبوعاً من الألم والنكد والعزلة بسبب مثل هذا الشجار.. استلقت هيفاء على السرير وأعطتني ظهرها.. أحسست أنها تبكي.. ابتلعت غصتي وسكت بينما أصوات الصراخ تعلو.. تقترب وتبتعد أحياناً.. وفجأة سمعت صوت ارتطام شيء.. - وأنت يا ثور.. !! عرفت أنه أحمد.. لا بدَّ وأنه قد مرَّ في منطقة الخطر.. ليحصل على نصيبه من الحلوى.. وبعد قليل فتح الباب بهدوء ودخل.. نظراته الكسيرة توحي بالحيرة والضياع والألم.. جلس على السرير قرب هيفاء.. حك رأسه.. وتناول مجلة أطفال قديمة يتصفحها.. يحاول أن يبدو مشغولاً وغير مهتم.. شعرت بتعاطف كبير معه.. كنت أعلم يقيناً أنه تعرض لضربة موجعة.. لكني لم أشأ أن أكسر شيئاً من كبريائه وهو في سنوات مراهقته الأولى.. بعد قليل تكلم.. - أبي غاضب.. ! سكت.. فلا تعليق لدي.. لكني كنت أعرف أنه يريد مدخلاً للحديث.. - كسر لعبة الكمبيوتر الجديدة! يا الله!!!.. لا يمكن.. مسكين!.. لقد بقي أحمد عاماً كاملاً يجمع من مصروفه وعيدياته ليشتريها.. لا يمكن.. ! مسح كتفه ثم ابتسم.. - وضربني بسلكها أيضاً!! كان يحاول أن يبدي عدم الاهتمام.. لكني كنت قد وصلت إلى حافة الانهيار وأكاد بالفعل أن أبكي.. وتماسكت بصعوبة حتى لا أزيد جراحه.. هدأ الصراخ.. فشعرت بخوف أكثر.. لأن هذا هو الوقت الذي يطل فيه أبي علينا ليلقي تهديده ووعيده.. أخذت أمسح باستمرار على رأس عبودي الذي نام في حضني وغاب لحسن حظه- عن المشهد.. جو خانق في الغرفة.. لكنه يبدو في الخارج خانقاً ومخيفاً أكثر.. بقينا صامتين.. هيفاء شبه نائمة.. وأحمد يقلب صفحات المجلة القديمة ويحاول أن يبدي اهتمامه بها.. وأنا أصارع دموعي ونشيجي كي لا يظهر.. فُتح الباب بقوة كما توقعنا.. كان غاضباً بشكل رهيب.. وجهه محمر.. عيناه تطلقان الشرر.. صرخ بقوة.. وصرخ.. وصرخ.. وكال الشتائم لأمي أمامنا حتى يغيظنا.. وهدد وهدد.. وكان علينا أن نقف هادئين مطأطئين رؤوسنا باحترام وأن نرضيه ونبدي السعادة أيضاً أمامه.. وحين سكتنا صرخ.. - لماذا أنتم صامتون؟ تكلموا.. هيا.. قولوا شيئاً.. نظرنا لبعضنا في خوف فماذا عسانا نقول؟.. إن أي خطأ أو هفوة بسيطة في الكلام قد تكلفنا صفعة على الوجه.. تطوعت للرد وأنا أرتجف.. - خيراً إن شاء الله يا أبي.. صرخ كمن ينتظر سبباً لإكمال صراخه.. - وأي خير يرتجى منكم ومن أمكم.. أي خير؟ هاه؟.. قولوا.. أيها الـ.. الـ.. واستمر في الإهانات الجارحة التي كانت أقوى من أي صفعة.. في تلك اللحظة.. استيقظ عبودي من النوم.. وبدأ يبكي ويصيح من الخوف.. فازداد غضب أبي.. وصرخ قليلاً ثم أغلق الباب بكل قوته وخرج يكاد يحرق من يمر أمامه.. عندها حضنت عبودي بقوة.. حضنته ووضعت رأسي على رأسه وأخذت أصيح.. وأنشج بقوة.. لم أعد أحتمل.. لأني أحسست بأشياء كثيرة تتحطم في داخلي.. كرامتي.. مشاعري.. روحي.. وحتى حبي لنفسي.. كرهت نفسي لأنها وصلت لهذه المرحلة من الحضيض وتقبل الإهانات.. وبكيت حتى بللت شعر الصغير.. بعد سنوات.. بدأت آثار ذلك الألم الذي كنا نعيشه تظهر علينا جميعاً.. كلٌ حسب الطريقة التي اختارها.. هيفاء.. استسلمت لتلك الذكريات.. فهي ترفض الزواج تماماً.. ومتعلقة بأمي بشدة ولا تريد مفارقتها.. علاقتها بأبي رسمية جداً.. أحمد الهادئ.. اختار الهروب من تلك الذكريات.. فترك المنزل.. وأصر على التسجيل في جامعة في مدينة أخرى.. كنت أعلم يقيناً أنه يريد الابتعاد عن والدي وعن المنزل الذي عاش فيه الكثير من الليالي المرعبة.. وعبودي.. الذي كنت أحاول عبثاً- أن أبعده عن أي مؤثر خارجي كان أقلنا تأثراً.. ربما لأن أبي تغير طبعه بعض الشيء مع كبر سنه.. لكنه لا يزال يعاني من مشاكل دراسية وسرحان.. ولا يزال يبدو يقرض أظافره حتى الآن.. أما عبير.. أنا.. فقد اخترت الطريق الأصعب.. اخترت أن آخذ الأمر كله كتحدٍ.. وصراع.. وأعيش كمقاتل عنيد مع ذكرياتي الأليمة.. حتى أهزمها.. اخترت أن أثبت نفسي وأشق طريقي في الحياة لأعوض شخصيتي المهانة في الطفولة.. درست الطب وتخرجت وتزوجت.. وأنجبت.. وعملت كطبيبة أطفال.. أصبحت أشارك في الكثير من المؤتمرات الدولية.. وألقي المحاضرات بكل ثقة وقوة.. حياتي الأسرية سعيدة جداً ولله الحمد.. فزوجي إنسان هادئ يقدرني ويحترمني.. وأطفالي سعداء ومرتاحون وينعمون بالحب والأمان.. وحين أرى الفرحة في أعينهم أنسى كل آلامي.. أما والدي.. فقد جاهدت كثيراً لكي أتناسى ما فعله بحقنا.. ودعوت الله أن يغفر لنا وله.. قاتلت وحاربت نفسي طويلاً لكي أسامحه وأصفح عنه بصدق.. وبعد سنوات طويلة.. استطعت ذلك بصعوبة.. وعندها فقط شعرت بالراحة والرضا والسلام.. ولم تعد الذكريات تخيفني.. أعلم أنه أمرٍ مغرٍ جداً.. أن تهرب من الذكريات القاسية.. أو تستسلم لها بكل خنوع.. لكني لم أهرب منها..ولم أستسلم لها أيضاً..أنا تركتها في مكانها في الذاكرة.. لكني تحديتها.. وواجهتها.. وتغلبت عليها ولله الحمد.. -------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4498 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() الشيطــــــــــان يخطـــــــب بسم الله الرحمن الرحيم لا زلنا أيها الأحبة مع إطلالتنا المباركة على النار وموضوعنا اليوم هو كما قرأتم الشيطان يخطب ربما تتعجب من العنوان..... ولكن بالفعل الشيطان له خطبة وخطبة شهيرة للغاية ولكنها ليست في الدنيا... إنها في جهنم والعياذ بالله...... اقرأ معي هذه الخطبة التي ذكرها الله في كتابه الكريم قال تعالى" وقال الشيطان لما قضى الأمر" هذه الخطبة التي يخطب بها إبليس في جهنم. أي لما فرغ الله من الحساب ودخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار. "إن الله وعدكم وعد الحق" أي وعدكم وعداً حقاً بأن يثيب السائر على طاعته بدخول الجنة وأن يعاقب العاصي بدخول النار وقد صدق الله في وعده معكم أما أنا.... "ووعدتكم فأخلفتكم". أي وعدتكم أن الله سيغفر لكم كل الذنوب التي اقترفتموها حتى ولو لم تتوبوا منها. وعدتكم أني سأكون معكم يوم القيامة وسأتحمل الذنوب عنكم. "وما كان لي عليكم من سلطان" أي لم يكن لي قدرة وتسلط وقهر عليكم فأقهركم على الكفر والمعاصي. نعم أيها الأحبة هاهو الشيطان يعترف بالحقيقة..... الحقيقة التي أقرها الله - تعالى -في كتابه الكريم حين قال "إن كيد الشيطان كان ضعيفا". كل الذي يقوم به الشيطان هو...... "إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي" أي إلا وسوستي لكم بالأعمال القبيحة التي تسخط المولى - عز وجل - والعيب ليس في أنا ولكن العيب فيكم أنتم... أنتم الذين استجبتم لي.... أنتم الذين أطعتموني في معصية الله على الرغم من صيحات الهداية التي كان يطلقها أهل الصلاح وأنتم على أحوالكم وكأنكم لا تسمعون ولذلك.... "فلا تلوموني ولوموا أنفسكم" أي لا تلقوا باللوم علي ولكن لوموا أنفسكم على استجابتكم لنداء الشهوات وأنتم تعلمون نهاية الطريق وحتى لو لمتنني فأنا لا أستطيع أن أنفعكم بشيء... "ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي " أي ما أنا بمغيثكم ولا أنتم بيموغيثي من عذاب الله فاليوم لا تنفع الشفاعة إلا لعباد الله الصالحين اليوم تتبين لكم حقيقتي التي كنتم تعرفونها وتغضون الطرف عنها..... الحقيقة التي قال الله عنها في كتابه الكريم " {الْأ خِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} ثم يأتي المشهد الأخير في هذه الخطبة المؤثرة المشهد الذي يزيد أهل النار حسرة وألما.... المشهد الذي تظهر فيه حقيقة الشيطان اللعين مشهد التبرؤ من أتباعه... "إني كفرت بما أشركتمون من قبل" أي كفرت بإشراككم لي مع الله في الطاعة.... فكل فرد يحاسب وحيدا ولن ينفعكم اليوم أي شيء إلا أعمالكم الصالحة. ثم يخبرهم بالنتيجة الحتمية لكل ظالم.... "إن الظالمين لهم عذاب أليم" قال الرازي: هذه الخطبة إنما تكون إذا استقر أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار. فيأخذ أهل النار في لوم إبليس وتقريعه فيقوم في ما بينهم خطيباً بما أخبر عنه القرآن. وقال الحسن: يقف إبليس يوم القيامة خطيباً في جهنم على منبر من نار يسمعه الخلائق جميعاً وهكذا تنتهي الخطبة..... فهل من معتبر؟؟؟ ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4499 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() أول خطوة في الجنة بسم الله الرحمن الرحيم هل تعرف اللؤلؤ والياقوت؟ إنها تلك الأحجار الكريمة التي يتصارع عليها البشر في كل مكان الآن وربما تحدث بسببها الجرائم وترتكب من أجلها الموبقات. ستقول [بالطبع أعرفها] حسنا أحب أن أبشرك أنك ستدوس عليها بقدمك بإذن الله - تعالى - وأنت في الجنة جعلني الله وإياك من أهلها. نعم أيها الحبيب ستدوس عليه بقدمك لأنها ستكون الحصى المفروش على أرض الجنة وإذا كنت لا تصدقني اقرأ هذا الحديث الشريف: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - في حديث تكلم فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الجنة قال فيه: [[وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وتربتها الزعفران]]. [الترمذي و أحمد و صححه الألباني] أريدك أن تتخيل معي هذا المشهد.... بعد أن تفتح أبواب الجنة وتشم رائحة الجنة الطيبة تخطو أول خطوة فيها بيمينك تطأ قدمك على أرضها فترى اللؤلؤ والياقوت وهو يلمع تحت النور الذي يأتي من بعيد.. آآآه نسيت أن أخبرك... الجنة أخي الحبيب لا تضاء بالشمس ولا بالقمر ولا حتى بالنجوم ولكنها تضاء بنور وجه الله- تبارك وتعالى - ذلك النور الذي انهارت أمامه الجبال في الدنيا [فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا]. وليس اللؤلؤ فقط هو الذي سيلمع ولكن أيضا البيوت والقصور ستلمع تحت هذا النور.... عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: [قلت يا رسول الله مم خلق الخلق؟ قال: من الماء قلت ما بناء الجنة؟ قال: لبنة من الفضة، ولبنة من ذهب، ملاطها [الملاط: الطين]المسك الأذفر]. [الترمذي و أحمد و صححه الألباني] يا للروعة..... طوبة من ذهب وطوبة من فضة وبينهما المسك، هل تتخيل معي رائحة هذه القصور وكيف سيكون بريقها في نور الرحمن وهي تتلألأ كألف كوكب درى ويتداخل معها بريق اللؤلؤ والياقوت في أرض الجنة... مشهد رائع أليس كذلك... ؟ وسيزداد عجبك إذا علمت أن هناك خياما من اللؤلؤ وقصورا من الذهب الخالص.. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها في السماء ستون ميلاً، للمؤمن فيها أهلون، يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضاً] [البخاري ومسلم]. يا إلهي..... ما كل هذه الروعة..... خيمة من اللؤلؤ الخالص طولها ستون ميلا، أي أنك لا ترى آخرها، اللهم اجعلنا من أهلها يا رب العالمين. وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب فقلت لمن هذا القصر؟ قالوا: لشاب من قريش، فظننت أني أنا هو فقلت: ومن هو؟ قالوا عمر بن الخطاب] [الترمذي و قال حسن صحيح]. أظن أخي الحبيب أن شوقك للجنة يزداد حينا بعد حين وهذا هو المطلوب, فالحياة في رحاب الجنة تزيد المرء ثباتا وترقق القلب وتعلي الهمة. ----------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4500 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() [frame="8 80"] ليتنا نغدو صغاراً من جديد بسم الله الرحمن الرحيم عندما كنّا صغارًا كانتِ الدّنيا جميلهْ كنتُ أرنو للفضاءِ، والسّماءِ، والغمامِ، عندما كان اهتمامي، وغرامي بالنّجومِ اللاّمعاتْ تُلهِمُ الشّعرَ الصّوَرْ.. والفراشاتُ العطاشى للرّحيقْ ترقبُ العشّاقَ في عَتْمِ الخَميلهْ.. عندما كنّا صغارًا كانتِ الأحلامُ تصحو في رؤانا ورؤانا تعزِفُ الوعدَ أغاني وأماني في العيونِ الحالماتْ عندما كنّا صغارًا كانت الأطيارُ تأوي للسّطوحْ والعصافيرُ الجميلهْ تبتني أعشاشَها فوقَ النّوافذْ وتغنّي لحنَها الممزوجَ بالعطرِ يتدلّى فوقَ حيطانِ المنازلْ ياسمينًا أبيضَ الخدّينِ والقلبِ يغزلُ الأنسامَ بالأطيابِ والحبِّ حولَ أعناقِ الصّبايا عندما تحكي المرايا ما يُرجّى من حكايا عن وعودٍ، وعهودٍ وانعتاقْ ولقاءٍ، وحديثٍ، وعناقْ في طريقٍ ندَّ عن رَحْمِ الطّفولهْ! عندما كنّا صغارًا كانت الأشياءُ أجملْ كانت الأيّامُ أجملْ كانت الأشجارُ أجملْ كانت الطيارُ أجملْ كانت الألحانُ في مجرى السّواقي وخريرُ الماءِ في مجرى الجداولْ كان أجملْ كان أحلى ما يكونُ عندما ترنو العيونُ لتناجي صورةَ البدرِ المنيرِ في مياهِ السّاقيهْ حيثُ كانَ البدرُ يلهو، والجنادلْ تَضْبِطُ الإيقاعَ للماءِ النّمِيرِ فيغنّي لحنَه العذبَ الفُراتْ ويقولُ الشّعرَ في أحلى اللّغاتْ ماضيًا في دربِهِ يسقي النّجومَ السّابحاتْ والعناقيدُ تَدَلّى ظامئاتٍ للشّرابْ وهْوَ يمضي لا يبالي أينَ مَرْساهُ ومَرْسى السّاقيهْ!! عندما كنّا صغارًا... ليتَنا نَغدو صغارًا من جديدِ ننسجُ الآمالَ ثوبًا من براءهْ ونعيشُ العمرَ في رسمِ الخيالِ ونرى الأحلامَ تدنو أو تغيبُ ويطلُّ العيدُ يُغري بالهدايا ترسمُ الأفراحَ في وجهِ الطفولة.. ليتنا نغدو صغارًا من جديدِ ليعودَ للدّنيا الجمالُ وأعودَ أرنو للفضاءِ، والسّماءِ، والغمامِ!!! [/frame] |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ | الوآصل | المنتدى الرياضي | 6 | 10-12-2009 01:49 AM |
اســـــــرار القلــــب..! | الســرف | المنتدى العام | 22 | 29-09-2008 01:03 AM |
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء | امـــير زهران | منتدى الحوار | 4 | 02-09-2008 03:05 PM |
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة | رياح نجد | المنتدى العام | 19 | 15-08-2008 01:10 PM |
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! | البرنسيسة | المنتدى العام | 13 | 17-08-2007 11:04 PM |