منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 31-03-2014, 04:31 AM   #6101
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 80"]
إحسـاسـات القلــب
السلام عليكم ورحمة وبركاته ..
أسأله بأسمائه الحسنى أن يقطع عنك كل قاطع لك عن ربك
كما أسأله سبحانه أن لا يحوجك إلى غيره ..
وأتوسل إليه بالافتقار إليه ،
وإعلان العجز بين يديه أن يغمر قلبك بحبه جل جلاله
حتى لا تلتف إلى غيره ..
ولا تتعلق بسواه ..
ولا تنشغل إلا به ..
ولا تشتاق إلا إليه ..
ليكرمك غاية الإكرام في الدنيا والآخرة ..
اللهم آمين .. اللهم آمين ..يااااااااارب استجب
فوالله الذي لا إله إلا هو ..
ثم والله الذي لا إله إلا هو ..
ليس اسعد ولا أهنأ ولا أطيب عيشا ممن يعيش مع الله بقلبه
وكيف لا يسعد وهو مع الغني ؟
وكيف لا يسعد وهو مع الواحد الأحد الصمد .؟؟
الذي تحتاج إليه كل المخلوقات في كل شأنها .. ولا يحتاج إلى أحد .
نسأل الله أن يذيق قلوبنا حلاوة الأنس به ولذة الإقبال عليه
لنتعزى بذلك عن شهوات الدنيا المزخرفة ، فلا نكترث لها
حتى وإن رأينا غيرنا ينغمس فيها متوهما السعادة بها
اللهم آمين يا رب العالمين .. يا رب لا تحرمنا خير
ما عندك لسوء ما عندنا
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
صلى الله عليه وسلم
كيف أصبحت هذا اليوم ؟
الحمد لله
الحمد لله نعم ، غير أني لا أسأل عن الصحة والحال والعيال !!
إنما أسأل عن حال قلبك مع ربك .. كيف مشاعره ..
كيف حركته ..
لا ادري.. لا أدري والله !!
سبحان الله .. كيف لا تدري ..؟
لابد أن تعرف إحساستك القلبية مع مولاك القريب منك
الحبيب إليك .. المحسن إليك .. اللطيف بك ..
تغمرني كلماتك هذه بحالة حياء شديدة لا أستطيع التعبير عنها ..
اسأل الله أن يفيض على قلبك من نوره ..
حتى تحس بهذه الإحساسات السماوية .. فتسمو وتسعد ..
اللهم آمين ..
أروع كلمة سمعتها بهذا الخصوص ، وأبكتني ..
نعم أبكتني أول ما سمعتها ، لأنها أفزعتني جداً ..
ما قاله أحد شيوخنا رحمه الله .. قال :
الإحساسات القلبية التي تتحرك في القلب
هي الفارق الواضح بين المؤمن والكافر من ناحية ...
وبين المؤمن الضعيف الإيمان ، والقوي الإيمان من ناحية أخرى
قال : أما الكافر فلا يحس هذه الإحساسات أصلاً لأن قلبه ميت ..
.. ميت وانتهى أمره ، وهل يحس الميت بإحساس الحي ؟!
وأما المؤمنون فإنهم يتفاوتون في هذه الدائرة
يتفاوتون تفاوتاً شديداً .. كما بين السماء والأرض ..
من الناس من يحس بقلبه ومشاعر قلبيه الإيمانية لحظات..
لحظات سريعة في يومه .. ثم يعود إلى غفلته من جديد ..
ومنهم من تطول معه هذه اللحظات إلى ما مجموعه ساعة أو ساعات ..
ومنهم من تمتد معه أكثر ... وهكذا
سبحان الله .. هذه لفتة جديدة رائعة .. بارك الله فيك
وهذا هو ميدان الصراع الأصلي ... والحرب هاهنا سجال ..
يوم لك ويوم عليك .. جولة بجولة ..
والمعركة شديدة حامية لا تفتر..
والغبار فيها كثيف ..والأنفاس تتقطع من الإعياء..
والالتحام أحيانا يصل إلى درجة مضنية ..
ترهق كاهل الإنسان وهو يحاول أن يكسب الجولة
لكنه يسعد بعد الفراغ ، سعادة تطول معه وتمتد
الله أكبر . كأنما تصف معركة حقيقية على أرض الواقع ..!
سبحاان الله ..!! وهل تراني اقول شعرا خيالياً ؟؟
أنا أصف معركة حقيقية قائمة ومستمرة على أرض الواقع ..!!
المهم ..انتبه أن هذه معان عظيمة .. ورائعة وهامة
كان شيوخنا يقولون :
لو سمتعم بأحد يتحدث في هذه الشؤون بما تجدون أثره في قلوبكم ..
فسافروا إليه سفرا واقصدوه قصداً ، ولا تفرطوا فيه ،،
وثقوا أن سفركم ليس بضائع ، بل أنتم الرابحين عاجلا وآجلاً
سبحان الله .. صدقوا والله . ولكن أين هذا في عصرنا ؟؟
وقالوا : إن ما تحصلونه بسبب تناول هذه القضايا
أكثر بكثير مما تتصورون .. وهو فوق ما بذلتم ..
فلا تبخلوا على أنفسكم بمال سيتبدد ..أو بجهد سيضيع ..
أو بوقت سيهدر .. أو بملهيات ستكون حجة مضاعفة عليكم ..
ثقوا أن ثمرات وبركات هذه الموضوعات عظيمة في حياة الإنسان ..
ولها صداها في سلوكياته على المدى ،
لا سيما إذا فتح لها قلبه وروحه..وتشربتها عروقه ..وسرت مع دمائه
المهم أن تستقر هذه المعاني في غور القلب
فإذا استقرت فقد نبتت شجرة مباركة تؤتي ثمارها
كل حين بإذن ربها
الله أكبر .. وهذا ما نصبو إليه ونبحث عنه ..
نعم والله ،، والكلام في هذه الدائرة عجيب وغريب ومثير
وتمتد آثاره إلى أبعد مما نتصور ..
ستفيض هذه المعاني من قلب هذا الإنسان وتنضح على سلوكياته ولابد
فكل إناء بما فيه ينضح ..
ثم ستنداح الدائرة إلى المحيطين به ،
وكلما كانت فيوضات قلبه قوية ، كان تأثيره أوضح ..
وسنجده ينقل الخير أينما كان ، حيثما حل ..
لا يملك إلا أن يفعل في تلقائية .. وبدون تكلف ..
هذه من أعجب ثمرات هذه القضية ..
ومن ثم فعلينا أن نكثر من محاسبة أنفسنا
على هذه المعاني القلبية
وإلى اين وصل منسوبها في قلوبنا ؟؟
وما ثمراتها التي شرعت براعمها في التفتح ؟؟
وماذا علينا أن نفعل لتمتد جذور الشجرة ،
وترتفع أغصانها ؟؟
ولا نمل من طرح هذه القضايا ففي الإعادة إفادة ..
بل نكررها لنقررها .. نكررها على أنفسنا في وحدتنا ..
ونكررها بالقراءة فيها .. ونكررها بالحديث عنها ..
ونكررها بالسماع لها من غيرنا ..
ونكثر بل نلح على الله بالدعاء أن يحققنا بها ..
راااائع والله .,. سأفعل هذا كل إن شاء الله .. واسأل الله أن يكرمني
على كل حال .. أحسب أني أكتفي بهذا القدر ولعل لنا عودة إليه
.. في أمان الله ..
في أمان الله وحفظه ورعايته ..
سبحانك اللهم ,بحمدك اشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك
والعصر إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات
وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر .
[/frame]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-03-2014, 07:03 AM   #6102
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب



*شرح الحديث الثامن والثلاثون:
- قوله: ( إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب) هذا الحديث حديث قدسي لأن النبي صلى الله عليه وسلم رواه عن ربه وكل حديث رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه يسمى عند العلماء حديثا قدسي.
-المعاداة ضد الموالاة ، والولي ضد العدو وأولياؤه سبحانه وتعالى هم المؤمنون المتقون ودليله قوله وتعالى: ( أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ *الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ) يونس62-63.
- وقوله: ( آذنته ) يعني: أعلمته أي: إني أعلنت الحرب ، فيكون من عادى وليا من أولياء الله فقد آذن الله تعالى بالحرب وصار حربا لله.
- ثم ذكر تبارك وتعالى أسباب الولاية فقال: ( وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضت عليه وفي رواية مما افترضته عليه ) يعني: ما عبدني أحد بشيء أحب إلى مما افترضته عليه لأن العبادة تقرب إلى الله سبحانه وتعالى فمثلا ركعتان من الفريضة أحب إلى الله من ركعتين نفلا ، ودرهم من زكاة أحب إلى الله من درهم صدقة ، وحج فريضة أحب إلى الله من حج تطوع ، وصوم رمضان أحب إلى الله من صوم تطوع ، وهلم جرى ولهذا جعل الله تعالى الفرائض لازمة في العبادة مما يدل على آكاديتها ومحبته لها.
- ( وما يزال وفي رواية ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل ) يعني: الفرائض والفعل ( لا يزال ) يدل على الاستمرار يعني: ويستمر ( عبدي يتقرب إلي بالنوافل ) يعني: بعد الفرائض حتى أحبه الله ، ( حتى ) تحتمل هنا الغاية وتحتمل التعليل فعلى الأول يكون المعنى: أن تقرب إلى الله بالنوافل ويكون هذا التقرب سببا لمحبته والغاية واحدة ..
- ( فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وفي رواية الذي سمع به ) أي: سددته في كل ما يسمع فلا يسمع إلا ما فيه الخير له وليس المعنى أن الله يكون سمع الإنسان لأن سمع الإنسان صفه من صفاته أي: صفات الإنسان محدث بعد أن لم يكن ، وهو صفة فيه أي: في الإنسان وكذلك يقال في بصره الذي يبصر به أي: أن الله فيما يرى إلا ما كان فيه خير ولا ينظر إلا إلى ما كان فيه خير.
- ( ويده التي يبطش بها ) يقال فيها ما سبق في السمع أي: أن الله تعالى يسدده في بطشه وعمله بيده فلا يعمل إلى ما فيه الخير.
- ( ولئن سألني وفي رواية وإن سألني لأعطينه ) أي: دعاني بشيء وطلب مني شيئا لأعطينه.
- ( ولئن استعاذني لأعيذنه ) فذكر السؤال الذي به حصول المطلوب ، والاستعاذة التي بها النجاة من المهروب وأخبر أنه سبحانه و تعالى يعطي هذا المتقرب إليه بالنوافل يعطيه ما سأل و يعيذه مما استعاذ.
* من فوائد الحديث:
- إثبات الولاية لله عز وجل أي: أن لله تعالى أولياء وهذا قد دل عليه القرآن الكريم قال الله تعالى: ( أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ) يونس 62-63.
- كرامة الأولياء على الله حيث كان الذي يعاديهم قد آذن الله بالحرب.
- أن معاداة أولياء الله من كبائر الذنوب لأن الله جعل ذلك إيذانا بالحرب.
- أن الفريضة أحب إلى الله من النافلة لقوله: ( وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه ).
- الإشارة إلى أن أوامر الله عز وجل نوعان: فرائض ، نوافل.
- إثبات المحبة لله عز وجل لقوله: ( أحب إلي مما افترضته عليه ) والمحبة صفة قائمة بذات الله عز وجل ومن ثمراتها الإحسان إلى المحبوب وثوابه وقربه من الله عز وجل.
- أن الأعمال تتفاضل هي بنفسها.
- الدلالة على ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة من أن الإيمان يزيد وينقص لأن الأعمال من الإيمان فإذا كانت تتفاضل في محبة الله لها يلزم من هذا أن الإيمان يزيد وينقص بحسب تفاضلها.
- أن في محبة الله عز وجل تسديد العبد في سمعه وبصره ويده ورجله مؤيدا من الله عز وجل.
- أنه كلما ازداد الإنسان تقربا إلى الله بالأعمال الصالحة فإن ذلك أقرب إلى إجابة دعائه واعاذته مما يستعيذ الله منه لقوله تعالى في الحديث: ( وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه ).
------------------
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله / للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-03-2014, 07:06 PM   #6103
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

روائع من كتابات الشيخ العلامة حاتم العوني
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يليق بجلال وجهِهِ وعظيمِ سلطانِه، والصلاةُ والسلامُ على سيِّدِنَا محمدٍ أشرفِ الخلق، مُفَسِّرِ كلامِ اللهِ بسيرتِهِ وبَيَانِه، وعلى آله وصحبه المقتفين أثَرَه والباحثين عن رحمة اللهِ وإحسانِه، أما بعد:
فمِنْ نِعَمِ اللهِ على المسلمين أنْ أكرمهم بعلماء يحفظون عليهم دينهم، ويرشدونهم إلى الصراط المستقيم، ويصححون ما عندهم من أخطاء ومفاهيم..
ومِنْ هؤلاء العلماء: فضيلةُ الدكتور الشيخ العلامة الشريف حاتم بن عارف العوني ـ أدامَ اللهُ توفيقَه، ونفعه اللهُ بعلمه ونفعَ به ـ فهو من الذين بلغوا قدراً كبيراً مِنْ سَعَةِ العلمِ وعُمْقِهِ، ممزوجاً بسَلامةِ المنهجِ ودِقَّتِهِ، ومن الذين جمعوا بين الأصالة والمعاصرة، حيث تعمقوا في كتب التراث، ولكنهم لم يقتصروا عليها ولم يتعصَّبوا لها، بل كانوا على معرفة بالواقع وما يحصل فيه من مستجدات ونوازل تستدعي النظر والاجتهاد، فاستفادوا من الماضي وربطوه بالحاضر..
وليس كمن يدَّعي التجديد فيتطاول على السابقين وجهودهم، ويهدر ما تركوه من علوم ومعارف بحجة التجديد والمعاصرة!
فالمطلوب هو الاستفادة من السابقين مع عدم التعصب لهم، والإضافة والبناء على ما تركوه من علوم، لإكمال مسيرة العلم والمعرفة حيَّة متجدِّدة، لا كما يفعل بعض المنغلقين الجامدين الذين يساهمون في تأخُّر المسلمين وتراجعهم، بسبب قلَّةِ علمهم، وضيقِ فهمهم وعقولهم..
وما أقلَّ المنصفينَ الذين استفادوا من علوم السابقين، وأحسنوا فهم الواقع.
وكلُّ ما سأذكره هنا هو من كلام الشيخ حاتم العوني، فلا حاجة إلى تكرار نسبة القول إلى قائله.
ووضعتُ عناوين فرعية جعلتُها بين (قوسين).
في الإيمـان والرقــائق
(محبَّةُ اللهِ تعالى)
حب الله تعالى شعور أقوى في أثره وأثبت في بقائه من تعظيمه تعالى بالخوف أو بالرجاء، فالخوف يزول مع ظن النجاة من الأمر المخوف، والرجاء يزول مع ظن الحصول على الأمر المرجو.
أما الحب فيزداد في هاتين الحالتين، أي مع النجاة ومع تحقيق الرجاء، كما أنه لا يزول مع بقاء التعظيم بالخوف والرجاء؛ لأن المحب لا يشك في محبوبه، ويعلم أنه لا يريد به إلا الخير، مهما آلمه بالصد أو بعدم الاستجابة.
(الحُبُّ هو أهمُّ علاقةٍ بينَ العبدِ وربِّه)
‎(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلهِ):
لو كان هذا من كلام البشر، لقالوا: ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يعبدونهم كما يعبدون الله، لكن كلام الله ذكر هذا المعنى بذكره أنهم كانوا قد اتخذوهم أنداداً،
وأضاف إليه بيانَ أقبح شيء وقع لهم في عبادتهم للأنداد، وهو أنهم كانوا يحبونهم كحب الله. مما يبين أهم علائق العبد بربه، وأنه هو الحب!
(غيرةُ المحبِّين)
أشد ما يثير غيرة المحبين أن ينافسهم على قلب المحب محبوب آخر، فقانون الحب يحرم الشراكة فيه.
والله تعالى يغار، ولذلك فيكفي لبيان غيرته تعالى ممن اتخذ له أنداداً أن يذكِّرهم بأقبح فعل لهم وهو أنهم أحبوا غيره كحبه. (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلهِ)، فيكفي لبيان سوء فعلهم أن يذكر الله تعالى أنهم قد أشركوا في حبه غيره. ويكفي لغيظ هؤلاء الخونة في الحب، أن يقال لهم (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلهِ).
(تسبيحُ الحُبِّ)
بالخوف تُسَبِّح مستنجداً، وبالرجاء تسبح سائلاً، وبالحب تسبح محباً، وكفى بتفضيل تسبيح الحب أنه للحب، ليس لشيء آخر.
ولا يصل المؤمن إلى تسبيح الحب إلا في اللحظة التي يملكه فيها جمال الخالق تعالى.
وإن جمال الخالق الذي بث دلائله في جمال المخلوقات هو الذي يخلق في قلوب المحبين تسبيحاً يعجز عنه المستنجدون والسائلون!!
ومع ذلك فأكمل حالات العبد أن يكون خائفاً مستنجداً، سائلاً متوسلاً، محباً مأخوذاً بجمال الخالق وكماله.
(تَغليبُ الرَّجاءِ على الخَوْف)
عندما أخبرنا الله تعالى أنه وسع كل شيء رحمة، وعندما أخبرنا أن رحمته تغلب وتسبق غضبه, فلا يمكن أن يكلفنا بعد هذا الإخبار بأن نساوي بين الخوف والرجاء؛ لأن هذا تكليف بما لا يستطاع! فالإخبار بغلبة الرحمة التي تسلتزم تقديم الرجاء, مع المطالبة بتساوي الخوف والرجاء = تكليف بما لايدخل في القدرة؛ لأننا لن نساوي بينهما إلا بأن نرد خبر الله تعالى بغلبة رحمته (ونعوذ بالله من ذلك).
ومع ذلك: فلا شك أنه عند الهم بالمعصية يجب تغليب الخوف على الرجاء، وفيما سواها من الأحوال يرجع الأمر إلى أصله من تقديم الرجاء.
(رُبَّ حياءٍ من مُنْعِم كان أشدَّ في الردع عن مخالفته)!
كفى بذِكْرِ اللهِ رادعاً عن معصيتِه! وكفى بذِكْرِ الله زاجراً عن التقصير في حقِّه سبحانه وتعالى.
الأمر حقاً لا يحتاج أكثر من أن تَذْكُـرَ الله تعالى، تَذْكُـرَه فقط؛ لكي تجتنب مخالفةَ أمره. لا تحتاج إلا أن لا تَغْفُلَ عن ذِكْرِه فقط؛ لكي يدوم أُنْسُك بلذّةِ القُرب بطاعته.
فمجرد تذكُّر الله تعالى يكفي لاستحضار كل معاني التعظيم حُبّاً ورجاءً وخشية؛ ولهذا كان كافياً للعاصي أن يذكر الله لكي يؤوب إلى رشده ويفرّ إلى ربه!
فليست الخشية وحدها هي الرادعة (كما ظنَّ بعضهم)؛ فرُبَّ حياءٍ من مُنْعِم كريمٍ كان أشدَّ في الردع عن مخالفة أمره من خوف عذابه!
ورُبَّ حبٍّ حَجَبَ النفسَ عن كل ما لا يحبه المحبوب أكثر مِن الحَذَرِ مِن عقوبة غضبه!
فذِكْرُ الله على كل أنحائه أعظمُ مانعٍ عن معصيته، وذِكْرُ الله لا يجتمع قط مع غفلة الجهالة عن واجب تعظيمه عزَّ وجلَّ!
--------------
يتبــــــــع
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-03-2014, 07:41 PM   #6104
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

(خُشُوعٌ في غيرِ الصَّلاة)
منظر الخاشعين في الصلاة مؤثر جداً؛ لكن هناك منظر أكثر تأثيراً: أن تخشع في سوقك، في مدرستك، في وظيفتك، وأنت تتجادل، وأنت تخاصم.
فالخشوع في الصلاة قويت أسبابه واجتمعت دواعيه، أما الخشوع عندما تختفي أسبابه وتتفرق دواعيه فهو الإنجاز المؤثر فعلاً.
جرب أن تستجيب لداعي الخشية في مثل تلك المواطن، ستجد أنك كلما ذكرته خالياً بكيت من لذته ومن شوقك لهزته الإيمانية العظيمة!

(كُلَّما عَظُمَ المرءُ زادتْ حاجتُهُ إلى التواضع)
كُلَّما عَظُمَ المرء كان محتاجاً إلى مزيد من التواضع, لا لأن العظمة مدعاة للغرور فحسب, ولكن لأنه لا يعظُم المرء إلا بقدر تواضعه, فعظمته التي بلغها هي على درجة ما عنده من التواضع.
فإذا أراد أن يتطوَّر ويزيد من أمجاده, فلا بد من أن يزداد تواضعاً؛ وإلا فإنه قد استحق الجمود, والجمود يعني التراجع عن قمة العظماء.
والتواضع سلم العظماء, لكنه سلم غريب: قد يظن فيه المرء أنه يهبط, وهو في الحقيقة يعلو (من تواضع لله رفعه).
جَمَاليَّةُ الدِّينِ الإسلاميِّ وعَظَمَتُه
(مِنَ الوَاقعيَّة)
‎(عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلا أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفاً): علم الله ضعفنا وأننا لن نصبر عن ذكر النساء المعتدات، فأباح لنا الإلماح والتلويح بالرغبة في خطبتهن والزواج بهن بعد العدة.
هذا نموذج من نماذج الواقعيَّة التي ندعوا الناس إليها، وهي حكمة ربَّانيَّة نستفيد منها في التعامل مع الواقع كما هو، لا بما يجب حسب الصورة المثالية، ولا حسب الأكمل.
(مُعجِزَةُ الفُتُوحِ الإسلامِيَّة)
معجزة الفتوح الإسلامية لا في سرعة توسع رقعة العالم الإسلامي خلال أقل من عشر سنوات بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا في تهاوي أعظم دولتين في ذلك الوقت ( الروم والفرس) أمام الجيوش الإسلامية الناشئة، التي تقل عن جيوش الروم والفرس عُدةً وعدداً وخبرة، فهذا كله حصل ما يشبهه على يد التتار، فاجتاح التتار العالم الإسلامي خلال أعوام قليلة، وأسقط كثيرا من ممالكه ودوله.
وإنما معجزة الفتوح الإسلامية هي: في سرعة تقبل الشعوب للدين الإسلامي واحتضانها للدين الجديد كالعرب تماماً (حملته الأولين) وقيامهم بنصرته والدفاع عنه، منذ أوائل دخول دعوة الإسلام إلى بلدانهم بعد الفتوح الإسلامية.
وهذا ما لم يحصل، حتى مع التتار، بل الذي حصل مع التتار أنهم هم تركوا دينهم ودخلوا في الإسلام، بعد استيلائهم للعالم الإسلامي، وكونوا دولاً إسلامية، أصبحت مع امتداد الزمن دولا تدافع عن الإسلام وتحارب وتسالم من أجله!
وكان استيلاء التتار على العالم الإسلامي معجزة اجتماعية، إذ إنها نكست العادة الاجتماعية السارية في التاريخ البشري، والتي نبه عليها ابن خلدون: من أن الصعيف يتبع القوي، وأن الأمم والشعوب الضعيفة تتشبه وتقلد الأمم والشعوب القوية.
فانتكست هذه العادة، وانخرقت هذه السنة الاجتماعية، في حالة التتار واستيلائهم للعالم الإسلامي!!
وبذلك بقيت معجزة الفتوح الإسلامية معجزة تاريخية حقاً، ولا يُعترض عليها بمثل حادثة التتار، بل أصبحت حادثة التتار نفسها معجزة إسلامية أخرى، تستحق الاعتراف لها بأنها خارقة للعادة البشرية!!
(تَغييرُ القَنَاعةِ لا يكونُ بالإكْرَاه)
الإكراه على الدين تستنكره الفطر السوية، ولذلك لما هدد قوم شعيب عليه السلام شعيباً ومن معه بالطرد أو العودة إلى الكفر: (قَالَ المَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا)، اكتفى شعيب عليه السلام بأن يسأل قومه هذا السؤال الاستنكاري: (أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ)، ليبين لهم أن تغيير القناعة لا يكون بالإكراه، ولا يحصل بالإكراه إلا النفاق:إظهار خلاف ما تبطن.
(التَّسَامُحُ الحقيقيُّ هو الذي يكونُ عن قُدرَة)
تسامحُ العاجز عن إثبات صحة معتقده تسامحٌ منقوص؛ لأن جزءاً من تسامحه هذا قد يكون هروباً من إفحام مخالفيه ومن افتضاح معتقده بعدم قيام أدلته به، لكنه يُلبس هذا الخوفَ والهروبَ ثوب التسامح، فهو لا يريد أن يقول: لا تجادلوني لأني عاجز، فيقول بدلاً من ذلك: لا أجادلكم لأنكم أحرار!
إنما التسامح الحق هو قبول القادر على إثبات صحة عقائده لأصحاب العقائد الباطلة، وأن يقول لهم وهو المنتصـر ببراهينه وحججه: (لا إكْرَاهَ فِي الدِّينِ)
نَصَائح مَنهَجِيَّة في العِلْمِ والإنصَـافِ وأدَبِ الخِلاف
(البِنَاءُ هُوَ الأسَاسُ، وليسَ الرَّد)
البناء أحسن وسيلة للرد على الهدم، ولو نظرت إلى ردود القرآن والسنة على خصوم وأعداء الإسلام لوجدت أنها قليلة جداً في مقابل التأسيس والتشييد في نصوص الوحيين، وبذلك كله قامت دولة الإسلام وشُـيِّد صرحُ خير الأمم.
فالردُّ المجرد قد يصد الهجوم وقد يهزم الخصوم، لكنه وحده لا يبني حصناً ولا سوراً، فضلاً عن مدينة وحضارة.
الغُرُورُ الدِّينيُّ بدعة؛ لأنه تعبُّـدٌ لله تعالى بغير ما شرع!
ولذلك يقل أن تتيسر لصاحب هذه البدعة توبة؛ لأنه يظن نفسه بغروره الديني هذا معتزاً بالإسلام، الذي مهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله! يظن نفسه معلناً لتميزه بالسنة واتباع السلف!!
فما أبعدَ مثل هذا من أن يتوب؟! ما دام أنه يتقرب إلى الله تعالى بغروره!!
وما أبعدَ تلامذته وخرجي مدرسته من أن يدركوا هذا الغرور من أنفسهم ومن أن يروه في شيخهم؛ لأن هذا الغرور عندهم هو نفسه الصفة التي دعتهم للإعجاب بشيخهم والاقتداء به، والتي يرونها بمنظار: الصلابة في السنة، والشدة في المنافحة عنها، وعدم المداهنة في الدين،
فهو عندهم: مظهر عزة الانتساب للسنة، وقوة حجة السلف، ونقاء عقيدة التوحيد.
صاحب عبادة وتأله، بل صاحب تواضع مع عموم الناس، لكنه مغرور بهذا الغرور الديني؛ لأن غروره هذا هو نفسه في رأي نفسه من أعظم القربات والعبادات، ومن أوثق عُرى الإيمان!!
ولن يكون هذا الغرور بأغرب من استباحة الخوارج لدماء المسلمين، وهم من أكثر الناس تعبداً وزهداً؛ لأنهم يعدون هذا السفك للدماء أعظم مهور الجنة، وجهاداً هو ذروة سنام الإسلام!!
--------------
يتبـــــــــع
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-03-2014, 09:04 PM   #6105
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

(وُجُودُ الخُصُومَاتِ ليسَ دليلاً على الخطأ)
تذكر أن أكبر الناس خصومات هم الأنبياء ؛ لأنهم كانوا فرقاناً بين الحق والباطل، ثم الأئمة المجددون ؛ لأنهم يخالفون في تجديدهم المألوفات والعادات.
ولذلك قال ورقة بن نوفل للرسول صلى الله عليه وسلم: (لم يأتِ رجلٌ قط بمثل ما جئتَ به إلا عُودي).
فمَنْ جعل مجرد وجود الخصومات دليلاً على خطأ مسيرة شخص، فهو ممن لو عاصر أحد الأنبياء أو المصلحين لكان واحداً من ألدِّ خصومهم!
(أكثرُ المشتومين هم أنصارُ الحقِّ)
أسفه الناس هم أعداء الحق، ولذلك كان أكثر مشتوم: أنصاره!
وأنصر الناس للحق: الأنبياء عليهم السلام، ولذلك فهم أكثر مشتوم في الناس!
أكثر مشتوم في الناس الأنبياء عليهم السلام، ومع ذلك هم أرفعهم ذكراً وأجلهم قدراً، وأكثرهم مفتدى في الناس بالنفس والمال!
فلا يأسى مِنْ شتم السفهاء عاقل، ولا يفرح بعدم قرضهم لعرضه كريم، ولا يستدل به على بطلان الرأي وخطأ المسيرة إلا غافل!!
(لا بُدَّ للمُصلِحِ أنْ يَصبِرَ على أشواكِ الطريق)
إذا كان المصلح يظن أن طريقه في التعليم والإصلاح لن يواجه بالرفض والهجوم ومحاولات الصد عنه بتشويه السمعة، فلن يكون أهلاً لسلوك هذا الطريق.
ولو كان يظن أن هذا الصد سينتهي، ما كان ليصر على إصلاحه ويستمر عليه رغم كل تلك الصواد.
لقد سلط المشركون سفاءهم على أكرم الخلق وأعز الناس، ولكم أن تتخيلوا حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم وحوله غلمان ثقيف ومراهقوهم: هذا يشد ثوبه، وهذا يشتمه، وذاك تتطاول يده ذلك الجناب الشريف، وآخر يرميه بحجر!! وهو بأبي هو وأمي يدفع بلطف هذا عنه، ويبعد يد الآخر، ويشيح وجهه عن سوء الثالث..
تهون النفوس أمام خطفة
من هذا المشهد البالغ قمة القبح: عندما يتطاول السفهاء على سيد الأولين والآخرين، والبالغ قمة العظمة عندما يصبر صلى الله عليه وسلم على ذلك في ذات الله عز وجل.
(مع مَنْ تكونُ المُنَاظَرَة)؟
المناظرة لا تنفع مع كل أحد، فالأصل والصحيح أن لا تكون المناظرة إلا بين المتناظرين؛ أي المتقاربين في العلم.
أما بين العالم والجاهل: فحق الجاهل أن يسمع العالم ليتعلم، وأن يسأل عما جهل.
وواجب العالم أن يبذل جهده في التعليم والتفهيم، وأن يتسع صدره لذلك، وأن يصبر على أسئلة الجاهل.
وسبب عدم صحة المناظرة مع الجاهل: أن الجاهل لن يستفيد إذا استعجل العلم، وسيكون العالم مضطراً أن يقول له مرات ومرات: هذه مسألة تحتاج فيها لأشهر من الدراسة لتفهمها، فهي مبنية على أصول وقواعد أنت لا تعلمها!
والمناظرات لا تقبل أن يكون أحد المتناظرين متكلماً والآخر صامت، ولا تقبل إلقاء الدروس، وقد يكون هذا الصمت هو الواجب ليفهم الجاهل، وقد يكون إلقاء الدروس هو الواجب على العالم لكي يتمكن من تعليم الجاهل، فكيف تتم مناظرة العالم والجاهل والحال هكذا؟!
ولذلك يروى عن الإمام الشافعي أنه قال: ما ناظرني جاهل إلا وغلبني! يعني: إلا وعجزت في المناظرة أن أزيل عنه جهله؛ لأن المناظرة بين العالم والجاهل ظلم، تزيد الجاهل جهلاً واغتراراً بجهله!
وقد يغفل الناس عن صورة الجهل المركب: وهو جهل من يجهل أنه جاهل، ويظن نفسه عالماً.
وقد يظنون الجاهل هو صورة لذلك الذي لا يفك الحرف إلا وشيكاً! وينسون أن من الجهل من يكون صاحبه مثقفاً واسع الاطلاع، لكنه كالكشكول الذي فيه من كل علم، ولكن ليس فيه منها علم واحد!!
ومع ذلك فقد يوافق العالم على مناظرة الجاهل اضطراراً، عندما تكون مفسدة عدم مناظرته أعظم من مفسدة مناظرته، فيدرأ المفسدة الأعظم بالأخف!!
طالبُ العِلْمِ المُتَجَرِّد!
قد يقولون لك: تغيرت!!
فقل لهم: نعم تغيرت، وأرجو أن أكون قد تغيرت كثيراً!! لأني اجتهدت في التزود من العلم، ولن أدع سؤال ربي بأن يزيدني منه.
ومن ازداد علماً سيكون تَغيُّره بقدر زيادة علمه، فإن قلّ تزوده من العلم قلّ تَغيّره، وإن كثر تزوده كثر تغيره.
فهم يريدونك أن لا تتغير، مهما علمت ما كنت تجهل! يريدونك تبعاً لهم مقلداً مهما اكتشفت مجاهيل كنت لا تعرف شيئا عنها... مهما ظهرت لك أغلاطهم وتناقضاتهم..
هم يريدونك إمعة تنقاد لهم!!!
فاسأل الله تعالى أن يزيدك تغيراً بزيادة علمك، فبئس العلم الذي لا يغير، فهذا ليس سوى الجهل والعصبية له.
فالعلم هو ما أوضح لك جهلك، وما عرَّفك بما لم تكن تدري، وهذا هو التغيير الذي يخشون؛ لأنك ستفضح أخطاءهم، وستكشف عوراتهم!!
(سُوءُ الظَّنِّ يَحُولُ دُونَ الفَهْمِ)
لم أرَ أكثر من سوء الظن والإعجاب بالنفس حائلاً دون الفهم, ولا مانعاً من التجرد والموضوعية, ولا صادّاً عن العدل والإنصاف.
فإذا رأيت من لا يفهم, ولا يقدر على التجرد, ويبتعد عن الإنصاف, فلا تتعب نفسك معه؛ إلا بأن تبصره بدائه, وتعينه في أن يرى محاسن الناس وعيوب نفسه.
(أيُّ فَضَائل هذه)؟!
بعض طلبة العلم يتعلم الاعتراض قبل العلم..
ويتعلم سوء الأدب باسم عدم التقليد..
ويغرق في تقليد بعض المعاصرين بدعوى ترك التمذهب..
ويدعي اتباع الدليل وهو يقلد الذين ذكروا لهم دليلهم..
وينكر الاختلاف المعتبر بحجة أن الحق واحد لا يتعدد!
فمَنْ علَّمهم هذه العلوم وربَّاهم على هذه الفضائل!!
-----------------
يتبــــــع
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-03-2014, 10:42 PM   #6106
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

(تَبرِيرُ كَرَاهَةِ النَّقْد)
عندما نكره النقد لا نعترف بذلك ولن، ولكننا سوف نبحث عن سبب ندعي أنه هو سبب رفضنا له.
وكذلك النصيحة، فعندنا نرفضها، لن نصرح بأننا نرفض النصيحة، ولكننا سندعي أن أسلوبها لم يكن حسناً.
فإذا لم نجد سبباً يمكن أن نخادع به أنفسنا والآخرين لرفض النقد والنصيحة، قفزنا إلى محاولة إسقاط القائل، بأنه ليس أهلاً للنقد ولا للنصيحة.
وننسى أنه لا علاقة بين قبول الحق وقائله!
وننسى أن بعض الناس يسقط من يحاول إسقاطهم، فهم أقوى من كل محاولات الإسقاط الجائرة.
والأهم: ننسى أن هذه الخدعة لم تعد خدعة أصلاً منذ زمن طويل؛ منذ أن قال نبي الله صالح عليه السلام لقومه المعاندين: (وَلَكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ).
(عَدَمُ الجَزْمِ في الظَّنيَّاتِ هو دليلُ العِلْمِ والتَّوَاضُع)
بعض الناس يظن أن الجزم في القول وادعاء اليقين في الآراء دائماً هو دليل العلم والرسوخ فيه، أو أنه هو دليل الثقة بالنفس وقوة الشخصية، ولا يعلمون أن الترجيح الظني، والتعبير عن ظنيته بصدق ووضوح وتواضع، غالباً هو دليل العلم والرسوخ فيه!
لأن اليقينيات قليلة بالنسبة للظنيات؛ كما كانت الأصول أقل من الفروع.
ولذلك يتكرر من أهل الرسوخ في العلم التعبير عن ظنونهم في هذه الفروع الظنية! بل الراسخون في العلم ما أكثر ما يتوقفون ويقولون: (آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا).
كما أن هذا التعبير الواضح بعدم الجزم وبادعاء الوثوقية دليل الثقة الحقيقية في النفس؛ لأن صاحبه لا يشعر بأنه محتاج لإكمال نقصه بادعاء اليقين فيما لا يبلغ اليقين، ولا يخشى من اتهامه بالجهل إن صرح بعدم ثقته من رأيه وترجيحه.
(بماذا يُعْرَفُ العَالِـم)؟
يجب أن نعرف العالم، لنعرف ما هو العلم! فلا يُعرف العالم بسنه، ولا بوقار شيبته، ولا يعرف بشيوخه ولا بتلامذته، فكم تتلمذ على الأئمة وكم نجب منهم، وكم فاق تلميذ شيخه وتتلمذ الشيخ عليه.
ولا يعرف العالم بمحفوظه، فأحداث الأسنان يحفظون.
ولا يعرف بمجرد أن له مؤلفات، فنسخ وتكرار العلم ليس علماً.
وإنما يعرف العالم بـ(ماذا أضاف للعلم) وبـ(ماذا حرَّر) وما هي تقريراته العلمية التي سنُضطر إليها عند البحث والدرس.
(صَندُوقُ المألُوفِ، وغير المألُوف)
بعض الناس يخرج من صندوق المألوف والقول السائد، لكن إلى صندوق آخر، وهو صندوق غير المألوف ومخالفة السائد! في ردة فعل غاضبة على انحباسه في الصندوق الأول وتمرُّداً عليه ومغايظة لمن لازالوا متصندقين فيه!!
والمطلوب هو الخروج من الصندوقين كليهما؛ ليكون بعد خروجه من الصناديق كلها منطلقاً في نظره حراً في تفكيره.
(التسلُّطُ مرفوضٌ من كلِّ الاتجاهات)
عندما يمارس كهان الأديان تسلطهم باسم الرب، يقصيهم الناس مع ربهم.
وسيتحمل أصحاب الكهنوت تبعة هذه النتيجة القاسية عليهم في الدنيا والآخرة..
وعندما يمارس علماء الدين تسلطهم باسم الدين، يقصيهم الناس مع الدين.
وعندما يمارس الليبراليون التسلط على خصومهم باسم الحرية يقصيهم الناس مع حريتهم.
أبت فطرة الناس إلا أن ترفض التسلط والعبودية، إلا تسلط المحبوب، وعبودية المحبة والاختيار.
(لَـمْ يَنصُرُوا الحقَّ، ولَـمْ يَخذلُوا البَاطِل)!
يروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال عمن اعتزل القتال معه ومع أهل الشام: (أولئك قوم لم ينصروا الحق، ولم يخذلوا الباطل).
لم أجد أقوى من هذا التعبير في بيان خطأ من اتضح لديه الحق، وظن أنه باعتزاله وصمته غير مخطئ ولا ملوم؛ لأنه في الحقيقة مخطئ من جهتين:
- لم ينصر الحق، ونصرته واجبة لمن عرفه.
- ولم يخذل الباطل، وخذلان الباطل واجب آخر.
(الغُلُوُّ في الحقِّ)
حتى الحق قد يغلو فيه صاحبه، فيجعل الناس يبغضونه.
فالحق الذي يتعصب له صاحبه، فوق ما يستحق، كأن يكون ظنياً فيجعله يقينياً، أو إلى حد إكراه الناس عليه (كإكراه الكفار على الإسلام)، أو ظلمهم لأنهم أهل الباطل (كقتل من لا يحارب من نساء وأطفال الكفارالمحاربين) = يصبح هذا الحق أبغض إليهم من الباطل الذي لا يتعصب له صاحبه، وتصبح عداوتهم لأهل الحق الغلاة فيه أكثر حضوراً من عداوتهم لأهل الباطل غير المتعصبين له!
العَقْلُ ومَكَــانتـه في الإسلام
صلبُ جدارٍ صَدَّ عن سماع دعوة الأنبياء)
منع العقل من التفكير ومحاربة استقلاله عن التبعية لغيره هو أصلب جدار كان قد صد عن سماع دعوة الأنبياء، فمن أراد منك أن تسلم عقلك له، فهو أبو جهل، ولو كان يدعي أنه أبو العلم. ومن ادعى أن الحجج العقلية كانت هي سبب رفض دعوة الأنبياء، فقد أساء أول ما أساء إلى دعوة الأنبياء، ثم إنه قد ظلم العقل. ولا أدري كيف يريدنا أن نعقل عنه فكرة، من يحذرنا من عقولنا؟!
(مَتَى تَصحُّ المطالبةُ بالتَّسلِيم)؟
المطالبة بالتسليم حقٌّ في محلِّها، ولا تكون حقاً إلا: فيما كان لا جواب له إلا التسليم، وكان صادراً ممن يصح التسليم له.
أما المطالبة بالتسليم فيما لم تظهر حكمته وتتضح مصلحته للعجز عن معرفة الحكمة ورؤية المصلحة فهو مطالبة بالتسليم لعجز من لم يعرف تلكم الحكمة والمصلحة، فهو جزء من تسليم المستعبَدين للكهنوت.
وأما التسليم لمن لا يجوز له التسليم (وهم كل من سوى النبي صلى الله عليه وسلم) فهو العبودية الفكرية نفسها بكل آصارها وأغلالها.
(العَقلُ هو الدَّليلُ على الحقِّ)
العقل دون تعطيله بالتقليد هو الدليل الوحيد على الحق قبل تصديق الوحي، فهو الذي يعرف به العاقل صحة النبوة، وبه يدرك الفرق بين النبي الصادق والمتنبئ الكاذب.
فيجب أن ندرك تمام الإدراك أنه حتى الكافر لم يكفر إلا بسبب عدم تحكيم عقله، يقول تعالى في ذلك: (أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ)، فيبين الله تعالى بهذا السؤال الاستنكاري أنهم لم تأمرهم عقولهم بالكفر، ولو حكَّموها لما كفروا.
وميزة هذا السؤال الاستنكاري أنه يبين استحالة أن يتوهم عاقل بأنَّ العقل يأمر بالكفر، وأنَّ العقل بعيد كل البعد عن هذا. كما أن في تسمية العقول بالأحلام، والذي هو ضد الجهل، ما يدل على سياق التعظيم هذا.
يعظم الله تعالى العقل هذا التعظيم، ويجعله الدليل على صحة النبوات وإدراك دلائلها ومعجزاتها، ثم فينا من يجعله عدواً للنقل وضداً للوحي؟!
والأهم: أن العقل لا يعطله شيء مثل التقليد، ومثل منعه من التفكير بحجة تعظيم المعظمين.
(احترامُ عُقُولِ النَّاس)
عندما نأمر الناس باحترام العلماء، فعلينا أن نطلب من العالم قبل ذلك أن يحترم عقول الناس، فلا يطالبهم بإلغاء عقولهم، بحجة أنهم غير متخصصين.
وبين ممارسة الكهنوت وواجب احترام أهل العلم شعرة: هي أن الكهنوت يقوم على الانقياد دون قناعة، بحجة التسليم للعالم.
وأما احترام العالم فيقوم على قدرة العالم على الإقناع بصحة قوله أو الإقناع بعجز المعترض عن فهمه.
وبغير ذلك سيمارس العالم الكهنوت بحجة الاحترام، أو سيسقط الكهنوت والاحترام معاً.
(الشيخُ الذي لا يَسمَحُ بالسُّؤَال)
يجب عليك أن تعلم أن الشيخ الذي لا يسمح لك بسؤال الاستشكال لا يريدك أن تكون عالماً أبداً، بل يريدك أن تكون نسخة منه مقلداً. وأن ضيق العطن بسؤال الاستيضاح ودفع الإشكال هو ضيق في العلم وعجز فيه.
وهذا عكس ما يتصوره بعض طلبة العلم: حيث يتأدبون مع من لا يسمح لهم بالسؤال وتوضيح الاستشكال، ويستقر في نفوسهم أنه هو العالم، وينزلون من سمح لهم بسؤال الاستشكال عن منزلته من العلم!
(تَعظيمُ النُّصُوصِ في فهمها، وليس في التمسك بظاهرها)
التمسك بظواهر النصوص ليس هو وجه التعظيم لها، وإنما التفقه في النصوص هو التعظيم.
فتمسك الخوارج بظواهر نصوص الوعيد مذموم، وأما تأويل السلف لها على خلاف ظاهرها فقد كان هو الممدوح.
والظاهرية عندما رفضوا تعليل الأحكام وتمسكوا بظواهر النصوص لم يكونوا أولى بالنصوص ولا بالتمدح بالتمسك بها من السلف، عندما أناطوا الأحكام بعللها، فيتبعون علل الإحكام وجوداً وعدماً وإن خالفوا ظواهر النصوص.
فهم بمخالفتهم هذه لظاهر النص، قد وافقوا مراد النص.
التَّجْـدِيـدُ الدِّينيُّ
(الفَرقُ بينَ التَّجديدِ والتَّبديل)
إنَّ الرسام إذا أراد أن يجدد لوحته القديمة فسوف يستخدم ألوانه وريشته نفسها، أما إذا غيّرَ الريشة والألوان فهذا يعني أنه يريد أن يبدل اللوحة، لا أن يجددها.
وهو حر في اتخاذ أي من القرارين، لكنه ليس حراً في أن يسمي التبديل تجديداً.
وكذلك الشأن في علومنا الإسلامية: لا يمكن أن نجددها بآلة من غير جنس الآلات التي صنعتها، بل لا بد لتجديدها من استعمال جنس آلاتها التي أبدعتها؛ إلا إذا كنا لا نريد تجديد علومنا، وإنما نريد تبديلها.
(التَّجديدُ في كلِّ لحظة)!
رأى العلماء قديماً أن حاجة الأمة إلى تجديد الدين لا ينقضها شيء، ولا ضعف حديث المجدد للدين كل مائة عام؛ لأن التجديد ليس لازماً للتخليص من الخطأ فقط، بل لأنه لازم لصلاحية الإسلام مع متغيرات الزمان والمكان.
ولئن اكتفوا من التجديد أن يحول عليه من القرن للقرن، فإننا في ظل المتغيرات القوية السريعة لن نكتفي من التجديد إلا أن يرافقنا كل لحظة.
(تعريفُ التِّجديدِ الدِّينيِّ)
التجديد الديني هو: متابعة الاجتهاد المنضبط بمنهجه الذي يراعي القواعد العلمية الصحيحة للاستنباط من مصادر الشريعة وفق متغّيرات الحال في كل زمان ومكان.
وهو من خصائص الإسلام الثابتة، ومن طبيعته التي لا تتغير. فهو دين متجدد، مع ثبات الأصول.
فالجمود هو التبديل الحقيقي للدين، وليس التجديد، كما قد يتوهمه بعض الناس.
(خُطُورةُ فشلِ الخطابِ الإسلاميِّ)
عندما يفشل الخطاب الإسلامي في إقناع غالبية مسلمة فهذا يدل على عجز وخلل فيه ؛ فإما أنه نسب للإسلام ما ليس منه خطأ، وإما أن أسلوبه في الإقناع كان خطأ ؛ لأن الرأي إذا صحت نسبته إلى الإسلام حقاً فلا بد أن يكون مقنعاً للمسلمين.
وعندما يفشل سيكون له أثره السلبي زيادة على هذا الفشل: فقد يسوء ظن الناس بالشرعيين، أو يسوء ظن الشرعيين في الناس، مما يخندق المجتمع ويفرق الصف، هذا إن لم يشكك بعض جهلة المسلمين في الإسلام
---------------------
من أراد التوسع وقراءة روائع أخرى يمكنه تحميل الكتاب كاملاً
روائع من كتابات الشيخ العلامة حاتم بن عارف العوني / للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-03-2014, 11:12 PM   #6107
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

إذا أردت أن تكون مهماً فكن مهتماً
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
هناك قانون هام في السلوك الإنساني، لو أذعنا لهذا القانون وأحسنا التعامل معه، لتجنبنا الكثير من المتاعب.. وحققنا المزيد من الصداقات.. واستجلبنا به سعادة وافره.. وحصلنا به الكثير من المنافع... نحن في أشد الحاجة اليها.... (منح الاخرين الاهمية دائماً).
إن الشعور بالأهمية هو أحد أهم محددات السلوك الإنساني... وهو أحد أهم الاختلافات الجوهرية بين الانسان والحيوان.
يجب أن ندرك أنه....
لو لم يكن أسلافنا لديهم هذا الحافز المتوهج, والغريزة الاساسية لما تحضرت الإنسانية، وتميزت مجتمعات البشر عن مجتمعات الحيوانات.... فبدونها تكون أقرب شبهاً بالحيوانات.... فهي الحاجة التي دفعت قادة البشرية إلي الابداع والابتكار، علي غرار الحيوان الذي يجمع همة في حاجاته الاساسية فقط.
هي الدافع الذي يجعلنا نرتدي أحدث الازياء، وقيادة أحدث السيارات.... ونتحدث عن أنفسنا وعن أولادنا....
يقول فرويد: " إن كل شيء تفعله ينحدر من دافعين: ..... الثاني الرغبة في العظمة".
ويقول جون ديوي - رائد التربية الحديثة - : إن أعمق دافع في طبيعة الإنسان هو الرغبة في أن يكون مهماً....
يقول وليم جيمس : إن أعمق مبدأ في طبيعة الإنسان هو اللهفة في أن يتم تقديره.
.... كل احتياجات الإنسان ورغباته يتم إشباعها غالباً, الصحة.... الغذاء.... النوم.... الجنس.... باستثناء واحدة قلما يتم إشباعها وهي الحاجة إلي التقدير والاهتمام.
إن الناس بطبيعتهم مهتمون بأنفسهم فقط وذلك في أكثر الظروف.... فإذا ما أظهرت اهتمامك بهم.... كيف سيعاملونك؟....
لاشك ستجد قبولاً مبهج، وسيضعونك في قلوبهم.... ويتمنون دائماً رؤيتك....
إذن من يستطيع أن يشبع هذه الرغبة في الأخرين.... سوف يسيطر عليهم.... ويملك قلوبهم.... ويقودهم في سهولة ويسر.
طالما سمعنا أن الناس يتبادلون عبارات الحزن والاسي لفراق شخص ما.... ومن الملاحظ ان عبارات الحزن تلك، تدل علي اهتمام ذلك الشخص بهم وتقديره لهم.
وإذا كان هذا هو شأن الاهتمام بالأخرين.... فقد جاء الاسلام وأضفي عليه صفة القداسة وجعله مبدأ ديننا.... يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: " مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى"[i].
وجعل أهم مظاهر للاهتمام بالأخرين حقاً للمسلم علي أخيه، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " حق المسلم على المسلم خمس رد السلام و عيادة المريض و اتباع الجنائز و إجابة الدعوة و تشميت العاطس" [ii].
.... عاتب الله نبيه صلى الله عليه وسلم علي عدم اهتمامه بابن ام مكتوم، " عَبَسَ وَتَوَلَّى... " [iii] .
.... وكان ربنا سبحانه وتعالي يبعث جبريل مبشراً عباده ورسله بما يسرهم ويبهجهم..." فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ" [iv].... " إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى" [v].... " إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ" [vi].... وقد نزل قرآناً في بعض الصحابة تقديراً لمواقفهم المشرفة.
أما نبينا صلي الله عليه وسلم فهو الاسوة الحسنة
كان إذا كلمه أحد التفت إليه جميعاً.... أي بوجهه وجسمه....
جاءه ابو بكر بأبيه يقوده قبل إسلامه إبان فتح مكة، فلما راه رسول الله صلي الله عليه وسلم قال له: " هلا تركت الشيخ في بيته حتي آتيهفقال: يمشي هو إليك أحق من أن تمشي إليه.
دخل المسجد أعرابي يتخطى الصفوف ورسول الله فوق المنبر يخطب في الناس،
صاح الاعرابي قائلاً يا رسول الله .... رجل لا يدري ما دينه! فعلمه دينه...
فنزل النبي صلي الله عليه وسلم من منبره.... وتوجه إلي الرجل وطلب كرسياً فجلس عليه ثم جعل يتحدث إلي الرجل ويشرح له الدين إلي أن فهم.... ثم عاد إلي منبره.
.... كان صلي الله عليه وسلم ذلك دأبه في الناس جميعاً الصغير والكبير.... حتي مع الاطفال كان يسلم عليهم ويمازحهم ويقدرهم عليه الصلاة والسلام ويلقي السلام عليهم....
.... يبدأن هناك ثمة سؤال من الاهمية بمكان.... هل الاهتمام الزائد بالأخرين يحط من كرامتي؟
قبل الاجابة نستعرض هذه النصوص.
-يقول النبي صلي الله عليه وسلم " إن أولي الناس بالله من بدأهم بالسلام ".
-سأل أي الاسلام خير قال: " تطعم الطعام وتقرأ السلام علي من عرفت ومن لم تعرف ".
-قال: " إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه، فإن حالت بينهم شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه ".
إن الاهتمام بالأخرين والتودد إليهم وتقديرهم في المناسبات والمواقف التي تستدعي ذلك علي هذا النمط الاسلامي، لا تفقد الانسان كرامته إطلاقاً، بل تزيد من رفعته وهيبته شريطة أن يبتغي بها وجه الله.... وليس تملقاً أو مداهنة لأجل هدف دنيوي زائل....حينئذ ربما تحدث مفعولاً مؤقتاً سرعان ما يزول .
والفرق بين التملق المنهي عنه والتقدير المأمور به....
أحدهم صادق والاخر كاذب....
يأتي أحدهما من القلب والأخر عن طريق اللسان....
ينطلق أحدهم من مصلحة مادية والاخر من مصلحة إنسانية عليا....
أحدهم مؤثر.... والاخر غير مؤثر.
-------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-04-2014, 01:00 AM   #6108
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

مهارات الكلام
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الاعتدال وضبط مستوى الصوت :-
يترك مستوى الصوت أول انطباع لدى المستمع تجاه المتحدث , وهو ما يسمى فى علم النفس "بتكنيك الحديث" , فإن كان منخفضاً إلى درجة استماع المخاطب دل ذلك على ضعف ثقة المتحدث بنفسه , وقلة السيطرة , وضعف اليقين , مما يدفع المخاطب إلى الضجر , وانعدام الرغبة فى المتابعة , فإن كان مضطراً إلى الاستماع تغشاه النعاس .
أما إذا كان الصوت مرتفعاً صاخباً أوحى بالريبة والقلق وعدم الثقة بالنفس , فمن الصعب أن يقنع المستمع ببراعة وتوفيق صاحب الصوت الصاخب المرتفع , مما حدا ببعض المشاهير مثل الرئيس الأمريكي "جورج بوش" إلى تلقى تدريبات صوتية , بعد باء بالفشل فى انتخابات الرئاسة عام 1988 فقد كان صوته يتسم بالحدة والعنف ,
وبالمثل فعلت رئيسة الوزراء البريطانية "مارجريت تاتشر" , فقد تلقت تدريبات لتخفيض حدة صوتها , رغبة فى فرض نفوذها بشكل فعال .
وقد شبه سبحانه وتعالى الصوت المرتفع بأبشع الصور وأقبح الأصوات , بصوت الحمير , تأكيداً للنهى وتوبيخاً للفعل , حثاً على الإقلاع عنه ودفعاً للاتزان والاعتدال , حيث أن أصوات الحمير محط سخريه ونفور لبشاعة أصواتها , قال تعالى على لسان لقمان : " وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ " { لقمان : 19 } .
ومدح القرآن المؤمنون الذين يغضون ولا يرفعون أصواتهم فى مجلس الرسول صلى الله عليه وسلم فقال : " إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ " { الحجرات : 3 } .
ويشير علماء النفس إلى أن علو الصوت يدل على بطلان حُجة صاحبه , وأن الصوت الهادئ المعتدل يدل على صدق صاحبه , وقوة حجته , وثقته بنفسه .
فى حين أن الصوت المتزن الذى يتسم بالهدوء ويعبر عن الثقة فى النفس والتحكم فى العبارات ووضوح النبرات ومرونة الأداء ودقة المعاني , فإن الناس تقبل عليه وتصغى له , لا يشغلهم شاعل ولا يطاردهم وقت .
فضلاً عن أن الصوت المعتدل يزيد من الألفة والطمأنينة وكذلك الاحترام المتبادل , مما يعمل على زيادة العلاقات الاجتماعية , وتوسيع دائرتها .
وذلك هو الثابت من هدى نبينا صلى الله عليه وسلم , إذ يقول ابن القيم :كان إذا تكلم تكلم بكلام مفصل مبين يعده العاد ليس بهذ مسرع لا يحفظ ولا منقطع تخلله السكتات بين أفراد الكلام بل هديه فيه أكمل الهدي , وكان صلى الله عليه وسلم يوجه صحابته ويوصيهم بالتوازن والاعتدال فى مستوى الصوت وإن كانوا يقرؤون القرآن , عن أبي قتادة قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ليلة فإذا هو بأبي بكر يصلي يخفض من صوته ومر بعمر وهو يصلي رافعا صوته قال : فلما اجتمعا عند النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يا أبا بكر مررت بك وأنت تصلي تخفض صوتك "قال : قد أسمعت من ناجيت يا رسول الله وقال لعمر : " مررت بك وأنت تصلي رافعا صوتك " فقال : يا رسول الله أوقظ الوسنان وأطرد الشيطان فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا أبا بكر ارفع من صوتك شيئا " وقال لعمر : " اخفض من صوتك شيئا " [1].
إيضاح الكلام (الفصاحة والبيان) :-
البيان هو اسم جامع لكل ما يكشف عن المعنى ويدل على المقصود , أما الفصاحة فهي تعنى خلو الكلام من التعقيد, وبعدة عن التداخل فى الألفاظ والمعاني .
ومن هنا ينبغي استخدام الكلمات الواضحة , والعبارات الفصيحة , والألفاظ المستحسنة التى يفهمها المخاطب , والحروف المتمكنة فى مخارجها غير قلقة ولا مكدوده , لأن ذلك يدل على البراعة فى الأداء ويعبر عن الثقة فى النفس , ويحفز المستمع على المتابعة و الإصغاء ,
أما استخدام الكلمات الضعيفة والألفاظ الهزيلة والعبارات الغامضة , فإنها تدل على ضحوله الثقافة وقلة المعرفة والدراية بموضوع الحديث , كما تعكس مشاعر الخمول والكسل والتوتر والانفعال ومن ثم عدم الرغبة فى المتابعة .
وقالت عائشة – رضى الله عنها – فى صفة كلام نبينا صلى الله عليه وسلم : " كان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كلاماً فصلاً يفهمه كل من يسمعه [2].
وقال الله تعالى فى معرض المن وذكر النعم: “الرَّحْمَنُ , عَلَّمَ الْقُرْآَنَ , خَلَقَ الْإِنْسَانَ , عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ," { الرحمن : 1,2,3,4 } . وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم البيان بالسحر الذى يأسر القلوب ويملك العقول , حيث قال فى حديث عبد الله بن عمرو :" إن من البيان لسحرا [3]" .
وقال ابن المعتز البيان ترجمان القلوب وصيقل العقول , وسئل معاوية عمرو بن العاص , من أبلغ الناس ؟ قال : أقلهم لفظاً , وأسهلهم معنى , وأحسنهم بديهة .
وهناك بعض الكلمات التي قد يستخدمها المتحدث ولا يفهمها المستمع من أول وهلة , لذلك ينبغي التكرار حتى يحصل المقصود وهو الفهم والاستيعاب , فعن أنس – رضى الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاً حتى تفهم عنه , وإذا أتى على قوم فسلم عليهم سلم عليهم ثلاثاً [4] . ومن الخطأ الزيادة على الثلاث , لأنه ينافى المقصود ويبعث على الرتابة والملل , فضلاً عن أنه الثابت من فعل النبي صلى الله عليه وسلم .
النهى عن الثرثرة: -
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الثرثرة وهى كثرة الكلام تكلفاً , لأنها تبعث على الملل الخمول , وتثير الضجر والازدراء , فضلاٍ عن كثرة الوقوع فى الهفوات وارتكاب الأخطاء , إضافة إلى أنها تعبيراً عن الأنانية والأثرة والاكتراث بالذات وعدم المبالاة بالأخرين , مما يؤدى إلى النفور والقطيعة ,
وذلك يتنافى مع مبادئ الإسلام , لذلك فقد وضح النبي صلى الله عليه وسلم قبح هذه الخصلة , وأعلن أن صاحبها هو أبغض وأبعد الناس منه يوم القيامة .
عن جابر – رضى الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن من أحبكم إلى , وأقربكم منى مجلساً يوم القيامة , أحاسنكم أخلاقاً , وإن أبغضكم إلى وأبعدكم منى يوم القيامة , الثرثارون , والمتشدقون , والمتفقون " قالوا : يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون , فما المتفيهقون , قال : " المتكبرون " [5] , وقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم قصر الخطبة مع البيان , فعن عمار قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن طول صلاة الرجل وقصر خـطبته مئنة مـن فقهه فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة وإن من البيان سحرا [6]"
لذلك ينبغي الابتعاد عن التطويل الممل أو الاقتضاب المخل لأن الاكتفاء بعبارات مبتورة تثير استياء المخاطبين وتشعرهم بالاستخفاف بهم .
وزن الكلام إذا نطقت ولا تكن --- ثرثارة فى كل ناد تخطب
التواضع والبعد عن التشدق :-
قد حث الإسلام على التواضع فى الحديث ولين الكلام , ودعي إلى استخدام الكلمات المألوفة والعبارات الدارجة المفهومة , ونهى عن التقعر والتشدق فى الكلام باستخدام الكلمات الغريبة والعبارات المعقدة , وقد حذر كل الحذر من هذه الصفة الذميمة التي لا تؤدى إلى بغض الناس فحسب , بل بغض الله عز وجل ايضاً , وذلك هو الخسران المبين .
قال الله تعالى موصياً نبيه بالتواضع :" وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ" { الحجر : 88 } , وقال تعالى مبيناً جزاء التواضع :" تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ " { القصص : 83 } .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الحديث السابق : وإن أبغضكم إلى وأبعدكم منى يوم القيامة , الثرثارون , والمتشدقون , والمتفيهقون " قالوا : يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون , فما المتفيهقون , قال : " المتكبرون .
وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن الله عز وجل يبغض البليغ من الرجال، الذي يتخلل بلسانه تخلل الباقرة بلسانها [7]" . أى الذى يظهر التفصح ويتعمد التشدق , فيتقعر ويتعمق في الكلام ويتكلفه, استعلاء على الغير , ورغبة فى التقدير والوجاهة , وحباً فى الظهور ,
وهذه صفات المتكبرون الذين يمقتهم الله عز وجل , لذلك شبههم بالبقرة ووجه الشبه فى إدارة لسانه حول أسنانه وفمه حال التكلم كما تفعل البقرة بلسانها حال الأكل وخص البقرة من بين البهائم لأن سائرها تأخذ النبات بأسنانها والبقرة لا تحتش إلا بلسانها .

ومن صور التشدق , التكلم بلغة المثقفين فى حضرة أنصاف المتعلمن والعامة , واستخدام المصطلحات والعبارات التى يقتصر فهمها على فئة معينة , بحضرة من لا يدركونها ,
كأن يستخدم الطبيب المصطلحات الطبية فى خطابه مع عامل بسيط استعلاءً عليه , ومن ذلك ايضاً استخدام الألفاظ الأجنبية ادعائاً للثقافة والمعرفة , فكلها أمور تثير الغضب والنفور ,
فمن غير المعقول أن يقبل الإنسان على من يتعالى ويتشدق عليه , وأن يأنس به ويطمئن اليه , فمن تواضع لله رفعه وأحبه ومن أحبه وضع محبته فى قلوب الخلق فما زاد الله عبداً بالتواضع إلا عزا .
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر
على صفحات الماء وهو رفيع

ولا تك كالدخان يعلو بنفسه
على طبقات الجوّ وهو وضيع
فمن أراد أن يأسر القلوب ويجذب العقول وتصغى له الآذان فعليه أن يكون التواضع منهجه والبساطة قبلته والرفق بغيته , وأن يكون التكبر مرذول لديه والتشدق ممقوت عنده , إذا هابه أحد هون عليه أمره , وقد أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فكلمه فجعل ترعد فرائصه فقال له" هون عليك فإني لست بملك إنما أنا ابن امرأة تأكل القديد[8]"
فقد كره النبى صلى الله عليه وسلم إيذاء المخاطب سواء بكثرة الكلام حتى لا يدع له فرصة يبدى فيها المخاطب رأيه , وكذلك بأن يتكبر علي جلسائه ويتشدق عليهم بالألفاظ والكلام, فهؤلاء هم أبعد المسلمين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة .
----------------
يتبــــــــــــع إن شاء الله فيما بعد
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-04-2014, 03:13 AM   #6109
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

مهـــــــــارات الكـــــلام
ترك مالا يعنيه :-
ينبغى للمتحدث ألا يتحدث فى أمور الناس الخاصة , التى لا تعنيه , بحيث لا يضره السكوت عنها ولا ينفعه الكلام فيها , فعن أبى هريرة – رضى الله عنه – عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " من حُسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه " [9] . يعد المحدثين هذا الحديث من الأربعة أحاديث التى جمعت فأوعت , فهو يدعوا إلى عدم تتبع العورات , وحفظ الخصوصيات , والاقتصار على الذات , فهو منشأ الاحترام والتوقير ومصدر الهيبة والكرامة , وهو مكمن العزة .
ازهد فيما عند الناس تستعبد قلوبهم
فطالما استعبد الإنسان إحسان
كل إنسان له عالمه الخاص الذى لايريد من أحد أن يتدخل فيه , وإذا بادر شخص ما واقتحم عالمه بغير رضاه فسوف يحاول التصدي له بكل ما يستطيع , فيقع ما يبغضه الإسلام من الكراهية والبغضاء , ناهيك عن إهدار الوقت , والتعب والتنغيص الذى يحصل له , فى حين أنه بإعراضه عن التدخل فى أمور الناس واقتحام أسرارهم تحصل له الطمأنينة وراحة البال , وكما قيل من تدخل فيما لايعنيه سمع ما لا يرضيه
وذكر مالك أنه بلغه أنه قيل للقمان :"ما بلغ بك ما نرى ؟" يريدون الفضل فقال :" صدق الحديث وأداء الأمانة وترك ما لا يعنينى " .[10]
وروى عن الحسن قال :"من علامة إعراض الله تعالى عن العبد أن يجعل شعله فيما لا يعنيه" .
قال الامام الشافعي لصاحبه الربيع : ياربيع لا تتكلم فيما لا يعنيك , فإنك إذا تكلمت بالكلمة ملكتك ولم تملكها .
وقيل : من عرف شأنه , وحفظ لسانه , وأعرض عما لا يعنيه , وكف عن عرض أخيه , دامت سلامته , وقلت ندامته , وإياك وفضول الكلام فإنه يظهر من عيوبك ما بطن , ويحرك من عدوك ما سكن .
إحفظ لسانك لا تقول فتبتلى
إن البلاء مُوكلُُُُ بالمنطق
التؤدة والاطمئنان فى الكلام :-
المتحدث اللبق هو الذى يتسم كلامه بالترتيل والترسيل , فضلاً عن التؤدة والتمهل , ليفهم متحدثة مقصوده من الكلام ,
لاسيما ونحن نعيش فى عصر اختلطت فيه الجنسيات وتنوعت فيه اللهجات , وتعددت فيه اللغات , وتعقدت أمور الحياة مع كثرة مطالبها .
وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يزين كلامه ويترسل فيه ليترك الفرصة لمستمعه عن التفكر والتدبر , بحيث يمكنه التعلق على فحوى الكلام إذا أراد ,
لاسيما وقد أكد العلم الحديث على أن الإنسان لايمكنه التركيز وإستيعاب الكلام السريع الذى لايتخلله السكون والتؤدة والتمهل , فعن عائشة – رضى الله عنها – قالت : " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يسرد الحديث كسردكم كان يحدث حديثاً لو عده العاد لأحصاه " ,
أى لو أراد المستمع عد كلماته وحروفه لأمكنه ذلك , لذلك إستوعب الصحابة كلام النبى صلى الله عليه وسلم وحفظوه [11].
عن عائشة قالت ألا يعجبك أبو هريرة جاء فجلس إلى جنب حجرتي يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم يسمعني ذلك وكنت أسبح فقام قبل أن أقضي سبحتي ولو أدركته لرددت عليه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يسرد الحديث كسردكم [12] .
ولكن هناك بين الترسل والتأنى والبطء الشديد المصاحب للحذلقة , فالأخير يؤدى إلى نفور السامع وضجره , لان كلام متحدثه يسير الملل .
يبدأ الكلام الأكبر والأعلم :-
من الأدآب التى ينبغى مراعاتها فى الحديث عدم تصدر حديثى السن للكلام وإبداء الرأى فى حضرة من هم أكبر سناً وأكثر علماً , وهذا أمر ترتضيه الفطرة وتكاد تتـفق عليه المجتمعات على اختلافها , فبئس القوم الذين لا يبغون تحصيل خبرات من سبقوهم علماً أو سناً , ويرتضون خوض التجارب وتحمل النتائج .
وقد أفرد الإمام البخارى فى صحيحه باباً أسماه إكرام الكبير , وقال فيه: ويبدأ الأكبر بالكلام والسؤال .
وقد نص النبى صلى الله عليه وسلم على ذلك , وأنكر على من خالف , ففى حديث سهل بن أبي حثمة قال انطلق عبد الله بن سهل ومحيصة بن مسعود بن زيد إلى خيبر وهي يومئذ صلح فتفرقا فأتى محيصـة إلى عبد الله بن سـهل وهو يتشمط في دمه قتيـلا فدفنه ثم قدم المدينة فانطلق عبد الرحمن بن سهل ومحيصة وحويصة ابنا مسـعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذهب عبد الرحمن يتكلم فقال كبر كبر وهو أحدث القوم فسكت فتكلما فقال تحلفون وتستحقون قاتلكم أو صاحبكم قالوا وكيف نحلف ولم نشهد ولم نر قال فتبريكم يهود بخمسين فقالوا كيف نأخذ أيمان قوم كفار فعقله النبي صلى الله عليه وسلم من عنده [13],
والشاهد قوله كبر كبر , وقال بعض أهل العلم فيه دلالة على اعتبار الكبر , وجمعوا بينه وبين أحاديث اليمين بأن القوم إذا كانوا فى المواجهة يقدم الأكبر , أما إن كانوا عن اليمين والشمال قدم الإيمن تبركاً .
وهنا يتضح مدى حرص الإسلام على شيوع الإحترم والتوقير بين أفراد المجتمع المسلم , ومراعاة النظام ونبذ والعشوائية والهمجية .
تعظيمك الناس تعظيم لنفسك فى
قلوب الإعداء طراً والأدواء
من عظّم الناس يعظُم فى النفوس
بلا مؤونة وينل عز الأعزاء

التأكد من صحة الكلام وعدم ترويج الشائعات :-
ينبغى على المتحدث أن يراعى صحة ما يقوله ويحكية , فيتثبت من كلامه ويرد الأمور إلى مصادرها الصحيحة , فلا يتلفظ إلا بما هو ثابت عنده ,
لان الكلمة ربما تخرج من لسانه فلا يدرى بها , فيأخذها غيره فيبنى عليها أموراً لاحد لخطورتها , فترويج الإشاعات يؤدى غالباً إلى حدوث النكبات والأزمات التى تلحق بالأفراد والجماعات .
وقد تضاعفت خطورة الإشاعات مع التقدم التكنولوجى والثورة الهائلة فى عالم الإتصالات , فقد ساهم ذلك أيما إسهام فى سرعة وسهولة إنتقال المعلومات عن ذى قبل , لذلك فقد أضحى تصديقها أكثر شراً وأسواء مصيراً ,
وقد عاين العالم كله الأزمة الإقتصادية التى شاهدتها البورصات الإمريكية التى نتجت عن إشاعة .
لذلك قال الله تعالى : " وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ " { الاسراء : 36 } , وقال تعالى أيضاً : " " مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ " { ق : 18 } , وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل سمع " [14] , فقد إعتبره الرسول صلى الله عليه وسلم كذاب .
تجنب الحلف بغير الله :-
القسم تعظيم للمقسم به , ولا يجوز للمسلم أن يعظم غير الله تبارك وتعالى لذلك نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الحلف بغير الله .
عن إبن عمر – رضى الله عنهما – أنه أدرك عمر بن الخطاب فى ركب وهو يحلف بأبيه فناداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم فمن كان حالفاً فليحلف بالله وإلا فليصمت " [15] .
البعد عن التملق والمداهنة :-
من الناس من يتلون , فيأتى هؤلاء بوجه ولسان وهؤلاء بوجه ولسان آخران , فهو سلوك بغيض وخلق كريه , مذموم صاحبه عند الله ورسوله والناس أجمعين ,
لأنه يمتثل بسلوك يتنافى مع الأمانة والصدق والإخلاص أى صفات المؤمنين الربانيين , ففى مثلهم قال الله تعالى: " يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا " { النساء : 108 } .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تجدون الناس معادن : خيارهم فى الجاهلية خيارهم فى الاسلام إذا فقهوا , وتجدون خيار الناس فى هذا الشأن أشدهم له كراهية , وتجدون شر الناس ذا الوجهين , الذى يأتى هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه " [16] .
قال القرطبي إنما كان ذو الوجهين شر الناس لأن حاله حال المنافق إذ هو متملق بالباطل وبالكذب مدخل للفساد بين الناس وقال النووي هو الذي يأتي كل طائفة بما يرضيها فيظهر لها أنه منها ومخالف لضدها وصنيعه نفاق ومحض كذب وخداع وتحيل على الاطلاع على أسرار الطائفتين وهي مداهنة محرمة ,
قال فأما من يقصد بذلك الإصلاح بين الطائفتين فهو محمود , وقال غيره الفرق بينهماأن المذموم من يزين لكل طائفة عملها ويقبحه عند الأخرى ويذم كل طائفة عند الأخرى يأتي لكل طائفة بكلام فيه صلاح الأخرى ويعتذر لكل واحدة عن الأخرى وينقل إليه ما أمكنه من الجميل ويستر القبيح والمحمود أن [17]
وعن محمد بن زيد أن ناساً قالوا لجده عبدالله بن عمر – رضى الله عنهما - : إنا ندخل على سلاطيننا فنقول لهم بخلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم , قال : كنا نعد هذا نفاقاً " [18] .
قل للذى لست أدرى مـن تلونه
أنا صـح أم على غش يناجيـنى
إنـى لأكثر مما سمتنى عــجباً
يد تشجع وأخرى منك تأسونـى
تغتـابنـى عند أقوام و تمدحنى
فى آخرين وكل عنك يأتـيـنـى
هذان شيئان قـد نافيت بينهما
فاكفف لسانك عن شتمى وتزينـى
ما يفعله من اشتمل كلامه على منهى عنه :-
يتعامل الإسلام مع البشر من منطلق عدم العصمة , واحتمال الخطأ ومن ثم فقد وجه المخطأ إلى ما يصلحه حتى لا يتمادى فى خطئه ويصعب معه التغاضى عن الخطأ ,
ومن هنا إذا تكلم شخص بحرام , فليستعذ بالله من الشيطان فإنما هو نزغ منه , قال تعالى : " وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " { فصلت : 36 } , وبعد الاستعاذه يبادر بالتوبه والاكثار من الاعمال والاقوال الصالحه , قال تعالى : " أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ " { آل عمران : 136 } , وقال صلى الله عليه وسلم : " من حلف فقال فى حلفه : باللات والعزى فليقل : لا إله إلا الله , ومن قال لصاحبه : تعال أقامرك فليتصدق " [19] , وقال تعالى : " إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ " { هود : 114 } .
وللتوبه أركان : أن يقلع عن المعصيه , وأن يندم عليها , وأن يعزم على ألا يعود إليها , ولو تعلق الذنب بحق آدمى فلابد من البراءة منه .
-------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-04-2014, 03:22 AM   #6110
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

✽ الأشخاص السلبيين في الحياة
هم من يقدمون العيوب بأسلوب التجريح!
أو التقليل من شأن الاخرين وهم لا يعلمون
بأنهم يكشفون الستار عن شخصياتهم الغيورة.
✽‏ حتى الـ (ملح)
عندما نُعيد قراءته بالمقلوب
يُصبح شيئاً جميلاً !
كثيرة هي الأشياء التي نّحتاج إلى إعّادة قراءتها.
‏✽ إذا كنت تريد علاقتك مع من تحب
طوُيلة "ممتدة" فـَيجب عليك أنْ تتّبع قاعده بسيّطةً جداً [كنْ خلوقا].
/
✽ مهما كنت "مثالياً "ستجد من يكرهك
حتى الملائكة تكرهها الشياطين.
✽ عندما تعجبنا عقلية أحدهم ستعجبنا
ملامحه مهما بلغ من القبح.
✽ اعمل الخير بصوتٍ هادئ...
غداً يتحدث عملك عنك بصوتٍ عال.
✽ كل شيء يصبح جميلاً عندما
نريد أن نراه جميلاً ...
«[ نحـــن سادة أفكارنا ]».
✽ دع الماضي يمضي وأحاديث
الناس تمضي...
فهل سمعت
بشخص ربح سباقاً وهو ينظر خلفه؟؟
✽ لا تأسفوا على نقائكم ولا تحزنوا !!
إن لم يقدر أحد طيبتكم !!
ف العصافير تغرد كل يوم
ولا أحد يشكرها.
✽ أن تصدمك قلة ذوق البعض معك
دليل على ( رقيك )...
فلو أنك بمستواهم
لكن الأمر/ ( اعتيادياً ).
✽ قبل البدء بيومك قرر أن ( لا تحزن )
كي يحتضنك ( الفرح ) بقوة الحياة ..
., مجرد كتاب ...!
.. , غير أننا مجبورين على أن نعيش صفحاته .. بالترتيب ..
ولا يمكننا اختيار الصفحة التي نشاء ! .,
.. , فأرضى بكل شيء ..
., فلربما تكون ..
(( الصفحة القادمه .. أجمل ))

---------------
شبيه الريح / بلخزمر
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 06:54 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved