منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 22-10-2014, 06:08 PM   #8221
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

فـــــوائــــد المــــرض
1ـ من فوائد المرض ، أنه تهذيب للنفس ، وتصفية لها من الشر الذي فيها (( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير )) [ الشورى : 30] ، فإذا أصيب العبد فلا يقل : من أين هذا ، ول من أين أتيت ؟ فما أصيب إلا بذنب ، وفي هذا تبشير وتحذير إذا علمنا أن مصائب الدنيا عقوبات لذنوبنا ، أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ما يصيب المؤمن من وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه )) وقال صلى الله عليه وسلم : (( ولا يزال البلاء بالمؤمن في أهله وماله وولده حتى يلقى الله وما عليه خطيئة )) ، فإذا كان للعبد ذنوب ولم يكن له ما يكفرها ابتلاه الله بالحزن أو المرض ، وفي هذا بشارة فإن مرارة ساعة وهي الدنيا أفضل من احتمال مرارة الأبد ،
يقول بعض السلف : لولا مصائب الدنيا لوردنا القيامة مفاليس 0
2ـ ومن فوائد المرض : أن ما يعقبه من اللذة والمسرة في الآخرة أضعاف ما يحصل له من المرض ، فإن مرارة الدنيا حلاوة الآخرة والعكس بالعكس ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : (( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر )) وقال أيضاً : (( تحفة المؤمن الموت )) [ رواه ابن أبي الدنيا بسند حسن ] ، وإذا نزل بالعبد مرض أو مصيبة فحمد الله بني له بيت الحمد في جنة الخلد ، فوق ما ينتظره من الثواب ، أخرج الترمذي عن جابر مرفوعاً : (( يود الناس يوم القيامة أن جلود كانت تقرض بالمقاريض في الدنيا لما يرون من ثواب أهل البلاء )) 0

3ـ ومن فوائد المرض : قرب الله من المريض ، وهذا قرب خاص ، يقول الله : (( ابن آدم ، عبدي فلان مرض فلم تعده ، أما لو عدته لوجدتني عنده)) [ رواه مسلم عن أبي هريرة ] ، واثر : (( أنا عند المنكسرة قلوبهم )) 0
4ـ ومن فوائد المرض : أنه يعرف به صبر العبد ،
فكما قيل : لولا الامتحان لما ظهر فضل الصبر ، فإذا وجد الصبر وجد معه كل خير ، وإذا فات فقد معه كل خير ، فيمتحن الله صبر العبد وإيمانه به ، فإما أن يخرج ذهباً أو خبثاً ،
كما قيل : سبكناه ونحسبه لجيناً فأبدى الكير عن خبث الحديد ( ومعنى اللجين الفضة ) ، والمقصود: أن حظه من المرض ما يحدث من الخير والشر ، فعن أنس مرفوعاً : (( إن عظم الجزاء من عظم البلاء ، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط)) ، وفي رواية : (( ومن جزع فله الجزع ))[ رواه الترمذي ]، فإذا أحب الله عبداً أكثر غمه ، وإذا أبغض عبداً وسع عليه دنياه وخصوصاً إذا ضيع دينه ، فإذا صبر العبد إيماناً وثباتاً كتب في ديوان الصابرين ، وإن أحدث له الرضا كتب في ديوان الراضين ، وإن أحدث له الحمد والشكر كان جميع ما يقضي الله له من القضاء خيراً له، أخرج مسلم من حديث صهيب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((عجباً لأمر المؤمن ، إن أمره كله خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابه سراء فشكر الله فله أجر ، وإن أصابته ضاء فصبر فله أجر ، فكل قضاء الله للمسلم خير )) وفي رواية لأحمد (( فالمؤمن يؤجر في كل أمره )) فالمؤمن لابد وأن يرضى بقضاء الله وقدره في المصائب ، اللهم اجعلنا ممن إذا أعطي شكر ، وإذا أذنب استغفر ، وإذا ابتلي صبر ، ومن لم ينعم الله عليه بالصبر والشكر فهو بشر حال ، وكل واحدة من السراء والضراء في حقه تفضي إلى قبيح المآل ؛ إن أعطاه طغى وإن ابتلاه جزع وسخط 0
5ـ ومن فوائد المرض وتمام نعمة الله على عبده ، أن ينزل به من الضر والشدائد ما يلجئه إلى المخاوف حتى يلجئه إلى التوحيد ، ويتعلق قلبه بربه فيدعوه مخلصاً له الدين ، فسبحان مستخرج الدعاء بالبلاء ، ومستخرج الشكر بالعطاء ، يقول وهب بن منبه : ينزل البلاء ليستخرج به الدعاء (( وإذا أنعمنا على الإنسان ونئا بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض )) [ فصلت : 51] ، فيحدث العبد من التضرع والتوكل وإخلاص الدعاء ما يزيد إيمانه ويقينه ، ويحصل له من الإنابة وحلاوة الإيمان وذوق طعمه ما هو أعظم من زوال المرض ، وما يحصل لأهل التوحيد المخلصين لله الدين الذين يصبرون على ما أصابهم فلا يذهبون إلى كاهن ولا ساحر ولا يدعون قبراً ، أو صالحاً فأعظم من أن يعبر عن كنهه مقال ، ولكل مؤمن نصيب ، فإذا نزل بهم مرض أو فقر أنزلوه بالله وحده ، فإذا سألوا سألوا الله وحده ، وإذا استعانوا استعانوا بالله وحده ، كما هو الحاصل مع نبي الله أيوب (( وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الرحمين )) [ الأنبياء : 83] 0
وتأمل عظيم بلاء أيوب فقد فقد ماله كله وأهله ومرض جسده كله حتى ما بقي إلا لسانه وقلبه ، ومع عظيم هذا البلاء إلا أنه كان يمسي ويصبح وهو يحمد الله ، ويمسي ويصبح وهو راض عن الله ، لأنه يعلم أن الأمور كلها بيد الله ، فلم يشتك ألمه وسقمه لأحد ، ثم نادى ربه بكلمات صادقة (( إني مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين )) فكشف الله ضره وأثنى عليه ، فقال : (( إنا وجدناه صابراً نعم العبد أنه أواب )) [ ص:44]، وقد ورد في بعض الآثار : (( يا ابن آدم ، البلاء يجمع بيني وبينك ، والعافية تجمع بينك وبين نفسك )) 0
6ـ ومن فوائد المرض : ظهور أنواع التعبد ، فإن لله على القلوب أنواعاً من العبودية ، كالخشية وتوابعها ، وهذه العبوديات لها أسباب تهيجها ، فكم من بلية كانت سبباً لاستقامة العبد وفراره إلى الله وبعده عن الغي ، وكم من عبد لم يتوجه إلى الله إلا لما فقد صحته ، فبدأ بعد ذلك يسأل عن دينه وبدأ يصلي ، فكان هذا المرض في حقه نعمة ((ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة )) [ الحج : 11] ، وذلك أن على العبد عبودية في الضراء كما أن عليه عبودية في السراء ، وله عبودية فيما يكره ، كما أن له عليه عبودية فيما يحب ، وأكثر الناس من يعطي العبودية فيما يحب ، والشأن في إعطاء العبودية في المكاره ، وفيها تتفاوت مراتب العباد ، وبحسبها تكون منازلهم عند الله ، ومن كان من أهل الجنة فلا تزال هداياه من المكاره تأتيه حتى يخرج من الدنيا نقياً . يروى أنه لما أصيب عروة بن الزبير بالأكلة في رجله قال : (( اللهم كان لي بنون سبعة فأخذت واحداً وأبقيت ستة ، وكان لي أطراف أربعة فأخذت طرفاً وأبقيت ثلاثة، ولئن ابتليت لقد عافيت ، ولئن أخذت لقد أبقيت )) ، ثم نظر إلى رجله في الطست بعدما قطعت فقال : (( إن الله يعلم أني ما مشيت بك إلى معصية قط وأنا أعلم )) 0
7ـ ومن فوائد المرض : أن الله يخرج به من العبد الكبر والعجب والفخر ، فلو دامت للعبد جميع أحواله لتجاوز وطغى ونسي المبدأ والمنتهى ، ولكن الله سلط عليه الأمراض والأسقام والآفات وخروج الأذى منه والريح والبلغم ، فيجوع كرهاً ويمرض كرهاً ، ولا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً ، أحياناً يريد أن يعرف الشيء فيجهله ، ويريد أن يتذكر الشيء فينساه ، وأحياناً يريد الشيء وفيه هلاكه ، ويكره الشيء وفيه حياته ، بل لا يأمن في أي لحظة من ليل أو نهار أن يسلبه الله ما أعطاه من سمعه وبصره ، أو يختلس عقله ، أو يسلب منه جميع ما يهواه من دنياه فلا يقدر على شيء من نفسه ، ولا شيء من غيره ،فأي شيء أذل منه لو عرف نفسه ؟ فكيف يليق به الكبر على الله وعلى خلقه وما أتى إلا من جهله؟
ومن هذه أحواله فمن أين له الكبر والبطر ؟ ولكن كما قيل : من أكفر الناس بنعم الله افقير الذي أغناه الله ، وهذه عادة الأخساء إذا رفع شمخ بأنفه ، ومن هنا سلط الله على العبد الأمراض والآفات ، فالمريض يكون مكسور القلب كائناً من كان ، فلا بد أن يكسره المرض ، فإذا كان مؤمناً وانكسر قلبه فالمريض حصل على هذه الفائدة وهي الانكسار والاتضاع في النفس وقرب الله منه ، وهذه هي أعظم فائدة 0
يقول الله : (( أنا عند المنكسرة قلوبهم )) وهذا هو السر في استجابة دعوة الثلاثة : المظلوم ، والمسافر ، والصائم ، وذلك للكسرة التي في قلب كل واحد منهم ، فإن غربة المسافر وكسرته مما يجده العبد في نفسه ، وكذلك الصوم فإنه يكسر سورة النفس ويذلها ، وكذا الأمر في المريض والمظلوم ، فإذا أراد الله بعبد خيراً سقاه دواء من الابتلاء يستفرغ به من الأمراض المهلكة للعبد حتى إذا هذبه رد عليه عافيته ، فهذه الأمراض حمية له ، فسبحان من يرحم ببلائه ويبتلي بنعمائه 0
8ـ ومن فوائد المرض : انتظار المريض لفرج ، وأفضل العبادات انتظار الفرج ، الأمر الذي يجعل العبد يتعلق قلبه بالله وحده ، وهذا ملموس وملاحظ على أهل المرض أو المصائب ، وخصوصاً إذا يئس المريض من الشفاء من جهة المخلوقين وحصل له الإياس منهم وتعلق قلبه بالله وحده ، وقال : يا رب ، ما بقي لهذا المرض إلا أنت ، فإنه يحصل له الشفاء بإذن الله ، وهو من أعظم الأسباب التي تطلب بها الحوائج ، وقد ذكر أن رجلاً أخبره الأطباء بأن علاجه أصبح مستحيلاً ، وأنه لا يوجد له علاج، وكان مريضاً بالسرطان ، فألهمه الله الدعاء في الأسحار ، فشفاه الله بعد حين ، وهذا من لطائف أسرار اقتران الفرج بالشدة إذا تناهت وحصل الإياس من الخلق ، عند ذلك يأتي الفرج ، فإن العبد إذا يئس من الخلق وتعلق بالله جاءه الفرج ، وهذه عبودية لا يمكن أن تحصل إلا بمثل هذه الشدة ((حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا )) [ يوسف : 110] 0
9ـ ومن فوائد المرض: أنه علامة على إرادة الله بصاحبه الخير ، فعن أبي هريرة مرفوعاً : (( من يرد الله به خيراً يصب منه )) [ رواه البخاري] ، ومفهوم الحديث أن من لم يرد الله به خيراً لا يصيب منه ، حتى يوافي ربه يوم القيامة ، ففي مسند أحمد عن أبي هريرة قال : (( مر برسول الله صلى الله عليه وسلم أعرابي أعجبه صحته وجلده ، قال : فدعاه فقال له : متى أحسست بأم ملدم ؟ قال : وما أم ملدم ؟ قال : الحمى ، قال : وأي شيء الحمى ؟ قال : سخنة تكون بين الجلد والعظام ، قال : ما بذلك لي عهد ، وفي رواية : ما وجدت هذا قط ، قال : فمتى أحسست بالصداع؟ قال : وأي شيء الصداع ؟ قال : ضربات تكون في الصدغين والرأس ، قال : مالي بذلك عهد ، وفي رواية : ما وجدت هذا قط ، قال : فلما قفا ـ أو ولى ـ الأعرابي قال : من سره أن ينظر إلى رجل من أهل المار فلينظر إليه )) [ وإسناده حسن ] فالكافر صحيح البدن مريض القلب ، والمؤمن بالعكس 0
-----------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-10-2014, 08:02 PM   #8222
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-10-2014, 08:13 PM   #8223
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-10-2014, 08:56 PM   #8224
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

قيمة كل امرئ ما يطلب

الحمد لله الذي بيده ملكوت كل شيء، يخفض ويرفع ، يعز ويذل، أحمده حمدا يليق بجلاله وعظيم سلطانه، وأصلي وأسلم على النبي الكريم، محمد الأمين وعلى آله وأصحابه المغاوير.أما بعد:
أحبتي الكرام: قيل في بعض الآثار الإلهية
" إني لا أنظر إلى كلام الحكيم، وإنما أنظر إلى همته" قال والعامة تقول: قيمة كل امرئ ما يُحسن
والخاصة تقول : قيمة كل امرئ ما يطلب؛ يريد أن قيمة الرجل همته ومطلبه".عجيب هي الهمم همة ارتبطت بمن فوق العرش -جل وعلا- إرادة وطلباً ، وشوقاً ومحبة، وإخباتاً ، وإنابة، لا مُستراح لها إلا تحت شجرة طوبى، ولا قرار لها إلا في يوم المزيد كلما طال عليها الطريق تلمَّحت المقصد، وكلما أمّرت الحياة حلى تذكّر
{هذا يومكم الذي كنتم توعدون}.وهمة دنت عند حفنة شعير يأتي الأعرابي إلى رسول الله يسأله حفنة من شعير قائلاً: يا محمد، أعطني من مال الله، فإنه ليس من مالك ولا من مال أبيك... ما يطلب إلا ما يذهب إلّا إلى الحش...هذه همة ... وهمة مغايرة لها تماماً همة ربيعة بن كعب الأسلمي، همة فوق الشمس قال ربيعة : " كنت أبيت مع رسول الله فأتيته بوضوئه وحاجته، فقال لي: " سل" فقلتُ: أسألك مرافقتك في الجنة. قال: " أو غير ذلك؟" قُلتُ : هو ذاك. قال " فأعني على نفسك بكثرة السجود"
حدث عن القوم فالألفاظ ساجدة
خلف المحاريب والأوزان تبتهلُ
يا لها من همة عالية، وغاية سامية فالجنة أسمى وأغلى غاية يطلبها المرء فكيف تكون إذاً قيمة من كانت الجنة طلبه وبغيته لا شك أنها تكون قيمة عالية ومكانة طيبة وسمعة جيدة، فالمطلب غالي ونفيس.وكذلك الهمة في طلب العلم والزهد عن الدنيا يجعل للمرء قيمة ومكانة بين الناس فهذا بشر الحافي- رحمه الله- لما كان مطلبه دنيوي في بداية حياته، لم تكن له قيمة ولا مكانة فلما هداه الله وطلب ما عند الله أحبه الناس فكان يضرب به المثل في الزهد والعبادة فلما مات تجمع الناس ليشيعوا جنازته فخرجت الجنازة بعد صلاة الفجر ولم تصل إلا في الليل إلى المقبرة من شدة الزحام فهذه هي القيمة الحقيقة. لما طلب الصحابة -رضوان الله عليهم- الجنة وبرهنوا على صدق طلبهم على ذلك بالتضحية بكل ما لديهم كانوا أفضل خلق بعد الأنبياء وكانت لهم القيمة العالية عند الله- عزوجل- حيث فقد رضي عنهم قال – سبحانه-:{رضي الله عنهم ورضوا عنه}.وهكذا بقية السلف كان مطلبهم عالي وذا قيمة عند الله
فهذا عمر بن عبد العزيز-رحمه الله- لما تولى الخلافة وكان مطلبه الجنة بعد ذلك سعى إلى العدل بين الناس وإحقاق الحق وإبطال الباطل فكانت له قيمة كبيرة بين الناس، حتى لقبوه بالخليفة الخامس.وكذلك الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله-كان مطلبه عالي وهدفه سامي فكانت له القيمة العالية بين الناس فلقبوه بإمام أهل السنة والجماعة وأما صلاح الدين الأيوبي فقد كان مطلبه عظيم وهو تحرير بيت المقدس وإخراج الصليبيين منه فكان المثال الناصع للأمة في الجهاد والتضحية فأصبحت القدس لا تذكر إلا وذكر صلاح الدين معها فاتح القدس ومحررها من أيد الصليب.ثم هذا الإمام البخاري -رحمه الله- كانت همته عالية ومطلبه كبير وهو جمع ما صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فألف كتابه المشهور صحيح البخاري فصار أصح كتاب بعد كتاب الله -عزوجل-.
إن قيمتك أيها الإنسان على قدر ما تطلب فإن كنت تطلب الجنة ورضاء الله فقيمتك غالية وإن كنت تطلب الدنيا وأموالها فأنت على قدر ما تطلب فلينظر كل إنسان ما ذا يطلب ثم يعلم أن مكانته وقيمته على قدر مطلبه فإن كان مطلبه غالياً كانت قيمته غاليةوإن كان مطلبه دنيئاً كانت قيمته كذلك.
قلبي يُحدثني ألّا يليق به
رضاً بجهل ذليل اللُّب يرضيه
قد ثار ثائر نفسي عزَّ مطلبها
وطار طائر لُبِّ في مراقيه
كالنسر لا حاجبَ للشمس يحرقُهُ
ولا الصواعق والأرواح تُثنيهِ
إن لم أنلْ منه ما أروي الغليلَ به
قد يحمدُ المرءُ ماءً ليس يرويهِ
والقانعون بما قد دان عيْشُهمُ
موت فإن هدوءَ القلب يُرديهِي
ا قلب يهنيك نبضٌ كُلُّهُ حَرَقٌ
إلى الغرائب مما عزَّ ساميهِ
أخي الكريم:
ائت الديار البكر وارتَد كل يوم منزل فضْلٍ لم يُعرف لأحد في عصرك وائت في التنافس بجديد، كأنك طليعة جيش،حتى يصدق فيك قول القائل:
عجباً بأنك سالم من وحشه
في غاية ما زلتَ فيها مُفردا
وأخيرا: إن هممت فبادر وإن عزمت فثابر واعلم أنه لا يدرك المفاخر من رضي بالصف الآخر اللهم اجعل طلبنا وغايتنا رضاك والجنة، وأعلي هممنا ، وقوي عزائمنا.اللهم ثبتنا على الحق يا رب العالمين.وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-10-2014, 09:14 PM   #8225
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

{ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا
{ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ
{ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ }
بمثل هذا الأدب الإلهي أبعد الإسلام الغرور عن المسلم،
فما تراه ـ إن كان مسلما ـ يحتقر ذا فضل، ويزدري ذا نعمة،
ومن تأمل كيف دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة بعدما جرى
من قومه ما جرى معه، لم يشمخ بأنفه، ولم يتطاول بانتصاره،
بل دخلها متواضعا، معترفا بفضل الله ومنّته.
[ مصطفى السباعي ]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-10-2014, 09:21 PM   #8226
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

{ وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ }
الذكر الجميل قائم مقام الحياة الشريفة، بل الذكر أفضل من الحياة؛
لأن أثر الحياة لا يحصل إلا في مسكن ذلك الحي،
أما أثر الذكر الجميل
فإنه يحصل في كل مكان وفي كل زمان.
[ ابن عادل الحنبلي ]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-10-2014, 09:31 PM   #8227
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

من تدبر القرآن علم أن الصالحين لا يخافون من شيء
أعظم من خوفهم من أمرين:
- الخوف من أعمالهم الصالحة أن لا تقبل:
{ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ }.
- الخوف من زيغ القلب بعد هدايته:
{ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا }.
[صالح المغامسي]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-10-2014, 10:02 PM   #8228
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

اللهم اغفر لي ما لا يعلمون
كان لا بد لهذه الدموع أن تتحرَّر من محاجرها عندما ترى
هذا
الثناء الذي لا تستحقه، وهي تضغط بقوةٍ على هذا الجزء
الخفي هناك، حيث التقلُّبُ بين الرضا والقنوط، وبين
الاطمئنان
والضجر، وبين الثبات والميل
ليصرخ: هل ستكون كلماته شاهدًا له؟ أم عليه؟
هل ستضعه في هذا الجانب؟
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ
أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2 - 3].
أم في هذا الجانب؟
{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ
أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ}
[فصلت: 30].
كيف لا يصرخ وهو يعلم من نفسه ما لا يعلمون، كالورقة
في مهبِّ الريح ترفعه عاليًا برفقة النجوم في إقبال القلب،
ثم تطرحه أرضًا في إدباره؟!
أشبع النفس لومًا وإيلامًا، والقلوب بيد الرحمن يتوسل إليه
أن يدرأ هذا الفتور، وأن يجبر هذا الضعف، وأن يُحيي
في قلبه الإيمان، ولا يدعه إلا راسخًا كالجبل؛ حتى إذا
ما توفَّاه، توفَّاه على الخير، حاله كحال الفقير الذي يتطلَّع
إلى الغِنى، ولكن أي غنى يطمح إليه؟
أن تكون نفسه راضيةً، وقلبه مطمئنًا، وعينه هطَّالة،
وروحه سابحة في ملكوت الله، لا تتوقف إلا بانقضاء الأَجَل.
كثيرًا ما تستوقفه آياتٌ من كتاب الله، يتساءل بينه وبين نفسه
عن حُسن ظنه بالله، ليجده في إقبال قلبه.
{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ
جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 17].
وفي إدباره: {وَآَخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا
وَآَخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 102].
وفي عموم حاله:
{رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف: 23].
يبحث عن الأعذار، فلا يجد، تُرهبه هذه الآية حتى تكاد أنفاسه تنقطع، وعيناه تجف؛
{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [البقرة: 44].
يُجاهد للتخلُّق بهذه الآية أيما جهاد:
{وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ} [هود: 88].
ثم لا يجد ما يُطفئ أنين تلك المشاعر، التي تغتال بسمته
وتُحيل قلبه إلى فيض من النحيب، إلا أن يقول:
(اللهم إني أسلمت نفسي إليك، ووجَّهت وجهي إليك،
وفوَّضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك،
رغبةً ورهبةً إليك، لا ملجأ ولا منجاة منك إلا إليك، آمنتُ بكتابك الذي أنزلت،
وبنبيك الذي أرسلت).
(اللهماغفر لي ما لا يعلمون، وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين).
-------------------
للفايدة

التعديل الأخير تم بواسطة الفقير الي ربه ; 23-10-2014 الساعة 10:11 PM.
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-10-2014, 07:47 AM   #8229
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


اوصاني خليلي
قال أبو ذر الغفاري
أوصاني خليلي بخصال من الخير : ـ
أوصاني أن لا أنظر إلى من هو فوقي ، وأن أنظر إلى من هو دوني
وأوصاني بحب المساكين والدنو منهم ،
وأوصاني أن أصل رحمى وإن أدبرت
وأوصاني أن لا أخاف في الله لومة لائم ،
وأوصاني أن أقول الحق وإن كان مرا
وأوصاني أن أكثر من ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) ، فإنها كنز من كنوز الجنة


المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 2525
خلاصة حكم المحدث: صحيح
--------------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-10-2014, 08:06 AM   #8230
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الجار و حقوقه
قال تعالى : والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب الجوار ضرب من ضروب القرابة فهي قرب بالنسب ، وهو قرب بالمكان والسكن ،
وقد يأنس الإنسان بجاره القريب ، ما لا يأنس بنسيبه البعيد ، ويحتاجان إلى التعاون والتناصر ما لا يحتاج الأنسباء الذين تناءت ديارهم ، فإذا لم يحسن كل منهما بالآخر لم يكن فيهما خير لسائر الناس ، وقد اختلف المفسرون في الجار ذي القربى ، والجار الجنب
فقال بعضهم : الأول هو القريب منك بالنسب ، والثاني هو الأجنبي لا قرابة بينك وبينه ،
وقال بعضهم : الأول الأقرب منك دارا ، والثاني من كان أبعد مزارا ،\
وقيل : إن ذا القربى من كان قريبا منك ولو بالدين ، والأجنبي من لا يجمعك به دين ولا نسب ، وفي حديث ضعيف السند عند أبي نعيم ،والبزار عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " الجيران ثلاثة ، فجار له ثلاثة حقوق : حق الجوار ، وحق القرابة ، وحق الإسلام ، وجار له حقان : حق الجوار ، وحق الإسلام ، وجار له حق واحد : حق الجوار " ، وثبت الأمر بالإحسان في معاملة الجار غير المسلم في أحاديث أخرى كأحاديث الوصايا المطلقة والوقائع المعينة كعيادته ـ صلى الله عليه وسلم ـ لولد جاره اليهودي في الصحيح ، وروى البخاري في الأدب المفرد عنعبد الله بن عمر ـ رضي الله عنه ـ " أنه ذبح له شاة ، فجعل يقول لغلامه : أهديت لجارنا اليهودي ، أهديت لجارنا اليهودي ؟ سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه فهذا دليل على أن ابن عمر فهم من الوصايا المطلقة في الجار أنها تشمل المسلم وغير المسلم ، وناهيك بفهمه وعلمه ، ومن تلك الوصايا حديث أبي شريح الخزاعي في الصحيحين مرفوعا : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ف
ليحسن إلى جارهورواه غيرها عن غيره ، قال الأستاذ الإمام : حدد بعضهم الجوار بأربعين دارا من كل جانب من الجوانب الأربعة ، والحكمة في الوصية بالجار هي التي تعرفنا سر الوصية ،
ومعنى الجوار : المراد بالجار من تجاوره ويتراءى وجهك ووجهه في غدوك أو رواحك إلى دارك ، فيجب أن تعامل من ترى وتعاشر بالحسنى ، فتكون في راحة معهم ، ويكونوا في راحة معك ، اهـ .
فهو يرى أن أمر الجوار لا يحدد بالبيوت ، والتحديد بالدور مروي عن الحسن ، وحدده بعضهم بأربعين ذراعا ، والصواب عدم التحديد والرجوع في ذلك إلى العرب ، والأقرب حقه آكد وإكرام الجار من أخلاق العرب قبل الإسلام ،
وزاده الإسلام تأكيدا بالكتاب والسنة ، ومن [ ص: 76 ] الإحسان بالجار الإهداء إليه ودعوته إلى الطعام وتعاهده بالزيارة والعيادة .
--------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 0 والزوار 20)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 03:28 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved