![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#8841 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#8848 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() الاخلاص .. سلاحنا الغائب في زمن نحن أحوج فيه إلى القوة؛ يغيب عن أذهاننا سلاح هام، يحتاج إلى ضبط للنوايا، ورفع للهمم، وقصد لوجه الله تعالى في كل أمورنا، فبيده النصر، وهو القادر على العون والمدد. فسلاح المؤمن هو الإخلاص، وهو سلاح واقٍ، يحميه من الهم والحزن واليأس والضياع والضعف والخيبة، ويجلب له السعادة وصلاح البال، قال تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً} [ الفتح: 18]. لقد علم الله ما في قلوبهم من الإخلاص، وصدق النية والوفاء، {فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً}، والسكينة هي الطمأنينة، والثبات على ما هم عليه من دينهم، وحسن بصيرتهم بالحق الذي هداهم الله له. يُثمر الإخلاص السكينة وقد ضرب الله مثلاً لحال الموحدين المخلصين، وبين سبحانه كيف يُثمر الإخلاص في نفوسهم اطمئناناً وسكينة وراحة، فلو أن هناك عبدين، الأول له سيد واحد، عرف ما يرضيه وما يسخطه، فجعل هذا العبد كل همّه في إرضاء سيده واتباع ما يحبه، والآخر عبد يملكه شركاء غير متفقين، كل واحد يأمره بخلاف ما يأمره به الآخر، وكل واحد يطلب منه غير ما يطلبه الآخر، فهو في حيرة أيرضي هذا أم يرضي ذاك. فهل يستوي هذان العبدان في راحة النفس والبدن وسكينة القلب، لا يستويان؛ لأن الأول له سيد واحد لا يستمع لغيره ولا يسعى إلا في رضاه، والذي له سادة متعددون سيشقى في محاولة إرضائهم، ويتشتت قلبه وتهلك قوته في طاعة أوامرهم المتضادة. قال تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُـونَ} [ الزمر: 29 ]. وكلما قل الإخلاص في القلب قلت السكينة وضاعت الطمأنينة، حتى تجد أكثر القلوب ضياعاً وأشدها ظلاماً قلوب المهرولين وراء الدنيا والمرائين والمنافقين والمشركين، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ( تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش ) . مفرطون في حب الدنيا فالذين يفرطون في محبة زينة الدنيا من مال وغيره لدرجة يصيرون لها كالعبيد، فلا يتحركون إلا من أجلها، حتى على حساب دينهم، فصار يرضى عن ربه بوجودها، ويسخط بعدمها، إن أُعْطِيَ من الدنيا رضي ولم يشكر، وإن لم يُعْطَ سخط ولم يصبر، وترك ما يأمره به دينه، هؤلاء واقعون في تعس الحياة، ولا ينالون إلا الشقاء في الدنيا حتى إن كانوا من أهل الثروات والأموال". قال ابن القيم: "الإخلاص والتوحيد شجرة في القلب؛ فروعها الأعمال، وثمرها طِـيب الحياة في الدنيا والنعيم المقيم في الآخرة، وكما أن ثمار الجنة لا مقطوعة ولا ممنوعة فثمرة التوحيد والإخلاص في الدنيا كذلك. والشرك والكذب والرياء شجرة في القلب؛ ثمرها في الدنيا الخوف والهم والغم وضيق الصدر وظلمة القلب، وثمرها في الآخرة الزقوم والعذاب المقيم، وقد ذكر الله هاتين الشجرتين في سورة إبراهيم". مفتاح الفرج يُثمر الإخلاص في وجدان وحياة المؤمن ومن ثمرات الإخلاص في الدنيا نزول الفرج والنجاة من الكرب والشدة، بحسب مشيئة الله تعالى وقدره، وقد تعجب لو قلت لك إن الله يفرّج بالإخلاص عن المشرك لو أخلص لله قليلاً، مع أنه مشرك، فما ظنك بالمؤمن الذي ينبغي أن تكون حياته كلها مبنية على الإخلاص، وأن يجتهد في تحقيق الإخلاص في كل عمل. فإذا كان الله يفرج عن المشرك لو أخلص قليلاً فإنه سبحانه لا شك يفرج عن المؤمن الذي يتحرى الإخلاص في عمله، وينجيه مما ينزل به من شدائد، وكل بحسب قدر إخلاصه وتوكّله، قال تعالى: {وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إلى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ} [ لقمان: 32 ]. ومن ثمرات الإخلاص قوة الهمة، فلا مثيل للإخلاص في رفع همة الإنسان فيما يريد تحقيقه من أعمال، حين يتحطم عزمه أمام العقبات، وقد تنفع معه وسيلة أو أخرى لرفع همته، لكن لن تجد دواء لإصلاح العزم، ورفع الهمة كالإخلاص لله تعالى في العمل. فالذي يطلب رضا الله؛ لن تقف به همته عند هدف دنيوي من مال وشهرة ومكانة، ولن تعوقه عقبات؛ لأنه ينظر إلى أبعد من الدنيا، فهو يرجو رضا الله تعالى عنه، ويطمع في الثواب الدائم الذي لا ينقطع في الآخرة، وربط آمال نفسه برضا الله ونعيمه المقيم، فالإخلاص هو الذي يرتفع بالهمم دون حدود، ويشحذها إذا فترت. ضمان الوحدة والإخلاص في أعمالنا وجهودنا هو الضمان الوحيد لتحقيق الوحدة، وهو الأساس الذي ينبغي لنا أن تكون أخوتنا وعلاقتنا وصداقتنا مبنـيّة عليه، بدءاً من مستوى الدول حتى مستوى العلاقة بين فئات الأمة من علماء ودعاة وقادة. وتخيّل لو أن المسلمين بمختلف تياراتهم واتجاهاتهم أخلصوا لله تعالى في العمل على الوحدة والترابط، ولم يكن من وراء أعمالهم وجهودهم إلا تحقيق مراد الله وطلب رضاه؛ كيف ستكون الوحدة أسهل تحقيقاً، وأقوى رابطة، وأشد آصرة، وأنجح في إذابة الخلافات وتطهير القلوب من الشحناء. ألست معي أن الإخلاص يتخلّف عن قلوبنا، وإن ادعيناه، في كثير من علاقاتنا وجدالنا ومواقفنا، ليحل محله خفية مصالح شخصية أو مآرب دنيوية، وغيرها من الأغراض التي تحركنا بعيداً عن معنى الإخلاص! لا يقدر أحد أن يرى الإخلاص؛ لأنه من عمل القلب، لكن حين نكون على أرض الواقع فنقوم بعبادة، أو ندخل في معاملة، أو نتحمل أمانة، أو نقف أمام تقاطع طرق في مصالحنا؛ حينها يمكن أحياناً مشاهدة أمارات الإخلاص، ومعرفته بعلاماته، والتفريق بينه وبين الأنانية وحب الذات والرياء والنفاق، وحين ينزوي الإخلاص جانباً يتسع المجال لفساد الذمم، وظهور الكذب والنفاق والرياء، وفساد ذات البين، وخيانة الأمانة. والضمان الأول للفوز بتأييد الله تعالى لنا في تحقيق النصر هو الإخلاص، وإلا فسيكون مصيرنا في معاركنا مع أعدائنا مرهوناً بمعايير القوة الطبيعية وحدها، ونحرم أنفسنا من الفوز بمعونة الله تعالى ومعـيّته. انظر إلى الصحابة رضي الله عنهم كيف فتح الله لهم البلاد، حتى بلغوا في سنوات قليلة حدود الصين شرقاً والأندلس غرباً، والقسطنطينية شمالاً، مع أنهم لم يكن لهم من عدة الحروب وعتادها ما كان للفرس والروم، ولم تكن القوة بينهم وبين عدوهم متكافئة، فعدوهم كان يملك أضعاف ما يملكون من قوة بشرية وحربية؛ ولكن لأنهم أسسوا حركتهم في نشر الإسلام على الإخلاص، وأقاموها على فقه في الإعداد والتوكل، تحقق على أيديهم النصر المنشود. بالإخلاص يفتح الله لك أبواب الهداية في كل شيء: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [ العنكبوت: 69 ]، فحددت الآية أولاً طريق الجهاد والمجاهدة: {جَاهَدُوا فِينَا} ، ثم بينت الآية نتيجة هذا الطريق المبني على الإخلاص: {لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}. نجاح الدنيا والآخرة والمخلص موعود بالنجاحين، النجاح في الدنيا والنجاح في الآخرة، وليس هناك من طريق يجمع النجاح في الدنيا والآخرة غير طريق الإخلاص، فقد ينال غير المخلص مراده وينجح في تحقيق هدفه الدنيوي، لكنه لن يحصل على نجاح الآخرة وثوابها: {مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَكَانَ اللّهُ سَـمِيعاً بَصِيراً} [ النساء: 134]. وبالإخلاص ينجو المسلم من النار، ولو جاء رجل مشرك إلى الله تعالى بالدنيا وما فيها وقدّمه لله؛ لينجيه من النار لن ينفعه، لأنه لم يكن موحداً مخلصاً، قال عليه الصلاة والسلام: ( يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتعالى: لأَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا لَوْ كَانَتْ لَكَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا أَكُنْتَ مُفْتَدِيًا بِهَا فَيَقُولُ نَعَمْ فَيَقُولُ قَدْ أَرَدْتُ مِنْكَ أَهْوَنَ مِنْ هَذَا وَأَنْتَ فِي صُلْبِ آدَمَ أَنْ لاَ تُشْرِكَ -أَحْسَبُهُ قَالَ- وَلاَ أُدْخِلَكَ النَّارَ فَأَبَيْتَ إِلاَّ الشِّرْكَ ) صحيح مسلم. وفي رواية أحمد: أَنَّ نَبِىَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( يُجَاءُ بِالْكَافِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ لَهُ: أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ مِلْءُ الأَرْضِ ذَهَباً أَكُنْتَ مُفْتَدِياً بِهِ فَيَقُولُ: نَعَمْ يَا رَبِّ. قَالَ: فَيُقَالُ لَهُ: لَقَدْ سُئِلْتَ أَيْسَرَ مِنْ ذَلِكَ. فَذَلِكَ قَوْلُهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الأَرْضِ ذَهَباً وَلَوِ افْتَدَى بِهِ} ) مسند أحمد -------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#8849 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() مـــــن دروس الحيـــــاة من اعتقد أن غبارَ الأرضِ مهما عظم ، قادرٌ أن يغطي إشراقةَ السماء ، فلا يتجلى وجهها بعد ذلك أبداً .. فقد دلل على حماقة تجاوزت الحدود ..!! نعم ،، قد يحجب الغبارُ إشراقةَ السماء عن العيون القابعة تحته مباشرة، أما حقيقتها فلا تزال متجلية ناصعة ، لن يصل إليها هذا الغبار مهما تعالى وتشامخ وطنطن وأرعد وأبرق ..!! * إن نقيق الضفادع المتواصل في جوف ليل ، لن يؤثر بحال على ضياء القمر الذي يطل على الدنيا ، ويلهم الشعراء ، ويتابع حركات هذه الضفادع وهو يتبسم في رثاء لحالها ..!! * وأن ديدان الأرض كلها إذا تنادت فيما بينها ، واجتمعت من كل حدب وصوب ، ووقفت في صعيد واحد ، وأخذت تنفخ نفخاً جماعيا عنيفاً ، فلن يطفئ نفخها ضوء الشمس ، وستتقطع حبال حلوقها ولن تفعل في الشمس شيئا ، ولن تطفئ ضوءها ولو تفجرت مرارتها ..!! * وأن الخريف باصفراره وقحوطه ، حين يصر على أن يبقى متربعاً منبسطاً على الدنيا ، لا يتزحزح عنها ، مدعياً أنه الربيع في أكمل زينته ، وأبهى ثيابه ، فإنه لا يدلل إلا على جهله بسنن الله في ملكوته !! لقد جرت سنة الله تعالى ، أنه مهما امتدت ساعات الخريف ، وطالت واستطالت ، فإنها لا محالة زائلة .. والله يمهل ولا يهمل ..!! * و حين ينتشي السفحُ مبتسماً ، وهو يصر على أنه قادر على أن يبتلع القمة ، لأنه القمة في حس نفسه ..!! فيذهب يطيل لسانه بالسخرية من القمة ، مع أنها تنظر إليه من عل عالٍ في رثاء ..!! حين يفعل السفح ذلك _ ولن يفعل _ فلا معنى لهذا عند العقلاء ، إلا أن الأمور قد أصبحت مقلوبة ، ويوشك أن تقوم القيامة ..! * و الشمعة التي ترتجف ،تكاد تطفئها النسمة تمر بها ، ، حين تتشامخ بأنفها لتطال حقائق الأشياء ، مدعية أنها قادرة على صناعة النهار للدنيا ، فلا معنى لهذا سوى أنها متلبسة بأشد حالات الحماقة التي عرفتها الدنيا ..!! مع أنها بريئة من هذه التهمة ..! والآن ... انتبه يرحم الله والديك .. اسحب هذه القضية على فنون الأدب كلها ، على تنوع صورها ، وتعدد أشكالها ، حين تخرج من قبضة الطين الممزوجة بالنقص ، المعجونة بالتقصير ، المشحونة بالأهواء ، ثم تدّعي _ أو يدعي أصحابها _ : أنها كفيلة بتربية الأجيال ، وتنشئة الأمم ، بعيدة عن آداب الله سبحانه ، معرضة عن تعاليم السماء ..!! شاهت الوجوه ..! إنها في هذه الحالة _ أو أنهم _ لا يجسدون سوى حماقة مركبة ، وجهالة ضخمة ، وغرور فاضح ، وخيبة متجلية .. وجهل مستحكم لا يشابهه جهل الجهلاء تحت كل سماء ..! * كذا قل في هذه القوى الكرتونية التي تفح فحيحها ، وتتنمر مستأسدة ، ثم لا يكون همها إلا أن تطفئ نور الله سبحانه في الأرض ..! ( يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) ما اشبه حالهم والله بذلك الغبار ، وتلك الضفادع ، وتلك الديدان ، وذلك الخريف ، وذلك السفح ، وتلك الشمعة المرتجفة !!!!! ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) .. * تلك نماذج مما نشاهده في واقع الحياة ، أو نسمعه أو نقرأه .. وعلى العاقل أن ينتفع بما يقرأ أو يسمع أو يشاهد .. فإن لم يفعل ، فيكف يصح أن يُسمى عاقلاً ..! ومن تأمل بعين مفتوحة ، سيجد أمثال هذه المشاهد التي عرضناها الكثير الكثير ، ويبقى عليه أن يستخرج دروسا من هنا ومن هناك ، على أن تكون دروسا نافعة ، تصب لصالح تزكية نفسه ، والسمو بقلبه ، والالتحام بربه سبحانه .. إن هذا الكون مشحون بآيات لا تحصى ولا تعد .. وفي كل آية أسرار وحكم كثيرة ،ولكن للأسف الشديد أن أكثر الناس حالهم كما أخبر الله سبحانه : ( وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ) * أما أصحاب القلوب المرتبطة بالسماء ، ممن تفتحت بصائرهم مع الله ولله ، فهؤلاء يجدون في كل مشهد آية ، وفي كل آية عامل شد لقلوبهم إلى الله سبحانه ، وتتولد في قلوبهم دروسٌ من هنا وهاهنا مما يمرون به ، ويقرأونه ويسمعونه ، تزيدهم هذه الدروس : ثقة وثباتا وتصميما على السير ، وعزماً على المضي ، مهما أحلولك الليل ، وارتفع صوت الباطل ، وطنطن الصعاليك وطبلوا ..! * إن هؤلاء المتميزين من عباد الله سبحانه ، يعتبرون مشاهد الكون كلها ، ليست سوى ( وسائل إيضاح ) رائعة وبديعة ومثيرة .. كالتي يحرص على استخدامها المعلم الناجح لتعزيز فكرة ، وغرس مفهوم ، والتأكيد على معنى ، والتحبيب في مادة ..! ولهذا فهم يستقبلونها استقبال التلميذ النجيب الحريص على الاستفادة منها ، بل يفرح بها ، ويبقى مشدودا إليها ، لأنها تعينه على الفهم والاستيعاب .! كان بعض الصالحين يقول: اعقلوا ، فإن العقل نعمة ، ورب ذو عقل قد شغل عقله فيما هو عليه ضرر ، حتى صار عن الحق ساهياً ، كأنه لا يعلمه ..!! فهذا عقله عليه وبال ، والعياذ بالله ..!! ألا ترى أن هذا بالضبط حال كثيرين منا فينا وبين ظهرانينا ولاسيما ممن يدعون ويزعمون أنهم ( متنورين !! ) ..؟! * أرجو أن تكون رسالة هذا الموضوع وصلت بوضوح إلى القارئ الكريم ، فإنها رسالة عميقة ، فإن رأى أنها تعسرت على فهمه _ رغم وضوحها _ فليس عليه من حرج ، أن يعيد قراءتها متأملاً فيها ، فإن تعسرت أيضا فالعتبُ يعود إلى كاتبها ، وإني أعتذر منك ، واستغفر الله على أهدرت جزءا من وقته فيما لم ينتفع به ..وإلى الله المشتكى ، وبالله التوفيق .. ** فإن أصبنا فلا عــجبٌ ولا غــررُ ** وإن نقصنا فإن الناس ما كملواوالــكاملُ الله في ذاتٍ وفي صفةٍ ** ونــاقص الذات لم يكمل له عملُ -------------- ابو عبد الرحمن / للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#8850 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() عطـــــاءٌ ومنـــــع .. أنت بين عطاء أو منع من الله تعالى ، وفي كل منهما ابتلاء وفتنة .. ولعل الابتلاء بالعطاء يكون اشد وأعنف ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون ، ويحسبون أن الابتلاء بالمنع هو الابتلاء ! أما العطاء فلا يحسبونه في هذا الباب .. وهذا وهم .. يقول الله تعالى : ( وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ) .. كثيرون ينجحون في ابتلاء المنع والشدة ولكنهم سرعان ما يسقطون في امتحان العطاء والكرم إذا جاءهم من حيث لا يحتسبون !! فإنما ابتلاكَ بالعطاء ، وزادك نوالا وأغدق عليك ، وفتح لك أبواب خير من حيث لا تحتسب لينظر كيف تصنع فيه ، وكيف يكون شكرك عليه وما هي مواقفك من الخلق خلال هذا كله ..!! أما المنع فاعلم أنه ما منعكَ بخلاً ، أو خشية من نفاذ خزائنه ! _ حاشا وكلا _ إنما منعك حين منعك : لحكمة يعلمها هو وقد لا تقف أنت عليها ، ولا تنكشف لك ، ثم لينظر كيف تكون ردة فعلك أمام هذا الابتلاء بالمنع وكيف ستصنع ، وبماذا سيدور لسانك مع الخلق ، وفي وحدتك هل ستقنط وتيأس ، وتتضجر ، وتتأفف ، أم ستبقى محلقاً في سماء التسليم لله ، والثقة به واليقين بما عنده ، وحسن الظن به ، والاطمئنان إلى حسن اختياره لك !!؟ ولو أنك علمت وتذكرت واستحضرت : أن كل شيء عنده بقدر مقدر وإلى أجل مسمى ، وبحكمة ولحكمة ولا شيء يحدث في كونه عبث وأن له الأسماء الحسنى التي لا تتخلف ولا تتعطل وأنه أشد رحمة بك من أمك وأبيك ونحو هذا لو تذكرت هذه المعاني وأمثالها واستحضرتها لأرحت نفسك من عناء الهم والغم ولدار لسانك بالحمد والثناء على الله على كل حال .. فإن كنت كذلك ، كنت من صفة الصفوة ، الأقلون عددا !! الذين قال عنهم ، مادحا لهم ، مثنيا عليهم (وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ) .. فهنيئا لك والله ! مثلك يُحسد !ومثلك يحرص على صحبته ، والتبرك برؤيته ! ----------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 0 والزوار 7) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ | الوآصل | المنتدى الرياضي | 6 | 10-12-2009 01:49 AM |
اســـــــرار القلــــب..! | الســرف | المنتدى العام | 22 | 29-09-2008 01:03 AM |
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء | امـــير زهران | منتدى الحوار | 4 | 02-09-2008 03:05 PM |
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة | رياح نجد | المنتدى العام | 19 | 15-08-2008 01:10 PM |
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! | البرنسيسة | المنتدى العام | 13 | 17-08-2007 11:04 PM |