منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 04-03-2013, 07:43 AM   #1051
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

البــــــــاب المفتـــــــوح



ولما قســا قلبي وضاقت مذاهبي
جعلتُ رجـائي نحـو بابك سُلما
-------
على الرغم من أنني كنت مشتغلاً بدراستي الجامعية إلا أن لدي بعض الوقت أقضيه في مزاولة هوايتي المفضلة – كما يقال – وهي المراسلة..
فقد اشتركت في مجلة دولية للمراسلة.. وكانت لي علاقات مع أصدقاء كثيرين في أنحاء العالم فقد كنا نتبادل الصور والطوابع.
وفي نهاية السنة الثالثة الجامعية وقبل اقتراب العطلة الصيفية.. فكرت في أن أسافر لعدة دول..
أولا: أترف على تلك الدول..
ثانياً: أتعرف على الأصدقاء الذي لي علاقة ببعضهم منذ سنتين أو أكثر..
من الناحية الاقتصادية..
الموضوع بالنسبة لي سهل حيث أنني لن أصرف مبالغ كثيرة.. سأحل ضيفاً على الأصدقاء لمدة يومين أو ثلاثة.. إلى أسبوع..
ومن جهة أخرى سيقوم الأصدقاء بتعريفي على الأماكن الأثرية والمواقع السياحية.. فسأكون محفولاً مكفولا..
نظمت خط سير رحلتي من المملكة فقررت أن أزور فرنسا أولا بعد ذلك أغادر إلى أسبانيا ثم إلى المغرب ثم إلى مصر وأخيراً أعود إلى بلادي..
وخط سيري هذا رتبته مع العديد من الأصدقاء الذين في هذه الدول ورحبوا بزيارتي.. كما أنني لم أرتبط بحجز للسفر.. بل تركت الأمور حسب ارتياحي في كل دولة..
· أنهيت العام الدراسي.. ونجحت والله الحمد بتفوق.. أخبرت أهلي بسفري.. لم يكن لديهم ممانعة في ذلك.. أحضرت آلة تصوير وبعض الأوراق الضرورية..
كما أنني لم أنس عناوين وهواتف الأصدقاء أقنعت نفسي أنني سأسافر للسياحة.. لا للمظاهر والبهرجة.. لذا اشتريت من الملابس أبسطها.. وحملت من المال ما يكفيني..
لغتي الإنجليزية لم تساعدني في محطتي الأولى حيث يتكلم الشعب الفرنسي اللغة الفرنسية ولكن عندما استقلت سيارة أجرة من المطار إلى مدينة باريس..
عرف أن اللغة الإنجليزية يتحدثها أصحاب الفنادق والمحلات الكبرى..
نزلت في فندق متواضع وكان الجو بارداً.. وملابسي يبدو أنها لن تقوم بالواجب.. فجسمي بدأ يرتعش من البرد.. الليلة الأولى مضت.
وسرني أنني عندما اتصلت على صديقي وكان في مدينة بعيدة عن باريس وأخبرته بقدومي.. أطهر لي السرور وأخبرني أنه سينتظرني غداً عند محطة القطار في مدينته..
في الغد حملت حقيبتي.. وركبت القطار..
ولا شك أنني عاتبت نفسي لكثرة التقاطي للصور.. خوفاً من نفاد الأفلام التي معي..
ولكن المناظر الطبيعية.. تأسرك بجمالها..
قبل وصول القطار بفترة..
أخرجت صورة صديقي الفرنسي أتفحصها.. لكي أتعرف عليه.. فأنا لم أره ولم يرني من قبل..
لم أجد صعوبة عند توقف القطار ونزولنا في التعرف على صديقي..
سار بنا إلى منزله.. وكان يتلكم الإنجليزية.. لغة المراسلة بيننا..
قضيت أياماً جميلة عندهم.. امتدت لخمسة أيام.. ثم بعد أن شاهدت مدينته وزرت مناطق السياحة فيها..
سافرنا سوياً إلى مدينة أخرى مكثنا فيها يومين ثم عدنا إلى باريس معاً وأمضينا فيها ثلاثة أيام عند أحد أصدقائه..
· بعدها غادرت إلى ألمانيا..
نفس مشكلة اللغة من جديد فالألمان لا يتكلمون إلا اللغة الألمانية.
في ألمانيا ارتحت أكثر لأن صديقي يملك سيارة.. وهذا ساعدنا على حرية الحركة وإن كان أفقدنا بعض المتعة من السفر في القطار والرحلات الجماعية..
على أية حال.. مكثت في ألمانيا لمدة أسبوع وكان صديقي يمضي إجازة مثلي.. فلم نُقم في منزلهم سوى يوم واحد.. ومن ثم أخذنا في التجوال في ألمانيا.. بل إننا قطعنا مسافة تزيد على خمسة آلاف كيلو متراً من الطرق.. وهذا كلفنا ثمن شراء وقود السيارة.. وكان هذا الثمن مناصفة بيننا..
رأيت ألمانيا أكثر من فرنسا.. كما أن صديقي الألماني وضعه المادي جيد.. وله أقارب في مناطق متفرقة من ألمانيا.. وإن كان أقاربه لم يقدموا لنا شيئاً يذكر..
· غادرت ألمانيا إلى أسبانيا وقد خططت لتكون الإقامة أطول فيها..
دمعتك في أسبانيا تسبق نظرك..
ماذا ترى بالأندلس.. ألم تسمع قصيدة الرثاء في سقوط الأندلس..

لكل شيء إذا مـا تـم نُقصــان
فلا يُغــر بطيب العيــش إنسـان
هي الأمـور كمـا شاهدتها دولً

من سـره زمـُن ساءته أزمــــان

يعتصر قلبك ويعجز لسانك.
اتصف الآثار.. عظمة في الدولة.. وعظمة في البناء.. هذا مآله..
كلما دخلتُ مسجداً اهتز قلبي..
كم من الركع ذهبوا.. كم من العباد دلفوا..
والناس مشغولة..
هذا الفسيفساء.. وهذا عقد.. وهذا.. كأن الإسلام مباني..
على الرغم من أنني أزور المسجد المجاور لنا إلا قليلاً.. لكن مساجد الأندلس تختلف..
بل كم مرة دخلت مسجد الحي ولم يهتز في جفن.. وأنا داخل للصلاة..
والآن تهتز جوانحي وأنا سائح.. لا مصل ولا عابد...
حدثني صديقي الأسباني عن عدل المسلمين عندما كانوا هنا.. وحدثني عن معلومات تاريخية..
لا أعرف صحتها من خطئها.. كلما هنالك أنني أحرك رأسي عند نهاية كلامة.. لا أجد جواباً..
ولكن قلبي يهتز..
يتحدثون عن التاريخ الإسلامي.. تاريخ آبائي وأجدادي.. ولا أعرف عنه شيئا.. بل إنني أفكر.. هل أنا من أحفاد من فتح الدنيا..؟ غادرت الأندلس وأنا حيران بكل ما تدل عليه هذه الكلمة من معنى..
وصلت بطريق البحر إلى المغرب..
ثم سافرت بالحافلة إلى قرية صديقي المغربي وكانت بالقرب من الحدود الجزائرية.. أقبلنا على القرية.. قرية وادعة في وسط الصحراء.. تذكرني بقريتي.. لم نحتج للعنوان..
أين بيت جابر.. الكل يعرفه.. وجه غريب.. الكل ينظر إليّ.. أخذني أحدهم عندما عرف أنني قادم من أرض الحرمين.. حمل حقيبتي بإصرار عجيب..
طرقنا الباب.. هذا والد جابر.. لم أعط فرصة لأن أعرف نفسي..
هذا قادم من مكة..
احتضنني.. تفضل.. حفاوة بالغة.. أخجلتني.. لقد كانوا ينتظرون قدومي بشوق منذ أسبوع. أعدوا لي الحفلات كما ذكروا..
بعد شرب الشاي.. وضعوا لي غرفة مرتبة..
· في المساء..
قالوا إن أهل القرية يريدون أن يروك.. (ماذا...)
يرونني.. وضُعتُ على المنصة في الحفلة.. وتكلم مسئول الحفل.. فرحب بي ترحيباً حاراً.. وكان الحفل يضم أغلب أهل القرية إن لم يكن كلهم.. رجالاً.. ونساءً وأطفالاً..
بعدها تحدث إمام المسجد عن فضل مكة المكرمة والمدينة المنورة.. ورحب بي..
· وكانت المفاجأة الصاعقة لي..
يتحدث إليكم القادم من أرض الوحي من مهبط القرآن الكريم من أرض مكة والمدينة.. كنت قبل ابتسم عندما تحدثوا.. ولكن عندما طلبوا مني الحديث..
تغير وني.. ارتعدت فرائصي.. أتعقد لساني..
لم أتعود أن أتحدث في جمع كهذا.. ثم ماذا أقول.. وأنا طالب الاقتصاد.ز لا معلومات شرعية أو ثقافية لدي..
ولكن الله يسر.. فقد تحدثت إليهم عن الحرم والكعبة.. والحج.. وتكلمت كثير عن الحج فهو موضوع بسيط درسته منذ القدم ولدي معلومات سنوية متجددة من خلال الإعلام خلال موسم الحج..
ودعوت الله يحجوا إلى مكة..
فكان أن تعالت الأصوات والبكاء.. والتأمين..
يعلم الله أنني خفت من الموقف خوفاً من الله.. بدأت أتحدث بشكل منفعل وكأنني أخاطب نفسي بالتوبة.. خنقتني العبرة وأنا أتحدث..
فبكيت.. سكت الجميع برهة.. وأنا أصابني ذهول من نفسي.. كأني في حلم عجيب..
قام الجميع يسلمون عليّ ويتحدثون بكلام لا أفهمه.. نصفه بكاء ونصفه الآخر بلهجة محلية..
بعد هذا المشهد وكأنني أشاهد تمثيلية وأنا بطلها.. دُعينا إلى العشاء.. وكان عشاء يكفي لجميع الحاضرين.. لكنني لم أكن أتلذذ بالأكل..
في داخلي شيء لا أعرفه..
ذهبت إلى غرفتي وأغلقت الباب على نفسي..
وبكيت..
بل إنني وضعت وجهي على وسادتي.. حتى ابتلت من الدموع حاولت أن أخفض صوتي حتى لا يسمعني أهل البيت..
لا أعلم متى توقفت عن البكاء.. ولكن النوم غلبني وأنا أبكي.. ولعل عناء السفر ساعدني على النوم.
طُرق الباب علي..
صلاة الفجر..
خرجت إلى المسجد.. وصليت بخشوع قلب.. وبكيت في الصلاة.
أصبحت شارد الذهن.. لا أعلم ما أصابني.. لا أعلم كيف قضيت أيامي.. لكن ليالي كانت بكاء وكان الشرود بادياً علي في النهار..
قررت أن أعود إلى بلادي..
رغم إصرارهم على المكوث.. ولكنني عزمت على العودة.. وكان خط سيري إلى جدة.. انتقلت من جدة إلى مكة.. ومكثت أسبوعاً في الحرم.. لا أخرج إلا لحاجة ضرورية..
بدأت أقرأ القرآن بتمعن.. أصلي بخشوع.. أطوف بطمأنينة..
· أين أنا عن كل هذا.. أين السنين الماضية..
لم أستطع أن أراجع حساباتي.. لأنه يغلبني البكاء.. والندم الشديد.. كنت إذا تفكرت في الماضي..
أفتح المصحف وأقرأ.. دموعي لا تفارقني.. أين هذه الدموع السنين الماضية..
لا أعلم..
هدأ روعي تلك الدروس التي تقام في الحرم..
اشتريت كتاباً بعنوان: (حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح) وآخر عنوانه: واحات الإيمان لعبد الحميد البلالي.
وقبل هذا وذاك..
الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب..

-------------
للفايدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-03-2013, 07:49 AM   #1052
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

حـــــــامـــــل المســـــك



قيل لعبد الله بن عمر: توفى فلان الأنصاري قال: رحمه الله، قالوا ترك مائة ألف. قال: لكن هي لم تتركه.
--------
أصابته ضائقة مالية شديدة تردد أوضاعه.. وقل ما في يده.. وتفرق أصحابه..
يتذكر أنه منذ عشر سنوات قدم استقالته من وظيفته.. تحول إلى الأعمال الحر.. تغيرت أحواله بعد الاستقالة.. كثرت أمواله.. انتقل إلى فلة كبيرة.. تزوج المرأة الثانية.. أسفاره لا تعد.. أنغمس في الملذات والمحرمات بدون حد.. يسمع الأذان.. ولا يبعد المسجد من مكتبه سوى أمتار محدودة ولا يذهب للصلاة.. بل إن له فترة طويلة ما سجد لله سجدة.. مشغول لا وقت لديه..
في بيته كالحيوان.. يأكل ويشرب وينام.. حتى تربيته لأولاده.. لم يسألهم يوماً هل يعرفون الصلاة أم لا.. في أمواله يتساوى لديه الحلال والحرام. لا يهمه الوسيلة.. المهم النتيجة.. فهذه قاعدته التجارية..
· ولكن.. خلال السنتين الماضيتين.. تردت الأمور التجارية.. بدأ يحاول المستحيل حتى يحافظ على أعماله وأرباحه السابقة.. ولذلك بدأت أعماله تأخذ طابع الفوضى.. كالغريق يريد النجاة..
بدأ أصحاب الربح السريع يزينون له هذا المشروع.. وذاك المشروع.. هذا المشروع فشل ولم ينجح.. وهذا يساوي نصف ما دفع فيه.. خلال السنتين كثر الدائنون.. وكثرت مشاكله.. تذكر كيف كان قبل الاستقالة من الوظيفة.. الآن مصروفاته باهظة ودخله قل.. بدأ يأخذ القروض من البنوك..
خلال سنة واحدة تراكمت عليه الديون وعجز عن السداد.. انتقل إلى مرحلة جديدة في حياته.. مرحلة المطالبات في المحاكم ولدى الحقوق والشرطة.. أصبح عمله فقط محالة إرجاء حقوق الدائنين إلى وقت آخر.. مرت الشهور.. وحلت الديون.. وبدأت ملمح الشجون.. تارة بالتهديد والوعيد.. وتارةً بتقديم الشكاوي.. هذا ما فعله الدائنون..
باع جميع ما يملك.. فتله.. سياراته.. أراضيه.. أملاكه التجارية.. سدد الجزء الأكبر..
· تبقى جزء من الديون أمهله أصحابها رأفةً به.. انتقل إلى بيت صغير جمع فيه زوجته وأبناءه العشر.. السائق والخادمة لا وجود لهما عنده.. الليل يقضيه في هموم وغموم..

في وسط هذه المشاكل خطرت في باله زيارة صديقه محمد.. سوف يساعده بمبلغ من المال.. فهو صديق طفولته.. ورفيقه في الوظيفة..
هل يذهب إليه.. أم لا.. على الرغم من أن محمد عندما زاره قبل سنتين تضايق من المظاهر البراقة.. ومن أصوات الموسيقى والصخب في بيته.. ولكنها الحاجة..
صمم واختار وقتاً مناسباً.. أنه وقت العصر من نهار الغد.. في منتصف العصر لبس ثوبه..
جرس الباب يطرق.. من.. (قولوا غير موجود) أنه صاحب البيت يريد الإيجار.. أين أبوكم.. غير موجود.. اضطر أن يتأخر نصف ساعة حتى يبتعد صاحب البيت عن الباب..
خرج على عجل وركب سيارته.. اتجه إلى منزل محمد.. نفس البيت القديم إذ لم يغيره.. وصل إلى بيت محمد بعد آذان المغرب مباشرةً.. من بالباب.. أنا صالح.. أين محمد.. لقد ذهب إلى المسجد وسيعود بعد الصلاة.. ركب سيارته.. اطرق برأسه.. من العيب أن ينتظر في السيارة والناس يمرون بجواره ذاهبين للمسجد.. ثم ماذا لو خرج محمد ووجده لم يصل مع الجماعة.. ثم أين يذهب..
لست على وضوء.. سأهذب للصلاة ها هو المسجد..
توضأ ثم ذهب للمسجد.. أدرك الركعة الثانية من صلاة المغرب.. بعد الصلاة قام أحد المشائخ وأمسك بمكبر الصوت..
بعد أن أثنى على الله وصلى على نبيه صلى الله عليه وسلم، .. فق أريد من وقتكم خمس دقائق.. بدأ يتحدث عن الطاعة.. وإنها سبب الحياة السعيدة ألم تسمعون قول الله تعالى: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكاً) وتطرق لاستقامة الإنسان في الحياة.. وعدد بعض الفوائد الاتجاه إلى الله.. وذكر الرزق.. رفعت رأي لأنظر إليه فهذا ما يهمنى.. تابع تفسير قول الله تعالى: ومن يتق اللهَ يجعل له مخرجاً ويرقه من حيث لا يحتسب) فذكر أن الزرق يأتيك من أبواب لا تطرقها ولا تتوقع أن يأتيك منها.. اكمل الخمس دقائق ووفى بوعده..
وقلت في نفسي ليته أخلف بوعده فحديثه دخل قلبي.. أين أنا من هذه الآيات والأحاديث.. لقد كنت تائهاً لم أعرف الله إلا في هذه الشدة.. الحمد لله أنني عرفته..
آثار في نفسي شجوناً كثيرةً.. فأنا منكسر النفس من الناحية المادية.. وأثارني لقوله أن هذه أسباب المعاصي.. فتذكرت غفلتي..
دمعت عيني.. وتنهدت.. خرجت من المسجد.. ها هو محمد.. دخلنا إلى منزله الله أكبر صديق عمر.. بمعنى هذه الكلمة.. هش لي ورحب بي في وقت هرب فيه كل من حولي.. كيف أولادك.. كيف صحتك.. ما هي أخبارك..
· يا محمد لا تستعجل.. سأخبرك بكل شيء.. طال حديثي وفصلت له كل شيء.. بعد أن انتهيت.. أجابني جواباً أسمعه لأول مرة في حياتي.. هذه رحمة من الله لك..
لقد أكلت من الحرام أكثر من الحلال. وتركت واجباتك الدينية.. وابتعدت عن الله.. لعل في هذا أيقاظ لقلبك.. لتعرف أن المادة لا تعني شيئاً.. بل سيحاسبك الله كما في الحديث يسأل المرء عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه؟ وعن علمه ماذا عمل به..
ولكن الحمد لله على كل حال.. كم تبقى من ديونك.. سأكفلك في جميع ما تبقى.. وهذا المنزل المجاور لي اشتريته منذ خمس سنين ولقد خرج المستأجر منذ شهرين.. وحلف عليّ أن أسكن به حتى يسر الله أمري.. احتضنته وأنا أودعه..
رجل صالح بمعنى الكلمة.. على خلق ودين..
بعد أسبوع سكنا بجوار محمد.. له مجلس كل يوم اثنين مع بعض الاخوة يقرؤون في بعض الكتب الدينية.. بدأ أبنائي يحفظون القرآن في المسجد مع أولاده.. بدأت أشعر بطعم الحياة.. بدأت أموري تتحسن.. والأهم من ذلك ديني.. وبيتي.. بعد صلاة الفجر أجلس في المسجد حتى تشرق الشمس..
لقد أشرقت شمس الإيمان في داخلي..

------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-03-2013, 07:57 AM   #1053
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الـــــزمـــــــن القـــــــادم



هــذا توفى النفوسُ مـا كسبـت
ويحصـد الزارعـون ما زرعــوا
إن أحسنــوا أحسنـوا لأنفسهــم

وإن أســاءوا فبئــس ما صنعوا
-------
اشتعل الرأس شيباً..
ها قد شارفت على الخميس..
على الرغم من عشقي للقراءة..
إلا أن الوقت أخذ يضيق بي..
أصبحت مباهج الدنيا تأخذ متعة القراءة مني..
هذا ابن قادم وذاك حفيد لا تمل رؤيته..
حياة تسير على ما أتمناه.
لا يكدر صفوها شيء..
نهاية يوم الخميس حانت..
بعد يوم طويل.. حافل بالزيارات والمرح..
ودعتُ أبنائي وبناتي وأحفادي..
صرخ هاجس في داخلي..
هذه الدنيا عجب..
اجتماع وفرقته..
سيرحل الجميع..
وسيودعون ويودعون..
ستبقى وحيداً..
ما هذه الأفكار..
بسرعة.. تلفت يمنةً ويسرةً..
مجموعة من الكتيبات ذات الحجم الصغير دائماً تقع تحت نظري..
لا شك أن ابنتي الصغرى هي التي وضعتها..
فهي تهديها إلي بين حين وآخر وتُحثّني على قراءتها..
كتاب أذكار الصباح والمساء..
كتاب زاد المسلم اليومي..
ماذا بعد..
هنا كتيب صغير..
لا يتجاوز أربع صفحات..
لا يحتاج إلا لأربع دقائق قراءة..
تناولته.. بسرعة استكملت قراءته..
أصابني الدوار..
هممت بصوت خافت..
لا أغسل..
ولا أكفن..
ولا يُصلى علي..
ولا أدفن مع المسلمين..
ماذا بعد..؟
أنا ابن الخمسين..
هكذا ستكون نهايتي..
لا..
بل هناك المزيد سأعيد لكم القراءة مرة أخرى..
ولكن بالتفصيل..
الكتاب بعنوان:
حكم تارك الصلاة
[3]..
خلاصته..
أن تارك الصلاة كافر..؟
أبعد هذا العمر.. أوصف بذلك..
صوت بعيد..
ولَم لا؟؟
ألست تارك الصلاة من أحكام.
أولاً: أنه لا يصح أن يزوج، فإن عقد له وهو يصلي، فالنكاح باطل، ولا تحل له الزوجة.
ثانياً: أنه إذا ترك الصلاة بعد أن عقد له فإن نكاحه ينفسخ ولا تحل له الزوجة.
ثالثاً: أن هذا الرجل لا يصلي إذا ذبح لا تؤكل ذبيحته، لماذا؟
لأنها حرام ولو ذبح يهودي أو نصراني فذبيحته يحل لنا أن نأكلها.
رابعاً: أنه لا يحل له أن يدخل مكة أو حدود حرمها.
خامساً: أنه لو مات أحد من أقاربه فلا حق له في الميراث.
سادساً: أنه إذا مات لا يُغسل ولا يكُفن ولا يُصلى عليه، ولا يدفن مع المسلمين إذًا ماذا يصنع به؟
· يخرج به إلى الصحراء ويحفر له ويدفن بثيابه لأنه لا حرمة له. وعلى هذا فلا يحل لأحد مات عنده ميت وهو يعلم أنه لا يصلي ن يقدمه للمسلمين يصلون عليه.
عشت حلم الواقع..
وضعت الكتاب جانباً..
رفعت يدي إلى رأسي.. ضغطت عليه بقوة..
سقطت شيبة..
نظرات إليها.. أبعد هذا الشيب؟ لا أغسل ولا أكفن.. ولا يُصلى عليّ..
هذه نهايتي..
هذا ما جمعته في الدنيا..
الله..
كلمة خرجت بقوة من أعماق قلبي..
أهذه نهايتي..
أين نحن غافلون.. فلا شك أني مقصر.. بل ومفرط.. ولكن خمسون سنة.. ولا أجد ناصحاً.. يقول لي ذلك.. كيف..
· مسئولية من هذه..؟
غسلت الزمن الرديء بدموع التوبة..
عاهدت نفسي أن أكون ناصحاً لكل مخطئ..
نهضت قائماً..
سيصلى عليّ..
وسأدفن إن شاء الله مع المسلمين..

------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-03-2013, 08:03 AM   #1054
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الخــــــــــــــاتمــــــــة



فلــو أنا إذا مُتنا تُركنــــــا
لكــان المــوت راحـة كل حي
ولكنــا إذا مُتنــا بُعثنـــــا

فنســأل بعده عــن كل شــيء
------

كانت معرفتي به بسيطة.. أحياناً متفرقة، أراه في المسجد وأياماً كثيرة لا أراه.. كنت أسلم عليه بحرارة وكنت في شوق إلى معرفته والتحدث إليه..
عندما انصرفنا من صلاة العصر.. وقفت أنا وزميل لي خارج المسجد نتحدث.. فإذا به قادم.. وسلم على زميلي ثم سلم عليّ.. وبدأ أنهما على معرفة سابقة.. فقد كانا زميلي دراسة..
تجاذبنا أطراف الحديث وطلبت منهما موعداً لزيارتي في منزلي.. فوافقا واتفقنا على الاجتماع بعد صلاة العصر عداً..
سألت زميلي عنه فحدثني بأنه إنسان فيه خير كثير.. فاستفسرت عن سبب غيابه عن المسجد أياماً طويلة خاصةً وأنه جار للمسجد.. فأخبرني أن صديقه هذا له رفقاء سوء في العمل فإذا اتصل بهم تراه يتغيب عن المسجد ولا يحضر للصلاة وتكثير أسفاره..
وتحدثنا طويلاً عن أفضل الطرق لإبعاده عن رفقاء السوء.. طمأنت زميلي وقلت سأحاول إبعاده عنهم قدر المستطاع.. ادع الله أن يعنني على ذلك وسأحتسب الأجر عند الله..
كان الاستعداد للموعد العصر وفرحت به كثيراً لعل الله أن يهديه على يديّ..
أخبرت بعض الأصدقاء وقلت لهم نريد أن تبعده عن رفقاء السوء وهذا لا يتم إلا بالتعاون بيننا جميعاً وكسب مودته وحبه لعل الله أن يهديه..
تمت الزيارة في موعدها وحصل ما كنت أريد، فالرجل محب للخير.. قريب للنفس..
تشعب بنا الحديث وكان بعض حديثنا عن الجو الممطر هذه الأيام وأن في منطقة كذا ربيع وأرض خضراء..
شاركنا في الحوار فإذا به صاحب معرفة بالمناطق الخضراء ذات المناظر الخلابة.. فأشار بأن المنطقة الفلانية أفضل من جميع المناطق وذلك لأنها أرض رملية مغطاة بعشب أخضر وبين تلك الكثبان الرملية غدير ماء.. فاتفقنا على الخروج نهاية الأسبوع لهذا الموقع الجميل..
وصمم أن نكون ضيوفه ولكننا رفضنا...
قلنا له نكفي منك الفكرة ومعرفة الطريق.. وبعد مشاورات أصبحت الرحلة مشاركة من الجميع في كل شيء ما عدا الفكرة فهو صاحبها..
جو ربيعي جميل ومنتزه تحفه الرمال من جميع الجوانب..
وهذه الروضة وسط الرمال.. من أجمل المناطق.. فعلاً.
· أصبح الرجل يودنا ويحبنا ونشأ بيننا الكثير من المحبة والألفة.. خاصةً أن الرحلات للمناطق البعيدة تعني التقارب بين الجميع.. استمرت صداقتنا مع بعض مدة طويلة وأصبح الخروج إلى البر يتم بدون مقدمات لأننا اتفقنا على الخروج نهاية كل أسبوع..
وأصبح هناك ترتيب لجدولنا اليومي في الرحلة واستفادة من الوقت سواء من ممارسة الرياضة أو من استقطاع وقت للراحة.. وكان هناك درس بعد صلاة الفجر يعقبه آخر بعد صلاة العصر مدته قصيرة.. وعانيت من ذلك معاناة شديدة بسبب هذا الارتباط الأسبوعي للخروج خارج البيت..
فقد كان هذا الوقت بالنسبة لي بمثابة تفرغ كامل للقراءة والكتابة.. إضافةً إلى أنني ألغيت الكثير من ارتباطاتي العائلية.. أصبح صاحبنا محافظاً على الصلاة ودوام على صلاة الجماعة في المسجد بما في ذلك صلاة الفجر وظهرت عليه سيما الصلاح والاستقامة.
وقد كان لارتباطي الخاص به فرصة لقربه مني فقد باح لي بالكثير مما يعانيه من قبل.. ومراحل ضياعه..
حيث كان يتيماً وتربى في بيت جده..
استمرت علاقتنا هذه لمدة شهرين كاملين.. بعدها قدر الله لي أن انتقل من بيتي إلى مكان آخر في أطراف المدينة لقربه من مكان عملي وانقطعت تلك الأيام والرحلات وحتى الاتصال الهاتفي.. لعدم وجود هاتف لديّ..
وقد غبت بسبب ذلك فترة ليست طويلة عن هذا الشخص وحتى عندما اتصل عليه في بيته يقولون غير موجود..
· وسبحان مغير الأحوال فقد أخبرني بعض الزملاء ممن كان يذهب معنا أنه عاد لرفقاء السوء وعاد لبعده عن الله جل وعلا.. وأخذت الأسفار جل وقته..
فقد أهمل عائلته ورجع إلى سالف عهده فترك صلاة الجماعة وبدأ يتراجع إلى الخلف..
بدأ يسمع الأغاني.. ترك حفظ القرآن.. ترك السباب الصالحين.. ترك الكتب القيمة..
تحسرت على ذلك ودعوت الله لي وله.. وحثثت بعض الاخوة على معاودة تلك الرحلات..
بعد مدة هاتفني أحد الزملاء وكان صوته متغيراً.. وأخبرني أن فلاناً توفي..
إنا لله وإنا إليه راجعون..
ماذا جرى له فمنذ مدة لم أره ولم أجده في بيته فقد اتصلتُ عليه كثيراً.. قال لي أنه سافر إلى شرق آسيا مع رفقاء السوء وتناول جرعة كبيرة..
تناول جرعة كبيرة من مادة مخدرة..
مات هناك وحُمل في تابوت على متن الطائرة العائدة ومعه تقرير يثبت أن وفاته كان سببها تناول المخدرات.
وجلت إيما وجل من سوء خاتمته وأيقنت أن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبهما كيف يشاء..
فهو لم يستمر في توبته..
بل رجع إلى ما كان عليه..
إنا لله وإنا إليه راجعون..
تقلب في حياته من الشر إلى الخير..
ثم عاد إلى طريق الشر وختم له بنهاية سيئة..
قال أهله..
ليته مات بأي شيء إلا هذه الموتة وهذا التقرير..
رفعت يدي إلى السماء ودعوت من كل قلبي..
(يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك).
---------------------

[1] يعني الدنيا.
[2] يعني القبر.
[3] لفضيلة الشيخ محمد بن عثمين
--------------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-03-2013, 08:42 AM   #1055
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

كلمات في الصميم


استشعـــروا يا شبابنا دائماً ( لا في لحظات عابرة فقط ) ما تعيشه أمتكم من ذلٍ وهوانٍ وواقعٍ مبكٍ وحالٍ مُرْ يعتبر أسوأ حالٍ مَرَّ عليها على مدى تاريخها ، واستشعــروا ولا تنسوا المذابح والمحن والآلام العظيمة الرهيبة المبكية التي يتعرض لها إخوانكم وأخــواتكم بل وحتــى أطفالهــم . والأهــم الأهـم . . استشعـروا أنكم بتأخيركم التوبة والعــودة وبذل الجهد للدعوة تكونون سبباً في تأخــــر نصر أمتكم وتأخيــر إنقاذ إخوانكم وأخواتكم المُذَبَّحِين!!! ,لأن الله وعدنا بتحقيق العزة والنصر إذا قمنا بتنفيذ أوامره والتزمنا بشرعه ,قال تعالىإن تنصــروا الله ينصــركم ) سورة محمد آية(7)
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-03-2013, 08:53 AM   #1056
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

قبلَ فوات الأوان



الفرصة سانحة لنا اليوم بالقيام بأقوال وأفعال يسيرة، معظمنا قادرون عليها، هي سانحة وقائمة اليوم لأننا نعيشه، ولكن لسنا ندري أهي سانحة يوم غد أم لا؟
لأن الغد من الغيب، ولاندري إن كنا سنحيا للغد؟
أقوال وأفعال الفرصة التي نتكلم عنها لا تحتاج إلى حافظة متميزة، ولا إلى قدرات عضلية خارقة، ولا إلى مهارات حرفية متخصصة، الجميع يستطيع أن يفعلها، الصغير والكبير، المريض والصحيح، الغني والفقير، العالم والمتعلم والجاهل، الشريف والبسيط، القريب والبعيد.
إنها فرص ذهبية منحت لنا من ربنا تبارك وتعالى رحمة بنا، وتلك من رحمته الواسعة التي شملت عباده، فقد علم الله سبحانه وتعالى أنَّ الكثير من عباده ضعفاء، قليلو الهمة، ناقصو العزيمة، قاصرو النظر، مفرطون بما هو خير لهم.
لقد أتاح لنا الله تعالى هذه الأقوال والأفعال والتي هي بمثابة هدية قيّمة لعباده لا تقدر بثمن، فينبغي لنا أن نفعلها ولو باليوم مرة،أو بالاسبوع مرة، أو بالشهر مرة، أو بالعمر مرة، ففيها الخير الوفير، بل فيها النجاة بإذن الله.
وسنختار من هذه الفرص أيسرها، والتي يستطيع الجميع أن يقوم بها، فمنها:
أقوال بسيطة: فهناك مجموعة من الأقوال هي عبارة عن كلمات بسيطة، معظم الناس يحفظها، إذا قالها الفرد سيحصل بموجبها على جزاء كبير جداً، فمن ذلك:
- لا إله إلا الله؛ وهي كلمة الإخلاص الباقية، ويسير علينا أن نقولها كل حين، فنستطيع أن نقولها ونحن نمشي، أو واقفون، أو راكبون أومستلقون وهكذا، وجزاء قول هذه الكلمة عظيم، فأولها أن الله يُحرّم على نار جهنم أن تحرق قائلها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإن الله قد حرَّم على النار من قال: لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله»([1]).
ومن جزاء هذه الكلمة أن قائلها تناله شفاعة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال: قيل يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أولى منك لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة، من قال لا إله إلا الله، خالصاً من قلبه، أو نفسه»([2]) .
فهل نعجز أن نقول بل نردد (لا إله إلا الله) في يومنا، مرة أو مرتين أو مائة مرة، ونحن على الحال الذي نحن عليها، قياماً وقعوداً وماشين وجالسين، فمن مشاهد يوم القيامة التي أخبرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله سيُخلِّصُ رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر عليه تسعة وتسعين سجلاً، كل سجل مد البصر، ثم يقول له: أتنكر شيئاً من هذا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟
فيقول: لا يا رب، فيقول: أفلك عذر أو حسنة؟ فيبهت الرجل، ويقول: لا يا رب، فيقول: بلى، إن لك عندنا حسنة، وإنه لا ظلم عليك اليوم، فيخرج له بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، فيقول: احضر وزنك، فيقول: يا رب، ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقول: إنك لا تظلم. قال: فتوضع السجلات في كفة، والبطاقة في كفة، فطاشت السجلات، وثقلت البطاقة، قال: فلا يثقل اسم الله شيء»([3]).
فمتى كانت آخر مرة قلت فيها: أشهد ان لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله؟
إنَّ لا إله إلا الله لا يعدلها شيء، هي ثقيلة الفحوى والأجر، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلمأنه قال : «قال موسى: يا رب علمني شيئاً أذكرك به، وأدعوك به. قال: قل يا موسى: لا إله إلا الله.
قال: يا رب كل عبادك يقول هذا. قال: قل لا إله إلا الله. قال : إنما أريد شيئاً تخصني به. قال: يا موسى لو أن أهل السماوات السبع والأرضين السبع في كفة، ولا إله إلا الله في كفة، مالت بهم لا إله إلا الله»([4]).
- لا حول ولا قوة إلا بالله؛ وهي كنز من كنوز الجنة، فمن منا لا يريد أن ينال أقل ما في الجنة فضلاً عن كنوزها ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا عبد الله بن قيس، قل: «لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز من كنوز الجنة»، أو قال: «ألا أدلك على كلمة هي كنز من كنوز الجنة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله»([5]) .
- آمين، وسمع الله لمن حمده؛ كلمتان يقولها كلنا كل يوم في الصلاة، والكثير من الناس لا يعي قيمتها وقدرها، وهما كلمتان تجلبان مغفرة الله تعالى، فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلمقال: « إذا قال أحدكم: آمين، وقالت الملائكة في السماء: آمين، فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه »([6]).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلمقال: "إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، فإنه من وافق قوله قول الملائكة، غفر له ما تقدم من ذنبه"([7]) .
- أستغفر الله؛ والإستغفار من الوصفات المهمة التي وصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففيها تفريج الهموم، وجلب الأرزاق، والمخرج من كل ضيق، فعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لزم الاستغفار، جعل الله له من كل ضيق مخرجاً، ومن كل هم فرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب»([8]).
- فضلاً عن أذكار أخرى كثيرة، بل لا تعد ولا تحصى علَّمها رسول الله صلى الله عليه وسلمللناس، وما هي إلا كلمات قليلة العدد كبيرة المعنى والأجر، حين تخرج من صميم القلب وينطقها لساننا تقرباً إلى الله، يقبلها الله تعالى منا، فهل نعجز أن نقولها في يومنا، بليل أو نهار، وكل ما ذكرنا هو (ذكر الله تعالى) الذي لايوازيه عمل، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إعطاء الذهب والوَرِق، وأن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم؟" قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: "ذكرُ الله عز وجل" وقال معاذ بن جبل: "ما عمل آدمي من عمل أنجى له من عذاب الله من ذكر الله عز وجل"»([9])، فدعونا نرددها بقلوبنا قبل ألسنتنا قبل فوات الأوان.
أفعال يسيرة: وهي مثل تلك الأقوال، فهي صغيرة ولكن قيمتها كبيرة، يكتب لها الله تعالى القبول حين تكون خالصة لوجهه، فيربيها لنا لتكون حسناتها كالجبال، منها:
- المساهمة ولو بالشيء القليل في بناء مسجد، فعن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «من بنى لله مسجداً ولو كمفحص قطاة لبيضها، بنى الله له بيتاً في الجنة»([10]) ، والقطاة طائر معروف قريب من الحمامة، فلا يمكن أن يُبنى مسجد بقدر مكان بيض هذا الطائر، ولكن الحديث دليل على أهمية المشاركة في بناء مسجد لله تعالى، فجاءت المكافأة كبيرة جداً، وهي بيت في الجنة.
ومن منا لا يريد أن يكون له بيتاً في الجنة؟
- المسح على رأس اليتيم، فعن أبي أمامة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلمقال: «من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله، كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات»([11]).
- حسن الخلق وترك الكذب والجدال: فعن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه"([12]).
- نقاء السريرة: من أعظم مقاصد الشريعة أنها تُهيأ الإنسان لأن يكون نقي السريرة، ونقاء السريرة هو الركيزة الذي تبنى عليه الشخصية المؤمنة، فالعفو عن الآخرين وتجاوز عثراتهم، ونسيان ماكان منهم، وحسن الظن بهم كل هذا يؤدي إلى راحة قلبية عظيمة تتبعها راحة بدنية هائلة، وكل ذلك لن يكون إلا بنقاء السريرة.
يقول عمر بن الخطاب لأبي موسى الأشعري رضي الله عنهما في رسالة كتبها له: (فإنه من يصلح سريرته فيما بينه وبين ربه, أصلح الله ما بينه وبين الناس)([13]).
- الصدقة: وهي تقديم ما يمكن من مال أو لباس أو أكل لإنسان محتاج، ولو كان ما تتصدق به قليل، لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلميشجع على الصدقة وإن كانت قليلة، بل وإن كانت نصف تمرة، فهل عجزنا أن نجد نصف تمرة فنتصدق بها؟
فعن عدي بن حاتم رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلميقول: «اتقوا النار ولو بشق تمرة»([14]).
هذه نماذج من بعض الأقوال والأفعال اليسيرة على كل إنسان كما قلنا، ينبغي على كل عاقل أن يفعلها قبل فوات الأوان ولا يتركها لأن فيها النجاة، وهي ليس كل شيء فهناك الكثير منها ويفعلها الناس بحسب علمهم وقدراتهم و علو همتهم و عزيمتهم، فهناك من يقوم الليل ويصوم النهار ومنهم من شغله القرآن حفظاً وتلاوة عن ما في الدنيا، ومنهم من أسهر ليله وشغل نهاره بالدعوة إلى دين ربه.
لقد فات الأوان على الكثير من الناس، من الذين شغلتهم أشياء كانوا يرونها من الفضيلة وخدمة الناس وكان لهم صيتاً في هذه الدنيا، ولكنهم فشلوا في أن تكون علاقتهم مع الله تعالى على الوجه الصحيح فخسروا كل شيء.
لعل من هؤلاء عبد الله بن جدعان ذلك العربي المعروف بكرمه وحكمته وشهامته، وكم سمعنا عنه، وله مواقف مشهودة ولعل أهمها أن حلف الفضول في الجاهلية بما فيه من أُسس الخير والفضيلة ونصر المظلوم، عُقد في بيته، ولكن كل ذلك لم ينفعه لأنه لم يُسلم ولم يقل: ربي اغفر لي يوماً، فعن عائشة رضي الله عنها، قالت: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ ابن جدعان في الجاهلية كان يقري الضيف، ويحسن الجوار، ويصل الرحم، فهل ينفعه ذلك؟، قال: "لا، إنه لم يقل يوماً قط: اللهم اغفر لي خطيئتي يوم الدين»([15])، وفي أحاديث أخرى وُصِفَ ابن جدعان بأنه كان: (ينحر الكوماء([16])، وكان يحلب على الماء، وكان يكرم الجار، وكان يقري الضيف، وكان يصل الرحم، ويصدق الحديث، ويوفي بالذمة، ويفك العاني، ويطعم الطعام , ويؤدي الأمانة)، ولكن قد فاته الأوان في أن يقرر أن يكون في طريق الله تعالى فلم ينفعه كل ذلك.
ومثله كان حاتم الطائي سيد قبيلة طيء وكريمها، اشتهر بالكرم وتحدثت الناس عن كرمه بما لا يصدقه العقل، ولم ينفعه كل ذلك، فقد فاته الأوان، فعن عدي بن حاتم رضي الله عنه، قال: قلت: يا رسول الله إنَّ أبي كان يصل الرحم، وكان يفعل ويفعل، قال: «إن أباك أراد أمراً فأدركه، يعني الذكر»([17]) ، فلم يكن حاتم الطائي يريد وجه الله تعالى بكرمه، إنما أراد أن يذيع صيته وقد حصل.
هنا إشارة واضحة في أن فرصتنا قائمة عندما ننتفض لله تعالى، لنعيد ترتيب أمورنا في هذا المضمار، أما بقاؤنا في ميدان السباق من أجل الدنيا فسنخسر بالتأكيد، فعن أُبي بن كعب رضي الله عنهقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بشِّر أمتي بالسناء والرفعة والتمكين في البلاد، ما لم يطلبوا الدنيا بعمل الآخرة، فمن طلب الدنيا بعمل الآخرة لم يكن له في الآخرة من نصيب"([18]).
فهل فاتنا الأوان؟
أليس من العقل أن نبادر قبل أن يفوتنا الأوان؟
---------------------
([1]) صحيح البخاري - كتاب الصلاة- أبواب استقبال القبلة - باب المساجد في البيوت .
([2]) صحيح البخاري - كتاب العلم – باب : الحرص على الحديث .
---------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-03-2013, 11:14 AM   #1057
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الـــــــــــــوداع



قال الحسن: إني لأستحي من ربي عزّ وجلّ أن ألقاه ولم أمشِ إلى بيته.. فمشى عشرين مرة من المدينة على رجليه.
--------------

لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك..
هرول ملبياً النداء..
قال وهو يستحثني لأداء فريضة الحج
ماذا تنتظرين!؟ وإلى متى تؤجلين!؟
إنها فرصة واحدة كل عام.. وهذا ركنٌ من أركان الإسلام.. ما عذركِ في التأخير..
الآن السبل مُيسرة والمواصلات سهلة.. والأمن متوفرة..
تباطأت أبحث عن عذر..
قال.. أما سمعتي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (.. الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) إنه أجرٌ وثوابٌ يملأ القلب همةً ونشاطاً.. وسروراً وحبوراً..
أقبلت الأعمال كالجبال.. وسارت نحوي الأعذار..
عاد صوته مرة أخرى وبحماس أكثر وهو يقول..
فرصةٌ لا تعوض.. لا تترددي..
قلت له.ز هذا قرار سريع.. انتظر.. دعني أفكر.. ثم مع من نذهب؟! وكيف نذهب؟! وأين نسكن؟!
وانطلقت الأسئلة كسيل جارف.. ماذا نفعل.. هناك زحام.. وهذا العام الحر شديد.. والحجاج كثير؟!
فاجأني بصوته الهادئ.. الأمر مُيسر.. يُسهل الله كل عسي.
• سهل الله الأمر..
الأعمال التي كانت أمام عيني كالجبال تلاشت.. والأعذار المتلاطمة كالأمواج اختفت.. قررت مرافقته في رحلة الحج..
وهل هناك أجمل من رفقة زوج في سفر طاعة..
مضت ثلاث سنوات على زواجي.. ثلاث سنوات كان عوناً لي وكنت عوناً له على الطاعة. إذا نسي ذكرته وإذا قصرت نبهني.. لازلت أتذكر الأيام الأولى لزواجي.. وأصابع يده تلتقط مقصاً صغيراً.. سألته.. لماذا هذا المقص؟!
قال وهو يخفي ابتسامته.. بعض زوائد لحيت أقصها!!
سألته باستغراب.. لماذا هذا تقصها؟! قال.. أتجمل لكِ!!
تتجمل لي بمعصية الله؟
نِعمَ الرجل.. امتثال سريع وتوبة من قريب..
أعادت يده المقص إلى مكانه ولم تعد له مرة ثانية منذ ذلك اليوم..
في أيام منى.. كطفلة صغيرة تُمسك بأبيها خائفة مذعورة لم تترك يدي معصمه ولا كفه..
أستمد حناناً لم أره في حياتي.. ويؤنسني صوته وهو يذكر الله.. المخيم يعج بالحجاج نساءً ورجالاً..
سبل الراحة متوفرة.. وكل يوم بعد صلاة المغرب محاضرة.. ثلاثة أيام مرت مليئة بالدعاء والاستغفار..
هنا لا فرق بين الليل والنهار.. لا تسمع إلا أصوات الحجيج وجبال مكة وأديتها تردد صدى تلك التكبيرات والتلبيات..
• في منتصف الليل.. الأصوات تتعالى.. والتكبيرات تتوالى قال لي.. سنطوف ونسعى هذه الليلة..
أظهر حرصه الشديد عليّ عند الطواف.. فأنا حامل
تعالِ من هنا.. لا تتعبي نفسك.. لا تجهدي جسمك دعوت الله وأنا أطوف بالكعبة أن يرزقني طفلاً صالحاً..
سرت مع الزمن.. ربما يكون معنا العام القادم هنا!!
في آخر ليلة لنا في مكة.. ذهبنا لطواف الوداع
اللهم لا تجعل هذا آخر العهد ببيتك العظيم
وأرسلت الدمع منحدرا..
وحينما تذكرت حديث الشيخ مساء البارحة في المخيم عن فضل الحج وهو يذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم.. (من حجّ هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه) كبّرت.. الله أكبر.. ما مر بك من ذنوب تغفر.. وما أصابك من زلات تستر.
حمدت الله على هذا الخير العظيم.. ودعوت الله بذلة وانكسار أن أكون من المقبولين..
وأنا أكحل عيني برؤية البيت العتيق.. سقطت دمعة وداع.. وبثثت حديث النفس هل يا ترى سأعود؟! وأكحل عيني مرة أخرى.. هل سأسعى بين الصفا والمروة.. وأروي ظمأي من ماء زمزم سكبت الدموع والعبرات.. وأنا أغادر مكة مودعة.. وأي وداع وأنت تودع الحرم والمقام..
• اتجهنا إلى مطار جدة.. الزحام شديد والأصوات مرتفعة والإعلان عن الرحلات يتم بشكل متتابع..
إنصات عجيب.. لا ترى غلا تذكرة وحقيبة مع كل مسافر.. وترقب يعلو الوجوه.. ولهفة في العيون.. وآذانٌ تستمع.. متى موعد الإقلاع؟!
ولأننا في حملة كبيرة فقد تخلف البعض عن الرحلة لعدم وجود مقاعد.. وكان من المتأخرين.. زوجي..
وصلنا إلى مطار الرياض وأخذنا جانباً من الصالة ونحن ننتظر مع الحجاج بقية أقاربنا
طال انتظارنا.. وعندما أعلن عن وصول الرحلة القادمة.. حمدت الله وتدافعنا ننظر في وجوه القادمين..
وصل الجميع إلا زوجي..
أحد الحجاج ممن كان معنا.. أتى وهو متردد في الكلام.. بطيء الحديث وأخبرنا.. أن زوجي سيتأخر لرحلة قادمة.. وأشار علينا أن نذهب بدلاً من الانتظار..
تساءلت في نفسي.. ولماذا هو الوحيد الذي لم يعد!؟
• عندما وصلت فإذا بالهاتف يخبرنا أن زوجي أصابه إرهاق وتعب.. وقالوا.. هذا أمرٌ طبيعيٌ بعد الحج.. وقد ذهب به أحد الاخوة ممن كان معنا في المخيم إلى المستشفى..
انقطعت الأخبار إلا عن طريق الهاتف.. وأخبار تأتي مجملة.. ومتفرقة.. ومتأخرة!!
تسارعت الأحداث وشعرت أن الأمر كبير..
بدأت وفود الأقارب وحديثهم يذكرني بالموت ووجوب الصبر.. وكأن الأمر كذلك؟!
في مغرب ذلك اليوم.. وقد اعتلى الحزن هامتي.. وطرق الخوف قلبي.. أقبل رجلٌ وقور جاوز السبعين.. يلتحف عباءة ويمسك بيده عصا.. سلم عليّ وقبل رأسي.. وسألني عن حالي..
ثم دوى صوته الهامس في أذني..
احمدي الله.. لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار..
قولي.. اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها..
خفض صوته.. واغرورقت عيناه بالدموع وقال.. مات عبد الله.. وضعت رأسي على صدري.. وكتمت صوتي.. وأرسلت دمعي لا تزال بقايا رائحته في يدي.. بل وحتى قلمه وبعض أوراقه في حقيبتي.. بل ولباس إحرامه
أرى ثيابه في مكانها.. وحذاءه.. بل وكلماته الطيبة تعاودني في كل حين..
هناك سجادته التي يقوم فيها مصلياً لله في السحر.. هنا أوراق التقويم التي يمزقها كل يوم بيده وهو يردد.. هذه أعمارنا..
في كل مكان له أثر.. وفي كل أمر له خبر..
في تلك الأيام سقطت دمعتي.. وسقط جنيني..
يجدد الحظن ويرسل الدمع.. ما أتذكره من دعائه قبل الفجر..
رحمه الله على ما صام تلك الهواجر.. وغفر له على ما قام تلك الليالي.. وتجاوز عن سيئاته مثل ما تجاوز عن تقصيري وزلاتي.ز
ثلاث سنوات عشتها معه هانئة شاكرة..
أجدد التوبة فيها كل يوم.. وبفراقه جددت التوبة وأنا أرى بعيني نهاية الدنيا.. وفجأة الموت..
يتجدد أملي.ز تعتادني فرحتي.. وأنا أرفع يدي بالدعاء.. أن يكون الملتقى جنات عدن.. هناك.. حياة لا موت فيها
ونعيم لا شقاء بعده
حمدت الله على خاتمته الطيبة.. فقد كان في عبادة ملبياً مكبراً.. وعندما ترددت أصوات التكبير داخل الحرم تصلي عليه.. وهو مسجى أمام الكعبة.. حمدت الله على هذا الفضل العظيم..
تقبل الله حجه وسعيه.. وغفر زلته.. ورفع درجته.
حمدت الله بقي لي في الحياة متسع..
-------------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-03-2013, 11:21 AM   #1058
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

لا تجــــــــزعــــــــي

قال أحمد بن عاصم:هذه غنيمةٌ باردة، أصلح ما بقي من عمرك يُغفر لك ما مضى.
-----------------

في زمن الجهل.. أو زمن الغفلة.. سمّه ما شئت
عشت في سباتٍ عميق.. ونومٍ متصل..
ليلٌ لا فجر له.. وظلامٌ ل إشراق فيه..
الواجبات لا تعني شيئاً.. والأوامر والنواهي ليست في حياتي. الحياة متعةٌ.. ولذة..
الحياة.. هي كل شيء.. غردت لها.. وشدوت لها.. الضحكة تسبقني.. والأغنية على لساني.. انطلاق بلا حدود.. وحياة بلا قيود..
عشرون سنة مرت.. كل ما أريده بين يديّ..
وعند العشرين.. أصبحت وردة تستحق القطاف..
من هو الفارس القادم؟ مواصفات.. وشروط..!!
أقبل.. تلُفه سحابة دخان.. ويسابقه.. صوت الموسيقى..
من نفس المجتمع.. ومن النائمين مثلي..
من توسد الذنب.. والتحف المعصية..
الطيور على أشكالها تقع.. طار بي في سماء سوداء.. معاصي.. ذنوب.. غردنا.. شدونا.. أخذنا الحياة طولاً وعرضاً.. لا نعرف لطولها نهاية.. ولا لعرضها حدّا.. اهتماماتنا واحدة.. وطبائعنا مشتركة.. نبحث عن الأغنية الجديدة.. ونتجادل في مشاهدة المباريات..
هكذا.. عشر سنوات مضت منذ زواجي
كهبات النسيم تلفح وجهي المتعب.. سعادةٌ زائفة!!
في هذا العام يكتمل من عمري ثلاثون خريفاً.. كلها مضت.. وأنا أسير في نفق مظلم..
كضوء الشمس عندما يغزو ظلام الليل ويبدده..
كمطر الصيف.ز صوت رعد.. وأضواء برق.. يتبعه.. انهمار المطر..
كان الحُلم يرسم القطرات.. والفرح.. قوس قزح..
• شريط قّدِّم لي من أعز قريباتي..
وعند الإهداء قالت.. إنه عن تربية الأبناء.
تذكرت أنني قد تحدثت معها عن تربية الأبناء منذ شهور مضت.. وربما أنها اهتمت بالأمر..
شريط الأبناء.. سمعته.. رغم أنه اليتيم بن الأشرطة الأخرى التي لدي.ز سمعته مرة.. وثانية..
لم أعجب به فحسب.. بل من شدة حرصي.. سجلت نقاطاً منه على ورقة.. لا أعرف ماذا حدث لي.. إعصار قوي.. زحزح جذور الغفلة من مكانها وأيقظ النائم من سباته.. لم أوقع هذا القبول من نفسي.. بل وهذا التغير السريع.. لم يكن لي أن أستبدل شريط الغناء بشريط كهذا!!
طلبت أشرطة أخرى.. بدأت أصحو.. وأستيقظ..
أُفسّر كل أمر.. إلا الهداية..
من الله.. وكفى..
• هذه صحوتي.. وتلك كبوتي..
هذه انتباهتي.. وتلك غفوتي
ولكن ما يؤلمني.. أن بينهن.. ثلاثين عاماً من عمري مضت.. وأنّى لي بعمرٍ كهذا للطاعة؟
دقات قلبي تغيرت.. ونبضات حياتي اختلفت.. أصبحت في يقظة.. ومن أولى مني بذلك.. كل ما في حياتي من بقايا السبات أزحته عن طريقي.. كل ما يحويه منزلي قذفت به.. كل ما علق بقلبي أزلته..
قال زوجي.. وقد هاله الأمر..
أنت مندفعة.. ولا تُقدرين الأمور!! من أدخل برأسك أن هذا حرام.. وهذا حرام.. بعد عشر سنوات تقولين هذا..؟! متى نزل التحريم..؟
قلت له.. هذا أمر الله وحُكمه..
نحن يا زوجي في نفق مظلم.. ونسير في منحدر خطير.. من اليوم.. بل من الآن يجب أن تحافظ على الصلاة.ز نطق الشيطان على لسانه.. هكذا مرة واحدة؟
قلت له بحزم.. نعم
ولكن سباته عميق.. وغفلته طويلة
لم يتغير.. حاولت.. جاهدت..
شرحت له الأمر.. دَعَوتُ له..
ربما.. لعل وعسى.. خوفته بالله.. والنار.. والحساب والعقاب.. بحفرة مظلمة.. وأهوال مقبلة
ولكن له قلبٌ كالصخر.. لا يلين!!
• في وسط حزنٍ يلفني.. وخوف من الأيام لا يفارقني
عنيٌ علي أبنائي.. وعين تلمح السراب.. مع زوج لا يصلي وهناك بين آيات القرآن.. نارٌ تؤرقني..
(ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين)
حدثته مرات ومرات.. وأريته فتوى العلماء.. قديماً وحديثاً من لا يصلي يجب أن تفارقه زوجته لأنه كافر
ولن أقيم مع كافر..
التفت بكل ببرود وسخرية وهو يلامس جُرحاً ينزف
قلب.. (اللهُ خير حافظاً وهو أرحم الراحمين)
• كحبات سبحة.. انفرط عقدها.. بدأت تتتابع المصائب.. السخرية.. ولإهانة.. التهديد.. والوعيد لن ترينهم أبداً.. أبداً
أمور كثيرة.. بدأت أعاني منها..وأكبر منها.. أنه لا يُصلي!!
وماذا يُرجى من شخص لا يُصلى؟
عشت في دوامة لا نهاية لها.ز تقض مضجعي.. وفي قلق يسرق لذة نومي.. هاتفتُ بعض العلماء..
ليست المشكلة بذاتي.. بل بفؤادي.. أبنائي..
وعندما علمت خطورة الأمر.. ووجوب طاعة الله ورسوله..
اخترت الدار الآخرة.. وجنة عرضها السماوات والأرض على دنيا زائفة.. وحياة فانية.. وطلبت الطلاق..
كلمة مريرة على كل امرأة.. تُصيب مقتلاً.. وترمي بسهم.. ولكن انشراح لها قلبي.. وبرأ بها جُرحي.. وهدأت معها نفسي.. طاعة لله وقُربةً.. أمسح بها ذنوب سنوات مضت.. وأغسل بها أرداناً سلفت
ابتُليتُ في نفسي.. وفي أبنائي..
أحاول أن أنساهم لبعض الوقت ولكن.. تذكرني دمعتي بهم قال لي أحد أقربائي.. إذا لم يأت بهم قريباً..
فالولاية شرعاً لك.. لنه لا ولاية لكافر على مسلم.. وهو كافر.. وأبناؤكِ مسلمون..
تسليت بقصة يوسف وقلت.. ودمعة لا تفارق عيني.. ومن لي بصبر أبيه..
• في صباح بدد الحزن ضوءه.. طال ليله.. ونزف جُرحه لابدّ أن أزور ابنتي في مدرستها
لم أعد أحتمل فراقها.. جذوة في قلبي تُحرقه.. لابدّ أن أراها.. خشيت أن يذهب عقلي من شدة لهفي عليها..
عاهدت نفسي أن لا أظهر عواطفي.. ولا أُبيّينُ مشاعري.. بل سأكون صامدة.. ولكن أين الصمود.. وأنا أ؛مل الحلوى في حقيبتي!!
جاوزت باب المدرسة متجهة إلى الداخل.. لم يهدأ قلبي من الخفقان.. ولم تستقر عيني في مكان.. يمنةً ويسرةً أبحث عن ابنتي.. وعندما هويت على كرسي بجوار المديرة..
استعدت قوتي.. مسحـت عرقـاً يسيل على وجنتي.. ارتعاشٌ بأطراف أصابعي لا يُقاوم.. أخفيته خلف حقيبتي.. أنفاسي تعلو وتنخفض.. لساني التصق بفمي.. وشعرت بعطش شديد..
في جو أترقب فيه رؤية من أحب.. تحدثت المديرة.. بسعة صدر.. وراحة بال..
أثنت على ابنتي.. وحفظها للقرآن.. طال الحديث.. وأنا مستمعة!!
وقفتُ في وجه المديرة.. وهي تتحدث.. أريد أن أرى ابنتي..
فأنا مكلومة الفؤاد.. مجروحة القلب..
• فُتح الباب..
وأقبلت.. كإطلالة فمر يتعثر في سُحب السماء..
غُشي علي عيني.. وأرسلت دمعي..
ظهر ضعفي أما المديرة.. حتى ارتفع صوتي..
ولكني سمعت صوتاً حبيباً.. كل ليلةٍ يوآنسني.. وفي كل شدة يثبتني..
اصبري.. لا تجزعي.. هذا ابتلاء من الله ليرى صدق توبتك لي يضيعكِ الله أبداً.. من ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه أخيتي.. الفتنة.. هي الفتنة في الدين
كففت دمعي.. واريت جُرحي.. بثثت حزني إلى الله..
خرجت.. وأنا ألوم نفسي.. لماذا أتيت..؟!
• والأيام تمر بطيئة.. والساعات بالحظن مليئة
أتحسس أخبارهم.. أسأل عن أحوالهم؟!
ستة أشهر مضت.. قاسيت فيها ألم الفراق وذقت حلاوة الصبر الباب يُطرق..
ومن يطرق الباب في عصر هذا اليوم.. إنهم فلذات كبدي لقد أتى الله بهم.. تزوج وأراد الخلاص
مرت ليلتان.ز عيني لم تشبع من رؤيتهم.. أذني لم تسمع أعذب من أصواتهم..
تتابعت قبلاتي لهم تتابع حبات المطر تلامس أرض الروض
علمت أن الله استجاب دعوتي.. وردهم إليّ
ولكن بقي أمر أكبر.. إنه تربيتهم
عُدت أتذكر يوم صحوتي.. وأبحث عن ذاك الشريط.. حمدت الله على التوبة..
تجاوزت النفق المظلم.. صبرت على الابتلاء
وأسأل الله.. الثبات
الثبات..
---------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-03-2013, 11:41 AM   #1059
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

السيــــــــــــــــف

قال سلمة بن دينار لجلسائه: لوددتُ أن أحدكم يُبقي على دينه كما يبقي على نعله.
رمقتُ سقف الغرفة.. وأنا أنظر بعينين زائغتين
--------------------

انقطعتُ عن الدنيا.. وغبت عن الحياة..
منذ أن تركت المدرسة.. لا أرى زميلة من زميلاتي..
سمى مُدرستي (...) كل شهر أو شهرين تزورني..
بعد غد موعد زيارتها..
أعد الدقائق واللحظات.. وأستعجل الليل والنهار
أحتاج إلى من يزورني.. ويخفف همي ووحدتي..
ولكن.. يتربع سؤال على لساني.. أين المحبة.. وأين الوفاء؟
من كن يسمعن ضحكاتي في المدرسة اختفين..
من سعدن بقربي في الصف الدراسي سنوات ذهبن..
وحيدةٌ أعيش.. الأنين رفيقي.. والألم سميري.. والهم والغم أنيسي.. تتجاذبني الأهواء.. شاردة ساهية.. حتى والدتي تعبت من الجلوس معي.. منذ زمن لم أر حفلاً.. ولا دُعيت لمناسبة.. ولو دعيت.. كيف أذهب؟! وأنا لا أتحرك بسهولة.. خاصة في مكان يحتاج إلى حركة ونشاط.. يحتاج إلى فرح وسرور.. وأنا لست كذلك
كلما فقدت الأمل.. وطوقني اليأس..
تأتي.. مما يُرش الماء على هشيم النار.. ويأتي عذب حديثها..
اصبري واحتسبي.. أمر المؤمن كله له خير..
عليك بذكر الله.. وقراءة القرآن..
لا تضيعي دقيقة واحدة من وقتك في الهواجس والخواطر
• زيارة مُدرستي قصيرة.. ولكن حديثها.ز طويلُ.. طويل يصل إلى أعماق القلب.. ويحيي الأمل في النفس..
عطر الكلمات يبقى وهي تودعني.. وتبقى هدية كلما أتت.. مجموعة من الكتب والأشرطة..
مرت سنة كاملة وهي لم تتركني.. تتعاهدني بالزيارة بين حين وآخر.. أخبرتني أنها ستتزوج.. فرحت بذلك.. ولكن بدأت تنقطع زيارتها.. تُباعدها الأيام.. رغم أني تحدثت عن حاجتي لرؤيتها ورأت دمعتي وأنا ألح عليها بزيارتي..
مع انقطاع أسعد اللحظات معها..
عشت في صراع رهيب.. الكلمات التي تأتي كالبلسم اختفت.. حديث القلب انقطع.. والابتسامة المشرقة غابت فترةٌ من الزمن مضت.. ثم اتصلت بي هاتفياً..
شهقتُ بفرح.. هل مازلت تتذكرينني؟!
قالت: أنت أمام ناظري.ز أُفكر فيك في كل وقت وأدعو لك في صلاتي.ز ولكن انتقل عمل زوجي..
ولا أخفيك.. لقد حاولت أن تزوركِ أختي.. وربما نسيت أو انشغلت..
عاد الصمت..
انقطعت بنا الأيام من جديد.. وتباعدت الزيارات..
• في ليل طويل.. تطاول من الألم..
وأسود من ظلمة الدنيا في عيني
تناولت سماعة الهاتف.. سأتصل بابنة عمي..
كيف حالك.. لم تزوريني منذ زمن.. أين أنت..؟
أنا مشغولة بدراستي.. ولكن أخبيء لك مفاجأة.. وأي مفاجأة!! قلت ما هي..؟
في زمن المرض والكآبة.. هل هناك مفاجآت!!
وأصررت أن تُخبرني..
أحسست أن سكون حياتي سيتحرك وركود أيامي سيجري.. هناك مفاجآت في حياتي.
ولكنها أعادتني كسيرة الفؤاد.. غداً أخبرك.. لن أخبرك اليوم..
انتهت المكالمة.. نامت قريرة العين.. أما أنا..!!
ربما غفوت مرة أو مرتين..
وهندما غالبتُ نفسي.. لابدّ أن أنام حتى أكون مستعدة للمفاجأة.ز صرخ هاتف المرض بداخلي
أنت نائمة منذ سنتين أو أكثر!!
• في صباح الغد..
أتابع أشعة الشمس ترسل خيوطها في غرفتي
سألت نفسي.. ما هي المفاجأة؟
زيارة.. هدين.. كل شيء خطر على بالي توقعته
مرت ساعات طويلة تعودت على مرورها.. ولكن ساعات اليوم توقفت.. فالساعة لا تدق.. والشمس لا تجري..
بعد صلاة العصر
انتظرت وصولها ساعة كاملة.. ولم تأت.. اتصلتُ بالهاتف..
قالوا.. نائمة.. اتصلت بعد ساعة.. فإذا بها لا تزال نائمة.. بعد صلاة المغرب.. وقد نفد صبري.. ولم يعد للمفاجأة أهمية في حياتي.. قلت لها حين أقبلت..
لم يبق لديّ لهفةٌ وشوق لأسمع المفاجأة.. لقد تبلدت أحاسيسي..
قالت: هوني عليك..الأمر يعني لك كل شيء..
مفاجأة.. لن تتكرر.. فرصة عُمر..
إنها فرصة تُنهي المرض.. وتنهضين من فراشك
فتحت فمي مدهوشة.. وقلبي يوشك أن يقفز من صدري.. ورعشةٌ بين أضلعي!!
• قالت: اسمعي.. حدثتني زميلتي عن شخص صالح يعرف ماذا بكِ من الأمراض.. وبعد أن يراك يعطيكِ أدوية وأعشاباً تشفيكِ بإذن الله مما أنت فيه.. كثيرات ذهبت إليه..
فلانة ذهبت له.. وقد طرقت أبواب المستشفيات.. ولم تُنجب.. أُبشركِ.. حامل وهي الآن في الشهر الثالث.. وفلانة.. تعرفين مشاكلها مع زوجها.. كان يكرهها ولا يطيقها.. بل هددها بالطلاق..
ذهبت إليه.. أتعرفين!؟.. الآن لا يستطيع أن يفارقها.. قاطعتها..إنه.
قالت وصوتها يهز المكان..
أنتِ مسكينة.. ظَلِّي مريضة طول عمرك
أتقبلين أن تعيشي هكذا..؟ ألا تريدين العافية..؟
ألا تبحثين عن الزوج وتكوين أسرة..؟
ألا ترغبين في إنجاب طفل يملأ عليك حياتك؟
أحلامٌ تلاحقت أمامي.. وسمعتُ صراخ طفلي.. وبسمة الحياة طولي.. لم أفكر في مقاطعتها
استمرت في حديث الحُلم.. دغدغ مشاعري.. وأعمى بصري..
لو كتب الله لكِ العافية.. لعدتِ إلى حياتك.. ولتزوجتِ وأنجبتِ وأنجبت...
• بقية إيمان في قلبي صرخت تقول بصوت ضعيف
إنه ساحر.. كاهن..
قالت.. هذا رجل صالح.. كثيرون ذهبوا له.. وعافاهم الله.. الله الشافي.. وهو سببٌ من الأسباب يداوي بالأعشاب والقراءة..
لحظات الضعف توالت.. خبت جذوة الإيمان في قلبي وسَمِعتْ صوتي وقد هزه الضعف.. وأنهكه المرض
متى نذهب..؟
انتفضت واقفةً بفرح.. تلوّح بعباءتها.. الآن..
سأتصل بالهاتف قبل أن نذهب.. ثوان.. دقائق..
وإذا بي على مقعد بجوارها.. والسيارة تنهب الأرض.. قالت.. لا تتكلمي.. سأتولى كل شيء..ثم أتبعتها بضحكةٍ قوية.. إذا تزوجت غداً تنسين معروفي معك..!!
• في ليل مظلمة.. غاب قمره.. وبقلب علاه رانٌ لم يسطع إيمانه.. طُرقٌ مظلمة.. وشوارع ضيقة..
توقفت السيارة.. التفتت يمنة ويسرةً.. ثم سألت السائق ألا يوجد أحد عند الباب؟ قال.. لا..
قالت.. اطرق الباب بهدوء.
انتابني الخوف من تصرفاتها.. وكثرة التفاتها.. كأننا لصوص!!
صرير الباب يُسمع في هدوء الليل
في رعبٍ شديد.. دلفنا مع الباب.. المكان موحش.. لا أثر للإضاءة في مدخله.. مظاهر الفقر والفوضى.. تطغى عليه..
أقبل علينا.. رجلٌ في منصف الأربعين من عمره
جسمٌ هزيل.. وعينان غائرتان.. وأطراف مرتعشة..
تمنيت أن الأرض انشقت بي ولم آت إلى هنا..
نظراته.. كالسهام.. تصوب نحوي.. وبدأت يده تُمسك بي.. لا أستطيع الحركة.. وخشيت أن أصرخ..
عقد الخوف لساني.. وجمدت أطرافي
رحم الله المرض.. لم أعاني في سنوات مضت ما أعانيه الآن.. قالت له.. وأنا ممسكة بيدها..
هذه ابنة عمي.. ونريدك أن تهتم بها.. ونعطيك ما تريد قال بصوت أجش.. مزق سكون الظلام..
أنا.. لا تهمني المادة.. المهم عافيتها.. والشفاء من الله.. سعل بقوة شديدة ثم قرأ (وإذا مرضتُّ فهو يشفين)
وأردف بضحكة أخرجت أنياباً في فمه..
بعد شهر لا تستطيع اللحاق بها من سرعة الجري!!
ما اسمها ما شاء الله..؟ قالت.. فلانة..
واسم والدتها..؟ قالت..فلانة..
وسيل من الأسئلة اندفع..
ثم سكت برهة ووجه الحديث نحوي
سأخبرك بأمور إذا كانت صحيحة قولي نعم.. وإذا كانت غير ذلك قولي.. لا
كُنتِ بنتاً نشيطةً وفتاةُ محبوبة؟
قلت.. ورأسي يخط على رقبتي..نعم
قال.ز الكثيرات يغرن منكِ ويحسدنكِ؟
قلت.. نعم
قال.. ذهبت إلى أطباء كثيرين ولكن دون فائدة..؟
قلت.. نعم..
قال.. كنتِ متفوقة في دراستك..؟
قلت.. نعم..
أخذ يسألني أسئلة.. إجابتها.. نعم..
ثم قال.. انتظري..
تحرك كأنه جبل.. انزاح عن قلبي
التفتت إليّ ابنة عمي.. بصوت هامس.. وحماس واضح..
أرأيتِ..كل أسئلته صحيحة.. هذا خبير يعرف كل شيء..!! بعد دقائق من حديثٍ متقطع.. أقبل علينا..
وحدثنا وكأنه يأمرنا بالخروج.. بعد يومين تأتين وحدك.. وأشار بيد مرتعشة إلى ابنة عمي..
• خرجنا..
قلت.. الحمد لله الذي أخرجني من الظلمات إلى النور بجواري ابنة عمي.. فرِحةً مسرورة..
ولكني.. ازددت ألماً على ألمي.. وحزناً على حزني.. شعور بداخلي يرتفع.. ويصرخ في أذني.. تقدمت خطوة إلى النار.. لم انم تلك الليلة.. خواطر تعاقبت.. وألمٌ يغرس سيفه في قلبي.. أين ذهبت في تلك الأزقة؟ والطرق المظلمة؟ كلما تذكرت مظهره.. انتابني الخوف.. ولكما تحسست موضوع يده.. اقشعر جلدي..
عاتبت نفسي.. حتى بكيت بحرقة.. ولكن لحظاتٌ تمر.. ولا يزال الأمل بالعافية يدغدغ مشاعر.. وخطرات في عقل.. ألم تسمعيه وهو يقرأ القرآن.. وهو يردد العافية من الله؟
رجل صالح.. رجل ساحر..
لا بل صالح. بل ساحر!!
اختلطت الأمور.. وأظلمت السماء.. ورداء الخوف يُلفني
• بعد يومين..
أقبلت ابنة عمي تنادي بصوت مرتفع..
احفظي.. لا بل أين القلم؟!
اكتبي.. هذه تُشرب في الصباح.. وهذه المساء تؤكل..
وهذا تتبخرين به في الليل.. وهذا.. قائمة طويلة.. تعجبت.. كل هذا..؟
قالت.. يا وفاء العافية تُشترى..
وأردفت بحرص.. لا تهملي في العلاج.. فهو علاج دقيق.. لاحظت عدم مبالاتي.. بصوت مرتفع كعادتها..
لقد دفعتُ مبلغ (……)
صُعِقتُ من المبلغ وكثرته.. وتساءلت.. صحيح..؟
قالت.. نعم.. وعافيتكِ لو أبيع ما أملك لأشتريتها لكِ..
ابدئي الآن!!
• شربتُ.. وأكلتُ.. وتبخرت..
ولم أر حلماً جميلاً كما قال لي.. بل رأيت أحلاماً مزعجة حياة.. عقارب.. أفاعي.. كوابيس مزعجة.. ونومٌ متقطع!!
وفي اليوم الثاني.. حسب ما قال لي..
(ستشعرين بكذا وكذا في الليلة الثانية)
لم أشعر بشيء مطلقاً.. ولم تتحرك شعرة في رأسي..
بعد شهر من لأدوية والعلاج.. بدأ الحماس يفتر والفرح يخبو..
• في مساء يوم جميل .. دَلفت مع الباب.. إنها مُدرستي اختلفت كثيراً..
بهاء السعادة يُطل من عينيها.. وفرح عريض على شفتيها.. زادت أناقتها مع بساطة واضحة.. بشوشة كما هي لم تتغير.. قبلتني بين عيني.. سألتني عن كل فرد في المنزل
وعن والدتي.. ووالدي
ما أحسن خلقها.. وما أصدق ابتسامتها..
في حديث لتهوّن عليّ ما أنا فيه..
روت لي قصة شاب مقعد.. مشلول
طريح الفراش.. ثم تابعت..
احمدي الله.. أنت تتكلمين وتشعرين.. غيرك لا يشعر بما حوله..
هوّنت الأمر عليّ..
واستمر الحديث.. وصدري يغلي بما فيه.. أريد أن أتحدث عن كل شيء..
كلما لمستُ صدق محبتها ولطفها شعرت أنني في حاجة إلى مصارحتها.. سأخبرها بالأمر..
تحرك لساني ببطء.. استعدت الذاكرة.. وأحداثٌ لا تُنسى.. عاد الرعب لقلبي.. والرعشة لأطرافي..
بدأت في الحديث.. إنصات عجيب.. وحضورٌ متوقد.. صوتي يروح ويغدو في المكان..
وعندما توقفت عند آخر كلمة.. (لم أجد شفاءً)..
ألقيت إليها بمهمة الكلام..
قالت لي مخاطبة.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. كيف وافقت على الذهاب؟ بل كيف تطرقين هذا الباب؟ تبحثين عن العافية بمعصية الله؟! أما سمعت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد)
سكتت برهة.. قلت بهدوء.. اعلم أن ما تقولين صحيح ولكن ضَعفَ إيماني.. في لحظات.. سقط كل شيء.. وذَهبْت.. وبكيتُ بحرقة بعد أن رجعت..
• لإزالة ما بقي من هواجس وخواطر..
عدتُ لأقول.. وأدافع عن نفسي.. فأنا صريعة الأمواج.. لا مقر.. ولا مفر..
لقد قرأ آيات من القرآن
وسمعته يقول أن الله هو الشافي المعافي ليس أنا.. لا تهمه المادة.. و....
قالت لي...
هل يدل مظهره على أنه من أهل الصلاح والتقوى؟
قالت.. لا
قالت.. الأوراق التي قال تبخري بها.. هل قرأتيها..؟
قلت.. لا تقرأ.. طلاسم.. رموز.. أرقام..
سئَلَتْ وأسىً ألمحه على وجهها
ألم يقل ما اسم أمكِ..؟ ما فائدة الاسم في العلاج؟.. خيم علينا سكون يسبق العاصفة
قلت لها مدافعةً وأنا أعلم خطئ.. أخبرني بأشياء صحيحة في واقع حياتي..
قالت.. وقد هزت يدها.. كل ما قاله ينطبق على أغلب الناس.. أعيدي الأسئلة عليّ أنا.. لترين..
لا تنخدعي.. بهذا الأسلوب الماكر.. يُثبت لك لأسئلة عامّة أنه يعرف كل شيء..
تحول الحديث إلى نقاش طويل..
سألتني.. ألم يقل لك اذبحي ديكاً أو كبشاً.؟
قلت لها.. لم يُلزمني بذلك. قال: إن فعلتِ فهذا أفضل.. يطرد الشياطين.. ويحميكِ من الشرور..
قالت.. والله ضاع التوحيد.. كنت تقفين على بعد خطوات من النار.. اسمعي.. وأنصتي.. قصة تؤدي نهايتها إلى طريقين.. إما إلى جنة.. وإما إلى نار
قال صلى الله عليه وسلم: (دخل الجنة رجلٌ في ذباب، ودخل النار رجلٌ في ذباب)
قالوا: وكيف ذلك يا رسول الله؟
قال: مرّ رجلان على قوم لهم صنم لا يجاوزه أحد حتى يُقرّب له شيئاً
قالوا لأحدهما: قرّب..
قال: ليس عندي شيءٌ أُقرّب
قالوا: قرّب، ولو ذباباً..
فقرب ذبابا فخلوا سبيله.. فدخل النار..
وقالوا للآخرة: قرّب
قال ما كنت لأقرّب لأحدٍ شيئا دون الله عز وجلّ.
فضربوا عنقه.. فدخل الجنة).
تأملي الحديث.. وتأملي عِظَم الأمر..
لا يغلبنك الشيطان.. ولا يُضعفك المرض
عليك بالرقية القرآن.. سواءً قرأت لنفسك وهذا أكثر إخلاصاً.. أو قرأ ونفث عليك شخص معروف بالصلاح والتقى..
تسمعين قراءته للقرآن.. لا طلاسم.. لا همهمة.. لا رموز تعتقدين أن الرقية لا تؤثر بذاتها.. بل بتقدير الله عز وجل قالت بصوت فيه مرارة الألم..
لو مِتُّ على التوحيد وأنت مريضة.. خير لك من أن تحيي مشركة.ز اسألي الله العافية.. وعليك بالرقية الشرعية..
تأملي حاله.ز لو كان يقدر على خير لقدمه لنفسه.. ألم ترى بؤسه وفقره؟ قلت.. بلى..
قالت: من أحب إليه.. أنت أم نفسه؟.. لماذا لم ينفع نفسه؟ هذه أبواب تؤدي إلى النار.. في سبيل دنيا عمرها قصير.. تهوين في نار جنهم..
(إنه من يشركْ بالله فقد حرّم الله عليه الجنةَ ومأواه النار وما للظالمين من أنصار).
• صرختُ منتفضة.. والإيمان يعمر قلبي.. ودمعة تسقط من عيني..
والحل..؟
قال: عليكِ بالتوبة فبابها مفتوح..
واحرصي على ابنة عمك.. لا تذهب مرة أخرى..
ثم حتى تبرأ ذمتكِ..
يجب أن تخبري عنه.. لكي يُمنع شره.. ويأخذ جزاءه.. ولخطورة عمله..
فالساحر.. لا يُستتاب.. مثل تارك الصلاة مثلا..
بل يُمر السيف على رقبته..
--------------

السيف
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-03-2013, 11:46 AM   #1060
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

دمعــــــة الفـــــــــراق




تَبَلَّغ مــن الدنيــا بأيسـر زاد
فإنـك عنهـــا راحـل لمعــاد
وغُضَّ عن الدنيـا وزخرف أهلها

جفونـك واكحلهـا بطيب سُهــاد
وجاهـد عن اللذات نفسك جاهـداً

فإن جهـاد النفس خيـرُ جهـــاد
مـا هي إلا دار لهــو وفتنــة

وإن قُصـارى أهلهـــا لنفــاد

في مساء ذلك اليوم.. سمعهم يتحدثون.. العيد ربما يكون غداً..
ولمشاركة في الحديث وإنصاته لهم.. ألقوا إليه حملاً ثقيلاً.. عندما طلبوا منه وهو طفل صغير.ز أن يسمع أصوات المدافع مشيرة إلى أن الشهر لم يكتمل وأن عداً هو يوم العيد..
تولى المهمة.. بهمة عالية.. ورجولة مبكرة.. ترك ما حوله من الألعاب.. ونسي أقرانه من الأطفال.. أصغى بسمعه.. وأرهف جوارحه.. وكأن العيد أصبح مسئوليته!!
صعد إلى أعلى المنزل.. وخرج إلى الساحة.. وأخيراً.. اختار أهدأ النوافذ وأبعدها عن الضجيج..
مرت ساعات طويلة من الانتظار.. ذرع خلالها المنزل ذهاباً وعودةً.. بعدها اهتزت أذنه فرحاً.. عندما سمع أصوات المدافع.. وبدت واضحة أكثر عندما توقف إمام المسجد عن أداء صلاة التراويح.. بدا له أنه انتزع العيد انتزاعاً من تلك الليلة المظلمة.. وأتى بهلال شهر شوال..
هرول مسرعاً إلى جدته ليزف لها البشرى التي ينتظرها الجميع.. والتي أداها على خير وجه.. وكان صوته يسبقه مجلجلاً في أرجاء المنزل يعلن قدوم العيد.. لشدة هوله.. توقف..!! لمح جدته في مصلاها وعيناها تدمعان.. اقترب منها ورفع صوته معلناً قدومه.. وقدوم العيد.. وعيناه تتابعان سقوط تلك الدموع على مصلاها.. انتهت لاقترابه ورفعت رأسها.. أخفتِ الدموع بيدها.. قبلت جبينه.. وأعلنت فرحها لفرحه بالعيد..
• سنين طويلة.. مرت من عمره.. علم فيها أن تلك الدمعة تعبير صادق عن فقدان شهر عزيز.. وأيام كريمة.. شهر رمضان.. هذا حُزن من يفرح بقدوم مواسم الخيرات ثم انقضائها.. تَبقي في نفسه لوعةٌ لفراق هذا الشهر.. شهر الخيرات والعطاء.. تجعله يتمنى أن السنة كلها رمضان..
• بعد أن كبر الطفل وأصبح رجلاً.. رأى الموازين انقلبت.. والأمور تغيرت.. والأحوال تبدلت.. رأى بأُم عينه التي رأت تلك الدمعة.. من يفرح بإعلان العيد هرباً من رمضان.. رأى من يترك كل عبادة وطاعة يؤديها مع إعلان العيد.. وكأن فجر العيد إعلان بترك الطاعات والواجبات.. وإيذان بموسم المعاصي والمحرمات..
تأكد من ذلك عندما سمع الإمام يرفع صوته من على المنبر في صلاة الجمعة التي تلي شهر رمضان.. وقد خلا المسجد من المصلين إلا قليلاً.. وهو يتساءل.. أين من كان يصلي معنا في رمضان؟ لقد امتلأ بهم المسجد على سعته.. لقد حافظوا على الصلاة في شهر رمضان.. ثم أردف بحرقة وألم.. أين هم الآن؟ ثم كرر السؤال.. هل قدموا من كوكب آخر؟
ولكن صوت الإمام يضيع في تلك الصفوف الخالية.. ولا مجيب!! تساءل.. والدمعة يراها في عين جدته.. ومرارة الفراق على قسمات وجهها.. أهكذا يودع رمضان بهذا الجفوة وهذا الإصرار؟.. ألا يُعرف المسجد.. ولا يقرأ القرآن إلا في رمضان؟ شهر رمضان مدرسة لتربية النفوس لتستمر طوال العام بنفس الهمة والنشاط دون كلل ولا ملل ولا فتور.. ولكن.. ما نراه اليوم منذ أن يودِّع رمضان تُودّع المساجد إلى العام القادم؟! يطرى المصحف إلى رمضان القادم؟!.. تترك الطاعات والقرابات إلى العام القادم؟!.. يُغفل عن النوافل.. وتترك الواجبات.. والله سبحانه وتعالى قد حدد وقت نهاية الأعمال بقوله تعالى: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين).
واليقين هو الموت.. لا مدفع العيد..!!
-------------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 52 ( الأعضاء 0 والزوار 52)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 06:29 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved