منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 02-12-2014, 07:59 PM   #8651
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

وقفـة تــدبـّـر

* قال تعالي: ( وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ
خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-12-2014, 08:06 PM   #8652
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب








الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-12-2014, 08:16 PM   #8653
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب




الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-12-2014, 08:40 PM   #8654
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

تأملات في الصاحب
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فلا أُطيل بالمقدّمات، ولا بتكرار الكلمات، وإنّما هي عبارات مختصرات واضحات، مقتصراً على المهمّات، وأجعلها في نقاط على فقرات؛ أدع القارئ يقلّبها بالتأمّلات. فأقول وبالله التوفيق:
- كلّما سمعْتُ هذا الحديث: (المرءُ على دين خليله، فلينظُرْ أحدُكم مَن يُخالِل)؛ تواردت معانٍ جليلةٌ في خاطري، يصعبُ التعبيرُ عنها!
- فتأمّل قوله صلى الله عليه وسلم : (على دين خليلِه)؛ إذن هناك خليلٌ للمسلم في حياته، يؤثّر فيه قهراً ولو كان على حذر!
قال أبو حاتم رحمه الله في (روضة العقلاء): "إنَّ من أعظم الدلائل على معرفة ما في المرء من تقلّبه وسكونه، هو الاعتبار بمَن يُحادثُه ويودّهُ؛ لأنَّ المرءَ على دين خليلهِ، وطير السماء على أشكالها تقع.
وما رأيْتُ شيئاً أدلَّ على شيءٍ، ولا الدخّان على النار= مثل الصاحب على الصاحب".اهـ.
ولهذا قِيْل:
عن المَرْءِ لا تسألْ وسَلْ عن قرينهِ
فكلُّ قرينٍ بالمقارن مقتدِي
ومما قيل في هذا المعنى:
ولا يصحب الإنسانُ إلاّ نظيرَه
وإن لم يكونوا مِن قبيل ولا بلَد
وقال الآخر:
يُزين الفتى في قومه ويُشينُه
وفي غيرهم أخدانُه ومداخلُهْ
لكلّ امرئٍ شكلٌ من الناس مثلُهُ
وكلُّ امرِئٍ يهوَى إلى مَن يُشاكلُهْ
- وتأمّل قولَه صلى الله عليه وسلم : (على دينِ)؛ فالصحبة لأجل الدين، لا لذاتها.
يقول ابن الجوزي رحمه الله في التبصرة: "ومتى قَوِيَتْ محبّةُ الله سبحانه وتعالى في القلب؛ قويَتْ محبّةُ أوليائهِ والصالحين من عباده".اهـ.
- وتأمّل قولَه صلى الله عليه وسلم :(فلينظُر)؛ الأمر ليس سهلاً، الأمر يحتاج إلى بحثٍ ونظر؛ فلا تتعجّل!
قال الغزالي رحمه الله: "اعْلَم أنّه لا يصلُح للصحبةِ كلُّ إنسان...". ثم بيّن رحمه الله أنَّ الصحبةَ تُطلَبُ لفوائدَ دينيّة ودنيوية، وقال: الفوائد الدنيوية ليستْ من أغراضنا!
وذكر من الفوائد الدينيّة:
1- الاستفادة من العلم والعمل.
2- استفادة المال للاكتفاء به عن تضييع الأوقات في طلب القوت. (هذا لابدّ أن يقيّد بقيود ليس هذا موضع ذكرِها)
3- الاستعانة في المهمّات؛ فيكون عدّة في المصائب، وقوّة في الأحوال.
- وتأمّل قولَه صلى الله عليه وسلم : (لا تصاحب إلا مؤمناً)؛ إشارةٌ إلى أنَّ الإنسان مجبولٌ على حبّ الصحبة؛ فمَن صاحبُك؟
قال أحد الحكماء في وصف الصاحب: "اصحَبْ مَن إن صحبْتَه زانك، وإنْ خدمْتَه صانَك، وإن أصابتْكَ خصاصةٌ مانَك، وإن رأى منك ثلمة –خللا- سدَّها، وإن رأى منك حسنةً عدَّها، وإن رأى منك سيئةً سترَها، وإن سألْتَهُ أعطاك، وإن تعفَّفْتَ عنه ابتداك، وإذا نزلَتْ بك نازلةٌ واساك، وإن عاتبْكَ لم يحرمك، وإن تباعدْتَ عنه لم يرفضْكَ، وإذا قلتَ صدّق قولَك، وإن تنازعتما في حقٍّ آثرك".
وهذه الصفات: يأخذ الإنسانُ فيها بالأمثل فالأمثل بقدر الطاقة والوسع؛ وأمّا الكمالُ فشحيح في هذا العصر! وهو موجودٌ كما سيأتي في آخر المقال.
وفي هذا قيل:
إنَّ أخاكَ الحقّ مَن كان معك
ومَن يضرّ نفسَه لينفعَك
ومَن إذا ريبُ الزمان صدعَك
شتّتَ فيك شملَه ليجمعَك

وهذه الصفات كما ترون، لا ترتبط بمدّة ولا بقدَم كما يتصوّره بعضهم؛ فمَن توفرَت فيه صفاتُ الصاحب= كان هو المقدّم.
وفي ذلك قيل:
كم صديق عرفتُه بصديقِ
صار أحظى من الصديق العتيقِ
ورفيق رأيْتُه في طريقِ
صار عندي هو الصديق الحقيقي
- وتأمّل قوله صلى الله عليه وسلم : (فلْينظُرْ)، وقوله صلى الله عليه وسلم (لا تصاحب). هذا فيه إشارةٌ إلى قلّة مَن يستحقّ الصحبة، وهم قليل!
يُنقَلُ عن سفيان الثوري رحمه الله: أقلِلْ مِن معرفةِ الناس.
وإنّما أراد بهذه العبارة بيانَ ندرة مَن يستحق الصحبة؛ وهذا يقتضي أن يكون أصحابُك قليلين.
وفي ذلك يقول الحميديُّ (شيخ البخاري) رحمه الله:
لقاءُ الناس ليس يفيد شيئاً
سوى الهذَيانِ من قِيْلٍ وقالِ
فأقْلِلْ مِن لقاء الناسِ إلاّ
لأخذِ العلم أو إصلاحِ حالِ

ونقَل السفاريني أبياتاً للسيوطي -رحمة الله على الجميع- يقول فيها:
إنّي عزمْتُ وما عزمي بمُنجَزمٍ
ما لم تُساعدْهُ ألطافٌ من الباري
ألا أُصاحِبَ إلا مَن خبرتهم
دهرا مديداً وأزمانا بأسفارِ
ولا أجالس إلا عالماً فطِناً
أو صالحاً أو صديقا لا بإكثارِ
ولا أُسائل شخصاً حاجةً أبدا
إلا استعارةَ أجزاءٍ وأسفارِ

- المتأمِّلُ في أحوال الناس في هذا الباب يجدهم قسمين:
الأول: مكثرٌ جدّاً من الأصحاب والأصدقاء، فمعْهُ الغثُّ والسَّمين!
الثاني: منعزلٌ عن جميع الناسِ في زاوية! وهذه لها مساوء في الدين والدنيا، ومما قيل: "لولا مخافة الوسواس، لم أجالس الناس".
وكلا الفريقين على طرفي نقيض.
- وأخيراً؛ ومن باب التحدّث بنعمة الله، ورفع همّة الإخوان بوجود من هو أهلٌ للصحبةِ:
عرفْتُ صاحباً يُقال له (محمد بن عبد الله)؛ أشيرُ إلى بعض صفاتِه بكلمات؛ فأقول:
- عرفتُه سمحاً، رفيقاً، سهلاً، مبتسماً.
- ما جالسْتُه قط إلا خرجْتُ بفائدة، وما رأيْتُه ولا سمعْتُ حديثَه إلا قرّبني من الآخرة.
- صافي السريرة، صادق العبارة.
- أمين على أمري، كاتم سرّي.
- إن قصّرْتُ في حقّه؛ اكتفى بالابتسامة، وإن نقطعْتُ عنه؛ باشرني بالاتصال والسؤالِ مع الحفاوة.
- قليل الكلام، كثير التأمّل، ذو عبادة وورع، وتنسّك وتألّه.
- ليّن القلب، سريع العبرة، صاحب تدبر للقرآن.
- إذا أخطأتُ نصحني نصيحة مخلصٍ برفقٍ في الخفاء، وإذا نسيتُ وعظني موعظة مشفقٍ صادق الإخاء.
- ما حلّت بي نائبةٌ إلا كان أوّل الحاضرين، وأوفى المعينين.
- هاتفتُه البارحة لكونه يدرس في بلادٍ أخرى؛ فقال لي في أثناء حديثه مع صدق لهجةٍ وبلا سببٍ ولا مناسبة: "جعلني وإياك من أهل العلم"؛فهزّتني!
وهو في سنّي، ومن أهل زماني.
فأسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من المتقين.
-------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-12-2014, 09:04 PM   #8655
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

مجمـــــوعـــة الفــــوائـــد
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم
مجموعة الفوائد الأولى
[ مما قيل عن الذكر ]
قال ابن القيم : ( وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله تعالى روحه يقول : الذكر للقلب مثل الماء للسمك فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء ) .
كتاب الوابل الصيّب , ابن القيم الجوزية , ص96
[ من حقوق السُجناء ]
قال الأديب البارع أبو منصور الثعالبي : ( وينبغي للوزير أو لمن ينوب عنه أن يتفقد حال أهل السجن في كل شهر , فيُخرج من قد حصل تأديبه وزجره , ويتلطف في إخراج من خفَّ ذنبه , أو كان له غريم يمكن رضاه . ومن كان فقيراً قام بمؤونته من بيت المال ) .
كتاب تحفة الوزراء , أبو منصور الثعالبي , ص150
[ مالا ينبغي في المساجد ]
نقل الفقيه الحجَّاوي عن الإمام أحمد أنه قال : ( لا أرى لرجُلٍ أذا دخل المسجد إلا أن يُلزم نفسه الذِّكر والتَّسبيح , فإن المساجد إنمّا بنيت لذلك وللصّلاة فإذا فرغ من ذلك خرج إلى معاشه ) .
الإقناع لطالب الانتفاع , موسى بن أحمد الحجاوي , ج1ص527
[ في وجوب متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ]
عن سفيان بن عيينة أنه كان يقول : ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الميزان الأكبر , فعليه تعرض الأشياء , على خُلقهِ وسيرته وهديه , فما وافقها فهو الحق , وما خالفها فهو الباطل ) .
الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع , الحافظ الخطيب البغدادي , ج1 ص79
[ تجارة ناجحة ]
قال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - : ( لو كنتُ تاجراً , ما اخترت على العطر شيئاً , إن فاتني ربحه , لم يفتني ريحه ) .
كتاب مناقب عمر بن الخطاب , أبو الفرج ابن الجوزي , ص 193
[ دعاء وتضرع ]
قال الأصمعي : بينما أنا أطوف بالبيت ذات ليلة إذ رأيت شاباً متعلقاً بأستار الكعبة , وهو يقول :
يا مَنْ يجيبُ دُعَا المضْطرِّ في الظَلَمِ
ياَ كَاشِفَ الضُّرِّ والبَلوى مع السقَمِ
قد نَامَ وَفدُك حولَ البيتِ وانتبهُوا
وأنتَ يا حيُّ يا قُّيومُ لم تَنَمِ
أدعوكَ ربِّي حزينَاً هـــــائمـــاً قـــلــقـــاً
فارحَمْ بُكائي بحقِّ البيتِ والحَرمِ
إن كان جودُك لا يرجوه ذو سفهٍ
فمَنْ يجودُ علَىَ العاصينَ بِالكَرَمِ
المستطرف في كل فن مستظرف , شهاب الدين الأبشيهي , ص185
[ خطر التهاون مع أهل البدع والكفر ]
ذكر الضبي بسنده , قال أن : ( أبا محمد عبد الله بن أبي زيد يسأل أبا عمر أحمد بن محمد بن سعدي المالكي عند وصوله إلى القيروان من ديار المشرق - وكان أبو عمر دخل بغداد في حياة أبي بكر محمد بن عبد الله بن صالح الأبهري -،
فقال له يوماً : هل حضرت مجالس أهل الكلام ؟
فقال : بلى .. حضرتهم مرتين ، ثم تركت مجالستهم ولم أعد إليها . فقال له أبو محمد : ولم ؟ فقال : أما أول مجلس حضرته فرأيت مجلساً قد جمع الفِرق كُلها ؛ المسلمين من أهل السنة , والبدعة ، والكفار من المجوس، والدهرية ، والزنادقة ، واليهود ، والنصارى ، وسائر أجناس الكفر ،
ولكل فرقة رئيس يتكلم على مذهبه ، ويجادل عنه ، فإذا جاء رئيس من أي فرقه كان ، قامت الجماعة إليه قياماً على أقدامهم حتى يجلس فيجلسون بجلوسه ، فإذا غص المجلس بأهله ، ورأوا أنه لم يبق لهم أحد ينتظرونه ،
قال قائل من الكفار : قد اجتمعتم للمناظرة ، فلا يحتج علينا المسلمون بكتابهم ، ولا بقول نبيهم ، فإنا لا نصدق ذلك ولا نقر به ، وإنما نتناظر بحجج العقل ، وما يحتمله النظر والقياس .
فيقولون : نعم لك ذلك .
قال أبو عمر : فلما سمعت ذلك لم أعد إلى ذلك المجلس ، ثم قيل لي ثم مجلس آخر للكلام ، فذهبت إليه ، فوجدتهم على مثل سيرة أصحابهم سواء ، فقطعت مجالس أهل الكلام ، فلم أعد إليها .
فقال أبو محمد بن أبي زيد : ورضي المسلمون بهذا من القول والفعل ؟ قال أبو عمر : هذا الذي شاهدت منهم ، فجعل أبو محمد يتعجب من ذلك ، وقال : ذهب العلماء ، وذهبت حرمة الإسلام وحقوقه ، وكيف يبيح المسلمون المناظرة بين المسلمين وبين الكفار؟
وهذا لا يجوز أن يُفعل لأهل البدع الذين هم مسلمون ويقرون بالإسلام ، وبمحمد عليه السلام ، وإنما يدعى من كان على بدعة من منتحلي الكلام إلى الرجوع إلى السنة والجماعة ، فإن رجع قبل منه ، وإن أبى ضربت عنقه ؛ وأما الكفار فإنما يدعون إلى الإسلام ، فإن قبلوا كف عنهم ، وإن أبو وبذلوا الجزية في موضع يجوز قبولها كف عنهم ، وقبل منهم ، وأما أن يناظروا على أن لا يحتج عليهم بكتابنا ، ولا بنبينا ، فهذا لا يجوز ؛ فـإنا لله وإنا إليه راجعون ) .
بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس , أحمد بن يحيى الضَّبي , ص 134
[ ما الواجب على ولي الأمر في التعيين على المناصب ]
قال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - : ( من ولي من أمر المسلمين شيئاَ , فولى رجلاً لمودة أو قرابة بينهما , فقد خان الله ورسوله والمسلمين ) .
كتاب السياسة الشرعية , شيخ الإسلام ابن تيمية , ص7
[ الـطـريـق للـتـوبـة ]
قال ابن رجب : ( هجران أماكن المعاصي و أخواتها من جملة الهجرة المأمور بها , فإن المهاجر من هجر ما نهى الله عنه , قال إبراهيم بن أدهم : من أراد التوبة فليخرج من المظالم و ليدع مخالطة من كان يخالطه و إلا لم ينل ما يريد .
احذروا الذنوب فإنها مشؤومة عواقبها ذميمة ,وعقوباتها أليمة , والقلوب المحبة لها سقيمة , السلامة منها غنيمة , والعافية منها ليس لها قيمة , والبلية بها لاسيما بعد نزول الشيب داهية عظيمة ) .
لطائف المعارف , ابن رجب الحنبلي , ص 110
--------------
يتبــــع
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-12-2014, 09:32 PM   #8656
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[ التحذير من الفتوى بدون علم ]
عن محمد بن القاسم : ( لان يعيش الرجل جاهلاً , خير له من أن يقول على الله ما لم يعلم ) .
كتاب إبطال الحيل , ابن بطة العُكبري الحنبلي , ص64
[ في الرد على الجامية ]
قال الحافظ الذهبي : ( ولو أنا كلما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل خطأً مغفوراً له قمنا عليه و بدَّعناه ، و هجرناه لما سلم معنا ابن نصير ، و لا ابن مندة ، و لا من هو أكبر منهما و الله هو هادي الخلق إلى الحق ، هو أرحم الراحمين ، فنعوذ بالله من الهوى و الفظاظة ) .
سير أعلام النبلاء , الحافظ الذهبي , ج14 ص40
[ موضوع كتاب التوحيد ]
( أي أن هذا الكتاب يذكر فيه التوحيد : وهو عبادة الله وحده لا شريك له , ويذكر فيه الشرك الأكبر المنافي للتوحيد , ويذكر فيه الشرك الأصغر المنافي لكمال التوحيد , ويذكر فيه الذرائع والوسائل المقربة إلى الشرك أو الموصلة إليه , ويذكر فيه البدع القادحة في التوحيد , ويذكر فيه المعاصي المنقصة لثواب التوحيد ) .
من تقريرات الشيخ العلامة عبدالله بن حميد – رحمه الله – المتوفى سنة ( 1402 هـ ) من شرحه على أشرطة لكتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب .
[ فقه الإمام البخاري ]
قال الحافظ ابن حجر : ( قال جمع من الأئمة فقه البخاري في تراجمه ) .
فتح الباري , الحافظ ابن حجر العسقلاني , ج1 ص293
[ محاسبة ومراقبة عمر بن الخطاب الناس على الصلاة ]
عن عمر – رضوان الله عليه – قال : ( تعاهدوا الرجال في الصلاة , فإن كانوا مرضى فعودوهم , وإن كانوا غير ذلك فعاتبوهم ) .
مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب , أبي الفرج ابن الجوزي , ص 185
[ في عداوة الأخ ]
قال الأديب إبراهيم الصُولي في غدر وتنكر الأخ :
من رأى في المنامِ مثل أخٍ لي ؟
كان عَوني على الزمانِ وخلَّي
رفـعـتْ حَـالــهُ فــحــاول حَـطـيِّ
وأبــى أن يَـعِـــزَّ إلا بــذُلّـِــي
معجم الأدباء , ياقوت الحموي , ج1ص 185
[ القول في الإيمان ]
قال حرب الكِرماني , وسألت علي بن عبد الله [ المديني ] ,
قُلت : ما قولك في الإيمان ؟
قال : ( الإيمان قول وعمل , ويزيد وينقص ,
على هذا أدركنا العلماء ) .
كتاب السنة , حرب إسماعيل الكرماني , ص67
[ تعظيم وثناء الإمام الشافعي للإمام أحمد بن حنبل ]
قال الشافعي – رضي الله عنه - : ( أحمد إمام في ثمان خصال :
إمام في الحديث , إمام في الفقه , إمام في القرآن , إمام في اللغة , إمام في السُّنة , إمام في الزُهد , إمام في الورع , إمام في الفقر ) .
مناقب الأئمة الأربعة , ابن عبد الهادي الحنبلي , ص 131
[ من أخبار الكذابين ]
قال العُقيلي عن مقاتل بن سليمان : ( كان جالساً في المسجد الحرام , فقال : سلوني عما دون العرش .
قال : فقام رجل من أقصى الحلقة ,
فقال : أخبرني عن النملة أين أمعاؤها في مقدمها أم في مؤخرها ؟ فبقي فلم يدر ما يجيبه ! ) .
كتاب الضعفاء , العُقيلي , ج4 ص239
[ السجن قبور الأحياء ]
ذكر ابن قتيبة : ( أن يوسف عليه السلام , كتب على باب السجن : هذه منازل البلوى , وقبور الأحياء , وتجربةُ الصديق , وشماتةُ الأعداء ) .
تعبير الرؤيا , ابن قتيبة الدينوري , ص 127
[ حرص الإمام الشافعي على متابعة السُّنة ]
عن الربيع قال : ( سمعت الشافعي يقول : إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فقولوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم , ودعوا ما قلت ) .
ذم الكلام وأهله , أبي إسماعيل الهروي الحنبلي , ج2 ص301
[ نتيجة خوض الجُهال في العلوم ]
قال الشيخ عبداللطيف آل الشيخ – رحمه الله - : ( وقد قيل: يفسد الأديان : نصف متفقه ، ويفسد اللسان : نصف نحوي ، ويفسد الأبدان : نصف متطبب ، فكيف ترى بالمعدم المفلس إذا خاض في العلوم وخبط فيها ؟ )
منهاج التأسيس والتقديس , عبداللطيف آل الشيخ , ص103
[ طرفة .. من أشعار الحمير !! ]
قال بشار بن برد : ( - وكان مات له حمار قبل ذلك – قال : رأيت حماري البارحة في النوم ، فقلت له : ويلك ما لك مت ؟ قال : إنك ركبتني يوم كذا وكذا فمررنا على باب الأصبهاني ، فرأيت أتاناً عند بابه ، فعشقتها فمت . وأنشدني :
سيدي مِلْ بعناني
نحو باب الأصبهاني
تيمتني يوم رحنا
بثناياها الحسان
وبـــغـــنــج ودلال
سل جسمي وبراني
ولها خد أسيلٌ
مثل خد الشيقران
فبها مت ولو عشـ
ـت إذا طال هواني
فقال له رجل من القوم : يا أبا معاذ . ما الشيقران ؟ قال : هذا من غريب الحمير . فإذا لقيتم حماراً فسلوه ) .
العقد الفريد , ابن عبد ربه الأندلسي , ج6ص434
[ من زهد عمر ابن الخطاب ]
عن الحسن البصري قال : دخل عمر – رضوان الله عليه – على ابنه عبدالله وإذا عنده لحم , فقال : ( ما هذا اللحم ؟ ) قال اشتهيته , قال : ( وكلما اشتهيت شيئاً , أكلته ؟َ! .. كفى بالمرء شرّاً , أن يأكل كل ما اشتهى ) .
مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب , أبي الفرج بن الجوزي , ص 178
[ في جواز الجهاد بدون إذن الإمام ]
جاء في كتاب الأم في كتاب سير الأوزاعي , قال في باب الرجل يغنم وحده : ( ولو زعمنا أن من خرج بغير إذن الإمام كان في معنى السّارق زعمنا أن جُيوشاً لو خرجت بغير إذن الإمام كانت سُرّاقاً , وأنّ أهل حصن من المسلمين لو جاءهم العدوّ فحاربوهم بغير إذن الإمام كانوا سُرّاقاً !.. وليس هؤلاء بسُراق بل هؤلاء المُطيعون لله المجاهدون في سبيل الله المؤدون ما فترض عليهم من النفير والجهاد ) .
كتاب الأم , الإمام الشافعي , ص 1633
[ ما ينبغي في المناظرة ]
قال الحافظ ابن عبد البر : ( وقالوا : الواجب على العالم أن لا يناظر جاهلاً ولا لجوجاً , فإنه يجعل المناظرة ذريعة إلى التعلم بغير شكر )
جامع بيان العلم وفضله , ابن عبد البر المالكي , ص231
[ مفاضلة بين العلم والمال ]
أبيات في فضل العلم على المال :
رضينا قسمة الجَبار فينا
لنا علمٌ وللأعداء مـالُ
فإن المال يفنى عن قريبٍ
وإن العلم باقي لايزالُ
شرح مسائل الجاهلية , شكري الألوسي , ص55
[ قوة عزيمة ضياء الدين ابن الأثير صاحب كتاب المثل السائر ]
( قال :وكنت جردت من الأخبار النبوية كتاباً يشتمل على ثلاثة آلاف خبر تدخل كلها في الاستعمال , وما زلت أواظب مطالعتها مدة تزيد على عشر سنين , فكنت أُنهي مطالعتها في كل أسبوع مرة , حتى دار على ناظري وخاطري ما يزيد على خمسمائة مرة , وصار محفوظاً لا يشذ منه عني شيء ) .
كتاب صبح الأعشى في صناعة الإنشاء , القلقشندي , ج1ص204
------------
يتبــــــــــــــع

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-12-2014, 10:06 PM   #8657
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[ في كل صنم شيطان ]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( والأصنام لها شياطين كانت تتراءى للسدنة أحيانا وتكلمهم أحيانا , قال أبي بن كعب : مع كل صنم جنية . وقال ابن عباس : في كل صنم شيطان يتراءى للسدنة فيكلمهم .
والشياطين كما قال الله تقترن بما يجانسها بأهل الكذب والفجور , قال تعالى : { هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ } .
كتاب النبوات , شيخ الإسلام ابن تيمية , ج2 ص1020
[ أسماء الأسبوع في الجاهلية ]
( السبت : شيار , والأحد : أوّل , والاثنين : أهون وأوحد , والثلاثاء : جُبار , والأربعاء : دُبار , والخميس : مُؤنس , والجمعة : عروبة ) .
[ وأسماء الشهور في الجاهلية ]
( المُؤْتَمِر وهو المحرَّم . وصفر وهو ناجِر . وشهر ربيع الأوّل وهو خَوَّان وقالوا : خُوَّان . وربيع الآخر وهو وَبْصَان . وجمادى الأولى : الحَنيِن . وجمادى الآخرة : رُبَّى . ورجب : الأصمّ . وشعبان : عادل . ورمضان : ناتِق . وشوَّال : وَعِلْ . وذو القعدة : وَرْنَة . وذ الحجة : بُرَك ) .
المُزهر في علوم اللغة وأنواعها , جلال الدين السيوطي , ج2ص219
[ في التثبت والتحري ]
قال سعيد بن المُسيب : ( لأَن يُخطىء الإمام في العفو , خيرٌ له من أن يُخطىء في العقوبة ) .
الآداب الشرعية , ابن مفلح الحنبلي , ج1ص204
[ الموت خير من الاستسلام ]
كان الإمام أحمد بن حنبل الشيباني – رضي الله عنه – , يرى أن يقاتل المجاهد حتى الموت ( الشهادة ) ولا يستسلم للعدو , فيقول : ( ما يعجبني أن يَسْتأسِرُوا . وقال : يُقاتل أحب إلي .. الأسر شديد ولابد من الموت . وقال : يٌقاتل ولو أعطوه الأمان قد لا يفون ) .
الإقناع لطالب الانتفاع , شرف الدين موسى بن أحمد الحجاوي , ج2 ص71
[ أبيات عن الربيع ]
قال المادرائي في وصف جمال الربيع :
أما ترى الأرض قد أعطتك عُذرتها
مُخضرةً وأكتسى بالنَّورِ عَاريها
ولِلسماءِ بُكاء في حدائِقها
ولِلرّياضِ أبِتسامٌ في نَواحِيها
من غاب عنه المُطرب , أبي منصور الثعالبي , ص65
[ فــائــدة عــن الــتــوقــيــع ]
قال البطليوسي : ( وأما التوقيع فإن العادة جرت أن يستعمل في كل كتاب يكتبه الملك , أو من له أمر ونهي في أسفل الكتاب المرفوع إليه , أو ظهره أو في عرضه بإيجاب ما يسئل أو منعه , كقول الملك : ينفذ هذا إن شاء الله , أو هذا صحيح . وكما يكتب الملك في ظهر الكتاب : لتردَّ على هذا ظلامته , أو لينظر في خبر هذا , أو نحو ذلك.
كما يروى عن جعفر بن يحي أنه رُفع إليه كتاب يشتكي فيه عامل , فوقع على ظهره : يا هذا قد قلّ شاكروك وكثر شاكوك , فإما عدلت وإما اعتزلت .
وقال الخليل بن أحمد : التوقيع في الكتاب إلحاق فيه بعد الفراغ منه ).
الاقتضاب في شرح أدب الكتاب , ابن السيد البطليوسي , ص101
[ في المعاملة مع الناس ]
قال ابن أبي العز الحنفي في التعامل مع الناس : ( والحب والبغض بحسب ما فيهم من خصال الخير والشر، فإن العبد يجتمع فيه سبب الولاية وسبب العداوة ، والحب والبغض ، فيكون محبوباً من وجه مبغوضاً من وجه ، والحكم للغالب ) .
شرح العقيدة الطحوية , ابن أبي العز الحنفي , ج2ص547
[ أبيات في الصداقة ]
أنشد بعضهم في الأخوة والصداقة :
إن أخاك الصدق من يسعى معكْ
ومن يضر نفسهُ لينفعكْ
ومن إذا ريبُ الزمــانِ صـدعـكْ
شتّتَ فيك شملَهُ ليجمعـكْ
المستطرف في كل فن مستطرف , الأبشيهي , صـ 170
[ ابن القيم يتشاجر مع الصوفية من أجل إزالة المنكر ]
قال ابن القيم عن الصوفية وغنائهم في المساجد : ( تمكينهم من إقامة هذا الشعار الملعون هو وأهله في المسجد الأقصى عشية عرفة . ويقيمونه أيضا في مسجد الخيف أيام منى , وقد أخرجناهم منه بالضرب والنفي مرارا , ورأيتهم يقيمونه بالمسجد الحرام نفسه والناس في الطواف ! فاستدعيت حزب الله وفرقنا شملهم , ورأيتهم يقيمونه بعرفات والناس في الدعاء والتضرع والابتهال والضجيج إلى الله , وهم في هذا السماع الملعون باليراع والدف والغناء ! ) . إغاثة اللهفان , ابن القيم الجوزية , ج1 , ص349
[ خـطـبـة وجـيـزة وبـلـيـغـة ]
قال أبي بكر الصديق – رضي الله عنه - : ( أيها الناس ، إني قد وليت عليكم ، ولست بخيركم ، فإن رأيتموني على حق فأعينوني ، وإن رأيتموني على باطل فسددوني . أطيعوني ما أطعت الله فيكم ، فإذا عصيته لا طاعة لي عليكم . ألا إن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ الحق له ، وأضعفكم عندي القوي حتى آخذ الحق منه . أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ) .
العقد الفريد , لأبن عبد ربه الأندلسي , ج4 ص56
[ فائدة عن الكتابة ]
قال طريح بن إسماعيل الثقفي : ( عُقول الرجال تحت أسنان أقلامهم ) .
الفهرست , ابن النديم , ص 21
[ مما قيل في الطمع والحرص والحسد ]
قال إسماعيل بن قطري القراطيسي :
حسبي بعلمي إن نَفَع
ما الذلُّ إلا فِي الطَمَعْ
من راقبَ الله نزَعْ
عن سوءِ ما كان صَنَعْ
ما طارَ طيرُ وارتفعْ
إلا كمَا طار وَقَعْ
المستطرف في كل فن مستظرف , شهاب الدين الأبشيهي , ص107
[ سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم يُهين وزير الملك عبدالعزيز ! ]
قال ابن عتيق : ( في عام 1371هـ في عصر يوم ما , أتى بعض الذوات والمحسوبين على الدولة برتبة وزير , ومعه ثلّة من حشمه وخدمة , أتى إلى الشيخ برسالة شفوية من الملك عبد العزيز , فاستأذن على الشيخ قبل أن يعرف الشيخ سبب مجيئه , فرفض الشيخ مقابلته إلا أنّ هذه الشخصية أصرت على مقابلته لِما يحمله من الرسالة الشفوية .
فأمر الشيخ محمد أن يستدعى أخوه الشيخ عبداللطيف لمقابلته , وأخذ ما لديه , فجاء الشيخ عبداللطيف , وأخبر أن الشيخ لا يرغب في مقابلته , وعليه أن يخبره بما يريد ليبلغ سماحة الشيخ , فأبا إلاَّ مقابلة الشيخ , فعاد الشيخ عبداللطيف لأخيه وأخبره بأنّ لديه أمراً من الملك عبدالعزيز يرغب بتبليغه إياك مشافهة , فقال الشيخ : لا بأس ولكن لا يُسلم عليّ , وعليه أن يدلي بما لديه على بعدٍ منّي .
فرأيته وقد جلس على بعد من الشيخ وهو يتكلم بصوتٍ خافتٍ يُسمع الشيخ فقط من غير أن يسلم الشيخ من انحرافٍ في سيرة هذا الرجل .
قلت : هذه القصة القصيرة تُبين أخلاق وهيبة العلماء الكبار , في قوتهم في الحق ومنافرتهم لأهل الباطل , بعكس ما نرى اليوم من مداهنة وتزلف مقيت , عند بعض أهل العلم والمشيخه - والله المستعان - .
تاريخ من لا ينساه التاريخ , الشيخ إسماعيل بن سعد بن عتيق , ص44
[ سـبـب بـكـاء عـلـمـاء مـا وراء الـنـهـر عـلـى الـعـلـم ]
قال حاجي خليفة حول دخول رُعاع وسقط الناس في التعليم : ( ومنها أن يقصد بالعلم غير غايته كمن يتعلم علماً للمال أو الجاه ! فالعلوم ليس الغرض منها الاكتساب , بل الاطلاع على الحقائق , وتهذيب الأخلاق , على أنه من تعلم علماً للاحتراف لم يأت عالماً , إنما جاء شبيهاً للعلماء . ولقد كوشف علماء ما وراء النهر بهذا الأمر , ونطقوا به لما بلغهم بناء المدارس ببغداد أقاموا مأتم العلم , وقالوا : كان يشتغل به أرباب الهمم العالية , والأنفس الزكية , الذين يقصدون العلم لشرفه , والكمال به , فيأتون علماء ينتفع بهم وبعلمهم , وإذا صار عليه أجرة تدانى إليه الأخساء وأرباب الكسل , فيكون سبب لارتفاعه ) .
كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون , حاجي خليفة , ج1ص 22
[ سبب تحريم أكل الميتة ]
( قال العلماء :الحكمة في تحريم الميتة لآن الرُطوبات بقيت فيها , ثم قالوا : لها تأثير في القلب في أكلها , فإن الإنسان إذا أكل الميتة , فإنها تؤثر في الدم وتؤثر في القلب بالقسوة والبعد عن الله سبحانه وتعالى , فالغالب أن الذين يأكلون الميتة فأنها تبعدهم عن الله , وتورث القلب البعد عن الله وقسوة . فلهذا حرمت ) .
من تقريرات الشيخ العلامة عبدالله بن حميد – رحمه الله – المتوفى سنة ( 1402 هـ ) من شرحه على أشرطة لكتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب .
[ في وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ]
عن : ( الفضيل بن زياد قال : سمعت أحمد بن حنبل – رحمه الله – يقول : نظرت في المصحف فوجدت فيه طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في ثلاثة وثلاثين موضعاً , ثم جعل يتلو هذه الآية : { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } وجعل يتلو هذه الآية : { فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} .
الطيوريات , الحافظ أبي طاهر السِّلفي , ص 1306
-----------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-12-2014, 10:29 PM   #8658
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

طريق النجاة
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم
نعيش في هذه الأزمنة فتناً كبيرة ، ومتغيرات خطيرة ، تعصف بنا كعصف الريح العاتية بالورقة اليابسة , فتن تمر على العباد كقطع الليل المظلم ، تتبدل فيها الأحوال وتتغير فيها النفوس ، وتضيق بها صدور أهل الحق , وقد اخبرنا نبينا - صلى الله عليه وسلم - عن وقوع الفتن وعمومها وشدة خطرها ، فقال عليه الصلاة والسلام : (بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً , ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا ، يبيع دينه بعرض من الدنيا) ، وقال عليه الصلاة والسلام: (ستكون فتن ، القاعد فيها خير من القائم ، والقائم فيها خير من الماشي ، والماشي فيها خير من الساعي ، ومن يشرف لها تستشرفه ، ومن وجد ملجأ أو معاذا فليعذ به) ،
وهذه بعض الأدلة التي تدل على كثرة الفتن ، وتتابعها ، وعموم البلوى بها ، وأنه لا يكاد يسلم منها أحد , وهذا يفيد أن المسلم بحاجة إلى الثبات على الدين والحرص على القيم الإسلامية والفطرة السليمة والتصدي لهذه الفتن ، والثبات يحتاجه حتى الأنبياء والرسل، قال تعالى : (وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا * وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا)
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يقول في سجوده : (اللهم مثبت القلوب ثبت قلبي على طاعتك) فإذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يهتم بطلب الثبات ويدعو الله تعالى به في سجوده ، فالناس أولى وأحرى إلى ذلك.
ومن أعظم الأسباب في تحقيق الثبات على الدين أن يعتصم المسلم بالكتاب والسنة ، فإنهما الأصل , وأساس الخير ، وحزام الأمان من الضلال بعد الهدى ومن الحور بعد الكور ، فمن اعتصم بهما فقد هُدي ،
ومن استمسك بهما فقد فاز وأفلح ، وقد ضمن الله – تعالى - لمن تمسك بهما أنه لا يضل ولا يشقى ، قال تعالى : (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى) ,
وقد لخص الإمام ابن قيم الجوزية - رحمه الله تعالى- حقيقة الاعتصام بالقرآن العظيم بقوله : ( وهو تحكيمه دون آراء الرجال ومقاييسهم ، ومعقولاتهم ، وأذواقهم , وكشوفاتهم , ومواجيدهم , فمن لم يكن كذلك فهو مُنسل من هذا الاعتصام فالدين كله في الاعتصام به وبحبله ، علماً وعملاً ، وإخلاصاً واستعانةً ، ومتابعةً ، واستمراراً على ذلك إلى يوم القيامة ) ,
وقد أجمع المسلمون أنه لا مخرج للعبد من الفتن المتلاحقة والبلايا المتعاقبة إلا بالاعتصام بالكتاب والسنة ، وأجمعوا على أن من أعظم أسباب حلول الفتن مخالفة الكتاب والسنة ،كما قال تعالى : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).
وختاماً ...فإن الواجب على المسلمين الإقبال على القرآن الكريم والسنة المطهرة قراءةً وحفظاً وتعلماً وتدبراً وتعليماً والتحاكم إليهما ، ونبذ جميع الأعراف والتقاليد والعادات والأنظمة المخالفة لهما وتقديمهما على كل شيء ، وجعلهما حكماً عند التنازع والاختلاف ، فلا نقدم عليهما رأياً ولا نظاماً ولا سياسةً ولا عقلاً ولا شهوةً ولا مذهباً ، ولا أي شيء ، كما قال تعالى : (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) , ويجب على طائفة – بقدر الكفاية - من علماء المسلمين وطلاب العلم المتمكنين ببذل الأوقات واستخدام شتى الوسائل في بث أخبار اليقين بنصر الدين ,
والإهتمام ببناء النفوس , وتربيتها التربية الإيمانية السلفية ؛ لمواجهة المرحلة المستقبلية لهذه الأمة . والحرص التام على نشر جهاد الكلمة والبيان بالحكمة البالغة والحجة الدامغة لكتم الأفواه التي تنادي إلى نبذ الكتاب والسنة والإقبال على هدي الغرب الكافر والسير وراؤهم حذو القذة بالقذة ، وهل هؤلاء المنادين الناعقين إلا دعاة للفتنة على أبواب جهنم ؟!
------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-12-2014, 01:39 PM   #8659
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

مُحاسبة النفس وشكر النعم
بسم الله والحمد لله حمدًا كثيرًا كما ينبغي لجلال وجهه
وعظيم سلطانه ،
والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد
في قوانين البشر وعندما يختلي الانسان بنفسه ويكون
وحيداً
ما عنده احد يرى افعاله يتصرف بكل حريه .
يفعل ما يريد ولا يهتم هل ما يفعله خطأ ام صواب
وانما كل همه ان يشبع رغباته
واذا علم ان هناك من يراقب تصرفاته وافعاله
حاول ان يظهر في احسن صوره
اهتم بنظرة الناس له. . . . !!
لقد نسي هذا المسكين ان هناك من يراه ويعلم سره ونجواه ،
ونسي قول الحق سُبحآنه
"يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ
إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ
وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً "
لم يخشى غضب الجبار سُبحآنه
لقد انعم الله عليه بالكثير من النعم( الصحه ، الستر ،
العافيه ، المال ، الجمال )
ومع ذلك لم يشكر ربه على نعمه
ان شكر النعم ليس بالقول، وانما يكون شكر النعم
بالقول والفعل وعن إقتناع بما نقول ونفعل
فشكر نعمة النظر بأن لا تنظر للحرام ، والسمع
ان لا يسمع الا حلالاً
وشكر نعمة اللسان ان لا ينطق إلا بما يُرضي الله عز
وجل
وقِسْ على ذلك باقي النعم
وشكر نعمة المال بأن لا يُبدد وان يكون للفقراء
والمساكين نصيب منه من صدقة او زكاه
وشكر نعمة الستر ان لا تُجاهر بالمعاصي ،
وان لا تُبارز ربك بالذنوب وانتهاك الحُرمات
ومن هنا نعود لحديث رسول الله °¨صـــ الله عـلـيه
وسـلّم ــلـى
(( لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة
بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله هباءً
منثورا قيل: يا رسول الله صفهم لنا، جلّهم لنا،
أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم؟ ، قال أما إنهم إخوانكم
ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون
ولكنهم قوم إذا خلو بمحارم الله انتهكوها ))
وبعد ان قرأنا سوياً حديث خير الخلق °¨
صـــ الله عـلـيه وسـلّم ــلـى يجب على كل
منا ان يحاسب نفسه.
1) من أحق ان نخشاه نظرة الله لنا ام نظرة عباد الله ؟
2) هل نستشعر نعم الله علينا ؟
3) هل بالفعل نشكر هذه النِعَمْ ؟
4) هل نُراقب الله في السر والعلن ؟
5) وكيف حالنا مع الله في خلواتنا !؟؟
وعلى كل منا أن يجيب على هذه الأسئله ويحاسب نفسه
وتذكر دائماً هذه الكلمات
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل
خلوت ولكن قل عليّ رقيبُ
ولا تحســـبنّ الله يغفل ســــاعةً
ولا أن مـا نخفيه عنه يغيبُ
لهونا لعمـــــر الله حتــى تتابعت
ذنـــوب على آثارهن ذنوب


وليكن شعارنا (( لا تجعل الله أهون الناظرين إليك ))
ولنتذكر دائماً قول الحق سُبحآنه :
"وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرَاً بَصِيراً"
"أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ"
" أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ"
واجعل هذه الآيه نُصب عينيك
قال الحق جلَّ في عُلاه
(( ألم تَرَ أنَّ الله يعلمُ مافي السماواتِ وما في الأرض
ما يكون من نجوى ثلاثةٍ إلا هُوَ رَابعهم ولا خمسةٍ
إلا هُوَ سادِسُهُم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر
إلا هُو معهم أَيْن ما كانوا ثم يُنبئُهم بِما عَمِلُوا
يَوم القيامة إنَّ اللهَ بكلِّ شَيءٍ عَليم ))
أسأل الله العظيم الكريم العفو الحليم ان اكون انا وانت
وانتِ من عباده المُتقين الذين يراقبون الله في السر والعلن .
اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم الحليم
الرحمن الرحيم لي ولكم
-----------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-12-2014, 02:10 PM   #8660
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خير المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
أما بعد؛ فأيسر عبادة يقوم المسلم بها ذكر الله ، فعلينا أن نكثر من هذا الخير، فالذكر تجارة رابحة لا يعمر سوقها إلا المخلصون.
وهذه مقالة عن الذكر : الأمر به، وبيان فضله .. الأمر به : أمرت النصوص بالإكثار من الذكر .. قال تعالى :يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأصِيلاً [ الأحزاب : 41- 42] . وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:«مَنْ عَجَزَ مِنْكُمْ عَنِ الْعَدُوِّ أَنْ يجاهدَهُ، وَعَنِ اللَّيْلِ أَنْ يكابدَهُ، فَلْيُكْثِرْ ذَكَرَ اللَّهِ» [الطبراني في الكبير، والبيهقي في شعب الإيمان].
وإنما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم هذا العاجز بالذكر لأمرين :الأول : لئلا تكون صحيفة عمله خلواً من الخير والحسنات .
الثاني : ولأن من أكثر الذكر امتلأ قلبه بحب الله ، فأبغض الدنيا لذلك، وسهل عليه أن يفعل ما كان قد عجز عنه.
وثبت عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ ، فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ ، قَالَ :«لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ» [الترمذي] .
وبينت النصوص الشرعية كثيراً من فضائل الذكر وثمراته، فمن ذلك:
الفلاح في الدارين: قال تَعَالَى : وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرَاً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [الجمعة : 10]
ولا يمكن أن يتحقق فلاح إلا بأمرين : - النجاة من المرهوب . - وتحقق المرغوب . والذكر يأتي بذلك كله، وهذا ما سيبين لك في هذا المقال ..
ومن ذلك ما جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنه قال : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسِيرُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ ، فَمَرَّ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ جُمْدَانُ ، فَقَالَ :«سِيرُوا هَذَا جُمْدَانُ ، سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ» . قَالُوا : وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ :«الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ» [مسلم] .
قال في فيض القدير :" أي المنفردون المعتزلون عن الناس ، من فرد إذا اعتزل وتخلى للعبادة" [فيض القدير (4/ 122)] .
وهنا سؤال مهم .. لماذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الذاكرين بعد ذكر هذا الجبل؟
الجواب: شابه الجبلُ أهل الذكر من وجهين:
الأول: الجبل ثابت في الأرض ، والمؤمن الذاكر لا يغفل ولا يتزحزح ولا يشغل عن طريق ذكر الله .
الثاني: رآه النبي صلى الله عليه وسلم بمعزل فلا أحد بجواره، والذاكر لربه انفرد عن الناس بذكر ربه، فهو وإن كان معهم بجسده إلا أن قلبه متصل بالله . سبب لذكر الله لعبده : قال تَعَالَى : فَاذْكُرُونِي أذْكُرْكُمْ  [البقرة : 152].
والمراد : الثناء في الملأ الأعلى .
وثبت عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :«يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى :أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي ، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي ، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي ، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا ، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً» [البخاري ومسلم].
وأي كرامة أكبر من أن يذكرك الله ؟! أما سمعت ما أخرجه الشيخان في صحيحهما عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُبَيٍّ :«إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ» .
قَالَ أُبَيٌّ : آللَّهُ سَمَّانِي لَكَ ؟ قَالَ : «اللَّهُ سَمَّاكَ لِي »، فَجَعَلَ أُبَيٌّ يَبْكِي ، قَالَ قَتَادَةُ : فَأُنْبِئْتُ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ :  لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ .
معية الله: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :«إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ : أَنَا مَعَ عَبْدِي إِذَا هُوَ ذَكَرَنِي وَتَحَرَّكَتْ بِي شَفَتَاهُ» [ابن ماجة].
أنه خير أعمال الجوارح: فعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :«أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ»؟ قَالُوا : بَلَى ، قَالَ :«ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى» [الترمذي] . وعَنْ مُعَاذِ بن جَبَلٍ رضي الله عنه ، قَالَ : «إن آخر كلام فارقت عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قلت: أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى؟ قَالَ:«أَنْ تَمُوتَ وَلِسَانُكَ رَطْبٌ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ» [المعجم الكبير للطبراني] .
طهارة القلب وطمأنينته به: أما طهارة القلب فلحديث نبينا صلى الله عليه وسلم : «إن لكل شيء سِقالة ، وإن سقالة القلوب ذكر الله» [شعب الإيمان للبيهقي].
والسقالة والصقالة : الجلا . وأما حدوث الطمأنينة به فلآيتين : الأولى : قال تعالى: ألا بذكر الله تطمئن القلوب .
والثانية قوله:  أَيُّهَا الَّيَاذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ .
ألم تسمع إلى قول عنترة :
ولقد ذكرتك والرماح نواهل
مني وبيض الهند تقطر من دمي
وقول الآخر : إني لأذكركم وقد بلغ الظمأ مني فأشرق بالزلال البارد وأقول ليت أحبتي عاينتهم قبل الممات ولو بيوم واحد وهذه هي الحال التي ينبغي أن يكون المؤمن عليها مع ربه وبالذكر تكون النجاة من المرهوب ، فمن ذلك : النجاة من الغفلة:
قال تَعَالَى: وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الجَهْرِ مِنَ القَوْلِ بِالغُدُوِّ والآصَالِ وَلاَ تَكُنْ مِنَ الغَافِلِينَ [الأعراف: 205]. وعن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :«مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت» [رواه البخاري ومسلم] .
النجاة من الشيطان: ثبت في جامع الإمام الترمذي أنّ الله تعالى أوحى إلى يحيى بن زكريا بخمس كلمات ؛ أن يعمل بهن ، ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن ، فكان مما قال لهم :«وأمركم بذكر الله كثيرا ، ومثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سِراعا في أثره حتى أتى حصنا حصينا فأحرز نفسه فيه ، وكذلك العبد لا ينجو من الشيطان إلا بذكر الله» .
النجاة من عذاب الله: فعن جابر رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :«ما عمل آدمي عملاً أنجى له من العذاب من ذكر الله تعالى» [رواه الطبراني في الصغير والأوسط] .
النجاة من شمس الآخرة: ففي السبعة الذين يظلهم الله في ظله :«ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه» .
وأكبر ثمراته : المغفرة والجنة: قال تَعَالَى : وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأجْرَاً عَظِيماً [الأحزاب : 35] . أسأل الله أن يجعلنا من عباده الذين يكثرون من ذكره . اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
-------------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 23 ( الأعضاء 0 والزوار 23)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 04:01 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved