منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 19-12-2013, 01:52 AM   #5071
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الأمنيات ودورها في رفع الهمم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ذكر المؤرخ إبن خلكان في كتابه وفيات الأعيان عن الضبي أنه إجتمع عبد الملك بن مروان رحمه الله وعبد الله بن الزبير رضي الله عنه ومصعب بن الزبير رحمه الله وعروة بن الزبير رحمه الله .
وكان أيام تألفهم في زمن معاوية بن أبي سفيان رحمه الله فقال بعضهم لبعض هلم فلنتمنى
فقال : عبد الله بن الزبير أمنيتي أن أملك الحرمين وأنال الخلافة

وقال مصعب بن الزبير : أمنيتي أن أملك العراقين
وقال عبد الملك بن مروان : أمنيتي أن أملك الأرض كلها وأخلف معاوية
وقال عروة بن الزبير : لست في شيء مما أنتم منه أمنيتي الزهد في الدنيا والفوز بالجنة في الآخرة وأن أكون ممن يروى عنه هذا العلم فكان لكل واحد منهم ما تمنى
يقول عبد الملك بن مروان لذلك ( من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى عروة بن الزبير ) ما أجمل أن تكون لنا أمنيات تُحاط بشيء من فعل الأسباب المشروعة لتحقيقها على الواقع كلنا لا مانع أن نتمنى وليس عيباً أن تكون لنا أمنيات

ولكن العيب أن نتمنى والرأس على الوساد أو نتمنى دون فعل الأسباب فهذا لا شك لا يُؤدي إلى الوصول إلى الهدف الذي يريده الإنسان
ولهذا قالوا : ( تمن وأعمل ) أي إن كانت لك أمنية تريد تحقيقها في واقع حياتك لا بد أن تهيء نفسك لشق الطريق للوصول إلى هدفك و هذا يحتاج إلى عدة عوامل رئيسة منها :
1/ التوكل على الله عز وجل بحسن الإعتماد عليه قال الله تعالى ( وعلى الله فليتوكل المؤمنون )
2/ أن تكون الأمنية في شيء مشروع ولا يصادم الفطرة أو العقل أو الحق
3/ أن تكون الأمنية في تحقيق النفع العام والخاص
4/ أن تعمل على وضع الخطة التي من خلالها الوصول إلى تحقيق المراد
5/ أن تكون الأماني واقعية لا أن تكون خيالات وأحلام
6/ أن تنظر إلى قدراتك التي وهبك الله إياها لا أن تنشد المستحيل
7/ أن تكتسب من خبرات الآخرين ما يكون دعماً لنوال ما تتمناهـ
8/ أن تكثر من الدعاء بطلب العون من الله عز وجل أن يحقق لك ما تريد .
9/ أن يكون لسانك رطباً بالإستغفار .
ما ذكرته آنفاً من أهم الأسباب الرئيسة التي ينبغي أن نجعلها في مقدمة طموحاتنا وآمالنا وأمنياتنا
وعلينا أن نعمل على أن تكون أمنياتنا نافعة لنا في الدنيا والآخرة ثم لنعلم أن هذا الأمر يحتاج بعد طلب عون الله إلى الثقة في النفس تلك الثقة التي لا تتعزز بالغرور وحب الذات وإنما الثقة المحمودة التي يجني أحدنا من ورائها تلك القدرات التي وهبها الخالق عز وجل له
فتستخدم هذا في بيان السلبيات لتتقدم خطوة خطوة مع الإنتقال الذي يشعرك لا بالإحباط وإنما تشعر معه بالتفاؤل .
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه

-----------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-12-2013, 02:54 AM   #5072
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

صور من ورع السلف الصالح
بسم الله الرحمن الرحيم
لما كان الورع هو ترك الشبهات فقد ظهرت منزلته بين العبادات الإسلامية فإذا كان المطعم الحلال وترك الشبهات هو أساس قبول العبادات واستجابة الدعوات فإن الورع وترك الشبهات هو أساس الترقي في الدرجات الإيمانية والمنازلات الإحسانية وهذا ما يشير إليه الحديث النبوي الشريف {كُنْ وَرِعاً تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ}[1]
والحديث الآخر الذي يقول {لاَ يَبْلُغُ الْعَبْدُ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُتَّقِينَ حَتَّى يَدَعَ مَا لاَ بَأْسَ بِهِ حَذَراً لِمَا بِهِ الْبَأْسُ}[2]
ولهذا نجد أن سلفنا الصالح اهتموا بالورع غاية الاهتمام حتى قال الإمام أبو بكر الصديق رضي الله عنه {كنا ندع سبعين بابا من الحلال مخافة أن نقع في باب من الحرام}[3]
وقد أسّسوا ورعهم بالإضافة إلى ما سبق على قول الله عز وجل {كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً} المؤمنون51
حيث رتّب الله العمل الصالح على أكل الطيبات {الحلال} وقوله سبحانه وتعالى {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ} التوبة109
واستعانوا على ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم {دَعْ مَا يَرِيْبُكَ إلى مَا لاَ يَرِيْبُكَ}[4]
وقد توسّعوا في هذا المجال حتى أنهم أدخلوا الورع في كل شيء ولم يقصروه على التورّع في المطعم فقط فهناك ورع في المنطق وورع في المناصب والرياسة وورع في حركات الظواهر وورع في خواطر السرائر وأسّسوا ذلك على قوله صلى الله عليه وسلم {مِنْ حُسْنِ إسْلاَمِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ}[5]
وقد بلغ سلفنا الصالح في الورع مبلغا عظيما قلّ أن يجود الزمان بمثله حتى جعلوه الأساس الذي يصلح الدين فقد دخل الحسن البصريمكة فرأى غلاما من أولاد على بن أبى طالب رضي الله عنه قد أسند ظهره إلى الكعبة يعظ الناس فوقف عليه الحسن وسأله ما ملاك الدين؟
فقال الورع قال فما آفة الدين؟ فقال الطمع فتعجب الحسن منه وقال مثقال ذرة من الورع السالم خير من ألف مثقال من الصوم والصلاة
وكان إمامهم في ذلك سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد روى أبو هريرة
{أَخَذَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيَ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم : «كخ كخ ارْمِ بِها أَمَا عَلِمْتَ أَنَّا لاَ نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ؟}[6]
أي ألقها وكذلك ما روى عنه صلى الله عليه وسلم أنه أرق ليلة فقال له بعض نسائه أرقت يا رسول الله فقال {إنِّي وَجَدْتُ تحتَ جَنْبِي تَمْرَةً أكَلْتُهَا وكانَ عِنْدَنا تَمرٌ مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ فَخَشِيتُ أَنْ تَكُونَ منْهُ}[7]
وأيضا ما روى عن الخلفاء الراشدين ومن ذلك أن عمر رضي الله عنه وصله مسك من البحرين
فقال وددت لو أن امرأة وزنت حتى أقسمه بين المسلمين فقالت امرأته عاتكة أنا أجيد الوزن فسكت عنها ثم أعاد القول فأعادت الجواب فقال لا أحببت أن تضعيه بكفة ثم تقولين فيها أثر الغبار فتمسحين بها عنقك فأصيب بذلك فضلا على المسلمين
وكان يوزن بين يدي عمر بن عبد العزيز مسك للمسلمين فأخذ بأنفه حتى لا تصيبه الرائحة وقال : وهل ينتفع منه إلا بريحه؟
أما ما ورد عن السلف الصالح في ذلك فشيء كثير جدا لا نستطيع ذكره كله ولكن نكتفي ببعض النماذج المضيئة في هذا المجال :
فمن ذلك أن أخت بشر الحافي ذهبت إلى أحمد بن حنبل وقالت : إنا نغزل على سطوحنا فتمر بنا مشاغل الظاهرية ويقع الشعاع علينا أفيجوز لنا الغزل في شعاعها
فقال أحمد : من أنت عفاك الله تعالى؟
فقالت : أخت بشر الحافي فبكى أحمد
وقال : من بيتكم يخرج الورع الصادق لا تغزلي في شعاعها
ومن ذلك أن ابن المبارك رجع من مرو إلى الشام في قلم استعارة فلم يرده على صاحبه
ومن ذلك أن أحمد بن حنبل رحمة الله تعالى رهن سطلاً له عند بقال بمكة فلما أراد فكاكه أخرج البقال إليه سطلين وقال خذ أيهما لك فقالأحمد : أشكل على سطلى فهو لك والدراهم لك فقال البقال : سطلك هذا وأنا أردت أن أجربك فقال : لا آخذه ومضى وترك السطل عنده
ومن ذلك أن ابن سيرين اشترى أربعين حّبا سمنا فأخرج غلامه فأرة من حبّ فسأله من أي حب ّ أخرجتها ؟ فقال : لا أدرى فصبّها كلها
ومن أعجب ما روى في ذلك أن أبا يزيد البسطامى رضي الله عنه اشترى بهمذان حب القرطم ففضل منه شيء فلما رجع إلى بسطام رأى فيه نملتين فرجع إلى همذان فوضع النملتين
ويحكى أن أبا حنيفة كان لا يجلس في ظل شجرة غريمه ويقول : في الخبر كل قرض جرّ نفعا فهو ربا
وقيل إن أبا يزيد غسل ثوبه في الصحراء مع صاحب له فقال صاحبه : تعلق الثوب في جدار الكرم {الحديقة} فقال : لا لا تغرز الوتد في جدار الناس فقال: نعلقه في الشجر فقال : لا إنه يكسر الأغصان فقال : نبسطه على الاذخر {الحشائش}
فقال : لا، إنه علف الدواب لا نستره عنها فولى ظهره إلى الشمس والقميص على ظهره حتى جفّ جانب ثم قلبه حتى جفّ الآخر
-------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-12-2013, 11:14 PM   #5073
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

قال الصفدي في الوافي 2/82:
أخبرني من لفظه الشيخ فتح الدين محمد ابن سيد الناس اليعمري قال : ترافق القرطبي المفسر ، والشيخ شهاب الدين القرافي في السفر إلى الفيوم ـ وكل منهما شيخ فنه في عصره القرطبي في التفسير والحديث ، والقرافي في المعقولات ـ فلما دخلاها أرتادا مكانا ينزلان فيه فدلا على مكان ،

فلما أتياه قال لهما أنسان: يا مولانا بالله لا تدخلاه فإنه معمور بالجان !


فقال الشيخ شهاب الدين للغل...
مان : أدخلوا ودعونا من هذا الهذيان ، ثم أنهما توجها إلى جامع البلد إلى أن يفرش الغلمان المكان ، ثم عادا ، فلما استقرا بالمكان سمعا صوت تَيْسٍ من المعز يصيح من داخل الخرستان ! وكرر ذلك الصياح !!
فأمتقع لون القرافي وخارت قواه وبهت !
ثم أن الباب فتح !
وخرج منه رأس تيس !
وجعل يصيح !
فذاب القرافي خوفا ، وأما القرطبي فإنه قام إلى الرأس وأمسك بقرنيه ، وجعل يتعوذ ويبسمل ويقرأ {آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ} ،

ولم يزل كذلك حتى دخل الغلام ومعه حبل وسكين ، وقال: يا سيدي تنح عنه ، وجاء إليه فأخرجه وانكاه وذبحه !
فقالا له: ما هذا ؟!
فقال: لما توجهتما رأيته مع واحد ، فاسترخصته ، واشتريته لنذبحه ، ونأكله وأودعته في هذا الخرستان !
فأفاق القرافي من حاله ، وقال: يا أخي لا جزاك الله خيرا ما كنتَ قلتَ لنا ، وإلا طارت عقولنا . أو كما قال .

---------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-12-2013, 11:28 PM   #5074
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

كلمات للإمام ابن الجوزي

كان لنا أصدقاء وإخوان أعتد بهم؛ فرأيت منهم من الجفاء وترك شروط الصداقة والأخوة عجائب، فأخذت أعتب، ثم انتبهت لنفسي، فقلت: وما ينفع العتاب؛ فإنهم إن صلحوا، فللعتاب لا للصفاء؟! فهممت بمقاطعتهم! ثم تفكرت، فرأيت الناس بين معارف وأصدقاء في الظاهر، وإخوة مباطنين،
فقلت: لا تصلح مقاطعتهم؛ إنما ينبغي أن تنقلهم من ديوان الأخوة إلى ديوان الصداقة الظاهرة، فإن لم يصلحوا لها، نقلتهم إلى جملة المعارف، وعاملتهم معاملة المعارف، ومن الغلط أن تعاتبهم،
فقد قال يحيى بن معاذ: بئس الأخ أخ تحتاج أن تقول له: اذكرني في دعائك.
وجمهور الناس اليوم معارف، ويندر فيهم صديق في الظاهر؛ فأما الأخوة والمضافاة، فذاك شيء نسخ، فلا يطمع فيه، وما أرى الإنسان تصفو له أخوة من النسب ولا ولده ولا زوجته، فدع الطمع في الصفا، وخذ عن الكل جانبًا، وعاملهم معاملة الغرباء! وإياك أن تنخدع بمن يظهر لك الود، فإنه مع الزمان يبين لك الحال فيما أظهره، وربما أظهر لك ذلك لسببٍ يناله منك!! .
وقد قال الفضيل بن عياض: "إذا أردت أن تصادق صديقًا، فأغضبه، فإن رأيته كما ينبغي، فصادقه.
وهذا اليوم مخاطرة؛ لأنك إذا أغضبت أحدًا، صار عدوًّا في الحال، والسبب في نسخ حكم الصفا: أن السلف كانت همتهم الآخرة وحدها، فصفت نياتهم في الأخوة والمخالطة، فكانت دينًا لا دنيا، والآن، فقد استولى حب الدنيا على القلوب، فإن رأيت متملقًا في باب الدين، فأخبره تقله .
--------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-12-2013, 12:24 AM   #5075
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

وبشر الصابرين ,,,
فضيلة الصبر
خلق الصبر من أعظم الأخلاق التي جاء الإسلام لزرعها في قلوب أبنائه، فقد رتب على اكتسابه من الأجر والفضل ما لم يرتب على غيره من خصال الخير، يقول الباري سبحانه
﴿ إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب﴾ ،
وأعلى مقام أصحابه فوق كل مقام، فكان السمة البارزة التي ميزت أولي العزم من الرسل على غيرهم، قال سبحانه يخاطب حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم مثبتا ومصبرا
﴿ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ﴾ .
ويستروح نسائم العزم كل من صبر على مطارق القدر وملك زمام نفسه ولم ينتقم لها فصبر وغفر رجاء أن يخرج الله من الأصلاب من يوحد رب الأرباب، ورجاء أن ينقلب العدو وليا حميما
﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ .
سلك ناظم
والصبر خلق رفيع ينظم جميع مواقف المسلم وعلاقاته مع ربه عز وجل ومع نفسه ومع محيطه. يتجلى في صبر المؤمن نفسه مع المؤمنين مجاهدة وجهادا
﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾ .
وصبر العبد على طاعة الله ومن أعظم الطاعات الصلاة
﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾ .
ومن الصبر الموجب للخيرية صبر الزوج على زوجه؛ يقول خير البرية صلى الله عليه وسلم:
"خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" [1].
ومنه صبر العبد على المصائب
﴿ وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون﴾ .
صبر أكبر
هو صبر "أكبر" قياسا على الجهاد الأكبر، إذ هو لازمة من لوازمه، فما ترقى من ترقى في مدارج الإيمان والإحسان إلا بصبر على مجاهدة النفس في ذات الله تعالى.
صبر على أداء الفرائض، وهي أحب ما يتقرب به إلى المولى عز وجل، وصبر على دوام التقرب بالنفل بغية بلوغ درجة المحبوبية، وبغية صلاح المضغة التي بصلاحها يصلح البذل والعلم والعمل والسمت ويتحقق الصبر على القصد وعلى الجهاد.
يقول الإمام ابن القيم في هذا النوع من الصبر:
"الصبر مع الله وهو دوران العبد مع مراد الله الديني منه ومع أحكامه الدينية صابرا نفسه معها سائرا بسيرها مقيما بإقامتها يتوجه معها أين توجهت ركائبها، وينزل معها أين استقلت مضاربها . فهذا معنى كونه صابرا مع الله، أي قد جعل نفسه وقفا على أوامره ومحابه وهو أشد أنواع الصبر وأصعبها وهو صبر الصديقين" [2].
"رُب صادق بدأ خطواته الجهادية بطفرة إيمانية وحماس موقوت، ما لبث أن اغتالته نفسه وشيطانه، فنسي ذكرَ الله وذكر الآخرة ومحاسبة النفس ومراقبتها و"صَبْرَها" فبلِيَ إيمانُه، وعصرته النفس وأناخت عليه بكلكَلِها، فذهب مع الزبَد، مع المنافقين الذين لا يذكرون الله إلا قليلا مذبذبين.
صبرُك النفسَ يا أخي، يا حبيبي، هو حَبْسُك إياها، وقتالك لعنفوانها. إنهُ جهاد.
وقد جاء في حديث رواه الترمذي عن فُضالَةَ بنِ عبيد أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"المجاهد من جاهد نفسه"." [3]
موارد الصبر
إن خلقا هذا فضله وهذه مزيته لقمين أن تبذل في طلبه المهج وتستغرق في التربية عليه الأعمار، فهو من الندرة بحيث قال فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم:
"إنَّ مِن أقلِّ ما أوتيتُم اليقين وعزيمة الصبر، ومَن أُعْطِيَ حظه منهما لم يبالِ ما فاته من قيامِ الليل وصيام النهار" [4]
ومن السبل التي يسلكها المسلم لاكتساب هذا الخلق العظيم:
• الدعاء ودوام التضرع إلى الله تعالى أن يفرغ على القلب صبرا ويثبت الأقدام، فهو سبحانه الرب الكريم مالك القلوب.
والموفَق من هُدي إلى "الاستعانة به ورؤيته أنه هو المصبر، وأن صبر العبد بربه لا بنفسه كما قال تعالى:
"واصبر وما صبرك إلا بالله" يعني إن لم يصبرك هو لم تصبر" [5].
• صحبة الصابرين؛ إذ الصبر دين، و"المرء على دين خليله" كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس هناك شيء أنفع للقلب من صحبة امرئ يخاطبك بلسان حاله ومقاله أن:[6]
أيا صاحبي إن رمت أن تكسب العلا
وترقى إلى العلياء غير مزاحم
عيك بحسن الصبر في كل حالة
فما صابر فيما يروم بنادم

• التصبر بمجاهدة النفس وإرغامها على الصبر
فقد قال صلى الله عليه وسلم:
"من يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر" [7].
• مطالعة سير الصابرين بدءا بأشرف الخلق رسل الله عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى التسليم، ومرورا بالصالحين من هذه الأمة سلفا ومعاصرين. وإنه لفضل عظيم أن يخرج المرء وهو ينظر في حياة الصابرين بعقل نير وهمة عالية وفؤاد ثابت على الحق مستنير
﴿ وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ﴾ .
وفي الختام قطف من قطوف أهل الصبر والمصابرة والإحسان:[8]
اصبِرْ مع المولى ولا تعدِلْ به
أحدا فصَبْرُكَ يقتضي إحسانَه
واصبِرْ مع الإخوان وادْعُ بنهجِهِ
مْقد جاء نُكْراً من جفا خلاَّنَه
صابرْ ورابِطْ في خيامِ جِهاده
متُلْبَسْ من التقوى غداً أردانَه
إني رأيت الصبر يوفى حقَّه
وعواقبُ الحسنى له، إبَّانَه
من كان ذا عزم تواصل صبرُهُ
وطوى بقبضةِ عزمه شيطانَه
ما الصبر أن ترضى تعسُّفَ ظالمٍ
تعْنُو إليه وترتَضى بهْتَانَه
صلى الإله على النبي محمد
وبِنَصْرِهِ الأجْلى حبَا إخوانَه
---------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-12-2013, 01:11 AM   #5076
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الـمـقـال الـكـنـز.. مـن أروع مـا قرأت
بسم الله الرحمن الرحيم
المرض النفسى له طريقاً..
المؤمن لا يعرف شيئاً إسمه المرض النفسي؛ لأنه يعيش في حالة
قبول وانسجام مع كل ما يحدث له من خير و شر..
فهو كراكب الطائرة الذي يشعر بثقة كاملة في قائدها و في أنه
لا يمكن أن يخطئ لأن علمه بلا حدود، و مهاراته بلا حدود..
فهو سوف يقود الطائرة بكفاءة في جميع الظروف و سوف يجتاز
بها العواصف و الحر و البرد و الجليد و الضباب..
وهو من فرط ثقته ينام و ينعس في كرسيه في اطمئنان
وهو لا يرتجف؛ ولا يهتز إذا سقطت الطائرة في مطبٍ هوائي
أو ترنحت في منعطف أو مالت نحو جبل..
فهذه أمور كلها لها حكمة..
وقد حدثت بإرادة القائد وعلمه وغايتها المزيد من الأمان فكل
شيء يجري بتدبير و كل حدث يحدث بتقدير وليس في الامكان
أبدع مما كان..
وهو لهذا يسلم نفسه تماماً لقائده بلا مساءلة..وبلا مجادلة..
ويعطيه كل ثقته بلا تردد..ويتمدد في كرسيه قرير العين
ساكن النفس في حالة كاملة من تمام التوكل..
و هذا هو نفس إحساس المؤمن بربه؛ الذي يقود سفينة المقادير
ويدير مجريات الحوادث و يقود الفلك الأعظم..
ويسوق المجرات في مداراتها والشموس في مطالعها ومغاربها..
فكل ما يجري عليه من أمور مما لا طاقة له بها هي في النهاية خير..
إذا مرض ولم يفلح الطب في علاجه؛ قال في نفسه هو خير..
وإذا احترقت زراعته من الجفاف ولم تنجح وسائله في تجنب الكارثة
فهي خير وسوف يعوضه الله خيراً منها..
وإذا فشل زواجه؛ قال في نفسه الحمد لله أخذت الشر و راحت..
والوحدة خيرٌ لصاحبها من جليس السوء..
وإذا أفلست تجارته؛ لعل الله قد علم أن الغنى سوف يفسدني
وأن مكاسب الدنيا ستكون خسارة علي في الآخرة..
وإذا مات له عزيز..قال : الحمدلله..فالله أولى بنا من أنفسنا
وهو الوحيد الذي يعلم متى تكون الزيادة في أعمارنا خيراً لنا
ومتى تكون شراً علينا..
سبحانه لا يسأل عما فعل..
وشعاره دائماً : ( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم و عسى
أن تحبوا شيئاًوهو شر لكم والله يعلم و أنتم لاتعلمون )..
و هو دائماً مطمئن القلب..ساكن النفس..يرى بنور بصيرته
أن الدنيا دار امتحان وبلاء وأنها ممر لا مقر، وأنها ضيافة
مؤقتة شرها زائل وخيرها زائل..
وأن الصابر فيها هو الكاسب والشاكر هو الغالب..
لا مدخل لوسواس على قلبه..ولا لهاجس على نفسه..
لأن نفسه دائماً مشغولة بذكر العظيم الرحيم الجليل..
وقلبه يهمس : الله.. الله.. مع كل نبضة..فلا يجد الشيطان محلاً
ولا موطىء قدم ولا ركناً مظلماً في ذلك القلب يتسلل منه..
وهو قلب لا تحركه النوازل ولا تزلزله الزلازل؛ لأنه في مقعد الصدق
الذي لا تناله الأغيار..
وكل الأمراض النفسية التي يتكلم عنها أطباء النفوس لها عنده
أسماءٌ أخرى :
الكبت إسمه.....تعفف..
والحرمان.....رياضة..
والإحساس بالذنب.....تقوى..
والخوف ( وهو خوف من الله وحده ).....عاصم من الزلل..
والمعاناة.....طريق الحكمة..
والحزن .....معرفة..
والشهوات درجات سلم يصعد عليها يقمعها ويعلو عليها بكبحها
إلى منازل الصفاء النفسي والقوة الروحية..
والأرق.....مدد من الله لمزيد من الذكر...
والليلة التي لا ينام فيها نعمةٌ تستدعي الشكر وليست
شكوى يبحث لها عن دواءٍ منوم؛ فقد صحا فيها إلى الفجر
وقام للصلاة..
و الندم.....مناسبة حميدة للرجوع إلى الحق والعودة إلى الله..
والآلام بأنواعها الجسدي منها والنفسي.....هي المعونة الالهية
التي يستعين بها على غواية الدنيا فيستوحش منها ويزهد فيها..
و اليأس والحقد والحسد.....أمراضٌ نفسية لا يعرفها ولا تخطر
له على بال..
والغل والثأر والإنتقام.....مشاعر تخطاها بالعفو والصفح والمغفرة...
وهو لا يغضب إلَّا لمظلوم ولا يعرف العنف إلَّا كبحاً لظالم...
والمشاعر النفسية السائدةُ عنده هي المودة، والرحمة، والصبر
والشكر، والحلم، والرأفة، والوداعة، والسماحة، والقبول، والرضا..
تلك هي دولة المؤمن التي لا تعرف الأمراض النفسية
ولا الطب النفسي..
والأصنام المعبودة...مثل المال والجنس والجاه والسلطان
تحطمت؛ ولم تعد قادرةً على تفتيت المشاعر و تبديد الانتباه..
فاجتمعت النفس على ذاتها وتوحدت همتها، وانقشع ضباب
الرغبات...وصفت الرؤية وهدأت الدوامة، وساد الإطمئنان..
وأصبح الإنسان أملك لنفسه وأقدرَ على قيادها..
و تحول من عبد لنفسه الى حر بفضل الشعور بـــ لا اله الا الله..
وبأنه لا حاكم ولا مهيمن ولا مالك للملك إلا واحد...
فتحرر من الخوف من كل حاكم ومن أي كبير؛ بل إنَّ الموت أصبح
في نظره تحرراً وانطلاقاً؛ ولقاءٌ سعيدٌ بالحبيب...
اختلفت النفس وأصبحت غير قابلةٍ للمرض؛ وارتفعت إلى هذه المنزلة
بالإيمان والطاعة، والعبادة..
فأصبح اختيارها هو ما يختاره الله؛ وهواها ما يحبه الله..
وذابت الأنانية والشخصانية في تلك النفس فأصبحت أداةً عاملة ويداً
منفذةً لإرادة ربها..
وهذه النفس المؤمنة لا تعرف داء الاكتئاب؛ فهي على العكس نفسٌ
متفائلة تؤمن بأنه لا وجود للكرب مادام هناك رب..وأن العدل في
متناولنا مادام هناك عادل..
وأن باب الرجاء مفتوح على مصراعيه؛ مادام المُـرتجى والقادر
حياً لا يموت..
والنفس المؤمنة في دهشةٍ طفوليةٍ دائمة من آيات القدرة حولها
وهي في نشوة من الجمال الذي تراه في كل شيء..
ومن إبداع البديع الذي ترى آثاره في العوالم
من المجرات الكبرى إلى الذرات الصغرى..إلى الإلكترونات
المتناهية في الصغر..
وكلما اتسعت مساحة العلم إتسع أمامها مجال الإدهاش
وتضاعفت النشوة.. فهي لهذا لا تعرف الملل ولا تعرف البلادة
أو الكآبة...
رحم الله العالِم..والمفكر..والأديب..الد كتور مصطفى محمود وجعل
مثواه الفردوس الاعلى من الجنة..
----------
لـلـدكـتـور مـصـطـفـى مـحـمـود /للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-12-2013, 01:59 AM   #5077
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

وسام السعادة العظمى
بسم الله الرحمن الرحيم
كأنما رسول الله صلى اله عليه وسلم في بداية دعوته ينظر بعين بصيرته إلى ما نحن فيه ويقرأ كلام المشككين ويسمع كلام الأفاكين الذين ينعون على المتمسكين بهذا الدين فتارة يلمزونهم وأخرى يسخرون منهم ومرة ثالثة يعيرونهم بأنهم لم يستطيعوا أن يحققوا أمراً ذي بال في هذه الحياة
حتى أنني أسمع نغمة حزينة من المتمسكين بهَدْى الله في هذا الزمان وكأنهم في غم ما بعده غم وكأنهم في كرب شديد وأمر جهيد بل ويصل الأمر ببعضهم أن يقول: لِمَ تخلَّت عنا عناية الله؟ لِمَ لم ينصرنا الله؟ وهذا أمر قال فيه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم {وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ} البقرة214
إخواني المتمسكين بهَدْى الله في وسط ظلمات هذه الحياة على المنهج الوسطي الذي اختاره لنا الله والذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم تعالوا معي نسمع إلى ما قال فينا جميعاً سيدنا رسول الله
ويكفيك فخراً وشرفاً وتيهاً هذا الوسام تضعه على صدرك على مدى الأيام ثم تُمنح به وسام السعادة العظمى يوم الزحام يقول فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مبشراً وحافزاً{لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللَّهِ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ}[1]
وفي رواية أخرى يقول صلي الله عليه وسلم{لا تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ}[2]
طائفة من الأمة وليس كل الأمة لأن الله قال في المؤمنين {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} الأحزاب23
من جملة المؤمنين رجال هم أهل هذا الحديث وأهل هذه البشرى هؤلاء الرجال بِمَ بشَّرهم النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث؟ أنهم على الحق هم المستمسكون بالحق وهم المؤيدون بالحق وهم الذين تلحظهم على الدوام عناية الحق
فلا يهتمون بآراء وأفكار وكلمات الخلق ما داموا مسنودين بجانب الحق لا يُلقون بالاً إلى شائعات المرجفين ولا كلمات المتهمين لدين الله بالزور والبهتان بل يكونوا كأصحاب النبي العدنان صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} آل عمران173
والنتيجة
{فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} آل عمران174
كلما أرادوا أن يَفُتُّوا في عزيمتهم زادت قوة إرادتهم كلما أرادوا أن يُخَذِّلونهم زاد الإصرار على العمل بشرع الله في قلوبهم أقوياء اليقين قائمين بالحق لا يضرهم من خذلهم من إخوانهم الذين يشاركونهم في الدين
ولكن انقلبوا على مُسوح العلمانية أو انقلبوا إلى الأفكار المتشددة الظلمانية وأخذوا ينعون عليهم في الوسطية التي اختارها الله في القرآن وكان عليها المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً} البقرة143
لا يضرهم المتساهلين في العمل بهذا الدين ولا المتشددين الذين يتهمون بالتخاذل والتضعضع والضعف الآخرين يريدون أن يأخذوا الناس بالشدة في كل وقت وحين وهذا ليس في مستطاع الخلق في هذا الوقت والحين
ولا يضرهم من ناوأهم من الأعداء المتربصين إن كان المشركين أو اليهود أو الجاحدين أو الشيوعيين أو غيرهم لا يضرهم ذلك طرفة عين ولا أقل لأن إيمانهم راسخ في القلوب لا تهزه هذه الأعاصير وأصبح كلمة (لا إله إلا الله) في قلوبهم كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء
تهب عليها رياح العواصف المردية الإلحادية والإشراكية فلا تؤثر فيها ولا تزعزعها لأن الله ثَبَّتهم على الحق {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} إبراهيم27
وبشرهم الله بالنصر بأنهم سيمكثون على ذلك إلى يوم القيامة لن يستطيع أحد أن يهزمهم ولا أن يفل عضدهم ولا أن يكسر شوكتهم لأنهم يستمسكون بهدى الله وعاملون بشرع الله
من هم هؤلاء؟ المتمسكون بدينهم في هذا العصر والمتمسك بدينه ليس المحافظ على العبادات فقط لكنه المتمسك بالعبادات والقائم لله في الأخلاق والسلوكيات ويعاشر الخلق في التعاملات على منهج سيد السادات يتعامل بشرع الله ويتخلق في أخلاقه مع الخلق على خُلُق رسول الله وبعد ذلك هو مستمسك بفرائض الله يؤديها لله
يؤدي لله فرائضه بإخلاص وصدق وخشوع وحضور ومع الخلق يتعامل بأخلاق النبوة في الحديث والجلوس والزيارات والمودات ويتعامل معهم بأحكام الشريعة الغراء في البيع والشراء والمعاملات وهذا هو الصنف القليل في هذا الزمان
فإن المساجد عامرة بالمصلين لكن المصلي المستمسك بدينه وخُلُقه وتعامله مع الآخرين قليل في هذا الزمان فيه يقول صلى الله عليه وسلم {إِنَّ الدِّينَ بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ}[3]
------------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-12-2013, 04:26 AM   #5078
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-12-2013, 04:54 AM   #5079
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

هيام القلوب والأرواح
بسم الله الرحمن الرحيم
تهيم القلوب والأرواح في هذه الأيام إلى مهبط الرحمات الذي جهزه لنا الملك العلام فكلنا يود أن يذهب إلى بيت الله الحرام ويملأنا الشوق ويعاودنا الحنين حتى أن بعضنا من شدة شوقهم إذا ناموا يرون أنفسهم في تلك البقاع يطوفون أو يسعون أو يقفون لأن الجميع يشتاق إلى بيت الله
هذا حال المؤمنين ممن اختارهم الله لزيارته كلهم شوق وحنين وحب وأنين خاصة من أسمعه الله نداءه على لسان الخليل فقلبه مملوء بالشوق وفؤاده لا يستقر في مكانه لأنه هائم هيام دائم في بيت الله لماذا هذا الحنين؟ ولماذا هذا الشوق؟
هذا لأن الله يقول {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ{96} فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} {96 - 97آل عمران}
إن أول بيت وضع للناس في الأرض هذا البيت كيف تم ذلك؟ عندما أهبط الله آدم عليه السلام ونزل في سرنديب في بلاد الهند ونزلت الجدة حواء في جدة وسميت بهذا الاسم لأنها هبطت بها وأخذ يدعو الله ويستغيث بالله كما تقول إحدى الروايات ثلاثمائة عام وهو يبكي أسفاً على ما فرط في جنب الله وعلى النعيم والمقام الكريم الذي حرم منه بعد أن أهبط إلى الأرض
وفي هذا الندم والأسف نزل عليه الأمين جبريل ووجهه إلى هذا البيت الكريم وقال له يا آدم اذهب إلى البيت وطف حوله يغفر الله لك فجاء آدم عليه السلام من بلاد الهند ماشياً غير أن الله بقدرته كان يطوي له الأرض حتى وصل إلى البيت وكان البيت ليس كهيئته هذه وإنما صخور مرتفعة بناها الملائكة عليهم السلام فطاف حوله
وهو أول من طاف بالبيت من البشر وإن كان البيت لا يخلو من طائف في لحظة من ليل أو نهار فقد ورد في الأثر {لا يخلو هذا البيت من ستمائة ألف يطوفون به كل يوم وليلة فإذا لم يتموا العدد من البشر أتمه الله من الملائكة}
هذا المكان منذ أن خلقه الله وهو مكان للرحمات ومهبط للبركات يذهب الخطايا ويأتي بالفضل من الله للزائرين وللسائلين وللعاكفين وللركع السجود هذا البيت في أي بلد؟ {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ} آل عمران96
لم لم يقل الله مكة؟ هي مكة وبكة وأم القرى وهي البيت الحرام وقال الله بكة لأن الله آلى على نفسه أن يبك (يدق) أعناق الجبابرة الذين تسول لهم أنفسهم أن يعتدوا على حرمة البيت فهي بكة لأنها تبك (تدق) أعناق الجبارين الذين يريدون أن يؤذوا الطائفين والعاكفين ببيت رب العالمين وإذا كانت الحيوانات والطيور تتأدب مع بيت الله كأنها فهمت قول الله {وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً} آل عمران97
وأخذت على نفسها العهد ألا تؤذي أحد من أجناسها فقبل الإسلام ولم يكن للبيت سور يحيط به ولا أبواب تغلق فكانت الحيوانات المتوحشة يجري بعضها إثر بعض ليقتنص فريسته فإذا جرت الفريسة ودخلت حدود الحرم وقف الوحش بدون حراك كأنه يعلم أن هذا حرم وأن هذا مكان آمن
وأنتم تحفظون جميعاً قصة فيل أبرهة عندما كانوا يوجهوه جهة الشام فيمشي وجهة اليمن يمشي أما جهة البيت فيصرخ فيحمو الأسياخ في النار وينخسونه بها فلا يتحرك لأنه يعلم شدة عقاب الله لمن يجترئ على ساحة فضل حرم الله
حتى أن الحيات وهي العدو اللدود للإنسان لا تؤذي إنساناً في الحرم ولا تروع إنساناً في البلد الأمين والطيور كذلك تقف على المصلين وتطير ذات اليمين وذات الشمال ولكنها تطوف كما أمر الله المؤمنين بالبيت لو نظرت إليها لا تجد طائراً يعلو البيت الحرام إلا إذا كان به مرض
فالحمامة التي تمرض يلهمها الله أن شفائها في الوقوف على ظهر البيت للحظات فتصعد على ظهر البيت وتقف عليه للحظات فتشفى بأمر الشافي أما الحمامة السليمة فإنها تطوف حوله كما يفعل المؤمنون وكما تفعل الملائكة وكما فعل النبيون والمرسلون أجمعون والكل ينفذ أمر رب العالمين {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}
-------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-12-2013, 01:43 PM   #5080
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

أصــــلاح ذات البيـــــن
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله...
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102] {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1] {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:71].
أما بعد: فإن خير الكلام كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أيها الناس: من هداية الله تعالى للمؤمنين، ورحمته بهم، أن وحد كلمتهم بالإسلام، وجمع قلوبهم بالإيمان، فلمّ به شعثهم، وأزال ضغائنهم، وشفى صدورهم، فكانوا إخوة في دين الله تعالى متحابين متجالسين متباذلين، كالبنيان يشد بعضه بعضا {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران:103] وفي الآية الأخرى {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال:63].
وما من سبيل يزيد من لُحْمَة المؤمنين، ويؤدي إلى ترابطهم وتآلفهم إلا جاءت به الشريعة وجوبا أو ندبا، وما من طريق تؤدي إلى التفرق والاختلاف، والضغينة والشحناء، والقطيعة والبغضاء إلا حرمتها الشريعة، وأوصدت طرقها، وسدت سبلها؛
ولذلك أمرت الشريعة بالبر والصلة، وحرمت العقوق والقطيعة. وأمرت بإفشاء السلام، وإطعام الطعام، والحب في الله تعالى، والزيارة فيه، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس، وعيادة المريض، واتباع الجنازة،
وحفظ حقوق الأهل والقرابة والجيران، وجعلت للمسلم على أخيه المسلم حقوقا يحفظها له، فيؤجر عليها، وأرشدت إلى كثير من الآداب والأخلاق التي من شأنها أن تقوي الروابط، وتديم الألفة، وتزيد في المودة والمحبة بين الناس.
وحرمت الشريعة الهمز واللمز والسخرية، والغيبة والنميمة، والقذف والبهتان، والشتم والسباب، والكذب والمراء، والفجور والجدال، وغير ذلك من الأقوال والأفعال التي من شأنها أن تسبب الضغائن والخصومات، وتؤجج نيران الأحقاد والعداوات.
ومع كل هذه الاحترازات الشرعية التي يربي الإسلام أهله عليها فإن الإنسان وهو يعيش صخب الحياة ومشكلاتها لا بد أن يعتريه غضب وسهو وغفلة فيعتدي على أخيه بقول أو فعل في حال ضعف منه عن كبح جماح نفسه،
وتسكين سورة غضبه، وحتى لا يتسبب هذا الخطأ منه في الخصومة والقطيعة التي يغذيها الشيطان، وينفخ في نارها؛ رتب الإسلام أجورا عظيمة على الحلم وكظم الغيظ والعفو عن الناس، ووعد الله سبحانه وتعالى الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس جنةً عرضها السموات والأرض، وأُمر المعتدي برفع ظلمه، والرجوع عن خطئه، والاعتذار لمن وقع عليه اعتداؤه.
إنها تشريعات ربانية عظيمة جليلة لو أخذ الناس بها لما وجد الشيطان عليهم سبيلا، ولما حلَّت في أوساطهم القطيعة والخصومة، ولكن الشيطان وإن أييس أن يعبده المصلون فإنه لم ييأس من التحريش فيما بينهم، وبث الفرقة والاختلاف فيهم، والنيل منهم بالعداوة والخصومة؛
ولذا فهو يزين للمعتدي سوء عمله، وإصراره على خطئه، وتماديه في جهله، ويحرض المعتدى عليه على الانتصار لنفسه، وأخذ حقه، والنيل ممن اعتدى عليه وعدم العفو عنه، وحينئذ تدب الخصومة والفرقة التي تتولد عنها الضغينة والقطيعة، وقد يصل ذلك إلى الاعتداء والاقتتال.
من أجل ذلك شرع الإسلام إصلاح ذات البين، وأمر الله تعالى به، وأباح للمصلحين ما حرَّم على غيرهم، ورتب أعظم الأجور على هذه المهمة العظيمة.
والأمر بإصلاح ذات البين جاء في قول الله تعالى {فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} [الأنفال:1] وفي الآية الأخرى {إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} [الحجرات:10] وفي آية ثالثة {فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} [النساء:128].
والاشتغال بالصلح بين المتخاصمين أفضل من الاشتغال بنوافل العبادات؛ لما في الإصلاح بين الناس من النفع المتعدي الذي يكون سببا في وصل أرحام قطعت، وزيارة إخوان هُجِروا،
ونظافة القلوب مما علق بها من أدران الحقد والكراهية، وذلك يؤدي إلى متانة المجتمع وقوته بتآلف أفراده وتماسكهم، روى أبو الدرداء رضي الله عنه فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى، قال: إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين الحالقة) رواه أبو داود وصحح ابن حبان.
والإصلاح بين الناس معدود في الصدقات بقول النبي صلى الله عليه وسلم (كل سلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين الاثنين صدقة) رواه الشيخان. قال النووي رحمه الله تعالى (ومعنى تعدل بينهما تصلح بينهما بالعدل).
ولعظيم أمر الإصلاح بين الناس أبيح للمصلحين ما حُرِّم على غيرهم؛ فلا يتناجى اثنان دون الثالث إلا إذا كان غرض المناجي لأحدهما الإصلاح بينهما، وقد ذم الله تعالى كثيرا من التناجي إلا ما كان للإصلاح {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} [النساء:114]. وفي الآية الأخرى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالإِثْمِ وَالعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالبِرِّ وَالتَّقْوَى} [المجادلة:9] ومن أعظم التناجي بالبر والتقوى ما كان للإصلاح بين مسلمين قد فسد ما بينهما.
وقد يحتاج المصلح إلى بعض الكذب ليُقَرِّب بين المتخاصمين، ويزيل ما بينهما من الضغينة، ويهيئ قلبيهما لقبول الصلح والعفو؛ وذلك كأن يخبر أحد الخصمين بأن صاحبه لا يذكره إلا بخير،
وأنه متشوف لمصالحته، حريص على قربه ومودته مع عدم حقيقة ذلك، أو يسأله أحد الخصمين إن كان خصمه ذكره بسوء عنده فينفي ذلك مع وقوعه منه، وما قَصَدَ بكذبه إلا إطفاء نار الخصومة،
وإزالة أسباب الشحناء، فَرُخِّص له في ذلك مع قبح الكذب، وعموم المنع منه؛ كما جاء في حديث أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فَيَنْمِي خيرا أو يقول خيرا) متفق عليه.
وقال نعيم بن حماد: ( قلت لسفيان بن عيينة: أرأيت الرجل يعتذر إليَّ من الشيء عسى أن يكون قد فعله ويحرف فيه القول ليرضيه، أعليه فيه حرج؟ قال: لا، ألم تسمع قوله (ليس بكاذب من قال خيرا أو أصلح بين الناس) وقد قال الله عز وجل {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} [النساء:114] فإصلاحه فيما بينه وبين الناس أفضل إذا فعل ذلك لله وكراهةِ أذى المسلمين، وهو أولى به من أن يتعرض لعداوة صاحبه وبغضته؛ فإن البغضة حالقة الدين،
قلت: أليس من قال ما لم يكن فقد كذب، قال: لا، إنما الكاذب الآثم، فأما المأجور فلا، ألم تسمع إلى قول إبراهيم عليه السلام {إِنِّي سَقِيمٌ} [الصَّفات:89] و{بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} [الأنبياء:63] وقال يوسف لإخوته {إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ} [يوسف:70] وما سرقوا وما أَثِمَ يوسف؛ لأنه لم يرد إلا خيرا، قال الله عز وجل {كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ} [يوسف:76]، وقال الملكان لداود عليه السلام {خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ} [ص:22] ولم يكونا خصمين وإنما أرادا الخير والمعنى الحسن.....).
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 05:37 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved