منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 13-10-2014, 03:14 AM   #8071
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-2014, 03:17 AM   #8072
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-2014, 03:19 AM   #8073
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-2014, 04:19 AM   #8074
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

نائلة بنت الفرافصة
الصامدة نائلة بنت الفرافصة
عندما اشتدت المحنة على عثمان بن عفان -رضى اللَّه عنه- وأُحْكِمَ عليه الحصار، صمدت معه، وتلقت عنه ضربات
السيوف قبل أن تصل إليه، وما إن ألقى الرجال بحبالهم على أسوار منزله، ودخلوا عليه حتى أسرعت تنشر شَعْرَها،
فقال عثمان: خذى خمارك فإن حُرْمة شَعْركِ، أعظم عندى من دخولهم علي.
وحين هجم عليه أحدهم وهوى عليه بسيفه تلقت السيف بيدها فقطعت أناملها، فصرخت على رباح غلام عثمان، فأسرع
نحو الرجل فقتله، وبينما كانت تهرع لإمساك سيف رجل ثانٍ لكن الرجل تمكن من أن يقطع أصابع يدها الأخرى وهو
يدخل السيف فى بطن عثمان ليقتله، وحين هموا بقطع رأسه ألقت عليه بنفسها إلا أنهم لم يرحموا ضعفها، ولم يعرفوا
لعثمان قدره، فحزوا رأسه، ومثَّلوا به،
فصاحت والدم يسيل من أطرافها: إن أمير المؤمنين قد قُتل. إن أمير المؤمنين
قد قُتِل. ثم دخل رجل عقب مقتل عثمان، فإذا رأسه فى حجرها.
فقال لها: اكشفى عن وجهه. قالت: ولِمَ؟ قال الرجل: ألِطم حُرَّ وجهه فقد أقسمت بذلك. فقالت: أما ترضى ما قـال فيـه
رسول اللَّه (، قال فيه كذا وكذا.
فقال: اكشفى عن وجهه. ثم هجم عليها فلطم وجه عثمان، فدعت عليه قائلة: يبَّس اللَّه
يدك، وأعمى بصرك.
فلم يخرج الرجل من الباب إلا وقد يبست يداه، وعمى بصره.
وتُركت جثة عثمان فى مكانها دون أن يجرؤ أحد على تجهيزه ودفنه، فأرسلت إلى حويطب بن عبد العزى وجبير بن
مطعم، وأبى جهم بن حذيفة، وحكيم بن حزام، ليُجَهِّزُوا عثمان، فقالوا: لا نقدر أن نخرج به نهارًا.
وحين حلّ الظلام خرجوا به بين المغرب والعشاء نحو البقيع، وهى تتقدمهم بسراج ينير لهم وحشة الظلام حتى تم دفنه
بعد أن صلى عليه جبير بن مطعم وجماعة من المسلمين.
ثم قالت ترثيه:
ومالى لا أَبْكى وأُبكـى قرابتى
وقد ذهبتْ عنا فضول أبى عَمْرِو

وبعد أن دُفن عثمان -رضى الله عنه- خطبت نائلة -رضى الله عنها- في المسلمين، فقالت: معاشر المؤمنين وأهل اللَّه
لا تستكثروا مقامي، ولا تستكثروا كلامي، فإنى حزينة أُصِبْتُ بعظيم وتذوقت ثكلا من عثمان بن عفان ثالث الأركان
من أصحاب رسول اللَّه (، فقد تراجع الناس فى الشورى حين تقدم، فلم يتقدمه متقدم ولم يشك فى فضله متأثم. ولم تكتف
نائلة بذلك بل أرسلت إلى معاوية بكتاب مرفق معه قميص عثمان ممزقًا مليئًا بالدماء، وعقدت فى زر القميص خصلة
من شعر لحيته، قطعها أحد قاتليه من ذقنه، وخمسة أصابع من أصابعها المقطوعة.
وأوصت إليه أن يعلق كل أولئك فى المسجد الجامع فى دمشق، وأن يقرأ على المجتمعين ذلك الكتاب، وكان بعض
ما جاء فيه:
إلى معاوية بن أبى سفيان، أما بعد: فإنى أدعوكم إلى اللَّه الذي أنعم عليكم وعلمكم الإسلام، وهداكم من الضلالة، وأنقذكم
من الكفر، ونصركم على العدو، وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة، وأنشدكم اللَّه وأذكركم حقه وحق خليفته أن تنصروه
بعزم اللَّه عليكم، فإنه قال وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا
الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)[الحجرات: 9].
وقد اجتمع لسماعه خمسون ألف شيخ يبكون تحت قميص عثمان وأصابعها.
وعاشت نائلة حافظة لذكرى عثمان بن عفان -رضى الله عنه- وظلتْ وفية له، فلم تتزوج وكانت من أجمل النساء.
وكلما جاءها خاطب رَدَّتْه، ولما تقدم معاوية -رضى الله عنه- لخطبتها أَبَتْ، وسألت النساء عما يعجب الخطاب فيها،
فقلن: ثناياك (وكانت مليحة وأملح ما فيها ثغرها) فخلعت ثناياها، وأرسلت بهن إلى معاوية، وحين سُئلت عما
صنعتْ، قالت: حتى لا يطمع فى الرجال بعد عثمان-رضى الله عنه-.
تلك هي "نائلة بنت الفرافصة بن الأحوص"رمز الشجاعة والصبر والصمود، ذات الأدب والبلاغة والفصاحة، تزوجها
عثمان بن عفان-رضى اللَّه عنه- فكانت له زوجة مخلصة وفية ومطيعة، وكان عثمان يستشيرها دائمًا لسداد رأيها،
وقد حظيت فى بيته بمكانة كبيرة.
وقد زوجّها له أخوها ضب، وحملها إلى عثمان فى المدينة، وكان مسلمًا وكان أبوها نصرانيَّا، وقد تزوجها عثمان
وهى نصرانية، وقبيلتها - قبيلة كلب - كلها يومئذ نصارى.
وقد أسلمت نائلة على يديه، وأنجبت له من الولد ثلاثًا: أم خالد، وأروي، وأم أبان الصغرى.
وقد روت السيدة نائلة عن عائشة -رضى اللَّه عنها- بعضًا من أحاديث رسول الله، ثم توفيت بعد جهاد عظيم لخدمة الإسلام.
----------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-2014, 04:39 AM   #8075
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

خـــــولــــة بنــــت الأزور:
سبق الفارس الملثَّم جيش المسلمين، وفى شجاعة نادرة اخترق صفوف الروم، وأعمل السيف فيهم، فأربك الجنود، وزعزع الصفوف، وتطايرت الرءوس، وسقطت الجثث على الأرض، وتناثرت الأشلاء هنا وهناك، وتعالت الصَّرَخات من الأعداء والتكبيرات من جيش المسلمين.
ليت شعري من هذا الفارس؟ وأيم اللَّه، إنه لفارس شجاع...كلمات قالها خالد بن الوليد قائد جيش المسلمين في معركة أجنادين عندما لمح الفارس وهو يطيح بسيفه هامات الأعداء، بينما ظن بعض المسلمين أن هذا الفارس لا يكون إلا خالدًا القائد الشجاع.
لكن خالدًا قد قرب منهم، فسألوه في تعجب، من هذا الفارس الهُمام؟ فلا يجبهم، فتزداد حيرة المسلمين وخوفهم على هذا الفارس ولكن! ما لبث أن اقترب من جيش المسلمين وعليه آثار الدماء بعد أن قتل كثيرًا من الأعداء، وجعل الرعب يَدُبُّ فى صفوفهم،
فصاح خالد والمسلمون: للَّه درُّك من فارس بذل نفسه فى سبيل اللَّه ! اكشف لنا عن لثامك. لكن الفارس لم يستجب لطلبهم، وانزوى بعيدًا عن المسلمين، فذهب إليه خالد وخاطبه
قائلا: ويحك لقد شغلتَ قلوب الناس وقلبى لفعلك، من أنت؟
فأجابه: إننى يا أمير لم أُعرِضْ عنك إلا حياءً منك لأنك أمير جليل وأنا من ذوات الخدور وبنات الستور. فلما علم خالد أنها امرأة سألها -وقد تعجَّب من صنيعها-: وما قصتك؟
فقالت المرأة: علمتُ أن أخى ضرارًا قد وقع أسيرًا فى أيدى الأعداء، فركبتُ وفعلتُ ما فعلتُ.قال خالد: سوف نقاتلهم جميعًا ونرجو اللَّه أن نصل إلى أخيكِ فنفكه من الأسر.
واشتبك جيش المسلمين مع الأعداء وقتلوا منهم عددًا كبيرًا، وكان النصر للمسلمين،
وسارت تلك الفارسة تبحث عن أخيها، وتسأل المسلمين عنه، فلم تجد ما يشفى صدرها ويريح قلبها، فجلست تبكى على أخيها وتقول: "يابن أمى ليت شِعْرِي
فى أية بَيْدَاء طَرَحُوكَ،
أم بأى سِنَانٍ طعنوك،
أم بالْحُسام قتلوكَ.
يا أخى لك الفداء، لو أنى أراك أنقذكَ من أيدى الأعداء، ليت شِعْرِى أترى أنى لا أراك بعدها أبدًا؟
لقد تركتَ يابن أمى في قلب أختك جمرة لا يخمد لهيبها، ليت شعري، لقد لحقت بأبيك المقتول بين يدَى النبي (، فعليك منى السلام إلى يوم اللقاء. فما إن سمعها الجيش حتى بكوا وبكى خالد بن الوليد.
وما هى إلا لحظات حتى أتى الخبر بالبشرى بأن أخاها مازال على قيد الحياة،
وأن جيش الأعداء قد أرسله إلى ملك الروم مكبَّلا بالأغلال،
فأرسل "خالدٌ" "رافعَ بن عميرة" فى مائة من جيش المسلمين ليلحق بالأعداء ويفك أسْرَ أخيها، فما إن سمعتْ بخروج "رافع بن عميرة" حتى أسرعتْ إلى خالد تستأذنه للخروج مع المسلمين لفك أسر أخيها، فذهبتْ معهم حيث أعدوا كمينًا فى الطريق،
وما إن مرَّ الأعداء بالأسير حتى هجموا عليهم هجمة رجل، واحد وما لبثوا أن قضوا عليهم وفكوا أسر أخيها وأخذوا أسلحة العدو.
تلك هي الفارسة الفدائية خولة بنت الأَزْوَر، صحابية جليلة، أَبْلت بلاء حسنًا فى فتوح الشام ومصر. وكانت من أشجع نساء عصرها.
وتمر الأيام، وتظهر بسالة تلك المرأة، ومدى دفاعها عن الإسلام، ففى موقعة "صجورا" وقعت هي ونسوة معها فى أسر جيش الروم. ولكنها أبت أن تكون عبدة فى جيش الروم، فأخذت تحث أخواتها على الفرار من الأسر،
فقامت فيهن قائلة: يا بناتَ حِمْيَر وبقية تبع، أترضين لأنفسكن أن يكون أولادكن عبيدًا لأهل الروم، فأين شجاعتكن وبراعتكن التي تتحدث بها عنكن أحياء العرب؟ وإنى أرى القتل عليكن أهون مما نزل بكُنَّ من خدمة الروم. فألهبت بكلامها حماس النسوة، فأبَيْن إلا القتال والخروج من هذا الذُّل والهوان.
وقالت لهن: خذوا أعمدة الخيام، واجعلوها أسلحة لكُن، وكنَّ فى حلقة متشابكات الأيدى مترابطات، لعل اللَّه ينصرنا عليهم، فنستريح من معرَّة العرب. فهجمت وهجم معها النسوة على الأعداء وقاتلن قتال الأبطال حتى استطعن الخروج من معسكر الأعداء وتخلصن من الأسر.
ولم تنته معارك خَوْلة فى بلاد الشام، فقد أُسِرَ أخوها ضرار مرة أخرى فى معركة مرج راهط، فاقتحمت الصفوف من أجله.
وخاضت مع المسلمين معركة أنطاكية حتى تمَّ النصر فيها للمسلمين، كما اشتركتْ -أيضًا- فى فتح مصر،
وغدتْ مفخرة نساء العرب ورجالهم.
وظلتْ السيدة خَوْلة -رضى الله عنها- على إيمانها وحبها للفداء والتضحية، ودفاعها عن دين الله، ورفْع لواء الإسلام حتى تُوُفِّيتْ فى آخر خلافة عثمان بن عفان -رضى الله عنه-.
---------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-2014, 09:46 AM   #8076
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

حفصة بنت سيرين
صاحبة الكفن حفصة بنت سيرين
كان ذِكْرُ الموت لايفارقها، فهى تعلم أن الدنيا أيام معدودة، فإذا ذهب
يوم فقد ذهب بعضها؛ لذا كانت تتوقع الموت فى كل لحظة، حتى روِى أنها كانت تحتفظ بكفن دائم لها هو جزء
من ملابسها فإذا حجت وأحرمت لبسته، وإذا جاءت الأيام العشرة الأخيرة من رمضان لبستْه تقيم فيه.
إنها حَفْصَة بنت سيرين، المحدِّثة الزاهدة، التي أمضت شبابها فى عبادة وتقوي،
وكانت تقول: يا معشر الشباب!
خذوا من أنفسكم وأنتم شباب، فإنى رأيت العمل فى الشباب.
قَرَأَتْ القرآن الكريم، وتدبرتْ معانيه وعمرها اثنتا عشرة سنة، وكان أخوها "محمد بن سيرين" إذا استشكَل عليه
شيء من القرآن الكريم قال: اذهبوا إلى حفصة، واسألوها كيف تقرأ؟
واشتهرت حفصة بالزهد، والصبر الجميل على طاعة اللَّه وعبادته، وكانت كثيرة الصيام، طويلة القيام، تدخل
مسجدها تصلى فيه، وتتعبد بقراءة القرآن، ولا تخرج من بيتها إلا لحاجة أو لمقابلة من يأتون ليستفتونها، ويتعلمون منها.
وكانت محدثِّة جليلة، نشأت فى بيت علم، وكان لها ستة إخوة غيرها، كلهم يقرءون القرآن، ويشتغلون بالحديث.
وكانت حفصة تحب العلم، وتبذل فى سبيله كل غالٍ ونفيس؛ لأنها تَعْلَم أن العلماء ورثة الأنبياء، كما عُرِفتْ حفصة
بشدة تمسكها بتعاليم الإسلام الحقة، وطاعتها للَّه ولرسوله؛
فقد رُوى أن سفيان بن عيينة بن عاصم قال: كنا ندخل
على حفصة بنت سيرين، وقد جعلتِ الجلباب هكذا وتنقبت به (أي: لبسته)، فنقول لها: رحمك اللَّه، قال اللَّه تعالى:
( وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ
خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)[ النور: 60].
فتقول: هو إثبات الجلباب.
ولها باع كبير فى رواية الحديث النبوي، فقد رَوَتْ عن أخيها يحيى وعن غيره، وروى عنها الكثير.
وتُوُفيت "حفصة" -رضى اللَّه عنها- فى العام الثانى والتسعين من الهجرة، وقيل: الحادى بعد المائة، وقد بلغت
من العمر سبعين عامًا.
---------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-2014, 10:29 AM   #8077
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

ابن سيرين . . الابتعاد عما يريب
هو الإمام الكبير في التفسير والحديث والفقه، والعالم الذي اشتهر ببراعته في تأويل الرؤى محمد بن سيرين البصري
ويكنى بأبي بكر، مولى أنس بن مالك . ولد في خلافة عثمان بن عفان وجاء في “صفة الصفوة”
لابن الجوزي: كان
ابن سيرين من أهل جرجرايا وكان يعمل قدور النحاس، فجاء إلى عين التمر يعمل بها فسباه خالد بن الوليد .
نشأ محمد بن سيرين في بيت تحوطه التقوى والورع وأدرك ثلاثين صحابياً ومنهم زيد بن ثابت وعمران بن الحصين
وعبد الله بن الزبير . ومن تلاميذه يونس بن عبيد، وهشام بن حسان، وعقبة بن عبد الله الأصم وغيرهم .
وقال جرير بن حازم: سمعت محمد بن سيرين يحدث رجلاً فقال: ما رأيت الرجل الأسود، ثم قال: استغفر الله
ما أراني إلا قد اغتبت الرجل .
وقال طوق بن وهب: دخلت على محمد بن سيرين وقد اشتكيت فقال: كأني أراك شاكياً قلت: أجل . قال: اذهب إلى
فلان الطبيب فاستوصفه، ثم قال: اذهب إلى فلان فإنه أطب منه، ثم قال استغفر الله أراني قد اغتبته .
وجاء في “سيرة أعلام النبلاء” للحافظ الذهبي أن ابن سيرين كان حسن العلم بالفرائض والقضاء والحساب، وعن
حماد بن زيد عن عاصم قال: سمعت مورقاً العجلي يقول: ما رأيت رجلاً أفقه في ورعه ولا أروع في فقه
من محمد بن سيرين .
الأخذ بالأحوط
وجاء في “صفة الصفوة” لابن الجوزي: كان محمد بن سيرين إذا سئل عن شيء من الفقه الحلال والحرام تغير لونه
وتبدل حتى كأنه ليس بالذي كان .
وعن رجاء بن أبي سلمة قال: سمعت يونس بن عبيد يقول: أما ابن سيرين فإنه لم يعرض له أمران في دينه إلا أخذ بأوثقهما .
وعن هشام، عن ابن سيرين انه اشترى بيعاً فأشرف فيه على ثمانين ألفاً فعرض في قلبه منه فتركه .
قال هشام:
والله ما هو بربا، وعن السري بن يحيى قال: لقد ترك ابن سيرين ربح أربعين ألفاً في شيء دخله .
قال سري:
فسمعت سليمان التيمي يقول: لقد تركه في شيء ما يختلف فيه أحد من العلماء .
وقال سعيد بن عامر: سمعت
هشام بن حسان يقول: ترك محمد بن سيرين أربعين ألف درهم في شيء ما ترون به اليوم بأسا .
وقال هشام بن حسان: كان ابن سيرين إذا دعي إلى وليمة وإلى عرس يدخل منزله فيقول: اسقوني شربة سويق .
فيقال له يا أبا بكر أنت تذهب إلى الوليمة أو العرس تشرب سويقاً؟ فيقول إني أكره أن أحمل حد جوعي على طعام الناس .
عن ابن شوذب قال: كان ابن سيرين يصوم يوماً ويفطر يوماً . وكان اليوم الذي يفطر فيه يتغدى ولا يتعشى،
ثم يتسحر ويصبح صائماً .
وقال موسى بن المغيرة: رأيت محمد بن سيرين يدخل السوق نصف النهار يكبر ويسبح ويذكر الله عز وجل .
فقال له رجل يا أبا بكر في هذه الساعة؟ قال إنها ساعة غفلة .
“رأيت ظلماً فاشياً”
ومن مواقفه المشهورة التي صدع فيها بكلمة الحق وأخلص النصح لله ولرسوله موقف يرويه ابن عون فيقول: أرسل
ابن هبيرة (والي بني أمية) إلى ابن سيرين فأتاه فقال له: كيف تركت مصرك ؟ قال: تركتهم والظلم فيهم فاش .
قال ابن عون: كان محمد يرى أنها شهادة يسأل عنها فكره أن يكتمها .
وعن جعفر بن مرزوق قال: بعث ابن هبيرة إلى ابن سيرين والحسن والشعبي فدخلوا عليه فقال لابن سيرين: يا أبا بكر
ماذا رأيت منذ قربت من بابنا؟ قال رأيت ظلماً فاشياً . قال: فغمزه ابن أخيه بمنكبه، فالتفت إليه ابن سيرين
وقال له:
إنك لست تسأل إنما أسأل أنا . فأرسل ابن هبيرة إلى الحسن بأربعة آلاف، وإلى ابن سيرين بثلاثة آلاف، وإلى
الشعبي بألفين . فأما ابن سيرين فلم يأخذها .
وعن جعفر بن أبي الصلت قال: قلت لمحمد بن سيرين: ما منعك أن تقبل من ابن هبيرة ؟ فقال لي: يا أبا عبد الله،
إنما أعطاني على خير كان يظنه بي، ولئن كنت كما ظن بي فما ينبغي لي أن أقبل، وإن لم أكن كما ظن فبالحري
ألا يجوز لي أن أقبل .
وعن ابن عوف أن محمد بن سيرين كان إذ سأله شخص عن الرؤيا قال: اتق الله عز وجل في اليقظة ولا يضرك
ما رأيت في المنام .
وعن عاصم الأحول قال: كان عامة كلام ابن سيرين: سبحان الله العظيم، سبحان الله وبحمده .
وتوفي رحمه الله في سنة عشر ومئة بعد الحسن بمئة يوم، وهو ابن نيف وثمانين سنة .
--------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-2014, 10:44 AM   #8078
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 80"]
الَهِي بِقَدَر أَلَمِي أَلْهِمْنِي صَبْرَا,
وَبِحَجْم صَبْرِي اسْقِنِي أَمَلا
[/frame]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-2014, 02:02 PM   #8079
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

ابن أبي رباح . . العلم لوجه الله
هو أبو محمد عطاء بن أبي رباح أسلم بن صفوان مولى آل أبي خيثم الفهري القرشي، وذكر أبو نعيم الأصبهاني في
كتابه “حلية الأولياء” أن عطاء ولد العام السابع والعشرين من الهجرة ببلدة الجَندَ باليمن، وكان مولده أثناء خلافة عثمان بن عفان .
عده الحافظ الذهبي في كتاب “سير أعلام النبلاء” من الطبقة الثالثة من التابعين وكان فقيهاً عالماً ورعاً، ذكر عنه
ابن الجوزي كتاب “صفة الصفوة” أن عطاء كان من المبتلين الصابرين حيث كان أعور أشل أعرج ثم عمي فيآخر عمره .
وقال ابن سعد في “الطبقات الكبرى” إن عطاء هو مولى لبني فهر أو بني جمح انتهت فتوى أهل مكة
إليه وإلى مجاهد وأكثر ذلك إلى عطاء، وكان ثقة فقيهاً عالماً كثير الحديث .
جرأة في الحق
في كتابه “صفة الصفوة” ذكر ابن الجوزي أن عطاء بن أبي رباح اتصف بالعديد من المناقب منها جرأت في الحق
وحرصه على مصالح الناس
ويورد الحافظ الذهبي في “السير” أن عطاء دخل على هشام بن عبدالملك، فرحب به وقال:
ما حاجتك يا أبا محمد؟ وكان عنده أشراف الناس يتحدثون، فسكتوا، فذكره عطاء بأرزاق أهل الحرمين وأعطياتهم . .
فقال: نعم، يا غلام أكتب لأهل المدينة وأهل مكة بعطاء أرزاقهم، ثم قال: يا أبا محمد هل من حاجة غيرها؟
فقال:
نعم، وذكره بأهل الحجاز وأهل نجد وأهل الثغور، ففعل مثل ذلك، حتى ذكره بأهل الذمة ألا يكلفوا ما لا يطيقون،
فأجابه إلى ذلك،
ثم قال له في آخر ذلك: هل من حاجة غيرها؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، اتق الله في نفسك،
فإنك خلقت وحدك، وتموت وحدك، وتحشر وحدك، وتحاسب وحدك، لا والله ما معك ممن ترى أحد . . قال:
فأكب هشام يبكي، وقام عطاء . فلما كان عند الباب إذا رجل قد تبعه بكيس ما ندري ما فيه، أدراهم أم دنانير؟
وقال: إن أمير المؤمنين قد أمر لك بهذا، فقال عطاء:ما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين
ثم خرج من دون أن يشرب عندهم حسوة ماء .
خشوع وزهد
كما ذكر ابن حبان في كتابه “الثقات” أن عطاء بن أبي رباح كان ممن يقولون بالفتوى حيث كان عالماً فقيهاً لا يريد
بعلمه هذا سوى مرضاة الله
وفي ذلك يرصد قول سلمة بن كهيل:ما رأيت أحداً يريد بهذا العلم وجه الله غير
هؤلاء الثلاثة عطاء وطاووس ومجاهد” . واتصف عطاء بالتواضع الشديد والخوف والخشية من الله عز وجل،
وفي ذلك كان يقول: “إني أستحي من الله أن يدان في الأرض برأيي”، وقال الأوزاعي: “ما رأيت أحداً أخشع لله
من عطاء ولا أطول حزناً من يحيى ابن أبي كثير” . ويشير ابن الجوزي إلى منقبة أخرى من مناقب عطاء
وهي الزهد الشديد، ويورد ذلك قول عمر بن ذر: “ما رأيت مثل عطاء بن أبي رباح، ما رأيت عليه قميصاً قط
ولا رأيت عليه ثوباً يساوي خمسة دراهم” . وفي شأن عبادته أشار الجوزي إلى قول ابن جريج” كان عطاء
بعدما كبر وضعف يقوم إلى الصلاة فيقرأ مئتي آية من البقرة وهو قائم ما يزول منه شيء ولا يتحرك”،
وعن ابن عيينة قال: “قلت لابن جريج: ما رأيت مصلياً مثلك قال: لو رأيت عطاء” .
وذكر ابن كثير في كتابه “البداية والنهاية” عن شدة تعبد عطاء بن أبي رباح قول ابن جريج:” كان المسجد فراش
عطاء طوال عشرين سنة وكان من أحسن الناس صلاة”، كما كان عطاء كثير النصح للخلفاء ودعوتهم إلى إحقاق
الحق وإقامة العدل، وفي ذلك قال الأصمعي “دخل عطاء بن أبي رباح على عبد الملك وهو جالس على السرير
وحوله الأشراف وذلك بمكة في وقت حجه في خلافته فلما بصر به عبد الملك قام إليه فسلم عليه وأجلسه معه
على السرير وقعد بين يديه وقال: يا أبا محمد حاجتك قال: يا أمير المؤمنين اتق الله في حرم الله وحرم رسوله
فتعاهده بالعمارة، واتق الله في أولاد المهاجرين والأنصار فإنك بهم جلست هذا المجلس، واتق الله في أهل
الثغور فإنهم حصن المسلمين، وتفقد أمور المسلمين فإنك وحدك المسؤول عنهم، واتق الله فيمن على بابك فلا
تغفل عنهم ولا تغلق دونهم بابك فقال له: أفعل ثم نهض وقام فقبض عليه عبد الملك: وقال: يا أبا محمد إنما
سألتنا حوائج غيرك وقد قضيناها، فما حاجتك؟ قال: ما لي إلى مخلوق حاجة ثم خرج فقال عبد الملك هذا
وأبيك الشرف” .
وورد في “البداية والنهاية” لابن كثير أن عطاء بن أبي رباح توفي في عام 114 للهجرة عن عمر ناهز تسعين عاماً .
------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-2014, 02:36 PM   #8080
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

بلال بن رباح.. الإعلامي الأول في الإسلام
كان الصحابي الجليل بلال بن رباح الحبشي مدرسة إعلامية متميزة ومدارس الإسلام لم تكن نسخاً مكرّرة. والتفرّد منهج قرآني .. يُصعِّد بالإنسان، حتى يحقق الخلافة. يقول تعالى: “وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون”، (سورة البقرة).
هذا ما يؤكده المحامي عبد الحميد الصمادي في حوار خاص أجريناه معه، حيث اعتبر أن بلالاً كان فكرة تمشي على الأرض لها أيدٍ وأرجل، فكرة حق، تقمّصت روح إنسان، فأصبح روحاً عظيمة، ومن شأن الروح العظيمة أنْ ترتقي بمن يلامسها من الوجود إلى المعراج والصادق الصامد على الحق، يتحوّل إلى صدّيق، ويصبح في المرتبة التالية بعد النبوة.
في البدء يعرفنا المحامي الباحث الصمادي إلى شخصية بلال الحبشي قائلا: إنه بلال بن رباح واسم أمه حمامة وكانت امرأة ذات حظ من المعرفة والفهم، ويكنى أبو عبد الله، وأبو عمرو، وأبو عبد الكريم، وقد ولد في بلدة السراة في الحبشة، وتاريخ ولادته غير معلوم.
كان والده من أهالي الحبشة (والحبشة آنذاك كانت تعني السودان أيضاً) وقد حُملا كأسيرين “الأب رباح وابنه بلال” إلى شبه جزيرة العرب وفيها أصبح بلال غلاماً لأمية بن خلف الذي كان من كبار قريش. وكان بلال أسمر اللون (أقرب إلى السواد) طويل القامة نحيفها.
ومنذ بدء الدعوة بادر بلال إلى اعتناق الإسلام حيث وجد فيه ضالته فكان من السابقين، حيث قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بلال سابق الحبشة”، وأخرج الإمام أحمد وابن ماجه عن ابن مسعود رضي الله عنه
قال: “أول من أظهر الإسلام سبعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمار وأمه سمية وصهيب وبلال والمقداد رضي الله عنهم” [حياة الصحابة ج1] وقد كان مشركو مكة يمارسون ضده أشد أنواع التعذيب بهدف أن يمنعوا شباب مكة وعبيدها من اعتناق الإسلام من خلال بث الرعب والخوف في قلوبهم ولكنه لم يكن ينطق سوى كلمة “أحَدْ” وقد تألم النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً لوضع بلال وطلب من أبي بكر أن يسعى لعتقه فاقترح أبو بكر الصديق رضي الله عنه على أمية بن خلف شراءه أو تبديله.
وكان المشركون قد ضاقوا ذرعاً بمقاومته، فوافق أمية على بيعه لأبي بكر، وبعد أن اشتراه أبو بكر أعتقه فوراً وبذلك أصبح بلال حراً، وقد سُرَّ النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون بذلك أيما سرور وبعد ذلك أصبح بلال يعيش إلى جانب النبي الأكرم.
وقد هاجر بلال إلى يثرب مع غيره قبل الرسول صلى الله عليه وسلم وفي يثرب مرض وأصابته الحمى، ومع ذلك فقد دفعه حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجلس عند نهاية الطريق الواصل من مكة إلى يثرب لساعات طويلة منتظراً وصول الرسول صلى الله عليه وسلم رغم مرضه الشديد.
وفي يثرب (التي أصبح اسمها المدينة) اعتبره النبي صلى الله عليه وسلم أول مؤذن في تاريخ الإسلام وذلك بعد نزول الأمر الإلهي بإقامة الأذان في السنة الأولى من الهجرة.
وكان بلال يشارك في المعارك بشجاعة نادرة ففي معركة بدر كان جيش الكفار على وشك الهزيمة وإذا بأمية بن خلف يحاول اللجوء إلى عبد الرحمن بن عوف حين شعر بالخطر على حياته إلا أن بلالاً رآه وحرض المسلمين على قتله وهجم عليه مع طائفة من المسلمين وتم قتل أمية على يد بلال كما جاء في بعض الروايات.
وفي معركة حنين كان بلال من بين الكوكبة التي تولت الحفاظ على حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكانت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم خسارة كبيرة في حياة المسلمين عامة وفي حياة بلال خاصة حتى أنه امتنع عن الأذان بعد وفاته صلى الله عليه وسلم. ثم غادر بلال المدينة إلى الشام، وتوفي فيها سنة 18 أو 20 هجرية على أثر إصابته بالطاعون وقد جاوز الستين من العمر، ودفن بمقبرة قديمة بدمشق وهي مقبرة الباب الصغير ولا يزال قبره قائماً حتى الآن.
الأذان في الإسلام
وتحدث الصمادي عن الربط بين الأذان في الإسلام والإعلام الإسلامي قائلا: إن رفع الأذان في الإسلام له مكانة ومرتبة عالية وشريفة في أحكام الشرع المقدس، وهو خلاصة من أرقى مضامين الدين الحنيف، فهو يبدأ بذكر عظمة وكبرياء الله جل جلاله وينتهي بنفي كافة المعبودين ما عداه. ويحمل الأذان الاعتراف بوحدانية الله والاعتراف برسالة النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم. وكل جملة في الأذان لها معان عميقة وموجهة ومعروضة بشكل بسيط وخال من التعقيد والغموض بحيث يتفهمها كافة الأفراد بغض النظر عن مستوى إدراكهم وشعورهم.
فبلال أول من رفع الأذان بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد الذي شيد في المدينة المنورة واستمر في رفع الأذان لمدة تقارب العشر سنوات حيث كان أذان بلال بمنزلة إبلاغ دعوة وإعلان لأوقات الصلاة وحضور النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد. ولو أعدنا النظر في صفات بلال لوجدناها تنطبق مع الصفات اللازمة لكل مبلِّغ حيث إن ماضيه المشرق والمشرّف المقرون بأعلى المُثل والقيم الإسلامية الإنسانية إضافة إلى العقيدة الراسخة والصادقة يجعلان منه أنموذجاً وأسوة حسنة لإنسان يتحلى بالصبر والمقاومة والشهامة والصراحة ومخافة الله وبسعة الصدر وعدم الاهتمام بمغريات الحياة.
وكذلك فإن اختيار النبي صلى الله عليه وسلم لبلال أول مؤذن في الإسلام يشير إلى أنه لا أثر للون الجلد وبقية المعايير والقيم الظاهرية والمادية في الوصول إلى درجة التقرب من الله.
إن بلالاً الذي كان عبداً لأحد سادة قريش أصبحنا نقول عنه سيدنا بلال رضي الله عنه.
مدرسة الصدق
وعن سبب وصفه للصحابي الجليل بلال الحبشي بأنه الإعلامي الأول في الإسلام،
يقول المحامي الصمادي: كل نبي مدرسة من مدارس السماء، أمّا الحواريون والأصحاب فهم مدارس الأنبياء، وهذه المدارس لا تتعارض بل تتكامل، فهي مدارس صادقة، والصدق ملّة واحدة.
ومن يعتاد ممارسة الصدق يسمَّى صادقاً، أمَّا من يقوم بنشرِ الصدق كقدوة وسلوك وتعليم فيسمى صدّيقاً، والصدّيقون هم في المرتبة التالية بعد النبييّن، يقول الله تعالى: “ومَنْ يُطع الله والرّسولَ فأولئكَ مَعَ الّذينَ أنْعمَ اللهُ عليهمْ مِنَ النبيّين والصدّيقينَ والشّهداء والصّالحينَ وحَسُنَ أولئكَ رَفيقاً”، (سورة النساء).
وأضاف: مِنْ هنا فإن مدرسة بلال بن رباح الحبشي، هذه المدرسة التي نشأت برعاية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانت إعلاماً حقيقياً عن الدعوة الجديدة إعلاماً صادقاً بقول الحق والصبر عليه. وقد استخدمت هذه المدرسة شقّي الإعلام: الكلمة والصورة.
فصورة بلال الذي كان مربوط العنق بحبل ويطاف به بين أخشبي مكّة (الأخشب هو الجبل الخشن الغليظ ؛ والأخشبان هما جبل أبو قبيس وجبل الأحمر بمكة ) وينادي أحدٌ أحدْ. وصورته وهو ملتصق الظهر بالرمضاء في هجير الظهيرة وإصراره على قول أحدٌ أحدْ كان لها أبلغ الأثر في المجتمع المكّي، فنزعت القشرة الزائفة لملأ مكة التي تظهر بسوق عكاظ وعمارة المسجد وسقاية الحاج، بتعذيبهم لرجل يقول أحدٌ أحدْ. وهذا ما زعزع معتقدات الملأ وأسقطَ في أيديهم ودفع المنصفين للاهتمام بالدعوة الجديدة وبالتالي لإعلان إسلامهم.
العذاب العذب
وقال الصمادي: وزادَ الأمر قوةً، منطوق أحدٌ أحدْ المرافق لتلك الصورة المؤثّرة، فهذه الكلمات التي تلفظها الشفاه العطشى، تنبع من الصميم فتدخل إلى صميم السامع المشاهد .
و هذا النداء الذي خاطب فطرة الإنسان وأخذ يحفر في ذاكرته عميقاً ليذكّره بالعهدِ والميثاق عندما كان في عالم الذّر، يقول تعالى: “وإذْ أخَذَ رَبُّكَ مِنْ بني آدمَ منْ ظهورهِم ذُرّيّتهم وَأشْهَدهم على أنْفسِهم ألستُ بربّكم قالوا بلى شهدنا أنْ تقولوا يومَ القيامةِ إنّا كُنَّا عنْ هذا غَافِلين”، (سورة الأعراف).
ومن جهة ثانية فإن نداء أحدٌ أحدْ يصل إلى صمدٌ صمدْ، التي من مداليلها الصمود ..أي نداء الحق والصبر عليه .. “قُلْ هُوَ الله أحد، الله الصّمد”.
وهذا ما عاشه بلال حقيقةً لا ادعاءً، وتساوى جوانيّه وبرّانيّه فأثمر لهجة صادقة وكلمات عذبة، لأنَّ التعذيب عندما يُمارس على إنسان ليُكرَه على تغيير معتقده فقد يُنِتج هذا التعذيب والإكراه آثاره، فيتحول هذا الإنسان الذي يعذّب عن عقيدته مكرهاً على ذلك، وبهذه الحالة يصبح الإنسان كريهاً بسبب خضوعه للإكراه يقول تعالى:”لا إكراهَ في الدّين قَدْ تبيّن الرّشدُ منَ الغي”، (سورة البقرة).
وأمّا من يصمد على قول الحق ويُحبط كل وسائل الإكراه والتعذيب التي تُمارس عليه، فإن العذاب عنده يتحول إلى عذوبة، فيصبح العذاب عذباً في سبيلِ الله، فينطق بكلمات عذبة، تخرج من القلب لتصبَّ في القلب وتفعل فعلها فيه .. وهذا ما يُعرف بصدق اللهجة .
سلاح اللاعنف
من جهة أخرى فإن دعوة الحق لا تشترط لنجاحها سوى الصبر، فهي ليست بحاجة للعنف لإيصال رسالتها إلى الآخر “وتواصَوا بالحقِّ وتواصَوا بالصبر” [سورة العصر]. فالعنفُ يؤدّي إلى إكراه الآخر وهذا ما يجعله كريهاً (منافقاً لا مؤمناً). وبلال مارس اللاعنف الصامد في وجه العنف المعتدي، أي قول الحق والصبر عليه، من دون أن يمارس أي عنف في مواجهة الآخر.
وخلص المحامي الصمادي للقول: النورُ لا يحارب الظلام .. بل بمجرّد ظهور هذا النور يتلاشى الظلام ويندثر، والمسألة مسألة صبر. وعليه فإنّ بلالا صامداً بدعوة الحق في مواجهة الإكراه. وهذا السلاح، سلاح اللاعنف الصامد برفع راية دعوة الحق، لا يخيف من يحمله ..
فهو سلاح حبّ وتضحية، لإنقاذ الآخر، وإيصال الرسالة إليه من غير الأسوار المألوفة والمرئية، بل من خلال القلب والروح، يقول تعالى: “ادفَعْ بالتي هِيَ أحسَن فإذا الذي بينك وبينه عداوةٌ كأنّه وليٌّ حميم * وما يلقّاها إلا الذين صبروا وما يلقّاها إلا ذو حظٍ عَظيم”، (سورة فصلت).
وهذه المدرسة لها جذور عميقة في التاريخ، وأمثلتها عديدة في القرآن الكريم بدأت مع هابيل وقابيل، يقول تعالى: “لئن بسطت إليّ يدكَ لتَقتُلني ما أنا بباسطٍ يديَ إليكَ لأقتلك إنّي أخافُ الله ربَّ العالمين”، (سورة المائدة) وهناك شجون وشجون في تاريخ الرسل والأنبياء. والسيّد المسيح عليه السلام في موعظة الجبل، قال: “سمعتم أنه قيلَ تُحبُّ قريبك وتُبغض عَدوّك، وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى مبغضيكم” (انجيل متى).
كما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أبى أن يُطبق ملك الجبال على أهل مكة الأخشبين بقوله: “عسى أن يخرج من أصلابهم من يوحّد الله”. وبالفعل خرج منهم من يوحّد الله ويدعو إلى كلمة التوحيد.
---------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 0 والزوار 7)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 11:20 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved