![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4511 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() وصفات مضمونة إليكم بعض الوصفات السحرية الدعاء ثم الدعاء ثم الدعاء قال الله تعالى {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون} (البقرة). وهذا أيوب - عليه السلام - {وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين} (الأنبياء) وهذا ذو النون - عليه السلام {وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} (الأنبياء) فمهما زادت أو كثرت عليك هذه الضغوط فالله أكبر كن واثقاً في مولاك، وادعه؛ فبيده ملكوت كل شيء وأكثر من قولك"اللهم اجعل في قلبي نوراً" واعلم أنك تأوي إلى ركن شديد يخرجك من كرب عظيم - سبحانه و- تعالى -. الذكر فذكر الله يجلي الهم ويزيل الكرب وينفس الضيق ويشرح الصدر ويضيء لك الطريق ويمحو الوحشة، ومن ذكر الله في نفسه ذكره الله في نفسه. الخشوع كان النبي - صلى الله على و سلم - إذا حزّ به أمر فزع إلى الصلاة، فعليك بها فهي شعار الناجحين، وإزار المؤمنين، ورداء الداعين، ودثار المخبتين، إنها عمود الدين، وللخشوع تأثير في إفرازات المخ، حيث يتوازن إفراز الخلايا المختصة بالحزن مع إفرازات الخلايا المختصة بالفرح، وعندها يتحقق لك الاتزان المطلوب. الثقة بالله.. تزرع الطمأنينة هل تعلم وصية النبي - صلى الله عليه و سلم - لابن عباس - رضي الله عنهما - وهي:"يا غلام،إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف"؟. إذاً فعلام القلق والتوتر وقد رفعت الأقلام وجفت الصحف ولن يأتيك الخير إلا بقدر الله ولن يصيبك شر إلا بإذن الله؟ --------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4512 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() [frame="8 80"] حتى لاتفقد زهورنآ عبيرهآ آآهٍ ... أيُ المشاعرِ أسطرها..!! والألم يقتل كلماتي .. بل يُحرقها .. ينسفها .. ويزلزلها آآهٍ .. يا أُخية .. آآهٍ .. يا ابنة الإسلام .. ما أقسى قلبكِ .. بل يا لَبُعده عن أسمى المشاعر .. حينما..جعلتِ هذا القلب مسكناً لكلِ حبّ زائف.. ليتك تدخلين قلبي .. فترين ما أحملهُ لكِ من حبٍ وإخاء وخوفٍ عليكِ وحرصٍ على مشاعرك الغالية لكن , هيهات هيهات .. فقلبكِ القاسي .. لا يرى إلا كل حبٍ خدّاع .. أما مشاعري الصادقة .. فيضربُ بها عرض الحائط آآهٍ ياغالية ..ليتك تفهمين !!.. أيخدعكِ ذئب .. باسم الحب ؟ أيسرقُ مشاعرك .. باسم الحب ؟ أيجردكِ من حيائكِ .. باسم الحب ؟ أيخلع عنكِ ثوب العفاف .. باسم الحب ؟ أيخرجكِ من بيتكِ .. باسم الحب ؟ أيدنسُ طهركِ .. باسم الحب . ما أحقر تلك الذئاب ..!! يناديكِ بأرقّ الأسماء .. حبيبتي .. زوجة المستقبل .. أم أولادي .. أميرتي .. مالكةُ قلبي .. أتعرفين لم كل هذا الإطراء ؟ ليس حبا لك والله .. ! وإنما ليأسر قلبك الطاهر ثم يستدرجك حتى يصل إلى مبتغاه البهيمي الحقير أتعلمين ماذا يسميك عند أصدقائه ؟ أيسميك العفيفة .. مثلاً .. ؟؟؟ أو الطاهرة ؟ أو حتى صديقة ؟؟ لا والله .. فهو إنما يراكِ خائنة خائنة لله وخائنة لأهلها فيسميك عند أصدقائه بأحقر الأسماء .. الزبالة .. والعاهرة .. والغبية .. والحقيرة .. و .... و .... وألفاظ أخرى كثيرة أخجل حتى من ذكرها وما أن ينتهي ممن مبتغاه القذر منكِ .. يترككِ !!!! خائبة .. خاسرة .. ذليلة .. منكسرة .. وربما تحملين أثرا من فعله الشنيع يكون وصمة عار لك ولأسرتك كلها أين تلك الابتسامة .. التى لم تكن تفارق محيّاكِ الطاهر ؟ أين أحلامكِ ؟؟ بالزوج الصالح والأطفال الصالحين ؟ أين آآمالكِ بالحياة ؟ أهدافكِ .. وطموحاتكِ ؟ كُلها تحطمت .. لم يعد لها وجود .. فمن السبب ؟ غاليتي النقيّة الطاهرة لا تدعي لعبدة أهوائهم وشهواتهم فرصة لينالوا منك فطالما سعوا للإيقاع بك والنيل منك لكن قوتك بالله وإيمانك به سيكون حصنا لك _ بمشيئة الله _ ضدهم حبيبة الفؤاد أيهما تحبين أكثر ؟ الله جلّ في علاه أو رجل عاص لله ؟ جزما ستقولي الله سبحانه .. ؟ لكن يا ريحانتي لا أراك له مطيعة بل تطيعين عبد هواه ذلك الرجل الحقير المتتبع لعورات المسلمين يا حبيبة قد نغفل كثيرا وكثيرا عن الطاعات لكن حتما أن ذلك سيكون حسرة علينا تأملي معي هذه الآيات الكريمات : { وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ } (39) سورة مريم { اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ } (1) سورة الأنبياء { وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ} (97) سورة الأنبياء {لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ } (22) سورة ق أليس حري بنا أن نعلن التوبة لله خشيةَ أن تلحقنا تلك الحسرات يوم لا ينفع الندم ؟ { فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ } (74) سورة التوبة {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ} (52) سورة هود { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } (31) سورة النــور وما الجزاء المعد لك إن أنت تبتِ إلى الله ؟ تأملي : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (8) سورة التحريم ياااااااااااااااااله من نعيم يااااااااااااااااله من جزاء عظيم نسأل الله من فضله وإن أنت أعرضت عن الله ولم تتوبي فانظري ما الجزاء { إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ } (10) سورة البروج غاليتي : قد ترين أننا أكبرنا الموضوع وأعطيناه أكبر من حقه لكن يا حبيبة أخالفك الرأي بل إن الأمر جدا خطير ألا تعلمين أن الإسلام قد جعل من الضروريات الخمس حفظ الأعراض يعلم الله يا غالية أن الأمر مهم جدا وكم من الأنفس انقضت بسبب شهوة ساعة أخية انظري للأمر بعقلانية لا بعواطف الفتاة الجيّاشة غاليتي هل يسرك أن يسألك الله يوم القيامة : أَمَتي ألم أنعم عليك بالنعم أحق تلك النعم عصياني ؟ أمتي لم عصيتني وخرجت مع فلان ؟ لم قلت له كذا وكذا ؟ لم ألنت له القول والكلام وهو محرم ؟ وغيرها من الأسئلة التي ينخلع لها القلب خوفا ووجلا وحياءً من الله . أخيتي أدركي نفسك قبل الندم فلا زلت في زمن المهلة ربما تقول إحداكن : قد وقعت فيما قلتم .. كيف الخلاص منه ؟ حبيبتي أهنئك وأبارك لك التوبة وهنيئا لك فرحة الله بتوبتك فهو أشد فرحا من رجل أضاع راحلته في صحراء قاحلة وحين أيقن بالموت والهلاك أتته راحلته فكم تتوقعين مقدار فرحته ؟؟ الله سبحانه أشد فرحا منه أما الحلول أولا : أعلني التوبة لله في نفسك وابكي ندما على ما مضى واسألي الله أن يغفر لك ثانيا : تخلّصي من كل ما يربطك بذلك الذئب أيا كان رقم أو أوراق أو مواقع انترنت أو غيرها ثالثا : غيري أنت رقم هاتفك أو اقفلي السابق واحرقي شريحته وغيري بريدك الإلكتروني ( إيميل ) وتجنبي المواقع التي كنتما تتشاركان فيها رابعا : إن كان معه لك صورا فلا تبالي فيمكن الخلاص من ذلك لأن جوالات الكاميرا منتشرة جدا وأصبحنا لا نأمن على أنفسنا منهم _ كفانا الله شرهم _ خامسا : إن تعرضت لمضايقات منه إن امكنك مصارحة أهلك فحسن ليساندوك وإن لم يمكنك ذلك فعليك بالاتصال على هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سادسا : ثقي أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه إنك إن صدقت مع الله آتاك الله من فضله وحفظك ولا تنسي دائما احفظ الله يحفظك احفظي محارم الله ولا ترتكبي المعاصي حينها سيحفظك الله من كل شر سابعا : الدعاء الدعاء فهو والله السلاح اسألي الله أن يحفظك من شره ويكفيك إياه وسيحفظك { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } (186) سورة البقرة كلماتٌ سطرناها .. أأقول بدمع العيون .. أم بدم الفؤاد ..؟ لا والله بل هي مزيجٌ من حبٍّ لكِ وخوفٍ عليكِ يادرة الإسلام .. ياا أمل الأمة .. وياعزّ المسلمين .. فهل ستجدُ كلماتي طريقها إلى قلبكِ .. أم سترجعُ خائبة .. ؟ لأن قلبكِ وعقلكِ لا يستقبلانها ..!! أملنا بكِ ..فلا تحطمي الآمال .. نسأل الله أن يحفظك بحفظه وأن يمنّ عليك بتوبة صادقة [/frame] |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4513 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() رجـــــــــل واحـــــــــدة امرأة صالحة تحب الخير لا تفتر عن ذكر الله لا تسمح لكلمة نابية أن تخرج من فمها إذا ذكرت النار خافت وفزعت ورفعت أكف الضراعة إلى الله طالبة الوقاية منها وإذا ذكرت الجنة شهقت رغبة فيها ومدت يديها بالدعاء والابتهال إلى الله أن يجعلها من أهلها . تحب الناس ويحبونها وتألفهم ويألفونها وفجأة تشعر بألم في الفخذ وتسارع إلى الدهون والكمادات ولكن الألم يزداد شدة . وبعد رحلة في مستشفيات كثيرة ولدى عدد من الأطباء سافر بها زوجها إلى لندن وهناك وفي مستشفى فخم وبعد تحليلات دقيقة يكتشف الأطباء أن هناك تعفنا في الدم ويبحثون عن مصدره فإذا هو موضع الألم في الفخذ ويقرر الأطباء أن المرأة تعاني من سرطان في الفخذ هو مبعث الألم ومصدر العفن وينتهي تقريرهم إلى ضرورة الإسراع ببتر رجل المرأة من أعلى الفخذ حتى لا تتسع رقعة المرض . وفي غرفة العمليات كانت المرأة ممددة مستلمة لقضاء الله وقدره ولكن لسانها لم ينقطع عن ذكر الله وصدق اللجوء والتضرع إليه . ويحضر جمع من الأطباء فعملية البتر عملية كبيرة ويوضع الموس في المقص وتدنى المرأة ويحدد بدقة موضع البتر وبدقة متناهية ووسط وجل شديد ورهبة عميقة يوصل التيار الكهربائي وما يكاد المقص يتحرك حتى ينكسر الموس وسط دهشة الجميع وتعاد العملية بوضع موس جديد وتتكرر الصورة للمرة الثالثة ( لأول مرة في تاريخ عمليات البتر التي أجريت من خلاله ) حتى ارتسمت علامات حيرة شديدة على وجوه الأطباء الذين راحوا يتبادلون النظرات . اعتزل كبير الأطباء بهم جانبا وبعد مشاورات سريعة قرر الأطباء إجراء جراحة للفخذ التي يزمعون بترها ويا لشدة الدهشة ! ما كاد المشرط يصل إلى وسط أحشاء الفخذ حتى رأى الأطباء بأم أعينهم قطنا متعفنا بصورة كريهة وبعد عملية يسيرة نظف الأطباء المكان وعقموه وصحت المرأة وقد زالت الآلام بشكل نهائي حتى لم يبق لها أثر . نظرت المرأة فوجدت المرأة رجلها لم تمس بأذى ووجدت زوجها يحادث الأطباء الذين لم تغادر الدهشة وجوههم فراحوا يسألون زوجها هل حدث وأن أجرت المرأة عملية جراحية في فخذها لقد عرف الأطباء من المرأة وزوجها أن حادثا مروريا تعرضا له قبل فترة طويلة كانت المرأة قد جرحت جرحا بالغا في ذلك الموضع وقال الأطباء بلسان واحد إنها العناية الإلهية . وكم كانت فرحة المرأة وكابوس الخطر ينجلي وهي تستشعر أنها لن تمشي برجل واحدة كما كان يؤرقها فراحت تلهج بالحمد والثناء على الله الذي كانت تستشعر قربه منها ولطفه بها ورحمته لها . ------------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4514 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() أبلغ الثناء على الله الدعاء الحمد لله رب العالمين أعطى اللسان، وعَلَّم البيان وخلق الإنسان، فبأي ألآء ربكما تكذبان.. لك الحمد يا من هو للحمد أهل، أهل الثناء والمجد، أحقُّ ما قال العبد وكلنا لك عبد. لك الحمد.. من ضعيف يطلبُ نصرتَك.. لك الحمد.. من فقير يطلبُ غناك.. لك الحمد.. من ذليلٍ يطلبُ عزك.. لك الحمد.. ما دعوناك إلا حسنَ ظنٍ بك.. وما رجوناك إلا ثقةً فيك، وما خفناك إلا تصديقاً بوعدك ووعيدك.. فلك الحمد.. حمدتك ربي كلما لاح كوكبُ *** وما ناح قمري على الغصن يندبُ وشكر جزيلاً والثناء مردودٌ *** لك الحمد ما امتدت إليك المطالبُ والصلاة والسلام على علم الأعلام، وإمام كل إمام، محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فهذه دمعات، وآهات، ونداءات، وتضرعات، وحاجاتٌ، إنها تضرعات المؤمن، ونداءات الصادق، وآهات المؤمل، ودمعات الوجل الخائف، وحاجات العبد الفقير.. هذه أيها المبارك: جملةٌ من جوامع الدعاء، جمعتها لنفسي المقصرة، ولكل مسلم ومسلمة، راجياً من الله النفع والتوفيق للسداد، والإخلاص في القول والعمل، كما أسأل الله جل وعز أن يبارك فيها، وأن يجعلها ذخراً لي عنده يوم أردُ عليه، إن الله ولي ذلك والقادر عليه، وإلى المقصود.. 1 ـ " الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين أهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين" [الفاتحة]. 2 ـ " ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار" [البقرة: 20]. 3 ـ " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به وأعف عنا وأغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين". [البقرة: 286]. 4 ـ " ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب" [آل عمران: 9]. 5 ـ " ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد" [آل عمران: 9]. 6 ـ " ربنا آتنا أمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار" [آل عمران: 16]. 7 ـ " رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء" [آل عمران: 38]. 8 ـ " ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين" [آل عمران: 53]. 9 ـ " ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين" [آل عمران: 147]. 10 ـ " ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فأمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنـا يـوم القيامـة إنـك لا تخلف الميعاد" [آل عمران: 191 ـ 194]. 11 ـ " ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين" [المائدة: 83]. 12 ـ " ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين" [الأعراف: 23]. 13 ـ " ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين" الأعراف: 47]. 14 ـ " ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين" [الأعراف: 89]. 15 ـ " ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين" الأعراف: 126]. 16 ـ " ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ونجنا برحمتك من القوم الكافرين" الأعراف: 85 ـ 86]. 17 ـ " ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب" [إبراهيم: 41]. 18 ـ " ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا" [الكهف: 10]. 19 ـ " ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين" [المؤمنون: 109]. 20 ـ " ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما" [الفرقان: 65]. 21 ـ " ربنا هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما" [الفرقان: 74]. 22 ـ " ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذريتهم إنك أنت العزيز الحكيم" [غافر: 7 ـ 8]. 23 ـ " ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم" [الحشر: 10]. 24 ـ " ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم" [الممتحنة: 4 ـ 5]. 25 ـ " ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير" [التحريم: 8]. 26 ـ " رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبنى أن نعبد الأصنام" [إبراهيم: 35]. 27 ـ " رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء" [إبراهيم: 40]. 28 ـ " قال رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي" [طه: 25 ـ 28]. 29 ـ " رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين" [الأنبياء: 89]. 30 ـ " رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين" [المؤمنون: 29]. 31 ـ " رب فلا تجعلني في القوم الظالمين" [المؤمنون: 94]. 32 ـ " رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين واجعل لي لسان صدق في الآخرين" [الشعراء: 83 ـ 84]. 33 ـ " رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادتك الصالحين" [النمل: 19]. 34 ـ " رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي" [القصص: 16]. 35 ـ " رب إني لما أنزلت إلى من خير فقير" [القصص: 24]. 36 ـ " رب نجني من القوم الظالمين" [القصص: 21]. 37 ـ " رب انصرني على القوم المفسدين" [العنكبوت: 30]. 38 ـ " رب هب لي من الصالحين" [الصافات: 100]. 39 ـ " رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني بت إليك وإني من المسلمين" [الأحقاف: 15]. 40 ـ " رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات ولا ترد الظالمين إلا تبارا" [نوح: 28]. 41 ـ قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب" [آل عمران: 26 ـ 27]. 42 ـ " وقل رب زدني علماً" [طه: 14]. 43 ـ " وقل رب أعوذ بك من همزات الشيطان وأعوذ بك رب أن يحضرون" [المؤمنون: 97 ـ 98]. 44 ـ " وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين" [المؤمنون: 118]. 45 ـ " قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة وأنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون" [الزمر: 46]. 46 ـ " قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد" [الإخلاص: 1 ـ 4]. 47 ـ " قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد" [الإخلاص: 1 ـ 5]. 48 ـ " قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس" [الناس: 1 ـ 6]. 49 ـ «لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم» [متفق عليه]. 50 ـ «لا إله إلا الله وحده، أعز جنده، ونصر عبده، وغلب الأحزاب وحده، فلا شيء بعده» [متفق عليه]. 51 ـ «اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض، ولك الحمد أنت قيِّم السموات والأرض، ولك الحمد أنت رب السموات والأرض ومن فيهن، أنت الحق، ووعدك الحق، وقولك الحق، ولقاؤك الحق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت إلهي لا إله إلا أنت» [متفق عليه]. 52 ـ «اللهم ربنا لك الحمد، ملء السموات والأرض، وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد» [رواه مسلم]. 53 ـ «اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد» [رواه مسلم]. 54 ـ «اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك» [رواه مسلم]. 55 ـ «اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم» [رواه مسلم]. 56 ـ «اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعاً، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت» [رواه مسلم]. 57 ـ «اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء بذنبي فاغفر لي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت» [رواه البخاري]. 58 ـ «اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها إلا أنت» [رواه مسلم]. 59 ـ «اللهم ارزقني شهادة في سبيلك، واجعل موتي في بلد رسولك» [رواه البخاري من قول عمر]. 60 ـ «اللهم اجعلني يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس، وأدخلني يوم القيامة مدخلاً كريماً» [رواه البخاري ومسلم]. 61 ـ «اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي» [رواه البخاري ومسلم]. 62 ـ «اللهم اغفر لي وارحمني وعافني واعف عني» [رواه مسلم]. 63 ـ «اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يُستجاب لها» [رواه مسلم]. 64 ـ «اللهم رب السموات ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شرِّ كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدَّين وأغننا من الفقر» [رواه مسلم]. 65 ـ «اللهم إني أسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى» [رواه مسلم]. 66 ـ «اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافتيك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك» [رواه مسلم]. 67 ـ «اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل» [رواه مسلم]. 68 ـ «اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقَّه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره» [رواه مسلم]. 69 ـ «اللهم اغفر لي وارحمني، واهدني، وعافني، وارزقني» [رواه مسلم]. 70 ـ «اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها» [رواه مسلم]. 71 ـ «اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر» [رواه مسلم]. 72 ـ «اللهم اهدني وسددني» [رواه مسلم]. 73 ـ «اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي بصري نوراً، وفي سمعي نوراً، وعن يميني نوراً وعن يساري نوراً، وفوقي نوراً، وتحتي نوراً، وأمامي نوراً، وخلفي نوراً، واجعل لي نوراً» [متفق عليه]. 74 ـ «اللهم علِّمني الكتاب والحكمة، وفقهني في الدين» [رواه البخاري]. 75 ـ «اللهم ثبتني واجعلني هادياً مهدياً» [متفق عليه]. 76 ـ «اللهم ارزقني مالاً وولداً وبارك لي (فيما أعطيتني) [متفق عليه]. 77 ـ «اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير» [متفق عليه]. 78 ـ «اللهم اغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي» [متفق عليه]. 79 ـ «اللهم اغسل قلبي بماء الثلج والبرد، ونقِّ قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب» [رواه البخاري]. 80 ـ «اللهم إني أعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال» [متفق عليه]. 81 ـ «اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء» [متفق عليه]. 82 ـ «اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار، وفتنة القبر وعذاب القبر، وشر فتنة الغنى، وشر فتنة الفقر» [متفق عليه]. 83 ـ «اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات» [متفق عليه]. 84 ـ «اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم، والمأثم والمغرم» [متفق عليه]. 85 ـ «اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم» [متفق عليه]. 86 ـ «اللهم مصرف القلوب، صرف قلبي على طاعتك» [رواه مسلم]. 87 ـ «اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على (إبراهيم وعلى) آل إبراهيم إنك حميد مجيد. وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على (إبراهيم وعلى) آل إبراهيم (في العالمين) إنك حميد مجيد» [رواه البخاري ومسلم]. 88 ـ «اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار» [متفق عليه]. غفر الله الزلل وسد الخلل وستر العيب.. إنه وليُّ ذلك والقادر عليه ---------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4515 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه * كان في بني عبدِ منافٍ - من أجداد الرسول صلى الله عليه وسلم، وبنوه هم العشيرة الأقربون للنبي الكريم- خمسة رجالٍ يُشبهون رسول الله صلى الله عليه وسلم أشدَّ الشبهِ حتى إنَّ ضِعافَ البصرِ كثيراً ما كانوا يخلطون بين النبيِّ وبينهم. ولا ريبَ في أنك تودّ أن تعـرِف هؤلاء الخمسة الذي يُشبهون نبيّك عليه أفضلُ الصلاة وأزكى السَّلام. فتعالَ نتعــرَّف عليهم. إنهم: أبو سُفيان بنُ الحارثِ بـن عبد المُطلب وهو ابنُ عَم الرسول وأخوه من الرضاع. وقثمُ بنُ العَباسِ بنِ عبدِ المطلب، وهو ابنُ عمِّ النبي أيضاً. والسائِبُ بنُ عُبيد بن عبدِ يزيدَ بن هاشمٍ جدُ الإمام الشافعيِّ رضي الله عنه. والحَسنُ بن عليّ سِبط - ابن ابنته، وحفيده:ابن ابنه - رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أشدَّ الخمسةِ شبهاً بالنبي صلوات الله عليه. وجَعفرُ بنُ أبي طالبٍ، وهو أخو أميرِ المؤمنين عليِّ بن أبي طالب. فتعالَ نقصَّ عليك صوراً من حياة جعفرَ. كان أبو طالب - على الرَّغم من سُمُوِّ شرفه في قريش، وعلوِّ منزلته في قومه - رقيق الحالِ كثيرَ العيالِ. وقد ازدادت حاله سوءاً على سوءٍ بسببِ تلك السنةِ المُجدبةِ - التي انقطع مطرها - التي نزلتْ بقريشٍ فأهلكتِ الضَّرع - كناية عن الماشية -، وحَملتِ الناس على أن يأكلوا العِظام البالية. ولم يكنْ في بني هاشمٍ - يومئذٍ - أيسرُ - أغنى - مِن محمد بنِ عبد الله، ومن عَمِّه العباسِ. فقال محمدٌ للعباس: يا عمّ، إنَّ أخاك أبا طالب كثيرُ العيال، وقد أصابَ الناس ما ترى من شدةِ القحطِ - الجدب واحتباس المطر - ومَضضِ الجوع - ألمه -، فانطلق بنا إليه حتى نحمِل عنهُ بعضَ عياله؛ فآخذ أنا فتىً من بنيه، وتأخذ أنت فتىً آخر فنكفيهما عنه. فقال العباسُ: لقد دَعوتَ إلى خيرٍ وحَضضت على برٍ. ثم انطلقا حتى أتيا أبا طالبٍ، فقالا له: إنا نريدُ أن نُخفف عنك بعضَ ما تحملهُ من عبءِ عيالك حتى ينكشفَ هذا الضرّ الذي مسَّ الناس. فقال لهما: إذا تركتما لي " عقيلاً " - هو عقيل بن أبي طالب أخو علي وهو أكبر منه - فاصنعا ما شِئتما. فأخذ مُحمدٌ علياً وضمَّه إليه، وأخذ العباسُ جعفراً وجعله في عيالِه. فلم يزل عليٌ مع مُحمدٍ حتى بعثهُ الله بدينِ الهُدى والحق، فكان أول من آمن من الفتيانِ. وظلَّ جعفـرُ مع عمِّه العباسِ حتى شبَّ وأسلمَ واستغنى عنه. انضمَّ جعفرُ بن أبي طالبٍ إلى ركبِ النورِ هو وزوجُه أسماءُ بنتُ عُميسٍ مُنذ أولِ الطريق. فقد أسلما على يدي الصِّديق رضي الله عنهُ قبل أن يدخلَ الرسول دارَ الأرقمِ - دار بمكة تسمى " دار الإسلام" كانت للأرقم بن عبد مناف المخزومي، وفيها كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إلى الإسلام وقد مر ذكرها -. ولقيَ الفتى الهاشميُ وزوجُه الشابة من أذى قريشٍ ونكالِها ما لقيه المسلِمون الأولون، فصبَرا على الأذى لأنهما كان يَعلمان أن طريق الجنةِ مفروشٌ بالأشواكِ محفوفٌ بالمكارِه - محاط بالمصاعب والآلام - ولكنَّ الذي كان يُنغصهما - يكدرهما ويعكر صفوهما - ويُنغصُ إخوتهما في الله أنّ قريشاً كانت تحول دونهم ودون أداءِ شعائر الإسلام، وتحرمُهم من أنْ يتذوقوا لذة العبادة؛ فقد كانت تقفُ لهم في كلِّ مَـرصدٍ - تترصدهم في كل جهة -، وتحصي عليهم الأنفاسَ. عند ذلك استأذن جَعفرُ بن أبي طالبٍ رسول الله صلوات الله عليه بأن يُهاجرَ مع زوجه ونفرٍ من الصحابة إلى أرضِ الحَبشة، فأذن لهم وهو أسْوانُ - محزون - حزين. فقد كان يَعز عليه أن يُرغمَ هؤلاء الأطهارُ الأبرارُ على مُفارقة ديارهم، ومُبارحةِ - ترك - مراتِع - ديارهم التي رتعوا فيها ولعبوا وهم صغار - طفولتِهم ومغاني - ديارهم التي قضوا فيها عهد الشباب - شبابهم دون ذنبٍ جَنوه إلا أنهم قالوا: ربُنا الله. ولكنه لم يكنْ يملكُ من القوة والحَول ما يدفعُ به عنهم أذى قريش. - مضى ركبُ المهاجرين الأولين إلى أرضِ الحَبشة، وعلى رأسِهم جعفرُ ابنُ أبي طالبٍ رضي الله عنه، واستقروا في كنفِ - حماه ورعايته - النجاشيِّ ملكها العادلِ الصالح. فتذوقوا لأولِ مرةٍ - منذ أسلموا - طعمَ الأمنِ، واستمتعوا بحلاوةِ العِبادة دون أن يُعكرَ مُتعة عبادتِهم مُعكرٌ أو يُكدرَ صفو سعادتهم مُكدِّر. لكنَّ قريشاً ما كادت تعلمُ برحيلِ هذا النفر من المسلمين إلى أرضِ الحبشةِ، وتقفُ على ما نالوه من حِمَى مليكِها من الطمأنينةِ على دينهم، والأمنِ على عقيدتهم، حتى هبَّت تأتمِرُ بهم - يأمر بعضهم بعضاُ بقتلهم - لتقتلهم أو تسترجعهم إلى السجن الكبير. فلتترُكِ الحديث لأمِّ سَلمة - هي هند بنت سهيل المخزومية تزوجت أبا سلمة بن عبد الأسد وأسلمت معه وهاجرا إلى الحبشة ولما توفي في المدينة متأثراً بجراحه تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم - لترويَ لنا الخبرَ كما رأتهُ عيناها وسمِعته أذناها. قالت أمُ سلمة : لما نزلنا أرضَ الحبشةِ لقينا فيها خير جوارٍ، فأمِنّا على ديننا، وعبدنا الله تعالى ربّنا من غيرِ أن نؤذى أو نسمعَ شيئاً نكرههُ، فلما بلغ ذلك قريشاً ائتمرتْ بنا فأرْسلت إلى النجاشيِّ رجلين جلدينِ - قويين - من رجالها، هما: عمرُو بن العاص وعبدُ الله بن أبي ربيعة، وبَعثْ معها بهدايا كثيرةٍ للنجاشيِّ ولبطارقته - جمع بطريق: وهو رجل الدين عند النصارى - مِما كانوا يَستطرفونه - يستحسنوه ويعجبون به - من أرض الحِجاز. ثم أوصتهُما بأن يَدفعا إلى كل بطريقٍ هديته قبلَ أن يُكلما ملك الحَبشة في أمرنا. - فلمَّا قدِما الحَبشة لقيا بطارِقة النجاشيِّ، ودفعا إلى كل بطريقٍ هديته؛ فلم يَبق أحدٌ منهم إلا أهديا إليه وقالا له: إنه قد حَلَّ في أرضِ الملك غلمانٌ من سُفهائنا، صبئوا - ارتدوا عنه - عن دين آبائِهم وأجدادِهم، وفرقوا كلِمة قومِهم؛ فإذا كلمنا الملك في أمرِهم فأشيروا عليه بأن يُسلمهم إلينا دون أن يَسألهم عن دينهم؛ فإن أشرافَ قومهم أبصرُ بهم، وأعلمُ بما يعتقدون. فقال البطارِقة: نعم.... قالت أمُ سَلمة: ولم يكن هناك شيءٌ أكرهُ لعمرٍو وصاحبه من أن يَستدعي النجاشيّ أحداً منا ويَسمع كلامه. - ثم أتيا النجاشيَّ وقدّما إليه الهدايا، فاستطرَفها - استحسنها - وأعجبَ بها، ثم كلماه فقالا: أيها الملكُ إنه قد أوَى إلى مملكتِك طائفة من أشرارِ غِلماننا، قد جاؤوا بدينٍ لا نعرفهُ نحنُ ولا أنتم؛ ففارقوا ديننا ولم يَدخلوا في دينكم. وقد بَعثنا إليك أشرافُ قومِهم من آبائهم وأعمَامهم وعشائرهم لتردَّهم إليهم، وهم أعلمُ الناس بما أحدثوه من فتنةٍ. فنظر النجاشيُ إلى بطارقته، فقال البطارقة: صَدقا - أيها الملك-... فإنّ قومهُم أبصرُ بهم وأعلمُ بما صنعوا، فرُدهُم إليهم ليروا رأيهُم فيهم. فغضبَ الملك غضباً شديداً من كلامِ بطارقتِه وقال: لا والله، لا أسلمُهُم لأحدٍ حتى أدعُوهم، وأسألهُم عما نُسِبَ إليهم، فإن كانوا كما يقولُ هذان الرجلان أسلمتهُم لهما، وإن كانوا على غير ذلك حمَيتهُم وأحسنتُ جوارهم ما جاوروني - ما داموا يرغبون في حمايتي -. - قالت أمُ سلمة : ثم أرسلَ النجاشيُ يدعونا لِلقائه. فاجتمعنا قبلَ الذهاب إليه وقال بعضنا لبعضٍ: إن الملك سَيَسألكم عن دينكم فاصدَعُوا - فا جهروا - بما تؤمنون به، وليتكلم عنكم جعفرُ بنُ أبي طالبٍ، ولا يتكلم أحدٌ غيرُه. قالت أمُ سلمة: ثم ذهبنا إلى النجاشيِّ فوجدناه قد دعا بَطارقته، فجلسُوا عن يمينه وعن شماله، وقد لبسوا طيالِستهُم - الطيالسة -جمع طيلسان وهو كساء أخضر يلبسه الأشراف ورجال الدين -، واعتمرُوا قلانِسهم - وضعوها على رؤوسهم -، ونشروا كتبهم بين أيديهم. ووجدنا عنده عمرَو بن العاصِ وعبد الله بن أبي ربيعة. فلما استقرَّ بنا المجلسُ التفتَ إلينا النجاشيُّ وقال: ما هذا الدينُ الذي استحدثتموه لأنفُسكم وفارقتم بسببِه دين قومِكم, ولم تدخُلوا في ديني، ولا في دينِ أي من هذه المللِ؟. فتقدمَ منه جعفرُ بن أبي طالبٍ وقال: أيها الملك، كنا قوماُ أهل جاهليةٍ، نعبدُ الأصنام، ونأكلُ المَيتة، ونأتي الفواحِش ونقطعُ الأرحام، ونسيءُ الجوارَ ويأكلُ القويُ منا الضعيفَ وبقينا على ذلك حتى بَعث الله إلينا رسولاً منا نعرفُ نسَبهُ وصدقهُ وأمانتهُ وعفافه... فدعانا إلى الله؛ لنوحِدَه ونعبده ونخلعَ ما كنا نعبدُ نحنُ وآباؤنا من دونه من الحجارةِ والأوثان... وقد أمَرنا بصدق الحديثِ، وأداءِ الأمانةِ، وصلةِ الرَّحمِ وحُسن الجوارِ والكفِّ عن المحارِم وحقنِ الدماء - حفظها وعدم إراقتها - ونهانا عن الفواحِش وقول الزورِ، وأكل مالِ اليتيمِ وقذف المُحصنات ِ - اتهام النساء الطاهرات العفيفات -. وأمرنا أن نعبُدَ الله وحده ولا نُشرك به شيئاً، وأن نقيمَ الصلاة ونُؤتي الزكاة ونصومَ رمضان... فصَدقناه، وآمنا به، واتبعناهُ على ما جاء به من عندِ الله، فحللنا ما أحلَّ لنا، وحَرمنا ما حَرَّم علينا. فما كان من قومنا أيها الملكُ إلا أن عَدوا علينا فعذبونا أشدَّ العذاب ليفتنونا عن ديننا - ليرجعونا عنه - ويَرُدونا إلى عبادةِ الأوثان.... فلمَّا ظلمُونا وقهرونا، وضيقوا علينا، وحالوا بَيننا وبين ديننا خرجوا إلى بلادِك، واخترناك على من سِواك، ورَغبنا في جوارِك، ورَجونا ألا نظلم عِندك. قالت أم سلمة: فالتفتَ النجاشيُ إلى جعفرِ بن أبي طالب، وقال: هل مَعك شيء مما جاء به نبيكم عن الله؟ قال: نعم، قال: فاقرأهُ علي. فقرأ عليه:﴿ كهيعص * ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا* إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيّاً * قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً ﴾ مريم 1-4. حتى أتم صدراً من السورة. قالت أم سلمَة: فبكى النجاشيُ حتى اخضلت - تبللت - لحيته بالدُموعِ، وبكى أساقِفته حتى بَللوا كتبهم، لِما سمعوه من كلامِ الله.... وهنا قال لنا النجاشيُ: إن هذا الذي جاءَ به نبيكم والذي جاء به عيسى ليخرجُ من مشكاة - ما يوضع عليه المصباح والمراد يخرجان من نور واحد - واحدة. ثم التفتَ إلى عمرٍو وصاحبه وقال لهما: انطلقا، فلا والله لا أسلمُهم إليكما أبداً. قالت أم سَلمة: فلما خرجنا من عند النجاشيِّ توعدنا - هددنا - عمرُو بن العاصِ وقال لصاحبه: والله لآتينَّ الملك غداً، ولأذكرنَّ له من أمرهم ما يملأ صدرهُ غيظاً منهُم ويشحَن فؤاده - يملؤه - كرهاً لهم. ولأحمِلنّه على أن يستأصلهُم - يقطعهم من أصولهم وهو كناية عن شدة الفتك - من جُذورهم. فقال له عبدُ الله بن أبي ربيعة: لا تفعَل يا عمرو، فإنهم من ذوي قربانا، وإن كانوا قد خالفونا. فقال له عمرو: دع عنك هذا... والله لأخبرَنّه بما يُزلزلُ أقدامهُم.... والله لأقولنَّ له: إنهم يزعُمون أن عِيسى بن مريمَ عبدٌ.... - فلما كان الغدُ دخلَ عمرٌو على النجاشيِّ وقال له: أيها الملك، إن هؤلاء الذين آويتهم وحَميتهُم، يقولون في عيسى بن مريم قولاً عظيماً. فأرسل إليهم، وسلهُم عما يقولنه فيه. قالت أم سلمة: فلما عَـرفنا ذلك، نـزلَ بنا من الهمِّ والغمِّ ما لم نتعَّرض لمثله قط. وقال بعضنا لبعضٍ: ماذا تقولون في عيسَى بن مريمَ إذا سألكم عنهُ الملك؟ فقلنا : والله لا نقولُ فيه إلا ما قال الله، ولا نخرُج في أمرِه قيدَ أنملة - مقدار أنملة وهي رأس الإصبع - عمّا جاءنا به نبينا، وليكن بسبب ذلك ما يكون. ثم اتفقنا على أن يتولى الكلامَ عنا جعفرُ بن أبي طالب أيضاً. فلما دعانا النجاشيُ دخلنا عليه فوجَدنا عِنده بطارقته على الهيئةِ التي رأيناهم عليها من قبل. ووجدنا عنده عمرو بن العاصِ وصاحبه. فلما صِرنا بين يديهِ بادرنا بقوله: ماذا تقولون في عيسى بن مريم؟ فقال له جعفرُ بنُ أبي طالب: إنما نقول فيه ما جاءَ به نبينا صلى الله عليه وسلم. فقال النجاشيُ: وما الذي يقول فيه؟ فأجاب جَعفر: يقول عنه: إنه عبدُ الله ورسوله، وروحُه وكلمته التي ألقاها إلى مريمَ العَذراء البتول. فما إن سمعَ النجاشي قولَ جعفرٍ حتى ضربَ بيده الأرض وقال: والله، ما خرجَ عيسى بنُ مريم عما جاءَ به نبيكم مقدارَ شعرة.... فتناخرَتِ البطارقة - أخرجوا أصواتاً من أنوفهم - من حول النجاشي استِنكاراً لما سمعوا منه.... فقال: وإن نخرتم... ثم التفتَ وقال: اذهبُوا فأنتم آمنون..... من سَبكم غرِم، ومن تعرضَ لكم عُوقب... والله ما أحبُّ أن يكون لي جبلٌ من ذهبٍ، وأن يُصابَ أحدٌ منكم بسوء. ثم نظرَ إلى عمرٍو وصاحبه وقال: رُدوا على هذين الرَّجلين هداياهما؛ فلا حاجة لي... قالت أم سلمة: فخرجَ عمروٌ وصاحبُه مكسورينِ مَقهورين يجُران أذيالَ الخيبة. أما نحن فقد أقمنا عِند النجاشيِّ بخير دارٍ مع أكرمِ جارٍ. - قضى جَعفرُ بن أبي طالب هو وزوجته في رحاب النجاشيِّ عشر سنواتٍ آمنين مطمئنين. وفي السنةِ السابعةِ للهجرة غادرا بلاد الحبشة مع نفرٍ من المسلمين مُتجهين إلى يثربَ، فلما بلغوها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عائداً لتوه من خيبرَ - حصون لليهود فتحها الرسول صلى الله عليه وسلم سنة سبع للهجرة وغنم منها مغانم كثيرة -، بعد أن فتحها الله له. ففرحَ بلقاءِ جعفر فرحاً شديداً حتى قال: ما أدرِي بأيهما أشد فرحاً!! أبفتح خيبرَ أم بقدومِ جعفــر؟ ولم تكن فرحة المسلمين عامةً والفقراء منهم خاصةً بعودة جعفرٍ بأقلّ من فرحة الرسول صلوات الله وسلامه عليه. فقد كان جعفـرٌ شديدَ الحدبِ - شديد العطف والرعاية - على الضعفاءِ كثير البرِّ بهم، حتى إنه كان يُلقبُ بأبي المساكين. أخبرَ عنه أبو هريرة فقال: كان خيرَ الناسِ لنا - معشرَ المساكين - جعفرُ بن أبي طالب، فقد كان يَمضي بنا إلى بيته فيطعمُنا ما يكون عِنده، حتى إذا نفذ طعامُه أخرجَ لنا العُكة - قربة صغيرة يوضع فيها السمن - التي يوضع فيها السمن وليسَ فيها شيءٌ، فنشقها ونلعقُ ما علِق بداخلها... - لم يَطل مُكث - الإقامة - جعفرِ بن أبي طالبٍ في المدينة. ففي أوائلِ السنةِ الثامنةِ للهجرةِ جهز الرسول صلوات الله وسلامه عليه جَيشاً لمنازلة الرّومِ في بلاد الشامِ، وأمر على الجيشِ زيدَ بن حارِثة وقال: إن قتل زيدٌ أو أصيبَ فالأميرُ جَعفرُ بن أبي طالبٍ، فإن قتلَ جعفرٌ أو أصيب فالأميرُ عبد الله بن رواحة, فإن قتل عبد الله بن رواحة أو أصيب فليخترِ المسلمون لأنفسهم أميراً منهم. فلما وصلَ المسلمون إلى " مُؤتة " وهي قريةٌ واقعةٌ على مشارفِ الشامِ في الأردن؛ وجدوا أن الرومَ قد أعدوا لهم مائة ألفٍ تظاهرُهم - تساندهم وتدعمهم - مائة ألفٍ أخرى من نصارى العرب من قبائلِ لخمٍ وجُذامٍ وقضاعة وغيرها. أما جيشُ المسلمون فكان ثلاثة آلاف... وما إن التقى الجمعانِ ودارَت رحى المعركةِ حتى خرَّ زيدُ بن حارِثة صريعاً مُقبلاً غير مُدبرٍ. فما أسرع أن وثبَ جعفرُ بن أبي طالبٍ عن ظهرِ فرسٍ كانت له شقراء، ثم عقرها - ضرب قوائمها بسيفه - بسَيفه حتى لا ينتفع بها الأعداءُ من بعده. وحَمل الرايَة وأوغلَ - دخل بعيداً - في صفوف الروم وهو يُنشدُ: يا حَبّذا الجنة واقترابُها طيبةٌ وباردٌ شرابُها والرومُ رومٌ قد دَنا عذابها كافِرةٌ بعيدة أنسابُها عَليَّ إذا لاقيتها ضِرابُها وظلَّ يجول في صفوفِ الأعداءِ بسيفِه ويصولُ حتى أصابتهُ ضربةٌ قطعَت يمينَه، فأخذ الراية بشمالِه، فما لبث أن أصابتهُ أخرى قطعت شِماله، فأخذ الراية بصَدرِه وعَضُديه، فما لبث أن أصابتهُ ثالثةٌ شطرتهُ شطريـنِ - قسمته نصفين -، فأخذ الرَّاية منهُ عبد الله بنُ روَاحَه فما زال يقاتلُ حتى لحق بصَاحبيه. - بَلغ الرسول صلوات الله عليه مصرع قوادِه الثلاثة فحزِن عليهم أشدَّ الحزن وأمَضه - أوجعه - وانطلق إلى بيتِ ابن عمِّه جعفرِ بن أبي طالبٍ، فألفى - وجد - زوجته أسماءَ تتأهبُ لاستقبالِ زوجها الغائِب. فهيَ قد عَجنت عجينها، وغسَلت بنيها ودهنتهم وألبَستهم.... قالت أسماءُ: فلما أقبلَ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيتُ غلالةً - ثوب رقيق شفاف - من الحُزن تُوشح - تغطي - وجهه الكريمَ، فسَرَت ِالمخاوفُ في نفسي، غير أني لم أشأ أن أسألهُ عن جعفرٍ مخاوفه أن أسمَعَ منه ما أكرهُ. فحيَّا وقال: " ائتني بأولادِ جعفرٍ. فدعوتهم له ". فهبوا نحوهُ فرِحين مُزغردين، وأخذوا يتزاحمون عليه، كل يريدُ أن يَستأثر به. فأكبَّ عليهم، وجعل يتشمَّمُهم، وعيناه تذرِفان من الدمع. فقلت: يا رسولَ الله - بأبي أنت وأمِّي - ما يُبكيك؟! أبلغك عن جعفر وصاحبيه شيء؟! قال: ( نعم.... لقد استشهدوا هذا اليوم..) عند ذلك غاضتِ البَسمة من وجوه الصغار لما سمعوا أمهُم تبكي وتنشِج، وجَمدوا في أماكنهم كأن على رؤوسهم الطيرَ - مثل يضرب لشدة السكون -. أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمضى وهو يكفكِفُ - يمسح دموعه - عبراته ويقول: (اللهُمَّ اخلفْ جعفراً في وَلدِه....اللهم اخلف جعفراً في أهلِه...) ثم قال:(لقد رأيتُ جعفراً في الجنة، له جناحان مُضرَّجان بالدماء، وهو مَصبوغ القوادم ). ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4516 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() وداعــــــــــــــــــأ بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وداعا وداعا وداعا اعيدها تكرارا وداعا وداعا . . تمر الأيام وتتسابق الساعات ونجد أنفسنا نودع عاماً ونستقبل عاماً جديداً، وكل يوم يمضي يقرب إلى الأجل، وعام كامل (1434) استقبلناه من قبل وها نحن نوشك أن نودعه، كم نحن بحاجة ماسة إلى محاسبة أنفسنا ونحن نودع عاماً هجرياً ونستقبل عاماً آخر، لابد من وقفة صادقة مع أنفسنا نتعرف فيها على أحوالنا وماذا قدمنا خلال العام الهجري الماضي فإذا كان خيراً حمدنا الله عليه وسألناه مزيداً وإن كان تفريطاً أو تقصيراً أو خطايا وذنوباً سعينا بصدق إلى إزالته ما دام في العمر بقية ومتسع وعفا الله عما سلف. العام الهجري الماضي ينصرم ويذهب وتذهب معه ذكرياتنا الماضية وآلامنا وآمالنا إلى حيث لا تعود أبداً ويقبل العام الهجري الجديد 1435هـ فاتحاً ذراعيه ليأخذ قطعة من نفوسنا وجزءاً جديداً من حياتنا، عام كامل انصرفت أيامه وتفرقت أوصاله وقد حوى بين أيامه حكماً وعبراً وأحداثاً وعظات، فكم شقي فيه أناس وكم سعد فيه آخرون، وكم طفل قد تيتم أو كم من امرأة قد ترملت وكم من مريض قد تعافى بقدرة الله عز وجل وكم من سليم معافى توارى في التراب بلحظة وكم من أفراح تنقلب أتراحاً! الأيام تمضي والعام بأكمله ينصرف وربك يخلق ما يشاء ويختار أعواماً تنقضي تزيد العاقل عظة وعبرة وتنبه الجاهل من سبات الغفلة وما أحرى المؤمن العاقل وهو يعي حكم الله أن يقف مع نفسه في كل نهاية عام وقفة تأمل وحساب أن الحياة الحقيقية هي أن تجعل الدنيا وسيلة للآخرة وأن ما يعمله ويعمره الإنسان في طاعة الله هو الباقي وغير ذلك يكون هباءً منثوراً. وفي الختام: يعلم الناس جميعاً أن أغلى ما يملكونه هو الوقت والعمر فكل يوم ينقضي هو من أعمارنا ويجب الاستفادة منه فيما يرضي الله عز وجل وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (خير الناس من طال عمره وحسن عمله..). ماهي الا أيام قليلة وسنقف على مشارف نهاية هذا العام الهجري من السنة 1434هــ , تتوالى السنين الواحدة تلوى الأخرى الكثير منا يتعجب كيف بدأت هذه السنة ومعظمنا يستغرب كيف انتهت؟؟ سؤال محير .. نقف مذهولين أمام سرعة مرور اللحظات والثواني والدقائق والأيام والشهور والسنين والزمان بأكمله , سرعة عجيبة لدرجة أننا نردد عبارة !! عيش يومك ولاتفكر في الغد ونكتشف أن غدآ هو اليوم وأن الأمس ماض بعيد ذهب بأحزاننا , أفراحنا , أحلامنا , وحتى مستقبلنا . وقفات تأملية تجعلنا نقف ونحاسب أنفسنا ؟ ( من يملك الضمير ) أرجو أن يقف وقفة تأملية مع ذاته يسأل نفسه ,,, ماذا فعلت في هذا العام المنصرم ؟ أأنجزت ماأردت انجازه ؟ هل تقدمت ولو خطوة واحدة نحو الأمام ؟ هل أرضيت والديك؟ هل كونت صداقة حميمة صالحة ؟ هل أرضيت نفسك .. طموحك.. وقبل كل شئ ! ربك ؟ هل تصدقت .. كم مرة ؟ هل صليت صلاة التهجد في الثلث الأخير من الليل؟ كم مرة ؟ هل أصلحت بين متخاصمين ؟ كم مرة ؟ هل ابتسمت في وجه أخيك؟ كم مرة ؟ هل قلت كلمة طيبة أثناء جلوسك مع الاخرين ؟ هل وهل وهل ؟ أنا لا أتحدث عن الكم بقدر مايهمني وماأريده بحق أن نسترجع مع بعضنا البعض جملة أعمالنا في هذا العام 1434هــ , وهل بحثنا عن مايسمى بالتوبة النصوح أم مازلنا نسلك نفس الطريق ونفس الوجهة ! اردت ان استعين بهذا الموضوع لأن الندم هو اقسى شئ يمارسه الأنسان ضد نفسه وضد ضميره. ماذا فعلنا تجاه أنفسنا هل حققنا ماكنا نصبوا اليه؟ أم أن الأعوام تتوالى ونحن كما نحن لم نتغير ولم نجرؤ حتى ان نقف أمام انفسنا ونحاسبها على أخطاءها عثراتها , تجاوزاتها , وربما أيضآ أهواءها . هاهو العام سيودعنا وسيتلوه عامَ جديد , صفحة بيضاء سنفتحها هنا و نمحو نقاطها السوداء من حياتنا للأبد . اذهب وسامح من تريد ان تسامحه ,, فالعفو عند المقدرة جزاءه عظيم ,, اذهب وجدد حياتك الدينية بصلاة او بصدقة أو حتى بكلمة طيبة ,,, جدد علاقاتك الأجتماعية مع أخوانك واخواتك , عائلتك , أصدقاءك وحتى مجتمعك ,,, فالمجتمع له دور فعال في بناء شخصية الفرد ومتى ماكان الفرد متحامل على مجتمعه سوف يفقد دوره في تنميته وربما كان سبب من أسباب فساده وفي الختام ..! لنجعل من العام 1435هـ بداية حقيقية لقلوب حقيقية مفعمة بالحب والخير والجد والعطاء. واللهم اغفر لمن فقدتهم ومن فقدتموهم في هذا العالم والاعوام السابقه اللهم بدل منزلهم بروضه من رياض الجنه واغفر لهم ذنوبهم وخطاياهم ووسع مدخلهم واجمعنا بهم في جناتك جنات الخلوود يارب اللهم آميـــــــــن ---------------- مشاركة/ابو خالد الراس الصغير/بلخزمر |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4517 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() النعمان بن مقرن المُزَني *كانت قبيلة مُزَيْنَةَ تتخذ منازِلها قريباً من يثرِبَ على الطريق المُمتدة بين المدينةِ ومكة. وكان الرسولُ صلوات الله وسلامُه عليه قد هاجرَ إلى المدينة، وجَعلت أخبارُه تصِلُ تباعاً إلى مُزينة مع الغادِين والرائِحين، فلا تسمعُ عنه إلا خيراً. وفي ذاتِ عَشية، جلسَ سيدُ القومِ، النعمان بن مقرِّنٍ المزنيُ، في ناديه مع إخوته ومشيَخةِِ قبيلته، فقال لهم: يا قوم، والله ما علِمنا عن محمدٍ إلا خيراً، ولا سَمِعنا من دعوتِهِ إلا مَرحمة وإحساناً وعدلاً، فما بالنا - كلمة تقال عند التعجب من فعل شيء أو تركه - نبطِئُ عنه، والناسُ إليه يُسرعون؟! ثم أتبعَ يقول: أمّا أنا فقد عزمتُ على أن أغدو عليه - أذهب إليه في الغداة، والغداة: البكرة، وهي ما بين الفجر وطلوع الشمس -، إذا أصبَحتُ، فمن شاء منكم أن يكون معي فليتجهَّز. وكأنما مَسَّت كلمات النعمَان وَتراً مُرهفاً في نفوسِ القوم، فما إن طلع الصباحُ حتى وجَد إخوتهُ العشرة، وأربعمِائة فارسٍ من فرسانِ مُزَيْنَةَ قد جهَّزوا أنفسهُم للمَضيِّ معه إلى يثرِب للقاء النبيِّ صلوات الله وسلامه عليه، والدخولِ في دين الله. بيد أنَّ - غير أن - النعمان استحى أن يفِدَ مع هذا الجمعِ الحاشد على النبيِّ صلى الله عليه وسلم دون أن يحملَ له وللمسلمين شيئاً في يدِه. لكن السَّنة الشهباءَ - السنة المُجدبة التي لا خضرة فيها ولا مطر - المُجدِبة التي مرَّت بها مُزينة لم تترُك لها ضرعاً - الضرع كناية عن النعم - ولا زرعاً. فطافَ النعمان ببيتهِ وبيُوتِ إخوته، وجمَعَ كل ما أبقاهُ لهم القحط من غنيماتٍ، وساقها أمامهُ وقدِمَ بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعلن هو ومن معه إسلامَهم بين يديه. - اهتزت يثربُ من أقصَاها إلى أقصاها فرحاً بالنعمانِ بن مُقرنٍ وصَحبهِ، إذ لم يَسبق لبيتٍ من بيوتِ العربِ أن أسلمَ منه أحد عشرَ أخاً من أبٍ واحدٍ ومعهُم أربعُمائةِ فارسٍ. وسُرَّ الرسول الكريمُ بإسلامِ النعمان أبلغ السُّرور. وتقبل الله عزّ وجلَّ غنيماتِهِ، وأنزلَ فيهِ قرآناً فقال: ﴿ وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ التوبة:99. انضوَى - انضم ودخل - النعمان بن مُقرِّنٍ تحت رايةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهِدَ معهُ غزواتهِ كلها غير وانٍ - غير متراخٍ - ولا مُقصرٍ. ولما آلت الخلافة إلى الصِّديق وقفَ معه هو وقومه من بني مُزَيْنَةَ وقفة حازِمة كان لها أثرٌ كبيرٌ في القضاءِ على فتنة الرِّدَّة. - ولما صارتِ الخِلافة إلى الفاروقِ كان للنعمان بن مقرِّنٍ في عهدِه شأنٌ ما يَزال التاريخ يذكرهُ بلسانٍ نديّ بالحمدِ، رطيبٍ بالثناء. - فقبيلَ القادِسية، أرسلَ سعدُ بن أبي وقاصٍ قائدُ جيوشِ المسلمين وفداً إلى كسرى يَزْدَجُرْدَ برئاسة النعمانِ بن مُقرنٍ ليدعُوه إلى الإسلام. ولما بلغوا عاصِمة كسرى في المدائن استأذنوا بالدخولِ عليه فأذن لهم، ثم دعَا الترجمان فقال له: سلهُم: ما الذي جاءَ بكم إلى ديارنا وأغراكمْ بغزوِنا - رغبكم بغزونا وحضكم عليه - ؟! لعلكم طمِعتمْ بنا واجترأتم علينا لأننا تشاغلنا عَنكم، ولم نشأ أن نبطِش بكم. فالتفت النعمان بن مُقرنٍ إلى من معهُ وقال: إن شئتم أجَبتهُ عنكم، وإن شاءَ أحدكم أن يتكلمَ آثرتهُ بالكلام - فضلته وجعلته يتكلم أولاً -، فقالوا: بل تكلمْ، ثم التفتوا إلى كِسرى وقالوا: هذا الرجلَ يتكلمُ بلسانِنا فاستمِع إلى ما يقول. فحَمد النعمان الله وأثنى عليه، وصَلى على نبيه وسلمَ، ثم قال: إن الله رحِمنا فأرسلَ إلينا رسولاً يدُلنا على الخيرِ ويأمرنا به، ويُعرفنا الشرَّ وينهانا عنه. ووعدنا - إن أجبناهُ إلى ما دعانا إليه - أن يُعطينا الله خيرَي الدنيا والآخرة. فما هو إلا قليلٌ حتى بدلَ الله ضِيقنا سَعة، وذِلتنا عِزةً، وعداواتِنا إخاءً ومَرحمة. وقد أمَرَنا أن ندعُو الناسَ إلى ما فيه خيرهُم وأن نبدأ بمن يجاورنا. فنحن ندعوكم إلى الدخولِ في ديننا، وهو دينٌ حسَّن الحَسَن كله وحضَّ - رغب فيه وحث - عليه، وقـبّحَ القبيحَ كله وحَذر منه. وهو يَنقلُ مُعتنقيهِ - المؤمنين به - من ظلام الكفرِ وجورِه إلى نورِ الإيمانِ وعدِله. فإن أجبتمُونا إلى الإسلام خلفنا فيكم كتابَ الله وأقمناكمْ عليه، على أن تحكمُوا بأحكامِه، ورجَعنا عنكم وتركناكم وشأنكم. فإن أبيتمُ الدخولَ في دين الله أخذنا منكم الجزية وحَميناكم، فإن أبيتم إعطاءَ الجزية حارَبناكم. فاستشاط - اشتعل - يَزْدَجُرْدَ غضباً وغيظاً ممَّا سمعَ، وقال: إني لا أعلمُ أمة في الأرض كانت أشقى منكم ولا أقلَّ عدداً، ولا أشدَّ فرقة، ولا أسوأ حالاً. وقد كنا نكِلُ أمركم إلى وُلاةِ الضواحي فيأخذون لنا الطاعة منكم. ثم خففَ شيئاً من حِدته و قال: فإن كانت الحاجَة هي التي دَفعتكم إلى المجيءِ إلينا أمرنا لكم بقوتٍ إلى أن تخصِبَ دياركم، وكسونا سَادتكم ووُجوهَ قومكم، ومَلكنا عليكم - ولينا عليكم - ملِكاً من قِـبلنا يرفقُ بكم. فردَّ عليه رجلٌ من الوفدِ رداً أشعلَ نار غضبهِ من جديدٍ فقال: لولا أن الرسُلَ لا تقتلُ لقتلتكم. قوموا فليس لكم شيءٌ عندي، وأخبرُوا قائِدكم أني مُرسلٌ إليه "رُستم" - قائد جيش الفرس - حتى يدفِنهُ ويدفِنكم معاً في خندقِ القادسيَّة- مكان في العراق غربي النجف وقعت فيه المعركة الكبرى الفاصلة التي دعيت بمعركة القادسية-. ثم أمرَ فأتى لهُ بحِمل ترابٍ، وقال لرجالِه: حَملوهُ على أشرَاف هؤلاء، وسوقوه أمامكم على مرأىً من الناسِ حتى يخرُج من أبواب عاصمة مُلكِنا. فقالوا للوفد: من أشرَفكم؟ فبادر إليهم عاصمُ ابن عُمرَ وقال: أنا. فحَمَّلوهُ عليه حتى خرَجَ من المدائن، ثم حملهُ على ناقتهِ وأخذهُ معه لسعدِ بن أبي وقاصٍ، وبشرهُ بأن الله سَيفتحُ على المسلمين ديارَ الفرسِ ويُملكهُم ترابَ أرضهم. ثم وقعتْ معركة القادسية، واكتظ - امتلأ - خندقها بجثثِ ألافِ القتلى، ولكنهُم لم يكونوا من جُند المسلمين، وإنما كانوا من جنودِ كِسرى. لم يَستكن الفرسُ لهزيمةِ القادسيّة، فجمَعوا جموعهم، وجَيشوا جُيوشهم حتى اكتملَ لهم مائة وخمسُون ألفاً من أشدَّاء المقاتلين. فلما وقفَ الفاروق على أخبارِ هذا الحشدِ العظيم، عزمَ على أن يمضيَ إلى مواجهة هذا الخطرِ الكبير بنفسه. ولكن وجوهَ المسلمين ثنوهُ - ردوه - عن ذلك، وأشاروا عليه أن يُرسلَ قائداً يُعتمَدُ عليه في مثلِ هذا الأمر الجليل. فقال عمرُ: أشيروا عليَّ برجلٍ لأوليه ذلك الثغرَ. فقالوا: أنت أعلمُ بجُندك يا أميرَ المؤمنين. فقال: والله لأولينَّ على جُند المسلمين رجلاً يكون - إذا التقى الجمعانِ - أسبَق من الآسِنة، هو النعمان بن مُقرنٍ المزنيُ. فقالوا: هو لها. فكتب إليه يقول: من عبد الله عمرَ بن الخطاب إلى النعمان بن مُقرن. أمّا بعد، فإنه بلغني أن جموعاً من الأعاجم كثيرة قد جَمعوا لكم بمدينة "نهاوند"، فإذا أتاك كتابي هذا فسِر بأمرِ الله، وبعونِ الله، وبنصرِ الله بمن معك من المسلمين، ولا توطِئهُم وعراً فتؤذيهم... فإن رجلاً واحداً من المسلمين أحب إلي من مائة ألف دينار والسلام عليك. هب النعمان بجيشه للقاء العدو وأرسل أمامه طلائع من فرسانه لتكتشف له الطريق. فلما اقتربَ الفرسان من "نهاوند" توقفت خيولهم، فدفعوها فلم تندفع، فنزلوا عن ظهورِها ليعرفوا الخبرَ فوجدوا في حوافرِ الخيل شظايا من الجديد تشبهُ رؤوسَ المساميرِ، فنظروا في الأرض فإذا العجَمُ قد نثرُوا في الدُروب المُؤدية إلى "نهَاوند" حَسَك الحديد، ليعوقوا الفرسان والمُشاة عن الوصول إليها. - أخبرَ الفرسان النعمان بما رَأوا، وطلبُوا منه أن يُمدَّهُم برأيه، فأمرَهُم بأن يقفوا في أماكنِهم، وأن يوقِدوا النيران في الليلِ ليراهمُ العدُو، وعند ذلك يتظاهرون بالخوفِ منه والهزيمةِ أمامه ليُغروهُ باللحاقِ بهم وإزالةِ ما زرعَه من حَسك الحديد. وجازتِ الحيلة على الفرس، فما إن رأوا طليعة جيشِ المسلمين تمضي مُنهزمة أمامهم حتى أرسلوا عُمالهُم فكنسُوا الطرُق من الحسك، فكرَّ عليهمُ المسلمون واحتلوا تلك الدربَ. عَسكرَ النعمان بن مُقرنٍ بجيشهِ على مشارفِ "نهاوند" وعزمَ على أن يُباغت عدوهُ بالهُجوم، فقال لجنودِه: إني مُكبرٌ ثلاثاً، فإذا كبرتُ الأولى فليتهيأ من لمْ يكن قد تهيّأ، وإذا كبرتُ الثانية فليشدُد كل رجلٍ منك سلاحهُ على نفسه، فإذا كبرتُ الثالثة، فإني حامِلٌ على أعداءِ الله فاحمِلوا معي. - كـبّرَ النعمان بن مُقرنٍ تكبيراته الثلاث، واندفعَ في صفوفِ العدوِّ كأنه الليث عادياً، وتدفق وراءَه جنودُ المسلمين تدفق السيلِ، ودارت بين الفريقين رحى معركةٍ ضروسٍ قلما شهدَ تاريخ الحروب لها نظيراً. - فتمزق جيشُ الفرسِ شرَّ مُمزقٍ، ومَلأت قتلاهُ السهل والجبل، وسالت دماؤه في الممرَّات والدّروب ، فزلق جوادُ النعمان بن مُقرنٍ بالدِّماء فصُرع، وأصيبَ النعمان نفسُه إصابة قاتِلة، فأخذ أخوهُ اللواء من يدهِ، وسجَّاهُ - غطاه - ببُردةٍ كانت معه، وكتمَ أمرَ مَصرعِه عن المسلمين. ولما تمَّ النصرُ الكبيرُ الذي سمَّاهُ المسلمون "فتحُ الفتوح".... سألَ الجنودُ المُنتصرون عن قائدهم الباسلِ النعمان بن مقرنٍ.... فرفع أخوهُ البُردة عنه وقال: هذا أميرُكم، قد أقرَّ الله عينهُ بالفتح، وختم له بالشهادة. -------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ | الوآصل | المنتدى الرياضي | 6 | 10-12-2009 01:49 AM |
اســـــــرار القلــــب..! | الســرف | المنتدى العام | 22 | 29-09-2008 01:03 AM |
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء | امـــير زهران | منتدى الحوار | 4 | 02-09-2008 03:05 PM |
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة | رياح نجد | المنتدى العام | 19 | 15-08-2008 01:10 PM |
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! | البرنسيسة | المنتدى العام | 13 | 17-08-2007 11:04 PM |