منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 02-11-2013, 04:13 AM   #4531
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

ضـــــــــــوء القمـــــــر
بسم الله الرحمن الرحيم
دخـل حجـرته الخـاصة المكتظة بالكتب، أو (صومعته) كما يحـلو له أن يسـميها، متأبـطاً حافـظة أوراقـه ومجـمـوعة الصـحف والكتب الجديدة التي ابتاعها وهو عائد من الجريـدة، مسح كتبه ـ المتراصة في أناقة ونظام، والتي تغطي فراغـات الحـجرة ـ بنـظرة إعـجاب حـانـية، ألقـى ما يتأبطه فوق مكتبه، أنار (كشاف القراءة)، هَمَّ بتصفُّح المطبوعات الجديدة، وقعت عيناه على ساعة المكتب أمامه، كانت عقاربها متعانقة معلنة انتصاف الليل، ندَّت عنه شهقة مندهشة:
ـ «مرت ساعتان على خروجي من مكتبي، ولم أكتب بعد! بل ولم أستقر على فكرة الموضوع الذي سأسلمه غداً لرئيس التحرير كي ينشر في زاوية (الرأي الحر) لهذا الأسبوع».
أزاح المطبوعات الجديدة جانباً، تلقف قلماً من المقلمة، استل أوراقاً بيضاء من حافظة أوراقه.. انكب عليها يريد أن يسودها حتى يثبت لرئيس التحرير أنه أهل للثقة التي خصه بها دون زملائه، أخذ يشجع نفسه على الكتابة:
ـ «هيا! لقد أُتيحت لك فرصة ذهبية، ستكتب زاوية (الرأي الحر) الموقوفة على كبار المفكرين، والتي ظل رئيس التحرير يرفض مساهمة أي عضو من أسرة التحرير فيها، حتى ولو كان في مرتبة رئيس قسم».
لقد استدعاه اليوم رئيس التحرير وطلب منه الاتصال بالأساتذة المفكرين المتعاملين مع الجريدة، ورغم عكوفه على الهاتف أكثر من ساعة لم يفلح في انتزاع وعد من أحدهم بكتابة زاوية (الرأي الحر) لهذا الأسبوع، فهذا مشغول بإعداد بحث سيلقيه في مؤتمر سيعقد قريباً، وذاك يضع اللسمات الأخيرة على كتاب جديد، وثالث عازم على السفر غداً للمشاركة في أعمال ندوة، ورابع مرتبط بموعد الليلة ولا يستطيع كتابة سطر واحد!
حكى لرئيس التحرير محاولاته الفاشلة في استكتاب أحد المفكرين البارزين.. فاجأه رئيس التحرير بقوله: «تكتب أنت المساهمة؛ وأستلمها منك غداً.. ! ».
ظن في البدء أن رئيس التحرير يمزح معه، لكن سرعان ما انقشعت سحائب ظنه أمام جدية ملامح رئيس التحرير وتواصل حديثه: «... ثقتي فيك كبيرة؛ فأنت مثال للصحفي المسلم الواعي المجتهد».
خرج من مكتب رئيس التحرير ولسانه يلهج بعبارات الشكر والامتنان، وقلبه مثقل بالفرح الممزوج بعبء المسؤولية،
ظل طوال طريقه إلى بيته يستعرض الأفكار التي جرت العادة على معالجتها في هذه الزاوية ليستبعدها تباعاً، استمر يتذكر ويستبعد، حتى لحظة جلوسه إلى مكتبه في (صومعته)، كان لا يزال يجهل: أيَّ موضوع سيطرق في زاويته المرموقة!
مع أنه أمسك بقلمه وانحنى فوق أوراقه فارضاً على نفسه وضعية الكتابة، على أمل أن تترفق به الأفكار فتهبط عليه سخية، إلا أنه مكث لحظات طوالاً عاجزاً عن خط حرف واحد، نهر نفسه: «ماذا بك؟! ألم تعد قادراً على طرح فكرة ومعالجتها؟! هل استفحل العقم في عقلك وخيالك إلى حد شل يدك عن الكتابة؟! ».. لكن هذا التوبيخ لم يأتِ بالمردود المرتجى.
خطر بذهنه أن يصنع لنفسه (فنجاناً) من القهوة ينبهه ويشحذ ذاكرته، بعد أن احتسى قهوته في تؤدة ـ محاولاً بين رشفة وأخرى لملمة شوارد أفكاره ـ وجد قلمه ما يزال جامداً في يده، والأوراق أمامه تتحداه ببياضها الناصع.
حاول مرة أخرى، قبض على قلمه بعزم.. خط في أعلى ورقة بيضاء كلمتَي: (الرأي الحر)، مع أنه ظل قابضاً على القلم، فقد تعذر عليه تسطير كلمة واحدة أخرى، نظر في حنق إلى (رأس) القلم، ضغط بأصابعه على (جسمه) وكأنه يحاول إرغام كلمة، قد انتصبت في (حلق) القلم، على الخروج؛ ولكن الكلمة في عنادها متشبثة!
شعر بصداع خفيف يغزو رأسه.. قام وابتلع قرصين لصد الغزو، عاد إلى أوراقه يشجع نفسه: «هيا! اعصر دماغك وفكر ملياً! » ولكن يبدو أن الفشل قد صار حليفه!
تلصصت عيناه بقلق على ساعة المكتب أمامه، «أووه!! ».. زفر بها في حدة وغضب؛ طارت على أثرها عصافير اليأس واخترقت رأسه.. تسللت رويداً رويداً عبر شرايينه إلى جميع خلايا جسده، لقد صار الليل شيخاً هرماً ولم تبزغ بعد فكرة جديدة، ولم يطلق هو سراح قلمه، شعر بخدر عميق يسري في عروقه! تسارعت نبضات قلبه،
تفصد جبينه عرقاً بارداً، أحس باختناق شديد، اندفع نحو شرفة (صومعته) يتلمس نسمات تسعفه، صافحت وجهه نفحات ربيعية ناعمة، أحس شيئاً من الانفراج، سبح ببصره في أرجاء القبة السماوية المرقطة بقطع الألماس اللامعة، أعمل عدسته التدبرية، فاستدعت هذه اللقطة الباهرة ـ في مخيلته ـ
لوحة السماء نهاراً، وتعجب كيف أن رسول النور ـ منذ إشراقه ـ يحجب عن بصره العالم الأكبر كله، فيصبح أعمى لا يراه، وعندما يغيب رسول النور ويحل الظلام، يصبح أهدى، ويكون للعالم الأكبر أبصر!
اتسعت عدسته التدبرية حين تمركز نظره على القمر شبه المكتمل والمائل نحو المغيب: «هذا الوجه الوضاء الذي ألهب خيال الشعراء، وأجج عاطفة المحبين على مر العصور، ثبت أنه قناع زائف يرتديه الوجه الذي هو ظلام، وتراب، وصخر، وخلاء، وصمت، ووحشة رهيبة مديدة».. ثم تساءل: «هل هذا الوجه الساكن المتجهم يعبر عن حقيقة الذات القمرية؟! ».
تلاشى إحساسه بالاختناق، شعر بالدماء تتدفق في شرايين التواصل الكوني داخله، خُيِّل إليه كأن خيوطاً نسجت بين ذاته والقمر كذات عابدة ساجدة: «قاموس هذه الذات القمرية اللغوية يستوعب جميع مفردات (التسبيح والقنوت) التي نعرفها والتي لا نعرفها،
ولكننا نحن الجهابذة المغرورين بقطرات علمنا المحدود لا نفهم كيفية تسبيحها المتفرد(!) هذا القمر العابد يستبشر بنا حين ننسجم معه تسبيحياً، ويكاد يتفطر كلما سمعت أذنه المرهفة أحاديثنا الجاحدة، وكلما بصرت عينه النافذة تصرفاتنا الآثمة.
إنها الغيرة التي تسكن قلبه الساجد الأواب، كم حزن هذا القلب حينما رأى أول أقدام بشرية تطأه هي أقدام الجحود والضلال، وأول عَلَم يُزرع فوقه هو عَلَم الشرك والطاغوت! فكم تمناها أقدام العرفان والطهارة، وعَلَم التوحيد والهداية! ».
هذا التواصل مع إيقاعات القمر القانت الأواب جعله يتذكر فجأة أنه لم يؤدِّ صلاة العشاء؛ فقد ترك مكتبه في الجريدة دون أن يصليها في جماعة مع بعض زملائه كما تعوّد، انسل من الشرفة عازماً الوضوء، أحس بعد إسباغه الوضوء بارتياح طرح عن كاحله أحمالاً ثقيلة، افترش سجادة الصلاة.. وقف بين يدي ربه تغمره بحار الخشوع.. سجدت جميع خلاياه تسبيحاً وقنوتاً.. رفرفت روحه محلقة عبر أجوائها النورانية، شعر بانسجام الأنغام النابعة من ذاته المعزوفة الكبرى للكون الأواب من حوله.
ما إن فرغ من صلاته، وشرع في العودة إلى مكتبه لتحرير الزاوية العصيَّة؛ حتى انهمرت عليه الأفكار المنتظرة: (أزمة النخبة الثقافية السياسية في عالمنا الإسلامي)، (خطر الاستغراب والمستغربين)، (محنة المسلم مع حضارة العصر)، (أمة اقرأ؛ متى تقرأ؟)، (المسلمون والخروج من دائرة رد الفعل إلى دائرة الفعل الحضاري).
أوقف سيل الأفكار المتدفق عليه، مندهشاً من الجدب الذي حل بذهنه طويلاً، وفشله المرير في قنص فكرة واحدة، ثم انثيال الأفكار عليه بمجرد عودته إلى ذاته العابدة، وتجاوبها مع إيقاعات الكون القانت! تناسى الأفكار الجديدة.. مكث يتأمل تجربته ويبلور أفكارها: «إذن! الإنسان السوي المتفوق المتسامي يتحقق في مرونة، تثير الدهشة والإعجاب، حينما يلتزم بمنهج الخالق، ووجود هذا الإنسان سيحل جميع مشاكلنا المزمنة تلقائياً. ما أمسَّ حاجتنا إلى ذلك الإنسان الذي ينشده الإسلام! ».
في الحال، وقبل أن يرحل الليل وهو مستغرق في توصيف الإنسان المنشود، قبض على قلمه، بدأ بتسطير عنوان مقالته: «الإنسان الرباني..أولاً وأخيراً»..وفي أقل من ساعة، وقبيل أن تتناغم ذاته مع الكون الساجد تلبية لنداء الفجر؛ كان قد سود الأوراق، وأنجز الصياغة
--------------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-2013, 04:50 AM   #4532
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

لقطات من رحلتي مع نحلة
بسم الله الرحمن الرحيم
دفعتني نحلة إلى رحلة. الرحلة لم أكن قد خططت لها. و مكان الرحلة كان إلى عالم النحل العجيب.
سبب هذه الرحلة حديث نبوي. فلقد قرأت ما جاء في شعب البيهقي عن مجاهد قال: صاحبت عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - من مكة إلى المدينة فما سمعته يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا هذا الحديث: -
" إن مثل المؤمن كمثل النحلة.
إن صاحبته نفعك،
وإن شاورته نفعك،
وإن جالسته نفعك،
وكل شأنه منافع "
ودفعني هذا التشبيه إلى تلكم الرحلة. و كان القصد من ورائها الإجابة على سؤال0 لماذا شبه الرسول - صلى الله عليه وسلم - المؤمن الحق بالنحلة؟ خاصة أنه قال في حديث آخر: -
" المؤمن كالنحلة إن أكلت أكلت طيبا وإن وضعت وضعت طيبا وإن وقعت على عود لم تكسره "
وأثناء رحلة البحث عن الإجابة عن هذا السؤال جاءت هذه اللقطات.
اللقطة الأولى:
يظهر فيها حسن تعامل النحل مع أوامر ربه. يظهر فيها كيف يتعامل هذا المخلوق مع أوامر الخالق فمنذ أن أوحى الله - سبحانه وتعالى - إلي النحل " وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون* ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا...... "(النحل 69) منذ ذلك الوقت يستحيل أن تجد للنحل بيوتا في غير هذه الأمكنة الثلاث: الجبال.. والشجر.. والبيوت. على نفس ترتيب الآية. أمر من الله. أعقبه تنفيذ من النحل. بلا تسويف ولا تحايل ولا تباطؤ.
أنها صورة تعكس أرقى درجات السمع والطاعة للخالق من مخلوق.
ومن حسن الامتثال وكمال السمع والطاعة عند النحل، تجد أيضا أن أكثر بيوت النحل في الجبال وهي المتقدمة في الآية ثم الشجر ثم فيما يعرش الناس ويبنون بيوتهم.
وكذلك تجد أن أرقى وأجود أنواع العسل هي عسل نحل الجبال ثم عسل نحل الشجر ثم عسل نحل البيوت. وهنا لا يجب أن يفوتنا أن نضع هذه الصورة جنبا إلى جنب مع صورة تعاملنا نحن بني البشر مع أوامر ربنا - عز وجل -. لنقارن.. ونقارن.. ونمعن في المقارنة. علنا ندرك جانبا من الإجابة علي السؤال: لماذا شبه الرسول - صلى الله عليه وسلم - المؤمن الحق بالنحلة؟.
ومن طبائع النحل المعروفة والتي تدل على حسن امتثاله لأوامر ربه، أنه دائما ما يتخذ البيوت قبل المراعى. فهي إذا ما أصابت موضعا مناسبا بنت فيه بيوتها أولا. ثم بعد ذلك تخرج من تلك البيوت ترعى وتأكل من كل الثمرات ثم تأوي إلى بيوتها. لأن ربها - سبحانه وتعالى - أمرها بذلك. أمرها باتخاذ البيوت أولا ثم الأكل بعد ذلك. وهنا قد تبعد المراعى عن البيوت الأميال والأميال. وقد يفصل بين المراعي وبيوت النحل السهول و الجبال.
وقد يتطلب هذا من النحل عبور الروابي والوديان. ومع ذلك فإن طاعتها لربها جعلها تنسى بعد المسافات وكثرة المشقات
فالمؤمن الحق كالنحل يجب ألا يفكر إلا في تنفيذه الأوامر الربانية. أما المشقات، والتبعات، والمنغصات فهي أمور ثانوية يجب ألا يفكر فيها المسلم. لأنه لو فكر فيها فربما تلكأ أو تباطأ أو قصر. ولكن طالما أن الأمر من عند الحق فيجب أن لا يشغل بال المؤمن الحق غير تنفيذ أمر الحق. وهكذا يفعل الصالحون.
انظر إلى نبي الله نوح لما أمره الله بأن يصنع الفلك في البيئة الصحراوية. وانظر إلي سيدنا موسى لما أمره الله: "أن اضرب بعصاك البحر. وانظر كيف تعامل سيدنا إبراهيم مع أمر الله له بذبح إسماعيل. وكلها أوامر تفوق قدرات عقول البشر. لكن انظر كيف كانت درجة السمع والطاعة من هؤلاء جميعا وكيف كانت النتائج. ليتأكد لك أن السعادة والفوز يكمنان في حسن تنفيذ العبد لأوامر ربه، حتى ولو كانت هذه الأمور تفوق قدرات عقولنا القاصرة، أو حتى عجزنا عن استيعاب مرامي التكاليف ساعة التنفيذ..
اللقطة الثانية:
وتظهر فيها كيف أن النحل يقضي حياته في حركة ونشاط وانتقال من طيب إلى أطيب، ومن أثر نافع إلى أنفع. "فمن أجل أن تقوم النحلة بإطعامنا كيلو جرام واحد ومن العسل أنها تقوم بما يقرب 600ألف إلى 800الف طلعة وتقف على مليون زهرة وتقطع ما يزيد عن 10أضعاف الكرة الأرضية رغم الرياح والأنواء". وكأن الرسول لما شبه المؤمن الحق بالنحلة أراده أن يتمثل هذا الخلق. وأراده أن يتحلى بثقافة النحل في السمو، وعلو الهمة، والتعامل مع الأمور بجدية، وقوة من يبتغي وجه الله: -
طالب العلم مع علمه.
والعامل في صناعته.
والتاجر في تجارته.
والمزارع في زراعته.
و الداعي إلى الله في دعوته.
فلا فلاح لكل من ينتج إنتاجا ماديا أو معنويا دون أن تسود بينهم ثقافة النحل في النفع والعطاء.
اللقطة الثالثة:
ويظهر فيها كيف أن النحل يجيد توظيف الطاقات. فالنحل يجيد هذه المهارة. وهذه مهارة لازمة للأمم والأفراد والجماعات. ولا يرقى الإنسان إلا بها. فمن النحل من يعمل العسل، وبعضها يعمل الشمع، وبعضها يسقي الماء، وبعضها يبني البيوت، وبعضها يقوم بأعمال النظافة، وبعضها يقوم بأعمال التكييف والتبريد والتهوية،
وبعضها يقوم بالتلقيح، وبعضها يقوم الاستكشاف والاستطلاع. الكل يعمل وينتج. كل حسب سنه ووظيفته وقدراته وميوله واستعداداته. فلقد علمنا النحل من خلال هذه اللقطة أنه من لا يجيد توظيف الطاقات يغرق في العثرات. ولعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان ينوه- لي ولك- أن يتحلى كل منا به بهذا الخلق.
اللقطة الرابعة:
ويظهر فيها أحد طبائع النحل العجيبة. فالنحل يرفض رفضا باتا أن يوجد في مملكته عاطل عن العمل " فمن طبائع النحل أنها لا تترك عندها بطالا إلا نفته وأبعدته وأقصته عن الخلية. لأنه يضيق المكان. ويفني العسل. ويعلم النشيط الكسل ".
وهذه مهارة إدارية راقية ما أحوجنا أن نتمثلها واقعا في حياتنا الإدارية. فلو علم كل عامل في مؤسسته أن مصيره الإقصاء مالم يؤدي ما هو مطلوب منه. وما لم يحقق ما هو مطلوب منه من مستهدفات حسب خطة المؤسسة العامة التي يعمل فيها، لعاد ذلك بمردود ايجابي على الأمة. أما أن تدخل المؤسسات الحكومية في بلاد المسلمين وتجدها مكتظة بالعشرات ممن لا وظائف لهم ولا عمل لهم فهذه انتكاسة.
لقد وصلت المؤسسات الصناعية العظمى في اليابان وأوروبا إلى ما وصلت إليه من رقي وارتقاء وتقدم بفضل تطبيقها لهذه السياسة الراقية التي يجب أن نتعلمها نحن من النحلة.
اللقطة الخامسة: -
تظهر كيف أن النحل يفضل العمل في صمت وهدوء وبعيدا عن أعين الناس. فيروى أن آرسطاطاليس صنع بيتا من زجاج لينظر إلى كيفية ما يصنع النحل. فأبت أن تعمل حتى لطخته بالطين من الداخل. لطخته بالطين حتى تنأى بنفسها عن الظهور.
وكأنها وعت خطورة آفة الرياء والنفاق وحب الظهور وحب الرياسة وكلها آفات مهلكات. لطخة بيتها بالطين من الداخل بحثا عن الإخلاص. وكأنها تدرك قول ابن القيم - رحمه الله - تعالى): الإخلاص ألا تطلب على عملك شاهداً غير الله، ولا مجازياً سواه). لطخته وكأنها أرادت أن ترسل لنا من- خلف الطين -رسالة مفادها أن عليكم بالإخلاص في كل أعمالكم وأقوالكم.
فالإخلاص وهو قارب النجاة من الغرق في بحر النفاق والشرك والرياء وحب الظهور وبوار الأعمال نعوذ بالله من ذلك. و لعله الدرس الذي أراد الرسول - صلى الله عليه وسلم - من تشبيه المؤمن بالنحلة أن يأخذه عنها و يتعلمه منها.
اللقطة السادسة: -
ويظهر فيها مجموعة الآفات التي تعوق النحل عن العمل والإنتاج والتميز هذه الآفات هي: -
1 الظلام
2 الغيوم
3 الرياح
4 الدخان
5 - الماء
6 النار

وكذلك المؤمن له آفات تبعده عن العمل والإنتاج والتميز في حياته منها: -
1 ظلام الغفلة
2- غيوم الشك
3 رياح الفتنة
4 دخان الحرام
5 ماء السمعة
6 نار الهوى. كما قال ابن الأثير
اللقطة السابعة: -
ويظهر فيها مجتمع النحل وهو لا يستطيع أن يعيش أو ينتج أو يعمل إلا في جماعات. جماعات يحكمها تنظيم دقيق مبهر. تنظيم تتوزع فيه الاختصاصات المسؤوليات والمهام في عيش جماعي رائع وتكافل عجيب. فإذا ما انعزلت إحداها عن جماعتها لسبب من الأسباب فإنها تسارع إلى أن تنضم إلى جماعة أخرى من طبيعتها. إذا قبلتها فنعمت. وإن لم تقبلها فإنها تموت. نعم تموت. تموت ببعدها عن الجماعة. فكأنها تدرك أن(الجماعة رحمة و الفرقة عذاب) و. كأنها تعلم (أن يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار)، و كأنها وعت قول سيدنا على - رضي الله عنه -: (كدر الجماعة خير من صفو الفرد). كأنها تريد إن تذكرنا- ونحن في زمن التشرذم- بما جاء في الصحيحين: «أن مَن فارق الجماعة شبراً فمات، فميتة جاهلية».
اللقطة الثامنة: -
ويظهر فيها إلى حسن استخدام النحل إلى الوقت. فالنحل لديه قدرة فائقة على الاستخدام المزدوج للوقت. فهو لا يضيع وقته أبدا فيما لا فائدة منه. بل يستغل كل ثانية فيما هو نافع. " فمثلا في طريقها الذي قد يصل إلى عشرات الكيلو مترات من مكان رحيق الأزهار إلى خلاياها. تجري النحلة عدة عمليات كيميائية بالغة التعقيد لتحويل الرحيق إلى عسل. ويتم هذا في الطريق ولا تنتظر حتى تعود. " ولقد أخذ اليابانيون هذه الفكرة من النحل في مجال الصناعة. فمعروف أن اليابان ليس عندها مواد أولية. وهم من كبار مصدري الستانلس. هذه المادة تتواجد بوفرة في استراليا. والمسافة بين البلدتين شاسعة. فصنع اليابانيون بواخر عملاقة تصل إلى أواخر استراليا. تأخذ المواد الأولية من هناك. وفي الطريق إلى أسواق الشرق الأوسط يتم تصنيع هذه المواد الأولية في البواخر أثناء العودة.
ثم يتم تسليمها مصنعة جاهزة إلى أسواق المستهلكين في كل مكان. وهذا ما تفعله النحلة. وهذا ما يجب أن يتحلى به المؤمن الحق. فالوقت سلاح ارتقى من أتقن حسن استغلاله وتعس من عطله. وتاريخ الأمم خير شاهد: فالأمة التي لا تنشئ أبنائها على كيفية إتقان إدارة الوقت والاستفادة من كل وحداته أمة مهزومة لا يمكن لها ولا لأبنائها أن يرتقوا أو يتبوؤا منزلة بين العظماء.
وفي النهاية
هذا عرض سريع لعدد من اللقطات السريعة التي سجلها الباحث خلال هذه الرحلة. ولعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - لما شبه المؤمن الحق بالنحلة كان يدعونا إلى أن نتمثل هذه الصفات واقعا في حياتنا:
1. فمن خصائص ملك النحل أنه ليس له حمية يلدغ بها أحد في مملكته.
2. أنه يتصف بالعدل والإنصاف بين أعضاء مملكته..
3. ملك النحل لا يسمح لمتطفل ولا لعدو أن ينتهك حرمة بيتها.
4. ملكة النحل ترعى صغارها وتهتم بهم اهتماما لا حدود له.
5. إن اتخاذ القرار في عالم النحل عملية تحكمها أرقى درجات الشورى والتشاور.
6. النحل دائما ما يتنزه عن النجاسات والأقذار.
7. النحل لا يأكل إلا طيبا.
8. النحل لا يأكل من كسب غيره.
9. النحل لا يأكل إلا قدر شبعه.
10. - إذا قل غذاء النحل (العسل) قذفه بالماء ليكثر خوفا على نفسه من نفاذه.
11. - النحل لا يشرب من الماء إلا ما كان صافيا عذبا. ويجد في طلبه مهما بعد.
12. النحل أصغر المخلوقات حجما وأضعفها بنية إلا أنها الأكثر عطاء وتأثيرا.
13. بيت النحل تنطبق عليه أرقى المواصفات الهندسية في العمران والبنيان.
14. النحل يسير في سبيل جمع الرحيق بسرعة 60 كم / ساعة وهو ما يعادل عشرة أمثال سرعة الإنسان.
15. يعرف عن النحل قلة آذاه.
16. يعرف عن النحل النظافة الكاملة والتامة.
17. النحل يسعى في النهار سعيا لا حدود له.
18. النحل يوفر الجهد والوقت على بعضه البعض. فإذا ما وقعت نحلة على زهرة وامتصت رحيقها فإنها تترك علامة أن هذه الزهرة مُص رحيقها من قبل حتى توفر الجهد والعناء على بني جنسها.
إن حشرة بهذه الصفات وهذه القدرات وهذا السمو وهذا الرقي لجديرة بأن يشبه بها المؤمن الحق كما يريده الله ورسوله.
ولما قال - صلى الله عليه وسلم - (كل الذباب في النار إلا النحل)جاء هذا الكلام. وكأنه يحمل في طياته بشارة للمسلم الذي تعرف على طبائع هذه الحشرة وتعلم منها وسلك مسلكها أن يحرم جسده على النار. فكما استثنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النحل من بين الذباب من دخول النار. فلعل الله يستثنى المسلم العامل بهذه الأخلاق السامية وهذه الطبائع وهذه المهارات من بين بقية البشر ويحرم جسده على النار لينعم بصحبة النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
--------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-2013, 06:16 AM   #4533
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="7 80"]
فرشي التراب
فرشي التراب يضمني وهو غطائي ..
حولي الرمال تلفني بل من ورائي ..
واللحد يحكي ظلمة فيها ابتلائي ..
والنور خط كتابه أنسى لقاءي ..
والأهل أين حنانهم باعوا وفائي ..
والصحب أين جموعهم تركوا إخائي ..
والمال أين هناءه صار ورائي ..
والاسم أين بريقه بين الثناءِ ..
هذي نهاية حالي فرشي الترابِ ..
والحب ودّع شوقه وبكى رثائي ..
والدمع جف مسيله بعد بكاء ..
والكون ضاق بوسعه ضاقت فضائي ..
فاللحد صار في جثتي أرضي سمائي ..
هذي نهاية حالي فرشي الترابِ ..
والخوف يملأ غربتي والحزن دائي ..
أرجو الثبات وإنه قسما دوائي ..
والرب أدعو مخلصا أنت رجاءي ..
أبغي إلهي جنة فيها هنائي .

[/frame]

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-2013, 06:27 AM   #4534
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="7 80"]
لَيْسَ الغَريبُ
لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّأمِ واليَمَـنِِ
إِنَّ الغَريبَ غَريبُ اللَّحـدِ والكَفَـن
إِنَّ الغَريِـبَ لَـهُ حَـقٌّ لِغُرْبَـتِـهِ
على الْمُقيمينَ في الأَوطانِ والسَّكَنِ
لا تَنْهَـرنَّ غريبـاً حَـالَ غُربتـه
الدَّهْـرُ يَنْهْـرُه بالـذُّلِ والمِحَـنِ
ِسَفَري بَعيـدٌ وَزادي لَـنْ يُبَلِّغَنـي
وَقُوَّتي ضَعُفَتْ والمـوتُ يَطلُبُنـي
وَلي بَقايا ذُنـوبٍ لَسْـتُ أَعْلَمُهـا
الله يَعْلَمُهـا فـي السِّـرِ والعَلَـن
مَا أَحْلَمَ اللهَ عَني حَيْـثُ أَمْهَلَنـي
وقَدْ تَمادَيْتُ في ذَنْبـي ويَسْتُرُنِـي
أَنَا الَّذِي أُغْلِقُ الأَبْـوابَ مُجْتَهِـدا
عَلى المعاصِي وَعَيْنُ اللهِ تَنْظُرُنـي
يَا زَلَّةً كُتِبَتْ فـي غَفْلَـةٍ ذَهَبَـتْ
يا حسرة بقيت في القلب تحرقني
دَعْني أَنُوحُ عَلى نَفْسـي وَأَنْدِبُهـا
وَأَقْطَعُ الدَّهْـرَ بِالتَّذْكِيـرِ وَالحَـزَن
دَعْني أَسِحُ دُمُوعاً لا انْقِطَاعَ لَهَـا
فَهَلْ عَسَى عَبْرَةٌ مِنْهَـا تُخَلِّصُنـي
دَعْني أَنُوحُ عَلى نَفْسـي وَأَنْدِبُهـا
وَأَقْطَعُ الدَّهْـرَ بِالتَّذْكِيـرِ وَالحَـزَن
دَعْ عَنْكَ عَذْلي يَا مَنْ كان يَعْذِلُنـي
لَوْ كُنْتَ تَعْلَمُ مَا بي كُنْت تَعْذُرُنـي
كَأَنَّني بَينَ تلـك الأَهـلِ مُنطَرِحَـاً
على الفِـراشِ وَأَيْديهِـمْ تُقَلِّبُنـي
كَأَنَني وَحَوْلي مَـنْ يَنُـوحُ ومَـن
يَبْكِـي عَلَـيَّ ويَنْعَانـي وَيَنْدُبُنـي
وَقد أَتَوْا بِطَبيـبٍ كَـيْ يُعالِجَنـي
وَلَمْ أَرَ الطِّبَّ هذا اليـومَ يَنْفَعُنـي
واشَتد نَزْعِي وَصَار المَوتُ يَجْذِبُها
مِن كُلِّ عِرْقٍ بِلا رِفـقٍ ولا هَـوَنِ
واستَخْرَجَ الرُّوحَ مِني في تَغَرْغُرِها
وصَارَ رِيقي مَريراً حِينَ غَرْغَرَني
وَغَمَّضُوني وَراحَ الكُلُّ وانْصَرَفـوا
بَعْدَ الإِياسِ وَجَدُّوا في شِرَا الكَفَـن
وَقامَ مَنْ كانَ حِبَّ النّاسِ في عَجَلٍ
نَحْـوَ المُغَسِّـلِ يَأْتينـي يُغَسِّلُنـي
وَقالَ يا قَوْمِ نَبْغِـي غاسِـلاً حَذِقـاً
حُـراً أَرِيبـاً لَبِيبـاً عَارِفـاً فَطِـن
فَجاءَنـي رَجُـلٌ مِنْهُـمْ فَجَرَّدَنـي
مِنَ الثِّيـابِ وَأَعْرَانـي وأَفْرَدَنـي
وَأَوْدَعوني عَلى الأَلْواحِ مُنْطَرِحـاً
وَصَارَ فَوْقي خَرِيرُ الماءِ يَنْظِفُنـي
وَأَسْكَبَ الماءَ مِنْ فَوقي وَغَسَّلَنـي
غُسْلاً ثَلاثاً وَنَادَى القَـوْمَ بِالكَفَـنِ
وَأَلْبَسُونـي ثِيابـاً لا كِمـامَ لهـا
وَصارَ زَادي حَنُوطِي حينَ حَنَّطَنـي
وَقَدَّموني إِلى المحرابِ وانصَرَفـوا
خَلْفَ الإِمَامِ فَصَلَّـى ثـمّ وَدَّعَنـي
صَلَّوْا عَلَيَّ صَلاةً لا رُكـوعَ لهـا
ولا سُجـودَ لَعَـلَّ اللهَ يَرْحَمُـنـي
وَأَنْزَلوني إلى قَبـري علـى مَهَـلٍ
وَقَدَّمُـوا واحِـداً مِنهـم يُلَحِّدُنـي
وَكَشَّفَ الثّوْبَ عَن وَجْهي لِيَنْظُرَني
وَأَسْكَبَ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنيهِ أَغْرَقَنـي
فَقـامَ مُحتَرِمـاً بِالعَـزمِ مُشْتَمِـلاً
وَصَفَّفَ اللَّبِنَ مِنْ فَوْقِي وفارَقَنـي
وقَالَ هُلُّوا عليه التُّرْبَ واغْتَنِمـواِ
حُسْنَ الثَّوابِ مِنَ الرَّحمنِ ذِي المِنَنِ
في ظُلْمَـةِ القبـرِ لا أُمٌّ هنـاك ولا
أَبٌ شَفـيـقٌ ولا أَخٌ يُؤَنِّـسُـنـي
وَهَالَني صُورَةْ في العَين إذ نَظَرَتْ
مِنْ هَوْلِ مطلع مَـا قَـدْ كَـانَ أَدْهَشَنـي
مِنْ مُنكَرٍ ونكيرٍ مـا أَقـولُ لهـم
قد هانني أمرهم جدا فأفزعني
فَامْنُنْ عَلَيَّ بِعَفْوٍ مِنـك يـا أَمَلـي
فَإِنَّنـي مُوثَـقٌ بِالذَّنْـبِ مُرْتَهَـنِ
تَقاسمَ الأهْلُ مالي بعدما انْصَرَفُـوا
وَصَارَ وِزْرِي عَلى ظَهْرِي فَأَثْقَلَنـي
فَـلا تَغُرَّنَّـكَ الدُّنْـيـا وَزِينَتُـهـا
وانْظُرْ إلى فِعْلِها في الأَهْلِ والوَطَنِ
وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها
هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْطِ والكَفَـنِ
خُذِ القَنَاعَةَ مِنْ دُنْيَاك وارْضَ بِهـا
لَوْ لم يَكُنْ لَـكَ إِلا رَاحَـةُ البَـدَنِ
يَا نَفْسُ كُفِّي عَنِ العِصْيانِ واكْتَسِبِي
فرِيدٌ .. وَحِيـدُ القبـرِ، يـا أَسَفـاً
عَلى الفِراقِ بِـلا عَمَـلٍ يُزَوِّدُنـي
فِعْـلاً جميـلاً لَعَـلَّ اللهَ يَرحَمُنـي
يَا نَفْسُ وَيْحَكِ تُوبي واعمَلِي حَسَناً
عَسى تُجازَيْنَ بَعْدَ الموتِ بِالحَسَـنِ
ثمَّ الصلاةُ علـى المبعـوث سَيِّدِنـا
مَا وَضّأ البَرْقَ في شَّامٍ وفي يَمَـنِ
والحمدُ لله مُمْسِينَـا وَمُصْبِحِنَـا
بِالخَيْرِ والعَفْوْ والإِحْسانِ وَالمِنَـنِ

[/frame]

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-2013, 07:11 AM   #4535
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

تعطيل الأبدان الجرح و الضماد
بسم الله الرحمن الرحيم
تعتبر ظاهرة تعطيل الأبدان من الظواهر السلبية التي ابتليت بها أمتنا الإسلامية مؤخرا. كما و تعتبر هذه الظاهرة جرحا من جراحات الأمة الغائرة بل ووجع من الأوجاع الحساسة التي عمد أعداء الأمة إلى تصديره إلى مجتمعاتنا. حتى كثر في المجتمع العديد من أصحاب الأبدان المعطلة.
وتنامت الأصفار البشرية وأصبحت غثاءً كغثاء السيل. وعجز هؤلاء حتى عن خدمة أنفسهم ومجتمعاتهم وبالتالي أصبحوا أعباء كئيبة على دينهم وأوطانهم.
إن خطورة تعطيل الفرد لبدنه تكمن في عدة أمور منها:-
أولا: - أن ظاهرة تعطيل الأبدان تعتبر مرض معد.مرض يسري ويتسرب إلي واقعنا كما يتسرب النوم إلى جفوننا.متى؟ كيف؟ لا ندري. لا أحد يلحظه ولا يستطيع أن يرقبه. حتى إذا ما مرت السنون فإذا بالأمة كلها وقد أصابها هذا الداء. والمنشأ كان لفرد سن سنة سيئة وعطل بدنه عن القيام بدوره المرجو في هذا الكون الفسيح. حتى يصبح الأمر سلوكا عاما، وروحا تسري بين أفراد الأمة.
فالأب الذي لا يستيقظ لصلاة الفجر- مثلا - يصعب أن يستيقظ أهل بيته وبالتالي يصبح البيت معطلا في هذا الجانب، ومن هذا البيت تنتقل العدوى إلى البيت الذي يليه فالذي يليه حتى يصبح الأمر عاما وسلوكا يستمرؤه الجميع.
ثانيا: تكمن خطورة تعطيل الأبدان في أنها من أقوى أسباب تعطيل نصر الله - سبحانه وتعالى -، لأن الله - تعالى -ما كان لينزل نصره على أمة أو جماعة أو فئة أو حتى على فريق يمارس الرياضة وبينهم من هو صاحب بدن معطل أو حتى صاحب بدن مستريح. لأنه لو تنزل النصر على التنابلة والكسالى بفضل تدخل يد القدرة لزادتهم كسلا إلى كسلهم وعندها فهم لا يلاموا. ألا يوجد من يدافع عنهم؟ ألا يوجد من يرد عنهم؟ ألا يوجد من يكافئهم عن تعطيل أبدانهم؟.
وشاءت إرادة الحكيم العليم ألا ينزل نصره إلا عندما يتخلص أصحاب الأبدان المعطلة من كل بلادة واسترخاء، من كل دعة وركون، من كل سلبية وأنانية، هنا فقط تتدخل يد القدرة لتدافع عن هذه الفئة عن طريقهم هم لا عن طريق غيرهم. وقبل هذا فلن يتنزل النصر ولن يتنزل الله - سبحانه وتعالى - من السماء إلى الدنيا ليهش الذباب عن وجوه الكسالى. ولن يتدخل ليحل مشاكل التنابلة،، ولن يتدخل لنصرة أصحاب الأبدان المعطلة ما لم يتحرروا ويتحلوا بالإيجابية ويوظفوا هذا البدن بالطريقة التي يريدها الله - تعالى -.
ثالثا: من مخاطر تعطيل الأبدان شهادة أعضاء البدن على الإنسان يوم القيامة.
يقول الله - تعالى -: (ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون * حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم عما كانوا يعملون * وقالوا لجلودهم لما شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون *". فصلت -آية: 21: 19 ")
تشهد الأعضاء على كل من عطل وقصر، وعلى كل من أراح واستراح، على كل من تكاسل وتشاغل. تشهد لتعري كل من ارتدى يوما رداء السلبية المريح. يومها ستتوالى الاعترافات، وتتعالى الشهادات. سينطق كل عضو بأمر ربه يهتك المستور، ويفضح الأسرار. تلك الأسرار التي ظن أصحابها أنها أمور قد طويت صفحاتها في دنيا انتهى أمرها.
وبالنظر في حال المجتمع المسلم منذ اللحظات الأولى لنشأته، ترى كم كان هذا المجتمع مجتمعا فاعلا. لم تعرف بطالة الأبدان يوما الطريق إلى أفراده. ظل طيلة فتراته مجتمعا إيجابيا. فإذا ما نظرت إلى الفرد فيه فإذا هو فرد واحد،، ببدن واحد ولكنه بدن يحمل عشرات القوى ومئات الإرادات. مجتمع لم يهتم طيلة تاريخه بفكر الكم ولكنه لطالما اهتم بفكر الكيف.
يقول - تعالى -: " إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون ". (الأنفال آية 65)
إن هذا الوضع هو الوضع الطبيعي الذي ينبغي أن يكون عليه المسلم: فعله فعل العشرة، وعمله عمل العشرة، وتأثيره تأثير العشرة، وإرادته تساوي إرادة العشرة. حتى في لحظات الضعف. فيجب أن يكون فعل المسلم وكذا عمله وإرادته وتأثيره مضربين في اثنين.
" الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا إن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين، وإن يكن منكم ألفا يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين(. الأنفال آية 66)
فليس في المفهوم الإسلامي ما يدل على أن هذا الدين اهتم في يوم من أيامه بالعدد والكثرة. إنما انصب اهتمامه على النوعية والكيف. فلما طلب خالد بن الوليد من عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - مددا قوامه ألف رجل على جناح السرعة يوم اليرموك. فأرسل له الخليفة عمر رجلا اسمه القعقاع بن عمرو ومعه رسالة تقول له:
أرسلنا لكم القعقاع والقعقاع رجل بألف رجل.
فالقعقاع هذا الرجل الفرد لم يكن غير رجل واحد ككل الرجال. ولكنه كان رجلا واحدا يحمل إرادات عديدة. هذه الإرادات التي تجمعت فيه هي التي جعلت منه جيشا بمفرده. وهي التي جعلت أبو بكر - رضي الله عنه - يقول:
" لصوت القعقاع في المعركة بألف رجل ".
وجعلت عمر يقول:
" لا يهزم جيش فيه القعقاع "
إن الذي خلق هذه الإرادات في هذه الأبدان المتميزة هو هذا المنهج الذي هو بين أيدينا اليوم وعلى أرفف مكتباتنا. الذي خلق هذه الإرادات في هذه الأبدان هو حسن الاتصال بهذا المنهج. فالذي جعل من المسلمين كيانا يزهو به الزمان هو حسن التعامل مع هذا المنهج.
فلقد كان المسلمون في عصورهم الذهبية يتعاملون مع هذا المنهج على أنه منهج للتنفيذ وليس للتثقيف. وهذا هو الفرق بيننا وبينهم. وهذا هو الذي جعلهم أصحاب إرادات، و أصحاب مواقف يفخر بها التاريخ ويسعد بها الزمان.
أما عندما تعاملنا مع هذا المنهج على أنه منهج للتثقيف وليس للتنفيذ حل بنا البلاء وأصبح واقع الأمة واقعا أليما. استشرت فيه بطالة الأبدان، وانعدمت فيه الإرادات، وتنامت فيه الأصفار البشرية، وكثرت فيه الخشب المسندة حتى صرنا في ذيل الأمم، عطلنا أبداننا عن الدور الذي خلقنا من أجله فكثرت مشاكلنا، وتعقدت أمورنا، والصورة بقتامتها وضبابيتها واضحة للعيان. ولا تحتاج إلى مزيد من نكئ الجراح، ولا إلى المزيد من البكاء والنحيب. ولكنها تحتاج إلى مزيد من التشريح والتحليل علنا ننجح في تشخيص الداء وتحديد الدواء.
إن الدواء يكمن في أن يعرف كل فرد في هذه الأمة أن الحل يبدأ من عنده. فالفرد هو الأساس الذي عليه تقوم كل دعاوى الإصلاح. وبالتالي فإن صلاح هذه الأمة يبدأ من عندك أنت. يبدأ من حسن توظيفك لهذا البدن الذي منحه الله إياك. لأنه إذا ما عطل هذا البدن عن القيام بدوره يحدث الخلل الأكبر في المجتمع.
يقول الإمام حسن ألبنا - رحمه الله -:- " إن تاريخ الأمم جميعا إنما هو تاريخ ما ظهر بها من الرجال النابغين الأقوياء النفوس والإرادات. وإن قوة الأمم أو ضعفها إنما يقاس بخصوبتها في إنتاج الرجال الذين تتوفر فيهم شرائط الرجولة الصحيحة. وإني أعتقد والتاريخ يؤيدني أن الرجل الواحد في وسعه أن يبني أمة إن صحت رجولته. وفي وسعه أن يهدمها كذلك إذا توجهت هذه الرجولة إلى ناحية الهدم لا ناحية البناء. " من رسالة هل نحن قوم عمليون ص 359
فليس من حق الفرد في المجتمع أن يعطل بدنه الذي هو عالم من النعم، وجيش من الأعضاء زودنا الله بها لنعمل ونحقق ونبدع ونحسن ونطور في واقعنا الذي نحياه. أمدنا الله بهذا البدن لنسعى بالخير، ونعمر الأرض ونبني الأمة، لنرضي ربنا وننفع أنفسنا.
انظر أيها الفرد إلى نفسك على أنه بدونك لا يتكون الجمع. فلولاك لما كانت الإنسانية. فأنت في الأمة عمدة وليس بفضلة.
إنك تمثل أساس بنائها التي تعتمد عليه ولست شيئا زائدا أو مضافا أو ذا أهمية ثانوية. فلتفهم هذا المقام الرفيع الذي وضعك فيه ربك. ولتكن في مستوى مقامك. ولتنظر إلى نفسك نظرة من بدونه لا تكون الأمة.
إن كل تجارب الإصلاح عبر التاريخ بدأت بأفراد. بأفراد خلقوا بأبدان ككل الأبدان ولكن التاريخ يخبرنا أن كل من نجح في توظيف هذه الأبدان. وعرف كيف يستفيد منها من هذه القوة الكونية الهائلة التي وهبها الله إياه وتعامل معها تعاملا نموذجيا نجح وسعد وأسعد من حوله.
أما أن يتحلى الفرد بالسلبية، ويرفع شعارات السلبية اللذيذة من فصيلة " إنا مالي "، "وما إنا إلا فرد " " ماذا عساي أن افعل "، إنا لا استطيع أن افعل شيئا "، هل انأ وحدي من سيصلح الكون؟ " " ماذا عساى أن افعل وسط كل هذا الفساد وهذه الأوضاع المقلوبة. " و الباب الذي يأتيك منه الريح........ " إلى آخر هذه الشعارات فان هذا هو الداء.
أن تعطيل الأبدان عن القيام بالدور الذي يجب عليها القيام به هو ديدن العاجزين الأذلاء الضعفاء. ومنطق من يجهل منزلته وقيمة نفسه في الأمة. وإذا كان الفرد في الأمة يحمل هذه العقلية ويقول هذه المقولات. فان الأمة كلها تصبح لا تستطيع أن تفعل شيئا، لان المفرد الذي هو أساس الجمع لم يولد في هذه الأمة،
والسبب هو عدم وعي الإنسان بمنزلته، الأمر الذي قاده إلي التخلي عن مسؤولياته بتبرير يعكس جهله بنفسه ". كتاب الشخصية الإسلامية ص185
انظر إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم - فهو لم يكن غير فرد. فرد خلق ببدن ككل الأبدان. فرد وسط عالم متلاطم من الفساد والإفساد والأوضاع المقلوبة؟ وما أن سمع - صلى الله عليه وسلم - نداء السماء " يا أيها المدثر. قم فأنذر " حتى نهض وقام وتحرك ولم يعطل بدنه لحظة ولم يركن، ولم يكسل. إنما قال مقولته المشهورة: " مضى عهد النوم يا خديجة "
ومن " قم فأنذر" إلى اللحظة التي أنت فيها الآن:
ما هي النتيجة؟
وما هي المحصلة التي ترتبت على تحركه - صلى الله عليه وسلم -؟
وماذا لو ركن هذا البدن عن تبليغ دعوة الله إلى عباد الله؟
وماذا لو تعطل هذا البدن عن السعي والدعوة إلى إخراج الناس من الظلمات إلى النور؟
ماذا لو تقاعس هذا البدن عن السعي بين الناس بالخير؟
قارن بين الصورتين. والنتيجة هي الفرق بين التعطيل والتفعيل: تعطيل الأبدان وتفعيلها.
--------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-2013, 07:18 AM   #4536
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

~المراه الصالحه~
/
خير متاع الدنيا، أخرج مسلم عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة» ، وأخرج الحاكم في المستدرك وصححه
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر الثاني» .


وحلية المرأة الصالحة ما يلي :

أولاً: مطيعة للّه ولزوجها، قال تعالى:
(الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض
وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله
[ (النساء/4) وقوله تعالى: ]قوامون على النساء
[ والقوامة هي قوامة رعاية، والمرأة الصالحة تطيع زوجها.
أخرج أبو نعيم في الحلية: «قالت امرأة سعيد بن المسيب:
ما كنا نكلم أزواجنا إلا كما تكلمون أمراءكم أصلحك الله عافاك الله» .
وعند الترمذي وقال حسن غريب عن أبي هريرة أن رسول الله أنه كان يقول:
«ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عز وجل خيرا له من زوجة صالحة إن أمرها أطاعته
وإن نظر إليها سرته وإن أقسم عليها أبرته
وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله» .
وأخرج البيهقي في الشُعب أن أسماء بن خارجه الفزاري لما أراد أن يهدي ابنته
إلى زوجها قال لها: يا بنية كوني لزوجك أمة يكن لك عبداً
ولا تدني منه فيملك ولا تباعدي عنه فتثقلي عليه وكوني كما قلت لأمك

خُذِي العَفْوَ مِنِّي تَسْتَدِيمِي مَوَدَّتِي === وَلاَ تَنْطِقِي في سَوْرَتي حِينَ أَغْضَبُ
فَإِنِّي رَأَيْتُ الحُبَُّ في الصَّدْرِ وَالأَذَى === إِذَا اجْتَمَعَا لَمْ يَلْبَثِ الْحُبُّ يَذْهَبُ
ومن ماتت وزوجها راضٍ عنها فإنه يرجى لها الجنة
لما رواه الترمذي وحسنه من حديث أم سلمة رضي الله عنها
قالت قال رسول الله «أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة» .

ثانياً: تتزين لزوجها لقوله صلى الله عليه وسلم : «إذا نظر إليها سرته»
في حديث أبي أمامة السابق عند ابن ماجة، ولحديث سعد
رضي الله عنه عند الحاكم وصححه والذي ورد فيه أن رسول الله قال:
«... فمن السعادة المرأة تراها تعجبك وتغيب فتأمنها على نفسها ومالك...»
ولحديث أبي هريرة عند الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم قال:
«سئل النبي عليه الصلاة والسلام أي النساء خير؟ فقال:
خير النساء من تسر إذا نظر وتطيع
إذا أمر ولا تخالفه في نفسها وماله»

رابعا اً: تعين زوجها على أمر الآخرة. أخرج ابن ماجة عن ثوبان قال:
لما نزل في الفضة والذهب ما نزل، قالوا فأي المال نتخذ قال عمر
فأنا أعلم لكم ذلك، فأوضع على بعيره فأدرك النبي وأنا في أثره فقال يا رسول الله أي المال نتخذ؟ فقال:
«ليتخذ أحدكم قلباً شاكراً ولساناً ذاكراً وزوجة مؤمنة تعين أحدكم على أمر آخرته»

خامساً: أن تكون ذات دين لما
سادساً: حسنة التبعل لزوجها حريصة على مرضاته،

هذه الصفات الإيجابية التي ينبغي للمرأة
أن تتصف بها وهناك صفات سلبية ينبغي أن تتجنبها وهي

أولاً: أن لا تؤذي زوجها للحديث الحسن الذي رواه الترمذي عن معاذ بن جبل عن النبي r قال:
«لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين لا تؤذيه قاتلك الله
فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا» .

ثانياً: أن لا تشكو زوجها
ثالثاً: ألا تكثر الخروج من بيتها، فالخِدر للمرأة خير من بروزها للرجال، واشتغالها في مطبخها أو
رعاية ولدها أو مغزلها أو مصحفها أفضل من صفقها في المواصلات العامة والأماكن
العامة تزاحم الرجال وتختلط بهم. فصونوا هذه القوارير فإن كسرها لا يجبر،

-------------
مشاركة /همس الذكريات/بلخزمر
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-2013, 08:39 PM   #4537
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الشكـــــــــــــر
بسم الله الرحمن الرحيم
أقسام الناس في الشـكــر:
بيَّن القرآن الكريم وأوضحت السنة الشريفة أقسام الناس من جهة امتثالهم لهذه العبادة الجليلة (الشكر) و يمكن حصرهم في ثلاثة أقسام:
قسم يشكرون....
قسم شكرهم قليل...
قسم لا يشكرون...
أولاً: قسم الشاكرين:
و هم قله – جعلنا الله منهم –، وجاء النص في بيان قلتهم في مواضيع من القرآن الكريم كثيرة، منها قوله - تعالى -: (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ).
و هؤلاء القلة أعلى الناس مقاماً، و هم الذين لهم الزيادة و حسن الجزاء، كما قال - تعالى -: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ).
و قال – سبحانه- بعد ذكره لنجاة لوط - عليه السلام-: (نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر).
و قال – عز وجل-: (وسيجزي الله الشاكرين).
و هؤلاء أقل الخلق كما تقدم، و قلة أهله في العالمين تدل على أنهم هم خواص أهله.
و ذكر الإمام احمد - رحمه الله- عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- أنه سمع رجلاً يقول: اللهم اجعلني من الأقلين. فقال عمر: ما هذا؟! فقال الرجل: يا أمير المؤمنين، إن الله - عز وجل- قال: (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ).
ثانياً: قسم المقلين:
أي يشكرون الله - تعالى - و لكن هذا الشكر قليل، ووجه قلته كونه في أوقات يسيره، وفي فترات متباعدة، وعلى بعض النعم لا كلها، كما قال - تعالى -: (قليلاً ما تشكرون)، وذلك بعد تعداد النعم وبيان كثرتها ومنافعها، قال - تعالى -: (هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون).
ثالثاً: قسم لا يشكرون:
و هذه صفة أكثر الخلق، كما قال - جل جلاله- في ثلاثة مواضع من كتابهولكن أكثر الناس لا يشكرون)
و في موضعين: (ولكن أكثرهم لا يشكرون).
وقال - جل جلاله- في سورة الأعراف (و لا تجد أكثرهم شاكرين).
و هذا الصنف من الناس هم أبغض الخلق إلى الله – عز وجل-، فإن الله - تعالى - قسم الناس إلى شكور و كفور، فأبغض الأشياء إليه الكفر وأهله، وأحب الأشياء إليه الشكر وأهله، قال - تعالى -: (إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً)، وقال - تعالى -: (واشكروا لي ولا تكفرون).
وهذا النكران من هؤلاء قد يكون لجهلهم بقدر النعمة، أو منعمها، أو لكفرهم وجحودهم – عياذاً بالله – كما قال - تعالى -: (فأبى أكثر الناس إلا كفوراً).
فبين أن سبب إبائهم هو بسبب كفران النعم، فالشكران ضد الكفران، وكثرة الكافرين تبين قلة الشاكرين.
وهذا التصوير الرباني لواقع الناس يشعر بالحسرة الشديدة على العباد المنكرين الجاحدين، وحقاً إن الإنسان لظلوم كفار، يلبس ثياب النعمة فتكسوه من شعره إلى أخمص قدميه صحة وعافية ومالاً وولداً وأمناً، ثم لا يلوي على صاحبها و مسبغها بالشكر و العرفان.
-------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-2013, 09:03 PM   #4538
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الحمد لله لم يكن ما رأيت حقيقة
بسم الله الرحمن الرحيم
في بداية الشتاء خرجت من منزلها باكراً، عندما بدأ حاجب الشمس بالشروق، و (امتطت) صهوة سيارتها (البورش) ذاهبةً ـ إن لم تخنّي ذاكرتي ـ إلى مقر عملها الواقع في شمال مدينتها، ولم يكن السير في هذه الساعة يبعث على السعادة؛ فسيارات العاملين والعاملات، وأصحاب الأعمال، ومديرات الأقسام، تأخذ حيّزاً من الطريق السريع ذي المسارات الأربعة. على أية حالة وعلى أنغام مسجّل سيارتها كانت تمضي (العنود). غير أن ما عكّر عليها مزاجها أن إحدى عجلات البورش أعلنت الإضراب عن الدوران، والحمد لله كانت العواقب سليمة؛ فهي ملتزمة بالسرعة القانونية داخل الطريق (80 كلم). عندها ترجَّلَت من سيارتها بحركة (شبابية) ملقية من على كتفها (العباءة) كي تقوم بإصلاح الإطار؛ فالمثل يقول: اِلبس لكلّ حالةٍ لبوسها.. لكنّها فوجئت بعشرة من الشباب العاطلين عن العمل مستعدين لخدمتها ممّن (لم تُدرَج أسماؤهم تحت قائمة طالبي الوظائف من المؤسسات الأهلية).
ولك أن تستغرب هذه (الفزعة) في طريق سريع يكتظ بالسيارات في مثل هذه الساعة المبكرة صباحاً (7.45).. ولكن بعد (فك العجلة.. والتربيط) قامت العنود (مجاملة) بشكر اثنين منهم على خدماتهما المتميزة، وأصرّت على الحصول على أرقام هاتفيهما للحاجة! ثم (شكرتهما مودّعةّ لهما).. وركبت (البورش) ثانيةً وضغطت (دوّاسة الوقود من الغضب مما أثار غضب عجلاتها التي قامت بإصدار صوت يشبه ما يفعله المراهقون أيام قيادتهم المبكّرة)..
على العموم؛ واصلت طريقها، ثم انحرفت بعد ذلك إلى يمين المنعطف الكبير الذي ينزلها إلى مواقف مؤسستها العقارية، لتجد على بوّابة المواقف، حارسة الأمن (نورة) التي كانت ترتدي القميص السماوي والبنطال الأزرق لتأخذ مفتاح السيارة فتدخلها (المرآب).. ثم صعدت العنود عن طريق المصعد إلى الدور السابع حيث يقبع مكتبها العقاري، واستقبلها السكرتير الخاص بالمكتب من الجنسية... !
بابتسامته (المشهود لها بالبراءة التامة!) فدخلت إلى مكتبها الواسع الذي تجزم عند رؤيتك له بأن تجهيزه قد تم بطريقة لو علم بها أصحاب الديكور (لحسدوها عليه)..
ألقت العنود بنفسها علـى كرســيها الدوار وضربات قلبها ما زالت تعيش همّ مشوارها الذي استمرّ معها ما يزيد على ساعة وربع ساعة...
ومن غير شعور رجعت بذاكرتها تلقائياً إلى لحظة خروجها من المنزل ثم (تحمية السيارة) والتأكد من (مستوى الزيت في المحرك) وأنها اضطرت لتتأكد من (ضغط هواء العجلات).. ثم تذكرت تلك اللحظة التي نزلت فيها من السيارة بعد تشغيلها لتجلب شيئاً من البيت، وعند رجوعها وجدت أنها أغلقت الباب على المفاتيح، فأخرجت (جوالها الجديد الذي اشترته قريباً) لتتصل بالعامل القادر على استخراج مفتاحها، وكيف جاء الرجل إليها وطلب مبلغ (250 ريالاً) بجشع واستغلال للموقف، وأطلقت تنهيدة وهي على كرسيها الدوار وهي تتذكر نظراته وهو يصلح المقبض ليفتح السيارة، وكيف كادت عيناه أن تشبه عيني ذئب قد ظفر بصيد لا يقدّر بثمن، وأرسلت العنود دمعة من عينيها، وضغطت على أسنانها وهي تتذكر (النقيبة خلود التي أوقفتها وأعطتها قسيمة على صرير العجلات).
وفجأة ضربت العنود طاولة المكتب (الفاخر) بيديها بقوة، حين تذكرت زوجها وهو يأخذ لحاف النوم ليعلن لها (أنه عازم على المضي في نومه) وصوته ينبعث من تحت اللحاف وهو يقول: (يالعنود... ودّي البنات للمدرسة.. ومرّي السوق وهاتي الخضار.. وبعد الظهر مرّي على الجوازات جدّدي الجواز؛ لأني سأسافر هذا الصيف).
ونظرت حولها في المكتب الواسع، ثم دارت بكرسيها الدوّار أكثر من مرة وهي مسترخية، مطلقة لخيالها الرجوع إلى تلك الأيام الخوالي التي كان زوجها أحمد يقوم بإيصالها، وأيام كان جارهم سعد (عند الحاجة وغياب زوجها أحمد يقوم بإيصالها مع زوجته) فصرخت وهي على كرسيها الدوّار: اتركونا.. اتركونا، وفجأة سمعت صوت زوجها وهو يقول: العنود! العنود! قومي حبيبتي.. (عسى ما شر!) ففتحت عينيها؛ فإذا هي في غرفتها الوردية.. ونظرت إلى الساعة فإذا هي الرابعة فجراً، وإذا زوجها أحمد أمام عينيها.. وهو يهدّئ من روعها: عسى ما شر، فأطلقت تنهيدة لو قُدِّر لك سماعها لبكى قلبك لها وهي تتمتم بهذه الكلمات والتي تخرج من بين شفتيها: الحمد لله، الحمد لله أن ذلك لم يكن حقيقة..لم يكن ذلك حقيقة..الحمد لله.
---------------
م/ن
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-2013, 09:25 PM   #4539
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الأخوة في الله بين الواقع والمثال
بسم الله الرحمن الرحيم
إن أشد ما أخشاه أن نكون في زمن يَـعِــــزّ فيه وجود أخٍ واحدٍ في الله يغنمه الواحد منا في زماننا هذا، فينعم برباط الأخوّة الصادقـة التي ندر وجودها، وأُطلقت تساهلاً على مفاهيم دون مرتبتها بكثير.
نعم، أقول ذلك خوفاً من وقوع ما قاله الصادق المصدوق: (قلّما يوجد في آخر الزمان درهم حلال، أو أخ يوثق به)(1).
خشـيـــت ذلك مع أني أتمنى من صميم قلبي عدم وقوع ما في الحديث في زماننا، فنحرم بذلك نـعـمــة الأخـــــــوة الـصادقة التي لم يبق منها غير المعرفة السطحية المقتصرة على الابتسامة، والتلطف في أسلوب الكلام ولا تتعدى ذلك غالباً ـ إن كثرت ـ الملاقاة.
ولقد قرأت كلاماً محزناً قاسـيـاً ـ ولـكـنها الحقيقة ـ للإمام الواعظ ابن الجوزي (ت: سنة 597 هـ) ـ رحمه الله ـ يقول فيه(2): (جمهور الناس اليوم معارف، ويندر فيهم صديق في الظاهر، أما الأخوة والمصافاة فذاك شـيء نـســــخ فلا يُطمَع فيه) ثم بيّن سبب نسخ وجود الأخوة والصفا لكون السلف كانت همتهم الآخــــرة وحـــدهـــــا فصفت نياتهم في الأخوّة والمخالطة فكانت ديناً لا دنيا.
أما الآن فقد استولى حب الدنيا على القلوب إلا ما شاء الله.
فانـظـــر ـ رحمك الله ـ إلى مقولة هذا الإمام وهو في القرن السادس الهجري؛ حيث يرى بهذه النظرة معنى الأخوة في زمانه، فكيف في زماننا هذا؟ والأصل في كل زمان متأخر عن سابقه وقوع صفة الشرفية للسابق، واقتراب الفتن وأشراط الساعة، والرقة في الدين.
ولكن لا يخـلــــو الأمـــر من تنفيس، والخير في أمة نبينا -صلى الله عليه وسلم- إلى يوم القيامة.
ولعل من أسباب ضعف ربــــاط الأخوة في الله غموض الرؤية لدى بعض الناس لمعانيها في زماننا. ولذا رأيت أن أسوق مــن أقوال وصور السلف حول هذا الموضوع ما تنحلّ به حبوة القارئ، ويسيل لعابه عجباً واندهاشاً من هؤلاء الرجال الكبار، لنرى البون الشاسع بين ما قد حققوه من معاني الأخوة الصــــادقة فيما بينهم، ونرى بالمقابل ما آلت إليه في زماننا، فنصلح الخلل، وإلا تحقق فينا الحديث الشريف السابق الذكر.
قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: (إذا رزقكم الله ـ عز وجل ـ مودة امرئ مسلم فتشبثوا بها)(3).
وكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يذكر الرجل من إخوانه في بعض الليل، فيقول: يا طولها من ليلة، فإذا صلى المكتوبة غدا إليه، فإذا التقيا عانقه(4).
وكان ابن مسعود -رضي الله عنه- إذا خرج إلى أصحابه قال: أنتم جلاء حزني(5).
ولـمّا أتى عمر الشام استقبله أبو عبيدة بن الجراح، وفاض إليه ألـماً، فالتزمه عمر، وقبّل يده، وجعلا يبكيان(6).
وقال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: أَحبّ إخواني إليّ إذا رأيته قَبِلَني، وإذا غبت عنه عذرني(7).
وكان الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يُقبّل رأس أبي بكر(8).
ورئي على علي بن أبي طالب -رضـي الله عنه- ثــوب كـأنــه يُكثر لبسه، فقيل له فيه، فقال: (هذا كسانيه خليلي وصفيّي عمر بن الخطاب، إنّ عمر ناصح الله فنصحه الله)(9).
ولقي الصحابي حكيم بن حزام عبدَ الله بن الزبير ـ رضي الله عـنهـما ـ بعدما قُتل الزبير فقال: كم ترك أخي من الدّيْن؟ قال: ألفي ألف. قال: عليّ منها ألف ألف(10).
ودخل رجل من أصحاب الحسن البصري عليه، فوجده نائماً على سـريـــره، ووجد عند رأسه سلة فيها فاكهة، ففتحها، فجعل يأكل منها، فانتبه، فرأى الرجل يأكل، فقـال: (رحمـك الله، هذا والله فعل الأخيار)(11).
وقال أبو خلدة: دخلنا على ابن سيرين أنا وعبد الله بن عون، فرحب بـنــا، وقال: (ما أدري كيف أتحفكم؟ كل رجل منكم في بيته خبز ولحم، ولكن سأطعمكم شيـئــاً لا أراه في بيوتكم. فجاء بشهدة، وكان يقطع بالسكين ويطعمنا)(12).
وقـــال محمد بن واسع: (لا خير في صحبة الأصحاب ومحادثة الإخوان إذا كانوا عبيد بطونهم؛ لأنهم إذا كانوا كذلك ثبّط بعضهم بعضاً عن الآخرة)(13).
وقال عثمان بن حكيم الأودي: (اصحب من فوقك، ودونك في الدنيا)(14).
وكان بلال بن سعد الأشعري يقول: (أخ لك كلما لقيك ذكّرك بحظك من الله خير لك من أخ كلما لقيك وضع في كفك ديناراً)(15).
وكان المحدث القارئ طلحة بن مصرف إذا لقي مالك بن مغول يقول له: (لَلُقياك أحبّ إليّ من العسل)(16).
وقال ابن عيينة: سمعت مساور الورّاق يحلف بالله ـ عز وجل ـ: ما كنت أقول لرجل إني أحبك في الله ـ عز وجل ـ فأمنعه شيئاً من الدنيا (17).
وكان أبو جعفر محمد بن علي يقول لأصحابه: يُدخِل أحدكم يده في كُمِّ صاحبه ويأخذ ما يريد؟ قلنا: لا. قال: فلستم بإخوان كما تزعمون(10).
وأخيـراً: فـمـن أمثلة أخوة زمن المتأخرين من علمائنا ما كان بين شيخ الإسلام ابن تيمية، وشيخ المحدثيـن جمــــــال الدين المزّي ـ رحمهما الله ـ، فقد تأثر الثاني بشخصية شيخ الإسلام التي كانت قد اكـتـمـلــــت، فأعجب به المزي الإعجاب كله، وترافق معه طيلة حياته. قال مؤرخ الإسلام الذهـبـي: (ترافق هو وابن تيمية كثيراً في سماع الحديث، وفي النظر في العلم، وكان يقرر طريقة السلف في السنة..) (18).
ولقد أخلص (المزي) لرفيقه (ابن تيمية) الإخلاص كله، ولآرائه التجديدية، وجعله مثله الأعلى، ويظهر ذلك جلياً من خلال دفعه لثمن ذلك من الأذى الذي تعرض له عدة مرات من سجن وعدم تمكينه من التحديــــث، ووضع العراقيل عند توليه لرئاسة دار الحديث الأشرفية.
ولما توفي شيخ الإسلام (ابن تيمية) مسجوناً بقلعة دمشق لم يسمح لأحد بالدخول أول الأمر إلا بخواص أصحابه منهم (المزي) وكان ممن ساعد في غسله.
وبالجانب الآخر كان (ابن تيمية) كـثـيــر الاعتماد على (المزي) وعلمه ومعرفته؛ فحينما خرج من سجنه بـ (مصر) سنة 709 هـ، وجلس في القاهرة ينشر علمه، واحتاج إلى بعض كتبه التي بالشام، كتب إلى أهله كتاباً يطلـب جملة من كتبه، وطلب منهم أن يستعينوا على ذلك بـ (جمال الدين المزي) وسبب ذلـك مـــا قــالـــه ابن كثير: (فإنه يدري كيف يستخرج له ما يريد من الكتب التي أشار إليها)(19).
وحـيـنـمـا ولي (المزي) أكبر دار حديث بـ (دمشق) وهي الأشرفية سنة 718 هـ، فرح (ابن تيمية) فرحـاً عظيماً بذلك وقال: (لم يَلِ هذه المدرسة من حين بنائها إلى الآن أحق بشرط الواقف منه).
وكـان شــرط واقــف الـــدار أن يُـقَدّم من اجتمع فيه الرواية والدراية على من اجتمع فيه الرواية فقط، ففضله (ابن تيمية) بذلـك عـلـى عـلـمــاء عـظـام قد تولوا هذه الدار كـ (ابن الصلاح)، و (أبي شامة) و (النووي).
وحصل أن أخرج (ابن تيمية) رفيقه (المزي) من السجن بنفسه.
وبعدُ: فإن ما سقته من صور الأخوة في الله من حياة سلفنا لجديرة بالتأمل.
ولعل من أسباب الفتور الحاصل بين شباب الصحوة ضعف رباط الأخوة الصادقة.
فأين واقعنا الذي لا يخلو من المشاحنات والخلافات والبحث عن الزلات من واقع سلفنـا الصالـح ـ رضي الله عنهم ـ: (هيا بنا نؤمن ساعة)؟، و (هيا بنا نبك من خشية الله، فإن لم نجد بكاءً تباكينا علّ الله يرحمنا)؟.
وأين الفائدة العلمية ومذاكرة العلم بيننا، مع وجود وسائل الاتصال الحديثة التي تسهّل وتحفز للحرص على لقاء الفائدة؟
نسأل الله صلاح الأحوال والقلوب للفوز بمرضاته إنه مجيب الدعاء.
--------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-2013, 09:45 PM   #4540
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

15 خطوة لترسم أهدافك
بسم الله الرحمن الرحيم
إن طريق النجاح يبدأ بالقضاء على فراغك والتخطيط لأهدافك وذلك من خلال تحديدها وهي إما أن تكون:
1ـ أهدافا روحية تتعلق بالدين والعبادة.
2ـ شخصية تتعلق بتطوير قدراتك الشخصية في التعامل مع الآخرين.
3ـ العمل والمهنة والوظيفة.
4ـ عائلية من صلة الأرحام والتواصل الأسري.
5ـ الأصدقاء والإخوان لتقوية العلاقة والروابط.
6ـ المجتمع وهي التي تحقق لك الإخوة الإسلامية.
7ـ الصحة البدنية.
8ـ الأمور المالية.
9ـ السكن.
10ـ الاستجمام والترويح عن النفس والترفيه.
هذه الجوانب العشرة هي التي غالبا ما يطور الإنسان ويحدد أهدافه بها ولأجل رسم هدفك في كل واحدة من جوانب الحياة حتى لا تطغى واحدة على أخرى
فتهتم مثلا بالجانب المالي على حساب حياتك العائلية أو الجانب الترويحي على حساب الجانب الروحاني العبادي أو الجانب العملي الوظيفي على حساب الصحة وغيرها ومن أجل الموازنة بين تلك الأهداف عليك باتباع الخطوات التالية:
أولا: ضع لنفسك 3 أهداف تطمح لتحقيقها في كل جانب من الجوانب العشرة سابقة الذكر مثال الهدف الروحي، المحافظة على صلاة الفجر، ختم القرآن، عدم تضييع التكبيرة الأولى في الصلاة.
ثانيا: رتب هذه الأهداف حسب الأهمية لك مثال صلاة الفجر ثم عدم تضييع التكبيرة الأولى في الصلاة ثم ختم القرآن الكريم.
ثالثا: اكتب هذه الأهداف في ورقة خارجية مرتبة حسب الأولويات ورتب الأهداف الكلية حسب الأهمية مثال ابتدئ بالهدف الروحاني ثم الهدف المالي ثم الهدف الاجتماعي ثم الهدف الترفيهي.
رابعا: ضع هذه الأهداف في إطار زمني محدد مثال لتحقيق الهدف الروحاني احتاج لفترة 3 أشهر.
خامسا: أكتب لنفسك أسفل الأهداف الأسباب الحقيقة التي تدفعك بقوة لتحقق هدفك
مثال ارغب في الحصول على بيت (هدف) الأسباب الإحساس بالأمان لي ولأولادي من بعدي.
سادسا: اكتب العوائق التي يمكن أن تعيقك على تحقيق هدفك مثال صلاة الفجر من العوائق السهر ليلا، التعب والإجهاد، عدم وجود من يساعد على الاستيقاظ للفجر.
سابعا: حدد إمكانياتك والتضحيات التي يمكن أن تقدمها في سبيل تحقيق هذا الهدف مثال صلاة الفجر التضحيات النوم المبكر وترك التأخر في السهر على التلفاز والدواوين وشراء منبه والنوم على طهارة والعزم القلبي على الاستيقاظ وطلب العون من الله - تعالى -.
ثامنا: اجمع مزيدا من المعلومات حول الموضوع واستفد من أصحاب الخبرات وممن سبقك مثال شراء منزل (هدف) اسأل من سبقك كيف وكم وفرت من أموال وكيف قسطتم الالتزامات المالية.
تاسعا: بناء فريق دعم خاص بك لجمع المعلومات وتوفير الاحتياجات قد يكون هذا الفريق هو الزوجة والأولاد وابتعد عن المثبطين.
عاشرا: ضع تاريخا محددا مكتوبا للبداية والنهاية من اجل مراقبة مدى التغير والإنجاز وقم بتقسيم التنفيذ إلى مراحل مجزأة لها بداية ونهاية.
الحادي عشر: لا بد من وجود صورة ذهنية عن نفسك وأنت حققت الهدف وصورة ذهنية لهذا الهدف الذي تريد تحقيقه واقنع نفسك وعقلك الباطن قبل البداية بأنك قد حققت هذا الهدف وكرر ذلك في كلامك مع نفسك بصيغة ايجابية وابتعد عن الصيغة السلبية، حتى تبرمج عقلك الباطن على الصورة الذهنية التي تريدها مثال (هدف صحي) تتصور انك سليم من الأمراض ووزنك مثالي فتقول أنا وزني مثالي وصحتي جيدة ولا تقل انقص وزني أو اعمل رجيم أو يذهب مرضي.
الثاني عشر: ليكن هدفك معقولا وحقيقيا وليس من الخيال ويمكن أن يقاس لتعرف كم حققت من هذا الهدف كله وليكن هدفك مشروعا لا محرما حتى يبارك الله لك فيه.
الثالث عشر: لتكن كل هذه الأهداف العشرة تحت مظلة الهدف الأكبر وهي آخر آية نزلت من القرآن الكريم (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) فاجعل نصب عينك أن هناك يوما ترجع فيه إلى الله فتحاسب وتوفى لك أو عليك الأعمال.
الرابع عشر: استعن بالله دائما واطلب منه العون والتوفيق بالدعاء والتقرب إليه فإن لم يتحقق لك ما تريد فقل قدر الله وما شاء فعل وان قدر الله كله خير لك فاشكر في السراء واصبر على الضراء.
الخامس عشر: اعلم أن أكبر هدف وأعظم غاية وأسمى مقصد يمكن أن يسعى له الإنسان في الحياة هو السعي لرضوان رب العالمين بالوسائل التي شرعها الله لذلك واعلم أن الوقت لا يتوالد ولا يتجدد ولا يعود للوراء ولا يتوقف فإلى الأمام إلى الأمام.
---------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 11:38 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved