![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#801 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() تذكير قبل النوم 1- الوضوء 2- صلاة الوتر 3 - سورة الملك 4- الإستغفار والتسبيح 5 - سامح من أخطأ بحقك 6- أذكار النوم 7- نفض الفراش 8- ضبط المنبه لصلاة الفجر 9 - أنشر تؤجر كلنا يستطيع أن يترك بصمة و قد يكون الأمر غصبا فتصرفاتك و أقوالك و أفعالك هي من ستترك بصمتك فحاول دائما أن تطبع بصمة حسنة لمن حولك |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#802 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() [frame="8 60"] حديث اليوم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما طلعت شمس قط إلا بعث بجنبتيها ملكان يناديان، يسمعان أهل الأرض إلا الثقلين: يا أيها الناس! هلموا إلى ربكم، فإن ما قل وكفى، خير مما كثر وألهى. ولا آبت شمس قط إلا بعث بجنبتيها ملكان يناديان، يسمعان أهل الأرض إلا الثقلين: اللهم أعط منفقا خلفا ، وأعط ممسكا تلفا. عن أبي الدرداء رضي الله عنه؛ رواه أحمد. [/frame] |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#803 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() [frame="8 80"] قل الحق ولو كان مرّا؛ لما فتح عبد الله بن علي العباس (عم أبي جعفر المنصور) دمشق، يقال أنه قتل في ساعة واحدة ستة وثلاثين ألفا من المسلمين، وأدخل بغاله وخيوله في المسجد الأموي الجامع الكبير، ثم جلس للناس وقال للوزراء: هل يعارضني أحد؟ قالوا لا. قال هل ترون أحدا سوف يعترض علي؟ قالوا إن كان فالأوزاعي - والأوزاعي محدث بل كان أمير المؤمنين في الحديث وكان زاهدا عابدا - قال: تعالوا به؟ فذهب الجنود للأوزاعي فما تحرك من مكـانه. قالوا يريدك عبدالله بن علي. قال: (حسبنا الله ونعم الوكيل)، انتظروني قليلا .. فذهب واغتسل ولبس أكفانه تحت الثياب. ثم قال لنفسه: الآن آن لك يا أوزاعي أن تقول كلمة الحق لا تخشى في الله لومة لائم. قال الأوزاعي وهو يصف دخوله على السلطان الجبار: فدخلت فإذا أساطين الجنود صفان قد سلوا السيوف .. فدخلت من تحت السيوف حتى بلغت إليه .. وقد جلس على سرير وبيده خيزران .. وقد انعقد جبينه عقدة من الغضب - قال فلما رأيته والله الذي لا إله إلا هو كأنه أمامي ذباب .. وقلت: حسبنا الله ونعم الوكيل فما تذكرت أحدا لا أهلا ولا مالا ولا زوجة .. وإنما تذكرت عرش الرحمن إذا برز للناس يوم الحساب، قال فرفع بصره وبه غضب علي ما الله به عليم، قال يا أوزاعي .. ما تقول في الدماء التي أرقناها. قال الأوزاعي حدثنا فلان .. حدثنا ابن مسعود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة)، رواه البخاري ومسلم. فإن كان من قتلتهم من هؤلاء فقد أصبت وإن لم يكونوا منهم فدماؤهم في عنقك. قال فنكت بالخيرزان ورفعت عمامتي أنتظر السيف .. ورأيت الوزراء يستجمعون ثيابهم ويرفعونها عن الدم .. قال وما رأيك في الأموال؟ قال الأوزاعي إن كانت حلالا فحساب وإن كانت حراما فعقاب! قال خذ هذه البدرة - كيس مملوء من الذهب - قال الأوزاعي لا أريد المال. قال فغمزني أحد الوزراء يعني خذها، لأنه يريد أدنى علة ليقتل، قال فأخذ الكيس ووزعه على الجنود حتى بقي الكيس فارغا .. فرمى به وخرج .. فلما خرج قال: (حسبنا الله ونعم الوكيل)، قلناها يوم دخلنا وقلناها يوم خرجنا، (فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم). [/frame] |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#804 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() [frame="1 50"] دعاء اليوم رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين. [/frame] |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#805 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() [frame="1 50"] حكمة اليوم ما قل وكفى خيرٌ مما كثر وألهى. [/frame] |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#806 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() الأحنف بن قيس: إمام في الحلم - ضرب به المثل في الحلم والورع كما ضرب المثل في الذكاء بالقاضي إياس فكانوا يقولون: "في حلم أحنف وذكاء إياس" ، إنه الصحابي الجليل الأحنف بن قيس ، ولقد دعا له النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: "اللهم اغفر للأحنف فكان الأحنف يقول فما شيء أرجى عندي من ذلك". نسبه: هو الأحنف بن قيس ابن معاوية بن حصين الأمير الكبير العالم النبيل أبو بحر التميمي اسمه ضحاك وقيل صخر وشهر بالأحنف لحنف رجليه وهو العوج والميل ، قال سليمان بن أبي شيخ كان أحنف الرجلين جميعا ولم يكن له إلا بيضة واحدة واسمه صخر بن قيس أحد بني سعد وأمه باهلية فكانت ترقصه وتقول: والله لولا حنف برجله ، وقلة أخافها من نسله ، ما كان في فتيانكم من مثله. فضله ومناقبه: كان سيد تميم ، أسلم في حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) ووفد على عمر. حدث عن عمر وعلي وأبي ذر والعباس وابن مسعود وعثمان بن عفان وعدة ، وعنه عمرو بن جاوان والحسن البصري وعروة بن الزبير وطلق ابن حبيب وعبد الله بن عميرة ويزيد بن الشخير وخليد العصري وآخرون وهو قليل الرواية. قال ابن سعد: كان ثقة مأمونا قليل الحديث وكان صديقا لمصعب ابن الزبير فوفد عليه إلى الكوفة فمات عنده بالكوفة. قال أبو أحمد الحاكم هو الذي فتح مدينة مرو الروذ وكان الحسن وابن سيرين في جيشه ذاك. وروي عن الأحنف بن قيس قال بينا أنا أطوف بالبيت في زمن عثمان إذ لقيني رجل من بني ليث فأخذ بيدي فقال ألا أبشرك قلت بلى قال أما تذكر إذ بعثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى قومك بني سعد أدعوهم إلى الإسلام فجعلت أخبرهم وأعرض عليهم فقلت إنه يدعو إلى خير وما أسمع إلا حسنا فذكرت ذلك للنبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: "اللهم اغفر للأحنف فكان الأحنف يقول فما شيء أرجى عندي من ذلك" ، رواه أحمد في مسنده. وروي عن الأحنف أيضا أنه قدم على عمر بفتح تستر فقال قد فتح الله عليكم تستر وهي من أرض البصرة فقال رجل من المهاجرين يا أمير المؤمنين إن هذا يعني الأحنف الذي كف عنا بني مرة حين بعثنا رسول الله في صدقاتهم وقد كانوا هموا بنا قال الأحنف فحبسني عمر عنده سنة يأتيني في كل يوم وليلة فلا يأتيه عني إلا ما يحب ثم دعاني فقال يا أحنف هل تدري لم حبستك عندي قلت لا يا أمير المؤمنين قال إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حذرنا كل منافق عليم فخشيت أن تكون منهم فاحمد الله يا أحنف. قال خليفة توجه ابن عامر إلى خراسان وعلى مقدمته الأحنف فلقي أهل هراة فهزمهم فافتتح ابن عامر أبرشهر صلحا ويقال عنوة وبعث الأحنف في أربعة آلاف فتجمعوا له مع طوقان شاة فاقتتلوا قتالا شديدا فهزم الله المشركين قال ابن سيرين كان الأحنف يحمل ويقول: "إن على كل رئيس حقا أن يخضب القناة أو تندقا". وقيل سار الأحنف إلى بلخ فصالحوه على أربع مائة ألف ثم أتى خوارزم فلم يطقها فرجع. وعن ابن إسحاق أن ابن عامر خرج من خراسان معتمرا قد أحرم منها وخلف على خراسان الأحنف وجمع أهل خراسان جمعا كبيرا وتجمعوا بمرو فالتقاهم الأحنف فهزمهم وكان ذلك الجمع لم يسمع بمثله. قال ابن المبارك قيل للأحنف بم سودوك قال لو عاب الناس الماء لم أشربه. وقال خالد بن صفوان كان الأحنف يفر من الشرف والشرف يتبعه وقيل للأحنف إنك كبير والصوم يضعفك قال اني أعده لسفر طويل. وقيل كانت عامة صلاة الأحنف بالليل وكان يضع أصبعه على المصباح ثم يقول حس ويقول ما حملك يا أحنف على أن صنعت كذا يوم كذا. وروي أبو الأصفر أن الأحنف استعمل على خراسان فأجنب في ليلة باردة فلم يوقظ غلمانه وكسر ثلجا واغتسل. وقال عبد الله بن بكر المزني عن مروان الأصفر سمع الأحنف يقول اللهم إن تغفر لي فأنت أهل ذاك وإن تعذبني فأنا أهل ذاك. قال مغيرة ذهبت عين الأحنف فقال ذهبت من أربعين سنة ما شكوتها إلى أحد. قال الحسن ذكروا عن معاوية شيئا فتكلموا والأحنف ساكت فقال يا أبا بحر مالك لا تتكلم قال أخشى الله إن كذبت وأخشاكم إن صدقت. وعن الأحنف عجبت لمن يجري في مجرى البول مرتين كيف يتكبر. حلم الأحنف: قيل عاشت بنو تميم بحلم الأحنف أربعين سنة ، وفيه قال الشاعر: "إذا الأبصار أبصرت ابن قيس *** ظللن مهابة منه خشوعا". قال سليمان التيمي قال الأحنف ثلاث في ما أذكرهن إلا لمعتبر ما أتيت باب سلطان إلا أن أدعى ، ولا دخلت بين اثنين حتى يدخلاني بينهما ، وما أذكر أحدا بعد أن يقوم من عندي إلا بخير. وقال: ما نازعني أحد إلا أخذت أمري بأمور: إن كان فوقي عرفت له قدره ، وإن كان دوني رفعت قدري عنه ، وإن كان مثلي تفضلت عليه ، وقال لست بحليم ولكني أتحالم. وقيل إن رجلا خاصم الأحنف وقال لئن قلت واحدة لتسمعن عشرا فقال لكنك إن قلت عشرا لم تسمع واحدة. وقيل إن رجلا قال للأحنف بم سدت وأراد أن يعيبه قال الأحنف بتركي ما لا يعنيني كما عناك من أمري ما لا يعنيك. وروي عن ذي الرمة قال شهدت الأحنف بن قيس وقد جاء إلى قوم في دم ، فتكلم فيه وقال احتكموا قالوا نحتكم ديتين قال: ذاك لكم فلما سكتوا قال أنا أعطيكم ما سألتم. فاسمعوا إن الله قضى بدية واحدة وإن النبي (صلى الله عليه وسلم) قضى بدية واحدة وإن العرب تعاطى بينها دية واحدة وأنتم اليوم تطالبون وأخشى أن تكونوا غدا مطلوبين فلا ترضى الناس منكم إلا بمثل ما سننتم قالوا ردها إلى دية. من كلمات الأحنف: * عن الأحنف: ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة شريف من دنيء وبر من فاجر وحليم من أحمق. * وقال: من أسرع إلى الناس بما يكرهون قالوا فيه ما لا يعلمون. * سئل ما المروءة قال: كتمان السر والبعد عن الشر والكامل من عدت سقطاته. * وعنه قال: رأس الأدب آلة المنطق لا خير في قول بلا فعل ولا في منظر بلا مخبر ولا في مال بلا جود ولا في صديق بلا وفاء ولا في فقه بلا ورع ولا في صدقة إلا بنية ولا في حياة إلا بصحة وأمن والعتاب مفتاح التقالى والعتاب خير من الحقد. * ورأى الأحنف في يد رجل درهما فقال: لمن هذا قال لي قال ليس هو لك حتى تخرجه في أجر أو اكتساب شكر وتمثل أنت للمال إذا أمسكته ، وإذا أنفقته فالمال لك. * وقيل: كان الأحنف إذا أتاه رجل وسع له فإن لم يكن له سعة أراه كأنه يوسع له وعنه قال جنبوا مجالسنا ذكر النساء والطعام إني أبغض الرجل يكون وصافا لفرجه وبطنه. * وقيل: إنه كلم مصعبا في محبوسين قال أصلح الله الأمير إن كانوا حبسوا في باطل فالعدل يسعهم وإن كانوا حبسوا في الحق فالعفو يسعهم. * وعنه قال: لا ينبغي للأمير الغضب لأن الغضب في القدرة مفتاح السيف والندامة. * وعنه قال: لا يتم أمر السلطان إلا بالوزراء والأعوان ، ولا ينفع الوزراء والأعوان إلا بالمودة والنصيحة ، ولا تنفع المودة والنصيحة إلا بالرأي والعفة. مواقف من حياته: قيل كان زياد معظما للأحنف فلما ولي بعده ابنه عبيد الله تغير أمر الأحنف وقدم عليه من هو دونه ثم وفد على معاوية في الأشراف. فقال لعبيد الله: أدخلهم على قدر مراتبهم فأخر الأحنف. فلما رآه معاوية أكرمه لمكان سيادته وقال إلي يا أبا بحر وأجلسه معه وأعرض عنهم فأخذوا في شكر عبيد الله بن زياد وسكت الأحنف. فقال له لم لا تتكلم قال إن تكلمت خالفتهم. قال: اشهدوا أني قد عزلت عبيد الله فلما خرجوا كان فيهم من يروم الإمارة ثم أتوا معاوية بعد ثلاث وذكر كل واحد شخصا وتنازعوا. فقال معاوية: ما تقول يا أبا بحر قال إن وليت أحدا من أهل بيتك لم تجد مثل عبيد الله فقال قد أعدته قال فخلا معاوية بعبيد الله ، وقال كيف ضيعت مثل هذا الرجل الذي عزلك وأعادك وهو ساكت فلما رجع عبيد الله جعل الأحنف صاحب سره. عن أيوب عن محمد قال نبئت أن عمر ذكر بني تميم فذمهم فقام الأحنف فقال: يا أمير المؤمنين ائذن لي. قال تكلم قال إنك ذكرت بني تميم فعممتهم بالذم وإنما هم من الناس فيهم الصالح والطالح فقال صدقت فقام الحتات وكان يناوئه فقال يا أمير المؤمنين ائذن لي فأتكلم قال اجلس فقد كفاكم سيدكم الأحنف. قال الشعبي وفد أبو موسى الأشعري وفدا من البصرة إلى عمر منهم الأحنف بن قيس فتكلم كل رجل في خاصة نفسه. وكان الأحنف في آخر القوم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد يا أمير المؤمنين فإن أهل مصر نزلوا منازل فرعون وأصحابه وإن أهل الشام نزلوا منازل قيصر وأصحابه وإن أهل الكوفة نزلوا منازل كسرى ومصانعه في الأنهار والجنان ، وفي مثل عين البعير وكالحوار في السلى تأتيهم ثمارهم قبل أن تبلغ وإن أهل البصرة نزلوا في أرض سبخة زعقة نشاشة لا يجف ترابها ولا ينبت مرعاها وطرفها في بحرأجاج وطرف في فلاة لا يأتينا شيء إلا في مثل مريء النعامة فارفع خسيستنا وانعش وكيستنا ، وزد في عيالنا عيالا وفي رجالنا رجالا ، وصغر درهمنا وكبر قفيزنا ومر لنا بنهر نستعذب منه فقال عمر عجزتم أن تكونوا مثل هذا ، هذا والله السيد قال فما زلت أسمعها بعد. وفاته: مات الأحنف سنة 67هـ وقيل: مات في إمرة مصعب بن الزبير على العراق رحمه الله. عن عبد الرحمن بن عمارة بن عقبة قال حضرت جنازة الأحنف بالكوفة فكنت فيمن نزل قبره فلما سويته رأيته قد فسح له مد بصري فأخبرت بذلك أصحابي فلم يروا ما رأيت. قال أبو عمرو بن العلاء توفي الأحنف في دار عبيد الله بن أبي غضنفر فلما دلي في حفرته أقبلت بنت لأوس والسعدي وهي على راحلتها عجوز فوقفت عليه وقالت من الموافى به حفرته لوقت حمامه قيل لها الأحنف بن قيس قالت والله لئن كنتم سبقتمونا إلى الاستمتاع به في حياته لا تسبقونا إلى الثناء عليه بعد وفاته ثم قالت لله درك من مجن في جنن ومدرج في كفن وإنا لله وإنا إليه راجعون نسأل من ابتلانا بموتك وفجعنا بفقدك أن يوسع لك في قبرك وأن يغفر لك يوم حشرك أيها الناس إن أولياء الله في بلاده هم شهوده على عباده وإنا لقائلون حقا ومثنون صدقا وهو أهل لحسن الثناء أما والذي كنت من أجله في عدة ومن الحياة في مدة ومن المضمار إلى غاية ومن الآثار إلى نهاية الذي رفع عملك عند انقضاء أجلك لقد عشت مودودا حميدا ومت سعيدا فقيدا ولقد كنت عظيم الحلم فاضل السلم رفيع العماد واري الزناد منير الحريم سليم الأديم عظيم الرماد قريب البيت من الناد. |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#807 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() سلمان الفارسي: الباحث عن الحقيقة - سلمان الفارسي رضي الله عنه ، يكنى أبا عبد الله ، من أصبهان من قرية يقال لها جي وقيل من رامهرمز ، سافر يطلب الدين مع قوم فغدروا به فباعوه لرجل من اليهود ثم إنه كوتب فأعانه النبي في كتابته ، أسلم مقدم النبي المدينة ، ومنعه الرق من شهود بدر وأحد ، وأول غزاة غزاها مع النبي الخندق ، وشهد ما بعدها وولاه عمر المدائن. عن عبد الله بن العباس قال: حدثني سلمان الفارسي قال: كنت رجلا فارسيًّا من أهل أصبهان من أهل قرية منها يقال لها جي ، وكان أبي دهقان قريته وكنت أحب خلق الله إليه فلم يزل به حبه إياي حتى حبسني في بيته كما تحبس الجارية ، واجتهدت في المجوسية حتى كنت قطن النار الذي يوقدها لا يتركها تخبو ساعة ، قال: وكانت لأبي ضيعة عظيمة قال: فشغل في بنيان له يومًا فقال لي يا بني إني قد شغلت في بنياني هذا اليوم عن ضيعتي فاذهب فاطلعها وأمرني فيها ببعض ما يريد فخرجت أريد ضيعته فمررت بكنيسة من كنائس النصارى فسمعت أصواتهم فيها وهم يصلون ، وكنت لا أدري ما أمر الناس لحبس أبي إياي في بيته ، فلما مررت بهم وسمعت أصواتهم دخلت عليهم أنظر ما يصنعون ، قال: فلما رأيتهم أعجبتني صلاتهم ورغبت في أمرهم وقلت هذا والله خير من الذي نحن عليه فوالله ما تركتهم حتى غربت الشمس وتركت ضيعة أبي ولم آتها فقلت لهم أين أصل هذا الدين قالوا بالشام ، قال: ثم رجعت إلى أبي وقد بعث في طلبي وشغلته عن عمله كله فلما جئته قال أي بني أين كنت؟ ألم أكن عهدت إليك ما عهدت؟ قال: قلت يا أبه مررت بناس يصلون في كنيسة لهم فأعجبني ما رأيت من دينهم فوالله ما زلت عندهم حتى غربت الشمس قال أي بني ليس في ذلك الدين خير ، دينك ودين آبائك خير منه ، قلت كلا والله إنه لخير من ديننا ، قال فخافني فجعل في رجلي قيدًا ثم حبسني في بيته ، قال وبعثت إلى النصارى فقلت لهم إذا قدم عليكم ركب من الشام تجارًا من النصارى فأخبروني بهم ، قال فقدم عليهم ركب من الشام تجار من النصارى ، قال فأخبروني بقدوم تجار فقلت لهم إذا قضوا حوائجهم وأرادوا الرجعة إلى بلادهم فآذنوني بهم ، قال فلما أرادوا الرجعة إلى بلادهم ألقيت الحديد من رجلي ثم خرجت معهم حتى قدمت الشام فلما قدمتها قلت من أفضل أهل هذا الدين؟ قالوا الأسقف في الكنيسة ، قال فجئته فقلت إني قد رغبت في هذا الدين وأحببت أن أكون معك أخدمك في كنيستك وأتعلم منك وأصلي معك قال فادخل ، فدخلت معه ، قال فكان رجل سوء يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيها فإذا جمعوا إليه منها شيئًا اكتنزه لنفسه ولم يعطه المساكين حتى جمع سبع قلال من ذهب ، قال وأبغضته بغضًا شديدًا لـمـا رأيته يصنع ، قال ثم مات فاجتمعت إليه النصارى ليدفنوه فقلت لهم إن هذا كان رجل سوء يأمركم بالصدقة ويرغبكم فيها فإذا جئتموه بها اكتنزها لنفسه ولم يعط المساكين منها شيئًا قالوا وما علمك بذلك؟ قلت أنا أدلكم على كنزه ، قالوا فدلنا عليه ، قال فأريتهم موضعه ، قال فاستخرجوا منه سبع قلال مملوءة ذهبًا وورقا ، قال فلما رأوها قالوا والله لا ندفنه أبدًا ، قال فصلبوه ثم رجموه بالحجارة ثم جاؤوا برجل آخر فجعلوه مكانه ، فما رأيت رجلا يصلي الخمس أرى أنه أفضل منه وأزهد في الدنيا ولا أرغب في الآخرة ولا أدأب ليلا ونهارًا منه ، قال فأحببته حبًّا لم أحبه من قبله فأقمت معه زمانًا ثم حضرته الوفاة قلت له يا فلان ، إني كنت معك فأحببتك حبًّا لم أحبه أحداً من قبلك وقد حضرتك الوفاة فإلى من توصي بي؟ وما تأمرني؟ قال أي بني ، والله ما أعلم أحدا اليوم على ما كنت عليه لقد هلك الناس وبدلوا وتركوا أكثر ما كانوا عليه إلا رجلا بالموصل وهو فلان وهو على ما كنت عليه فالحق به ، قال فلما مات وغيب لحقت بصاحب الموصل فقلت له يا فلان إن فلانًا أوصاني عند موته أن ألحق بك وأخبرني أنك على أمره ، قال فقال لي أقم عندي ، قال فأقمت عنده فوجدته خير رجل على أمر صاحبه ، فلم يلبث أن مات فلما حضرته الوفاة قلت له يا فلان إن فلانًا أوصى بي إليك وأمرني باللحوق بك وقد حضرك من أمر الله ما ترى فإلى من توصي بي وما تأمرني؟ قال أي بني ، والله ما أعلم رجلا على مثل ما كنا عليه إلا رجلا بنصيبين وهو فلان فالحق به ، قال فلما مات وغيب لحقت بصاحب نصيبين فجئت فأخبرته بما جرى وما أمرني به صاحبي ، قال فأقم عندي فأقمت عنده فوجدته على أمر صاحبيه فأقمت مع خير رجل فوالله ما لبث أن نزل به الموت فلما حضر قلت له يا فلان ، إن فلانًا كان أوصى بي إلى فلان ثم أوصى بي فلان إليك فإلى من توصي بي وما تأمرني ، قال أي بني ، والله ما أعلم أحدًا بقي على أمرنا آمرك أن تأتيه إلا رجلا بعمورية فإنه على مثل ما نحن عليه فإن أحببت فأته فإنه على مثل أمرنا ، قال فلما مات وغيب لحقت بصاحب عمورية وأخبرته خبري فقال أقم عندي فأقمت عند رجل على هدي أصحابه وأمرهم ، قال وكنت اكتسبت حتى كانت لي بقرات وغنيمة ، قال ثم نزل به أمر الله عز وجل فلما حضر قلت له يا فلان إني كنت مع فلان فأوصى بي إلى فلان وأوصى بي فلان إلى فلان وأوصى بي فلان إلى فلان وأوصى بي فلان إليك فإلى من توصي بي وما تأمرني؟ قال أي بني ، والله ما أعلم أصبح على ما كنا عليه أحد من الناس آمرك أن تأتيه ولكنه قد أظلك زمان نبي مبعوث بدين إبراهيم يخرج بأرض العرب مهاجرًا إلى أرض بين حرتين بينهما نخل به علامات لا تخفى يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة بين كتفيه خاتم النبوة فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل ، قال ثم مات وغيب فمكثت بعمورية ما شاء الله أن أمكث ثم مر بي نفر من كلب تجار فقلت لهم تحملوني إلى أرض العرب وأعطيكم بقراتي هذه وغنيمتي هذه قالوا نعم فأعطيتهم إياها وحملوني حتى إذا قدموا بي وادي القرى ظلموني فباعوني لرجل من يهود فكنت عنده ورأيت النخل ورجوت أن يكون البلد الذي وصف لي صاحبي ولم يحق لي في نفسي ، فبينا أنا عنده قدم عليه ابن عم له من المدينة من بني قريظة فابتاعني منه فاحتملني إلى المدينة فوالله ما هو إلا أن رأيتها فعرفتها بصفة صاحبي فأقمت بها وبعث الله رسوله فأقام بمكة ما أقام لا أسمع له بذكر مع ما أنا فيه من شغل الرق ، ثم هاجر إلى المدينة فوالله إني لفي رأس عذق لسيدي أعمل فيه بعض العمل وسيدي جالس إذ أقبل ابن عم له حتى وقف عليه فقال ، فلانُ قاتلَ اللهُ بني قيلة! والله ، إنهم الآن لمجتمعون بقباء على رجل قدم عليهم من مكة اليوم زعم أنه نبي ، قال فلما سمعتها أخذتني العرواء حتى ظننت أني ساقط على سيدي ، قال ونزلت عن النخلة فجعلت أقول لابن عمه ماذا تقول؟ قال فغضب سيدي فلكمني لكمة شديدة وقال ما لك ولهذا أقبل على عملك ، قال قلت لا شيء إنما أردت أن أستثبته عما قال ، وقد كان شيء عندي قد جمعته فلما أمسيت أخذته ثم ذهبت به إلى رسول الله وهو بقباء فدخلت عليه فقلت له إنه قد بلغني أنك رجل صالح معك أصحاب لك غرباء ذوو حاجة وهذا شيء كان عندي للصدقة فرأيتكم أحق به من غيركم ، قال فقربته إليه فقال رسول الله لأصحابه كلوا وأمسك يده هو فلم يأكل ، قال فقلت في نفسي هذه واحدة ، ثم انصرفت عنه فجمعت شيئًا وتحول رسول الله إلى المدينة ثم جئته به فقلت إني رأيتك لا تأكل الصدقة وهذه هدية أكرمتك بها فأكل رسول الله منها وأمر أصحابه فأكلوا معه ، قال فقلت في نفسي هاتان اثنتان ، قال ثم جئت رسول الله وهو ببقيع الغرقد قد تبع جنازة من أصحابه عليه شملتان وهو جالس في أصحابه فسلمت عليه ثم استدرت أنظر إلى ظهره هل أرى الخاتم الذي وصف لي صاحبي فلما رآني رسول الله استدبرته عرف أني أستثبت في شيء وصف لي ، قال فألقى رداءه عن ظهره فنظرت إلى الخاتم فعرفته فانكببت عليه أقبله وأبكي ، فقال رسول الله تحول فتحولت فقصصت عليه حديثي كما حدثتك يا بن عباس فأعجب رسول الله أن يسمع ذلك أصحابه ، ثم شغل سلمان الرق حتى فاته مع رسول الله بدر وأحد ، قال ثم قال لي رسول الله كاتب يا سلمان فكاتبت صاحبي على ثلاثمائة نخلة أحييها له بالفقير وبأربعين أوقية فقال رسول الله لأصحابه أعينوا أخاكم فأعانوني بالنخل: الرجل بثلاثين ودية والرجل بعشرين والرجل بخمسة عشر والرجل بعشرة والرجل بقدر ما عنده حتى اجتمعت لي ثلاثمائة ودية فقال لي رسول الله اذهب يا سلمان ففقر لها فإذا فرغت أكون أنا أضعها بيدي ، قال ففقرت لها وأعانني أصحابي حتى إذا فرغت منها جئته فأخبرته فخرج رسول الله معي إليها فجعلنا نقرب له الودي ويضعه رسول الله بيده فوا الذي نفس سلمان بيده ما مات منها ودية واحدة فأديت النخل فبقي علي المال ، فأتى رسول الله بمثل بيضة الدجاجة من ذهب من بعض المعادن فقال ما فعل الفارسي المكاتب قال فدُعِيْتُ له ، قال فخذ هذه فأد بها ما عليك يا سلمان ، قال قلت وأين تقع هذه يا رسول الله مما علي؟ قال خذها فإن الله عز وجل سيؤدي بها عنك ، قال فأخذتها فوزنت لهم منها والذي نفس سلمان بيده أربعين أوقية فأوفيتهم حقهم وعتقت فشهدت مع رسول الله الخندق ثم لم يفتني معه مشهد. رواه الإمام أحمد. نبذة من فضائله: عن أنس قال: قال رسول الله: السُبَّاق أربعة: أنا سابق العرب ، وصهيب سابق الروم ، وسلمان سابق فارس ، وبلال سابق الحبشة. وعن كثير بن عبد الله المزني عن أبيه عن جده أن رسول الله خط الخندق وجعل لكل عشرة أربعين ذراعًا فاحتج المهاجرون والأنصار في سلمان وكان رجلا قويًّا ، فقال المهاجرون سلمان منا ، وقالت الأنصار لا بل سلمان منا ، فقال رسول الله: سلمان منا آل البيت. وعن أبي حاتم عن العتبي قال: بعث إلي عمر بحلل فقسمها فأصاب كل رجل ثوباً ثم صعد المنبر وعليه حلة والحلة ثوبان ، فقال أيها الناس ألا تسمعون؟! فقال سلمان: لا نسمع ، فقال عمر: لم يا أبا عبد الله؟! قال إنك قسمت علينا ثوبًا ثوبًا وعليك حلة ، فقال: لا تعجل يا أبا عبد الله ، ثم نادى يا عبد الله ، فلم يجبه أحد ، فقال: يا عبد الله بن عمر ، فقال لبيك يا أمير المؤمنين ، فقال: نشدتك الله الثوب الذي ائتزرت به أهو ثوبك؟ قال: اللهم نعم ، قال سلمان: فقل الآن نسمع. غزارة علمه رضي الله عنه: عن أبي جحيفة قال: آخى رسول الله بين سلمان وأبي الدرداء ، فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء مبتذلة (في هيئة رثة) فقال لها: ما شأنك؟ فقالت: إن أخاك أبا الدرداء ليست له حاجة في الدنيا ، قال: فلما جاء أبا الدرداء قرب طعامًا ، فقال: كل فإني صائم ، قال: ما أنا بآكل حتى تأكل قال: فأكل ، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء ليقوم فقال له سلمان نم فنام ، فلما كان من آخر الليل قال له سلمان: قم الآن ، فقاما فصليا ، فقال إن لنفسك عليك حقًّا ولربك عليك حقًّا وإن لضيفك عليك حقًّا وإن لأهلك عليك حقًّا فأعط كل ذي حق حقه ، فأتيا النبي فذكرا ذلك له فقال صدق سلمان. انفرد بإخراجه البخاري. وعن محمد بن سيرين قال: [دخل سلمان على أبي الدرداء في يوم جمعة فقيل له هو نائم فقال: ما له؟ فقالوا إنه إذا كانت ليلة الجمعة أحياها ويصوم يوم الجمعة قال فأمرهم فصنعوا طعامًا في يوم جمعة ثم أتاهم فقال كل قال إني صائم ، فلم يزل به حتى أكل ، فأتيا النبي فذكرا ذلك له فقال النبي: عويمر سلمان أعلم منك ، وهو يضرب بيده على فخذ أبي الدرداء ، عويمر ، سلمان أعلم منك - ثلاث مرات - لا تخصن ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي ، ولا تخصن يوم الجمعة بصيام من بين الأيام]. وعن ثابت البناني أن أبا الدرداء ذهب مع سلمان يخطب عليه امرأة من بني ليث فدخل فذكر فضل سلمان وسابقته وإسلامه وذكر أنه يخطب إليهم فتاتهم فلانة فقالوا أما سلمان فلا نزوجه ولكنا نزوجك ، فتزوجها ثم خرج فقال له إنه قد كان شيء وأنا أستحيي أن أذكره لك قال وما ذاك فأخبره الخبر فقال سلمان أنا أحق أن أستحيي منك أن أخطبها وقد قضاها الله لك رضي الله عنهما. نبذة من زهده: عن الحسن قال كان عطاء سلمان الفارسي خمسة آلاف وكان أميرًا على زهاء ثلاثين ألفًا من المسلمين وكان يخطب الناس في عباءة يفترش بعضها ويلبس بعضها فإذا خرج عطاؤه أمضاه ويأكل من سفيف يديه. وعن مالك بن أنس أن سلمان الفارسي كان يستظل بالفيء حيثما دار ولم يكن له بيت فقال له رجل ألا نبني لك بيتا تستظل به من الحر وتسكن فيه من البرد فقال له سلمان: نعم فلما أدبر صاح به فسأله سلمان: كيف تبنيه؟ قال أبنيه إن قمت فيه أصاب رأسك ، وإن اضطجعت فيه أصاب رجليك ، فقال سلمان: نعم. وقال عبادة بن سليم كان لسلمان خباء من عباء وهو أمير الناس. وعن أبي عبد الرحمن السلمي عن سلمان أنه تزوج امرأة من كندة فلما كان ليلة البناء مشى معه أصحابه حتى أتى بيت المرأة فلما بلغ البيت قال ارجعوا أجركم الله ولم يدخلهم ، فلما نظر إلى البيت والبيت منجد قال أمحموم بيتكم أم تحولت الكعبة في كندة ، فلم يدخل حتى نزع كل ستر في البيت غير ستر الباب ، فلما دخل رأى متاعًا كثيرًا ، فقال لمن هذا المتاع؟ قالوا متاعك ومتاع امرأتك ، فقال ما بهذا أوصاني خليلي رسول الله ، أوصاني خليلي أن لا يكون متاعي من الدنيا إلا كزاد الراكب ، ورأى خدمًا فقال لمن هذه الخدم؟ قالوا خدمك وخدم امرأتك ، فقال ما بهذا أوصاني خليلي أوصاني خليلي أن لا أمسك إلا ما أنكح أو أنكح فإن فعلت فبغين كان علي مثل أوزارهن من غير أن ينقص من أوزارهن شيء ، ثم قال للنسوة اللاتي عند امرأته هل أنتن مخليات بيني وبين امرأتي؟ قلن نعم ، فخرجن فذهب إلى الباب فأجافه وأرخى الستر ثم جاء فجلس عند امرأته فمسح بناصيتها ودعا بالبركة فقال لها: هل أنت مطيعتي في شيء آمرك به؟ قالت: جلست مجلس من يطيع قال فإن خليلي أوصاني إذا اجتمعت إلى أهلي أن أجتمع على طاعة الله ، فقام وقامت إلى المسجد فصليا ما بدا لهما ثم خرجا فقضى منها ما يقضي الرجل من امرأته ، فلما أصبح غدا عليه أصحابه فقالوا كيف وجدت أهلك؟ فأعرض عنهم ثم أعادوا فأعرض عنهم ثم أعادوا فأعرض عنهم ثم قال: إنما جعل الله عز وجل الستور والخدر والأبواب لتواري ما فيها ، حسب كل امرئٍ منكم أن يسأل عما ظهر له ، فأما ما غاب عنه فلا يسألن عن ذلك ، سمعت رسول الله يقول: المتحدث عن ذلك كالحمارين يتسافدان في الطريق. وعن أبي قلابة أن رجلا دخل على سلمان وهو يعجن فقال: ما هذا؟ قال: بعثنا الخادم في عمل فكرهنا أن نجمع عليه عملين ، ثم قال: فلان يقرئك السلام قال: متى قدمت ، قال: منذ كذا وكذا فقال أما إنك لو لم تؤدها كانت أمانة لم تؤدها. رواه أحمد. كسبه وعمله بيده: عن النعمان بن حميد قال: دخلت مع خالي على سلمان الفارسي بالمدائن وهو يعمل الخوص فسمعته يقول: أشتري خوصًا بدرهم فأعمله فأبيعه بثلاثة دراهم فأعيد درهمًا فيه وأنفق درهمًا على عيالي وأتصدق بدرهم ، ولو أن عمر بن الخطاب نهاني عنه ما انتهيت. وعن الحسن قال: كان سلمان يأكل من سفيف يده. نبذة من ورعه وتواضعه: عن أبي ليلى الكندي قال: قال غلام سلمان لسلمان: كاتبني ، قال: ألك شيء قال: لا ، قال: فمن أين؟ قال: أسأل الناس ، قال: تريد أن تطعمني غسالة الناس. عن ثابت قال: كان سلمان أميرًا على المدائن فجاء رجل من أهل الشام ومعه حمل تبن وعلى سلمان عباءة رثة فقال لسلمان: تعال احمل وهو لا يعرف سلمان فحمل سلمان فرآه الناس فعرفوه فقالوا هذا الأمير فقال: لم أعرفك! فقال سلمان إني قد نويت فيه نية فلا أضعه حتى أبلغ بيتك. وعن عبد الله بن بريدة قال: كان سلمان إذا أصاب الشيء اشترى به لحما ثم دعا المجذومين فأكلوا معه. وعن عمر بن أبي قره الكندي قال: عرض أبي على سلمان أخته أن يزوجه فأبى ، فتزوج مولاة يقال لها بقيرة ، فأتاه أبو قرة فأخبر أنه في مبقلة له فتوجه إليه فلقيه معه زنبيل فيه بقل قد أدخل عصاه في عروة الزنبيل وهو على عاتقه. وعن ميمون بن مهران عن رجل من عبد القيس قال: رأيت سلمان في سرية وهو أميرها على حمار عليه سراويل وخدمتاه تذبذبان والجند يقولون قد جاء الأمير قال سلمان: إنما الخير والشر بعد اليوم. وعن أبي الأحوص قال: افتخرت قريش عند سلمان فقال سلمان: لكني خلقت من نطفة قذرة ثم أعود جيفة منتنة ثم يؤدى بي إلى الميزان فإن ثقلت فأنا كريم وإن خفت فأنا لئيم. عن ابن عباس قال: قدم سلمان من غيبة له فتلقاه عمر فقال: أرضاك لله عبدًا قال: فزوجني ، فسكت عنه ، فقال: أترضاني لله عبدًا ولا ترضاني لنفسك ، فلما أصبح أتاه قوم فقال: حاجة؟ قالوا: نعم ، قال: ما هي؟ قالوا: تضرب عن هذا الأمر يعنون خطبته إلى عمر فقال أما والله ما حملني على هذا إمرته ولا سلطانه ، ولكن قلت رجل صالح عسى الله عز وجل أن يخرج مني ومنه نسمة صالحة. وعن أبي الأسود الدؤلي قال: كنا عند علي ذات يوم فقالوا: يا أمير المؤمنين حدثنا عن سلمان ، قال: من لكم بمثل لقمان الحكيم! ذلك امرؤ منا وإلينا أهل البيت ، أدرك العلم الأول والعلم الآخر ، وقرأ الكتاب الأول والآخر ، بحر لا ينزف. وأوصى معاذ بن جبل رجلا أن يطلب العلم من أربعة سلمان أحدهم. نبذة من كلامه ومواعظه: عن حفص بن عمرو السعدي عن عمه قال: قال سلمان لحذيفة: يا أخا بني عبس ، العلم كثير والعمر قصير فخذ من العلم ما تحتاج إليه في أمر دينك ودع ما سواه فلا تعانه. وعن أبي سعيد الوهبي عن سلمان قال: إنما مثل المؤمن في الدنيا كمثل المريض معه طبيبه الذي يعلم داءه ودواءه فإذا اشتهى ما يضره منعه وقال لا تقربه فإنك إن أتيته أهلكك فلا يزال يمنعه حتى يبرأ من وجعه ، وكذلك المؤمن يشتهي أشياء كثيرة مما قد فضل به غيره من العيش ، فيمنعه الله عز وجل إياه ويحجزه حتى يتوفاه فيدخله الجنة. وعن جرير قال: قال سلمان: يا جرير ، تواضع لله عز وجل فإنه من تواضع لله عز وجل في الدنيا رفعه الله يوم القيامة ، يا جرير ، هل تدري ما الظلمات يوم القيامة؟ قلت: لا ، قال: ظلم الناس بينهم في الدنيا ، قال: ثم أخذ عويدًا لا أكاد أراه بين إصبعيه ، قال: يا جرير ، لو طلبت في الجنة مثل هذا العود لم تجده ، قال قلت: يا أبا عبد الله ، فأين النخل والشجر؟ قال: أصولها اللؤلؤ والذهب وأعلاها الثمر. وعن أبي البختري عن سلمان قال: مثل القلب والجسد مثل أعمى ومقعد قال المقعد إني أرى تمرة ولا أستطيع أن أقوم إليها فاحملني فحمله فأكل وأطعمه. وعن قتادة قال: قال سلمان: إذا أسأت سيئة في سريرة فأحسن حسنة في سريرة ، وإذا أسأت سيئة في علانية فأحسن حسنة في علانية لكي تكون هذه بهذه. وعن مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد أن أبا الدرداء كتب إلى سلمان: هلم إلى الأرض المقدسة ، فكتب إليه سلمان: إن الأرض لا تقدس أحدًا وإنما يقدس الإنسان عمله وقد بلغني أنك جعلت طبيبًا فإن كنت تبرئ فنعمًا لك وإن كنت متطببًا فاحذر أن تقتل إنسانًا فتدخل النار ، فكان أبو الدرداء إذا قضى بين اثنين فأدبرا عنه نظر إليهما وقال متطبب والله ارجعا إلي أعيدا قصتكما. عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال: ثلاث أعجبتني حتى أضحكتني: مؤمل دنيا والموت يطلبه ، وغافل وليس بمغفول عنه ، وضاحك ملء فيه لا يدري أساخط رب العالمين عليه أم راض عنه ، وثلاث أحزنني حتى أبكينني: فراق محمد وحزبه ، وهول المطلع ، والوقوف بين يدي ربي عز وجل ولا أدري إلى جنة أو إلى نار. وعن حماد بن سلمة عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان قال: ما من مسلم يكون بفيء من الأرض فيتوضأ أو يتيمم ثم يؤذن ويقيم إلا أمَّ جنودًا من الملائكة لا يرى طرفهم أو قال طرفاهم. وعن ميمون بن مهران قال: جاء رجل إلى سلمان فقال أوصني ، قال: لا تَكَلَّمُ ، قال: لا يستطيع من عاش في الناس ألا يتكلم ، قال: فإن تكلمت فتكلم بحق أو اسكت ، قال: زدني ، قال: لا تغضب ، قال: إنه ليغشاني مالا أملكه ، قال: فإن غضبت فأمسك لسانك ويدك ، قال: زدني قال لا تلابس الناس ، قال: لا يستطيع من عاش في الناس ألا يلابسهم ، قال: فإن لابستهم فاصدق الحديث وأد الأمانة. وعن أبي عثمان عن سلمان قال: إن العبد إذا كان يدعو الله في السراء فنزلت به الضراء فدعا قالت الملائكة صوت معروف من آدمي ضعيف فيشفعون له ، وإذا كان لا يدعو الله في السراء فنزلت به الضراء قالت الملائكة صوت منكر من آدمي ضعيف فلا يشفعون له. وعن سالم مولى زيد بن صوحان قال: كنت مع مولاي زيد بن صوحان في السوق فمر علينا سلمان الفارسي وقد اشترى وسقا من طعام فقال له زيد: يا أبا عبد الله ، تفعل هذا وأنت صاحب رسول الله؟ قال: إن النفس إذا أحرزت قوتها اطمأنت وتفرغت للعبادة ويئس منها الوسواس. وعن أبي عثمان عن سلمان قال: لما افتتح المسلمون "جوخى" دخلوا يمشون فيها وأكداس الطعام فيها أمثال الجبال قال ورجل يمشي إلى جنب سلمان فقال يا أبا عبد الله ألا ترى إلى ما أعطانا الله؟ فقال سلمان: وما يعجبك فما ترى إلى جنب كل حبة مما ترى حساب؟! رواه الإمام أحمد. وعن سعيد بن وهب قال: دخلت مع سلمان على صديق له من كندة نعوده فقال له سلمان: إن الله عز وجل يبتلي عبده المؤمن بالبلاء ثم يعافيه فيكون كفارة لما مضى فيستعتب فيما بقي ، وإن الله عز وجل يبتلي عبده الفاجر بالبلاء ثم يعافيه فيكون كالبعير عقله أهله ثم أطلقوه فلا يدري فيم عقلوه ولا فيم أطلقوه حين أطلقوه. وعن محمد بن قيس عن سالم بن عطية الأسدي قال: دخل سلمان على رجل يعوده وهو في النزع فقال: أيها الملك ارفق به ، قال يقول الرجل إنه يقول إني بكل مؤمن رفيق. وفاته: عن حبيب بن الحسن وحميد بن مورق العجلي أن سلمان لما حضرته الوفاة بكى فقيل له ما يبكيك قال عهد عهده إلينا رسول الله قال ليكن بلاغ أحدكم كزاد الراكب قال فلما مات نظروا في بيته فلم يجدوا في بيته إلا إكافًا ووطاءً ومتاعًا قُوِّمَ نَحْوًا من عشرين درهما. عن أبي سفيان عن أشياخه قال: ودخل سعد بن أبي وقاص على سلمان يعوده فبكى سلمان فقال له سعد: ما يبكيك يا أبا عبد الله توفي رسول الله وهو عنك راض وترد عليه الحوض؟ قال فقال سلمان: أما إني ما أبكي جزعًا من الموت ولا حرصًا على الدنيا ولكن رسول الله عهد الينا فقال لتكن بلغة أحدكم مثل زاد الراكب وحولي هذه الأساود ، وإنما حوله إجانة أو جفة أو مطهرة ، قال فقال له سعد: يا أبا عبد الله ، اعهد الينا بعهد فنأخذ به بعدك ، فقال: يا سعد ، اذكر الله عند همك إذا هممت ، وعند حكمك إذا حكمت ، وعند بذلك إذا قسمت. وعن الشعبي قال: أصاب سلمان صرة مسك يوم فتح جلولاء فاستودعها امرأته فلما حضرته الوفاة قال هاتي المسك فمرسها في ماء ثم قال انضحيها حولي فإنه يأتيني زوار الآن ليس بإنس ولا جان ، ففعلت فلم يمكث بعد ذلك إلا قليلا حتى قبض. وقال أهل العلم بالسير: كان سلمان من المعمرين وتوفي بالمدائن في خلافة عثمان وقيل مات سنة ثنتين وثلاثين. |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#808 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() عبدالله بن مسعود : ثناء الرسول عليه - عن عبد الله بن يزيد قال أتينا حذيفة فقلنا له حدثنا بأقرب الناس برسول الله (صلى الله عليه وسلم) هديا وسمتا ودلا نأخذ عنه ونسمع منه قال: كان أقرب الناس برسول الله (صلى الله عليه وسلم) هديا وسمتا ودلا عبد الله بن مسعود حتى يتوارى عنا في بيته ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد أن ابن أم عبد من أقربهم إلى الله زلفى. وحكى عنه عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: [كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا يزال يسمر عند أبي بكر الليلة في أمر من أمر المسلمين وإنه سمر عنده ذات ليلة وأنا معه فخرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وخرجنا معه فإذا رجل قائم يصلي في المسجد فقام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يستمع قراءته فلما كدنا نعرفه قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من سره أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد ، قال ثم جلس الرجل يدعو فجعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول له سل تعطه سل تعطه. قال عمر قلت والله لأغدون عليه فلأبشرنه ، قال فغدوت عليه فبشرته فوجدت أبا بكر قد سبقني إليه فبشره ولا والله ما سابقته إلى خير قط إلا سبقني إليه]. رواه الإمام أحمد. وروي [عن زر بن حبيش عن ابن مسعود أنه كان يجتني سواكا من الأراك وكان دقيق الساقين فجعلت الريح تكفؤه فضحك القوم منه! فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): مم تضحكون؟! قالوا يا نبي الله من دقة ساقيه ، فقال والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد]. ثناء الناس عليه وكثرة علمه: عن زيد بن وهب قال أقبل عبد الله ذات يوم وعمر جالس فقال: وعاء ملئ علما. وعن الشعبي قال: ذكروا أن عمر بن الخطاب لقي ركبا في سفر له ، فيهم عبد الله بن مسعود فأمر عمر رجلا يناديهم من أين القوم فأجابه عبد الله أقبلنا من الفج العميق ، فقال عمر أين تريدون؟ فقال عبد الله: البيت العتيق ، فقال عمر: إن فيهم عالما! وأمر رجلا فناداهم أي القرآن أعظم؟ فأجابه عبد الله: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} حتى ختم الآية ، قال نادهم أي القرآن أحكم؟ فقال ابن مسعود: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} حتى ختم الآية. فقال عمر نادهم أي القرآن أجمع؟ فقال ابن مسعود: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره} فقال عمر نادهم أي القرآن أخوف؟ فقال ابن مسعود: {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجز به} حتى ختم الآية. فقال عمر نادهم أي القرآن أرجى؟ فقال ابن مسعود: {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله} فقال عمر نادهم أفيكم ابن مسعود؟! قالوا اللهم نعم. وعن أبي البختري قال: سئل علي كرم الله وجهه عن أصحاب محمد فقال عن أيهم تسألون؟ قالوا: أخبرنا عن عبد الله ابن مسعود ، قال: علم القرآن وعلم السنة ثم انتهى وكفى به علما. وعن أبي الأحوص قال: شهدت أبا موسى وأبا مسعود حين مات ابن مسعود وأحدهما يقول لصاحبه: أتراه ترك مثله؟ قال: إنْ قلتَ ذاك! إن كان ليُؤْذَنُ له إذا حُجِبنا ، ويشهد إذا غبنا. رواه الإمام أحمد. وعن عامر قال: قال أبو موسى لا تسألوني عن شيء ما دام هذا الحبر فيكم يعني ابن مسعود. وعن شقيق قال: كنت قاعدا مع حذيفة فأقبل عبد الله ابن مسعود فقال حذيفة: إن أشبه الناس هديا ودلا برسول الله (صلى الله عليه وسلم) من حين يخرج من بيته إلى أن يرجع ولا أدري ما يصنع في أهله لعبد الله بن مسعود ، والله ، لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد أنه من أقربهم عند الله وسيلة يوم القيامة. وعن مسروق قال: قال عبد الله: والذي لا إله غيره ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت وإلا أنا أعلم فيم نزلت ولو أعلم أن أحدا أعلم بكتاب الله مني تناله المطي (الإبل) لأتيته. تعبده: عن زر عن عبد الله أنه كان يصوم الاثنين والخميس ، وعن عبد الرحمن بن يزيد قال ما رأيت فقيها قط أقل صوما من عبد الله! فقيل له لم لا تصوم؟ قال إني أختار الصلاة على الصوم فإذا صمت ضعفت عن الصلاة. وعن محارب بن دثار عن عمه محمد قال مررت بابن مسعود بسحر وهو يقول: اللهم دعوتني فأجبتك ، وأمرتني فأطعتك ، وهذا سحر فاغفر لي ، فلما أصبحت غدوت عليه فقلت له (أي سألته عن دعائه وقت السحر) فقال: إن يعقوب لما قال لبنيه سوف أستغفر لكم أخرهم إلى السحر. تواضعه: عن حبيب بن أبي ثابت قال: خرج ابن مسعود ذات يوم فتبعه ناس فقال لهم ألكم حاجة؟ قالوا لا ولكن أردنا أن نمشي معك ، قال: ارجعوا فإنه ذلة للتابع وفتنة للمتبوع. وعن الحارث بن سويد قال: قال عبدالله: لو تعلمون ما أعلم من نفسي حثيتم على رأسي التراب. إيثاره ثواب الآخرة على شهوات النفس: عن قيس بن جبير قال: قال عبد الله: حبذا المكروهان الموت والفقر! وأيم الله ، إن هو إلا الغنى والفقر وما أبالي بأيهما بليت ، إن حق الله في كل واحد منهما واجب ، وإن كان الغنى إن فيه للعطف ، وإن كان الفقر إن فيه للصبر. وعن الحسن قال: قال عبد الله بن مسعود: ما أبالي إذا رجعت إلى أهلي على أي حال أراهم بخير أو بشر أم بضر ، وما أصبحت على حالة فتمنيت أني على سواها. جملة من مناقبه وكلامه رضي الله عنه: عن عبد الله بن مرداس قال: كان عبد الله يخطبنا كل خميس فيتكلم بكلمات فيسكت حين يسكت ونحن نشتهي أن يزيدنا. وقال رضي الله عنه واعظًا: "إنكم في ممر من الليل والنهار في آجال منقوضة وأعمال محفوظة ، والموت يأتي بغتة ، فمن زرع خيرا فيوشك أن يحصد رغبة ، ومن زرع شرا فيوشك أن يحصد ندامة ، ولكل زارع مثل ما زرع لا يسبق بطيء بحظه ، ولا يدرك حريض ما لم يقدر له فمن أعطي خيرًا فالله أعطاه ومن وقي شرًّا فالله وقاه ، المتقون سادة والفقهاء قادة ومجالسهم زيادة". رواه الإمام أحمد. وعن أبي الأحوص عن عبد الله أنه كان يوم الخميس قائما فيقول: "إنما هما اثنتان: الهدي والكلام ، وأفضل الكلام كلام الله ، وأفضل الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وإن كل محدثة بدعة ، فلا يطولن عليكم الأمد ، ولا يلهينكم الأمل ، فإن كل ما هو آت قريب ، ألا وإن بعيدًا ما ليس آتيا ، ألا وإن الشقي من شقي في بطن أمه ، وإن السعيد من وعظ بغيره ، ألا وإن قتال المسلم كفر ، وسبابه فسوق ، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام حتى يسلم عليه إذا لقيه ويجيبه إذا دعاه ويعوده إذا مرض ، ألا وإن شر الروايا روايا الكذب ، ألا وإن الكذب لا يصلح منه هزل ولا جد ، ولا أن يَعِدَ الرجل صبيه شيئا ثم لا ينجزه له ، ألا وإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، ألا وإنه يقال للصادق صدق وبر ويقال للفاجر كذب وفجر ، ألا وإن محمدا حدثنا أن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله عز وجل صديقا ، ويكذب حتى يكتب عند الله عز وجل كذابا". وعن عبد الرحمن بن عابس قال: قال عبد الله بن مسعود: إن أصدق الحديث كتاب الله عز وجل ، وأوثق العرى كلمة التقوى ، وخير الملل ملة إبراهيم ، وأحسن السنن سنة محمد ، وخير الهدي هدي الأنبياء ، وأشرف الحديث ذكر الله ، وخير القصص القرآن ، وخير الأمور عواقبها ، وشر الأمور محدثاتها ، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى ، ونفس تنجيها خير من إمارة لا تحصيها ، وشر المعذرة حين يحضر الموت ، وشر الندامة ندامة يوم القيامة ، وشر الضلالة الضلالة بعد الهدى ، وخير الغنى غنى النفس ، وخير الزاد التقوى ، وخير ما ألقي في القلب اليقين والريب من الكفر ، وشر العمى عمى القلب ، والخمر جماع الإثم ، والنساء حبالة الشيطان ، والشباب شعبة من الجنون ، والنوح من عمل الجاهلية ، ومن الناس من لا يأتي الجمعة إلا دبرا ولا يذكر الله إلا هجرا ، وأعظم الخطايا الكذب ، وسباب المسلم فسوق ، وقتاله كفر ، وحرمة ماله كحرمة دمه ، ومن يعف يعف الله عنه ، ومن يكظم الغيظ يأجره الله ، ومن يغفر يغفر الله له ، ومن يصبر على الرزية يعقبه الله ، وشر المكاسب كسب الربا ، وشر المآكل أكل مال اليتيم ، والسعيد من وعظ بغيره ، والشقي من شقي في بطن أمه ، وإنما يكفي أحدكم ما قنعت به نفسه وإنما يصير إلى أربعة أذرع والأمر إلى آخرة ، وملاك العمل خواتمه ، وشر الروايا روايا الكذب وأشرف الموت قتل الشهداء ، ومن يعرف البلاء يصبر عليه ومن لا يعرفه ينكره ، ومن يستكبر يضعه الله ، ومن يتول الدنيا تعجز عنه ، ومن يطع الشيطان يعص الله ومن يعص الله يعذبه". وعن المسيب بن رافع عن عبد الله بن مسعود قال: "ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذ الناس نائمون ، وبنهاره إذ الناس مفطرون ، وبحزنه إذ الناس فرحون ، وببكائه إذ الناس يضحكون ، وبصمته إذ الناس يخلطون ، وبخشوعه إذ الناس يختالون ، وينبغي لحامل القرآن أن يكون باكيا محزونا حليما حكيما سكيتا ، ولا ينبغي لحامل القرآن أن يكون جافيا ولا غافلا ولا سخابا ولا صياحا ولا حديدا". رواه الإمام أحمد. وعن أبي إياس البجلي قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقول: "من تطاول تعظما خفضه الله ، ومن تواضع تخشعا رفعه الله ، وإن للملك لمة وللشيطان لمة ، فلمة الملك إيعاد بالخير وتصديق بالحق ، فإذا رأيتم ذلك فاحمدوا الله عز وجل ، ولمة الشيطان إيعاد بالشر وتكذيب بالحق ، فإذا رأيتم ذلك فتعوذوا بالله". وعن عمران بن أبي الجعد عن عبد الله قال: "إن الناس قد أحسنوا القول فمن وافق قوله فعله فذاك الذي أصاب حظه ، ومن لا يوافق قوله فعله فذاك الذي يوبخ نفسه". وعن المسيب بن رافع قال: قال عبد الله بن مسعود: "إني لأبغض الرجل أن أراه فارغا ليس في شيء من عمل الدنيا ولا من عمل الآخرة". رواه الإمام أحمد. وعن مرة عن عبد الله قال: "ما دمت في صلاة فأنت تقرع باب الملك ومن يقرع باب الملك يفتح له". وعن القاسم بن عبد الرحمن والحسن بن سعد قالا: قال عبد الله: "إني لأحسب الرجل ينسى العلم كان يعلمه بالخطيئة يعملها". رواه الإمام أحمد. وعن إبراهيم بن عيسى عن عبد الله بن مسعود قال: "كونوا ينابيع العلم ، مصابيح الهدى ، أحلاس البيوت ، سرج الليل ، جدد القلوب ، خلقان الثياب ، تعرفون في أهل السماء وتخفون في أهل الأرض". وعن معن قال: قال عبد الله بن مسعود: "إن للقلوب شهوة وإقبالا وإن للقلوب فترة وإدبارا فاغتنموها عند شهوتها واقبالها ودعوها عند فترتها وإدبارها". وعن عون بن عبد الله قال: قال عبد الله: "ليس العلم بكثرة الرواية ولكن العلم الخشية". وعن إبراهيم قال: قال عبد الله: "لو سخرت من كلب لخشيت أن أحول كلبا". وعن أبي الأحوص عن عبد الله قال: "مع كل فرحة ترحة وما ملئ بيت حبرة (فرحة) إلا ملئ عبرة". رواه أحمد. وعن الضحاك بن مزاحم قال: قال عبد الله: "ما منكم إلا ضيف وماله عارية فالضيف مرتحل والعارية مؤداة إلى أهلها". وعن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: أتاه رجل فقال يا أبا عبد الرحمن علمني كلمات جوامع نوافع فقال له عبد الله: "لاتشرك به شيئا ، وزل مع القرآن حيث زال ، ومن جاءك بالحق فاقبل منه وإن كان بعيدا بغيضا ، ومن جاءك بالباطل فاردده عليه وإن كان حبيبا قريبا". وقال أيضًا: "الحق ثقيل مريء ، والباطل خفيف وبيء ، ورب شهوة تورث حزنا طويلا". وعـن عـنبس بن عـقبة قال: قال عـبد الله بـن مسعود: "والله الذي لا إله إلا هو ، ما على وجه الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان". وعن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: "إذا ظهر الزنا والربا في قرية أذن بهلاكها". وعن أبي عبيدة قال: قال عبد الله: "من استطاع منكم أن يجعل كنزه في السماء حيث لا تأكله السوس ولا يناله السراق فليفعل فإن قلب الرجل مع كنزه". وعن القاسم قال: قال رجل لعبد الله أوصني يا أبا عبد الرحمن قال: "ليسعك بيتك ، واكفف لسانك ، وابك على خطيئتك". وعن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله قال: "أنتم أطول صلاة وأكثر اجتهادا من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، وهم كانوا أفضل منكم ، قيل له بأي شيء؟ قال: إنهم كانوا أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة منكم". وعن زاذان عن عبد الله بن مسعود قال: "يؤتى بالعبد يوم القيامة فيقال له أد أمانتك! فيقول من أين يا رب قد ذهبت الدنيا؟! فتمثل على هيئتها يوم أخذها (أي الأمانة) في قعر جهنم فينزل فيأخذها فيضعها على عاتقه فيصعد بها حتى إذا ظن أنه خارج بها هوت وهوى في إثرها أبد الآبدين". وعن أبي الأحوص عن عبد الله قال: "لا يقلدن أحدكم دينه رجلا فإن آمن آمن وإن كفر كفر ، وإن كنتم لابد مقتدين فاقتدوا بالميت ، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة". وعن عبد الرحمن بن يزيد قال: قال عبد الله: "لا تكونن إمعة ، قالوا وما الإمعة؟ قال: يقول أنا مع الناس إن اهتدوا اهتديت وإن ضلوا ضللت ، ألا ليوطنن أحدكم نفسه على أنه إن كفر الناس أن لا يكفر". وعن سليمان بن مهران قال: بينما ابن مسعود يوما معه نفر من أصحابه إذ مر أعرابي فقال: عَلامَ اجتمع هؤلاء؟ فقال ابن مسعود: على ميراث محمد يقتسمونه. |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#809 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() عطــــــــــر المحبــــــة أرسم علي وجنتيك ابتسامة تثلج صدور من أمامك أطلق لسانك بكلمة طيبة لتروق لك النفوس حتي لايبقي غلاً يذهب جمال الأخوة . أفتح قلبك كأنه ربيعاً أغرس في كل ركن من أركانه وروداً تفوح بعطر المحبة ، زهوراً جمالها يذهب بغضاء الدنيا . اعفو عمن أساء وابدأ بالسلام فما عند الله خير ، فمن بدء هو خير كما قال نبي الخير صلي الله عليه وسلم . أمدد يداك لأخاك وليكن رضا الرحمان مبتغاك . أعط أخاك وتذكر قسمة الأنصار والمهاجرين . لا تنم وجارك عطشان وجعان لكلام الدين والإيمان ولا للطعام. أستيقظ أخي رحمك الله في جوف الليل إجعل الدموع تسترسل وتنهمر فلن تنفع الدنيا شيئاً قد يقف النفس ويبدأ حساب ما كان في الدنيا. هيا يا أحباب هيا ندعو الله القريب المجيب السميع البصير هيا بصوت واحد ربنا أستر أعراض المسلمات و أهدهن للحجاب ، والشباب لسنة النبي المختار . ربنا اهدنا للطاعات ، ثبتنا على دينك الحق ، أبعد عنا الشهوات ، أصرف عنا كيد الغزاة في ديننا وفكرنا ، في ملبسنا وهيئتنا ، فلا تجعلنا مثلهم في الحركات والسكنات ، ولا في الأقوال والأفعال . إلهنا لا تحرمنا النظر إلي وجهك الكريم ، أحشرنا مع رسولنا الأمين ، إجعل مستقرنا مع النبي المختار وأصحابه الأخيار ، أوصلنا للفوز المبين ألا وهو رضاك يا علام الغيوب والصلاة والسلام علي الهادي لطريق الجنان ، المبعد عن النيران المصطفي المختار . ----------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#810 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() [frame="8 60"] زهور الأمل لو كان باستطاعة الإنسان أن يعطي الأمل فلا يبخل به على الناس ولو كان يمكن للإنسان أن يعيش بلا بصر ولكنه لا يمكن أن يعيش بلا أمل لا بد لشعلة الأمل أن تضيء ظلمات اليأس ولا بد لشجرة الصبر أن تطرح ثمار الأمل من يعيش على الأمل لا يعرف المستحيل لن تغرق سفينة الحياة في بحر من اليأس طالما هناك مجد أسمه الأمل [/frame] |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 0 والزوار 8) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ | الوآصل | المنتدى الرياضي | 6 | 10-12-2009 01:49 AM |
اســـــــرار القلــــب..! | الســرف | المنتدى العام | 22 | 29-09-2008 01:03 AM |
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء | امـــير زهران | منتدى الحوار | 4 | 02-09-2008 03:05 PM |
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة | رياح نجد | المنتدى العام | 19 | 15-08-2008 01:10 PM |
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! | البرنسيسة | المنتدى العام | 13 | 17-08-2007 11:04 PM |