روايات الأسـى

[أكاليل]

بملء البحار السبع؛ يكون الأسـى اغترافا.. ملوحة تبعث رائحة نفاذة للغياب ورقصة الموت الأخيرة.. لم يعد هناك من حديث متبق ليوم السنة الوحيد.. كلها ذهبت أدراج الرياح وبها ساقها الرعاة في عقب عصيّهم, وما تركوا شيئا.. هكذا دآئما في الوجود, من ينتصر ومن ينكص دائما.. من رحم المآسي يولد أحرار, وإلا لما وجد الأصل, وتستمر قصص القلوب ومسلسل الجريان.. من يعش ومن يتجرّع الرحيل حتى آخـر قطـرة.

لا شيء يعدل الألم مثل الرحيل؛ ولكن يبقى الأخير كبرياء يعيد للمجد حقه في الوجود.. في كل حيّز هناك قصة ربما وليست واقعة بالضرورة عدا بائع العصير هذا...

في إحدى الأمسيات من نوفمبر, وعندما تتساقط ندف الثلج؛ عبر السلم اللولبي للبناية الهزيلة؛ يتفق أن يفرك عيناه عن النعاس وينزل كعادته الى زاوية الشارع.. ليكمل مشواره في جمع النقود.. وينتحي ناصية الشارع عندما يتقدم اليه ثلاثة نفر لا يعرف لهم من هيئة.. أحدهم عريض بعقل طائر والآخر نحيل خبيث الطوية والآخر شبح يتلفع الأسمال.. تقدم الأول بصحيفة وتمتم: لك الحق في الصمت؛ أنت فلان شهيد العصير.. كل ذلك وشارع سان لافاييت فارغ من المتسوقين.. محكوم عليك برصاصة تخترقك لتحترق؛ تمضي الى لا شيء.. وقبل ذلك تعزى بالألم ففي هذا الشارع الطويل ما يستحق دفع الأتعاب.. الجلوس الطويل تحت تلك السرو غارقا في الاستذكار.. أعلم أنك لا تتوقع أن تكون نهايتك بهذا الشكل والسرعة, ربما هناك من يغبطك عليها!

[ناحت الصخر]

شكرا على الموضوع

[Mansour Al-zahrani]

مشكوررررررررررررررررررررررررر والله يعطيك الف العافيه ع الموضوع الرائع