![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4551 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() اشتقت إليك يا من حملت الكرامة يوما ... ينتابني الشعور بالقشعريرة لأن هذا الفجر هو من اهدى الشروق نسبيا في هذه القرية ! سُمرت قدماي بالأرض بشدة قوية علني التمس شيئا من الدفء في هذه الظلام الدامس ؛ لأني و كالعادة فتحت عيني في وقت مبكر جدا للذهاب للساحة المسماة بأرض بلادي ... أبحث عن ابن جارتي أم عبد الله ، حيث أنه ولسوء حظه وُلد على صوت الثكالى، وارتوى من دموع أمه المنصبة على جبينه في ساعاته الأولى ؛ ليس هذا وحسب فقد كان من أقل الإصابات التي أحدثتها إحدى القنابل مما جعلته يُصاب بالصمِّ لهولها حين انفجرت بمقربة منه ليحميه المولى من الموت المحتم جاعلا أمه صابرة شاكرة بما تبقى لديها .. لقد جعلته كل هذه الأحداث مختلفا عن أترابه ( لكونه يصاحب من هم أكبر منه سنّا مستفيدا منهم كيفية رمي مَن سلبوا الضحكة من فمه وأمه ومن أفواه أمهات ثكالى قد رُحن يندبن حظ أطفالهن ؛ فمذ خمس سنين ، أي منذ فهم ما يدور حوله وهو يشاهد أن ثلاثة أطفال يموتون باليوم الواحد...) لم أعد أتعجب عندما توقظنا أمه في الصباح الباكر مذعورة لخروجه من البيت في ذاك الوقت المبكر ليصير الأمر روتينيا في الذهاب لإعادته ؛ كيف لا وأنا على هذه الحال منذ بدأ بالتدرج ! أراه جالسا على إحدى الأرصفة منكس الجبين عابس الوجه ملئت عيناه بما لا تملأ أترابه بالحقد والكراهية كأنها ترسل إشارات خارقة حارقة يصعب التصديق انها لطفل صغير قليل الكلام كتوم المنال جامد القدمين ! وكلي عجب من يده تلك التي ما نسيت التقاط الحجر يوما وهي في طريقها لتلك الساحة كأنها خلقت معه وكُتب لها عدم تركه ... صخر هو لقب أطلق عليه منذ وعي على حاله وحال وطنه المكبل ذاك ؛ ولأنه كان قاسيا جامد الملامح وخشن المظهر..إنه لا يعلم أيا من ألعاب أمثاله ، وكل ما يعلمه رمي الحجارة فقط و... استيقظت في ذاك اليوم كالعادة كي أعيده .. لكن لماذا كل هذه الحشود تملأ الطرقات ؟!!! ولم أصوات العويل هذه ؟!! كلما تقدمت في المسير أكتشف أن الناس بازدياد مطرد ... وصلت إلى ساحتي المعهودة ليهب عليّ نسيم عليل حلو الرائحة مدخلا بأذني أصوات التكبيرات والهتافات يرفض عقلي تصديق ما أراه وأستنتجه كأني به " يشلع " قلبي من مكانه ولتسبقني نظراتي لأراه ممددا أمامي وشبانا آخرين من حوله .. لأول مرة في تاريخه أراه مبتسم الفاه!!... مرخيا وجهه مظهرا إياه ، بهي الطلعة حلو الملامح ؛ أجمل من السابق ! ... اقتربت من مكانه كالآخرين لكني لا أندب حظه ، بل أرسل زغرودة لم أكن أعرف كيفية خروجها من فمي والدموع تنهال عليه كندى يداعب أجفانه التي لم تعرف المداعبة واللعب يوما .. أنزع شيئا من جيبي لأربط مصدر كرامته التي لم تفارقه حتى النهاية ، بل هو الذي شحنها بالقوة في الوقوف أمام "اسطورة القهر " فأخذها معه حيث اشتهى واشتهيتها من بعده... --------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4552 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() إنه الله عز وجل !! تخرّج من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ،وكان آية في الذكاء ؛ ويحمل تزكيات وشهادات أُخر..ولكنه طاف بكل المؤسسات والإدارات الحكومية والشركات ..فلم يوفق لعملٍ بها .. ولأنه آلى على نفسه آلاَّ يخرج من طيبة الطيبة؛ المدينة المنورة ؛ وهل يتذوق أحدٌ طيبَ العيش بطيبة الطيبة الحبيبة فيتركها ؟! وهو يرى في كل شبر منها ذكريات للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم!..لأنه آلى أن يعيش بالمدينة طمعاً في دخوله في حديث المصطفى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَمُوتَ بِالْمَدِينَةِ فَلْيَفْعَلْ فَإِنِّي أَشْفَعُ لِمَنْ مَاتَ بِهَا )(1) فقد ذهب إلى أحد المربين الفضلاء ..والمشايخ الأجلاء..من إذا رأيته ذكرت الله..وإذا سمعت صوته علمت أنه يخشى الله ..ولا نزكيه على الله (2) .. قال:- ذهبت إليه فقلت له :.يا شيخ !ألا تعرف أحداً يوظفني؟! فقد أوصدت الأبوابُ في وجهي ..ولم يبق بابٌ إلا وطرقته دون جدوى .. ولا أريد أن أخرج من المدينة قال الشيخ بلهجة الواثق بالله ، الموقن بوعد من الله تعالى :- نعم أعرف من يوظفك والله..وفي أسرع وقت ! قلت(وقد علاني الفرح والسرور..) : من هو ياشيخ أحسن الله إليك ! من هو ؟! .. قال الشيخ:_ إنه الله عز وجل ! قال : فكأني وجمت قليلاً .. ولم أتكلم .. فنظر إلي الشيخ وقال:- عجباً ! لو قلت لك .. الوزير الفلاني والمسؤول الفلاني..لاستبشرت خيراً..ولما ذكرت الذي بيده مقاليد كل شيء وهو على كل شيء قدير..الذي بيده ملكوت السموات والأرض…وخزائن السموات والأرض ..أراك قد تغير وجهك! وكأنك في شك في وعد الله (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) (الذريات:22) اذهب يا بني إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم قبل الفجر بساعة ؛ وتقرّب إلى الله تعالى في الثلث الأخير من الليل وفي ساعات السحر.. وأنا أثق أن الله تعالى سيقضي لك أمرك ! قال:. فخجلت أشد الخجل .. وعلتني الرحضاء .. وودّعت الشيخ وانصرفت.. وضعت منبه ساعتي على الثالثة بعد منتصف الليل قمت وتوضأت .. ثم ذهبت إلى الحرم النبوي وبي من حرارة الإيمان مالا أستطيع وصفه .. فلما دخلت .. وصليت ما كتب الله لي ..أردت أن أمدَّ يدّي إلى السماء فأدعو .. لم أستطع .. إذ غلبني البكاء فعلا نشيجي .. حتى ظننت أن روحي ستخرج وأني قد آذيت من حولي .. فدعوت الله بكلمات قليلة .. والله عليم بذات الصدور … صليت الفجر مع المسلمين .. ثم حضرت درساً لأحد علمائنا الأجلاء ثم اتجهت بعد ذلك إلى بيتي .. نسيت كل شيء إلاَّ الله تعالى ولم أعد آبه بشيء من أمور الأرض .. في الطريق إلى بيتي كأنَّ قائلاً يقول لي اسلك هذا الطريق فسلكته فإذا بي أواجه إدارة حكومية لم يسبق لي المرور عليها .. فقلت في نفسي لمِا لاَ أنزل فأسألهم إن كان لديهم وظيفة لي !! فنزلت .. ثم دخلت فاستقبلني رجل ..هش في وجهي عندما رآني .. وهو لا يعرفني (3) .. فقلت له : يا أخي أنا لا أعرف أحداً هنا فإن شئت أن تنال أجري فهذه أوراقي .. وهذه شهاداتي .. إنني منذ زمن أبحث عن عمل ولم أجد . فلما نظر إلى شهاداتي اتكأ بكلتا يديه على حافة مكتبة وقام .. ونظر إليّ وقال:- سبحان الله ..نحن منذ فترة نبحث عن أشخاص يحملون مثل هذه المؤهلات .. أين كنت ؛ ومن أين جئت ؟! الآن تتوظف أن شاء الله.. قال:.فقمت من على الكرسي وسجدت لله شكراً في مكتبه وقد اغرورقت عيناي بالدموع .. وأنا أردد.. وقد تذكرت الشيخ .. إنه الله عز وجل .. إنه الله عز وجل . حدثني شيخ جليل فاضل وهو الذي أخبرني بقصة (أصغر داعية)(4) قال:- كنت في رحلة دعوية إلى منطقة تبوك في شمال المملكة العربية السعودية فذهبت من الدمام في شرق البلاد بالطائرة ، ولما قضي أمري هناك اتجهت إلى المطار ولم أجد (حجزاً)لا مؤكداً ولا انتظاراً ؛ لكثرة الزحام هذه الأيام على الرحلات ككل صيف . كنت أحمل شفاعة من أخٍ فاضل لي آخر يعمل بالخطوط السعودية بالمطار .. فلما وصلت بحثت عنه بكل ما أوتيت من قوة فلم أجده .. وعُمل له نداءات كثيرة ؛ عبر مكبرات الصوت بصالات المطار فلم يجب، وكنت أجزم أنه متواجد في المطار ولكنه محرجُ لا يستطيع الظهور لكثرة من يرغب السفر ممن يعرف أو لا يعرف من أمثالي . اقتربت لحظة دخول الطائرة والناس فيها ملتفون حول موظف استلام التذاكر ؛ هذا يرجوه .. وذاك يقبّل رأسه .. وهذا يخبره بظروفه القاسية .. وأنا أنظر إليهم فقلت في نفسي بعد أن سجلت اسمي مع ركاب الانتظار : من سابع المستحيلات أن أركب من بين هؤلاء كلهم .. تذكرت أصحاب الغار وحديثهم .. فقلت:. سأبحث في ذاكرتي عن عملٍ لي صالح أدعو الله تعالى به كي يفرّج عني هذه الكربة .. فوالله لقد كددت ذاكرتي طويلاً فلم أجد ! ؛ فاستحييت من ربي .. فقلت:. بدلاً من أن أضيع الوقت في تذكر عملٍ صالح لا جدوى من تذكره .. سأشتغل بالدعاء ؛ عسى الله أن يفرج كربتي .. فمددت يدي إلى الذي ( يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوء)(النمل: من الآية62) وألححت على الله تعالى إلحاحاً شديداً .. وفتح الله على من أبواب الدعاء ما جعل لساني ينهمر به كالسيل الدفاق .. فوالله ما هي إلاَّ ثوان معدودة حتى وقف أمامي موظف الخطوط السعودية وأنا لا أعرفه أبداً ولا يعرفني .. والناس محيطونه به من كل جانب يرجونه مساعدتهم ؛ بل حتى زملاؤه يحاولون استعطافه فلم ينجحوا ؛ فإذا به يشير إليّ أنا ؛ وأنا جالسٌ ؛ ويقول : أنا أريد أن أركب هذا ! . قم يا أخي ؛ تفضل ؛ خذ هذه ( بطاقة صعود الطائرة ) .. فالتفتُّ أنا خلفي فقد ظننته يعني شخصاً آخر فإذا به يشير إليَّ أنا ويردد :- أنت ؛ نعم ؛ قم بارك الله فيك ! فقمت ؛ ولم يفاجئني الأمر كثيراً رغم فرحي ؛ لأني شعرت بانشراح صدري عندما ألححت على الله في الدعاء .. وقد كان عمر رضي الله عنه يقول "إني لا أحمل هم الإجابة ولكن أحمل هم الدعاء" .. فإذا وفقك الله للدعاء فسيوفقك للإجابة.. لكنني لم أستطع إخفاء دموعي من شدة فرحي بقبول دعائي .. حمدت الله تعالى و شكرته طويلاً ولا أحصي ثناءً عليه .. ثم شكرت ذلك الموظف الذي اختارني من بين جمعٍ غفير من الناس ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله .. ----------------- يتبـــــــــــع |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4553 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() وهذ قصة وقعت لي أنا : كنت قبل سنوات إماماً في إحدى ضواحي مدينة الخبر .. وكان يصلي معي رجلٌ في الخمسينيات من عمره اسمه (محمد عبد الرحمن) يسميه أصدقاؤه (محمدين!) ويكني نفسه (أبا القعقاع) .. هو من أهل السودان الطيبين . كان عامياً لكنه يحمل بين جنبيه قلباً - فيما أرى - قد مُلأَ ثقةً بالله ويقيناً .. جاءني مرة بشاهدي عدل على قصة وقعت له ! فضحكتُ وقلت: أنت لست بمتهم في حديثك حتى تأتي بشاهدين! قال:. كنت أعمل في الرياض ؛ في إحدى القصور الكبيرة في فترة إنشائه .. وكنت مسؤولاً عن تفقد جميع المصاعد والاطمئنان إلى عملها وفي أثناء عملي في نهاية الأسبوع وكان يومَ أربعاء ..دخلت في مصعد من المصاعد أجّرب صعوده وهبوطه .. إذ فجأة توقف بي بين السماء والأرض .. فأصبحت في أزمة عظيمة ! ؛ حاولت إنزاله بكل وسيلة فلم أفلح ! وحاولت أن أصرخ في رفاقي لينقذوني ؛ فإذا القصر خاوٍ على عروشه وليس فيه أحد ؛ كلٌ قد غادر إلى منزله .. كان الوقت قريباً من صلاة العصر .. استطعت بعد جُهدٍ جهيد أن أفتح مصراعي المصعد بكلتا يدي حتى استطعت أن أوجد فتحةً لي قدر ما يُدخل الهواء إليّ .. قلت في نفسي : لعل أصحابي يفقدونني فيعودون ؛ فمكثت أنتظر ؛ فصليت العصر .. والمغرب .. والعشاء .. وقرأت من القرآن الكريم ؛ مما أحفظ منه .. ثم صليت ما كتب الله لي .. ثم نمت واستيقظت الفجر .. فصليت بعد أن تيممت على أرض المصعد .. وصليت ظهر الخميس .. والعصر .. والمغرب .. والعشاء .. كل ذلك وأنا لم أكل شيئاً ولم أشرب .. إلاَّ أن لساني لم يقف لحظة واحدة عن الدعاء والإلحاح على الله .. وتذكرت يونس في باطن الحوت وبكيت ورددت (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)(الانبياء: من الآية87).. ثم نمت .. فاستيقظت .. وصليت الفجر .. وظهر الجمعة ……و … هنا بدأت أفقد وعيي .. فأخرُّ على وجهي في المصعد ؛ والله لقد كنت أحس أني آكل وأشرب أثناء إغمائتي .."لا ..مش أي مويه (5) .. من موية النيل .. أنا أعرف طعمها يا أخي" !! .. لم أستفق إلاَّ على السرير الأبيض في المستشفى وحولي .. مدير العمل .. والأطباء .. وبقية الرفاق .. الذين أغلقوا أبواب القصر ظناً منهم ألا أحد فيه .. نظر لي مدير العمل بعين الغضب وسألني :.منذ متى أنت في المصعد .. فأجبته :.من عصر الأربعاء .. فصرخ: كذاب ! فغضبت فقلت : أنت الكذاب .. وكلكم كذابون !! فقال:. لو كنت صادقاً لوجدنا مخلفاتك بعدك .. أمعقول ثلاتة أيام لا بول ولا غائط !! .. قلت بلهجتي العامية: (هذا مو(6) منّك .. هذامن الله عز وجل ) فسكتَ وسكتَ الجميع كأن على رؤوسهم الطير !! قلت له :.ما قصة قدومك من السودان إلى المملكة ؛ وهل كنت معاقاً ومصاباً بشلل الأطراف السفلية حقاً ؛ فضحك وقال :. "تحتاج شهود" ! فضحكت وقلت له :.أنت عندي ثقة ٌ ثبتٌ .. صدوقٌ .. عابدٌ .. زاهدٌ عاميٌ أميّ ! .. قد زكيتك بما لم يزك به ابن حجر العسقلاني بعض الرواة في "تقريب التهذيب" أو الذهبي في " ميزان الاعتدال ".. فقال اسمع :- كنت أعمل في مزرعتي في السودان وكنت إذا أردت أن أذهب إليها لا أستطيع المشي على قدميّ ؛ إذ كنت مصاباً بشلل في الأطراف السفلية جاءني فجاءة .. فكنت أزحف على مؤخرتي زحفاً أو اعتمد على الناس حتى أصل .. وكانت مزرعةُ لشخص يدعى(عثمان) نسميه نحن بلهجتنا (عصمان) !! قريبة من مزرعتي .. وهذا الشخص كان يعاني من ذات المرض الذي أعانيه أيضاً .. إلاَّ أنه غاب عني فترة ليست بالقصيرة ثم عاد فلما رأيته تعجبت .. إذ رأيته يمشي على قدميه !! فقلت له :. "آاااي .. عصمان ..وين تعالجتا يا أخي" قال لي:- "بمستشفى الشميسي في الرياض .. في السعودية" وأخرج لي زجاجة بها فقرات متآكلة من العمود الفقري ثم أستبدلها بصناعية فكأنه لطم وجهي عندما قالها ؛ .. لكنني تذكرت قدرة الله على كل شيء فقلت :- الذي عالجك هنا سيعالجني إن شاء الله ..دارت الأيام .. فجاءني رجلٌ كبيرٌ في السِّن ، عابدٌ تقيٌ أحسبه كذلك وأوصاني بوصيةٍ غريبةٍ .. أوصاني إذا هو مات أن أزوّج بنتي لابنه !! فقلت:- سمعاً وطاعة .. وأنت تستأهل كل خير .. ولن يكون نسلُك إلاَّ صالحاً إن شاء الله !! لم ينشب الرجل أن توفي .. فجئت لابنه بعد انقضاء العزاء ؛ وأخبرته بوصية أبية بتزويجي إياه ابنتي .. فقال :- يا عم أمهلني قليلاً حتى أفكر في الأمر .. فأمهلته طويلاً !!فلم يأت .. ثم جاءني خبرُ زواجه من فتاة في قرية أخرى ؛ فحزنت حزناً شديداً .. وقلت لما لا يرغب في ابنتي وهي حافظة لكتاب الله؟. فما فجأني إلاَّ قدومه يوماً ؛ وبيده ورقة رسمية .. قال لي:- "" والله يا عم .. لقد استحييت أن أقول لك أن ابنتك مثل أختي وقد استخرت الله فاختار لي الزواج من غيرها .. وهذا عقد عمل بالسعودية .. خذه واعتبره تكفيراً عن خطيئتي معك ! "" فأخذته وعذرته وشكرته !!.. لكن من يوظفني وأنا مقعد؟! أذهب أم أقعد؟! فقررت الذهاب أخيراً متوكلاً على الله عز وجل.. جئت إلى الرياض متوكئاً في صعودي إلى الطائرة على من يفعل الخير من الناس .. لكن ما إن أردت النزول من الطائرة ؛ حتى فوجئت بأخلاق المسلمين العرب الأقحاح تتجلى في رجال الجزيرة ؛ أتوا لي بعربة خاصة بالمقعدين ؛ وجدتها تحت الطائرة عند السلم بانتظاري؛ فشكرتهم ؛ ودعوت لهم وشكرت الله على أن يبقي في الناس بقيةَ خير .. عرضت نفسي على أناسٍ فدلوني على رجلٍ فاضل ؛ وافق على أن أعمل حارساً لعمارته .. فجزاه الله عني خيراً . كان يسكن بتلك العمارة خليط من الناس ومن ضمنهم طبيبٌ عراقيُ الأصل ؛ يحمل جنسية أظنها كندية .. ويعمل بمستشفى الشميسي فرآني مقعداً وسألني عن حالتي فأخبرته فأخرج من حقيبته وخط فيها بقلمه بلغة أظنها إنجليزية لأنه كتبها من اليسار إلى اليمين ! ثم ناولنيها وقال:- اذهب بها إلى مستشفى الشميسي وستقابل الدكتور/فلاناً وسماه لي !! أعطه إياها وسيقوم باللازم !. أخذتها ودعوت له كثيراً وعلمت أن الله معي .. ذهبت إليهم فلم ألق اهتماماً ولم أقابل الطبيب .. فعدت إلى حراستي .. فجاء الطبيب العراقي ..وقال: ألم تذهب ؟! فأخبرته ..فاتصل بالهاتف فجاءت سيارة إسعاف .. أخذتني .. فأدخلوني المستشفى وقرروا لي عمليةً ..و بعد أيام عُملت العملية .. ومكثت بعدها أياماً ثم خرجت منها ولله الحمد أمشي على قدميّ كما ترى (7) ؛ أخذتُ الفقرات المتآكلة ووضعتها في زجاجة .. لأمرين ؛ أولهما :- تذكر نعمة الله عليَّ.. ثانيهما :- تذكير عثمان (عصمان) أن الذي عالجه في مستشفى الشميسي بالرياض ؛ عالجني هناك! فله الحمد وعظيم الشكر. سافرت بعد مدة فقابلت عثمان .. فدهش لما رآني .. وقال لي:- "آه .. محمدين ..وين تعالجتا ؟ !" فقلت "في مستشفى الشميسي بالرياض" قال :. "من اللي عالجكا هناك " قلت " إنه الله عز وجل .. هو اللي عالجني يا عصمان". وبعد .. فإن من يحب الله تعالى ويثق به ويتوكل عليه ؛ يعلم علم اليقين أن الله تعالى معه بعلمه وسمعه وبصره ؛ وتأييده ونصره ؛ (كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) (الشعراء:62) (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (المجادلة:7) ويعلم أن الله تعالى الذي نجى يونس من باطن الحوت في الظلمات الثلاث سينجيه إن صدق مع الله (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) (الانبياء:87) قال أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى (يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً ) ؛ نسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الاعتقاد ؛ وأن يسددنا في القول والعمل .. ويجعل توكلنا عليه وحده لاشريك له .. وأن يرزقنا الإخلاص ؛ ويتوب علينا ( رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)(الممتحنة: من الآية4) ---------------- موسى هجادالزهراني |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4554 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() حكاية دمعة توترت أعصابه ( كعادته عندما يشاهد نشرة الأخبار ) فمن ذل إلى ذل و من تنازل إلى آخر - - - و الشاشة اعتادت على الجثث المتناثرة هنا وهناك أراد الراحة و لكن عينيه لم تهباه النوم- - - قام إلى سجادته الحبيبة خرج إلى الحديقة - - - قطف من عنقود العنب المتدلي حبة شهية ملأت فمه وحلقه حلاوة حمد الله ثم شغل النافورة و توضأ بالماء البارد ، بدأ يحس الراحة ولمست السكينة جدران قلبه - - - مد سجادته باتجاه القبلة ، نظر إلى بعيد و كأن السجادة ستصل إلى الكعبة - - - صدح بتكبيرة الإحرام --- أخذ يرتل و يرتل ، يسبح في أجواء القرآن و يستظل ظلاله و يتذوق حلاوة الإيمان ، دخلت السكينة و استقرت في قلبه و روحه --- تناثرت حوله في الفضاء معاني الوجود لتنغرس بين أضلاعه معنىً معنى ، و ابتهل بين يدي ربه يسأله التوبة والغفران ، و بينما هو كذلك إذا بصور الأطفال الممزقين تداعب مخيلته --- ارتجفت يداه وتقطع صوته و بكل حرقة وصدق أخذ يدعو : اللهم انصر إخواننا في فلسطين --- اللهم ارحم إخواننا في العراق --- احمرت عيناه فقد تذكرتا هما أيضاً معاناة الأطفال فسالت منهما دمعة --- كبرت الدمعة شيئاً فشيئاً و ثقلت ولكنها لم تسقط على الأرض و إنما طارت في الهواء --- و فجأة ! تحولت إلى مخلوق عجيب --- نظر إليه بذهول شديد ، كان طفلاً من الذين رآهم في نشرة الأخبار ، و قد نبت له جناحان أبيضان أخذ يرفرف بهما و يطير أمام ناظريه في الفضاء الرحب ، ثم اقترب منه و رمقه بابتسامة ساحرة ، وجهه --- كان شديد البياض ، و خصلٌ من الشعر الأشقر تتدلى على جبينه --- ها هو يقترب أكثر فأكثر منه --- ضمه إلى صدره ، طبع الولد على جبينه قبلة نفخت في جسده الحياة و قال له يصوت وادع رقيق : شكرا ً لأنك تذكرتني --- لمح جرحاً تحت جناحه ينز دماً فخاف عليه ، أخرج منديلاً يريد تجفيف الدم، فقال له الطفل : اتركه ! إني فخور به --- ثم طار من جديد ، صرخ بكل ما أوتي من قوة : لا تذهب --- ابق بقربي سأعتني بك- - - أجابه الطفل : إن رفاقي ينتظرونني . أين ؟! هناك --- و أشار إلى بعيد . نظر الرجل فإذا بمجموعة من الأطفال المجنحين في الأفق يرقصون و يغنون ثم انضم إليهم صديقه وغابوا عن بصره . أحس الرحل بهم كبير عاد فجثم على صدره و بدأت تدغدغ ذاكرته صور النساء اللواتي كن يبكين أطفالهن --- لقد أثارت هذه الذكريات شجونه من جديد فرفع يديه مبتهلاً : اللهم صبر ثكالى المسلمين ، اللهم تولى أرامل المسلمين ، اللهم ارحم شهيدات المسلمين . و ترقرقت من عينيه دمعة أخرى ، سقطت على السجادة محدثة فيها بقعة --- نظر إليها --- و إذا بطيف يخرج منها ، ابتعد إلى الخلف خائفا ً--- كان شعاعاً من نور أبهر بصره --- ثم خفت النور و بدأت تتضح ملامح الطيف --- يا الله ! ما هذا ؟! حسناء تتجلى في ضحكتها معاني الطهر والجمال ، كانت تلفح وجهها بشال زهري يزيدها ألقاً و روعة ، تقدمت نحوه بخطوات قليلة - - ترفع قدماً بيضاء و تحط أخرى و كأنها تمشي على روحه فتسحقها شيئاً فشيئاً و النور يخرج من كل جزء فيها --- ها هي تنظر إليه بعينيها الساحرتين --- لم يعد يتمالك نفسه ، انهارت كل أعصابه --- فتح ذراعيه يريد معانقتها --- ارتسمت على وجنتيها دائرتان حمراوان خجولتان --- لم تتكلم إلا بكلمتين واختفت --- لم يلمسها حتى ، قالت : موعدنا في الجنة ، و لم يعد لها أثر . تصارعت الأخيلة والذكريات و الأفكار في ذهنه حتى كاد رأسه ينفجر ، ومن غير وعي أو تدقيق أخذ يدعو بأدعية مختلفة ، كلماته لم تكن متعانقة وجمله لم تكن مترابطة ، و فجأة ! خرجت دمعة متمردة --- لم تكن وديعة كالطفل ، لطيفة كالحسناء ، بل كانت رجلاً صنديداً أمسك بتلابيبه و ضغط على صدره بقوة ! ، خاف كثيراً - - - - لماذا ؟! ماذا فعلت ؟! فجاء الجواب حاداً كالسيف واضحاً كوضوح الشمس : أيام وشهور و أنت تبكي و تبتهل ، حبذا لو كانت أيامك عمل ودعوة و جهاد لكانت دموعك أكثر بياضاً و دعاؤك أكثر صدقاً --- ماذا قدمت لدينك و وطنك ؟! دموعاً فارغة ! أليس كذلك ؟! اجعل من كل كلمة دعوةً لله --- و لتكن كل دمعة ثورة ! ---------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4555 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() جبل الرماة .... الواعظ الحي بسم الله الرحمن الرحيم من على جبل الرماة في طيبة وقفت متأملاً سابحاً في خيال امتد مئات السنين إلى الوراء. ورمقت ببصري ذلك الجبل الداكن العظيم شامخاً عزيزاً وكأني به يتفاخر أمام الملأ من كل أصقاع الدنيا بوسام المصطفى - صلى الله عليه وسلم - (أحد جبل يحبنا ونحبه). وبين أحد الحبيب... وجبل الرماة الجريح يرقد صفوة من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - كانوا مثال الشجاعة والصبر والفداء. أحبتي: في ذلك المكان.. وأمام تلك المشاهد المذهلة كانت هذه الخواطر. لن أسرد لكم أحداث غزوة أحد فالقصة معلومة والتاريخ دونها بكل دقة وأمانة وتبقى العبرة والعظة تحتاج إلى تذكير ومدارسة. تأمل يا رعاك الله قول الحق - سبحانه -: " أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا، قل هو من عند أنفسكم " لقد نزلت هذه الآية الكريمة لكي تُشخّص الداء وتقّوم حال الجماعة المسلمة بعد مخالفة الرماة أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونزولهم لأخذ الغنائم وترك الجبل للمشركين كي يقلبوا النتائج ويحولوا سير المعركة لصالحهم، وقد كان النصر حليف المسلمين، كيف لا وقد رأى بعض الصحابة خلاخيل نساء المشركين وهن يهربن من هول المعركة. عندها قال ابن مسعود - رضي الله عنه - قولته المشهورة: ما كنت أظن أن أحد من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - يريد الدنيا حتى نزل قول الله - عز وجل - " منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة " - إن المتأمل في هذه الآية يجد الصراحة والوضوح في تحديد الخطأ الذي وقعت فيه الأمة الإسلامية بدون مجاملة أو تعميم " قل هو من عند أنفسكم ". -إنها الغنائم التي طالما حذر منها الحبيب - صلى الله عليه وسلم -، إنها الغنائم حينما تقفز على قائمة الأولويات والمهمات في حياة الدعاة والمصلحين فكذلك تنقلب قائمة النتائج والانتصارات. - واليوم إذا أرادت الأمة الإسلامية وعلى رأسها الدعاة والمصلحون الانتصار والتمكين فلا بد من تحديد الخلل بصراحة ووضوح ومن ثم العمل الجاد على الإصلاح والتغيير لا المراوغة والتبرير. يقول عمر بين عبيد حسنة مؤكداً ضرورة النقد الذاتي وضرورته للحركات الدينية: إن التستر على الأخطاء باسم المصلحة العامة، وحفظ الكيان والتوهم بأن الحسبة في الدين تؤدي إلى البلبة والتمزق أمر خطير ومفسدة فظيعة تدفع الأمة ثمنها الدماء الغزيرة وليس هذا فقط، بل تؤدي إلى ذهاب الريح وافتقاد الكيان أصلاً، فالأمة بدون هذه الحسبة وهذا التناصح تعيش لوناً من التوحد يشبه إلى حد بعيد الورم الممرض. (1) إذا فهذا هو جبل الرماة.... الواعظ الحي ينادي فيقول: يا أمة الإسلام... إياكم والدنيا فإنها أهلكت من كان قبلكم. إن الواعظ الحي ينادي الحركات الإسلامية التي ما زالت تهرول نحو مكتسبات وهمية... وغنائم هي من حق الأمة الإسلامية، تاركةً خلفها كل محاولات الإصلاح والتجديد تحت ستار المصلحة ومن منطلق الوصاية على الدين. إن الواعظ الحي يقول لهم " قل هو من عند أنفسهم " أيها الإخوة: إن الغنائم في زماننا هذا ليس خيلاً أو إبلاً ولا ذهباً أو فضة ولا حتى الجواري الملاح. إن صور الغنائم عندنا تأخذ أشكالاً وصوراً عديدة: 1- بعض الدعاة هداهم الله حول اللجان الخيرية إلى مؤسسات لجبي الأموال من الناس تحت مسمى الدورات، التي لا حد لها ولا حصر والتي أصبحت تتكرر بأسماء وعناوين مختلفة والمادة صورة مكررة ولكنها وللأسف غير منقحة. 2- لقد أصبح نجوم المال في العالم الإسلامي هم محط أنظار الحركات الإسلامية، علهم يظفرون منهم بغنيمة لخدمة أفكارهم الحزبية أو أهدافهم الضبابية. 3- ربما ترى يوماً من الأيام بعض الدعاة فوق جبل الرماة يشرح أحدهم لطلابه أحداث غزوة أحد ويحذرهم من مغبة مخالفة أمر القائد، فيقتل هذه المسألة بحثاً وتفصيلاً وتأصيلاً، ثم يتطرق إلى موضوع الغنائم بسرعة تفوق سرعة الصوت. وقد يرتقي هذا الجبل الجريح دعاة من مناهج شتى " كل حزب بما لديهم فرحون " لم يستفيدوا من هذا الواعظ الحي... وهم يرون ما يحل بأمة الإسلام، فتراهم يتنافسون على الغنائم... مركز إسلامي أو مسجد في موقع استراتيجي أو ربما جمعية خيرية ينتظرها الفقراء والمعوزون بفارغ الصبر... وقد يصل التنافس إلى انتخابات بلدية أو برلمانية.. وداعية آخر بداء مخلصاً في دعوته ثم أبهرته الغنائم وهي تحيط به عن يمينه وشماله ومن فوقه ومن تحت أقدامه، فأصبحت إحدى عينيه على الدعوة وأخرى ترمق بشغف مقعداً في البرلمان، كل هذا يحدث في واقع مرير تضيع معه مبادئ وأصول هي إفراز طبيعي لمن قدم الغنيمة على مصلحة هذه الأمة العظيمة. يا دعاة الإسلام: إننا بحاجة إلى شباب يعشقون التضحية والإيثار وليس من صفاتهم الأنانية والاستئثار.. * وبين صراع الغنائم والظفر بها.. يظهر في الجانب الآخر مصعب بن عمير - رضي الله عنه - الذي ركل الدنيا بقدميه وقد دانت له، كيف لا وهو فتى قريش المدلل، إنه يموت في أحد حيث لا يسعه الكفن! فما أهون الدنيا عندك يا ابن عمير رضي الله عنك وقد أمسكتها ثم لفظتها كما تلفظ النواة. أيها الأحرار: بقدر ما كان مصعب - رضي الله عنه - يحرر نيته ومنهجه من غنائم الدنيا التي تبرق في الطريق إلى الله بقدر ما كان النور يسطع وينتشر في أرجاء الدنيا. وإني أرجوا الله أن يخرج لنا جيلاً من أمثال مصعب بن عمير، أفراد ولكن كل واحدٍ منهم يعدل أمة لوحده... كأنه وهو فـرد مـن جلالتـه " " في عسكر حين تلقاه وفي حشم أخيراً أختم بهذا الحديث وأترك للقارئ الكريم حرية التفكير والاستنباط من جوامع الكلم لنبي الرحمة - صلى الله عليه وسلم -. روى البخاري في صحيحه عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قتلى " أحد " بعد ثمان سنين كالمودع للأحياء والأموات، ثم طلع المنبر فقال (إني بين أيدكم فرط، وأنا عليكم شهيد، وإن موعدكم الحوض، وإني لأنظر إليه من مقامي هذا وإني لست أخشى عليكم أن تشركوا، ولكن أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها!! قال عقبة: فكان آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله). أيها الناس: جبل الرماة.... إنه حقاً الواعظ الحي. ------- نقلاً عن كتاب الحركة الدينية وحوار من الداخل ص6 |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4556 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() من غير كلام - لم تكن هنالك أدنى علاقـــة بيني وبين جيــراني في الحيِّ الذي نزلته في مدينة (روكفورد) في ولاية (إلينوي) إحدى ولايات أمريكا. ولم يكن هنالك ما يدعو إلى مدِّ جسور تعارف بيني وبينهم، فأنا غارق حتى أذني، في دراستي وبحوثي المتعددة. وجيراني هم قبل كل شيء غربيون لا يقبلون أن يتدخل أحد في شؤونهم، ويقدسون الحرية الشخصية إلى درجة العبادة. ولذا لم تكن هنالك دلائل تشير إلى صلات اجتماعية بهذا الشأن، لكن الغيب لـه عجائب كما يقولون، فمن كان سيصدق أن ذلك الجار سيكون أحد أصدقائي المقربين؟ وأنني سأرى فيه من اللطف ودماثة الخلق وحب الخير ما لم يكن يخطر لي على بال؟؟ تبدأ القصة في ذلك اليوم، الذي لفت نظري أن زجاجات الحليب التي تضعها شركة الحليب كل يوم، عند باب جاري قد بدأت تتكاثر لدرجة لافتة لنظر من يمرُّ أمام هذا البيت. والشركة لا يهمها، أُخذت تلك الزجاجات أم لا؟؟ فمسؤوليتها تنتهي بإحضار الحليب للمنزل، لكن تركها على باب منزل جاري يدل دلالة أكيدة على أنه غير موجود، ولعله نسي أن يطلب من شركة الحليب إيقاف اشتراكه طوال غيبته عن المنزل. وشعرت بحيرة شديدة، إزاء ما يحدث، لأن بقاء تلك الزجاجات، ووجودها دائماً أمام باب المنزل يعني رسالة صريحة لأي لص من اللصوص لدخول المنزل مستغلاً غيبة صاحبه عنه. لقد مضت الأيام السابقة على خير، وستر الله على المنزل، ولكن من ذا يضمن أنها لن تكون في عين أحد المجرمين فينتهزها فرصة، ويأخذ من البيت ما شاء؟ فقد غدت الفرصة سانحة أكثر من أي وقت سابق. كنت أحاول أن أطرد مسألة التفكير فيما سيحدث لمنزل جاري، وما شأني أنا بالموضوع من أوله إلى آخره؟ والرجل لا يعرفني ولا أعرفه، وحتى لو سرق منزله فلن يضرني هذا شيئاً أبداً؟؟!، ولكنني سرعان ما أستبعد ذلك من ذهني، وأرى من واجبي أن أعمل شيئاً، فليكن ذلك الرجل شخصاً لا أعرفه، ولكنه على الأقل جاري. ثم إن أخذ هذه الزجاجات ووضعها عندي لن يكلفني خسارة، فإن جاء وهي ما زالت جيدة استفاد منها، وإن جاء وقد انتهت مدة صلاحيتها، فلا ذنب لي في هذا الموضوع. ومضى قريب من أسبوعين،وأنا آخذ زجاجات الحليب من أمام منزل جاري وأضعها عندي.. وتكدست في ثلاجة منزلي الصغيرة، وكلما انتهت مدة صلاحية واحدة، تخلصت منها لكي يتسع المحل لغيرها، وقد تضايقت زوجتي وأبنائي بعض الشيء، إلا أنني شعرت أنه لا بد من إكمال المشوار، فأخبرتهم الحقيقة التي لا مفرَّ منها، وهي أنني جاد فعلاً في هذا العمل حتى أصل فيه إلى ما أريد. وحين جاء جاري إلى منزلـه، ذهبت إليه، وقصصت عليه ما عملته. أخبرته بالقصة كاملة.. وأن زجاجات الحليب قد ملأت ثلاجتي، فضحك ضحكة صافية.. قال لي: ولماذا فعلت هذا حقيقة؟ - هو ما قلته لك.. كنت خائفاً على منزلك من السرقة. - هذا عمل عظيم.. أشكرك عليه.. كانت حادثة الزجاجات سبباً في كسر الحائط الجليدي بيني وبين جاري، حيث دعاني إلى منزلـه أكثر من مرة، وعـرَّفني بزوجته ماري: قال إنها راهبة في مدرسة القديس يوحنا. شعرت بانقباض شديد في نفسي، لا أدري لماذا؟ ولكن هذا ما حدث، فأنا ما تعودت طيلة حياتي أن أكون وجهاً لوجه مع راهب وراهبة، لم تكن لي رغبة في ذلك، ولم أضطر إليه حتى جاء هذا اليوم قالت بعد أن حيتني، ورحبت بي: - لقد فعلت خيراً أيها الجار العزيز. - هذا واجبي ( ثم أضفت): - إن الجار لـه حق عندنا.. إننا حينما نفعل ذلك فلأن ديننا يأمرنا بذلك.. نعم إنه أمر بكل معنى الكلمة.. مأمورون فعلاً أن نحترمه، ونتعاون معه، ونكف الأذى عنه، ونساعده بقدر ما نستطيع... لقد تألمت حقيقة، حين تذكرت أن من الممكن أن يدخل لص من اللصوص بيتكم ويسرق ما يشاء، مع أني قادر على منع هذه الجريمة. والتفتت زوجته الراهبة إليه قائلة: - إنها غلطتك يا سميث.. !! - دعينا من اللوم في مسألة انتهت دون مشكلة تذكر، لقد نسيت أن أطلب من الشركة أن توقف الاشتراك طيلة غيابنا، هذا كل ما في الأمر. وحين توقف سيل الاتهامات المتبادلة بينهما، رحت أشرح لهما معنى قولـه تعالى: (والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل) وشرحت لهما معنى قولـه صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ... ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه". ومضيت أذكر ما أحفظه عن حب الجار والعناية به وإكرامه، مما حدث في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والقرون الفاضلة الأولى، وطوال حديثي كنت أحسُّ منهما إصغاء غير عادي، شجعني على الاستمرار، فوجدتها فرصة أن أشرح لهما، قول الرسول صلى الله عليه وسلم، والله لا يؤمن.. والله لا يؤمن.. - والله لا يؤمن.. قيل: من يا رسول الله؟ - قال: من لا يأمن جاره بوائقه.. وختمت حديثي بقولي: - وبعد هذا فما تصورتماه شيئاً مدهشاً.. فإنه أمر عادي نمارسه بتلقائية وعفوية. أثار ذلك دهشة الزوجة وبخاصة ماري الراهبة التي صرخت قائلة: - أوه.. !! هذا رائع.. هذا غير عادي.. لقد كنت أعتقد أن المسيحية وحدها هي دين المحبة فقط. قال سميث معقباً: - هذا جيِّد ... ثم نظر إلى ماري وهو يقول: - هل ستغضب ماري إذا طلبتُ من جارنا معلومات أكثر عن دينه الذي حدثنا عنه، يبدو لي أن هنالك خطأ في تصورنا عن الإسلام. قالت: - بكل سرور.. هذا يرجع إليك.. نظرت إلى تغير وجهها، وصعوبة هذا الأمر عليها، فحمدت الله تعالى على نعمة الإسلام، لأن تقبل عقيدة أخرى ليست أمراً سهلاً على النفس. ووعدت بإحضار ما طلبه سميث و ماري. في اليوم التالي، وفي طريق عودتي من الكلية إلى المنزل مررت على مركز إسلامي، وأحضرت عدداً من الكتب المبسطة عن الإسلام. كنت أعتقد أن لدى المركز مكتبة غنية بكتب التعريف بالإسلام والدعوة إليه، لكني حينما ذهبت وجدت أن أكثر الكتب قد نفذت، بل إن نسخ ترجمات القرآن الكريم قد نفذت من المراكز الإسلامية والمساجد لكثرة الطلب عليها. فاستعرت من الكتب الخاصة بالمكتبة، ووعدت بإعادتها على مسؤوليتي، وقدمتها لجاري وزوجته وأعطيتهما رقم المركز إذا رغبا في معلومات أكثر. بعد فترة ليست بالطويلة، كان أحد الأصدقاء في المركز يتصل بي ويقول إن لدينا حفلة إسلام كل من سميث وماري جيرانك الذين حدثتنا عنهم، ونريدك أن تساعدنا في إعداد الحفلة، وتوفير ما تحتاج إليه، فأنت تعرف ظروف المركز. دمعت عيناي من الفرحة.. شعرت بأطياف السعادة تحوم حولي.. اعتقـدت أنني محظوظ.. أن أكـــون ســـبباً في الدعــوة إلى الله، رغم أني لــم أبــذل في ذلك شيئاً يُذكر، لقد قمت بــأمـر بسيط.. بسيط جداً انتهى بتوفيق الله إلى هذه الغاية النبيلة. قلت له: سوف أتكفل أنا بكل شيء في هذه الحفلة، سوف أستأذن من الكلية ذلك اليوم، وسوف أعدُّ لهما بنفسي حفلة مناسبة.!! --------------- د. عبد الله بن صالح العريني |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4557 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه ![]() قصص واقعية على ضوء هذا الحديث الشريف للأنبياء والرسل للصحابة والتابعين للمقدمين والمتأخرين المقدمة بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم. أما بعد: فقد جرت سنة الله تعالى في خلقه أن من آثر الألم العاجل على الوصال الحرام أعقبه ذلك في الدنيا المسرّة التامة، وإن هلك فالفوز العظيم، والله تعالى لا يضيع ما تحمّل عبده لأجله. وكل من خرج عن شيء منه لله حفظه الله عليه أو أعاضه الله ما هو أجلُّ منه، كما ترك يوسف الصديق عليه السلام امرأة العزيز لله وأختار السجن على الفاحشة فعوّضه الله أن مكّنه في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء، وأتته المرأة صاغرة سائلة راغبة في الوصل الحلال فتزوجها فلما دخل بها قال: هذا خيرٌ مما كنت تريدين. فتأمل كيف جزاه الله سبحانه وتعالى على ضيق السجن أن مكنه في الأرض ينزل منها حيث يشاء، وأذل له العزيز وامرأته، وأقرّت المرأة والنسوة ببراءته، وهذه سُنّته تعالى في عباده قديماً وحديثاً إلى يوم القيامة. ولما عقر سليمان بن داود عليهما السلام الخيل التي شغلته عن صلاة العصر حتى غابت الشمس سخر الله له الريح يسير على متنها حيث أراد، ولما ترك المهاجرون ديارهم لله وأوطانهم التي هي أحبُّ شيء إليهم أعاضهم الله أن فتح عليهم الدُّنيا وملكهم شرق الأرض وغربها، ولو أتقى الله السارق وترك سرقة المال المعصوم لله لآتاه الله مثله حلالاً، قال الله تعالى (ومن يتّق الله يَجْعَل لَهُ مَخْرجاً. ويَرْزُقَهُ من حيث لا يَحْتَسب) [سورة الطلاق: 2 ـ 3]. فأخبر الله سبحانه وتعالى أنه إذا اتقاه بترك أخذ ما لا يَحلّ له رزقه من حيث لا يحتسب، وكذلك الزاني لو تَرك ركوب ذلك الفرج حراماً لله لأثابه الله بركوبه أو ركوب ما هو خيرٌ منه حلالاً. . ألك قلب أيها الإنسان فاعلم إذاً. . إن من قدر على امرأة أو جاريةٍ حَرَاماً فتركها مخافة من الله أمّنه الله يوم الفزع الأكبر وحرّمَهُ على النار وأدخله الجنة. قال قتادة بن دعامة السدوسي التابعي الجليل: لا يقْدِرُ رَجلٌ على حَرَامٍ ثم يَدَعه ليس به إلا مخافة الله عز وجل إلا أبْدَله في عاجل الدنيا قبل الآخرة ما هو خيرٌ له من ذلك. وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: ما من عبد ترك شيئاً لله إلا أبدله الله به ما هو خير منه من حيث لا يحتسب، ولا تهاون به عبد فأخذ من حيث لا يصلح إلا أتاه الله بما هو أشد عليه. رواه وكيع في الزهد (2/635) وهناد رقم (851) وأبو نعيم في الحلية (1/253) وإسناده لا بأس به. ويشهد له حديث الزهري عن سالم عن أبيه مرفوعاً: ما ترك عبد شيئاً لله لا يتركه إلا له عوض الله منه ما هو خير له في دينه ودنياه. أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/196). وعن أبي قتادة وأبي الدهماء وكانا يكثران السفر نحو البيت قالا أتينا على رجل من أهل البادية فقال لنا البدوي أخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يعلمني مما علمه الله عز وجل وقال: (إنك لا تدع شيئاً إتقاء الله تعالى إلا أعطاك الله عز وجل خيراً منه). رواه أحمد (5/363) وإسناده صحيح ورواه البيهقي (5/335) ووكيع في الزهد والقضاعي في مسنده. وعن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ترك اللباس تواضعاً لله وهو يقدر عليه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخير من أي حلل الإيمان شاء يلبسها)(1) وعنه عن أبيه قال: (من ترك شهوة وهو يقدر عليه تواضعاً لله دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق)(2) وعن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (النظرة إلى المرأة سهم من سهام إبليس مسْمومٌ من تَركَه خَوْف الله أثابه الله إيماناً يجد به حلاوته في قلبه). رواه أحمد في مسنده(3) وله شاهد من حديث علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نظر الرجل في محاسن المرأة سَهْمٌ من سهام إبليس مسموم فمن أعرض عن ذلك السّهم أعقبه الله عبادة تَسُرُّه). رواه عمر بن شبّة. وما حرّم الله على عبادة شيئاً إلا عوضهم خيراً منه. كما حرّم عليهم الربا وعوّضهم منه التجارة الرابحة، وحرّم عليهم القمار، وأعاضهم منه أكل المال بالمسابقة النافعة في الدين بالخيل والإبل والسهام، وحرّم عليهم الحرير وأعاضهم منه أنواع الملابس الفاخرة من الصوف والكتان والقطن، وحرّم عليهم الزنا واللواط وأعاضهم منه النكاح بالنساء الحسان، وحرّم عليهم شرب المسكر وأعاضهم عنه بالأشربة اللذيذة النافعة للروح والبدن، وحرّم عليهم سماع آلات اللهو من المعازف وغيرها وأعاضهم عنها بسماع القرآن العظيم وحرّم عليهم الخبائث من المطعومات وأعاضهم عنها بالمطاعم الطيبات.. ومن عجائب حكمة الله، أنه جعل مع الفضيلة ثوابها الصحة والنشاط وجعل مع الرذيلة عقابها، الانحطاط والمرض.. وهذه القصص التي كتبتها لوجه الله سبحانه والتي أسأله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل لها القبول بين المسلمين.. وعنونت لها (من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه) أخذاً من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيح. وجعلت القصص على ضوء الحديث الشريف وذلك لأهمية الموضوع.. وهي قصص البعض منها ذكر في القرآن الكريم والبعض منها في السنة النبوية الصحيحة والبعض الآخر عن الصحابة والتابعين وتابعيهم وإلى الوقت المعاصر.. إن هذه القصص لأناس استشعروا عظمة الله وجلاله وهيبته.. استشعروا الخوف من الله وعقابه.. استشعروا يوم العرض عليه يوم لا ينفع مال ولا بنون.. استشعروا القرآن والسنة وهم المتقون لله.. وهم الذين يستحقون أن يعطوا من الأوقات لقراءة حوادثهم وسيرهم العظيمة.. فإلى المسلمين كباراً وصغاراً ذكوراً وإناثاً، وإلى شباب الصحوة الإسلامية وإلى كل من آثر مرضاة الله على هواه وشيطانه.. أهدي هذه الدرر والجواهر الغالية.. الغالية.. لمن هم أغلى وأغلى.. -------------- إبراهيم بن عبد الله الحازمي |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4558 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() ما ينجي من عذاب الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم هذا حديث جليل القدر عظيم الشأن كثير الفوائد ينبغي لكل مسلم حفظه وفهمه والعمل بما فيه من الخصال المنجية من عذاب الله: عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن سمرة - رضي الله عنه - قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما وكنا في صفة المدينة، فقام علينا فقال: (إني رأيت البارحة عجبا- رأيت رجلا من أمتي قد احتوشته الشياطين، فجاءه ذكر الله عز وجل فطرد الشيطان عنه، ورأيت رجلا من أمتي قد احتوشته ملائكة العذاب، فجاءته صلاته فاستنـقذته من أيديهم، ورأيت رجلا من أمتي يلتهب عطشا وفي رواية: يلهث عطشا_ كلما دنا من حوض منع وطرد، فجاءه صيام شهر رمضان فأسقاه وأرواه، ورأيت رجلا من أمتي ورأيت النبيين جلوسا حلقا حلقا كلما دنا إلى حلقة طرد، فجاءه غسله من الجنابة فأخذ بيده فأقعده إلى جنبي، ورأيت رجلا من أمتي بين يديه ظلمة ومن خلفه ظلمة، وعن يمينه ظلمة، وعن يساره ظلمة، ومن فوقه ظلمة، ومن تحته ظلمة وهو متحيرٌ فيها، فجاءه حجه وعمرته فاستخرجاه من الظلمة وأدخلاه في النور، ورأيت رجلا من أمتي يتقي بيده وهج النار وشررها فجاءته صدقته فصارت سترة بينه وبين النار، وظللت على رأسه، ورأيت رجلا من أمتي يكلم المؤمنين ولا يكلمونه، فجاءته صلته لرحمه فقالت: يا معشر المؤمنين، إنه كان وصولاً لرحمه فكلموه، فكلمه المؤمنون وصافحوه، ورأيت رجلا من أمتي قد احتوشته الزبانية فجاءه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فاستنقذه من أيديهم، وأدخله في ملائكة الرحمة، ورأيت رجلا من أمتي جاثياً على ركبتيه وبينه وبين الله - عز وجل - حجاب، فجاءه حسن خُلُقِه فأخذ بيده فأدخله على الله - عز وجل - ورأيت رجلا من أمتي ذهبت صحيفته من قِبل شماله، فجاءه خوفه من الله - عز وجل - فأخذ صحيفته فوضعها في يمينه، ورأيت رجلا من أمتي خف ميزانه، فجاءه إفراطه فثقلوا ميزانه، ورأيت رجلا من أمتي قائماً على شفير جهنم، فجاءه رجاؤه من الله - عز وجل - فاستنقذه من ذلك ومضى، ورأيت رجلا من أمتي قد هوى في النار، فجاءته التي بكى من خشية الله عز وجل فاستنقذته من ذلك، ورأيت رجلا من أمتي قائماً على الصراط يرعد كما ترعد السعفة في ريح عاصف، فجاءه حسن ظنه بالله - عز وجل - فَسكَّن رعدته ومضى، ورأيت رجلا من أمتي يزحف على الصراط ويحبو أحياناً ويتعلق أحياناً فجاءته صلاته علي فأقامته على قدميه وأنقذته، ورأيت رجلا من أمتي انتهى إلى أبواب الجنّة، فغلَّقت الأبواب دونه فجاءته شهادة أن لا اله الا الله ففتحت له الأبواب وأدخلته الجنّة). رواه الحافظ أبو موسى المديني، وأخرجه الطبراني أيضاً. ذُكر في هذا الحديث ثماني عشرة خصلة منجية من عذاب الله هي: الوضوء والصلاة والصدقة والصيام والحج والعمرة وذكر الله - تعالى - وبر الوالدين وصلة الرحم والاغتسال من الجنابة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحسن الخُلُق، والخوف من الله - تعالى - والصبر على موت الأولاد الصغار والرجاء لرحمة الله والبكاء من خشية الله - تعالى - وحسن الظن بالله - تعالى - والصلاة على النبي، وشهادة أن لا إله إلا الله حيث فتحت لقائلها أبواب الجنة و أدخلته فيها. --------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4559 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() حـــــاكميـــــــة الـــــذوق بسم الله الرحمن الرحيم لو أخذنا رجلين من بلدٍ واحد أو من بيت واحد، ثم وضعناهما في إحدى بلدان العالم ولكننا جعلنا واحداً منهما في منزل بجوار نهر من أنهار هذه البلدة تحفُّه الأشجار والورود والحدائق والطيور، يخرج من مسكنه فيلتقي بنسيمها وهوائها وإيقاعات النهر تنادي سمعه ورائحة النرجس تفوح في أعطافه، وإذا نظر من شرفة المسكن فكأنما ينظر إلى لوحة فنّان وضع كل ما يمليه عليه الخيال من جمال في هذه الصورة. وجعلنا أخاه في منزل بحي آخر يتناقض مع الصورة السابقة كل التناقض، فهو في حي تفوح منه رائحة المصانع ووقود السيارات المحترق، وتعلو به أصوات السيارات والعربات وأصوات الناس والإزعاج من كل مكان، وإذا ما التفت عن يمينه أو شماله رأى أكواماً من النفايات وأشكالاً من المخلفات، والحياة تكاد تكون جحيماً لا يطاق. وبعد ذلك طلبنا من هذين الأخوين العودة إلى بلدهما ثم سألنا الأول كيف رأيت المدينة؟ وسألنا الآخر نفس السؤال فماذا ستكون الإجابة؟ من الطبيعي والبديهي أن الأول سيلقي مقطوعة أدبية تحكي ما رآه من الجمال وأن هذه المدينة هي أجمل مدينة ولن ينساها لأنه أحبها. أما الآخر فسيتكلم عنها بكل حنق وغضب وكراهية بل وسترى على قسمات وجهه دلائل التقزز والنفرة وأنه لن يعود إليها فهي مدينة لا تستحق أن تزار. ولو ذهبنا إلى رحلة في مكان يحوز قسطاً من الجمال والراحة وأخذنا في هذه النزهة رجلين، الأول منهما في حالة نفسية هادئة خالي البال صفي النفس، والثاني يعاني من ملمّة ألمّت به أو مرض لا يفتر ألمه عنه، أو فقد للتو حبيباً أو قريباً فجاء إلى هذه النزهة كئيب النفس متكدّر الخاطر يرى كل شيء في الكون أسود اللّون، ثم سألنا الأول عن هذه النزهة والمكان الذي ذهبنا إليه فسيجيب قطعاً بجمال المكان ونجاح النزهة والراحة والسعادة التي وجدها. ولو سألنا الثاني عن النزهة فسوف تكون الإجابة بأنه مكان عادي ونزهة لم تكن موفّقة، ولم يشعر فيها بأي شعور سعيد، وأنها كانت فاشلة. ولو دعي اثنان إلى وليمة فيها عدد من المدعوين، الأول منهما دمث الأخلاق واسع الصدر متسامح النفس رقيق الطبع شديد الاحتمال، والآخر أحمق سريع الغضب بغيض قاسي الطبع سيء الخلق، ثم سألنا الأول كيف رأيت المدعوين وكيف كانت السهرة فسيقول كانت سهرة عادية وكان فيها فلان وفلان لو لا الحياء من صاحب المنزل لأسكتهما وكان المجلس سخيفاً وصاحب البيت لم يفعل كذا وكذا، والمفروض أنه فعل كذا، ويصوّر هذا البغيض المكان بشكل غاية في السوء، ويجعل السهرة في نظر السائل قاتمة مؤسفة، ولو أخذنا رجلين أحدهما من هواة الزراعة والآخر من هواة الهندسة المعمارية ثم ذهبنا بهما إلى مدينة ريفية فسيقول الأول بأن هذه الأرض من أجمل ما رأى ويصفها بكل أوصاف الحسن، وأما الآخر فلن يبدي إعجابه بها وإن أبدى شيئاً من الإعجاب فلن يبدي ارتياحه لها كثيراً ولن يحرص على العودة إليها، ولو كانت المدينة من المدن الحديثة ذات الحضارة المعمارية لانعكس الانطباع وتغيّر الموقف. ففي المثال الأول رأينا تأثير الجو المحيط بالإنسان على رؤيته وحكمه. وفي المثال الثاني كان التأثير للحالة النفسية والظرف الشخصي. وفي المثال الثالث جاءت الرؤية والحكم تبعاً للطبيعة الإنسانية والجبلّة الأخلاقية. وفي المثال الرابع رأينا الحكم يتبع الثقافة والذوق والهواية. قال أبو منصور الثعالبي - رحمه الله -في كتابه اللطف واللطائف: «قيل لمظلوم ما السرور؟ قال: عارض ظلم ينجاب، ودعاء مظلوم يستجاب، وقيل لطبيب ما السرور؟ قال: طبعٌ يقبل العلاج ومجلس يدفع الخلاج. وقيل لمضياف ما السرور؟ قال: كوم تنحر، ونار تسعر، وضيف ينزل. وقيل لعربي: ما السرور؟ قال: زوجة وسيمة، ونعمة جسيمة». فكلٌ يصف الحياة والدنيا ويصور ما يراه بحسب حاله وطبيعته وثقافته. وإذا دخل البزاز والنجار والمزارع قصراً فإن البزاز لا يفتأ ينظر إلى الستائر والنمارق وما يدخل في صنعته من أقمشة وغيرها، وترى النجّار يقلب عينيه في الأبواب والنوافذ والموائد وكيف صنعت؟ ومن أي نوع صنعت؟. وكذلك المزارع في نظره إلى الحدائق والأزهار والشجر وأنواعه وطريقة سقيه ونوع تربته. وعند أبي إسحاق القيرواني في جمع الجواهر باب كامل عن هذا كما عند الثعالبي في كتابه المذكور عن أرباب الصنائع والوظائف وأهل العادات وكيف تجري الأمثال على ألسنتهم من وحي ظروفهم وأحوالهم وعاداتهم، بل وتصبح في كلامهم عادة وجراية. قيل لخباز: كم بيننا وبين دار فلان؟ فقال مقدار ما تأكل رغيفين. والكلام يطول في ذلك وإنما أردنا الشاهد منها، وهو أثر التأثيرات النفسية والظروف والطبائع والأذواق في الرؤية والأحكام وصياغة التصور للأشياء والوقائع. عدم الانتباه إلى هذه القضية يجعلنا نعيش في حالة من الذهول عن الحق لأن سيطرة الأذواق والنفسيات على العقول والقلوب تعمي عن معرفة الصواب، وتعطّل العقول عن الجوانب الأخرى الغائبة بسبب تحكم الطبائع والأذواق. وحين ترى شخصاً متشدّداً في أحكامه والآخر متساهلاً فلا تظن أن هذا يملك ما لا يملكه ذاك، ولكن تأكد بأن الطبيعة النفسية أو الظروف أو المجتمع هي التي صاغت من هذا متشدّداً ومن الآخر متساهلاً. وفي واقع الفقه والعمل الإسلامي قديماً وحديثاً ما يتّضح به ويتجلّى هذا الأمر. فلو نظرت إلى المتشددين في الأحكام أو المواقف لوجدت أنهم لا يخرجون عن إحدى المؤثرات الأربع السالفة الذكر. وعندما تنظر إلى أهل الترخّص واليسر فهم كذلك في المؤثرات. وما ذكرناه لا يدعو إلى العجب أو الاستغراب فهي في الحقيقة من طباع البشر التي لا تنكر، وإنما المنكر في الأمر أن يرى كلًُ نفسه على الحق، ولا يرى غيره إلا خطاءً ضالاً هالكاً، وينسى أنه ليس بأفضل منه ولا بأحق، ولكنها غلبة الأذواق واغتلام النفوس على العقول. ومما يقرّر حقيقة هذه الفكرة ما ورد في الحديث من نهي القاضي أن يقضي وهو غضبان، لأن الظرف النفسي في هذه الحالة يؤثر على الرؤية والحكم وتصور الخصومة، ولا يقضي وهو مصاب محزون أو وهو جائع غير شبعان كما في الحديث. قال الإمام الماوردي - رحمه الله - في الحاوي: «فإذا لحق القاضي حال تغير فيها عقله أو خلقه أو فهمه من غضب أو حزن أو فرح أو مرض أو جوع أو عطش، توقف عن الحكم حتى يعود إلى سكون نفسه وكمال عقله وهدوء طبعه وظهور فهمه». اعرض مسألة خلافية على مجموعة من أهل العلم واكتب الأدلة في القولين ثم اطلب ترجيحاً منهم، ستجد أنهم انقسموا إلى قسمين تبعاً لأدلة الفريقين مع استبعادنا الهوى والجهل عنهم، وغالباً سيكون في القسم الأول من المجموعة أهل تقوى وذكاء وعلم وفي القسم الآخر مثل هذه الصفات فما الذي اختلف إذن؟ إنها الرؤى والأحكام التي تنطلق من الطبيعة الخلقية أو الظروف المحيطة أو المشاهدات الواقعية أو الثقافة والموهبة والهواية. ويوم أقرّ الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - الصحابة الذين اختلفوا في تنفيذ أمره بصلاة العصر في بني قريظة أراد أن يقيم لنا مبدأ مهماً وهو أن الناس يختلفون في صياغة التصور والرؤية للأمر والنهي ما لم يكن قاطعاً لا يحتمل الظن والتأويل. ولقد ابتلينا بأصناف من الخلق جعلوا أمراضهم النفسية أو ظروفهم القاسية أو المؤثرات الأخرى ميزاناً للشريعة ودالاً عليها، ولهذا تراهم يصفون من خالفهم بالجهل والخطأ والضلال، وعندما تستعرض أدلتهم وأقوالهم تقرّ عيناً بما أعطاك الله من فهم للحق لشدّة ضعفها علمياً وعقلياً، وإن اتهمني المخالف بأنني أنطلق من مؤثراتي الخاصة فلن أنكر ذلك ولكن يكفيني أن لا أسم الناس بالضلال أو أتعامل معهم على أنهم أعداء لله ورسوله. والتوفيق من الله - سبحانه و تعالى -، ولنا في أنبيائه أسوة حسنة حيث قال الله - تعالى -: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ}. بعض الوعاظ وأنصاف المتعلمين يحاولون إخفاء كثيراً من الأدلة التي تخالف طبائعهم وأمزجتهم، فإذا ما عرضت عليهم أحاديث البخاري في سماع الرسول - صلى الله عليه وسلم - لغناء الجاريتين أو لغناء الجواري وهن يضربن بالدف في زواج الربيع بنت معوذ، أو أنه كان يردد الحداء مع الصحابة في بناء المسجد أو في السير مع الجيش رأيت هؤلاء يضربون شرقاً وغرباً هروباً من هذه الأحاديث التي لا تهضمها أمزجتهم وأذواقهم وطبيعتهم الاجتماعية. وعندما أتحاور مع بعض شباب الصحوة وانتصر عليهم بنقض أدلتهم في مسألة ما يهربون إلى قولتهم المشهورة ولكن ذلك لا يليق ولا ينبغي، بعد ذلك آتيهم بالأدلة فيحسّون بالملل والضيق. لما سئل ابن عباس - رضي الله عنهما - عن الإقعاء بين السجدتين قال: سنة، فقالوا له: إنا نرى ذلك من الهجر، قال: هي سنة نبيكم، فهو - رضي الله عنه - يقول لهم: اتركوا ما ترونه وما تعوّدتم عليه واتبعوا السنة، والعجب ممّن يدّعون السنة ثم يخالفونها بالأذواق ويلوون أعناق الأدلة كي توافق ما هم عليه. وكم من أفعال تعضدها الأدلة وتوافقها أفعال الصحابة ينكر هؤلاء على فاعليها ويقيمون ضدهم الحروب ويستبيحون أعراضهم وهتك أستارهم، وهذا واقع لا مبالغة فيه. وأكثر المشكلات التي نواجهها من أولئك الذين عاشوا على قواعد عريضة من العادات والقيم فإذا ما اتجهوا إلى الالتزام وإتباع السنة أضافوا على ذلك ما يعتقدونه من أذواق وطبائع فيصبح إفهامهم من أشد الأمور. الأئمة الفقهاء - رضي الله عنهم - كان أكثرهم يتغير قوله بعد حين فيفتي بغير ما أفتى به من قبل، وليس ذلك لحصولهم على أدلة جديدة في الغالب، بل هي ذات الأدلة أو هي مسألة اجتهادية لا دليل عليها، ولكن اختلاف النظرة وتغير المؤثرات جعلت كل إمام ينظر نظرة جديدة أكثر شمولاً، وقد كان للإمام الشافعي - رضي الله عنه - مذهبان مذهب في العراق، ومذهب في مصر. إن الله - عز وجل - يغفر للمجتهد خطأه برغم هذه المؤثرات في الفكرة والرؤية والحكم وإن كان الصواب في خلاف ما ذهب إليه، ولا يكلف نفساً إلا وسعها. وهنا برزخ وحاجز لا يكاد يُرى بين المؤثرات وبين الهوى وحظّ النفس في صدور الرؤية والحكم على الأمور، لا يستطيع أحد الخروج من ذلك المأزق إلا بالتمحض والتجرد والتغلّب على أهواء النفس وحظوظها بعد ذلك لا يضر المؤمن أن يتأثر في حكمه بطبيعته البشرية أو بما يحيط به. ------------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4560 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() عظم خلق أهل النار بسم الله الرحمن الرحيم يدخل أهل الجحيم النار على صورة ضخمة هائلة لا يقدر قدرها إلا الذي خلقهم، ففي الحديث الذي يرفعه أبو هريرة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " ما بين منكبي الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع " رواه مسلم (1). وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ضرس الكافر، أو ناب الكافر، مثل أحد، وغلظ جلده مسيرة ثلاث ". (2) وقال زيد بن أرقم: " إن الرجل من أهل النار ليعظم للنار، حتى يكون الضرس من أضراسه كأحد ". رواه أحمد وهو مرفوع، ولكن زيداً لم يصرح برفعه. (3) وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعاً، وإن ضرسه مثل أحد، وإن مجلسه من جهنم ما بين مكة والمدينة " رواه الترمذي. (4) وروى أبو هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد، وعرض جلده سبعون ذراعاً، وعضده مثل البيضاء، وفخذه مثل ورقان، ومقعده من النار ما بيني وبين الربذة " أخرجه الحاكم وأحمد. (5) وهذا التعظيم لجسد الكافر ليزداد عذابه وآلامه، يقول النووي في شرحه لأحاديث مسلم في هذا الباب: " هذا كله لكونه أبلغ في إيلامه، وكل هذا مقدور لله - تعالى -يجب الإيمان به لإخبار الصادق به " (6). وقال ابن كثير معلقاً على ما أورده من هذه الأحاديث: "ليكون ذلك أنكى في تعذيبهم، وأعظم في تعبهم ولهيبهم، كما قال شديد العقاب: (ليذوقوا العذاب) [النساء: 56]. (7) ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ | الوآصل | المنتدى الرياضي | 6 | 10-12-2009 01:49 AM |
اســـــــرار القلــــب..! | الســرف | المنتدى العام | 22 | 29-09-2008 01:03 AM |
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء | امـــير زهران | منتدى الحوار | 4 | 02-09-2008 03:05 PM |
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة | رياح نجد | المنتدى العام | 19 | 15-08-2008 01:10 PM |
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! | البرنسيسة | المنتدى العام | 13 | 17-08-2007 11:04 PM |