![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#9601 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() موقف عياض بن غنم : فعل خالد بن الوليد كل هذا، وما زال سيدنا عياض بن غَنْم يقف أمام أول حصن من حصون فارس من جهة المنطقة التي ذهب يفتحها -شمال الجزيرة العربية- وهي منطقة دومة الجندل، وقد كان حصنًا عظيمًا للفرس في شمال الجزيرة العربية، ولم يتمكن سيدنا عياض حتى هذه اللحظة من فتح هذا الحصن. على الجانب الآخر نجد أن خالد بن الوليد قد أتم مهمته على خير ما يمكن أن يُتِمَّ قائدٌ مهمتَه، وهو يفكر الآن ماذا يفعل بعد أن أتم مهمته في وقت قياسي، فقد قطع مئات الكيلو مترات، وانتصر على مئات الآلاف ممن كانوا في جيوش الفرس، وفتح الحيرة وظل منتظرًا في الحيرة حوالي ثلاثة شهور، دون أن تصل أخبار عن انتصارات لعياض بن غنم، وهو الآن يفكر: هل أتوجه إلى المدائن لفتحها أم أذهب إلى عياض بن غنم لمساعدته؟ ولكن في توجهه إلى المدائن مخالفة لأمر أبي بكر الصديق ![]() كان من المفترض أن يتقدم عياض بن غنم من دومة الجندل بعد أن يفتحها إلى شمال العراق، ثم ينزل من شمال العراق حتى الحيرة، وهنا يقوم خالد ![]() فتح الأنبار وعين التمر : وكان الفرس في هذه المنطقة يتجمعون في ثلاثة أماكن رئيسية؛ منطقة على نهر الفرات تُسمَّى الأنبار، وهي حصن منيع جدًّا من حصون الفرس، ومنطقة عين التمر، ومنطقة تُسمَّى الفِرَاض وهي قريبة من الشام، وكانت الشام تابعة للروم. وبدأ خالد ![]() ![]() قال: إذا قدم خالد فليس لنا إلا الهزيمة. وعندما وصل إليه خالد ![]() ولكن يُصِرُّ شيرازاد على القتال، وهو يعلم في داخل نفسه أنه مهزوم، ويقف أهل الأنبار أعلى الحصن ليرموا المسلمين، وبخبرته الثاقبة في الحروب يرى خالد بن الوليد ![]() فيقول لجيشه: والله إن هؤلاء قوم ليس لهم علم بالحرب؛ فسددوا أسهمكم إليهم في رمية رجل واحد واختاروا العيون! ووقف الرماة المهرة في مقدمة صفوف المسلمين، واستعدوا للأمر، وفي لحظة واحدة أشار خالد بن الوليد فانطلقت مئات الأسهم من الجيش المسلم نحو أهل الأنبار ففُقِئَت في أول رمية ألفُ عين، ولهذا سُمِّيت هذه الموقعة موقعة (ذات العيون)، فأعلن شيرازاد ومن معه الاستسلام مباشرة، وقالوا: نرضى النزول على حكم المسلمين، ولكن لنا شرط واحد، وهو أن يخرج شيرازاد في حامية صغيرة من جيشه لا تتجاوز الجنود العشرة دون سلاح ودون مال إلى المدائن. وهذا -كما نرى- هربٌ من المعركة، ووافق خالد بن الوليد حقنًا للدماء وحفاظًا على الأرواح، وخرج أولئك الجنود بشيرازاد وتوجهوا إلى المدائن، وعندما وصلها لامه بهمن جاذويه قائد الجيوش الفارسية على مقدمة المدائن، فقال له: كيف أقاتل من فقأ ألف عين في أول رمية؟! ودخل خالد بن الوليد الأنبار، ولم يقتل فيها أحدًا؛ لأنه لم يكن هناك قتال، ولكنه سبى الكثير من أهلها، وكان منهم أربعون غلامًا يتعلمون الإنجيل في كنيسة من الكنائس، وكان من هؤلاء الغلمان الأربعين غلامٌ صغير يُسمَّى نُصَيرًا، وغلام آخر يُسمى سيرين، وقد أسلم كل منهما، وتزوج نصير وأنجب موسى بن نصير الذي فتح الأندلس، وأنجب سيرين محمد بن سيرين أحد كبار علماء المسلمين، وأحد كبار التابعين. وبعد أن انتهى خالد ![]() ![]() فيقول مهران: نعم، أنتم أعلم منا بقتال العرب، وأنتم مثلنا في قتال العجم. وتقدم عَقَّة بن أبي عقة ليلاقي جيوش خالد بن الوليد، ويلوم الفارسيون مهران على قوله أن عقة والعرب أعلم منهم بقتال العرب، فيقول لهم: والله إني رأيت جيشًا لا يقف أمامه أحد، فقلت: أتّقيه بهم، فإن انتصروا فالنصر لكم، وإن هُزِمُوا جاء جيش المسلمين إلينا وفيه ضعف من أثر لقائهم. وعسكر عقة بجيشه على مسافة 20 كيلو مترًا من عين التمر، في منطقة تسمى الرمالية، وتقدم خالد بن الوليد بجيشه والتقى مع هذا الجيش، ووقف الجيشان، وكعادة الجيوش يخرج واحد من كل جيش للمبارزة وإظهار القوة، وخرج من جيش العرب النصراني عقة بن أبي عقة ويطلب من يبارزه، ويخرج إليه خالد بن الوليد -ويا ويل عَقَّة من خالد!- ويفعل سيدنا خالد ![]() وعلى الفور بدأ جيش عُقّة يفرُّ هربًا من المسلمين ولم يحدث قتال يُذْكَر بين الفريقين، وظل المسلمون يتتبعون الجيش الفارَّ حتى "عين التمر". وخلال مسافة الـ 20 كيلو مترًا من موقع المعركة وحتى عين التمر، يقتل المسلمون منهم ويأسرون، حتى يصل الفارّون إلى الحصن الذي كان فيه الجيش الفارسي بقيادة مهران، فيدخل منهم من يدخل، ويضيق الحصن عليهم فيغلق باب الحصن أمام باقي الفارِّين، ويقتل المسلمون مَن بخارج الحصن، ثم يقتلعون الباب ويدخلون، ويضعُ سيدنا خالد عُقّة في مقدمة الحصن من الداخل ويقطع رأسه، فتبلغ الهزيمة النفسية من أهل الحصن مبلغًا كبيرًا، ويُمْعِن المسلمون القتلَ فيهم، ثم يهرب الأمير الفارسي مهران إلى الشمال متوجهًا إلى المدائن كعادة الأمراء الفارسيين. ويسيطر خالد بن الوليد ![]() ![]() ![]() معركة دومة الجندل : في هذا الوقت كان عياض بن غنم ![]() ![]() ![]() وعندما يصل إلى عياض بن غنم ويرى الموقف على هذا الوضع؛ المسلمون يحاصرون دومة الجندل، والمشركون في داخل الحصن، والعرب والفرس يحاصرون أجزاء من جيش المسلمين من حصن آخر، وكلا الفريقين أصابه التعب والإرهاق. فيشير الوليد بن عقبة على عياض بن غنم أن يستعين بخالد بن الوليد، ويوافق عياض ![]() ![]() وأرسل الرسول بالرسالة، وتبعه بالجيش على الفور، وقطع هذه المسافة 500 كيلو مترٍ، وهي مسافة طويلة جدًّا، خاصة بعد أن خاض هذا الجيش الكثير من المعارك. كان على رأس دومة الجندل اثنان من العرب أحدهما: أكيدر بن عبد الملك، والآخر يُسمَّى: الجودي بن ربيعة. أكيدر بن عبد الملك هذا كانت له تجربة سابقة مع خالد بن الوليد، وقد تعلم درسًا قبل ذلك من خالد ![]() فبعد غزوة تبوك أرسل النبي خالد بن الوليد في كتيبة لتأديب هذه المنطقة "دومة الجندل"، والتي كانت تساعد الروم على حرب المسلمين في تبوك، وكان على رأس هذه المنطقة ساعتها أكيدر هذا وأخوه حَسَّان بن عبد الملك، وتتقدم الكتيبة وتقتل حسَّان بن عبد الملك، وتأسر أخاه أكيدر وتذهب به إلى النبي، ويُطلقه الرسول على ألاّ يمس المسلمين بسوء، بعد أن يعاهده على ذلك، ويعيده الرسول إلى دومة الجندل ولكنه يخالف عهده مع الرسول، ويقاتل عياض بن غنم في أول مناسبة تسنح له بذلك بعد وفاة النبي . إذن فقد خالف أكيدر بن عبد الملك العهد وعليه جزاؤه، ويتقدم خالد بن الوليد بجيشه فيقول أكيدر: والله لا يرى قومي وجه خالد إلا هُزِمُوا، قلُّوا أو كثروا، فالرأي أن نصالحهم. ولكن الجودي بن ربيعة يتجبر ويتكبر ويقول: كيف نصالحهم؟! لا بُدَّ أن نقاتلهم. ولكن أكيدر بن عبد الملك يعلم حجمه أمام خالد ![]() ![]() ![]() ![]() وتخرج هذه الكتيبة وتأسر "أكيدر بن عبد الملك" ويأتون به، فيقول لخالد بن الوليد: والله ما خرجت إلا لِتَلَقِّي الأمير!! ولا يقبل منه خالد ![]() ثم توجه خالد ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ثم بعد أن تمكن له الوضع في دومة الجندل؛ طهَّر هذه المنطقة وترك عليها حامية، وعزم على العودة بجيشه إلى عين التمر، وقبل أن يصل إليها تصل الأخبار إلى القعقاع بن عمرو خليفة خالد بن الوليد على "الحيرة" أن الفرس يحشدون الحشود لمقاتلة المسلمين، وكما نرى فخالد بن الوليد ![]() تُرَى ماذا يفعل القعقاع بن عمرو أمام هذه الجيوش العظيمة التي تحتشد له في شمال العراق لقتاله؟ وماذا يكون ردُّ فعل خالد بن الوليد ![]() هذا ما سنعرفه في المقال القادم بإذن الله. ---------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#9602 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() غزوة بدر الكبرى .. يوم الفرقان ![]() تعد غزوة بدر الكبرى أول معركة في الإسلام قامت بين الحق والباطل؛ لذلك سميت يوم الفرقان، وكانت البداية حينما خرج المسلمون للقاء قافلة أبو سفيان ولم يكونوا خارجين للقتال، ولكن الله أراد لهم النصرة والعزة للإسلام واستئصال شوكة الكفر، فكم كان عدد المسلمين والمشركين في غزوة بدر؟ وما هي النعم التي أنعمها الله على المسلمين في تلك الغزوة؟ عندما هاجر الرسول والمسلمون إلى المدينة شرعوا في تكوين دولتهم الوليدة وسط مخاطر كثيرة وتهديدات متواصلة من قوى الكفر والطغيان في قريش التي ألبت العرب كلهم على المسلمين في المدينة، وفي هذه الظروف الخطيرة أنزل الله تعالى الإذن بالقتال للمسلمين لإزاحة الباطل وإقامة شعائر الإسلام. واتبع الرسول صلى الله عليه وسلم سياسة حكيمة في القتال تقوم أساسًا على إضعاف القوة الاقتصادية لقريش بالإغارة على القوافل التجارية المتجهة للشام، وبالفعل انطلقت شرارة السرايا بسرية سيف البحر في رمضان 1هـ بقيادة حمزة بن عبد المطلب وتوالت السرايا والتي اشترك في بعضها الرسول بنفسه، مثل: الأبواء وبواط، حتى كانت غزوة ذي العشيرة عندما جاءت الأخبار للرسول بأن عيرًا لقريش يقودها أبو سفيان بن حرب قد خرجت إلى الشام فخرج يطلبها ففاتته إلى الشام فرجع المدينة وهو ينتظر عودتها من الشام ليأخذها.. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعتمد على سياسة بث العيون وسلاح الاستخبارات لنقل الأخبار بحركة القوافل التجارية وقد نقلت له العيون بأن القافلة راجعة من الشام محملة بثروات هائلة تقدر بألف بعير فندب الرسول الناس للخروج لأخذ هذه القافلة فتكون ضربة قاصمة لقريش ولم يعزم على أحد فاجتمع عنده ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً معظمهم من الأنصار، ويقال: إن هذا العدد هو عدد جند طالوت الذين عبروا معه النهر ولم يشربوا منها لمذكورة قصتهم في سورة البقرة، ولم يكن سوى فارسين الزبير والمقداد والباقي مشا ه و كل ثلاثة يتعاقبون على بعير واحد وخرجوا وهم يظنون أنهم لا يلقون حربًا كبيرة وأرسل الرسول رجلين من الصحابة يتجسسان له أخبار القافلة. الخبر يصل إلى قريش: كان أبو سفيان قائد القافلة في غاية الذكاء والحيطة والحذر وكان يتحسس الأخبار ويسأل من لقي من الركبان حتى عرف بخروج الرسول والصحابة لأخذ القافلة فاستأجر رجلاً اسمه ضمضم بن عمرو الغفاري وكلفه بالذهاب إلى قريش ليستنفرها لنجدتهم، وفي هذا الوقت كانت عاتكة بنت عبد المطلب عمة النبي قد رأت رؤيا بهذا المعنى وانتشر خبرها في قريش وسخر منها الناس، على رأسهم أبو جهل لعنه الله، ولكن سرعان ما بان تأويل الرؤيا وعرفت قريش بحقيقة الخبر فثاروا جميعًا وأسرعوا للإعداد لحرب المسلمين،وخرج من كل قبائل العرب رجال سوى قبيلة بني عدي حتى بلغ الجيش المكي ألف وثلاثمائة ومعهم مائة فارس وستمائة درع، ولما أجمعوا على المسير خافوا من غدر قبائل بني بكر وكانت بينهما عداوة وحرب، فتبدى لهم إبليس لعنه الله في صورة سراقة بن مالك سيد بني كنانة وقال لهم: "أنا لكم جار من أن تأتيكم كنانة من خلفكم بشيء تكرهونه". العير تفلت: استخدم أبو سفيان ذكائه وحذره الشديد حتى استطاع أن يعرف موقع جيش المسلمين بـ بدر ويحول هو خط سير القافلة نحو الساحل غربًا تاركًا الطريق الرئيسي الذي يمر ببدر على اليسار،وبهذا نجا بالقافلة وأرسل رسالة للجيش المكي بهذا المعنى، فهمّ الجيش بالرجوع ولكن فرعون هذه الأمة أبو جهل صدهم عن ذلك، ولكن قبيلة بني زهرة بقيادة الأخنس بن شريق عصوه ورجعوا ولم يشهدوا غزوة بدر. المجلس الاستشاري: لم يكن يظن المسلمون أن سير الحرب سيتحول من إغارة على قافلة بحراسة صغيرة إلى صدام مع جيش كبير مسلح يقدر بثلاثة أضعاف جيشهم، فعقد الرسول صلى الله عليه وسلم مجلسًا استشاريًّا مع أصحابه ليعرف استعدادهم لمواصلة الحرب المقبلة، وعرض عليهم مستجدات الأمر، وشاورهم في القضية، فقام أبو بكر وعمر والمقداد فتكلموا وأحسنوا، وبينوا أنهم لا يتخلفون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبدًا، ولا يعصون له أمرًا، فأعاد الرسول صلى الله عليه وسلم الأمر، وقال: "أشيرواعليّ أيها الناس".. وكان يريد بذلك الأنصار ليتعرف استعدادهم لذلك، فقال سعد بن معاذ: "والله لكأنك تريدنا يا رسول الله!" قال: "أجل"،قال: "فقد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة؛ فامض يا رسول الله لما أردت؛ فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدوًّا غدًا، وإنا لصبر في الحرب صدق في اللقاء، ولعل الله يريك مناما تقرّ به عينك، فسر بنا على بركة الله"، فسُرّ الرسول صلى الله عليه وسلم بما قاله المهاجرين والأنصار، وقال: "سيرواوأبشروا؛ فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين". قبل غزوة بدر: تحرك الرسول صلى الله عليه وسلم واختار مكانًا للقتال أشار الحباب بن المنذر بتعديله ليسهل على المسلمين التحكم في مصدر المياه، وإن كانت هذه الرواية ضعيفة إلا إنها منتشرة بأسانيد كثيرة في كتب السيرة والتاريخ. الصحابة يأسرون غلامين من جيش قريش، والرسول صلى الله عليه وسلم يستجوبهما ليعرف عدد الجيش ومن على رأسه فيتضح أن الجيش قرابة الألف، على رأسه سادة قريش وكبرائها. أرسل الله مطرًا من عنده، فنزل بردًا وسلامًا وتثبيتًا على المسلمين،ووابلاً ورجزًا على الكافرين، وقد كان الشيطان قد أصاب المسلمين أثناء نومهم، فاحتلم منهم الكثير، فنزل المطر فطهرهم بذلك. عندما نزل المسلمون في مقرهم اقترح سعد بن معاذ بناء مقر لقيادة النبي صلى الله عليه وسلم استعدادًا للطوارئ؛ فبنى المسلمون عريشًا للنبي صلى الله عليه وسلم ودخل معه في العريش لحراسته أبو بكر الصديق لذلك كان علي بن أبي طالب يقول: "أبو بكر أشجع الناس على الإطلاق بعد النبي صلى الله عليه وسلم"، وأقام سعد بن معاذ كتيبة لحراسة العريش مقر القيادة. قضى الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة في الصلاة والدعاء والتبتل والتضرع لله وقد عبأ جيشه ومشى في أرض المعركة وهو يقول: "هذا مصرع فلان، وهذا مصرع فلان إن شاء الله غدًا"، وقد استبشر الناس بالنصر. أما الجيش المكي فقد وقع في صفهم انشقاق بدأ عندما طلبوا من عمير بن وهب الجمحي أن يدور دورة حول المعسكر الإسلامي ليقدر تعداده، فدار دورة واسعة أبعد فيها ليتأكد من عدم وجود كمائن للجيش الإسلامي، ثم عاد فقال لهم: "عددهم ثلاثمائة رجل، ولكني رأيت يا معشر قريش المطايا تحمل المنايا، نواضح يثرب تحمل الموت الناقع، قوم ليس معهم منعة ولا ملجأ إلا سيوفهم؛ فوالله ما أرى أن يُقتل رجل منهم حتى يقتل رجلاً منكم". وهنا دبَّ الرعب في قلوب الكافرين وقامت حركة معارضة بقيادة حكيم بن حزام الذي أقنع عتبة بن ربيعة أن يتحمل دية عمرو بن الحضرمي المقتول في سرية نخلة رجب 2هـ، ولكن فرعون الأمة الذي كان يسعى لحتفه بظلفه أفسد هذه المعارضة، وأثار حفائظ عامر بن الحضرمي، فقال: "هذا حليفك، أي عتبة، يريد أن يرجع بالناس، وقد رأيت ثأرك بعينك، فقم فانشد خفرتك ومقتل أخيك"، فقام عامر وكشف عن استه، وصرخ قائلاً:"واعمراه واعمراه"، فحمي الناس وصعب أمرهم واستوثقوا على ما هم عليه من الشر". -------------------- يتبــــــــــــع |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#9603 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() اندلاعغزوة بدر: كان أول وقود المعركة ( غزوة بدر) الأسود بن عبد الأسد المخزومي التي وردت بعض الآثار أنه أول من يأخذ كتابه بشماله يوم القيامة وكان رجلاً شرسًا سيئ الخلق أراد أن يشرب من حوض النبي صلى الله عليه وسلم فقتله حمزة بن عبد المطلب قبل أن يشرب منه، ثم خرج ثلاثة من فرسان قريش هم عتبة وولده الوليد وأخوه شيبة وطلبوا المبارزة، فخرج ثلاثة من الأنصار فرفضوهم، وطلبوا مبارزة ثلاثة من المهاجرين، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم عبيدة بن الحارث وحمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب وكانوا أقرب الناس للنبي صلى الله عليه وسلم واستطاع المسلمون قتل الكافرين. استشاط الكافرون غضبًا لمقتل فرسانهم وقادتهم فهجموا على المسلمين هجمة رجل واحد ودارت رحى حرب طاحنة في أول صدام بين الحق والباطل وبين جند الرحمن بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم، وجند الشيطان بقيادة فرعون الأمة أبو جهل، والرسول صلى الله عليه وسلم قائم يناشد ربه ويتضرع ويدعو ويبتهل، وقال: "اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد، اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم"،وبالغ الاجتهاد والتضرع حتى سقط رداؤه عن منكبيه. أغفى رسول الله إغفاءة واحدة ثم رفع رأسه، فقال: "أبشر يا أبا بكر، هذا جبريل على ثناياه النقع"، فلقد جاء المدد الإلهي ألف من الملائكة يقودهم جبريل، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من باب العريش وهو يثب في الدرع ويقول: "سيهزم الجمع ويولون الدبر"، ثم أخذ حفنة من الحصى فاستقبل بها قريشً، وقال: "شاهت الوجوه!"، ورمى بها في وجوههم فما من المشركين من أحد إلا أصاب عينيه ومنخريه وفمه. مواقف خالدة: قام الرسول صلى الله عليه وسلم يحرض المسلمين على القتال، فقال لهم: "والذي نفسي بيده لا يقاتلنهم اليوم رجل فيقتل صابرًا محتسبًا مقبلاً غير مدبر إلا أدخله الله الجنة، قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض"، فقال عمير بن الحمام: "لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه، إنها لحياة طويلة"، فرمى بما كان معهمن التمر ثم قاتلهم حتى قُتل رحمه الله. سأل عوف بن الحارث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله ما يضحك الرب من عبده؟"، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "غمسه يده في العدو حاسرًا"،فنزع عوف درعًا كانت عليه، ثم أخذ سيفه فقاتل حتى قتل. جاء غلامان صغيران هما معاذ بن عمرو ومعوذ بن عفراء، وظلا طوال القتال يبحثان عن أبي جهل لأنهما أقسما أن يقتلاه؛ لأنه سب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبالفعل وصلا إليه حتى قتلاه، وقام ابن مسعود بحز رأسه وحملها للنبي صلى الله عليه وسلم الذي قال عندما رآها: "الله أكبر والحمد لله الذي صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، هذا فرعون هذه الأمة". ضرب لصحابة أروع الأمثلة في الاستعلاء بإيمانهم وعقيدتهم، وبينوا لنا كيف تكون عقيدة الولاء والبراء، فلقد قتل أبو عبيدة بن الجراح أباه وقتل عمر بن الخطاب خاله وهمَّ أبو بكر أن يقتل ولده عبد الرحمن، وأخذ أبو عزيز أسيرًا في المعركة، فأمر أخوه مصعب بن عمير بشد وثاقه وطلب فدية عظيمة فيه. نهاية غزوة بدر: استمرت المعركة الهائلة والملائكة تقتل وتأسر من المشركين، والمسلمون يضربون أروع الأمثلة في الجهاد في سبيل الله والدفاع عن دينهم ورسولهم حتى انتهت المعركة بفوز ساحق للمسلمين بسبعين قتيلاً وسبعين أسيرًا، ومصرع قادة الكفر من قريش، وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بطرح جيف المشركين في قليب خبيث في بدر، ثم أخذ يكلمهم: "بئس العشيرة كنتم لنبيكم؛ كذبتموني وصدقني الناس، وخذلتموني ونصرني الناس، وأخرجتموني وآواني الناس"، ثم أمر بهم فسحبوا إلى قليب من قلب بدر. ونزل خبر هزيمة المشركين في غزوة بدر كالصاعقة على أهل مكة، حتى إنهم منعوا النياحة على القتلى؛ لئلا يشمت بهم المسلمون، فحين جاءت البشرى لأهل المدينة فعمتها البهجة والسرور، واهتزت أرجاؤها تهليلاً وتكبيرًا، وكان فتحًا مبينًا ويومًا فرق الله به بين الحق والباطل. ----------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#9606 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() ![]() الشيخ الدكتور / محمد العريفي |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 16 ( الأعضاء 0 والزوار 16) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ | الوآصل | المنتدى الرياضي | 6 | 10-12-2009 01:49 AM |
اســـــــرار القلــــب..! | الســرف | المنتدى العام | 22 | 29-09-2008 01:03 AM |
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء | امـــير زهران | منتدى الحوار | 4 | 02-09-2008 03:05 PM |
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة | رياح نجد | المنتدى العام | 19 | 15-08-2008 01:10 PM |
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! | البرنسيسة | المنتدى العام | 13 | 17-08-2007 11:04 PM |