![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#8871 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() عبـــــــره لمــــن اعتبـــر الحمد لله الذي بيده الملك و الملكوت ، وله العزة ولجبروت ، أحمده سبحانه وأشكره ، له العظمة والكبرياء ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمداً عبده ورسوله الموصوف بجميل النعوت صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين: أخي الحبيب : في الحياة ومواقفها عبر لمن اعتبر ، وفي تقلب الناس وتبدل أحوالهم ذكرى لمن تذكر . . يسير الناس كل الناس في هذه الدنيا فرحين جذلين يتسابقون في دنياهم ويلهثون وراء أمانيهم كل بحسبه الصغير والكبير الرجال والنساء . . ترمقهم من حولك يجرون ويلهثون كل يسعى لشأنه . . والمعظم منهم قد غرق في غيه ولهوه وشهوته وأمانيه . . لكن يا رعاك الله اعطني قلبك وافتح لي سويداء فؤادك ودعني وإياك نتأمل في هذا المشهد العظيم وذلك المنطر الرهيب . . أما سمعت عنه ؟ ??? أما تخيلته يوما ما . . إنه مشهدُ جدير بنا جميعاً أن نتذكره وان نتأمل فيه بل جدير بنا أن لا يفارقنا بينما أنت بين أهلك وأطفالك تغمرك السعادة ، ويغشاك السرور تمازج هذا وتلاطف ذاك . . بهي الطلعة ، فصيح اللسان ، قائم الأركان . . إذ بقدميك تعجزان عن حملك لتسقط شاحب الوجه شاخص البصر قد اعجم لسانك وعطلت أركانك والأهل حولك قد تحلقوا وبأبصارهم أليك نظروا... وبك صرخوا . . . ينادونك فهل تجيب ؟! بماذا تحس ؟ بماذا تشعر ؟ وأنت تنظر إليهم بعينيين ذابلتين ، تريد الحديث فما تستطيع ، ترفع يديك لتضمهم إليك فما تقدر . . أمك قد غصًت بدموعها وأبناؤك قد ارتموا على صدرك الحنون ، وزوجتك قد غشاها الذهول . . فليت شعري أي حال هي حالك . . . ووالله يا عبدالله ما حالي وحالك إلا كما قال أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه : ألا أحدثكم بيومين وليلتين لم تسمع الخلائق بمثلهن . . أول يوم يجيك البشير من الله أما يرضاه وأما يسخطه ، واليوم الثاني يوم تعرض فيه على ربك آخذاً كتابك إما بيمينك وإما بشمالك . . وأول ليلة ثبت فيها القبر والليلة الثانية صبحتها يوم القيامة . نعم يا عبد الله : ليلتان اثنتان . . ليلتان اثنتان يجعلهما كل مسلم في مخيلته . . ليلة في بيته مع أهله وأبنائه متعاً سعيداً فرحاً مسروراً يضاحك أولاده ويضاحكونه والليلة التي تليها مباشره أتاه ملك الموت فنقله بأمر ربه من الدور إلى القبور و من السعة إلى الضيق ومن الفرش الوثيره والقصور المثيرة إلى ظلمة مخيفة ووحشه رهيبه وسفر بعيد وهو مطلع شديد { وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد * ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد * وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد * لقد كنت في غفلة من هذا فبصرك اليوم حديد } أول ليلة في القبر يا عبد الله شكى منها العلماء وشكى منها هولها الأولياء وصنفت فيها المصنفات . حين حضرت محمد بن سيرين العالم العابد حين حضرته الوفاه بكى . . فقيل ما يبكيك ؟ فقال :أبكي لتفريطي وقلة عملي للجنة العالية وما ينجيني من النار الحامية .إنها حقيقة الموت وما بعد الموت . . الموت الذي سيذوقه كل واحد منا فقيراً كان أو غنياً صحيحاً كان أو سقيماً كبيراً كان أو صغيراً رئيساً أو مرؤساً ولن ينجوا من الموت أحد ولو فرّ إلى مكان بعيد أو برج عالٍ أو وادٍ سحيق قال تعالى { أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيده } . الموت يامحب على وضوح شأنه وظهور آثاره ، سر من الأسرار التي حيرت الألباب وأذهلت العقول . . الموت حقيقة ما أقربها وما أسرع مجائها فما أقرب الموت منا ,كل يوم يدنوا منا ونحن ندنوا منه . . فما الأعمار في الحقيقة إلا أزهار تنفتح ثم تذبل أو مصباح ينير ثم ينطفي وليبحث ارباب المطامع وطلاب الدنيا ليبحثوا فوق رمال تلك القبور المبعثرة وبين أحجارها المتهدمة المتساقطة ليعلموا أن طرق الشهوات والملذات المحرمة وإن كانت تلوح لناظريها بالأزهار فإن نهايتها تلك القبور المظلمة والحفر الموحشة ، فطوبى لمن أتاه بريد الموت بالإشخاص قبل أن يفتح ناظريه على هؤلاء الأشخاص . . الموت باب وكل الناس داخله يليت شعري بعد الموت ما الدار الدار جنة الخلد إن عملت بما يرضي الإله وإن قصرت فالنار يا عبدالله : عند الموت وشدته ، والقبر وظلمته ، وفي القيامة وأهوالها يكون الناس فريقين فريقاً يثبت عند المصائب ، ويؤمن من المخاوف ، ويبشر بالجنة، وفريقاً يكابد غاية الخزي والإذلال والشقاء والهوان . وعند النهاية تميّز النهاية . . نعم إنها النهاية ... محطة اقلقت الخائفين . . وأرقت عيون العارفين .. واسهرت بالاسحار عيون عباد الله المتقين ..محطة لطالما تساقط عندها المذنبون وهلك بإرضها الهالكون . . عند الموت يا عبد الله تكون حال الإنسان أحدى حالتين . . إما أن يكون من أهل الخير والصلاح فهذه ميتته ميته طيبه ويبشر بالعفو والغفران ورب راضي غير غضبان قال تعالى " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون " وأما إن كان العبد من أهل الكفر والضلال والفجور والفساد فهذا يبشر بالويل والعذاب " ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم اخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون " اخي الحبيب : إن مصير المرء بعد موته وإن كان الله قد استأثر بعلمه والكلام عنه من الرحم بالغيب ولكن لما كانت خاتمة من القرائن لمصير الأخره فقد جاء التأكيد عليها والتحذير من الغفلة عنها ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في البخاري ( إنما الأعمال بالخواتيم ) . وإنَ أخر ساعة في حياة الإنسان هي الملخص لما كانت عليه حياته كلها وهي ترجمة لما كان يفعله المرء أثناء عمره من الخير والشر . . والقلب أثناء نزول الموت بالمرء لا يظهر منه إلا ما كان بداخله وما ستهواه صاحبه فانظر ما في قلبك وما تحب في الدنيا فهو خارج منه أثناء النهاية شاء ذلك ذلك صاحبه ام أبى . وهذه صور لنهايات كان اصحابها يعيشون كما نعيش وسنموت كما ماتوا "كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام " اسوقها لعل فيها عبرة للمعتبرين وذكرى لمن كان له قلب والقى السمع وهو شهيد . * علامات حسن الخاتمة : إن حسن الخاتمة إن يتوفاك الله على الإسلام و إن يوفق الله العبد للتوبة عن الذنوب والمعاصي والإقبال على الطاعات . وإن من أعظم علامات حسن الخاتمة ما يبشر به العبد عند موته من رضا الله تعالى واستحقاقه كرامته تفضلاً منه تعالى كما قال تعالى " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون " . ومن علامات حسن الخاتمة أيضاً الموت على عمل صالح من صلاة او صيام او جهاد او قراءة قران صور لحسن الخاتمة ذكر أهل السير أن أبا مريم الغساني رحمه الله كان صائما يوماً من الأيام فنزل به الموت واشتد به الكرب فقال له من حوله لو جرعت جرعة من ماء فقال بيده لا . . . فلما دخل المغرب قال . .أذن ؟!قالوا نعم ففطروه وجعلوا في فمه قطرة ما ثم مات بعدها وذكر بعض الفضلاء أن امرأة عجوز كانت من أهل الصلاة والطاعة ،و في يوم وهي في مصلاها ساجدة ، أرادت أن ترفع من سجودها فلم تستطع ، صاحت بابنها ، أجلسها كهيئة السجود ، حملها إلى المستشفى ، ولكن لا فائدة ، فقد تجمدت أعضاؤها على هذه الحال ، قالت يا بني خذني إلى مصلاي أتعبد وأصلي إلى أن يفعل الله ما يشاء ، ولم تزل في صلاة وهي على هيئة السجود لا تقوى على الحراك فقبض الله روحها وهي ساجدة ، غسلوها وهي ساجدة كفنوها وهي ساجدة ، أدخلت إلى قبرها وهي ساجدة وتبعث يوم القيامة بإذن الله وهي ساجدة . وإن من أعظم علامات حسن الخاتمة الموت في سبيل أن يموت العبد وقد قدم نفسه وأرخص روحه وباع مهجته لله تعالى . . مجاهداً أعداء الدين ومدافعاً عن عباد الله المؤمنين . ذكر الذهبي في السير عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه قال : بعثني النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد أطلب سعد بن الربيع فقاللي : أن رأيته فأقرءه مني السلام وقل له يقول لك رسول الله الله صلى الله عليه وسلم : كيف تجدك ؟ فطفت بين القتلى فأصبته وهو في أخر رمق وبه سبعون ضربه . . . فأخبرته . . فقال على رسول الله السلام وعليك قل له يا رسول الله !!! إني أجد ريح الجنة . . وقل لقومي الأنصار لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيكم عين تطرف قال وفاضت نفسه رضي الله عنه وأرضاه . و ذكر الشيخ عبد الملك القاسم في ترجمته لوالده العالم الفقيه محمد بن عبد الرحمن القاسم ان احد الصالحين من رفقاء أخ والده عبد الله "عمه" مرض هذا الرجل مرض الموت وكان صائماً فقال له أبناؤه : أفطر, فقال : لا, فلما أصروا على ذلك وقربوا له الماء رده بيده وقال إني لأجد ريح الجنة فمات صائماً قبيل المغرب . * علامات الخاتمة السيئة :وفي المقابل هناك صور للخاتمة السيئة أعاذنا الله وأياك منها ، وإن من علامات الخاتمة السيئة أن يتوفى الله العبد على غير الإسلام أو أن تكون وفاة الإنسان وهو معرض عن ربه جلا وعلا مقيم على ما يسخطه مضيع لما أوجبه أو أن يتوفاه الله وهو معاقر لمنكر . . ولا ريب أن تلك نهاية سيئة بئسة طالما خافها المتقون وعباد الله المؤمنون. وإن من أسباب سوء الخاتمة يا عبد الله أن يصّر العبد على المعاصي وما ألفها فإن الإنسان إذا ألف شيئاً مدة حياته وأحبه فعلق قلبه به فالغالب أنه يموت عليه إن لم يمت من ذلك . صور لسوء الخاتمة : في أحدى الطرق كان ثلاثة من الشباب يستقلون سيارتهم بسرعة كالبرق والموسيقى تصيح بصوت مرتفع وهم فرحون بذلك كحال كثير من شبابنا إلا من رحم الله – كان من ابعد ما يفكرون فيه أن يفارقوا هذه الدنيا ، كانت الأمال تطير بهم وهم يتابعون تلك المزامير وفجأه حدث ما لم يكن بالحسبان . . انقلبت السيارة عدة مرات .. وصلت سيارة الإسعاف حملت المصابين أحدهم كان مصاباً إصابات بليغه جلس صديقاه بجانبه كان يتنفس بصعوبه والدم قد غطى جسده حتى غير ملامحه حينئذ علم الضابط أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة . . عرف أسمه من صاحبيه قال له : يا فلان قل لا إله إلا الله يا فلان قل لا إله إلا الله فيقول : هو . . هو " يقصد نفسه " في سقر فيقول يا فلان قل لا إله إلا الله فيقول هو في سقر ثم سقط رأسه ولفظ أنفاسه ولا حول ولا قوة إلا بالله . وكم سمعنا وسمعت من مات مغشياً أو لفظ أنفاسة وهوو يعدد أمواله وينعى دراهمه . ذكر ابن القيم في كتابه القيم الداء والدواء هذه القصة العجيبة فقال : يروى أنه كان بمصر رجل يلزم مسجداً للأذان والإقامة ولصلاة وعليه بهاء الطاعة وأنوار العبادة فرقى يوماً المنارة على عادته للأذان، وكان تحت المنارة دار لنصراني ، فاطلع فيها فرأى ابنة صاحب الدار فافتتن بها فترك الأذان ، ونزل إليها ، ودخل الدار عليها فقالت : ما شأنك وما تريد ، قال : أريدك ؛ فقالت : لماذا؟ قال :قد سبيت لبي وأخذتِ بمجامع قلبي ، قالت : لا أجيبك لريبة أبداً ، قال : أتزوجك ، قالت أنت مسلم وأنا نصرانية وأبي لا يزوجني منك ، قال : أتنصر ! قالت : إن فعلت أفعل ، فتنصر الرجل ليتزوجها ، وأقام معهم في الدار ، فلماً كان في أثناء ذلك اليوم رقى إلى سطح كان في الدار فسقط منه فمات ، فلم يضفر بها ، وفاته دينه !! فليحذر العبد المعصية أن تخونه عند موته يقول ابن كثير رحمه الله :إن الذنوب والمعاصي والشهوات تخذل صاحبها عند الموت . ويقول ابن القيم نقلاً عن الاشبيلي رحمه الله " وسوء الخاتمة لا تكون لمن استقام ظاهرة وصلح باطنه إنما تكون لمن له فساد في العقيدة أو اصرار على الكبيرة أو إقدام على العظائم فربما غلب ذلك عليه حتى ينزل عليه الموت قبل التوبة فيأخذه قبل إصلاح الطوية ويصطدم قبل الإنابة والعياذ بالله" . والقصص في هذا كثير يطول المقام بذكره ولكن المقصود من القصة أخذ العبرة والاستفادة . * الإكثار من ذكـر الموت : يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي وحسنه " أكثروا ذكر هادم اللذات " يعني الموت ، وذكر الموت يقلل كل كثير ويكثر كل قليل ويزهد في الدنيا ويعين على العمل الصالح والإكثار من ذكر الموت هو سبيل المؤمنين وعباد الله المتقين ، كان الحسن بن يسار كثيراً ما يقول :يا ابن آدم ! نطفة بالأمس ، وجيفة غداً ، والبلى فيما بين ذلك يمسح جبينك كأن الأمر يعني به غيرك ، إن الصحيح من لم تمرضه القلوب ، وإن الطاهر من لم تنجسه الخطايا ، وإن أكثركم ذكراً للآخرة أنساكم للدنيا . وأن أنسى الناس للآخرة أكثرهم ذكراً للدنيا . وإن أهل العبادة من أمسك نفسه عن الشر ، وأن البصير من أبصر الحرام فلم يقربه ، وان العاقل من يذكر يوم القيامة ولم ينس الحساب . وهذا مالك بن دينار رحمه الله : كان يقوم طوال ليلته قابضاً على لحيته ويقول : " يارب قد علمت ساكن الجنة وعلمت ساكن النار ففي أي الدارين منزل مالك . . " ويبكي بعضهم عند الموت فسئل عن ذلك فقال إني سمعت رسول الله يقول لقوم : " وبد لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون " فأنا أنتظر ما ترون ووالله ما أدري ما يبدوا لي . . أخي الحبيب : إن فئاماً من الناس لا يحبون أو لا يحبذون الحديث عن الموت وساعة الإحتضار . . لأن ذلك على حد زعمهم يؤلمهم ويشعرهم باليأس ويقطع حبل أملهم ويورق حياتهم فهم يريدون العيش دون سماع ما ينغص حياتهم ويفزع خواطرهم . . . وأغلب هؤلاء ممن قصروا في حق ربهم وخانوا أنفسهم . . وإن الحديث عن الموت يامحب كما أنه شرع ودين فهو سجيه العقلاء والراشدين . يقول عبدالرحمن بن مهدي : "لو قيل لحماد بن مسلمة أنك تموت غداً ما قدر أن يزيد في العمل شيئاً " لأن أوقاته بالتعبد معمورة وعن الشر يدية مقصورة والإستعداد للموت ليس بالأماني الباطلة والألفاظ المعسولة بل هو بهجر المنكرات والثواب إلى رب الأرض والسموات وإزالة الشحناء والبغضاء والعداوة من القلوب وبر الوالدين وصلة الأرحام . ولكن يا عبد الله متى يستعد للموت من تظلله سحائب الهون ويسير في أودية الغفلة ؟! متى يستعد للموتمن من لا يبالي بأمر الله في حلال أو حرام ؟! متى يستعد للموت من هجر القرآن ولا يعرف صلاة الفجر مع الجماعة من أكل أموال الناس بالباطل وأكل الربا وارتكب الزنا ؟ ! كيف يكون مستعداً للموت من لوث لسانه بالغيبة والنميمة وأمتلاءقلبه بالحقد والحسد وضيع أوقات عمره في تتبع عورات المسلمين والوقوع في أعراضهم ؟! فيا أيها المذنب وكلنا كذلك عد إلى ربك وجدد التوبة قبل فوات الآوان ولا تمت ساعة مقدم. فالحذر الحذر يا عبد الله والبدار البدار والتوبة التوبة وعلينا جميعاً الإستعداد لذلك اليوم وتلك النهاية كما كان هو دأب السلف الصالح .وصــــــــلى الله علـــــى نبينا محمــــد وعلى آله وصحــــــــبه أجمعين رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنـات ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#8872 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() ما الفرق بين قوله تعالى : { وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [المجادلة:4]، وقوله بعدها : { إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ } [المجادلة:5]؟ الفرق أن الكافرين على نوعين : فالكافر غير المحاد لله ورسوله له عذاب أليم، أما الكافر المحاد والمعادي لله ورسوله فله مع العذاب الأليم الكبت والإذلال والقهر والخيبة في الدنيا والآخرة، فناسبت كل خاتمة ما ذكر قبلها. |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#8873 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() ::$:: دمــــــــــــوع النـــــــدم ::$:: رأيتها تجلس بعيدة .. منطوية على نفسها .. وحيدة .. تبتسم وتجامل من حولها … تبتسم ولكن ابتسامتها غريبة ليس لها المعنى التى نعرفه عن الابتسامة . انها ابتسامة اصطناعية . مجرد قناع … قناع تلبسه على وجهها لتخفى ما فى قلبها . ابتسامة … ابتسامة … ابتسامة ابتسامة تخفى بين سطورها أحزان وأحزان . ابتسامة تنطوى فيها هموم ومتاعب . ابتسامة يتربع من خلالها حزن شديد على عرش قلبها . انها تتصنع الابتسامة رغم مايعتصرقلبها من ألم وحزن ابتسامة ولكنها ليست بابتسامة … ابتسامة حزينة مرة أخذتنى دهشة كبيرة وأنا أنظر لها وهى تتصنع الابتسامة الرقيقة الحزينة فى الوقت نفسه . ابتسامة جديدة من نوعها أدهشتى وأجبرتنى على سؤالها . فضول شدنى لأعرف ما وراء تلك الابتسامة المصطنعة المرتسمة على ذلك الوجه الحزين . نظرت فى عينيها فاذا ببريق دمعة بعيدة دمعة مليئة بالحسرة واللوعة والندم . انتابنى شعور غريب مما زاد من الفضول عندى للمعرفة . ولكنها أجابتنى دون أن أسألها لأن دمعتها التى نزلت على خدها كشفت ما فى قلبها . كشفت عن همومها وأحزانها ومتاعبها التى تحملها . كشفت عن ندمها على ما فات من العمر دون منفعة . كشفت عن ندمها على الليالى التى قضتها فى التسكع مع صديقاتها . كشفت عن ندم كبير على ساعات وساعات ضيعتها فى بعدها عن الله . دموع حارقة من القلب قبل العين … انها دموع الندم ويالها من دموع غالية … ان دموع الندم يورث عزما وقصدا وقوة فى النفس وعزة لها . هى جعلت قلبها يتوجع عندما شعرت بفوات الأوان .. ودموعها توارت وراء ابتسامة حزينة ومرة ولكنها قريبة وحارة .. أخوانى وأخواتىالتوبة عظيمة وغالية فتوبوا جميعا لله .. واجعلوا قلوبكم تتوجع لبعض الوقت عند شعوركم بفوات الأوان .. ابكوا كثيرا على ما فاتكم ..لأن البكاء يشفى القلوب وينقيها .. أخوانى في الله أنبهكم لله وأبغي بهذه وجه الله فأتمنى ألا أكون قد أثقلت عليكم بكلماتي هذه فهي لي ولكم على سواء أفادنا الله وإياكم . ألا يا نفس ويحك ساعديني بسعي منك في ظلم الليالي لعلك في القيامة أن تفوزي بطيب العيش في تلك العلالي ---------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#8874 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() " إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ " ..... ليست مجرد تعزية بسم الله الرحمن الرحيم ما أروعها من جملة ، وما أطيبها من كلمة ، جامعة مانعة ، تجمع بين السهولة والقوة ؛ سهولة اللفظ وقوة المعنى ، وبين العبودية والعزة ، عبودية المخلوق للخالق ؛ وعزة المخلوق بخالقه . جرت العادة أن هذه الكلمة إذا سُمعت فإنها تُوحي بمصيبة وهذا ما جاءت في القرآن لأجله؛قال الله سبحانه وتعالى : {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }البقرة156 ولذلك ينطقها اللسان بنبرات حزينة وربما برأس مخفوض ووجه عبوس وقلب مكلوم. نعم هي ترافق المصيبة وتأتي معها ؛ لكن لا لتزيدها أو تعمّق جراحها بل لتخففها وتقوي الصبر عليها ؛ وهل التعزية إلا التقوية !!؟ يقولها أهل المصائب مؤمنون بها مستسلمون لحكمها {فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ }آل عمران174 إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ تدعو إلى التفاؤل وتعني التسلية عن المصاب وتهدف إلى رفع الروح المعنوية واستقرار الحالة النفسية وهي حصن للمسلم من الوقوع في عدم الرضا بالقضاء ومنجاة له من الاعتراض على القدر . إنها تخاطب المصاب ألا تحزن فأنت ملكٌ لله سبحانه ، وألا تتشاءم فأنت قادمٌ على الله سبحان وتعالى ومن فقدت فهو ملك لله وقادم إليه وألا تيأس وألا تستلم وألا تقعد عن العمل . " إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ "إنها اعتراف وإقرار من المصاب بأنّه وما أُصيب فيه وما فقده من مال أو أهل أو نحوه وكل شيء حوله كل ذلك لله سبحانه وتعالى . وما دام الأمر كذلك وما دام أننا وما نملك وما نحب وما نجمع : ملك لله ، فليفعل الله بنا ما يشاء وليأخذ منا ما يشاء ، ولترضى النفس ولتطمئن الروح " فإنّا إليه راجعون " . إذن : نحن ملكٌ لله وراجعون إليه فلماذا تقتلنا الأحزان وتهلكنا !؟ لماذا يقتلنا الحزن على حبيب سبقنا إلى الله ؟!! ولماذا يفتك بنا الحزن ونحن وما نملك : ملكٌ الله ؟!! إذا تيقّنا أنّ من فقدناه منّا فقد سبقنا إلى الله ، وأننا وإن تأخرنا سنلحق به : فلنسعد ولنستعد. " إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ " فهو كما قال إبراهيم عليه السلام : {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ{78} وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ{79} وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ{80} وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ{81} الشعراء " إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ " ما أعظمها من تعزية ، ولأنّ التعزية تعني التقوية ، فكانت هذه الجملة العظيمة تقوية للمصاب لا تضاهيها أي تقوية إذا كانت عقيدة وبيقين وتسليم ومن قلب سليم تقوّى بها السحرة الذين آمنوا برب موسى وهارون على فرعون لمّا هددهم بتقطيع أيديهم وأرجلهم وصلبهم تعزوا:{قَالُواْ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ }الأعراف125و{قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ }الشعراء50 أي : لا ضرر علينا فيما يلحقنا من عقاب الدنيا, إنا راجعون إلى ربنا فيعطينا النعيم المقيم ( التفسير الميسر ) ولا نختلف أن الحزن أمر طبيعي وفطري في البشر وإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن[1] على مفقود لكن لا بد للمصاب من تسلية وتقوية فكانت هذه الهبة الربانية" إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ " { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً }النساء87. " إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ " { لِّكَيْلاَ تَحْزَنُواْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ }آل عمران153 لذلك كانت جائزة أهلها المؤمنون بها الذين امتثلوا القول بها لمّا أصابتهم المصيبة : {أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }البقرة157 " إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ " منهج تربوي رباني في التعامل مع المصائب والموقف منها يحمينا بإذن الله من شر الأمراض النفسية والحالات العصبية الناتجة عن التأثر بالمصائب ويجعل بيننا وبينها ما بين المشرق والمغرب ويكفينا عناء البحث عن الأدوية والعقاقير المهدِّأة والتنقل بين العيادات للبحث عن علاجات . " إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ " علاج وجائزة . " ليست مجرد تعزية " وصلى الله على محمد وآله وصحبه والحمد لله رب العالمين ------------ للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#8875 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() الطيبون مصابيح قليلة، لكن نورهم يضيء الكون بأكمله، ولا يغمرهم النسيان لأنهم شموس ساطعة في حياتنا كان أبو الدرداء يقول إني لأدعو لأربعين من إخواني في سجودي ، أسميهم بأسمائهم .. قال الحسن البصري رحمه الله ( تواصلوا مع أصحابكم فالصاحب الوفيّ مصباح مضيء ، قد لا تُدرك نُوره إلا إذا أظلمت بك الدنيا) لا يوجد أحد لا يخلو من ضغوطات الحياة نعيش على أرض أعدت للبلاء ولم يسلم منها حتى الأنبياء، -قيل للربيع ابن الهيثم : مانراك تعيب أحدآ ؟! فقال :لست راضيآ عن نفسي حتى أتفرغ لذم الناس !! -------------- ترف / بلخزمر |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#8877 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() كيف تدخل (جنة الدنيا)؟؟ القواعد الأربع لتحصيل (الحلاوة) * هل أدهشتك أخبارُ الصالحين الذين يحسنون الطمأنينة ويتقنون الخشوع في صلواتهم كمسلم بن يسار الذي كان في صلاة وانهدمت ناحية المسجد ففزع الناس وهربوا وهو في صلاته ما التفت أو كعمرو بن عتبة بن فرقد الذي كان في صلاة فسمعوا صوت أسد فهرب من كان حوله وهو قائم يصلي لم ينصرف؟؟ * هل أعجبتك أحوال العابدين الذين يطيلون الصلاة دون مللٍ ويكثرون السجود دون كللٍ كعثمان رضي الله عنه الذي قرأ القرآن كله في ركعة أو كسفيان الذي سجدة بعد المغرب سجدة فما قام منها حتى نودي للعشاء أو كأحمد الذي كان يصلي في اليوم والليلة 300 ركعة؟ * هل تاقتْ نفسك أن تكون ممن يثبتون على متابعة الطاعات دون انقطاعويواصلون القربات دون هجر كسعيد بن المسيب الذي ما أذن المؤذن منذ 40 سنة إلا وهو في المسجد وكالأعمش الذي ما فاتته تكبيرة الإحرام 70 سنة وكسليمان التيمي الذي غبر 40 عاما يصوم يوما ويفطر يوما؟ * هل ترغب أن تدخل جنة الدنيا التي قال عنها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (في الدنيا جنة من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة)؟؟ * إننا عندما نقرأ مثل هذه (الصور) المضيئة ونسمع عن مثل هذه الأحوال (الرفيعة) نرجع (الفكر) في أحوالنا السقيمة هل نرى في نفوسنا من الصبر على العبادة والاجتهاد في الطاعة كالذي كان عندهم ؟ ثم نرجع (الفكر) كرتين فينقلب (الفكرُ) خاسئاً وهو حسير * ما الذي جعلهم يبلغون في (الاجتهاد) منزلةً لا تبارى ويصلون في (الإيمان) درجةً لا تسامى؟ * ما الذي جعلهم يصبرون على (متابعة الطاعات) ويتحملون (شدائد الثبات) ويقامون (إغراءات الراحات)؟؟ * السر يكمن في كلمةٍ واحدة (الحلاوة) نعم إنها (حلاوةُ الإيمان) التي طعموها و(لذة العبادة ) التي ذاقوها * فالنفسُ لا تترك لذةً إلا إلى لـ(لذة) أعظم منها وأكمل وأي لذة أعظم وأكمل وأكبر من (حلاوة الإيمان)!!؟؟ هذا هو السر إذاً!! * إنها (حلاوةُ الإيمان) التي تجعل المؤمن يستلذ بطاعته مهما طالت، ويهنأ بـ(عبادته) مهما صعبت، ويصبر على مفارقة اللذات الحسية والشهوات الدنيوية مهما قويت وكثرت * (حلاوة الإيمان) هي مفتاحُ الثبات على طاعة الله وسر الصمود أمام الفتن والشهوات وإن القلب متى ما خالطته بشاشة الإيمان واكتحلت بصيرته بحقيقة اليقين وحيي بروح الوحي وتمهدت طبيعته بأنوار الشريعة =كملت له لذته وتناهت فيه سعادته * وقد تأملتُ في نصوص الوحيين أبحث عن سر اكتساب هذه اللذة ومفاتيح تحصيل هذه الحلاوة فوجدتُ أربعة قواعد ذهبية من طبقها بيقين ونفذها بتصديق واستعملها بخضوع =فاز باللذة العظيمة وحاز على الحلاوة التامة القاعدة الأولى/ بقدر (محبتك) تكون (لذتك) محبةُ الله هي الحياة التي من حرمها فهو من جملة الأموات، والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات، والشفاء الذي من عدمه فقد حلت بقلبه جميع الأسقام & وقانون الحب يقضي بأن اللذة تتبع الحب وتنبع منه فلو سألتَ عاشقاً متيماً عن لذته عندما يكلم معشوقته أو يجالسها أو يسمع حديثها لقال لك : وحديثها السحر الحلال لو أنه لم يجن قتل المسلم المتحرز إن طال لم تملل وإن هي أوجزت ود المحدث أنها لم توجز * وكذلك حال من أحب طعاماً فإن لذته تعظم إذا أكله، ومن أحب بلاداً فلذته تكبر إذا زارها، ومن أحب الدنيا فلذته لاتكون إلا في تحصيل متاعها * وحديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ((ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلاّ لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار)).متفق عليه هذه الثلاث كلها في (المحبة) & وفي قانون الحب من أحب شيئا= أحب مايحبه ،وكره مايكره * فكلما عظمت محبةُ الله في قلبك وجدتَ اللذة في طاعته، وشعرت بالحلاوة في مناجاته، وذقت الطمأنينة في الاتصال به & وفي قانون الحب : أن المحبةَ العظيمة= تنتج شوقاً عظيماً * وأعظمُ لذة في الدنيا : أن تشتاق لله كما أن أعظم لذة في الآخرة: أن تنظر لوجه الكريم لذا جمع بينهما النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه (وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك) رواه أحمد والنسائي & فإن سألتَ كيف تنمي حب الله في قلبك فالجواب بأمرين: 1-أن تعلمَ ضعفك وعجزك وقلةَ حيلتك 2-وأن تتفكر في سعة رحمة الله وإحسانه لك وتوالي نعمه عليك القاعدة الثانية / كن (راضياً) تكن (مرضياً) & في قانون الحب: كل ما جاء من الحبيب (حبيب) ومن لوازم المحبة الصادقة =الرضا بالمحبوب والرضا عنه فالرضا بالله والرضا عن الله من أعظم مقامات الإيمان وأرفع مدراج السالكين * وينتج عن الرضا بالله والرضا عنه حلاوة لا يدرك كنهها إلا من ذاقها ولا يتصور حلاوتها إلا من جربها * في باب الرضا بالله يقول المصطفى عليه وسلم (ذاقَ طعمَ الإيمانِ ، من رضيَ باللَّهِ ربًّا ، وبالإسلامِ دينًا ، وبمحمَّدٍ رسولًا) رواه مسلم * وفي باب الرضا عن الله يقول عليه الصلاة والسلام (إنك لن تجد طعم الإيمان حتى تؤمن بالقدر وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك) رواه أبو داود والترمذي * فمن رضي بالله ربا حاز اللذة (قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ) ومن رضي بالله إلها ومعبودا حصل السعادة (قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون) ومن رضي بالله محبوبا فقد نال الحلاوة (قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا) ومن رضي بدينه ونبيه وشرعه فقد تمت له الطمأنينة (أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا ) * والمحبة والرضا هما أكملُ مراتب الإيمان، وليسا كالخوف والرجاء فإن الرضا والمحبة حالان من أحوال أهل الجنة لا يفارقان المتلبس بهما في الدنيا ولا في البرزخ ولا في الآخرة بخلاف الخوف والرجاء فإنهما يفارقان أهل الجنة لحصول ماكانوا يرجونه وأمنهم مما كانوا يخافونه & وإذا سألتَ كيف أصلُ لمقام الرضا فالجواب:أن تلزم ماجعل الله فيه رضاه فإنه يوصلك إلى إلى مقام الرضا ولابد القاعدة الثالثة/ التزكية قبل (التحلية) لو أعطيتك إناءً متسخاً بالقاذورات وصببتُ لك فيه عسلاً صافياً وطعمته فهل ستشعر بحلاوة العسل ؟ كذلك القلب الذي امتلأ بقاذورات المعاصي وأدران الخطايا وأوساخ الشهوات لن يجد حلاوةَ الإيمان إلا عندما يطهر وينظف * وقد جاء في الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم (ثلاثٌ مَنْ فَعَلَهُنَّ فقدْ طعِمَ طعْمَ الإيمانِ : مَنْ عبَدَ اللهَ وحْدَهُ وأنَّهُ لا إلهَ إلَّا اللهُ ، وأعْطَى زكاةَ مالِهِ طيِّبَةً بِها نفْسُهُ ، ، وزَكَّى نفْسَهُ) صحيح الجامع 3041 وقد أقسم ربنا جل جلاله 11 قسما (أطول قسم في القرآن ) ليقرر حقيقة مهمة (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا {9} وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا) وتزكية النفس تكون: بكثرة الطاعات واجتناب المحرمات * فمن أوغل في مستنقعات المعاصي لن يجد اللذة ولن يهنأ بالحلاوة يقول بشر بن الحارث رحمه الله : "لا يجد العبد حلاوة العبادة حتى يجعل بينه وبين الشهوات حائطًا من حديد". & وفي قانون الحب:الاقتراب من المحبوب لذة وحلاوة لذا كان إمام العابدين صلى الله عليه وسلم يحد الراحة في الصلاة التي هي أمتن سبل القرب من الله (أرحنا بها يابلال) ويجد فيها الحلاوةَ والنعيم (وجعلت قرة عيني في الصلاة) * فإذا أردتَ الحلاوة فاستكثر من الطاعات واحذر من أن تنخدع ببريق الشهوات وتنطلي عليك حيل الشيطان في أن اللذة في الهوى والعصيان (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب ) & فإذا سألتَ عن أكبر سبب يعين على تزكية النفس فالجواب في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه سأله رجل: وما تزكية النفس؟ فقال: (أن يعلم أن الله عز وجل معه حيث كان)رواه الطبراني وصححه الألباني القاعدة الرابعة / دعاؤك=هناؤك الدعاءُ سلاحُ المؤمن الذي لا ينبو، ومصباحه الذي لا يخبو، وفرسه الذي لا يكبو فمن طلب الحلاوة فليستمطرها بالدعاء * فقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يسأل ربــّه حلاوةَ الإيمان ويسأله أسبابها ففي سؤال الحلاوة يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم (وأسألك نعيماً لا ينفد، وأسألك قرةَ عين لا تنقطع) رواه أحمد والنسائي وقرة العين هي نعيم القلب وحلاوته * وسأل الله أسبابها ففي الحب يقول (وأسألُكَ حبَّكَ وحبَّ من يحبُّكَ، وحبَّ عملٍ يقرِّبُ إلى حُبِّكَ) رواه أحمد وزالترمذي وفي الرضا ( وأسألُك الرضا بالقضاءِ ) رواه أحمد والنسائي وفي التزكية (اللهمَّ آتِ نفسي تقواها . وزكِّها أنت خيرُ مَن زكَّاها . أنت وليُّها ومولاها ) رواه مسلم * فهذه قواعدٌ أربع تحصـّل بها لذةَ العبادة وتجد بتحقيقها حلاوةَ الإيمان فبادر لتطبيقها ونشرها وستجد من الحلاوة بعد ذلك مايجعلك تصلي فلا تفتر، وتصوم فلا تفطر، وتتصدق فلا تضجر، وتقرأ القرآن فلا تهجر ------------ للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#8880 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() البــــــاب الثـــــالـــــــث: خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه الفصل الثالث: الفتوحات الإسلامية في عهده أولاً: جبهة الفرس في الشرق (العراق) ![]() الفتوحات الإسلامية في عهد أبي بكر * الفتوحات الإسلامية في عهد أبي بكر: - مفهوم الفتوح: الفتح في اللغة نقيض الإغلاق، ويقصد به هنا افتتاح دار الحرب ودخول دار العدو، وجمعه فتوح، كما يأتي الفتح بمعنى النصر والغلبة، وقد وردت لفظة الفتح في العديد من الآيات القرآنية، ومنها قول الله تعالى: (إنّا فتحنا لك فتحاً مبيناً). -ولا يقتصر مفهوم الفتح على الانتصار العسكري فحسب، بل يتعداه إلى الانتصار في مختلف الميادين العسكرية والأدبية والأخلاقية، والتي سببت مجتمعة دخول الأقوام في البلاد المفتوحة عسكرياً في دين الإسلام بقناعة ورضا، مما سبب انتصار عقيدة التوحيد على الشرك في تلك البلدان. -فكلمة الفتوح بهذا المفهوم الشامل تعني ما قام به المسلمون من جهاد وفتح للبلدان وتمهيد لدعوة الله وتبليغ دين الإسلام إلى خلق الله وتحطيم قوى الشر التي كانت تمنع المسلمين والناس من ذلك في البلاد المختلفة، وتشمل الأحداث العسكرية وما صاحبها من دعوة ابتداء من أيام الرسول صلى الله عليه وسلم، وتبرز واضحة بمفهومها الخاص في انطلاقتها الكبرى والمباركة أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه ومن تلاه من الخلفاء الراشدين، مروراً بالعصور الإسلامية الأخرى المختلفة. ![]() - يقول البلاذري: لما فرغ أبو بكر رضي الله عنه من أمر أهل الردة رأى توجيه الجيوش إلى الشام، فكتب إلى أهل مكة، والطائف، واليمن، وجميع العرب في نجد والحجاز يستنفرهم للجهاد ويرغبهم فيه، وفي غنائم الروم، فسارع الناس إليه بين محتسب وطامع. ![]() مناوشات المسلمين الأولى مع الفرس في عهد الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه *مناوشات المسلمين الأولى مع الفرس في عهد الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه: -وقعت معركة (ذي قار) بين بني شيبان -أحد فروع بكر بن وائل من ربيعة من معد بن عدنان- ضد الفرس في الجاهلية. حيث انتصر بنو شيبان عليهم في هذه المعركة الحاسمة انتصاراً عظيماً. -واكتشف فيها المثنى بن حارثة تميز قبيلته وشدة بأسها في القتال مع الفرس المجوس والذي على أثرها طلب من أبي بكر السماح له بمناوشتهم قال ابن الأثير: (إن الإسلام جاء وليس في العرب أعز داراً ولا أمنع جاراً ولا أكثر حليفاً من بني شيبان). -طلب المثنى بن حارثة من أبي بكر الصديق بعد نهاية حروب المرتدين في البحرين أن يؤمِّره على قومه وممن دان بالإسلام في تلك الجهات ليجاهد الفرس، فقبل الصديق بذلك، وأخذ يغير على أسفل العراق، تارة على نواحي كسكر وتارة على أسفل الفرات ومناطق الأهواز. ثم بعث أخاه مسعوداً إلى المدينة لطلب المدد. --------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ | الوآصل | المنتدى الرياضي | 6 | 10-12-2009 01:49 AM |
اســـــــرار القلــــب..! | الســرف | المنتدى العام | 22 | 29-09-2008 01:03 AM |
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء | امـــير زهران | منتدى الحوار | 4 | 02-09-2008 03:05 PM |
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة | رياح نجد | المنتدى العام | 19 | 15-08-2008 01:10 PM |
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! | البرنسيسة | المنتدى العام | 13 | 17-08-2007 11:04 PM |