منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 01-02-2014, 11:25 PM   #5421
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-02-2014, 03:25 AM   #5422
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

صانع المعروف تقي مصارع السوء

يذكر رجل يسمى ابن جدعان وهذه القصة
حدثت منذ أكثر من مئة سنة تقريبًا فهي واقعية …
يقول : خرجت في فصل الربيع ،
وإذا بي أرى إبلي سماناً يكاد أن يُفجَر الربيع
الحليب من ثديها ، كلما اقترب ابن الناقة
من أمه دَرّت وانفجر الحليب منها من كثرة البركة والخير ،
فنظرت إلى ناقة من نياقي وابنهاخلفها
وتذكرت جارًا لي له بُنيَّات سبع ، فقير الحال ،
فقلتُ والله لأتصدقن بهذه الناقة وولدها لجاري ،
والله يقول : لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون [آل عمران:92]
وأحب مالي إلي هذه الناقة
يقول : أخذت هذه الناقة وابنها وطرقت الباب
على جاري وقلت خذها هدية مني لك …
يقول: فرأيت الفرح في وجهه لا يدري
ماذا يقول فكان يشرب من لبنها ويحتطب
على ظهرها وينتظر وليدها يكبر ليبيعه وجاءه منها خيرٌ عظيم !!
فلما انتهى الربيع
وجاء الصيف بجفافه وقحطه ،
تشققت الأرض وبدأ البدو يرتحلون
يبحثون عن الماء والكلأ ، يقول شددنا الرحال نبحث
عن الماء في الدحول ، والدحول :
هي حفر في الأرض توصل إلى محابس مائية لها فتحات فوق
الأرض يعرفها البدو .
يقول : فدخلت إلى هذا الدحل لأُحضر الماء حتى نشرب ـ
وأولاده الثلاثة خارج الدحل ينتظرون ـ
فتهت تحت الدحل ولم أعرف الخروج !
وانتظر أبناؤه يومًا ويومين وثلاثة حتى يئسوا وقالوا :
لعل ثعبانًا لدغه ومات .. لعله تاه تحت الأرض وهلك
وكانوا والعياذ بالله ينتظرون هلاكه طمعًا في تقسيم
المال والحلال، فذهبوا إلى البيت وقسموا الميراث




فقام أوسطهم وقال: أتذكرون ناقة أبي التي أعطاها لجاره
إن جارنا هذا لا يستحقها ، فلنأخذ بعيرًا
أجربًا فنعطيه الجار ونسحب منه الناقة وابنها ،
فذهبوا إلى المسكين وقرعوا عليه الدار
وقالوا: أخرج الناقة …
قال : إن أباكم أهداها لي
أتعشى وأتغدى من لبنها ، فاللبن يُغني
عن الطعام والشراب كما يُخبر النبي، فقالوا :
أعد لنا الناقة خيرٌ لك ، وخذ هذا الجمل مكانها وإلا سنسحبها
الآن عنوة ، ولن نعطك منها شيئًا !
قال : أشكوكم إلى أبيكم …
قالوا : اشكِ إليه فإنه قد مات !!
قال : مات .. كيف مات؟ ولما لا أدري؟
قالوا : دخل دِحلاً في الصحراء ولم يخرج
قال : اذهبوا بي إلى هذا الدحل ثم خذوا الناقة
وافعلوا ما شئتم ولا أريد جملكم ، فلما ذهبوا
به وراء المكان الذي دخل فيه
صاحبه الوفي ذهب وأحضر حبلاً وأشعل شعلةً ثم ربطه
خارج الدحل فنزل يزحف على قفاه
حتى وصل إلى مكان يحبوا فيه وآخر يتدحرج
ويشم رائحة الرطوبة تقترب ،
وإذا به يسمع أنينًا وأخذ يزحف ناحية الأنين في الظلام ويتلمس الأرض ،
ووقعت يده على طين ثم على الرجل
فوضع يده فإذا هو حي يتنفس بعد أسبوع
من الضياع فقام وجره وربط عينيه ثم أخرجه
معه خارج الدحل وأعطاه التمر وسقاه وحمله
على ظهره وجاء به إلى داره ،
ودبت الحياة في الرجل من جديد ، وأولاده لا يعلمون
قال : أخبرني بالله عليك كيف بقيت
أسبوعًا تحت الأرض وأنت لم تمت !!
قال: سأحدثك حديثاً عجيباً ،
لما دخلت الدُحل وتشعبت بي الطرق
فقلت آوي إلى الماء الذي وصلت إليه
وأخذت أشرب منه, ولكن الجوع لا يرحم ، فالماء لا يكفي …
يقول : وبعد ثلاثة أيام وقد أخذ الجوع مني كل مأخذ ،
وبينما أنا مستلقٍ على قفاي سلمت أمري إلى الله
وإذا بي أحس بلبن يتدفق على لساني
فاعتدلت فإذا بإناء في الظلام لا أراه يقترب
من فمي فأرتوي ثم يذهب ،
فأخذ يأتيني في الظلام كل يوم ثلاث مرات ،
ولكن منذ يومين انقطع .. لا أدري ما سبب انقطاعه ؟
يقول : فقلت له لو تعلم سبب انقطاعه لتعجبت !
ظن أولادك أنك مت جائوا إلي فسحبوا الناقة
التي كان يسقيك الله منها .. والمسلم في ظل صدقته ، وكما قال :
( صنائع المعروف تقي مصارع السوء )
فجمع أولاده وقال لهم: أخسئوا
لقد قسمت مالي نصفين نصفه لي ، ونصفه لجاري !
أرأيتم كيف تخرج الرحمة وقت الشدة … !
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنهـا لا تفرج

----------
همس الذكريات / بلخزمر
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-02-2014, 03:45 AM   #5423
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

** نظرة أغلي من الذهب** |
عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( إن الرجل إذا نظر إلى امرأته, ونظرت إليه, نظر الله تعالى إليهما نظرة رحمة,فإذا أخذ بكفها تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما )) صحيح الجامع حديث رقم 1977أين علماء الإجتماع , وخبراء العلاقات الزوجية , والمصلحون من هذا الحديث العظيم , الذي يوصي الزوجين ببعضهما غاية الإيصاء , ويسمو بعلاقتهما إلى أعلى مكان , ويعدهما بالأجر الكبير على تواددهما وتراحمهما ؟
!إنها دعوة للأزواج إلى عدم التهوين من رسائل المودة بينهما . فحتى النظرة التي لا تكلف جهدًا , ولا تفقد مالاً , تجلب رحمة الله بالزوجين , رحمة الله التي تحمل معها كل خير لهما , تحمل الرزق والسلام والسعادة ,
رحمة الله التي يهون معها كل صعب , ويقرب كل بعيد , وينفرج كل كرب . والنبي صلى الله عليه وسلم لم يحدد نوع نظرة الرجل إلى زوجته , ولا نظرة زوجته إليه ,ليترك المجال رحباً أمام نظرات المحبة،والمودة ،والشفقة ، والحنان، ،بل حتى نظرات الرغبة ...... مادامت توصل إلى علاقة حلال بين الزوجين . وواضح أن النبي عليه الصلاة والسلام ,
يحث الزوج على البدء بالنظرة الطيبة , لكنه يحث المرأة على مبادلة زوجها تلك النظرة (( ونظرت إليه )) وفي هذا تشجيع الزوجة علىالإيجابية والإستجابة لتودد الزوج بتودد مماثل منها . وحتى تزيد المودة وتتضاعف المحبة , وتتعانق المشاعر الحانية , دعا الرسول صلى عليه وسلم إلى عدم الإقتصار على هذه النظرات المتبادلة ,
وذلك حين قال : (( فإذا أخذ بكفّها ..) وياله من تعبير بديع دقيق يرسم صورة غاية في الرفق واللطف والحب , فلم يقل عليه الصلاة والسلام : فإذا أمسك يدها ... بل قال : (( فإذا أخذ بكفها ..)) وهذا التعبير يصّور كف المرأة وكأنها عصفور صغير يحتضنه الزوج بيديه ,
يمسح عليه , ويدفئه ويرعاه . وما ثمرة هذا الحنو من الزوج ؟ مشاعر حب دافق تشيع في نفس الزوجة , وأحاسيس راحة تذهب عنها تعب كفّها , بل جسمها كله , واستعداد كامل لطاعة الزوج وعدم عصيانه .وقمة هذه الثمرة مابشر به النبي صلى الله عليه وسلم الزوجين كليهما بتساقط ذنوبهما من خلال أصابعهما ( تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما )) لا لأنهما صاما , أو صليا في الليل , أو أنفقا من مالهما .
إنما لأنهما تصافيا وتحابا في لحظات مودة صادقة . (( نظرة رحمة )) من ربهما , و(( تساقطت ذنوبهما )) من أصابعهما , أليستا ثمرتين عظيمتين كبيرتين لمودة سهلة قريبة في متناول كل زوجين ؟!.
فيا أيها الأزواج والزوجات , انظروا وتأملوا . كم تضيعون من رحمات ربكم بكم , ومغفرته لكم .
فوائد : 1- لابد لكل مسلم ومسلمة أن يتخذوا من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة لهما في التعامل.
2- القائد العظيم نبينا صلى الله عليه وسلم يدعو دائما وأبداً لما فيه الخير للمسلمين
.3- ديننا دين الألفة والرحمة والمحبة ويتضح ذلك جلياً بأمره الزوجين للرحمة ببعضهما البعض ولدعوته إياهما التواد ونبذ الفرقة .
4- أن دين الأسلام هو أكمل الأديان وأعظمها رعاية لحقوق المرأة على عكس مايدعيه الناعقون اليوم .
5- أن عزة المرأة وكرامتها وشرفها وحقوقها لن تجدها إلا في دين الإسلام .
----------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-02-2014, 02:15 AM   #5424
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

مـــذكــــرات معلــــم
الفــول السوداني
الحصة الخامسة أوشكت على الانتهاء ..وقفت أقلب نظري بين الساعة وبين التلاميذ .. رغم أن المتبقي لايتجاوز الدقيقة إلا أنني شعرت بأنها ساعات .. وساعات مملة ..

شعرت بالاختناق الشديد .. فمعظم الطلاب في هذه المدرسة يصيبونك بالضغط .. ليسوا أغبياء .. لكنهم لايريدون أن يكونوا أذكياء ..فقدوا لذة التفكير .. كلمة "أحسنت" لاتعني لهم شيئاً .. بل درجة في المشاركة يضيفها المعلم لهم لن تجعل الابتسامة تتسلل إلى شفاههم ..
خصم الدرجة أمر عادي وطبيعي فهو الأصل ..لست أدري ما السبب في حالتهم هذه ؟! ..لماذا هم محبطون ؟ ..ما الذي أوصلهم إلى هذه الحالة من التبلد ؟! ..إنهم جبناء يخشون المشاركة ..هذا ما جعلني أحنُّ إلى مدرستي السابقة .. وأحزن لفراقي إياها ..انطلق جرس الفسحة يعلن اطلاق سراحي من هذا السجن ..حملت حقيبتي وعند الباب كان رجلان أحدهما يحمل حقيبة ، والآخر يحمل صندوقاً من البلاستيك في يد وحقيبة في اليد الأخرى ..
رد الأول السلام ومد يده ليصافحني ..ظننته أحد المشرفين من مركز الإشراف .. جاء لزيارة المدرسة .. لكن ابتسامته ومد يده لي ، جعلتني أشعر بطمأنينة أيقنت من خلالها .. أنه لا يمت لوزارة التربية والتعليم بصلة ..فقد تعودنا من المشرفين النظرة الحادة ، والوجه العبوس ،
وكأنه محقق جاء ليجمع الأدلة والبراهين على فشل المعلم في تأدية المهمة والتي كُلف بها ، وحمل شرفها ، همه النظر إلى كراريس التلاميذ ، دفتر التحضير ، ودفتر المتابعة .. ويزداد عبوسه وحنقه تزايداً طردياً مع غضب المدير أو الوكيل على المعلم ،
أما إذا كانا في رضىً تام عن المعلم ، تسللت إليه الهواجس والشكوك بأن الجميع يخفي الحقيقة ، أو أن الإدارة تتواطئ مع المعلم ..وعليه أن يكون ذكياً وفطناً ، ولاينخدع بكلمات المدير وثنائه على المعلم ..
يبدو أنني استطردت مع المشرفين .. والآن دعونا نعود إلى الرجلين ..همس لي أحدهما :- جئنا لتطعيم التلاميذ ضد الحصبة ..توجه نحو إحدى الطاولات ليضع حقيبته .. وتبعه الآخر فوضع صندوقه البلاستيكي ، وحقيبته الصغيرة ..وقعت عيني على الصندوق البلاستيكي ..-

إنها المحاقن التي سوف يستخدمها الطبيب لحقن التلاميذ بالجرعة الخاصة بمرض الحصبة .. يا ألهي إنها صغيرة جداً .. كدت أن أرفع صوتي بهذه الكلمات الأخيرة ..خرجت من الفصل وأنا أضحك ضحكة لاتتجاوز صدري ..عادت بي الذاكرة إلى الوراء ..
قبل خمسة وثلاثين عاماً تقريباً ..حينها كنت صغيراً .. لم ألتحق بالمدرسة بعد ..استيقظت صباحاً على صوت أمي الحنون .. يحمل الكثير من الشفقة والحنان ، والقليل من الترهيب تنقله على لسان أبي .. الذي يقف في انتظاري ..لم تكن هنالك حاجة لإيقاظي .. فاليوم بالنسبة لي أجمل أيامي ..
فبالأمس حصلت على صوري الشمسية من استديو الوادي .. وصورت أوراقي الخاصة بالتسجيل في المدرسة ..ملفي الأزرق بات معي في أحلامي ..اليوم سأذهب لإكمال التطعيمات الخاصة بالمدرسة ..قفزت من على السرير ، وبسرعة كنت أمسك بيد أبي نسير في طرقات مدينتي ..
كان الطريق طويلاً ، لكنني لا أدري كيف قطعته مع أبي الذي كان يمسك بيدي كلما اقتربت منا السيارات ، ويتركني عندما نكون في الأزقة الضيقة ، وفي جميع الحالات كنت أجري لألحق به ..
وملفي الأزرق مفتاح الدخول إلى المدرسة يتنقل بين يديّ ..اقتربنا من مبنى مستشفى باب شريف .. كان مبنى ضخماً يحيط به سوراً عالياً.. وفي وسطه مبنى كبير .. كان بالنسبة لي أكبر مبنى رأته عيني في ذلك الوقت ..وصلنا إلى بوابة المستشفى الرئيسية .. كانت كبيرة جداً .. أمامها ممر طويل .. تقف السيارات على جانبيه .. تحفه الأشجار .. منظر رائع ومهيب ..
لفت نظري مجموعة من النسوة اللاتي يبعن الفول السوداني والفصفص وبعض المأكولات التي انقرضت ، كدت أن أصطدم بأبي وأنا أنظر إليهن ، وأمنّي نفسي بالحصول على شيء منها ..سرنا في ذلك الممر .. ومن أمامنا ومن خلفنا وعن اليمين وعن الشمال .. آباء وأمهات .. مرضى وأصحاء .. أطباء وممرضون ..
الكل يمشي ..تجاوزنا البوابة بعدة أمتار ثم تغير كل شيء ..الشوق واللهفة ذهبت .. وحل الخوف محل الفرح ..
منظر الأطفال أثناء خروجهم من المبنى الداخلي للمستشفى كان كفيلاً بأن يجعلني أفقد القدرة على المشي والكلام ..فهذا يبكي ، وآخر يحمله أبوه لم يعد قادراً على المشي ، وآخر تجره أمه غير القادرة على حمله ..صوت البكاء يرتفع كلما تقدمنا ..أبي حازم وشديد .. خوفي منه جعلني أمشي رغم الخوف الذي جعل ضربات قلبي تتسارع ..
اقتربنا من المبنى المقصود ..رائحة نفاذة اخترقت أنفي ، رائحة أعرفها ، ولازالت آثارها على يدي لم تذهب ..إنها رائحة المحاقن أثناء تعقيمها ..دخلت مع أبي إلى صالة الانتظار ..
مشاهد مؤلمة ..الصالة تبدو كأنها إحدى غرف الطوارئ والتي استقبلت مجموعة من الأطفال تعرضوا لحادث سير ، أو حريق .. فلاترى إلا باكياً في حضن أمه تمسح دمعته .. أو شاكياً يحمله والده ليصبره .. أو فاراً من طبيبٍ يريد أن يستأصل جزءا من جلده ، أو صارخاً من ألم أصابه ..
وهناك في الغرفة يتصاعد بخار الماء من قدرٍ كبير .. ومع البخار تنبعث رائحة المعقمات ..وخلف القدر رجل ضخم الجثة يلبس قميصاً أبيض مثل الأطباء .. عرفت حينها أنه التمرجي ..كان مخيفاً جداً .. يحمل بين يديه محقنة كبيرة جداً .. ربما تصل إلى عشرة أضعاف المحقنة التي رأيتها اليوم في الفصل ..
تتصل بها إبرة قطرها سميك وطويلة .. تشبه الإبر المستخدمة في سحب الدم من المتبرعين .. لم يكن يوجد منها إلا ثلاث أو أربع ، يضطر إلى غمسها بالقدر ليعقمها بعد كل ضحية من ضحاياه ، والذين ينتظرون بالعشرات خلف هذه الغرفة المرعبة ..
وياليتهم أغلقوا الباب رحمة بنا وتخفيفاً لحالة الرعب التي نعيشها مع كل طفل يدخل باكياً ويخرج صارخاً ..التصقت بأبي .. ربَّت على رأسي برفق ..
رفعت بصري نظرت إلى عينيه ..كانت تحمل تهديداً ..لا أملك أمامه إلا الصبر ..وعدني بأن يشتري لي فولاً سودانياً محمصاً من بائعة اللوز والفصفص عندما نخرج ..جلست أراقب الأطفال وهم يدخلون واحداً بعد الآخر ..
تمنيت أن ينقضي النهار .. ولايأتي دوري في التطعيم ..خوف شديد .. أطرافي ترتعش .. رجفة تعاودني من حين لآخر ....
عيناي تدور كالذي يخشى على نفسه الموت ..فجأة .. قام أبي من جانبي .. أردت أن أمسك بثيابه .. خفت منه .. جلست في مكاني ..دخل إلى الغرفة ثم عاد .. أمسكني من يدي .. قمت معه .. سار بي إلى الغرفة ..-
هيا .. أعطني يدك .. قالها التمرجي بصوتٍ مرتفع ، ووجه مكفهر ، تحولت بعدها إلى هاتف نقال وضع على الهزاز .. ..أمسك أبي بيدي .. رفع ثوبي عن ذراعي .. أغمدت رأسي في صدره .. وأغمضت عيني .. أمسك أبي بيد وترك يدي الأخرى للتمرجي ..
والذي أمسكها بقوة .. مرر عليها شاش ملفوف وبه مادة التعقيم .. أخرجه للتو من قدرٍ أوقدت تحته النار منذ الصباح الباكر .. كانت ساخنة جعلتني اهتز بين يديّ أبي الذي أحاط بي من جميع الجهات .. وكأنه مصارع يطبق حركة التنويم ، أو ملاكم يحتضن خصماً كال له اللكمات ويريد أن يوقفه ..
مرت تلك اللحظة وجاءت اللحظة الحاسمة .. فتحت عيناي ومن خلال يدي أبي أبصرت التمرجي وهو يتحرك في الغرفة وكأنه جزار يستعد للفتك بالذبيحة ..أخرج الإبرة من القدر وهو يغلي .. وضع بها الجرعة ثم توجه نحوي ..
منظره مرعب .. لاتعرف الابتسامة طريقاً إلى شفتيه .. يمارس عمله .. مستمتعاً بعذابنا و آلامنا ..اقترب مني أمسك بيدي .. اقتربت الإبرة مني .. أغمضت عيني .. شعرت بحرارتها .. تألمت من سخونتها .. أغمدها في جلدي ..
اشتعلت النيران في جسدي .. جرت مع دمي .. صرخت بقوة .. ضاعت صرختي في حضن أبي .. جرت دمعتي .. بكيت في صمت .. كرهت المدرسة .. وخرجت من المستشفى .. لم أعد أرغب في حمل ملفي ..
مضى ذلك اليوم .. الفول السوداني أمامي .. لكنني لا أرغب فيه .. فدرجة الحرارة مرتفعة .. العرق يتصبب مني .. أغفو فأرى الكوابيس والأشباح .. غرفة التطعيم .. التمرجي .. صورته .. صوته ..
فأقوم فزعاً .. لأجد أمي تمسح عرقي .. وتربّت على رأسي ..أفقت من الذكرى .. وأنا أقف أمام مدرسة ابني ..
ركب ابني بجانبي .. وقال :- أبي لقد جاء الطبيب .. انظر لقد حصلت على التطعيم ضد الحصبه .. إنها لا تؤلم ..ربّتُ على رأسه ، وتحسست مكان التطعيم في يده.. ثم وضعت يدي على الآثار التي تركها التطعيم في ذراعي

وقلت :- الحمدلله الذي نجاكم مما أصابنا .. ونجاني من أن أعيش تلك اللحظات التي عاشها أبي وأمي يوماً ما ..
ثم دعوت لأبي وأمي :- اللهم اغفر لهما وارحمهما كما ربياني صغيراً ..انطلقت بالسيارة نحو بائع البقالة .. لأشتري فولاً سودانياً لأبني .. حتى يأكله بالهناء والعافية ..
--------------
من الواقع / للفايدة

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-02-2014, 02:43 AM   #5425
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

فضيحة الكاهن قادتني للاسلام
أين أبي يا أمي ؟سؤال بريء من طفلٍ صغير ، يسمع الأطفال ينطقون بكلمة بابا ، وهو لا ينطق بها ...
إنه السؤال الذي لن يجد له إجابة يوماً ما ...ويكبر الصغير ، ويصبح السؤال في طي النسيان ، فالذين لا آباء لهم كثير في بلده ...فالأمر طبيعي ،
أنت نتاج لقاء عاطفي بين ذكر وأنثى ، جمعتهما الفاحشة ولذة المعصية ، رحل الذكر وبقيت أنت في رحم الأنثى لتخرج إلى الدنيا بلا أب ...الكثير من الأطفال في بلدي بلجيكا يولدون بلا أب ، والقليل لهم آباء
وربما يكونوا ليسوا آبائهم ، هكذا سمعت أصدقائي يقولون ...وهاهو الطفل الصغير يبلغ سن الخامسة عشر ...

ويتبدل السؤال : أين أبي ؟ إلى سؤالٍ آخر ، بل اسئلةٍ كثيرة ...من الذي خلقني ؟ ...لماذا خلقت ؟من خلق هذه المخلوقات ؟إلى أين أمضي ؟ماذا بعد الموت ؟توالت الاسئلة ، لم تجد الأم الإجابة ...أمسكت بصغيرها ، توجهت به إلى الكنيسة ...ساورها أمل في أن يكون ابنها قسيساً يوماً ما ...
وبدأ الصغير يداوم على الحضور مع أمه إلى الكنيسة كل يوم أحد ...تكررت المواعظ على سمعه ، إنها حياة جديدة ...الرذائل .. الفواحش .. إنها قبيحة ، إنها تغضب الرب ...
هكذا كان القسيس يعظ الناس ، يحذرهم و يخوفهم ...

توقفت الاسئلة ، لم يجد الإجابات التي تشفي صدره ، بل زاد الغموض في حياته ...لكن الحياة الجديدة ، والتغير الذي حدث له ، جعله يسكن قليلاً ...
تعلق قلبه بالقسيس ، تمناه أباً له ، فحديثه عن الفواحش كان يجدد له ذكرى السؤال : أين أبي ؟ ...وتمضي الأيام ... ولازال يوم الأحد يعني له يوم الطهر والنقاء ، إنه يوم المواعظ ، والجلوس بين يديّ القسيس ، وهو يتلو آيات الأنجيل المحرفة ...
وتطلع الشمس ذات تحمل خبراً شنيعاً ، وحادثة رهيبة ، هزت كيان الشاب
هدمت كل المواعظ التي سمعها ، نسفت كل المعتقدات التي اعتقدها ...لقد جاءت الفضيحة لتعري القسيس ، وتكشف عن حقيقته ...
لقد كان يتاجر بأعراض الأطفال ، يقودهم إلى الفاحشة والرذيلة ...أين مواعظه ؟ أين دموعه ؟ أين بكاؤه ؟ أين غضبه ؟ ...الفواحش .. الرذائل ، تغضب الرب ...هجر الناس الكنيسة ، فالنور الذي كان يضيء لهم الطريق ، لم يكن سوى مجرم خبيث سرق كلمات ومواعظ ، وراح يخدع بها الناس ...
عادت الأسئلة وعاد الحزن يجثم على صدره ...راح يبحث عن السعادة الحقيقية ...عالم المخدرات ، عالم جديد ، لحظات يغيب فيها عن العالم ، يضجك يبكي ، ليس مهماً ما يحدث ، إنه يبحث عن السعادة ...وفي الحقيقة إنه يهرب من الضنك الذي يسطر على قلبه إلى الشقاء ...

يغيب عن الدنيا حين يتجرعها ، ويعود فيهرب ، فالهم والغم والحزن لم يفارقوا صدره ، يعود ليتجرع المخدرات ليغيب عن الواقع ...
المخدرات أنهكته ، تحولت إلى ألم لا يفارقه ، انحدر في سلوكٍ بهيمي ، لم يعد يشعر بإنسانيته
ظلام أطبق على بصره ، أفاق وراح يبحث عن العلاج ...كان شجاعاً وذكياً وصل إلى العلاج من المخدرات ...لكن معاناته لم تفارقه ، قلبه يحمل حزنه القديم ، وحزناً جديداً على من يتعاطى المخدرات ...

انضم إلى جمعية لمكافحة المخدرات ، عمل بجد و تفان ، شعر بالسعادة كلما مد يداً لينتشل غريقاً يتخبط في دركات الشقاء ...
لكن السعادة تزول وتعود الاسئلة تتجاذبه من جديد ...

هل وجدت السعادة ...لماذا يشقى هؤلاء بالمخدرات ...لقد أنقذته ، ولكن أين الطريق إلى الراحة والسكينة ؟...
وعاد يبحث من جديد ...الرياضة الروحية ، تمنحك السعادة ...تخلص من أحزانك وآلامك النفسية والجسدية ، شاركنا في الرياضة الروحية ، رياضة اليوغا ، لتعيش السعادة والسكينة والراحة ...كلمات سال لها لعابه ، ركض نحوها ...

إنها جماعة بوذية قدمت من بلاد الهند ، إنها دين جديد ...جرب ، ربما تجد السعادة ...
أندفع في تلك الرياضات الشاقة ، تحول إلى روح تحلق في السماء ، شقي جسده
وغابت روحه في عالم من الأوهام والخيالات ...حياة جديدة أنغمس فيها ، تخلى عن كل شيء ...لكن اللحظات التي يفيق فيها ، تحمل العذاب الأليم ...إنه لم يجد إجابات عن أسئلته ...

لم يجد السعادة ...لكنه الهروب من الواقع ...وتمضي الأيام ، السكر ذاب في فمه والطعم الذي وجده في تلك الطقوس الوثنية عاد مراً
والسآمة التي فر منها أطبقت على صدره ،

والأسئلة عادت من جديد ...هل أنت مقتنع بحياتك ؟هل وجدت الإجابة ؟
انتقل إلى مدينة جدة ، كانت فرصة للبحث عن حياة جديدة ، فرصة للتغيير ...تنقل بين طرقاتها ، تأمل أسواقها ، صوت الآذان لحظة تغيير تشمل كل شيء في المدينة ، يتحول لحظتها الضجيج إلى سكون ...وقريباً من سكنه الجديد ،

وفي طريقه الذي يسلكه ، جذبته كلمات كُتبت على لوحة كبيرة
المكتب الدعوي بجدة ، طرح السؤال على رفقاءه ...- إنه مكتب يهتم بتعريف الجاليات والناطقين بغير اللغة العربية بالإسلام ، من المسلمين وغير المسلمين على حدٍ سواء ...

تذكر الأسئلة ، تذكر الحيرة التي يتخبط بين ظلماتها ...عادت الهموم تجثم على صدره ، وتزداد الأسئلة كلما مر بذلك المكتب الدعوي ، قادته قدماه نحوه ، وقف يتأمل الكتب ...مضت الدقائق وهو واقف يتأمل ، استغرق في التفكير ، لم يشعر بمن حوله
صوت قادم من وراءه ..- تفضل بالدخول ، وأشرق وجهه بابتسامة - هل تسمحون بالدخول لغير المسلمين -

نعم .. فالمكتب يستقبل الجميع تقدم خطوات مع الشاب ، تجول بين الكتب ...
- هل يوجد كتب باللغة الفرنسية- نعم .. هذا كتاب : إنه الحق للدكتور عبدالمجيد الزنداني - هل يمكنني قراءته- إنه هدية - شكراً لك - وهذا أيضاً ترجمة للقرآن الكريم
حمل الكتابين وخرج من مقر المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بحي السلامة ...همته العالية ، وحزنه العميق ، بالإضافة إلى الأسئلة التي حولت حياته إلى ضيق ونكد ، جعلته يقبل على الكتب بشراهة ...تساقطت الأسئلة سؤال بعد آخر ...ومع كل إجابة ، يسمع هتافاً بين جنبيه وجدتها ...

عاد إلى بلجيكا يحمل الكتابين ، وأرقام بعض المسلمين حتى يتصل بهم ...واصل القراءة ، إلى أن جاء ذلك اليوم ، وتلك اللحظة ، والتي شعر فيها بأنه لابد وأن يتخذ القرار الصحيح ، لابد وأن يسلم ...
نطق بالشهادتين ، وأعلن إسلامه بين المسلمين ...السكينة ، الطمأنينة ، السعادة ، شعر بها تتسلل إلى جسده ، وهو ينطق : أشهد أن لاإله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ، فجرى الدمع على خديه ...
ومن تلك اللحظة ، تغيرت حياته ، وتغير اسمه إلى الحسين بن علي ...لم ينس عبدالعزيز ، قرر الحج وزيارته ، وكان له ما أراد ..لقد وجدت الحق يا عبدالعزيز ، هكذا نطق ، وهكذا نطقت جوارحه ، ودموعه ...

------------------------
قصة من الواقع / للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-02-2014, 03:13 AM   #5426
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

؛،؛، اللهم نسألك حسن الخاتمة ؛،؛،
قصة عجيبة .. حدثني بها زوج هذه المرأة ..
القصة لشابة في الثلاثة والثلاثين من عمرها .. وقد حدثت في عام 1418 هـ كما يحدثني زوجها بذلك ..
لا أكتمكم سراً إذا قلت لكم لقد والله ضاقت عليّ حروف اللغة على سعة معانيها حال كتابة هذه القصة .. التي أحسست أنني أكتبها باندفاع .. وأقولها الآن باندفاع ..
يقول زوجها : زوجتي لها في الخير سهم .. تعيش هم الدعوة إلى الله تعالى .. حتى كان همها أن تنطلق إلى الدعوة إلى الله تعالى خارج أرض المملكة .. وأنا بحمد الله تعالى أعيش هذا الهم ..
اتفقت أنا وهي على الخروج إلى الدعوة .. لمدة شهر وقد تزيد على ذلك ..
في ذلك اليوم .. كانت تتكلم عن الدعوة بشوق وحماس .. كانت هذه عادتها .. لكنني لاحظت عليها في ذلك اليوم مزيد اهتمام .. وفجأة .. بدأت توصينا على الأولاد ..
وفي تلك الليلة أحسّت بتعب .. ذهبت بها أثر ذلك إلى المستشفى .. ثم تم تنويمها لإجراء الفحوصات .. الفحوصات تثبت أن كل شي سليم ..

وكان دخولها للمستشفى في ليلة الثلاثاء .. من الغد أي يوم الأربعاء والأمر لا يدعوا إلى القلق ..
لكن من معها في الغرفة يسمعنها كثيراً تردد
قول
الله تعالى {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }الكهف28
وفي يوم الخميس .. وبعدما صلّت صلاة الضحى .. اتصلت علي تطلب مني أن أسامحها إن كان بدر منها تقصير .. تذكر ذلك وهي تردد الشهادة كثيراً ..
ذهبت إلى المستشفى مسرعاً .. وكان الوقت ضحى ولا يسمح بالزيارة في ذلك الوقت .. فاتصلت عليها من صالة الانتظار ..
وإذا هي تردد الشهادة ثم تقول لا إله إلا الله .. إن للموت سكرات .. أشهد أن الموت حق .. وأن الجنة حق وأن النار حق وأن الساعة حق وأن النبيون حق ..
أغلقت سماعة الهاتف على أثر ذلك .. وحاولت بالمسؤولين مرة أخرى .. لكنهم رفضوا أن أقوم بزيارتها ..
طلبتُ الطبيب .. فقال زوجتك ليس فيها شي .. لكنها تحتاج إلى تحويلها إلى مستشفى الصحة النفسية .. فلأول مرة كما يقول الطبيب امرأة تكون في سكرات الموت وتقول هذا الكلام !! .. زوجتك ليس فيها شي ..
يقول زوجها .. في أثناء حديثي مع الطبيب فاضت روحها .. بعدما تلت قوله تعالى {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }الكهف28
ثم نطقت بالشهادة .. فتوفيت رحمها الله تعالى كما تذكر النسوة الجالسات معها ..
يقول زوجها : رؤيا فيها بحمد الله تعالى منامات كثيرة .. وتكاد تتفق الرؤى أنها في قصر فسيح .. وعليها ثوب أخضر .. بحالة طيبة وحالة حسنة ..
تعليق :
رحمكِ الله أيتها المرأة وأسكنكِ فسيح جناتك .. وهنيئاً ثم هنيئاً لك هذه الخاتمة الحسنة ..
فأين هذه من تلك التي تردد الأغاني الساقطة في سكرات موتها ؟!
منا لا يريد حسن الخاتمة ، ومن منا لا يتطلع إليها ..
هكذا كان الحاج اللبناني الذي يبلغ من العمر ثلاثة وسبعين عاماً ... لقد كان يكثر من الدعاء بحسن الخاتمة كما حدّث عنه أحد أبنائه ...
وفي العام الأخير من حياته أصر على تأدية مناسك الحج على الرغم من كبر سنه ورقة عظمه ، وبدأ يجهز نفسه للرحلة على غير عادته
في السنوات الماضية ، وكان يردد بين الحين والآخر : " اللهم أحسن خاتمتي ووقفني لأداء مناسك الحج مع إخواني المسلمين " .
واقترب موسم الحج ، وودع الشيخ عائلته وداعاً لم يعهدوه منه قبل ذلك ، وطلب منهم الدعاء له بحسن الخاتمة ،

وقال : " قد لا أراكم مرة أخرى " ، وكرر هذا القول مراراً ..
وفي صعيد عرفات ، جلس الشيخ على كرسيه مستقبلاً القبلة ، ورافعاً يديه إلى السماء داعياً الله عز وجل بحسن الخاتمة ، والنصر للمسلمين ، وتوحيد شملهم . .

يقول ابنه الذي كان يرافقه ، لقد كان والدي جالساً على كرسيه أثناء الدعاء
وفي الساعة السادسة وعشرين دقيقة عصراً ، وقبل أن ينفر الحجيج إلى مزدلفة ، اقتربت منه لكي آخذه إلى الحافلة المعدة لنقلنا إلى مزدلفة ،
فإذا به قد فارق الحياة على تلك الحال ، في صعيد عرفات الطيب
فقد استجاب الله دعاءه ، وختم له بخاتمة السعادة إن شاء الله تعالى ..
فهنيئاً له هذه الخاتمة الطيبة
كانت البراءة بعينها بل كانت الطفولة بذاتها لكن هيهات للطفولة أن تستمر لكن ....!
لقد أصيبت بالمرض اللعين مرض أعجز الأطباء إلا الطبيب المداوي الله بيده الخير و هو على كل شيء قدير
كانت في ربيع عمرها أربعة عشر عاما من البراءة في تصرفاتها ولكن بعقل الكبار في رأسها الجميل الذي ما لبث أن تساقط فيه الشعر الأشقر الجميل لمجر أخذها الدواء المدمر الذي يسمونه الكيماوي ولكنه يقتل حتى الخلايا الحية السليمة !
فمن صغرها قامت تفترش سجاد صلاتها وتقوم بالصلاة في الوقت الذي كان فيه أقرانها يلعبن بالألعاب و تقوم بقراءة القرآن
وعندما بلغت الرابعة عشرة أحست بوخز في أسفل ساقها اليسرى وعند عرض حالتها على الأطباء طمئنونا بأنها مجرد التهاب و لكن عند السفر للمدينة لأجراء فحوص أخرى أقر الطبيب المعالج بهذا المرض و للتخلص من هذا المرض أراد الطبيب إما بتر ساقها لإيقاف انتشار المرض أو إزالة الجزء المسرطن من الساق
و لكن رفض والدها رفضا ً قاطعا ً ببتر ساقها لأن هذا الأمر سيدمرها و هي حية
لذلك أجرو لها العملية و عادت إلى البيت و هي تظن بأنها ستشفى قريباً لكن ما لبث إن انتشر المرض خلال ثمانية أشهر إلى جميع أنحاء جسدها الذي تفتحت براعمه على مرضٍ خبيث و تساقط شعيراتها الشقراء بفعل العلاج الكيميائي في الوقت الذي تتباها صديقاتها بتسريحاتهن الجميلة

لكن تجلت إرادة الله في صبرها على أوجاعها الذي لا يوقفا إلا المخدر
حتى الأطباء استغربوا من هدوءها وحتى نجعلها تنسى نطلب منه أن تشعل التلفاز فتقول ضعي على قناة القرآن و نقول هل تريدين طعاماً فتجيب بأنها تريد مسبحة لتذكر الله
ومرة سألت عمها الطبيب قبل موتها بعشرة أيام متى سأشفى فأجاب قريباً ستشفين بإذن الله و ستنامين مرتاحة جداً
وجاء اليوم الذي ستغادر من دنيا الفناء إلى دنيا الشقاء إلى ربٍ أرحم عليها من والديها و كانت في المشفى أنقطع عنا التنفس
و لكن فجأةً
خرج صوتها وهي تنادي على جميع أفراد أسرتها و أولاد عمها و أخوالها جميعاً و تقول لكل واحد منهم بأنها تحبهم جميعا ! و قامت بترديد الآيات القرآنية قائلة
: لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموات بل أحياء عند ربهم يرزقون ....... إلى آخر الآية .
ثم تقول : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
ويقوم عمي بقراءة سورة ياسين و يخطئ في قراءة الآية ثم تقوم هي بتصحيح الآية له .
و تدخل الممرضة لتعدل لها الأكسجين حتى تصرخ لها و تقول تحجبي تحجبي أنك في حضرتهم و الممرضة تخرج باكية من تأثرها
حتى أمها تستغرب من الآيات التي ترددها فهي متى و أين حفظتها ؟؟؟؟؟
و أخيراً عندما سمعت صوت آذان الصبح رفعت أصبع التشهد و نطقت شهادة الإسلام حتى المرضى في المشفى القابع جنب المشفى سمعوا صوتها
ثم سلمت الروح إلى بارئها و جاءت سكرة الموت ذلك ما كنت منه تحيد
؛،؛، اللهم نسألك حسن الخاتمة ؛،؛،
-------------

من الواقع / للفايدة

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-02-2014, 03:44 AM   #5427
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 80"]
احذر خداع نفسك
إذا خلوت إلى نفسك ، فأنت بين خيارين :
إما أن تناجي نفسك نجوى تشدها بها إلى الله سبحانه ،
وإما أن تكون الدائرة لها ، فتشرع هي تناجيك ..!
فإذا أخذت تناجيك ، فاحذر مناجاتها ، فإن لها بياناً ، وإن من البيان لسحرا !
احذر فإنها قد تستدرجك ، فتبدأ بحديث حلو شائق ، يطرب له قلبك ، ويدغدغ مشاعرك ، ثم إذا بها تعرج بك بمهارة ودهاء ، إلى منعطف خطر ،

فإذا هي تزخرف لك أهواءها ، وتدعوك إليها ، وتحببك في السير معها إليها ، وتهوّن عليك الإقدام على الاقتحام ..!
وفي هذا المربع : خذ كامل حذرك ، فإن مبدأ حديثها الشائق أشبه شيء بجرعات تخدير عجيبة ، تسقيك إياها بلطف وهي تتبسم في وجهك ،
فإذا تشربت عروق قلبك سحرها ، قلبت لك ظهر المجن ، لتسوقك إلى حيث تشاء من دوائر هواها الخاص ، تتقحم بك بكل جرأة الدوائر المفخخة ، التي لا يحب الله أن يراك فيها ، بل ولا أن تحوم حولها ، فإذا أنت والغ فيها .. !
مرة أخرى أوصيك : أن تأخذ كامل حذرك ، من هذه النفس الأمارة بالسوء !
ولله در القائل :
وخالف النفس والشيطان واعصهما

وإن هما محضاكَ النصحَ فاتهمِ


قل لها في حزم :
لن أقبل التناجي معك بالإثم والعدوان ، وإن جاء مزخرفاً بصنوف الألوان !
فإن كان ولابد من مناجاة بيني وبينك ، فلا تتعدى هذه المناجاة ، دائرة التناجي بالبر والتقوى ، ومن العمل ما يرضى ، والخير والمعروف ، والشوق للجنة والخوف من النار، ،
وأي تخطٍ لهذه الدائرة ، فهو دخول في الممنوع ، وتجاوز لكل الخطوط الحمراء ، مما قد يترتب عليه ، فرض عقوبة صارمة أنزلها بك ، أو حصار مشدد أفرضه عليك ، أو مشقة عمل أكلفك به ، وأنت في غنى عن هذا كله .. فارعوي إن كان لك بقية من عقل !!
... وقل لها أيضاً :
إذا رغبت في مناجاتي ، فقدمي بين يديك برهانَ صدقك ، حتى أطمئن لما تتضمنه هذه المناجاة من خير لي في دنياي وأخراي ..!!
قدمي جرعة استغفار أو صلاة على رسول الله ، أو تهليل ، بما لا يقل عن مائة مرة في كل مرة ..!
فإن بخلت بذلك ، فذلك برهان من ربك على أنك تحاولين المكر بي ، فلا قربان ! ثم لا قربان ، ثم لا قربان ..ولا يبقى إلا أن أقول لك : هذا فراق بيني وبينك !
وثقتي ويقيني : أن من ترك شيئا لله ، عوضه الله خيرا منه

[/frame]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-02-2014, 04:26 AM   #5428
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

ســـــــارق القلـــــوب
لا يستطيع الإنسان أن يعيش بمفرده بعيداً عن الناس ، عن مجتمعه ، لا بد من أناس يعرفهم ويعرفونه ، يتحدث إليهم , يستشيرهم ويفيدهم ويستفيد منهم ، هذا التعامل فن من أهم الفنون ، لابد أن يتعلمه الإنسان ، حتى يستطيع أن ينال حبهم وتقديرهم ،
ويسمى من يستطيع ذلك :-
سارق القلوب
فيجتمع حوله الناس ، ولديه الكثير من الأصحاب والأصدقاء الذين يتحلون بالأخلاق الحميدة والصفات الرزينة ، يحبه الله فيحبه الناس لحب الله له ، شخصيته جذابة مرحه وقورة مؤدبة ، يألف ويؤلف

، وإليك بعض النصائح لتصبح شخصيتك كهذه :-
v أقبل على الله يقبل الله بوجوه الناس إليك :- وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( إن الله تعالى قال :- من عادى لي ولياً ، فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني أعطيته ، ولئن استعاذني لأعيذ نه ) رواه البخاري ،

ويقول بكر بن عبد الله المزني :- ( إذا وجدت من إخوانك جفاءً فذلك لذنب أحدثته , فتب إلى الله تعالى , وإذا وجدت منهم زيادة محبة فذلك لطاعة أحدثتها فاشكر الله تعالى ) .
v اصنع المعروف دوماً تفتح به القلوب :-

يقول المهلب بن أبي صفرة :- عجبت لمن يشتري المماليك بماله , و لا يشتري الأحرار بمعروفـــــــه .
v الزم الابتسامة المشرقة :-

فهي بوابتك لكسر الحاجز الجليدي مع من حولك ، قال صلى الله عليه وسلم :- ( تبسمك في وجه أخيك صدقة ) رواه البخاري . قال عبد الله بن الحارث رضي الله عنه قال :- ( ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم ) رواه الترمذي .
v حب للآخرين ما تحبه لنفسك :-

وتعامل معهم كما تحب أن يعاملوك , قال صلى الله عليه وسلم : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) رواه البخاري .
v عليك بكلمة الثناء والشكر الصادقة :-

ولتكن مجاملتك دون نفاق أو مراء , قال صلى الله عليه وسلم :- ( لا يشكر الله من لا يشكر الناس ) رواه أحمد.
v ابتعد عن الجدال :-

فالجدال طريق لعناد الطرف الآخر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًا ) رواه أبو داود ، وقال الشافعي : ( المراء في الدين يقسِّي القلب ويورث الضغائن ) .
v حاول تصحيح الأخطاء الظاهرة :-

ولا تبحث عن الأخطاء الخفية لتصلحها ، فأنت بذلك تفسد القلوب ، وقد نهى الإسلام عن تتبع عورات الناس ، قال تعالى :- ( ولا تجسسوا ) سورة الحجرات :12 ، وقال صلى الله عليه وسلم :- ( إنك إن تتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم ) رواه أبو داود .
v تعامل مع الآخرين كما ترغب أن يعاملوك .
v التمس لغيرك الأعذار :-

وابتعد عن العتاب قدر المستطاع ، حتى قال الإمام الشافعي : ( التمس لأخيك سبعين عذراً ) ، وقال ابن سيرين رحمه الله :- ( إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرًا ، فإن لم تجد فقل :- لعل له عذرًا لا أعرفه ) ، إنك حين تجتهد في التماس الأعذار ستريح نفسك من عناء الظن السيئ وستتجنب الإكثار من اللوم لإخوانك
v لا تغضب مهما كان السبب :-

فالغضب من الشيطان ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( والغضب جمرة يغلي في قلب ابن آدم (رواه البخاري ، فالغضب يعتبر مفتاح كل شر ، حيث يخرج الإنسان من طبيعته ، قال عطاء بن أبي رباح: - ( ما أبكى العلماء بكاء آخر العمر من غضبة يغضبها أحدهم فتهدم عمل خمسين سنة أو ستين سنة أو سبعين سنة ، ورب غضبة أقحمت صاحبها مقحماً ما استقالة ) .
v ألقى السلام على كل من تقابله سواء تعرفه أولا تعرفه :-

فالسلام الصادق هو سبيلك نحو خطب ود أي شخص ، قال صلى الله عليه وسلم :- ( والذي نفسي بيده ، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ ، أفشوا السلام بينكم ) رواه مسلم ، فالهدية لها مفعول سحري رائع على الغير مهما كانت قليلة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( تهادوا تحابوا) رواه البخاري .
v تعلم كيف تنصت :-

فالآخرين يحبون دوماً من يسمعهم ، وهنا يقول عطاء بن رباح : ( إن الشاب ليحدثني حديثاً فاستمع له كأني لم أسمعه ، وقد سمعته قبل أن يولد )
v اجعل الآخرين يظنون دوماً أن الفكرة فكرتهم :-

وأعطهم دوماً انطباع أن ما اقترحته أو ما تفكر به هم أيضا شركاء فيه .
v تواضع مع كل من حولك في قولك وفعلك :-

فالطبيعة البشرية تنفر دوماً من المغرور والمتعالي .
v تعلم أن تتسامح دائماً :-

فالقول الطيب يجبر من أمامك على أن يوقرك .
v لا تقف في طابور أصحاب النصائح :-

فالنفس لا تحب من يلعب دور المدير عليها .
v كن مع الآخرين في السراء قبل الضراء .
v تعلم ألا تنتقد الآخرين :-

فالحديث يزول ويبقى أثره في النفس ، فلا بد أن تشعرهم بالإنصاف في نقدك ، بأن تذكر قبل نقدك جوانب الصواب عندهم ، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال :- ( نعم العبد عبد الله لو كان يقوم الليل ) .
v لا تضحك كثيراً في غير المواقف التي تحتاج ذلك :-

فالضحك الكثير يفقد المهابة والوقار ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( لا تكثروا الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب ) رواه ابن ماجه
v تعلم أن تكون حليماً صبوراً :-

فهما صفتان يحبهما الله .
v كن كالنحلة :-

إن أكلت أكلت طيبا ، وإن وضعت وضعت طيبا ، وإن وقعت على عود لم تكسره ، قال صلى الله عليه وسلم :- ( والذي نفس محمد بيده إن مثل المؤمن ، لكمثل النحلة أكلت طيباً ، ووضعت طيباً ، ووقعت فلم تكسر ، ولم تفسد ) رواه أحمد .
وصلى الله على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً

------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-02-2014, 04:48 AM   #5429
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

مـــن يسكـــن قلبـــي
انسل من بين زملائه ، توجه نحو السطح
لعله يعود، هذا ما كنت أظنه سيحدث
تنقلت بين الطلاب، ضحكاتهم، تعليقاتهم الساخرة، حركتهم في أنحاء السفينة
وهم يتابعون الأسماك من وراء النوافذ الزجاجية
ينطلقون ورائها من مكان لآخر، كانت لحظات من السعادة
وتجربة جديدة لم يعيشوها من قبل
توجهت نحو الباب المؤدي إلى السطح ، ثم تجولت ببصري بين الطلاب ابحث عنه
لم يعد ؟
ماذا حدث له ؟
أسرعت نحو السطح، بحثت عنه
وهناك .. في مؤخرة السفينة ، جلس متكئاً واضعاً يده على خده ، ينظر إلى البحر
وأمواجه، ويرنو ببصره إلى السماء بين الحين والآخر
قد استغرق في تفكير عميق

اقتربت منه ، لم يشعر بي
هتفت به
ما أسعدها من فتاة تلك التي ملكت قلبك
انتبه من غفلته، التفت نحوي
أعدت العبارة
ما أسعدها من فتاة تلك التي ملكت قلبك
أرخى رأسه
وضعت يدي على كتفه
هل تحبها؟
لم تنطق شفتاه ، تحدثت عيناه ، بدا عليه الحياء والحرج
لم يستطع أن يضع عينه في عيني
همست له : هل تستحق هذا الحب؟
أطلقها زفرة من صدره
لا .. لا تستحق هذا الحب يا أستاذ
لماذا لا تمنح الحب لمن يستحقه ؟
من هو ؟
إنه الله ، الذي خلقك ، خلق هذا البحر ، وهذه السماء
هذا القلب الذي ينبض بين جنبيك
هذه العيون التي تبصر بها هذا الجمال
التفت إلي وقد عاد إليه هدوئه واتزانه
إنني أحب الله
صورتها في جهاز هاتفك، أليس كذلك ؟
هز رأسه موافقاً
تذكرها في كل لحظة ، حين تنام ، وحين تستيقظ
بل هي في حياتك كما قال الشاعر:
خيالك في عيني وذكرك في فمي

ومثواك في قلبي فأين تغيب

هذا حالك معها ، أنا متأكد من ذلك
سأترك لك هذا السؤال ، لأعود إلى زملائك أسفل السفينة ، وأنا على يقين أنك
ستصل للإجابة ، وحينها أنا على استعداد أن اسمعك
كن صادقا هل تحب الله ؟
هل منحت قلبك لمن يستحق ؟

نزلت إلى أسفل ، و أخذت أرمقه وهو لا يشعر
عاد يحلق من جديد ، يقلب بصره بين السماء والأرض
عدت إلى الطلاب ، لازالوا يستمتعون بمطاردة الأسماك
شاركتهم فرحتهم ، تنقلت بينهم ، شعرت بالسعادة وأنا معهم
أبصرته يخطو نحوي، ابتعدت عن الطلاب
وقف بين يدي ، يحمل هاتفه النقال

تفضل يا أستاذ
قم بحذف جميع الصور الخاصة بــ وسكت عند هذه الكلمة
ولم يكمل, أعرضت عنه
قُم أنت بالحذف ، أنت صاحب القرار
بدأ يحذف الصور واحدة بعد أخرى حتى انتهى
استاذ.. التفت إليه
ترقرقت الدمعة في عينيه ، سقطت أحدها على خده
ساعدني يا أستاذ: أريد أن أمنح قلبي لمن يستحق
أريد أن يسكن قلبي حب الله
وضعت يدي على كتفه ، دعوت له من قلبي
اللهم تقبل توبته ، اللهم حبب إليه الإيمان وزينه في قلبه
-----------
قصة من الواقع / للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-02-2014, 07:10 AM   #5430
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

قصــــــة عُـــــزَيـــــر
من سورة البقرة




من قصص القرآن...
ليس عُزير من الأنبياء الذين ذكرهم الله في القرآن، وإنما كان من الآيات على قدرة الله تعالى. كان عُزير يرحل من بلد إلى آخر على حماره ومعه طعامه وشرابه حين مرَّ على قرية خَرِبة نزل فيها ليستريح..
تعجب عزير وتساءل: كيف سيحيي الله هذه القرية؟
فسرعان ما قبض الله روحه، وبقي في القرية مئة عام بعثه الله بعدها فظن أنه نام يوماً أو ساعات من اليوم.
فلما أخبره الله بالحقيقة تعجب خاصة عندما رأى بعينيه عظام حماره وهي تتشكل أمامه فيحييها الله فترجع حماراً كما كان.. في حين بقي طعامه وشرابه صالحين لم يفسدا.
في أثناء موت عزير احتل بختنصر القدس ودمرها ثم لم يلبث أهلها أن تحرروا بعد موته وعمروا المدينة، ولكنهم كانوا بحاجة إلى من يعلمهم التوراة التي أحرقها الملك..
ولما كان الله قد تكفل أن يجدد دينه بعد كل مئة عام فقد جاء عزير إليهم يعلن عن نفسه، فلم يصدقوه لأن أحداً منم لم يعرفه غير امرأة عجوز كانت صغيرة عندما خرج عزير في رحلته..
فلما تيقنوا من صدقه خصوصاً عندما قرأ عليهم التوراة أقبلوا عليه.
وبقي عزير سنة يجدد لقومه دينهم ويصلح أمرهم. ويحكي الله تعالى في كتابه قصة عزير: في سورة البقرة (الآية 259)
------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 12:06 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved