منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 18-02-2013, 10:37 AM   #651
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

تكملـــــــة (ان الـــدموع لاتمســــح ألأحــــزان)


وكانت حالتة مزرية ملابسة غير نظيفة ينام كثيرا وعندها قررت الجدة اخبار والد سامى بما يحدث وعندما علم والد سامى قرر ان يعود الى بلدتة حتى يخلص ابنة من هذه المشاكل حيث ان ابنه سامى اصبح مبذرا ينفق ماله على رفاق السوء وفى احد الايام كعادة سامى وهو ذاهب الى اصدقاءه حاوت جدتة منعه من الذهاب حتى انها وقفت محاولة اعتراض طريقة فقال لها ابتعدى ايها العجوز سأذهب مهما كلف الامر وقام بدفع جدتة بعيد عن الباب عندها صرخت جدتة فى وجهه وقالت له اذهب ياسامى فلقد اخبرت والدك بكل افعالك ختى ينقذك من نفس الامارة بالسوء وهنا لم يحس سامى بنفسة الى وقد لطم جدتة على وجهها واخذ يضربها وهى اخذت فى الصراخ وكأن سامى اصبح كوحش كاسر لم يرحم دموعها على خدها ولم يخلصها من بين يدية سوى الجيران وعندما نظر سامى الى جدتة وجد ان الدماء تنزل من انفها وفمها ولم يدرك لماذا فعل ذالك ؟ولكن كل ماادركه هو صوت الجيران وهم يقولون له اتق الله تضرب امرأة عجوز كهذه انت ابن عاق دعها وشأنها انت لا تستحق سوى انا نقول لك حسبى الله ونعم الوكيل وعند ذالك حمل الجيران الجدة الى المستشفى فقد غابت عن الوعى وعندها غادر سامى المنزل لايدرى الى اين يذهب ؟ ولا الى من يتكلم ؟ ولم يدرى سوى انه جلس فى الشارع حتى طلع الفجر علية وهو لايدرى ماذا يفعل هل يذهب الى بيتة ولكن كيف وبعد كل ما صنع ؟وفى هذا الوقت كا ن يذهب رجل كبير فى السن يذهب الى المسجد وعندما شاهد سامى ودموعة على خدية سأله عن ما به ولكن سامى كانت دموعة وصوتة يحتبسان فى صدرة لم يعد يستطيع الكلام وعندها قال له هذا الشيخ الكبير هل اطلب منك خدمة يابنى ؟فهز سامى راسة بالايجاب قال هلا اوصلتى الى ذالك المسجد القريب فهز سامى راسة بالايجاب وعندها نهض سامى لكى يوصل هذا الشيخ الى المسجد وعندما اوصل سامى الشيخ الى المسجد هم بالعودة فقال له هذا الشيخ؟ الى اين انت ذاهب يابنى عندهانطق سامى لا اعرف ؟فقال له الن تصلى ياولدى قال له لست متوضأ فقال له اذهب فتوضأ وصلى اريدك بعد الصلاة .ودخل الشيخ الى المسجد وكان سامى يصارع هل يدخل ليصلى ام يذهب ولكن الى اين يذهب ؟ وعندها دخل المسجد واحس انه لم يدخل هذا المكان الطاهر منذ فترة طويلة وعندها صلى الفجر ولكنة لم يعلم ماذا يقول ولا هل صلاتة مقبولة ام لا ؟ ولكن قطع عليه هذه الافكار صوت الشيخ وهو يقول له هيا بنا يابنى .فسأله سامى الى اين ؟ فقال الى المستشفى عندها فتح سامى فمه ولا يدرى ماذا يقول ولكنة تدارك نفسه فقال للشيخ لماذا ؟ فقال له لازور اخى انه فى حاله صحية خطرة نتيجة تعرضة لحادث سيارة . ذهب سامى الى المستشفى وعندها تذكر جدتة وما حل بها فنزلت دموعة وفى الطريق حكى سامى لهذا الشيخ وكان يدعى حسين كل ماحصل معه .وكان ينتظر ان يسمع رد الشيخ ولكن الشيخ حسين كان صامتا .وعندما دخل سامى الى المستشفى وكان معه الشيخ حسين ذهبا الى رويئة اخى الشيخ حسين وكان يدعى عليا .وسأل الشيخ عن اخيه فعلم انه توفى لان اصابتة كانت خطرة وعندها نظر سامى الى الشيخ حسين فوجد انه كان يقول انا لله وانا اليه راجعون لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم وعندها ذهب الشيخ حسين الى اخية لينظر اليه فوجد وجه اخيه كأنة نائم وكان سامى مستغرب لما يحدث من هدوء الشيخ حسين . وبدا الشيخ فى الاستعداد لدفن اخية وعندها ذهب سامى مع الشيخ الى حجرة فى المستشفى لتغسيل الاموات فطلب الشيخ حسين من سامى ان يحضر الكفن .ذهب سامى لاحد الاطباء فأحضر له الكفن وكانت دهشتة غريبة حيث امن هذا الكفن ليس سوى قطعة من القماش الابيض ودخل الحجرة الى بها الشيخ حسين وهى الحجرة التى سيتم بها التغسيل حيث كان على اخو الشيخ حسين مغطى بغطاء ابيض وهم سامى بالخروج من الغرفة ولكن الشيخ حسين قبض على يدة وقال له ألن تساعدنى يا بنى فوقف سامى مضطربا وعندها وجد باب الغرفة مغلقا اى انه لا يستطيع الخروج .لم يجد سامى شى سوى الاستسلام لهذا الوقع ونظر حوله فلم يجد سوى طاولة كبيرة يزيد طولها عن المترين ونصفوهذه الطاولة بها ثقوب كثيرة وفوقها كان اخو الشيخ حسين راقدا وعند هذه اللحظة كشف الشيخ الغطاء الابيض ليرى سامى لاول مرة شخصا امامة ميتا قام سامى بالاقتراب خطوة خطوة من هذه الطاولة وقام بلمس قدم الميت فوجد انها باردة عندها احس بالخوف يسيطر عليه يعصر قلبة عصرا وبدا الشيخ فى التغسيل حيث قام بنزع الملابس عن الشخص الميت وهذا الميت الذى لا حول له ولا قوة وجد سامى نفسه فى الغرفة التى سيتم بها تغسيل اخو الشيخ حسين وكان الشيخ قد بدا نزع الثياب عن اخية المتوفى وسامى ينظر بستغراب حيث ان هذا الميت لا يستطيع الكلام او ان يمنع الناس من نزع ملابسه وبدا الشيخ حسين فى تغسيل هذا الميت حيث بدا بصب الماء على هذة الجثه الهامدة وعندها بدات دموع سامى تغلبة وبدا فى البكاء لم يستطع ايقاف تلك الدموع المنهمره منه وبعد انا انتهى الشيخ حسين من تغسيل اخيه قام بلفه فى هذا الكفن الابيض احس سامى بأنه سيفقد عقله وعندها سأل نفسه هل هذه هى نهايه الانسان حيث انه يخرج من الدنيا بهذا الرداء الابيض فقط لا يحمل معه اى شى .وبعد ان انتهى الشيخ حسين من تغسيل اخيه وتكفينه حملوه الى المسجد لكى يصلى عليه صلاة الجنازة وذهب سامى مع الشيخ حسين الى المسجد .كان امجد فى هذا الوقت يبحث عن صديقة سامى لانه قرر ان يخرج مع بعض اصدقاءه ويصحبو معهم سامى ولكنه لم يعثر عليه فركب امجد سيارة احد اصدقاءة وخرجو للنزهه حيث كانت النزهه ماهى الى مضايقه عباد الله ومضايقه الناس التى تسير فى الشارع كان مع امجد فى هذا الوقت صديقاه سالم و محمد واخذو يجبون الشوارع وكانو يلعبون بالسيارة وهنا اختل توازن السياره ووجد امجد انه لم يقدر على السيطره على السيارة فرتطمت السيارة بأحد اعمدة الانارة ومع سرعة السياره سقط هذا العمود فوق السيارة وغاب امجد هنا عن الوعى .حضر سامى الجنازة مع الشيخ حسين حيث بعد ان انتى من صلاه الظهر صلو على الميت صلاة الجنازة وذهب سامى الى المقابر لفن اخو الشيخ حسين حيث قامو بوضع الميت فى هذهالحفرة المضلمة الى لا ليس بها انيس او جليس و بداو الدفن حيث اهال و التراب على هذا الميت ووقف الشيخ حسين يدعو لاخية والناس تؤمن على دعاءه هنا انتهى هذا المشهد الذى كان سامى يحس بأنه اشبه بقلم سينمائى وعندها قال سامى للشيخ حسين سوف اعود للمنزل فقال له الشيخ حسين حسنا يا بنى ولكن اصر الشيخ حسين على توصيل سامى الى منزله وعندما وصل سامى الى منزله وجد اثنين من رجال الشرطة فى انتظارة نظر سامى اليهم مستغربا فقال احدهم له هل انت سامى قال نعم قال هل يمكن ان تأتى معنا فقال لهم هل لى انا أعرف لماذا فقالو له سنخبرك فى الطريق فقال لهم الشيخ حسين هل استطيع ان اتى معكم فقالو لا بأس بذالك وعندها ذهب سامى الى قسم الشرطة ووجد الظابط جالسا على مكتبه وعندا دخل سامى قال السلام عليكم ياحضرة الظابط فقال وعليكم السلام اجلس ياسامى فجلس سامى وكان معه الشيخ حسين فقال له الظابط هل لك صديق يدعى امجد فقال له سامى نعم فقال له لا تخف ياسامى نريد منك فقط ان تتعرف فقط على جثته فعندها صعق سامى وقال بصوت عال ماذا حدث له فقال له لقد وقع له حادث وسقط احد اعمدة الانارة فوق سيارتهم هل يمكن ان تفعل ذالك وعندها اجهش سامى بالبكاء كالاطفال وعندها احتضنه الشيخ حسين وقال هيا بنا يابنى ذهب الشيخ حسين معة الى المستشفى التى كان يرقد بها امجد مع صديقية سالم ومحمد وعندما دخل سامى الى المستشفى ذهبو الى المكان الذى يوجد به امجد ودخل الى الغرفه ليجد سامى صديقة امجد مغطى بذالك الرداء الابيض وعندا اتى احد الاطباء فقال له هل جئت للتعرف على الجثه فقال نعم وعندها كشف الطبيب الغطاء عن وجه امجد فصعق سامى وخرج الى خارج الغرفة حيث انه احس برغبة فى التقيؤ واخذ سامى يتقايا فسأله الطبيب هل انت بخير فقال له نعم فقال هل هذا هو امجد صديقك قال نعم وهنا خرج سامى مع الشيخ حسين من المستشفى وفجاه وهو على مقربه من باب المستشفى احس بأنة لم يعد يستطيع الوقوف ولكنه لم يكن يريد البقاء فى هذا المكان ولكن لم يحس بنفسه الا وقد هوى على الارض وفقد سامى وعيه تماما وهنا صرخ الشيخ حسين ياسامى ياسامى اجبنى ياسامى ولكن لم يكن سامى يسمع شى .فى هذا الوقت وصل والد سامى من سفرة هو وزوجتة وعندما دخل الى المنزل اذا به يرى امه وقد جلست على كرسيها فعندما دخل والد سامى احتضنها بين ذرعية وقبل يديها وعندما نظر جيد الى وجهها وجد به احدى الكدمات على وجنتها فقال لها من اصابك ياامى من فعل بكى ذالك فلم تستطع سوى البكاء فعرف انه سامى فغضب غضابا شديدا ولم يدرى اين يبحث عن ابنه سامى لابد انه فقد عقله حتى يفعل ذالك بجدته .ذهب الشيخ حسين الى منزل والد سامى فسأله هل هذا هو منزل سامى قال نعم فقال له هل انت والدة فأجاب نعم فقال له هل تسمح لى بتحث قليلا فقال له تفضل ودخل حسين وجلس معه والد سامى وهنا حكى له الشيخ حسين عن الذى حدث مع ابنه سامى من بديتة وكيف كان مستقيما ولكن رفقاء السوء هم السبب فى كل ماحدث له واخبره عن امجد صديق سامى واخبرة ان ابنه سامى فى المستشفى وهو فاقد للوعى حيث نقل الى غرفة العناية المركزة فهنا هرع والدى سامى الى المستشفى وذهبا ليرا ابنهما الوحيد سامى وهو فى غرفه العنايه المركزة فلم يكن يسمح لاحد بدخول هذة الغرفة فطلب والد سامى من الاطباء ان يدخل ليرى ابنه فقال لهم الطيب بعد ان راى علامات الخوف على وجهههما سمح لهم بالدخل هو وزوجته عشر دقائق فقطفوافق الابوان على ذالك وعندما نظر والد سامى الى ابنه لم يستطع ايقاف دموعه وهو يرى ابنه فى الفراش وقد وصلت له الاجهزة من كل مكان ولم تستطع ام سامى ان تتوقف عن البكاء وعندما نظرت الى عينا سامى المغمضة لاحظت انه كان يبكى عندها دخل الطبيب مره اخرى وقال لهم لو سمحتم لقد انتهت الزيارة فخرج الابوان وكان يرافقهما الشيخ حسين الذى حاول تصبير والد سامى وانه سيكون بخير وانهم عليهم ان يدعوا له وعندما عدا والدا سامى الى البيت كانت الجدة فى انتظارهم ولم تعرف لماذا خرجو مسرعين بهذه الطريقة وعندما نظرت الى والد سامى ووجد انه مازال يبكى سألته اين سامى اجبنى يابنى اخبرنى فحكى لها ماحدث مع ابنه سامى فقالت يجب ان اذهب اليه فقال لها لانستطيع ذالك فقالت لوالد سامى ان لم تذهب معى سأذهب لوحدى فقال لها بل سأذهب معك ذهب والد سامى وجدتة الى المستشفى وعندا شاهدهما الطبيب فقال لهم الزيارة ممنوعة فقالت له له الجدة ارجوك يابنى هذا هو حفيدى الوجيد اريد ان اراه ارجوك ؟فلم يستطع الطبيب امام اصرارها سوى ان يقبل ودخلت الجدة على سامى فى هذة الغرفة ووجدت انه فاقد للوعى تماما فأمسكت بيد سامى وقالت له يا سامى يابنى هل تسمعنى وفجأه وجدت الجدة عينا سامى تتفتح وينظر اليها واول مانطق به سامى قال لها سامى سامحينى ياجدتى انا اسف لا ادرى كيف فعلت ذالك وعندما نظر سامى الى وجهها اخذ فى البكاء والنحيب وعندها هرع الطبيب الى الغرفة عندما علم بأن سامى قد افاق من هذه الغيبوبه وقال لجدتة هونى عليه البكاء ضار على صحتة كان الاب يقف خارج الغرفة ودموعة تنهمر من عينية لم يدرى اهى دموع الفرح ام من هذا المشهد المؤثر فقال له الطبيب يستطيع سامى ان يخرج غدا ولكن لاتحاولو تعريضه لخطر اى صدمات اخرى فقد تقضى عليه فخرجت الجدة من الغرفة وكان سامى يرقبها ويرى ابوة وقد بدات على سامى علامات الحزن على مافعل بجدته .فى اليوم التالى خرج سامى من المستشفى وكان فى انتظارة والداه الذين احتضناه وكان دموع سامى قد سبقتة فى استقبال والديه وكان ذالك مشهدا مؤثرا فقد كان كل من بالمستشفى ينظرون ودموعهم تسقط وعندما سلم سامى على والدية اذا بجدتة تجلس على كرسى فى المستشفى فجرى سامى نحوها وقبل يدها واريمى بحصنها واخذ فى البكاء احس بانة لا يستطيع الكلام سوى كلمة واحدة هى انا اسف يا جدتى عندها قالت له جدتة لقد سامتك يابنى على الا تعود الى ذالك مرة اخرى وخرج الجميع من المستشفى وكان سامى سعيدا بعودة والديه فلقد تغير حاله واصبح شابا صالحا واول من فكر سامى فى ان يزورة كان الشيخ حسين حيث قابله الشيخ حسين بكل ترحيب وعندما جلس سامى فى منزل الشيخ حسين قال له ياشيخ حسين انت من ادين له بأعادتى الى الطريق المستقيم وربما كنت ذهبت مع صديقى امجد الى الاخرة بدون عمل صالح فما سيكون مصيرى ؟فقال له الشيخ حسين يابنى مهما عاش الانسان فى هذة الدنيا سواء كان فقيرا او غنيا مريضا كان ام صحيحا معافى فهذه الدار لن نخلد فيها ابدا ويجب علينا مغدرتها ولن نحمل منها سوى اعمالنا وفى هذا الوقت سقطت الدموع من عينى سامى فقال له يابنى ان الدموع لاتمسح الاحزان لا يمسح الاحزان سوى كلام الله ودعاء نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وهو اللهم انى اعوذ بك من الهم والحزن واعوذ بك من العجز والكسل رددة كثيرا يابنى وهنا تذكر سامى صديقة امجد فقال للشيخ ماذا يمكننى ان افعل لصديقى امجد ياشيخ حسين ؟ فقال له عليك بالدعاء له فى كل وقت وفى الاوقات التى يستجاب فيها الدعاء مثل يوم الجمعة .خرج سامى من عند الشيخ حسين وقد احس للمرة الاولى انه انسان جديد حيث عادت له ابتسامتة الجميلة وشروق وجهه مره اخرى واصبح هو وجدتة صديقين مرة اخرى فكان لا ينام الا بعد ان يطمئن عليها واصبح هو ووالدة افضل صديقين واصبح يحرص على صلاتة ويذكر صديقة امجد دائما بالداعاء .
--------------------

للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-02-2013, 11:25 AM   #652
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

وقفة مع النفس .!


بسم الله الرحمن الرحيم

مع غروب شمس الثامن والعشرين من شهر آب ، لهذا العام /2012/ م ، دخل يوم ميلاد له جديد ، تجاوز فيه سنة بعد إكمال العقد السادس من العمر ، قضى منه أكثر من النصف بعيداً عن بلده ..

وغمرته عناية الله ورعايته ، وفضل اختياره له ، ولطفه به ، ونعمه الحسّيّة والمعنويّة بكلّ أنواعها وأطيافها ، وحسنها وألطافها .. حتّى إنّه لم ير من بؤس الحياة وضرّها ما يستحقّ أن يذكر ، أو يسطر ..

فيطرق قلبه على أعتاب العبوديّة خَجِلاً وَجِلاً ، ويستشعر سؤال الربّ جلّ جلاله وعتابه : « عبدي ! ألم أعطِكَ .؟! ألم أحبُكَ .؟! ألم أكفِكَ .؟! ألم أغنِكَ .؟! ألم .. ألم .. ألم .؟! » أفلا يكون عبداً شكوراً .؟!
ومنذ ما كان في منتصف العمر ، وهو يرقب الموت بين الخطوة والأخرى ، ويمنّي النفس أن يستعدّ للقائه ، كما يستعدّ العروس لعروسه ..
وتلفّه الغفلة ، فيسوّف ما يسوّف .. وتهزّه الفواجع ، فيصحو ويتذكّر .. ثمّ يغفو ، ويغفل ..
ألا ما أعظم نعمة الله ومنّته بما قدّر من العمر ، فما كان يحسب أن سيبلغ نصفه ، أو ثلثيه .. بلهَ أن يتجاوز عقد الستّين ..

وكان عندما يسأل ، وهو في عقد الأربعين عن عمره يقول مازحاً : « هو ماضٍ نحو السبعين أو الثمانين أو التسعين » ، على حسب مقتضى الحال .. وربمّا أخذ السامع الأمر على ظاهره ، وبنى عليه كثيراً من القول ، فكان الموقف طريفاً ..
ويرنو إلى عدّاد الأشهر والسنين ، يمشي ولا يتوقّف ، يمرّ مرّ السحاب ، ويأخذ معه بعض الأحبّة والأصحاب .. ويتّعظ قليلاً بفقد الأحبّة ، وذكريات الراحلين ، وعبر الأحداث والسنين .. وهو في سكرة الهوى ، وداء التسويف .. يعظ ولا يتّعظ ، ويذكّر ولا يتذكّر .. وبين لسانه وعمله بعد كبير ، وخلف مرير ..

ضادِهِم إذ وَنَوا --- وخَلّفكَ الجهدُ إذ أسرَعُوا
وأصبَحتَ تَهدِي ولا تَهتَدِي --- وَتُسمِعُ وَعظاً ولا تَسمُعُ
فيا حَجَرَ الشحذِ حتّى مَتى --- تَسُنُّ الحديدَ ولا تَقطعُ .؟!
ومع إحساس النفس بدنوّ الأجل ، تجدّ في العمل ، ويخفّ تعلّقها بكثير ممّا حولها ، ويقوى نظرها إلى ما تستقبل من أمرها ، وتستشعر التفريط فيما سبق من أيّامها ، ويلهج لسان حالها وقالها في كثير من المواقف : « لو استقبلت من أمري ما استدبرت .. » ..
وتحاول أن تستدرك ما تستطيع .. ولكن هيهات هيهات .! فأنّى لواجب الوقت أن يسمح لغيره بمزاحمته ، أو يعطيه شيئاً من حقّه .؟! وحسبه التوبة والندم على ما فرّط ، والعمل الجادّ فيما هو فيه ..
ثمّ يغفو ويغفو .. وقد نصب له الشيطان والنفس الأمّارة الشرَك بعد الشرَك .. لقد كان يحسب أن صراعه معهما سينتهي بجولة فاصلة ، وضربة قاضية ، وما كان يحسب ، أنّه كلّما تقدّم خطوات على الطريق دهمه إعصار فيه نار ، فزلزل أعطافه ، وأحرق أطرافه ، وصدّه عن سبيله ، وردّه عن غايته ..
ولكنّه لن ييأس أو يستسلم ، وله إقرار بخطيئته ، وحجّة من فطرته ، وأسوة بأبيه آدم في زلّته وأوبته ، ورجاء بفضل الله ورحمته ..

فيا ربّ مغفرتك أوسع من ذنوبي ، ورحمتك أرجى عندي من عملي ..


يا رَبّ قد عَصَفَ الهوَى بكياني --- وسَطا بكَلكلِه على أركاني
وتَنوّعَت ألوانُه وتَعدّدَت --- أوطارُه وغَدوتُ كالحيران
ودُخانُه حَجَبَ البَصيرةَ والهُدى --- فَكَأنّني في غَيبةِ السكران
جَاهَدتُه وحَسِبتُ أنّي غالبٌ --- فعَدا بمَكرٍ لا يُرى بمَكان
أنجُو وأُصرَعُ في مُحيطٍ هادِرٍ --- مِن عَالم الإغراءِ والبُهتانِ
فأزلُّ عَن تَقوَى عَرفتُ طَريقَها --- أوّاهُ مِن ضَعفي ومِن عِصياني
لا حَولَ لي يا رَبّ إنّي عاجزٌ --- فادفَع بحَولِكَ كيدَه الشيطاني
ضَعفِي وخوفي في التِجاءٍ ضَارع --- مَا خابَ مَن يَرجُوكَ باطمِئنانِ
يا أرحَمَ الرُّحماءِ إنّي عَائِذٌ --- بسَوابِقِ التكريمِ وَالإحسَانِ
أنتَ العَليمُ بما أخافُ وأرتَجِي --- وَبسِرّيَ المَكتُومِ والإعلانِ
فاختر لِعَبدِكَ ما تُحبُّ وتَرتَضي --- سَلّمتُ قلبي فاكفِني أحزاني
وامنُن عليَّ بتَوبةٍ مَقبُولةٍ --- واختِم بتَوحِيدٍ وطُهرِ جَنانِ

---------------
د. عبد المجيد البيانوني
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-02-2013, 11:30 AM   #653
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

غيّرْ نفسَكَ تُسعِدْ حَياتَكَ .!


بسم الله الرحمن الرحيم

وهل يستطيع الإنسان أن يغيّرَ نفسَه ، ويُسعِدَ حياته .؟! فأينَ قدرُ الله إذن .؟! وأين ما يتحدّث الناسُ عنه من الحظوظ ، التي هي في نظرهم أشبهُ بالمنايا ، تخبط فيهم خبط عشواء .؟! إنّها إشكاليّة تثار في الأذهانِ وعلى الألسنة ، كلّما دُعيَ الإنسان إلى التغيير ، وإلى بذل الجهد وتحمّل المسئوليّة ..

ومن ثمّ فقد أردت أن أقطع الطريق عليها بهذا العنوانِ المستوحى من الآية الكريمة : ( .. إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .. ) الرعد .
وتوضيحاً لهذا الأمر بما لا يدع مجالاً للريب ، فإنّ الإنسان يستطيعُ في هذه الحياة أن يصنعَ مستقبله الزاهرَ ، ويشيد برجَ سعادته بيديه مستمدّاً عون ربّه وتوفيقه قبل كلّ شيء .. وذلك منطقُ التكليف الذي تقوم عليه حياة العباد في هذه الدنيا ، وهو سرّ وجودهم فيها ..

وإذا كان علماء النفس والاجتماع يختلفون ، ويشتدّ الجدل العقيم بينهم ، والتنازعُ بغير جدوى : أيّ الأمرين أشدُّ تأثيراً في حياة الإنسان وأعمقُ نفوذاً : الوراثةُ أم البيئة .؟! فإنّ ممّا ينبغي ألاّ يختلفَ عليه اثنان : أنّ الإنسان أعطي الإرادةَ والهمّةَ والعزيمةَ ، ليكون له قوّة التغيير لما يكون عليه بفطرته ، وما يرثه من بيئته ، وليكون في نهاية المطاف مسئولاً عن عمله ، مجزيّاً بسعيه ..
فإن لم ينل بسعيه ما تصبو إليه نفسه ، وتسمو إليه همّته فحسبه أن ينال الأجر على نيّته الصادقة ، وافياً غير منقوص ..

فقد يكون الإنسان ذكيّاً بفطرته ، أو متوسّط الذكاء أو غبيّاً .. وقد يكون هادئ الطبع ، أو حادّ المزاج عصبيّاً .. وقد ينشأ في بيئة متقدّمة ، أو متخلّفة ، فقيرة أو غنيّة .. وقد يعتاد عاداتٍ حسنةً ، أو سيّئة .. ولكنّه يستطيع في ذلك كلّه ألاّ يكونَ كأمثاله سلباً أو إيجاباً .. وواقع الحياة يشهد بهذه الحقيقة ، ويقدّم عليها ما لا يحصى من الأمثلة ..

ـ يستطيع حادّ الذكاء أن يوظّف ذكاءه في عمل جادّ مثمر ، فيكون ذكاؤه خيراً عليه ، وعلى مجتمعه وأمّته ، كما يستطيع أن يوظّف ذكاءه في الشرّ والمكر والفساد ، فيكون مجرماً عاتياً ، ويكون ذكاؤه شرّاً عليه ، وعلى مجتمعه وأمّته ..

ـ ويستطيعُ محدود الذكاء أن يبذلَ جهداً أكبر ويجتهدَ ، فيسبق من هو أذْكى منه ، وأوفرُ حظّاً في المال ، ورقيّ البيئة ..
ـ ويستطيع الناشئ في بيئة فقيرة متخلّفة أن يسبق أولي الجدّ والغنى ، ومن توفّرت لهم كلّ أسباب الرقيّ والتقدّم ..

وكم رأينا في الناسِ نماذج من ذلك : فكم من فقير معدِمٍ أصبح من أثرياء العالم .؟! وكم من وارثٍ لمجدٍ مؤثّل ، وغنىً لا يحيط به نظر أو فكر .. آل أمره إلى فقر مُدقِعٍ ، وعُدمٍ موجع .؟! ومقدّمات ذلك ظاهرة لمن نظر وتدبّر ، وبحث عن الأسباب ، ووضع يده على العلل ..

ومن ظنّ الأمر ضرباً من الحظّ الأعمى ، لا معنى له ولا تبرير ، فقد ركب مركب الشطط الأحمق ، وتمادى في سوء الظنّ بربّه ، والجهل بحكمته وعدله ، ولم يفقه سنن الحياة ، ولم ينتفع بعبرها .. ولا يظلِمُ ربّك أحداً ..

وإنّ العظماء بحقّ هم الذين نهضوا ببيئتهم ، وسموا بأحسابهم وأنسابهم ، ولم يركنوا إلى تراث موهوم ، ولا مجد مزعوم ..

ولعلّ هذه المقدّمة كافية بين يدي خطوط عامّة لمنهج ، يحقّق لمن يأخذ به التغيير الإيجابيّ ، ويسعد حَياتَه بإذن الله :

1 ـ وأوّل هذه الخطوط العامّة : الإيمان الصادق بالله تعالى ، وما يقتضيه من حقائق إيجابيّة ، كالتوكّل على الله ، وتعلّق القلب بالله ، وتَفويض الأمر إليه ، والاعتقاد الصادق أنّه سبحانه مالك الملك ، وأنّه النافع الضارّ وحده ، لا مانع لما أعطى ، ولا معطي لما منع .. وهي حقائق تشمل حياة الإنسان من أوّلها إلى آخرها ، وكلّ ما نذكره بعدها داخلٌ فيها بوجه أو بآخر ..

2 ـ وإنّ من حكمة الله الظاهرة ظهور الشمس في رابعة النهار أنّ الله تعالى ربط الأسبابَ بالمسبَّبات ، والنتائج بالمقدّمات ، ففقه سنن الله تعالى ، والعمل وفقها ، والأخذ بالأسباب التي أقامها لابدّ له من ثمرة بإذن الله ، فكيف يتسرّب اليأس والقنوط إلى نفس من يحمل هذه العقيدة ، ويُقعِدُ همّتَه ، ويقتل طموحه .؟!
وما أكثر الذين يهملون الأخذ بالأسباب ، وينتظرون أن يبتسم لهم الحظّ ، ويبحثون عنه هنا وهناك ، حتّى من أبواب الحرام .؟! ويضيّعون أعمارهم بمثل هذا العبث .!

3 ـ والتصوّر الصحيح للمثل الأعلى من أهمّ ما يعين الإنسان على التغيير في نفسه ، وإسعاد حياته ، وهو يحمل عدّة معانٍ أهمّها :

أ ـ أنّه القيم العليا التي يؤمن بها الإنسان ، ويقيم حياته عليها ، ولا يرضى أن يتنازل عنها أمام أيّ ضغطٍ من الضغوط ..
والإيمان بأسماء الله تعالى وصفاته ، وما يليق به جلّ وعلا من صفات الكمال يضع للإنسان القيم العليا التي يجب أن يؤمن بها ، ويتطلّع إلى تحقيقها ..

2 ـ وهو بمعنى آخر : " الإنسان الكامل " ، الذي يكون الأسوة الحسنة للإنسان في كلّ شأنٍ ، وليس من أحدٍ كذلك إلاّ النبيّ المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ، فقد أمر الله العباد بذلك ، فقال تعالى : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً (21) ) الأحزاب .

وهذا الأمر يقتضي أن يدرس المؤمن سيرة النبيّ صلى الله عليه وسلم دراسة المحبّ الصادق ، الحريص على التأسّي والاتّباع ، وأن يعرف سننه الكريمة ، وشمائله العظيمة في كلّ شأن من شئون الحياة .

ولا يتمّ للإنسان هذا الأمر إلاّ بالتلقّي عن العلماء العاملين ، ومجالستهم ، ودراسة سىر الصالحين وتراجم حياتهم ، وتدبّر كلامهم ، وقد كان لهم أوفر الحظّ من ميراث النبيّ صلى الله عليه وسلم، وهديه في العلم والعمل ، فلا عجب أن كانوا منارات الهدى للناس في كلّ عصر ..

والتلقّي عن العلماء العاملين لا يعني الرجوع إليهم في كل شأنٍ فحسب ، بل ينبغي أن يكونَ الإنسان قريباً من العلماء قربَ المشْورة الدائمة ، وطلب النصح في كلّ خصوصيّاته ، وذلك ما يجعل الإنسان على بيّنة وهدىً في جميع أموره ..

4 ـ ومن الخطوط العامّة لمنهج التغيير الإيجابيّ : علوّ الهمّة ، والثقة بالنفس ، من غير عجب بها ولا غرور ، " فما ترك من الجهل شيئاً من رضي عن نفسه " ، وعلوّ الهمّة من الإيمان ، وهو يدلّ على شرف النفس وسموّها ، وتطلّبها لمعالي الأمور ، ونفرتها من الدنايا ، وأيّ شيء يدعو دنيّ الهمّة إلى التغيير .؟! وإنّ الله تعالى يحبّ معالي الأمور ، ويكره سفسافها ، وما أحسن قول الشاعر :
وإذا كانت النفوس كباراً تعبتْ في مرادها الأجسامُ

ويقترن علوّ الهمّة بالثقة بالنفس ، فلابدّ لعالي الهمّة من أن يكون واثقاً بنفسه ، ثقة تعينه على العمل بهمّة ، وتذلّل له العقبات ، ولكنّ آفة الثقة بالنفس في كثير من الناس أنّها تبلغ حدّ العجب بالنفس والغرور ، فبينهما حجابٌ رقيق ، لا يدركه كثير من الناس ، ولا يميّزونه .. والعجب بالنفس والغرور هو من ضيق عَطَن الإنسان ، وقلّة خبرته بالحياة ، ومعرفة ما عند الآخرين من طاقات وإبداعٍ ..

5 ـ ومن الخطوط العامّة لمنهج التغيير الإيجابيّ : قطع العوائق ، والتخفّف من الملهيات والعلائق ، فالعوائق تقتل الطموح ، وتصدّ عن تحقيق الأماني ، وكثرة الاشتغال بالملهيات والعلائق يُضيّع العمر في توافه الأمور ، ويجعل الإنسان يدور في فلك ضيّق ، لا يحقّق هدفاً ، ولا يبني شرفاً .. والاعتدال أصل في حياة المسلم لا معدى عنه .. وما أكثر ما تضيع الأعمار بالملهيات ، وتقتل بتوافه الأشياء .! فلا يصحو الإنسان على نفسه إلاّ بعد ضياع الشباب والصحّة والفراغ ..

6 ـ ومن الخطوط العامّة لمنهج التغيير الإيجابيّ : الحذر كلّ الحذر من غلبة اليأس من النفس ، وسوء الظنّ بالآخَرين ، فما من شيء يقعد الإنسان عن العمل ، ويقتل فيه روح الجدِّ والطموح مثلُ اليأس من إصلاح النفس ، ومن قدرتها على تغيير واقعها .. وما اصطاد الشيطان الإنسان في شَرَك لا فكاك له منه ـ إلاّ أن يشاء الله ـ مثل ما اصطاده في شرك اليأس وَالقُنوط من رحمة الله ، ومبدأ ذلك اليأس من إصلاح النفس .. وهو وسوء الظنّ بالآخَرين أخوان متلازمان ، وصنوان لا يفترقان ..

فاليأس من إصلاح النفس ، يعطّل طاقات الإنسان ، ويجعله يتآكل ويضمحلّ ، وسوء الظنّ بالآخَرين .. يمنع من رؤية محاسنهم ، والانتفاع بهم ، فيتأكّد في نفسه اليأس من التغيير .. وتلك مهلكة الإنسان ومقتله ..

7 ـ ومن الخطوط العامّة لمنهج التغيير الإيجابيّ : الحرص على الاستخارة والاستشارة في الأمور كلّها ، فالاستخارة من علامات قوّة الإيمان بالله تعالى ، وما خاب من استخار ، ولا ندم من استشار ، ومن استشار جمع إلى عقله عقل الناس ، وإلى علمه علم غيره وخبرته ..

وإذ كان الإنسان أمام اختيارات عديدة في كلّ مرحلة من مراحل حياته ، فالاستخارة والاستشارة يمكن أن تحدّد له الاختيار الأفضل لمسيرة حياته ، وحسن مآله ..

وينبغي أن يستشار في كلّ شأن أهل الخبرة فيه والاختصاص ، وأن يُحسِن الإنسانُ اختيار من يستشيره ، فما كلّ من كان قريباً من الإنسان تحسن استشارته ، والأخذ برأيه ، وأوّل شرط في المستشار أن يكون من أهل العقل والحكمة ، والدين والأمانة ، والخبرة في الحياة ، المشهود لهم بحسن الفهم والنظر في العواقب ..

وبعد ؛ فما أسهلَ الكلامَ وأصعبَ العملَ ! وما أحسنَ البيانَ إذا ترجمَ إلى عمل ! بل ما أحسن البيان العمليّ ، الذي يتّصل بالقلب ، ويحرّك المشاعر .! أفتطمعُ أيّها المربّي والداعية ! في تغييرِ منْ حولك ، وما حولك ، وتلومُ مَن يُقصّرُ في ذلك ، وأنت تعجزُ عن تغييرِ نفسِك ، ولا تلومها على ذلك .؟!

وقد يظنّ بعض من يقرأ هذا المقالَ أنّه ملْتزمٌ بهذه الحقائق لا يخرجُ عنها ، ولو دقّق النظر في حياته وسلوكه لرأى أنّه إذا أخذ ببعض هذه الحقائق ، فإنّه لا يلتزم بهَا كلّها ، وإذا التزم بها في بعض الأمور ، فإنّه لا يلتزم بهَا كلّ شأن .. وربّما كانت ضرورتُه إليها فيما لا يلتزم به فيها أشدَّ وأكبرَ .. وإنّما ينبغي أن تكون هذه الحقائق هدي سيرة ومنهج حياة ، لِتُؤتي ثمراتها الطيّبة في تقويم السلوك ، وسداد المواقف ، والله الموفّق والهادي إلى سواء السبيل .!

------------
د. عبد المجيد البيانوني


الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-02-2013, 11:51 AM   #654
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

كيف نتجاوز هموم الحيـــاة .. ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
من نظر اليوم إلى واقع الأفراد والمجتمعات والدول وجد الهموم والهواجس والمخاوف والأحزان تعصف بالناس عصفاً ... فهناك هم الأمراض والكوارث والحروب ، وهناك هموم ومخاوف وقلق نفسي يصيب الأفراد والمجتمعات والدول تتعلق بالرزق وسبل توفيره والتدهور الإقتصادي وسبل علاجه وبالمستقبل المجهول والخوف من حلول الكوارث و نزول الأمراض والأوبئة .. وهناك هموم على مستوى الأفراد هم الزوجة وهم الأولاد وتوفير الرزق لهم وكيفية ضمان مستقبل آمناً لهم وهناك هم الوظيفة وهم المنصب وهم الراحة والأمن والطمأنينة وهم الحروب والمشاكل والصراعات والفتن وأصبح كثير من الناس يعيش في حيرة وقلق واضطراب .. قلوبهم واجفة مضطربة خائفة وجلة مما يقع في هذا العالم الذي فقد راحته وأمنه وسعادة حتى قال الشاعر :
مَلَكٌ كان على باب السماء ... يختم أوراق الوفود الزائرة طالباً من كل آت نبذة مختصرة ... عن أراضيه وعمن أحضره ... قال آت : أنا من تلك الكرة .. كنت في طائرة قبل قليل .. غير أني قبل أن يطرف جفني جئت محمولاً هنا فوق شظايا الطائرة ... وقال آت : أنا من تلك الكرة .. قبل ساعات ركبت البحر .. لكني جئت محمولاً على متن حريق الباخرة ... وقال آت : أنا من تلك الكرة .. وأنا لم أركب الجو أو البحر .. ولا أملك سعر التذكرة .. كنت في وسط نقاش أخوي في بلادي غير أني جئت محمولا على متن رصاص المجزرة .... أنا من تلك الكرة ... في انقلاب عسكري .. أنا من تلك اجتياح أجنبي - أنا من .. أعمال عنف في كراتشي ... أنا... حرب دائرة ... ثورة شعبية في القاهرة ... عبوة ناسفة .. طلقة قناص ... كمين ... طعنة في الظهر ... ثأر ... هزة أرضية في أنقرة .... أنا ... من .. تلك الكرة ... الملاكُ اهتز مذهولاً وألقى دفتره : أأنا أجلس بالمقلوب أم أني فقدت الذاكرة؟ أسأل الله الرضا والمغفرة إن تكن تلك هي الدنيا فأين الآخرة؟ (شعر/ أحمد مطر).
فهل يعقل أن تصل حياة كثير من الناس والمجتمعات والدول إلى هذا الوضع الذي ينذر بالخطر الداهم على عقيدة الفرد وحياته وآخرته وسلامة المجتمع وأمنه؟ فلماذا هذا الخوف والقلق النفسي والذي أصبح اليوم طاعون الحياة ؟ ولماذا أصبح الإنسان لا يتورع عن ارتكاب الجرائم والموبقات في حق إخوانه وبني جنسه ؟ لماذا ضعف الشعور بالأمان في عصر التقنية والتطور الصناعي والتقدم العلمي والتكنولوجي ؟ لماذا يقتل الإنسان أخوه ويعتدي على ماله وعرضه؟ وهل يعقل أن يخلق الله الخلق تم يتركهم ليعيشوا هكذا حياة وبهذه الصورة ؟ كلا وتعالى الله عن ذلك علواً كبيرا بل خلقهم ودلهم على ما فيه سعادتهم وراحتهم وأمنهم النفس والإجتماعي يقول عز وجل:" ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) (الاسراء:70) فالإنسان مخلوق كريم عند الله، سخر له ما في السماوات والأرض وبين له طريق الحياة الكريمة التي لا شقا فيها ولا تعاسة ولا قلق ولا حيرة حتى وإن وجدت تلك المصائب والمنغصات والكوارث فأنها من قدر الله ليبتلي عباده لكنه دلهم على طريق النجاة ودلهم على العلاج الذي يضمن لهم الراحة والطمأنينة والأمن النفسي حتى في أحلك الظروف وأصعب الأزمات ...
سُئل حاتم الأصم : علام بنيت أمرك في ( أي كيف بنيت حياتك وما سبب سعادتك واطمئنانك )؟ قال على أربع خصال :- علمت أن رزقي لا يأكله غيري فاطمأنت به نفسي وعلمت أن عملي لا بقوم به غيري فأنا مشغول به ... وعلمت أن الموت يأتيني بغته فأنا أبادره ... وعلمت أني لا أخلو من عين الله عزّ وجلّ حيث كنت ، فأنا أستحي منه .... إن من أعظم القضايا التي تشغل الإنسان وتجلب عليه المشاكل وتدخل عليه الهموم .. الخوف على فوات الرزق لكن الإيمان والثقة بالله والتوكل عليه تعلم المسلم أن الرزق بيد الله وأنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزفها وأن هذا العالم بقوته وقدرته وأسلحته لن يستطيع أن يسلبك شيئاً من رزقك ولو كان شيئاً يسيرا .. قال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) (فاطر:3) وقال تعالى ( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) (هود:6) وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ((إن نفساً لن تموت حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب)) [السلسلة (2866)]. وقال صلى الله عليه وسلم: ( لو أن ابن آدم هرب من رزقه كما يهرب من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت ) حسنه الألباني / 950 )
إن رزقك يا عبد الله كتب لك وأنت في بطن أمك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً، ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله إليه ملكاً، ويؤمر بأربع كلمات، ويقال له، اكتب عمله و رزقه وأجله، وشقي أو سعيد ثمُ ينفخ فيه الروح)) رواه البخاري ومسلم. .. فو الله الذي لا إله إلا هو، لو اجتمعت الدنيا كلها، بقضِّها وقضيضها، وجيوشها ودولها، وعسكرها وملوكها وأرادوا أن يمنعوا رزقاً قدره الله لك، ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، ولو أرادوا أن يسقوك شربة ماء، لم يكتبْها الله لك، فإنك ستموت قبل هذه الشربة فكن مطمئن فرزقك عند الذي لا تأخذه سنة ولا نوم فأحسن الطلب ولا تطلبه إلا من طرق الحلال . قال عزَّ شأنه: ( يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُلُواْ مِن طَيّبَاتِ مَا رَزَقْنَـٰكُمْ وَٱشْكُرُواْ للَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ [البقرة:172] وابذل الأسباب ثم توكل على الله وتق به .. يالله .. كم أذل الخوف على فوات الرزق من أفراد ومجتمعات ودول وكم تنصلت عن قيمها ومبادئها لأجل ذلك وكم ارتكبت لأجل ذلك من جرائم ومخالفات وكم سفكت من دماء وانتهكت من أعراض وكم ظهرت من خيانة للأمانات وكم فرط الناس بما تحت أيديهم من مسئوليات ..
وأما الخوف على الأولاد وضمان مستقبلهم فقد ضمن الله ذلك بشرط صلاح الآباء واستقامتهم قال تعالى (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدا)(النساء/9) فإذا كنت تحب أبنائك وتخشى عليهم بعد فراقك لهم فكن صالحاً واطمأن فإن الله سيحفظهم ويعينهم وفي سورة الكهف يقول تعالى عن سبب حفظ الجدار وبنائه وترميمه من قبل الخضر عليه السلام قال تعالى ( وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ) (الكهف/82) ..
لما جاءت سكرات الموت لعمر بن عبد العزيز قيل له هؤلاء بنوك وكانوا احد عشر ألا توصي لهم بشيء ; فإنهم فقراء ؟ فقال( إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين) [ الأعراف : 196 ] فمات وخلف أحد عشر ابناً، فبلغت تركته سبعة عشر ديناراً، كفن منها بخمسة دنانير، واشترى له موضع القبر بدينارين، وأصاب كل واحد من أولاده تسعة عشر درهماً، ومات هشام بن عبد الملك وخلف أحد عشر ابناً، فورث كل واحد منهم ألف ألف درهم قال المؤرخون فلقد رأينا بعض أولاد عمر بن عبد العزيز ينفق من ماله ثمانين فرسا في سبيل الله ، وكان بعض أولاد سليمان بن عبد الملك مع كثرة ما ترك لهم من الأموال في الشوارع يسأل الناس ... وأما الخوف من المجهول ومن المستقبل الذي أرق الناس وجلب لهم القلق والهم فأن الإيمان عقيدة تنفث في روع المسلم وخلده أن كل شيء في هذا الكون بيد الله وأنه لن يحدث أمر من خير أو شر إلا بقدر الله وأن ما قدره الله وقضاه واقع لا محالة قال الله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [الحديد: 22-23]... وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : " كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما ، فقال : ( يا غلام ، إني أُعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سأَلت فاسأَل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف ) . رواه الترمذي وقال :" حديث حسن صحيح "... ومن آمن بقدر الله وقدرته ومشيئته، وأدرك عجزهُ، وحاجته إلى خالقه تعالى، فهو يصدق في توكلِّه على ربَّه ويأخذ بالأسباب التي خلقها الله، ويطلب من ربه العون والسداد.. والمؤمن يردد في يقين قوله تعالى: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ} [التوبة: 51].. عند ذلك سيطمئن قلبك ...
وأما المــــــــوت فلماذا الخوف منه وهو سنة الله في خلقه وهو قدر الله في أرضه وسماءه قال تعالى ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) (آل عمران:185) .. والمؤمن بربه قد أراح نفسه من هذا الهم والقلق بيقنه أنه لن تموت نفس حتى تستوفي أجلها قال تعالى ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) (لأعراف:34) ...
لما حضرت أبا ذر الوفاة .. بكت زوجته .. فقال : ما يبكيك ؟ قالت : و كيف لا أبكي و أنت تموت بأرض فلاة و ليس معنا ثوب يسعك كفنا فقال لها : لا تبكي و أبشري فقد سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول لنفر أنا منهم :ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين و ليس من أولئك النفر أحد إلا و مات في قرية و جماعة , و أنا الذي أموت بفلاة , و الله ما كذبت و لا كذبت فانظري الطريق قالت :كيف و قد ذهب الحجاج و تقطعت الطريق .. فقال انظري فإذا أنا برجال فألحت ثوبي فأسرعوا إلي فقالوا : ما لك يا أمة الله ؟ وكان فيهم الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود .. قالت : امرؤ من المسلمين تكفونه .. فقالوا : من هو ؟ قالت : أبو ذر قالوا : صاحب رسول الله ... ففدوه بأبائهم و أمهاتهم و دخلوا عليه فبشرهم و ذكر لهم الحديث ... فلما مات و فاضت روحه قال بن مسعود : صدق رسول الله فيك يا أبا ذر تعيش وحيدا وتموت وحيدا وتبعث وحيدا وصلى عليه عبدالله بن مسعود رضي الله عنه مع أصحابه رضي الله عنهم أجمعين ..
إن الخوف من الموت إن زاد عن حده الفطري ( فكل إنسان يحب الحياة ويرغب في أن يطول عمره ) يجلب على العبد الجبن والذل والقلق والهم والغم .. بل ويدفعه إلى بيع قيمه ومبادئه وأخلاقه وكل ذلك على حساب راحته وسعادته وفي الأخير سيأتي الموت قال تعالى ( قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ )(آل عمران: 154) وقال تعالى ( أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ)(النساء: من الآية78) ... وأما الخوف من تسلط العدو وتجبر الظلمة فأعلم أن لك قوة عظيمة تلجأ إليها عند نوائب الدهر وشدائد الزمان ، هذه القوة لا يمكن أن تهزم أو تضعف او تغيب وتتلاشى إنها قوة الله ..
إن هـــذه القوة يستمدها المسلم بإيمانه وتوكله على الله واعتزازه به .. قال تعالى: ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ) (فاطر:10) ولهــذا لما تقـرر عند قوم شعيب عليه السلام أن العزة إنما تكون بما لدى المرء أو قومه من قوة وأسباب دنيوية فقط، صحح لهم نبيهم عليه السلام هذا المفهوم وأرشدهم إلى مصدر العزة الحقيقي .. ( قَالُـــوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ) (هود:91) فهم يرون أنه في نفسه غير عزيز، ويرون أنه يستمد عزته من قومه، فقال لهم: " ( يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيّاً إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) (هود:92) فماذا كانت نتيجة الركــــون إلى الله وطلب المدد منه قال تعالى ( وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ) (هود:94) .
يقول طاووس بن كيسان ـ وهو من تلاميذ ابن عباس رضي الله عنه, و من رواة البخاري ومسلم يقول: دخلت الحرم لأعتمر، قال: فلما أديت العمرة جلست عند المقام بعد أن صليت ركعتين، فالتفت إلى الناس وإلى البيت، فإذا بجلبة الناس والسلاح .. والسيوف .. والدرق .. والحراب .. والتفتت فإذا هو الحجاج بن يوسف، !! يقول طاووس: فرأيت الحراب فجلست مكاني، وبينما أنا جالس إذا برجل من أهل اليمن، فقير زاهد عابد، أقبل فطاف بالبيت ثم جاء ليصلي ركعتين، فتعلق ثوبه بحربة من حراب جنود الحجاج، فوقعت الحربة على الحجاج، فاستوقفه الحجاج، وقال له: من أنت؟ قال: مسلم. قال: من أين أنت؟ قال: من اليمن. قال: كيف أخي عندكم؟ وكان أخوه والياً على اليمن ... قال الرجل: تركته سمينًا بدينًا بطينًا! قال الحجاج: ما سألتك عن صحته، لكن عن عدله؟ قال: تركته غشومًا ظلومًا! قال: أما تدري أنه أخي! قال الرجل: فمن أنت؟ قال: أنا الحجاج بن يوسف. قال: أتظن أنه يعتز بك أكثر من اعتزازي بالله ؟! قال طاووس: فما بقيت في رأسي شعرة إلا قامت! قال: فأفلته الحجاج وتركه .. أي عـــزة هذه وأي عظمة هذه وأي قوة ينفثها الإيمان في روع المسلم وقلبه فتصغر في عينية الدنيا وفتنها ومغرياتها وقواها وابتلاءاتها ... إن المسلم لا يدرك هذه القوة إلا عندما يستشعر عظمة الله وقدرته وسعة ملكه وسلطانه فيترفع ويبتعد عن مواطن الذل والمهانة فلا يخاف من أجله ولا يخشى على رزقه يردد قوله تعالى ( وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَاباً مُؤَجَّلاً وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ) (آل عمران:145) وقال تعالى ( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) (هود:6) لمــــا استدعى المندوب السامي الفرنسي ـ في سوريا ـ الشيخ عبدالحميد الجزائري وقال له: إما أن تقلع عن تلقين تلاميذك هذه الأفكار وإلا أرسلت جنوداً لإغلاق المسجد الذي تنفث فيه هذه السموم ضدنا وإخماد أصواتك المنكرة. فأجاب الشيخ عبدالحميد: أيها الحاكــم إنك لا تستطيع ذلك. واستشاط الحاكم غضباً, كيف لا أستطيع ؟ قــال الشيخ: إذا كنت في عُرسٍ هنأت وعلمت المحتفلين, وإذا كنت في مأتمٍ وعظت المعزين, وإن جلست في قطارٍ علَّمتُ المسافرين, وإن دخلت السجن أرشدت المسجونين, وإن قتلتموني ألهبت مشاعر المواطنين, وخيرٌ لك أيها الحاكم ألا تتعرض للأمة في دينها ولغتها...
هذا الإمام الشافعي رحمه الله يقول :

أنا إن عشت لست أعدم قوتا
و إن أنا مت لست أعدم قبرا
همتي همة الملوك و نفسي

نفس حر ترى المذلة كفرا

وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهو في أشد محنته يقول : (ما يصنع أعدائي بي ؟أنا جنتي وبستاني في صدري أينما اتجهت لا تفارقني ،أنا حبسي خلوة، وقتلي شهادة ،وإخراجي من بلدي سياحة ) .. يا للروعة .. إنها كلمات تضيء النفوس ،وتنبهر بها العقول، وتهتز لها القلوب ،وتغمر الكون بالصفاء والروحانية والثقة واليقين والعزة .... فكن مطمئناً وعش حياتك بكل سعادة تحت أي ظروف وتوكل على الله وأحسن الصلة به ولا تستسلم لوساوس الشيطان وخواطر النفوس حينما تضعف وإيحاءات الباطل وكلام المثبطين وابذل ما استطعت من الأسباب لتتجاوز المحن وتتعدى الصعاب واصبر في ذات الله ولا ترضخ لهموم الحياة مهما كانت شدتها وقوتها وتفائل باليسر بعد العسر والفرج بعد الشدة والنصر بعد الصبر وكن صاحب رسالة ومبدأ تعيش من أجله لتكون عظيماً في الدنيا وملكاً هنــــاك في جنة عرضها السموات والأرض مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقـــاً.

--------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-02-2013, 04:50 PM   #655
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

وهذه بعض الصور للطريق .. استمتعو بها وبعدها نكمل
الطريق إلى نايزنا
غابات فوق الجبل
يشابه بيت هايدي ولا شرايكم
أوووه الخرفاااان
الله على الألوان الخضراء وتدرجاتها
يا سلام هذه لوحة فنية طبيعية لتمدد البساط الأخضر بأشكال رائعة
غابات جبلية وبحيرات عذبة
روعة تداخل الألوان الخضراء.
اوووه خرفانا مرة ثانية .. روعة الطريج
البساط الأخصر ممتد نحو الافق ,, والخرفان كل مكان..
تأملو الخطوط المرسومة على البساط الأخضر .. فستان من الطبيعة
هذا طريقنا .. طالعو شوي جدام لا تسرحون وايد على الجوانب
ولكن مازال الطريق بديييع .. مروج خضراء عندهم .. وعندنا مروووج صفراء من الرمال
تأملو روعة الألوان الصفراء المتداخلة في البساط الأخضر
غيوم هابطة لتلامس الأرض ولتظل الخرفان
شاهدو روعة امتزاج الغيوم مع المساحات الخضراء
اوووه بعد ابقار .. يذكروني هالمرة بالبقرة الدينامركية
-------------------------
سويسرا
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-02-2013, 05:21 PM   #656
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

اذهلتني هذه الصوره



لأول وهلة شاهدت هذه الصورة شدتني !
أمعنت النظر فيها فآلمتني ..!
تعمقت فيما تعبر عنه فأخذتني بعيداً وتفرعت بي لمتاهات يصعب وصفها !
أوقاتنا كما اضعناها في سراب ؟!
أوقاتنا كم أودعناها للضياع !
كم هي معبرة هذه الصورة !
هي بلا شك تعبر عن واقعنا المؤلم اليوم
كم من أوقات أُغرقت وكم من ساعات وأدها صاحبها ..!
وكم من دقائق أهدرت فيما لا خير فيه ولا نفع لا في الدنيا ولا في الآخرة !
كم من وقت فاضل أهملناه ؟
كم من ساعة مباركة أضعناها ؟
كم صلينا بدون خشوع على عجل لأجل اللحاق بأمر دنيوي
كم قدمنا قراءة رواية او قصة على قراءة القرآن الكريم !
كم من مسلسلة شاهدناها وأخرنا لأجلها الصلوات
واحزناه على أوقات مضت في غير طاعة الله سبحانه وتعالى
وأسفاه على أوقات أنقضت في سفاسف وسخافات وأمور تافهة !
أخذتنا الدنيا بزخرفها وشغفتنا ببريقها
فأنستنا ما خلقنا لأجله !
سعينا وراء الملذات ومحاولة كسب المال
وتناسينا السعي لأجل نيل رضى ربنا ,
أضعنا أعمارنا في تفاهات وسفاسف ان لم تكن في محرمات
ونسينا يوم أن نقف بين يدي الله فيسألنا عن أوقاتنا فيما ابليناها وعن اعمارنا فيما افنيناها !
كما جاء في الحديث قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
( ما تزال قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع
عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه
وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل فيه
؟)
كم وقت أمضيته جالساً لا تعمل شي سوى انك تفكر
ربما في أمر لا يستحق حتى ان تلتفت إليه ! ( تهوجس يعني )
كم وقت أضعته في الإنتظار اما في مستشفى او دائرة حكومية ؟
فأشغلته بالنظر في الذاهب والآتي !
ولم تشغله في ذكر الله ولا في قراءة القرآن او حتى في قراءة كتاب مفيد !
أوقاتنا هي أعمارنا ,,
وأعمارنا هي عبارة عن مجموعة أوقات
فلا تضع أوقاتك فيضيع عمرك !
اشغل وقتك بطاعة مولاك
اشغل وقتك بما يفيدك ويرتقي بك في دنياك ويعينك للعمل لآخرتك
من الآن
أعزم وبادر
أعزم على ترك كل أمر يلتهم أوقاتك بغير فائدة تعود عليك بالنفع
وبادر باشغال وقتك بما يرضي خالقك ,,
بادر لجمع الحسنات والإرتقاء بنفسك .
من الآن بادر ولا تسوّف
وأغتنم عمرك قبل فوات الآوان .

------------------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-02-2013, 07:33 PM   #657
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 80"]

هل تريد أن تعرف من تكون عند الله ؟
هل أنت صادق ؟
هل أنت مخلص ؟
هل أنت من المؤمنين ؟
هاهنا مقياس عظيم للإيمان ، ففي الصحيحين أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال :" أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء و صلاة الفجر و لو يعلمون ما فيهما لأتوهما و لو حبوا "
ابدأ معي حملة " لن أكون منافقا " على مدى هذا الأسبوع ، كل يوم إن شاء الله سنتخلص من صفة من صفاتهم ، فابدأ بصلاة الفجر ، فلا لضياعها يا رجال في جماعة في أي من أيام هذا الأسبوع ، ولا لضياعها في أول الوقت يا أخوات ، فاحفظوا الله في صلاة الفجر يحافظ عليكم من فتن هذا الزمان .

[/frame]

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-02-2013, 07:47 PM   #658
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

بسم الله الرحمن الرحيم
كيف تجد من لا تطلب !!؟
أنت تزعم أنك تريد الله ، ومع هذا لا نراك تطلب إلا الدنيا ..!!
هذا لا يكون ...!
ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه !!
اطلب الله ابتداءً ..
ثم اطلب الدنيا منه وحده ، فإن ما تطلب في خزائنه ..!

---
إنني أجد نفسي في غاية الفرح والابتهاج ،
كلما سمعت أو رأيتُ إنساناً يتكلم عن الله سبحانه ، ويحبب الخلق فيه ،
ويسوقهم إليه ، ويشوقهم نحوه ، ويذكرهم به ،
إنها لحظة فرح سماوية صرفة ، تعجز الكلمات عن ترجمتها ...!!
لأن غايتي أن تصل كلمة الله إلى كل إنسان ،
وإني أسأل الله أن يكثر من هؤلاء الكرام الفضلاء تحت كل سماء ،
ليتضاعف فرحي ويدوم ، حتى ألقى الله بهذا الفرح السماوي الخالص لوجهه تعالى ..!

-----
قد يفيض الله سبحانه بكرمه على قلب تائب ، منيب صادق نادم في ساعة ،
ما تعب في تحصيله رجل آخر سنين طويلة ..!!
وما ذلك على الله بعزيز .. ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ..
ولك في قصة السحرة مع موسى عليه السلام أوفى إشارة ..!! فتأمل ..
وقد قالوا قديما :
ليس الطريق لمن سبق ،، بل الطريق لمن صدق !!
-------------

ابو عبدالرحمن

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-02-2013, 07:55 PM   #659
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

أقوال المبغضين:
- اصبر على ما يشيعه عنك مبغضوك من سوء، ثم انظر فيما يقولون، فإن كان حقًّا فأصلح نفسك، وإن كان كذباً فلا تشك في أن الله يظهر الحق ولو بعد المدى قال تعالى: ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا ).

* العاقل والأحمق:
-العاقل من يرى فيما يقال عنه تنبيهاً لأخطائه، والأحمق يرى فيها محض إيذائه.

* من الذي لا عيب فيه؟:
-لو أنك لا تصادق إلا إنساناً لا عيب فيه لما صادقت نفسك أبداً.

* التواضع:
-التواضع يرفع رأس الرجل، والتكبر يخفضه.

* لا تتحدث عن نفسك:
-تحدثك عن نفسك دائماً دليل على أنك لست واثقاً من نفسك.

* حسن الخلق في البيت:
-كثير من الناس يكونون داخل بيوتهم من أفظِّ الناس وأغلظهم، وهم خارجها من ألطف الناس وآنسهم.

* لا تندم على حسن الخلق:
- لا تندم على حسن الخلق ولو أساء إليك الناس، فلأن تحسن ويسيئون خير من أن تسيء ويسيئون.

* احترام العالم:
- من احترم العالم لعلمه فقد أنصفه، ومن احترمه لعلمه وخلقه فقد أكرمه.

* مع جارك:
-اكتم على جارك ثلاثاً: عورته، وثروته، وكبوته، وانشر عن جارك ثلاثاً: كرمه، وصيانته، ومودته.

* ما يكشف عن أخلاق الرجال:
- أربعة أشياء تكشف عن أخلاق الرجال: السفر، والسجن، والمرض، والمخاصمة.
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-02-2013, 08:21 PM   #660
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الصبر الجميل


الصبر
بحثت بكل الأرجاء
زرت المعذبين في الأرض
حاكيت النيل أينما وجد
واستجوبت دجله
ومنحت الأمان للشواطىء لتقول لي قصص هناك
انتظرت الفجر الذي فارقته منذ زمن بعيد
وبحت له عن شجوني وبحثي
فبكى بدمع من نداه الحزين
ادار وجهه نحو قرص الشمس الخجول
حيث هديل حمام موجوع
وأطفال وطني
فقال هذا الصبر
تجده بعيون الأمهات
بحلم الفقراء بالنوم في سطوح المنازل المتهالكة بأمان
تجده في احتضار مريض بلا دواء
أوعيني طفل لا يعرف أي طريق يسلك
هل يحمل كراريس المدرسة
أم يضيع في الطرقات بحثا عن الخبز المنقوع بالدم
توقفت هنا
قلت له أيها الفجر
متى يأتي الفرح ؟
قال هذا هو الصبر
أن تنتظر ولا تعرف متى
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 0 والزوار 8)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 06:07 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved