منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 20-12-2013, 02:08 PM   #5081
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

ورثــــــــة النـــــور
بسم الله الرحمن الرحيم
ورثة النور منهم من يرث الرؤيا الصادقة ومنهم من يرث الفراسة {اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ}[1]
لا ينظر بهاتين العينين فقط وإنما ينظر بنور الله الذي آتاه الله له ميراثاً من رسول الله صلي الله عليه وسلم ومنهم من يرث علوم المكاشفة والمكاشفة لا بد لها من نور منهم من يُكاشف بما في مملكته ومنهم من يُكاشف بما في صدور غيره ومنهم من يُكاشف بالمعاني العلية التي استودعها الله القرآن ولا يبيحها إلا لأهل الخصوصية ويقول فيها في كتابه {أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ}هود17
أي الذي على بينة ويتلو القرآن وهو مشاهد لأسرار القرآن هل يستوي مع الذي يتلو ولا يشاهد إلا حروف القرآن؟ فهذا ميراث النور الإلهي الذي اختص به حضرة النبي أعطاه الله للورثة الذين ورثوا حضرة النبي صلي الله عليه وسلم
ومنهم من يُكاشفه الله بعالم الملكوت ومنهم من يُكاشفه الله بالأسماء والصفات الربانية ومنهم من يُكاشفه الله بحضرات ذاته العلية ومنهم من يُكاشفه الله بألواح الأقدار ومنهم من يكاشفه الله بخزائن الأسرار مكاشفات لا عدَّ لها ولا حدَّ لها تحتاج إلى النور
غُضَّ عين الحس واشهد بالضمير
تشهدن يا صـــبُّ أنــــوار القدير


إذا لم تنشغل بالمناظر الكونية فإن عين البصيرة تُمتعك بالمناظر الملكوتية أو المناظر الجبروتية أو المناظر النبوية أو المناظر الإلهية لأنك ستصبح من أهل الخصوصية
كيف يصل الإنسان إلى ذلك؟ من يرث الإنسان من ميراث الدنيا؟ ابنه لأنه شبيهه فقد ورد في الأثر واشتهر وقيل حديث وليس بحديث {الولد سرُّ أبيه}
وكذلك من يتشبه بالحبيب في أخلاقه وفى سمته وفي هديه وفي إقباله على ربه وفي ذكره لربه وفي مشيه بشرع الله وفي شغله بأمور الخلق لأنه يريد أن يأخذهم إلى مراد الله وإلى درجات الجنة التي أعدها الله لو عاش الإنسان في هذا الحال لا بد أن يكون له ميراث
لكن كيف يأخذ الإنسان ميراث من غير مشابهة؟ لا يكون ذلك أبداً فميراث رسول الله لمن أحسن التشبه ظاهراً وباطنا برسول الله صلي الله عليه وسلم والأساس التشبه بالباطن لكن لو تشبهت به في الظاهر فأطلقت اللحية واستخدمت السواك ولبست العمة وقصرت الثوب وأنا فظ غليظ في معاملة المؤمنين
هل كان على هذه الشاكلة حضرة النبي؟ لا، وقد أتهم المؤمنين الذين لا يستنون بهدي ولا يمشون على نهجي بالكفر والتشريك ومن أين لي هذا؟ هل أباح لي الله أن أحكم بين الأنام وأدَّعي أن هذا مشرك وهذا كافر {إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ} يوسف67
وهل يستطيع مؤمن كامل الإيمان في الدنيا أن يحكم لنفسه بأن يتوفاه الله على الإيمان؟ إذا كان أنبياء الله أهل العصمة كان يقول الواحد منهم {تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} يوسف101
هذا نبي يتمنى أن يموت مسلماً ويلحق بالصالحين لأن الخاتمة لا يعلمها إلا العليم فلذا إذا كنت لا أضمن لنفسي حسن الخاتمة فكيف أحكم على غيري وأدَّعى أن هذا مشرك وأن هذا كافر وأن هذا ضال وأن هذا مبتدع وأنا لا أعلم من أمر نفسي قليلاً ولا كثيراً؟
بل إن ما أتباهى به بين الخلق من الأعمال قد آتي يوم القيامة وأجده غير مقبول من الواحد المتعال فكلنا نعمل الأعمال لكن من يضمن منا القبول على أي عمل منها؟ {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} المؤمنون60
السيدة عائشة سألت النبي صلي الله عليه وسلم عن هذه الآية فقالت {أَهُمُ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ؟ قَالَ: لا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ وَلَكِنَّهُمُ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لا يُقْبَلَ مِنْهُمْ}[2]
ماذا كان يفعل أصحاب رسول الله في الليل؟ {كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ{17} وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ{18} الذاريات17
كانوا لا ينامون إلا قليلاً من الليل ثم يستغفرون الله ويقولون لا تؤاخذنا بالحضور من يستطيع منا أن يحضر في صلاة كاملة من بدءها إلى ختامها؟ إذا كان الله لا يقبل هذه الأعمال بعيوبها فلن يتقبل عملاً من أحد ولذلك كان الإمام أبو العزائم رضي الله عنه يقول (والله لو حاسبتنا على أرجى عمل عملناه بعدلك لهلكنا جميعاً)
لأنه لو حاسبنا بالعدل فأين الحضور؟ وأين الخشوع؟ وأين عدم الغفلة؟ وأين الإخلاص؟ أمور كثيرة لا نقدر عليها ولكننا نطمع أن ندخل في قول الله {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ} الأحقاف16
يأمر الله بأن تقبل أعمالهم بما فيها من عيوب ويلتمس في سيئاتهم الأعذار ولا تعتبر أنها أوزار إذن إذا كنت لا أضمن نفسي أين أنا وإلى أين أذهب فكيف أحكم على غيري؟ وأتهم غيري وأشتط وأشتد وأتعامل مع غيري بفظاظة وغلظة ربما تجعله ييأس من رحمة الله
المؤمن دائماً يُرَجِّي إخوانه في رحمة الله ولا يوئسهم أو يُقنطهم من عفو الله في أي أمر من الأمور وهذه علامة الورثة
فالذي يرث رسول الله هو الذي يمشى على هذا المنهاج الذي يفتح أبواب الأمل للخلق والذي يفتح لهم أبواب الفضل والرجاء والذي يجعلهم لا ييأسون من رحمة الله ولا يقنطون من الإقبال على الله مع ارتكاب الذنوب لماذا؟ لأننا نريد أن نشدهم من يد الشيطان ونحولهم إلى حضرة الرحمن
----------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-12-2013, 02:21 PM   #5082
ابو عبد الرحمن
 
الصورة الرمزية ابو عبد الرحمن
 







 
ابو عبد الرحمن is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

بارك الله فيك
ابو عبد الرحمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-12-2013, 03:19 PM   #5083
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


المؤمن الظالم لنفسه والمقتصد والسابق بالخيرات
أيها الإخوة الكرام:
الحمد لله سبحانه وتعالى على نعمه الجزيلة وآلائه الجسيمة، وأعظمها نعمة الإسلام، نعمة هذا الدين الذي أكرمنا الله سبحانه وتعالى به، اختارنا من بين خلقه لنكون خير أمة أخرجت للناس، نأمر بالمعروف، وننهى عن المنكر، ونؤمن بالله سبحانه وتعالى: ﴿ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا؛ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ﴾ [فاطر: 32].
الكتاب: القرآن، الدين، الإسلام، دين محمد صلى الله عليه وسلم، ﴿ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ﴾ الذين اختارهم الله سبحانه وتعالى؛ هم هذه الأمة، أورثهم الكتاب، ادَّخر لهم كلامه في قرآنه سبحانه وتعالى، فاحمدوا الله على هذه النعمة، أن اختاركم، وأنتم غير مختارين، فلم تتخيروا الإسلام من بين الأديان،
وإنما ولدتم مسلمين، فهذه نعمة عظيمة عليكم أيها المسلمون، غيرُكم ربما قرأ واطلع، فاختار من بين هذه الشرائع شريعة الإسلام، لكن اختاركم الله سبحانه وتعالى لتكونوا مسلمين.
ولكن المؤمنين الذين اختارهم الله عزَّ وجلَّ ليسوا على درجة واحدة، هم درجة واحدة في عموم الإيمان بالله سبحانه وتعالى، ولكنَّ بعضَهم إيمانُه قوي، وبعضهم إيمانه ضعيف، وبعضهم إيمانه متوسط.
لذلك؛ قال الله عز وجل: ﴿ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ ﴾: ظالم لنفسه؛ بارتكاب بعض المخالفات والمحرمات، بارتكاب المعاصي والخطيئات والسيئات، لكنه بين الحين والحين يرجع إلى رب العالمين، يتوب ويستغفر، ويؤوب ويرجع إلى الله عز وجل، فيقبله الله عز وجل، الرحمن الرحيم، أتعرفون لماذا يقبله؟
أولاً: لأنه من هذه الأمة.
ثانياً: لأنه رجع إلى الله، وتاب إلى الله، فقبله الله، فلو -يا عبد الله!- جئت بمثل الأرض خطايا، ثم أقبلت على الله تائبا مستغفراً، لقبلك الله، وغفر لك ما قدمت من خطايا، ﴿ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ ﴾: يظلم نفسه بمعصية الله عز وجل.
﴿ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ﴾ وهو الذي يعمل الفرائض، يقوم بالواجبات، ويعمل بعض النوافل، وقد يرتكب بعض المخالفات، وسط اقتصاد، أتى بالواجب لم يقصِّر في حق الله، لكنه قد قصر في أمور أخرى من المنهيات، أو المخالفات.
﴿ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِي ،
فنسأل الله أن نكون من السابقين بالخيرات، هؤلاء هم الذين سارعوا في طاعة الله سبحانه وتعالى، سارعوا في التوجه إلى الله، فمن أسرع إلى الله، أسرع الله إليه،
ومن تقرب إلى الله شبرا تقرب الله إليه ذراعا، وما تقربت بعمل إلى الله، وهذا العمل يقربك إلى الله ذراعا إلا أقبل الله عليك بالباع، وإذا تقربت إلى الله فمشيت إليه مشياً -من الشبر إلى الذراع، إلى المشي- جاءك هرولة، كما ورد ذلك في الحديث الصحيح، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً". صحيح البخاري (7405)، ومسلم (2675).
أقبلْ على الله يقبل الله عليك، إذا أدبرت عن الله أدبر الله عنك، ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ [طه: 124]..
لذلك؛ هذا المسابق والمسارع في الخيرات هو المؤمن المؤدي للفرائض، لكنه مكثر من النوافل ومن الطاعات، ومن أفعال البِر الخيرات، ﴿ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ﴾[فاطر: 32]
هذا الفضل: وراثة الكتاب، فضل من الله أكبر من أي فضل، فأيُّ فضل غيره (غير الكتاب، غير الإسلام) كالعدم؛ لأن هذا الفضل إذا سُلِب من أمّة كان خسارا عليها ووبالا، وأوردها المهالك، ابتعادُها عن ربها، وكفرُها بدين ربها، وكفرُها بكتاب ربها، وأي فضل أكبر من أن تكون مسلماً موحِّدا لله عز وجل، تنطق بلا إله إلا الله، وتشهد أن محمدا عبده ورسوله، في الليل وفي النهار، أطراف الليل وأطراف النهار تذكر الله عز وجل،
فأنت المؤمن إن وقعت منك بعض التقصيرات يغفرها الله إن شاء، يعفوا عمن يشاء، أما من تاب؛ فيتوب الله عليه.
لذلك؛ المؤمن الذي ظلم نفسه: ظُلمُه لنفسه لم يخرجه من إيمانه، وظلمه لنفسه لم يسلب عنه إسلامه، فهو مؤمن ظالم لنفسه، فـالذي وقع في السيئات والخطايا مؤمن ظالم لنفسه،
قد يعاقبه الله في الدنيا، وقد يعفو عنه، وقد يعاقبه في الآخرة، يوم القيامة إن شاء، وإن شاء عفا، والعفو من شيم الكرماء؛ فكيف بأكرم الأكرمين جل في علاه؟!
لكنَّ هذا الظلمَ وتلك المعصية، وذلك الذنبَ من هذا المؤمن يُنقص إيمانَه، يقللُ من إسلامه، يؤخره عن القرب عن ربه سبحانه وتعالى.
لذلك هذه الصفاتُ؛ صفاتُ المخالفات، صفاتُ الظلم للنفس؛ ارتكابُ ما حرم الله عز وجل وإن كانت لا تسلب الإيمان، فالإيمان لا يأمر بها، لا نقول: هذا مؤمن يفعل كذا من الزنا، ومن شرب الخمر، وما شابه ذلك، فهل هذه الأفعال من الإيمان! لا والله!. قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَشْرَبُ الخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَنْتَهِبُ نُهْبَةً، يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ، وَهُوَ مُؤْمِنٌ» صحيح البخاري (6772)، ومسلم (57).
«لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، .. »، إيمانه لا يأمره بذلك، «... وَلاَ يَشْرَبُ الخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، ... »، ليس ذلك سلْبٌ للإيمان عنه، ولكن سلبٌ لأمر الإيمان به،
الإيمان لم يأمر بالمخالفات والمعاصي والذنوب، لذلك لا يُتخذ المؤمن الظالم لنفسه، المؤمن الزاني، دليلا على جواز المعصية!!
والمؤمن الذي ارتكب هذه الخطيئة لا يدل على أن هذا الزنى وتلك الخطيئة فِعْلها جائز؟! لماذا؟ لأن المؤمن فَعَلها، لا! ليس هذا دليلا، هذا لا يدل على جواز ذلك لصدوره من المؤمن، فـ(لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن).
لذلك يا عباد الله! المؤمن دائما وأبدا أوابٌ إلى الله، رجَّاعٌ إلى الله، تواب لله، هذا ما علمنا إياه نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي اليَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً»، صحيح البخاري (6307)، وروى مسلم (2702) أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي، وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ، فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ». وفي رواية عند مسلم (2702): «يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللهِ، فَإِنِّي أَتُوبُ، فِي الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ، مَرَّةٍ».
المؤمن كثير الذكر لله.
كثير الذكر لله؟ كلمةُ (كثير) ليس قليلا معناها، هو مؤمن يذكر ويتذكر ربه، وينتظر لقاءه بين الحين والحين، وبين الفينة والأخرى.
فإذا أصبح ذكر الله، وإذا أمسى ذكر الله، المؤمن لا تفوته لحظة دون أن يذكر فيها الله سبحانه وتعالى.
المؤمن؛ أقلّ ما فيها أن يسبِّح الله في اليوم والليلة ألف تسبيحة، أن يذكر الله ألف ذكر، على لسانه: (الله)، قبلها سبحان (الله)، أو الحمد (لله)، أو لا إله إلا (الله)، أو بعدها كلمة (أكبر)، أو لا حول ولا قوة إلى (بالله)، في اليوم والليلة، فكن من هؤلاء المؤمنين ﴿ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [آل عمران: 191].
لذلك؛ هذا المؤمن جعل بعد الصلوات الخمس في اليوم والليلة خمسَمائة تسبيحة، خمسَمائة ذكر لله سبحانه وتعالى: فبعد كل صلاة؛ (سبحان الله ثلاثاً وثلاثين، والحمد لله ثلاثاً وثلاثين، والله أكبر ثلاثا وثلاثين) يختمها بـ(لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)، أحرز المائة، هذه خمسمائة تسبيحة مع المؤمن المداوم على الصلوات الخمس.
وأيضاً! المؤمن تعلَّم من رسول الله، ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ، لذلك تجده يكرِّر قبل طلوع الشمس وقبل الغروب: (سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ: سبحان الله وبحمده، مئة مرة، وإذا أمسى مئة مَرَّةٍ؛ غُفِرَت ذُنُوبُهُ وَإِنْ كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ زبد البحر". التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان (2/ 228، ح 856)، مائة صباحاً ومائة مساءاً، فيصبح المجموع سبعَمائة تسبيحة.
ثم يتبعها بالاستغفار، (أستغفر الله العظيم وأتوب إليه)، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي اليَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً» صحيح البخاري (6307)، وفي رواية: «إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي، وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ» سنن أبي داود (1515)، مائة صباحاً ومائة مساءاً، فيكون المجموع تسعَمائة.
فإذا جاء وقت النوم يريد أن يستريح، فالنوم سكَنٌ للإنسان المؤمن وغير المؤمن، فالمؤمن يستغلّه ويعتنمه –ويغتنمه-، -فـ- قبل أن ينام يذكر الله؛ بأن (يسبِّحَه ثلاثا وثلاثين تسبيحة، ويحمده ثلاثا وثلاثين تحميده، ويكبره أربع وثلاثون تكبيرة)، عن عَلِيٍّ رضي الله تعالى عنه، أَنَّ فَاطِمَةَ رضي الله تعالى عنها، اشْتَكَتْ مَا تَلْقَى مِنَ الرَّحَى فِي يَدِهَا، وَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْيٌ، فَانْطَلَقَتْ، فَلَمْ تَجِدْهُ وَلَقِيَتْ عَائِشَةَ، فَأَخْبَرَتْهَا فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ بِمَجِيءِ فَاطِمَةَ إِلَيْهَا، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْنَا، وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا، فَذَهَبْنَا نَقُومُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَى مَكَانِكُمَا»، فَقَعَدَ بَيْنَنَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمِهِ عَلَى صَدْرِي، ثُمَّ قَالَ: «أَلَا أُعَلِّمُكُمَا خَيْرًا مِمَّا سَأَلْتُمَا، إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا، أَنْ تُكَبِّرَا اللهَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، وَتُسَبِّحَاهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدَاهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَهْوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ»، صحيح مسلم (2727)، فالمجموع مائة فأكملت الألف.
صعبةٌ يا عباد الله؟! ألفٌ في اليوم والليلة، كفيلة بمحوِ السيئاتِ، ورفع الدرجاتِ، وكتابة الحسناتِ الكثيرات، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ، كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟» فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قَالَ: «يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ، فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ، أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ» صحيح مسلم (2698).
وفوق هذا؛ المؤمن يذكر الله على جميع أحيانه:
أذا أتى فراشه، وإذا تقلَّب في منامه، وإذا مشى في سيره، وإذا تحرك أو سكن على كل حال يذكر الله، وينوِّع الذكرَ؛ بين تسبيح وتحميد، وتكبير وتهليل، وحوقلة وبسملة ودعاء: (يا ألله) عندما يقوم، (يا كريم يا رزاق) يتوسل إلى الله بأسمائه وصفاته، المؤمن والمؤمنة دائما وأبدا من ﴿ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ ﴾ [الأحزاب: 35].
المؤمن يؤدّي الفرائض كلَّها لا ينقص منها شيئا، لا يمنعه من ذلك إلا غياب عقله، أو يمنع المرأةَ حيضُها أو نفاسُها، أما النوافل؛ فيفعلُ منها ما تيسر له، على قدر وقته وانشغاله أو فراغه أو ما شابه ذلك.
المؤمن عجيبٌ أمره بين الناس، تعرفه بأنه ينفع غيره، وينشر خيره، ويكفُّ شره، ينفع غيره من مسكين وأرملة ومحتاج، ينفع غيره وينشر خيره، ويحمل الكَلَّ والضعيف، ويكف شره: شرَّ عينه، وشر لسانه، وشر قلبه من الضغائن، وشر يديه، وشر رجليه، وشر أذنيه، يحفظ ذلك كلَّه.
فيحفظ عينه عن الحرام، فأعراض المسلمين، ووجوه المؤمنات مصونةٌ عند هذا المؤمن.
يحفظ أذنه عن التنصت على الجيران، وعن الجوسسة والعمالة ونقل الأخبار.
يحفظ يده عن السرقة والغش، والظلم والبطش، وملامسة النساء.
يحفظ رجله أن تسوقه إلى أماكن اللهو الحرام، وبيوت الدعارة، والفسق والفجور.
يحفظ لسانه عن الطعن، والسب واللعن، والشتم واللغو، والفحش من القول، والبذائة وقلة الأدب من الكلام.. يحفظ لسانه عن الكذب والغيبة والنميمة...
يحفظ قلبه عن الوساوس الشيطانية، والشبهات والشهوات، ويحفظ قلبه عن الاعتقادات الشركية والكفرية، ويحفظ قلبه عن أن يتمنى ما يغضب الله سبحانه وتعالى.
المؤمن ينصحُ ولا يفضح، يأمر بالمعروف بمعروف، وينهى عن المنكر بلا منكر، بعيدا عن الأهواء والبدع وأهلها، قريبا من السنة والجماعة وأهلها.
المؤمن أينما وقع نفع، المؤمن كالنحلة إذا وقعت لم تفسد ولم تكسر، إذا وقعت على زهرة؛ لا تكسر العود ولا تفسده، وتأخذ الطيِّب ثم تضع لك الطيب، "إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الْقِطْعَةِ مِنَ الذَّهَبِ، نَفَخَ عَلَيْهَا صَاحِبُهَا فَلَمْ تَغَيَّرْ، وَلَمْ تَنْقُصْ، وَالَّذِي نَفْسي بِيَدِهِ، إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ النَّحْلَةِ، أَكَلَتْ طَيِّبًا، وَوَضَعَتْ طَيِّبًا، وَوَقَعَتْ فَلَمْ تُكْسَرْ وَلَمْ تَفْسُدْ "مسند أحمد ط الرسالة (11/ 457، ح 6872) الصحيحة (2288).
المؤمن كالنخلة؛ يرمى بالحجارة وترميهم بالثمر، هذا هو المؤمن، فأين نحن من هذا؟!!
المؤمن لا يروِّج للشائعاتِ، ولا يستمع إليها ويكف شرَّها.
المؤمن يذلًّ ويتواضع ويخضع لإخوانه المؤمنين، ويعزُّ ويتكبَّر بإيمانه وإسلامه على الكافرين. «... فَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الْأَنِفِ، حَيْثُمَا قِيدَ انْقَادَ». سنن ابن ماجه (43)، حقًّا «الْمُؤْمِنُونَ هَيِّنُونَ لَيِّنُونَ، كَالْجَمَلِ الْأَنِفِ، الَّذِي إِنْ قِيدَ انْقَادَ، وَإِذَا أُنِيخَ عَلَى صَخْرَةٍ اسْتَنَاخَ». (حسن) صحيح الجامع (6669) ورمز له: (ابن المبارك) عن مكحول مرسلا (هب) عن ابن عمر. الصحيحة (936).
المؤمن لا يمتنع أن يسلم على الصبيان والأطفال مع أنه يسلم على الكبار والمسؤولين ويساعد الشيوخ والعجزة والضعفاء، ولا يتكبَّر أن يكنس بيته، ويحلب شاته، ويرقع ثوبه، ويخصف نعله، تشبهاً بمحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، لا يأبى ولا يكابر ولا يعاند، بل إذا لاحت الفرصةُ؛ طبخ طعامَه، وصنع شايه وشرابه بنفسه، إن احتاج إلى ذلك.
المؤمن ليس بصخَّاب في الأسواق، ولا عُتُلٍّ شديدٍ جافي غليظٍ على الناس، وليس بجواظ جموعٍ؛ يجمع المال الكثير ويمنع غيره، ويمنع الصدقة ويمنع الزكاة.
المؤمن في سوقه (سمحٌ إذا باع، سمح إذا اشترى، سمح إذا قضى، سمح إذا اقتضى) إذا داين أحدا أو استرد دينه، فمعاملته كلها سماحة ورفق ولين، إذا أراد أن يشتري بضاعة لا يطيل المساومة؛ إذا أعجبه اشترى، وإن لم يعجبه ترك.
المؤمن لا يبخس السلع والبضائع؛ (بكم هذه يا فلان؟) (هذه بعشرة) (لا لا ما تساوي إلا خمسة).. هذه ليست عند المؤمن، صفة البخس! أنت قل: (لا تمشي معي إلا بخمسة) فإن اشتريت كان بها، إن باعك كان بها وإلا تركت، فلا تبخس يا عبد الله بضائع الآخرين.
المؤمن ليس بالذوَّاق في الأسواق، يأتي عند هذا: (بكم هذا؟) -هو لا يريد الشراء-، (هذه بكذا) ويأكل ليتذوَّق، ثم يذهب إلى هذا وإلى ذاك، فيخرج من السوق وقد شبع، فهو لا يريد شراءً، ولا يجوز ذلك التذوق إلا برضا صاحب الشأن وصاحب البضاعة.
المؤمن في سوقه ليس من المطففين ﴿ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [المطففين: 2- 6].
وتوبوا إلى الله واستغفروه إنه هو التواب الرحيم...
------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-12-2013, 05:15 PM   #5084
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

وأفوض أمري إلى الله أن الله بصير بالعباد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استوقفتني هذه الايه كثيرا .
قوله تعالى : فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب . التحقيق الذي لا شك فيه أن هذا الكلام من كلام مؤمن آل فرعون الذي ذكر الله عنه ، وليس لموسى فيه دخل .
وقوله : فستذكرون ما أقول لكم ،
يعني أنهم يوم القيامة يعلمون صحة ما كان يقول لهم ، ويذكرون نصيحته ، فيندمون حيث لا ينفع الندم ، والآيات الدالة على مثل هذا من أن الكفار تنكشف لهم يوم القيامة حقائق ما كانوا يكذبون به في الدنيا - كثيرة ، كقوله تعالى : وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون [ 6 \ 66 - 67 ] وقوله تعالى : ولتعلمن نبأه بعد حين [ 38 \ 88 ] . وقوله تعالى : كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون [ 78 \ 4 - 5 ] وقوله تعالى : كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون [ 102 \ 3 - 4 ] . [ ص: 388 ] وقوله تعالى : فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد [ 50 \ 22 ] إلى غير ذلك من الآيات .
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة : وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد فوقاه الله سيئات ما مكروا [ 40 \ 44 - 45 ]
دليل واضح على أن التوكل الصادق على الله ، وتفويض الأمور إليه سبب للحفظ والوقاية من كل سوء ، وقد تقرر في الأصول أن الفاء من حروف التعليل ،
كقولهم : سها فسجد ، أي : سجد لعلة سهوه ، وسرق فقطعت يده ، أي : لعلة سرقته ، كما قدمناه مرارا .
وما تضمنته هذه الآية الكريمة
من كون التوكل على الله سببا للحفظ ، والوقاية من السوء ، جاء مبينا في آيات أخر ، كقوله تعالى : ومن يتوكل على الله فهو حسبه [ 65 \ 3 ] . وقوله تعالى : الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء [ 3 \ 173 - 174 ] .
وقد ذكرنا الآيات الدالة على ذلك بكثرة ، في أول سورة بني إسرائيل ، في الكلام على قوله تعالى : ألا تتخذوا من دوني ‎وكيلا [ 17 \ 2 ] .
والظاهر أن ما في قوله : سيئات ما مكروا [ 40 \ 45 ] مصدرية ، أي : فوقاه الله سيئات مكرهم ، أي : أضرار مكرهم وشدائده ، والمكر : الكيد .
فقد دلت هذه الآية الكريمة ، على أن فرعون وقومه أرادوا أن يمكروا بهذا المؤمن الكريم وأن الله وقاه ، أي حفظه ونجاه ، من أضرار مكرهم وشدائده بسبب توكله على الله ، وتفويضه أمره إليه .
وبعض العلماء يقول :
نجاه الله منهم مع موسى وقومه وبعضهم يقول : صعد جبلا فأعجزهم الله عنه ونجاه منهم ، وكل هذا لا دليل عليه ، وغاية ما دل عليه القرآن أن الله وقاه سيئات مكرهم ، أي حفظه ونجاه منها . وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة : وحاق بآل فرعون سوء العذاب معناه : أنهم لما أرادوا أن يمكروا بهذا المؤمن وقاه الله مكرهم ، ورد العاقبة السيئة عليهم ، فرد سوء مكرهم إليهم ، فكان المؤمن المذكور ناجيا في الدنيا والآخرة ، وكان فرعون وقومه هالكين [ ص: 389 ] في الدنيا والآخرة والبرزخ .
فقال في هلاكهم في الدنيا : وأغرقنا آل فرعون ، وأمثالها من الآيات .
وقال في مصيرهم في البرزخ : النار يعرضون عليها غدوا وعشيا [ 40 \ 46 ] .
وقال في عذابهم في الآخرة : ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب [ 40 \ 46 ] .
وما دلت عليه هذه الآية الكريمة من حيق المكر السيئ بالماكر أوضحه تعالى في قوله : ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله [ 35 \ 43 ] .
والعرب تقول حاق به المكروه يحيق به حيقا وحيوقا ، إذا نزل به وأحاط به ، ولا يطلق إلا على إحاطة المكروه خاصة .
يقال : حاق به السوء والمكروه ، ولا يقال : حاق به الخير ، فمادة الحيق من الأجوف الذي هو يائي العين ، والوصف منه حائق على القياس ، ومنه قول الشاعر :
فأوطأ جرد الخيل عقر ديارهم
وحاق بهم من بأس ضبة حائق

وقد قدمنا أن وزن السيئة بالميزان الصرفي فيعلة من السوء ، فأدغمت ياء الفيعلة الزائدة في الواو ، التي هي عين الكلمة ، بعد إبدال الواو ياء على القاعدة التصريفية المشار إليها ،
في الخلاصة بقوله :
إن يسكن السابق من واو ويا واتصلا ومن عروض عريا
فياء الواو فلين مدغما وشذ معطي غير ما قد رسما
-------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-12-2013, 05:35 PM   #5085
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

إنا عرضنا الأمانةَ على السمواتِ والأرض
( قال تعالى : إِنَّا عَرَضْنَا ٱلأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأرْضِ وَٱلْجِبَالِ فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا ٱلإِنْسَـٰنُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ) . فهل هذا الرَّفض يُعتبَر عصيانا ؟
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا يُعتبر ذلك عصيانا ؛ لِعدّة اعتبارات :
الأول : أنه لا يمكنهما العصيان ، كما قال تعالى : (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) .
الثاني : أن هذا كان إشفاقا من حَمْل الأمانة ، كما قال تعالى : (فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا) .
الثالث : أن السماوات والأرض والجبال مع ذلك لم تَخرُج عن الطاعة .
قال ابن زيد : إن الله عَرض عليهن الأمانة أن يفترض عليهن الدِّين ، ويجعل لهن ثوابًا وعقابًا، ويستأمنهن على الدِّين ، فقلن : لا ، نحن مُسَخَّرات لأمْرك ، لا نُريد ثوابًا ولا عقابًا . رواه ابن جرير .
الرابع : ما جاء في تفسير الآية من أنها خُيِّرت ، فاختارت عدم حَمْل الأمانة .
فإن من معاني الآية : " إن الله عَرَض طاعته وفرائضه على السموات والأرض والجبال على أنها إن أحسنت أُثِيبت وجُوزيت ، وإن ضَيَّعت عُوقبت ، فأبَتْ حَمْلها شفقًا منها أن لا تقوم بالواجب عليها ، وحملها آدم " ، ذكَرَه ابن جرير .
الخامس : أن ذلك العَرْض كان مِن قِبَل آدم ، إذ عَرَض آدم على السماوات والأرض الجبال أن تحفظ وَلده من بعده ، فأبَيْن ، وحَمَلها قابيل ثم قَتَل أخاه هابيل . كما جاء في تفسير الآية .
والله تعالى أعلم .
--------------
الشيخ عبد الرحمن السحيم /للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-12-2013, 06:18 PM   #5086
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

بركات السماء والأرض
بسم الله الرحمن الرحيم
فسر النبي صلى الله عليه وسلم أحاديثه لنا ولم يترك الأمر لنا لأننا إذا فكرنا فيه بعقولنا قد نخطئ وقد نصيب فقال في الحديث الكريم {فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ الْغُرَبَاءُ؟ قَالَ: الَّذِينَ يَصْلُحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ}[1]
ضم كل المؤمنين المستمسكين بطاعة الله يصلحون ويصلحون في أنفسهم ولا شأن لهم بمن حولهم لا يتغيرون ولا يتحولون لإغراءات الدنيا ولا زهرتها ولا فتنها وإن كان بهم خصاصة وإن كان بهم فاقة وإن كان بهم حاجة ثقة في موعود الله {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} الطلاق3
يكفيهم الله كل هم ويرفع عنهم كل غم ويبارك لهم في القليل ليقوم مقام الكثير فإن الإنسان لو تخلت عنه البركة من الله وملك كل كنوز الدنيا لا يستطيع أن يغطي نفقاته في هذه الحياة ولو بارك الله في القليل يكفي ويفيض
لأن الله إذا بارك في الرزق القليل صحح الأجسام فحماها من الأمراض وصحح عقول الأولاد فجعلها في غير احتياج إلى دروس ومدرسين وجعلهم بررة وأتقياء بوالديهم في الدنيا ويلحقون بهم في يوم الدين
يبارك الله في كل ما يقتنيه المرء إن كان ملابس أو أدوات أو مقتنيات فالتي لها عمر افتراضي في سنوات معدودة تعيش آمادا غير محدودة إذا باركتها بركة السماء قال تعالى {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} الأعراف96
لم يقل الله فتحنا عليهم خيرات الخيرات كما هي لكن تزيد بالبركة من عند الله وهذا كان جل اعتماد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضوان الله تبارك وتعالى عليهم أجمعين وكان هذا أيضاً اعتماد آبائنا وأجدادنا الذين لحقناهم
فكان الرجل منهم يدخر الحَب في الصومعة ويوصي الزوجة أن تأخذ من الفتحة التي بالأسفل ولا تفتح الصومعة من الأعلى فتأخذ منها ما شاء الله ولا تعلم حدود ما أخذته تستفتح ببسم الله في كل أمر وتنزل البركة من الله لأنه أخرج الزكاة يوم حصاده وجعله رصداً لنفسه وأولاده وللفقراء من عباد الله
نحن لا نحتاج إلى معونات وإنما نحتاج إلى البركة من المقيت فلو نزلت البركة من الله على أرضنا ستنتج ما يكفينا ويزيد ويرفع شأن اقتصادنا ولو نزلت البركة في أولادنا لكانوا مخترعين ومكتشفين وأغنونا عن استيراد السلع والمعدات من غيرنا هذا هو الأمر الذي يتعامل به الله مع المؤمنين وفيه يقول{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً{2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} الطلاق
كيف؟
بالبركة جهز هذا الطعام لأيام يكفيه هذا الطعام إذا حلت فيه البركة أعوام كان النبي صلي الله عليه وسلم حتى في الجيوش الحربية أرسل سرية وفيها أبو هريرة وأعطاه جرابا مملوء تمرا وقال (هذا غذاء الجيش) مشى أبو هريرة يطعم الجيش خمسة عشر يوماً
يعطي كل جندي في الصباح تمرة وفي الظهر تمرة وفي العشاء تمرة ولا يحتاج إلى غيرها وكأنها أقوى من كل الكبسولات التي صنعتها أمريكا وألمانيا للغذاء في هذا الزمان
ولما أوشك ما في الجراب على النفاد وهم يمشون على ساحل البحر إذا بموج البحر يقذف لهم بحوت ضخم أخذوا يأكلون منه شهراً وحملوا منه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكرت الروايات أن السلسلة منه كان يمر من تحتها الجمل
رزقهم الله هذا من غير حساب لأنهم توكلوا على الله واعتمدوا على الله ولم يلجأوا إلى قطع الطريق ولم يلجأوا للاعتداء على الآمنين لأخذ طعامهم وميرتهم وإنما وجهوا القلوب إلى علام الغيوب وهو يقول {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} الطلاق3
الطائفة الأولى من الغرباء هم الذين يتمسكون بهدي النبي الذين يصلحون إذا فسد الناس والطائفة الأعلى والأغلى والأرقى يقول فيهم صلى الله عليه وسلم في رواية أخرى {إِنَّ الدِّينَ بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنِ الْغُرَبَاءُ؟ قَالَ: الَّذِينَ يُحْيُونَ سُنَّتِي وَيُعَلِّمُونَهَا عِبَادَ اللَّهِ}[2]
يعلمون الناس بالحكمة والموعظة الحسنة العودة إلى السنن الحميدة وإلى الشريعة الرشيدة لا بالقهر ولا بالشدة وإنما يعلمونهم ويشرحون لهم أن في إتباع الشرع خير لهم في الدنيا وحصن أمن لهم من النار في الآخرة وسعادة وارفة لهم في الجنان ينشرون هدي النبي العدنان ويحاولون أن يحيون سنته في أنفسهم وفي غيرهم فلنكن جميعاً من هؤلاء لقوله صلى الله عليه وسلم {مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ}[3]
-------------
للفايدة

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-12-2013, 06:18 PM   #5087
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

بركات السماء والأرض
بسم الله الرحمن الرحيم
فسر النبي صلى الله عليه وسلم أحاديثه لنا ولم يترك الأمر لنا لأننا إذا فكرنا فيه بعقولنا قد نخطئ وقد نصيب فقال في الحديث الكريم {فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ الْغُرَبَاءُ؟ قَالَ: الَّذِينَ يَصْلُحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ}[1]
ضم كل المؤمنين المستمسكين بطاعة الله يصلحون ويصلحون في أنفسهم ولا شأن لهم بمن حولهم لا يتغيرون ولا يتحولون لإغراءات الدنيا ولا زهرتها ولا فتنها وإن كان بهم خصاصة وإن كان بهم فاقة وإن كان بهم حاجة ثقة في موعود الله {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} الطلاق3
يكفيهم الله كل هم ويرفع عنهم كل غم ويبارك لهم في القليل ليقوم مقام الكثير فإن الإنسان لو تخلت عنه البركة من الله وملك كل كنوز الدنيا لا يستطيع أن يغطي نفقاته في هذه الحياة ولو بارك الله في القليل يكفي ويفيض
لأن الله إذا بارك في الرزق القليل صحح الأجسام فحماها من الأمراض وصحح عقول الأولاد فجعلها في غير احتياج إلى دروس ومدرسين وجعلهم بررة وأتقياء بوالديهم في الدنيا ويلحقون بهم في يوم الدين
يبارك الله في كل ما يقتنيه المرء إن كان ملابس أو أدوات أو مقتنيات فالتي لها عمر افتراضي في سنوات معدودة تعيش آمادا غير محدودة إذا باركتها بركة السماء قال تعالى {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} الأعراف96
لم يقل الله فتحنا عليهم خيرات الخيرات كما هي لكن تزيد بالبركة من عند الله وهذا كان جل اعتماد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضوان الله تبارك وتعالى عليهم أجمعين وكان هذا أيضاً اعتماد آبائنا وأجدادنا الذين لحقناهم
فكان الرجل منهم يدخر الحَب في الصومعة ويوصي الزوجة أن تأخذ من الفتحة التي بالأسفل ولا تفتح الصومعة من الأعلى فتأخذ منها ما شاء الله ولا تعلم حدود ما أخذته تستفتح ببسم الله في كل أمر وتنزل البركة من الله لأنه أخرج الزكاة يوم حصاده وجعله رصداً لنفسه وأولاده وللفقراء من عباد الله
نحن لا نحتاج إلى معونات وإنما نحتاج إلى البركة من المقيت فلو نزلت البركة من الله على أرضنا ستنتج ما يكفينا ويزيد ويرفع شأن اقتصادنا ولو نزلت البركة في أولادنا لكانوا مخترعين ومكتشفين وأغنونا عن استيراد السلع والمعدات من غيرنا هذا هو الأمر الذي يتعامل به الله مع المؤمنين وفيه يقول{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً{2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} الطلاق
كيف؟
بالبركة جهز هذا الطعام لأيام يكفيه هذا الطعام إذا حلت فيه البركة أعوام كان النبي صلي الله عليه وسلم حتى في الجيوش الحربية أرسل سرية وفيها أبو هريرة وأعطاه جرابا مملوء تمرا وقال (هذا غذاء الجيش) مشى أبو هريرة يطعم الجيش خمسة عشر يوماً
يعطي كل جندي في الصباح تمرة وفي الظهر تمرة وفي العشاء تمرة ولا يحتاج إلى غيرها وكأنها أقوى من كل الكبسولات التي صنعتها أمريكا وألمانيا للغذاء في هذا الزمان
ولما أوشك ما في الجراب على النفاد وهم يمشون على ساحل البحر إذا بموج البحر يقذف لهم بحوت ضخم أخذوا يأكلون منه شهراً وحملوا منه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكرت الروايات أن السلسلة منه كان يمر من تحتها الجمل
رزقهم الله هذا من غير حساب لأنهم توكلوا على الله واعتمدوا على الله ولم يلجأوا إلى قطع الطريق ولم يلجأوا للاعتداء على الآمنين لأخذ طعامهم وميرتهم وإنما وجهوا القلوب إلى علام الغيوب وهو يقول {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} الطلاق3
الطائفة الأولى من الغرباء هم الذين يتمسكون بهدي النبي الذين يصلحون إذا فسد الناس والطائفة الأعلى والأغلى والأرقى يقول فيهم صلى الله عليه وسلم في رواية أخرى {إِنَّ الدِّينَ بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنِ الْغُرَبَاءُ؟ قَالَ: الَّذِينَ يُحْيُونَ سُنَّتِي وَيُعَلِّمُونَهَا عِبَادَ اللَّهِ}[2]
يعلمون الناس بالحكمة والموعظة الحسنة العودة إلى السنن الحميدة وإلى الشريعة الرشيدة لا بالقهر ولا بالشدة وإنما يعلمونهم ويشرحون لهم أن في إتباع الشرع خير لهم في الدنيا وحصن أمن لهم من النار في الآخرة وسعادة وارفة لهم في الجنان ينشرون هدي النبي العدنان ويحاولون أن يحيون سنته في أنفسهم وفي غيرهم فلنكن جميعاً من هؤلاء لقوله صلى الله عليه وسلم {مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ}[3]
-------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-12-2013, 08:13 PM   #5088
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

لماذا نحتـــال على أنفسنـــا ؟
الحيل النفسية
ثمة عقبات وهمية من صنع الناس ،
وحواجز يبنيها بعضنا أمام نفسه دون قصد ،
وحيث أن الناس قد يرون فيك ما لا تراه في نفسك ;
هذه بعض من الحيل علنا ننجح في التخلص منها والبعد عنها .
الحيلة الأولى : انتظار الوقت المناسب
يتأخر بعضهم في مزاولة العمل ، وبذل الجهد لتحقيق الهدف ؛
متعللًا بانتظار الوقت المناسب ، وتحيّن الفرصة المواتية ،
وهذا الانتظار في أكثره ؛ ما هو إلا حيلة نفسية
للتأجيل والتسويف والكسل ،
وإلا فقد اتفق العقلاء قاطبة أنّ أول خطوة لتحقيق أي هدف :
هي البدء في تحقيقه فورًا ،
وأنك إن انتظرت الوقت المناسب ؛
فإنه لن يأتِ .
الحيلة الثانية : وهم الضحية
يستمتع بعضهم بلعب دور الضحية ،
ومن شدة الإعجاب به : يتقنه ،
فيظن أنّ كل ما حوله مستفزٌ للوقوف ضده ،
وكل من حوله همه أن يحد من تقدمه ،
فيرى الناس مجرد أقنعة تخفي من خلفها وجه الجلاد الذي يلاحقه
، وما علم أنه إن صح في موقف أنه ضحية ؛
فيستحيل أن يكون كذلك على الدوام ،
وأنّ الضحية قد تموت وقد تنجو وقد تصبح جلادًا
في حين من الدهر لاحقًا ،
وكل ما عليه : أن يبحث عن مخرج .
الحيلة الثالثة : استحلاب الماضي
بعض الناس يصيبه العطش من أحداث الحاضر ،
فيستحلب الماضي ليشرب ،
وكلٌ على ماضيه يروي ويرتوي ،
فمن كان ماضيه ربيعًا وحاضره قاعًا صفصفًا :
بدأ يعزف على أنغام الصبا ، وألحان الإنجاز ،
ومن كان حاضره خاويًا وماضيه تعيسًا :
بدأ يُسمِعك بعض الموشحات الحزينة وكأنك في مأتم ،
والعاقل يعلم أن ما مضى فات ،
وما حواه قد مات ،
وأن مهمته استغلال حاضره واستثمار مستقبله
وعلى الله قصد السبيل .
الحيلة الرابعة : الآمال الخادعة
بعض الناس تتضخم عنده المواهب ،
فيتحير أيها يسلك لينير دروبًا مظلمة في سبيل النجاح ،
ونظرًا لكثرة رغباته وتعدد شهواته :
يحلم بأنه سيصبح منارة يهتدي بها السائرون ،
وعلامة يستدل بها التائهون ،
وفي النهاية ينتظر أمله الموعود يتحقق من تلقاء نفسه
وهيهات أن يفعل ،
وهذا الكلام ينطبق على كل من كان أسيرًا للأمل
دون أن يترجمه بعمل .
الحيلة الخامسة : إسقاط العيوب
الاعتراف بالنقص والتقصير :
عملية صعبة على النفس البشرية ؛
لذا تجدها تبدع في التسويغ واختراع المعاذير ،
وأكثر الناس تسويغًا للأخطاء : هم المثقفون ،
وحيث أنّ موقف المخطئ والفاشل ضعيف ؛
فإنه يتعلق بأي قشة : ليعلق عليها عذرًا
يكفل له تسويغًا يسكن إليه ،
فالعين والسحر والحسد قوالب جاهزة لا تحتاج إلى كثير
عناء لنضع فيها كل ما عجزنا عن تحقيقه
أو أخفقنا في الوصول إليه ،
والعاقل الشجاع إن لم يعترف بحقيقة الخطأ ؛
فلا أقل من أن يلتزم الصمت ،
فالصمت لا يسمعه الناس .
الحيلة السادسة : وهم الأهمية
بعض الناس يتصور أنه محور اهتمام من يعرفه ؛
يصبحون ويمسون على أخباره وأحاديثه ،
فيظن أنهم مهتمون به وبجميع أموره ،
فيتصور أنهم يقفون على قدم واحدة ينتظرون تصرف منه
يصدر أو عبارة من فيه تقطر ،
فيعيش في وهم يسد نقصه من خلاله ويتعب نفسه في آن معًا ،
وما علم المسكين أن كل إنسان يرى نفسه محور كونه ،
وما الاهتمام الذي يلقيه أحدهم على غيره إلا فتات ،
وهذا الفتات يعود في حقيقته إلى اهتمامٍ بالذات ،
والعاقل خصيم نفسه يراقبها دون ما سواها .
الحيلة السابعة : لفت الانتباه
حب البروز والتميز : حاجة نفسية ،
وما نراه من أشكال مقززة في بعض الموضات الشبابية :
ما هي إلا تعبير عن هذه الحاجة ،
وبعض الناس يعمل أعمالًا يصور للآخرين -ولنفسه أحيانًا-
أنه يريد منها أمرًا نبيلًا ،
وحين يفحص مقصده بمنظار الموضوعية :
يجد الحقيقة بدون أصباغ ، والغاية بيّنة دون قناع ،
وكأنه يحمل بوقًا ينفخ فيه قائلًا : هـَا أنذا ،
لذا كان مما يتواصى به العقلاء دائمًا لا تضع الناس بينك
وبين تصرفاتك ، واجعل دافعك منك وفيك .
الحيلة الثامنة : الغيرة النقدية
يبدع بعضهم في استخراج النواقص ،
ويستمتع في اكتشاف العيوب ،
وهو في هذا يترجم أمرين معًا دون أن يشعر ،
فهو يقلل من غيره ويتكثر من نفسه ،
وهذه الغيرة النقدية : ليست محمودة ،
فهي تشير إلى نقص يسكن الإنسان يسده من خلال
إبراز نقص الآخرين ،
وهو مع هذا يغلف هذه الغيرة بغلاف جميل اسمه :
النقد الهادف ،
والعقلاء يعرفون أن ثمة فروق بين من ينصح ليبني ،
ومن ينقد ليهدم .
الحيلة التاسعة : من يعلق الجرس
حين تسأله عن مشكلته يشخصها لك بشكل دقيق ،
وإذا سألته عن إمكانياته يصفها لك بشكل عميق ،
وحين تستفهم عن متى يعمل ويباشر الحل :
تجده يقلب يمنة ويسرة في دفتر الأعذار ،
ويفتش في صندوق العقبات : من أجل أن يقنعك أنه
يود ذلك ولكن ثمة ما يمنعه ،
وهو ينتظر من يعلق له الجرس ليكمل الخطى ويواصل المسير ،
ومما تواصى به العقلاء أن الجلد لن يحكه مثل الظفر ،
فدافعك منك وفيك وإلا ستتوقف حتمًا .
الحيلة العاشرة : التواضع المذموم
حين تطلب منه عملًا : يقول لك لا أعرف ،
وحين توكل إليه القيام بمهمة : يتهرب منها ،
وحين تواجهه وتناقشه : يخبرك بكل جرأة أنه
أقل من أن يقوم بمثل هذه الأعمال ،
وأنّ قدراته ضعيفة ،
ولو كان هذا الحكم بعد تجربة وجهد لكان مقبولًا ،
ولكنها لافتات جاهزة يرفعها في وجه كل من سأله
بذلًا أو عملًا أو غير ذلك ،
وما هذا إلا كسل تم تغليفه بغلاف تواضع ،
والعقلاء يعرفون في كل زمان ومكان :
أن قدرات الإنسان تتوالد من خلال العمل
------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-12-2013, 11:00 PM   #5089
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

من الذنوب ما لا يكفره الاستغفار والتوبة
وكثير من الناس ينظر إلى هذا الحديث -حديث تكفير الصلوات الخمس للخطايا- وينسى الحديث الآخر وهو أن هناك ما لا تكفره الصلاة, ولا الزكاة, ولا الصوم

وهو حقوق العباد, لأن حقوق العباد لا تكفر إلا بأدائها إليهم أو بأخذ حسنات الآخذ، ولذلك فإذا اغتبت إنساناً ولم تستطع أن تتحلل منه فاذكره بالخير واثن عليه؛ فهذا يكافئ ذاك، لكن الخاسرين هم من قال الله عنهم: قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [الزمر:15]
فأكبر خسارة هي خسارة الآخرة، أما الدنيا ففيها دراهم ودنانير, وفيها رهن وفيها شيء كثير، وكم من مؤمن ضيق الله عليه رزقه ابتلاءً
لكن يوم القيامة ماذا يعمل الإنسان وليس عنده إلا الحسنات أو السيئات؟! جنة أو نار, فيأتي بهذه الأعمال الصالحة فتوضع له, والله تعالى لا يظلم أحداً, وسوف نأتي -إن شاء الله- إلى وضع الميزان، وأن مذهب أهل السنة والجماعة الإيمان به

وإثباته كما أخبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأن له كفتين, وأن الأعمال توزن, وأن الأشخاص يوزنون كما قال تعالى: وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الأعراف:8] وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ [المؤمنون:103] وقال أيضاً:وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ [الأنبياء:47] فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ [الزلزلة:8]
والآيات والأحاديث في الميزان تدل على هذا الأصل من أصول أهل السنة والجماعة وهي اجتماع الحسنات والسيئات والموازنة والمفاضلة بينها؛ فمثلاً ربما يأتي الإنسان بصلاة, وصيام, وزكاة, بل ربما يأتي بجهاد ومعه غلول, أو يأتي بجهاد ومعه شرب خمر كما في قصة أبي محجن الثقفي مع سعد بن أبي وقاص فالنفس الإنسانية خلقها الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مفطورة على أن يأتي منها هذا وهذا، وقل أن تتمحض لأحدهما.
فنجد -مثلاً- أنه حتى الكفار مفطورين على حب العدل, وكراهية الظلم, فالنفس الإنسانية جعلها الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مرنة تقبل الخير والشر ويجتمعان فيها، وهذه من حكمة الله، ومن ابتلاء الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن جعلها هكذا.
وكما أخبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {أصدق الأسماء حارث وهمام } لأن الإنسان دائماً يهم ويفكر ويعمل، ولكن كيف يكون هذا العمل؟ {من الملك لمة ومن الشيطان لمة } كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه, وهذا دليل على منهج أهل السنة والجماعة في اجتماع الخير والشر للإنسان؛ فتجتمع كبائر موبقات مع حسنات بالغات، فيقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: { من يأتي بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وسب هذا }، وقد قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: { سباب المسلم فسوق } وما أكثر من يشتم الناس الشتم بأنواعه! إما أن يدعو شخصاً بلقب معين, وإما أن يأتي وقد قذف هذا بمصيبة, أو أكل مالَ هذا, أو سفك دمَ هذا, وهذه أمثله قد تجتمع جميعها في واحد, وقد يقع منها ثلاثة, أو اثنين أو واحد بحسب تقوى المرء؛ إنما المراد أن هذا يقع، فهذا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يضرب مثلاً للصورة الذهنية المتكاملة؛ أنه في جانب الحسنات أتى بصلاة وزكاة وصيام, وفي جانب السيئات أتى بشتم, وقذف, وضرب, وسفك دم,

فكيف يكون الحكم؟ فيعطى هذا من حسناته, وهذا من حسناته, فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم وطرحت عليه.
إذاً عندنا احتمال أن يعطيهم من حسناته ويبقى له حسنات فيكون ناجياً، فيحتاج الواحد منا -على الأقل- إذا كان يعرف أنه يقع في أموال الناس ودمائهم وأعراضهم أن يجتهد في كسب الحسنات حتى يبقى له منها شيء, فالعاقل من يتدبر ويفكر في عاقبته.
أما الاحتمال الآخر الذي ذكره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهو أن تفنى حسناته قبل أن يقضى ما عليه، فتنتهي ولا يزال غارماً لم يقض دينه، ولا أعطاهم حقهم، والحسنات قد انتهت، فهنا لا بد من عدل, ولا بد من القصاص بين يدي الله الذي لا يُظلم أحد عنده، فيؤخذ من سيئاتهم فتطرح عليه،

وقد يكون المقذوف من أهل الفسق والزنا والفجور الذين لهم سيئات, لأن الحديث يدل على هذا المذهب من الجهتين, من جهة المفلس ومن جهة أصحاب الدين، فهؤلاء أيضاً لهم سيئات, ولكن مع ذلك لا يسقط حقهم في المطالبة والمؤاخذة فيأخذون حسناته, فما الفائدة إذاً؟
كنت ترى من فضل الله عليك في الدنيا أنك كنت تقوم تصلي وهؤلاء يفسدون في الأرض, ويسرفون على أنفسهم بالمعاصي؛ فالنتيجة أن معاصيهم أخذت فطرحت عليك -نعوذ بالله من سوء الخاتمة- وكفى هذا زاجراً للمؤمن أن يكف لسانه ويده عن المسلمين، كما قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه وماله وعرضه }

فلو روعيت هذه الحرمات, وأعطيت حقها, وحفظها المسلمون لكان حالهم غير الحال، ولكن نرى أكثر الناس يستسهلون ذلك حتى لا يكادوا يعدونها من الذنوب.. فالحذر الحذر!
------------

الشيخ سفر الحوالي من محاضرة: اجتماع الحسنات والسيئات /للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-12-2013, 11:25 PM   #5090
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

رحلة الى حياة البرزخ
بسم الله والحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد
إن الإيمان باليوم الآخر من أهم الأركان التي يقوم عليها الإيمان ، ويبدأ اليوم
الآخر بفناء عالمنا هذا ، واليوم الآخر يعبر إليه جميع الخلق عن طريق الموت .
قال تعالى
(
ولِكُلِ أُمَّةٍ أجل فإذا جاء أجَلُهُم لا يَسْتأخِرُون
ساعةً ولا يَسْتقدِمُونَ
)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(
القبر أول منزل من منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده
أيسر منه ، وإن لم ينجُ منه فما بعده أشد منه
)
وتبدأ الرحله إلى حياة البرزخ بقبض الأرواح :
وملك الموت هو الذي يقبض الأرواح بأمر من الله تعالى ، وعند الإحتضار يرى المُحتضر
الملائكه
الذين يقبضون روحه ويعرف مصيره إن كان إلى الجنه أو النار
قال تعالى :

(
الذين تَتَوفَّاهُم المَلائكَةُ طيبين يقُولُون سلامٌ عليكُمُ
ادخُلُوا الجنَّة بمَا كُنتُم تَعْمَلُون
)

(
ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم
أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن
آياته تستكبرون
)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(
ان الميت تحضره الملائكة فإذا كان الرجل الصالح قالوا :
اخرجي أيتها النفس الطيبه كانت في الجسد الطيب ، اخرجي حميده وأبشري بروح وريحان
ورب راض غير غضبان . . . ، . . . ،
واذا كان الرجل السوء قالوا : اخرجي ايتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث ،
اخرجي ذميمة وابشري بحميم وغساق وآخر من شكله ازواج . .
. ) إلى آخر الحديث
- سؤال القبر ونعيمه :
تلك هي نهاية الدنيا ، الموت ودخول القبر ونترك خلفنا كل ما نملك ولايدخل معنا سوى
أعمالنا ،
فنترك منازلنا ونسكن في صندوق العمل ( القبر )
يجب الإيمان بأن أول ما ينزل بالميت بعد موته سؤال الملكين في القبر ، بأن يرد الله
عليه روحه وسمعه وبصره ،
ثم يسأله الملكان عن ربه وعن دينه وعن نبيه ، فإما ان ينعم أو
يعذب حسب حسن اجابته او سوئها .
وعن أنس ابن ماك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( ان العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه - حتى انه ليسمع قرع نعالهم اذا
انصرفوا - اتاه الملكان فيقعدانه فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل ، لمحمد
صلى الله عليه وسلم ؟ فأما المؤمن فيقول : أشهد انه عبدالله ورسوله ، فيقال له انظر
مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدًا في الجنه ، فيراهما ، ويفسح له من قبره
سبعون ذراعًا ويملأ عليه خضرًا إلى يوم يبعثون ، واما الكافر او المنافق فيقال له :
ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول لا ادري ، اني كنت أقول ما يقول الناس ، فيقال له
: لا دريت ولا تليت ، ويضرب بمطارق من حديد ضربة بين اذنيه
فيصيح صيحه يسمعها من
يليه غير الثقلين ، ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه
) رواه البخاري ومسلم
ومن هنا بدأت حياة البرزخ وكلا الفريقين ينتظر يوم القيامه ، فالمؤمن الصادق يكون
قبره روض من رياض الجنه ، ويوم البعث الى جنات النعيم .
والكافر والمنافق، يكون قبره حفرة من حفر النار ويوم البعث الى جهنم وبئس المصير .
كانت هذه رحلة إلى حياة البرزخ .. فهل تجهزنا لهذه الحياة ؟
أسأل الله العلي القدير أن أكون أنا وانت وانتِ ممن يبشر بروح وريحان وربٍ راضٍ غير
غضبان
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

--------------

للفايدة

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 12:48 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved