منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 24-01-2014, 08:40 AM   #5351
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الثبات في وجه الأعاصير
قال الراوي وفي نبرته تنضح أحزان قلبه :
شكوت إلى صاحبي ما أسمعه مرارا وفي أماكن متفرقة ،

وأقرأه أحيانا :
يتساءل كثير من الشباب من الجنسين في حيرة …:
بعد أن هدانا الله سبحانه إلى الإقبال عليه ،
والالتزام بهدي نبيه صلى الله عليه وسلم ..
نجد أن الذين من حولنا _ أقرب الأقرباء _
لا يشجعوننا على الالتزام ، بل يصبحون أعداء لنا ، يسخرون منا ،
ويلمزوننا ، ويسلطون ألسنتهم علينا ..
فكيف العمل وسط هذه الأجواء الموبوءة التي لا تعين على الطاعة ؟
وهل نستطيع الاستمرار والثبات على الوجه الذي يريد الله ليرضى عنا ..
وتبسم صاحبي وتلألأ وجهه وهو يتمتم بأدعية كثيرة
كأنما يستمطر أمداد السماء يسوقها الله إلى قلبه لتفيض على لسانه ..
ثم قال :
أبقَ معي قليلا ... فكما قالوا بالمثال يتضح المقال
أرأيت إلى بذرة صغيرة جدا صالحة للزراعة ، لكن السيل جرفها أمامه بقوة ،
وجرف معها أطناناً من الحصى ، والأقذار ، والأخشاب الصغيرة ،
ونحو هذا كثير

وأخذ يجرف هذه الأشياء إلى بعيد ، حتى استقرت أخيرا ، وتجمعت وتكومت .
وانتهى السيل .. ثم جفت مياه بعد فترة ..وطلعت الشمس من جديد..
السؤال الآن :
ما مص
ير تلك البذرة الصغيرة ، وقد استقرت في الأرض وحولها كل تلك الأقذار ..؟!
قلت في تلقائية : أحسبها ستنمو لوجود أشعة الشمس ..
رغم كل تلك الأقذار حولها ..
فهتف صاحبي في فرح : رائع .. الله أكبر .. أحسنت .. ما شاء الله ..
ثم غمرني بفيض من ابتسامته المتلألئة وقال :
إذن نلاحظ أن هذه البذرة لم تبالي بما حولها رغم أنها صغيرة جدا ..
ورغم أن ما حولها كثير جدا ، وربما متعفن جدا !!!!!
لكنها اهتزت ونمت وربت ومضت في طريقها تشق الأرض لتعلو في الفضاء ،
غير مكترثة بأي شيء ، ولا بأي معوقات .. أليس كذلك ؟؟؟؟
وانتبهت لما يريده بهذا المثال فلم أملك إلا أن أقول :
سبحان الله .. مثالك رائع .. رائع جدا ..
فتح الله عليك .. وحفظك ورعاك .
ضحك صاحبي ، وأثنى على تنبهي لما يريد ..

ثم قال :
ومع هذا سأسألك : ماذا نستفيد من هذا المثال ؟؟
قلت على الفور وفي حماس :
ان البذرة الصالحة .. أينما وجدت ، لا تفسد ..
بل تستمر في النمو رغم كل شيء من حولها ..
قال صاحبي : نعم .. إنها تستمر في النمو .. رغم كل شيء يحيط بها ..
طيب هل تعرف أن التربية الإسلامية قائمة على هذا المثال ؟؟؟؟
كيف تصبح بذرة صالحة …..
ثم حيثما كنت فأنت قادر على النمو مهما كانت الأجواء من حولك .. !!
لم أملك إلا أن أقول في نشوة وإعجاب :
سبحان الله .. أكررها وأمد بها صوتي .
قال : نعم .. والأمثلة كثيرة جدا جدا على هذه القضية ..
أول مثال وأوضح مثال على الإطلاق ..
هو محمد ( وهل مثل محمد أحد في العالمين ؟؟ ) صلى الله عليه وسلم
عندما بعث كيف كانت الأجواء من حوله ؟؟؟؟
ليس هناك بصيص من ضوء … ولا بارقة من أمل …
ولا يد مساعدة ، ولا صوت معين …..أليس كذلك ؟؟
هنا وجدت نفسي أقاطعه وأقول :
صحيح .. كلامك .. ولكن سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم ..
قد ثبت الله قلبه على الإيمان .. ولا مجال له لأن يهتز أو يضعف ..
في هذا الحالة لا نستطيع مقارنة أنفسنا بالنبي صلى الله عليه وسلم ..
أرجو أن لا يكون في كلامي أي خطأ
ابتسم ابتسامة عريضة وقال :
وإن كان على كلامك هذا ملاحظات عدة .............
لكن لن أتعرض لها هنا ..
حتى لا نخرج من موضوعنا ........
لهذا سأسلم جدلا لك بما تقول
وسأضرب لك عشرات الأمثلة من حياة أصحابه الكرام رضي الله عنهم ...
لا تقل لي هاهنا :
وهؤلاء أصحاب رسول الله لا نستطيع أن نكون مثلهم ..!!!!!!
قلت وأنا أبتسم : لا لن أقول هذا ؟؟ وإلا سأكون مكابرا ..
قال : أقول لك : هؤلاء بشر مثلنا ..
لكن إيمانهم كان رائعا .. وقويا .. وراسخا ....
نأخذ مثلا شابا صغيرا ..... فتي جميل وسيم ..
كان المال يجري في يديه ... كان منغمس في النعيم ....
كان يلبس أفخر أنواع الملابس
..... كان يتعطر بأطيب أنواع العطور ..كان .... وكان .. وكان ..
فلما آمن .......... تغيرت عليه الدنيا من حوله ....
هاجت أمه وماجت ، وهددت وتوعدت ، وثارت وأزبدت ..
وكذلك فعل أهله جميعا به ،، وحرموه حتى من أبسط ألوان الحياة ......
بل سجنوه ..... ضربوه ..... علقوه من رجليه .....قيدوه
ولكن البذرة الصالحة عرفت كيف تصمد في وجه الأعاصير ،
وتشق لها طريقا إلى السماء ..!
ذلك هو مصعب بن عمير رضي الله عنه
يعني ........ لم تكن الأجواء التي حوله فقط لا تساعده على الاستقامة ......
كلا .... بل إنها تعذبه لأنه استقام .... وتحاول إرغامه على الانحراف ..
فهل يأس .... هل أصيب بالإحباط........
هل فكر أن يترك ما هو عليه مجاراة للجو حوله ..
هل قال : لا أستطيع الاستمرار ..!!
حلاوة الإيمان التي كان يجدها كانت تجعله اكبر من هذا كله ..
تجعله يستعلي ويرفرف ولا يبالي بالعذاب ينصب عيه
ولا بألوان من السخرية تنهال عليه ..
تجعله شامخا شموخ الجبال الرواسي .. لا يتأثر بالرياح من حوله
لم أملك

إلا أن أعيد وأكرر : سبحان الله …سبحان الله ..
وواصل صاحبي حديثه الشجي :
بالعكس تماماً ..... ما زاده هذا إلا صلابة ....... وثباتاً .... وقبول للتحدي ..
وكان يعلنها في وجوه الجميع أنه مؤمن بالله .. وأنه متجه إلى الله ...
أنه يحب محمدا صلى الله عليه وسلم
.... وهكذا ثبت ثبات الجبال رغم هول العذاب الذي أنزلوه به ..
نظرة من محمد عليه السلام تساوي الدنيا بمجموعها
بل هي فوق ذلك ..
ولقد قالها أحد الصحابة حين هددها أهله :
نظرة من محمد أحب إليّ من الدنيا وما فيها
وشقت البذرة طريقها نحو السماء تتحدى ...........في شموخ ....
هذا مجرد مثال ....... والأمثلة كثيرة
فأنت تستطيع أن توطن نفسك على هذا المعنى ..
أنك بذرة .....وأنك قادر على الثبات ....بل على النمو أيضا ....
بل على شيء آخر أكبر من هذا وأهم ..
نؤجل هذه النقطة ، ونواصل ما كنا فيه ..
الذي أعرفه أن مصعباً
__ وأمثاله ممن تعرضوا لمثل ما تعرض له ، وثبتوا كما ثبت
الذي أعرفه أن سبب مواقفهم الرائعة هذه أمران ..
انتبه الآن وركز معي جيدا :
الأول : أنهم رأوا ( قدوتهم ) وحبيبهم محمد صلى الله عليه وسلم
يثبت ثباتا عجيبا ..
لا أمام أهله فحسب ، وجو عائلته فقط ..
بل رأوه يتحدى الدنيا كل الدنيا ، ولا يبالي بما يواجهه..
ولم يقولوا : هذا رسول ... هذا نبي .. وأين نحن منه .!!؟
كلا …… بل هو قدوة … وأسوة .. ومربي .. وعلينا أن نقتفي خطاه
ألم يقل الله عز وجل ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )
قلت في تلقائية : نعم والله
قال : إذن فرسول الله قدوة لنا في كل شيء ......
فلا ينبغي أن نسمح للشيطان أن يحتال علينا ويوسوس لنا بأن هذا رسووووول الله
وأين نحن منه ..... ونحو هذه الإيحاءات الشيطانية
التي يريد الشيطان أن يخذلنا عن طريقها ..
علينا أن نقتدي به ( على قدر طاقتنا ) إذن فهم رأوه ثابتا شامخا .....
فقرروا أن يتعلموا من هذا الدرس ( العملي ) واستفادوا جدا بهذا الدرس الرائع ..
وكلما فترت عزيمة أحدهم ذكر نفسه بموقف رسول الله في وجه أعاصير الدنيا ... فثبت .. وصبر وصابر ورابط ..
ألا تلاحظ أنني أعدت الآن النقطة التي تركتها في بداية الحوار ........!!

الأمر الثاني الذي أعانهم :
هناك نصوص كثيرة في القرآن والسنة ...... تربي المسلم على هذا المعنى
أن يثبت على الحق مهما كانت الأجواء من حوله لا تساعده ..
تذكرت الآن قضية ذكرها علماؤنا في هذه النقطة
قالوا ( وهذا عجيب ...... بل هذا سيعطيك شحنة ثقة وعزيمة )
قالوا أن أعداد من الناس في مكة آمنوا لسبب غريب .. أتعرف ما هو ؟
وتساءلت : ما هو أفدني أفادك الله ونفع بك ؟
قال : أنهم كانوا يرون بلالا وأمثاله من الذي ينهال عليهم العذاب ليل نهار ،
ومع هذا هم ثابتون لا يتزحزحون بل يجاهرون بإيمانهم
هذا الموقف دفع هؤلاء إلى التفكير الجدي في حقيقة ما يحمله هؤلاء المعذبون ؟؟؟؟
فوصل بهم تفكيرهم أن هؤلاء لا يمكن أن يتحملوا كل هذا
إلا لأنهم على الحق فكان هذا سبب إيمان كثير منهم .. !!!!!!!!
ماذا نستخلص من هذه النقطة قبل أن نتجاوزها ؟؟
حين تثبت .. وتصر على موقفك ... ولا تبال بسخرية الساخرين .....
وتجاهر بالحق الذي معك ،
وخلال ذلك تحسن فن التعامل مع الآخرين ......
فالمرجو والمتوقع أن بعضهم سيدفعه موقفك هذا إلى التفكير الجاد ..
إلى ماذا ؟؟؟؟
قلت بسرعة وفي فرح : في أنني على الحق ........ صح ..
ابتسم وقال : صحيح بارك الله فيك .. ورفع قدرك ..
وشيئا فشيئا ومع الأيام ستجد صدى ثباتك على شخص وربما أكثر
وهكذا تتسع الدائرة ، كنت واحدة ...... فاصبح معك آخر ........
وهكذا تنداح الدائرة وتتسع ......
المهم الثبات والإصرار على مواصلة الطريق
.......وعدم مجاراة القوم في فسادهم

____ على افتراض أن هناك صور من الفساد يقومون بها ___
لأن مجاراتهم في ذلك ستنسف عليك ما تحاول بناءه ..
أما بالنسبة للنصوص فهي كثيرة جدا ....
الله عز وجل قص على رسوله وعلى أصحابه وعلينا في القرآن الكريم قصص الأنبياء
وهي قصص كثيرة ، وكيف ثبتوا ، وكيف قاوموا .....
لماذا هذه القصص؟؟
طبعا لنتأسى بهم ….. يعني لنقتدي بهم …….
يعني لنتذكر مواقفهم الرائعة تلك .. فتعطينا شحنة للثبات
قلت في تلقائية : صدقت والله
قال : انظر مثلا نوح عليه السلام ......
ألف سنة إلا تسعين عاما ( 950 ) سنة وهو يدعو قومه
ومع هذا لم يسلم معه خلال هذه السنين الطويلة كلها إلا أربعين إنسان .....
وفي رواية أقل من هذا العدد !!!! لم ييأس ... لم يصب بإحباط ...
لم يقل : وماذا أفعل ؟؟
لم يداخله شك أبدا في أنه هو على الحق وكل هؤلاء القوم من حوله على الباطل
لم يكترث لسخريتهم منه .. ولا لاستهزائهم به ..
ما أروع هذا الدرس .... ومنه استفاد رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهكذا بقية الأنبياء عليهم السلام : استعرض الليلة قصة موسى مثلا .....
وماذا واجه ، وكيف واجه ، وكيف صبر .. الخ .. تر العجب العجاب
والآن ما خلاصة درس اليوم ..؟
قلت في فرح : ضرورة الثبات على الحق .. والإصرار على السير مادمت على حق ..
ولا أهتم بما اسمعه من حولي من سخرية أو استهزاء أو نحو هذا
قال : بارك الله فيك وفي فهمك .. ويبقى عليك الآن العمل ...
أن تستعين بالله وتمضي في طريقك لا تبالي بشيء
إلا بتحصيل مرضاة الله عليك
واعلم أني اليوم في هذا الدرس إنما أعطيتك خطوطا رئيسية
وعلى ضوئها قس .. وستجد مئات الشواهد من القديم والحديث
وإذا كتب الله لنا لقاء قد أسوق إليك شواهد كثيرة تعينك في الطريق
وهذا وبالله التوفيق ومنه العون ..
------------

ابو عبدالرحمن /للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-01-2014, 04:56 PM   #5352
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

ضحايا الطلاق من الواقع
يتنقل بين الجماهير الرياضية .. بيده الميكروفون .. ومن وراءه حامل الكاميرا .. يتبعه أينما سار ..الكل يترقبه .. والكل يتمنى أن يقترب منه ..ينتقي أحد الجماهير ،
يجري معه حوار .. يلتف حولهما جمع لابأس به .. هذا يشير بيده لما وراء الكاميرا .. وآخر يتطاول ليظهر في الصورة ..ينتهي اللقاء .. ينتقل إلى مشجع آخر .. تتكرر الصورة .. هذا يبتسم .. وآخر يتأكد من مظهره .. ويصلح ما تبعثر منه ..كل واحد له أمنية .. فالظهور على شاشة التلفاز يستحق منهم كل ذلك الحرص ..انتهى المذيع من اجراء اللقاءات ..
وأخذ التوقعات .. أعطى إشارة انتهاء البرنامج .. أنفض الجمهور من أمامه .. أقبل طفل صغير نحوه .. ناداه :-

يا عم .. ياعم ..التفت نحوه .. تبسم له ..
وقال :- نعم .. يا بطل ..
- أريدك أن تجري معي لقاء ..تعجبت من شجاعته .. انطلقت ضحكة .. جعلت الحزن يتسلل إلى قلب الطفل .. تنبه المذيع لذلك ..
سارع بالقول :- للأسف لقد انتهت الحلقة ..
في الحلقة القادمة - إن شاء الله – أجري معك المقابلة ..
- أرجوك ياعم .. لقد وعدت أمي أن تراني في التلفاز .. صوته المتحشرج .. ودمعته التي ترقرقت في عينيه .. ورجاؤه الحزين .. جعل المذيع يرق له .. وضع يده على رأس الطفل ..
وقال :- لا حاجة لأمك أن تراك في التلفاز .. يكفي أن تراك أمامها بطلاً شجاعاً .. كما أراك أنا الآن ..

أطرق الصغير برأسه .. أخفى دمعة جرت على خده .. تحدث بصوتٍ هو أقرب إلى الهمس ..
- أمي .. لم ترني منذ عدة سنوات .. منذ كنت في الثانية من عمري ..جرت الدموع على خده .. ولم يستطع الحديث بعدها ..وضعت يدي على رأسه ..
وقلت له :- أنا لا استطيع أن أجري اللقاء معك وأنت بهذه الحالة .. أنا أسف .. لا أريد من أمك أن تراك وأنت تبكي كالأطفال ..مسح دموعه بسرعة .. وارتسمت على شفتيه ابتسامة رائعة قضت على مظاهر الحزن التي كانت ترتسم على وجهه ..
وقال :- حقاً ياعم ستجري مقابلة معي .. ستشاهدني أمي في التلفاز ..
- نعم ستشاهدك .. استعد الآن ..أمرت المصورين أن يستعدوا لتصوير اللقاء ..تم اللقاء ، ومضى الصغير بعد أن امطرني بكلمات الشكر والثناء ..عدت إلى الاستديو .. وبدأت عمليات المونتاج والإخراج النهائي للبرامج ليتم عرضه يوم الأثنين ..

وللأسف كان اللقاء مع الصغير غير صالح للعرض .. فقد كانت الاضاءة ضعيفة جداً .. فتم حذف المقطع رغم محاولاتي لمعالجته .
.وجاء يوم الأثنين ..

عرضت الحلقة ..تخيلت الصغير وهو ينتظر أن يرى صورته .. وتخيلت أمه وهو تشاهد ابنها ..
وتخيلت حالهما وقد انتهى البرنامج وخيبة الأمل على وجوههما ..
تمنيت لو أنني حصلت على رقم الصغير حتى اعتذر له .. ولكن لم يكن باستطاعتي شيء ..مضى اليوم وجاء يوم الثلاثاء ..
وكان لديّ شعور بأنه سيتصل ليعاتبني .. وكنت اعد العذر الذي سأقوله .. والمفاجأة التي جهرتها له ..

رن الهاتف اسرعت نحوه .. كنت على يقين أن صغيري خلف الهاتف .. - نعم ..
صوت امرأة .. تقول :- السلام عليكم ورحمة الله ..شعرت بالاحباط .. رددت السلام ..سكتت المرأة ولم تتكلم ..
سمعت صوت بكاءها من وراء السماعة .. احسست بأنها تخفي أمراً .. انتظرت قليلاً .. إنها تحاول الكلام لكنها لاتستطيع .. تركتها تبكي .. وعندما هدأت ..
قالت :- أنا أم الصغير الذي طلب منك أن تجري مقابلة معه .. وعادت تبكي ..شعرت بالندم .. اعتذرت لها .. ورجوتها أن تسامحني ..
وأن تجعل ابنها يتحدث معي .. فلقد جهزت له مفاجأة .. وسيفرح بها ..لا ادري شعرت بأنني تكلمت كثيراً .. ولم امنحها فرصة للحديث .. أما هي فقد تركتني .. وراحت تبكي ..
وفجأة .. انقطع الاتصال بيننا .. أصابني الذهول .. شعرت بالندم على ..
إنها غلطة مخرج البرنامج .. ولكنها غلطتي .. كان عليّ أن اتأكد من كل شيء قبل التصوير ..وأنا في ذهولي .. رن الهاتف .. اسرعت إليه ..صوتها القادم كان واضحاً ..
- أخي .. أريد منك النسخة الأصلية للحلقة الماضية ..
أرجوك ..- أنا أسف جداً .. ولكنني أريد ابنك .. سوف أجري معه لقاء آخر .. وستشاهدينه على التلفاز ..غاب صوتها وعادت تبكي من جديد ..شعرت بقلق ..
قلت :- لماذا تبكين .. ابنك بطل وسوف يعود إليك .. أنا ..قاطعتني بسرعة قائلة ..
- يوسف مات .. ابني الذي شاهدته مات .. - مات .. مات .. مات .. متى ..
وكيف ؟- لقد مات يوم الأحد .. بعد أن هاتفني وأخبرني بأنه سيظهر في حلقة الجماهير يوم الأثنين ..- انقطع الاتصال بعدها ..سقطت السماعة من يدي .. جرت الدموع على خدي حزناً على يوسف ، وعلى أم يوسف ..

تساءلت :
- لماذا يحرم الأب أماً من رؤية ابنها ؟- لماذا يُحرم الابن من حنان أمه ؟- لماذا الظلم ؟
وشعرت بالندم لأنني لم اتمكن من تحقيق الأمنية الأخيرة ليوسف ..لكنني سارعت بالاتصال والبحث حتى عثرت على أم يوسف ومنحتها النسخة الأصلية من البرنامج .. لتشاهد يوسف ..

------------

قصة من الواقع / للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-01-2014, 05:20 PM   #5353
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

شــــب النـــار قصــة واقعيـــة
أن الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد أما بعد :
فهذه قصه أخواني أخواتي أنقلها لكم

رويتها لكم للعبره وإليكم القصه لي قريب وهو شاب وغير متزوج مولع بطلعات البر فـما أن تكاد أجازه أسبوعيه تمضي إلا وينظم هو ورفاق له رحله إلى البر وكان له ولأصحابه في هذه الرحلات برنامج لايخـلـوا من المعاصي بل هي الغالبه على رحلتهم فكانوا بمجرد أن ينزلوا في المكان الذي أختاروه واتفـقـوا على أن يكون هو مقر جلستهم وأقامتهم في رحلتهم حتى يضعوا شريط لأغنيه في مسجل كان معهم ويجعـلـوه طيلة جلستهم يصدح بالغناء بأعلى صوت
ويقوموا بأشعال النار واعداد القهوه والشاي وطعامهم وهم منسجمين عـلى صوته وما يكادوا يتركوا هذه المعصيه ويطفئوا المسجل إلا وقد أبدلوها بمعصيه آخرى وهي أنه بدأت تدب إلى مسامعهم نغمات اوتار عـود كان مع أحدهم أحضره لكي يعـزف لـهم عـليه ويحـيي كما يقولوا ليلتهم وأن كان في الحقيقه أنه يميت نور الأيمان في قـلوبهم ويبدله بظلمة المعصيه وما أن يظبط عازف العود اوتاره ليخرج نغماته على أسماعهم لتسلب عقولهم وتأسر قلوبهم
وتلـفـهـم غـفـلـه وبعـد عن الله و تنظبط نغمات العزف على العود وتتولى على مسامعهم حتى يخالطها صوت أخر لأله من ألات المعازف المحرمه وهي مايسمى (بطار أو المرواس ) ليزيد من طربهم وهوسهم ويزيد من غفلتهمم ويستجلب عليهم المزيد من الشياطين وتصبح جلستهم ظلمات من المعاصي
ناهيك عما يتخللها من غيبه وكذب وشرب لدخان وهكذا كان برنامجهم في رحلاتهم تلك لم يكن في برنامجهم شيء أسمه صلاه دخل وقتها ويجب أن تُصلى بل مجرد لـهـو محـرم لم تكن رحلاتهم تلك الرحلات التي يجدد فيها الأنسان نشاطه ويستمتع فيها الأاستمتاع المباح ولايضيع فيها مايجب عليه من طاعات وقربات لرب الأرض والسماوات .
وستمر بهم الحال في رحلاتهمم على هذا الوضع وهذا االرووتين فتره ليست بالقصيره إلى أن جاء ت تلك الليله التي قدر الله أن يكون لهم في أحدهم عبره وحصل لهمم فيها حادث في طريق عودتهم من رحله كانت كسابقاتها من الرحلات لهو وغناء ومبارزه بالمعاصي لله جل في علاه حيث
كانوا ثلاثه في السياره وأيضاءَ لاازال الغناء يرافقه وهو مؤنسهم في السياره وبينما هم منسجمين على صوت الأغنيه التي كانت في الشريط إذ بالسياره تنحرف بهم عن الطريق وتـنــقـلب بهم وماهي إلا لحظات يسيره
وإذ بهم أجساد تغطيها الدماء ساكنه إلا من أصوات أالأنين والتوجع التي كانت تتعالى لعلها أن تفوق صوت الأغنيه التي كانت لاتزال تتعالى من المسجل الذي لم يتعطل
وما أن سكن الغبار الذي أثاره الأنقلاب وتوقفت السياره واستقرت حتى هرع أناس ممن صادف مرورهم بالطريق وقوع الحادث لأخارجهم من السياره
ليقوم أحدهم بنقلهم للمستشفى وكان أثنين منهمم أصابتهم ليست بالخطيره كدمات وجروح متفرقه لكن ثالثهم وهو قريبي وكان هو قائد السياره ومنظم الرحلات كان يصرخ من الألم حيث كانت به كسور
ولم يلبث أن غاب عن الوعي وبداء لسانه يخرج ما كأن قد أودعه في قلبه وشغل به فكره طيلة تلك الأيام أخذ لسانه يغرف مما في قلبه أخذ ينطق بما تعلقت به نفسه طيلة تلك الأايام كان بين الحين والأخر يقول ( شب النار وشغل عيسى ودق العود شب النار وشغل عيسى ودق العود ) (عيسى أسم لمطرب كان مولع بسمع صوته ) وهذا هومُلخص برنامجه هو وأصحاابه في رحلاتهم تلك ذعر رفيقاه مما يسمعان من صديقهما وكذلك الشخص صاحب السياره الذي أسعفهم ظنوا أنه يحتضر وأنه سيفارق الدنيا
أخذ السائق يذكره بالله وهو يقود السياره ويرفع صوته
ويقول له قل لاإله إلا الله لكنه ما كان يسمعه يقول له ذلك إلا ويعد جملته تلك ويعلي صوته بها لم ينطق صديقاه اللذان كانا معه بأي كلمه لأنهم مع مابهم من أصاباات وأوجاع ذهلوا وفزعوا من ماأل له حال صاحبهم وظل يردد هذه الجمله بين الحين والأخر إلى أن وصل إلى المستشفى
وتم أنزلهم من السياره وهو لم يزد على هذه الجمله يرددها جاء والده وأخوانه وقرابته صدم والده بما يسمعه من أبنه أبني فلذة كببدي يرحل من هذه الدنيا بهذه الجمله يحسرتي لكن لم يلبث بعد أن أدخل الطوارئ فتره طويله حتى دخل في غيبوبه وادخل العنايه المركزه ظن والده وقرابته أنه سيموت
وزاد حسرتهم أن تكون بهذه الجمله خاتمته لكن على هذا عاش وعليه سيموت لكن والده ووالدته لم ييأسى وألحاء على الله بالدعاء وستجاب سبحانه دعائهما وأفاق ثاني يوم من غيبوبته وأخرج إلى قسم التنويمم ومكث فيه مده إلى أن تحسنت حالته الجميع حمد الله له على السلامه من الحادث والنجاه من الخاتمه السيئه التي عندما أاخبر بها لم يكن يصدق بل أنكر ولم يقتنع أن مثل هذا الكلام صدر منه لكنه بعد أن رأى أن الجميع يؤكد له حصول ذلك منه بكى وحمد الله على أن نجاه ولم يأخذه على تلك الخاتمه السيئه وبداء يحافظ على الصلاه بعد أن كان لايعرفها ولا يهتم بأمرها ودعاواتكم له أن يرزقه الله الأستقامه التامه التي ترضي الله عنه
وفي الختام أسأل الله أن يجنبني وأاياكم سوء الخاتمه ويوفقنا وأياكم إلى أن نلقاه وهو راضاَ عن وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
-------------
للفايدة

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-2014, 07:58 AM   #5354
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

طاعة الوالدين احد ابواب الجنة
إن الموضوع أكبر وأهم من ذلك بكثير..
إن قراءتك لهذا الموضوع قد تنقذك من النار إن كنت فيها ولا تعلم..
وقد ترفعك إلى الفردوس الأعلى دون أن تعلم..
لماذا؟؟!!



ألم تعلم حكم بر الوالدين وهو أنه فرض واجب، وأنه قد أجمعت الأمة على وجوب بر الوالدين وأن عقوقهما حرام ومن أكبر الكبائر؟؟
أما سمعت هذا الحديث:
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ( دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة قلت من هذا؟ فقالوا : حارثة بن النعمان ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كذلكم البر كذلكم البر [ وكان أبر الناس بأمه ] )) رواه ابن وهب في الجامع وأحمد في المسند.
وهذا الحديث ايضاً:



{ الوالدان..وما أدراك ما الوالدان }
الوالدان، اللذان هما سبب وجود الإنسان، ولهما عليه غاية الإحسان..
الوالد بالإنفاق.. والوالدة بالولادة والإشفاق..
فللّه سبحانه نعمة الخلق والإيجاد..
ومن بعد ذلك للوالدين نعمة التربية والإيلاد..



وأنا أقف في حيرة أمامكم..
مالي أرى في مجتمعاتنا الغفلة عن هذا الموضوع والإستهتار به..
أما علمنا أهمية بر الوالدين..
أما قرأنا قوله تعالى:




وقوله تعالى: { (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً).}النساء:36
ألم نلاحظ أن الله قد قرن توحيده ـ وهو أهم شيء في الوجود ـ بالإحسان للوالدين..
ليس ذلك فقط بل قرن شكره بشكهما ايضاً..
قال تعالى: { (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ )} لقمان:14
إلى متى سنبقى في التأجيل المستمر للتفكير في برنا لوالدينا..
إلى متى سيبقى الوقت لم يحن للبر؟؟!!..
وكأننا ضمنا معيشتهم أبد الدهر..
وغفلنا عن هذا الكنز الذي تحت أبصارنا ولكننا للأسف لم نره..
أما تفكرنا قليلاً في الحديث التالي:




أما مللنا من التذمر بشأن والدينا..
وكفانا قولاً بأنهم لا يتفهموننا ...
إن الأمر أعظم من هذه الحجج الواهية..
ولنتفكر قليلاً في قوله تعالى:




وقوله تعالى:
{ ( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليَّ المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون )} لقمان 14-15
يعني حتى لو وصل الوالدان الى مرحلة حثك على الشرك بالله وجب علينا برهما..
ماذا نريد إثباتاً اكثر من ذلك..
كما في هذا الحديث:
( فعن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ، قالت: قَدِمَتْ عليّ أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: قَدِمَتْ عليّ أمي وهي راغبة أفأصل أمي؟ قال: ((نعم، صلي أمك)) )متفق عليه.
{ ولكن للأسف ...}
يمر علينا كل فترة قصة تنافي كل ما سبق ..
تكاد عقولنا لا تصدق..
وتكاد قلوبنا تنفطر من هول ما نسمع..
إنها قصص واقعية للأسف..




( ذكر أحد بائعي الجواهر قصة غريبة وصورة من صور العقوق
يقول: دخل علي رجل ومعه زوجته، ومعهم عجوز تحمل ابنهما الصغير، أخذ الزوج يضاحك زوجته ويعرض عليها أفخر أنواع المجوهرات يشتري ما تشتهي،

فلما راق لها نوع من المجوهرات، دفع الزوج المبلغ،
فقال له البائع: بقي ثمانون ريالاً، وكانت الأم الرحيمة التي تحمل طفلهما قد رأت خاتماً فأعجبها لكي تلبسه في هذا العيد،
فقال: ولماذا الثمانون ريالا؟ قال: لهذه المرأة؛ قد أخذت خاتماً، فصرخ بأعلى صوته
وقال: العجوز لا تحتاج إلى الذهب، فألقت الأم الخاتم وانطلقت إلى السيارة تبكي من عقوق ولدها،
فعاتبته الزوجة قائلة: لماذا أغضبت أمك، فمن يحمل ولدنا بعد اليوم؟ ذهب الابن إلى أمه، وعرض عليها الخاتم
فقالت: والله ما ألبس الذهب حتى أموت، ولك يا بني مثله، ولك يا بني مثله.
أما عرف هذا الرجل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( "ثلاث دعوات مستجابات لهن، لا شك فيهن، دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالدين على ولديهما".)




{ ألهذه الدرجة..}
من هؤلاء أهم من البشر؟؟..
نعم للأسف ...
المصيبة الأكبر أنهم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم..
ولكن..
ما عرفوا وصاياه..




الموضوع خطيييييييييييير..
اسمع هذا الحديث:
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ((رضى الرب في رضى الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد)) )[رواه الترمذي وصححه ابن حبان].
{ وقصة مؤلمة أخرى..}
وهذه قصة حصلت في إحدى دول الخليج وقد تناقلتها الأخبار،

قال راوي القصة: خرجت لنزهة مع أهلي على شاطئ البحر، ومنذ أن جئنا هناك، وامرأة عجوز جالسة على بساط صغير كأنها تنتظر أحداً،
قال: فمكثنا طويلاً، حتى إذا أردنا الرجوع إلى دارنا وفي ساعة متأخرة من الليل سألت العجوز،
فقلت لها: ما أجلسك هنا يا خالة؟
فقالت: إن ولدي تركني هنا وسوف ينهي عملاً له، وسوف يأتي، فقلت لها: لكن يا خالة الساعة متأخرة، ولن يأتي ولدك بعد هذه الساعة،
قالت: دعني وشأني، وسأنتظر ولدي إلى أن يأتي، وبينما هي ترفض الذهاب إذا بها تحرك ورقة في يدها،
فقال لها: يا خالة هل تسمحين لي بهذه الورقة؟
يقول في نفسه: علَّني أجد رقم الهاتف أو عنوان المنزل، اسمعوا يا إخوان ما وجد فيها، إذا هو مكتوب: إلى من يعثر على هذه العجوز نرجو تسليمها لدار العجزة عاجلاً.
نعم أيها الإخوة، هكذا فليكن العقوق، الأم التي سهرت وتعبت وتألمت وأرضعت هذا جزاؤها؟!! من يعثر على هذه العجوز فليسلمها إلى دار العجزة عاجلاً.
( عقوق .. عقوق .. عقوق..)
وكأنهم نسوا مراقبة الله لهم..
وكأنهم لن يحاسبوا..
أما سمع هؤلاء بقول العلماء:"" كل معصية تؤخر عقوبتها بمشيئة الله إلى يوم القيامة إلا العقوق، فإنه يعجل له في الدنيا، وكما تدين تدان ""
{ إقرأ هذه القصة:}
ذكر العلماء أن رجلاً حمل أباه الطاعن في السن، وذهب به إلى خربة

فقال الأب: إلى أين تذهب بي يا ولدي،
فقال: لأذبحك فقال: لا تفعل يا ولدي، فأقسم الولد ليذبحن أباه،
فقال الأب: فإن كنت ولا بد فاعلاً فاذبحني هنا عند هذه الحجرة فإني قد ذبحت أبي هنا، وكما تدين تدان.



وهذا لا يقتصر على العقوق فقط بل على البر ايضاً..
ولكل مجتهد نصيب..
بروا آبائكم تبركم أبنائكم..
انظر هذه القصة:



هنيئاً لهؤلاء على الأقل تفكروا في هذا الحديث:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( (( لا يجزي ولدٌ والداً ، إلا أن يجده مملوكاً فيشتريه فيُعتقه )) )رواه مسلم .
{ إخواني ..}
إن هذا الكلام ليس جديداً..
بل هي من المواثيق التي أخذت على أهل الكتاب من قبلنا..
قال تعالى: { (وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحساناً وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسناً)} [البقرة: 83].
ولكننا أهملناه منذ زمن بعيد..
لحظة ..
مالي اتكلم وكأن الموضوع بسيط..
وكأن الموضوع يقرأ ويترك..
لالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا..
الموضوع أكبر من ذلك بكثير..
أنه من أهم مداخل الآخرة..



فعن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال: ( ((الصلاة على وقتها)))، قلت: ثم أي؟ قال: ( ((بر الوالدين)))، قلت: ثم أي؟ قال: ( (( الجهاد في سبيل الله)). )متفق عليه.
{ أسمعتم..}
إن بر الوالدين بعد الصلاة على وقتها مباشرة في أحب الأعمال إلى الله..
وهناك أمر آخر في غاية الأهمية..
يا من يرى ما يحدث للأمة الإسلامية في كل مكان..
يا من يرى الإنتهاكات اليومية للمسلمين..
يا من ينفطر قلبه عند سماع أخبار المسلمين في فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها من دول الجهاد..
يا من يتمنى الإنضمام إلى صفوف المجاهدين والجهاد معهم ضد اليهود والصليبيين..
يا من تريد الجهاد بشدة ولكنك لا تستطيع..
{ هل سمعت هذا الحديث:}
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أشتهي الجهاد، ولا أقدر عليه. فقال صلى الله عليه وسلم: (هل بقي من والديك أحد؟). قال: أمي. قال: ( (فاسأل الله في برها، فإذا فعلتَ ذلك فأنت حاجٌّ ومعتمر ومجاهد)) [الطبراني].
هل سمعتم..
حاج ومعتمر ومجاهد..



أليس حري بك أن تعلم أن بر الوالدين أحب إلى الله من الجهاد في سبيل الله ما لم يكن فرض عين..
أليس حري بك أن تبدأ في جهاد الشيطان وتبر والديك..
{ مهلاً..}
ألم تسمع حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل استأذنه في الجهاد: ( ((أحي والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد)) )[رواه البخاري].
بعض الشباب يسمعون مثل هذه الأحاديث ولا يستجيبون لها ( ففيهما فجاهد ) ماذا تفهم أخي الشاب أختي المرأة المؤمنة عندما نسمع مثل هذا الحديث ففيهما فجاهد ؟
يعني توقع منهما بعض التصرفات التي تحتاج منك أن تجاهد نفسك على قبول هذه الأخلاق من والديك وأنت في جهاد في الحقيقة .



وأقبل رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد؛ أبتغي الأجر من الله، فقال صلى الله عليه وسلم: ( (فهل من والديك أحد حي؟). )قال: نعم. بل كلاهما. فقال صلى الله عليه وسلم: ( (فتبتغي الأجر من الله؟). )فقال: نعم. قال صلى الله عليه وسلم (فارجع إلى والديك، فأَحْسِنْ صُحْبَتَهُما)) [مسلم].
وعن معاوية بن جاهمة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لرسول الله: أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك، فقال: ( ((هل لك أم؟ قال: نعم، قال: فالزمها فإن الجنة تحت رجليها)) )[رواه النسائي وابن ماجه بإسناد لا بأس به].
فكفاك تغييباً للحقائق عن ذهنك..
ولا تقول أن الأمر سهل بحيث أنك تبدأه متى تريد..
إن هذا التفكير من كيد الشيطان فاتركه..
وإن كان كذلك ............. فمتى تبدأ؟؟!!



!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ولماذا نظن أن برنا لوالدينا هو كرم من عندنا..
أو شيء يمكن فعله أو تركه..
كلا إخواني..
إنه واجب علينا..
نحن لا ننسى فضل أبوينا علينا..
ولا ننسى الأيام التي قضوها في التربية والتنمية والتعليم والتوجيه..
ولا ننسى تضحياتهم من أجلنا..




{ أنسينا الحنان..}
نعم حنان أمنا الذي لا يذبل حتى لو بلغنا من الكبر عتيا؟؟؟؟
ألم تعلم أن الحنان هو فطرة الأم ليس فقط في الإنسان وإنما في كل الحيوانات...
انظر هذا الملف:
(الأمومة فطرة ما أحلاها.. نصيحة .. حمل الملف):
[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة الرابط للتسجيل
اضغط هنا]
أنسينا قلب الأم الذي إذا بررناه طول الدهر لم نعطيه شيئاً بسيطاً من حبه لنا..
( أما عرفت قلب الأم..... أسمع هذه القصة
امرأة عجوز ذهب بها ابنها إلى الوادي عند الذئاب يريد الإنتقام منها , وتسمع المرأة أصوات الذئاب, فلما رجع الابن ندم على فعلته فرجع وتنكر في هيئةٍ حتى لا تعرفه أمه .. فغير صوته وغير هيئته ...فاقترب منها، قالت له يا أخ : لو سمحت هناك ولدي ذهب من هذا الطريق انتبه عليه لا تأكله الذئاب..
يا سبحان الله ... يريد أن يقتلها وهي ترحمه.
ولكن هكذا تصنع الذنوب وهكذا يصنع العقوق بالأمهات...
وهذه القصة ذكرها الشيخ عبدالله المطلق عضؤ هيئة كبار العلماء .
هذا جزاء الأم التي تحمل في جنباتها قلباً يشع بالرحمة والشفقة على أبنائها، وقد صدق الشاعر حين وصف حنان قلب الأم بمقطوعة شعرية فقال:

أغرى أمرؤ يوماً غلاماً جاهلاً.

.بنقوده كي ما يحيق بـه الضرر
قال ائتني بفـؤاد أمك يا فتى.

.ولك الجواهر والدراهم والدرر
فأتى فأغرز خنجراً في قلبهـا.

.والقلب أخرجـه وعاد على الأثر
ولكنه من فـرط سرعته هوى.

.فتدحرج القـلب المعفـر بالأثـر
ناداه قلب الأم وهـو معفـر

ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر
هذا قلب الأم

ولكن أين البارين به؟



{ أخي..}
من هذه اللحظة قررت أن أبر والداي..
ولكن لا أعرف كيف ذلك..
فأنا لم أعتد عليه من قبل!!
أما لهذه ….فتوكل على الله في ذلك فهو الذي يعينك على كل معروف..
وإليك بعض صور البر التي أراها قد تفيدنا في النجاح في الدنيا والآخرة وفي طريقنا للجنة.
خاطب والديك بأدب.
أطع والديك دائما في غير معصية مهما كان الطلب.
تلطف بوالديك ولا تعبس في وجههما، ولا تحدق النظر إليهما غاضبًا.
حافظ على سمعة والديك وشرفهما ومالهما ولا تأخذ شيئًا دون إذنهما.
أعمل ما يسرهما ولو من غير أمرهما، كالخدمة وشراء اللوازم والاجتهاد في طلب العلم.
أجب نداءهما مسرعاً بوجه مبتسم قائلاً : نعم يا أمي ونعم يا أبي.
لا تجادلهما ولا تخطئهما وحاول بأدب أن تبين لهما الصواب.
لا تعاندهما، لا ترفع صوتك عليهما وأنصت لحديثهما، ولا تزعج أحد أخوتك إكراما لوالديك.




إنهض إلى والديك إذا دخلا عليك وقبل رأسيهما وأيديهما.
ساعد أمك في البيت، ولا تتأخر عن مساعدة أبيك في عمله.
لا تسافر إذا لم يأذنا لك ولو كان الأمر مهما.
لا تدخل عليهما دون إذن لاسيما وقت نومهما وراحتهما.
لا تتناول طعاما قبلهما، وأكرمهما في الطعام والشراب.
لا تكذب عليهما ولا تلمهما إذا عملا عملاً لا يعجبك.
لا تفضل زوجتك أو ولدك عليهما، واطلب رضاهما قبل كل شيء، فرضا الله في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما.
لا تجلس في مكان أعلى منهما، ولا تمد رجليك في حضرتهما.
لا تتكبر في الانتساب إلى أبيك ولو كنت موظفاً كبيراً، وأحذر أن تنكر معروفهما أو تؤذيهما ولو بكلمة.
لا تبخل بالنفقة على والديك حتى يشكواك، فهذا عار عليك، وسترى ذلك من أولادك فكما تدين تدان.
أكثر من زيارة والديك وتقديم الهدايا لهما، واشكرهما على تربيتك وتعبهما عليك.
احذر عقوق الوالدين وغضبهما فتشقى في الدنيا والآخرة وسيعاملك أولادك بمثل ما تعامل به والديك.
إذا طلبت شيئًا من والديك فتلطف بهما واشكرهما إن أعطياك ، وأعذرهما إن منعاك ، ولا تكثر طلباتك لئلا تزعجهما .
إن لوالديك عليك حقاً ولزوجتك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه، وحاول التوفيق بينهما إن اختلفا وقدم الهدايا للجانبين سراً.



إذا اختصم أبواك مع زوجتك فكن حكيما وأفهم زوجتك أنك معها إن كان الحق بجانبها وأنك مضطر لإرضائهما.
إذا اختلفت مع أبويك في الزواج والطلاق فاحتكموا إلى الشرع فهو خير عون لكم.
دعاء الوالدين مستجاب بالخير والشر، فاحذر دعائهما بالشر.
تأدب مع الناس فمن سب الناس سبوه قال صلى الله عليه وسلم: (من الكبائر شتم الرجل والديه، يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه) متفق عليه.
زر والديك في حياتهما وبعد موتهما، وتصدق عنهما وأكثر من الدعاء لهما قائلاً: رب اغفر لي ولوالدي، رب ارحمهما كما ربياني صغيرًا.
لا تمشي أمام احد والديك بل بجواره أو خلفه وهذا أدب وحب لهما.
إذا رأيت أحد والديك يحمل شيء فسارع بالحمل عنه إن كان في مقدورك ذلك وقدم لهم العون دائماً .
أحد السلف لما ماتت أمه بكى قالوا ما يبكيك قال باب من أبواب الجنة أغلق عني .
أظهر التودد لوالديك ... وحاول إدخال السرور إليهما بكل ما يحبانه منك .
إذا نادى أحد الوالدين عليك فسارع بالتلبيه برضى نفس وإن كنت مشغولاً بشئ فاستأذن منه بالانتهاء من شغلك وإن لم يأذن لك فلا تتذمر ..
إذا مرض أحدهما فلازمه ما استطعت .. وقم على خدمته ومتابعة علاجه واحرص على راحته والدعاء له بالشفاء .
أنانيتك تجعلك تخطئ أحياناً ... ولكن إيمانك ورجاحة عقلك تساعدانك على الأعتذار لهما ..



وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أحضر ماء لوالدته فجاء وقد نامت فبقي واقف بجانبها حتى استيقظت ثم أعطاها الماء . خاف أن يذهب وتستيقظ ولا تجد الماء , وخاف أن ينام فتستيقظ ولا تجد الماء فبقي قائماً حتى استيقظت.
( ولم ننسى المثال الكبير في البر
كما في قصة سيدنا اسماعيل والكل يعرفها.
عندما قال ذلك الإبن البار: { قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين }
عجباً لهذا البر...
والبر لا يقتصر أجره على ثواب الآخرة فقط...
بل له فائدة وتوفيق من الله في الدنيا ايضاً..
كما في قصة الثلاثة الذين أطبق عليهم الغار فلم يستطيعوا الخروج منه، فقال بعضهم لبعض: انظروا أعمالاً عملتموها لله صالحة، فادعوا الله بها لعله يفرجها فقال أحدهم: ( ((اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران، ولي صبية صغار، كنت أرعى عليهم، فإذا رجعت إليهم، فحلبت، بدأت بوالدي أسقيهما قبل ولدي، وإنه قد نأى بي الشجر (أي بعد علي المرعى) فما أتيت حتى أمسيت، فوجدتهما قد ناما، فحلبت كما كنت أحلب، فجئت بالحلاب، فقمت عند رؤوسهما أكره أن أوقظهما، وأكره أن أبدأ بالصبية قبلهما، والصبية يتضاغَون عند قدمي (أي يبكون)، فلم يزل ذلك دَأْبي ودأبهم حتى طلع الفجر، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا ففرّج الله لهم حتى يرون السماء)).)
وحتى العقوق يعجل عقابه في الدنيا قبل الآخرة..
قال صلى الله عليه وسلم (كل الذنوب يؤخِّر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين، فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات)) [البخاري].



وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( :" بابانِ مُعجَّلان عُقوبتهُما في الدنيا: البغي، والعقوق".)
ولا ننسى أن نذكر بعض الأشياء التي يجب أن نتوقف عنها لأنها تعتبر من العقوق:
أن يترفع الابن عن والديه ويتكبر عليهما لسبب من الأسباب، كأن يكثر ماله، أو يرتفع مستواه التعليمي أو الاجتماعي ونحو ذلك.
أن يدعهما من غير معيلٍ لهما، فيدعهما يتكففان الناس ويسألانهم.
أن يقدم غيرهما عليهما، كأن يقدم صديقه أو زوجته أو حتى نفسه.
فربما لو غضبت الزوجة لأصبح طوال يومين حزيناً كئيباً لا يفرح بابتسامة، ولا يسّر بخبر، وربما لو غضب عليه والداه، ولا كأن شيئاً قد حصل.
أن يناديهما باسمهما مجرداً إذا أشعر ذلك بالتنقص لهما وعدم احترامهما وتوقيرهما.
أن يتجاهل فضل والديه عليه، ويتشاغل عما يجب عليه نحوهما.
ولا ننسى شيئاً هاماً وهو{ الدعاء لهما..}
فكم له من أجر..
وكم يساعدك على البر..



وفي ختام هذا الموضوع..
لي بعض النصائح لي ولكم..
{ أخي ............ إبكي!}
نعم إبكي على ما فات من وقت أضعته دون بر لوالديك..
وإبك أكثر وأكثر إن خرجت من هذا الموضوع دون عزيمة حازمة على بر والديك من هذه اللحظة..
إني أدعوكم جميعاً إخوتي في الله ألا تخرجوا من هذا الموضوع إلا وقد عاهدتم الله أنه من كان بينه وبين والديه شنآن
أو خلاف أن يصلح ما بينه وبينهم، ومن كان مقصراً في بر والديه، فعاهدوا الله من هذا اللحظة أن تبذلوا وسعكم في بر والديكم.
أيها البارين .......... اثبتوا
أيها العاقين .......... توبوا
أيها الغافلين.......... باشروا
-------------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-2014, 08:25 PM   #5355
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

علاج القلوب السقيمة
لكل قلب عليل وفؤاد سقيــم، نصف الوصفة التالية لكي يتجرع منها حتى لا يزيغ قلبه أو ينحرِّف ..
1) تعــاهد قلبـــك بالرعايـــة .. كن شديد الخوف من تقلُّب القلب وداوم على الدعاء بتثبيت قلبك ..
يــــا مقلب القلوب ثبِّت قلبي على دينـــك .. { رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ } [آل عمران: 8]
قال الحسن البصري "حادثوا هذه القلوب فإنها سريعة الدثور، واقرعوا النفوس فإنها خليعة" ..

فعليك أن تنشغِّل بقلبك، لإنه سريع التقلُّب .. واحرص على أن تجعله يتقلَّب إلى الجانب المُشرق المُنير، وليس إلى الجانب المُظلِّم.
2) الإكثار من الاستغفار والتوبة .. فالاستغفار يُجلي القلب ويُنير الفؤاد، وتجديد التوبة يمحو الخطايا .. وقد يتوب المرء من بعض الذنوب الكبيرة كترك الصلاة أو سماع الأغاني، ولكن قد تكون هناك ذنوب أخرى في قلبه لا يدري عنها شيئًا وهي التي تقطع بينه وبين ربه ..
لذا فقد أرشدنا النبي إلى كثرة الاستغفار وتجديد التوبة بإستمرار .. فقال " إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة" [رواه البخاري]
3) إصلاح النية .. جدد نيتك لكل عمل تعمله، واجعلها حقًا خالصة لوجهه تعالى. اجعل القلب محل النية الخالصة، ولا تجعلها مجرد فكرة يطرحها عقلك أو قول ينطقه لسانك.
4) كثرة ذكر الموت .. كان أبو يزيد ابن الربيع "لو فارق ذكر الموت قلبي ساعة فسد علي" .. فذكر الموت يطرد الدنيا من القلب ويذكِّر الإنسان بمصيره ومآله، مما يدفعه لإصلاح قلبه وحاله مع الله تعالى.
5) زيـــارة المحتضرين .. إن رؤية الموت ومصارعة سكراته، ترقق القلب وتذكره بقصر الأجل وغدر الزمن .. فعليك بزيارة أقسام الحالات الحرجة بإحدى المُستشفيـــات، واستشعر معنى الموت واعلم إنك عما قريب ستكون مكان هذا المُحتضِّر وكيف سيكون حالك حينها.
روي أنه لما حضرت محمد بن سيرين الوفاة، بكى .. فقيل له: ما يبكيك ؟ .. فقال: أبكي لتفريطي في الأيام الخالية وقلة عملي للجنة العالية وما ينجيني من النار الحامية.
ولما حضرت الفضيل بن عياض (عابد الحرمين) الوفاة، غشي عليه ثم أفاق وقال: وا بُعد سفراه .. وا قلة زاداه! ..
وقال المعتصم أمير المؤمنين عند موته: لو علمت أن عمري قصير هكذا ما فعلت !
6) تغسيل الموتى .. قال رسول الله "من غسل ميتًا فكتم عليه غفر الله له أربعين مرة .." [رواه الحاكم وصححه الألباني] .. فرؤية الميت وهو يُغسَّل رأي العين، ترقق القلب وتجعلك تفيق من غفلتك.
7) زيـــارة القبـــور .. يقول النبي "زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة" [رواه ابن ماجه وصححه الألباني] .. فزيارة القبور من أعظم المواعظ.
قيل عن صفوان بن سُليم: لو قامت الساعة غدًا ما زاد صفوان على عمله شيئًا .. وقد وصل لهذه الدرجة لإنه كان يأتي البقيع فيقف عند القبر فيقنع رأسه، ثمَّ يظل يبكي، يحرك قلبه بذكر الأموات كلَّما عرضت له قسوة .
قال سفيان الثوري "من أكثر ذكر القبر وجده روضة من رياض الجنة، ومن غفل عنه وجده حفرة من حفر النَّار".
ازجر قلبك بتذكر عذاب أهل المعاصي في القبر .. قال رسول الله ، في شأن العاصي في قبره ".. ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ثم يقيض له أعمى أبكم معه مرزبة من حديد لو ضرب بها جبل لصار ترابا قال فيضربه بها ضربة يسمعها ما بين المشرق والمغرب إلا الثقلين فيصير ترابا" [رواه أحمد وأبو داوود وصححه الألباني]
8) شهود الجنازة حتى إدخال الميت القبر .. قال رسول الله "من صلى على جنازة فله قيراط ومن تبعها حتى يقضى دفنها فله قيراطان أحدهما أو أصغرهما مثل أحد" [رواه الترمذي وصححه الألباني] .. وقد جُعِل لشهود الجنازة والدفن هذا الأجر العظيم، لإنه يطرد الغفلة من القلب.

9) كتــــابة الوصيـــة .. يقول رسول الله "ما حق امرئ مسلم له شيء يريد أن يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده" [متفق عليه] .. اكتب وصيتك حتى لا تغفل عن الموت.
10) تذكر أهوال الآخرة .. استحضر أهوال يوم القيامة أمام عينيك .. كان الحسن البصري "لو أن بالقلوب حياة، لو أن بالقلوب صلاحاً لأبكيتكم من ليلة صبيحتها يوم القيامة، إن ليلة تمخض عن صبيحة يوم القيامة ما سمع الخلائق بيوم قط أكثر فيه من عورة بادية، ولا عين باكية، من يوم القيامة" .
11) تــــلاوة القرآن .. يقول تعالى {.. فَذَكِّرْ بِالْقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} [ق: 45] .. ردد آيات الترهيب والعذاب على مسامع قلبِك واستشعرها، حتى يرُق قلبك وتدمع عينك ويكون عاقبة أمرك إلى خيــــر .. قال تعالى { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ } [ق: 37]
12) الإكثار من الذكر .. رطب لسانك بالذكر فهو يلين قسوة القلب، و تفكر في قدرة الله تعالى وحلمه ورحمته.

13) التقليل من الأكل و الكلام .. أكثر من الصيام لأنه تزكية للنفس، و أعرض عن كثرة الكلام لأن الثرثرة تفسد القلب وتقسيه .. قال رسول الله "لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولايستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه" [السلسلة الصحيحة (2841)]
14) عدم مجالسة أهل الغفلة .. فمرافقتهم تُفسد قلبك، لأنهم ينسونك ذكر الله ويبعدونك عن طريقه .. يقول تعالى {..وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: 28]
15) رؤيـــة الصالحين .. كان جعفر يقول "كنت إذا وجدت من قلبي قسوة نظرت إلى وجه محمد بن واسع نظرة، وكنت إذا رأيت وجه محمد بن واسع حسبت أن وجهه وجه ثكلى".
16) زيارة الملاجيء ومواساة اليتامى .. يقول رسول الله " أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك" [صحيح الجامع (80)]
17) الإكثـــار من الدعــاء .. تقرَّب من الله وتوسل إليه أن يُليِّن لك قلبك ويثبته ويحفظه من الغفلة ..
استودع قلبك الله عز وجل، فهو الحفيـــظ وسيحفظ عليك شأنه ..
اللهم ثبت قلوبنا على طاعتك واهدنا سواء السبيــل،،
-----------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-2014, 08:52 PM   #5356
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 80"]
وقفة تحت ظل نخلة
شجـرةٌ طيبـة .. أم .. كلمـةٌ طيبـة
ثابـتٌ أصلهـا .. متمكّـن .. ضـارب في الأعماق ..
شجـرة ..!! كلمـة .. !!
لا فـرق ..
نقّـل بينهـا النظـرات .. وستخـرج بأحلى المدلـولات ..
عشنـا مع النخلـة قديمـا من الزمـان .. فكانـت في حياتنـا العنـوان ..
أصـالة ..تـراث .. وعنفـوان ..
منها .. الفـرش .. والحصيـر ..المـراوح .. والمَخام ( المكانس )..
عسبانهـا و جريدهـا غطـت الأسقـف ..
أما أجسامهـا فكانـت أعمـدة وأبـواب الـدار ..
ليفهـا نُسجـت منـه الحبـال والمجـادل .. ومصـافٍ للقهـوة ..
كل ركـن سجّـل لها تاريخـا.. دخلـتْ بتفاصيلها تفاصيـل حياتنـا..
فـوق هذا وذاك .. أكلنـا تمرهـا في كل مواسـم السَّنـة ..غذاءً ودواءً وراحة ..
نعمـة مباركـة ..وُهبـت لنا من الكريـم الوهّـاب ..
استـُعيـرت في القـرآن الكريـم .. لتثبيـتِ معنى الكلمـة الطيبـة
و كانـت مُشبَّهـا به في السُّنـة المطهّـرة ..لمن خُلقـه " صدق الإيمان "
طوبى .. لمن انطبق عليه التشبيه !!
إيمانه ثابت الجـذور في نفـسٍ خِصبـة.. مُزيّنٌ بالقـول الطيـب والعمـل الصالـح ..
فيُرفـع عملـه إلى السمـاء في كل حيـن ..
يجني الحـلاوة أناء الليـل وأطـراف النهـار ..
ليـس لخيراتـِه مواسـم..
شخصيتـه ثابتـة .. لايُطـرحُ لهـا أوراق ..
أرسـى أوتادهـا تقـوى الله تعالـى ..
مَصـدٌّ للريـح .. لا تهـزّه عواصـف الحيـاة ..
يالـه من حـظٍ عظيـم لمـن كان شجـرة طيبـة ..!!
يُجنـى منها خُلق طيب .. يفـوح من كلمـةٍ طيبة..
(اللهم اكتبنا من الطيبين والطيبات)..
وهنيئــا لمن رافقـه ..
نراه يلفنـا .. كمـا كانـت النخلـة مع أجدادنـا ..
حصيـر ناعـم حين تغيّـم سماءنـا هموم الحيـاة ..
حبـلٌ يُوثـق ليعيدنـا إلى دائـرة الصـواب..
مجدولـةٌ سجايـاه بالوفـاء..
سقفـه .. ستـرةٌ عندمـا تنهـال علينا ضربـات الحاقديـن ..
وظلـه .. مديـد في شـدة رمضـاء الحـزن التي تنتـاب القلـب..
يسندنـا عند الشدائـد - بعون الله تعالى - كالبـاب الحصيـن يُغلـق في وجـه الريـح..
تصفـو بمجالستـه أنفسنـا وأوقاتنـا .. وتتغـذى أوراحنـا بطيـب ثمـار كلامـه ..
فتحفُّنـا الملائكـة .. ويذكـرنا المولـى فيمـن عنـده ..
المقارنـة تطــول .. بيـن ..شجـرة طيبـة
وشخصيـة أطيـب.

[/frame]

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-2014, 09:26 PM   #5357
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

اقـــرأ وتـــأمـل .. ثم حاول أن تطبـق !
هاتان فقرتان ..
كل منهما تحتاج إلى إعادة قراءة بمزيد تأمل وتدبر
لعل الله ينفعنا بما نقرأ فتتحرك قلوبنا إلى الله
فترتبط به ، وتبقى مشدودة إليه جل في علاه
بسم الله الرحمن الرحيم
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يروى : أن الإمام أحمد بن حنبل .. بلغه أن أحد تلامذته
يقوم الليل كل ليلة ويختم القرآن الكريم كاملا حتى الفجر ...
فأراد الإمام أن يعلمه كيفية تدبر القرآن فأتى إليه
وقال : بلغني عنك أنك تفعل كذا وكذا ...
فقال : نعم يا إمام
قال له : إذن اذهب اليوم وقم الليل كما كنت تفعل ..
ولكن اقرأ القرآن وكأنك تقرأه على
.. أى : كأنني أراقب قراءتك ... ثم أبلغني غدا
فأتى إليه التلميذ في اليوم التالي وسأله الإمام فأجاب
لم أقرأ سوى عشرة أجزاء
فقال له الإمام
: اذن اذهب اليوم واقرأ القرآن وكأنك تقرأه على
رسول الله صلى الله عليه وسلم
فذهب ثم جاء إلى الإمام في اليوم التالي وقال
يا إمام .. لم أكمل حتى جزء عم كامل
فقال له الإمام : إذن اذهب اليوم ..
وكأنك تقرأ القرآن الكريم على الله عز وجل
فدهش التلميذ ... ثم ذهب
في اليوم التالي ...
جاء التلميذ دامعا عليه آثار السهاد الشديد
فسأله الإمام : كيف فعلت يا ولدى ؟
فأجاب التلميذ باكيا : يا إمام ...
والله لم أكمل الفاتحة طوال الليل !!!!!!!!!
تعليق :
أما الفقرة الأولى .. فلو أحسنا التعامل معها ، بالوصول إلى رحابها:
فيومها لن نرى أمتع ولا ألذ ولا أعذب ولا أشهى من كتاب الله تعالى
نعتبره رسائل مباشرة موجهة إلى كل منا بذاته ..
رسائل من الله جل في علاه .. إليك أنت ..
يا عبدي .. افعل كذا .. ولا تفعل كذا …
تحلّ بالصفات الآتية .. وإياك والصفات الآتية ..
اسمع ما أقصه عليك ، وانتفع به في حياتك … وهكذا
ويصح يومها أن تهتف :
ما أعذب الوحي في قلبي وأشهاهُ
وأما الفقرة الثانية ، فإن قرأتها بقلب مجموع في لحظة صفاء
كفيلة أن تهز هذا القلب وترجه رجا ..
إن شعرت بمثل هذه الحالة :
بادر إلى كتاب الله سبحانه ، واقرأ متدبراً
ثم انظر ماذا تثمر لك تلك الساعة من أنوار وبركات ..!
نسأل الله أن يرزقنا قلوبا خاشعة ، وأعينا دامعة ، وعلما نافعا ..
------------
أبو عبد الرحمن / للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-01-2014, 02:55 AM   #5358
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

سيــــــــد القـــــــراء
أبي بن كعب
إنه أبي بن كعب -رضي الله عنه- أحد فقهاء الصحابة وقرَّائهم، (وقد شهد بيعة العقبة الثانية، وبايع النبي ( فيها، وكان من الأنصار الذين نصروا رسول الله (، واستقبلوه في يثرب، وقد شهد كل الغزوات مع النبي (، وأمه صهيلة بنت الأسود، عمة أبي طلحة الأنصاري، وكان يُكَنَّى بأبي الطفيل وأبي المنذر.
وسأله النبي ( ذات يوم: (يا أبا المنذر أتدرى أي آية من كتاب الله معك أعظم؟) فأجاب قائلا: الله ورسوله أعلم. فأعاد النبي ( سؤاله: (يا أبا المنذر أتدرى أي آية من كتاب الله معك أعظم؟) فأجاب أُبي: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} فضرب النبي ( صدره بيده، ودعا له بخير، وقال: (ليَهْنِك العلم أبا المنذر (أي هنيئًا لك العلم).
[مسلم].
وكان أبي بن كعب -رضي الله عنه- من (أوائل الذين كانوا يكتبون الوحي عن النبي (، ويكتبون الرسائل، وقد قال عنه النبي (: (أقرأ أمتي أبى) [الترمذي].
وكان من أحرص الناس على حفظ القرآن الكريم، قال له رسول الله ( يومًا: (يا أبي بن كعب، إن الله أمرني أن أقرأ عليك: {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب} [البينة: 1]، فقال أُبي في نشوة غامرة: يا رسول الله: بأبي أنت وأمى، آلله سمَّاني لك؟ فقال الرسول (: (نعم)، فجعل أبي -رضي الله عنه- يبكى من شدة الفرح. [مسلم].

وكان -رضي الله عنه- واحدًا من الستة أصحاب الفُتْيَا الذين أذن لهم رسول الله ( بالحكم في حوائج الناس، وفض المنازعات التي تحدث بينهم، وردِّ المظالم إلى أهلها، وهم: عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وأبي بن كعب، وزيد بن حارثة، وأبو موسى الأشعري.
وقال ( فيه وفي غيره: (أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدَّهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب، وأفرضهم (أعلمهم بالمواريث) زيد بن ثابت، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ألا وإن لكل أمة أمينًا، وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح)
[الترمذى وابن ماجه].
وكان -رضي الله عنه- لا يخاف في الله لومة لائم، وكان من الذين لا يطلبون من الدنيا عرضًا، فليس لها نصيب في قلوبهم، فعندما اتسعت بلاد المسلمين ورأى الناس يجاملون ولاتهم في غير حق قال: هلكوا وربِّ الكعبة، هلكوا وأهلكوا، أما إني لا آسى (أحزن عليهم) ولكن آسى على من يهلكون من المسلمين.
وكان أبي بن كعب ورعًا تقيًّا يبكي إذا ذكر الله، ويهتز كيانه حين يرتل آيات القرآن أو يسمعها، وكان إذا تلا أو سمع قوله تعالى: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابًا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعًا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون}_[الأنعام: 65]، يغشاه الهم والأسى.
وقد روي أن رجلا من المسلمين، قال يا رسول الله: أرأيت هذه الأمراض التي تصيبنا وما نلاقيها؟ قال: (كفارات)، فقال أبي ابن كعب: يا رسول الله، وإن قَلَّتْ؟ قال: (وإن شوكة فما فوقها)، فدعا أبي أن لا يفارقه الوَعْك حتى يموت، وأن لا يشغله عن حج، ولا عمرة ولا جهاد، ولا صلاة مكتوبة في جماعة،

فقال أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه-: فما مس إنسان جسده إلا وجد حرَّه حتى مات. [أحمد وابن حبان].
وقد كان أبي -رضي الله عنه- مستجاب الدعوة، فيحكى ابن عباس أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-

قال لجمع من الصحابة: اخرجوا بنا إلى أرض قومنا. فكان ابن عباس مع أبي بن كعب في مؤخرة الناس، فهاجت سحابة،
فدعا أبي قائلا: اللهم اصرف عنا أذاها. فلحق ابن عباس وأبي الناس، فوجدوا أن رحالهم ابتلت: فقال عمر: ما أصابكم؟ (أي: كيف لم تبل رحالكما؟) فقال ابن عباس: إن أبيَّا قال: اللهم اصرف عنا أذاها. فقال عمر: فهلا دعوتم لنا معكم.
وكان عمر يجل أبيَّا، ويستفتيه في القضايا، وقد أمره أن يجمع الناس فيصلي بهم في المسجد صلاة التراويح في رمضان، وقبلها كان يصلي كل إنسان وحده.
وروى أبي بن كعب -رضي الله عنه- بعض الأحاديث عن رسول الله ( ، وروى عنه بعض الصحابة والتابعين، ومن أقواله -رضي الله عنه-: ما ترك أحد منكم لله شيئًا إلا آتاه الله ما هو خير له منه من حيث لا يحتسب، ولا تهاون به وأخذه من حيث لا يعلم إلا آتاه ما هو أشد عليه من حيث لا يحتسب. وقال له رجل -ذات يوم- أوصني: فقال له أُبيُّ: اتخذ كتاب الله إمامًا، وارض به قاضيًا وحكمًا، فإنه الذي استخلف فيكم رسولكم، شفيع، مطاع، وشاهد لا يتهم، فيه ذكركم وذكر من قبلكم، وحكم ما بينكم، وخبركم وخبر ما بعدكم. [أبو نعيم].
وتوفي -رضي الله عنه- في خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، ويوم موته رأى رجل الناس في المدينة يموجون في سككهم، فقال: ما شأن هؤلاء؟ فقال بعضهم: ما أنت من أهل البلد؟

قال: لا. قال: فإنه قد مات اليوم سيد المسلمين، أبي بن كعب.
---------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-01-2014, 03:13 AM   #5359
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

صاحب الصوت الجميل
أسيد بن حضير
إنه أسيد بن حضير بن عبد الأشهل الأنصاري -رضي الله عنه-، فارس قومه ورئيسهم، فأبوه حضير الكتائب زعيم الأوس، وواحد من كبار أشراف العرب في الجاهلية.
وكان أسيد أحد النقباء الذين اختارهم الرسول ( ليلة العقبة الثانية، فقد أسلم أسيد بعد بيعة العقبة الأولى، عندما بعث النبي ( مصعب بن عمير إلى المدينة، فجلس هو وأسعد بن زرارة في بستان، وحولهما أناس يستمعون إليهما، وبينما هم كذلك، كان أسيد بن حضير، وسعد بن معاذ زعيما قومهما يتشاوران في أمر مصعب بن عمير الذي جاء يدعو إلى دين جديد.
فقال سعد لأسيد: انطلق إلى هذا الرجل، فازجره، فحمل أسيد حربته وذهب إليهما غضبان،

وقال لهما: ما جاء بكما إلى حيِّنا (مدينتنا)، تسفهان ضعفاءنا)؟ اعتزلانا، إذا كنتما تريدان الحياة.
فقال له مصعب: أَوَ تَجْلِس فتسمع، فإن رضيت أمرًا قبلته، وإن كرهته كففنا عنك ما تكره؟
فقال أسيد: لقد أنصفت، هاتِ ما عندك. فأخذ مصعب يكلمه عن الإسلام ورحمته وعدله، وراح يقرأ عليه آيات من القرآن، فأشرق وجه أسيد بالنور، وظهرت عليه بشاشة الإسلام
حتى قال من حضروا هذا المجلس: والله (لقد عرفنا في وجه أسيد الإسلام قبل أن يتكلم، عرفناه في إشراقه وتسهله.
ولم يكد مصعب ينتهي من حديثه حتى صاح أسيد قائلاً: ما أحسن هذا الكلام وأجمله، كيف يصنع من يريد أن يدخل في هذا الدين؟ فقال له مصعب: تطهّر بدنك وثوبك، وتشهد شهادة الحق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ثم تصلي.
فقام أسيد مسرعًا فاغتسل وتطهر ثم صلى ركعتين معلنًا إسلامه. وعاد أسيد إلى سعد بن معاذ، وما كاد يقترب من مجلسه،

حتى قال سعد لمن حوله: أقسم، لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب به،
ثم قال له سعد: ماذا فعلت؟ فقال أسيد: كلمت الرجلين، فوالله ما رأيت بهما بأسًا، وقد نهيتهما،
فقالا لي: نفعل ما أحببت، ثم قال أسيد لسعد بن معاذ: لقد سمعت أن بني حارثة قد خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه، وهم يعلمون أنه ابن خالتك، فقام سعد غضبان وفي يده حربته، ولما وصل إلى مصعب وأسعد وجدهما جالسين مطمئنين، عندها أدرك أن هذه حيلة من أسيد لكي يحمله على السعي إلى مصعب لسماعه،
واستمع سعد لكلام مصعب واقتنع به وأعلن إسلامه، ثم أخذ حربته، وذهب مع أسيد بن حضير إلى قومهما يدعوانهم للإسلام، فأسلموا جميعًا.
وقد استقبل أسيد النبي ( لما هاجر إلى المدينة خير استقبال، وظل أسيد يدافع عن الإسلام والمسلمين، فحينما قال عبد الله بن أبي بن سلول لمن حوله من المنافقين أثناء غزوة بني المصطلق: لقد أحللتموهم بلادكم، وقاسمتموهم أموالكم، أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا إلى غير دياركم، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل.
فقال أسيد: فأنت والله يا رسول الله تخرجه منها إن شاء الله، هو والله الذليل، وأنت العزيز يا رسول الله، ارفق به، فوالله لقد جاءنا الله بك، وإن قومه لينظمون له الخرز (حبات يطرز بها التاج) ليتوجوه على المدينة ملكًا، فهو يرى أن الإسلام قد سلبه ملكًا.
وذات ليلة أخذ يقرأ القرآن، وفرسه مربوطة بجواره، فهاجت الفرس حتى كادت تقطع الحبل، وعلا صهيلها، فسكت عن القراءة فهدأت الفرس ولم تتحرك، فقرأ مرة ثانية فحدث للفرس ما حدث لها في المرة الأولى، وتكرر هذا المشهد عدة مرات،

فسكت خوفًا منها على ابنه الصغير الذي كان ينام في مكان قريب منها، ثم نظر إلى السماء فإذا به يرى غمامة مثل الظلة في وسطها مصابيح مضيئة، وهى ترتفع إلى السماء.
فلما أصبح ذهب إلى الرسول ( وحدثه بما رأى، فقال له النبي (: (تلك الملائكة دنت (اقتربت) لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم) [البخاري].
وعاش أسيد -رضي الله عنه- عابدًا قانتًا، باذلا روحه وماله في سبيل الله، وندم أسيد على تخلفه عن غزوة بدر،

وقال: ظننت أنها العير، ولو ظننت أنه غزو ما تخلفت. [ابن سعد]، وقد جرح أسيد يوم أحد سبع جراحات، ولم يتخلف عن غزوة بعدها قط.
وبعد وفاة النبي ( اجتمع فريق من الأنصار في سقيفة بني ساعدة على رأسهم سعد بن عبادة، وأعلنوا أحقيتهم بالخلافة، وطال الحوار، واشتد النقاش بينهم، فوقف أسيد بن حضير مخاطبًا الأنصار قائلاً: تعلمون أن رسول الله ( كان من المهاجرين، فخليفته إذن ينبغي أن يكون من المهاجرين، ولقد كنا أنصار رسول الله، وعلينا اليوم أن نكون أنصار خليفته.
وكان أبو بكر -رضي الله عنه- لا يقدم عليه أحدًا من الأنصار،

تقول السيدة عائشة: ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد منهم يلحق في الفضل، كلهم من بني
عبد الأشهل: سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، وعباد بن بشر. [ابن هشام].
وتوفي أسيد -رضي الله عنه- في عام (20 هـ)، وأصرَّ أمير المؤمنين
عمر بن الخطاب أن يحمل نعشه على كتفه،
ودفنه الصحابة بالبقيع بعد أن صلوا عليه، ونظر عمر في وصيته، فوجد أن عليه أربعة آلاف دينار، فباع ثمار نخله (البلح أو التمر) أربع سنين بأربعة آلاف، وقضى دينه. [البخاري وابن سعد].
--------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-01-2014, 03:41 AM   #5360
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


حسن الظن .. راحة للقلب
ليس أريح لقلب العبد في هذه الحياة ولا أسعد لنفسه من حسن الظن، فبه يسلم من أذى الخواطر المقلقة التي تؤذي النفس، وتكدر البال، وتتعب الجسد.
إن حسن الظن يؤدي إلى سلامة الصدر وتدعيم روابط الألفة والمحبة بين أبناء المجتمع، فلا تحمل الصدور غلاًّ ولا حقدًا ، امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم : إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا....وإذا كان أبناء المجتمع بهذه الصورة المشرقة فإن أعداءهم لا يطمعون فيهم أبدًا، ولن يستطيعوا أن يتبعوا معهم
سياستهم المعروفة: فرِّق تَسُد ؛ لأن القلوب متآلفة، والنفوس صافية. من الأسباب المعينة على حُسن الظن:هناك العديد من الأسباب التي تعين المسلم على إحسان الظن بالآخرين،
ومن هذه الأسباب:1) الدعاء:فإنه باب كل خير، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل ربه أن يرزقه قلبًا سليمًا
.2) إنزال النفس منزلة الغير: فلو أن كل واحد منا عند صدور فعل أو قول من أخيه وضع نفسه مكانه لحمله ذلك على إحسان الظن بالآخرين، وقد وجه الله عباده
لهذا المعنى حين قال سبحانه: { لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً} [النور:12]. وأشعر الله عباده المؤمنين أنهم كيان واحد ، حتى إن الواحد حين يلقى أخاه ويسلم عليه فكأنما يسلم على نفسه: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ} [النور:61]
.3) حمل الكلام على أحسن المحامل: هكذا كان دأب السلف رضي الله عنهم. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محملاً"
.4) التماس الأعذار للآخرين: فعند صدور قول أو فعل يسبب لك ضيقًا أو حزنًا حاول التماس الأعذار، واستحضر حال الصالحين الذين كانوا يحسنون الظن ويلتمسون المعاذير
حتى قالوا: التمس لأخيك سبعين عذراً.وقال ابن سيرين رحمه الله: " إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرًا ، فإن لم تجد فقل: لعل له عذرًا لا أعرفه ". إنك حين تجتهد في التماس الأعذار ستريح نفسك من عناء الظن السيئ
وستتجنب الإكثار من اللوم لإخوانك: تأن ولا تعجل بلومك صاحبًا .. ... .. لعل له عذرًا وأنت تلوم
5) تجنب الحكم على النيات: وهذا من أعظم أسباب حسن الظن؛ حيث يترك العبد السرائر إلى الذي يعلمها وحده سبحانه، والله لم يأمرنا بشق الصدور، ولنتجنب الظن السيئ.
6) استحضار آفات سوء الظن: فمن ساء ظنه بالناس كان في تعب وهم لا ينقضي فضلاً عن خسارته لكل من يخالطه حتى أقرب الناس إليه ؛ إذ من عادة الناس الخطأ ولو من غير قصد ، ثم إن من آفات سوء الظن أنه يحمل صاحبه على اتهام الآخرين ، مع إحسان الظن بنفسه،
وهو نوع من تزكية النفس التي نهى الله عنها في كتابه: {فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم:32].وأنكر سبحانه على اليهود هذا المسلك: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً} [النساء:49].إن إحسان الظن بالناس يحتاج إلى كثير من مجاهدة النفس لحملها على ذلك، خاصة وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، ولا يكاد يفتر عن التفريق بين المؤمنين والتحريش بينهم،
وأعظم أسباب قطع الطريق على الشيطان هو إحسان الظن بالمسلمين. رزقنا الله قلوبًا سليمة، وأعاننا على إحسان الظن بإخواننا، والحمد لله رب العالمين.
--------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 18 ( الأعضاء 0 والزوار 18)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 08:02 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved