منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 20-12-2013, 11:40 PM   #5091
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

أنت مسافر ! فما زادك ، وأين راحلتك؟
إنَّكَ في هذهِ الحياةِ مُسافِرٌ إلى الله؛ فهلْ تُطيقُ السَّفَرَ في ظُلمَةِ الليلِ، وضعْفِ الرَّاحِلةِ، وانعِدامِ الأنيسِ، وفُقدانِ الدليلِ، وقِّلةِ الزادِ؟! إنَّكَ مالَمْ تتخِذْ صَاحِبًا ودلِيلًا، وتتزودْ زادًا كافِيًا وسلِيمًا، وإلا مللتَ المسِيرَ، وضللتَ الطريقَ، وسقطتَ في وسطهِ .
وفي غمرةِ البحثِ، وكثرةِ الطُّرقِ، واختلافِ المزاودِ والرواحلِ لن تجدَ كالقلبِ السليمِ، المملوءِ باليقينِ، والصلةِ بالله، راحلةً لا تنقطِعُ أبدًا،

ولنْ تجدَ زادًا كزادِ التَّقْوى، لا تُنفِقُ منهُ إلا ربا أضعافًا مُضاعفةً، ولن تجدَ كالعلمِ الصحيحِ يهديكَ في ظُلماتِ الليلِ البهيمِ؛ فهذهِ راحتُلكَ، وهذا زادُكَ، وهذا دلِيلُكَ.
إنَّ الواقِعَ الذي يعيشُهُ العبدُ قد يقطَعُ عليه الطَّريقَ، ويحولُ بينهُ وبينَ ما يصبُوا إليهِ من طاعَةِ اللهِ وعبادَتِهِِ، والاستقامَةِ على دِينِهِ، بل رُبَّما حملهُ هذا الواقِعُ على فِعلِ ما يكْرَهُ، وتركِ ما يُحِبُّ، وإنَّ نظراتِ الآخرِينَ، وكلماتِهِم، وأفعالَهُم قد تكونُ حائلاً عظِيماً بينَ العبدِ وبين الاستمرارِ في طريقِ النجاةِ،

ولكنَّ الله رحِمَ عِبادَهُ، وجعلَ لَهُم مَّن الزادِ والغذاءِ ما يُعينُهم على تحمُّلِ ذلكَ كلِّه، ويسلِّيهِم في سفرِهِم إليه، ويُغنِيهِم عن كلِّ شيءٍ؛ فأولُّ ذلكَ الصِّدقُ معَ الله، وإخلاصُ العملِ لهُ دونَ سِواهُ؛ فالصدقُ سيفُ اللهِ في الأرضِ، ما وقعَ على شيءٍ إلا قطَعَهُ {يا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ}، ولَنْ تكُونَ صادِقًا إلا بِعِلْمِ صحيحٍ، وعملٍ صالحٍ، قالَ تعَالى {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً ولا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أحَداً
ثُم الرُِّفقَةُ الصَّالِحَةُ التي تُعينُ على الحقِّ وعلى الصبرِ، قالَ تعالى {والعَصْرِ، إنَّ الإنسَانَ لفِي خُسْرٍ، إلا الذِينَ آمَنُواْ وعَمِلواْ الصَّالِحَاتِ، وتَواصَواْ بِالْحَقِ وتَواصَوا بِالصبرِ}، ثُم الدُّعاءُ ، وهو بابٌ عظيمٌ من أبوابِ النجاةِ في هذا الطريقِ الطويلِ {إياكَ نعبُدُ وإياكَ نستعينُ ، اهدِنَا الصِّراطَ المستقيمَ ..}، {وإذَا سألَكَ عبادِي عَنَّي فإني قريبٌ أُجيبُ دَعوةَ الداعِ إذا دعان..}
فكيف شعورُكَ ومن أنتَ مُسافِرٌ إليه قريبٌ منكَ يجيبُ دُعاءك، ويكشِفُ ضُرَّكَ؟! ثم إذا بَذلتَ السببَ فتوكلْ على الله، وتبرأْ من الحولِ والطولِ، وأكثِرْ من قولِ (لا حولَ ولا قُوةَ إلا بالله).
فتفقدْ راحلتكَ ، وتزودْ لسفركَ، وانزعِ الغِطاءَ عن عينيكَ، وارفع الْحُجُبَ عن قلبِكَ وأُذُنيكَ، حتى تكونَ ممن يُقالُ فيه {مَنْ خشِيَ الرحمنَ بالغيبِ وجاءَ بقلبٍ منيبٍ ادْخُلُوها بسلامٍ ذلكَ يومُ الْخُلودِ لَهُم مَّا يشاؤنَ فيها ولدينا مزيدٌ}.
---

بقلم الشيخ الدكتورعبد السلام بن إبراهيم الحصين
----------------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-12-2013, 11:52 PM   #5092
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 80"]
قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ }
قالها موسى ـ عليه السلام ـ و البحر أمامه والعدو خلفه، في لحظات عصيبة، وموقف رهيب؛ لكنه قالها بعد أخذه بكل أسباب النجاة،

وقد اهتز في تلك اللحظة من اهتز، وارتاب من ارتاب، فإذا هو يعلن بكل قوة ويقين :
{ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ }
فتتحقق الآية الكبرى التي لا زالت تدوّي أبد الدهر، فلا نامت أعين اليائسين.
[ أ.د. ناصر العمر ]

[/frame]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-12-2013, 12:56 AM   #5093
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب




للقلوب الحاشعة الا بذكر الله تطمئن القلوب
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-12-2013, 12:58 AM   #5094
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

على فكرة اين وصلت في قراءة القران هل قطعة شوطا منة
الى اي سورة وصلت انا والحمد لله وصلت الى سورة الاعراف الاية 50 واقراء كل يوم بعد الفجر ارجو انكم استمريتم بالقران
اسال الله لي ولكم ولوالدينا وللمسلمين الفردوس الاعلى من الجنة
قولو امين
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-12-2013, 01:09 AM   #5095
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب




استمع واقراء وتامل الصوت ولايات
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-12-2013, 01:40 AM   #5096
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 80"]
همسات من خواطر قلب!!
· أكاد أجزم بأن (صوت النهاية) الكامن في نفوسنا يتقطع ألماً وحسرة على ضياع أيامنا، وغفلتنا عن لحظة الفراق!! فاللهم ارزقنا حسن الخاتمة برحمتك!!
· التوفيق للطاعة محض نعمة من الله، فأتبع الطاعة بغيرها، تشغل نفسك بالخير والحق، وتسد على الشيطان منافذ الشر فيها!!
· من لنا غير الله؟ ومن لضعفنا وجهلنا سوى عفوه ورحمته؟ فاللهم عاملنا بما أنت أهله، ولا تعاملنا بما نحن أهله، إنك أهل التقوى
وأهل المغفرة.
· كم رآنا الله على حال لا ترضيه!! فاللهم لا تجعلنا في غمرة، ولا تأخذنا على غرة، ولا تجعلنا من الغافلين!!
· كل يوم نصبح فيه نستدعي شاهداً جديداً علينا بين يدي الله يوم القيامة، فاللهم اجعله شاهداً لنا لا علينا، برحمتك يا أرحم الراحمين!!
· كيف يغضب العبد حين يحول الله بينه وبين هلاك نفسه؛ لأنه يحبه؟!

فهلا سألت نفسك : لماذا لم يعطك الله الدنيا؟! ألا فأكمل مسيرة حياتك نحو الجنة برحمة الله تعالى، ولا تبحث عن المزيد من العوائق في طريقك إليها!!
· لم أجد للعبد خيراً من حالٍ خاصة يعقدها مع الله تعالى بعيداً عن أعين الناس، فبنقاء أجوائها؛ تتزكى نفسه، وتطهر من الزيف الذي يعيشه كثير من الناس!!
· حين يطغى الظلم تتصل حبال السماء بأنَّات المظلومين في جوف الليل؛ فيحيلها الله شهباً من النار تصب جحيماً على عروش الظالمين!! فترقبوا إنَّا مرتقبون!!
· (حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله إنَّا إلى الله راغبون) من أروع الأدعية الجالبة للرزق!! فأكثروا من ترديده، ولا تنسوا الشيخ ابن باز رحمه الله، والعبد الفقير من دعائكم!!
· أقسم بالله العظيم أنني شاهدت بأم عيني مراراً وتكراراً أن الرزق يذهب بسبب المعصية، فأين أنتم يا أصحاب الضوائق المالية من كثرة الاستعفار؟!
· أنت في ستر الله ما دمت طائعاً له، فإذا عصيته؛ فقد هتكت ستر الله عليك!!
· يسير بنا قطار العمر مرغمين، ولا يعرف أحدٌنا أين ستحط به رحال آخرته!! فهلا بحثت في أمتعتك؟! إنه عمل اليوم الذي ستقف به بين يدي الله غداً؟!
· دخلنا جميعاً دخول الضيوف من باب واحدٍ على مجلس هذه الدنيا . . فترى من أي باب سيخرج كل واحدٍ منَّأ؟! اللهم إنَّا نسألك حسن الخاتمة برحمتك.
· الإخلاص يضبط تفاعل حواسك البشرية مع كل ما يعرض عليك من خير أو شر، فحافظ على صيانة هذا المعيار الحساس دوماً بالمزيد من الإخلاص لله تعالى!!
· كثيراً ما نشعر في هذه الحياة وكأننا بسوق مزدحمة، فلا تدري فيها الصادق من الكاذب، والمخلص من المنافق، ولن يبصر أحدنا النور إلا بقربه من الله تعالى!!
· حينما تبلغني قصة وفاة أحد بحسن الخاتمة أستشعر أن عبداً من العباد؛ قد نجح بالفعل في مهمته، وما عليَّ إلا السعي لتحقيق نفس النجاح بإذن الله تعالى، فاللهم لا تحرمنا جميعاً فضلك ورحمتك!!

[/frame]

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-12-2013, 01:46 AM   #5097
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الصلاة حياهـ
/
1/ قم بتغير السور القصيره التي تقرأها دائما .
2 / استشعر بأن كل هذا الكون حطام
أمام سجدة خاشعه للعظيم .
3 / وأنت تخر ساجدا تذكر انك أقرب
ماتكون لرب العالمين ، أطل سجودك ، و بث له رجاويك .
4 / تذكر عند سرحانك في الصلاة وتفكيرك
في الدنيا بأن ربك يعلم السر والنجوى !
و بأن الآخرة خير وابقى !
5 / استشعر قدمك ، بصرك ، سمعك ،
صحتك ، غناك وقف له بكل ذل وأشكره .
6 /تلذذ في صلاتك حتى تصبح لك راحه
كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام :
” أرحنا بالصلاة يا بلال ” ! راحه يتوقف بها
كل هذا الكون وضجيجه وهمومه .
7 / أقبل على الصلاه كالطفل الذي يهرع لأحضان من يحب
أقبل وأسجد واجعل رحمة المولى تحتضنك
فهو أرحم عليك من التي ولدتك !
8 / قبل لقاء العزيز تعطر ، ترتب ، استحضر قلبك
وقل : ” ربي لاتجعل في قلبي سواك “؛
9 / تذكر ان المولى أخبرنا
بأن الصلاة كبيرة إلا على الخاشعين
فلنكن منهم
اللهم إجعلنا من الخاشعين في صلاتنا المؤدين
لكل أركانها علي الوجه الذي يرضيك عنا
اللهم آمين
----------
همس الذكريات /بلخزمر
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-12-2013, 01:51 AM   #5098
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 70"]
{إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ } [التوبة:111]
" العاقل لا يرى لنفسه ثمنا دون الجنة ".
[ابن حزم]

[/frame]

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-12-2013, 02:22 AM   #5099
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 80"]
وكل شيء في القرآن تظن فيه التناقض - فيما يبدو لك -
فتدبره حتى يتبين لك؛ لقوله تعالى :
{ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ

لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا }
[النساء:82]
فإن لم يتبين لك فعليك بطريق الراسخين في العلم

الذين يقولون :
{ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا } [آل عمران:7]
واعلم أن القصور في علمك، أو في فهمك.
[ابن عثيمين]رحمة الله

[/frame]

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-12-2013, 04:15 AM   #5100
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

مشــــروع العمـــــــر
الحديث عن "المشاريع" حديثٌ من نوع خاص .. حديث تكتبه المشاعر قبل أن يتدفق الحبر على الورق، وهكذا هي المشاريع في حياة كل إنسان ..إلى هذه اللحظة وهذه الكلمة بالذات تقلب مشاعري ، وتطوّح بي في الفضاء،
وما وجدت كتاباً يتحدث عن هذه اللغة إلا وشريته، ولا سمعت متحدثاً يهتف بهذه الكلمة إلا وأصغيت له مجبراً .. أكاد أن أقول إذا أردت أن تقيمني من مجلسي، وتهتف بروحي من وحل هذه الدنيا كلها فردد هذه الكلمة فإن الماء البارد على قلب العطشان في يوم صائف ..ولأنني مخمور بهذه الكلمة إلى الثمالة فقد ساقتني هذا المساء أن أكتب لك على غير ميعاد، داعياً الله تعالى أن تجد منها مثل ما يجد صاحبك ..
فإنها سياط الراقدين الغافلين.إن بإمكان الواحد منا أن يكون مشروعاً في حياة نفسه وأسرته ومجتمعه وأمته ..
يقول د/ عبد الكريم بكار وهو يتحدث عن مشروع العمر للإنسان: يستطيع كثير من أفراد هذه الأمة أن يتخيّل أن حياته عبارة عن مشروع أنشأته أمة الإسلام ، واستثمرت فيه ، ثم أوكلته إليه ليديرَه ويتابعَه ، ويبذل فيه من ماله ووقته وجهده، وقد قبل هذه الوكالة وشرع يحاول في جعل ذلك المشروعَ ناجحاً ومثمراً؛
بل يحاول أن يجعل منه مشروعاً نموذجياً بين المشروعات المناظرة ... وأود هنا أن أشير إلى فكرة مهمة هي أن الأمة الفقيرة ليست تلك التي لا تملك الكثير من المال لكنها التي يتلفّت صغارها وكبارها فلا يرون إلا رجالاً من الدرجة الرابعة ، ولا يجدون نماذج رفيعة حيّة يقتدون بها ويقبسون من روحها وسلوكها ما يشكل قسمات حياتهم ..
إننا نريد من كل واحد منّا أن يفكّر هل يمكن أن يقدّم نموذجاً في الحفاظ على الوقت أو القراءة أو الحرص على صلاة الجماعة أو نموذجاً في الصدق ، أو التواضع أو خدمة المجتمع أو بر الوالدين أو الغيرة على حرمات الله تعالى أو نصح المسلمين ... ؟ وحين يتمكّن 5%) منّا تمثّل هذه الفكرة وتطبيقها ثم نشرها والدعوة إليها فإنني أعتقد جازماً أن وجه العالم سيتغيّر تغيّراً واضحاً. لعلك تود أن تتعرّف على مشروع العمر ماهو ؟
إن مشروع العمر هو مشروع تتضح في ذهن صاحبه أهدافه ، وتستولي فكرته على فكره وعقله ويبذل له جميع طاقاته . هذا هو مشروع العمر ، مشروع يتناسب أولاً مع قدراتك وإمكاناتك ، ثم تعيش همه في كل لحظة من حياتك ، ثم تبذل له جميع ما تملك من فكر وعمل ومتابعة.
إن بإمكان الواحد منا أن يكون "مشروعاً "خاصاً في حياة أمته فقط حين يتحرر من الوهن ، والضعف ، وتقزيم النفس ليركب نحو المعالي كاتباً في حياته الشخصية أنه أحد الكبار في حياة أمته ..أود أن أقرّب لك الصورة أكثر ،
في السنة النبوية ورد ذكر امرأة كان لها مشروعها الشخصي الخاص ، أتدري ما هو مشروعها ؟ " كانت تقم المسجد " هذا هو مشروعها كانت تحرص على أن يكون مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم نظيفاً ، وهي بهذا تشارك في خدمة هذا الدين .. وفي النهاية رحلت من الأرض ..
ماتت في ساعة متأخرة من الليل غسلها الصحابة ودفنوها ولم يخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم ظناً منهم أنها ليست بذات الشأن ، وفي الصباح دخل النبي صلى الله عليه وسلم إلى مسجده فتلفّت فلم ير المرأة ،
فسأل عنها فأخبروه أنها ماتت .. فقال : أفلا آذنتموني ! أي أخبرتموني قالوا إنها ماتت في ساعة متأخرة .. فيقوم صلى الله عليه وسلم متوجهاً إلى المقبرة ويتبعه الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ، ويقف على قبرها ويصلي عليها .. ثم يقول: ((إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها، وإن الله - تعالى - يُنوِّرُها بصلاتي عليهم)).ولا يُعلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تتبع جنازة امرأة غير هذه، مما يدلك على عظمة صاحب المشروع.وهذا رجلٌ آخر كان له "مشروعه الخاص به"، فتح الله - تعالى عليه - ورزقه مالاً، وأراد أن يكون شيئاً،
فصار يداين الناس ويُيسِّر عليهم في القضاء، فيرسل رسوله ليأخذ دَيْنه لكنه كان يرسله ويُذكِّرُه بقوله: "خذ ما تيسر، واترك ما عسر، وتجاوز لعل الله - تعالى - أن يتجاوز عنا
ثم مرَّت الأيام، ومات الرجل، فلقي الله - تعالى - وسأله الله - تعالى -: هل عملت خيراً قط؟ قال: لا، إلا أنه كان لي غلام، وكنت أُدَايِنُ الناس، فإذا بعثتُهُ يتقاضى قلت له: "خذ ما تيسَّر، واترك ما عسر، وتجاوز لعل الله - تعالى - يتجاوز عنا"، فقال الله - تعالى -: "قد تجاوزت عنك".خذ سيرة أبا هريرة - رضي الله تعالى عنه - صحابي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي ملأ الدنيا ذكراً وصيتاً وحياةً، وتأمل سيرته كاملة لا تجد فيها سوى "مشروعاً واحداً" كوّن له هذا الصيت في الأرض، لقد كان مشروعه حفظ حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم، فلم يغادر الدنيا حتى تجاوزت محفوظاته خمسة آلاف حديث، ولا يكاد يذكر نبيك - صلى الله عليه وسلم -
اليوم في مجلس إلا وجدت لصيقه هذا الصحابي الجليل، وهكذا هي المشاريع تجعل من أصحابها كباراً لهذه الدرجة الكبيرة.لكن ينبغي أن تعلم أن هذا ما جاء من غفلة، أو نوم، أو انشغال بظروف خاصة؛ بل جاء من عمل وتعب نال به هذه المنزلة الرفيعة، يقول - رضي الله عنه - حاكياً ذلك: "إنكم تقولون: أكثر أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم، والله الموعد، وإن إخوتي من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق، وإن إخوتي من الأنصار كان يشغلهم عمل أموالهم، وكنت امرأً مسكينا ألزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على مِلء بطني، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - يومًا: ((لن يبسط أحدٌ منكم ثوبَهُ حتى أقضي مقالتي هذه، ثم يجمعه إلى صدره فينسى من مقالتي شيئًا أبدا))،
فبسطت نمرةً ليس عليَّ ثوبٌ غيرها، حتى قضى النبي - صلى الله عليه وسلم - مقالته، ثم جمعتها إلى صدري، فوالذي بعثه بالحق ما نسيتُ من مقالته تلك إلى يومي هذا.لم تكن
"المشاريع" حصراً على أفراد في ذاكرة التاريخ، كلا! وإنما هي كذلك ممتدة حتى تاريخنا الذي أُحدِّثُك به.خذ على سبيل المثال: الألباني - رحمه الله تعالى - مشروعه لا يغيب عن ذاكرة أي إنسان في عصرنا الحاضر، مشروعه: تحقيق الحديث النبوي، بما تجزم معه اليوم أنك لا تجد عالماً أو متعلماً على ظهر الأرض إلا وكتب هذا العلم أحد مراجعه في التحقيق.ولعلك تسأل: كيف بدأ الألباني؟ وأُخبِرُك أنه كان في صغره عاملاً يصلح الساعات، وليس له هم ّإلا تلك الصنعة، حتى وقعت بين يديه إحدى المجلات وجد فيها فكرة المشروع، ثم أقبل على هذا المشروع حتى ملأ الدنيا أثراً وتأثيراً.خُذ مثالاً آخر: عبد الرحمن السميط طبيباً كويتياً، أراد أن يكون مشروعه الخاص: الدعوة إلى الله - تعالى،
ولعلك تسأل: كيف بدأ؟يقول: أردت أن أجمع لمشروعي ألف ريال من أجل البداية، وبقيت لمدة ثلاثة أشهر لم أتمكن من جمع ألف ريال.أودُّ هنا أن أنقلك إلى النهاية التي وصل إليها الرجل في مشروعه:
الدعوة إلى الله - تعالى، واصل فذهب إلى أفريقيا يدعو إلى الله - تعالى - واسمع إلى تلك النهايات؛ أسلم على يديه إلى الآن ما يزيد على مليونين ونصف إنسان، وعلمّ ما يزيد على نصف مليون، ورسولك - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حمر النعم)).لعلك تسأل: ما هي المشاريع التي يمكن أن يبدأ فيها الإنسان ويحقق بها أمثال هذه الأحلام ؟
!ولعل من نافلة القول: أن أذكّرك بمشروع تربية الأبناء في البيت، وجعلهم مشروع الإنسان الشخصي تعليماً وتربية، وما يدريك أن يكون منهم علم الأمة ومُجدِّدها في الأيام القادمة ..خدمة الناس وتفريج كربهم وعونهم مشروعٌ كبير،
يمكنك تحقيقه من خلال المشاركة في جمعيات البر، وهو مشروعٌ فيه قول رسولك - صلى الله عليه وسلم: ((أنا وكافل اليتيم في الجنة، والساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله)).تعليمُ الناس كتاب الله - تعالى - قراءةً وحفظاً مشروعٌ ضخم، فيه قول رسولك - صلى الله عليه وسلم: ((خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمَه))، ويمكنك تحقيق ذلك من خلال المشاركة في جمعيات تحفيظ القرآن الكريم.الصلح بين المسلمين،
وجمع شمل المتخاصمين مشروعٌ يُمثِّلُ أهميته قول الله - تعالى: {لاَ خَيْرَ فِي كَثِيْرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَو مَعْرُوفٍ أَو إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ} [النساء: 114].
توزيع الشريط، وتعليق إعلانات المحاضرات والدروس، والقيام على تربية الشباب في التعليم أو القرى، يمكن أن يكون مشروعك أن تكون أديباً، شاعراً، كاتباً، عالماً، مفكراً، قائداً، معلماً .. وغير ذلك مما لا سبيل إلى حصره في مكان كهذا ..
وأخيراً: أرجوك أن تبدأ هذه اللحظة بالتفكير في مشروعك الخاص "مشروع العمر" المشروع الذي يمكن أن تكون من خلاله شيئاً كبيراً في تاريخ نفسك ..
وأرجوك ثانيةً ألا تقزّم نفسك وترى بأنك لست أهلاً لذلك، فقط أدعوك للتفكير بصدق، والتأمل حقيقة، ثم ابدأ الخطوة الأولى مهما كانت ظروفك .. وقريباً ستعانق الأفراح بإذن الله - تعالى.
--------------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 10:47 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved