منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات المتخصصة > المجالس الخاصة بالقبائل > مجلس الامارات

تاريخ مدينة العين للدكتور إبراهيم عطاالله البلوشي


مجلس الامارات

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 12-11-2014, 05:36 PM
يا ليل يا ليل غير متواجد حالياً
 






يا ليل is on a distinguished road
افتراضي تاريخ مدينة العين للدكتور إبراهيم عطاالله البلوشي






تقع العين إلى الشرق من مدينة أبو ظبي، على بعد حوالي 150 كلم. وهي تقع في وسط واحة مشهورة في شبه جزيرة عمان. ولقد شهدت المنطقة أحداثاً كبيرة على مرّ تاريخها الطويل، تلك الأحداث التي حفظتها لنا الآثار والمؤلفات. فمنذ الألفين السادس والخامس قبل الميلاد حتى القرون الميلادية الأولى (مع وجود نوع من الفراغات في التسلسل الزمني) كان للمنطقة دورٌ واضحٌ ضمن تاريخ واقتصاد شبه جزيرة عمان، التي كانت تعرف بـ »ماجان«، تلك الحضارة التي أشارت إليها نصوص بلاد الرافدين وكتاباتها واشتهرت بإنتاج النحاس، وتصدير عدد من السلع والبضائع. ومن خلال البقايا واللقى الأثرية والمباني والقبور التي اكتشفت في عدد من المواقع الأثرية في منطقة العين مثل جبل حفيث، وهيلي، ورميلة، اتضح أن المنطقة أدّت دوراً مهماً في تجارة النحاس وتعدينه ، وزراعة أنواع من النباتات كالحبوب والذرة والنخيل والفواكه، إضافة إلى أن سكانها امتهنوا صناعة الفخاريات والأسلحة وغيرها، وكذلك قاموا برعي مواشيهم وأغنامهم في المناطق المحيطة بالواحة، وقاموا بصيد عدد من الحيوانات البرية كما تدل على ذلك الآثار.
وبحلول القرن الرابع وبداية القرن الخامس الميلاديين، كانت منطقة العين مركزاً عسكرياً للإمبراطورية الساسانية التي كانت تحكم شبه جزيرة عمان؛ كما هاجر إليها عدد من القبائل العربية كبني سامة بن لؤي، وبني عبد القيس، وبني سعد وغيرهم، وهي المحطة الأولى التي مر بها عمرو بن العاص رضي الله عنه رسول رسول الله r إلى ملكي عمان يدعوهما إلى الإسلام. وقد أصبحت المنطقة معبراً للجيوش الإسلامية المتجهة إلى عمان، وكانت قاعدة عسكرية حتى القرن الثالث الهجري.
ونتيجة لاتباع سكان المنطقة المذهب السنّي، فإنهم دخلوا في خلاف مع الإباضية في نزوى، ولم يؤيدوا الإمامة في عمان، بل كان ولاؤهم وتأييدهم للخلافتين الأموية في دمشق ثم العباسية في بغداد. وفي سنة 288 هـ، احتل القرامطة منطقة العين (توام) على يد أبي سعيد الجنابي القرمطي، ثم في عهد ابنه أبي طاهر.
* * *
من أهم عناصر الحياة في مدينة العين خلال القرنين الماضيين (19 و20 م):

الأفلاج
فلج فلوجاً: شقه وقسمه؛ وفلج الحرّاث الأرض: شقها للزراعة
الأفلاج([1]): (falajs) مفرده: فلج: هي أقدم الوسائل التي اهتدى إليها الإنسان بتجاربه من أجل توفير احتياجاته من المياه في البيئة الجافة.

والفلج عبارة عن مجاري مياه جوفية من بقايا الأمطار وغيره، التي تنبعث فيما بعد على سطح الأرض بين حصى الوديان أو من الينابيع التي تتدفق بين الصخور الجيرية لكي يكملا معاً نظام الري من التي تمكث في خبايا طبقات الأرض([2]).

قال تعالى: {فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}([3]).

والمياه الموجودة في توام (العين) كانت منذ القدم إما عن طريق الأفلاج أو الآبار. وقد ذكر المقدسي في كتابه "أحسن التقاسيم" أن أهل توام كانوا أصحاب زراعة ونخيل، وكانوا يسقون مزارعهم عن طريق الآبار بواسطة الدواب([4]). وهذه العملية استمرت لفترات طويلة ومتأخرة، فكان يتعين على أهل العين رفع المياه تقليدياً بواسطة روافع مركبة على الآبار تجرها الحيوانات، تعرف بوجه عام باسم زجار (Zegar) وباسم مانجور (Manjur) ([5]). والنظام الآخر للري يعتمد بصورة تكاد تكون كاملة على القناة (الفلج). والفلج يعني بئراً حفرت في المناطق الجبلية، وحفر بجانبها عدد من الآبار. ومتوسط عمق البئر الأم عشرون متراً، ويمكن أن تصل إلى سبعين متراً. ومن هذه البئر الأم حتى مصب النفق توجد آبار على مسافات متساوية عمقها 17 ـ 20 متراً ثم توصل بين قاع الآبار من تحت الأرض نفق أفقي في ميل انحداري يسمح بجريان مياه الآبار بين البئر الأولى والأخيرة، يمتد عامة إلى مسافة عشرة كيلو مترات أو أكثر أو أقل. وهكذا يسيل في اتجاه المزارع على أساس ألا يصل منسوب المياه إلى المزرعة إلا وهو في مستوى الأرض. وهذه الأنفاق عبارة عن سرداب طويل يبلغ طوله كيلومتراً ونصف الكيلومتر أو أكثر ويأتي بالماء من طبقات صخرية مائية يبلغ عمقها حوالي عشرين متراً أو أكثر([6]). {وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار}([7]).
وهذا العمل يتسم بكثير من المهارة والخطورة، وقد يتطلب الأمر سنوات كثيرة لبناء قناة كاملة؛ فهي حرفة بالغة التخصص.
وهذه الطريقة (التكنولوجيا) القديمة كانت موجودة في منطقة العين منذ القدم بل بآلاف السنين، وربما حصل ذلك في القرن السابع قبل الميلاد. وقد عمل على تطويرها أهل فارس فيما بعد، إذ أن الإمبراطورية الفارسية الساسانية كانت تحكم العين قبل الإسلام وفي صدره، وكانت قاعدة عسكرية فارسية دائمة في العين.
ويرجع تاريخ بناء بعض الأفلاج إلى عهد الاحتلال الفارسي لمنطقة العين، إذ جلبوا العمال المهرة المختصين لحفر القنوات (الأفلاج) من بلوخستان (مكران) على غرار ما كان موجوداً هناك. فكانت العين تقع في نطاق الخبرة الإيرانية القديمة، نظراً لقرب المنطقتين جغرافياً وللارتباط الوثيق بينهما في عهود ما قبل الإسلام.
فالفرس أقاموا هذه المشاريع في العين لسد حاجاتهم من المياه العذبة لريّ المزارع الخاصة بهم([8]).

تاريخ الأفلاج في العين
على العموم، إن أهل العين يجهلون تاريخ بناء الأفلاج. فأحياناً يردّونها إلى الفرس، لأنهم هم الذين بنوا هذه القنوات وحفروها، وأحياناً ينسبونها إلى سليمان بن داود (عليه السلام) ([9]). وقد وجدت في منطقة العين أكثر من ثلاثين فلجاً تقريباً معظمها اندثرت وصارت في عداد الآثار وعمرها غير معروف تماماً([10]). وهناك روايات تقول إنه حينما حصل التصادم بين العرب والفرس قبل الإسلام والصراع بين مالك بن فهم الأزدي والحامية الفارسية الموجودة في العين، وبعد أن تغلب العرب على الفرس، وعند نزوحهم من العين، دمر الفرس وردموا كثيراً من القنوات (الأفلاج). وهذه الأفلاج تتجلى فيها قدرة الأجداد وعظمتهم؛ فهي مرتبطة بتاريخ مدينة العين وبحضارتها حتى العصر الحاضر.
وقد اشتهر في العهود المعاصرة قبيلة العوامر (Awamir) في تشييد الأفلاج في المنطقة([11]).
فالظروف الصعبة التي مرت على أهل العين، لا نهر جار ولا توجد أمطار كافية تسد حاجة المزارعين وعدم وجود حيوانات تستخدم في الحراثة بالأعداد الكافية؛ فهي محدودة غالية الثمن.
فلم يقف السكان مكتوفي الأيدي، بل استخدموا عقولهم وأيديهم في تشييد الأفلاج. فكانت بمثابة التحدي للحصول على كفايتهم من المياه العذبة ليرووا بها مزارعهم ويعيشوا حياة سعيدة.
ذلك لأن مصدر رزق أهل السواحل التجارة والصيد في البر، لكن ليس لأهل العين إلا الزراعة. فكانت للعين أهمية منذ القدم، حيث أنها تقع بالقرب من سلاسل الجبال التي تضم مورداً مائياً لكي تعطي دوراً هاماً في عملية بناء الأفلاج. وأنسب موضع لبناء »الأفلاج« هو القريب من قاعدة جبل، حيث تتجمع المياه في الطبقات الصخرية تحت سطح الأرض، والتي تعتبر خزانات مياه جوفية. وتنفق هذه الخزانات مخزونها بطريقة منتظمة من خلال قنوات تنساب فيها المياه إلى منخفضات السهول والقيعان. إذن فلابد من وجود:
أولاً: مناطق جبلية مرتفعة.
ثانياً: معلومات عن وجود مخزون المياه التي تخلفها الأمطار السنوية، ولابد من وضع اعتبار صلابة الأرض والتربة ورخاوتهما.
ثالثاً: القيام بتنفيذ المشروع حسب إرشادات الخبير بحفر بئر في أقصى الحد المطلوب من الماء في الأرض المرتفعة قصد الوقوف على عمق مسافة الماء فيها([12]). وتتراوح أطوال أفلاج العين ما بين عدة مئات من الأمتار وأكثر من 15 كلم تتخللها فتحات تساعد على استمرار تدفق المياه. أما اتساعها، فيتكون عادة بين 75 سم و100 سم بارتفاع يصل إلى حوالي 120 سم وانخفاض لمجراها من سطح الأرض يبلغ 65 قدماً، وأحياناً يبلغ العمق 30 متراً.
وميزة الأفلاج أنها لا تجف مهما كانت درجة الحرارة والتبخر([13]).

فوائد الأفلاج
وخير دليل قبل كل شيء قوله تعالى: {وجعلنا من الماء كل شيء حي}([14]).
إنها تسخر للبشر وللزراعة وهي مرعى للسوائب. فالفلج هو الشريان الناقل للحياة ومبعث السرور لأهل العين إلى جانب أنه يمثل الطبيعة والجمال.

الأفلاج الرئيسة في العين
في العين يوجد حالياً سبعة أفلاج تتدفق فيها المياه لتروي عطش النخيل، وهي: العين ويسمى أيضاً الصاروج والداوودي والمعترض والمويجعي والجيمي والقطارة والهيلي.
وقد أكدت دراسة قام بها الباحث أنه كان هناك أكثر من ثلاثين فلجاً تغذي المنطقة بالمياه. وقد وصفناها بالتكنولوجيا، لأن حفرها يتطلب مهارة فائقة وخبرة كبيرة وصبراً وجلداً وعزيمة تفتت الصخر على أعماق كبيرة تحت سطح الأرض.
والفلج عبارة عن بئر حفرت في منطقة جبلية، وإلى جانبها العديد من الآبار متوسط عمق البئر منها قرابة 20 م. ويصل بين قاع الآبار مجرى أفقي تحت سطح الأرض يمتد لمسافات كبيرة تصل إلى عدة كيلومرات ويصب في اتجاه المزارع المراد ريها.
وقد اهتم صاحب السمو رئيس الدولة بهذه الأفلاج وأمر بترميمها وإصلاحها والاهتمام بها، بل إن سموه شارك في حفر بعضها بنفسه، وتحدث عدة مرات معتزاً بتجربة حفر هذه الأفلاج ومشاركته فيها فقال إنها كانت مجالاً أظهر قيم التعاون والشهامة والعمل الكريم الطيب الذي يتمتع به أبناء الإمارات وخاصة أبناء العين، وأشار سموه إلى كيفية تقاسم الناس وقتئذ لطعامهم وشرابهم وتعاونهم في الحفر لصالح الجميع. وقد روى أحد الذين عاصروا حفر الأفلاج أنه لم يهتم أحد بتطويرها في زمن الشيخ خليفة بن زايد إلا صاحب السمو رئيس الدولة؛ كما أمر سموه بحفر العديد من الآبار لتغذية ما قلت مياهه منها.
والذي توصلت إليه دراسة الباحث أن فلج العين يعد أكبر الأفلاج في العين وأهمها.

أولاً: فلج العين (الصاروج) أو العين
عندما تولى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان زمام الأمور في واحة العين 1360 هـ/ الموافق 1940 م، لاحظ أن مياهه مخصصة لأفراد معينين، وبقية الأفراد ليس لهم نصيب من مياهالفلج هذه، لأن نظام صيانة الأرض لصغار الملاك القبليين في العين هو نظام متناقض لنوع تنظيم الأرض الذي يمكن للمرء أن يتوقعه ضمن المجتمع الذي بنى القنوات. وبالمثل، فإن الإدارة السياسية التقليدية في العين لا تتناسب مع مثل هذا النظام من أنظمة الري.
فهي تتعارض مع الإدارة المركزية ومع تركيز السلطة في أيدي القلة؛ وحيث أنه لا يشجع الإدارة البيروقراطية لثروات العين ولا الملكية الرأسمالية، فإنه لا يكاد يكون من الممكن أن نتوقع في الظروف العادية أن تكون هناك استثمارات كبيرة في الهيكل الأساسي الاقتصادي في المنطقة.
كل ذلك جعل الشيخ زايد يعزم على إنشاء وحفر قناة وفلج الصاروج. وينبع هذا الفلج من منطقة حراج شرقي العين، ويتغذى من مياه وادي عيدان ووادي شيك. وهو من الأفلاج الكبيرة المعروفة بغزارة مياهه والذي بدأ بحفره، حيث استغرق العمل والحفر قرابة ثمانية عشر عاماً متواصلة، إذ يبلغ طوله 9 كلم وتجرى فيه المياه على عمق 65 قدماً تحت سطح الأرض ضمن قنوات كبيرة عليها عدد من الفتحات لتسهيل عملية التنظيف والصيانة ومراقبة سيل المياه.
وبعد ضعف مياه فلج العين، أمرت الحكومة الرشيدة بحفر آبار حتى تصب مياهها بواسطة المكائن الارتوازية في الفلج نفسه حتى يسد حاجة المزارعين بواحة العين. فكانت حوالي 14 بئراً، ثم أضيف 222 بئر، وهناك 62 بئراً يجري حفرها وتشييدها إضافة إلى الآبار السابقة لتوفير مياه الفلج. وبعد هذا التطوير، أصبح يغطي حاجة النخيل بمياهه ويفيض. فبدلاً من أن كان كل شخص يأتيه الدور بعد 35 يوماً، أصبح الآن يأتيه الدور كل 12 يوماً([15]).

فلج الداؤودي
وينبع من منطقة سبيخات شرقي العين كما يأتي بمياهه من سفوح جبل حفيت([16]). ويغذي منطقة الداؤودي، ويبلغ طوله 8 كلم وعمقه 24 م. وقد قل منسوب المياه فيه حالياً. وقد تم حفر 87 بئراً لتغذية هذا الفلج.

فلج المعترض
ينبع من شرقي العين ويجلب المياه من سهل الحصوي إلى الغرب من قرية المويجعي التي تعتمد على قرية المعترض وتمر عبر قنوات طولها 6 كلم.

فلج المويجعي
طوله 6 كلم ويقل منسوب المياه فيه وهو في طريقه إلى الجفاف، ويحتاج إلى تغذية لبعض الآبار نظراً لاستهلاك المياه الجوفية بكميات كبيرة بالمنطقة.
فلج الجيمي
وينبع فلج الجيمي من منطقة قاعة شرقي العين ويسير بأنفاق تحت الأرض ويخرج بعدها على سطح الأرض في منطقة الجيمي. وتجري المياه فوق سطح الأرض ضمن عواميد إسمنتية حديثة الصنع تمر عبر المزارع لتغذية الأراضي الزراعية. ويبلغ طول هذا الفلج 6 كلم تقريباً.

فلج الهيلي
وهو أحد الأفلاج الكبيرة، ويعتبر أقدمها. ويستمد مياهه من سهل المحرج شمال قرية الهيلي، وينبع من منطقة العوهة شمال مدينة العين. ويعتبر من أعمق الأفلاج؛ فعمقه يبلغ حوالي 30 متراً. ويغذيه عدد من الروافد الغنية بالماء، وهو ملحق به خمس فتحات على تلك الروافد الغنية بالماء إضافة لفتحات عديدة تنتشر على طول مسارها. وتبلغ المسافة بين الواحدة والأخرى فيها 60 قدماً، وتسير المياه فيها تحت الأرض مسافات كبيرة بطريقة الميل إلى أعلى حتى تصل إلى منسوب سطح الأرض.

فلج القطارة
ينبع من ولاية البريمي العمانية، ويصل إلى العين ضمن قنوات تحت الأرض في منطقة القطارة. وهو يظهر على سطح الأرض ثم يسير ضمن عوامد اسمنتية توصل مياهه إلى مزارع النخيل بالمنطقة ويبلغ طوله 8 كلم([17]).

فلج عين أم سخنة (زايد)
قامت بلدية العين بإعادة المياه لفلج كادت الرمال أن تخفيه. وهو فلج عين أم سخنة غربي جبل حفيت، وأطلق عليه فلج زايد، وهو اسم جديد. وفي 1966 م نفذ مشروع إزالة الرمال عنها وتنظيفها وتوسيع فتحتي العين، كما حصلت زيادة في المساحة وتطويره في شكل أفضل عام 1985 م. وتستخدم مياهه لحمامات السباحة وسقي المزروعات.

فلج مزيد
من الأفلاج التي حفرت بعد »ظهور البترول في البحر وجزر إمارة أبو ظبي، واستثمرت عوائدها في تطوير مدينة العين«، شرقي جبل حفيت، ويعمل على تروية الأراضي الزراعية هناك وطوله 12 كلم وعمقه 24 متراً.
وهناك أفلاج مثل فلج الجاهلي وفلج المسعودي وفلج هزاع بن زايد وفلج محمد بن خليفة ويمر بمنطقة الغيل جنوب منطقة المعترض. وجميع هذه تزود بمياه المكائن الارتوازية تصب في الفلج وتروي المزارع ما عدا فلج الهيلي، فجريانه طبيعي، بل زاد منسوب المياه فيها بعد تنظيفها وترميمها.
وتأخذ جميع هذه الأفلاج مساراً مستقلاًّ ولا تلتقي أو تتقارب فيما بينها، ما عدا فلجين يتقاربان مثل فلج الداؤودي الذي يمر من منطقة عليا، ويشكلان ثنائيّاً واحداً من أعلى والآخر من أسفل كالأصدقاء المترافقين بعامل الحب والمودة([18]).

أنواع الأفلاج
إن الأفلاج كثيراً ما تتشابه في لاصفات، ولكنها تختلف اختلافاً كبيراً فيما بينها. ويندر أن يوجد فلجان متشابهان، وذلك بسبب اختلاف الاتساع والعمق وتوعية المياه المتدفقة وتكوينها وطبيعة الأرض التي يسير فيها أو عليها.
أولاً: فلج الداوودي: من التسمية يتضح أنها تنسب إلى سيدنا سليمان بن داوود عليه السلام، ومن لاصفات هذه الأفلاج تدفق المياه الغزيرة التي تتأثر بتغيرات سطح المياه الجوفية. ولأفلاج الداوودي سواعد (روافد) تغذى بالماء، وتصب فيها، وقد تصل في بعض الأحيان إلى 100 ساعد. ومن مميزات فلج الداوودي أن مياهه لا تنضب طوال العام، ولا تتأثر بقلة الأمطار إلا نادراً، ومعظم أفلاج العين من هذا النوع.
ثانياً: فلج الغيلي: سميت هذه الأفلاج بالغيلي، لأنها أفلاج موسمية، لا تستمر إلا في فترات معينة مرتبطة بالمياه الجوفية ومياه الأمطار. ويفضل حفرها بالقرب من قاعدة الجبال التي تكون المورد الرئيس الذي يستمد منه الفلج المياه التي تنحدر على جوانبه بحكم ارتفاع الجبال. ومن عيوب هذه الأفلاج اعتمادها على كمية مياه الأمطار. فإذا لم تتساقط، جفت هذه الأفلاج، وخاصة إذا انتهى المخزون([19]).

كيفية تقسيم المياه من الأفلاج
ففي أغلب الأحوال تكون القناة الواحدة لقرية واحدة، وإن كانت تمتد أحياناً إلى قرية ثانية([20]).
طبيعي أن في العهود القديمة لم تكن المواقيت والحصص تحدد بالجهاز المعروف حالياً (الساعة)، وإنما كانوا قد أنشأوا نظماً وقوانين يسيرون عليها في تنظيم أمورهم حسب الأعراف والاتفاقات.
وتختلف أحكام تقسيم الأفلاج بين فلج وأخرى؛ إلا أن معظمها يتفق مع العرف المعمول به في القرية، ويتقيدون بما يأتي:
أولاً: يقدر مدار الوقت من نصيب المواطن من الماء على مقدار ما تستطيع أن تعيشه المزْرُوعات من الأيام. فالحد الأقصى عشرة أيام والأدنى أربعة أيام، ويراعى في ذلك التربة. فإن كانت التربة حارة، لا تتحمل المزروعات لأكثر من أربعة أيام؛ والتربة الباردة ـ »وهي المختلطة بالرمل والحصى« وتكون طبقة كثيفة جداً ـ تعيش دون تأثير إلى مدة عشرة أيام فأكثر. فتقسم المياه من الأفلاج حسب واقع التربة.
ثانياً: إن الفلج الذي يكون دورانه على مدار ثمانية أيام بلياليها، فجعلوا الأيام الثمانية (ستة عشر بادة)، أي أن النهار بادة والليل بادة. وقسموا البادة إلى أربعة وعشرين »أثراً«، أي اثنتي عشرة ساعة، كل نصف ساعة يسمى أثراً؛ كما قسموا الأثر إلى أربعة أقسام وكل قسم يسمى ربعة، وقسموا كل ربعة إلى ستة قياسات. فالأثر معهم أربعة وعشرون قياساً.

وهناك تسميات أخرى
فعند البعض يسمون اليوم الكامل »ردة« (جمع ردات). وسميت أيضاً باسم الأسر القاطنة في البلاد في بداية التقسيم أحكام تقسيم ماء الفلج: يتركز تقسيم ماء الفلج بين الأفراد على علم دقيق وخبرة ومهارة لا يتقنها إلا القليل من الناس، وهي بحكم الممارسة. وتعتمد على أساسين:
الأول: الضابط الليلي، وهي النجوم {والنجم إذا هوى} ([21])، و{إذا النجوم انكدرت}([22]). وهذا يحتاج إلى خبرة دقيقة جداً، فقد جعلوا لكلّ نجم تسمية معروفة عند الجميع، وحصروا عدد النجوم المتعارف عليها وقدروا الوقت والمسافة بين كل نجمين. وقد تتفاوت المسافات، بحيث يكون بعضها مسافة ثلاثة آثار، أي ساعة ونصف الساعة من الوقت، وبعضها مسافة أثرين، أي ساعة واحدة، وبعضها أثراً واحداً، أي نصف ساعة، وبعضها أقل، أي مسافة ربع الأثر.
الثاني: الضابط النهاري. وقسموا وقت النهار إلى أربعة وعشرين أثراً، أي اثنتي عشرة ساعة.
ووضعوا لهذا التقسيم معياراً زمنياً طبقوه بها، بشرط أن تكون بقعة مستوية السطح ومقابلة لأشعة الشمس من طلوع الشمس إلى غروبها، وقدروها في حدود عشرة أمتار طولاً وعشرة أمتار عرضاً، ثم ينصب في الوسط عمود خشبيٌّ طوله قدر مترين ونصف، ثم يعمل خطوط قياسية منظمة. وقد قدروا المسافة بين الخطين منها بمقدار ما يستغرق مجرى ظل ذلك العمود أثراً من الوقت، أي نصف ساعة، ولكن بتفاوت في المسافة على جريان ظل ذلك العمود.
فسيكون جريان الظل في منتصف النهار، مثلاً، بطيئاً بخلاف الصباح والمساء، فتكون المسافة حينئذ في منتصف النهار قريبة، ثم تتضاعف تلك المسافة إلى أن تصبح في آخر النهار أضعاف المسافة في وسط النهار، علماً بأن تقدير الوقت في تلك المسافات سواء. ثم ربطوا تلك الخطوط بعلامات حجرية تكون ثابتة دائماً ومثبتة لتلك الخطوط حتى لا تغيرها عوامل الزمن.
وجعلوا علامات الخطوط هذه على ثلاثة جداول: جدول في الوسط، وجدول في جنوب العمود، وجدول على شمال العمود، وذلك مراعاة لتغيير الفصول، وانتقال الشمس في مجاريها الصيفية والشتوية.
وهناك إصلاحات غير هذا في تقسيم مياه الأفلاج حسب نظام معين من أهل الخبرة.

التقسيم الليلي أشد وأصعب وأدقّ
يشمل هذا التقسيم اختبارات تجريبية وقياسات عقلية، خاصة إذا كانت السماء ممطرة والغيوم تحجب الشمس. فهنا يتدخل الخبير بسقي الفلج، فيقدر عدد أشجار النخيل التي يسقيها الأثر أثناء النهار واليوم المشمس. فمثلاً، إن كان الأثر يسقي عشر نخلات، ففي اليوم المغيم إن كان لصاحب المزرعة ثلاثة آثار، فحينئذ يسقي له ثلاثون نخلة وهكذا. وبالليل يقدر حركات النجوم حسب المعرفة من ذوي الخبرة، فيعطى حق كل واحد من نصيبه. وأسماء النجوم حسب العرف السائد([23]) في منطقة العين كالتالي:

1 ـ كوبي 2 ـ الموفي
3 ـ الغراب 4 ـ الأدم
5 ـ الصارة الأولى 6 ـ الصارة الأخرى
7 ـ السعد 8 ـ الكوكبين
9 ـ الثريا 10 ـ الدبران
11 ـ الشبكة 12 ـ الجوزاء
13 ـ الجنب 14 ـ الذارعين
15 ـ البطن 16 ـ السفاع
17 ـ المواثيب 18 ـ الذكرين
19 ـ الشوى 20 ـ النعش
21 ـ العقرب([24]).

وهناك سبيل آخر لطريقة توزيع مياه الفلج:

مرحلة التوزيع بالبادة
تقسم مياه الفلج عند البادة إلى 24 سدساً، ويقدر السدس بنصف ساعة زمنية، أي أن البادة تكون مدة الواحدة منها 12 ساعة، وربع البادة تسمى الربيع ومدتها 3 ساعات. والبادة المملوكة يحق لصاحبها بيعها أو إيجارها، ويجيد العريف معرفة الوقت الذي تنتهي منه البادة وبدء البادة الأخرى وانتهاء السدس الآخر.

مرحلة التوزيع بالسدس
ينقسم السدس إلى أربعة أقسام، وكل قسم يسمى ربعة، وقسموا كل أربعة إلى ستة قياسات. فالسدس معهم أربعة وعشرون قياساً، وأرباع البادة يسمونه الربيع وهو ستة أسداس السدس.

مرحلة التوزيع بالمشاع
فيعد المشاع حصة أو نصيب البادة. فبعضها مملوكة للمزارعين، وبعضها الآخر يطرح للاستئجار لأولئك الذين لا يملكون نصيباً وتسمى هذه المشاع، وهي وقف للفلج إضافة إلى الحصص الاحتياطية من البادات. وتستخدم عوائد إيجارها لصيانة الفلج وتنظيفه كلما دعت الحاجة إلى ذلك، فهذا يعد الطريقة الأولى.
أما الطريقة الثانية، فتقسم المياه في النهار تقسيم البادة إلى 24 سدساً، ووضعوا له معياراً تطبيقياً للتقسيم زمنياً. وفي حالة عدم وجود النهار، فإن العريف الذي لديه الخبرة السابقة عن كمية المياه يتولّى من السدس الواحد لعدد من النخيل. ويبدأ تقسيم المياه ليلاً عند الشفق، وبدء ظهور النجوم، ويراعى طول الليل وقصره في هذه العملية الدقيقة التي تحتاج إلى خبرة كبيرة في علم النجوم، وفي تقدير الوقت والمسافة بين كل نجمين([25]).

بناء الأفلاج
يعتبر الفلج من الأنظمة الفريدة للحصول على المياه الجوفية. وهذه القناة هي قناة صناعية من عمل الإنسان حفرت بطريقة هندسية غاية في الدقة والتنظيم. ويبلغ اتساع القناة حوالي 2 ـ 4 أقدام، وفيه تتجمع المياه الباطنية بطريق التسرب ثم تنحدر نهايته. وتتغذى بعض هذه الأفلاج بالمياه من الطبقات الجيرية التي توجد بالقرب من قاعدة جبل حفيت، وترجع هذه التكوينات إلى عصر الايوسين، أحد عصور الزمن الجيولوجي الثالث، ويبلغ سمكها حوالي 250 متر، ونوعية المياه جيدة. تحفر فتحات على طول القناة الصناعية، وتحسب المسافة بين كل فتحة وأخرى حسب كمية المياه المتوافرة، ويراعى في حفرها أن تكون تصاعدية من أسفل إلى أعلى لكي يرتفع الماء إلى سطح الأرض. وتمتد هذه الأنفاق على طول المسافة التي يراد حمل المياه الباطنية إليها. ويتوقف هذا على عدة ظروف، منها: العمق الذي يهبط إليه مستوى الماء الباطني، ووفرة المياه الجوفية الموجودة، ثم درجة انحدار الأرض. ويمكن تعرُّف مسار هذه الأفلاج بسهولة من العلامات المقامة فوقها، وهي تبدو من الجو كالسلاسل من التلال الصغيرة المنتشرة على مسافات متقاربة ومنتظمة تقريباً. وعن طريق هذه الفتحات يخرج العمال مواد الحفر، وينزل منها عمال الصيانة كلما دعت الحاجة إلى تطهير مجرى النفق وتنظيفه وصيانته وإصلاحه، أو إزالة الرواسب العالقة فيه أو الأتربة الموجودة فيه أو أية عوالق قد تتجمع بفعل عوامل الطبيعة أو الحروب الداخلية. وتتخذ هذه الفتحات نوافذ لدخول الهواء الذي يساعد على تهوية النفق الذي يجري فيه الماء. وغالباً ما تكون المسافة بين الفتحة والفتحة حوالي 20 متراً تقريباً، وهذا راجع إلى مدى انحدار الأرض، ونوع المواد التي يصادفها الحفارون أثناء عملهم في الأفلاج. يتفرع الفلج عند ظهوره على سطح الأرض إلى سواق تسمى عواميد. وتتفرع هذه العواميد بدورها إلى عواميد ثانوية مهمتها تسهيل وصول المياه إلى المزارع([26]).

اهتمام زايد بن سلطان بالأفلاج عندما كان حاكم العين عام 1944 م
فمنذ تعيين زايد بن سلطان حاكماً للعين عام 1944 م من قبل أخيه شخبوط بن سلطان حاكم أبو ظبي، اهتم بالأفلاج. فقد كان توزيع المياه في العين من الأفلاج تحده بعض المشكلات، حيث أن الفقير لديه الوقت القصير ليسقي مزارعه وهو غير كاف، مما يؤثر على المزروعات والتربة، وكانت هذه الفترات تباع وتشترى وترهن، مما كان له الأثر في المجتمع الزراعي في العين. وعندما علم زايد الذي اشتهر بعدله بما يقوم به هؤلاء الأغنياء، عرض عليهم أن تكون سقاية الماء من الأفلاج حرة مشاعاً للجميع، مستدلاً بالحديث: »قال رسول الله r: لا تمنعوا فضل الماء لتمنعوا فضل الكلإ«([27]). وقد رضخوا لمطالبه وأوامره وأتوا إلى زايد يعرضون موافقتهم على رأيه، ومن ثم أصبحت السقاية منذ عام 1966 م في مدينة العين حرة ومشاعاً للجميع، وخاصة الفقراء. وبعد إلغاء هذا النظام، أصبح الري عن طريق الأفلاج يتبع نظام الري الدوري: فكل مزارع ينتظر دوره حتى يسقي ثم يفسح المجال لغيره من المزارعين لكي يأخذوا دورهم. كذلك قام بإصلاح القنوات القديمة التي أفسدتها الحروب الطويلة بين القبائل.
ويعتبر فلج الصاروج من أحدث الأفلاج التي تم حفرها وصيانتها حديثاً؛ كما يعتبر آخر الأفلاج بدأ في استغلال كافة الإمكانات المتاحة له لتطوير الزراعة في المنطقة. وبدأ العمل مع قبيلة العوامر في بناء فلج الصاروج الذي كلفه الكثير من المال والجهد والوقت. فقد استغرق حفر نفق طويل يبلغ 15 كلم، في حين بلغ أقصى عمق 22 متراً تحت سطح الأرض. وهو دقيق في الهندسة والتصميم، حيث بدأ العمل فيه منذ عام 1948 م واستغرق بناؤه حوالي 18 عاماً من الجهد الشاق والعمل المستمر([28]).

نظام الري بالأفلاج
وضع نظام الري بالأفلاج بصمات خاصة على المجتمع في منطقة العين، إذ إن مصالح السكان فيها كانت معزولة عن المناطق الأخرى في الصحراء المحيطة به، مما جعلها تعتمد على المياه الآتية عبر الأفلاج، مما شكل تنظيماً اجتماعياً مختلفاً عن بقية المدن الأخرى في الإمارات تمام الاختلاف.
ويحتاج تقسيم المياه وطرق توزيعها إلى دراسة شاملة؛ فهي معقدة نظراً لاختلاف ذلك من فلج إلى آخر، حسب الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المحيطة بكل فلج؛ كما توجد عدة طرق يتم فيها تقسيم المياه، منها ما يقدِّر نصيب المساهم من الوقت بمقدار ما يحتاج إليه المزارع من الأيام. وإلا ستكون المرزوعات ضعيفة الإنتاج. أما التربة الباردة، فتكون كثيفة وغير مختلطة بالرمال والحصى، وتستطيع المزروعات فيها أن تعيش إلى أكثر من عشرة أيام دون ماء.

بعض المصطلحات والمسميات المتعلقة بالأفلاج على لهجة أهل العين
1 ـ الشريعة: هي مجرى ماء الفلج الخارج من العين، ويقال له أيضاً »عامد« عندما يكون متفرعاً عن المجرى الرئيس للشريعة.
2 ـ العريف: تناط مسؤولية توزيع المياه ومعرفة الأوقات وحل الخلافات إلى شخص، يسعى مقابل شيء من ماء الفلج. ومن أهم الصفات التي تتوافر في هذا العريف: أن تتوافر فيه المعرفة بحساب النجوم والمسافات الزمنية بين غياب نجم وظهور نجم آخر، واختلاف مواضعها صيفاً وشتاء وفي بقية الفصول، وأن يتقن قياس الظل بالأقدام نهاراً. وعندما يصبح هذا الشخص محل ثقة الأهالي ويشهدون له بالخبرة والمعرفة في هذا المجال، يوكل إليه توزيع مياه الفلج بين مزارعهم بالتناوب. وفي حالة حدوث أي خلافات حول التوزيع بين المساهمين، فإنهم يلجأون إليه لحل خلافاتهم، ويتقاضى مقابل ذلك نصيباً زمنياً من المياه([29]).
3 ـ الأمهات: هي الآبار الرئيسة للفلج.

الحصون والقلاع
حصن: حَصُنَ حَصناً: حرزه في موضع حصين، حَصَّن، جعله حصيناً. الحِصْنُ (جمع حصون): كل مكان محمي منيع/ السلاح([30]).
إن الظروف والتغيرات المادية ألجأت البشر إلى أن يحتاطوا للدفاع عن أنفسهم وذويهم. فاتخذوا استحكامات لأنفسهم كي تحميهم من غوائل المجهول في البر والبحر معاً. فأنشأت العمائر العربية من الحصون والقلاع والأبراج (fortress).

الحصون
هي أكبر عمائر الاستحكامات الحربية، وإن لم يكن أمنعها، وهو كل بناء يحيط بمساحة من الأرض ليحميها ويحصنها ضد أي اعتداء من داخل البلاد أو خارجها. وأسوار المدن القديمة تعرف بالحصون، وكثيراً ما كان أهل المدن يسكنون داخل الحصون. فليس معنى هذا أنها للعسكر فقط وكثيراً ما كان السلطان أو الملك يسكن بداخله.
فكان الطابق الأول من مباني الحصن يحتوي على الآبار ومخازن الأسلحة والعدد الحربية الثقيلة اللازمة للمقاومة في حالة حصار طويل. أما الطابق العلوي، فقد خصص لرمي السهام والمواد السائلة وغيرها من القذائف على العدو المهاجم، في حين يستخدم الطابق الأوسط للأمير وأعوانه وأسرته ويحيط بهذا القرار أو الحصن الأسوار الضخمة بأبراجها العظيمة ومنافذها وبواباتها العالية التي تكتنفها الأبراج من جانبيها، والتي تقوم على حراستها قوة من العسكر ببنادقهم وأسلحتهم وأعلامهم.
ويختارون موضع الحصن موضعاً استراتيجياً هاماً، إما على الصخور أو على الجبال أو في بقعة ممتازة في واد أو سهل.

العدة
أما أسلحتهم، فكانت غالباً تقليدية مثل المكاحل والنار الإغريقية وشظايا حجر الصوان وغيرها.

القلعة
هي استحكام حربي يبنى في منطقة استراتيجية كالجبل أو التل أو الروابي الصخرية أو على سواحل البحار.
ومهمة هذه المباني مقصورة على المراقبة والدفاع من الاعتداءات الخارجية، وتتكون من مجموعة من الأبراج والمراقب والمزاغل (فتحات لرمي السهام وغيره). كما تتميز القلعة بأن ساكنيها من العسكر والجند فقط.
وقد تكون منفصلة عن الحصن أو بداخله لكن شريطة أن يكون الموقع المقامة عليه موقعاً استراتيجياً ولو بداخل الحصن.

البرج
عبارة عن بناء حربي مربع أو مستدير الشكل، يبرز عن سمت الجدار والأسوار. وتحتوي الأبراج على مساقط ومراقب ومزاغل. وتزود أسوار الحصون والقلاع بعدد من الأبراج، وغالباً ما يكون حجمها صغيراً لتعددها.
وقد يحدث أن تكتفي بعض القرى أو الموانئ الصغيرة بإقامة برج للمراقبة والدفاع المبدئي. ففي هذه الحالة يكون البرج كبيراً حتى يتسع لإقامة حامية كبيرة يمكنها صد الهجمات من الأعداء أو تعطيل تقدمهم حتى تستعد القلاع والحصون القريبة منهم للتصدي.

مكونات البناء
تبنى الحصون حسب إمكانات الحاكم وقوة الدخل واقتصاد المنطقة. وغالباً ما تبنى الحصون، وخاصة في المناطق الحارة، من الطوب اللبن. وكذلك بقية الدفاعات الحربية.
وكانت دار كل قبيلة في العصور القديمة أشبه بحصن يحميها من اعتداء القبائل الأخرى المنافسة لها أو اعتداء اللصوص إذا كانت القبيلة ذات ثراء واسع، كما حصل لأبراج وقلاع العين ومنطقة القطارة. وغالباً مّا تبنى هذه الدفاعات بجانب الأفلاج أو بالقرب منها حتى لا يستطيع العدو قطع المياه عنها لو حدث عدوان([31]).


القلاع في مدينة العين
تاريخها
تتميز المدينة بالعديد من القلاع. فقد أنشأ آل نهيان فيها مجموعة من القلاع بدأت بقلعة المريجب في عهد الشيخ شخبوط بن دياب، ثم قلعة الجاهلي في عهد الشيخ زايد الكبير، ثم قلعة الشيخ سلطان بن زايد.
ومن أهم هذه القلاع قلعة الجاهلي والتي استغرقت عدة أعوام في بنائها، وقد افتتحها الشيخ زايد بن سلطان رسمياً وسجل على مدخلها تاريخ البناء عام 1898 م/ الموافق 1316 هـ.
وقلعة الحصن كان قد بناها الشيخ سلطان بن زايد والد الشيخ زايد بن سلطان في عام 1910 م، شرقي مدينة العين، وانتقل إليها بعد تركه لقلعة الجاهلي، بيت الأسرة الكبيرة، عقب وفاة والده الشيخ زايد بن خليفة الملقب بزايد الكبير المتوفى عام 1909 هـ، واستقل بأسرته الصغيرة فيها حتى توليه الحكم في الفترة من 1922 إلى 1927 م، وذلك كعادة آل نهيان في بحثهم المستمر عن المجد والشرف والسيادة.
وكان الشيخ سلطان قد كتب على مدخل القلعة بعض الأبيات وكأنه يتنبأ بقدوم مولود جديد يلوح وكأنه نجم سعد لتاريخ مشرف ومجيد لأسرته ولعموم أحفاد بني ياس. ومضت السنوات والأيام بخطاها السريعة متعاقبة بعد مسيرة طويلة، وانتقال طبيعي من مرحلة الصبا والمغامرة وما صاحبها من أيام عصيبة وأحزان أليمة إلى مرحلة الفتوة والمسؤولية. كان زايد الفتى قد انتقل في أوائل عام 1946 م من قلعة الحصن إلى قلعة المويجعي، وهي قلعة قديمة تقع عند مشارف العين، حاكماً للمنطقة الشرقية ـ وهو منصب المحافظ في بعض الأنظمة المعاصرة اليوم.


أنواعها
1 ـ المربعة
وقد بنى هذه القلعة المربعة صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة عام 1948 م، خلال فترة حكم سموه للمنطقة الشرقية. وللقلعة برج ضخم يتكون من طابقين، وقد اكتسبت اسمها من شكل البرج المربع. وفي هذا البرج عدة فتحات مختلفة الأشكال والاتساع. وقد اتخذت المربعة لفترة مقرّاً مؤقتاً لقيادة شرطة العين.

2 ـ قلعة الدرمكي
تعود هذه القلعة إلى قبيلة الدرامكة ويعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر. وقد بنيت في القطارة على مرتفع، ولها برجان خصص أحدهما للسكن حيث تحتوي على عدة غرف. وللقلعة ساحة فسيحة بها بئر مياه.

3 ـ قلعة القطارة
وقد وجدنا في القطارة بقايا قلعة الدرمكي. وفي الجانب الآخر من القطارة وجدنا أيضاً بقايا قلعة قديمة، وهي قريبة من السوق القديم.

4 ـ قلعة الواجدي
وفي قرية الواجدي قرب القطارة تربض بقايا قلعة ضخمة لم يبق منها سوى أسوار وبعض الحجرات القديمة وبرج مربع ضخم تهدم أحد جوانبه. وتحيط بالقلعة بيوت قديمة، بنيت من المادة نفسها التي بنيت منها القلعة وهي الطين اللبن والحصى. ويبدو أن هذه القرية كانت مزدهرة فيما مضى.


5 ـ قلعة الهيلي
وهي قلعة تقع في قرية الهيلي في مزرعة قرب منطقة الآثار. وقد تهدمت بعض أجزاء هذه القلعة القديمة؛ كما وجدنا مربعة صغيرة فوق تل في منطقة الهيلي، برجا ترسيمة، ويقع فوق تل مرتفع يشرف على قرية الهيلي([32]).

الواحات بالعين
تعتبر الإمارات العربية المتحدة من أكبر منتجي التمور في العالم، إذ بها من شجر النخيل وفسيلته 22 مليون نخلة. وأكثر من عشرين مليوناً تحويها إمارة أبو ظبي وحدها([33]).
ومنطقة العين معروفة منذ القدم بزراعتها ومياهها العذبة وكثرة أفلاجها وآبارها. وأهم نموذج لهذا هو واحة العين. وبالعين عدة واحات. وقد أطلق على العين مدينة الواحات السبع والأفلاج السبعة كعجائب الدنيا السبع.
فواحة العين (نخيل العين) واحة القطارة، واحة الهيلي، واحة المويجعي، واحة المعترض، واحة الجيمي، واحة المسعودي. وتحتوي الواحات على ستين ألف نخلة ويطلق عليها واحة العين أو مدينة العين([34]).
وقديماً تضم هذه النخيل ما بين 35 و38 نوعاً من التمر والنخل. كما زادت هذه الأنواع في الوقت الحاضر إلى أكثر مما ذكر.
وكانت أنواع من الرطب والتمر خاصة بالرؤساء ووجهاء المنطقة دون العامة مثل: الخلاص، الخنيزي، أبو معان، الجبري، الغرض، أبو زيد؛ وثمار أنواع من النخيل تأتي أكلها عند بداية الصيف مثل: النغال، الشحام، قشة نغال، ثم البقية.
وقد انضم إلى الأنواع الجيدة السابقة نوع جديد مثل البرحى، اللولو.

أنواع الثمار في العين
إلى جانب التمر، فإن هناك أشجاراً وفواكه كانت تزرع في واحة العين. من ذلك الليمون والتين والمنقا والشخاخ، وهو نوع من الحمضيات يشبه الليمون لكن حجمه أكبر.

العامل
كان المزارع أو الفلاح يسمى »البيدار« (جمع بيادير). وهي كلمة أعجمية فارسية بمعنى: »الواعي، المدرك، السهران، لأنه كان يسهر الليل إن أتاه دور السقي من الفلج ليلاً«.
كان يتقاضى عذقاً واحداً من كل نخلة عند الحصاد، وكان يقوم بجميع الأعمال الخاصة بالنخيل والأرض من تأبير وتلقيح وغيره. وكان يوجد كميات كبيرة من الثمر، بحيث أن الأهالي كانوا يصدرونه إلى أبو ظبي ودبي والمناطق الساحلية الشمالية. يبيعون التمر ويأخذون مقابل ذلك السمك والسمك المجفف مثل العومة والكسيف والعوال (نوع من السمك)، ويشترون كذلك القهوة، الأرز (العيش)، الهيل، الهريس، الطحين. وأحياناً يبيعون التمر ويتقاضون ثمنه نقداً بالعملة الهندية المتداولة في المنطقة كلها (الروبية الهندية). وإلى جانب التمر، كان هناك ثمرة الليمون، خاصة بعد أن تجفف ثم تباع على أهل المناطق الساحلية([35]). إلى جانب هذه الصادرات، فقد كان هناك مصنوعات يدوية من السعف تقوم بها نساء العين ثم تصدر إلى المناطق وتباع أو تستعمل محلّيّاً. وتسمى المصنوعات باللغة المحلية ما يأتي:

1 »السلة أو الزنبيل« من سعف النخيل
2 »بيت الكرجين« منزل وبيت كامل بمنافعه " "
3 »المنجرة« تستعمل لتعليق الملابس " "
4 »حقيبة« لحفظ الأغراض " "
5 »المشاب« مثل المراوح للتهوية " "
6 »شباك الصيد« " "
7 »الحصر« (الحصير) للفرش " "
8 »منسف«، وهي المصفاة للأرز والبر مثل الصحن الكبير " "
9 »سبت« تستخدمه النساء لخياطة الملابس " "
10 »مشخل«: منخل لتنقية الطحين من الشوائب " "
11 »صناديق« لحفظ الملابس النسائية وغيرها " "
12 »دوبايه« أو قرقور، لصيد السمك " "
13 »مرباع« أو الصينية لتقديم القهوة مثل »الصحن« " "
14 »خصف«: وعاء من السعف لوضع التمر " "
15 »السرود« مثل السفرة للأكل " "
16 »المسبة« المروحة اليدوية " "
17 »العسو«: علج التمر يستخدم لتنظيف البيت وغيره " "
18 »المحفر« مثل السلة يوضع فيها الرطب والليمون وغيره " "
19 »المصلية«: سجادة الصلاة " "
20 »يراب« (حراب): اليونيه (الجونيه) كالكيس لكنز التمر " "
21 »العذق«: علج النخيل " "
22 »السح«: التمر " "
23 »السيح«: البر، المكان الفسيح لرعي الأغنام وغيره. " "


وهناك مصنوعات كانت تصدر إلى خارج العين:

1 »الخرس«: وعاء مصنوع من الفخار لتبريد الماء.
2 »القلة«: وعاء مصنوع من الفخار لوضع التمر.

فواحة العين كانت منتجعاً ومصيفاً لأهل الساحل وكذا للمئات من البدو([36]). فكان أهل العين يمدونهم بالتمر طوال العام، وهم يمدون أهل العين بالسمك وغيره. فكانت كل أسرة تؤوي أسرة من أهل السواحل في الصيف. فكان ملاك النخيل يخلون بيوتهم للقادمين صيفاً، وهم يسكنون بين النخيل في الواحة، وأحياناً يقيم أصحاب النخيل للقادمين عريشاً للسكن بدلاً من البيوت.

بعض الطيور في واحة العين
1 ـ الحمام.
2 ـ القفاع: »شبيه الحمام«.
3 ـ الراعبي.
4 ـ الحبارى، قد انقرض.
5 ـ الكروان، إلى جانب الطيور الصغيرة العادية([37]).

منذ بداية القرن الخامس عشر الهجري حتى نهاية التاسع عشر الميلادي، كان مواطنو مدينة العين ينتقلون بالجمال على شكل قوافل إلى المدن المجاورة، كأبو ظبي وغيرها حاملين معهم التمر والفحم. ووسيلة النقل الجمال والحمير، ولا يملك الخيل إلا الشيوخ لغلاء ثمنها، وكانت واحة توام والقرى التابعة لها تحوي 50 حصاناً و550 جملاً و300 رأس من الماشية و2500 من الضأن والماعز.

الأسواق
كانت الأسواق في واحة العين وواحة القطارة، وقد بنى كلا السوقين من الطين محمد مراد عبد الله البلوشي.

أصحاب السلطة
كان النظام قبليّاً إلى فترات متأخرة وحتى الأربعينيّات من هذا القرن. فقبيل عام 1356 هـ/ 1936 م، كان أحمد محمد بن هلال الظاهري متولياً بالإنابة أمور منطقة الجيمي وواحتها. أما العين، فكان يحكمها حتى سنة 1366 هـ/ 1946 م إبراهيم بن عثمان البلوشي، بصفته والياً من قبل شيوخ آل نهيان بأبو ظبي([38])، وحكم المعترض سرور الظاهري والد سلطان الظاهري المتوفّى وأحمد الظاهري وفقه الله. ثم حكم المعترض كذلك محمد الظاهري والد مانع الظاهري، وحكم القطارة سلطان بن محمد البرمكي.
وعموماً كان إبراهيم بن عثمان هو المشرف العام على كل منطقة العين يتبعه شيخ القطارة والمعترض والجيمي وغيرها([39]).
ثم تولى زمام الأمور في المنطقة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وذلك عام 1946 م([40]).

تطوير واحة العين والقطارة
ثمة مشروع حضاري جديد، تمثله العلاقة الرئيسة المميزة لمدينة العين التي هي في الأصل مدينة الواحات، حيث استقر حولها الآباء والأجداد منذ القدم
معتمدين على مياه الأفلاج التي تميز مدينة العين عن سائر مدن الدولة. وأبهى حلل المشروع يظهر في سور الواحة الممتد على جانبي طرقها الداخلية والخارجية. وهذا المشروع التراثي يرعاه مباشرة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لحماية الواحات والأفلاج معاً، ويظهر كل هذه الإنجازات لزوار وسياح واحات العين من كل قطر فيرى ويشاهد الفعال بعينه لا الأقوال بسمعه فقط.
وتقع واحة العين في سهل الجو على الطرف الشمالي للظاهرة الغربية من سفوح جبال الحجر، والتي تتوسط المسافة بين أبو ظبي في الغرب وصحار في الشرق. وهي المعروفة سابقاً باسم »توام«. وشكل الواحة دائريٌّ تقريباً ويبلغ قطرها ستة أميال تقريباً.
وخلاصة القول إنه بلمسة فنية راقية تغيرت معالم واحة النخيل بالعين من الداخل، وأصبحت بعد أن انتهى العمل التطويري بها واحة رائعة تضم بين خمائلها »منتزه التراث«. هذا التحول الرائع يقرأ من عنوانه، وعنوانه:

¯تلك البوابة الشامخة التي تمثل التراث، فهي شكل قلعة من قلاع العين المنتشرة هنا وهناك.
¯الدروب داخل واحة النخيل. هذه الطرق هي في الأصل دروب بين مزارع النخيل، لكن العملية التطويرية جعلتها مرصوفة بالبلاط الذي يعطي إحساساً بعمق التراث.
¯ الهدوء الشديد في المكان والبعد عن الضوضاء يحرك في النفس الشاعرية والإحساس بالنشوة والراحة النفسية ويؤكد الشعور بالأمان في تلك الواحة التي تضم الآن أشجار النخيل.
¯ بوابات المزارع تراثية بمعنى الكلمة، وضعت لوحات إرشادية تبين الاتجاهات. وبعد البوابة الرئيسة بعدة مئات من الأمتار، أقيمت استراحتان مرتبطتان بالتراث، فيها حجر من سعف النخيل، والمقاعد من جذوعه، والجرار
المرصوصة، والطوى قريب منها. وعند الفلج تم عمل قنوات بين المزارع، وحولها تنتشر المقاعد المصنوعة من جذوع النخيل لتتيح للزائر فرصة الجلوس والاستمتاع بالطبيعة الخلابة وخرير الماء في ظل أشجار النخيل([41]).



المراجع

القرآن الكريم.
السنة النبوية الشريفة.
الإمام البخاري، صحيح البخاري، القاهرة، 1355 هـ/ 1936 م.
المقدسي، أحسن التقاسيم، لايدن، 1906 م.
الرازي، مختار الصحاح، بيروت، 1967 .
البستاني، المنجد في اللغة، ط 21، بيروت، 1960 م.
مجلة العين، السنة السادسة، العدد 3، 1993.
ــــــ ــــــ ، العدد 52، 1993 م.
ــــــ ــــــ ، العدد 53، 1993 م.
ــــــ ــــــ ، العدد 54، 1993 م.
ــــــ ــــــ ، العدد 55، 1993 م.
جريدة الاتحاد، الخميس 16 ـ 6 ـ 1416 هـ/ 1996 م، صص. 12 ـ 13.
ــــ ــــ ، الخميس 15 ـ 7 ـ 1416 هـ/ 1996 م، ملحق الواحة.
ــــ ــــ ، الخميس 9 ـ11 ـ 1995 م.
ــــ ــــ ، الخميس 7 ـ 12 ـ 1995 م.
جريدة الخليج، العدد 6812 في 12 ـ1 ـ 1998 م، لراشد النعيمي.

حمدي نصر، مجلة التراث، »الأفلاج أقدم تكنولوجيا للري«، نادي التراث، العدد الثالث، الإمارات، أبو ظبي، فبراير 1999 م.
دراسة مسحية شاملة، معهد البحوث والدراسات المصرية العربية، القاهرة.
ويلكنسون، »نشأة الأفلاج في عمان«، حصاد ندوة الدراسات العمانية، وزارة التراث، 1400 هـ/ 1980 م.
كيلي، الحدود الشرقية في شبه الجزيرة العربية، بيروت، 1971 م.
بدر العبري، »الأفلاج العمانية«، ندوة الدراسات، 1400 هـ/ 1980 م.
محمد العيدروس، الأفلاج في مدينة العين، دار المتنبي، أبو ظبي، الطبعة الأولى، 1990 م.
عامان زاهيان في إمارة أبوظبي، مكتب الوثائق والدراسات، بيروت، 1961 م.
فرانسيسكو، »الأفلاج العمانية«، حصاد الندوة العمانية، 1400 هـ/ 1980 م.
حمدان أحمد إبراهيم، الأفلاج، جامعة الإمارات (بحث)، 1992 م.
سعاد ماهر، »الاستحكامات الحربية في مسقط«، ندوة الدراسات، 1400 هـ/ 1980 م.
حمدي تمام محمد، زايد بن سلطان، اليابان، ط 3، 1407 هـ/ 1986 م.
إمارة أبوظبي في عهد زايد بن خليفة، بيروت، 1400 هـ/ 1980 م.
عوض العرشان، حياة زايد، بيروت، 1400 هـ/ 1980 م.

علي محمد راشد، القلاع والحصون في دولة الإمارات، وزارة الإعلام، دبي.
وزارة الإعلام، الإمارات العربية المتحدة 25 عاماً، بريطانيا، 1996 م.
لوريمر، دليل الخليج، القسم الجغرافي، الدوحة، قطر.
زيارة ميدانية إلى منزل السيد أحمد محمود البلوشي عضو المجلس الاستشاري في ليالي رمضان المبارك 15 ـ 9 ـ 1418 هـ/ الموافق 13 ـ 1 ـ 1998 م.
مقابلة سعادة عبد الله حمر عين، وكيل دائرة الماء والكهرباء في ليالي رمضان المبارك بمنزله بتاريخ 5 ـ 9 ـ 1418 هـ/ 3 ـ1 ـ 1998 م.
زيارة ميدانية لمنزل السيد علي بن عزيز العامري من وجهاء مدينة العين في ليالي رمضان المبارك، 10 ـ 9 ـ 1418 هـ/ 8 ـ1 ـ 1998 م.
لقاء مع سعادة محمد سلطان الدرمكي، وكيل دائرة الزراعة في ليالي رمضان المبارك، 8 ـ 9 ـ 1418 هـ/ 6 ـ1 ـ 1998 م.




([1]) كرم البستاني، المنجد، ص. 592.
([2]) حصاد، ج 3، ص. 10.
([3]) الرعد، آية 13.
([4]) المقدسي، أحسن التقاسيم، ص. 93.
([5]) ويلكنسون، »نشأة الأفلاج في عمان«، حصاد ندوة الدراسات العمانية، ج 8، ص. 105.
([6]) بدر العبري، »الأفلاج العمانية«، حصاد ندوة الدراسات العمانية، ج 3، ص. 11؛ عامان زاهيان في تاريخ إمارة أبو ظبي، مكتب الوثائق والدراسات، ط 2، بيروت، 1961 م؛ فرانسيسكو، »الأفلاج العمانية«، ندوة الدراسات العمانية، ج 8، صص. 188 ـ 190؛ وبلكنسون، »نشأة الأفلاج في عمان«، ندوة الدراسات العمانية، 1400 هـ، ج 8، صص. 106 ـ 107.
([7]) البقرة، الآية 74.
([8]) ويلكنسون، »نشأة الأفلاج«، ندوة الدراسات، ج 8، صص. 114 ـ 115، 143؛ مجلة العين، العدد 45، السنة السادسة، صص. 41 ـ 42.
([9]) مجلة العين، العدد 53، ديسمبر 1993، ص. 34؛ جريدة الخليج، العدد 6812، 13 ـ 1 ـ 1998، راشد النعيمي.
([10]) من الأفلاج المندثرة: فلج الحواكي، فلج الحصاة، فلج المازمي، فلج هزاع، فلج البحر، فلج المسعودي (بحث مقدم من حمدان أحمد إبراهيم، سنة 1992 م، ص. 3، جامعة الإمارات، قسم التاريخ).
([11]) دراسة مسحية شاملة، معهد البحوث والدراسات المصرية العربية، صص. 152 ـ 153؛ ويلكنسون، »نشأة الأفلاج«، مرجع سابق، ج 8، ص. 117.
([12]) محمد العيدروس، الأفلاج في مدينة العين، ص. 3؛ دراسات مسحية، معهد البحوث، صص. 152 ـ 153.
([13]) مجلة العين، العدد 53، سنة 1993 م، ص. 32؛ ويلكنسون، »نشأة الأفلاج«، مرجع سابق، ص. 106.
([14]) الأنبياء، آية 30.
([15]) مجلة العين، العدد 53، سنة 1993 م، صص. 35 ـ 36؛ مجلة العين، العدد 55، ص. 35؛ محمد العيدروس، الأفلاج في مدينة العين، صص. 28 ـ 32؛ حمدي نصر، »الأفلاج أقدم تكنولوجيا للري«، مجلة التراث، العدد 3، فبراير 1999، أبو ظبي، ص. 21.
([16]) وهو جبل وحيد مؤلف من ركام الصخر، يرتفع من السهل في طرفه الجنوبي وينقل الماء إلى الواحة من أقنية تحت الأرض. (كيلي، الحدود الشرقية، ص. 52).
([17]) محمد العيدروس، الأفلاج في مدينة العين، دار المتنبي، أبو ظبي، ص. 28؛ مجلة العين، العدد 55، صص. 35 ـ 40.
([18]) مجلة العين، العدد 52، سنة 1993، صص. 31 ـ 32؛ محمد العيدروس، الأفلاج في مدينة العين، مرجع سابق، صص. 30 ـ 32.
([19]) مجلة العين، العدد 53، سنة 1993 م، ص. 36.
([20]) ل. جي. بي. كيلي، الحدود الشرقية في شبه الجزيرة العربية، تعريب خيري حمادي، ص. 52.
([21]) النجم، آية 1.
([22]) التكوير، آية 2.
([23]) بدر العبري، »الأفلاج العمانية«، ندوة الدراسات العمانية، ج 3، صص. 25 ـ 31.
([24]) المرجع نفسه، ص. 31.
([25]) مجلة العين، العدد الثالث، ص. 32.
([26]) مجلة العين، العدد 53، سنة 1993 م، ص. 38.
([27]) الإمام البخاري، صحيج البخاري، القاهرة، 1355 هـ/ 1936 م، ج 2، ص. 34.
([28]) حمدي نصر، »الأفلاج أقدم تكنولوجيا للري«، مجلة التراث، نادي تراث الإمارات، أبو ظبي، العدد الثالث، فبراير 1999 م، ص. 21.
([29]) مجلة العين، العدد الثالث، ص. 40.
([30]) الرازي، مختارالصحاح، بيروت، 1967، صص. 140 ـ 141؛ البستاني، المنجد في اللغة، صص. 138 ـ 139.
([31]) سعاد ماهر، »الاستحكامات الحربية في مسقط«، ندوة الدراسات العمانية، ج 2، صص. 133 ـ 139.
([32]) حمدي تمام محمد، زايد بن سلطان، اليابان، 1407 هـ/ 1986 م، ط 3، ص. 43؛ إمارة أبو ظبي في عهد زايد بن خليفة، دار المتنبي، بيروت، 1400 هـ/ 1980 م، ص. 48، 111؛ علي محمد راشد، القلاع والحصون في دولة الإمارات، وزارة الإعلام، دبي، صص. 24 ـ 34.
([33]) وزارة الإعلام، الإمارات العربية 25 عاماً، بريطانيا، 1996، ص. 258. وقد زاد عدد النخيل لأكثر من 23 مليوناً حتى سنة 1998 م.
([34]) لوريمر، دليل الخليج. القسم الجغرافي، ج 1، ص. 333. يذكر المؤلف هذا العدد من النخيل مقارنة بالفترة حتى 1880 ـ 1890 تقريباً.
([35]) زيارة ميدانية إلى منزل السيد أحمد بن محمود البلوشي من ليالي رمضان المبارك 15 ـ 9 ـ 1418 هـ/ الموافق 13 ـ 1 ـ 1998 م.
([36]) كيلي، الحدود الشرقية، ص. 71.
([37]) سعادة عبد الله حمر عين، مقابلة شخصية بتاريخ 5 ـ 9 ـ 1418 هـ/ الموافق 3 ـ 1 ـ 1998 م، الساعة العاشرة مساءً بمنزله.
([38]) سعادة محمد سلطان الدرمكي، التقيت به بمنزله بالعين 8 ـ 9 ـ 1418 هـ/ الموافق 6 ـ1 ـ 1998 م، الساعة 11 مساءً ومقابلة علية بن عزيز العامري بمنزله على الساعة العاشرة في التاريخ والوقت نفسه.
([39]) كيلي، الحدود الشرقية، مرجع سابق، صص. 72 ـ 73. والمقابلات ممن سبق ذكرهم.
([40]) لوريمر، دليل الحج، القسم الجغرافي، مرجع سابق، ص. 333.
([41]) راجع عن الواحات: مجلة العين، العدد 52، ص. 36؛ عوض العرشاني، حياة زايد، ص. 12؛ لوريمر، دليل الحج، مرجع سابـق، صص. 328 ـ 333؛ جريدة الاتحاد، ملحق الواحة، صص. 12 ـ 13، الخميس 16 ـ 6 ـ 1416 هـ؛ جريدة الاتحاد، ملحق الواحة، صص. 12 ـ 13، بتاريخ 15 ـ 7 ـ 1416 هـ/ الموافق 9 ـ 11 ـ 1995 م، 7 ـ 12 ـ 1995 م.
رد مع اقتباس
قديم 14-11-2014, 02:00 AM   #2
Mansour Al-zahrani
مشرف قسم الطب والطب البديل
 
الصورة الرمزية Mansour Al-zahrani
 







 
Mansour Al-zahrani is on a distinguished road
افتراضي رد: تاريخ مدينة العين للدكتور إبراهيم عطاالله البلوشي

مشكوووووور والله يعطيك العافيه على النقل
Mansour Al-zahrani غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-2014, 06:58 PM   #3
يا ليل
 







 
يا ليل is on a distinguished road
افتراضي رد: تاريخ مدينة العين للدكتور إبراهيم عطاالله البلوشي

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Mansour Al-zahrani   مشاهدة المشاركة

   مشكوووووور والله يعطيك العافيه على النقل


ويعطيك العافية أخي منصور .. أشكرك
يا ليل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-2014, 08:31 PM   #4
ابو نضال الدوسي
الإشراف العام
 







 
ابو نضال الدوسي is on a distinguished road
افتراضي رد: تاريخ مدينة العين للدكتور إبراهيم عطاالله البلوشي

شكرا لك
معلومات كثيرة
لي عودة لقرائتها والمشاركه باذن الله

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
لنا الغرف العليا من المجد والعلى ... ظفرنا بها والناس بعد توابع

يشرف أقواما سوانا ثيابنا ... وتبقى لهم أن يلبسوها سمائع
أخر مواضيعي
ابو نضال الدوسي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-11-2014, 08:59 PM   #5
محمد الساهر
عضو مميز
 
الصورة الرمزية محمد الساهر
 







 
محمد الساهر is on a distinguished road
افتراضي رد: تاريخ مدينة العين للدكتور إبراهيم عطاالله البلوشي


الف شكر بارك الله فيك على نقل الموضوع والإعلام نتمنى منك المزيد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع



MOHAMMED ALSAHER





أتمنى متابعتي ومشاركتي عبر تويتر والفيس بوك

@m5mmm
أخر مواضيعي
محمد الساهر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-11-2014, 10:36 AM   #6
يا ليل
 







 
يا ليل is on a distinguished road
افتراضي رد: تاريخ مدينة العين للدكتور إبراهيم عطاالله البلوشي

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو نضال الدوسي   مشاهدة المشاركة

   شكرا لك
معلومات كثيرة
لي عودة لقرائتها والمشاركه باذن الله


شكراً لك .. بإذن الله
يا ليل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-11-2014, 10:37 AM   #7
يا ليل
 







 
يا ليل is on a distinguished road
افتراضي رد: تاريخ مدينة العين للدكتور إبراهيم عطاالله البلوشي

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الساهر   مشاهدة المشاركة

  
الف شكر بارك الله فيك على نقل الموضوع والإعلام نتمنى منك المزيد


والف شكر لك وبارك فيك .. أسعدني قرائتكم للموضوع
يا ليل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : تاريخ مدينة العين للدكتور إبراهيم عطاالله البلوشي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أمطار غزيرة ومتوسطة على مدينة العين عذبة الاوصاف مجلس الامارات 0 10-09-2013 08:11 AM
أمطار وبرد على مناطق عدة في مدينة العين عذبة الاوصاف مجلس الامارات 1 23-07-2013 08:32 PM
مدينة العين - دار الزين ..واقول ان الامارات ليس دبي فقط !! شمسuae السياحة والرحلات العام 10 27-08-2008 09:06 PM
صور من مدينة العين ( مبزرة و جبل حفيت ) سالم الشامسي السياحة والرحلات العام 15 03-05-2008 11:38 PM
ضعف سمع المواليد للدكتور إبراهيم احمد الزهراني الزهراني خالد الطب و الطب البديل 5 20-12-2006 10:07 PM


الساعة الآن 02:36 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved