منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 07-11-2014, 08:42 AM   #8361
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2014, 09:15 AM   #8362
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2014, 10:41 AM   #8363
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

من أروع القصص التي قرأت
أورد ابنُ الجوزي في صفة الصفوة وابنُ النحاس في مشارع الأشواق عن رجل من الصالحين اسمه أبو قدامة الشامي ..
وكان رجلاً قد حبب إليه الجهاد والغزو في سبيل الله ، فلا يسمع بغزوة في سبيل الله ولا بقتال بين المسلمين والكفار إلا وسارع وقاتل مع المسلمين فيه ، فجلس مرة في الحرم المدني فسأله سائل
فقال : يا أبا قدامة أنت رجل قد حبب إليك الجهاد والغزو في سبيل الله فحدثنا بأعجب ما رأيت من أمر الجهاد والغزو
فقال أبو قدامة : إني محدثكم عن ذلك :
القصه
خرجت مرة مع أصحاب لي لقتال الصليبيين على بعض الثغور ( والثغور هي مراكز عسكرية تجعل على حدود البلاد الإسلامية لصد الكفار عنها ) فمررت في طريقي بمدينة الرقة ( مدينةٍ في العراق على نهر الفرات ) واشتريت منها جملاً أحمل عليه سلاحي، ووعظت الناس في مساجدها وحثثتهم على الجهاد والإنفاق في سبيل الله،
فلما جن علي الليل اكتريت منزلاً أبيت فيه ، فلما ذهب بعض الليل فإذا بالباب يطرق عليّ ، فلما فتحت الباب فإذا بامرأة متحصنة قد تلفعت بجلبابها
فقلت : ما تريدين ؟
قالت : أنت أبو قدامة ؟
قلت : نعم
قالت : أنت الذي جمعت المال اليوم للثغور ؟
قلت : نعم ، فدفعت إلي رقعة وخرقة مشدودة وانصرفت باكية، فنظرت إلى الرقعة
فإذا فيها: إنك دعوتنا إلى الجهاد ولا قدرة لي على ذلك فقطعت أحسن ما فيَّ وهما ضفيرتاي وأنفذتهما إليك لتجعلهما قيد فرسك لعل الله يرى شعري قيد فرسك في سبيله فيغفر لي.
قال أبو قدامة : فعجبت والله من حرصها وبذلها ، وشدة شوقها إلى المغفرة والجنة.
فلما أصبحنا خرجت أنا وأصحابي من الرقة ، فلما بلغنا حصن مسلمة بن عبد الملك فإذا بفارس يصيح وراءنا وينادي
يقول : يا أبا قدامة يا أبا قدامة ، قف عليَّ يرحمك الله ،
قال أبو قدامة : فقلت لأصحابي : تقدموا عني وأنا أنظر خبر هذا الفارس ، فلما رجعت إليه ، بدأني بالكلام
وقال : الحمد لله الذي لم يحرمني صحبتك ولم يردني خائباً.
فقلت له ما تريد : قال أريد الخروج معكم للقتال .
فقلت له : أسفر عن وجهك أنظر إليك فإن كنت كبيراً يلزمك القتال قبلتك ، وإن كنت صغيراً لا يلزمك الجهاد رددتك.
فقال : فكشف اللثام عن وجهه فإذا بوجه مثل القمر وإذا هو غلام عمره سبع عشرة سنة.
فقلت له : يا بني ؟ عندك والد ؟
قال : أبي قد قتله الصليبيون وأنا خارج أقاتل الذين قتلوا أبي.
قلت : أعندك والدة ؟
قال : نعم
قلت : ارجع إلى أمك فأحسن صحبتها فإن الجنة تحت قدمها
فقال : أما تعرف أمي ؟
قلت : لا
قال : أمي هي صاحبة الوديعة
قلت : أي وديعة ؟
قال : هي صاحبة الشكال
قلت : أي شكال ؟
قال : سبحان الله ما أسرع ما نسيت !! أما تذكر المرأة التي أتتك البارحة وأعطتك الكيس والشكال ؟؟
قلت : بلى
قال : هي أمي ، أمرتني أن أخرج إلى الجهاد ، وأقسمت عليَّ أن لا أرجع وإنها قالت لي : يا بني إذا لقيت الكفار فلا تولهم الدبر ، وهَب نفسك لله واطلب مجاورة الله، ومساكنة أبيك وأخوالك في الجنة ، فإذا رزقك
الله الشهادة فاشفع فيَّ.. ثم ضمتني إلى صدرها ، ورفعت بصرها إلى السماء ،
وقالت : إلهي وسيدي ومولاي، هذا ولدي ، وريحانةُ قلبي، وثمرةُ فؤادي ، سلمته إليك فقربه من أبيه وأخواله..
ثم قال: سألتك بالله ألا تحرمني الغزو معك في سبيل الله ، أنا إن شاء الله الشهيد ابن الشهيد ، فإني حافظ لكتاب الله ، عارف بالفروسية والرمي ، فلا تحقرَنِّي لصغر سني..
قال أبو قدامة : فلما سمعت ذلك منه أخذته معنا ، فوالله ما رأينا أنشط منه، إن ركبنا فهو أسرعنا ، وإن نزلنا فهو أنشطنا ، وهو في كل أحواله لا يفتر لسانه عن ذكر الله تعالى أبداً.
فنزلنا منزلاً..وكنا صائمين وأردنا أن نصنع فطورنا..فأقسم الغلام أن لا يصنع الفطور إلا هو..فأبينا وأبى..فذهب يصنع الفطور..وأبطأ علينا..فإذا أحد أصحابي يقول لي يا أبا قدامة اذهب وانظر ما أمر صاحبك..
فلما ذهبت فإذا الغلام قد أشعل النار بالحطب ووضع من فوقها القدر..ثم غلبه التعب والنوم ووضع رأسه على حجر ثم نام..
فكرهت أن أوقظه من منامه..وكرهت أن أرجع الى أصحابي خالي اليدين..فقمت بصنع الفطور بنفسي وكان الغلام على مرأى مني..
فبينما هو نائم لاحظته بدأ يتبسم .. ثم اشتد تبسمه فتعجبت ثم بدأ يضحك ثم اشتد ضحكة ثم استيقظ.. فلما رآني فزع الغلام
وقال: ياعمي أبطأت عليكم دعني أصنع الطعام عنك..
أنا خادمكم في الجهاد.
فقال أبو قدامة: لا والله لست بصانع لنا شيء حتى تخبرني ما رأيت في منامك وجعلك تضحك وتتبسم .
فقال: يا عمي هذه رؤيا رأيتها..
فقلت: أقسمت عليك أن تخبرني بها .
فقال: دعها.. بيني وبين الله تعالى
فقلت: أقسمت عليك أن تخبرني بها
قال: رأيت ياعمي في منامي أني دخلت إلى الجنة فهي بحسنها وجمالها كما أخبر الله في كتابه..فبينما أنا أمشي فيها وأنا بعجب شديد من حسنها وجمالها..إذ رأيت قصراً يتلألأ أنواراً , لبنة من ذهب ولبنة من فضة ، وإذا شُرفاته من الدرّ والياقوت والجوهر ، وأبوابه من ذهب ، وإذا ستور مرخية على شرفاته ، وإذا بجواري يرفعن الستور ، وجوههن كالأقمار ..
فلما رأيت حسنهن أخذت أنظر إليهن وأتعجب من حسنهن فإذا بجارية كأحسن ما أنت رائي من الجواري وإذ بها تشير إلي وتحدث صاحبتها وتقول هذا زوج المرضية هذا زوج المرضية..
فقلت لها أنتي المرضية؟؟؟
فقالت: أنا خادمة من خدم المرضية..تريد المرضية؟؟ ادخل إلى القصر..تقدم يرحمك الله فإذا في أعلى القصر غرفة من الذهب الأحمر عليها سرير من الزبرجد الأخضر ، قوائمه من الفضة البيضاء ، عليه جارية وجهها كأنه الشمس، لولا أن الله ثبت علي بصري لذهب وذهب عقلي من حسن الغرفة وبهاء الجارية ..
فلما رأتني الجارية قالت : مرحباً بولي الله وحبيبه .. أنا لك وأنت لي .. فلما سمعت كلامها اقتربت منها وكدت ان أضع يدي عليها قالت : يا خليلي يا حبيبي أبعد الله عنك الخناء قد بقي لك في الحياة شيء وموعدنا معك غدًا بعد صلاة الظهر..
فتبسمت من ذلك وفرحت منه يا عم.
فقلت له: رأيت خيرًا إن شاء الله.
ثم إننا أكلنا فطورنا ومضينا الى أصحابنا المرابطين في الثغور ثم حضر عدونا..وصف الجيوش قائدنا..
وبينما أنا أتأمل في الناس..فإذ كل منهم يجمع حوله أقاربه وإخوانه..
إلا الغلام..فبحثت عنه ووجدته في مقدمة الصفوف..فذهبت إليه وقلت: يا بني هل أنت خبير بأمور الجهاد؟؟ قال لا يا عم هذه والله أول معركة لي مع الكفار.
فقلت يا بني إن الأمر خلاف على ما في بالك ، إن الأمر قتال ودماء..فيا بني كن في آخر الجيش فان انتصرنا فأنت معنا من المنتصرين وإن هُزمنا لم تكن أول القتلى..
فقال متعجبا: أنت تقول لي ذلك؟؟
قلت: نعم أنا أقول ذلك .
قال: يا عم أتود أن أكون من أهل النار؟
قلت أعوذ بالله.. لا والله .. والله ما جئنا إلى الجهاد إلا خوفًا منها..
فقال الغلام: فان الله تعالى يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)
هل تريدني أوليهم الأدبار فأكون من أهل النار؟
فعجبت والله من حرصه وتمسكه بالآيات فقلت له يا بني إن الآية مخرجها على غير كلامك..فأبى يرجع فأخذت بيده أُرجعه إلى آخر الصفوف وأخذ يسحب يده عني فبدأت الحرب وحالت بيني وبينه..
فجالت الأبطال ، ورُميت النبال ، وجُرِّدت السيوف ، وتكسرت الجماجم ، وتطايرت الأيدي والأرجل .. واشتد علينا القتال حتى اشتغل كلٌ بنفسه ، وقال كل خليل كنت آمله ..لا ألهينك إني عنك مشغول.. حتى دخل وقت صلاة الظهر فهزم الله جل وعلا الصليبين...
فلما انتصرنا جمعت أصحابي وصلينا الظهر وبعد ذلك ذهب
كل منا يبحث عن أهله وأصحابه..إلا الغلام فليس هنالك
من يسأل عنه فذهبت أبحث عنه..فبينما أنا اتفقده وإذا بصوت
يقول: أيها الناس ابعثوا إلي عمي أبا قُدامة ابعثوا إلي عمي
أبا قدامة..
فالتفت إلى مصدر الصوت فإذا الجسد جسد الغلام ..وإذا الرماح قد تسابقت إليه ، والخيلُ قد وطئت عليه فمزقت اللحمان ، وأدمت اللسان وفرقت الأعضاء ، وكسرت العظام .. وإذا هو يتيم مُلقى في الصحراء .
قال أبو قدامة : فأقبلت إليه ، وانطرحت بين يديه ،
وصرخت : ها أنا أبو قدامة .. ها أنا أبو قدامة ..
فقال : الحمد لله الذي أحياني إلى أن أوصي إليك ، فاسمع وصيتي.
قال أبو قدامة : فبكيت والله على محاسنه وجماله ، ورحمةً بأمه التي فجعت عام أول بأبيه وأخواله وتفجع
الآن به، أخذت طرف ثوبي أمسح الدم عن وجهه.
فقال : تمسح الدم عن وجهي بثوبك !! بل امسح الدم بثوبي لا بثوبك ، فثوبي أحق بالوسخ من ثوبك ..
قال أبو قدامة : فبكيت والله ولم أحر جواباً ..
فقال : يا عم ، أقسمت عليك إذا أنا مت أن ترجع إلى الرقة ، ثم تبشر أمي بأن الله قد تقبل هديتها إليه ، وأن ولدها قد قُتل في سبيل الله مقبلاً غير مدبر ، وأن الله إن كتبني في الشهداء فإني سأوصل سلامها إلى أبي وأخوالي في الجنة ، ..
ثم قال : يا عم إني أخاف ألا تصدق أمي كلامك فخذ معك بعض ثيابي التي فيها الدم، فإن أمي إذا رأتها صدقت أني مقتول ،
وقل لها إن الموعد الجنة إن شاء الله ..
يا عم : إنك إذا أتيت إلى بيتنا ستجد أختاً لي صغيرة عمرها تسع سنوات .. ما دخلتُ المنزل إلا استبشرتْ وفرحتْ ، ولا خرجتُ إلا بكتْ وحزنتْ ، وقد فجعت بمقتل أبي عام أول وتفجع بمقتلي اليوم ، وإنها قالت لي عندما رأت علي ثياب السفر : يا أخي لا تبطئ علينا وعجل الرجوع إلينا ، فإذا رأيتها فطيب صدرها بكلمات ..وقل لها يقول لك أخوكِ الله خليفتي عليكي..
ثم تحامل الغلام على نفسه وقال : يا عمّ صدقت الرؤيا ورب الكعبة ، والله إني لأرى المرضية الآن عند رأسي وأشم ريحها ..ثم انتفض وتصبب العرق وشهق شهقات ، ثم مات.
قال أبو قدامة : فأخذت بعض ثيابه فلما دفناه لم يكن عندي هم أعظم من أن أرجعَ إلى الرقة وأبلغَ رسالته لأمه ..
فرجعت إلى الرقة وأنا لا أدري ما اسم أمه وأين تسكن..فبينما أنا أمشي وقفت عند منزل تقف على بابه فتاة صغيرة ما يمر أحد من عند بابهم وعليه أثر السفر إلا سألته يا عمي من أين أتيت فيقول من الجهاد فتقول له معكم أخي؟..
فيقول ما أدري مَن أخوك ويمضي..وتكرر ذلك مرارًا مع المارة ويتكرر معها نفس الرد..فبكت أخيرًا
وقالت: مالي أرى الناس يرجعون وأخي لا يرجع..
فلما رأيت حالها أقبلت عليها..فرأت علي أثر السفر
فقالت يا عم من أين أتيت قلت من الجهاد
فقالت معكم أخي فقلت أين هي أمك؟؟
قالت: في الداخل ودخلت تناديها..فلما أتت الأم وسمعت صوتي عرفتني
وقالت: يا أبا قدامة أقبلت معزيًا أم مبشرًا؟؟
فقلت: كيف أكون معزيًا ومبشرًا؟
فقالت: إن كنت أقبلت تخبرني أن ولدي قُتل في سبيل الله مقبل غير مدبر فأنت تبشرني بأن الله قد قبل هديتي التي أعدتها من سبعة عشر عامًا. وإن كنت قد أقبلت كي تخبرني أن ابني رجع سالمًا معه الغنيمة فإنك تعزيني لأن الله لم يقبل هديتي إليه..
فقلت لها: بل أنا والله مبشر إن ولدك قد قتل مقبل غير مدبر.
.فقالت ما أظنك صادقًا وهي تنظر إلى الكيس ثم فتحت الكيس وإذ بالدماء تغطي الملابس فقلت لها أليست هذه ثيابه التي ألبستيه إياها بيدك؟
فقالت الله أكبر وفرحت.. أما الصغيرة شهقت ثم وقعت على الأرض ففزعت أمها ودخلت تحضر لها ماء تسكبها على وجهها.. أما أنا فجلست أقرأ القرآن عند رأسها..و والله مازالت تشهق وتنادي باسم أبيها وأخيها..وما غادرتها إلا ميتة..
فأخذتها أمها وأدخلتها وأغلقت الباب وسمعتُها تقول: اللهم إني قد قدمت زوجي وإخواني وولدي في سبيلك اللهم أسألك أن ترضى عني وتجمعني وإياهم في جنتك.
------------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2014, 10:57 AM   #8364
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب













الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2014, 11:26 AM   #8365
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب































الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2014, 07:07 PM   #8366
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2014, 07:09 PM   #8367
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2014, 07:39 PM   #8368
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

مؤمن آل فرعون صدع بالحق أمام سلطان جائر
قال كلمة التقوى فوقاه الله سيئات المكر
يعرض ربنا جانباً من قصة موسى عليه السلام مع فرعون وهامان وقارون، وموقف الطغيان من دعوة الحق، فيظهر
رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه، قال الألوسي إن اسمه سمعان ابن إسحاق، وقال الثعلبي اسمه حزقيل ابن صبورا،
وأجمعت معظم التفاسير على أنه ابن عم فرعون.
يدفع عن موسى ما هموا بقتله، ويصدع بكلمة الحق والإيمان في تلطف وحذر، ثم في صراحة ووضوح، ويعرض في
جدله مع فرعون حجج الحق وبراهينه قوية ناصعة، ويحذرهم يوم القيامة، ويمثل لهم بعض مشاهده في أسلوب مؤثر،
ويذكرهم موقفهم وموقف الأجيال قبلهم من يوسف عليه السلام ورسالته. وتشير الآيات البينات الى قصة هذا الرجل
في سورة غافر بدءا من الآية (28) : (وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ
وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ
مُسْرِفٌ كَذَّابٌ * يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ
إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ * وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ* مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ
وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ).
وتستمر الآيات البينات في عرض قصة هذا الرجل المؤمن وتحذيره لقومه من عاقبة الكفر حتى الآية (45) من سورة غافر،
حيث يقول تعالى: * وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ * يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ
اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ * وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ
اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ * الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا
عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ * وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ
الْأَسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ
وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ * وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ * يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ
وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ * مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ
يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ * وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ * تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ
وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ * لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا
فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ * فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ
اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ * فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَاب).

شخصية فذة

يقول المفسرون، لما شاع توعد فرعون بقتل موسى، جاء هذا الرجل إلى فرعون ناصحاً، يظهر شخصية فذة، راسخة
الإيمان، صاحبة عقيدة قوية، فتصدع بالحق في وجه الظالم المتكبر وأعوانه، لم تفسد فطرته قربه من الحاكم
وصلته به، شهد الله له بالإيمان، يكتم إيمانه، يقف في وجه فرعون الطاغية وقومه، وينطلق بصوته وسط هذا الجو
الرهيب مدافعاً عن نبي الله موسى.
رجل وقع الحق في قلبه، ينفذ إلى قلوبهم بالنصيحة ويثيرها بالتخويف والإقناع،
جولة ضخمة جالها المؤمن مع المتآمرين من فرعون وملئه، وإنه منطق الفطرة المؤمنة في حذر ومهارة وقوة.
قال صاحب التحرير والتنوير، هذا نوع من أنواع علم البيان يسميه العلماء استدراج المخاطب، وذلك أنه لما رأى
فرعون قد عزم على قتل موسى، والقوم على تكذيبه، أراد الانتصار له بطريق يخفي عليهم بها أنه متعصب له،
وأنه من أتباعه، فجاءهم من طريق النصح والملاطفة، إنه يبدأ بتفظيع ما هم مقدمون عليه، ثم يخطو بهم خطوة
أخرى، يفرض لهم أسوأ الفروض، ويقف موقف المنصف، وإن يك كاذبا فعليه كذبه، والاحتمال الآخر، أن يكون
صادقاً، فيحسن الاحتياط وعدم التعرض لنتائجه، يصبهم بعض الذي يعدهم.
من طرف خفي

ثم يهددهم من طرف خفي، إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب، واحذروا أن تكونوا أنتم الذين تكذبون على موسى
وربه وتسرفون، فيصيبكم هذا المآل، ثم يهجم عليهم مخوفاً بعقاب الله، محذراً من بأسه الذي لا ينجيهم منه
ما هم فيه من ملك وسلطان، مذكراً إياهم بالنعمة التي تستحق الشكر لا الكفر، يشعر بما يشعر به القلب المؤمن،
من أن بأس الله أقرب ما يكون لأصحاب الملك والسلطان في الأرض، يحاول أن يشعرهم أن بأس الله إن جاء
فلا ناصر منه ولا مجير عليه.

يذكرهم بيوم من أيام الله

أخذت فرعون العزة بالإثم، ورأى في النصح نقصاً من نفوذه، ومشاركة له في السلطان، لا يقول لهم إلا ما يراه
صوابا، ولكن الرجل المؤمن يجد أن عليه واجباً أن يحذر وينصح، يذكرهم بيوم من أيام الله، يوم القيامة، ويشتد
في مواجهتهم بمقت الله ومقت المؤمنين لمن يجادل في آيات الله بغير حجة ولا برهان. وينتهي الجدل والحوار،
وقد سجل مؤمن آل فرعون كلمته الحق خالدة، فوقاه الله سيئات ما مكروا، وحاق بآل فرعون سوء العذاب.
---------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2014, 07:59 PM   #8369
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

أصحاب الحجر استحقوا العذاب
بفسادهم في الأرض
شقوا الصخور ونحتوا بيوتهم في الجبال
أصحاب الحجر ، قوم عصاة عاشوا مرفهين في بلدة تدعى «الحجر» أو حجر ثمود، في الطريق من خيبر إلي تبوك،
وتعرف باسم «وادي القرى»، وفيها بقايا آثار يطلق عليها الآن «مدائن صالح»، أصحاب الحجر، هم ثمود قوم
النبي صالح عليه السلام، كانوا ينحتون بيوتهم في الجبال، يشقون الصخر، ويجعلون منه مساكن وبيوتاً لهم آمنين،
مقدرين إن الأمن مستمر لهم إلى الأبد، وهؤلاء، الذين يسمونهم العرب البائدة، الذين بادوا ودرست آثارهم، ولم يبق منهم شيء.
والحجر فهو اسم المنطقة التي بعث فيها النبي صالح لهداية أهلها، فسموا بها، وقد لبث فيهم يدعوهم إلى الله
مئة وست عشرة سنة، لم يؤمن به خلالها أكثر من سبعين، فكذبوا صالحاً وجحدوا ما جاء به وأنكروه.
وقد أخبر
القرآن عن قوم نحتوا الجبال بيوتاً في زمن لم يكن أحد لديه علم بهذا الأمر، ولم تكن مثل هذه المدن الأثرية مكتشفة
بعد، والمدينة التي تميزت بقدرة سكانها على نحت الحجارة بدقة عالية، أفسد أهلها في الأرض واستكبروا
فأهلكهم الله بذنوبهم، ويقول الباحثون إن حضارة هذه المدينة تميزت بالازدهار والرخاء والغنى وامتلاكهم الكثير
من الثروات فعاشوا حياة رفاهية. ذكر الله تعالى قصتهم في أكثر من موضع من القرآن الكريم، في سور الأعراف
وهود والحجر والشعراء وغيرها،
ويقول القرآن الكريم عنهم: (وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ* وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ* وَكَانُوا
يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ* فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ* فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ
«سورة الحجر: الآيات 80 - 84».
أعرض أصحاب الحجر بسبب عدم استعدادهم لسماع الآيات والتفكر بها، أنهم كانوا من الجد والدقة في أمور
معاشهم وحياتهم الدنيوية، ينحتون من الجبال بيوتا ليأمنوا من السيول والزلازل، بالإضافة إلى ما توصلوا
إليه من مدنية متقدمة.
وذكر تعالى أنه آتاهم من الآيات ما يدلهم على صدق ما جاءهم به صالح، كالناقة التي أخرجها الله لهم من
صخرة صماء فكانت تسرح في بلادهم، لها شرب ولهم شرب يوم معلوم. فلما عتوا وعقروها قال لهم،
(... تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ)، «سورة هود: الآية 65»، طالب جماعة من القوم
أن يخرج لهم ناقة من بطن الجبل ليتبين لهم صدق دعواه، فإن كان نبيا استجاب الله دعوته، فتوجه إلى
الله وسأله، فخرج صوت رهيب من الجبل،
وخرجت ناقة عظيمة من صخرة صماء،
قيل إنها كانت تعادل
في ضخامتها عشرات النوق، وكانت الناقة لا تؤذي شخصاً ولا حيواناً ولا زرعاً ولا شيئاً، تأكل من حشائش
الأرض حتى إذا وصلت زرع الناس لم تنل منه، ولا تطأ في سيرها زرع أحد رغم ضخامتها، تتحاشى ذلك
في مشيها وسيرها، تشرب في اليوم ماء القرية بأكمله، وتدع اليوم الذي يليه لأهلها، فكان لها شرب ولهم شرب
يوم معلوم، وتعطي الحليب كل يوم بمقدار الماء الذي شربته، وتلك معجزة أخرى.
أعرض أصحاب الحجر عن الآيات كلها وقرروا قتل الناقة بزعم أنها تحرمهم من الماء يوماً كاملاً، مع أنهم
يستفيدون من حليبها، ووعظهم نبيهم بأن عقر الناقة سينزل عليهم عذاباً من عند الله، فلم يبالوا بالتحذيرات،
وعقروا الناقة، عقرها أشقاهم، ثم تقاسموا لحمها بينهم، أخبرهم نبيهم أن الله سينزل عليهم العذاب بعد ثلاثة أيام،
ومع أن هؤلاء القوم كذبوا المرسلين واستمروا في تكذيبهم حتى بعد نزول الآيات، إلا أن الله برحمته يمهلهم
ثلاثة أيام، عسى أن يتوبوا فيعفو عنهم ويقبلهم، ولكنهم لم يرجعوا، فأنزل الله عليهم صيحة قضت عليهم
وأصبحوا في ديارهم جاثمين، ولم تغن عنهم بيوتهم ولا زروعهم ولا أموالهم، ونزل بهم ما يستحقون من
غضب الله وبطشه نتيجة لعنادهم واستكبارهم وبعدهم عن الحق، «فاخذتهم الصيحة مصبحين»، وكانت
الصيحة عبارة عن صوت صاعق مدمر نزل على دورهم وكان من القوة والرهبة بحيث جعل أجسادهم
تتناثر على الأرض.
«الحجر» بلدة تجارية بين المدينة والشام
يذكر بعض المفسرين والمؤرخين، أن هذه البلدة كانت على طريق القوافل بين المدينة والشام، وأنها كانت
إحدى المدن التجارية في الجزيرة العربية، ولها من الأهمية بحيث ذكرها «بطليموس» في مذكراته لكونها
إحدى المدن التجارية،
قال الإمام الشنقيطي في «أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن»، الحجر منازل
ثمود بين الحجاز والشام عند وادي القرى، وقد بين تعالى تكذيب ثمود لنبيهم صالح عليه السلام، وقال إنهم
كذبوا المرسلين مع أن الذي كذبوه هو صالح وحده، لأن دعوة جميع الرسل واحدة، وهي تحقيق معنى
«لا إله إلا الله» كما بينه تعالى بأدلة عمومية وخصوصية
-----------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-2014, 12:59 AM   #8370
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

قوم تبع هلكوا بالكفر والبغي
كانت أرض اليمن من الأراضي العامرة الغنية، مهد الحضارة والتمدن، يحكمها ملوك يسمون «تبابعة»، كان «تبع»
لقباً عاماً لملوك اليمن، مثل كسرى لسلاطين إيران، وفرعون لملوك مصر، وقيصر لسلاطين الروم، وورد في
بعض الروايات أن اسمه «أسعد أبا كرب»، ذكروا أنه ملك على قومه ثلاثمئة وستاً وعشرين سنة، ولم يكن في
حمير أطول مدة منه، وتوفي قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو سبعمئة عام.
ذكر المفسرون أنه كان مشركاً ثم أسلم، وكان يعبد الله على شريعة موسى عليه السلام، قال النبي صلى الله عليه
وسلم: «لا تسبوا تبعا فإنه قد كان أسلم».
وردت قصته في قوله تعالى: (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ
«سورة الدخان: الآية 37»،
وقوله: (وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ)، «سورة ق: الآية 14»، فيتحدث القرآن الكريم
عن أحد ملوك اليمن خاصة، وتعبير «قوم تبع» دليل على ذلك، حيث إنه لم يذم في الآيتين، بل ذم قومه، وقيل إن تبعاً
قدم المدينة من أحد أسفاره، ونزل بفنائها، وبعث إلى أحبار اليهود الذين كانوا يسكنوها فقال إني مخرب هذا البلد
حتى لا تقوم به يهودية، ويرجع الأمر إلى دين العرب، فقال له يهودي، أيها الملك إن هذا البلد يكون إليه مهاجر
نبي من بني إسماعيل، مولده بمكة واسمه أحمد، ثم ذكروا له بعض شمائله، فقال تبع ما إلى هذا البلد من سبيل،
وما يكون خراباً على يدي، وجاء في ذيل تلك القصة أنه قال لمن كان معه من الأوس والخزرج، أقيموا بهذا البلد،
فان خرج النبي الموعود فآزروه وانصروه، وأوصوا بذلك أولادكم حتى أنه كتب رسالة أودعهم إياها ذكر فيها
إيمانه بالرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم.
سوء النية
ويروي بعض أصحاب السير، أن تبعاً كان أحد الملوك الذين فتحوا العالم، سار بجيشه إلى الهند واستولى على بلدان
تلك المنطقة، وقاد جيشاً إلى مكة وكان يريد هدم الكعبة، فأصابه مرض عضال عجز الأطباء عن علاجه، وكان
من بين حاشيته جمع من العلماء، كان رئيسهم حكيما، فقال له إن مرضك بسبب سوء نيتك في شأن الكعبة،
وستشفى إذا صرفت ذهنك عن هذه الفكرة واستغفرت، فرجع عما أراد ونذر أن يحترم الكعبة، فلما تحسنت
حاله كسا الكعبة ببرد يماني.
ويشكل قوم تبع مجتمعاً قوياً في عدته وعدده، ولهم حكومتهم الواسعة والمترامية الأطراف، أسلم قومه على يديه،
ولما مات عادوا إلى عبادة الأصنام والنيران، قال الطاهر بن عاشور في «التحرير والتنوير»، بعد أن ضرب
الله لقريش المثل بمهلك قوم فرعون زادهم مثلاً آخر هو أقرب إلى اعتبارهم به، وهو مهلك قوم أقرب إلى
بلادهم، قوم تبع فإن العرب يتسامعون بعظمة ملكهم، وكثير من العرب شاهدوا آثار قوتهم وعظمتهم في مراحل
أسفارهم، وأنهم ليسوا خيرا من قوم تبع ومن قبلهم من الأمم الذين استأصلهم الله لأجل إجرامهم فلما ماثلوهم
في الإجرام فلا مزية لهم تدفع عنهم استئصال الذي أهلك الله به أمما قبلهم.

أخذ عزيز

وجاء في التفاسير، أكفار قريش الذين هم عرب من عدنان خير في القوة والمنعة، أم قوم تبع الحميري الذين
هم عرب من قحطان، الذين كانوا أقوى جندا وأكثر عددا، لهم دولة وحضارة عريقة ومجد، وكذلك الأمم
الذين سبقوهم كعاد وثمود ونحوهم، أهلكناهم جميعا لكفرهم وإجرامهم.
وتعليق الإهلاك بقوم تبع دونه يقتضي أن تبعا نجا، وأن الإهلاك سلط على قومه، قالت عائشة رضي الله عنها،
ألا ترى أن الله ذم قومه ولم يذمه، وقال بعض العلماء انه كان على دين إبراهيم عليه السلام وإنه اهتدى
إلى ذلك بصحبة حبرين من أحبار اليهود لقيهما بيثرب حين غزاها، ولعل الله أهلك قومه بعد موته أو في
مغيبه، أهلكهم لإنهم كانوا مجرمين، أبادهم عن بكرة أبيهم بسبب شركهم، وخرب بلادهم وشردهم في البلاد وفرقهم.
ويقال: إن قوم تبع كانوا كهانا، ومعهم قوم من أهل الكتاب، فأمر الفريقين أن يقرب كل فريق منهم قرباناً
ففعلوا، فتقبل قربان أهل الكتاب فأسلموا، قال كعب ذم الله قومه ولم يذمه، وضرب بهم لقريش مثلاً لقربهم
من دارهم وعظمهم في نفوسهم، فأهلكهم الله تعالى ومن قبلهم لأنهم كانوا مجرمين، وكلمة مجرم لا تقال
إلا لمن بالغ في المعصية وارتكاب الآثام مبالغة عظيمة، ويأتي بالجرم الفاحش.
روايات متناقضة
أمم كانت لها حضارات، لم تمكنهم من أن يحتفظوا بها، وأن يمنعوها من الزوال بحيث تنتهي كأن لم تكن،
فالحق سبحانه وتعالى كان يأخذ الأمم المكذبة أخذ عزيز مقتدر، والقسم الأعظم في تأريخ ملوك التبابعة في
اليمن لا يخلو من الغموض من الناحية التاريخية، وحيث لا نعلم كثيراً عن عددهم، ومدة حكومتهم، وربما
توجد روايات متناقضة، وأكثر ما ورد في الكتب الإسلامية من التفسير أو التاريخ أو الحديث يتعلق بذلك
الملك الذي أشار إليه القرآن الكريم ليكون في قصته وقصة قومه العبرة لمن يعتبر.
-----------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 05:11 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved