منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 09-01-2015, 05:22 AM   #8911
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

التوبة والإنابة قبل غلق الإجابة
الحمد لله غافر الذنب وقابل التوبة شديد العقاب، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد: فهذه رسالة لطيفة كتبها الإمام ابن رجب الحنبلي "رحمه الله"، في كتبه "لطائف المعرف لما لمواسم العام من الوظائف" وفيها الحديث عن التوبة وعدم التسويف وترك داء طول الأمل، والاستعداد للموت وما بعده. جعلها الله نافعة لناشرها وقارئها وسامعها. وصلى الله على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين. المعصية؟عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إن الله عزّ وجلّ يقبل توبة العبد ما لم يغرغر » ، دل هذا الحديث على قبول توبة الله عزّ وجلّ لعبده ما دامت روحه في جسده لم تبلغ الحلقوم والتراقي. وقد دل القرآن على مثل ذلك أيضاً، قال الله عزّ وجلّ: { إنّما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليماً حكيماً } [النساء: 17]. وعمل السوء إذا أفرد دخل فيه جميع السيئات، صغيرها وكبيرها. والمراد بالجهالة الإقدام على عمل السوء، وإن علم صاحبه أنه سوء، فإن كل من عصى الله فهو جاهل، وكل من أطاعه فهو عالم، وبيانه من وجهين:
أحدهما: أن من كان عالماً بالله تعالى وعظمته وكبريائه وجلاله فإنه يهابه ويخشاه، فلا يقع منه مع استحضار ذلك عصيانه، كما
قال بعضهم: لو تفكر الناس في عظمة الله تعالى ما عصوه.
والثاني: أن من آثر المعصية على الطاعة فإنما حمله على ذلك جهله وظنه أنها تنفعه عاجلاً باستعجال لذتها، وإن كان عنده إيمان فهو يرجو التخلص من سوء عاقبتها بالتوبة في آخر عمره، وهذا جهل محض، فإنه يتعجل الإثم والخزي، ويفوته عز التقوى وثوابها ولذة الطاعة،
وقد يتمكن من التوبة بعد ذلك، وقد يعاجله الموت بغتة، فهو كجائع أكل طعاماً مسموماً لدفع جوعه الحاضر، ورجا أن يتخلص متن ضرره بشرب الترياق بعده، وهذا لا يفعله إلا جاهل. المبادرةروي عن ابن عباس في قوله تعالى: { يتوبون من قريب } [النساء: 17]،
قال: قبل المرض والموت، وهذا إشارة إلى أن أفضل أوقات التوبة، هو أن يبادر الإنسان بالتوبة في صحته قبل نزول المرض به حتى يتمكن حينئذ من العمل الصالح،
ولذلك قرن الله تعالى التوبة بالعمل الصالح في مواضع كثيرة من القرآن. وأيضاً فالتوبة في الصحة ورجاء الحياة تشبه الصدقة بالمال في الصحة ورجاء البقاء، والتوبة في المرض عند حضور أمارات الموت تشبه الصدقة بالمال عند الموت. فأين توبة هذا من توبة من يتوب من قريب وهو صحيح قوي قادر على عمل المعاصي، فيتركها خوفاً من الله عزّ وجلّ، ورجاء لثوابه، وإيثار لطاعته على معصيته.
فالتائب في صحته بمنزلة من هو راكب على متن جواده وبيده سيف مشهور، فهو يقدر على الكر والفر والقتال، وعلى الهرب من الملك وعصيانه، فإذا جاء على هذه الحال إلى بين يدي الملك ذليلاً له، طالباً لأمانه، صار بذلك من خواص المالك وأحبابه؛ لأنه جاءه طائعاً مختاراً له، راغباً في قربه وخدمته. وأما من هو في أسر الملك ، وفي رجله قيد وفي رقبته غل، فإنه إذا طلب الأمان من الملك فإنما يطلبه خوفاً على نفسه من الهلاك، وقد لا يكون محباً للملك، ولا مؤثراًَ لرضاه،
فهذا مثل من لا يتوب إلا في مرضه عند موته، لكن ملك الملوك، وأكرم الأكرمين، وأرحم الراحمين، لا يعجره هارب، ولا يفوته ذاهب،
كما قيل: لا أقدر ممن طلبته في يده، ولا أعجز ممن هو في يد طالبه، ومع هذا فكل من طلب الأمن من عذابه من عباده أمنه على أي حال كان، إذا علم منه الصدق في طلبه. وقوله تعالى: { وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذاباً أليماً } [النساء: 18].
فسوى بين من تاب عند الموت ومن مات من غير توبة. والمراد بالتوبة عند الموت التوبة عند انكشاف الغطاء، ومعاينة المحتضر أمور الآخرة، ومشاهدة الملائكة. فإن الإيمان والتوبة وسائر الأعمال إنما تنفع بالغيب، فإذا كشف الغطاء وصار الغيب شهادة، لم ينفع الإيمان ولا التوبة على تلك الحال.
وقد قيل: إنه إنما منع من التوبة حينئذ؛ لأنه إذا انقطعت معرفته وذهل عقله، لم يتصور منه ندم ولا عزم؛ فإن الندم والعزم إنما يصح مع حضور العقل. وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عمر: « ما لم يغرغر » يعني إذا لم تبلغ روحه عند خروجها منه إلى حلقه. فشبه ترددها في حلق المحتضر بما يتغرغر به الإنسان من الماء وغيره، ويردده في حلقه. وإلى ذلك الإشارة في القرآن بقوله عزّ وجلّ: { فلولا إذا بلغت الحلقوم . وأنتم حينئذ تنظرون . ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون } [الواقعة: 83- 84]، وبقوله عزّ وجلّ: { كلاَّ إذا بلغت التَّراقيَ } [القيامة: 26].

عش ما بدا لك سالماً
في ظل شاهقة القصور

فإذا النفوس تقعقعت
في ضيق حشرجة الصدور

هناك تعلم موقناً
ما كنت إلا في غرور
الاستعداد للموتواعلم أن الإنسان ما دام يؤمل الحياة فإنه لا يقطع أمله من الدنيا، وقد لا تسمح نفسه بالإقلاع عن لذاتها وشهواتها من المعاصي وغيرها، ويرجيه الشيطان التوبة في آخر عمره، فإذا تيقن الموت، وأيس من الحياة، أفاق من سكرته بشهوات الدنيا، فندم جيبنئذ على تفريطه ندامة يكاد يقتل نفسه، وطلب الرجعة إلى الدنيا ليتوب ويعمل صالحاً، فلا يُجاب إلى شيء من ذلك، تجتمع عليه سكرة الموت مع حسرة الفوت. وقد حذر الله تعالى عباده من ذلك في كتابه، قال تعالى: { وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثُمّ لا تُصرون . واتَّبعوا أحسن ما أُنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون . أن تقول نفسٌ يا حسرتى على ما فرّطت في جنب الله وإن كنتُ لمن السَّاخرين } [الزمر: 54- 56]، سُمع بعض المحتضرين عند احتضاره يلطم على وجهه ويقول: (يا حسرتى على ما فرَّطتُ في جنب الله)
وقال آخر عند احتضاره: سخرت بي الدنيا حتى ذهبت أيامي،
وقال آخر عند موته: لا تغركم الحياة الدنيا كما غرتني. وقال تعالى: { حتى إذا جاء أحدهم الموت قال ربِّ ارجعونِ . لعلّي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنّها كلمةٌ هو قائلها } [المؤمنون: 99- 100]. وقال تبارك وتعالى: { وأنفقوا من مّا رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول ربِّ لولا أخرتني إلى أجلٍ قريب فأصَّدَّق وأكن من الصالحين . ولن يؤخِّر الله نفساً إذا حاء أجلها والله خبيرٌ بما تعملونَ } [المنافقون: 10- 11].
قال الفضيل يقول الله عزّ وجلّ: ابن آدم! إذا كنت تتقلب في نعمتي وأنت تتقلب في معصيتي فاحذرني لا أصرعك بين معاصي. وقسم: يفني عمره في الغفلة والبطالة، ثم يوفق لعمل صالح فيموت عليه، وهذه حالة من عمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الحنة فيدخلها. الأعمال بالخواتيم، وفي الحديث: « إذا أراد الله بعبد خيراً عسله، قالوا: ما عسله؟ قال: يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه » صحيح. انظر صحيح الجامع الصغير. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إن الشيطان قال: وعزتك يا رب، لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم. فقال الرب عزّ وجلّ: وعزتي وجلالي، لا أزال أغفر لهم ما استغفروني » [رواه أحمد].
وروي أن رجلاً من أشراف أهل البصرة كان منحدراً إليها في سفينة ومعه جارية له، فشرب يوماً، وغنته جاريته بعود لها، وكان معهم في السفينة فقير صالح، فقال له: يا فتى! تحسن مثل هذا؟ قال: أحسن ما هو أحسن منه. وقرأ: { قُل متاع الدُّنيا قليلٌ والآخرة خيرٌ لمن اتَّقى ولا تُظلمون فتيلاً . أينما تكونواً يُدرككُّم الموت ولو كنتم في بروجٍ مُّشيَّدةٍ } [النساء: 77- 78].
فرمى الرجل ما بيده من الشراب في الماء، وقال: أشهد أن هذا أحسن مما سمعت، فقل غير هذا؟ قال: نعم فتلا عليه: { وقُل الحقُّ من ربِّكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنَّا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سُرادقها } [الكهف: 29]،
فوقعت من قلبه موقعاً، ورمى بالشراب في الماء، وكسر العود، ثم قال: يا فتى! هل هناك فرج؟ قال: نعم، { قُل يا عبادي الَّذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنَّ الله يغفر الذنوب جميعاً إنَّه هو الغفور الرَّحيم } [الزمر: 53].
فصاح صيحة عظيمة، فنظروا إليه فإذا هو قد مات رحمه الله. وبقي هنا قسم آخر، وهو أشرف الأقسام وأرفعها، وهو من يفني عمره في الطاعة، ثم ينبه على قرب الآجال، ليجدَّ في التزود ويتهيأ للرحيل بعمل يصلح للقاء، ويكون خاتمة للعمل، قال ابن عباس: لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم: { إذا جاء نصر الله والفتح } [النصر: 1]
نعيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه، فأخذ في أشد ما كان اجتهاداً في أمر الآخرة. وكان من عادته أن يعتكف في كل عام من رمضان عشراً، ويعرض القرآن على جبريل مرة، فاعتكف في ذلك العام عشرين يوماً، وعرض القرآن مرتين، وكان يقول: « ما أرى ذلك إلا لاقتراب أجلي » ثم حج حجة الوداع، وقال للناس: « خذوا عني مناسككم، فلعلي لا ألقاقكم بعد عامي هذا » وطفق يودع الناس، فقالوا: هذه حجة الوداع. ثم رجع إلى المدينة فخطب قبل وصوله، وقال: « أيها الناس ! إنما أنا بشر، يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب » ، ثم أمر بالتمسك بكتاب الله، ثم توفي بعد وصوله إلى المدينة بيسير صلى الله عليه وسلم: إذا كان سيد المحسنين يؤمر أن يختم عمره بالزيادة في الإحسان، فكيف يكون حال المسيء؟

خذ في جد فقد تولى العمر
كم ذا التفريط قد تدانى الأمر


أقبل فعسى يقبل منه العذر
كم تبني كم تنقض كم ذا الغدر


تأهب للذي لا بد منه
من الموت الموكل بالعباد


أترضى أن تكون رفيق قوم
لهم زاد وأنت بغير زاد


تب من خطاياك وابك خشية
ما أثبت منها عليك في الكتاب


أية حال تكون حال فتى
صار إلى ربه ولم يتب
فإن كان تأخير التوبة في حال الشاب قبيح، ففي حال المشيب أقبح وأقبح. فإن نزل المرض بالعبد فتأخيره للتوبة حينئذ أقبح من كل قبيح؛ فإن المرض نذير الموت. وينبغي لمن عاد مريضاً أن يذكره التوبة والاستغفار، فلا أحسن من ختام العمل بالتوبة والاستغفار؛ فإن كان العمل سيئاً كان كفارة له، وإن كان حسناً كان كالطابع عليه. وفي حديث "سيد الاستغفار":
من قاله إذا أصبح وإذا أمسى، ثم مات من يومه أو ليلته، كان من أهل الجنة. وليكثر في مرضه من ذكر الله عزّ وجلّ، خصوصاً كلمة التوحيد؛ فإنه من كانت آخر كلامه دخل الجنة. وكان السلف يرون أن من مات عقيب عمل صالح كصيام رمضان، أو عقيب حج أو عمرة أنه يُرجى له أن يدخل الجنة. وكانوا مع اجتهادهم في الصحة في الأعمال الصالحة يجددون التوبة والاستغفار عند الموت، ويختمون أعمالهم بالاستغفار وكلمة التوحيد.

يا غافل القلب عن ذكر الموت
عما قليل ستثوي بين أموات


فأذكر محلك من قبل الحلول به
وتب إلى الله من لهو ولذات


إن الحمام له وقت إلى أجل
فأذكر مصائب أيام وساعات


لا تطمئن إلى الدنيا وزينتها
قد حان للموت يا ذا اللب أن يأتي
التوبة التوبة قبل أن يصل إليكم من الموت النوبة، فيحصل المفرط على الندم والخيبة. الإنابة الإنابة قبل غلق الإجابة. الإفاقة الإفاقة؛ فقد قرب وقت الفاقة. ما أحسن قلق التواب! ما أحلى قدوم الغياب! ما أجمل وقوفهم بالباب.
من نزل به الشيب فهو بمنزلة الحامل التي تمت شهور حملها، فما تنتظر إلا الولادة، كذلك صاحب الشيب لا ينتظر غير الموت؛ فقبيح منه الإصرار على الذنب.

أي شيء تريد مني الذنوب
شغفت بي فليس عني تغيب


ما يضر الذنوب لو أعتقتني
رحمة بي فقد علاني المشيب
أيها العاصي، ما يقطع من صلاحك الطمع، ما نصبنا اليوم شرك المواعظ إلا لتقع. إذا خرجت من المجلس وأنت عازم على التوبة. قالت ملائكة الرحمة: مرحباً وأهلاً،
فإن قال لك رفقاؤك في المعصية: هلم إلينا، فقل لهم: كلا، خمر الهوى الذي عهدتموه قد استحال خلا. يا من سود كتابه بالسيئات قد آن لك بالتوبة أن تمحو. يا سكران القلب بالشهوات أما آن لفؤادك أن يصحو؟وصلى الله على محمّد وعلى آله وصحبه وسلم.
----------------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-2015, 05:40 AM   #8912
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

أفظـــــل عمــــــــــل
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي واختي المسلمه السلام عليكم ورحمه الله وبركاته قرأنا كثيرا
من القصص والمقالات والنصائح وسمعنا العبر
والمواضيع المختلفه حول موضوع التوبه والعوده الى الله سبحانه وتعالى .
لكن هل فكرنا يوما بأفضل كتاب نزل على
البشريه من يوم ان خلق الله الارض . انه كتاب الله ( القرآن)
حبل الله من السماء الى الارض وهو نورنا وصراطنا المستقيم والهدى المبين .
من تمسك به وعمل بما جاء به فقد نجى وهدي
بالدنيا والآخره الا تريد ياخي ان يكون كتاب الله بعقلك
وقلبك دائما الا تحب ان تردد اياته بأي وقت وانت سائر
وانت تقود السياره وانت نائم وانت تعمل وانت تجلس وانت تلعب
رياضه ....الخ .
احفظ كتاب الله ياخي وتفكر به وردد اياته ففبها
كل شيء الذكر والدعاء والعبر والاحكام والقصص والبشير
والنذير . عدا انه يأتي شفيعا لك ساعه موتك ويوم القيامه ويقال لك اقرأ وارتقي فأن
منزلتك بآخر ايه كنت تقرأها بالدنيا .
اذا كان القرآن ربيع قلبك فما ذا تنتظر وتتمنى اكثر من ذلك .
اللهماجعل القرآن ربيع قلوبنا وشفاء صدرنا
وشفيعنا وافضل ايامنا يوم لقائك يارب .
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-2015, 05:55 AM   #8913
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب



الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-2015, 06:27 AM   #8914
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب




الأديــــــــــان الســــــــــــــماوية
القســــــــم الأول
الإســــــــلام
* بدأ قصة الإسلام منذ أن خلق الله آدم ـ عليه السلام ـ حيث خلقه الله بيده الكريمة من طين، ونفخ فيه من روحه، وعلمه أسماء الأشياء، وأمر الملائكة أن يسجدوا لآدم؛ قال القرطبي: واختلف الناس في كيفية سجود الملائكة لآدم بعد اتفاقهم على أنه لم يكن سجود عبادة؛ فقال الجمهور: كان هذا أمراً للملائكة بوضع الجباه على الأرض، كالسجود المعتاد في الصلاة؛ لأنه الظاهر من السجود في العرف والشرع؛ وعلى هذا قيل: كان ذلك السجود تكريماً لآدم وإظهار لفضله، وطاعة لله تعالى، وكان آدم كالقبلة لنا.
- ومعنى ((لآدم)): إلى آدم؛ كما يقال صلى للقبلة؛ أي إلى القبلة.
- أما الشيطان، فأهبطه الله من ملكوت السماوات، وأخرجه ذليلاً مدحوراً، وقضى عليه باللعنة، والشقاء، والنار.
- ثم بعد ذلك خلق الله من آدم زوجه حواء؛ ليسكن إليها، ويأنس بها، وأمرهما أن يسكنا دار النعيم الجنة التي فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر وأخبرهما ـ سبحانه ـ بعداوة إبليس لهما، ونهاهما عن الأكل من شجرة من أشجار الجنة؛ ابتلاءاً وامتحاناً؛ فوسوس لهما الشيطان، وزين لهما الأكل من تلك الشجرة الخبيثة، قال تعالى: (ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين * فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوءاتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين * وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين* فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليها من ورق الجنة وناداهما ربهما آلم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين* قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم نغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين).
- قال تعالى:(كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوا من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم).
- قال ابن جرير: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا أبو داود، أخبرنا همام عن قتادة عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: كان بين نوح وآدم عشرة قرون، كلهم على شريعة من الحق، فاختلفوا، فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين، قال: وكذلك هي في قراءة عبد الله (كان الناس أمة واحدة فاختلفوا). ورواه الحاكم في مستدركه من حديث بندار عن محمد بن بشار ثم قال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، كذا روى أبو جعفر الرازي عن أبي العالية عن أبي بن كعب أنه كان يقرؤها (كان الناس أمة واحدة فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين) وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن قتادة في قوله (كان الناس امة واحدة قال: كانوا على الهدى جميعاً فاختفوا فبعث الله النبيين) فكان أول نبي بعث نوحاً.
- وهكذا قال مجاهد، كما قال ابن عباس أولاً. وقال العوفي عن ابن عباس (كان الناس أمة واحدة فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين) يقول: كانوا كفاراً فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين والقول الأول عن ابن عباس أصح سنداً ومعنى، لأن الناس كانوا على ملة آدم حتى عبدوا الأصنام، فبعث الله إليهم نوحاً عليه السلام، فكان أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض.
- هكذا كانت النهاية المؤلمة بعد أن استجاب آدم وحواء لإغواء الشيطان قال ابن كثير:فأهبط آدم وحواء من الجنة وكانا يأكلان منها رغداً، فأهبط إلى غير رغد من طعام وشراب، فعلم صنعة الحديد وأمر بالحرث وزرع ثم سقى حتى إذا بلغ حصد، ثم داسه ثم ذراه ثم طحنه ثم عجنه ثم خبزه ثم أكله، فلم يبلغه حتى بلغ منه ما شاء الله أن يبلغ.
- ورغم ذلك فإن آدم وحواء كانا على الإسلام حيث يعتبر آدم أول الأنبياء علة هذه الأرض حتى بدأ الانحراف العقدي في عهد نوح عليه السلام فأرسل الله ـ سبحانه وتعالى ـ نوحاً عليه السلام أول رسله إلى أهل الأرض ثم توالت بعد دعوات الأنبياء والرسل عليهم السلام في أقوامهم حتى كانت دعوة إبراهيم عليه السلام قال تعالى:(إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفاً ولم تك من المشركين* شاكراً لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم* واتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين* ثم أوحينآ إليك إن اتبع ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين).
- ثم كانت النبوة في ذريته من بعده في ابنيه:إسماعيل وإسحاق ثم كانت في ذرية إسحاق. ومن أعظم الأنبياء من ذرية إسحاق؛ يعقوب، ويوسف، وموسى، وداود، وسليمان، وعيسى ـ عليهم السلام ـ ولم يكن بعد عيسى نبي من بني إسرائيل.
- وبعد ذلك انتقلت النبوة إلى فرع إسماعيل؛ حيث اصطفى الله ـ عز وجل ـ محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليكون خاتماً للأنبياء، والمرسلين، حيث ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أن سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر)) فالإسلام في الجملة دين التوحيد الذي أنزله الله على رسوله محمد ابن عبد الله الهاشمي القرشي أوحاه الله ـ سبحانه وتعالى ـ إلى رسله، رسالة سماوية خاتمة للبشرية، وقد جاء بعد اليهودية والنصرانية مصدقاً لما بين يديه من التوراة والإنجيل، متضمناً كل أسباب السعادة في الدنيا والآخرة. وهو خاتم الأديان السماوية جميعاً وجوهرها وروحها. وجاء لمعالجة كل ما يتعلق بالمجتمع من أمور دينية واجتماعية واقتصادية وسياسية، فهو دين ونظام حياة، وهو تشريع سماوي عام، كما أنه دين التيسير والتخفيف ورفع الحرج عن العباد. ومن أجل عبادته سبحانه وتعالى خلق الثقلين: الجن والإنس قال تعالى:(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).
- وتعتبر الديانة الإسلامية في عالم اليوم إحدى أكبر الديانات، وأكثرها انتشاراً.
- فالمسلمون اليوم حوالي البليون ونصف البليون نسمة، موزعون بين أجناس وقوميات وثقافات عدة، ممتدة من جنوبي الفلبين في آسيا إلى نيجيريا في غربيا إفريقيا، رابطهم الوحيد عقيدتهم الإسلامية. وهناك حوالي 18 %من المسلمين يعيشون في العالم الغربي.
- كما أن اندونيسيا تضم أكبر مجموعة إسلامية، في حين أن المسلمين يشكلون الغالبية من سكان منطقة الشرق الأوسط، وكذلك منطقة شبه القارة الهندية، وجنوب شرقي آسيا، وأماكن شاسعة من إفريقي. وهناك أقليات إسلامية لا يستهان بها في ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي سابقاً وفي الصين. وكذلك في الأمريكتين، وأوربا غربيها وشرقيها ووسطها.
* مصادر الشريعة:امتازت الشريعة الإسلامية بمجموعة من الخصائص العديدة لأنها من عند الله سبحانه وتعالى فمصدرهاالأول القرآن، ومصدرهاالثاني السنة، ومصدرهاالثالث الإجماع:وهو اتفاق المجتهدين من المسلمين بعد وفاة النبي على حكم شرعي، ومصدرهاالرابع القياس: وهو إعطاء مسألة لم ينص على حكمها مسألة مماثلة لها قد نص على حكمها لاشتراكهما في العلة.
ومن المصادر أيضاً الاستحسان: وهو ترجيح الاجتهاد الخفي على الاجتهاد الظاهر لدليل أقوى منفعة أو دفع مضرة مما سكت عنه الشارع، لكنه أمر بمثله. والعرف الصحيح: وهو اعتاده الناس وساروا عليه من قول أو فعل أو ترك ولا يصطدم مع الشرع. وكذا من المصادر المصلحة المرسلة: وهي تحقيق المحافظة على مقصود الشارع من جلب منفعة أو دفع مضرة فيما سكت عنه الشارع لكنه أمر بمثله.
* وهناك نوعان من مصادر الشريعة: مصادر أصلية ومصادر تبعية:
- المصادر الأصلية:وهي كتاب الله تعالى: القرآن الكريم وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام. والقرآن الكريم كتاب الله المنزل على رسوله محمد، والمنقول إلينا بالتواتر، وقد يعرف بأنه كلام الله المعجز.
- أما السنةفهي ما صدر عن رسول الله، من قول أو فعل أو تقرير أو سكوت سوى القرآن. انظر: السنة. المصادر التبعية إن لم يوجد الحكم في القرآن والسنة، فللمجتهد أن يستنبط الأحكام المطلوبة في ضوء قواعد الشريعة وأصولها مما يطلق عليه المصادر التبعية وهي: الإجماع.
- ومعناه في اللغة، العزم على الشيء، والتصميم عليه، وفي الاصطلاح: اتفاق المجتهدين المسلمين، بعد وفاة رسول الله على حكم شرعي. والأصل فيه قوله عليه السلام: (إن الله تعالى قد أجار أمتي أن تجتمع على ضلالة) حديث حسن، اخرجه ابن أبي عاصم في السنة، عن أنس.
* والإجماع نوعان:
- إجماع صريح: أما صريح فهو أن يبدي بعض المجتهدين رأيه في واقعة أو قضية ثم يعرضه على جميع المجتهدين فيقروه عليه صراحة.
- وأما سكوتي:فهو أن يبدي بعض المجتهدين رأيه في قضية ثم يعرضه على جميع المجتهدين أو ينتشر الرأي بينهم في زمانهم فلا يقره أحد ولا ينكره أحد وإنما يسكت الجميع.
- وهناك من ينكر حصول الإجماع لصعوبة ذلك، وهناك من يقبله في عهد الخليفتين أبي بكر وعمر فقط، نظراً لاجتماع الصحابة، أما بعد ذلك فلا يسلمون بوقوع الإجماع لصعوبته. وهناك من يقبل الإجماع الصريح دون السكوتي، ويتفق جمهور العلماء على قبول النوعين مستدلين بأنه لا يتصور من الصحابة أو المجتهدين سكوت على خطأ. كما أن من العلماء من قال إن الإجماع الصريح دلالته قطعية بخلاف السكوتي فدلالته ظنية.

- القياس من المصادر التبعية ويعني في اللغة التقدير والمساواة وفي الاصطلاح : إلحاق مسألة لا نص على حكمها بمسألة ورد نص بحكمها، في الحكم، وذلك لتساوي المسألتين في علة الحكم أو سببه. بتصرف عن الموسوعة العربية العالمية الإلكترونية.
في ظلال آية: قال تعالى:( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه )، أي من سلك طريقاً سوى ما شرعه الله ، فلن يقبل منه:( وهو في الآخرة من الخاسرين ). كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد).
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(تجأ الأعمال يوم القيامة، فتجأ الصلاة فتقول : يا رب، أنا الصلاة: فتقول يا رب، أنا الصلاة؛ فيقول إنك على خير؛ وتجأ الصدقة فتقول: يا رب، أنا الصدقة فيقول إنك على خير، ثم يجأ الصيام فيقول: يا رب، أنا الصيام، فيقول: إنك على خير، ثم يجأ تعالى: إنك على خير، ثم يجأ الإسلام فيقول: يا رب، أنت السلام وأنا الإسلام، فيقول الله تعالى: إنك على خير، بك اليوم آخذ وبك أعطىقال الله في كتابه من يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين )آل عمران.
-------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-2015, 06:40 AM   #8915
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

أطلس الحج والعمرة((تاريخاً وفقهاً))

القسم الأول ((التاريخي))
أولاً:
مكة المكرمة والمشاعر المقدسة

الباب الثـامــن:
الحج في العهد السعودي المبارك

* توسعة المسجد الحرام عبر التاريخ:
- ما من مدينة على مدى التاريخ البشرية حظيت ـ وما وزالت تحظى ـ بتقديس وتكريم, مثلما تحظى به (مكة المكرمة)؛ حيث (الكعبة المشرفة) أول بيت وضع للناس؛ لعبادة الله وتوحيده, والتي أقام قواعدها ـ بأمر من الله ـ أبو الأنبياء إبراهيم, وابنه إسماعيل عليهما السلام؛ ليكون مقاماً يقصده المؤمنون, ويحجون إليه.

- ولقد استجاب الله ـ سبحانه وتعالى ـ لدعاء إبراهيم عليه السلام ـ كما أسلفنا ـ فبعث من ذريته رسولاً بعد أكثر من ألفين وستمائة سنة, إذ جاء خاتم النبيين, وسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم, الذي أرسله الله بالكتاب الحكيم, لهداية الناس أجمعين.
- وقد أدى صلى الله عليه وسلم الحج في السنة العاشرة من الهجرة, وخطب في الناس, وشهد أقواله, وأفعاله الذين حجُّوا معه من الصحابة رضي الله عنهم, وروى المحدثون ذلك, ومنذ ذلك الوقت أخذ عدد الحجاج من ضيوف الرحمن يتزايد عاماً بعد آخر, حتى وصل في العصر الحاضر إلى حوالي ثلاثة ملايين حاج.

- وعلى مر التاريخ الإسلامي احتفظت الأماكن المقدسة بحرمتها وقدسيتها, وكانت محط اهتمام, ورعاية القائمين على خدمتها.
- ولذلك فقد أجرى الحكام التوسعات المختلفة على مر العصور, حيث بدأت التوسعة الأولى في عهد ثاني الخلفاء الراشدين عمر ابن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ, وكان آخرها التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية.

* توسعة الملك عبد الله للحرم المكي:
- حرصاً من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله ابن عبد العزيز على سرعة استكمال كافة المشروعات التي تسهل, وتيسر لحجاج بيت الله الحرام أداء مناسكهم, حيث أنفق حكومة المملكة العربية السعودية ما يزيد على (70)مليار ريال؛ لتوسعة الحرمين الشريفين في السنوات الأخيرة فقط, وبناءً على الأمر السامي الكريم الصادر بتاريخ 11/11/1427هـ تم توزيع ((10))مليارات ريال من فائض إيرادات ميزانية العام المالي 1426/1427هـ, وعلى مدى خمسة أعوام مالية ابتداءً من العام المالي1427/1428هـ صرفت على مشاريع المسسجد المكيَّ, والنبوي, والمشاعر المقدسة.

- وتبلغ المساحة الإجمالية للتوسعة ستة وسبعين ألف متر مربع, وتتكون من بدرومين سفليين, ودور أرضي, ودور أول, بالإضافة إلى السطح, وشملت التوسعة ثمانية عشر مدخلاً عادياً, بالإضافة إلى بوابة رئيسة, أطلق عليه اسم بوابة الملك فهد, وهي مشابهة لبوابة الملك عبد العزيز, كما شملت التوسعة مئذنتين مشابهتين بارتفاع 69متراً, وتضم التوسعة سلالم كهربائية متحركة, لنقل المصلين إلى السطح, والدور الأول في أوقات الذروة والمواسم, خصوصاً كبار السن, والعجزة, كما تشتمل على ثلاث قباب تبلغ مساحتها (225) متراً مربعاً, وممرات للمصلين؛ ليتمكنوا من الدخول, والخروج من وإلى الحرم, وقد روعي في تنفيذ المشروع, أن يكون متميزاً من حيث التصميم, والتنفيذ, وأن يكون مترابطاً مع المبنى العام للحرم, من حيث الطابع المعماري, وبهذه التوسعة تصبح المساحة الإجمالية للحرم المكي الشريف (356) ألف مترٍ مربعٍ, بما في ذلك الساحات المحيطة به, والمخصصة للصلاة, وكذلك السطح بعد أن كانت قبل ذلك (152)ألف مترٍ مربعٍ ليتسع إلى (770) ألف مصلي, بعد أن كانت طاقته الاستيعابية قبل ذلك (340) ألف مصلٍ.


لقطة منظورية لمشروع توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن العزيز آل سعود لتوسعة المسجد

* المُلْــــتَزم:
- المُلــــتَزُم:ما بين الحجر الأسود, وباب الكعبة, وطوله أربعة أذرع (متران تقريباً), يجوز للطائف أن يقف به عند بعض أهل العلم.

- قال شيخ الإسلام: والدعاء مستجاب عند نزول المطر, وعند التحام الحرب, وعند الأذان, والإقامة, وفي أدبار الصلوات, وفي حال السجود, ودعوة الصائم, ودعوة المسافر, ودعوة المظلوم, وأمثال ذلك, فهذا كله مما جاءت به الأحاديث المعروفة في الصحاح, والسنن, والدعاء بالمشاعر كعرفة, ومزدلفة, ومِنى, والملتزم, ونحو ذلك من مشاعر مكة, والدعاء بالمساجد مطلقاً, وكلما فَضُلَ المسجد كالمساجد الثلاثة, كانت الصلاة, والدعاء فيه أفضل.

- وقال أيضاً: وإن أحبّ أن يأتيَ الملتزم ـ وهو مابين الحجر الأسود والباب ـ فيضع عليه صدره, ووجهه, وذراعيه, وكفيه, ويدعو ويسأل الله ـ تعالى ـ حاجته فعل ذلك, وله أن يفعل ذلك قبل طواف الوداع, فإنّ هذا الالتزام لا فرق بين أن يكون حالَ الوادع أو غيره, والصحابة كانوا يفعلون ذلك حين دخول مكة, وإن شاء قال في دعائه الدعاء المأثور عن ابن عباس: ((اللهمّ إني عبدك, وابن عبدك, وابن أمتك, حملتني على ما سخرتَ لي مِن خلقك, وسيرتَني في بلادك حتى بلغتنَي بنعمتِك إلى بيتِك, وأعنتَني على أداء نسكي, فإن كنتَ رضيتَ عني فازدَد عني رضا, وإلا فمِن الآن فارضَ عني قبل أن تنأى عن بيتك داري, فهذا أوان انصرافي إن أذنتَ لي غير مستبدلٍ بك, ولا ببيتك, ولا راغبٍ عنك, ولا عن بيِتك, اللهمّ فأصحبني العافيةَ في بدني, والصحةَ في جسمي, والعصمة في ديني, وأحسن منقلبي,وارزقني, طاعتك ما أبقيتَني, واجمع لي بين خيري الدنيا والآخرة, إنك على كل شيء قدير)). ولو وقف عند الباب ودعا هناك من غير التزام للبيت كان حسناً.

* المُلْــــتَزم:
- المُلــــتَزُم: بالضم ثم السكون, وتاء فوقها نقطتان مفتوحة, ويقال له المَدعَى والمتعوّذ, سمي بذلك لالتزامه الدعاء, والتعوّذَ: وهو ما بين الحجر الأسود, والباب, قال الأزرقي: وذرعه أربعة أذرع, وفي الموطّإ: مابين الركن, والباب الملتزمُ, كذا قال الباجي, والمهلبيّ وهي رواية ابن وضاح, ورواه يحيى: مابين الركن, والمقام الملتزمُ, وهو وهمٌ إنما هو الحطيم مابين الركن والمقام, قال ابن جُرَيح: الحطيم ما بين الركن, والمقام, وزمزم, والحجر, وقال ابن حبيب: مابين الركن الأسود إلى باب المقام حيث يتحطم الناس للدعاء, وقيل: بل كانت الجاهلية تتحالف هناك بالأيمان, فمن دعا على ظالم, أو حلف إثماً, عجلت عقوبته, وقال أبو زيد: فعلى هذا الحطيم الجدار من الكعبة, والفضاء الذي بين الباب, والمقام, وعلى هذا اتفقت الأقاويل, والروايات.


خادم الحرمين الشريفين, ملك المملكة العربية السعودية الملك/عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وهو يَهُمُّ بالخروج من باب الكعبة بعد أن تشرف بغسلها.
مفتاح للكعبة يعود إلى القرن السادس الهجري
------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-2015, 07:28 AM   #8916
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب



الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-2015, 07:34 PM   #8917
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

أين الله في قلوبنا؟
تأملت في هذه الكلمات "أين الله في قلوبنا؟" ووقفت معها وفكرت فيها فقفزت إلى ذهني مجموعة كبيرة من التساؤلات: هل نحن نعظم الله حق التعظيم؟ وكيف عظمته في قلوبنا؟
لقد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يصف الصالحين "عَظُمَ الخالقُ في قلوبهم، فصغُر ما دونه في أعينهم
فانظروا معي أيها الأحباب إلى هذا التعظيم الذي جعلهم ينشغلون بعظمته وحده عن عظمة من سواه كائنا من كان، فصاروا لا يخافون إلا منه، ولا يسكنون ولا يطمئنون ولا يلجئون إلا إليه، ولا يرون رقابة أحد سواه حتى تعلقت به قلوبهم،
واستحوذ جلاله على نفوسهم، فصار هو سبحانه وتعالى حسبهم ووكيلهم، يوافيهم بالعطايا والهبات ويؤيدهم بالمعاني ويثبتهم بالكرامات وصاروا هم أهله وأحبابه وخاصته.
أين نحن من حب الله؟ وكيف علاقتنا بحبيبنا؟وهل نحن حريصون على تصحيح مفاهيم حبنا له سبحانه؟ بمعنى هل نحب أن يكون الله كما نريد منه جل جلاله؟ أم نحب ونجتهد أن نكون نحن كما يريد الله منا؟ ثم نقف بعدها على عتبة العبودية؟! اسمعوا نداء ربكم لداود عليه السلام: "يا داود.. أنت تريد وأنا أريد، إن أطعتني فيما أريد أرحتك فيما تريد، وإن عصيتني فيما أريد أتعبتك فيما تريد، ولا يكون إلا ما أريد".
وفي الخبر الإلهي أيضا: "إذا أطاعني عبدي رضيت عنه، وإذا رضيت عنه باركته ، وليس لبركتي نهاية، وإن عصاني عبدي غضبت عليه، وإن غضبت عليه لعنته..."
. يا إخواني إن الله لا يحب أن تزاحمه أعراض الدنيا في قلب عبده وحبيبه، فحين يزاحم حب الولد محبة الله في قلب الخليل يأمره الله بذبح ابنه ، وعندما تصدق المحبة يخلص قلب الخليل لربه العظيم، وحينما يكون لتعظيم البيت الحرام مكان في قلب الرسول صلى الله عليه وسلم وقلوب الصحابة يأخذ الله عز وجل منهم القبلة التي استأثرت بقلوبهم، ويأمرهم بالصلاة جهة بيت المقدس حتى يرى هل حبه أعظم وأقوى وأكبر من حبهم وتعظيمهم للبيت الحرام؟
وحين تكون الإجابة نعم يرد إليهم البيت بأمره كما أخذه منهم بأمره .
وفي الخبر الإلهي "من آثرني على من سواي آثرته على من سواه". أوقات القرب الإلهي أين الله في قلوبنا؟ هل نفرح بالقرب منه؟
هل نحرص على أن يكون معنا دائما؟ إذن فما مدى فرحنا بالصلاة التي نقابله فيها ونناجيه؟ وما مدى حبنا للسجود الذي نكون فيه أقرب إلى الله؟ وما مدى دوامنا على الذكر الذي يوجب معيته لنا؟ "وأنا مع عبدي متى ذكرني وتحركت بي شفتاه"، وهل لنا نصيب من وقت القرب الإلهي في ثلث الليل الأخير، وربنا ينادي علينا "هل من تائب فأتوب عليه، هل من مستغفر فأغفر له، هل من سائل فأعطيه...".
يا إخواني أليس المحب يتمنى الخلوة مع حبيبه فأين قلوبنا من الخلوة بالله؟! أوليس المحب يضحي من أجل حبيبه؟! فأين تضحيتنا من أجل الله ومن أجل إعلاء كلمته ودينه؟! ثم أليس المحب يسعى في رضا حبيبه ويتحمل من أجل رضاه ما قد يشق على نفسه؟
فهل نحن نراقب مواضع رضا مولانا وحبيبنا لنسرع إليها؟
وهل نراقب مواضع سخطه لنفر إليه منها؟ ونرتمي في ساحات رحمته وننزل به حاجاتنا ونشكو إليه بثنا وأحزاننا وضعفنا، ونطرق على بابه لعله يتكرم ويفتح لنا نحن المذنبين المقصرين المشفقين المساكين؟!!
وتأمل معي يا أخي الحبيب ويا أختي الحبيبة هذا الموقف من شاب أراد أن يتلمس موضعا من مواضع رضا ربه وحبيبه في غزوة بدر، يسأل عوف بن الحارث الرسول صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ما يضحك الرب من عبده؟! "غمسه يده في العدو حاسرا" (يعني دخول القتال بدون درع) فنزع عوف درعا كانت عليه فألقاها ثم أخذ سيفه فقام فقاتل القوم حتى قُتل! فمن منا يسأل نفسه عما يضحك الرب؟ أو عما يفرح الرب فيسارع إليه؟!! ومن منا يتساءل عما يغضب الرب فيفر منه ويبتعد عنه حتى لا يغضب حبيبه؟!!
يا إخوتي كم مرة شاهدنا الله في نعمة أنعمها علينا فشكرناها وأدينا الذي علينا فيها؟
هل شكرنا الله على نعمة الهداية والإسلام؟
هل شكرنا الله على نعمة الصحة؟
هل شكرنا الله على نعمة المال، على نعمة الولد، على نعمة الأبوين، على نعمة الزوجة الصالحة على نعمة التوفيق... إلخ؟
أم تأتي النعمة فننسى المنعم وننسب النعمة إلى غيره، ونصرف كثيرا من نعمه فيما يغضبه وليس فيما يرضيه عنا؟
وتأملوا معي هذا العتاب الإلهي "إني والأنس والجن لفي نبأ عظيم: أخلق ويُعبد غيري، وأرزق ويُشكر سواي، خيري إلى العباد نازل وشرهم إلي صاعد، أتودد إليهم بالنعم وأنا الغني عنهم، ويتبغضون إلي بالمعاصي وهم أحوج شيء إلي...
وما أجمل كلام ابن القيم حين قال "ليس العجب من عبد يتملق سيده ولكن العجب كل العجب من سيد يتودد إلى عبيده وهم يفرون عنه"!!
يا سبحان الله على هذا الإنسان العجيب!! حب الله في البلاء والقدر
يا إخوتي كثيرا ما تأتي الأقدار بما لا يوافق أهواءنا، وتكون الابتلاءات التي تستلزم منا الصبر الجميل، فهل نتساءل عند البلاء والمحنة ونزول الضر أين الله في قلوبنا؟
وهل نشاهد رحمة الله بنا في البلاء؟ وهل نستشعر حب الله لنا عند الابتلاء؟ قال صلى الله عليه وسلم:
"إذا أحب الله عبدا ابتلاه...".
وهل نعيش معاني الصبر الجميل الذي ليس فيه شكوى؟! حقا ما أعجب كلام ابن القيم وهو يصف ناسا نظروا إلى المصائب نظرة أخرى فاستقبلوا مصائبهم كما يستقبلون النعم لأن مصدرهما واحد وهو الله،
ولنتوقف مع كلامه حين يقول: وكل ما يصدر عن الله جميل وإذا كنا لا نرى الجمال في المصيبة فلا بد أن نتأمل قصص موسى عليه السلام مع الخضر في سورة الكهف ، ونتأمل كيف كان خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار في قرية السوء شرا محضا من وجهة نظر سيدنا موسى وكيف ظهرت له مواطن الجمال في أفعال الله بعد معرفة الحقائق والحكم التي وراء الابتلاء!!
وهناك من الناس من يعترض على قدر الله وقضائه ، وقد تبدو منهم علامات السخط على القدر أو عدم الرضا بالقضاء، فهل سألوا أنفسهم أين الله في قلوبنا؟
وإن هناك من يترك أحكام القرآن والسنة ويحكمون أهواء أو أشخاصا أو قوانين غير قوانين الله!
وهناك من يعرضون أنفسهم لغضب الله بالمعاصي فيحجبهم الله عن كل خير!وكل هذا لأنهم لم يقفوا يوما ليسألوا أنفسهم أين الله في قلوبنا؟! لحظة من فضلك قد تأخذنا الحياة وقد تلهينا الدنيا وقد تشغلنا الأنفس والأموال والأولاد ولكن لا بد أن نتوقف كل حين
لنسأل أنفسنا: أين الله في قلوبنا؟! إذا هممت أن تقع في المعصية
فقل لنفسك:
أين الله في قلبي؟
الله أحب إلي أم المعصية؟
هل استهنت إلى هذا الحد بنظر الله إليك؟!
كيف سأقابل الله لو مت وأنا على هذه المعصية؟
"قُلْ أَرَأَيْتَكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ* بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ"
هكذا يظهر عند الشدة أنك لا تثق في أحد إلا الله، فأين الله في قلبك عند الرخاء؟! وإذا تكاسلت عن طاعة فقل: أين الله في قلبي؟ وهل حبي للراحة والكسل أكثر من حبي لله؟!
وتذكر قول الله لرسوله صلى الله عليه وسلم في القرآن:
"فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب"، فبعد الفراغ من متاعب السعي على الحياة لا يرتاح، بل يتعب ويتقرب إلى ربه ويرغب؛ لأن راحة المؤمن في رضا الله.
وهكذا أيها الأحباب تعالوا ندرب أنفسنا على أن يكون الله ملء قلوبنا ولا شيء معه، ويكون لنا في كل صغيرة وكبيرة وقفة لنتساءل:
أين الله في قلوبنا؟
-------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-2015, 08:08 PM   #8918
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

هذه بدايتي.. قصة شاب تائب
قال لي: أتعرف كيف كانت بدايتي؟
قلت: لا.
قال: كانت حياني عبثاً وضياعاً.. لهواً ولعباً.. تقليداً وكنت لا أعرف لحياتي معنى للحياة.. ولا قيمة للحياة أو الفضيلة.. الكل عندي سواء.. الحلال والحرام.. المعروف والمنكر.. الكل عندي جائز.. سخرية.. كبراً وغروراً..
كنت أخدع المغفلات بكلام معسول.. وعبارات براقة.. وكلمات فاتنة خلابة.. تحمل بين حروفها السم القاتل والهلاك المحتم كنت ذئباً أعرف كيف أصل إلـى فريستي وأنال منها ما أريد ثم أنسحب من حياتها بكل سهولة تاركاً إياها أسير الندم والأحزان.
أما في الصلاة: فلم تكن ضمن برنامجي اليومي.. صليت مرة أو مرتين في الأسبوع أو حتى في شهر..
أما في رمضان: كنت أصوم منه نصف ساعة فقط !! أتدري كيف؟ كنت أنام بعد الفجر ولا أستيقظ إلا قبيل المغرب لتناول الإفطار..
وفي الليل.. أعكف على صنم الفضائيات.. أنتقل من قناة إلى قناة.. ومن رقصة إلى أغنية.. ومن عري إلى خلاعة.. وضللت هكذا أسقط.. أسقط.. حتى وصلت إلى القاع..
كنت أسخر ممن يعظني وأصف الصالحين بالتخلف والرجعية..
كنت لا أقبل كلمة نصح.. أو همسة تذكير.. كنت مغتراً بشبابي وصحتي وقوتي وثرائي.. لـم أكن أرى إلا نفسي حتى أصدقائي الذين كنت أمارس معهم لعبة الضياع.. كنت أراهم أقزاماً ومرت الأيام وأنا على هذه الحال.. حتى هبت نسائم التغير..
ولكن كيف حدث هذا؟
بداية الهداية: في ذات يوم شعرت بصداع في رأسي.. لـم أعبأ به في أول الأمر.. ولكنه أخذ في الحدة والازدياد عرضت نفسي على أحد الأطباء وكنت موقناً بأنه سوف يكتب لي بعض أدوية الصداع.. وكان ما توقعته صحيحاً فقد كتب لي بعض الأدوية.. وأوصاني بالراحة التامة وعدم الجلوس أمام شاشة التلفاز فترات طويلة وكان ذلك أشق على نفسي لأنه حرمني متعتي الزائفة ولذتي التي أعيش لأجلها..
وبعد يومين شعرت بتحسن فظننت أنني شٌفيت فعدت إلـى برنامجي القديم.. وما هي إلا أيام معدودة حتى عاودني الألــم مرة أخرى ولكنه كان أشد هذه المرة من جميع المرات السابقة.. بدأ الخوف يلاحقني والقلق يسيطر على تفكيري ذهبت إلى كبرى المستشفيات الخاصة أجروا لي أشعة على الرأس.. وكانت الكــــارثة.. ورم بجوار المـخ.. ماذا يعني هذا؟.. هل أنا مصاب بالسرطان؟.. أنا.. أنا.. سوف أمـوت !!
بدأ قلبي يركض من الفزع.. ويداي.. بل جسمي كله يهتز.. كدت أسقطت على الأرض إلا أن كرسياً قريباً من أحد المكاتب حملني.. خرجت من المستشفى وليس هناك أحد أكثر مني هماً.. كم بقي لي من أيام؟ ماذا قدمت لآخرتي؟ ما هو رصيدي من الأ عمال الصالحة؟.. كيف ألقى الله وأنا ملوثُ بالأوزار والمعاصي؟.. ماذا أفعل؟
سرت كثيراَ على قدمي.. لـم أشعر بنفسي إلا وصوت المؤذن ينادي لصلاة المغرب.. أول مرة في حياتي أنتبه إلى الأذان.. تذوقت كلماته.. نعم.. الله أكبر من كل شيء.. حتى من المرض.. هذا هو طريقي الجديد..
عزمت على التوبة من هذه الساعة ولسوء فعلي.. كنت شاكاً في أن الله يقبل توبة أمثالي.. ولكن الله تعالى لم يتركني في هذا الوقت العصيب.. أراد طمأنتي فأنطق إمام المسجد بآيات عجيبة أعادت إلى قلبي الأمن والطمأنينة والراحة:
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [الزمر:53]، {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ} [الزمر:،5453].
بكيت بكاءً شديداً في الصلاة.. وضللت أبكي حتى سلم الإمام.. وانصرف الناس من المسجد.. جلست في المسجد أتلو كلام الله تعالى حتى العشاء.. وأنا في بكاء متواصل.. وبعد الصلاة..
أتى إليّ إمام المسجد وسلم عليّ وقال لي: ما لي أراك يا بنيّ مهموماً؟ ما تشتكي؟ قلت له: كثرة ذنوبي.. فقال لي: يا بنيَ، إن رحمة الله واسعة وإن رحمته سبحانه تغلب غضبه.. وإنه سبحانه يغفر الذنوب، ويعفو عن السيئات، كما قال في كتابه، وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات ويعلم ما تفعلون وقال سبحانه: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى} [طه:82].
وقال النبيُ صلى الله عليه وسلم: «إن الله عزّ وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها» [رواه سلم].
فتوجّه يا أخي إلى الله بقلبك وجوارحك واركب سفينة التائبين، وسر في العائدين الذين يناديهم ربهم في الحديث القدسي: «يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم».
أتدري يا أخي أن إبليس اللعين هو الذي يريد أن يؤيسك من رحمة الله عزّ وجل، ويُقنطك من عفوه ومغفرته لتموت يائساً قانطاً سيئ الظن بربك..
أتدري أنه قال: "يارب، وعزتك، لا أزال أغويهم مادامت أرواحهم في أجسادهم".
قلت: فماذا قال الله له؟
قال: قال الله عز وجل له: «وعزتي وجلالي، لا أزال أغفر لهم ما استغفروني» [رواه أحمد].
أتدري أن الله يفرح بتوبة التائب فرحاً يليق بجلاله وعظمته؟
يقول النبي عليه السلام: «لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرضٍ فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فيأس منها فأتى الشجرة فاضطجع في ضلها، وقد أيس من راحلته فبينما هو كذالك إذ هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك.. أخطأ من شدة الفرح».
فقم يا بني.. واذهب إلى بيتك.. واعلم أنه سبحانه لا يعجزه شيء فتوجه إليه بقلبك ولسانك.. وادعه دعاء المضطر الذليل.. واعلم أنه سبحانه ينزل إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول: «من يدعوني فأستجيب له.. من يسألني فأعطيه.. من يستغفرني فأغفر له» [متفق عليه] فاغتنم هذه الساعة يا بني.. واسأل الله ما تريد.. وأدمن قرع الباب لعله يُفتح لك.. أدمن يا بني قرع الباب لعله يُفتح لك..
كانت كلمات إمام المسجد بلسماً شافياً لما اعتراني من قلق وخوف.. لا زال الطريق أمامي.. ولا زال هناك أمل في النجاة، وقد عرفت الطريق.. ولابد من السير فيه ما بقي لي من عمر.. المهم أن أموت على طاعة الله.. فالأعمال بالخواتيم.
ذهبت إلى البيت وقد تغيرت في هذه الساعات القليلة مفاهيمي عن كل شيء.. عن الحياة.. والموت.. والشباب.. والفراغ.. الصحة.. والمرض.. كل شيء تغير.. رآني أهل البيت.. فقرؤا في وجهي تلك الأحداث التي مرت بي.. فلما أخبرتهم بخبري سُقط في أيديهم ولفّ السكون والدهشةُ أرجاء البيت فكنت أنا الذي أخفف عنهم
وأقول لهم: إن فيما حدث خيراً لي.. لأنه عرفني طريق الطاعة والعبادة وحلاوة الدعاء والمنجاة.. ولو طال بي العمر ومت على ما كنت عليه لكنت من أخسر الخاسرين... فلله الحمد على هذه النعمة التي أنعم الله بها عليّ.. لم يصدق الجميع ما أقول.. وظنوا بي مساً من جنون.. أيُ النعمة تلك التي يتحدث عنها.. مصاب بورم في المخ ويقول نعمة !!
قرأت ذلك في نظراتهم وإن لم يقولوه بألسنتهم.. أما والدتي.. فقد كانت تعرف حقاً ما أقول.. لأنها كانت قريبة من الله.. دائمة الدعاء لي بالهداية والصلاح.. ذهبت إلى غرفتي ولكن عينيّ لم تكتحل بنوم تلك الليلة.. وظل لساني يلهج بذكر الله وحمده والثناء عليه إلى قُبيل الفجــر.. فقمت وتوضّأت وصليت ما كتب الله لي أن أُصلي.. ثم أذن الفجر..
فذهبت إلى المسجد القريب.. فصليت وجلست أذكر الله حتى أشرقت الشمس.. ثم صليت ركعتين وعدت إلى البيت وأنا في غاية التعـب. سبحتُ في نوم عميق... مضت الأيـام وأنا أزداد طاعةً وقُرباً من الله يوماً بعد يوم.. وأقول في نفسي.. لعل هذا اليوم هو الذي سألقى الله فيه...
عرف جميع أصدقائي بما أصابني.. فجاؤوا لزيارتي.. وجدت الفرصة لنصحهم وترغيبهم في الخير.. دعوتهم إلى طريق الاستقامة والرشاد... رفضوا نصيحتي وآذوني بالقول..
قالوا لي: لقد اخترت هذا الطريق لأنك في عداد الأموات..أما نحن فالحياة أمامنا طويلة وإذا شعرنا بأننا على وشك الموت مثلكَ سنتوب إلى الله..
تركوني وذهبوا.. كانت كلماتهم لا تزال تضرب أذني.. وتخترقُ كل أحاسيسي.. لقد اخترت هذا الطريق لأنك في عداد الأموات..
صرخت: يا إلهي، اشفني.. حتى يعلموا أن هذا هو طريقي إلى الأبــــد..
تمنيت الشفاء في هذه الساعة أكثر من أي وقت مضى..
مرّ أسبوعان وأنا على حالتي من الطاعة والعبادة والذكر والدعاء وتلاوة.. شعرت أخيراً بحلاوة الطاعة ولذة العبادة.. كنت أُحسن معاملة الجميع... بخاصة والدتي التي كنت أجلس معها طويلاً وأطلب منها الدعاء لي..
وفي الأسبوع الثالث أحسست براحة شديدة وشعرت بأنني أقوى من أي وقت مضى.. لـم أعد أشعر بأي ألـم طلبت مني والدتي أن أراجع المستشفى
فقلت لها: يا والدتي، دعيني أعبد ربي حتى يأتيني أجلي.. لا أريد أن يشغلني شيء عن ربي.. لا أريد صدمات جديدة بكت والدتي.. وألحّت عليّ في الذهاب.. فذهبت إلى المستشفى.. وطلبت مراجعة طبيبي.. فأخبروني أنه في إجازة.. ثم أدخلوني على طبيب آخر..
فشرحت له حالتي.. وأخبرته أنني لم أعد أشعر بأي ألم في رأسي.. أخد الطبيب الأشعة وتفحصها..
وقال لي: ليس هناك أي ورم.. والآشعة سليمة..
قلت له: ماذا تقول؟
قال: أقول لك: إنك لست مريضاً... وليس هناك أي ورم ظاهر وقد أخطأ الطبيب في التشخيص..
لم أشعر بنفسي إلا وأنا ساجد على الأرض أغسلها بدموع الفرح والدهشة..
قاموا بعمل أشعة أخرى لي.. وأكد الجميع أنه ليس هناك أي ورم.. وأن آلام الصداع السابقة كانت بسبب السهر وإدمان النظر إلى إشاعات شاشة التلفاز.. لك الحمد يا رب العالمين...
لقد كُتِب لي عمرٌ جديد.. ينبغي أن أغتنمه في طاعة الله ولا أُضيع منه ساعة بل لحظة في غير فائدة..
جاءني أصدقاء السوء بعد أن عرفوا حقيقة الأمر.. قالوا لي: أين سنقضي الليلة سهرتنا يا رفيق الدرب؟
قلت: سأقضي الليلة بين يدي ربي ساجداً وقائماً ومستغفراً ونادماً على ما كان مني..
يا إخوتاه!! ألا تتوبوا إلى الله الذي أنعم عليكم بنعمة الشباب والصحة والمال والجمال؟
ألا تعودوا إلى ربكم وخالقكم قبل أن ينشب الموتُ أضفاره في أحدكم فيلقيه في صفائح القبور؟
قالوا: وطريقنا الماضي؟
قلت: أعود إلى الظلام بعد أن رأيت النور؟
أأعود إلى الموت بعد أن ذقت حلاوة الحياة؟
أأعود إلى الغفلة بعد أن تنسمت نسائم الذكر والشكر والمناجاة..
أأعود إلى سماع الألحان بعد أن عرفت طريق القرآن؟!!
لقد كنت ميتاً فأحياني الله...
وكنت غافلاً فذكرني الله...
وكنت حائراً فهداني الله...
وكنت شارداً فآواني الله...
فكيف أخون العهد؟.. وأصْرِمُ حبل الودّ؟.وأقطع سبيل الوصل؟ أليس ذلك هو الجهل والغدر والخيانة بعينيها؟!
يا إخوتاه !! سأظلُ سائراً على الدرب.. لن أحيد عنه أبداً.. لن أرجع إلى ذلّ المعصية بعد أن ذقتُ عزَ الطاعة..
لن أرجع إلى عبادة الهوى والنفس الأمّارة السوء.. لن أستسلم لحيل الشيطان ومكائده.. لقد أفقتُ من غفوتي.. وصحوتُ من غفلتي فهذا هو الطريق... هذا هو الطريق...
وتلك هي بدايتي...
------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-2015, 08:39 PM   #8919
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

أزمات الحياة .... مفهوم خاطئ
بعض الناس يريد الحياة نقية بلا شائبة , صافية بلا كدر , فإن أصابه بلاء انزعج وطار عقله باحثا عما يمكن أن يفرغ فيه طاقته المكبوته من أمور الدنيا , ويبحث جاهدا عن زيادة المتاع ويزداد تعلقه بزخرف الحياة ناسيا التعلق بالله ربه ,
وقد ذكر الله مثاله ووصف وصفه بدقة القرآن الكريم في آيات تدعو للتدبر , يقول الله تعالى : " وَ مِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيرٌ اطمَأَنَّ بِهِ وَ إِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَب عَلى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَ الاَخِرَةَ ذَلِك هُوَ الخْسرَانُ الْمُبِينُ , يَدْعُوا مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضرُّهُ وَ مَا لا يَنفَعُهُ ذَلِك هُوَ الضلَلُ الْبَعِيدُ, يَدْعُوا لَمَن ضرُّهُ أَقْرَب مِن نَّفْعِهِ لَبِئْس الْمَوْلى وَ لَبِئْس الْعَشِيرُ, إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَ عَمِلُوا الصلِحَتِ جَنَّتٍ تجْرِى مِن تحْتهَا الأَنْهَرُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ, مَن كانَ يَظنُّ أَن لَّن يَنصرَهُ اللَّهُ فى الدُّنْيَا وَ الاَخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسبَبٍ إِلى السمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطعْ فَلْيَنظرْ هَلْ يُذْهِبنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظ" سورة الحج
والبعض الآخر – من جانب آخر- يظن أنه كلما تقرب إلى الله سبحانه أقبلت عليه الدنيا, وذهبت عنه الآلام بالكلية, وصفت له الحياة فلا مصيبة ولا مشكلة, ويتوقع أن تكون الدنيا مفتوحة له والأمور سهلة عليه ولا إزعاج له في شأن من الشئون, وكلاهما فهم خاطىء
فقد جعل الله سبحانه من سننه في خلقه أن الحياة لاتصفو من كدر , كما شاء سبحانه أن يبتلي المؤمنين بأنواع الابتلاءات والاختبارات, وكلما كان العبد في إيمانه أقوى وأعلى كلما كان ابتلاؤه أشد واختباره أصعب.
وليس هناك أرقى ولا أعظم مقامًا من مقام النبي صلى الله عليه وسلم بين الناس, وليس هناك أكرم على الله منه, ومع ذلك فقد ابتُلي صلى الله عليه وسلم وأوذي أشد أنواع الابتلاء والإيذاء.
* وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيرًا يصب منه ) أخرجه البخاري
* وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا, وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة ) أخرجه الترمذي وصححه الألباني
* وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة ) أخرجه الترمذي وصححه الألباني
فهذه الأحاديث وغيرها تبين لنا أن الله سبحانه يبتلي أهل الإيمان, ليختبرهم ويعلم الصادق من الكاذب, وكذلك ليطهرهم وينقيهم من ذنوبهم حتى يلقوه وما عليهم ذنب.
فعلينا أن نُري الله منا خيرًا, وأن نصبر في ابتلاءاته واختباراته سبحانه,وأن نعلم أن فيها خيرًا كبيرًا لنا وحكمة عظيمة لا ندركها, فنرضى بكل ما أصابنا الله به ولنسلم به ولنصبر عليه وليلهج لساننا بحمده عز وجل في كل حال.
قال سبحانه: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ. وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت:3].
-------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-2015, 08:59 PM   #8920
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

قلب يبحث عن أضلعه !
وكأن القلب الحائر يبحث عن اضلاعه التي ياوي إليها , فتكون له بمثابة الكهف الآمن من مخاوف التقلبات , وكأنه - بلا هدى وتقى - كشراع تائه في مهب الريح عبر البحر الهائج الكبيير
فتدور قلوبنا بين اللحظة واللحظة بين مترددين يستقطبانها من اقصى البعد إلى اقصى البعد , ومن طرف إلى طرف , تبحث عن الطمأنينة والأمان والسكينة والراحة , ولن تجدهم إلا في القرب من الله سبحانه , والطمأنينة بذكره , والسكينة في طاعته , والأمان في توحيده ورسالته ...
وقلوبنا أثناء الحيرة تستاثر بقيادة كياننا كله - مع كل اسف - وتستحوذ على مكان الصدارة في التخطيط والتوجيه والسلوك , فتصير الجوارح معه كعبد مطيع , وتابع سهل القياد , وبينما هي تتهاوى في هوى غالب أو غفلة عميقة , تهوي معها الجوارح كلها , فإذا بك ترى حركة بلا هدف , وفكرا بلا غاية , وحياة بلا نتيجة .. بل معاناة وألم وحزن وهم , وههنا تنتشر الأمراض النفسية الناتجة من ضعف هداية القلوب وسيطرة الأمراض عليها
وبينما القلب يهتدي , وتبدأ تومض بين عينيه ومضات الرشاد , تبدأ عملية الإفاقة , ويبدأ في استرداد قواه التي خارت , وبصيرته التي غبشت , فيدرك الحقائق بنور الإيمان , ويرى الحق بأثر اليقين
والقلوب تحتاج - كما تحتاج الأفكار - إلى وضع خطط لتصل إلى أهدافها وآمالها , كما تحتاج إلى ترتيب أحوالها ووضع وسائل وصولها لما ترجو وترنو ..
والقلب الهائم بلا خطة محكمة لآدائه غالبا ما يستشعر الألم والحزن ويأخذ صاحبه إلى متاهات غير معلومة من الكآبة والضيق والاستشعار بالفشل المحيط ..
إننا نخطىء كثيرا عندما ننسى خطط القلوب في زحمة خطط الأفكار والأعمال ,
فإذا بنا نرتب لأنفسنا كل شىء غافلين عن أهم الآلات وأقوى الدوافع للنجاح وهو القلب ..
إنه المحرك الأكبر الذي يمد الجوارح بالدافعية الذاتية , وهو الحكيم الناصح لكل حركة وسلوك , وهو المستشعر الحساس لصحة أي قرار
قلوبنا هي ذواتنا الفعلية إذا نحن تجردنا عن المظاهر والأشكال , وهي حقيقتنا إذا نحن خلعنا أقنعة الأجساد , وهي مقياس فعاليتنا ومحور دوران نفوسنا في كل لحظة تمر بها الحياة ..
وخطط القلوب ليست كخطط الأفكار والأعمال في طبيعتها , إذ إن لها طبيعة أخرى ونسقا مختلفا , ومعنى غير معتاد ...
و خطط القلوب دوما هي خطط سرية مخبوءة , لا يكاد يعرفها أحد غير صاحبها , وقد يحاول صاحبها أن يبدو بها بغير حقيقتها في أحيان , إلا أنها تبدو عليه في لفظات لسانه وقد تبدو في المواقف الصعبة والشدائد ..
كلنا يمر بذلك .. وكثير منا يفاجأ بمواقف لم يكن يتوقعها من أناس يراهم ليل نهار , مواقف في التضحية والعطاء , ومواقف في الشجاعة والبذل , ومواقف في الرقة والعاطفية , ومواقف في المحبة والتفاني .... وآخرين نفاجأ بمدى سوء طويتهم في الشدائد , فتفاجئنا قسوة قلوبهم , ويفاجئنا بخلهم , وحرصهم , وربما - في بعض الأحيان - تفاجئنا حتى خيانتهم !!
إن كلا من هؤلاء قد أعد خطته واختار سبيله ..فالأول أبيض مثل الصفا والآخر أسود بدرجاته !!
وخطط القلوب إما علوية وإما سفلية , والقلوب بين الصفتين تتدرج , فالقلب صاحب الخطة العلوية يتدرج بين النظافة والطهارة والصدق والإخلاص , فتراه يقترب – كلما نجحت خطته – من الشفافية والنقاء والنورانية ,
والآخر هو يقترب دوما من الظلمة , ويتدرج بين المكر والكذب والظلم .. ومن القلوب من لا يعرف لنفسه مخططا ولا يدري لنفسه منهجا , هو يحب الخير ولكنه يضع نفسه مكان السوء , ويتمنى الصدق وهو ممارس دائم للكذب , ويريد النور وهو ساكن في بيت من ظلام . ومن القلوب من يتردد بين سبيلين , فساعة في خير وأخرى في سوء, ولحظة في هدى ولحظات في غي ,
وهذا القلب قد بنى خطته على ما يهواه لا على ما يصلحه ,والواقع أن خطته غالبا ما تفشل وأن الغي والسوء يجرانه نحو هلكته. وقلب آخر قد بنى لنفسه خطة محكمة وقعد قواعدها وحبك مبانيها على أساس حسن ثم ابتدأ في تطبيقها وبينما هو سائر إذ عاقته العوائق وتنافسته المغريات , فإن هو استرسل معها فقد جهده وإن هو أعرض عنها قفز من نجاح إلى نجاح ..فيا ترى أين نلقاه في نهاية السبق
-------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 02:29 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved