#1
|
||||
|
||||
حال الأمة في رمضان
الحمد لله رب العالمين، غافر الذنب، وقابل التوب شديد العقاب، ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير، وعد عباده الطائعين بالمغفرة والرضوان، فنعم أجر العاملين، والصلاة والسلام على إمام المتقين، وسيد المرسلين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين... وبعد.
فإن الله سبحانه وتعالى يهيء للأمة الإسلامية بين الحين والحين أوقاتًا تراجع فيها نفسها، وتصلح فيها وضعها، وتعدل فيها خطوها، حتى تستقيم على الطريق، وتستقر على المنهج وتألف الخير، وتنفر من الشر. وقد جعل الله تبارك وتعالى هذه الأوقات مواسم خير وبركة يتجلى فيها سبحانه على عباده بفضله ومنِّه وكرمه، ويتفضل فيها بنفحاته، وفتوحاته، ومن هذه الأوقات شهر رمضان الذي خصه الله بالفضائل والمكرمات، وقد هلت علينا نسائم هذا الشهر الكريم وسيقيم بيننا طوال شهر كامل فماذا أعددنا له؟ رمضان وحال الأمة يأتي رمضان هذا العام وحال أمة الإسلام أسوأ مما سبق، وسهام الأعداء توجه إلى صدور الأمة المفككة المبعثرة لتفترسها، ويتآلفون ويتحالفون والكل يكيد للإسلام والمسلمين، ها هو الغرب وأمريكا ومعهم اليهود، وحال المسلمين في كل بقعة من أرض الإسلام ليس بأفضل من حال إخوته في بقعة إسلامية أخرى فشعب العراق مازال يئن من احتلال مستعمر يكشر عن أنيابه مهددًا بالتهام البلد تلو الآخر، وها هي أمريكا وبريطانيا ومعهم دول أوربا يستصدرون قرارًا في مجلس الأمن لتثبيت الاحتلال الأمريكي البريطاني لنهب ثروات العراق والدول الإسلامية الأخرى، والموساد الإسرائيلي يرتع في العراق لتثبيت احتلال الصهاينة وأعداء الإسلام، والكل يتفق على محاربة الإسلام والمسلمين. وإذا أمعنا النظر قليلا فسوف نجد على بعد مئات الكيلوات مخططًا آخر ينفذه اليهود والأمريكان بضرب سوريا ولبنان في استعراض للغة القوة، واختبار لردود أفعال عالم إسلامي مفكك ومهلهل، ولم يتحرك أحد فزادت الحدة، وانتقل التهديد لمصر والسعودية ما بين مقولة فاسدة باقتناء أسلحة ذرية واتهامات زائفة بتشجيع الإرهاب وإيواء الإرهابيين، والحال في فلسطين ليس أقل سوءًا. حرب على الإسلام في الماضي بثت (السي إن إن) وغيرها من الوسائل الإعلامية تصريحا من الجنرال الأمريكي الأحمق ويليام بويكن وكيل وزارة الدفاع الأمريكية لشئون الاستخبارات في معرض تهكمه على الإسلام جاء فيه: أن المسلمين يعبدون وثنا وليس إلهًا حقيقيًا، وهذا التصريح من مسئول رفيع المستوى يعني أننا أمام إدارة أمريكية تُكِن العداء والشر للإسلام والمسلمين!! هل رأيتم كيف وصلت السخرية بالدين الإسلامي وبالذَّات الإلهية على لسان كبار المسئولين الأمريكيين، بينما قامت الدنيا كلها وتبارى قادة أوروبا والأمريكان واليهود في هجوم مضاد على مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا الذي ترأس مؤتمر القمة الإسلامي الذي تستضيفه بلاده ولأن مهاتير محمد قد تجرأ وهاجم اليهود والغرب بأنهم يمارسون حربًا على الإسلام وقال أن اليهود يديرون العالم اليوم بالوكالة ويجعلون الآخرين يقاتلون ويموتون بدلا عنهم!! ولأن مهاتير محمد ليس من ذلك الصنف من الحكام الذين يتراجعون بمجرد أن يتلقو توبيخًا من سادة البيت الأبيض فقد مضى يتحدث بكل جسارة وقال: "إننا أقوياء جدًا ولا يمكن إبادة مليار وثلثمائة مليون مسلم ببساطة والمطلوب فقط هو أن نتوحد من أجل رد، الإهانة وأن الإسلام لن يهزم في وجه اليهود، فأين أنتم يا مسلمون؟!! وفي تصاعد خطير ارتفعت معه نبرة العداء الصهيوني ضد مصر، فقد شنت الصحف الإسرائيلية هجومًا شرسًا على تصريحات الرئيس مبارك حول السلام ووصلت التصعيد إلى حد تصريح أحد المسئولين في الكيان الصهيوني عن سيناريوهات حروب مستقبلية لحماية أمن إسرائيل من مصر وسوريا وإيران وتصريح (شاؤول موفاز) حول تعاظم القوة العسكرية المصرية وأن ذلك أمرًا مقلقًا وتساؤل (موفاز) لماذا تحرص مصر على تنمية قدراتها العسكرية. رمضان وأخطاء الصائمين ومع بداية شهر رمضان.. تجد الأخطاء من الصائمين والقائمين إما جهلا وإما تقليدًا: وسوف نتعرض لبعض تلك الأخطاء والعادات القبيحة التي تقع من الناس في رمضان: @@ النهي عن ملء البطون: وتجد ذلك في رمضان حيث تمتلئ الموائد، وينكبُّ الناس عليها وكأنه شهر أكل وشرب ونوم في النهار وسهر على المعاصي في الليل ولهؤلاء نقول ما قاله الشاعر: يا خادم الجسم كم تشقى لخدمته أتطلب الربح فيما فيه خسران أقبل على النفس واستكمل فضائلها فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان وخير من قول الشاعر قول رسولنا #: "شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم الذين يأكلون ألوان الطعام..." {حسنه الألباني في صحيح الجامع(3599)}. والحديث الذي أخرجه الترمذي. وقال حسن صحيح، قال رسول الله #: "ما ملأ ابن آدم وعاءً شرًا من بطنه". وعند ابن حبان. "حسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان لابد فثلث لطعامه وثلث لشرابه، وثلث لنفسه" (2-674) وفي رواية حسبك يا ابن آدم لقيمات يقمن صلبك. @@ الحرص على إدراك صلاة التراويح مع إمام معين: ولو ترتب على ذلك فوات صلاة العشاء أو فوات شيء من ركعاتها، وهذا الفعل يأثم صاحبه إذا علم أن صلاة العشاء ستفوته مع قدرته على إدراكها كاملة. ومن العجب العجاب أنك ترى هؤلاء يتخطون المسجد تلو المسجد وقد قاربت الصلاة على الإقامة، وهذا من تلبيس إبليس، وإلا فكيف يفرط مسلم عاقل في إدراك صلاة الجماعة وفي شهر فاضل. ولمثل أولئك نقول لهم: تذكروا ما كان عليه نبيكم # من الحرص على الخير في حياته عامة وفي رمضان خاصة. قال ابن عباس رضي الله عنهما: "كان رسول الله # أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في رمضان..." الحديث. @@ المبالغة في الاستنشاق في الوضوء: إن الصائم مأمور بعدم المبالغة في ذلك فالوسط هو المطلوب، ورسولنا # هو القائل: "أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا" أخرجه أهل السنن وصححه ابن خزيمة. @@ الإنكار على من استعمل السواك بعد الزوال: وذلك بحجة أن ذلك يجرح الصوم ويقلل أجره. والصحيح في هذه المسألة أن السواك جائز بل سنة للصائم في أول النهار وآخره، لا فرق في ذلك، ويشهد لهذا عموم الأدلة في فضل السواك والحث عليه كقوله #: "ولولا أن أشق على أمتي أمرتهم بالسواك عند كل صلاة" {متفق عليه}، وقال #: "السواك مطهرة للفم مرضاة للرب" {أخرجه أحمد والنسائي وابن ماجه}. @@ الانتظار بدون إفطار حتى يفرغ الأذان: والأولى أن يبادر إلى الفطر مباشرة تحقيقًا للسنّة ومبالغة في مخالفة اليهود والنصارى قال #: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر". @@ رفع البصر عند دعاء القنوت: ومن المعلوم أن رفع البصر إلى السماء منهي عنه في داخل الصلاة، فعن جابر بن سمرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله #: "ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم؟" فاشتد قوله في ذلك حتى قال: "ليُنتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم" {أخرجه البخاري عن أنس}. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله #: "إذا كان أحدكم يصلي فلا يرفع بصره إلى السماء ولا يُلتمع"(1). @@ التأمين على كل ما يقوله الإمام في الدعاء: وذلك أن كثيرًا من المصلين في حال دعاء الإمام في القنوت، لا يفرقون بين جمل الثناء، وجمل الدعاء، فيؤمنون على كل جملة يقولها الإمام في قنوته من أول القنوت إلى آخره. @@العجلة في صلاة التراويح: وذلك أن بعض الأئمة يبالغ في العجلة في صلاة التراويح فينقرها نقرًا، لا يعطي الركوع حقه، ولا السجود حقه كل ذلك بقصد أن يقرأ أكبر قدر من الآيات، وهذا خلاف السنّة فالأولى بل الواجب عليه أن يترفق في صلاته ويعطي كل ركعة حظها من السجود والركوع فهذا أفضل وأسلم لصلاته وصلاة من خلفه. وقد ذكر العلماء رحمهم الله أنه يكره للإمام أن يسرع سرعة تمنع المأمومين فعل ما يسن، فكيف بسرعة تمنعهم فعل ما يجب، ففي باب الترهيب للمنذري رحمه الله "باب الترهيب من عدم إتمام الركوع والسجود، وإقامة الصلب بينهما وما جاء في الخشوع" ذكر أربعة وثلاثين حديثًا منها قوله #: "أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته". @@ إطالة القنوت إطالة واضحة: قد تربوا على زمن تسليمة أو تسليمتين، وهنا تكون المشقة ويحصل الضرر والحرج، وقد أمر النبي # بمراعاة حال المصلين: فقال #: "إذا صلى أحدكم للناس فليخفف فإن فيهم الضعيف والسقيم والكبير" "وفي رواية: وذا الحاجة"، وإذا صلى أحدكم لنفسه فليتّطول ما شاء". @@ الانكباب على الشهوات في آخر الشهر: والانكباب على الشهوات في آخر الشهر له مظاهر سيئة مثل السجائر والجلوس على المقاهي، والسهر طوال الليل. والمكوث تحت أعمدة الإنارة. @@ تضجر بعض الناس من رمضان والتشوق إلى رحيله: ونجد تلك الصورة منتشرة خاصة مع بعض التجار بسبب عدم نشاط البيع. @@ الإعراض عن قضاء حاجات الناس بحجة الصيام: وتسمع أقوالا من هؤلاء كمن يقول لك: "الناس صايمة وكفرانة" ولمثل هؤلاء نقول اتقوا الله في أنفسكم واعبدوا الله مخلصين له الدين. @@ فوازير رمضان والجلوس أمام التلفاز: وبدلا من أن ينشغل الناس بالعبادة وتلاوة القرآن وصلة الأرحام تجدهم يضيعون معظم أوقاتهم أمام التلفاز، متابعة للفوازير والمسلسلات وغيرها من العبث، وننتهز هذه الفرصة لنقول للمسئولين عن الجهاز الإعلامي: اتقوا الله فينا، فنحن في شهر أحوج ما نكون لأن نتقرب إلى الله بالطاعات، وجهاز التليفزيون من أخطر أجهزة الإعلام، فلتكن الرسالة الموجهة إلى المتلقي رسالة إعلامية لمسلم يرجو من الله العفو والمغفرة، ومن المنغصات أيضا تلكم الحركة النشطة التي تبثها قنوات الأقمار المرئية التي تنشر الإثم عاريًا، وتحلق الدين قبل أن تحلق العفاف والحياء، جعلوامن رمضان موسم طرب وسهر تبث فيه الأفلام الرخيصة، والدعايات المضللة، وإن كان للإسلام نصيب في تلك القنوات فهو إسلام مشوه الصورة ترى معه القبلات والنظرات، صارت وباء كاملا، فأحتلت كل مكان وحذيت إليها الرشيد والسفيه، والقويم والفاسد، وبذلك تخسر الأمة في كل لحظة مواطنًا صالحًا ولا حول ولا قوة إلا بالله. اللهم وفقنا لاغتنام الخيرات وضاعف لنا الدرجات واجعلنا ممن غنم في هذا الشهر بأوفر الحظ والنصيب. إنك سميع مجيب. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. بقلم رئيس التحرير / جمال سعد حاتم هامش: (1) يُلتمع أن يختلس. يقال ألمعت بالشيء إذا اختلسته واختطفته بسرعة. |
06-09-2008, 01:10 PM | #2 |
إداري أول |
رد: حال الأمة في رمضان
[glow=#121201][glow=#FFFF00]م/ياسر زهران
شكراً لك على الاختيار الراقي اختيار أكثر من رائع وموضوع هادف و مميز أسال الله أن يستفيد منه الكل بارك الله فيك[/glow][/glow] |
06-09-2008, 05:24 PM | #3 |
قلم مميز |
رد: حال الأمة في رمضان
/ياسر زهران
شكراً لك على الاختيار الراقي اختيار أكثر من رائع |
06-09-2008, 11:39 PM | #4 |
|
رد: حال الأمة في رمضان
------------------------------------------------------
... جزآك الله خير ... ...اللهم أجعل ما قدمته في موازين حسناتك... ... يعطيك العافية ... ... بارك الله فيك ... ------------------------------------------------------ |
07-09-2008, 09:59 AM | #5 |
|
رد: حال الأمة في رمضان
وجزاكم الله خيرا
أسأل الله أن ينفع بها وكل عام وأنتم بخير |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع : حال الأمة في رمضان | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
كيف تختم القرآن 4 مرات في شهر رمضان وفي غير رمضان (اختم القرآن في أسبوع) | خليل الحريري | الإسلام حياة | 5 | 12-09-2008 02:32 PM |
رمضان وما ادراك ما رمضان | فارس بلمفضل | الإستراحة | 1 | 25-08-2008 02:37 AM |
بالصور حقيقة خرافات منتشرة بين الناس ++++++ خطر الليبرالين والعلمانين على الأمة | عبدالمجيد الدوسي | المنتدى العام | 5 | 18-05-2008 11:08 PM |
حول أحداث الأمة الراهنة .. | صالح بن فارس | الشعر الشعبي | 7 | 08-03-2008 01:46 AM |
أشهر الخونة والمفسدين في تاريخ الأمة ( حسن نصر الله ) زعيم حزب الله | درع الغربيه | منتدى الحوار | 13 | 10-03-2007 08:59 PM |