![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6181 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() ![]() *شرح الحديث السادس والثلاثون: - عن أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ) والكرب يعني: الشدة والضيق والضنك ، والتنفيس معناه: إزالة الكربة ورفعها ، وقوله: ( من كرب الدنيا ) يعم المالية والبدنية والأهلية والفردية والجماعية. -( نفس الله عنه ) أي: كشف الله عنه وأزال. - ( كربة من كرب يوم القيامة ) ولا شك أن كرب يوم القيامة أعظم وأشد من كرب الدنيا ، فإذا نفس عن المؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من مرب يوم القيامة. - ( ومن يسر على معسر) أي: سهل عليه وأزال عسرته. - ( يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ) وهنا صار الجزاء في الدنيا والآخرة وفي الكرب كربة من كرب يوم القيامة ؛ لان كرب يوم القيامة عظيمة جدا. - ( ومن ستر مسلما ) أي: ستر عيبه سواء أكان خلقيا أو خلقيا أو دينيا أو دنيويا إذا ستره وغطاه حتى لا يتبن للناس. - ( ستره الله في الدنيا والآخرة ) أي: حجب عيوبه عن الناس في الدنيا والآخرة. - ثم قال صلى الله عليه و سلم كلمة جامعه مانعة قال: ( والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ) أي: أن الله تعالى يعين الإنسان على قد معونته أخيه كما وكيفا وزمنا ، فما دام الإنسان في عون أخيه فالله في عونه ، وفي حديث آخر: ( من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ). - وقوله ( من سلك طريقا يلتمس فيع علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة ) يعني: من دخل طريقا وصار فيه يلتمس العلم والمراد به العلم الشرعي سهل الله له به طريقا إلى الجنة ، لان الإنسان علم شريعة الله تيسر عليه سلوكها ، ومعلوم أن الطريق الموصل إليه هو شريعته ، فإذا تعلم الإنسان شريعة الله سهل الله له به طريقا إلى الجنة. - ( وما اجتمع قوم قي بيت من بيوت الله ) المراد به المسجد فإن بيوت الله هي المساجد قال الله تعالى: ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ) النور 36. وقال تعالى: ( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ) الجن 18. وقال: ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ) البقرة 114. فأضاف المساجد إليه ؛ لأنها موضع ذكره. - قوله ( يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم ) يتلونه: يقرءونه ويتدارسونه أي: يدرس بعضهم على بعض. - ( إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة ) نزلت عليهم السكينة يعني: في قلوبهم وهي الطمأنينة والاستقرار ، وغشيتهم الرحمة: غطتهم وشملتهم. - ( وحفتهم الملائكة ) صارت من حولهم. ( وذكرهم الله فيمن عنده ) أي: من الملائكة. - ( ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ) أي: من تأخر من أجل عمله السيئ فإن نسبه لا يغنيه ولا يرفعه ولا يقدمه والنسب هو الانتساب إلى قبيلة ونحو ذلك. * في هذا الحديث فوائد: - الترغيب في تنفيس الكرب عن المؤمنين لقوله صلى الله عليه وسلم: ( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ). - الإشارة إلى يوم القيامة وأنها ذات كرب وقد بين ذلك الله تعالى في قوله: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عظيم * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ) الحج 1-2. - تسمية ذلك اليوم بيوم القيامة ؛ لأنه يقوم فيه الناس من قبورهم لرب العالمين ويقام فيه العدل ويقوم الأشهاد. - الترغيب في التيسير على المعسرين لقوله صلى الله عليه وسلم: ( من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخر ) والتيسير على المعسر يكون بحسب عسرته ؛ فالمدين مثلا الذي ليس عنده مالا يوفي به يكون التيسير عليه إما بإنظاره ، وإما بإبرائه وإبراؤه أفضل من إنظاره ، والتيسير على من أصيب بنكبة أن يعان في هذه النكبة ويساعد وتهون عليه المصيبة ويعود بالأجر والثواب وغير ذلك ، المهم أن التيسير يكون بحسب العسرة التي أصابت الإنسان. - الترغيب في ستر المسلم لقوله صلى الله عليه وسلم: ( من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخر ) والمراد بالستر: هو إخفاء العيب ، ولكن الستر لا يكون محمودا إلا إذا كان فيه مصلحة ولم يتضمن مفسده ، فمثلا المجرم إذا أجرم لا نستر عليه إذا كان معروفا بالشر والفساد ، ولكن الرجل الذي يكون مستقيما في ظاهره ثم فعل ما لا يحل فهنا قد يكون الستر مطلوبا ؛ فالستر ينظر فيه إلى المصلحة ، فالإنسان المعروف بالشر والفساد لا ينبغي ستره ، والإنسان المستقيم في ظاهره ولكن جرى منه ما جرى هذا هو الذي يسن ستره. - الحث على عون العبد المسلم وأن الله تعالى يعين المعين حسب إعانته لأخيه لقوله صلى الله عليه وسلم: ( والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ) وهذه الكلمة يرويها بعض الناس: ما دام العبد ولكن الصواب ما كان العبد في عون أخيه كما قال صلى الله عليه وسلم. - الحث على طلب العلم لقوله صلى الله عليه وسلم: ( من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة ) وقد سبق في الشرح معنى الطريق وأنه قسمان حسي ومعنوي. - فضيلة اجتماع الناس على قراءة القران لقوله: ( وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله .. ). - أن حصول هذا الثواب لا يكون إلا إذا اجتمعوا في بيت الله أي: في مسجد من المساجد لينالوا بذلك شرف المكان لأن أفضل البقاع مساجد الله. - بيان حصول هذا الأجر العظيم تنزل عليهم السكينة وهي الطمأنينة القلبية وتغشاهم الرحمة أي: تغطيهم وتحفهم الملائكة أي: تحيط بهم من كل جانب ويذكرهم الله فيمن عنده من الملائكة لأنهم يذكرون الله تعالى عند ملأ ، وقد قال الله تعالى في الحديث القدسي: ( من ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ). - أن النسب لا ينفع إذا لم يكن العمل الصالح لقوله: ( من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ). - أنه ينبغي للإنسان أن لا يغتر بنفسه وأن يهتم بعمله الصالح حتى ينال به الدرجات العلى. ------------------ الشيخ ابن عثيمين رحمه الله / للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6182 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() * شرحالحديث الخامس والثلاثون: - قوله: ( لا تحاسدوا ) هذا نهي عن الحسد ، والحسد هو كراهية ما انعم الله على أخيك من نعمة دينية أو دنيوية سواء تمنيت زوالها أم لم تتمن ، فمتى كرهت ما أعطى الله أخاك من النعم فهذا هو الحسد. - ( ولا تناجشوا ) قال العلماء: المناجشة أن يزيد في السلعة ، أي: في ثمنها في المناداة وهو لا يريد شراءها وإنما يريد نفع البائع أو الإضرار بالمشتري. - ( ولا تباغضوا ) البغضاء هي الكراهه ، أي : لا يكره بعضكم بعضا. - ( ولا تدابروا ) أن يولي كل واحد الآخر دبره بحيث لا يتفق الاتجاه. - ( ولا يبع بعضكم على بيع بعض ) يعني لا يبيع أحد على بيع أخيه ، مثل أن يشتري إنسان سلعه بعشرة فيذهب آخر على المشتري ويقول: أنا أبيع عليك بأقل ؛ لأن هذا يفضي إلى العداوة والبغضاء. - ( وكونوا عباد الله إخوانا ) كونوا يا عباد الله إخوانا أي: مثل الإخوان في المودة والمحبة والألفة وعد الاعتداء ثم أكد هذه الأخوة بقوله: ( المسلم أخو المسلم ) للجامع بينهما وهو الإسلام وهو أقوى صله تكون بين المسلمين. - ( لا يظلمه ) أي: لا يعتدي عليه. - ( ولا يخذله ) في مقام أن ينتصر فيه. - ( ولا يكذبه ) أي: يخبره بحديث كذب. - ( ولا يحقره ) أي: يستهين به. - ( التقوى ها هنا ) يعني: تقوى الله تعالى محلها القلب فإذا اتقى القلب اتقت الجوارح , ( و يشير إلى صدره ثلاث مرات ) يعني: يقول التقوى ها هنا ، التقوى ها هنا ، التقوى ها هنا. - ثم قال: ( بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ) بحسب يعني: حسب فالباء زائدة والحسب الكفاية والمعنى لو لم يكن من الشر إلا أن يحقر أخاه لكان هذا كافيا. - ( المسلم على المسلم وفي رواية كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) دمه فلا يجوز أن يعتدي عليه بقتل أو فيما دونه ذلك. - ( وماله ) لا يجوز أن يعتدي على ماله بنهب أو سرقه أو جحد أو غير ذلك. - ( وعرضه ) أي: سمعته فلا يجوز أن يغتابه فيهتك بذلك عرضه. * فوائد الحديث: - النهي عن الحسد ، والنهي للتحريم ، والحسد له مضار كثيرة منها: انه كره لقضاء الله وقدره ، ومنها انه عدوان على أخيه ، ومنها انه يوجب في القلب الحاسد حسره ؛ كلما ازدادت النعم ازدادت هذه الحسرة فيتنكد على عيشه. - تحريم المناجشة لما فيها من العدوان على الغير وكونها سببا للتباغض وأسبابه ، فلا يجوز للإنسان أن يبغض أخاه أو أن يفعل سببا يكون جالبا للبغض. - تحريم التدابر ، وهو أن يولي أخاه ظهره ولا يأخذ منه ولا يستمع إليه ؛ لأن هذا ضد الأخوة الإيمانية. - تحريم البيع على البيع المسام ومثله الشراء على شرائه والخطبة على خطبته والإجارة على إجارته وغير ذلك من حقوقه. - وجوب تنمية الأخوة الإيمانية لقوله: ( وكونوا عباد الله إخوانا ) ومنها بيان حال المسلم مع أخيه وانه لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره ؛ لان هذا ينافي الأخوة الإيمانية. - أن محل التقوى هو القلب ، فإذا اتقى القلب اتقت الجوارح , وهذه الكلمة يقولها بعض الناس إذا عمل معصية وأنكر عليه قال: التقوى ها هنا وهي كلمة حق لكنه أراد بها باطلا وهذا جوابه أن نقول: لو كان هنا تقوى لا تقت الجوارح لان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( ألا إن في الجسد مضغه إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله آلا وهى القلب). - تكرار الكلمة المهمة لبيان الاعتناء بها وفهمها ، قال: ( التقوى ها هنا ) وأ شار إلى صدره ثلاث مرات. - عظم احتقار المسلم ، لقول النبي صلى الله عليه و سلم: ( بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ) وذلك لما يترتب على احتقار المسلم من المفاسد. - تحريم دم المسلم وماله وعرضه وهذا هو الأصل ، لكن توجد أسباب تبيح ذلك ؛ ولهذا قال الله سبحانه وتعالى: ( إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَق ِّ ) الشورى42... وقال تعالى: ( وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيل ٍ ) الشورى41. - أن الأمة الإسلامية لو اتجهت بهذه التوجيهات لنالت سعادة الدنيا والآخرة لأنها كلها آداب عظيمة عالية راقية ، تحصل بها المصالح وتنكف بها المفاسد. -------------------- الشيخ ابن عثيمين رحمه الله / للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6183 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() * شرحالحديث الرابع والثلاثون: - قوله: ( من رأى ) من هذه شرطية وهي للعموم ، قوله: ( رأى ) يحتمل أن يكون المراد رؤية البصر، أو أن المراد رؤية القلب ، وهي العلم ، والثاني أشمل وأعم ، وقوله: ( منكراً ) المنكر هو: ما أنكره الشرع وما حرمه الله عز وجل أو رسوله صلى الله عليه وسلم. - قوله: ( فليغيره بيده ) اللام هذه للأمر أي: يغير هذا المنكر بأن يحوله إلى معروف ، إما بمنعه مطلقا أي: بتحويله إلى شيء مباح , ( بيده ) إن كان له قدرة اليد. - قوله: ( فإن لم يستطع ) أي: أن يغيره بيده. - ( فبلسانه ) بأن يقول لفاعله: اتقي الله ، اتركه ، وما أشبه ذلك. - ( فإن لم يستطع ) باللسان بأن خاف على نفسه أو كان أخرس لا يستطيع الكلام. - ( فبقلبه ) أي: يغيره بقلبه وذلك بكراهته إياه. - ( وذلك أضعف الإيمان ) أي: أن كونه لا يستطيع أن يغيره إلا بقلبه هو أضعف الإيمان. * في هذا الحديث فوائد: - وجوب تغيير المنكر على هذه الدرجات والمراتب باليد أولا وهذا يكون على السلطان وإن لم يستطع فبلسانه وهذا يكون لدعاة الخير الذين يبينون للناس المنكرات. - أن من لا يستطيع لا بيده ولا بلسانه فليغيره بقلبه. - تيسير الشرع وتسهيله حيث رتب هذه الواجبات على الاستطاعة لقوله: ( فإن لم يستطع ). - أن الإيمان يتفاوت ، بعضه ضعيف وبعضه قوي وهذا مذهب أهل السنة والجماعة وله أدلة من القرآن والسنة على أنه يتفاوت. - وليعلم أن المراتب ثلاث: دعوه: " أمر " تغيير. فالدعوة أن يقوم الداعي في المساجد أو أماكن تجمع الناس ويبين لهم الشر ويحذرهم منه ويبين لهم الخير ويرغبهم فيه , والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر: هو الذي يأمر الناس ويقول افعلوا أو ينهاهم ويقول: لا تفعلوا. والمغير: هو الذي يغير بنفسه إذا رأى الناس لم يستجيبوا لدعوته ولا لأمره ونهيه. ------------------- الشيخ ابن عثيمين رحمه الله / للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6184 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() *شرح الحديث الثاني والثلاثون: - قوله: ( لا ضرر ) أي: أن الضرر منفي شرعا ، ( و لا ضرار ) أي: مضاره , والفرق بينهما أن الضرر يحصل بلا قصد ، والضرار يحصل بقصد , فنفى النبي صلى الله عليه وسلم الأمرين ، والضرار اشد من الضرر ؛ لأن الضرار يحصل قصدا كما قلنا. - مثال ذلك: لو إنسانا له جار وهذا الجار يسقي شجرته فيتسرب الماء من الشجرة إلى بيت الجار لكن بلا قصد ، وربما لم يعلم به فالواجب أن يزال هذا الضرر إذا علم به حتى لو قال صاحب الشجرة: أنا ما أقصد المضارة ، نقول له: إن لم تقصد ؛ لأن الضرر منفي شرعا أما الضرار فإن الجار يتعمد الإضرار بجاره فيتسرب الماء إلى بيته وما أشبه ذلك ، وكل هذا منفي شرعا. - وقد أخذ العلماء من هذا الحديث مسائل كثيرة في باب الجوار وغيره ، وما أحسن أن يراجع الإنسان عليها ما ذكره العلماء في باب الصلح وحكم الجوار. ---------------- الشيخ ابن عثيمين رحمه الله / للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6185 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() ![]() *شرح الحديث الثالث والثلاثون: - قوله (لو يعطى الناس بدعواهم ) أي: بما يدعونه على غيرهم ، وليعلم أن إضافة الشيء على أوجه: الأول: أن يضيف لنفسه شيئا لغيره ، مثل أن يقول: " لفلان علي كذا " فهذا إقرار. الثاني: أن يضيف شيئا لنفسه على غيره ، مثل أن يقول: " لي على فلان كذا و كذا " فهذه دعوى. الثالث: أن يضيف شيئا لغيره على غيره ، مثل أن يقول: " لفلان على فلان كذا و كذا " فهذه شهادة. - والحديث الآن في الدعوى فلو ادعى شخص على آخر قال: " أنا اطلب مائة درهم مثلا " فإنه لو قبلت دعواه لا ادعى رجال أموال قوم ودماءهم ، وكذلك لو قال لأخر: " أنت قتلت أبي " لكان ادعى دمه وهذا يعني أنها لا تقبل دعوى إلا ببينة. - ولهذا قال: ( لكن البينة على المدعي ) فإذا ادعى إنسان على أخر شيئاُ قلنا: أحضر لنا البينة والبينة كل ما بان به الحق سواء كانت شهودا أو قرائن حسية أو غير ذلك. - ( واليمين على من أنكر ) أي: من أنكر دعوى خصمه إذا لم يكن لخصمه بينة فإذا قال زيد لعمرو: " أنا اطلب مائة درهم " قال عمرو: لا ، قلنا لزيد ائت ببينة ، فإن لم يأتي بالبينة قلنا لعمرو: احلف على نفي ما ادعاه ، فإذا حلف برئ. * هذا الحديث فيه فوائد: - منها أن الشريعة الإسلامية حريصة على حفظ أموال الناس ودماءهم لقوله صلى الله عليه وسلم: ( لو يعطى الناس بدعواهم لادعى رجال أموال قوم ودماءهم ). - أن المدعي إذا قام ببينة على دعواه حكم له بما ادعاه ، لقوله عليه الصلاة والسلام: ( لكن البينة على المدعي ) والبينة كل ما بين به الحق ويتضح كما اسلفا في الشرح ، وليست خاصة بالشاهدين أو الشاهد بل كل ما أبان الحق فهو بينة. - أن لو أنكر المنكر وقال: ( لا أحلف ) فإنه يقضي عليه بالنكول ووجه ذلك أنه إذا أبى ، يحلف فقد امتنع مما يجب عليه فيحكم عليه به. ------------------ ابن عثيمين رحمة الله / للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6186 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() نداء لمن تعمل في المجال الصحي ..!! بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد : في أحد الأيام ذهبت إلى المستشفى لموعد لأمي الغالية شفاها الله ...وعندما وصلنا لمكتب الاستقبال طلب مني الموظف بعض الإجراءات. وأثناء حديثه رأيت منظراً مؤلماً..!! فقد رأيت خلف هذا الموظف أحد الشباب العاملين في المستشفى يجلس في الكونتر الضيق بجواره إحدى الفتيات الموظفات يتبادلان أطراف الحديث..!! ثم أشار موظف الاستقبال إلى استراحة النساء كي تذهب إليها أمي ، وطلب مني الجلوس في استراحة الرجال . فقلت في نفسي : سبحان الله.. !! ما هذا التناقض العجيب.. !! يجلس وخلف ظهره موظف وموظفة يتبادلان الضحكات دون حياء أو خجل ..!! بينما المراجعين من رجال ونساء كل يجلس في استراحته المخصصة له ..!! وللأسف الشديد فإن مشهد الاختلاط أصبح ظاهرة في معظم المستشفيات ..!! لذا.. فإن من المنكرات العظيمة والتي عمت وطمت في هذا الأزمنة الغابرة ..الاختلاط بين العاملين والعاملات في العمل.. !! وخصوصاً الاختلاط في المستشفيات..والذي وإن لم يكن وليداً في هذا الزمن إلا أنه تطور في منحى أخر وخصوصاً في السنوات القريبة الماضية !! وذلك في زيادة أعداد الموظفات السعوديات ..بشكل ملحوظ وملفت للنظر ..ومخيف في نفس الوقت ..!! والزج بهن بأعداد هائلة في المستشفيات ! وبأعمار صغيرة ! في ريعان الشباب..!! بل وضعهن في أقسام مختلطة بالرجال وبالمراجعين دون وضع أي خصوصية لهن..!! ونتيجة لهذا الاختلاط بالرجال.. فقد تساهلت بعض الموظفات في حجابها ولباسها وتعاملها مع من حولها من الرجال !! فظهرت مظاهر من المخالفات والمنكرات مما يندى له الجبين ..!! والتي أساسها الاختلاط..!! ولاحول ولا قوة إلا بالله .. فكثرة الامساس تذهب الاحساس ..!! فمن نقابات فاتنة إلى لثام فاضح ..! بل وصل ببعضهن الحال إلى كشف الوجه ..!! وإخراج شيئ من الشعر ..!! ووصل الحال ببعضهن كذلك ..إلى أن خرجت من حيائها فلبست البنطال من جنز وغيره..!! ناهيك عن ما يحدث من بعضهن من محادثات وممازحات وضحكات بينهن وبين بعض العاملين من الرجال من سعوديين وغيرهم تذهب بالدين والحياء..!! وكل هذا غالبا يحدث على مرأى من الناس من مراجعين وزائرين ..!! فالله المستعان !! وعندما تراهن في المستشفيات على تلك الأحوال المخزية..!! يحترق قلبك ! ويعتصرك الألم ! وتدمع عينك أسى وحزناً ! على ما وصلت إليه أحوالهن ..هداهن الله.!! .. فتقف متسائلاً : كيف يحصل مثل هذا كله لفتاة الإسلام ..؟!! وكيف ضيعت الفتاة دينها بهذه السهولة..؟! وأهانت نفسها وكرامتها..وذلت نفسها لمن لا كرامة له..!! وباعت عزتها ..بل تهاونت بأمر ربها وبأمر رسوله صلى الله عليه وسلم لأجل دراهم معدودة ! يذهب جلها في تبذير ومصاريف لا حاجة لها بها..!! فذهبت في سكرة أعمتها عن الحقيقة التي غيبت عنها..!! وهي قرارها في البيت وعدم خروجها إلا للحاجة.. فإن احتاجت للعمل ففي بيئة آمنة بعيدة عن الرجال الأجانب.. ولكنها استجابت للشعارات البراقة ..!! والتي يرددها دعاة إفساد المرأة.. فانخدعت بها سريعاً ..!! وأوهموها بأن المقصود العمل ..ولو اختلطت بالرجال ..!! وأنه لا داعي للشكوك والنظرة الظلامية..!! فذهبت تبحث لها عن مكانة بين قومها ..في عملها في الوظيفة المختلطة..فظنت أنها وجدتها في عملها في المستشفى الفلاني ..!! وبين قريناتها في العمل..حيث تبذل قصارى جهدها لتتفوق عليهن وتحوز أعلى الشهادات والامتيازات حتى لو كان ذلك على حساب دينها وحيائها وكرامتها..!! فراحت تفخر وتفاخر ..!! ولم تدرِ أنها بذلك أصبحت صيداً سهلاً لأهل الفساد ودعاة الرذيلة ، يجعلونها دمية ينفذون من خلالها مخططاتهم ..!! فصارت لبنة من لبنات مشروعهم الإفسادي ..!! فالله المستعان على هذه الأحوال المبكية والتي يبكي منها أهل الغيرة الدم قبل الدمع ..!! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..!! قال الله تعالى : ( أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ) لذلك فإن الأصل أن مكان المرأة وعزها وشرفها هو في جلوسها في بيتها مصونة محفوظة ممتثلة لأمر ربها في قوله تعالى : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ) أي: اقررن فيها، لأنه أسلم وأحفظ لَكُنَّ . فتمتثل أمر ربها جل وعلا وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم وتحفظ دينها وكرامتها .. يتمناها كل شاب زوجة له وأما لأولاده يرفع رأسه بها ويفخر بما فيها من صفات عظيمة ..أعظمها كمال حيائها وبعدها عن الرجال الأجانب وعن كل ما يخدش حيائها .. وينتظر منها القيام بحقه وحق أولاده.. ملكة في مملكتها \'\'بيتها\'\' مصونة محفوظة تربي وتعلم وتخرج أجيالاً صالحين مصلحين.. فكل شاب ذو دين وغيرة وكرامة لا يريد من امتهنت كرامتها بين الرجال وعاشت بينهم جل وقتها ..!! بل أكثر من جلوسها في بيت أبيها ..!! فتمعني في هذا وقارني بين ما أنت فيه وبين الحق الذي لا مرية فيه وتذكري قول الله تعالى ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) وَ قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ) وتذكري أيضاً ..آثار تلك المعاصي وشؤمها في الدنيا والآخرة ..من اختلاط وما يجره من معاصٍ ومنكرات.. على كل من خالفت أمر ربها وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم .. فكم من سيئة كتبت بسبب الاختلاط وما يجره من منكرات.. من نقاب فاتن وكشف للوجه ولبس للبنطال ..!! والخروج من بيتها متعطرة ..وتميع في الكلام ..وضحكات.. !! ونحو ذلك من المنكرات.. ؟!! وكم سيئة كتبت بسبب افتتان الرجال من العاملين أو من المراجعين وتأثرهم بمن خالطتهم وأظهرت مفاتنها ..؟!! وكم من سيئة كتبت بسبب اقتداء الفتيات بمن تعمل في بيئة مختلطة ..؟!! قال الله تعالى ( لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ) وفي الحديث ( ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعهُ لا ينقصُ ذلك من آثامهم شيئاً ) بل كم هي السيئات والآثام الكثيرة والكبيرة والتي تكتب بسبب هذه المنكرات العظيمة على من رضت بمخالطة الرجال في يوم واحد..؟!! كيف بأيام وأشهر وسنوات..؟!! وكيف ستقف من كسبت كل هذه السيئات بين يدي الله غدا يوم القيامة..؟!! يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ..!! فالله الله بالتوبة قبل فوات الأوان ..وقبل أن يباغت الموت من تمادت بهذه المنكرات المتتابعة..!! فتتمنى أنها تابت وأطاعت ربها وامتثلت لأمر رسولها صلى الله عليه وسلم .. والله المستعان وعليه التكلان..!! لذلك... وجب الإنكار على من رأى شيئاً من منكرات وخاصة ما يحدث في بعض المستشفيات على حسب الاستطاعة امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) أخرجه مسلم ولنحذر من السكوت ..فالأمر لم يزدد سوء إلا بسكوت أهل الغيرة والصلاح ..!! ممن يدخلون المستشفيات ويشاهدون المنكرات فلا يحرك أحدهم ساكناً ..!! ولو أن الجميع قام بواجبه..لكان على الأقل إن لم يزول هذا المنكر وما يصاحبه من منكرات.. فإنه سيخف ..ويقف عن الزيادة الملحوظة في كل عام.. لذلك ينبغي لنا الإنكار المباشر والنصح والتخويف بالله للعاملين والعاملات ممن وقعوا في منكر الاختلاط وما يجره من منكرات عظيمة .. كتوزيع الكتيبات والنشرات والفتاوى وطباعة القرارات التي تحذر من الاختلاط وتمنعه.. وإصدار المقاطع المرئية التي تحمل فتاوى أهل العلم عن الاختلاط وعن المنكرات في المستشفيات وكذلك الاستفادة من مكاتب التوعية الدينية بالمستشفيات للحد من انتشار هذا الداء الخطير... أيضاً العلماء والخطباء ووسائل الإعلام المحافظ عليهم دور كبير في الكلام عن الاختلاط بشكل عام..وعن الاختلاط في المستشفيات بشكل خاص ..وتنبيه الآباء عن ما يحدث في المستشفيات من منكرات عظيمة قد يكونون في غفلة عنها ..!! وكذلك مناصحة المسؤولين في المستشفيات والصبر وتحمل ما قد يأتي من الأذى وعدم اليأس من الوضع.. وليكن لسان حالنا ( معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون ) و ( لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً ) هذا ما يسر الله كتابته وأسأل الله أن يجعله خالصا لوجه الكريم وينفع به . ( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) شكر خاص / لأحبتي الذين قاموا بمراجعته وتصحيحه ..فكتب الله أجرهم وغفر ذنبهم . ولكل من ينشره في النت أو في برامج التواصل الاجتماعي أو يطبعه وينشره في المستشفيات .. ضاعف الله لك الأجر والمثوبة . وأسأل الله أن يلطف بنا وأن لايؤاخذنا بما فعل السفهاء منا... كما أسأله سبحانه أن يكفي المسلمين شر ما يخطط له أهل الفساد والإفساد ، وأن يحمي مجتمعنا ونسائنا من شر دعاة الاختلاط والتغريب ..اللهم آمين. ---------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6187 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() أهـــــــــــــداء من الفقير الى ربه / من قسم الصور بمجالس الفقير الى ربه / الى جميع الزوار ولاعضاء في كل المنتديات |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6188 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() ![]() * شرحالحديث الحادي والثلاثون: - عن آبي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يبين اسم الرجل ؛ لأنه ليس هناك ضرورة إلى معرفته إذ أن المقصود معرفة الحكم ومعرفة القضية فقال: ( يا رسول الله ، دلني على عمل إذا أنا عملته أحبني الله وأحبني الناس ) وهذا الطلب لا شك انه مطلب عالي يطلب فيه السائل ما يجلب محبة الله له وما يجلب محبة الناس له. - فقال له النبي صلى الله عليه و سلم: ( ازهد في الدنيا ) يعني: اترك في الدنيا ما لا ينفعك في الآخرة وهذا يتضمن انه يرغب في الآخرة ؛ لان الدنيا والآخرة ضرتان إذا زهد في إحداهما فهو راغب في الأخرى بل هذا يتضمن أن الإنسان يحرص على القيام بأعمال الآخرة من فعل الأوامر وترك النواهي ويدع ما لا ينفعه في الآخرة من الأمور التي تضيع وقته ولا ينتفع بها. -إما ما يكون سببا لمحبة الناس فقال: ( ازهد في ما عند الناس يحبك الناس ) فلا يطلب من الناس شيئا ولا يتشوق أليه ولا يستشرف له ويكون ابعد الناس عن ذلك حتى يحبه الناس ؛ لان الناس إذا سئل الإنسان ما في أيديهم استثقلوه وكرهوه ، وإذا كان بعيدا عن ذلك فإنهم يحبونه. * من فوائد هذا الحديث: -حرص الصحابة رضي الله عنهم على سؤال النبي صلى الله عليه وسلم فيما ينفعهم. -أن الإنسان بطبيعة الحال يحب أن يحبه الله وأن يحبه الناس ويكره أن يمقته الله ويمقته الناس فبين النبي صلى الله عليه وسلم ما يكون به ذلك. -أن من الزهد في الدنيا أحبه الله ؛ لان الزهد في الدنيا يستلزم الرغبة في الآخرة ، وقد سبق معنى الزهد: وانه ترك ما لا ينفع في الآخرة. -إن الزهد فيما عند الناس سبب في محبة الناس لك. -إن الطمع في الدنيا والتعلق بها سبب لبغض الله للعبد وأن الطمع فيما عند الناس والترقب له يوجب بغض الناس للإنسان ، والزهد فيما في أيديهم هو اكبر أسباب محبتهم. ----------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6189 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() ![]() *شرح الحديث الثلاثون: - قوله صلى الله عليه و سلم: ( إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها ) أي: أوجب إيجابا حتميا على عباده فرائض معلومة ولله الحمد كالصلوات الخمس والزكاة والصيام والحج و بر الوالدين وصلة الأرحام وغير ذلك. - (فلا تضيعوها ) أي: لا تهملوها إما بترك أو بالتهاون أو ببخسها أو نقصها. - (وحد حدوداً ) أي: أوجب واجبات وحددها بشروط وقيود. - (فلا تعتدوها ) أي: لا تتجاوزوها. - (وحرم أشياء فلا تنتهكوها ) حرم أشياء مثل الشرك وعقوق الوالدين وقتل النفس التي حرمها الله إلا بالحق والخمر والسرقة وأشياء كثيرة. - (فلا تنتهكوها ) أي: فلا تقعوا فيها ، فأن وقوعكم فيها انتهاك لها. - (وسكت عن أشياء ) أي: أي لم يفرضها و لم يوجبها ولم يحرمها. - (رحمة لكم ) من اجل الرحمة والتخفيف عليكم. - (غير نسيان ) فإن الله تعالى لا ينسى كما قال موسى عليه الصلاة والسلام: ( لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى ) طه 52 , فهو تركها جل وعلا رحمة بالخلق ، وليس نسيان لها. - (فلا تسألوا عنها وفي رواية فلا تبحثوا عنها ) أي: لا تبحثوا عنها. * فوائد هذا الحديث: - حسن بيان الرسول صلى الله عليه وسلم ، حيث ساق الحديث بهذا التقسيم الواضح البين. - إن الله تعالى فرض على عباده فرائض أوجبها عليهم على الحتم واليقين ، والفرائض قال أهل العلم: أنها تنقسم إلى قسمين: فرض كفاية ، وفرض عين. - فأما فرض الكفاية: فأنه ما قصد فعله بقطع النظر عن فاعله ، وحكمه إذا قام به من يكفي سقط عن الباقين. ومثله الآذان والإقامة وصلاة الجنازة وغيرها. - وفرض العين هو: ما قصد به الفعل والفاعل ووجب على كل أحد بعينه. ومثله الصلوات الخمس والزكاة والصوم والحج. - انه لا يجوز للإنسان أن يتعدى حدود الله ، ويتفرع من هذه الفائدة انه لا يجوز المغالاة في دين الله ، و لهذا أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على الذين قال أحدهم: ( أنا أصوم ولا افطر ، وقال الثاني: أنا أقوم ولا أنام ، وقال الثالث: أنا لا أتزوج النساء ) أنكر عليهم وقال: ( وإما أنا فاصلي وأنام وأصوم وافطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني ). - تحريم انتهاك المحرمات لقوله: ( فلا تنتهكوها ) , ثم إن المحرمات نوعان كبائر و صغائر , فالكبائر: لا تغفر إلا بالتوبة ، والصغائر: تكفرها الصلاة والحج والذكر وما أشبه ذلك. - أن ما سكت الله عنه فهو عفو ، فإذا أشكل علينا حكم الشيء هل هو واجب أم ليس بواجب ولم نجد له أصلا في الوجوب ؛ فهو مما عفا الله عنه ، وإذا شككنا هل هذا حرام أم ليس حراما وهو ليس أصله التحريم ؛ كان هذا أيضا مما عفا الله عنه. - انتفاء النسيان عن الله عز وجل ، و هذا يدل على كمال علمه وأن الله عز وجل بكل شيء عليم فلا ينسى ما علم ولم يسبق علمه جهلا ، بل هو بكل شيء عليم أزلا وأبدا. - انه لا ينبغي في البحث والسؤال إلا ما دعت أليه الحاجة ، وهذا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه عهد التشريع ويخشى أن أحدا يسال عن شيء لم يجب فيوجبه من اجل مسألته أو لم يحرم فيحرم من اجل مسألته ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن البحث عنها فقال: ( فلا تبحثوا عنها ). ----------------- الشيخ ابن عثيمين رحمه الله / للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ | الوآصل | المنتدى الرياضي | 6 | 10-12-2009 01:49 AM |
اســـــــرار القلــــب..! | الســرف | المنتدى العام | 22 | 29-09-2008 01:03 AM |
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء | امـــير زهران | منتدى الحوار | 4 | 02-09-2008 03:05 PM |
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة | رياح نجد | المنتدى العام | 19 | 15-08-2008 01:10 PM |
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! | البرنسيسة | المنتدى العام | 13 | 17-08-2007 11:04 PM |