منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 11-04-2014, 06:44 PM   #6251
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

من يعرف «قانون الشجرة» لتربية الأبناء ؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
أن تذكر قصة الشجرة التي أكل منها آدم وحواء كأول قصة في القرآن الكريم فإن في ذلك معنى وهدفا تربويا عظيما، خاصة أنها ذكرت في بداية أطول سورة في القرآن، وهي سورة البقرة.
فقصة الشجرة هي أول قصة حدثت في تاريخ البشرية، وهي أول حدث أسري زوجي حصل في العالم، وتبين أول خطأ وذنب بشري حصل في التاريخ ، وهي أول نشاط اجتماعي يشترك فيه الزوجان معا.
وختاما لهذه المقدمة نقول: إن (قانون الشجرة) هو أول قانون تربوي تأديبي للإنسان المكلف لحمل الرسالة بالأرض، فما قانون الشجرة ؟ وكيف نستثمره في تهذيب أنفسنا وتقويم سلوك أبنائنا؟
سنجيب عن هذا السؤال من خلال طرح عشر فوائد تربوية من (قانون الشجرة) يمكننا استثمارها في تربية أبنائنا، وهي علي النحو التالي :
أولا : وضوح الأمر والتوجيه : فقد كان أمر الله لآدم واضحا بينا (وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة ، وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة) فتم تحديد شجرة بعينها لا يأكل منها وهي (هذه الشجرة)، وسمح له بالأكل من كل الأشجار.
ثانيا : نقدم البديل عندما نمنع : وقد قدم الله لآدم وزوجته البديل عندما قال لهما: (وكلا منها رغدا حيث شئتما)، فكل ما في الجنة يمكنهما الاستمتاع به عدا شجرة واحدة، فالبدائل كثيرة أمام الممنوع الواحد.
ثالثا: الحوار الهادئ مع المخطىء: وقد حاورهما الله بعد ارتكاب الخطأ بتذكيرهما بالأمر السابق (ونادهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة، وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين)، حوار هادئ لا غضب فيه ولا عنف.
رابعا : إعطاء المخطئ فرصة للاعتذار : فقد أعطى الله لهما فرصة، ليعتذرا عن الخطأ : (قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين).
خامسا : الاستماع للمعتذر وقبول اعتذاره، قال تعالى: (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم).
فلم يصر آدم على خطئه، ولم يلق اللوم على الشيطان الذي وسوس له، بل تحمل كامل مسؤولية أخطائه، فقبل الله اعتذاره وتاب عليه، قال تعالى: (ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى).
سادسا : معرفة أسباب ارتكاب الخطأ: إن الشيطان هو السبب الرئيس للخطأ، فقد وسوس لهما مستفيدا من شهوة النفس في الخلود والملك، قال تعالى: (فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى) ، فاستجابا لخواطر الشيطان ووسوسته وعلما بأنه عدو لهما.
كما أنه نسي أمر الله وتوجيهه بعدم الأكل من الشجرة، وخطأ الإنسان يقع عادة إما جهلا أو شهوة.
سابعا : التأديب : بعد اعتراف المخطئ بخطئه وقبول الاعتذار يتم تأديب المخطئ قال تعالى: (قال اهبطا منها جميعا).
ثامنا : الحديث عن المستقبل بعد الخطأ : بعد وقوع الخطأ والانتهاء من العملية التربوية تحدث الله لهما عن المستقبل حول طاعة الرحمن وعصيان الشيطان فقال: (بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدي فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى).
وكذلك بين لهما المستقبل حول الأرض بقوله تعالى : (وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين).
تاسعا : تعلم مهارة التعامل مع الدعاية الكاذبة : لأن الشيطان استخدم الدعاية الكاذبة لآدم وزوجته من خلال الوسواس وتزيين الخلد والملك والتلاعب بعقليهما وشهوتيهما، لكن انكشفت الحقيقة لهما بعد عصيان أمر الله من خلال كشف عورتهما، قال تعالى: (فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى).
وقد استخدم الشيطان الدعاية الكاذبة وأقنع آدم بأنه سيكون ملكا، علما بأن آدم يعلم بأنه بشر ، وقد أسجد الله له الملائكة فكيف يكون ملكا؟ لكنه التأثر بدعاية الشيطان وحبائله.
عاشرا : التعرف على الذات والاستفادة من الخبرات : تعلم آدم من هذه التجربة حقائق كثيرة منها: أن النفس تميل لاتباع الشهوات، وأن ليس كل مخلوق طيبا وصادقا وصالحا، قال تعالى: (وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين)، وأن الإنسان ممكن يظلم نفسه، قال تعالى: (قالا ربنا ظلمنا أنفسنا ) ، وأن الإنسان ممكن أن ينسى (ولقد عهدنا إلي آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما) لأن الله أخبره بأن ابليس عدو له قبل دخوله للجنة (فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى)، وأن الله يغفر ويرحم: (ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى).
فهذا هو قانون الشجرة التربوي الذي ينبغي أن نستثمره في تربية أنفسنا وتهذيب أبنائنا،
فلا نعاقبهم إلا بعد التأكد من وضوح الأمر لهم، ونسمح لهم بالتعبير عن رأيهم، ونستمع لهم ونقبل اعتذارهم من غير غضب أو ضرب.
ولا مانع من استخدام وسيلة التأديب مع بيان الحكمة من العقوبة وما الذي سيترتب على الخطأ لو استمروا فيه، مع بقاء العلاقة مستمرة وطيبة معهم وإعلان قبول اعتذارهم.
ولعل السؤال الذي يثار هو: (لماذا الله لم يسامح آدم وزوجته ويبقيهما بالجنة؟) ، والجواب : لأنهما خلقا للخلافة في الأرض، لكن كان اختبار الشجرة في الجنة عبارة عن تدريب عملي ميداني لمعرفة كيفية التعامل مع الذات ومع الله ومع الشيطان، ولتكون عبرة لذريته من بعده.
فهذا امتحان بسيط من مادة واحدة، لكنه يكفي
لتقديم منهج ورؤية للتعامل مع الحياة كلها.
-----------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-04-2014, 07:09 PM   #6252
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب














































الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-04-2014, 07:41 PM   #6253
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

نهاية المطاف
بسم الله الرحمن الرحيم
العودة إلى مقاعد الدراسة بات هاجساً يؤرق مضجعه،وملاحقة الركب صار حلماً يداعب أجفانه،ووظيفته تقف حجر عثرة في الطريق،وزوجته وأطفاله ومتطلباتهم قد يكونون عقبة أخرى،فعندما تخرج من الثانوية العامة هو وكثير من رفاقه طرقوا على الفور أبواب الوظيفة التي كانت متوفرة في ذلك الحين،وبعد سنوات قليلة تغير الوضع،فالكل يواصل ويبحث عن تخصص يحتاجه المجتمع،كان يلوم نفسه بين الحين والآخر،وأحياناً يعاتب والديه لعدم نصحه في الوقت المناسب،فقد أمسك بزمام وظيفة عادية بعد حصوله على الشهادة الثانوية دون حاجة لذلك،فأحوال والده المادية كانت جيدة،
ولم يكن مقصراً تجاه أولاده،إنهم رفاقه إذاً،لم يكن لديهم أدنى اهتمام لطلب العلم،وكانت طموحاتهم محدودة فحذا حذوهم،وما أن أقنعوا أنفسهم بعدم جدوى مواصلة الدراسة حتى أقنع نفسه معهم،ولكن الرغبة في تحصيل العلم،والحصول على شهادة عالية تحاصره الآن،
ولم تبخل نفسه عليه ببعض المقارنات بينه وبين أخوته الأصغر سناً،فعبدالله توجه لدراسة الهندسة المعمارية،وخالد يدرس الطب،وعمر اختار الحاسب الآلي،أما هو فقد كان ينظر إلى نفسه شزراً وهو يقبع خلف مكتب جامد من الصباح إلى ما قبل العصر بقليل.
هاجس إكمال الدّراسة كان الشغل الشاغل لعقله،وفكره كان يعمل باستمرار،تذهب الفكرة أحياناَ ومن ثم تعود بشكل أقوى وأكبر،وكان يسأل نفسه بين الحين والآخر أسئلة
لا يجد لها أجوبة:-
- هل من طريقة للتعويض عما فات؟؟
- هل يتحقق الأمل بوجود بيت وأطفال؟؟
- هل من سبيل للجمع بين العمل والوظيفة؟؟
- هل من الممكن التخلي عن جلسات الأصدقاء،ورحلاتهم الخلوية؟؟
هل،وهل،وهل،أسئلة كثيرة تكاد لا تفارقه لحظة واحدة،والفكرة تأخذ حيزاَ كبيراَ من وقته،وقد بدت آثارها واضحة على محياه،زوجته تتساءل عن تغيره وشروده الدائم،وزملاءه في العمل كذلك،
وأصدقاءه لاحظوا أيضاَ،فلم يعد مرحاً كسابق عهده،ولم تكن له رغبة في إدارة حديث أو تصدر جلسة،جميعهم يتساءلون ولكنه يواجه تساؤلاتهم بصمت مطبق،كان فيما بينه وبين نفسه يتوقع السخرية من الجميع،ولم يجد حماساً للتعبير عمّا في نفسه لأي شخص كان،وكان لهذه الخطرات تأثيراً سلبياً على أداءه الوظيفي،وازداد الهمس حوله عن الحالة التي يعيشها مؤخراً،
ولم يعد مديره يطيق صبراً،فالعمل أهم من كل شيء،والإخلال في أي جانب من جوانبه سيؤثر على الأداء بشكل عام.
استدعاه المدير على عجل،ورحب به في مكتبه،وبدأ معه حديثاً ودياً،كان من الواضح أنه يحاول استمالته،ومعرفة ملابسات وضعه الحالي،وهل هي من صميم العمل أم خارجية،في البدء شعر ببعض الحماس للبوح بمكنون أعماقه،ولكنه تردد قليلاَ وتساءل عن جدوى كلامه مع مديره،
ومع إلحاح مديره وتلميحه بالمساعدة إذا كانت في مقدوره عاد الحماس إليه مجدداَ،يريد رأي المحيطين بفكرة عودته إلى مقاعد الدراسة،وهل ستكون هذه الفكرة محل ترحيب أم استهجان؟؟بدأ كلامه برموز لم تكن واضحة:-
- الحقيقة أني قد عملت بالشهادة الثانوية....................
- وماذا في ذلك؟؟
- المجتمع تغير وقد تغيرت النظرة أيضاَ إلى...............
- إلى ماذا؟؟
- إلى الشهادات التي يحملها كل شخص.
- لم أفهم معنى كلامك.
- انظر إلى تعامل أفراد المجتمع،وطريقة تعاملهم مع الآخرين وفق تخصصاتهم وأعمالهم.
- هذا شيء طبيعي.
- ومن ثم انظر إلى الوظائف ومستوياتها أيضاً.
- وهذا أيضاَ أسلوب طبيعي متبع في جميع دول العالم.
تململ مديره لحظات قصيرة وهو يفكر بمعنى هذا الحوار،وبعد قليل ابتسم علامة البدء في فهم المقصود:-
- تريد أن تكمل تعليمك إذاَ بعد هذه السنوات.
- لم أقرر وإنما أفكر فقط.
وقف المدير فجأة ومد يده مصافحاَ وقسمات وجهه تبارك هذه الفكرة،وهو يردد:-
- فكرة رائعة،خطوة جريئة،وفقك الله.
مد يده أيضاَ وهو يشعر ببعض الراحة،فأهم شخص في موضوعه قد أيده وأبدى استعداده للتعاون من خلال تنظيم العمل ومراعاته،ولكن هناك الرفاق والزوجة والأولاد،أولاده الذين كبروا والتحقوا بالمدارس،ذهب إلى مكتبه،ونظرات زملاء تستطلع خبر اجتماعه الخاص مع المدير،لم تكن لديه رغبة في مفاتحتهم الآن،فقد كان يفكر في زوجته،ويعتبرها الطرف الثاني في موضوعه من حيث الأهمية.
عاد إلى بيته هذا اليوم وهو أحسن حالاَ من الأيام السابقة،واستبشرت زوجته خيراَ بهذا التحسن،وسارعت لإعداد طعام الغداء،ولكنه ناداها لتكون الشخص الثاني الذي يبوح له بفكرته التي أقلقته لفترة طويلة،بدأ الحديث وهو يتأمل تأثيره على قسمات وجهها،ويتوقع معارضتها وقولها بأنه لا توافق بين دراسة جادة وبيت مليء بالأطفال،انتهى كلامه،وانتظر ردة فعلها سواء كانت بالسلب أو الإيجاب،ابتسمت له،وتمتمت ببعض الكلمات،فهم معناها،فها هي أيضاَ تشاركه الطموح،
وتعلن أمامه أتم الاستعداد للتعاون معه لتحقيق هذه الرغبة،فبعض التنازلات لن تضرها شيئاَ،أما الشهادة التي يسعى للحصول عليها فستكون لصالح الجميع.
تغيرت حالته بسرعة،واتخذ القرار على عجل،تناسى فارق العمر بينه وبين طلبة الجامعات في هذا الوقت،وبات ليلته يفكر في التخصص المناسب،ومن أي كلية يبدأ انطلاقته،وبدأ في إعداد الأوراق المطلوبة،آخر شهادة حصل عليها،صورة للبطاقة الشخصية،
وغيرها من الأوراق،وسارع بتقديم هذه الأوراق،وانتظر الموافقة من الجهة المسئولة،مقابلة شخصية وبعدها اتصال لإخطاره بالموافقة،ومع بداية العام الدراسي تبدأ رحلته مع كتب العلم والمعرفة،تنسيق بينه وبين مديرة في العمل للذهاب إلى الكلية في أوقات محددة،فدراسته عن طريق الانتساب صعبة،ولكنه يحاول كسر حاجز الصعوبة عن طريق الاتصال المباشر ببعض الطلبة والأساتذة،يتابع علومهم من خلال مجهوده الشخصي،ويسير وفق جداولهم اليومية،الجميع استشف حرصه وإقباله على العلم،فأقبلوا بدورهم عليه لمساعدته.
مرّت الفصول الدراسية الواحد تلو الآخر،
وهو في نجاح مستمر،ومستوى تحصيله متفاوت من مادة إلى أخرى،افتقده الأصدقاء،وأمطروه بسخريتهم اللاذعة،وحاول بعضهم جذبه لبعض الوقت،
ولكنه تصدى لإغراءاتهم بكل قوة وشموخ،ولم يتجاوب معهم إلا في الإجازات،كان يشعر ببعض التقصير تجاه بيته وأطفاله،ولكن زوجته كانت تهوّن الأمر عليه،وتشجعه على التسلح بالصبر،وتذكره بكثير من الأقارب والمعارف الذين أكملوا دراساتهم العليا بعد سنوات من العمل
ومع ذلك نجحوا،فلا فرق في نظرها بين المراحل الدراسية،كانت بكلماتها تشد من أزره،وتشحذ همّته للمتابعة بعد التوكل على الله سبحانه وتعالى.
السنة النهائية كانت نهاية المطاف،كانت الأيام سريعة على المصاعب التي اعترتها،وكان يشعر بكثير من التعب والملل وهو بين أكوام الكتب والمجلدات،
ولكن حبه للعلم ورغبته في تطوير ذاته كانا يخففان من حدّة الإرهاق الذي يشعر به،قسّم جلّ وقته بين عمله ودراسته وبيته،ولم يكن لديه متسع من الوقت لأي شيء آخر،
اقترب العام الدراسي من نهايته،وازداد مديره في العمل في مراعاته،وكانت زوجته تشجعه أيضاَ،وعندما حانت اللحظة الحاسمة،وبدأت الاختبارات كان على أتم الاستعداد،ولكنه في نفس الوقت كان يشعر بالرهبة من خوضها،ويتوجس دائماَ من النتائج،ولكن تلك الفترة الحاسمة انتهت بسرعة،
وكانت النتيجة باهرة،تلقى بعدها التهاني من الجميع،وفي ظل نجاحه وفرحته نسي معاناة السنوات الأربع السابقة،وأخذ يعد العدة لمواصلة طلب العلم في مراحل متقدمة.
---------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-04-2014, 09:16 PM   #6254
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

هزيمة أم انتصار!!
بسم الله الرحمن الرحيم
أعلن إسلامه عن قناعة تامة،ودخل بوابة السعادة من أوسع أبوابها،كان يدين بالفضل لله تعالى، ومن ثم لأصدقائه المسلمون،كانوا قد التحقوا معه في نفس الجامعة،وتوطدت بينهما عرى المحبة والصداقة،هو في بلده الأوربي،وهم غرباء، ومن بلاد بعيدة مختلفة،ولكن الرابط الأقوى موجود بينهم،متأصل في نفوسهم،رابط تعدى الحدود،وجاوز المسافات،رابط الدين جمعهم،وعمّق صلتهم، وها هو ينضم إلى عقدهم المبارك،ويصبح فرداً منهم.
كان في السنة النهائية،ينتظر التخرج بشوق ولهفة،هاجس الوظيفة يطارده أينما ذهب،ورفاقه يكيلون له بكميات وفيرة من النصائح،أهمها في نظرهم كتمان إسلامه عند طلب الوظيفة،ففي هذا المكان تشتد العداوة للدين الإسلامي،وستنتقل إليه هذه العداوة بلا شك ما دام مسلماً،يومئ برأسه دائماً علامة قبول آرائهم،ولكنه في قرارة نفسه يجد في هذه الآراء انهزامية مريرة،فكيف به يعتز بدينه ويضطر أن يخفيه؟؟
مرّت الأيام سريعة،وها هو يحمل شهادته بين يديه،حلمه الذي طالماًً داعب أجفانه،أصبح حقيقة ملموسة،واقعاً يعيشه الآن،تذكر نصائح الرفاق،الإسلام سري عند طلب الوظيفة،فالوظيفة المناسبة لن يحظى بها ما دام مسلماً،وأصحاب العمل لن يفرطوا بوظيفة مناسبة لمسلم،وستكون الأفضلية بطبيعة الحال لغيره،اقتنع بهذا الكلام،وصار يجوب الطرقات سيراً على الأقدام باحثاً عن وظيفة مناسبة ،فرص العمل قليلة،ولم يسأله أحد عن ديانته.
في بداية الأمر كان قد حدد نوعية خاصة من الأعمال،ولكن بعد عناء البحث لأيام متتالية بدأت التنازلات الإجبارية،فالمطلوب ليس متيسراً على كل حال،والآن غيّر وجهة نظره،إنه يريد وظيفة فحسب،يريد أن يكسب المال الحلال،ويشق طريقه في هذه الحياة،يتمنى أن يكوّن أسرة صغيرة مسلمة،ويعيش حياته آمناً مطمئناً،
فأي وظيفة محترمة ستسد حاجته،يشعر بأنه لن يدقق ليقول تخصصي ودراستي،فالوظائف هنا شأنها كشأن الوظائف في كثير من الدول،المهم شهادة جامعية،والوظيفة كثيراً ما تكون بعيدة كل البعد عن مجال الدراسة،لقد سبقة كثير من معارفه وأصدقائه للحياة العملية،وجميعهم قد اضطرتهم الظروف لقبول أي وظيفة،وها هو يسير على منوالهم.
بعد أيام من البحث المضني جاءه أحد الأصدقاء بخبر عن فندق مشهور في حي راق من أحياء المدينة،
فقد تخلى أصحاب هذا الفندق عن كثير من الموظفين،ويريدون الآن البديل عنهم،فرح بالفرصة وحمل أوراقه،وذهب على الفور،دخل البهو الكبير،وأصبح يمرر عينيه على جنبات المكان الفخم،ويتأمل الحضور،نزلاء من مختلف الجنسيات،وعدد كبير من الموظفين والعمال،وكل منهم يعمل على قدم وساق في مجاله،أناس قادمون،
وآخرون مغادرون،تقدم ببطء نحو الاستقبال،طاقم من الموظفين،زي موحد،لباقة في الكلام،ابتسامة عريضة،خطر على بالهم بأنه نزيل جديد،رفع بملف أوراقه وقال على استحياء:- بلغني أنكم بحاجة إلى موظفين جدد،أشاروا له على مكان إدارة الفندق، وقالوا له:- يتحتم عليك مقابلة المدير.
توجه إلى المكان،طرق الباب بهدوء،سمع الإذن بالدخول،فتح الباب ودخل،وجد نفسه أمام مكتب واسع وجميل،وخلف المكتب يجلس المدير الذي دعاه للجلوس،ودار بينهما حديث طويل،استشف من خلاله بأنه مجرد مقابلة شخصية مغلّفة،
كان محاوره على درجة من اللباقة والذكاء،لم يدع شيئاً إلا وسأله عنه،كان بينه وبين نفسه يتمنى عدم الخوض في مجال الدين،ولم يتعرض المدير لذلك أبداً،أدرك بأن المدير لم يتوقع بأنه مسلماً،وأعد نفسه في نفس الوقت للبوح بالحقيقة عند سؤاله،فقد أصبح مسلماً،
وتعاليم الإسلام تنهى عن الكذب،بعد ساعة تقريباً من الحوار شعر بنظرات الإعجاب من المدير،ولكنه في نفس الوقت عرف بأنه سيمسك بوظيفة محترمة هنا من باب التجربة فقط،فإن تخطّى التجربة بنجاح فالوظيفة له،وإن لم يكن مناسباً لهذا المكان فسيكون الطرد من نصيبه.
هبّ المدير واقفاً،فوقف أيضاً معتقداً بأن المقابلة قد انتهت،
ابتسم المدير وقال له :- سنحتفل بك قبل استلام الوظيفة،ولا تنسى بأنك محل تجربة فقط، ولن نضعك رسمياً إلا إذا أثبت جدارتك.
أومأ برأسه علامة الرضا والقبول،وأشار له المدير بأن يتبعه،اعتقد بأنه سيعرّفه على طبيعة عمله أولاً،ولكن المدير ابتسم وقال له:- سأحتفل بتعيينك قبل أن أسلمك العمل.فسار خلفه يتعرف على جنبات وأركان هذا الفندق الفاخر،طرقات طويلة وواسعة،إضاءات خافتة،
لوحات رائعة على طول هذه الممرات،تحف جميلة،ومصاعد متعددة،وسلالم متشعبة،يسير مع مديره الجديد،ونظراته تسبقه لتصيد عينية المطعم الذي قد دعي إليه،وجده ولكن المدير استمر في سيره وهو معه صامتاً،
ووجد مطعماً آخر وتكرر تجاهل المدير لذلك،وفي نهاية الممر كان هناك سلماً ضيقاً متجهاً إلى الأسفل،توقف المدير وأشار بيده يدعوه إلى النزول قبله،حانت منه التفاتة سريعة إلى جانب السلم،وإذا بلوحة كبيرة ملونة رسم عليها سهم مائل باتجاه نزول السلم،وكتبت عليها عبارة توحي بما يحدث في هذا المكان،إنه مكان خاص للشراب المحرّم.
تردد قليلاً،وتباطأ في الحركة،وأقبل من الأسفل بعض الرجال في حالة سيئة تثير الاشمئزاز،تظاهر بأنه يفسح لهم الطريق،وعقله يعمل بسرعة كبيرة،أيقبل الدعوة إمعاناً منه بإخفاء هويته الدينية؟؟أم يعلنها صريحة ليرضي الله عز وجل،وليخسر وظيفته التي لم يستلمها بعد؟؟إن حيرته كبيرة،
والرائحة المحرّمة تزكم أنفه،ومديره يمد يده مشيراً له بالنزول،ويهز رأسه مندهشاً من وقوفه الذي طال،تذكر وصية رفاقه له،فالإسلام محارب في كل مكان،والمسلم في هذا البلد لن يحظى بوظيفة محترمة،فكثير من المسلمين معهم شهادات عالية بتخصصات صعبة ونادرة ومع ذلك فهم مجرد عمال في المصانع والشركات،أو موظفين برواتب بخسة في غير مجالات تخصصاتهم،
أما هو فكيف الحال معه وهو بشهادة جامعية فقط بتخصص معتاد غير مميز،فالأولى أن يعمل بأقل من وظائف هؤلاء،
عاد إلى واقعه فجأة على صوت مديره:- ماذا حدث؟؟أتشعر بشيء؟؟أترفض دعوتي؟؟مع كلمات المدير تسربت إلى عقله فكرة تشع بالثقة والإقدام،قرر أن يعتاد الانتصار،ويجرّد نفسه الأبية من الانهزامية المريرة،أسلم حديثاً وعن اقتناع،فليصرح بإسلامه وليكن ما يكون،شعر بدفعة قوية،
توجه إلى مديره مبتسماً،وجرعة قوية من الثقة تدعم أعماقه وقالها بكل جرأة:- أعتذر بشدة،فأنا مسلم،والإسلام يحرم شرب الخمر.
اقترب مديره منه وقد تغيرت ملامحه فجأة،توقع منه أنواع شتى من ردود الفعل،كان أقربها هو حرمانه من هذه الوظيفة المرتقبة،أو حتى ازدرائه ببعض الكلمات،ولكنه لم يضعف ولم يتردد،فقد ثبت على موقفه،ولم يكن مهتماً لما سوف يحدث،ازداد اقتراب مديره منه،
وابتسم له مجدداً،ومدّ يده مصافحاً،وقال له:-
يا لها من مفاجأة جميلة،أتصدق أن كونك مسلماً سيحل مشكلتي مع هذا الفندق،لقد طردت الموظفين السابقين لكثرة شربهم،ومن ثم إضاعتهم لمهام وظيفتهم،
أما أنت فلن يتسبب تعيينك بأي مشكلة،سأسلمك الوظيفة الآن وليس على سبيل التجربة،بل سأكتب تعيينك فوراً،وستكون بيننا دائماً.
-------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-04-2014, 09:38 PM   #6255
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

نظـــــــرة للــــــوراء
بسم الله الرحمن الرحيم
في ذلك اليوم تجولت في أرجاء بيتها الكبير , و تأملت عدة مرات جدرانه و قطع أثاثه الفاخرة , و قارنت تلقائيا بين ماضيها بمتاعبه الجمة , وبين حاضرها الذي يكتظ بأدوات الرفاهية و قارنت للمرة الثانية بين الظروف الاجتماعية في تلك الفترة و العلاقات في الوقت الحاضر تذكرت بداية حياتها عندما فتحت عينيها في بيت كبير في قريتها قبل أن تأتي للمدينة و تتدرج في مراحل متعددة من الحضارة و الثراء طفولتها في بيت طيني واسع و يقع فنائه في الوسط حيث تقف أشجار النخيل شامخة في وسط ذلك الفناء بشكل تلقائي و تتذكر جيدا تسابقها و أشقائها في جني الرطب من النخل و الأواني التي تحضرها والدتها لملأها للجيران و الأقارب و الأصدقاء في شدة الحر و تحت أشعة الشمس و في أغلب أيام فصل الصيف كانت تضع قطعة من القماش و تنظر إلى إنائها لعلها تملأه قبل أخواتها كانت تفرح بكلمات الإطراء الممزوجة بالحنان و التي تسمعها بين الحين و الآخر من والديها و استرسلت في ذكرياتها فتذكرت تلك الحجرات كثيرة العدد قليلة العدة حيث أحاطت بجوانب ذلك الفناء الواسع .
أكثر ما يغمرها بالسعادة هو تذكرها لسكان ذلك البيت ,
فقد كان جدها و جدتها هما الأساس لتلك الأسرة و هما عماد ذلك البيت الكبير , و لن تنسى أعمامها و زوجاتهم و أبناؤهم و بناتهم , و بين الحين و الآخر تحل إحدى عماتها في ذلك البيت لعدة أيام حيث تستقبل مولودا جديدا , طفولة سعيدة و مرحة , و علاقات اجتماعية قوية ,
و صلات بالجيران و الأقارب , يشوبها بعض الخلافات أحيانا و لكن الجميع يعودون إلى سابق عهدهم في الود و الصفاء , تجوب مع أبناء و بنات أعمامها جوانب ذلك البيت العامر , يرفعون أصواتهم بأناشيد شعبية بريئة , و عندما يتذمر أحد الكبار من ضجيجهم يتراكضون إلى الشارع الضيق أمام منزلهم و يكملون لهوهم البريء مع أبناء الجيران .
عندما كبرت قليلا و امتنعت عن اللعب , وجدت نفسها بين يدي والدتها و جدتها و هما تمطرانها بكثير من التوجيهات حول شئون البيت سواء في الداخل أو الخارج , كانت تشعر بالسعادة لكونها أصبحت محل ثقة من الكبار , و شيئا فشيئا وجدت نفسها تتحمل مسئوليات أخرى , أكثر شيء كان يبعث السعادة في نفسها هو عنايتها بأخواتها الصغار لدى انشغال والدتها ببعض الأمور , كانت في تلك الفترة تدرك تماما أن جدها و جدتها هما أساس البيت , و أن مسئولية الأمر و النهي منوطة بهما فقط , فجميع سكان البيت يعرفون ذلك جيدا و يسيرون في حياتهم بناء عليه .
لن تنسى ذلك اليوم الحزين , عندما افتقدت جدها إلى الأبد , لم يقل لها أحد أي شيء , و لكن التحركات التي كانت تجري في البيت تشير إلى ذلك , رجال و نساء يدخلون البيت لدقائق معدودة ثم يخرجون , و بعد عدة أيام هدأ كل شيء إلا حرقة تشعر بها عندما تتذكره , ترى بعينيها أثار قد تركها خلفه , و تتحسس الأماكن التي كان يجلس فيها ,
فهنا يستقبل ضيوفه و يصنع لهم القهوة , و هنا يقوم بصنع بعض الأغراض بيده , و هناك مكان آخر أكثر أهمية , رف خشبي يحتفظ فيه بنسخة كبيرة من القرآن الكريم , يقرأ فيه كل يوم , و يعيده إلى مكانه على الفور , لم يكن أحد الأطفال يجرؤ على مسه أو تحريكه من مكانه , و لكن جدها لم يكن يمانع بمطالعته معه أو الإنصات إلى تلاوته .
عندما توفي جدها آلت رئاسة البيت إلى جدتها تلقائيا ,
و كان الجميع يعاملونها باحترام فائق , و يستشيرونها في جميع شئون حياتهم , و عرفت عندئذ أن جدتها قد أصبحت كبيرة العائلة , مرت الأيام الماضية متشابهة , و كان أجمل ما تتذكره ذلك الباب المفتوح طوال ساعات النهار للجيران و الأقارب , لا هواتف , لا مواعيد ,
لا مبالغات أو مظاهر تفسد هذه الزيارات , كل شيء يبقى على طبيعته , و البساطة سمة واضحة لكل شيء , و بعد فترة من الزمن تنتقل الجدة إلى رحمة الله , و تستشعر بعدها و كأن ميزان البيت قد اختل , أكبر أعمامها ذهب للعمل في المنطقة الغربية , و كلمة البقية الباقية في البيت قد تفرقت ,
كان من الواضح لديها أن هناك بوادر لعدم التفاهم تلوح في الأفق بين والدها و أعمامها في ظل تلك المعمعة تتغير حياتها فجأة بانتقالها إلى بيت آخر برفقة زوجها , التاريخ يعيد نفسه في بيتها الجديد , تعيش مع زوجها و أخوته و زوجاتهم والده و والدته هما عماد ذلك البيت أيضا , و باب مفتوح للخير و العطاء ,
رأت في والدي زوجها صورة مطابقة لما كان عليه أجدادها , و استشعرت السعادة في كثير من جوانب حياتها الجديدة , والدة زوجها امرأة تخاف الله , و تلتزم العدل في كل شيء بين زوجات أبنائها و أحفادها , أما والد زوجها فكان رمزا للعطاء بالرغم من قلة ذات اليد , و كانت تضحك دائما من ردة فعله لكل موقف و ربطه بمثل شعبي قديم .
مرت الأيام و هي تتواصل مع أهلها بزيارات في نهاية كل أسبوع , كانت تشعر بالأسى و هي ترى البيت الذي عاشت طفولتها فيه يتهاوى يوما بعد يوم , فقد تفرق السكان , و والدتها تلح على والدها ببيت أصغر منه , فقد أعيتها الخدمة فيه , و عدم الحاجة إلى كثير من حجراته التي خلت من ساكنيها ,
كانت تتمنى لوالدتها الراحة , و لكنها تجد في نفسها حبا جارفا لكل أرجاء ذلك البيت , فهو يذكرها بصديقات طفولتها و صباها , بنات أعمامها , و بنات الجيران , و الأقارب الذين يفاجئونهم بزيارات تلقائية في كل حين ,
لم تعلق على رغبة والدتها , و لم تبح بمكنون فؤادها , و طرق مسامعها ذات يوم قرار والدها بعد مشاورته لأخوته ببيع البيت و تقسيم ثمنه على الورثة طبقا لشرع الله تعالى .
غافلت الأيام استقرارها في بيت أهل زوجها بمفاجأة جديدة , فزوجها يعد العدة للرحيل , و الذهاب للعمل في إحدى المدن الكبرى , تغادر قريتها , و تغادر للمرة الثانية بيتا كبيرا أحبته من أعماقها , و أحبت الحياة فيه بحلوها و مرها , أعدت حاجياتها , و أغراض أطفالها ,
و استعدت لانطلاقة جديدة في هذه الحياة , استقرت في بيتها الجديد غير الكبير , و عاشت فيه حياة هادئة , و كانت تقضي جل وقتها في شئون البيت و خدمة الزوج و الأطفال , قضت الفترة الأولى من حياتها في المدينة تتنقل من بيت إلى آخر , و كل بيت يكون أكثر اتساعا و جمالا من سابقه ,
أولادها و بناتها يملأون البيت بصخبهم و ضجيجهم , سنوات و يصبح بيتها كبيرا و يضم أسرة كبيرة , لم تعد تستطيع خدمة الجميع , و البنات يقضين جل أوقاتهن في استذكار دروسهن , يشعر زوجها بمتاعبها و يجد الحل في استقدام الخادمة , تركن إلى الراحة و هي تتابع بفرح أطفالها و قد أصبحوا كبارا , لم تكن الحياة لتستقر على حال لديها أو لدى غيرها من البشر , فالبنات قد تزوجن الواحدة تلو الأخرى , و الأولاد قد تفرقوا لطلب العلم في جامعات مختلفة , و من ثم تزوجوا و استقروا في بيوت مستقلة .
عندما خلا بيتها من الأولاد و البنات و أحيل زوجها إلى التقاعد , حاولت بشتى الطرق إقناع أصغر أبنائها بالزواج و الاستقرار عندها , و لكنه صمم على الاستقرار في منزل منفرد أسوة بإخوته , زوجها سارع بمشاركة أحد أصدقائه بافتتاح محل تجارى , و أصبحت تجوب أرجاء البيت جيئة و ذهابا , تنتظر يوم الخميس بفارغ الصبر , حيث تأتي البنات و بعض الأولاد لزيارتها الأسبوعية ,
راقبت بأسى الأرضيات الرخامية اللامعة التي قلما تطأها الأقدام , و تذكرت الأرضيات الترابية التي لم تخلو يوما من مرور الكبار و الصغار عليها , و رمقت الأبواب الموصدة بإحكام بأسى شديد و هي تتذكر مواربة أبواب الماضي التي توحي بانتظار أصحاب البيت لأي ضيف و في أي ساعة كانت , نظرت إلى الهاتف و ما من رنين , ثم عالجت جرس الباب بنظرة أخرى و لكن الصمت كان لذكرياتها بالمرصاد , ساعات تمر عليها و هي تقارن بين سكون البيوت في الوقت الحاضر , و بيوت الماضي التي تعج صوتا و حركة .
------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-04-2014, 10:18 PM   #6256
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

ما هي عورة المرأة أمام أبنائها
السؤال: ما هي عورة المرأة أمام أبنائها (الذكور والإناث) وأمام غيرها من نساء المسلمين؟ أطرح هذا السؤال لأنه نُقل إلى معلومات بهذا الخصوص (لكن بدون دليل)، فقد ذكر الناقل أنه لا يجوز أن ترتدي المسلمة ملابس صيفية (تانك توب والشورت) في البيت أثناء وجود ابنها الذي قارب سن البلوغ، كما أن بعض المسلمين يعتقدون أنه إذا كان النساء مجتمعات، فإن يجب ألا يضعن الحجاب، أرجو منك توضيح الأمر.
الإجابة: الحمد لله
1. سئل فضيلة الشيخ محمد الصالح ابن عثيمين عن هذا فأجاب:
"لبس الملابس الضيقة التي تبين مفاتن المرأة، وتبرز ما فيه الفتنة: محرم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صنفان من أهل النار لم أرهما بعد؛ رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس - يعني: ظلماً وعدواناً - ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات».
فقد فُسِّر قوله «كاسيات عاريات»: بأنهن يلبسن ألبسة قصيرة، لا تستر ما يجب ستره من العورة،
وفسر: بأنهن يلبسن ألبسة خفيفة لا تمنع من رؤية ما وراءها من بشرة المرأة،
وفسرت: بأن يلبسن ملابس ضيقة، فهي ساترة عن الرؤية لكنها مبدية لمفاتن المرأة.
وعلى هذا: فلا يجوز للمرأة أن تلبس هذه الملابس الضيقة، إلا لمن يجوز لها إبداء عورتها عنده، وهو الزوج؛ فإنه ليس بين الزوج وزوجته عورة، لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ . إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} [المؤمنون: 5، 6]،
وقالت عائشة: «كنتُ أغتسل أنا والنبي صلى الله عليه وسلم - يعني من الجنابة - مِن إناء واحد، تختلف أيدينا فيه».
فالإنسان بينه وبين زوجته لا عورة بينهما.
وأما بين المرأة والمحارم: فإنه يجب عليها أن تستر عورتها.
والضيِّق لا يجوز لا عند المحارم، ولا عند النساء إذا كان ضيِّقاً شديداً يبيِّن مفاتن المرأة" أ.هـ [فتاوى الشيخ محمد الصالح ابن عثيمين (2 / 825)].
2. وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله:
"لا يجوز للمرأة أن تلبس القصير من الثياب أمام أولادها ومحارمها، ولا تكشف عندهم إلا ما جرت به العادة بكشفه مما ليس فيه فتنة، وإنما تلبس القصير عند زوجها فقط" أ.هـ [المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح الفوزان (3 / 170)].
انظر لهما: "فتاوى المرأة المسلمة" (1 / 417، 418)، جمعها أشرف عبد المقصود.
3. وقال الشيخ صالح الفوزان أيضاً:
"لا شك أن لبس المرأة للشيء الضيِّق الذي يبيِّن مفاتن جسمها: لا يجوز، إلا عند زوجها فقط، أما عند غير زوجها: فلا يجوز، حتى لو كان بحضرة النساء، (و) لأنَّها تكون قدوة سيئة لغيرها، إذا رأينها تلبس هذا: يقتدين بها.
وأيضاً: هي مأمورة بستر عورتها بالضافي والساتر عن كل أحد، إلا عن زوجها، تستر عورتها عن النساء كما تسترها عن الرجال، إلا ما جرت العادة بكشفه عن النساء،
كالوجه واليدين والقدمين، مما تدعو الحاجة إلى كشفه" أ.هـ [المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح الفوزان (3 / 176، 177)].
وقال المرداوي رحمه الله: "يباح للرجل نظر وجه ورقبة ورأس وساق من ذات محرم" [شرح المنتهى ج3 / ص7].
والله تعالى أعلم.
---------------
الاسلام سؤال وجواب / للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-04-2014, 11:07 PM   #6257
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الإمبــــراطــــور الصغيـــر
بسم الله الرحمن الرحيم
«المراهقة» .. أخطر منعطف يمر به الشباب، وأكبر منزلق يمكن أن تزل فيه قدمه.. إنها طاقة متفجرة، وقدرات شبه مكتملة، ونشاطا يفرض نفسه على الأسرة والمجتمع، فإن لم يوجه ويستثمر بصورة مثالية، ضاعت تلك الطاقة وانشلت هذه القدرات، وبات النشاط عجزا؛ بسبب الإفراط أو التفريط في الطرق التربوية لهذه المرحلة المهمة.
وثمة فرق كبير بين البلوغ والمراهقة، ففي حين أن البلوغ هو بداية «إرهصات المراهقة»، إلا أنه تحديدا لا يعني سوى النضوج الجنسي والقدرة على الإنجاب، أما المراهقة فهي ثورة نضج جسمي وعقلي ونفسي واجتماعي في رحلة طويلة متدرجة تستغرق قرابة العشر سنوات قبل اكتمالها ووصولها للرشد والنضج التام.
مشكلات وتحديات
1- الصراع الذاتي: جولات الصراع الداخلي لدى المراهق تكاد لا تنتهي.. صراع محاولة الاستقلال وإثبات الذات، والحيرة بين مخلفات الطفولة ومسئوليات الرجولة، وجلد الذات نتيجة التقصير في الالتزامات، هذا فضلا عن ثورة الغرائز الداخلية، والمعاناة الفكرية نتيجة تزاحم المشاعر ورهافة الأحاسيس.
2- النزعة للتمرد: المراهق يكاد يكون في تباين دائم مع المحيطين، خاصة الآباء والمعلمين وكل من له دور توجيهي في حياته، كل هذا تحت دعوى أنهم لا يفهمونه، وأنهم من جيل وهو من جيل مغاير تماما، وفي حقيقة الأمر أنها محاول للتمرد على سلطة النظم السائدة، ورغبة في إثبات الذات ولو حتى بالمخالفة والمكابرة الغير منطقية.
3- الميل للعزلة: الأنماط الأسرية الفاشلة (التدليل أو القسوة الزائدة) من شأنها أن تخلق شابا عاجزا عن مواجهة مشكلاته، ويفضل الاعتماد على الآخرين في حلها، غير أن طبيعة مرحلة المراهقة تتطلب منه أن يستقل عن الأسرة ويعتمد على نفسه، ومن هنا تزداد حدة الصراع لديه، وقد يميل إلى الانسحاب من العالم الاجتماعي والانطواء والخجل المفرط.
4- السلوك المزعج: حيث يصاب المراهق بنوع من الأنانية الذاتية «الاستعظام الذاتي» والتمحور حول متطلباته فقط دون مراعاة ظروف الآخرين، فنجده صاحب سلوك نشاز (المجادلة بداعي وبدون داعي، حدة الطبع، العند والعصبية الزائدة، رفع الصوت، العنف والعراك الدائم مع إخوته).
وقد يتفاقم الأمر خاصة مع غياب الجو الديني والتقصير في إحاطة المراهق بمزيد من الحنان والاهتمام والتوجيه والعناية، فنجد الانحرافات الجنسية، بل ربما الميل الجنسي لأفراد من نفس الجنس، والجنوح، وانحرافات الأحداث (اعتداء، وسرقة، وهروب).
وتبقى أبرز المخاطر التي يعيشها المراهقون في تلك المرحلة: «فقدان الهوية والانتماء، وافتقاد الهدف الذي يسعون إليه، وتناقض القيم التي يعيشونها، فضلاً عن مشكلة الفراغ».
فنون إرشادية
• ينبغي أن نتعامل كآباء مع المراهقة على أنها مرحلة وليست حالة ثابتة ودائمة، فهذا من شأنه أن يهون علينا معاناتها وانتظارنا لتجاوزها، وهذا بالطبع يجعلنا نتعامل مع المراهق بانفتاحية أكبر وتقبل أكثر، والتغاضي قدر الإمكان عن الهفوات والزلاّت، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «يعجب ربك من شاب ليس لـه صبوة» [رواه أحمد والطبراني واختلف في تحسينه وتضعيفه، فحسنه الهيثمي في مجمع الزوائد 10/270، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع 1658]
• المراهق يجيد فن السباحة ضد التيار في محاولة لإشباع رغبته في الاستقلالية، ولا أسلم في هذه المواقف من تفهم وجه نظر الأبناء فعليا لا شكليا، وإحلال لغة الحوار الحميمية بدلا من لغة إصدار الأوامر، وإفساح المجال العملي أمامه ليرتب حياته بصورة لائقة.. يقول التربويون: «إن من أكبر الخطأ أن يفسر الأب تصرفات ابنه على أنها تعدٍّ على مكانته وتحدٍّ لسلطته واستفزاز لكرامته، ويبدأ يستنفر قوته حتى يضعها في مواجهة عنيفة مع ابنه المراهق «صراع السيطرة»،
هذا الناشئ الذي يلملم أطراف شخصيته .. هذا بدل أن يراعي تغيرات التي تعتري ابنه، ويصبر على اضطراباته .. إن كل مراهق ومراهقة بحاجة إلى تفهم والديه ومراعاة هذا الظرف المؤقت الخارج عن إرادته، وأن يقف معه لا ضده، ويراعون هذه الانفعالات التي تتراكم وتتجمع في نفس المراهق كما يتجمع الهواء الحار في القِدْر ..
الانفعالات متراكمة في قلب صغير يضيق بها، يحتاج يخرج قليلاً من الهواء الحار، وفي لحظة إخراجه لهذا الهواء الحار يحتاج إلى معرفة كيفية إخراج هذه الانفعالات باللباقة والذوق ومراعاة الآخرين؛ لأنه في عالم ثان تشغله انفعالاته الداخلية عن تصرفاته الخارجية، ولا يخطر في بالك أنه يقصد إيذاء أحب الناس عنده».
• على المستوى الأسري الأبوي لابد أن نعترف أن أغلبنا يعاني من أزمة استماع كل طرف للأطراف الآخرين داخل الأسرة الواحدة الصغيرة، وأن كلا منا يسمع نفسه ويردد أفكاره فقط، ويظن أن الطرف الآخر –
خاصة الأصغر سنا- ليس لديه القدرة ولا الملكة التي تمكنه من التعبير عن نفسه وعن متطلباته وآماله وطموحاته وأفكاره، ويتهم بعضنا بعضا بالهامشية والسطحية، وكل منا يظن أنه يحتكر وحده الصواب.. إن المراهق في أشد الحاجة لمن يتسع له صدره ويستمع لدواخله دون مقاطعة أو تصيد للأخطاء،
وأن لا نتجاهل أسئلته، أو نتنكر من إظهار عواطفنا تجاهه، فهو بحاجة لصديق ناضج أكثر من حاجته لأب لا يجيد غير التعليمات والتوجيهات، وهو بحاجة لمن يقدم له الدعم والمساندة والمشورة الصادقة والإجابة عن كل تساؤلاته بطريقة مقنعة.
• «البرمجة السلبية» من أخطر أساليب التعامل مع المراهق،
مثل عبارات: أنت فاشل، عنيد، متمرد، اسكت يا سليط اللسان، أنت دائماً تجادل وتنتقد، أنت لا تفهم أبداً...إلخ؛ لأن هذه الكلمات والعبارات تستفز المراهق، وتزيد من معاناته الداخلية .. إن التركيز على الإشادة بالإيجابيات في شخصية ابنك –
حتى ولو كانت صغيرة- كفيل بأن ينميها ويدفعها للأمام، وهذا أفضل بكثير من لغة التوبيخ المستمرة التي تولد بدواخله الإحباط واليأس، ولا ننسى أن أبنائنا لهم أعين يبصرون بها سلبياتنا أيضا، وليس من المعقول طلب المثالية منهم ونحن في واقع الأمر عاجزون عن تحقيقها مع ذواتنا،
وهذا من شأنه أن يشعره بمرارة الضيم، وأنه مضطهد، ولا أشد من هذه المشاعر عليه التي تدعم رغباته في التمرد، وربما تؤدي إلى الجنوح في تصرفاته بصورة لا يحمد عقباها.
• تلعب البيئة دورا هاما في عصبية المراهق، كنشأة المراهق في جو أسري مشحون بالعصبية والسلوك المشاكس الغضوب. كما أن الحديث مع المراهقين بفظاظة وعدوانية، والتصرف معهم بعنف، يؤدي بهم إلى أن يتصرفوا ويتكلموا بنفس الطريقة،
هذا فضلا عن أن تشدد الأهل معهم بشكل مفرط، وتقييد حريتهم بالأوامر الصارمة، ومطالبتهم بما يفوق طاقاتهم وقدراتهم من التصرفات والسلوكيات، يجعلهم عاجزين عن الاستجابة لتلك الطلبات، ويثير مكامن العصبية والتمرد فيهم، ولذلك يبقى الترياق الناجح لكل هذه التوترات هو: الأمان، والحب، والعدل، والمرونة في التعامل، واحترام رغباتهم في المشاركة والاستقلالية.
يقول الدكتور (الحر): «فلا بد للمراهق من الشعور بالأمان في المنزل.. الأمان من مخاوف التفكك الأسري، والأمان من الفشل في الدراسة، والأمر الآخر هو الحب، فكلما زاد الحب للأبناء زادت فرصة التفاهم معهم، فيجب ألا نركز في حديثنا معهم على التهديد والعقاب، والعدل في التعامل مع الأبناء ضروري؛
لأن السلوك التفاضلي نحوهم يوجد أرضاً خصبة للعصبية، فالعصبية ردة فعل لأمر آخر وليست المشكلة نفسها، والاستقلالية مهمة، فلا بد من تخفيف السلطة الأبوية عن الأبناء وإعطائهم الثقة بأنفسهم بدرجة أكبر مع المراقبة والمتابعة عن بعد،
فالاستقلالية شعور محبب لدى الأبناء خصوصاً في هذه السن، ولابد من الحزم مع المراهق، فيجب ألا يترك لفعل ما يريد بالطريقة التي يريدها وفي الوقت الذي يريده ومع من يريد، وإنما يجب أن يعي أن مثل ما له من حقوق، فإن عليه واجبات يجب أن يؤديها، وأن مثل ما له من حرية فللآخرين حريات يجب أن يحترمها».
• أشهر مظاهر المراهقة «العناد والتمرد»، وتصبح جماعة الأصدقاء أكثر أهمية من الأسرة، فكل ما يقوله الأصدقاء مرغوب ومقبول بعكس ما تطلبه الأسرة.
ويرجع ذلك إلى رغبة الطفل في أن يدخل مجتمع الكبار وأن يستقل نوعاً ما عن أسرته.. ولذلك علينا تفهم ذلك جيدا، والوضع في الاعتبار أهمية الأصدقاء والصداقة بالنسبة للمراهق، وأن ينحصر دورنا كآباء ومربين على تدريب المراهق على فنون ومعايير اختيار الصديق،
والتقييم الدوري أصدقائه لنبذ الطالح والتشبث بالصالح منهم في جو من الشورى والإقناع.
---------------
د/ خالد سعد النجار / للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-04-2014, 11:24 PM   #6258
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 80"]
إِليــك لجــوئـــي يــا إلهـي .. !
إِليـك لجوئي يا إلهـي وتَوْبَتِـيْ
وإنّـيَ أوّابٌ إلـيـكَ وتـائـق(1)
على خَشيـة لله تُشفِـقُ عندهـا
دموعٌ وقلـبٌ في رجائـك خافِـقُ
أحاطـتْ بيَ الآلام من كلِّ جانـب
وأطبـق منها كـلُّ ما هو طـارقُ
كأنّ ميـاديـن الحيـاة بـلاؤهـا
بـلاءٌ وهـمٌّ من حَوَالـيَّ لاحـقُ
وشِـدَّةُ خوفي من ذنوبي تشُدّنـي
إلى الله ! أرجو رحمةً لا تُفـارقُ
--
تَلفَـتُّ كي أَلْقى هُنَـالك فُـرْجَـةٌ
أمُـرُّ وأَنْجـو عِنْـدَهـا وأُُفـارقُُ
فليـتَ يَدَ الإنسان مُدَّت وأَسْعَفَـتْ
ولَيْـتَ رَفِيقَ الدَّربِ ظـلَّ يُرافـقُ
سِوَى عُصْبَةِ الإيمان والصِّدْق والوفا
يقـومُ بها عَهْـدٌ مع الله صـادِقُ
فَلَـمْ ألْقَ إِلاّ رَحْمَـةَ اللهِ أشرَقـتْ
عَليَّ ، وُنورٌ من هُدى الله دَافِـقُ
وفَضْلٌ من الرحمن يَحْنُو ويَنْجلـي
وعَوْنٌ من الرحمن ماضٍ ولاحـقُُ
فكـم فُرْجَـةٍ قد فُتِّحـتْ ومَنافِـذٍ
فَتَنْـزّاحُ عَنْ دَرْبي بِذاك العوائـقُ
--
إليْـكَ لُجُوئي يا إلهـي وتَوْبَتـي
لِتُجلى مع الأَيَّـام فِيهـا الحقَائِـقُ
أشقُّ بأنّاتـي الليالـي وَرَهْبَتـي
وطُُـولُ دعائي بين جنبيَّ خافِـقُ
وأنـتَ عليـمٌ بالسـرائـر كُلِّهـا
لما كان من يومي وما هو سابِـقُ
وما سوفَ يأتـي بعـد ذلك كُُلّـه
من الغَيْبِ ما يُُخْفى وما هو لاحقُ
وإنـك تقضي في المواقـع كلِّهـا
على حكمةٍ تُجلى ، وعدلُكَ صادقُ
على قَدَرٍ ماضٍ على الخلق كُلِّهـم
يُدِيرُ شُؤونَ الكونِ والنَّاسِ خَالِـقُ
وإنَّـك تعفـو عن عبادِك رَحْمـةً
وعفوُكَ ماضٍ في العبادِ ونَاطِـقُُ
غفـورٌ رحيمٌ واسعُ العفـو قـادرٌ
تهـبُّ لِتَلْقَى العَفْوَ مِنْكَ الخَلائِـقُ
وكـلٌّ بعـدْلٍ من قَضَائـك بالـغٌ
لمـا أنتَ تقضيـهِ وما أنْتَ فَالِـقُ
فهـذا تقـيُّ إن هَدَيْـتَ بِرَحْمَـةٍ
وآخـر في دربِ الغوايـة فَاسِـقُ
وآياتك الكُبْرى على النَّاس حُجَّـةٌ
تقومُ فلا تُخْفـى لديهـا الحقائُـقُ
على فِطرةٍ سَوَّيـتَ يا ربِّ فيهِـمُ
لِيُبْصِـرَ كلُّ الناسِ ما هو صـادقُ
--
وأنـتَ وليّـي يا إلهـي فَنَجّنـي
إذا دار كيـد من حوالـيَّ خانـقُ
إليـك لجوئـي يا إلهـي وإننـي
لِعَفْـوِكَ سَـاعٍ أو لِبَابِـكَ طـارقُ
---------------
الدكتور عدنان علي رضا النحوي
[/frame]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-04-2014, 11:35 PM   #6259
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 70"]
فــــي ذكــــــر المــــوت
وإذا ألمّ بيَ الألمْ
وعرفت أني للعدمْ
فإلى الإله نهايتي
فهو الغفورُ لما ألَمّ
وهو الكريم يجيبني
ويريجني من كل غمّ
وهو المقيل لعثرتي
وهو المزيل لكل طمّ
يا ربُّ فاغفر زلّتي
واحفظ فؤادي من مذمّ
أنت المًرجّى في الحيا
ة وفي الممات وماأهمّ
واهد السبيل فإنني
بك أستجير وأعتصمْ
ولقد أتيتك تائباً
مِن قبلِ توبتيَ الندمْ
فاقبل إلهي توبتي
وامحُ المساوي من أمَمْ
هبني الجنان تفضّلاً
يا واهباً كلّ النّعمْ
واجعل مقامي دانياً
لنبينا خيرِ النَّسَمْ
ولصاحبيه وَمن يَلي
والكلُّ في الجُلّى قممْ
الدكتور عثمان قدري مكانسي
[/frame]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-04-2014, 11:54 PM   #6260
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 70"]
سورة الكهف اسرار وسرور،،،!
بسم الله الرحمن الرحمن
وفي الكهفِ أسرارٌ لنا وسرورُ
وقرةُ عينٍ قد زهت وزهورُ!
حكايةُ فتيانٍ تَعاظمَ دُرّها
فكانت بدوراً إثرَهن بدورُ!
فرحلةُ ايمانٍ وصبرٌ وقوةٌ
فللهِ هذا الحزمُ كيف يسيرُ؟!
وقاموا الى المولى الكريم يَحُثهم
عظائمُ اياتٍ اورقت وسطورُ
تجلّى منارُ العقلِ فيهم فردّدوا
أَثمةَ سلطانٍ لهم ونصير؟!
فما نرى مِنْ علمٍ ورشدٍ وانما
حجارةُ قومٍ ما لهنّ بصيرُ!
توارثتِ الآنامُ شركاً وإنه
جهالةُ آباءٍ وحمقٌ وتدميرُ
ففروا الى الحق الحفيظِ فصانَهم
وحُفّوا بآيات ما لهنّ نظيرُ!
فناموا قروناً هانئاتٍ وحاطَهم
عنايةُ رب والإله خبيرُ!
فكهفُهمُ المهجورُ نورٌ ورحمةٌ
تباهى عليهم مِرفقٌ ونميرُ
تَزاوَرُ عنهم شمسُهم ولهيبُها
وفي فجوةٍ كانوا والمخوف يسيرُ!
لو اطلع الآتي عليهم لناله
فرارٌ شديدٌ خانق وكبيرُ
وصاراوا أعاجيبَ الزمانِ وقد ترى
بذا الكون اياتٍ شبهَها وتُثيرُ
اما لك عقلٌ يبصرُ الدهرَ إنه
براهينُ توحيدٍ أحرجت وتمورُ؟!
وفيها مثالُ الجنتينِ لكافرٍ
وصاحبُ اسلامٍ ما دهاه غرورُ!
تحاورتُما في الله المجيدِ ونعمةٍ
فأنكر معتوهٌ وآبَ شكورُ!
ولم يشكرِ اللهَ الجحودُ فناله
عقوبةُ حُسبانٍ احرقت وشرورُ
وقصةُ (موسى) إذ يسيرُ كطالبٍ
الى (الخضِر )المرموق عبرةٌ واثيرُ
تواضعُ ميمونٍ وفقهٌ ورحمةٌ
فهلا فقهتَ الدرسَ وانكشف النورُ؟!
وصاحبُ (قرنين) تمكّن وارتَقى
وطافَ بلاداً لا علوَ ولا جَورُ
هو الملكُ المحمودُ فعلاً وسيرةً
وبانٍ لسد لم تنله مغاويرُ
و(يأجوجُ ماجوجٌ) تقاصرَ كيدُهم
وظلوا بعزلٍ لا ردىً وظُهورُ
وفيها مواعيظٌ ودرسٌ وحكمةٌ
تَحنُ اليها جمعةً وتطيرُ
فخذها بتدبيرٍ ووعي وخشيةٍ
لتثمرَ إيماناً قد علته تباشيرُ
وما أحوجَ المرءَ الأسيفَ لواعظٍ
يُفيض ثباتا ما مضى ويسيرُ
وفي كل اسبوعٍ تعيش حدائقاً
وتُخصبُ ايقانا ويشتعلُ الخيرُ
وفي مفتَح الكهفِ العجيب عواصمٌ
لفتنة (دجال) كم طغى ويضيرُ!
فأوِثقْ فؤاداً بالقران فإنه
سلامتُك العظمى ما صدَح الطيرُ
ولا عزَّ الا بالكتاب فإنه
شرارةُ إيمان شعشَعت وتنيرُ
فأَدِر اليه رشدَكم وجَنانكم
فمجدك قرانٌ وسعدك تذكيرُ!
د.حمزة بن فايع الفتحي
[/frame]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 0 والزوار 8)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 11:52 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved