![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#7221 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() الـجــنـــــــــــة فيها ما لاعين رأت ولا أذن سمعت هذه جنة من الدنيا !!! دعوة عامة لدخول الجنه ( فهل من ملبى )؟؟ (1) هل تريد أن تكون قريباً من الله ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( اقرب ما يكون العبد من ربه و هو ساجد فأكثروا الدعاء )) رواة مسلم . (3) هل تريد أجر حجة ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( العمرة فى رمضان تعدل حجة أو حجة معى )) متفق عليه . هل تريد بيتاً فى الجنة ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( من بنى مسجداً لله بنى الله له فى الجنه مثلة )) رواة مسلم . (4) هل تريد أن تنال رضا الله سبحانه و تعالى ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها و يشرب الشربة فيحمده عليها )) رواة مسلم . (5) هل تريد أن يستجاب دعائك ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( الدعاء بين الأذان و الإقامة لا يرد )) رواة ابو داوود . (6) هل تريد أن يكتب لك أجر صيام سنة كاملة ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( صوم ثلاثة أيام من كل شهر يعدل صوم الدهر كله )) متفق عليه . . (7) هل تريد حسنات كالجبال ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( من شهد الجنازة حتى صلى عليها فلة قيراط و من شهدها حتى تدفن فلة قيراطان قيل و ما القيراطان ؟ قال مثل الجبلين العظيمين )) متفق عليه . (8) هل تريد مرافقة النبى فى الجنة ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( أنا و كافل اليتيم كهاتين فى الجنه و أشار بأصبعية السبابة و الوسطى )) رواة البخارى (9) هل تريد أجر مجاهد أو قائم أو صائم فى سبيل الله ؟ قال سول الله صلى الله عليه و سلم (( الساعى على الأرملة أو المسكين كالمجاهد فى سبيل الله )) و أحسبة قال (( أو كالقائم أو الصائم لا يفطر )) متفق علية . (10) هل تريد أن يضمن لك النبى الجنه بنفسة ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( من يضمن لى ما بين لحيتية و ما بين رجلية أضمن له الجنة )) متفق علية . (11) هل تريد أن لا ينقطع عملك بعد الموت ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( إذا مات أبن أدم انقطع عملة إلا من ثلاث , صدقة جارية او علم ينتفع بة او ولد صالح يدعو لة )) رواة مسلم . (12) هل تريد كنزاً من كنوز الجنة ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( لا حول ولا قوه الا بالله )) متفق عليه . (13) هل تريد أجر قيام ليلة كاملة ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( من صلى العشاء فى جماعة كأنما قام نصف الليل و من صلى الصبح فى جماعة كأنما صلى الليل كلة )) رواة مسلم . (14) هل تريد أن تقرأ ثلث القرأن فى دقيقة ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( قل هو الله أحد تعدل ثلث القرأن )) رواة مسلم . (15) هل تريد أن تثقل ميزان حسناتك ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( كلمتان خفيفتان على اللسان حبيبتان الى الرحمن ثقيلتان فى الميزان ( سبحان الله و بحمدة سبحان الله العظيم ) رواة البخارى . (16) هل تريد أن يبسط لك فى رزقك و يطال لك فى عمرك ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( من سرة أن يبسط فى رزقة أو ينسأ له فى أثرة فليصل رحمه )) رواة البخارى . (17) هل تريد أن يحب الله لقائك ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( من أحب لقاء الله أحب الله لقائة )) رواة البخارى . (18) هل تريد أن يحفظك الله ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( من صلى الصبح فهو فى زمة الله )) رواة مسلم (19) هل تريد أن يصلى الله عليك ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( من صلى على صلاه صلى الله عليه بها عشراً )) رواة مسلم . (20) هل تريد أن يرفعك الله ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( و ما تواضع أحد لله الا رفعه الله عز و جل )) رواة مسلم . (21) هل تريد ان يباعد بينك و بين النار سبعين خريفا ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( من صام يوما فى سبيل الله باعد الله بينة و بين النار سبعين خريفاً )) متفق عليه . (( جميع الأحاديث موثوق بها من الكتب الصحيحة )) دعوة الى الجنه الـجــنـــه * بـنــاؤهـــا وملاطها المسك وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وترابها الزعفران ومن صلى في اليوم اثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة. * أبوابها: فيها ثمانية أبواب عرض الباب مسيرة الراكب السريع ثلاثة أيام ويأتي عليه يوم يزدحم الناس فيه. أسماء أبواب الجنة . 1ــ الجهاد : خاص بأهل الجهاد في سبيل الله . 2- التوبة : خاص بالتائبين . 3- الصلاة : خاص بأهل الصلاة . 4- الريان : خاص بأهل الصيام . 5- الصدقة : خاص بأهل الصدقات. 6 - الوالد : خاص للذين يبرون والديهم . 7- الفرح : خاص للذين يدخلون السرور والفرح على الناس والأطفال . 8- الضحي : خاص للذين يصلون الضحى. --------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#7222 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() رمضان شهرالرحمةوالغفران الحمد الله على نعمه التي لا تحصى الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا ولك الحمد على كل حال والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أمابعد أخوتي في الله: جاء رمضان، موسم الطاعات، والفوز بالدرجات ،والحصول على الحسنات ، والرفعة في أعلى الدرجات ، والقرب من رب الأرض والسماوات أن نبدأ بالتوبة والإنابة إلى الله ،والاعتراف بالذنب والإساءة ،وسوء الفعل وسييء القول ، فإذا كانت البداية مع الله توبة نصوحا تطهر الروح ،وتزكى القلب ، تسقط فيها الدموع ، وينجلي فيها الخشوع ، فيصحو القلب الغافل من نسيانه ، يسبح بحمد ربه ويستغفره ،ويتوب إليه ، فإن بشريات القبول قد بدت تلوح في الآفاق. فلا بد من الإقلاع عن الذنوب التي عشقناها طول العام . علينا أن نستقبله بالعزم على ترك الآثام والسيئات والتوبة الصادقة من جميع الذنوب , والإقلاع عنها وعدم العودة إليها , فهو شهر التوبة فمن لم يتب فيه فمتى يتوب ؟\" قال الله تعالى : { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [ النور : 31 رمضان مزرعة العباد لتطهير القلوب من الفساد فأد حقوقه قولا وفعلا وزادك فاتخذه للمعاد فمن زرع الحصاد وما سقاها تأوه نادما يوم الحصاد عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-عن النبي - صلى الله عليه وسلم قال: " أتاكم شهر رمضان شهر بركة فيه خير يغشيكم الله فيُنزل الرحمةَ ويَحُطُّ فيه الخطايا ويستجيب فيه الدعاء ينظر الله إلى تنافسكم ويباهى بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيرا فإن الشَّقِىّ من حُرم فيه رحمة الله عز وجل" ورمضان فرصة لا تأتي في العام إلا مرة واحدة فلنغتنم هذه الفرصة ،ولنتزود منه كأنه آخر رمضان سيمر علينا ، إن بلغنا الله إياه فربما يأتي العام القادم ونحن غير موجود كما فقدنا بعضا من أحبابنا، كنا نتمنى كما كانوا يتمنون أن نكون جميعا معا في رمضان –نسأل الله أن يجمعنا وإياهم في مستقر رحمته ودار كرامته بجوار سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم فهيا يا أخي ويا أختي لنحرق نار الهوى والمعاصي ولنرجع إلى ربنا الرحيم الذى يقبل توبة عبده إذا تاب إليه وأناب. يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب حتى عصى ربه في شهر شعبان لقد أظلك شهر الصوم بعدهما فلا تصيره أيضا شهر عصيان و اتل القرآن و سبح فيه مجتهدا فإنه شهر تسبيح و قرآن فاحمل على جسد ترجو النجاة له فسوف تضرم أجساد بنيران كم كنت تعرف ممن صام في سلف من بين أهل و جيران و إخوان أفناهم الموت و استبقاك بعدهم حيا فما أقرب القاصي من الداني ولنتذكر أننا غيرقادرين على تحمل النار التي أعدها الله – عز وجل – للعاصين. أيا شابًا لرب العرش عاصي أتدرى ما جزاء ذوى المعاصي سعير للعصاة لها زفير وغيظ يوم يؤخذ بالنواصي فإن تصبر على النيران فاعص و إلا كن عن العصيان قاص وفيما قد كسبت من الخطايا رهنت النفس فالزم بالخلاص ولنتذكر أننا غيرقادرين على تحمل النار التي أعدها الله عز وجل – للعاصين قال النووي–رحمه الله–في كتاب الأذكار:\" إعلم أنه يستحب لمن تجددت له نعمة ظاهرة،أو اندفعت عنه نقمة ظاهرة أن يسجد شكرا لله تعالى ، وأن يحمد الله تعالى ، أو يثني عليه بما هو أهله وإن من أكبر نعم الله على العبد توفيقه للطاعة ، والعبادة فمجرد دخول شهر رمضان على المسلم وهو في صحة جيدة هي نعمة عظيمة ، تستحق الشكر والثناء على الله المنعم المتفضل بها ، فالحمد لله حمداً كثيراً كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه . وبالشكر تزيد النعم، قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ } (إبراهيم:7) قراءة القرآن أنزل الله سبحانه القرآن الكريم في شهر رمضان فقال : (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) [البقرة: 185] ، وقال تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) [القدر:1].وقال تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة) [الدخان: 3]. ولا شك أن قراءة القرآن في رمضان هي من أحب الأعمال الى الله سبحانه وتعالى وكان صحابة رسول الله صلى الله وعليه وسلم يواظبون على قراءة القرآن ويجتهدون فى قراءته فى رمضان. وقد أثنى الله سبحانه وتعالى على من يقرأه ويتدبره فقال جل شأنه: (إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرّاً وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور) (فاطر: 29-30). أي الذين يؤدون الصلاة بمواقيتها وأدائها الكامل وينفقون من أموالهم في سبيل الله ويتصدقون على الفقراء فلن يضيع ذلك عند الله سبحانه وتعالى بل سيوفيهم أجورهم وأجر المسلم هو الجنة، نسأل الله أن نكون من أهل الجنة. وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه) حال السلف الصالح في رمضان كان السلف الصالح -رضوان الله عليهم- يكثرون من تلاوة القرآن في رمضان في الصلاة وغيرها، فقد كان مالك بن أنس إذا دخل رمضان ترك قراءة الحديث ومجالس العلم وأقبل على قراءة القرآن من المصحف. وكان قتادة -رحمه الله- يختم القرآن في كل سبع ليالٍ دائماً وفي رمضان في كل ثلاث وفي العشرة الأواخر منه في كل ليلة. فهذا شهر القرآن، شهر فيه الأجور مضاعفة، فينبغي على المسلم أن يستغل أوقاته بالطاعات والقربات، ولا يترك وقته يضيع سدى. وقراءة القرآن لايكون في رمضان فقط بل طول العام فكم منا من يهجر القرآن طول العام ولا يعرفه إلا في رمضان ولا كن لو تأملنا في في فضل قارئ القرآن لندمنا على كل يوم مر ولم نقرء فيه في الحديث الذي رواه أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن؛ كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن؛ كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن؛ مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر . ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن؛ كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر). التهيئة النفسية والروحية: من خلال القراءة والإطلاع على الكتب والرسائل، وسماع الأشرطة الإسلامية من المحاضرات والدروس، والتي تبين فضائل الصوم وأحكامه حتى تتهيأ النفس للطاعة فيه فكان النبي -صلى الله عليه وسلم - يهيئ نفوس أصحابه لاستغلال هذا الشهر. هكذا يستقبل المسلم رمضان استقبال الأرض العطشى للمطر واستقبال المريض للطبيب المداوي ، واستقبال الحبيب للغائب المنتظر. يستقبله: مع الله -سبحانه وتعالى -بالتوبة الصادقة. مع الرسول -صلى الله عليه وسلم -بطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر . مع الوالدين والأقارب والأرحام والزوجة والأولاد بالبر والصلة. مع المجتمع الذي تعيش فيه حتى تكون عبداً صالحاً ونافعاً. قال- صلى الله عليه وسلم" أحبُّ الناس إلى الله أنفعُهم للناس" ----------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#7225 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() ألصيام شريعة وحقيقة الصوم لغةً : الإمساك وشرعاً : الإمساك عن الأكل والشرب والجماع وسائر المفطرات ، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ، بنيَّة خالصة لله تبارك وتعالى فرضيته : فُرض في المدينة المنورة لليلتين خلتا من شهر شعبان من السنة الثانية للهجرة المباركة، وذلك في قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} البقرة183 التهنئة بقدوم رمضان : وهنا بشَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بفرضية الصيام ، منوِّهاً بفضائل رمضان ، حيث قال صلى الله عليه وسلم : {أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرُ بَرَكَةٍ ، فِيهِ خَيْرٌ يُغَشِّيكُمُ اللَّهُ فِيهِ فَتَنْزِلُ الرَّحْمَةَ ، وَتُحَطُّ الْخَطَايَا وَيُسْتَجَابُ فِيهِ الدُّعَاءُ فَيَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى تَنَافُسِكُمْ وَيُبَاهِي بِكُمْ مَلائِكَتَهُ فَأَرُوا اللَّهَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ خَيْرًا فَإِنَّ الشَّقِيَّ مِنْ حُرِمَ فِيهِ رَحْمَةَ اللَّهِ عز وجل}[1] لذلك نصَّ العلماء على استحباب التهنئة بالنعم الدينية إذا تجددت ، قال الحافظ العراقي الشافعي : {تستحب المبادرة لتبشير من تجدَّدت له نعمة ظاهرة، أو اندفعت عنه بلية ظاهرة} وقال ابن حجر الهيثمي : {إنها مشروعة} ، ثم قال : {ويحتج لعموم التهنئة لما يحدث من نعمة أو يندفع من نقمة بمشروعية سجود الشكر ، والتعزية ، وبما في الصحيحين عن كعب بن مالك رضى الله عنه في قصة توبته لمـَّا تخلَّف عن غزوة تبوك أنه لما بُشِّر بقبول توبته ومضى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ قام إليه طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه فهنَّــأه} وكذلك نقل القليوبي عن ابن حجر أن التهنئة بالأعياد والشهور والأعوام مندوبة ثبوت هلال رمضان : يثبت دخول شهر رمضان : برؤية الهلال ، ولو برؤية الشخص الواحد له عند جمهور العلماء ، فإن تعذرت الرؤية أكمل المسلمون عدة شعبان ثلاثين يوماً وأما هلال شهر شوال فيثبت : بإكمال عدة رمضان ثلاثين يوماً ، ولا تقبل فيه شهادة العدل الواحد – عند جمهور العلماء – بل لا بد من أن يشهد على رؤيته إثنان معروفان بأمانتهما وبعدلهما والإعتماد على الرؤية البصرية هو الأساس مع الإستئناس بالحساب الفلكي ، لإفادته القطع واليقين في مثل تلك الأمور المحسوسة ، فقد أخرج الشيخان (البخاري ومسلم) وغيرهما عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : {صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاثِينَ} وذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة وهو قول للشافعية : إلى عدم اعتبار اختلاف المطالع في إثبات شهر رمضان ، فإذا ثبتت رؤية هلال رمضان في بلد لزم الصوم جميع المسلمين في جميع البلاد ، لقوله صلى الله عليه وسلم فى الحديث المذكور : {صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ} ويرى الشافعية في الأصح اعتبار إختلاف المطالع : أى أنه يعتبر لأهل كل بلد رؤيتهم ، ولا يلزمهم رؤية غيرهم ما داموا بعيدين عنهم ، ومن أدلتهم ما رواه مسلم والترمذي وأحمد عن كُرَيب مولى ابن عباس رضى الله عنهم أجمعين : {أنَّ أُمَّ الفَضْلِ بِنْتَ الحَارِثِ بَعَثَتْهُ إلى مُعَاوِيَةَ بالشَّامِ ، قال : فَقَدِمْتُ الشَّامَ فَقَضَيْتُ حَاجتَها واستُهِل عَليَّ هِلاَلُ رَمَضَانَ وأنا بالشَّامِ فرأَيْنَا الهِلاَلَ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ ، ثمَّ قَدِمْتُ المَدِينَةَ في آخرِ الشهْرِ فَسَأَلَنِي ابنُ عبَّاسٍ ثُمَّ ذكَرَ الهِلاَلَ فقالَ متَى رأَيْتُمْ الهِلاَلَ؟ فقُلْتُ: رَأَيْنَاهُ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ ، فقال : أنْتَ رَأَيْتَهُ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ؟ فَقُلْتُ : رَآهُ النَّاسُ فَصَامُوا وصَام مُعَاويِةُ ، فقَالَ : لكنْ رأَيْنَاهُ لَيْلَةَ السَّبْتِ فلا نَزَالُ نَصُوُمُ حتى نُكْمِلَ ثلاثينَ يَوْماً أو نَرَاهُ ، فَقُلْتُ ألا تَكْتَفِي بِرُؤيَةِ مُعَاوِيَةَ وصِيَامِهِ؟ قال: لا هكَذَا أَمَرَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم} {1} رواه ابن النجار عن ابن عمر والطبراني وابن النجار عن عبادة بن الصامت ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#7226 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ الشيء الوحيد الذي يحفظ العبد من الافتتان ويوفقه للرضا عن الله في كل وقت وآن ، هو غرس الإيمان في صدره ، وتثبيت جذوره في قلبه ، ولذلك فإننا نتسائل لماذا أمرنا الله أن نحتفي كل عام بالأعمال التي قام بها إبراهيم وزوجاته وإسماعيل؟ ويجيب الله على ذلك فيقول في كتابه {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ} يوسف111 دروس عظيمة ، ومن جملة هذه الدروس درس سار عليه خليل الله وكل أنبياء الله ورسل الله ، هذا الدرس جعلهم في حياتهم الدنيا يعيشون حياة هانئة ، زوجات قانتات مطيعات وأبناء بررة كرام لا يحدث بينهم وبين زوجاتهم مشكلات ولا بينهم وبين أبنائهم معضلات ولا خلافات ولا منازعات ، ناهيك عن فضل الله العظيم وثوابه الكريم في الدنيا ويوم الدين ، ما هذا الدرس الذي نريد أن نتعلمه أجمعين؟ هذا الدرس يشير إليه الخليل إبراهيم ومن بعده اسحق ويعقوب ومن والاهم وتبعهم من النبيين فيحكي عنهم الله قولهم {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} البقرة132 الدرس الأول الذى يلقنونه لأبنائهم وزوجاتهم ، هو الإيمان بالله ، الثقة في الله وتفويض الأمور كلها لحضرة الله ، والإعتماد في قضاء كل مصلحة وكل ملمة وكل أمر على حضرة الله ، والاستعانة بتوفيق الله ومعونة وقوة الله على إنجاز أي أمر أو أي مهمة ، وإذا جاءت مشكلة أو كارثة أو نكبة رفعوا الأمر إلى الله وفوضوه لحضرة الله فيدفع الله عنهم ببأسه وقوته كل كرب وكل شدة ذلكم هو ملخص قصة إبراهيم وزوجاته وأبنائه أجمعين أول درس يلقنه له قبل تعلم اللغات وقبل دراسة الرياضيات وقبل الجلوس أمام الكمبيوترات وقبل مشاهدة الشاشات والفضائيات أن نحصن قلوبهم بتقوى الله وأن نملأ صدورهم بمراقبة الله ونعلمهم علم اليقين قول الله {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} وبعد ذلك {ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ} المجادلة7 وإذا استوعبوا هذا الدرس ، نم قرير العين فإن زوجك لن تعصى لك أمراً ، وإن ابنك لن يخالفك في طرفة عين أو أقل لأنهم معك في تقوى الله وطاعة الله حتى ولو أحاط بهم ألد الأعداء ، ووجهوا بأعتى الطغاة فإن الله يجعل لهم مخرجاً ببركة تقوى الله هذه هي الزوجه الجميلة التى كانت أجمل نساء حواء بعد حواء السيدة سارة ساقها الجنود الأشداء إلى فرعون مصر ، وكان رجلاً شهوانياً لا تعرف الرحمة إلى قلبه سبيل ، ماذا تصنع بعد أن اختلى بها والجنود يحيطون بالمكان من كل الجهات؟ رفعت القلب والأكف إلى من بيده الخلق والأمر كله وهي تعلم علم اليقين قول رب العالمين {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً{2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} الطلاق ماذا كانت النتيجة؟ مد يده إليها فشلت يده فاستغاث بها وقال لها : إدعي ربك أن يحل عن يدي ما هي فيه وأعاهدك ألا أمدها إليك مرة ثانية ، فدعت الله فاستجاب لها الله ففكت يده بأمر الله ، لكن الشيطان دار برأسه ونفسه لعبت بجسمه وحسه فنكث وعده وهم بأن يمد يده إليها مرة أخرى ، ماذا كانت النتيجة؟ تخشب جسمه كله إلا لسانه وأصبح وكأنه قطعة من الثلج فأسرع إلى الإستغاثة بها وصاح وبأعلى صوته يدعوا جنده ويقول لهم أخرجوا هذه الشيطانة من عندى ويعاهدها على أنها إن دعت الله فرجع إلى حالته فلن يمسها بسوء ويغنيها من خير الله وفضل الله ، العجب في هذه القصة ليس من تخشيب يده أو جسمه ولكن أنها إذا دعت الله يستجيب لها ويفك يده ويفك جسمه فكأنها معنية بقول الله {لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ} الزمر34 وكانت في ذاك الوقت لا تخشى من فرعون ولكنها كانت تخاف من شدة غيرة إبراهيم فأسرعت إليه وهي ترتجف من شدة الخوف ، خوفاً من الظنون التي ربما يظنها فيها والوساوس التى هى على يقين أن الله يحفظه منها ولكن النفس البشرية لها تداعيات إنسانية فلما وقفت أمامه وأرادت أن تحدثه قال لها : لا تخافي لقد كشف الله القناع عن بصري فرأيت كل شيء يحدث لك وأنا في مكاني {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} الأنعام75 فأعطاها فرعون جارية تخدمها وأعطاها من خيرات الله التي عنده ما تغنى به وزوجها أبد الدهر ، ولما كانت لا تنجب قالت برضاء خاطر : يا إبراهيم تزوج بهاجر لعل الله يرزقك بولد منها يكون قرة عين لي ولك ، فرزقه الله منها الولد، وإياك أن تصدق قول اليهود ومن عاونهم أنها غارت من هاجر وابنها ، فقالت له إرميهما في الصحراء، لأنها لو كانت قد غارت من هاجر وابنها وطلبت منه أن يبعدهما عنها وإبراهيم رجل عاقل حكيم لكان أبعدهما في بيت آخر في نفس البلدة أو أسكنهما في بلدة قريبة فيها أناس يأتنسون بهم وفيها طعام وشراب وما يحتاجون إليه لكن لماذا أخذهما إلى الصحراء التى ليس فيها زرع ولا ماء ولا أنيس ولا شيء؟ ليعطينا الله الدرس الأمثل في تعليم أنبياء الله فإن إبراهيم بمجرد أن تزوج هاجر كان أحرص ما يحرص عليه أن يلقنها درس الإيمان والثقة بالله قبل أن يقضي شهوته وقبل أن يقضي حاجته ، كانت مهمته الأولى مع زوجته أن يحصنها بتقوى الله وصدق الإيمان في الله ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#7227 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() ابواب الخير مفتوحة سبحان من تفضَّل على هذه الأمة ومنحها على يد نبيها نبي الرحمة أبواب الفضائل الجمة، فما من عمل عظيم يقوم به قوم ويعجز عنه آخرون إلا وجعل الله لهم عملاً يساويه أو يفضل عليه، فلا يبقى لمتخلف عذر. إن كنت فقيرًا لا تجد ما تنفقه في سبيل الله، ووجدت الأغنياء ينفقون فقد سبقك إلى ذلك صحابة رسول الله قالوا: يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم، فقال لهم النبي: «أو ليس قد جعل الله لكم ما تتصدقون؟ إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة» 1. ووعى أبو الدرداءالدرس فأجاب لما سأله أحد أصحابه: أعتق مائة نسمة؟ أجاب: «إن مائة نسمة من مال رجل كثير، وأفضل من ذلك إيمان ملزوم بالعمل بالليل والنهار، وأن لا يزال لسان أحدكم رطبًا بذكر الله عز وجل» 2وعنه أنه قال: «لأن أقول لا إله إلا الله والله أكبر مرة أحب إليَّ من أن أتصدق بمائة دينار» 3. ولما كان الجهاد ذروة سنام الإسلام ولا قدرة للضعيف عليه فإن الله فتح لك بابًا يعادله: كان الصحابة إذا تخلفوا عن غزو ونحوه بعذر إما أن يخرج مكانه رجلاً من ماله، وإما أن يعين غازيًا، وإما أن يخلفه في أهله لأن «من جهَّز غازيًا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيًا في سبيل الله في أهله بخير فقد غزا» 4. فإن لم تكن ذا مال تعين به غازيًا فتح الله لك بابًا آخر يساويه بل يفضل عليه فكان العمل في عشر ذي الحجة لا يفضل عليه عمل إلا من خرج بنفسه وماله ولم يرجع منهما بشيء. فعن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام، يعني الأيام العشر». قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله، قال: «ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع بشيء من ذلك» 5. ولما كان الحج أفضل الأعمال وكان كثير من الناس يعجزون عنه لقلة مال أو ضعف صحة فإن الله عوضهم عن ذلك ببشرى ساقها نبي الرحمة للعاجز عن التطوع بالحج فقال: «من صلى الصبح في جماعة، ثم جلس في مُصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كان مثل أجر حجة وعمرة تامة تامة تامة» 6. فإن أضعت هذه الفرصة واعتدت النوم بعد الفجر فلك أجر حجة تامة إن سلكت طريق «من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرًا، أو يُعلِّمه كان كأجر حاج تامًّا حجته» 7. شهود الجمعة يعدل حجة التطوع، قال سعيد بن المسيب: «هذا أحب إليَّ من حجة نافلة» 8، وقد جعل النبي المبكر إلى الجمعة كالمهدي هديًا إلىَّ البيت الحرام، فعن أبي هريرة:قال رسول الله: «من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة«أي كغسل الجنابة»، ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة (ناقة)» 9. وقال الحسن: مشيك في حاجة أخيك المسلم خير لك من حجة، وقال أبو هريرة:بكورك إلى المسجد أحب إلينا من غزوتنا مع رسول الله. أخى المتسابق: رحمة الله واسعة وأبواب الخير كثيرة، إذا وجدت أحد الأبواب مغلقًا فقد فتح لك أبوابًا، وإذا ضاقت بك سبيل وسعتك سبل، فافتح هذه الأبواب وواصل السير وأنت تردد: «باسم الله ولجنا» حتى تصل، ففي نهاية هذه الأبواب "جَنَّـٰتٍ۬ تَجۡرِى مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيہَا وَمَسَـٰكِنَ طَيِّبَةً۬ فِى جَنَّـٰتِ عَدۡنٍ۬ۚ وَرِضۡوَٲنٌ۬ مِّنَ ٱللَّهِ أَڪۡبَرُۚ " [التوبة: 72]. ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#7228 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() الحيــــــاة صفقـــــــة قال تعالى: ( إِنَّ ٱللَّهَ ٱشۡتَرَىٰ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَنفُسَهُمۡ وَأَمۡوَٲلَهُم بِأَنَّ لَهُمُ ٱلۡجَنَّةَۚ يُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيَقۡتُلُونَ وَيُقۡتَلُونَۖ وَعۡدًا عَلَيۡهِ حَقًّ۬ا فِى ٱلتَّوۡرَٮٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ وَٱلۡقُرۡءَانِۚ وَمَنۡ أَوۡفَىٰ بِعَهۡدِهِۦ مِنَ ٱللَّهِۚ فَٱسۡتَبۡشِرُواْ بِبَيۡعِكُمُ ٱلَّذِى بَايَعۡتُم بِهِۦۚ وَذَٲلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ)[ التوبة: 111 ] . ما أجمل هذه الصورة البديعة والتمثيل الرائع، صورة العقد الذي عقده رب العزة جل جلاله بنفسه، وجعل ثمنه ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وسجل كلماته بحروف من نور في الكتب السماوية الثلاثة، وما أشرفه من صك وتوثيق، ووعدا ألزم الله به نفسه وجعله حقا عليه مبالغة في الفضل منه والكرم وإيناسا لعباده ولطفا بهم، ولا أحد أوفى من صاحب هذا الوعد، فوعد الرب الغائب أقوى من بضاعة كل عبيده الحاضرة. لكن.. ماذا تساوي نفوسنا المعيبة -وإن طهرت- حتى يشتريها الله منا بكل هذا الثمن، لذا قال الحسن البصري وقتادة: « بايعهم والله فأغلى ثمنهم » 1. وهو ما دفع محمد بن الحنفية أن يحثك على تزكية نفسك وتطييبها بالعمل الصالح والطاعات والقربات مبرِّرا ذلك بقوله: « إن الله عز وجل جعل الجنة ثمنا لأنفسكم فلا تبيعوها بغيرها » 2. أثـامـِن بالنفس النفيسةِ ربَّهــــا ولَيسَ لها في الخلق كُلِّهمُ ثَمَنْ بها تُملك الأخرى فإنْ أنا بِعتُها بشيءٍ من الدُّنيا فذاك هو الغَبَنْ لَئِنْ ذَهَبَتْ نفسي بدنيا أُصيبها لقد ذَهَبَتْ نفسي وقد ذهب الثَّمنْ أنت إذن -يا أخي- غال جدا عند الله، يحبك ويريد أن يكرمك غاية الإكرام، لذا اشتراك بجنة عرضها السماوات والأرض، جنة لا تُقدَّر بمال، فأنت والله أغلى عنده من الدنيا بأسرها، وقد مرَّ بك: «موضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها». فكيف بعت هذه النفس الثمينة بشهوة تنقضي في لحظة؟! وبلذة لا تبقى سوى ساعة؟! وهبها بقيت أياما أو أعواما فماذا تساوي بجوار لذة الخلد؟! وبعتها لمن؟! لأعدى أعدائك: شيطانك!! هو ما دفع ابن القيم أن يتعجَّب منك في إحدى فوائده قائلا: « إنما أبعدنا ابليس إذ لم يسجد لك وأنت في صلب أبيك، فوا عجبا كيف صالحته وتركتنا!! » 3. أخـــي.. اعرف إذن هذه الحقيقة الساطعة: أنت لا تملك نفسك، ولا يحق لك التصرف فيها دون إذن المالك، يصرِّفها حيث يشاء؛ يقول لك هذا حلال فتقبل، وهذا حرام فتُعرِض، افعل كذا ولا تفعل كذا، تكلم بهذا ولا تنطق بهذا، امش إلى هنا ولا تقترب من هناك، بل لو قدَّمك للذبح عن طريق جهاد أو كلمة حق في مواجهة طاغية فعلى أي شيء تعترض؟! وهو إنما يتصرف في ما اشتراه منك وبعته له، وأعطاك في المقابل الجنة، أفترجع في بيعتك؟! أم أنك لم تبع وزهدت في الجنة من الأساس؟! وإذا بعت.. أيحسن لمن باع شيئا أن يغضب على المشتري إذا تصرَّف فيه أو يتغير قلبه تجاهه إذا أنفقه؟ وماذا لنا فينا حتى نتكلم!! إنها البيعة المعلَّقة في عنق كل مسلم عرف أم لم يعرف، ولا بد من الوفاء، وهو قول شَمِر بن عطية: «ما من مسلم إلا ولله عز وجل في عُنُقه بيعة، وفَّى بها أو مات عليها، ثم تلا هذه الآية: (إِنَّ ٱللَّهَ ٱشۡتَرَىٰ) 4. إن الله تعالى وحده هو المستحق أن يُطاع ويُحب ويُعبد لذاته حتى لو لم يثب عباده شيئا لا أن يمنحهم الجنة لأنه هو الذي خلق وهدى ورزق كما أنشد بعضهم: هب البعث لم تأتنــا رسله وجاحمة النار لم تضــــرم أليس من الواجب المستـ حق حياء العباد من المنعم لكنه تعالى كافأ عباده وشوَّقهم وأرسل الآيات تلو الآيات تهيب بالسامعين التشمير للجنة والرحيل إليها، وبعد كل هذا تُعِرضون!! سلِّــم واستلــــــم!! إخوتاه..البائع لا يستحقُّ الثمنَ إذا امتنع عن تسليم ما باعه، فكذلك لا يستحق العبدُ الجنة إلا بعد تسليم النَّفس والمال إلى المشتري، فمن قعد أو فرَّط فغيرُ مستحقٍ للجنة، فهل سلَّمت ما عليك لتستلم ما اشتهيت؟! وهل من باع نفسه وعلى استعداد أن يقدِّمها للذبح إرضاء لربه لا يقوى على ما هو أهون من الذبح بكثير؟! من غضِّ بصر أو الاستيقاظ فجرا لصلاة أو الصبر عن لقمة حرام تُعرض عليه رشوة أو شبهة؟! وإذا لم يقو على هذا «الأسهل» فهل مثله باع فعلا؟! أم أنه يطمع في نيل أغلى سلعة بأبخس ثمن!! وصدق القائل: إذا اعتاد الفتى خـــوض المنايا فأهـــــــوَنُ ما يمُرُّ به الوُحولُ ومثل هذه المواجهة المتكررة للنفس الأمارة بالسوء تورث العبد ولابد واحدا من أجمل الأخلاق وهو خلق «الحياء» الذي يعصم من كثير من الرذائل ويدفع لإحراز أسمى الفضائل. لكن.. ماذا بعد إبرام البيعة؟! الجواب: قول الله تعالى: (فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦۖ وَمَنۡ أَوۡفَىٰ بِمَا عَـٰهَدَ عَلَيۡهُ ٱللَّهَ فَسَيُؤۡتِيهِ أَجۡرًا عَظِيمً۬ا) [ الفتح: 10 ] أخـــــــي.. كلما لمست من نفسك فتورا أو انشغالا بالعاجلة أو إيثارا للفانية اسأل نفسك: هل بعتُ؟! هل اشتريتُ الجنة حقا وبعت نفسي ومالي في سبيلها؟! وما الدليل على ذلك؟! وأي عقل في التأخر عن صفقة كهذه؟! أو الانشغال عنها بغيرها؟! من يهب نفسه اليوم لربه وقد اشتراه، ومن باع فليبادر، ولا يجزع مما يحاذر. يقول سيد قطب في الظلال: « إنه نص رهيب! إنه يكشف عن حقيقة العلاقة التي تربط المؤمنين بالله؛ وعن حقيقة البيعة التي أعطوها - بإسلامهم - طوال الحياة، فمن بايع هذه البيعة ووفى بها فهو المؤمن الحق الذي ينطبق عليه وصف (المؤمن) وتتمثل فيه حقيقة الإيمان، وإلا فهي دعوى تحتاج إلى التصديق والتحقيق!! حقيقة هذه البيعة - أو هذه المبايعة كما سماها الله كرما منه وفضلا وسماحة - أن الله سبحانه قد استخلص لنفسه أنفس المؤمنين وأموالهم؛ فلم يعد لهم منها شيء.. لم يعد لهم أن يستبقوا منها بقية لا ينفقونها في سبيله.. لم يعد لهم خيار في أن يبذلوا أو يمسكوا.. كلا.. إنها صفقة مشتراة، لشاريها أن يتصرف بها كما يشاء، وفق ما يفرض ووفق ما يُحدِّد، وليس للبائع فيها من شيء سوى أن يمضي في الطريق المرسوم، لا يتلفت ولا يتخيَّر، ولا يناقش ولا يجادل، ولا يقول إلا الطاعة والعمل والاستسلام.. والثمن: هو الجنة ». صحابة باعوا سلفا!! ولكي تستشعِر معنى هذه البيعة حقا اقرأ في من نزلت آية البيعة (إِنَّ ٱللَّهَ ٱشۡتَرَىٰ) : نزلت في بيعة العقبة الكبرى في العام الثالث عشر من البعثة، وهو العام الذي أتى فيه الأنصار يربو عددهم على السبعين يبايعون الرسول (ص)بيعة التضحية والفداء، فقام منهم عبد الله بن رواحة قائلا لرسول الله (صل الله علية وسلم): اشترط لربك ولنفسك ما شئت. قال: أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم قالوا: فإذا فعلنا ذلك فما لنا؟ قال: الجنة. قال: ربح البيع.. لا نقيل ولا نستقيل. وفي تفصيل أكثر لما حدث: قام أسعد بن زرارة وهو أصغر السبعين فقال: رويدا يا أهل يثرب!! إنا لم نضرب إليه أكباد المطي إلا ونحن نعلم أنه رسول الله، إن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة، وقتل خياركم، وأن تعضَّكم السيوف، فإما أنتم قوم تصبرون على عضِّ السيوف إذا مسَّتكم وعلى قتل خياركم وعلى مفارقة العرب كافة؛ فخذوه وأجركم على الله، وإما أنتم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه فهو أعذر لكم عند الله، فقالوا جميعا: أمط يدك ياأسعد، فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها، فقاموا إليه يبايعونه رجلا رجلا، يأخذ عليهم شرطه ويعطيهم على ذلك الجنة. واعجبا!!قوم أيقنوا بالجنة ولما يمض على إسلامهم سوى برهة قصيرة من الزمن، فمنهم من أسلم منذ يوم واحد، ومنهم من أسلم من يومين، ومنهم من أسلم من شهر أو شهرين، وأقدمهم إسلامًا من أسلم منذ سنتين!! وبرغم ذلك ومع أن الجنة غيب لم يروه، فهم يبذلون في سبيلها أغلى ما يملكون: النفس والمال ويتعرضون لأخطر ما يكون، ونحن نسمع عن الجنة مذ وعينا طوال عمرنا وما دفعنا نفس الثمن، فهل أيقنت نفوسنا هذا اليقين؟! وهل نحن على استعداد لنفس البذل؟! ---------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ | الوآصل | المنتدى الرياضي | 6 | 10-12-2009 01:49 AM |
اســـــــرار القلــــب..! | الســرف | المنتدى العام | 22 | 29-09-2008 01:03 AM |
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء | امـــير زهران | منتدى الحوار | 4 | 02-09-2008 03:05 PM |
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة | رياح نجد | المنتدى العام | 19 | 15-08-2008 01:10 PM |
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! | البرنسيسة | المنتدى العام | 13 | 17-08-2007 11:04 PM |