منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 01-05-2015, 10:03 PM   #9911
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

سباعيات الحكمة
بسم الله الرحمن الرحيم
من الملامح التي يسعى لها الكثير من البشر أن يوصف
بالشخص الحكيم بل جاء الإسلام بالاهتمام
بها فما هي الحكمة :
١) لغة :إتقان الأمور بالعلم والعمل.
* اصطلاحاً: إصابة الشخص في أقواله وأعماله .
٢) فالحكيم هو شخصٌ عاقل يرجح الامور نحو الصواب بما
امتلكه من خبرات عبر تجاربه في الحياة وهي نعمة
من الله على البعض منا عندما يرزقها
قال تعالى: { يؤتي الحكمة من يشاء ومن
يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا
وما يذكر إلا أولو الألباب }
٣) أركانها:
العلم - الحلم- الأناة.
٤) أنواعها:
حكمة علمية : الاطلاع على بواطن الأشياء ومعرفة
ارتباط الأسباب بمسبباتها وهذا يتطلب طلب العلم.
حكمة عملية : وهي وضع الشيء المناسب في موضعه
المناسب وهذا يتطلب العمل بالعلم.
٥) مكانتها في الحياة:
أ- إنها خلق من الأخلاق الفاضلة .
ب - إنها صفة من صفات العقلاء التي يتواصون
بها ويسيرون على نهجها.
ج - إنها ركن هام في عملية التوجيه والإرشاد
قال تعالى : {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ
وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}.
د - هي من المعالم التي إذا أخذ بها الشخص أصبح
محل للثقة وتقدير من الأخرين .
٦) طرق الوصول لها :
أ- مجالسة الأشخاص ذوي الفطنة والحكمة.
ب - استشارة أصحاب الخبرة والتجربة ليزداد
بصيرة بعواقب الأمور .
ج - الاستفادة من أخطاء الآخرين ليتجنبها
فكما قيل "الحكيم من اتخذ من أخطاء
غيره عبرة له"
٧) خوارقها:
أ -الجهل وعدم أدراك العواقب .
ب -الاستعجال وعدم التأني
كما قيل "من استعجل الشيء قبل أوانه
عوقب بحرمانه".
ج -الحماس الغير منضبط .
د -تغليب العاطفة على العقل .
ر -ضيق الأفق في مجال التفكير .
س - البساطة وسوء تقدير للعواقب والنتائج .
ص - الفوضوية في الأعمال وارتجالية الأهداف.
و - شغل الشخص نفسه بالكماليات مع التفريط
بالضروريات.
* صفات أهلها:
أ - التوازن والاعتدال و التثبت والتعقل .
ب - الطمأنينة والهدوء .
ج - حسن الاستماع والمحادثة .
د - أخذ الأمور بالتدرج والصبر على الأشياء
حتى تنضج وتبلغ مداها.
هـ - الحرص على الاستفادة من التجارب
فالحكمة ضالة المؤمن أنَّى
وجدها فهو أحق بها.
------------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-05-2015, 10:41 PM   #9912
سيسيل الزهراني
وسام التميز العام
 
الصورة الرمزية سيسيل الزهراني
 







 
سيسيل الزهراني is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الحمدلله حمدا طيبا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
اللهم وفقنى في زواجي وارزقنا الذريه الصالحه.
أخر مواضيعي
سيسيل الزهراني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-05-2015, 11:00 PM   #9913
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

خواطر في تاريخ العلاقة مع الله
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
تذاكرت مع مجموعة من أصحابي تاريخ علاقة كل واحد منا بالطريق الذي يسلكه ...
واستفدت بهذه الخصال :
1- عندما يتذكر المرء سلسلة تاريخ علاقته بالله وهداياته لطريقه .. يجد أن الأمر كله بتوفيق الله وفضله، وأنه ليس له من الأمر شئ، وأنه ضعيف بغير حول الله وقوته وإعانته ...
2- الفتنة ليست ببعيدة عن أي إنسان مهما كانت درجته في أعين الناس ..
3- لا فضل لأحد على أحد إلا إذا تيسر له بفضل الله أن يكون سببا في أن يعين عبدا أراد الله له الهداية فيوفقه الله ليكون في طريقه وليعلمه ما سيظل في ميزانه ..
4- علاقة العبد مع الله ليست بثابتة.. وأن العبد بين حالين - البعد والقرب عن مولاه، يقلب الله قلبه كيف يشاء ...
5- معظمنا يعيش بين الهداية والمعصية ... وينفلت زمام الأمر تدريجيا ما يستمسك المرء بحبل الله ولم يطلب الهداية من الله ويصر ويتوسل لذلك ويستحضر ضعفه بين يدي مولاه ..
6- الفرق والجماعات قد تكون لها فضلفي أول الطريق أن تتعلم منها لطائف وتترك فيك أثرا في عملك، ولكنها تفرق ولا تجمع .. والأفضل هو أن تكون مسلما بلا فرقة أو جماعة وأن تنهل الخير من كل من حولك وأن تتعاون في البر ما استطعت مع ما ترى في نفسك طاقة به ..
7- الغرور هو أن تظن أنك على شئ، وأنت لست على شئ، وأن تظن أنك ناج وليس معك عهد من الله بذلك، وتتخيل أنك بمجرد أن الله وفقك لصالح الأعمال أنك قد ضمنت الجنة وأنك على أبوابها تُدخل من تشاء في رحمة الله وتُخرج من رحمة الله من تشاء ..
8- من أخطر الأشياء التي تعلمناها وهي ليست من ديننا .. الاستعلاء على الناس بالحال مع الله .. أو الاستعلاء بالإيمان .. وتقسيم الناس وتعريفهم بهذا أخ وهذا ليس بأخ .. بطول لحيته أو بكثرة تواجده في صف جماعة ما ..
9- الظن في النجاة بالصحبة فقط ليست بشئ، فالصحبة قد تتغير وقد تضل بعد هدى .. المهم هو اتباع طريق الحق ولو قل سالكيه ..
10- لا تستحقر شئ من الخير يفعله من هو في الظاهر بعيد عن الله، فربما تكون هي حبل عودته إلى الله، وربما تمر الأيام ويكون سهمه في الإسلام أكبر وأمضى من سهمك ...
11- من أخطر ما كان وما زال في صفوف الكثير من الملتزمين بطريق الله .. قولبة شكل الالتزام بطريق الله .. ومحاولة تأطير المنتج النهائي من تفاعل الوحي الرباني بالفطرة الإنسانية ... وهذا فيه طمس وتحجيم لربانية دعوة الله وقدرات بني آدم ومهمتهم في الاستخلاف ..
12- من أشد ما أحزن الكثيرين منا في طريق الله .. طرد آخرين لهم بسبب الانتماء لأحزاب أو جماعات أو فرق لم يرد أحدنا أن يرتبط بها قلبا وقالبا في وقت من الأوقات وفضل أن يكون وحده أو في إطار تجربة وخطأ خارج هذه الفرقة أو الجماعة بمنطق أنت لو لست معنا فأنت لست منا ...
13- من أسوأ الأشياء تذكير أشخاص بتاريخهم الأسود ... وتذكيرهم يا فلان كنت تفعل كذا وكذا .. أو ماذا كنت تفعل قبل التزامك وهدايتك .. أو كيف كان حاله قبل الالتزام تفصيلا لا إجمالا ... فهذا شئ مؤذي للنفس ... وتجعل المرء في حالة من الشجن والحزن وقلة الدافعية للانجاز والعمل ... ولكن أن نستغفر لبعضنا البعض وأن يتراحم بعضنا البعض .. وأن نسأل الله لبعضنا البعض الهداية والغفران ..
14- من قلة خبرتنا دخلنا في مراحل باكرة في معارك جانبية كثيرة لم تكن في أصل طريق الله أو لم تكن من أولويات الدين .. وهذه مهمة يجب أن نعمل عليها في بيان طريق الله والدعوة إليه وأن لا نُدخل كل الناس في معارك ليسوا طرفا فيها ولن يكونوا .. بل الأهم هو أن نتعامل على مراد الله من العباد ... وأن لا نشغل كل من في أول الطريق بمشكلات من سبقوه ...
15- لا زالت هناك حالة نحمد الله عز وجل عليها من فضله وكرمه ومنته علينا وهدايات مرحلية يمر بها المرء .. وهي ليست محطة واحدة وفقط .. بل هي حالة مستمرة من الهدايات والانحرافات .. الاعوجاج والسقوط من العبد .. ثم الهداية والانقاذ والنجدة من الله .. فالاستقامة من العبد حينا .. ثم الفتور حينا آخر ... هكذا نتقلب كأناسي في طريق الله ..
نسأل الله لنا ولكم أن يهدينا سواء السبيل ..وأن يثبت قلوبنا على دينه .. وأن يفيض علينا من أنوار الهداية ... وأن يحينا على الإيمان .. وأن يميتنا على الإسلام ... وأن لا يقبضنا إليه مبدلين أو مفتونين أو فاتنين .. وأن يستخدمنا ولا يستبدلنا ...
---------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-05-2015, 11:27 PM   #9914
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

قـــــــوت القلــــوب
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
القلوب بأنوارها الإيمانية لا بضرباتها العضلية، ونور القلوب هو محك الإيمان وهمّ أهل الإحسان، فبنور القلب تضيء الحياة كلها، ولما كانت الحكمة من أجل مفاتيح استنارة القلوب حرص عليها الأخيار وتتبعها الفضلاء في كل زمان ومكان، فهي الكنز الثمين الذي تشد له الرحال ويبذل فيه الغالي والنفيس، فسعادة القلب المستنير لا يعدلها سعادة، وهداية القلوب أعظم هداية،
فاللهم نور بالحق قلوبنا، وثبتنا على الحق المبين.
أجمل خريطة للدنيا هي التي رسمها مهندسي الحكماء الذين يعرفون الفرق الحقيقي بين العمران والخراب، وبين متين الأساس ومن شيد على شفا جرف هار .. مهندسون خبرتهم منبثقة من التجارب، وبصيرتهم استنارت من مشكاة الحكمة، وهم أجدر الناس على وصف الطريق، وتحديد علاماته وعقباته.
يقول ابن الجوزي:
من تفكر في عواقب الدنيا، أخذ الحذر، ومن أيقن بطول الطريق تأهب للسفر.
ما أعجب أمرك يا من يوقن بأمر ثم ينساه، ويتحقق ضرر حال ثم يغشاه {وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ} [الأحزاب:37].
تغلبك نفسك على ما تظن، ولا تغلبها على ما تستيقن.
أعجب العجائب: سرورك بغرورك، وسهوك في لهوك،
عما قد خبئ لك.
تغتر بصحتك وتنسى دنو السقم، وتفرح بعافيتك غافلاً
عن قرب الألم.
لقد أراك مصرع غيرك مصرعك، وأبدى مضجع سواك -
قبل الممات - مضجعك.
وقد شغلك نيل لذاتك، عن ذكر خراب ذاتك:
كأنّك لم تسمع بأخبار من مضى
ولم تر في الباقينما يصنع الدهر!
فإن كنت لا تدري فتلك ديارهم
محاها مجال الرّيح بعدك والقبر!
كم رأيت صاحب منزل ما نزل لحده، حتى نزل!.
[أي نزل إيمانه ودرجته]
وكم شاهدت والي قصر، وليه عدوه لما عُزل!.
فيا من كل لحظة إلى هذا يسري، وفعله فعل من لا يفهم ولا يدري ..
كيف تنام العين وهي قريرة ؟ ... ولم تدر من أيّ المحلين تنزل؟"[صيد الخاطر، لابن الجوزي]
فقوله –رحمه الله-: (وكم شاهدت والي قصر، وليه عدوه لما عُزل!) .. فهذا من نكد الدنيا، فالنفس تفرح بالمنصب ولما يعزل صاحبها تحس بمرارة أضعاف لذة وفرحة يوم توليه.
قال سليمان بن يزيد العدوي:
عَجَبًا لأَمْنِكَ وَالْحَيَاةُ قَصِيرَةٌ
وَلِفَقْدِ إِلْفٍ لا تَزَالُ تَرَوَّعُ
أَفَقَدْ رَضِيتَ بِأَنْ تُعَلَّلَ بِالْمُنَى
وَإِلَى الْمَنِيَّةِ كُلُّ يَوْمٍ تُدْفَعُ
لا تَخْدَعَنَّكَ بَعْدَ طُولِ تَجَارِبٍ
دُنْيَا تَكَشَّفُ لِلْبَلاءِ وَتَصْرَعُ
أَحْلامُ نَوْمٍ أَوْ كَظِلٍّ زَائِلٍ
إِنَّ اللَّبِيبَ بِمِثْلِهَا لا يُخْدَعُ
وَتَزَوَّدَنَّ لِيَوْمِ فَقْرِكَ دَائِبًا
أَلِغَيْرِ نَفْسِكَ لا أَبَا لَكَ تَجْمَعُ

وخير الفرح:الفرح بالفضائل وإن زهد فيها الناس، وتكالبوا على الدينار والدرهم، واستعاضوا بالفاني عن الباقي، فمن لم يجد متعته في الخيرات فلن يجدها في الشهوات والملذات.
قال ابن عباد صاحب الوزارتين: "ما كنت أظن أن في الدنيا حلاوة تعدل حلاوة الوزارة حتى حضرت مجلسا لأبي القاسم الطبراني وأبي بكر الجعابي فدارت بينهما مناظرة، فكان الطبراني يغلبه بحفظه والجعابي يغلبه بدهائه، ولم يفصل لأحدهما علي الآخر، حتى قال أبي بكر الجعابي: عندي حديث ليس في الدنيا إلا عندي.
قال له الطبراني: وما هو؟
قال: حدثنا أبو أحمد الحاكم حدثنا سليمان بن أحمد .. وساق حديثا .. فقال له الطبراني: أنا سليمان بن أحمد .. خذه مني عاليا!
قال: فخجل الجعابي .. ووددتُ أنه لم تكن لي الوزارة، وأني فرحت كفرح الطبراني".
ومن شؤم العبد أن يأتي ربه يوم القيامة وقلبه خال الوفاض من نور الإيمان، فأمثال هؤلاء في شدة من حسابهم كما كانوا في الدنيا في شدة شهواتهم، فظلمة القلب عُسرة لا تدانيها عسرة، وشدة لا تشابهها شدة.
قال تعالى: {لِلَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ أُوْلَـئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} [الرعد:18] قال إبراهيم النخعي: "سُوء الحساب: أن يحاسبَ الرجلُ بذنبه كلّه لا يغفر
له منه شيء".
وعَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ الْمَازِنِيِّ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي مَعَ ابْنِ عُمَرَ، آخِذٌ بِيَدِهِ، إِذْ عَرَضَ رَجُلٌ فَقَالَ: كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّجْوَى فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: إِنَّ اللهَ يُدْنِي الْمُؤْمِنَ، فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ وَيَسْترُهُ: فَيَقُولُ: أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنوبِهِ، وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ هَلَكَ قَالَ: سَتَرْتُهَا عَليْكَ فِي الدُّنْيَا وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ فَيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ وَأَمَّا الْكَافِرُ وَالْمُنَافِقُونَ فَيَقُولُ الأَشْهَادُ: هؤُلاَءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ. [البخاري]
قال الغزالي -رحمه اللّه تعالى-: وهذا إنما يرجى لعبد مؤمن، ستر على الناس عيوبهم، واحتمل في حق نفسه تقصيرهم، ولم يذكرهم في غيبتهم بما يكرهون، فهو جدير بأن يجازى بذلك.
-----------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-05-2015, 12:06 AM   #9915
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

فوائد وتأملات في مطلع سورة الأعراف
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إن الحمد لله رب العالمين، منزل الكتاب المبين، على نبيه الصادق المصدوق الأمين، المبعوث رحمة للعالمين، والصلاة والسلام عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين،
أما بعد:
منزلة القرآن في نفوس أهله منزلة عظيمة لا يصفها شعور ولا يعبر عنها لفظ، إلا من فتح الله عليه ببعض فتوحات التعبير فيحسن وصف ذلك الشعور، كما أن لبعض السور خاصة دون غيرها في نفس المؤمن مكانة مختلفة يجهلها حتى صاحبها؛ فتحدث فيه تأثيرًا غير اعتيادي أثناء التلاوة والتدبر بما لامست به وجدانه أو وشغاف قلبه.
وإن لمطلع سورة الأعراف هذه المنزلة غير الاعتيادية في نفسي، مما دعاني إلى تدوين بعض التأملات والوقفات مع أوائل آي سورة الأعراف.
سورة الأعراف مكية النزول إلا ثمان آيات منها، وهي من قوله تعالى: {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَة} [الأعراف: 163] إلى قوله تعالى:
{وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُم} [الأعراف: 171]
وللمكي من سور القرآن الكريم مواضيع وأساليب معينة ومحاور خاصة، تدور حول عقيدة التوحيد وبداية الخلق والتذكير بالأمم السابقة وعاقبة تكذيبها لما بعث به الأنبياء جميعًا،
وهو توحيد الله دينًا قيمًا خالصًا.
(المص) من الحروف المقطعة التي اختلف فيها المفسرون، وأرجح الأقوال أنها من العلم الذي اختص به الله تعالى آثره لنفسه، إلا أن بعض العلماء والعارفين قد ربطوا هذه الحروف بتعظيم القرآن، فلا تأتي هذه الحروف في بداية سورة إلا ويذكر فيها تعظيم القرآن الكريم وتمجيده.
إن دعوة التوحيد وعظمتها تتطلب التسليم الكامل بالأخذ بمقتضياتها علمًا وعملًا وتبليغًا، وتحمل مشقات هذا الدعوة المباركة فلا تضيق بها الصدور من القبول أو التسليم، أو تفتر عنها الجوارح عملًا، أو تحزن النفوس من إعراض المعرضين في مرحلة التبليغ؛
{فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ} [الأعراف: 2]
ثم تنتقل الآيات من مرحلة التسليم بهذه الدعوة إلى مرحلة أخرى {وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ} [الأعراف: 3] وهو خطاب التحذير والإنذار من الشوائب التي تشوب العقيدة الصافية، بما يُدخله عليها الأئمة المضلون أو الكفار المكذبون أو الأعداء المشوهون.
ثم ينتقل سياق الآيات بما يقتضيه حال الإنذار إلى حال العظة والاعتبار بذكر عاقبة من عاند التبليغ والإنذار من الأمم السابقة، وهي عاقبة الخسران والهلاك، والعاقل من اعتبر بغيره قبل أن يعتبر به وآمن وأسلم ونجا من مكر الله واستدراجه وفجأة العذاب
{فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ} [الأعراف: 4]
فلقد انتهت المهلة وحل العذاب وتقطعت الأسباب؛ فما بقي إلا حال الحسرة والندامة (إنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ) [الأعراف: 5]؛ فتصف الآيات هذا الحال البائس الذي يقتضي الاعتراف بالجريمة؛ فلا سبيل للنجاة أو التدارك والتصحيح، وتستمر الآيات في ذكر عاقبة المكذبين في يوم الفصل.
وما ذُكرت عاقبة المجرمين إلا ويلازمها ذكر عاقبة المؤمنين المصدقين في كل سور القرآن الكريم
{فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الأعراف: 8]
وللرسل يومئذ مقال فهم الشهداء على الفئتين،
والفئتان شاهدتان على نفسيهما أيضًا {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِين} [الأعراف: 6]
ثم تعود السورة إلى استعراض بداية الخلق وقصة استخلاف آدم عليه السلام في الأرض، وغواية إبليس لآدم وزوجه وذريتهما، وتستمر المكائد الشيطانية لغواية جنس البشرية وصرفهم عن جادة الحق منذ خلق آدم عليه السلام وحتى قيام الساعة.
وقصة مكيدة إبليس لآدم عليه السلام قصة مشهورة، خلد فيها التاريخ أول توبة وعودة إلى الله تعالى بعد الاعتراف بالذنب. والتوبة بحد ذاتها محض فضل واجتباء من الله تعالى، فألهمهما كلمة الإنابة
{رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ
مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف: 23]
من المعلوم أن جريمة العجب والكبر هي أول ما عُصي به الله تعالى منذ خلق آدم عليه السلام، حين أعجبت الشيطان نفسه المخلوقة من مادة نارية في طبيعتها أقوى من تلك الطينية التي خُلق منها آدم
{أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} [الأعراف: 12]
وقد سبق إبليس آدم في طاعة الله بملازمته للملائكة، فلم يكن من صنف الملائكة إنما كان ملازمًا لهم، وذكر المفسرون أنه أعبد الجن حينها على الإطلاق لملازمته للملائكة في عبادتهم لله بنفس القوة والاستمرارية.
ورغم عصيان إبليس إلا أن الله تعالى قد أجاب دعوته في إمهاله لغواية البشرية {إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ } [الأعراف: 15] فشاءت إرادة الله إمهال الظالمين مع وليهم إبليس إلى أن يكون عذاب الدنيا والآخرة؛ فحكمة الله تعالى تقضي أن يجعل للجنة أهلًا وللنار أهلًا، ولو شاء الله لجمعهم على الهدى.
وبدأت سلسلة الغواية الشيطانية وتنفيذ إبليس لوعيده المشئوم بإضلال آدم قبل ذريته؛ فقد تيقن بعاقبته والخلود في النار، وأبى إلا أن يجمع فريقه من أصحاب السعير، فأمعن في الخديعة حين تلبس بلبوس الناصحين، وهذا ديدن المضلين من بعده {فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ} [الأعراف: 22] وزين لهما المعصية فسماها بغير اسمها وأظهرها بغير شكلها وكأن فيها الفوز والخلود {إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ} [الأعراف: 20]
وسيق آدم وزوجه إلى خديعة إبليس، وتمت المعصية بالأكل من الشجرة المنهي عنها، ورافق المعصية شؤمها فـ{بدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا} [الأعراف: 22] فللمعصية تبعات شؤم آنية ناهيك عن العقوبة الآجلة.
إلا أن اللطف الرباني تجلى بمناداة الله وعتابه لآدم وزوجه
{وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا} [الأعراف: 22] فما عوتب أحد إلا والمعاتب يرجو عودته وارتداعه؛ فكان لهما من العقل ما يجعلهما يتحملان مسؤولية خطأهما، بخلاف ما يفعله ذريتهما الكافرون من بعدهما،
حين يتعذرون بإضلال المضلين لهم وتنصلهم من مسؤولية الذنب {رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ} [الأحزاب: 67]
واستمر اللطيف في لطفة بإقالة عثرة آدم وزوجه وستر عيبهما
{يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ} [الأعراف: 26] ولباس التقوى خير ما أنعم به على بني آدم، وهو مجمع فضائل النفس البشرية كلها؛ فالتقوى ماحية للذنوب ساترة للعيوب مرققة للقلوب ومفضية إلى رضا علام الغيوب.
هذا وإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان،
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
--------------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-05-2015, 12:45 AM   #9916
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

قصـــــــــــــة آدم
قصة البداية و أساس البناء
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إنها قصة البداية ، وأساس البناء ، رسمت معالم الطريق ، و حددت الخطوط العريضة له ، فما من أحد من ذريته إلا و هو خاضع لتلك السنن و القوانين الأولى ، لأنها حددت المشكلة ثم حددت أسبابها ، ثم علاجها و الشفاء منها ، ثم غاصت في أعماق النفوس ، و عبرت عن حاجاتها ، ثم جلت أصل المجتمع و لبنته ، فهي حددت القدر المشترك بين البشر ، و ما سيتعرضون له من بعد ، و زودته بما يحتاج له ، ليسير الآدمي في حياته مبصراً للطريق ، درباً على منحنياته و منعطفاته ، مستهدياً بعلاماته و مناراته ،
فلا ضير بعد ذلك أن نرى اهتمام القرآن بهذه القصة المباركة ، فكانت أول قصة يتناولها من بدايته ، و ما ذاك إلا لما تضمنته هذه القصة من توضيح و بيان لا يستغنى عنه أبدا ، كما أن الأبوة ما تزال تدب في نفوس ذريته من بعده ، و آثارها ملتصقة بنفوس بنيه لا تندرس ، و لذلك جاء في الحديث الصحيح ( فجحد آدم ، فجحدت ذريته ، ونسي آدم ، فنسيت ذريته ، وخطئ آدم ، فخطئت
ذريته ) مما يعني ترابطاً عجيباً بين الأب و ذريته ، فالطرق واحد ، و الخطر واحد ، و للنجاة طريق واحد ، و لذا فسنقف مع هذه القصة قليلاً ، لنستعرض قواعد عامة تضمنتها :
القاعدة الأولى : خطر المعصية و شؤمها:
فالمعصية هي العائق الرئيس و الأصيل ، ملتصقة ببني آدم التصاق الروح بالبدن ، فكأنما لكل ليل نهار ، فكذلك لكل آدمي ذنوب و معاصي لا تنفك عنه ، و هي من لوازم النقص للآدمي الضعيف ، و هذه الذنوب هي التي تسببت في هلاك الأمم من قبلنا كما قال الله عز وجل ( فكلاً أخذنا بذنبه ..) ففي هذه القصة أعظم زاجر عن الذنوب ، كيف لا و قد اخرج من الجنة إلى دار الشقاء بذنب واحد فقط ، فكيف المصر على الذنوب دهور !! :
يا ناظراً يرنو بعيني راقبِ
ومشاهـداً للأمر غير مشاهــــد
تصل الذنوب إلى الذنـوب
وترتجي نيل الجنان ودرك فوز العابد
أنسيت أن الله أخرج آدم منها إلى الدنيا بذنب واحــــــد
فتعظيم الذنب ، و معرفة خطره و ضرره ، و شؤمه و سوء عاقبته هو الدرس الأول من هذه القصة العجيبة ، و هي رسالة واضحة لبني آدم أن يتنبهوا لهذا الخطر و يعدوا له العدة.
القاعدة الثانية : سبب المعصية و العدو الأول :
عند استيعاب المعصية وإدراك ضررها ، جاء التفصيل ببيان سببها و من يدفع إليها ، و هذا يقتضي الحذر و اخذ الحيطة ، و لذلك جاء القرآن بتفصيل أساليب الشيطان و مكره ، من التزيين و الزخرفة ، و الخطوات و التمني و التسويف و الغرور و الأيمان الكاذبة و الاستفزاز و التكالب مع أوليائه على بني آدم و المكر و التحريش .. ، و ما ذاك إلا لينتبه الآدمي من هذا العدو ، و ليستوعب مكره و خداعه ، فجميع الطرق و الأساليب واضحة أمامه ، فلا عذر يوم القيامة لمن اتبع الشيطان و ركن له ( و ما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني و لوموا أنفسكم.. )
القاعدة الثالثة : التوبة طريق النجاة .
و هذا هو علاج الذنوب ، و السلاح الذي يجابه به الشيطان ، فليس العيب في الخطأ و لكن في الاستمرار فيه ، و ليس المطلوب أن لا تخطأ و لكن الواجب عليك ان تتوب ، و ترجع إلى الله و تئوب ، و لذلك لما أخطأ آدم عليه السلام رجع إلى ربه و تاب و أناب : ( قالا ربنا ظلمنا أنفسنا و إن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين )
فهذا هو العلاج لبني آدم ، أن يتوبوا من الشرك إلى التوحيد و من الكفر إلى الاسلام و من المعصية إلى الطاعة و من الضلال إلى الهدى فهي رسالة واضحة من هذه القصة ،
بأن الرجوع و التوبة عنوان الفوز و النجاة ، و هي الوسيلة الوحيدة للخلاص من الشيطان و كيده ، كما أنها طريق الفلاح و القرب من الله و نيل رضاه .
و تأمل كيف تضمنت توبة آدم الخير بحذافيره كما جاء في سورة طه ( ثم اجتباه ربه فتاب عليه و هدى) فاصطفاء و قبول توبة و هداية و هذا كل ما نحتاجه للفلاح.
و بذلك فقد جاء في هذه القصة الحقائق الكبرى ، و تضمنت المسائل العظمى ، فجاءت بالمشكلة و سببها و علاجها بأوضح عبارة و أوجز لفظ و بيان .
القاعدة الرابعة : حاجة النفوس للسكن.
و هذه حاجة نفسية يحتاجها كل آدمي ، فتهيئة الأجواء و تنقيتها ، و السكينة و الطمأنينة و الهدوء ، هي المناخ الملائم للإنتاج و الجهد و العمل ، فإذا غاب هذا المعلم و اندرس ،
فلا تسأل حينئذ عن اضطراب الحياة و خلخلتها ، و ضيقها و سوادها ، فلا إنتاج و لا عمل و لا أخلاق و لا سعادة ، و ما ثم إلا الحيرة و النزق و الأمراض و الانتحار ، و لذلك قال الله عز وجل ( اسكن أنت و زوجك الجنة ) و قال تعالى ( و جعل منها زوجها
ليسكن إليها ) .
فالواجب على كل آدمي أن يهئ أجواء السكن في هذه الحياة بكافة مجالاته ، و أن يكون ملما بكل دلالاته و متعلقاته ، بداية من سكونه و طمأنينته بربه ، و كذلك نفسه و بيته و كل من و ما يتعامل به ، من سكن البيت و الزوجة و الأولاد و العمل و العلاقات ، حتى يستطيع أن يبني و ينتج و يثمر في هذه الحياة ،
و لذلك لما أكثر نساء النبي صلى عليه و سلم من الالحاح عليه بزيادة النفقة حتى اغضبنه و هجرهن شهرا ، جاء القرآن بتربيتهن و نزلت آيات التخيير في سورة الأحزاب ، فلم يؤذين النبي صلى الله عليه و سلم بعدها حتى لقي ربه ،
و ما ذاك إلا لتفريغ النبي صلى الله عليه و سلم من ضغوطات
الحياة و تفريغه لمهمته الكبرى ، و هذا هو الواجب علينا
بأن نواجه مشاكلنا ، و نسعى في حلها و عدم تعقيدها ،
و ننشر ثقافة السكينة في انفسنا و بيوتنا و مجتمعاتنا ،
و نساهم في ثقافة السكن و الراحة و الطمأنينة .
القاعدة الخامسة : الأسرة أساس البناء.
عندما نتخيل بأن المليارات من البشر و التي تدب على الأرض في كل يوم ، ، ثم نرجع بذاكرتنا إلى ملايين السنين لنتذكر من كانوا يعمرون الأرض إلى اليوم ، ثم نتأمل أن الجميع كانوا من اسرة واحدة و بيت واحد يتكون من رجل و زوجته ، ندرك حينها كثيراً قيمة هذه الأسرة و أهميتها ،
ندرك بان الأسرة هي أساس بناء المجتمعات و رقيها ، مما يحتم علينا الحفاظ على هذا الأساس المتين و رعايته ،
و ما زالت الأمم و الشعوب على اختلاف مذاهبها
و أديانها تعتني بهذه الأسرة و تحرص عليها ، و تسوسها
و تحيطها بسياج من القداسة و الهالة ، حتى جاءت حضارة هذا القرن التي تسعى لتقويض الأسرة و تفريغ البيوت منها ،
ليعيش الناس حياة البهائم و الوحوش ، يفترس القوي الضعيف ،
و يعيش كل من اجل نفسه فقط ! إنها جريمة في حق البشرية قد استوفت جميع أركانها ، و قتلت صفات العفة و الأخلاق
و السكن و الطمأنينة ، فأي جناية ارتكب هؤلاء ! بقلع هذه الأساس المتين و تقويضه ، و فرض واقع بلا أساس و لا بناء ، ثم يتبجحون بعد ذلك بالحرية الشخصية التي تنبذ الأسرة و تعزز ثقافة الفرد.
فقصة آدم أعطتنا درساً بليغاً واقعياً ملموسا ، على مكانة الأسرة
و أهميتها في النمو و الارتقاء و البقاء .
القاعدة السادسة :العفة و ستر العورات
فالعفة و ستر العورات هي من الغرائز المستقرة في النفوس ، و هذا من رحمة الله بعباده ، لأن الأجساد إذا تعرت ، و العفة إذا تهكتت ، فإن الناس ينفضون حينئذ لباس الأدميين ، و يتلفعون بلباس الوحوش و الذئاب المسعورة ،
و تراهم يجوبون الأرض من أجل المتعة المحرمة ، و اللذة الفانية ، و تهدم حينها القيم ، و تموت المبادئ ، و تتفكك الأسر ، و يبقى كل يطارد وراء لذته و شهوته ، فأي حياة هذه الحياة !
و أي طعم لها مع هذا الجو الصاخب المزعج !
إن نزع اللباس له عدة صور و أشكال ، فقد يكون بالقصير و الشفاف و الضيق و تفصيل العورات و عروض الأزياء ، و ما ذاك إلا امتداد لأسلوب الشيطان و طريقته حين كشف عن عورة آدم و حواء في الجنة (يَنْـزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ) و اللذان ابتدرا (وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ ) ليسترا عوراتهما التي سعى الشيطان في كشفها ، مما يضعنا أمام طريقين لا ثالث لهما إما طريق الأنبياء من الستر و العفة ،
و إما طريق الشيطان من التجرد و العري و التهتك ، فلا بد أن يكون المجتمع حارساً على قيمه و مبادئه ، و أن يكون سيره على طريق الأنبياء ، ابتداء من أبيهم آدم الذي أعطتنا قصته المبادئ الأساسية لسير الأفراد و المجتمعات .
و أخيراً فهذه وقفات مع هذه القصة المباركة ، عسى الله
أن ينفعني بها و إخواني المسلمين بفضله و منته
و صلى الله على نبينا محمد .
-------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-05-2015, 08:28 AM   #9917
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-05-2015, 08:47 AM   #9918
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


موقع جديد ورائع

تحقق من صحة الحديث النبوي الشريف

بسهولة


موسوعة الأدعية الصحيحة


إجمع يوميا ملايين الحسنات مجانا


لكي نتعلم أن نحمد الله من أعماق قلوبنا


للتأكد من صحة الأحاديث النبوية



تفسير شيخنا الشعراوي كاملا


المصحف الجامع عمل يستحق الاطلاع عليه



مصحف الذكر الحكيم


التسبيح





كتاب حصن المسلم في صفحة واحدة

موسوعة القرآن

القرآن الكريم بعدة لغات

القرآن الكريم مع التراجم والتفاسير

تفسير السعدي

من أيسر التفاسير عبارة وأوضحها بيانا

ها هو بين يديك كاملاً في ملف واحد.
-------------------------------------

فضل الإستغفار


هدية متواضعة للجميع


إهداء خاص للغا ليييين


رابط مصحف كامل للشيخ المعيقلى


مواقيت الصلاة جميع مناطق المملكة


رابط القرآن الكريم يظل يعمل حتى لوكان الجهاز مقفل

بكل اللغات ومع التفاسير

شيئ مو بسييييط


الله نورالسموات والأرض ( رائع جدا )




أجمل دعاء





معجزة قرآنية مكان وجود

االسموات السبع والأرضين السبع


طلع البدرعلينا







لَوْ أَنَّا إذا مِتْنا تُرِكْنا لكانَ الموتُ راحةَ كُلِّ حيِّ

ولكنَّا إذا مِتْنا بُعِثْنا وَنُسْأَلُ بَعْدَهُ عن كُلِّ شيِّ







---------------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-05-2015, 09:13 AM   #9919
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-05-2015, 09:17 AM   #9920
سيسيل الزهراني
وسام التميز العام
 
الصورة الرمزية سيسيل الزهراني
 







 
سيسيل الزهراني is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

اللهم صلي على محمد عليه افضل الصلوات واتم التسليم
سيسيل الزهراني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 01:10 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved