![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#9681 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() سباعيات عاصفة الحزم بسم الله الرحمن الرحيم من الأحداث التي تمر بنا هذه الأيام هذه الحرب على فئة (الحوثيين) المفسدة للعقائد والفاسدة في الأخلاق والآداب والمهلكة للأموال والممتلكات والتي تستهدف أهل السنة. والمسلم المسدد موقفه في هذه الأحداث أن يفكر فما يلي : ١) الإيمان الكامل بأنه لا يحدث شيء في هذا الكون من خير أو شر إلا بإرادة الله سواء في هذا الأحداث الفردية أو الجماعية، فكل ذلك بقضاء من الله جل وعلا كما يدل عليه قوله تعالى؛ { إنا كل شيء خلقناه بقدر } وقوله: { إن ربك فعّال لما يريد } وقوله؛ { وإذا أراد الله بقوم سوءاً فلا مرد له} وقوله: { إن الله يفعل ما يريد }. والخلق مهما خططوا وفعلوا فلن يحدث ولن يقع إلا ما أراد وقدر سبحانه. ٢) إن الله سبحانه لا يقدر شراً محضاً ليس فيه خير، بل كل ما قدر وإن ظهر لنا أنه شر فإن من وراءه من الخير ما لا يعلمه إلا الله كتكفير السيئات ورفعة الدرجات وتمحيص المؤمنين وكشف ما يخطط لهم أو دفع شر أعظم مما حل بهم كحفظ دينهم ولو ذهب شيء من دنياهم ، ونحو ذلك من المصالح التي لا تخطر على البال، وقد جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لربه: ( والشر ليس إليك) . ٣) النصر الحقيقي من عند الله وحده فلا بد من ترسيخ هذا في قلوب الناس كلهم والحذر من العجب والاغترار بقوة أو عدد فهي لن تغني شيئاً بلا إعانة من الله لقوله تعالى: { وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى } وقوله: { فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم } وقوله: { وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم }. ٤) أنه يجب أن يكون المقصود هو إعلاء كلمة التوحيد ونصرة السنة وأهلها وخذلان الشرك وأهله وأن لا يكون لمجرد شعارات جاهلية فعن أبي موسى رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال الرجل: يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ قال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) متفق عليه . ٥) علينا بالتفاؤل وحسن الظن بالله واعتقاد أنه سبحانه ينصر أهل الإيمان وجند الرحمن ويحقق وعده سبحانه في قوله تعالى:{ ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز }. ٦) علينا أن ننبذ الخلافات التي قد تحصل ونحسن الظن بالآخرين لا سيما الجنود المحاربين فإن الخلاف والنزاع بيننا سبب فشلنا لقوله تعالى: { وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين } . ٧) قراءة السيرة ومراجعة الهدي النبوي في زمن الفتن وأخذ الدروس والعبر من الغزوات والحرص على الدعاء في أوقات الإجابة . --------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#9682 |
وسام التميز العام
![]() |
![]() الحمدلله على الصحه والعافيه وعلى ماانعم الله به علينا من نعم
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#9683 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() .. الملك .. بعض الناس .. تشتاق نفسه إلى الهداية .. لكنه يمنعه الكبر من اتباع شعائر الدين .. نعم يتكبر عن تقصير ثوبه فوق الكعبين .. وإعفاء لحيته ومخالفة المشركين .. فجمال مظهره أعظم عنده من طاعة ربه .. وبعض النساء كذلك .. لا تزال تتساهل بأمر الحجاب .. حرصاً على تكميل زينتها .. وحسن بزتها .. أو تعصي ربها بنتف حاجبها .. أو تضييق لباسها .. وإذا نصحت استكبرت وطغت .. ولا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر .. فكيف إذا كان هذا الكبر مانعاً من الهداية .. كان جبلة بن الأيهم .. ملكاً من ملوك غسان .. دخل إلى قلبه الإيمان .. فأسلم ثم كتب إلى الخليفة عمر رضي الله عنه .. يستأذنه في القدوم عليه .. سرّ عمرُ والمسلمون لذلك سروراً عظيماً .. وكتب إليه عمر : أن اقدم إلينا .. ولك مالنا وعليك ما علينا .. فأقبل جبلة في خمسمائة فارس من قومه .. فلما دنا من المدينة لبس ثياباً منسوجة بالذهب .. ووضع على رأسه تاجاً مرصعاً بالجوهر .. وألبس جنوده ثياباً فاخرة .. ثم دخل المدينة .. فلم يبق أحد إلا خرج ينظر إليه حتى النساء والصبيان .. فلما دخل على عمر رحَّب به وأدنى مجلسه ! .. فلما دخل موسم الحج .. حج عمر وخرج معه جبلة .. فبينا هو يطوف بالبيت إذ وطئ على إزاره رجل فقير من بني فزارة .. فالتفت إليه جبلة مغضباً .. فلطمه فهشم أنفه .. فغضب الفزاري .. واشتكاه إلى عمر بن الخطاب .. فبعث إليه فقال : ما دعاك يا جبلة إلى أن لطمت أخاك في الطواف .. فهشمت أنفه ! فقال : إنه وطئ إزاري ؟ ولولا حرمة البيت لضربت عنقه .. فقال له عمر : أما الآن فقد أقررت .. فإما أن ترضيه .. وإلا اقتص منك ولطمك على وجهك .. قال : يقتص مني وأنا ملك وهو سوقة ! قال عمر : يا جبلة .. إن الإسلام قد ساوى بينك وبينه .. فما تفضله بشيء إلا بالتقوى .. قال جبلة : إذن أتنصر .. قال عمر : من بدل دينه فاقتلوه .. فإن تنصرت ضربت عنقك .. فقال : أخّرني إلى غدٍ يا أمير المؤمنين .. قال : لك ذلك .. فلما كان الليل خرج جبلةُ وأصحابُه من مكة .. وسار إلى القسطنطينية فتنصّر .. فلما مضى عليه زمان هناك .. ذهبت اللذات .. وبقيت الحسرات .. فتذكر أيام إسلامه .. ولذة صلاته وصيامه .. فندم على ترك الدين .. والشرك برب العالمين .. فجعل يبكي ويقول : تنصرت الأشراف من عار لطمة وما كان فيها لو صبرت لها ضرر تكنفني منها لجاج ونخوة وبعت لها العين الصحيحة بالعور فياليت أمي لم تلدني وليتني رجعت إلى القول الذي قال لي عمر وياليتني أرعى المخاض بقفرة وكنت أسير في ربيعة أو مضر وياليت لي بالشام أدنى معيشة أجالس قومي ذاهب السمع والبصر ثم ما زال على نصرانيته حتى مات .. نعم .. مات على الكفر لأنه تكبر عن الذلة لشرع رب العالمين .. ------------ للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#9684 |
وسام التميز العام
![]() |
![]() سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#9685 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() الـــى كـــل قــلــب يــريــد الــتــوبــة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله الـــى كـــل قــلــب يــريــد الــتــوبــة اشتقت للتوبة اريد الالتزام سئمت المعاصي ارهقتني ذنوبي حياك الرحمن ايها القلب العائد تعال لا تتوانى,لا تسوّف,تعاااااال اني أحبك في الله أبدأ بقول الله تعالى: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم" لا اله الا الله يغفر الذنوب جميعا سبحان الله أحبتي في الله: هيا بنا للنور للهدى للتوبة كيف أتوب,من أين أبدأ؟ هل ابدأ أصلي وأخشع في صلاتي واترك رفاقي واترك الغناء واغض البصر و و و احبتي في الله: الحل هو ...الــقــلــب... لننقي قلوبنا ولنعلنها توبة من اعماق قلوبنا ولنخلص للرحمن في لحظة صدق وصفاء لا يعكرها شيء فقط انا وربي احبك يا الله احتاجك نادم على ما فرطت في جنبك عائد اليك راجع اليك ربي انت من سترتني يوم عصيتك ورزقتني يوم دعوتك واعطيتني يوم سألتك انت الرحيم الغفور انت القائل قولك الحق "...ان الله يغفر الذنوب جميعا..." ها قد عدت نعم بصدق بصفاء بتجرد ها قد عدت ودموعي المشتاقة اليك منهمرة في سجودي بقربي منك ها قد عدت والدنيا الملذات الأهواء ... دعها جانبا احبتي في الله: ان اخلصنا وصدقنا الله في توبتنا هو المعين قد تتخيل انه مستحيل تغض بصرك,او تترك الاغاني,ورفاق السوء كيف اترك الشاب الذي احببته؟ كيف اترك الفتاه التي احببتها؟ قد ترى في العبادات المشقة كيف اصلي والتزم؟ كيف اتحجب واصحح حجابي كيف احفظ لساني من الغيبة والسوء الله هو المعين والله انا لا نقوى على شيء من غير الله اصدق الله يصدقك الله فقط هذه هي التوبة اصدق الله يصدقك الله ستصبح بالله اقوى نعم والله ستصلي وانت سعيد ستترك من احببت (علاقة غير شرعية) وانت سعيييد لانك تركت لله ستترك الغناء وانت قوي ستترك . . . وما الذ من طعم ... ألم في سبيل الله ... والله ما هناك اغلى واعظم من ذلك *** كفاني أنني أحيا وأمضي في سبيل الله لا نسوّف والله بصدقك ستصل وستسبق هيا للنور والراحة احبتي في الله وليكن الشعار قد بعت والله اشترى اللهم اهدنا واهد بنا وارض عنا الله ارزقنا التوبة الصادقة لوجهك الكريم واقبلنا وارض عنا واغفر لنا وارحمنا اللهم انا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك ومن النار امين وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم الحمد لله رب العالمين ------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#9686 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() قصـــة تــــا ئيـبــــة الحمد الله الذي يقبل التوبة ويعفو عن المسيئين ويبدل سيئاتهم حسنات انني اطرح لكم قصتي لعلكم تستفيدون منها انني بنت وحيدة على على ثلاث اخوان وكنت لاافكر سوى في ملابس التي سارتديهاوما هي الاغاتي التي نزلت الى السوق واريد اين مااذهب ان الفت لانظار بملابسي و شكلي وان يقولي عني بانني الاجمل ولكنني لاحس براحة ابدا ولا اعرف مالذي افعله لكي احس بانني مرتاحة البال وكانت ليابنت عم ملتزمة في جلسة دينية وتقول لي دائما تعالي واذهبي معي ولكنني دائمةالامتناع لان في ذهبت الى حلقة ذكر وكانت المعلمة تصرخ بلنساء ولايوجد بوجههاابتسامة تشدني الى تعلق بدين وبعدها اكرمني الله بمصيبة اوقفتني وردني الله عما كنت عليه من البتعاد عن حقيقةديننا وقبلت الذهاب الى جلسة الدين التي كانت ابنت عمي تعوني اليها وذهبت ووجدت المعلمة تلقي الدرس وهي مبتسمة واثنا القائها لدرس كانت تردد كلمات تجعلني اتعلق بهذا الدين الذي اكرمنا الله به مثل يابنتي ياعيوني انت غالية وعندها ولفضل لله انني تغيرت كثيرا واكرمني الله بالابتعاد عن لاستماع للاغاني وعدم مشاهد الافلام والمسلسلات ولنني ليس بسهولة اصبحت فتاة متدينة واردت بقصتي هذه ان ابين لكم امرين الاول بان الله يبث لنا بصيبة لكي يذكرنا بان هناك اخرة فاعملو لها فنحمد الله على عندما نصا ب بمصيبة لامر الثاني عندما نريد ان ندعو احدالكي يهتدي ندعوه وبوجهنا لابتسامةوكلمات لطيفة كي نشده للديننا نريه عظمة هذا الدين والامر الثالث باننا لانصل هكذا بدون جهداو تعب بل علينا ان نجهاد ونصبر راجين الله تعالى بان يكرمنا برضاه والحمد الله رب العا لمين وافضل الصلاة واتم التسليم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين -------------- للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#9687 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() بُشرى في غَسّقِ الليل !!! حينَ تََعْـتـَرِضُ سَبيلي العقبَاتُ ... حينَ تضِجّ ُ بأنينهَا الآهاتُ حينَ تُحاصِرني أشبَاحُ الهُمُومِ والغُمُوم .. حينَ تعـْلِنُ حَيَاتي الجُحودَ .. حينَ يصبحُ كل ذلك قـَيْداً يـَلْتـَفُّ حولَ عُنـُقي .. وأصْبـِحُ فجأةً غَريبةَ زَمَانيِ .. تَرْعَدُ في سَمَائِيِ الضّغُوطُ وتُزَلْزلُ كيَانيَ حينَ أخـْتَنـِقُ .. لا أتصنّعُ أو أختَلقُ .. أعَلمُ أنّـَنِي قـَدْ أذنـَبْتُ أسْرِعُ أصَلّـِي وألْجْأ لِخَالـِقي .. أشْكُو وأبـُثُّ هَمّـِي ومَا حالَ إلَيْـهِ أمْرِي أرْجُو عَفْواً لِذَنْبـِيِ وقـَبـُولاً لتَوْبَتيِ .. وألاَّ يَرُدَّ دُعَائِي خَالِقِي .. قال الله عز وجل " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " [الزمر:53]. حينهَا فقَط تـَتَرَقـْرَقُ دُمُوعي وأشْعُرُ أنّـَنِي أولَدُ مِنْ جَديدٍ ... علىَ شَاطِيءِ التّـَوْبَةِ تعالَ مَعي أخَيَّ إلىَ ذَلِكَ الشّـَاطِيءِ لِنـَغْسِلَ فيهِ أنـْفـُسَنـا فـَقـَد أتْعَبَتـْنا.. تعَالَ أَخَيَّ ومُدّ يَدَيْكَ فهَاهِيَ نُفوسُنا قََدْ أعيَتْهَا الذّنـُوبُ وضَاقَتْ بـِهَا الحِيَلُ .. تعالَ لنُلْقِي بأنْفـُسِنا فِيهِ .. إنّـَهُ شَاطِيءُ التّـَوْبَةِ شَاطِيءُ الرَّاحَةِ النّـَفـْسِيّـَةِ شَاطِيءُ الأمَانِ .. هـَيَّا لِنَصْـرُخَ يَا رَحْمانُ هَا قـََدْ عُدْنـا رَاجِـيينَ عَفـْوَكَ عَنْ كُلِّ مَا مَضَى مِنْ ذُنـُوبٍ .. ... لَنْ نـَعُودَ لِمَا كـُنَّا عَلَيْهِ لَنْ نـَعُودَ ... وَلْنَطـْويِ صَفـَحَاتِ المَاضيِِِ المُؤلِمَةِ ولْتَكـُنِ النّـِيّـَةُ صَادِقـَة ً .. لِتَتَفـَتّـَحَ صَفـَحَاتٌ جَدِيدَةٌ مُشْرِقـَهَ ٌ وأوّلُ صَفـْحَةٌٍ نَبْدَأُ بـِطـَيّـِهَا .. رُفـْقـَةَ المَاضيِ وَقـُرَناءُ السّـُوءِ الذينَ كـُنَّا نُرافِقـُهُمْ في المَعَاصِيِ فـَهُمْ أوّلُ مَنْ يَـتَخَـلّى عَنَّا يَوْمَ القِيـامَةِ قالَ تعالىَ: " حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ " [الزخرف:38]. ولابُدَّ أنْ نـَسْتـَبْدِلَهَا بـِصَفـْحَةٍ مُضِيئَةٍ مُشْرقـَةٍ ينـْبَعِثُ مِنْهَا الأمَلُ بإخْوَةٍ صَادِقـينَ يُعينونـَنا علىَ الطّـَاعَةِ وَالرُّجُوعِ إلَى اللهِ فـَهَؤلاءِ هُمُ الدّليلُ والرُّفـَقاءُ إلَى الجَنّـَةِ. والله عز وجل يقول: " الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ " [الزخرف:67]. أخي الحَبيبُ عليكَ بالصّبرِ فقد ذكَرَ العُلماءُ أنّ الصّبْرَ نـَوْعَانِ : صبْرٌ عَنِ المَعْصِيَةِ, وصبْرٌ عَلى الطّـَاعَةِ فلا تحْسِبِ الطّـاعاتِ تَأّتيكَ مُسْرِعَة ًعِنْدَمَا تَطـْلُبُهَا .. إنّما تَحْتاجُ إلى جُهْدٍ وَمُثابَرَةٍ قالَ تعالىَ: " وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ " [ العنكبوت:69]. وماذلِكَ لأنَّ اللهَ يُريدُ أنْ يُرْهِقَ عِبَادَهُ .. ولَكِنّهُ اخْتِبارٌ لِلنّوايَا حتّـَى يَعْلَمَ صِدْقـَهَا وصِدْقَ توجّـُهِهَا إلىَ طاعَتِهِ .. والطـّريقُ إلى الجَنّةِ لَيْسَ مَفـْرُوشاً بـِالوُرودِ لابـُدَّ أن نَذوقَ شيْئاً مِنَ التّـَعَبِ حتّى نـَتَذَوّقَ حَلاوَةَ الوُصُولِ إلَيْهَا .. فـَسِلْعَةُ اللهِ غَالِيَهَ ٌ ولاتُشْتَرى إلاَّ بِالغالِيِ .. وكُلُّ مَشَقّـَةٍ أَوْتَـعَبٍ يَحْدُثُ لَكَ فـَأنْتَ مَأجُورٌ وَمُثـَابٌ عَلَيْهِ وعلىَ قـَدْرِ أهْلِ العَزْمِ تَأّتِيِ العَزَائِمُ وعلىَ قـَدْرِ هِمّـَتِكَ فِيِ طـَاعَةِ اللهِ يَرْفـَعُكَ اللهُ عزَّ و جَلّ مَنْ لمْ يَرُمْ عِشْقَ الثّـُرَيّـَا طامِحاً أمْضى الحَيَاةَ مُجَنْدَلاً بَيْنَ الحُفَرْ طوبىَ لِمنْ كَانَ النّـَبـِيُّ إمَامَهُ وبـِقـَلْبهِ الأيَاتُ تُحْفـَظُ وَالسّـُوَرِْ والبـُشْرى أخِي التّـَائِبُ: أبْشِرْ بـِانْقِلابِ جَمِيعِ سَيّـِئـَاتِكَ السّـَابـِقـَةِ إلىَ حَسَناتٍ فقَدْ قالَ تعالى: " إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً " [الفرقان:70]. والآنَ وَقـَدْ عَرَفـْنا سَبَبَ بَلائـِنا أخِيِ الكَريم .. فَلْنـُسْرِعْ وَنُزيلَهُ بـِماءِ التّـَوْبَةِ الطّـاهِرِ النّقِيِّ هَيّـا لِنَتَوَضّأ وَنـُصَلّـِيِ للهِ صَلاةَ التّـَائِبِ الخَاضِعِ الذّلِيلِ .. لِنَسْكُبِ العَبَرَاتَ خَوْفاً وانْكِساراً لِخالِقِنا ومالِكِ أمْرِنَا , لِنَرْجُوا ونَطـْلُبَ عَفْواً لِذُنُوبـِنَا وَقـَبُولاً لِتَوْبَتِنا يارَبُّ لَقدْ أمْهَلْتَنا ولمْ تُمِتـْنا على مَعْصِيـَتِنا , ولمْ تُخْزِنا بـِذُنُوبِـِنا فيِ قـُبُورِنا وفيِ أُخْرَانا , يارَبُّ مِنَ الآنَ تـُبْنا إلَيِْكَ , فـَاغْفِرْ مَاكَانَ مِنَا وَأنْتَ تَرَانا , تـَعْلَمُ سِرّنَا وجَهْرَنا وأنْتَ القائِلُ جلَّ جلاَلُكَ " وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ " [الحديد:4] أمْهَلْتـَنا حيْثُ بابُ التّوْبَةِ مَفْتُوحٌ وَلَمْ يُغْلَقْ بَعْدُ , حيثُ فـُرْصَةُ النّـَجاةِ مِنَ النّارِ والفوْزِ بِالجَنّـَةَِ قـُلْتَ وَ قـَوْلُكَ الحَقُّ " تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ " [المؤمنون:104]. نعم أمْهَلْتَنا لنُعِدَّ لِغايَةِ كُلّ مُؤْمنٍ وأمَلِ كُلِّ مُسْلِمٍ لِذَلِكَ النَّعيمِ المُقيمِ حَيْثُ لاكَدَرَ ولا أمرٌ سقيمّ , إلى مَالا عينٌ رَأتْ ولا أذُنٌ سَمِعَتْ ولاخَطَرَ على قـَلْبِ بَشَرٍ قالَ اللهُ تعالى في الحديثِ القُدْسِيِّ: " أعدَدْتُ لِعِبادِي الصَّالِحينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأتْ ولاَ أذُنٌ سَمِعَتْ ولاَ خَطرَ علىَ قـَلْبِ بشَرٍ ". متفق عليه. وهيَّا لِنَتَسَابَقْ في صُحْبَةِ الصّالِحينَ , لنُحْشَرَ معَهُمْ مِنْ بَيْنِ العَالَمِيِنَ قالَ صلّىَ اللهُ عليهِ وسلّمَ: " المرْءُ علىَ دينِ خليلهِ فلينْظُرْ أحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ ". رواه أبو داود والترمذي. والآنَ وقدْ هَدَأَتْ بـِرَحْمَةِ اللهِ نُفوسُنا واسْتَقـَرّ بـِالتّـَوْبَةِ كَيانُنا ..والآنَ وَنَحْنُ نَشْعُرُ بـِالأمَانِ يَحْتَضِنُنا .. لنرْفـَعَ أكُفّـَنا ونـَتَعَهّدَ أمَامَ اللهِ * بـِنَدَمِنَا على مافـَاتَ * وبأنّـنَا أقـْلَعْنَا عَنْ ذُنُوبِنا * وبعزْمِنَا عَلى عَدَمِ العَوْدَةِ إليهِ * وبأنّنَا سَنُعيدُ الحَقَّ لِصَاحِبِ كُلِّ ذِي حَقّ أوْ نَطـْلُبَ البَرَاءَةَ مِنْهُمْ وإنْ لَمْ نسْتَطِعْ فَبـِالإسْتِغْفارِ والدُّعَاءِ لهُمْ اللّهُمّ فاشّهَـدْ .. اللهمّ فاشْهَدْ ها نّحْنُ نَزُفُ إليكُمُ البُشّرَى مُعَطّرة بِالمِسِّكِ والرَيْحَانِ هُنــــــا http://saaid.net/flash/superstar.swf ------------ للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#9688 |
وسام التميز العام
![]() |
![]() سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#9689 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() الإنابة قبل انقطاع الإجابة بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد: فقد آن الأوان.. نعم آن الأوان.. ليقف كل منا مع نفسه وقفة صادقة.. وقفة جادة.. وقفة محاسبة.. نعم إنها وقفة للمحاسبة.. إلى متى أيتها النفس عن شرع وأنت غافلة عن طاعة الله؟ إلى متى الإعراض عن شرع الله؟ إلى متى البعد عن الطريق المستقيم؟ إلى متى الوقوع في المعاصي؟ أخي الحبيب: كل إنسان مقصر، وكل إنسان يخطئ ويذنب، كما قال عليه الصلاة والسلام: «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون». وقال عليه الصلاة والسلام: «والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم». فمن ذا الذي لا يقع في الذنوب والمعاصي؟! ومن منا لا يقترف الخطايا؟! ولكن المؤمن التقي هو الذي يستغفر كلما أذنب، وكلما وقع في وحل المعاصي تذكر ورجع إلى ربه نادماً منكسراً مستغفراً، {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 135] أخي الحبيب: تأمل في هذا الحديث العظيم حيث قال عليه الصلاة والسلام : «أتاني جبريل فقال يا محمد: عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزى به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس». قتأمل أخي كيف أن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، يقول له جبريل عليه السلام: «اعمل ما شئت فإنك مجزى به». وانظر أخي إلى حال الصحابة رضي الله عنهم كيف كانوا يحاسبون أنفسهم ويخافون عليها من النار مع أنهم لم يقعوا فيما وقعنا فيه اليوم، ومع أن أعمالهم خير من أعمالنا، ومع أن الله قد رضي عنهم، فانظر إلى أبي بكر رضي الله عنه، الخليفة الراشد والمبشر بالجنة الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم، أنه أفضل الأمة بعد الأنبياء، وأخبر أيضاً أن أبواب الجنة الثمانية تفتح له، ومع ذلك كان يأخذ بلسانه ويمسك به ويقول: هذا الذي أوردني الموارد.. وكان أيضاً كثير البكاء والخشية والخوف من الله تعالى. فإذا كان هذا حاله مع نفسه، فكيف بحالنا اليوم أخي الحبيب؟! يقول عمر رضي الله عنه: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا فإن أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر، يؤمئذ تعرضون لا تخى منكم خافية". يقول بلال بن سعد رضي الله عنه: "لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى عظمة من عصيت". فيا أخي: من هو الذي تعصيه؟! وبالذنوب تأتيه؟! إنه الملك الذي لا شريك له، والأحد الذي لا ند له، كل شيء هالك إلا وجهه، فلن يطاع إلا بإذنه، ولن يعصى إلا بعلمه.. يطاع فيشكر، ويعصى فيغفر.. فما أحلمه على من عصاه!! وما أكرمه على من أمله!!. قال الفضيل بن عياض رحمه الله: "بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند الله.. وبقدر ما يعظم عندك يصغر عند الله". أخي الحبيب: تأمل في سرعة مرور الأيام، والشهور والأعوام، واعلم أن ذلك من عمرك، وأنك محاسب عن كل شيء عملته. قيل لمحمد بن واسع: "كيف أصبحت؟ قال: ما ظنك برجل يرتحل كل يوم مرحلة إلى الآخرة". وقال الحسن: "إنما أنت أيام مجموعة، كلما مضى يوم مضى بعضك". وقال بعض الحكماء: "كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره، وشهره يهدم سنته، وسنته تهدم عمره؟! كيف يفرح من يقوده عمره إلى أجله، وتقوده حياته إلى موته؟!". قال الفضيل بن عياض لرجل: "كم أتت عليك؟ قال: ستون سنة قال: فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك يوشك أن تبلغ فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون فقال الفضيل: أتعرف تفسيره؟! تقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، فمن عرف أنه لله عبد وأنه إليه راجع، فليعلم أنه موقوف، ومن علم أنه موقوف فليعلم أنه مسؤول، ومن علم أنه مسؤول فليعد للسؤال جواباً فقال الرجل: فما الحيلة؟ قال: تحسن فيما بقى يغفر لك ما مضى، فإنك إن أسأت فيما بقى أخذت بما مضى وما بقى. أخي الحبيب: تأمل وتفكر في حال من سبق من الأمم السابقة، فإن الله عز وجل لا يعذب قوماً إلا بذنب أو بما كسبت وعملت أيديهم، فتأمل في هذه الآيات: {فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [الأعراف: 166] {فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ} [الزخرف: 55] {فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً} [الحاقة: 10] {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [الشورى:30] أخي المبارك: اعلم أن الله تعالى لا يغير من حالنا حتى نغير نحن من أنفسنا، قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ} [الرعد: 11] قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة". أخي الحبيب: إن من أعجب العجب أن يعصي العبد مولاه، وهو يعلم أنه يراه، ويعلم سره ونجواه، وهو الذي أوجده من العدم، وهو الذي أسبغ عليه النعم، ولو شاء لسلب كل نعمة، وأحل به كل نقمة، وجعله في هذا الوجود عبرة لأولي الأبصار. اعلم أخي أن الله يمهل ولا يهمل، وأن الله يمهل للظالم حتى إذا أخذه أخذ عزيز مقتدر {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود: 102] أخي الحبيب: تأمل هذه الحقيقة التي غفل عنها كثير من الناس اليوم، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم غرز عوداً بين يديه، وآخر إلى جنبه، وآخر بعده، فقال: «أتدرون ما هذا» قالوا: الله ورسوله أعلم قال: «هذا الإنسان، وهذا الأجل، أراه قال وهذا الأمل يتعاطى الأمل، فلحقه الأجل دون الأمل». اعلم أن الإنسان ما دام يأمل الحياة فإنه لا ينقطع أمله من الدنيا، وقد لا تسمح نفسه بالإقلاع عن لذاتها أوشهواتها، من المعاصي وغيرها، ويؤمله الشيطان بالتوبة في آخر عمره، فإذا تيقن الموت وأيس من الحياة أفاق من سكرته {حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون: 99-100] قال الحسن: "اتق الله يا ابن آدم، لا يجتمع عليك خصلتان، سكرة الموت وحسرة الفوت". قال لقمان لابنه: "يا بني، لا تؤخر التوبة فإن الموت يأتي بغتة". وقال بعض الحكماء: "لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير عمل، ويؤخر التوبة لطول الأمل". وقال بعض السلف: "ما نمت نوماً قط فحدثت نفسي أني أستيقظ منه". وقال عون بن عبدالله: "ما أنزل الموت كُنْه منزلته من عد غداً من أجله، كم من مستقبل يوماً لا يستكمله، وكم من مؤمل لغد لا يدركه، إنكم لو رأيتم الأجل ومسيره لبغضتم الأمل وغروره". قال مالك بن دينار رحمه الله: "أربع من علم الشقاء: قسوة القلب، وجمود العين، وطول الأمل، والحرص على الدنيا". أخي الحبيب: إن أكبر واعظ وأعظم زاجر للنفس هو الموت، الذي قدره الله على خلقه، وكتبه على عباده، وانفرد جل شأنه بالبقاء والدوام، فما من مخلوق مهما امتد أجله وطال عمره إلا وهو نازل به وخاضع لسلطانه {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ} [آل عمران: 185] فالموت حتم لا محيص عنه، ولا مفر منه، يصل إلينا في بطون الأودية، وعلى رؤوس الجبال، وفوق الهواء، وتحت الماء، فلا ينجو من ملائكة السماء، ولا ملوك الأرض، ولا أحد من إنس أو جن أو حيوان {أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ} [النساء: 78] اعلم أيها الأخ المبارك أن وجودنا جميعاً في هذه الحياة الدنيا إنما هو لحظات قليلة، وأنفاس معدودة، وأعمار قصيرة، وآجال محدودة، تنقضي وتزول، فما كأن أصحابها ضحكوا مع الضاحكين، ولا عمروا الدور والقصور مع العامرين. أخي الحبيب: إن رحمة الله قريب من المحسنين، ورحمته سبحانه وسعت كل شيء كما قال جل وعلا: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} [الأعراف: 156] ومن رحمته علينا أن فتح لنا باب التوبة والإنابة، فالباب مفتوح، وخير الله يغدو ويروح، فبادر بالتوبة، بادر بالإنابة، بادر بالرجوع إلى العزيز الغفار.. فيا أخي: التوبة التوبة قبل الندم والخيبة، والإنابة الإنابة قبل غلق باب الإجابة، واعلم أن الله أمر جميع عباده بالتوبة فقال جل وعلا: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31] وقد جاء في الحديث: «إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها». وكان عليه الصلاة والسلام يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم أكثر من مائة مرة، مع أنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فكيف بحالنا اليوم، فإن الواحد منا قد يعمر به اليوم واليومان بل الأسبوع والأسبوعان ولم يستغفر الله ولا مرة واحدة. واعلم أخي الحبيب: أن الله تعالى كما أنه يحب التوابين فإنه أيضاً يفرح بتوبة التائبين، فقد ثبت في الصحيحين عن صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه، وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرة واضطجع في ظلها، قد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح». فيا أخي: بادر بالتوبة وسارع إليها، وإياك والتسويف والتأجيل، فالأعمار بيد الله عز وجل، ولا تقنط ولا تيأس من رحمة الله جل شأنه فقد قال سبحانه: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53] واعلم أن فضل الله واسع ورحمه وسعت كل شيء، ومن رحمته أن جعل الحسنات تكفر السيئات، وأن جعل العمل الصالح يقلب السيئات إلى حسنات، فقال سبحانه: {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114] وقال أيضاً: {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} [الفرقان: 70] وجاء في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن». ختاماً أخي الحبيب: أذكرك بآيتين عظيمتين في كتاب الله عز وجل: أما الأولى فقول الله تعالى: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} [الكهف: 49] وأما الآية الثانية فهي قوله جل وعلا: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى} [طه: 124-127] أسأل الله عز وجل أن يجعلنا من عباده المخلصين التائبين الصادقين المخلصين، وأسأله عز وجل أن يجعلنا مباركين أينما كنا، وأن يتوفانا على طاعته، وأن يجمعنا في جنات النعيم، مع النبيين والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، والحمدلله رب العالمين، وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. ------------ للفايدة |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#9690 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() يمضي ألزمان بنا كطيف مسرع وتظل تطوي عمرنا ألأيام بالحب أرفع للكرام مجددأعهد ألمحبة ليس عنــة فصـــام والعذر في زمن تولى وانقضى فلكم بقلبي منزل ومقــــام سأظل أذكر با لوداد أحبتي حتى أوارى في ألتراب عظـام |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 10 ( الأعضاء 0 والزوار 10) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ | الوآصل | المنتدى الرياضي | 6 | 10-12-2009 01:49 AM |
اســـــــرار القلــــب..! | الســرف | المنتدى العام | 22 | 29-09-2008 01:03 AM |
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء | امـــير زهران | منتدى الحوار | 4 | 02-09-2008 03:05 PM |
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة | رياح نجد | المنتدى العام | 19 | 15-08-2008 01:10 PM |
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! | البرنسيسة | المنتدى العام | 13 | 17-08-2007 11:04 PM |