![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#5281 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() لهما في الميزان اثقل من احد كان عبد الله بن مسعود يجتنى سواكاً من الأراك وكان دقيق الساقين فجعلت الريح تكفؤه فضحك القوم منه فقال رسول الله (( صلى الله عليه وسلم : مم تضحكون ؟ )) قالوا: يا نبي الله من دقة ساقيه فقال: (( والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أُحُد )) وعلى الجانب الآخر.....يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم : ( إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضه ) فواعجبا من خطأ ميزان البشر ودقة ميزان الله عز وجل ويا عجبا من النظرة الضيقة التي ينظر بها البشر إلى الأمور وعلم الله الشامل الذي يحيط بكل شيء نعم أخي الحبيب .... العبرة يوم القيامة ليست بحجم الإنسان ولكن بحجم أعماله التي كان يعملها في الدنيا والمثال السابق أوضح مثال على ما نقوله فساق عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وزنها عند الله أثقل من جبل أحد لأنه لم يكن يستعملها إلا في طاعة الله فقط فكم مشت إلى خير وكم رابطت في سبيل الله وكم أصيبت في جهاد في سبيل الله وكم وكم ..... لذلك أخي الحبيب لا بد أن تنتبه لأن الميزان يوم القيامة لا يعترف إلا بالأعمال الصالحة وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الميزان فقال [ يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السموات والأرض لوسعت فتقول الملائكة يا رب لمن يزن هذا فيقول الله تعالى لمن شئت من خلقي . فتقول الملائكة سبحانك ما عبدناك حق عبادتك ] وقال تعالى مخبرا عن الميزان ((وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَظْلِمُونَ (9) )) الأعراف 8-9وقال تعالى في موضع آخر ((وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47) )) ( الأنبياء: 47 ) أخي الحبيب لا تتهاون في هذا الأمر فالعمل البسيط الصالح ربما يزن عند الله يوم القيامة الكثير والذنب الصغير في نظرك ربما يزن الكثير أيضا فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (( إنَّ الرجل ليتكلمُ بالكلمة مِنْ رضوانِ الله تعالى ما يظنُّ أن تبلغَ ما بلغتْ ، فيكُتبُ الله بها رضوانهُ إلى يوم القيامةِ ، وإنَّ الرجلَ ليتكلمُ بالكلمةِ من سخطِ الله تعالى ما يظنُّ أنْ تبلغَ ما بلغتْ ، فيكتبُ الله عليه بها سخطهُ إلى يوم القيامة )) وقال صلى الله عليه وسلم : (( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق )) وليكن قدوتنا في ذلك صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أنس بن مالك حينما كان يكلم التابعين قائلا لهم "إنكم لتعملون أعمالاً هم أدق في أعينكم من الشعر إن كنا لنعدّها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات". وأخيرا أيها الحبيب السؤال الذي تعودنا عليه ... وماذا بعد الكلام ؟؟؟سأخبرك الآن بما يثقل ميزانك يوم القيامة إن كل أعمال البر والطاعة تثقل في الميزان وتجعل كفة الحسنات راجحة على كفة السيئات ولكن هناك أشياء تجعل كفة الحسنات أثقل ما يكون.* قال صلى الله عليه وسلم: (( ما من شيء أثقل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من حُسن الخُلق ، وإن الله يُبغض الفاحش البذيَّ )) * وقال صلى الله عليه وسلم (( الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملأن ما بين السماء والأرض ... )) * وقال صلى الله عليه وسلم: (( كلمتان خفيفيتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم )) وأيضا من أجل الأعمال التي تثقل الميزان يوم القيامة: الدعوة إلى الله لأنك تأتي يوم القيامة بصحيفتك وصحيفة من كنت سببا في هدايته وعودته إلى طريق الله فكل ما فعله من خير كنت أنت سببا فيه يكتب لك كما يكتب له تماما لذلك لك أن تتخيل ميزان أبي بكر رضي الله عنه كيف سيكون وهو الذي أتى للنبي صلى الله عليه وسلم بخمسة أو بستة من العشرة المبشرين بالجنة ؟؟؟ أخي الحبيب فلنبدأ معا في ملئ موازيننا في الدنيا حتى نكون من السعداء يوم القيامة -------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#5282 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() مشاعر في أحضان المطر الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، وبعد فما كنت لأكتب عن المطر وأنا لم أر مشهده ولم أتذوّق لحظته من زمن ، غير أنه هتف اليوم بالأرض معانقاً بعد طول غياب فتجردت لحظتها من ثيابي وخرجت إليه فرحاً معانقاً له قبل عناق الأرض تتبعاً لسنة نبينا صلى الله عليه وسلم فقد كان يفعل ذلك ويقول \" إنه حديث عهد بربه \" فطول الغياب أجبرني على عناق الضيف ، وخرجت وأنا أتلذذ معنى قول نبينا صلى الله عليه وسلم \" إنه حديث عهد بربه \" وامتدت بي الأشواق وأنا على دكة بابي أتأمل الأرض وهي تبتسم لقدوم حبيبها بعد طول غياب ، ومضيت أمشي على الأرض ، وأخذت أبعثر ترابها فإذا به ممتلئ من مشاعر الأفراح يكاد يبعث الأشواق حديثاً وهو لا يتكلم ! وأدركت تلك اللحظة أنني أنا والمطر مثل الأرض في الفرح لا فرق ، وقد هزني الشوق لدرجة البكاء للنعمة وهزتني في المقابل ذكرياتي بالأمس وهي تتجدد اليوم في رحلة صغار قريتي وأنا أراهم يتسابقون في شوارع تلك القرية ، ويهتفون بالأشواق ، ويأخذون من تراب الأرض ويضعون على أجسادهم لهفة للثرى ، وتعبيراً عن أشواق المطر ، ورحلة حب يبعثها الحديث في قلوب الصغار .. وكيف لا أجد هذه المشاعر وربنا تعالى وهو الذي خلق المطر هو الذي سماه رحمة وأودع فيه الحياة للأرض في قوله تعالى \" وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ \" . إن الله تعالى أنزل علينا اليوم المطر بعد تلك المسافة الكبيرة في قلوبنا من القنوط ليبعث في نفوسنا الأمل بعد اليأس ، والفرح بعد الألم ، والفرج بعد الشدة ، تراه هنا يؤكّد على ذلك بقوله \" وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ \" فكم بين القنوط والرحمة من مسافة يقاربها المطر هذه اللحظات ، ويلاحم بين شتاتها ، ويجمع بين فرقتها واقعاً في الأرض والقلب في آن واحد ؟! أما إن المطر اليوم يبعث ّرسالة مشاعرية لكل مصاب يذكره فيها : أن القنوط لا أرض له ، واليأس لا نسب معه ، وسيظل الأمل أقرب للإنسان من كل شيء . ما أجمل المطر في عين إنسان ! وما أروعه في قلب مخلوق ، وإذا كان المطر يصنع هذا المعنى العظيم للحياة ، فما بالك بالوحي والإيمان في قلب إنسان؟ تركت المطر يغيث الأرض ، وعدت أتأمل في حياتي وأزن أفراح المطر في مشاعري بأفراح الإيمان في قلبي ، عدت أتأمل أفراح المطر في المشاعر وكيف صنعت هذا الأمل بعد طول زمن من القنوط ؟ وذكرني المطر وهو يهتف بالأرض ويعيد حياتها هتاف الإيمان بقلبي ، وذهب بي التأمل فإذا أنا بقول الله تعالى كأنما يهتف بي لأول وهلة \" يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ . قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ \" وقلت في نفسي : إذا كانت أفراح الإنسان في دنياه بالمطر وهو يراه منصباً على الأرض الموات ، ففرح العاقل بالوحي في قلبه بعد طول غياب أروع وأمتن وأفضل من كل ما رآه ! وتمنيت أن يدرك كل إنسان حقيقة الإيمان والاستقامة إذا استوثقت من قلبه ، وترعرعت في فكره ومشاعره .. وتساءلت لحظة انسكاب المطر على الأرض وفرح الأرض باستقبال فقيدها ماذا يصنع الإيمان في قلوب أصحابه حين يجدونه بعد طول فرقة ؟! وأدركت حينها الحلاوة التي يتحدث عنها روسلنا صلى الله عليه وسلم \" ثلاثة من كن فيه وجد بهنّ حلاوة الإيمان \" أما إني هنا قلب ومشاعر فحسب وليس لي جسد هذه اللحظة ، يكفيني هذه المشاعر المتدفقة ، والقلب الراتع في أفراحه ، والأرض المغتبطة بالمطر ، وسأظل ملتذاً هذه اللحظة بما صنع المطر ، وأرجو أن أكون لحظة ملتذاً بما يصنع الإيمان . ---------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#5283 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() [frame="8 70"] القران يصنع الحياة هـذا كتـــابٌ بوركـتْ آيـاتـهُ وغـدا شـفاءً للقـلوبِ الحــائرة - يبني الحياةَ على قواعدِ ربها تسـمو إلى العلياءِ صُعـداً طـائرة - تبدو به الدنيـــا بأبهى حُـلةٍ تـشدو على الأكـوانِ دوماً عاطرة - يحُيي مَواتَ النفسِ في أجوائه تغــدو ربيعـاً أو سحـابـاً مـاطـرة - يجـلو حقيقةَ كلّ أمرٍ مُشكلٍ تـُجلى الحيــاةُ فهي حقاً عـابـرة - تبـدو عَجـائبُه كبحـرٍ زاخـرٍ يحـدو القلوبَ إلى نعيـم الآخـرة [/frame] |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#5284 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() [frame="8 70"] عرس في السماء .! هل تصدق لو قلت لك ، أن السماء تشتاق إليك شوق الحبيب إلى الحبيب ، فهل تشتاق أنت إلى هذا العرس السماوي الفريد ..!؟ يوم يموت الإنسان ، فتحمل الملائكة روحه إلى السماء ، فإن كان صالحاً رحبت به ملائكة السماء التي يمر بها ، واحتفت به واحتفلت ، وهكذا في كل سماء يعرج فيها ، كأنما هو عروس تُزف في مهرجان حافل مهيب ..! ولا يزال الترحيب به ، والاحتفاء به ، حتى تصل به الملائكة إلى حيث يسمع كلام ربه الجليل سبحانه ، وهو راضٍ عنه ..!! وإن كان فاسقاً تأففت الملائكة من روحه المنتنة النكدة ، ولم تفتح له أبواب السماء ، كما تفتحت لصاحبه النقي التقي ..! بل ترمي الملائكة روحه من عل ..! توبتك النصوح ، وإقبالك على الله بحرارة الإخلاص ، يهيئان لك يوم عرس سماوي فريد ، لا يخطر لك على بال ..! فأعمل إن كان ذلك يعنيك ..! [/frame] |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#5285 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() [frame="8 80"] النعمة إذا لم توصلكَ إلى المنعم ، وتشدك بقوة إليه فاعلم إنها بلية في صورة عطية .. فافهم .. أما إذا رايتَ نفسكَ تواصلُ المضي في طريق المعصية وهو سبحانه لا يزال يغمرك بالعطاء .. فاعلم بأن ذلك استدراج ..! فافزع أن كنت ذا قلب .. ( سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ) [/frame] |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#5286 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() الصلاة / لشيخ خالد الراشد حفظة الله |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#5287 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#5288 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() منهم الاولياء وماهي درجات الولاية بسم الله الرحمن الرحيم أرجو مساعدتي في فهم ما يلي : 1) من هم الأولياء ؟ 2) ما هي درجات الولاية ؟ 3) هل يجوز تسمية الأولياء " أصحاب الله " ؟ الحمد لله أولا : أولياء الله – بكل وضوح واختصار – هم أهل الإيمان والتقوى ، الذين يراقبون الله تعالى في جميع شؤونهم ، فيلتزمون أوامره ، ويجتنبون نواهيه . قال الله تعالى : ( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ . الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ . لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) يونس/62-64. قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في "تفسير القرآن العظيم" (4/278) : " يخبر تعالى أن أولياءه هم الذين آمنوا وكانوا يتقون ، كما فسرهم ربهم ، فكل من كان تقيا كان لله وليا : أنه (لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ) فيما يستقبلون من أهوال القيامة ، ( وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) على ما وراءهم في الدنيا . وقال عبد الله بن مسعود ، وابن عباس ، وغير واحد من السلف : أولياء الله الذين إذا رُؤوا ذُكِر الله . وقد ورد هذا في حديث مرفوع . عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن من عباد الله عبادا يغبطهم الأنبياء والشهداء . قيل : من هم يا رسول الله ؟ لعلنا نحبهم . قال : هم قوم تحابوا في الله من غير أموال ولا أنساب ، وجوههم نور على منابر من نور ، لا يخافون إذا خاف الناس ، ولا يحزنون إذا حزن الناس . ثم قرأ : ( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) رواه أبو داود بإسناد جيد – وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (7/1369) - " انتهى باختصار وتصرف يسير . ثانيا : الولاية متفاوتة بحسب إيمان العبد وتقواه ، فكل مؤمن له نصيب من ولاية الله ومحبته وقربه ، ولكن هذا النصيب يتفاوت بحسب الأعمال الصالحة البدنية والقلبية التي يتقرب بها إلى الله ، وعليه يمكن تقسيم درجات الولاية إلى ثلاث درجات : ثم لا شك أن النبوة هي أعلى وأرقى درجات الولاية لله عز وجل . قال شيخ الإسلام ابن تيمية – كما في "مجموع الفتاوى" (10/6) –: " الناس على ثلاث درجات : ظالم لنفسه ، ومقتصد ، وسابق بالخيرات . فالظالم لنفسه : العاصي بترك مأمور أو فعل محظور . والمقتصد : المؤدي الواجبات والتارك المحرمات . والسابق بالخيرات : المتقرب بما يقدر عليه من فعل واجب ومستحب ، والتارك للمحرم والمكروه . وإن كان كل من المقتصد والسابق قد يكون له ذنوب تمحى عنه : إما بتوبة - والله يحب التوابين ويحب المتطهرين - وإما بحسنات ماحية ، وإما بمصائب مكفرة ، وإما بغير ذلك . وكل من الصنفين المقتصدين والسابقين من أولياء الله الذين ذكرهم في كتابه بقوله : ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . الذين آمنوا وكانوا يتقون ) ، فحد أولياء الله هم : المؤمنون المتقون . ولكن ذلك ينقسم : إلى " عام " : وهم المقتصدون . و " خاص " وهم السابقون ، وإن كان السابقون هم أعلى درجات كالأنبياء والصديقين . وقد ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم القسمين في الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : (يقول الله : من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ، وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، فبي يسمع وبي يبصر ، وبي يبطش ، وبي يمشي ؛ ولئن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن ، يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه) . وأما الظالم لنفسه من أهل الإيمان : فمعه من ولاية الله بقدر إيمانه وتقواه ، كما معه من ضد ذلك بقدر فجوره ، إذ الشخص الواحد قد يجتمع فيه الحسنات المقتضية للثواب ، والسيئات المقتضية للعقاب ، حتى يمكن أن يثاب ويعاقب ، وهذا قول جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأئمة الإسلام وأهل السنة والجماعة الذين يقولون : إنه لا يخلد في النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان " انتهى . وقال الشيخ ابن عثيمين – كما في "فتاوى مهمة" (ص/83) -: " من كان مؤمناً تقيّاً كان لله وليّاً ، ومَن لم يكن كذلك فليس بولي لله ، وإن كان معه بعض الإيمان والتقوى كان فيه شيءٌ من الولاية " انتهى . ثالثا : الولاية ليست حكرا على أحد ، وليست علامة مميزة لطبقة معينة من الناس ، ولا تنال بالوراثة ولا بالأوسمة ، بل هي رتبة ربانية تبدأ بالقلب محبة وتعظيما لله عز وجل ، وتترجم إلى واقع عملي ، فيكسب صاحبها حب الله تعالى وولايته . رابعا : الولاية لا تبيح لصاحبها فعل المحرمات ولا ترك الواجبات ، بل إن فعل ذلك فهو دليل على نقص ولايته لله ، وكذلك لا تبيح لأحد أن يتوجه إلى من يسمون بالأولياء ـ وقد لا يكونون يستحقون ذلك ـ فيرفعونهم إلى مقام النبوة فلا يردون لهم أمرا ، ولا يناقشون لهم فكرا ولا رأيا ، وهذا كله من الغلو الذي نهى الله تعالى عنه ، ومن أعظم أسباب وقوع الشرك في الناس . وقد يتعدى بعض الناس هذا الحد فيقع في الشرك الأكبر بسبب الفهم الخاطئ للولاية ومنزلة الأولياء فتراه يدعوهم من دون الله ويذبح لهم ويقدم لهم القرابين ويطوف حول أضرحتهم . خامساً : أما إطلاق "أصحاب الله" على الأولياء ، فلا نعلم ما يدل على صحة هذه التسمية . وأفضل أولياء الله تعالى هم الرسل والأنبياء ثم أصحاب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ، ولا نعلم أنه ورد إطلاق اسم "أصحاب الله" على أحد منهم . وإنما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم تسمية "أهل القرآن" بـ "أهل الله" . فقد روى الإمام أحمد (11870) وابن ماجة (215) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ هُمْ ؟ قَالَ : هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة . (أهلين) جمع أهل . (أهل القرآن) حفظته القارئون له العاملون بما فيه . (أهل الله) أي : أولياؤه المختصون به اختصاص أهل الإنسان به . والله أعلم . 1- درجة الظالم لنفسه : وهو المؤمن العاصي ، فهذا له من الولاية بقدر إيمانه وأعماله الصالحة . 2- المقتصد : وهو المؤمن الذي يحافظ على أوامر الله ، ويجتنب معاصيه ، ولكنه لا يجتهد في أداء النوافل : وهذا أعلى درجة في الولاية من سابقه . 3- السابق بالخيرات : وهو الذي يأتي بالنوافل مع الفرائض ، ويبلغ بالعبادات القلبية لله عز وجل مبالغ عالية ، فهذا في درجات الولاية العالية . ------------ الإسلام سؤال وجواب / للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#5289 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() حقيقة أصبحت حلماً .! قال لي صاحبٌ ذات يومٍ : تخيل معي نادٍ اجتماعي ثقافي ، أقيمَ في مدينةٍ صغيرةٍ ، يجتمعُ الناسُ فيه ، ليقضوا بعض أوقاتهم ما بين هواياتٍ يمارسونها، ولقاءات يجتمعون فيها ليناقشوا قضايا مدينتهم ، وهمومهم اليومية ، بما يعين كل منهم أن يتخلص من تلك الهموم الضاغطة ، ثم لا يخلو الأمرُ من دوراتٍ تعليمية ، وبرامج ثقافية ، وفقراتٍ متنوعةٍ نافعةٍ مبهجة ، تجعلُ هؤلاءِ يزدادون كل يوم ، انصهاراً في بعضهم البعض ، بما يزيد تآلفهم وترابطهم ، ومحبتهم لبعضهم البعض ، ثم يتفرع عن هذا أن يشمر كل منهم ليساهم في مشاريع تعاونية ترقى بالأدنى ، منهم لترفعه إلى أفق الأعلى فيهم ، ويسدون حاجة الفقراء فيهم ، ويغطون عجز غير القادر ، وهكذا .. في الوقت الذي يزدادون فيه علماً ومعرفة ووعياً وعملاً ..! وحين وجدَ هؤلاء روعةَ هذه الثمرات وبركتها ، حرصوا على الدفع بأبنائهم إلى هذا الندي ، وتشجيعهم على ذلك ، ومنافستهم على المشاركة الفاعلة في أنشطته وبرامجه ، بحماس أكبر ، وبذل أعظم ، وحرص أكثر .. لأن ذلك سيعود بالضرورة خيراً وبركة ونوراً على بيوتهم ..! أليست هذه بديهية .؟! قلت وأنا أتبسم : هي بديهية فعلاً ، ولكنها مجردَ حلمٍ جميل ، وإلا فأينَ مثل هذا الندي في دنيا الواقع ، وحياة الناس ..؟! هزّ صاحبي رأسه وقال : اعلم يا صاحبي أن الأصلَ أن يكون المسجد هو هذا المكان ، الذي تتفجر فيه الطاقات ، وتنفذ فيه المشاريع ، وتبرز فيه المواهب، ويتضام فيه الناس كأنهم أسرة واحدة ، على قلب رجل واحد ، وفيه يتنافسون علما وعملاً وهمة واجتهادا ، بحيث يصبح المسجدُ هو النواةُ التي تثمر للمجتمع ألوان من الخيرات، يتفرع عنها حدائق ذات بهجة ، تسر الملائكة ، وتعجب لها الدنيا .. ولكن واسفاه !! لقد تعطل دور المسجد ، ولم يبق فيه إلا ما يشبه الكنيسة ، يدخله الناسُ لأداء ركيعات ، ثم ينصرفون حتى دون أن يتعرف بعضهم على بعض !! ------------ ابو عبدالرحمن / للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#5290 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() [frame="8 80"] خسارة دنيوية أو أزمة مالية يستولي الفكر والقلق على قلب وعقل العبد إذا ما حدثت له خسارة دنيوية أو أزمةمالية ويستجمع كل قواه العقلية للتفكير في الخروج من هذه الأزمة وتوابعها، وقد يتحقق له ذلك برحمة من الله تعالى، فتنفرج منه الأسارير نتيجة لهذا الفرج، وقياساً . . ما المخرج لو حدثت تلك الخسارة في الآخرة، حيث لا عودة إلى هذه الحياة للتبديل أو التعديل، ولا مخرج من توابع هذه الخسارة مهما سخر العبد كل قواه العقلية أو الفكرية أو المالية ؟! إنها النار التي لا ترحم من يدخلها، ولا ترأف بمن يعوي للنجاة منها !! ألا فليعقل الصالحون معنى هذه الخسارة التي لا تعوض، وليتهيئوا لآخرتهم التي تزداد منهم دنواً مع مطلع كل شمس؛ لتوسد لهم في قبورهم المرقد، وفي هول يوم الحساب الموقف، وليعلموا أن خير استعداد لآخرتهم هو كثرة ذكرهم لربهم، واستغفارهم على ما كان من فرط ذنوبهم، عسى الله أن يتغمدهم بواسع عفوه ورحمته على ما كان من تقصيرهم. -- أبو مهند القمري [/frame] |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ | الوآصل | المنتدى الرياضي | 6 | 10-12-2009 01:49 AM |
اســـــــرار القلــــب..! | الســرف | المنتدى العام | 22 | 29-09-2008 01:03 AM |
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء | امـــير زهران | منتدى الحوار | 4 | 02-09-2008 03:05 PM |
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة | رياح نجد | المنتدى العام | 19 | 15-08-2008 01:10 PM |
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! | البرنسيسة | المنتدى العام | 13 | 17-08-2007 11:04 PM |