![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4831 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() مخالفات النساء في تغيير الخلقة بسم الله الرحمن الرحيم خلق الله - تعالى -خلقه في أحسن صورة وأكمل هيئة وبين ذلك في قرآنه فقال: (فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) وقال: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ). لكن حينما تتغير الفطر وتنتكس المفاهيم نجد من يتجرأ على هذه الخلقة فيغير فيها ما يشاء وكأن لسان حاله يقول: أنت يا إلهي لم تحسن خلقتي، وهذا في الحقيقة ليس إلا استجابة لأمر الشيطان الذي أقسم بربه - سبحانه - أنه لا يزال بهم حتى يغيروا هذه الفطرة التي فطروا عليها ونهوا عنها. قال - تعالى -: (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ)..وقد استجاب فئام من الناس وبخاصة النساء اقتداء بالشيطان تاركين أوامر الرحمن وتحقق فيهم ما قصَه الله في قرآنه حيث قال: (إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً..لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً.. وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً.. يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً ).. سورة النساء 117/120. فأي كتاب أعظم من كتاب الله الذي وضح عداوة إبليس للإنسان وبيَّن طرق إغوائه للبشرية، أليس فيما قصَه الله - تعالى -حجة على خلقه؟ نسأل الله - تعالى -أن يفقهنا في ديننا وأن يجعلنا ممن عصمه الله من الشيطان الرجيم. ونظراً لما وقعت فيه بعض نساء اليوم وخاصة فيما حذر الله منه بتغييرها خلقتها سنذكر هنا جملة مما وقعت فيه في هذا الجانب، نسأل الله - تعالى -أن ينفع به. مخالفات في تغيير الخلقة: 1- من المخالفات في تغيير الخلقة (النمص).. والنمص: هو نتف شعر من الوجه كالأخذ من شعر الحاجبين وهذا لا يجوز، فقد لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (الواشمة والمستوشمة والنامصة والمتنصمة والواشرة والمستوشرة والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله). فعلى كل امرأة وقعت في هذه الكبيرة أن تستغفر الله وتتوب إليه وتعاهده على أن لا تعود على فعلتها مرة أخرى. 2- ومن المخالفات تفليج المرأة لأسنانها، وذلك للحديث المذكور آنفاً، فتفليج الأسنان نوع من تغيير خلق الله - تعالى -يحرم على المرأة المسلمة فعله، أما إذا كانت أسنان المرأة فيها تشويه وتحتاج إلى عملية تعديل لإزالة هذا التشويه أو فيها تسوس واحتاجت إلى إصلاحها فلا بأس، لأن هذا من باب العلاج غير أني أنصح بما نصحت به من قبل أن تكون هذه المعالجة على يد طبيبة متخصصة. 3- ومن المخالفات أيضاً الوشم، والوشم هو: أن تجرح المرأة بدنها كيدها أو صدرها ونحو ذلك، هذه الجروح على هيئة نقط أو خطوط فإذا جرى الدم في هذه الجروح حشته كحلاً، وهذه الجروح تجعل على أشكال معينة مما تريده المرأة، وهذا الفعل كبيرة من كبائر الذنوب لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاعلها كما مرّ في الحديث السابق. 4- ومن المخالفات أيضاً وصل المرأة لشعرها بغيره من الشعر لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لعن الواصلة والمستوصلة.. فالواصلة هي التي أوصلت شعرها بشعر آخر ونحوه كالباروكة مثلاً.. و المستوصلة هي التي قامت بفعل الوصل لمن طلبت منها ذلك فكلاهما في الوزر سواء. 5- ومن المخالفات أيضاً قص شعر المرأة على وجه التشبه بنساء الكفار كقصة بطريقة (مدرجة) مثلاً أو بأي طريقة أخرى تقصد منها التشبه بالنساء الكافرات أو تقصه كهيئة شعر الرجال كأن تقصه إلى أصوله أو إلى الأذنين وهو ما يسمى (اللمة). فهذا كله لا يجوز ما دام أن الدافع من وراء قصه التشبه بالكفار أو بالرجال.. أما إذا كانت تريد قصه لحاجة غير زينة كأن تعجز عن مؤنته أو يطول كثيراً ويشق عليها فهذا قد أجازه بعض العلماء بقدر الحاجة وذلك لفعل أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -. 6- ومن المخالفات أيضاً صبغ الشعر بالسواد، فهذا لا يجوز، أما صبغة بغير السواد كصبغة بالحناء أو الوسمة والكتم والصفرة فهذا جائز ولكن بضوابط أن لا يمنع وصول الماء وأن لا يكون فيه تشبه بالكافرات. 7- ومن المخالفات أيضاً: جمع المرأة شعرها في أعلى رأسها وجعله ظاهراً بيناً أو لفه حول رأسها حتى يصير كعمامة الرجل فهذا لا يجوز لتحذير النبي - صلى الله عليه وسلم - من ذلك في قوله: (صنفان من أهل النار وذكر منهم نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات على رؤوسهن مثل أسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا). 8- ومن المخالفات أيضاً وضع الشرائط أو البكلات التي على شكل صور حيوانات أو التي على هيئة الآلات الموسيقية على شعر المرأة، فهذا لا يجوز لأن الصور يحرم استعمالها في لباس وغيره، ما عدا الصور التي تمتهن وتداس كالتي في الفرش والبسط، وكذا آلات اللهو فوضع المرأة لها على شعرها هو في الحقيقة ترويج لها ودعوة إلى استعمالها والتذكير بها فهذا كله لا يجوز. 9- ومن المخالفات أيضاً إطالة المرأة لأظافرها فهذا مخالف لما جاءت به نصوص السنة، ولا شك أن الحامل للمرأة على فعل ذلك إنما هو الإقتداء بالكافرات اللاتي انحرفت فطرتهن عن السلامة. 10- ومن المخالفات أيضاً إطالة المرأة لأظافرها أكثر من أربعين يوماً، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقَّت لتقليم الأظافر أربعين يوماً. 11- ومن المخالفات أيضاً وضع نقط صغيرة على الوجه تشبه (حبوب الخال) لأنها تمنع وصول الماء وفيها تغيير للخلقة. -------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4832 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() مخالفات نسائية في الصلاة بسم الله الرحمن الرحيم 1 - بعض الفتيات يتركن ويربطن وجوبها بالحيض فقط، وهذا خطأ فقد يتأخر الحيض مع حصول البلوغ بالسن وهو تمام الخامسة عشرة أو حصول الاحتلام فبأيهن حصل البلوغ وجبت الصلاة فلا يلزم ربط البلوغ بالحيض فقط بل يحصل بغيره. 2 - بعض الآباء والأمهات لا يأمرون فتياتهم بالصلاة بحجة عدم وجوبها عليهن لعدم البلوغ وهذا خطأ مخالف لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر..).فالواجب على أولياء الأمور أن يأمروا أولادهم بذلك لكي يعتادوا الصلاة ويألفوها. 3- مخالفة بعض النساء بتأخير الصلاة المفروضة حتى انتهاء الرجال من الصلاة بل والحكم بالخطأ على من فعلت ذلك. والصحيح أن المرأة كالرجل في الأحكام لا ينبغي لها أن تؤخر الصلاة بل متى دخل وقتها صلت، وأيضاً تأخيرها للصلاة عن أول الوقت مخالف للأفضلية لأن الصلاة في أول الوقت أفضل إلا ما جاءت السنة في تخصيصه. 4 - ومن المخالفات أن بعض النساء يعتقدن أن المرأة تؤذن مثل الرجال وهذا خطأ فليس للمرأة حق في الأذان وليس من شأنها وإنما هو من خصائص الرجال. 5- وكذلك ليس للمرأة أن تقيم للصلاة فليس لها حق في الأذان والإقامة مطلقاً لكن لها الإقامة إذا كانت منفردة في المنزل أو مع جماعة النساء. 6 - ومن المخالفات أن بعض النساء إذا أرادت الصلاة خلعت السروال ظناً منها أن هذا الأمر مشروع وهذا خطأ ولا دليل على ذلك. فلا حرج لها أن تصلي وعليها سروال إن كان السروال طاهراً. 7 - بعض النساء يصلين مع إبداء الذراع أو شيء منها، وكذلك إبداء القدم وبعض الساق وهذا خطأ بل الواجب عليهن ستر جميع البدن في الصلاة ماعدا الوجه لأنها عورة كلها فإن صلت وقد بدا شيء من عورتها كالساق والقدم والرأس أو بعضها متعمدة لم تصح صلاتها لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا يقبل الله صلاة الحائض إلا بخمار). والمراد بالحائض المرأة البالغة. 8 - بعض النساء إذا انتهت من الصلاة ووجدت نجاسة على الثوب الذي صلت فيه أعادت الصلاة، والصحيح أنها إذا انقضت صلاتها فلا يلزمها إعادتها. أما إذا علمت أثناء صلاتها أن هناك نجاسة على شيء من سروالها مثلاً وأمكنها إزالتها بسرعة لزمها إزالتها وأتمت الصلاة دون الخروج منها، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - خلع نعليه مرة في صلاته لما أخبره جبريل أن فيها أذى ولم يبطل أول صلاته. 9- بعض النساء تجعل حكم الصلاة بحدث كحكم النجاسة على الثوب فتراها إذا صلت على غير وضوء لا تعيد الصلاة بناء على القول في النجاسة وهذا خطأ بل متى علمت أنها صلت على غير طهارة أو أحدثت في الصلاة لزمها الخروج منها وأعادت صلاتها. 10- بعض النساء تحس بخروج شيء من الدبر فتراها تخرج بمجرد الإحساس فقط من الصلاة وتعيد الوضوء، وهذا خطأ بل المشروع في حقها عدم الخروج حتى تسمع صوتاً أو تجد ريحاً، أما مجرد إحساسات وتوهمات لا أصل لها فالمرأة لا تخرج من الصلاة من أجلها. 11- بعض النساء قد يبول عليها طفلها فينجس ثوبها ونظراً لكونها مسافرة مثلاً وليس معها ماء تؤخر الصلاة حتى يخرج وقتها بحجة أن الثياب نجسة وهذا خطأ، بل الواجب عليها أن تصلي في الوقت ولو كانت ثيابها نجسة لكونها معذورة بعدم القدرة على غسلها أو إبدالها لقوله - تعالى -: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم). 12- بعض النساء إذا كانت تصلي في مصلى المسجد مع الجماعة كصلاة عيد أو جمعة أو تراويح أو نحو ذلك تتأخر عن الصفوف الأول بحجة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (خير صفوف النساء آخرها). وهذا خطأ بل هذا إذا كن مجتمِعات مع الرجال في مكان واحد فإن الأفضل في حقهن آخر الصفوف، أما إذا كن في مكان واحد وليس هناك رجال فالأفضل في حقهن الصفوف الأولى. 13- بعض النساء إذا خرجت لشهود الصلاة في الجماعة في المسجد تخرج متعطرة متبخرة وهذا خطأ بل إذا قلنا بجواز خروجهن فلا بد من الانضباط بالأصول الشرعية ومنها عدم الافتتان بهن، ولما كان العطر مجلبة للفتنة بهن نهين عن وضعه والخروج به في محاضر الرجال. 14- بعض النساء إذا أدَّين الصلاة مع الجماعة يتأخرن في الخروج من المسجد وهذا خطأ بل المشروع في حق المرأة أنها إذا انتهت من الصلاة بادرت بالخروج والذهاب إلى بيتها، والمشروع في حق الرجال الانتظار قليلاً حتى تنتهي النساء من الخروج. 15- بعض النساء يحرصن على الصلاة في المسجد كصلاة الجماعة أو التراويح مثلاً وهذا خير لا شك لكن الأفضل في حقهن الصلاة في البيوت لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (وبيوتهن خير لهن) فكون المرأة تبقى في بيتها خير لها من أن تخرج للصلاة في المسجد. 16- بعض النساء إذا كن في مكة أو المدينة يحرض على الصلاة في المسجد الحرام أو المسجد النبوي لأن الصلاة فيها بمائة ألف في المسجد الحرام وألف في المسجد النبوي فتحرص المرأة على الصلاة وهذا أيضاً خير لكن الصلاة في بيتها أفضل وقد تنال هذا الأجر العظيم بمتابعتها لأمر الله - تعالى -وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ففضل الله واسع. 17- بعض النساء إذا كن في الحرم لا يبالين بالمرور بين يدي المصلي ومن هنا تحدث المخالفة فهي بذلك قد قطعت صلاة الرجل لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (يقطع صلاة المرء المسلم إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخر الرحل: المرأة والحمار والكلب الأسود). وقيل أنها تنقص أجر صلاته وهو الصواب وعند بعض أهل العلم إذا مرت المرأة بين المصلي وسترته إن كان له سترة أو بينه وبين موضع سجوده إن لم يكن له سترة بطلت صلاة الرجل ووجب عليه إعادتها حتى لو كان في الركعة الأخيرة، ومن هنا أفسدت على هذا الرجل صلاته وقد قال الله - تعالى -: (الَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً). 18- كثير من النساء يقرأن سراًّ في الصلاة الجهرية (المغرب العشاء الفجر) وتتحاشى أن تسمع نفسها، وهذا لا شك خلاف السنة لأنه لا فرق بين الرجل والمرأة، فالمرأة السنة في حقها الجهر بالقراءة الجهرية إلا إذا كان عندها من يسمع صوتها من الرجال فإنها تسر به ولا ترفعه خشية الافتتان. 19- بعض النساء يعتقدن أن المرأة في هيئات الصلاة كالتورك والافتراش مثلاً لا يجوز لها فعل ذلك، والصحيح أن المرأة كالرجل في جميع الهيئات ومخاطبة بذلك مثل مخاطبة الرجل. 20- ومن المخالفات تساهل النساء في وضع السترة لهن حال الصلاة وقد نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة بغير سترة فقال: (لا تصل إلا إلى سترة ولا تدع أحداً يمر بين يديك فإن أبى فقاتله فإن معه القرين). فصلاة المرأة وبخاصة في بيتها بدون سترة تجعل الأولاد كباراً وصغاراً يمرون من بين يديها وبالتالي تقع في المخالفة الناتجة عن تقصيرها في اتخاذ السترة لها. ثم إنه عند صلاة المرأة في بيتها مع وجود السترة قد تتعرض لمرور بعض الأطفال بينها وبين سترتها وتتعامل مع الأطفال بعنف وشدة حتى لا يمروا بين يديها وهذا خطأ بل المطلوب الرفق واللين لأن الأطفال غير مكلفين أصلاً. 21- ومن المخالفات الجهر بالنية عند إرادة الصلاة كأن تقول نويت أن أصلي صلاة كذا أربع ركعات أو ركعتين حاضرة وغير ذلك مما لا أصل له. وهذا مخالف لهديه - صلى الله عليه وسلم - ولم يثبت عنه أنه فعله. 22- ومن المخالفات عدم تحريك اللسان في التكبير وقراءة القرآن وسائر أذكار الصلاة بحجة أن المعول عليه القلب وهذا خطأ مخالف لما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. 23- ومن المخالفات عدم رفع اليدين عند إرادة الركوع أو الرفع من الركوع وعند القيام من الجلوس للتشهد الأول. وهذا مخالف للسنة فقد جاءت السنة بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يرفع يديه في هذه المواطن. 24- ومن المخالفات عند ترك دعاء الاستفتاح والاستعاذة قبل قراءة الفاتحة، بل على المرأة أن تأتي بهما لأنهما من هديه - صلى الله عليه وسلم -. 25- ومن المخالفات داخل الصلاة أيضاً رفع المرأة بصرها إلى السماء أو النظر إلى غير مكان السجود. قال - صلى الله عليه وسلم -: (ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم) قال أنس رض الله عنه راوي الحديث: فاشتد قوله في ذلك حتى قال: (لينتهين عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم). 26- ومن المخالفات أن بعض النساء تعلم زوجها أن زوجها لا يصلي أبداً وقد أقيمت الحجة عليه ثم إنه يتعمد الإصرار على عدم الصلاة كلية دون عذر ثم هي تبقى معه ولا تبالي.. بل الواجب عليها بعد ما ذكرنا من إقامة الحجة وغيرها أن تفارقه وتطلب الطلاق منه لكونه صار كافراً ولا يجوز للمسلمة أن تتزوج كافراً ولا أن تبقى معه و ترفع أمرها للحاكم للفصل في ذلك. 27- ومن المخالفات التي لا تصدق أن بعض النساء يدخلن مع إمام المسجد في صلاة ما وقد يكون فاتهن شيء من الصلاة كركعة أو اثنتين ثم إذا سلم الإمام سلمت معه الإمام دون إكمال للصلاة وهذه مخالفة عظيمة، بل الواجب عليها إتمام الصلاة. وإذا كان قد صدر من بعض النساء ذلك يجب عليها التوبة ثم إعادة هذه الصلوات التي فعلت فيها ذلك. 28- ومن المخالفات أن بعض النساء تؤخر صلاة العشاء بحجة أن الأفضل تأخير العشاء وهذا صحيح لكنها تؤخرها حتى يخرج وقتها وبالتالي تحدث المخالفة، فبعض النساء لا تصلي العشاء إلا بعد الساعة الواحدة ليلاً أو قرب صلاة الفجر وهذا مما لا شك فيه خطأ لأن وقت العشاء ينتهي عند الساعة الثانية عشر ليلاً أي عند منتصف الليل على الصحيح من أقوال أهل العلم. ---------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4833 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() أناس تصلي عليهم الملائكة بسم الله الرحمن الرحيم 1- من بات طاهر: " من بات طاهراً بات في شعاره ملك، فلم يستيقظ إلا قال الملك: " اللهم اغفر لعبدك فلان، فإنه بات طاهراً " رواه الطبراني (صحيح الترغيب والترهيب). 2- منتظر الصلاة: " أحدكم ما قعد ينتظر الصلاة في صلاة مالم يُحدث، تدعوا له الملائكة " اللهم أغفر له، اللهم أرحمه " رواه مسلم. 3- من صلى في الصفوف المتقدمة: " إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول " قالوا يا رسول الله، وعلى الثاني. قال: " وعلى الثاني " رواه أحمد وصنفه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب. 4- من كان في ميامين الصف: " إن الله وملائكته يصلون على ميامين الصفوف " صحيح ابن حبان. 5- من وصل صفاً: " إن الله وملائكته - عليهم السلام - يصلون على الذين يصلون الصفوف " صحيح الترغيب والترهيب. 6- التأمين في الصلاة: " إذا قال أحدكم آمين وقالت الملائكة في السماء (آمين) فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه " متفق عليه. 7- من صلى على النبي - صلى الله عليه وسلم -: عن عبدالله بن عمرو - رضي الله عنه - قال: " من صلى على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة ً صلى الله عليه وملائكته سبعين صلاة، فليقل عبد ذلك أو ليكثر " حسنه المنذري وأحمد شاكر. 8- الدعاء بظهر الغيب: " دعوة المرء المسلم بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل. كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل " رواه مسلم. 9- الإنفاق في سبيل الخير: " ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: " اللهم أعط منفقاً خلفاً " ويقول الآخر " اللهم أعط ممسكاً تلفاً " متفق عليه. 10- من عاد مريضاً: " من عاد مريض بكراً شيعه سبعون ألف ملك " كلهم يستغفر له حتى يمسي وكان له خريف في الجنة، وإن عاده مساءً شيعه سبعون ألف ملك كلهم يستغفر له حتى يصبح، وكان له خريف في الجنة " رواه أحمد وصحح إسناده أحمد شاكر. 11- من علم الناس الخير: قال - صلى الله عليه وسلم - " الله وملائكته وأهل السموات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير " رواه الترمذي وصححه الألباني. ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4834 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() اهتمام الأم وراء تفوق طفلها الدراسي بسم الله الرحمن الرحيم لاشك أن حرص الأم وعنايتها بأطفالها من الأمور التي يغرسها الله في المرأة منذ أن يمنّ عليها بنعمة الأمومة. وتسعى الأم جهدها لتمييز أولادها منذ الصغر، فإذا ما بدؤوا حياتهم الدراسية تضاعف الجهد من أجل تحقيق التفوق الدراسي. والحقيقة أنه لا مجال لتفوق الطفل في دراسته في غالب الأحيان إذا لم يكن هناك اهتمام من قبل الأسرة بوجه عام، ومن جانب الأم بوجه خاص. وهناك عدة عوامل مساعدة لاكتساب مهارات التعليم، هي تركيز الطفل في المذاكرة، ومتابعة المدرس أثناء شرح الدروس، والتفاعل معه على نحو يثير اهتمام الآخرين بمشاركته ويمنحه مزيدًا من الثقة في نفسه، والتمتع بموهبة القراءة والتعلق بالكتاب، وهي موهبة لا يفطر الطفل عليها وإنما يكتسبها من جملة سلوكيات في محيطه الأسري والاجتماعي، خصوصًا الأصدقاء المقربين إلى قلبه، وعلى الأم أن تنبه طفلها لهذه العوامل المساعدة خاصة في بداية رحلته الدراسية. أما النصائح التي نقدمها للأم في هذا الشأن، فتتركز في الآتي: * عدم اللجوء إلى الاستذكار مع الطفل على كنبة أو مقعد وثير، مما يبعث على حالة من الاسترخاء الزائد عن الحد، تنعكس سلبًا على الابن أو الابنة أثناء المذاكرة. * لا تسمحي لطفلك بأداء واجباته واستذكار دروسه أمام التليفزيون أو بالقرب منه، فهذا أدعى إلى تشتيت ذهنه، والحد من قدرته على التركيز وحرمانه من ملكة التخيل والإبداع، خصوصًا في الموضوعات التي تتطلب تركيزًا شديدًا. * يجب أن يكون الاستذكار والمراجعة في مكان مناسب حيث يخصص للصغير مكتب ومقعد يتناسب مع حالة الاستذكار، وإذا لم تتوفر حجرة مكتب، فيمكن الاستعاضة عن ذلك بغرفة السفرة أو الاستقبال، شريطة تهيئة أية منهما لذلك، ولو لفترة المذاكرة. * حذار من اللجوء لحجرة النوم وجعلها مكانًا للاستذكار، فذلك يغري على النوم أكثر مما يحفز على الانتباه والتيقظ. * قدمي لطفلك نوعيات الغذاء المناسبة المعينة على تقوية الذاكرة، والتي تساعده على عدم الشعور بالكسل والإرهاق مثل الخضراوات والفواكه والعصائر الطازجة، والأنواع المختلفة من الأسماك التي تفيد كثيرًا في هذا المجال، ولا تنسي أن تقدمي له الماء بكثرة. * وفري له دفترًا صغيرًا يدون فيه ملخصات ما قام باستذكاره كل يوم، على أن يكتب ذلك في شكل نقاط مختصرة فقط، حتى تكون معينًا له عند المراجعة، ومذكرًا له بمواضع القصور. * اطلبي من طفلك القيام ببعض التمرينات الرياضية على فترات متقطعة خلال الاستذكار، مما يوفر له فرصة مقاومة التعب والإرهاق، ويجدد حالته الذهنية ويجنبه الشكوى من الأمراض المكتبية، التي يمكن أن تؤدي لاحقًا إلى تغيبه عن مدرسته، وهو ما يؤدي بدوره إلى ضياع ملاحقة بعض دروسه مع معلميه. * حاولي دائمًا تحفيزه على الإجادة والتفوق باعتباره أهلاً لذلك، وتجنبي ربط تحقيق النتائج الطيبة بالحصول على الهدايا والمكافآت. * ينبغي أن يعتاد الطفل أن الحافز المعنوي أهم وأغلى من الحوافز المادية، ومن شأن الحديث عن تفوق الطفل في دراسته وسلوكه أمام الجميع أن يشكل مصدر فخر واعتزاز له، الأمر الذي يجعله حريصًا على تحقيق المزيد من النجاح. * نوهي في كل فرصة مناسبة بتعليقاته الطريفة وملاحظاته البارعة، فسيدفعه ذلك إلى مزيد من التركيز والاهتمام بكل شاردة وواردة باعتبارها مصدرًا خصبًا لإبداعه. * أخيرًا وليس آخرًا، لا تكلي مهمة الاهتمام بابنك إلى غيرك بدعوى الانشغال أو ما شابهه، واحرصي على أن يكون لك دور بارز في نجاح ابنك فسيشكل هذا مصدر سعادة لكليكما. ------------ للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4835 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() أنــــذرتكــــم نـــارا تلظـــى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم: " وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً " [الفرقان27]، و الصلاة و السلام على البشير النذير محمد الذي قال: " إنما مَثَلي و مثل أمتي كرجل استوقد ناراً فجعلت الدواب و الفراش يقعن فيها فأنا آخذٌ بحُجُزكم و أنتم تقحَّمون فيها- تَقتحِمون في النار و تدخلوها- " [رواه الشيخان]، أما بعد: جرس إنذار يقول - تعالى -: "فأنذرتكم نَاراً تَلَظَّى، لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى" [الليل14، 15]. أيها الأحباب أنذرتكم ناراً: يقول فيها النعمان بن بشير: سمعت رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يخطب فقال: "أنذرتكم النار، أنذرتكم النار، أنذرتكم النار، فما زال يقولها حتى لو كان في مقامي هذا لسمعه أهل السوق، حتى سقطت خميصة كانت عليه عند رجليه" [سنن الدار مي]. هي نارٌ لمن "نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ "[التوبة67] و " إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ (8)فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ "[الهمزة8، 9] "نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ و الْحِجَارَةُ" [التحريم6]. أنذرتكم ناراً: يتمنى أهلها فيها الفناء من شدة البلاء: "يا مالك لِيَقْضِ علينا ربُّك"[الزخرف77]. فيجابون بعد ألف عام انتظار "إنكم ماكثون" [الزخرف78]. فيستجدون ربهم، فيُجابون: " اخْسَؤُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ "[المؤمنون108]. نارٌ أُوقد عليها ألف سنة حتى احمرَّت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضَّت ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودَّت، فهي سوداء مظلمة نارٌ قال فيها صلي الله عليه وسلم" ناركم هذه التي يوقد ابن آدم جزءٌ من سبعين جزءاً من نار جهنم، قالوا: والله إن كانت لكافية يا رسول الله قال: فإنها فُضّلت عليها بتسعة وستين جزءاً كلُّهنَّ مثلُ حرِّها "[متفق عليه]. أنذرتكم ناراً: حرها شديد، وقعرها بعيد، وشرابها الصديد، و مقامعها حديد لو ضرب بها جبل أحُدٍ لأصبح هباءً منثورا ناراً لو أن حجراً قُذف فيها لهوى سبعين خريفاً قبل أن يبلغ قعرها ناراً أهون أهلها عذاباً من له نعلان وشراكان من نار يغلي منهما دماغه كما يغلي المِرجَل القِدر ما يرى أن أحداً أشد منه عذاباً، وإنه لأهونهم عذاباً ناراً "يؤتى بها يوم القيامة لها سبعون ألف زٍمام مع كلّ زمامٍ سبعون ألف ملكٍ يجرُّونها". أنذرتكم ناراً لا هدوء فيها و لا نوم و لا حتى موت يقول - تعالى -: " وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ، لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا، وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا، كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ" [فاطر36] ناراً طعامها الزقوم، وما أدراك ما الزقوم؟ "إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ(43) طَعَامُ الْأَثِيمِ(44)كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ(45)كَغَلْيِ الْحَمِيمِ" [الدخان43-46]. و في آيات أخرى " إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِّنْ حَمِيمٍ (67) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ" [الصافات64-68]. زقّومٌ يقول فيه - صلي الله عليه وسلم-: " لو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم فكيف بمن يكون طعامه؟!! " [رواه الترمذي و قال حسن صحيح]. أنذرتكم ناراً شرابها " وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ" [محمد15]. لباسها " سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ" [إبراهيم50]. حال أهلها " إِذِ الأَغْلالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ" [غافر71]. أنذرتكم ناراً عذابها مقيم يقول - جل و علا-: " يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ " [المائدة37]. وصدق الشاعر حين قال: تفر من الهجير وتتقيه فهلا عن جهنم قد فررنا ولست تطيق أهونها عذاباً ولو كنت الحديد بها لذبتا أيها الأخوة المؤمنون هذا وصف النار و ما أدراكم ما النار، و الرسول - صلي الله عليه وسلم- يقول: "من خاف أدلَج أسرع و اجتهد، و من أدلجَ بلغ المنزلة، ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة". و لكي نستفيد من وصف النار لابد أن نسرع فرارا من النار، و شوقا إلى الجنة و حبا و طاعة لرب النار و الجنة كيف نستفيد من وصفنا للنار؟. هذا هو السؤال، أما الإجابة فهي بإذن الله المقال القادم تحت عنوان "سفن النجاة من النار". ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4836 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() الــداعيــة الصغيـرة أفنــــان ( قصة واقعية تربوية مؤثرة ) بسم الله الرحمن الرحيم صبية سعوديه عمرها 14 سنه أسلم على يدها الكثير تعالوا نتعرف عليها وندعو لها تقول والدة افنان: حينما كنت حاملا بابنتي "أفنان" رأى والدي في منامه عصافير صغيرة تطير في السماء وبينهم كانت تطير حمامة بيضاء وجميلة جدا طارت إلى بعيد وارتقت بالسماء وسألت والدي عن تفسيره فأخبرني أن العصافير هم أولادي وأني سأنجب فتاة تقية..... ؟؟ ولم يكمل وأنا لم استفسر عن تأويل هذه الرؤيا وبعدها أنجبت ابنتي أفنان وكانت تقية بالفعل وكنت أرى فيها المرأة الصالحة منذ طفولتها كانت لا تلبس البنطال ولا تلبس القصير وترفض بشده وهي مازالت صغيرة وبعد أن أصبحت بالصف الرابع الابتدائي ابتعدت عن كل ما يغضب الله فرفضت الذهاب إلى الملاهي أو الأفراح وحتى لو كان قريباً جداً وكانت متعلقة بدينها غيورة عليها محافظه على صلواتها وعلى السنن الدعوة إلى الله وعندما وصلت إلى المرحلة المتوسطة بدأت مشروعها في الدعوة إلى الله وكانت ما ترى منكرا إلا أنكرته وتحافظ على حجابها وهي لم يجب عليها بعد. بداية الدعوة إلى الله وكان أول من أسلم على يدها هي خادمتنا (السيرلانكية) تقول والدة أفنان: حين أنجبت ابني الصغير (عبد الله) واضطررت لاستقدام خادمة لتعتني به في غيابي لأني موظفة وكانت (نصرانية) وبعد أن علمت أفنان أن الخادمة غير مسلمة غضبت وجاءتني ثائرة وهي تقول: أمي كيف تلمس ملابسنا وتغسل أوانينا وتعتني بأخي وهي كافره؟؟؟ أنا مستعدة أن أترك مدرستي وأقوم بخدمتكم أربع وعشرين ساعة ولا تخدمنا كافره!! ولم أعطها اهتمام لحاجتي الملحة لتلك الخادمة وبعد شهرين فقط جاءتني الخادمة وهي فرحة وتقول: ماما أنا خلاص أفنان علمتني الإسلام وأنا أشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. وفرحت جدا لهذا الخبر ابتلاء... وقوة إيمان أفنان وبعد زواج عمها بفترة بسيطة أحست أفنان بألم شديد في رجلها وكانت تخفي عنا هذه الألم وتقول ألم بسيط في رجلي وبعد شهرين أصبحت (تعرج) وحينما سألناها قالت ألم بسيط سيزول... إن شاء الله وبعد شهر أصبحت عاجزة كلياً عن المشي أخذناها للمستشفى وتم عمل الفحوصات اللازمة والأشعة وكان معنا بحجرة المستشفى دكتور (تركي) ومترجم وممرضة (غير مسلمين) أخبرنا الدكتور أنها مصابة بالسرطان في رجلها وأنها سوف تعطى ثلاث إبر كيماوي وسيسقط شعرها وحواجبها كلها صعقنا لهذا الخبر أنا ووالدها وعمها وجلسنا نبكي بحرقة أما أفنان فوضعت يديها على فمها وهي فرحة جدا وتقول الحمد لله... الحمدلله... الحمدلله قربتها من صدري وأنا أبكي أفنان وش فيك؟؟ قالت: يمه الحمد لله المصيبه فيني وليست في ديني وأخذت تحمد الله بصوت عالي والجميع ينظرون إليها بدهشة!! استصغرت نفسي وأنا أراها طفلتي الصغيرة وقوة إيمانها ومدى ضعف إيماني!!! كل من كان معنا تأثر من هذا الموقف ومن قوة إيمانها الطبيب والمترجم والممرضة أعلنوا إسلامهم لما رأوا مدى إيمانها.... !! فلله درها من فتاة!!! رحلة العلاج والدعوة إلى الله قبل أن تبدأ أفنان جلساتها بالكيماوي طلب منها عمها أن يحضر لها (كوافيرة) لتقص لها شعرها قبل أن يسقط بالعلاج فرفضت وبشدة حاولت أنا إقناعها لتلبية رغبة عمها ولكن كانت ومازالت ترفض وهي تقول: لا أريد أن أحرم أجر كل شعره تسقط من رأسي!! انطلقنا أنا وزوجي وأفنان في أول طائرة إلى أمريكا لعلاج أفنان وعندما وصلنا هناك قابلتنا دكتورة أمريكية كانت تشتغل بالسعودية منذ خمسة عشر سنة وتتقن بعض الكلمات العربية، وحينما رأتها أفنان سألتها: هل أنت مسلمة.. ؟ فقالت لا... أخذتها أفنان إلى أحد الغرف وجلست تدعوها إلى الإسلام جاءتني الدكتورة وقد امتلأت عيناها بالدموع وقالت: إنها منذ خمسة عشر سنة بالسعودية لم يدعها أحد للإسلام و تأتي هذه الصغيرة وأسلم على يدها!!! في أمريكا أخبرونا أنه لا علاج لها غير بتر رجلها خشية أن يصل السرطان إلى رئتها ويقضي عليها أفنان لم تخش البتر بل كانت تخاف على مشاعر والديها وفي أحد الأيام كانت أفنان تحدث أحد صديقاتي على الماسنجر (رانيا) وكانت تسألها أفنان: وش رأيك أخليهم يبترون رجلي؟؟ فحاولت رانيا أن تطمئنها وأنه يمكن أن يضعون لها رجلا بديلة فأجابتها أفنان وقالت بالحرف الواحد: أنا ما همتني رجلي بس ودي إذا حطوني بقبري أكون كاملة (أى كاملة الإيمان)!!! تقول رانيا إني بعد إجابة أفنان: أحسست بأني صغيرة أمامها لا أفقه شيئا كان تفكيري كله كيف ستعيش وكان تفكيرها أرقى من ذلك كانت تفكر كيف ستموت!! عدنا إلى رياض بعد أن بترنا رجل أفنان وكانت المفاجئة أن السرطان وصل إلى الرئتين!! وكانت حالتها ميؤوس منها لدرجة أنهم وضعوها في سرير وبجانبه زر بمجرد أن تضغط على الزر تنزل عليها إبرة مخدر وإبرة مغذية. الصلاة الصلاة بالمستشفى لم يكن يسمع صوت الآذان وكانت حالتها شبه غيبوبة وبمجرد دخول وقت الصلاة تستيقظ من غيبوبتها وتطلب الماء ثم تتوضاء وتصلي دون أن يوقظها احد!! إلا أنت يا أمي!! أخبرنا الأطباء أنه لا جدوى من وجودها بالمستشفى فكلها يوم أو اثنان وستفارق الحياة!! وفي أحد الأيام حضرت زوجة عمها لزيارتها وأخبرتها أنها بالغرفة نائمة. وحين دخلت للغرفة صعقت ثم أغلقت الباب فخفت أن يكون حدث لأفنان أمر!!! لم أتمالك نفسي فذهبت إليها وحين فتحت الغرفة أذهلني ما رأيت كانت الأنوار مطفأة ووجه أفنان يشع نورا في وسط الظلام رأتني ثم ابتسمت وقالت: أمي تعالي سأخبرك برؤيا رأيتها وقلت: خيرا إن شاء الله!! قالت: لقد رأيت أنني عروس في يوم زفافي وكنت أرتدي فستانا أبيض كبيرا وأنت وأهلي كلكم حولي.. كلهم كانوا فرحين بزواجي إلا أنت يا أمي وسألتها وماذا تظنين تفسير رؤياك؟ قالت: أظن بأنني سأموت وكلهم سينسوني وسيعيشون حياتهم فرحين إلا أنت يا أمي فستظلين تذكرينني وتحزنين على فراقي!!! وصدقت أفنان أنا الآن وأنا أقول القصة احترق داخلي وكل ما تذكرتها حزنت عليها خاتمة السعادة وفي أحد الأيام كنت جالسة بقرب أفنان أنا ووالدتي وكانت أفنان مستلقية على سريرها ثم استيقظت وقالت: أمي اقتربي مني أريد أن أقبلك فقبلتني ثم قالت: أريد أن أقبل خدك الثاني فاقتربت منها وقبلتي وعادت تستلقي على سريها ثم توجهت إلى القبلة وقالت أشهد ألا إله إلا الله ونطقتها عشر مرات ثم قالت اشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله ثم فاضت روحها إلى باريها رائحة مسك بعد وفاة أفنان كانت الغرفة التي ماتت بها تفوح منها راحة مسك لمدة أربعة أيام ولم أستطع أن أتحمل وخافوا أهلي علي وعلى نفسيتي وطيبوا الغرفة لكي لا أحس بأنها راحة أفنان. مما يستفاد من القصة: أولا: الأم والأب والمعلم والمجتمع مسئولون أمام الله عن تربية هذا الجيل: فإن أحسنوا تربيته سعد وسعدوا في الدنيا والآخرة، وإن أهملوا تربيته شقي، وكان الوزر في عنقهم، ولهذا جاء في الحديث: " كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته " متفق عليه قال الإمام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - في قوله - تعالى -: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً} قال: "علموا أنفسكم وأهليكم الخير" رواه الحاكم في مستدركه. قال المفسرون في الآية: قوا أنفسكم أي بالانتهاء عما نهاكم الله عنه وقال مقاتل: أن يؤدب المسلم نفسه وأهله فيأمرهم بالخير وينهاهم عن الشر. قال ابن القيم - رحمه الله -: قال بعض أهل العلم: إن الله - سبحانه وتعالى - يسأل الوالد عن ولده يوم القيامة قبل أن يسأل الولد عن والده فإنه كما أن للأب على ابنه حقا فللابن على أبيه حق فكما قال الله - تعالى -: {وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً} قال - تعالى -: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أساء غاية الإساءة وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه فأضاعوهم صغاراً فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كبارا كما عاتب بعضهم ولده على العقوق فقال: يا أبت إنك عققتني صغيرا فعققتك كبيرا وأضعتني وليدا فأضعتك شيخا". ثانيا: وبشرى لكما أيها الأبوان بهذا الحديث الصحيح: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقه جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" رواه مسلم. ثالثا: من يزرع الخير يحصد خيرا غرس محبة الله والإيمان به في قلب الولد، لأن الله خالقنا ورازقنا ومغيثنا وحده لا شريك له تعليم الطفل النطق ب" لا إله إلا الله، محمد رسول الله" وإفهامه معناها عندما يكبر. رابعا: الستر والحجاب ترغيب البنت في الستر منذ الصغر لتلتزمه في القبر، فلا نلبسها القصير من الثياب، ولا البنطال والقميص بمفردهما لأنه تشبه بالرجال والكفار، وسبب لفتنة الشاب والإغراء، وعلينا أن نأمرها بوضع منديل (ايشارب) على رأسها منذ السابعة من عمرها، وبتغطية وجهها عند البلوغ، وباللباس الأسود الساتر الطويل الفضفاض الذي يحفظ شرفها، وهذا القرآن الكريم ينادي المؤمنات جميعا بالحجاب فيقول: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ} (سورة الأحزاب) وينهي الله - تعالى -المؤمنات عن التبرج والسفور فيقول: {وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} (سورة الأحزاب) خامسا: تشجيع الأولاد على الدعوة إلى الله وبشرى لكل من حمل هم الدعوة إلى الله بقوله - صلى الله عليه وسلم -: " فوا لله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم " رواه البخاري ومسلم. سادسا: الانتباه للمربيات: قد أثبتت الدراسات الميدانية أن غالب انحراف الناشئين يرجع إلى انحراف المربي والقيم على التربية وصدق القائل: وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه وما دان الفتى بحجى ولكن يعوده التدين أقربوه فالحذر الحذر من ترك الأبناء لتربية الخادمات والحذر كل الحذر من ترك المحاضن الأجنبية والمدارس التبشيرية تحتضن أبناءنا وتربيهم وفق مناهجها فإن علماء التربية يؤكدون أن أكثر من 90% من تربية الطفل إنما تتشكل من خلال التربية والبيئة التي يعيش فيها الطفل. سابعا: غرس تعظيم الصلاة فى نفوس الأولاد وفى الأثر: "علموا أولاد كم الصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر والصلاة من أسباب حفظ الله للأولاد قال سعيد بن المسيب: إني لأصلي فأذكر ولدي فأزيد في صلاتي. [يقصد بذلك أنه يكثر من الدعاء لولده في الصلاة]. وقال أحد الصالحين: "يا بني إني لأستكثر من الصلاة لأجلك " وكان سهل التستري يتعهد ولده وهو في صلبه فيباشر إلى العمل الصالح رجاء أن يكرمه الله - تعالى -بالولد الصالح فيقول إني لأعهد الميثاق الذي أخذه الله - تعالى - علي في عالم الذر وإني لأرعى أولادي من هذا الوقت إلى أن أخرجهم الله - تعالى -إلى عالم الشهود والظهور". وفى الختام أسال الله التوفيق والسداد وأن يرزقنا حسن الخاتمة أموت ويبقى كل ما قد كتبته فيا ليت من يقرأ مقالي دعا ليا لعل إلهي أن يمن بلطفه ويرحم تقصيري وسوء فعاليا --------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4837 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() ألا تحبون أن يغفر الله لكم بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا وبعد: ننظر إلى أمم الأرض التي أكرمها الله بكتب سماوية ورسل ونقصد المسلمين والنصارى واليهود أما النصارى فهم يعيشون على تلبسهم بخطيئة آدم كما زعموا ـ ويسعون للفكاك من هذا الذنب هكذا حياتهم حياة المذنب المعذب بذنب غيره - كما يعتقدون وإذا أرادوا الخلاص توجهوا إلى رهبانهم وقساوستهم وكبرائهم ليخلصوهم بعد اعترافهم بذنوبهم ففروا من العذاب إلى الشرك بالله - تعالى -وهكذا اليهود الأمة المغضوب عليها المعتدية على رسل الله بل وسب الله - تعالى -مع اتخاذهم الشركاء مع الله - تعالى - وسعيهم للإفساد في الأرض ولهذا جمع الله الطائفتين بعد أن بين سبب كفرهم فقال - تعالى - وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون (30) اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو - سبحانه - عما يشركون (31) يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون (32) هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون (33) ونقف عند هذا الهدى لنرى عجباً، أهو الخلاص من ذنب الغير أم هو التشاؤم وسب الله وقتل رسله؟ والصواب أن هدى الله لا هذا ولا ذاك، لا في مكر وفساد اليهود ولا في ضلال النصارى إنما في شريعة محمد - عليه السلام - في الوسطية والعدالة والخيرية، فالهدى هو ما جاء به من الإخبارات الصادقة والإيمان الصحيح والعلم النافع، ودين الحق هي الأعمال الصالحة الصحيحة النافعة في الدنيا والآخرة. ومن هذا الهدى فتح أبواب الأمل للناس، وجعلهم يعيشون لحظات مع فتح أبواب السماء لمن شاء التوبة والإنابة، وهل تحتاج هذه التوبة إلى وسيط أو كاهن أو راهب أو حبر ليحمل توبتك إلى الله. لا، لا يحتاج ذلك كله لأن الله يقول: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان). فالرسول إنما هو مبلغ وليس بإله يدعي مع الله - تعالى - ولهذا عندما نقرأ القرآن نجد صفحات من المغفرة والرحمة وبعث الأمل بالنفوس يقول - تعالى -: (ألا تحبـون أن يغفر الله لكم) (لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً) (ويغفر مادون ذلك لمن يشاء). وهكذا كان رسولنا - صلى الله عليه وسلم - يفتح هذه الأبواب ويدل عليها ويحفز الناس لدخولها ما قال يوماً لأصحابه والله لا يغفر الله لكم بل وحتى في أحلك المواقف كان يدعو لمن ظلمه وآذاه وجرحه (اللهم أهد قومي فإنهم لا يعلمون) (ولكن أرجو أن يُخرج الله من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به) هكذا هو - صلى الله عليه وسلم - المبشر بالرحمة والمغفرة لعموم الخلق. الله أكبر، الله يغفر لجميع خلقه، من الذي يحصل هذه المزية؟ من الذي يتطلع إلى هذا الفضل؟ والله لسنا ببعيدين عن الله بل نحن قريب، وهو ربنا يغفر ذنوبنا ويرحمنا ويرفق بنا. وتأمــل (لجميع خلقه) هنيئاً لك أيها المسلم يا من تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله.. هنيئاً لك أيها المسلم الذي تقيم أركان الإسلام: فتصلي لربك وتصوم و تزكي وتحج بيته، هنيئاً لك يا من ابتعدت عن هاتين الخصلتين المانعتين من المغفرة..الشرك والشحناء. أما الشرك فهو معلوم بأنه صرف شيء من العبادة لغير الله، مثل الدعاء والمحبة والخوف والرجاء والتوكل و اعتقاد أن هناك من يعلم الغيب غير الله واعتقاد أن هناك من ينفع ويضر غيره - تعالى -، والحلف بغير الله وإتيان السحرة وتعلق القلب بالمخلوقين والتوكل عليهم ورجاؤهم لجلب المنافع وهكذا ساحل كبير من الموانع يدخل في هذه الكلمة، ولهذا يجب على المسلم أن يتعلم التوحيد وما يناقضه حتى لا يحرم من فضل المغفرة في هذه الليلة المباركة. وأما الشحناء ففسرها أكثر أهل العلم بأنها التشاحن والتباغض والتهاجر الذي يحصل بين أهل الإسلام، وهذا يدخل فيه ظلم الأزواج والأولاد وعقوق الوالدين وقطيعة الرحم وإيذاء الجيران وظلم الضعفاء وأكل حقوقهم بل إظهار العداوة والسعي فيها لكل مسلم موحد كل هذا يدخل في عموم التشاحن فانظر إلى من حولك ما علاقتك بأهلك بوالديك بأرحامك بعموم المسلمين هل أنت ممن قال فيهم رسول الله - عليه السلام - (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)؟ هل امتثلت قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) أم أن أهل الإسلام لم يسلموا من لسانك ولا من يدك، فاتق الله في نفسك ولا تحرم نفسك أجر هذه الليلة فو الله إن الأمر جد يسير فلنتصالح ولنتغافر وليسامح بعضنا بعضاً وليأخذ أحدنا بيد الآخر ليدخل هذه الليلة وقد نقى قلبه من كل عداوة أو شحناء (ألا تحبون أن يغفر الله لكم). وفسر علماء آخرون الشحناء في الحديث بأنها البدعة والوقوع فيها وإظهارها بين المسلمين، قال الأوزاعي: أراد بالمُشاحِن ها هنا صاحبَ البِدْعة المُفارق لجَماعة الأُمة (النهاية في غريب الأثر) وتذكر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يخطب الجمعة وفي كل خطبة يقول (وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار... ) هكذا في خطبه كلها كان يحذر من البدع وقد يسأل سائل ما البدعة التي حذر الرسول منها؟ نقول البدعة هي كل قول أو فعل لم يأت به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا احد من أصحابه وله تعلق بالدين. فهؤلاء الذين يذكرون الله ويرقصون ويطبلون في المساجد مبتدعون ضالون لأن رسول الله - عليه السلام - لم يفعل ذلك ولا أصحابه يوماً من الأيام. دعاء القبور وسؤال الموتى هو شرك بالله وهو بدعة حيث أنه لم يفعله رسول الله ولا أحد من أصحابه. وهكذا صور من البدع غربة عجيبة يزينها الشيطان لكثير من إخواننا المسلمين ينبغي الحذر منها. بل هناك بدع خصصت لهذه الليلة منها: 1- الاحتفال بليلة النصف من شعبان بأي شكل من أشكال الاحتفال، سواء بالاجتماع على عبادات، أو إنشاد القصائد والمدائح، أو بالإطعام واعتقاد أن ذلك سنة واردة. 2- صلاة الألفية وتسمى أيضا صلاة البراءة. 3- صلاة أربع عشرة ركعة أو اثنتي عشرة ركعة أو ست ركعات. 4- تخصيص صلاة العشاء في ليلة النصف من شعبان بقراءة سورة يس، أو بقراءة بعض السور بعدد مخصوص كسورة الإخلاص أو تخصيصها بدعاء يسمى: دعاء ليلة النصف من شعبان. 5- اعتقاد أن ليلة النصف من شعبان هي ليلة القدر. وكل هذه بدع ينبغي الحذر منها حتى لا يحرم المسلم من المغفرة في هذه الليلة بسبب تلبسه بهذه البدع. ولنجعل لأنفسنا قاعدة وهي أن ننظر في كل فعل أو قول ونقول هل ثبت عن رسول الله فإذا وجدنا دليلاً من كتاب أو سنة أو عمل صاحب من الصحابة، عملنا به فهو من الدين وإن كان هذا القول أو الفعل لم يرد عن رسول الله ولا عن أصحابه فلنحرص عن البعد عنه ولا نعبد إلا الله - تعالى -. وتأمل قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يحذر فقال (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) أيها الأخوة الكرام هذه الليلة ليلة النصف من شعبان ليلة رحمة ومغفرة والواجب على المسلم أن يستعد لها قبل أن يحل ضيفاً فيها وذلك بإخلاص التوحيد لله وكذلك المتابعة لرسول الله والبعد عن البدع وتصفية القلب من كل عداوة لأحد من المسلمين. أسأل الله أن يوفقنا وإياكم لكل خير وأن يجعلنا من أهل التوحيد وممن يقتدي بخير الأنام وأن يخلصنا من كل غل وحسد وشحناء. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4838 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() أسبـــاب قســــوة القلـــب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد: فإن القلب هو ملك الجوارح وقائدها، فإذا استقام القلب استقامت الجوارح، وإذا اعوجّ القلب تابعته الجوارح على الاعوجاج، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: (ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح سائر الجسد، وإذا فسدت فسد سائر الجسد. ألا وهي القلب). ولمّا كان القلب بهذه الخطورة كان معرفة أسباب مرضه وفساده أو موته ضرورياً في تحديد العلاج المناسب لهذه الآفات التي تهاج القلب فتؤثر في سيره، فيضعف بها أو يموت، وسوف نذكر في هذه العجالة - على سبيل الاختصار - أسباب قسوة القلب، وغير خافٍ على أحد أن عكس هذه الأسباب وضدها هو علاجٌ لقسوة القلب، أو هو أسباب صلاحه واستقامته، فمن أسباب قسوة القلب: 1- حب الدنيا والحرص عليها من أي وجه كان. 2- طول الأمل ونسيان بغتة الموت. 3- التعلق بغير الله - تعالى -. 4- ركوب بحر الأماني الكاذبة. 5- كثرة مخالطة الأنام في غير طاعة الله. 6- كثرة النوم. 7- التسويف. 8- كثر الطعام والشراب. 9- التكاسل عن الطاعات. 10- أكل الحرام من الأموال والأطعمة والأشربة وغيرها. 11- نسيان الذنب الماضي ووضع الذنب على الذنب. 12- الترف الزائد والغرور الكاذب. 13- الغيبة والنميمة واللعن والسب وجعل أعراض الناس مادة للفكاهة والتسلية. 14- الكذب والبهتان والافتراء. 15- السخرية والاستهزاء بالآخرين. 16- كثرة الضحك والمزاح واللهو واللعب. 17- الكبر والإعجاب بالنفس والزهو. 18- الحقد والحسد والبغضاء والتنافس في حيازة الدنيا وحطامها. 19- الغضب وسوء الظن بالآخرين وضيق الصدر بهم. 20- البخل والشح وقبض اليد عن الإنفاق في مجالات الخير. 21- الغفلة عن ذكر الله - عز وجل - وشكره والثناء عليه. 22- التهاون في أداء الصلاة وعدم احترام مواقيتها وأركانها ووجباتها وسننها. 23- ترك صلاة الجماعة مع عدم العذر. 24- عدم الخشوع في الصلاة. 25- عدم التورّع في الشبهات. 26- الجزع والطيش والعجلة. 27- كثرة مجالسة الأغنياء من أهل الدنيا. 28- مجالسة أهل الأهواء والبدع. 29- سماع الغناء والموسيقى. 30- تضييع الأوقات في متابعة القنوات. 31- التساهل في الولاء والبراء. 32- تعمّد ترك السنة والنوافل. 33- إخلاف الوعد وخيانة العهد. 34- كثرة الكلام بغير ذكر الله. 35- طاعة الشيطان وأتباعه. 36- إتباع الهوى والنفس الأمارة بالسوء. 37- التشبه بأعداء الله الكافرين. 38- تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال. 39- الظلم والتعدي على الآخرين والبغي عليهم بغير حق. 40- الجهل بأمور الدين والدنيا. 41- الجرأة على محارم الله - عز وجل - والتساهل في إتيان الذنوب مع الاعتماد على العفو والمغفرة وسعة الرحمة. 42- إتباع الشهوات ومجانبة سبيل أهل العفاف. 43- الغلظة والفظاظة في التعامل مع الآخرين. 44- الغش والخداع للمسلمين وإفساد ذات بينهم. 45- قراءة الكتب والقصص والأشعار والصحف التي تدعو إلى الإلحاد والكفر، أو ممارسة الجنس والشذوذ دون قيد ضابط. 46- الاستهانة بالصغائر. 47- البعد عن القرآن قراءةً وحفظاً وتدبراً وعملاً وتحكيماً. 48- البعد عما يوجب رقة القلب من ذكر الموت وزيارة القبور، وتذكر البرزخ والحساب والجنة والنار وغير ذلك. 49- عقوق الوالدين وقطيعة الأرحام وإيذاء الجيران. 50- بغض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 51- ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصح للمسلمين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ------------------ للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4839 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() [frame="8 80"] غـــــــــــــذاء الـــــــــــــــــروح بسم الله الرحمن الرحيم إن أقوى وسيلة لتغذية الروح وشحن "بطارية" القلب: قيام الليل، الذي أكثر القرآن من الحث عليه، والترغيب فيه، ومدح أصحابه حتى كأنه ملحق بالفرائض وتابع لها، ولذلك سُمِّي نافلة...وهكذا كان أئمة المسلمين وقادتهم، وزعماء الإصلاح والتجديد، ورجال التعليم والتربية، ومن نفع الله المسلمين بنفوسهم وأنفاسهم، وكتب لمآثرهم وآثارهم الانتشار الواسع والبقاء الطويل، والقبول العظيم والذكر الجميل، من أصحاب العبادة والسهر في الليالي، والقيام في الأسحار، وأصحاب الصلة الروحية بالله - تعالى -. وقد أكمل الله لنبيه شرح الصدر، إذ لا يتأتى عمل جليل في الدنيا بدون انشراح الصدر، والإيمان الراسخ، والاعتقاد الجازم، واليقين الكامل، وقوة القلب، والثقة بالمبدأ، وما عمل في الدنيا متشكك ومرتاب شيئاً، بل المتشككون أكسل الناس وأقعدهم وأبخسهم، ليس لهم هم في الحياة ولا سرور، ولذا تراهم يقتلون أنفسهم وينتحرون ويعيشون إن عاشوا مهمومين متضايقين متضجرين، فشرح صدره أولاً للنبوة والرسالة، وأخرج حظ الشيطان منه، ثم أكمل له الأسباب التي يحصل بها انشراح الصدر واتساع القلب، ورباطة الجأش وطمأنينة النفس وهدوء البال وقرة العين وحياة الروح. تأمل في سورة الفاتحة، التي هي الدرة الفريدة في المعجزات السماوية، وقطعة رائعة من القطع القرآنية البيانية، لو اجتمع أذكياء العالم وأدباء الأمم، وعلماء النفس، وقادة الإصلاح وزعماء الروحانية، على أن يضعوا صيغة يتفق عليها أفراد البشر على اختلاف طبقاتهم، وعلى تنوع حاجاتهم، وعلى تشتت خواطرهم يتقدمون بها أمام ربهم، ويتعبدون بها في صلواتهم، تُعبر عن ضمائرهم ومشاعرهم وتفي بحاجاتهم وأغراضهم، لما جاؤوا بأحسن منها: "قل لئن اجتمعت الإنس والجن على" أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا " (88) (الإسراء). [/frame] |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4840 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() وهتفوا جميعا : لبيك .. لبيك بسم الله الرحمن الرحيم الإسلام دين توحيد خالص، دين لا يؤمن بالوساطة بين العبد وربه، ولا بمشهود محسوس يركز عليه الإنسان تفكيره ويصرف إليه همته ليتخيل به الإله الذي لا تدركه الأبصار، ويرتبط به في خياله، ويتمسك بأذياله، فلا وسائط ولا مظاهر، ولا صور ولا أصناف ولا هياكل، ولا طبقة كهان ولا سدنة: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}، {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصاً له الدين * ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى}. إذا فالإسلام دين يطلب تجرداً في الخيال، وسمواً في الفكر، ونقاء في الإرادة والنية، وإخلاصاً في العمل والتطبيق، وانقطاعاً عن الغير لا يتصور فوقه وأكثر منه، ومستوى في الفكر والعقيدة لم تبلغ الإنسانية ولا الأديان والفلسفات والنظم الدينية أو العقلية إلى مثله أو قريب منه، وقد وصف الله نفه بما لا مزيد عليه في الدقة والسمو فقال: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}. ولكن الفطرة البشرية هي الفطرة البشرية، فالإنسان ما زال - ولا يزال - باحثاً عن شيء يراه بعينه فيوجه إليه أشواقه ويقضي به حنينه، ويشبع به رغبته الملحة في التعظيم والدنو، وقد اختار الله لذلك أمور ظاهرة محسوسة اختصت به ونسبت إليه وتجلت عليها رحمته، وحفتها عنايته، بحيث إذا رئيت ذُكِرَ الله، وارتبط بها وقائع وحوادث وأفعال وأحوال تذكر بأيام الله وآلائه ودينه وتوحيده وحسن بلاء أنبيائه، وسماها (شعائر الله) التي جعل تعظيمها تعظيمة، والتفريط في جنبها تفريطاً في جنبه، وسمح للناس أن يقضوا بها حنينهم الكامن في نفوسهم ورغبتهم الفطرية في الدنو والمشاهدة، بل حث إلى ذلك ودعا إليه فقال: {وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البت أن لا تشرك بي شيئاً وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود * وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق * ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير} إلى أن قال: {ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}. وقال: {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيراً فإن الله شاكرٌ عليمٌ}. ثم إن الإنسان ليس عقلاً مجرداً، ولا كائناً جامداً يخضع لقانون أو غرادة قاسرة، ولا (ماكينة) أو جهازاً حديدياً يتحرك ويسير تحت قانون معلوم أو على خط مرسوم، إن الإنسان عقل وقلب، وإيمان وعاطفة، وطاعة وخضوع، وهيام وولع، وحب وحنان، وفي ذلك سر عظمته وشرفه وكرامته، وفي ذلك سر قوته وعبقريته وإبداعه، وسر تفانيه وتضحيته، وبذلك استطاع أن يتغلب على كل معضلة ومشكلة، وأن يصنع العجائب والخوارق، واستحق أن يحمل أمانة الله التي اعتذر عنها السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان، ووصل إلى ما لم يصل إليه ملك مقرب ولا حيوان ولا نبات ولا جماد. إن صلة هذا الإنسان بربه ليست صلة قانونية عقلية فحسب، يقوم بواجباته ويدفع ضرائبه ويخضع أمامه ويطيع أوامره وأحكامه، إنما هي صلة حب وعاطفة كذلك، صلة لا بد أن يرافقها ويقترن بها ويتحكم فيها حنان وشوق، وهيام ولوعة، وتفانٍ وتهالك، والدين لا يمنع من ذلك بل يدعو إليه ويغذيه ويقويه، فتارة يقول القرآن: {والذين آمنوا أشد حباً لله}. وتارة يقول: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين}. ويذكر أنبياءه ورسله وينوه بحبهم وحنانهم ويحدث عن أشواقهم وتفانيهم في هذا الحب، فيقول عن يحيى: {وأتيناه الحكم صبيا * وحناناً من لدنا وزكاة وكان تقياً} ويحكي قصة خليلة إبراهيم كيف آثر حب الله وطاعته على حب ولده وفلذة كبده وكيف وضع السكين على حلقومه وحاول ذبحه حتى شهد ربه بصدقه وحسن بلائه وقال: {وناديناه أن يا إبراهيم * قد صدقت الرؤيا إنا كذلك إنا كذلك نجزي المحسنين * إن هذا لهو البلاء المبين} وذلك سر إطالة القرآن ف ذكر صفات الله وأفعاله وآلائه ونعمائه بها والعودة إليها مرة بعد مرة، فإن الصفات هي التي تثير الحب وتبعث الحنان، وتوحيد الأشواق وذلك سر تفصيل القرآن الذي يعبر عنه بعض علماء الكلام وأئمة الإسلام (بالنفي المجمل والإثبات المفصل) فإن الإثبات هو الذي ينبع منه الحب ويفيض منه الحنان وتنبعث به الأشواق وتتغذى به العاطفة، فإذا كان النفي رائد العقل كان الإثبات رائد القلب، ولولا هذه الصفات العليا وأسماء الله الحسنى التي تطق بها القرآن، ووردت بها السنة، وهام بها الهائمون، وتغنى بها العارفون، وسبح بها المسبحون، وسبح في بحارها ونزل في أعماقها الغواصون، لكان هذا الدين خشيباً جامداً لا يملك على أتباعه قلباً، ولا يثير فيهم عاطفة، ولا يبعث فيهم حماسة، ولا يحدث في القلب رقة، ولا الصلاة خشوعاً، ولا في العين دموعاً، ولا في الدعاء ابتهالاً، ولا في الجهاد تفانياً، وكانت علاقة العبد بربه علاقة محدودة ميتة لا حياة فيها ولا روح، ولا سعة، وكانت الحياة كلها حياة رتيبة خشيبة، لا عاطفة فيها ولا أشواق، ولا حنان فيها ولا هيام، وإذا أي فرق بين الحياة والموت وبين الإنسان والجماد؟ لقد كان المسلم في حاجة إلى غذاء للقلب، وإلى زاد للعاطفة، وإلى أن يقضي شوقه ويروي غلته مرة بعد مرة وعلى فترة بعد فترة، أو كان في حاجة أن تطفح كأسه، فما قيمة كأس لا تطفح أبداً؟ وكان في حاجة إلى أن يثور على عقله الرزين الوقور المقلد المطبق، وما لذة حياة لا ثورة فيها ولا تمرد؟ وكان في حاجة إلى أن يتخطى الدائرة المرسومة من عادات ومألوفات وقوانين وضعية وحضارة مصطنعة ومجتمع قاس، ويفك قيوده وأغلاله، وينزع الزمام من يد عقله الذي استبد به زماناً طويلاً ويعطيه لقلبه وعاطفته فيتحكمان فيه ما شاء، ويهيم على وجهه كما هام الهائمون ويذهب في الحب كل مذهب كما فعل العشاق المتيمنون، فلا حرية لمن ملكه المجتمع وسيطرت عليه الحضارة وتسلطت عليه آلهة التقاليد و(الموضات) ولا توحيد لمن أسرته العادات والمألوفات والشهوات. لقد كان للمسلم أن يقضي هذا الشوق وأن يبرز هذا الحنان وأن تفيض كأسه في الصلوات التي يصليها كل يوم فيسلي بها قلبه، ويطفئ بها غلته، ويهدي بها ثائرته، ويخفف بها حرارة شوقه ووهج نفسه، ولكنها قطرات معدودة تكون خشوعاً أو تسقط دموعاً، إنها قطرات قد لا تفي بما يجيش في الصدر من حنان وولوع، وهي قطرات قليلة في بعض الأحيان، لا تسمن ولا تغني من جوع. وكان للمسلم أن يروي ظمأ روحة، ويقضي حاجة حنانه ويكسر سورة نفسه، ويثور على (وثيقة) عاداته ومألوفة، وأن يغذي روحه بتخليه معدته في شهر رمضان، ولكنها ساعات معدودات كذلك، محفوفة بما يخفف أثرها ويضعف سلطانها من أكله متخمة، وري مسرف، وراحة منعمة، ومجتمع ثائر ومدنية قد أحاطت بالصائم كما تحيط البحار المتلاطمة بجزيرة صغيرة، فكان المسلم - بكل ذلك - في حاجة إلى طفرة أو قفزة واسعة يفك بها أغلاله وسلاسله، وينسخ بها من سجنه الضيق القديم العتيق الخالق، وينتقل من عالم كله قديم مألوف، ومقيد محدود، ومخطوط مرسوم، ومصنوع معمول، إلى عالم كله جديد وطريف، وحر منطلق، وثائر مارد كله حب وغرام، وشوق وهيام، قد حرر من كل رق وثار على كل وثن، وكفر باختلاف الجنس واللون والوطن، وآمن بوحدة الإلهية، وبوحدة الحكم والملك، وبوحدة المنعم والوهاب، وبوحدة الإنسانية، وبوحدة العقيدة، وبوحدة المطلوب، وهتف الناس جميعاً بصوت واحد: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك). لقد كان المسلم في حاجة - بعد هذه الصلوات التي يصليها كل يوم، وبعد شهر رمضان الذي يصومه كل عام، وبعد الزكاة التي يقوم بها إذا تم النصاب وحال الحول - لقد كان بعد ذلك كله في حاجة إلى أن يشهد موسوماً هو ربيع الحب والحنان وملتقى المحبين والمخلصين، ومشهد العشاق والهائمين، وكان ينبغي أن يكون ذلك في مكان قد قام فيه أكبر المحبين وإمام المخلصين، وأشد الناس حباً لله، وأحبهم إلى الله في عصره، وأسرته الصغيرة الطيبة المباركة بأكبر دور في الحب والولاء، والإخلاص والوفاء والإيثار والفداء، وقاموا بأروع وأجملها في تاريخ الحب السامي والولاء الطاهر والإخلاص المعجز، وجاء من بعدهم الأنبياء والمرسلون، والموحدون المخلصون، والمحبون المتفانون في كل عصر، فنسكوا مناسككم وشهدوا مشاهدهم، واحتذوا حذوهم، وترسموا خطاهم، وحكموا هذه الرؤية وأعادوها، فطافوا حول البيت، وسمعوا بين الصفا والمروة، ووقفوا بعرفات، وباتوا في المزدلفة، ورموا الجمرات، ونسكوا في منى، وكان في المكان والزمان وفصول الرواية التي يعيدونها، والأعمال التي يقلدونها، ونسائم الحب التي يستنشقونها، والجو الفائض بالإيمان والحنان الذي يعيشون فيه وطبقات الأمة التي يتصلون بها ويعاشرونها ما يعيد الحياة إلى القلوب الميتة، ويحرك الهمم الفاترة، وينبه النفوس الخامدة، ويشعلل شرارة الحب والطموح التي انطفأت أو كادت تنطفئ، ويجدد الصلة بإمام الملة الحنيفة ومؤسسها إبراهيم الخليل ويمكن به التشبع بروحه والمحافظة على إرثه، والمقارنة بين حياتنا وعرضها عليها، واستعراض ما يعيش فيه المسلمون في العم، وتصحيح ما وقع في حياتهم من أخطاء أو فساد أو تحريف، وإعادة ذلك كله إلى أصله ومنبعه، فالحج عرضة سنوية للملة تضبط أع المسلمين وحياتهم ويتخلصون بها من نفوذ الأمم والمجتمعات التي يعيشون فيها. أما بعد، فإن الوحدة التي تربط مناسك الحج وأجزاءه وأعماله بعضها ببعض، والتي تسيطر عليه من أوله إلى آخره، هي تهيئة الفرصة للمسلم لقضاء شوقه، وإبراز كوامن حبه، وإطفاء غلة روحه، وتقليد إمام الملة في حبه وإيثاره وفدائه، وهي السر الذي يسهل به فهم مناسك الحج وحكمتها وما تنطوي عليه من معان عميقة دقيقة، ويعلل به السعي بين الصفا والمروة، والوقوف بعرفات، والمبيت بمزدلفة ن ورمي الجمرات، واستلام الحجر الأسود إلى غير ذلك من مناسك الحج وأعماله، وقد تعب من لم يفهم هذا السر في تعليل المناسك وللبحث عن فلسفة الحج، واقتصر على الإشادة بفوائده الاجتماعية والسياسية، وأساء إلى نفسه وأتباعه. إنه لمن المؤلم للنفس حقاً أن المسلم بالمئات بله الألوف في سبيل الذهاب إلى بلاد الإفرنج يعملون بها المدافع، ويصوغون منها القنابل، وآلات التخريب والتدمير، يتحكمون بها في رقابنا، ويقضون على البقية الباقية من حقوقنا واستلالنا، ثم تراه يضن بالعشرات في سبيل بلاده، بلاد المجد المؤثل، وموئل الإسلام، ومسقط رأس أعظم مخلوق دب على الأرض، وهو سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - نسأل الله - عز وجل - أن يهيئ لنا أمرنا رشداً، وأن يوقظ نفوسنا ويوجهها وجهة الخير، ويصرفها عن الشر، وأن ينير بصائرنا لنرى سواء السبيل، وأن يحول حالنا إلى أحسن حال، وأن يرزقنا في القريب العاجل حج بيت الله الحرام، والتشرف بزيارة الروضة الشريفة وما ذلك على الله بعزيز. ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 22 ( الأعضاء 0 والزوار 22) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ | الوآصل | المنتدى الرياضي | 6 | 10-12-2009 01:49 AM |
اســـــــرار القلــــب..! | الســرف | المنتدى العام | 22 | 29-09-2008 01:03 AM |
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء | امـــير زهران | منتدى الحوار | 4 | 02-09-2008 03:05 PM |
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة | رياح نجد | المنتدى العام | 19 | 15-08-2008 01:10 PM |
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! | البرنسيسة | المنتدى العام | 13 | 17-08-2007 11:04 PM |