منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 02-11-2013, 10:02 PM   #4541
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

فضل الدعاء عند نزول المطر وعند النداء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين ...
قال تعالى: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) ( غافر : 60 ) .
أخي المسلم ..
أحببنا أن نبين لك فضل الدعاء خاصة عند نزول المطر، لأننا رأينا كثير من المسلمين يغفل أن يدعو عند نزول المطر، لأنه لا يعلم ما المحكمة في هذا الوقت، ونحن في هذه الموعظة نتكلم عن المطر وفضله.
قال صلى الله عليه وسلم : (من سره ان يستجيب الله عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء) ( صحيح الجامع رقم 6166 ).
الدعاء عند نزول المطر )
قال صلى الله عليه وسلم: (ثنتان ما تردان الدعاء عند النداء وتحت المطر) ( صحيح الجامع حديث حسن 3078 ) .
وقال صلى الله عليه وسلم: (اطلبوا إجابة الدعاء عند إلتقاء الجيوش وإقامة الصلاة ونزول المطر) ( حديث مرسل ويقوى ويرتقي إلى مرتبة الحسن كما قال الإمام العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة وله شاهد الحديث الذي قبله 3/1469 ) .
قال الإمام المناوي: "ثنتان ما، وفي رواية لا تردان الدعاء عند النداء، يعني الآذان للصلاة وتحت المطر، أي ودعاء من تحت المطر لا يرد فإنه وقت نزول الرحمة لاسيما في أول قطر السنة ) فيض القدير 3/3566 )… وكان صلى الله عليه وسلم إذا رأى مطراً قال: "اللهم صيباً نافعاً" ( رواه مسلم ) .
قال بان قيم الجوزية: وكان صلى الله عليه وسلم يحسر ثوبه حتى يصيبه من المطر فسئل عن ذلك فقال: لأنه حديث عهد بربه" ( رواه مسلم ) .
وقال ابن قيم الجوزية: "وقد حفظت غن غير واحد طلب الإجابة عند نزول الغيث وإقامة الصلاة" ( زاد المعاد ) .
قالت عائشة أم المؤمنين: "ما من عبد مؤمن يدعو الله بدعوة فتذهب حتى تُعجل له في الدنيا أو تؤخر له في الآخرة إذا لم يعجل أو يقنط ( كتاب الدعاء لحسين العوايشة ) .
قلت:
والعجيب أنك ترى الناس حين نزول المطر على قسمين، قسم يفرح بنزول المطر، وقسم يغتم بنزول المطر، فالذي يفرح بنزول المطر تراه غافل عن الدعاء تحت المطر، وتلقي الرحمات، والذي يغتم هو في الأصل محروم، فعلى هذا كتبنا هذه الموعظة لأنها في وقت نزول الرحمات والغيث..
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحمنا ويسقينا غيثاً مريعاً ( ذا مراعة وخصب . يقال مرعت البلاد إذا خصبت ) طبقاً عاجلاً غير رائث نافعاً غير ضار.
--------------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-2013, 10:23 PM   #4542
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

روضة الزاهدين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين..
قال سبحانه وتعالى:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ "
1 قال بعض السلف:
الزهد في الدنيا ثلاثة أشياء، أحبها إلى الله وأعلاها عند الله وأعظمها ثواباً عند الله تعالى.
2 ذم الدنيا:
مر عمر (رضي الله عنه) على مزبلة فاحتبس عندها، فكأن أصحابه تأذوا بها. فقال: ”هذه دنياكم التي تحرصون عليها تتكلون عليها".
3 ذم أصحاب الدنيا:
قال بلال بن سعد: "رُب مسرور مغبون، ورب مغبون لا يشعر، فويلٌ لمن له الويل ولا يشعر، يأكل ويشرب ويضحك ويلعب وقد حق عليه في قضاء الله أنه من أهل النار".
4 قصر الأمل:
قال بكر بن عبد الله المزني: " يكفيك من دنياك ما قنعت به ولو كفاً من تمر وشربة من ماء وظل خباء، وكل ما يفتح عليك من الدنيا شيء ازدادت نفسك لها مقتاً".
5 الاجتهاد في العبادة:
عن أنس بن عياض قال: "رأيت حفوان بن سليم ولو قيل له غداً القيامة ما كان عنده مزيد على ما هو عليه من العبادة".
6 الخوف من القدر والنار:
قال أبي ذر (رضي الله عنه) : "والله لو تعلمون ما أعلم ما انبسطتم إلى نسائكم ولا تقاررتم على فراشكم ، والله لوددت أن الله خلقني يوم خلقني شجرة تعضد ويؤكل ثمرها".
7 ـ الحزن والبكاء والخشية!!
قال الحسن: "يحق لمن يعلم أن الموت مورده وأن الساعة موعدة وأن القيام بين يدي الله تعالى مشهده أن يطول حزنه".
8 مواعظهم…
عن أبي مسلم الخولاني أنه كان إذا وقف على خربة. قال: "يا خربة، أين أهلك ذهبوا وبقيت أعمالهم، وانقطعت الشهوات وبقيت الخطيئة، ابن آدم ترك الخطيئة أهون من طلب التوبة".
9 وصاياهم…
قال عبد الله بن مسعود: "ما منكم إلا ضيف وما له عارية، والضيف مرتحل والعارية مؤداة إلى أهلها".
ولله در القائل:

ليس من مات فاستراح بميت إنما الميت ميت الأحياء


أخي المسلم.. هذا حال سلفنا الصالح. فهل تشبهنا بهم!!.
---------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-2013, 10:38 PM   #4543
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

حرب الشيطان للإنسان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين.
إن الشيطان لا يأتي للإنسان فيأمره بالشر وينهاه عن الخير بشكل مباشر، ولكنه يتخذ النفس وسيلة للإغواء، ولهذا نبين بعض أساليب الشيطان في إغواء الإنسان.
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ) ( النور : 21 ).
قال الإمام ابن كثير لا تتبعوا مسالكه وما يأمر به ثم قال إن كل معصية فهي من خطوات الشيطان ( تيسير العلي القدير 3/269 ) .
أساليب الشيطان مع الإنسان
1 ـ التزين: قلنا أن الشيطان لا يأمر بالشر مباشرة ولكن يزين للنفس فيأتي للمسلم إذا سمع آذان الفجر في ليلة باردة مظلمة فيقول له نم فالفراش دافئ وأنت متعب مرهق وهلم جره.
2 ـ التلبيس: الشيطان هنا يحاول خداع العقل فيحاول إقناعه بأن الذي يعتقد أنه حرام هو في الحقيقة حلال، فإذا أراد أن يأخذ قرضاً ربوياً ليبني به بيتاً قال له الشيطان هذا ليس حراماً، لأنك لا تريد أن تستغل الناس إنما تريد أن تستر نفسك وأولادك فما وجه الحرمة هنا، أقول ما أكثر ما وقع الناس في هذه الأيام في هذا الفخ.
3 ـ التسويف: وهنا يستخدم معه طول الأمل حتى يصرفه عن التوبة إذا كان رآه مصمم عليها فيقول له لا بأس أن تتوب ولكن لماذا العجلة أنت في ريعان الشباب أكمل دراستك ثم تزوج فالزواج نصف الدين وهو يعين على التوبة ثم اضمن مستقبلك حتى يصرفه تماماً عن التوبة.
4 ـ تهوين المعصية: يأتي الإنسان فيقول له لماذا تتوب/ وماذا فعلت حتى تتوب أنت بالنسبة لغيرك من خيار الناس إنما التوبة لأصحاب المعاص الكبيرة وأنت لست منهم فيهون عليه المعصية.
5 ـ تصعيب الأمر على الإنسان بعد التوبة: يقول له التوبة تحتاج إلى استقامة/ والاستقامة شاقة على النفس وتجلب عداءة المنحرفين فيقول له لماذا تتوب وتُحمل نفسك وتفقد أصدقائك السابقين/ ثم عن الناس لن يصدقوا عنك تبت بل سيسخرون منك/ وعلى هذا قس.
6 ـ التيئيس : يأتي الإنسان فيوقل له إن الله لا يقبل توبة من كانت ذنوبه كثيرة كذنوبك كيف يقبل الله توبتك وأنت الذي فعلت كذا وكذا ويذكره بكل معصية كان يفعلها( الهدي النبوي في الرقائق ) .
ما هو الحل والمخرج من حرب الشيطان ؟ هو بين يديك
قال تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) ( الزمر : 53 ) .

"أخي المسلم كن على حذر من أساليب الشيطان وحاربه بتقربك من الرحمن"

-------------

للفايدة

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-2013, 10:51 PM   #4544
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-2013, 10:55 PM   #4545
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-2013, 11:06 PM   #4546
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

هكذا تركناك خلف ظهورنا!!
بسم الله الرحمن الرحيم

لم تنمحني الحياة فرصة؛ كي ألتفت إلى تلك المعاناة التي تعتصر قلباً مكلوماً!!

يطوي سهاده طي وسادته كل ليلة، ممزوجاً بدموع الأسى والحرمان!!

يخفق بأنَّات مكبوتة . . يتمنى أن يجد من يسمع زفراتها!! لعله يمسح عنه ألم المعاناة!!

إنه قلب فتاة طاهرة . . تنطلق من قسماتها نسائم الفجر . . تستشعر في عينيها الكثير والكثير من الكلمات!!

بل الكثير والكثير من الآلام والآمال التي انحصرت كلها بين طيَّات وسادتها!!

فهي تخاطبها كل ليلة!!

نعم , , بل . . وتناشدها مزيداً من الأحلام والآمال . . لعلها تخفف عنها ألم الحرمان!!

يخفق قلبها بين الحين والآخر . . رباه . . هل لتلك الآلام من آجال؟!

فتمسح على قلبها يد من الرحمات حانية!!

تبعث بأشواقها إلى أعراس الجنة . . حيث الولدان المخلدون . . بوجوه كاللؤلؤ المنثور!!

يحملون لها بين أيديهم صحائف من ذهب وأكواب!!

فتهبُّ على قلبها المكلوم رياح البهجة والسرور؛ فتبدل دموع حزنها بدموع فرح وحبور!!

تطوي ضحكاتها مجدداً بين طيَّات وسادتها . . وكأنها تسألها كتمان سر تلك الضحكات!!

وهكذا تمضي بها الأيام . . تطوي بوحدتها ليلة وارء ليلة!!

واحدة بالآمال وأخرى بالآلام!!

تتذكر بين الحين والآخر حلم طفولتها . . ذلك الذي استلبته منها يدٌ غاشمة عابثة!! وهي في الشهر الخامس من ولادتها!! حينما امتدت إليها لتطعيمها؛ فأصابتها بشلل تامٍ في قدمها اليمنى!!

فمضت بها سنون العمر . . تكبر فيها . . وتكبر معها إعاقتها!!

حتى تضاعفت في ظهرها الآلام . . فقرروا إجراء عملية لتخفيفها . . فنجحت في تخفيف آلام ظهرها . . ولكنها أصابتها بشلل تام في كلتا قدميها!!

توافد الناس على بنت العشرين عاماً؛ ليواسونها في مُصابها!!

فوجدوا وجهاً مضيئاً . . يشع بنور الإيمان . . وقلباً طاهراً . . مُفعماً بالرضا بقضاء الله وقدره . . فواستهم هي بكلماتها النورانية، لتخفف عنهم وطأة جزعهم . . وشفقتهم عليها!!

صارت بصبرها مضرب الأمثال . . بل صارت قمةً تتصاغرُ القمم إذا قورنت بهامتها!!

تجرفها عاطفة الأمومة حيناً . . فتتمنى وليداً يتقلب بين أحضانها . . وتحمله بيديها!!

فتبعث بآمالها بعيداً . . لعلَّها تجد زوجاً حنوناً يستوعب ألم الرغبة مع الحرمان!!

لكن سرعان ما تطوي خجلها بين جنبيها . . خوفاً من أن تكشف النظرات سرَّ رغبتها!!

فتنظر إلى السماء راجية في رحمة الله . . لعله يحقيق لها أمنيتها!!

تختبئ أمها؛ لترقبها من بعيد، وعينها تذرف من الدمع ما لو رأته لزاد من حسرتها!!

رباه . . هذه فتاتي التي أرجو من الله أن يسوق لها يوماً . . من يمنح لها ولو جزءً يسيراً من سعادتها!!

هذه قصة حقيقة وقفت عليها بنفسي، وأملي أن يعجل الله بتفريج كربتها، ولكن هلَّا التفتنا لمعانة أمثالها من المعاقين والمعاقات . . الذين تركناهم بالفعل خلف ظهورنا، واستمتعنا بما أنعم الله علينا من جميع الحواس!! فلعل الله أن يرسم بأيدينا البسمة على شفاههم من جديد؟! فهل من مجيب؟!
-------------
أبو مهند القمري
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-2013, 11:15 PM   #4547
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

هكذا أصبحت . . بعدما ضيعت أمنيتكما!!
بسم الله الرحمن الرحيم
ترعرع بين أحضان أبوين محافظين، وحينما بلغ سن الثامنة عشر من عمره؛ نظر إلى نفسه في المرآة فوجد طولاً وعرضاً، مع شارب بدأ يخط أولى ملامحه بين قسمات وجهه؛ فسيطر على نفسه شعوراً بالاستقلالية، وعدم الرغبة في التبعية لأحد؛ حتى ولو كان أبواه!! فطلب من والديه عدم وضع أي قيود عليه في تصرفاته أو حركاته؛ بحجة أنه لم يعد صغيراً بعد اليوم!!
لم يجد والداه بداً من الاستسلام لرغباته، مع محاولة الإبقاء على الحد الأدنى من الرعاية؛ لضمان عدم تجاوزه الخطوط الحمراء التي قد يخترقها جهلاً منه أو رغبةً في تجربة كل ما هو محظور!!
ومع محاولات المنع المتكررة من قبل الوالدين؛ حفاظاً عليه من مخاطر تجاوز تلك الخطوط الحمراء، تولدت لديه الرغبة العارمة في المزيد من التمرد؛ لتحقيق ذلك الاختراق!! حتى تطور الأمر في نهاية المطاف إلى حد تركه المنزل دون إذنهما!!
حيينها أضحى فريسة سهلة لأصحاب السوء على اختلاف أنواعهم وأشكالهم، حيث كان منعدم الخبرة بمخاطر وشرور هذه الحياة، كما أن البيئة التي تربى في ظلالها، قد حجبت عن الكثير من ألوان شرورها التي لم يكن يتصور مدى فظاعتها؛ إلا بعدما عاينها بنفسه، فتجرع بسببها ألوان المعاناة التي كلفته خسارة كل شيء!!
نعم . . فلقد خسر كل شيء بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معاني!! حيث أسفرت رحلة ضياعه التي بدأت بالهروب من منزل أسرته؛ عن تردي صحته التي نزفت آخر قطرات ماء حياتها تحت سياط الإيدز والمخدرات، كما أفقدته كامل إدراكه تحت وطأة المعاناة والحيرة بين دروب الشر التي طمست كل آمال المستقبل، وأفقدته الهدف والغاية المرجوة من مثل تلك الحياة البهيمية!!
لقد كان قرار هروبه من أسرته، بمثابة أخطر انزلاقة له على مفترق الطريق في هذه الحياة، وذلك حينما فشل في المفاضلة بين الرضا بالعيش في ظلال توجيهات الأسرة ورعايتها، وبين الرغبة في إطلاق شهواته الحيوانية التي حالت دون استيعابه لمخاطر سبيل الهلاك!!
ومضت به الأيام، حتى انتهى به الأمر إلى أن يصبح مجرد جثة هامدة ملقاة في الطرقات؛ بعدما لفظه أصحاب السوء باعتباره معدوم الفائدة، حتى استلمته الجهات الأمنية ذات يوم لتسليمه لذويه، وبالتحري استطاعوا الوصول إلى محل إقامة أسرته، فوقف والداه بجوار تلك الجثة الهامدة يسترجعا تلك الآمال والأمنيات العريضة التي طالما حلما بها لفلذة كبدهما!!
فإذا بالحلم يسقط بين أيديهما؛ ليتحول من أشد الكوابيس وقعاً على قلبيهما، بعدما أكد لهما الأطباء انعدام الأمل في شفائه، وأن الأمر لن يتجاوز سوى أيامٍ معدودة؛ حتى تفارق الروح ذلك الجسد المنهوك!!
فانفطرت القلوب حزناً؛ وكأنها من شدة الألم قد نزفت من الدماء أنهاراً؛ قبلما تذرف عيونهما الدموع مدراراً، ونظر أبوه إلى تلك الجثة الهالكة محدثاُ نفسه بدموع الحسرة والأسى قائلاً : ألم أقل لك يا ولدي أني أحبك، وأنني لم أقصد بتوجيهك أي نوع من التضييق عليك، وإنما هو الخوف والحرص عليك لا أكثر؟! فلماذا تركتنا للهموم تنهش منّأ المهج وتدمي الفؤاد حين شردت عنَّا؛ لتلقي بنفسك في هذا الوادي السحيق من التهلكة؟!
أهو فقط لإدراك تلك الشهوات والملذات الرخيصة الدونية؟!
فتح الشاب عينيه، ونظر إلى والديه نظرة، نطقت بجميع عبارات الندم والحسرة والأسى التي تلفظ بها جميع البشر على وجه هذه الحياة، وعلى الرغم من عجزه التام عن التلفظ أو الكلام، إلا أن الغريب قبل القريب كان بوسعه أن يقرأ بين نظرات هذا الوجه الشاحب، والعيون الغائرة عبارة واحدة مفادها : أرجوكما والداي أن تسامحاني . . فلقد عانيت بسبب مخالفتي لأمركما كل ألوان الأسى، وهكذا أصبحت . . بعدما ضيعت أمنيتكما!! فهل بوسعكما العفو عني؟!
قصة من وحي مآسي الحياة . .
-------------

أبو مهند القمري
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-2013, 11:28 PM   #4548
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

{ ولمن خاف مقام ربه جنتان }
حكت لي معلمتي – حفظها الله- تقول:
(مما علق في ذاكرتي من أيام الطفولة:
تراها في الصباح الباكر، تتمشى في جلبابها .. تصل هذا وتزور ذاك.. تطرق بابنا.. نتسابق لمعانقتها والسلام عليها،
أحببتها حباً جماً،
تمكث عندنا وقتاً ليس بالطويل، وتعلمني بعضاً من أمور ديني،
سألتني في يوم من الأيام، فلانة، لِمَ لم تصلي؟
كنت وقتها في السادسة من عمري
فتعجبت! أي صلاة في وقت كهذا؟!!
قالت: صلاة الضحى، فأمرتني فتوضأت وصليت كما تقول..
فمن وقتها رحمها الله، لم أدع صلاة الضحى، تتطرق إليها تزين وجهها قد مرت عليه السنين وسنين.. نور الإيمان ينوره.. سيما الصالحين واضحة عليها
كانت رحمها الله لا تعرف القراءة ولا الكتابة فكانت كثيراً ما تفتح لي المصحف وتشير لي إلى قوله تعالى (ولمن خاف مقام ربه جنتان)
وتقول والله أني أحب هذه الآية فاللهم ارزقني حسن الخاتمة!
فتردد ذلك كثيراً

وذات يوم سمعت خبراً زلزل كياني، هز وجداني لولا أن تبثني الله
ألا وهو خبر وفاتها رحمها الله
كانت لي بمثابة الأم..
والعجب العجاب أننا ذهبنا للصلاة عليها بعد صلاة الفجر
بعد أن كبر الإمام أعقب الفاتحة بقراءة (ولمن خاف مقام ربه جنتان) فكانت أول ما قرأه بعد فاتحة الكتاب فبكيت حينها بكاءً شديداً لم أستطع أن أقاومه.. فحقاً من شب على شيء شاب عليه.. ومن شاب على شيء مات عليه

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
---------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-2013, 12:41 AM   #4549
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

أسيـــــــد بــــن الحُضيـــر
* قدِمَ الفتى المكيّ مُصعبُ بـن عُميـرٍ إلى يثربَ - المدينة المنورة - في أولِ بعثةٍ تبشيريةٍ عرفها تاريخ الإسلام.

فنزلَ على أسعد بن ُزرارة أحدِ أشرافِ الخزرج - قبيلة عربية يمينة ارتحلت وأختها الأوس إلى الحجاز بعد خراب سد مأرب واستوطنت المدينة -، واتخذ من داره مقاماٌ لنفسهِ، ومُنطلقاً لبث دعوته إلى الله، والتبشير بنبيّه محمدٍ رسول الله.
وأخذ أبناءُ يثرب يُقبلون على مجالس الداعية الشابِّ مُصعب بن عُميرٍ إقبالاً كبيراً.
وكان يُغريهم به - يولعهم به - عُذوبة حديثه، ووضوح حُجته، ورقة شمائِله - رقة طباعه -، ووضاءة الإيمان التي تشرِق من وجهه القسيم الوسيم - الجميل الحسن -.
وكان يجذبُهم إليه شيءٌ آخر فوق ذلك كله، هو هذا القرآن الذي كان يَتلو عليهم بين الفينةِ والفينةِ - بين الحين والآخر - بَعضاً من آياته البينات، بصوته الشجيِّ الرَّخيم، ونبراته الحُلوة الآسِرة، فيستلين به القلوبَ القاسية، ويَستدرُ الدموع العاصية، فلا ينفضُ - يتفرق المجلس - المجلسُ من مجالسِه إلا عن أناسٍ أسلموا وانضمَّوا إلى كتائب الإيمان.

وفي ذات يومٍ، خرج أسعدُ بن ُزرارة بضيفه الداعية مُصعب بـن عُميرٍ، ليلقى جماعة من بني عبدِ الأشهلِ، ويعرضَ عليهم الإسلام، فدخلا بُستاناً من بساتين بني عبد الأشهل، وجلسا عند بئرها العذبةِ في ظلال النخيل.
فاجتمعَ على مُصعبٍ جماعة قد أسلموا وآخرون يريدون أن يسمعوا، فانطلق يدعو ويُبشـرُ، والناسُ إليه مُنصِتين، وبروعة حديثه مَأخوذين.

- فجاءَ من أخبر أسَيد بن الحُضيـر وسعد بن معاذٍ - وكانا سيِّدي الأوس - قبيلة يمنية ارتحلت هي وأختها " الخزرج " إلى المدينة واستقرت فيها - بأن الداعية المكيَّ قد نزل قريباً من ديارهما، وأن الذي جرِّأهُ على ذلك أسعد ابن ُزرارة.
فقال سعدُ بن معاذٍ لأسيد بـن الحُضير:
لا أبا لك يا أسيد - كلمة تقال في الذم والمدح، المراد بها هنا المدح -، انطلق إلى هذا الفتى المكي الذي جاء إلى بيوتنا ليُغري ضعفاءنا - ليحض ضعفاءنا على الإسلام ويزينه لهم -، ويُسفه آلهتنا، وازجُرْهُ - امنعه -، وحذرهُ من أن يَطأ ديارنا بعد اليوم.
ثم أردف يقول: ولولا أنهُ في ضيافة ابن خالتي أسعد بن ُزرارة، وأنه يَمشي في حمايته لكفيتك ذلك.

- أخذ أسيدٌ حربتهُ، ومضى نحوَ البُستان، فلمَّا رآهُ أسعد بن ُزرارة مُقبلاً قال لمُصعبٍ: ويحك يا مُصعبُ، هذا سيدُ قومِه، وأرجحُهُم عـقلاً، وأكملهُم كمالاً: أسيدُ بـن الحُضيـر.
فإن يُسلم تبعهُ في إسلامهِ خلقٌ كثيرٌ، فاصْدُق الله فيه، وأحسن التأتيَ له - أحسن عرض الأمر عليه -.

- وقف أسيدُ بن الحُضير على الجمع، والتفت إلى مُصعبٍ وصاحبه وقال: ما جاء بكما إلى ديارنا، وأغركما بضعفائنا؟! اعتزِلا هذا الحيَّ - ابتعدا عنه -إن كانت لكما بنفسيكما حاجة-كناية عن التهديد بالقتل -.
فالتفت مُصعبٌ إلى أسيدٍ بوجههِ المُشرق بنور الإيمان، وخاطبه بلهجتِهِ الصَّادقة الآسِرة وقال له:
يا سيدَ قومه، هل لك في خيرٍ من ذلك؟
قال: وما هو؟
قال: تجلسُ إلينا وتسمعُ مِنا، فإن رضيت ما قلناهُ قبلته، وإن لم ترضهُ تحولنا عنكم ولم نعُدْ إليكم.
فقال أسيدٌ: لقد أنصفت، وركز رُمحهُ في الأرضِ وجلس.
فأقبلَ عليه مُصعبُ يذكرُ له حقيقة الإسلام، ويقرأ عليه شيئاً من آياتِ القرآن؛ فانبسطت أساريرُه وأشرق وجهُه وقال: ما أحسن هذا الذي تقولُ، وما أجَلَّ ذلك الذي تتلو!!
كيف تصنعون إذا أردتمُ الدخول في الإسلام؟!
فقال له مصعبٌ: تغتسلُ وتطهرُ ثيابك، وتشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وتصلي ركعتين.
فقام إلى البئرِ فتطهَّر بمائها، وشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله وصلى ركعتين.
فانضمَّ في ذلك اليوم إلى كتائب الإسلام فارسٌ من فرسانِ العرب المرمُوقين - الذين ينظر الناس إليهم إعجاباً بهم -، وسيدٌ من سادات الأوسِ المعدودين.
كان يُلقبه قومُه بالكامل، لرجاحة عقلِه، ونبالة أصله، ولأنه ملك السيفَ والقلمَ، إذ كان بالإضافة إلى فروسيَّته ودقة رميه، قارئاً كاتباً في مجتمعٍ ندرَ فيه من يقرأ ويكتب.
وقد كان إسلامُه سبباً في إسلام سَعد بن معاذٍ.
وكان إسلامُهما معاً في أن تسلم جُموع غفيرة - كثيرة ووفيرة - من الأوس.
وأن تصبحَ المدينة بعد ذلك مُهاجراً - مكاناً للهجرة - لرسُول الله صلى الله عليه وسلم، وموئِلاً - ملاذاً وملجأ - وقاعدة لدولة الإسلام العُظمى.

- أولعَ - أحبه حباً شديداً وتعلق به - أسيدُ بن الحُضير بالقرآن - مُنذ سمعهُ من مُصعب بن عُميرٍ - ولعَ المُحبِّ بحبيبه، وأقبل عليه إقبال الظامئ على المورد العذب في اليوم القائظِ، وجعله شغلهُ الشاغل.
فكان لا يُرى إلا مُجاهداً غازياً في سبيل الله، أو عاكفاً يتلو كتابَ الله.
وكان رخيم الصوت، مُبين النطق، مُشرق الأداء، تطيبُ له قراءة القرآن أكثر ما تطيبُ إذا سكن الليلُ، ونامتِ العيون، وصَفتِ النفوسُ.
وكان الصحابة الكرامُ يتحينون أوقات قراءتهِ - يتوقون أوقات قراءته ويرصدونها -، ويتسابقون إلى سماع تِلاوته.
فيما سَعدَ من يُتاح له أن يسمع القرآن منهُ رطباً طرياً كما أنزل على محمدٍ.
وقد استعذبَ أهلُ السماءِ تلاوتهُ كما استعذبها أهلُ الأرض.
ففي جوفِ ليلةٍ من الليالي كان أسيدُ بن الحُضير جالساً في مِربدهِ - فضاء وراء البيت -، وابنه يحيى نائمٌ إلى جانبه، وفرسُه التي أعدَّها للجهاد في سبيل الله مُرتبطة غيرَ بعيدٍ عنه.
وكان الليلُ وادعاً ساجياً - ساكناً -، وأديمُ السماء رائقاً صافياً، وعيون النجوم ترمق الأرض الهاجعة بحنانٍ وعطفٍ.
فتاقت - رغبت واشتاقت - نفسُ أسيد بن الحُضير لأن يُعطرَ هذه الأجواء النديّة بطيُـوب القرآن، فانطلق يتلو بصوته الرخيم الحنون:
﴿ الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴾ سورة البقرة.1-4.
فإذا به يَسمعُ فرسهُ وقد جالت - دارة دورة - جَولةً كادت تقطع بسببها رباطها، فسكت؛ فسكنتِ الفرسُ وقرَّت.
فعاد يقرأ: ﴿ أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ البقرة 5.
فجالتِ الفرسُ جولة أشدَّ من تلك وأقوى.
فسكت
فسكنتْ...
وكرَّر ذلك مراراً، فكان إذا قرأ أجلفتِ - نفرت - الفرسُ وهاجت، وإذا سكت سَكنت وقرَّت.
فخافَ على ابنه يحيى أن تطأهُ، فمضى إليه ليوقظهُ، وهنا حانت منه التِفاتة إلى السماء، فرأى غمامة كالمظلة لم ترَ العين أروع ولا أبهى منها قط وقد عُلق بها أمثالُ المصابيح، فملأتِ الآفاق ضياءً وسناءً، وهي تصعد إلى الأعلى حتى غابت عـن ناظريه.
فلما أصبح مضى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقصَّ عليه خبـرَ ما رأى، فقال له النبيُ عليه الصلاة والسلام:
( تلك الملائكة كانت تستمعُ لك يا أسيد.ُ.. ولو أنك مَضيت في قراءتك لرآها الناسُ ولم تستتِر منهم) - ورد أصل هذا الخبر في البخاري ومسلم -.
وكما أولعَ أسيدُ بن الحُضير بكتاب الله فقد أولِـعَ برسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان - كما حدث عن نفسه - أصفى ما يكون صفاءً وأشدَّ ما يكون شفافية وإيماناً حين يقرأ القرآن أو يَسمعُه.
وحين ينظرُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يَخطبُ أو يُحدِّث.
وكان كثيراً ما يتمنى أن يمسَّ جسدهُ جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يُكبَّ عليه لاثماً مُقبلاً.
وقد أتيحَ له - يسر له ومكن منه - ذلك ذات مرةٍ.
ففي ذات يومٍ كان أسيدٌ يُطرِفُ القوم بمُلحهِ - بطرائفه ونكته -، فغمزهُ - طعنه بها - رسول الله صلوات الله عليه في خاصِرته بيده، كأنه يَستحسنُ ما يقول.
فقال أسيدٌ: أوجعتني يا رسول الله.
فقال عليه الصلاة والسلام: ( اقتصَّ مني يا أسيد ).
فقال أسيد: إن عليك قميصاً ولم يكن عليَّ قميصٌ حيـن غمزتني.
فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصَه عـن جسده، فاحتضنهُ أسيدٌ وجعل يُقبل ما بين إبطه وخاصرته وهو يقول:
بأبي أنت وأمي يا رسول الله، إنها لبُغية كنت أتمناها مُنذ عـرفتك، وقد بلغتها الآن.

- وقد كان الرسول صلوات الله عليه يُبادلُ أسيداً حُباً بحُبٍ، ويحفظ له سابقته في الإسلام وذودهُ - دفاعه عنه - عنه يوم أحُدٍ حتى إنه طعِن سَبع طعناتٍ مُميتاتٍ في ذلك اليوم.
وكان يعرفُ له قدرهُ ومنزلتهُ في قومِهِ، فإذا شفعَ في أحدٍ منهُم شفعهُ فيه.
حدث أسيدٌ قال: جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرتُ له أهل بيتٍ من الأنصار فيهم مَحاويجُ - فقراء محتاجون -، وجُلُّ أُهلِ ذلك البيت نِسوةٌ، فقال عليه الصلاة والسلام:
( لقد جئتنا يا أسَيدُ بعد أن أنفقنا ما بأيدينا، فإذا سمعت بشيءٍ قد جاءنا فاذكر لنا أهلَ ذلك البيت ).
فجاءه بعد ذلك مالٌ من خبيرَ فقسمهُ بين المسلمين فأعطى الأنصار وأجزلَ - أكثر -، وأعطى أهل ذلك البيتِ وأجزل. فقلت له: جزاك الله عنهُم - يا نبيَّ الله - خيراً.
فقال: ( وأنتم مَعشر الأنصار جزاكمُ الله أطيبَ الجزاءِ، فإنكم - ما علمت - طول مدة معرفتي إياكم - أعِفة صُبرٌ، وإنكم ستلقون أثرة بَعدي - أي أن الناس سيتأثرون بالخير من دونكم -، فاصبروا حتى تلقوني، ومَوعدُكم الحوضُ ) - أنظر أصل الخبر في البخاري ومسلم -.
قال أسيد: فلما آلت الخِلافة إلى عمرَ الخطاب رضي الله عنه قسمَ بين المسلمين مالاً ومتاعاً، فبعَث إليَّ بحُلة فاستصغرتها....
فبينما أنا في المسجدِ إذ مرَّ بي شابٌ من قريشٍ عليه حُلة سابغة - حلة طويلة واسعة - من تلك الحُلل التي أرسلها إليَّ عمرُ، وهو يجرُّها على الأرضِ جراً، فذكرت لمن معي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنكم ستلقون أثرة من بعدي )، وقلت: صَدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فانطلق رجلٌ إلى عمرَ وأخبره بما قلتُ، فجاءني مُسرعاً وأنا أصَلي فقال: صَلِّ يا أسيدُ.
فلما قضيتُ صلاتي أقبلَ عليَّ وقال: ماذا قلت؟
فأخبرته بما رأيتُ وبما قلتُ.
فقال: عفا الله عنك، تلك حُلة بَعثتُ بها إلى فلانٍ، وهو أنصاريٌ عقبيٌ بدريٌ أحُديٌ - نسبة إلى العقبة حيث بايع الأنصار الرسول صلى الله عليه وسلم تلك البيعة المشهورة، وبدري: نسبة إلى موقعه بدر، وأحدي: نسبة إلى موقعة أحد -، فشراها منه هذا الفتى القرشيُّ ولبسَها.
أتظن أن هذا الذي أخبرَ به رسول الله صلى الله عليه وسلم يكونُ في زماني؟!!
فقال أسيدٌ: والله يا أميرَ المؤمنين لقد ظننتُ أن ذلك لا يكون في زمانِك.

- لم يَعش أسيدُ بن الحضير بعد ذلك طويلاً، فقد اختاره الله إلى جوارِه في عهد عمرَ رضي الله عنه وعن عُمرَ.
فوجِدَ أنَّ عليه ديناً مقدارهُ أربعة آلافِ درهمٍ، فهَمَّ ورثـته ببيعِ أرضٍ له لوفاءِ دُيونه.
فلما عرفَ عمرُ ذلك قال: لا أترُكُ بني أخي أسيدٍ عالة على الناسِ...
ثم كلمَ الغرَماءَ - الدائنون - فرضوا بأن يشتروا منه ثمرَ الأرضِ أربعَ سنين، كل سنةٍ بألف.
--------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-2013, 03:06 AM   #4550
ابو عبد الرحمن
 
الصورة الرمزية ابو عبد الرحمن
 







 
ابو عبد الرحمن is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

متابعين معك ابو عبدالله
جزاك الله خير وبارك الله فيك
ابو عبد الرحمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 07:42 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved