منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > المنتدى الأدبي > دواوين الشعر الإسلامي

ديوان / مهيار الديلمي


دواوين الشعر الإسلامي

موضوع مغلقإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 24-11-2006, 10:27 PM   #11
تأبط شراَ
 
الصورة الرمزية تأبط شراَ
 







 
تأبط شراَ is on a distinguished road
افتراضي

[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="outset,4,darkred" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لعمر الواشياتِ بأمِّ عمروِ
لعمر الواشياتِ بأمِّ عمروِ=لقدْ أغرينَ والتَّأنيبُ يغري
حسدنَ مودة ً فحملنَ إفكاً=وعبنَ وعائبُ الحسناءِ يفرى
يردنَ على الوفاءِ نزوعَ خلقي=وما ساومني شططا كغدري
وهلْ هيفاءُ إنْ غدرتْ وجارتْ=سوى غصنٍ منَ الأرواحِ يجري
وقلنَ تلوَّنتْ لكَ حينَ ملَّتْ=وليسَ على الملالة ِ كلُّ هجرِ
تقلِّبها أصابيغُ الغواني=على الطُّعمينِ في حلوٍّ ومرِّ
وأينَ منَ الحفاظُ لها فؤادي=إذا لمْ ألقَ زلَّتها بعذرِ
ومنْ يصبحْ هواكَ لهُ أميراً=عليكَ فدارهِ في كلِّ أمرِ
وأبعدُ ما ظفرتَ بهِ حبيبٌ=جراحتهُ تصحُّ بكلِّ سبرِ
وإنَّ أحبَّتي لبنو زماني=كلا العودينِ منْ سنخٍ ونجرِ
فهبني مبدلاً خلاًّ بخلٍّ=فهلْ أنا مبدلٌ دهراً بدهرِ
سألبسُ ما كسيتَ وربَّ كاسٍ= يزخرفكَ الملابسَ وهو معري
وأحملهمْ وإيَّاهمْ بقلبٍ=يفي بالثِّقلِ لي إنْ خانَ ظهري
ولستُ بواجدٍ قلباً صحيحاً=إذا نخلتْ دفينة ُ كلِّ صدرِ
فلا تتعنَّ لائمة ٌ بعذلي=ولا تغمز فما تسطيعُ كسري
ولا يخفِ الصَّديقُ شبا لساني= على عرضٍ ولا لسعاتِ فكري
فلا ألقى بغيرِ الصَّبرِ قرنا=لعلِّي أجتني ثمراتِ صبري
وإنْ ضعفتْ أواصرُ منْ رجال=شددتُ بأسرة ِ الكرماءِ أسري
وفاءَ منَ الوزيرِ عليَّ ظلٌّ=يقيني الضَّيمَ منْ حرٍّ وقرِّ
وأحجبُ نائباتِ الدَّهرَ منهُ=بخوصٍ لا تحصِّلني وشزرِ
تراني أعينِ الأيّامِ منهُ=بوافي الظلِّ أخضرَ مسبكرِّ
وكيفَ يريني وحماهُ بابي=وهيبتهُ عنِ الأبصارِ ستري
ودوني منْ حمايتهِ خميسٌ=أخو عرضينِ يبهمُ كلَّ ثغرِ
تزمجرُ في جوانبهِ أسودٌ=على ألبادها أسلاتُ نصرِ
تظفَّرُ باسمهِ الميمونِ أنِّي=سرتُ حتّى الحوادثُ ليسَ تسري
نفذتُ برشدهِ فنفضتُ طرفي=وصلتُ بحدِّهِ فقضيتُ نذري
وكيفَ يضلُّ أو يخشى ابنُ ليلٍ=سطا بمهنَّدٍ وسرى ببدرِ
أقولُ لمنفضينّ ترحلُّوها=مطايا أزمة ٍ وركابَ ضرِّ
تعسَّفَ عيشهمْ فطوى عليهمْ=وأيديهمْ على سغبٍ وفقرِ
يمنُّونَ الطَّوى ليلا بليلٍ=وتعريسَ السُّرى فجراً بفجرِ
وراءَ الرِّزقِ مختبطينَ ترمي=بهمْ أصدارها قفراً بقفرِ
وراءكمْ ارجعوا فتضيَّفوها=بيوتاً لا مجاعة َ وهي تقري
تصرَّفَ باليفاعِ مطنِّبوها=معَ الكرمينِ منْ حلبٍ ونحرِ
إذا ما احتلَّها الطُّراقُ لاحتْ=لأيديهمْ عصامة ُ كلِّ عسرِ
بنو عبدِ الرَّحيمِ على حباها=بنو الأبوينَ منْ لسنٍ وفخرِ
وإنَّ ببابلٍ منهمْ لطودا=يضعضعُ كلَّ أرعنَ مشمخرِّ
وبحراً منْ بني سعدٍ عميقاً=بغير قرارة ٍ وبغيرِ قعرِ
حمى حرمِ الوزارة ِ منهُ عاصٍ=على الأقرانِ في كرٍّ وفرِّ
خضيبُ النَّارِ والأظفارِ ممّا=يقدُّ على فريستهِ ويفري
إذا ما هيجَ عنها ثارَ منهُ=إلى الهجاجِ عاصفة ٌ بقرِّ
إذا الغاراتُ طفنَ بهِ كفتهُ=زماجرُ بينَ همهمة ٍ وهمرِ
فما يمنعْ يبتْ ما بينَ نسرٍ=معَ العيُّوقِ مجنوبٍ ونسرِ
كفاها بالسِّياسة ِ بعدَ عجزٍ=وأمَّنها على حذرٍ وذعرِ
ربى في حجرها وتداولتها=مناكحَ منهُ شفعاً بعدَ وترِ
فما نفرتْ منَ الغرباءِ إلاَّ=أوتْ منهُ إلى ولدٍ وصهرِ
وإنْ تظفرْ بعذرتها رجالٌ=حظوا بطلاقة ِ الزَّمنْ الأغرِّ
وأعقبهمْ على الأيَّامِ ذكراً=فعصركَ بالكفاية ِ خيرُ عصرِ
براكَ اللهُ سهماً دقَّ عمَّا=تريسُ لهُ بنو ثعلٍ وتبري
إذا الرَّامي ثلاثاً أو رباعاً=أصاب أصبتَ منْ عشرٍ بعشرِ
فداؤكَ مغلقُ الجنبينِ يأوي=إلى صدرٍ يضيقُ بكلِّ سرِّ
إذا ثقلتْ وسوقُ الرأيِ أقعى=يحكُّ بظهرهِ منْ غيرِ عسرِ
ومعتلُّ البنانِ على العطايا=يظلُّ البخلَ في عرضِ التَّحرّي
يجودُ وما عليهِ فضولُ حقٍّ=على عدمٍ ويمنعُ وهو مثري
ومولى وهو حرٍّ عبَّدتهُ=هباتكَ في زمانٍ غيرَ حرِّ
رعيتَ لهُ أواصرَ محكماتٍ=علقنكَ معلقَ المرسِ الممرِّ
تذكَّرها بعهدٍ منكَ حيٍّ=وشكرُ الملكِ يقتلُ كلَّ شكرِ
ولكنْ ما لشعري في هناتٍ=تطارحني الظُّلامة َ ليتَ شعري
وما عتبٌ اسمّيهِ التَّجني=وننبزهُ الأعادي باسمِ غدرِ
أشكَّاً في وفائي بعدَ علمٍ=وقدحاً في حفاظي بعدَ خبرِ
وإعراضاً عنِ الشِّيمِ اللواتي=عليها طينتي طبعتْ وفطري
أأعزفُ عنكمُ أبغي بصوني=لساني معَ معاسرة ٍ وفكرِ
وإنِّي لا أرى الدُّنيا كفاءً=لشيءٍ فيهِ منقصة ٌ لقدري
وأحملُ ملءَ أضلاعي جراحاً=ولمْ أحملْ لعيبٍ خدشَ ظفرِ
أبغضاً أمْ لأنِّي سنِّي مدَّتْ=فدامَ عليكمُ ردِّي وكرِّي
ولمْ يمللْ مديحكمُ لساني=فكيفَ مللتمُ منْ طولِ عمري
وكيفَ وزنتمُ بي منْ عساهُ=يودّ بباعهِ لو قاسَ فتري
فهلْ في الأرضِ أفسقُ في حديثٍ=منَ العازيْ إليَّ مقامَ شرِّ
وما أنَّا منْ وشايتهِ وإنِّي ال=ذي رقَّاهُ منْ خلِّي وخمري
مطارٌ لستُ منهُ وليسَ منِّي=بعيدُ الشَّوطِ في نفعي وضرّي
فإنْ أنصفْ فإنَّ يداً تولَّتْ=كسوري تهتدي لمكانِ جبري
وإنْ أحرمْ قضاءَ العدلِ أرجعْ= إلى كفئينِ منْ هجرٍ وصبرِ
وأعلمُ بعدُأنَّكَ أنتَ باقٍ=على العهدينِ منْ صلتي وبرِّي
وأنَّكَ لو رأيتَ التُّربَ فوقي=لقمتَ بقدرة ٍ فوليتَ نشري
تسمَّعها سمعتَ الخيرَ توعِ ال= فصاحة َ بينَ معتبة ٍ وشكرِ
أنلها الودَّ واجتلها هنيئاً=ولولا الودُّ لمْ تقنعْ بمهرِ
وغادِ صبيحة َ النيروزِ منها=بنشطة ِ ثيِّبٍ وحياءِ بكرِ
وطاولْ مدَّة َ الأيَّامِ واسحبْ=ذيولَ الملكِ منْ بيضٍ وخضرِ
إلى أنْ ترجعَ الغبراءُ ماءً=وتمشي الرَّاسياتُ بها وتجري
أناوبكَ المديحَ مدى حياتي=وأنشدهُ أمامكَ يومَ حشري[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="outset,4,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لكلِّ هوى منْ رائدِ الحزمِ رادعٌ
لكلِّ هوى منْ رائدِ الحزمِ رادعٌ=وحبَّكمُ مالمْ يزع عنهُ وازعُ
تحلُّ عقودُ العينِ مبذولة ً لهُ=وتشرجُ منْ ضنٍّ عليهِ الأضالعُ
صفاة ٌ على العذالِ لا يصدعونها=ولو شقَّ شعباً منْ أبانينَ صادعُ
غرامُ الصِّبا كيفَ ألتفتُّ بصبوة ٍ=إلى غيركمْ فالقلبُ فيكمْ ينازعُ
يقولونُ حوليُّ اللِّقاءِ ونظرة ٌ=مسارقة ٌ حبٌّ لعمركَ قانعُ
أجيراننا أيَّامَ جمعٍ تعلَّة ً=سلوا النَّفرَ هلْ ماضٍ منَ النَّفرِ راجعُ
وهلْ لثلاثٍ صالحاتٍ على منى ً=ولو أنَّ منْ أثمانهِ النَّفسُ فاجعُ
أجنُّ بنجدٍ حاجة ً لو بلغتها=ونجدٌ على مرمى العراقيِّ شاسعُ
وحلَّ لظبيٍ حرَّمَ اللهُ صيدهُ=دمٌ ساءَ ما ضلَّتْ عليهْ المسامعُ
يفالتُ أشراكي على ضعفِ ما بهِ=فطارَ بها قطعاً وقلبي واقعُ
وكمْ ريعَ بالبطحاءِ من متودِّعٍ= وقلقلَ ركبٌ للنَّوى وهو وادعُ
ومشرفة ٍ غيداءَ في ظهرِ مشرفٍ=لهُ عنقٌ في مقودِ البينِ خاضعُ
جرى بها الوادي ولو شئتَ مسبلاً=جفوني لقدْ سالتْ بهنَّ المدامعُ
وبيضاءَ لمْ تنفرْ لبيضاءَ لمَّتي= وقدْ راعَ منها ناصلُ الصَّبغِ ناصعُ
رأتْ نحرها في لونهِ فصبتْ لهُ=وما خلتُ أنَ الشَّيبَ في الحبِّ شافعُ
عفا الخيفُ إلاَّ انْ يعرِّجَ سائلٌ=تعلَّة َ شوقٍ أو يغرِّدَ ساجعُ
وإلاَّ شجيجٌ أعجلَ السَّيرُ نزعهُ=عسا فتعافتهُ الرِّياعَ الزعازعُ
وفي مثلِ بطنِ الرَّاحِ سحمٌ كأنَّها=ثلاثُ بناناتٍ قضاها مقارعُ
وقفتُ بها لا القلبُ يصدقُ وعدهُ=ولا الجفنُ يرضيني بما هو وادعُ
فيا عجبي حتى فؤادي بودِّهِ=مداجٍ وحتى ماءُ عيني مصانعُ
أبى طبعُ هذا الدَّهرِ إلاَّ لجاجة ً=وأتعبُ شيءٍ أنْ تحالَ الطَّبائعُ
يعزُّ حصا المعزاءِ والدرُّ هيِّنٌ=ويشبعْ عيرَ السَّرحِ واللَّيثُ جائعُ
وأودعتهُ عهداً فعدتُ أرومهُ=ومنْ دينهِ ألاَّ تردَّ الودائعُ
وأقسمَ لا استرجعتهُ ولو أنَّهُ=قضى في شبابي أنَّهُ لي راجعُ
هنا المانعينَ اليومَ أنَّ سؤالهمْ= منى ً ما أملَّتها عليَّ المطامعُ
وإنِّي بعنقي منْ يدِ المنِّ مفلتٌ=وما المنُّ في الأعناقِ إلاَّ جوامعُ
وفي الأرضِ أموالٌ ولكنْ عوائقٌ=منَ اللُّؤمِ قامتْ دونها وموانعُ
حماها رتاجٌ في صدورٍ شحيحة ٍ=وأيدٍ خبيثاتٍ عليها طوابعُ
بأيِّ جمامِ الماءِ أرجو عذوبة ً=إذا أملحتْ طعمَ الشِّفاهِ الوقائعُ
وما خلتني أمشي على البحر ظامئاً=وخمسُ فمي منهُ بما بلَّ قانعُ
لعلَّ لفخرِ الملكِ آنفَ نظرة ٍ=يعودُ بها الحقُّ البطيءُ يسارعُ
وكمْ مثلها مضمونة ٌ عندَ مجدهِ=وفى لي بها والدَّهرُ عنها يدافعُ
شفتْ يدهُ غيظَ البلادِ على الصَّدى=وردَّتْ جزارُ الأرضِ وهو مراتعُ
زكا تحتها التُّربُ اللَّئيمُ وأورقَ ال=قتادُ الجفيفُ فهو ريَّانَ يانعُ
وجرَّدها بيضاءَ واحدة َ النَّدى= وخضرُ البحارِ السَّبعِ منها نوازعُ
وقدْ زعموا أنْ لا مردَّ لفائتٍ= وانَّ الرَّدى يومٌ متى حمَّ قاطعُ
وهذي العلا والمكرماتُ مواتها=بجودكَ منْ تحتِ التُّرابِ رواجعُ
برغمِ ملوكِ الأرضِ أنَّ ظهورهمْ=منَ العجزِ عمَّا تستحقُ ظوالعُ
تركتهمُ ميلاً إليكَ رقابهمُ=فلا تستقمْ منْ حاسيدكَ الأخادعُ
وقدْ سبروا غوريكَ عفواً ونقمة ً=فما عرفوا منْ أينَ ماؤكَ نابعُ
وكنتَ متى تقدحْ بزندكَ ثاقباً=سرى النَّجمْ لمْ تسددْ عليكَ المطالعُ
وكمْ قمتَ دونَ الملكَ كاشفَ كربة ٍ=تيقَّظَ منها الخطبُ الملكُ هاجعُ
وضيَّقة الأقطارَ عمياءَ ما لها= إذا انخرقتْ منْ جانبِ الرأيِ راقع
تجانبُ مثناة َ النَّصوحِ فتوقها= إذا وصلتْ أسبابها فتقاطعُ
تداركتها بالحزمِ لا السَّيفُ قاطعٌ=حديدتهِ فيها ولا الرُّمحُ شارعُ
وليتَ بصغرى عزمتيكَ كبيرها=كما دبَّرتْ نزعَ القناة ِ الأصابعُ
وأخرى أبتْ إلاَّ القراعَ رددتها=تذمُّ وترضى ما جنتهُ المقارعُ
ركبتَ إليها السَّيفَ جسمكَ حاسرٌ=وقلبكَ منْ لبسِ التَّصبرِ دارعُ
وفيتَ بعهدِ الصَّبرِ فيها حميَّة ً= وقدْ غدرتْ بالرَّاحتينِ الأصابعُ
ومخطوبة ٍ بالكتبِ والرُّسلِ مهرها=غرائبُ أبكارِ الكلامِ البدائعُ
يقومُ الخطابُ الفصلُ والجوُّ ساكنٌ=لديها مقامَ النَّصلِ والنَّقعُ ساطعُ
كتبتَ فأمليتَ الرِّياضَ وماءها= وكالنَّارِ وعظٌ تحتها وقوارعُ
لكَ النَّصرُ فاسمعْ كيفَ أظلمُ وانتصر=فما تضعْ الأيَّامُ منْ أنتَ رافعُ
حرمتُ عطاياكَ المقسَّمَ رزقها=وعاقتْ مديحي عنكَ منكَ موانعُ
وحلاَّني عنْ بحرِ جودكَ راكبٌ=هواهُ وقدْ لاحتْ لعيني الشَّرائعُ
ثلاثَ سنينٍ قدْ أكلتْ صبابتي=فغادرتني شلوا وذا العامُ رابعُ
أرى منْ قريبٍ شملَ عزِّي مبدِّداً=وقدْ كانَ ظنَّي أنَّهُ بكَ جامعُ
على كلِّ ماءٍ لامعٍ منْ نداكمُ= سنانٌ منَ الحظِّ المماكسِ لامعُ
أيا جابرَ المنهاضَ لمْ يبقَ مفصلٌ=وإلاَّ ندوبٌ تحتهُ ولواذعُ
أعيذكَ بالمجدِ المحسَّبِ أنْ يرى=جنابكَ عنِّي ضيِّقاً وهو واسعُ
وأعجبُ ما حدِّثتهُ حفظكَ العلا=ومثلي في أيَّامِ ملككَ ضائعُ
أأنطقُ مني بالفصاحة ِ يجتبى=وأمدحُ إنْ لفَّتْ عليكَ المجامعُ
أبى اللهُ والفضلُ الذي أنتَ حاكمٌ=بهِ لي لو قاضى إليكَ منازعُ
وما الشِّعرُ إلاَّ النَّشرُ بعداً وصورة ً=فلو شاءَ لمْ يطمعْ يداً فيهِ رافعُ
وقدْ أفلَ النَّجمانُ منه فلا يضعْ=على غيرِ سيرٍ ثالثٌ فيهِ طالعُ
بقيتُ لكمْ وحدي وإنْ قال معشرٌ=ففي القولِ ما تنهاكَ عنهُ المسامعُ
ولو شئتَ بي أخفى زهيرٌ ثناءهُ=على هرمٍ أيَّامُ تجزى الصَّنائعُ
وما شاعَ عنْ حسَّانَ في آلِ جفنة ٍ=منَ السَّائراتِ اليومَ ما هوَ شائعُ
وكانَ غبيناً في أميَّة َ منْ شرى=مديحَ غياثٍ وهو مغلٍ فبائعُ
على كلِّ حالٍ أنتَ معطٍ وكلِّهمْ=على سعة ِ الأحوالِ معطٍ ومانعُ
وقدْ وهبوا مثلَ الذي أنتَ واهبٌ=فما سمعوا بعضَ الذي أنتَ سامعُ
ذرائعٌ منْ فضلٍ عليكَ اتكالها= فما بالها تدنى وتقصى ذرائعُ
وما لكمُ واللهُ يعطفُ خصبكمْ=على مجدبٍ دنياهُ منهُ بلاقعُ
تصانُ الأسامي عندكمْ باشتهارها=وغمضُ المعاني مهملاتٌ ضوائعُ
وموشيِّة ٍ حوكَ البرودُ صفلتكَ ال=حسانُ تساهيمُ لها ووشائعُ
تهبُّ رياحاً في عداكَ خبيثة ً=وطيباً عليكَ ردعها متسارعُ
كأنَّ اليماني حلَّ منها عيابهُ=تفاوحُ منْ دارينِ إليها البضائعُ
متى ضحكتْ لي منْ سمائكَ برقة ٌ=حكتْ لكَ أرضي كيفَ تزكو الصَّنائعُ
وإنْ كانَ يومٌ في الحوائجِ شافعاً=إلى النَّجحِ إنَّ المهرجانَ لشافعُ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="outset,4,deeppink" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لمنَ الطلولُ تراقصتْ
لمنَ الطلولُ تراقصتْ=نجوى حشاك قفارها
قفرٌ نبا بك ودها=و تعلقتك ديارها
إن كنتَ أعينها عدم=تَ فهذه آثارها
دمنٌ كمسحبة الأزم=ة ِ مسحلا إمرارها
ماتت حقائقها وخل=دَ زورها ومعارها
و امتدَّ ليلُ السافيا=تِ بجوها ونهارها
عندي لها إن أجدبتْ=وَ كافة ٌ تمتارها
أنستْ بإسبال الدمو=عِ كأنها أشفارها
و نعم بكيت فهل تب=لك سائلا أخبارها
واهاً لها من حاجة ٍ=لو قضيتْ أوطارها
يا دارُ تربكِ والهج=يرُ وأضلعي وأوراها
حفظا برملة َ إن أل=طَّ بذمة ٍ غدارها
لا ضاع ما بيني وبي=نكِ عهدها وذمارها
خلتِ الليالي من بدو=ركِ تمها وسرارها
حتى كأنّ معيشة ً=لم يحلُ فيكِ مرارها
و مآربا برباكِ ما اس=ترختْ لنا أستارها
إذ كلُّ ذي هدفين في=ك كناسها وصوارها
و مسائح الأيام بق=لٌ أخضرٌ وعذارها
و جهيرة في الحسن تك=تمُ في الهوى أسرارها
كثرت ضرائرها وق=لَّ بذلك استضرارها
بلهاء يرتبطُ الحلي=مَ من الرجال إسارها
خبثت أحاديث الوشا=ة ِ بها وطاب إزارها
خلقتْ معطرة ً فحي=بَ كاسدا عطارها
و تكرتْ ألفاظها=فثنى اللثامَ خمارها
يا صاحبي والعينُ تغ=نمُ أو يظنَّ عرارها
و الليلة الطولي يخ=وَّضُ بالجفون غمارها
طرقتْ زميلة ُ تجتلى=ظلمَ اللوى أنوارها
و على الرحال مملمو=نَ وسادهم أكوارها
في ليلهٍ لم ينثُ غ=يرَ حديثها سمارها
عجبا لها نفضتْ إل=يَّ سحيقة ً أقطارها
بالغوطتين جبالها=و ببطن وجوة َ دارها
باتت تعاطيني بنح=لة َ نحلة ٌ أشتارها
و تبسمت عن برقة ٍ=عسلُ الرضابِ قطارها
جمدَ الحيا برداً بها=و جرتْ يذوبُ عقارها
لم يألُ ناظمُ عقدها=نصحا ولا خمارها
طرقتْ بسهلٍ والمسا=لكُ صعبة ٌ أخطارها
حلبَ البكية ثم ج=دَّ من الصباحِ نفارها
فإذا يدي لم تعتلقْ=بسوى المنى أظفارها
و لقد رفعتُ طلائحا=جردُ البطون قصارها
ضاقت مباركها وجا=لت فوقها أستارها
نجدا تغربُ والهوى=يمحجرٍ أمارها
و على الربيئة أشعثٌ=سدٌّ عليه غبارها
ذو شملة ٍ سملٍ يخا=لطُ جلدهُ أطمارها
طابتْ له صحراءُ صا=رة َ أثلها وعرارها
يرعى قلائصَ تنتقى َ=و حصى الأبيرقِ دارها
إن ما طلته بغزرها=نهضت بهِ أعيارها
نظر الربيعَ بجهدٍ=لبقوله أوتارها
يا راعيَ البكراتَ ما=نجدٌ وما أخبارها
أوقدْ بذي السمراتِ لي=فقد استغمَّ منارها
و لو أنها بضلوعيَ ال=عوجاءِ تذكى نارها
إن ينتقضْ كرُّ الخطو=بِ قواي واستمرارها
و يردني نقدُ العيو=نِ تصادفتْ أبصارها
و تقومُ لي بيديْ مشي=بِ مفارقي أعذارها
فلربَّ نضرة ِ عيشة ٍ=لي صفوها ونضارها
و عزيبة ٍ من لذة ٍ=راحتْ عليَّ عشارها
و قضية ٍ في الحبَّ لم=يمللْ عليَّ خيارها
و صقيلة ِ الأنيابِ تش=ربُ حلوة ً أسآرها
تقع الأماني دون ما=تثنى بهِ أسحارها
باتت وذكري طيبا=دونَ الفراشِ شعارها
عرجتُ عنها معرضا=و قد استقام مزارها
و سلافة ٍ كدمِ الغزا=ل تخال مسكاً فارها
مما أعانَ عليه طي=بة َ بابلٍ أنهارها
غالي بها السابونَ وأف=تقدَ البدورَ تجارها
في بيتِ نصرانية ٍ=باسم المسيح عيارها
وَكتِ القرافَ بحجرها=و وكاؤها زنارها
ما كستُ كفَّ مديرها=و على هواي مدارها
لما حلتْ رشفاتها=لم تحلُ لي أوزارها
و سوايَ واثبُ لذة ٍ=تفنى َ ويبقى َ عارها
ما للرجال ترومُ أش=واطيَ الطوالَ قصارها
أحفيتُ رسغَ جيادها=و تنوءَ بي أعيادها
سل ناخسا إبلي بأ=يَّ تدنس عوارها
و حمى بني عبد الرحي=م يحوطها وجوارها
فإذا ذراهم بزلها=مرحولة وبكارها
أهونْ بباغي ضيمها=يوما وهم أنصارها
و الهضبة ُ الملساءُ تم=نعُ أن يداسَ خبارها
و الدوحة ُ العيناءُ تح=لو للجناة ِ ثمارها
ما بات يفقرها الندى=إلا وثمَّ يسارها
لولا تقي سؤالها=لاستهونتْ أعمارها
حلماء والكلمُ القوا=ذعُ مغضبٌ عوارها
مغامرون إذا الكما=ة ُ تواكتْ أغمارها
عربُ الأكفَّ نمتهمُ=من فارسٍ أحرارها
سالت أناملهم وشا=لت أنفسٌ ونجارها
فجاكَ آفاقُ المعا=لي منهمُ وبحارها
طاروا بمجدهمُ وقص=ر بالنجوم مطارها
ركبَ الصعابَ من ابنهم=ركاضها مغوارها
و حمى حقيقة َ مجدهم=سلسُ القناة ِ ممارها
لا تستباحُ مصونة ٌ=و أبو المعالي جارها
يقظانُ أسهره إذا=ذكرَ العيوبَ حذارها
قلقُ العزيمة ِ إن حمى=صغرَ النفوسِ قرارها
حمالُ ألوية ِ السيا=دة ِ ثبتها صبارها
سبقَ الكهولَ وسنه=ما استذرعتْ أشبارها
و جرى فقدمه على=أقرانهِ إفرارها
عجبوا وقد لفَّ الجيا=دَ إلى المدى مضمارها
أنّ القوارحَ أخرتْ=و تقدمتْ أمهارها
لا تعجبنَّ فإنه= امضى النصولِ طرارها
أعلى الكواكبِ في المنا=زلِ والعيونِ صغارها
هي دوحة ُ المجدِ التي=لا يخلفُ استثمارها
غدت الرياسُ معصما=فيها وأنتَ سوارها
هي خيرُ أهلِ زمانها=بيتا وأنتَ خيارها
إن السماء إذا سرتْ=معدودة ً أنوارها
كثرتْ كواكبها ولي=سَ كثيرة ً أقمارها
بك عمّ ودقُ سحابها=جودا وتمّ فخارها
و تشبثتْ غيظا بأع=ناقِ العداة شفارها
قادحتها بمحاسنٍ=ما أصلدتْ أيسارها
و خلائقٍ ملكَ الهوى=لك باقيا سحارها
شقتْ قلوبَ الحاسدين=و ما يشقُّ غبارها
كم من يدٍ لك كالغما=م وكالسحابِ غزارها
تروى بها حاي ويدُ=ركُ من زماني ثارها
و حصينة ٍ من حسن رأ=يك لا يقصُّ صدارها
تضفو عليَّ ذيولها=و تضمني أزرارها
و لطيفة ٍ باتت وقد=حفى الندى آثارها
أعيتْ إصابتها وإنْ=لم يعيني إكثارها
و الأعطياتُ جمالها ال=مشكورُ لا أقدارها
ففداك معطٍ يبذلُ الن=عمى َ ولا يختارها
و وقتك ريبَ الدهر أي=دٍ عرفها إنكارها
دينارُ جودكِ أو ودا=دك لي ولا قنطارها
و استأنفت لك عونها=ما أسلفتْ أبكارها
تطوي البلاد ولم ترمْ=فقطينها سفارها
من كلّ طائرة ِ الشعا=عِ إذا استطار شرارها
تصلُ الكبيرَ ولا يخا=ف ملالة ً زوارها
عذراء يخلع في هوا=ك مع العفاف عذارها
في أيّ بيتٍ شئتَ من=ها قلتَ ذا سيارها
سعتِ القوافي خلفها=و عنا لها جبارها
لو ما تقدم عصرها=و ترددتْ أدوارها
ودتْ فحولُ الجاهل=ية ِ أنها أشعارها
لو أنصفتْ فوق الطرو=سِ لأذهبتْ أعشارها
في كلّ يومِ هدية ٍ=مستحسنٌ تكرارها
يروى لكم بفم التها=نئ صفوها وخيارها[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="outset,4,purple" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لمنْ الظَّعنُ تهتدي وتجورُ
لمنْ الظَّعنُ تهتدي وتجورُ=سائقٌ منجدٌ وشوقٌ يغيرُ
تتبعُ الخطوَ قاهراً بينَ أيدي=ها ومنْ خلفها هوى ً مقهورُ
وهي في طاعة ِ التَّلفتِ حيَّا=تٌ وفي طاعة ِ الجبالِ سطورُ
ووراءَ الحدوجِ في البيدِ أروا=حُ المقيمينَ في الدِّيارِ تسيرُ
رفعوها وهي الخدور وراحوا=وهي مما تحوي القلوبَ صدورُ
يا عقيدي على الغرامِ بليلٍ=قمْ وفيَّا وغيركَ المأمورُ
وأعرني إن كانَ مما يعار ال= قلبُ أو كنتَ أنتَ ممنْ يعير
لي وترٌ بينَ الرِّكابِ وأولى=منْ توليَّتَ نصرهُ الموتورُ
حكمتْ في دمَّي فتاة ٌ من الح=يِّ مباحٌ لها الدَّمُ المحظورُ
غادة ٌ بينَ ظبية ِ البانِ والبا=نِ اهتزازٌ في خلقها وفتورُ
بهما تخلسُ العقولُ وترعى=في حمى كلِّ مهجة ٍ وتغيرُ
فمتى استعصمتْ فعاقلتاها=رشأٌ أحورٌ وغصنٌ نضيرُ
منْ عذيري منها وأينَ منْ القا=تلِ يجني ولا يقادُ عذيرُ
قامرتني بطرفها يومَ ذي البا=نِ وراحتْ ولبَّي المقمورُ
دونها منْ إبائها شيمة ُ الغد=رِ ومن قومها القنا المشجورُ
قالَ عنها الواشونَ حقَّاً فعفنا=وقنعنا بالطَّيفِ والطَّيفُ زورُ
ومنَ النَّزحِ صادقٌ وهو مذمو=مُ لدينا وكاذبٌ مشكورُ
زارنا بالعراقِ زورة َ ذي الجن=بِ وماوانُ دونهُ فجفيرُ
يركبُ اللَّيلَ قعدة ً واللَّيالي=صهواتٌ فرسانهنَّ البدورُ
يقطعُ التيهَ والجمالَ دليلٌ=بينَ عينيهِ والظَّلامُ خفيرُ
فإذا مضجعي القضيضُ مهيدٌ=وإذا ليلي الطَّويلُ قصير
ما لظمياءَ تنطوي شرَّة َ العم=رِ فيبلى وحسنها منشورُ
وعظَ الشِّيبُ والحوادثُ فيها=وفؤادي ذاكَ المصرُّ الجسورُ
ومشيرٍ ولَّيتهُ صفحة َ الإع=راضِ عنها والحبُّ لا يستشيرُ
نكرَ البيضَ والصَّبابة َ بالبي=ضِ وأينَ الصَّبا وأينَ النَّكيرُ
إنْ تراني على يديكَ خفيفاً=سلسَ السَّهمِ مقودي والقتيرُ
ليناً تحتَ غمزة ِ الحائلِ الفا=طرِ تنماعُ طينتي وتخورُ
فبما أكرهُ الحفيظَ ولا يط=عمْ نوماً على انتباهي الغيورُ
غيرَ عودي الملوي وغيرَ عصايَال=ملتحى بالملامة ِ المقشورُ
حيثُ حكمي فصلُ القضاءِ على الدَّه=رِ وأمري على الحسانِ أميرُ
فخذْ الآنَ كيفَ شئتَ بحبلي=قدْ كفاكَ الجذابَ أنَّي أسيرُ
يا بني الدَّهرِ كمْ يصمُّ على الزَّج=رِ وكمْ يكمُّهُ السميعُ البصيرُ
سقمٌ ماطلٌ أما آنَ أنْ يف=رقَ شيئاً على الرَّقيِ المسحورُ
ملكَ الجورُ أمركمْ فالفتى المغ=رورُ بالعيشِ فيكمْ معذورُ
فتساقيتمْ الفراقَ بكأسٍ=هي فيكمْ على السَّماء تدورُ
كلَّ يومٍ حقٌّ مضاعٌ عليكمْ=ووفاءٌ لديكمْ مكفورُ
يفرحُ المنتشي بها اليومَ أو ين=سى غداً ما يكابدُ المغمورُ
وثناءٌ تشكو تجارة ُ أعرا=ضكمُ منهُ وهو فيكمُ يبورُ
وجناحٌ إذا المنى ريَّشتهُ=عادَ فيكمْ باليأسِ وهو كسيرُ
وأخٌ وجههُ الحيا الباردَ العذ=بُ ومكنونهُ الأجاجُ المريرُ
عدَّتي منهُ رثَّة ٌ وعديدي=يومَ ألقى العدا بهِ مكثورُ
ومتى هزَّ للحقوقِ نبا من=هُ صديقٌ يكورُ ثمَّ يحورُ
وافترقنا وقدْ سلا الغادرُ الها=جرُ منَّا وما سلا المهجورُ
لو تأسَّى بكاملٍ كلُّ منْ يس=ألُ نصفاً لمْ تلقَ خلقاً يجورُ
تلكَ طرقٌ على المسالكِ عميا=ءٌ وظهرٌ على العراكِ عسيرُ
وعناءٌ على النَّواظرِ أنْ يط=لبَ للشَّمسِ في السَّماءِ نظيرُ
تركَ النَّاسَ خلفهُ سابقَ النا=سِ وقافتْ بهِ الصِّبا والدَّبورُ
وسما للعلا فأشرقَ منْ أش=رفِ أفلاكها الهلالُ المنيرُ
طالباً قدرَ نفسهِ يكفلُ السَّع=يَ لهُ النَّجاحُ والمقدورُ
همَّة ٌ قارنتْ قريناً منَ السَّع=دِ فسارتْ في الأفقِ حيثُ يسيرُ
وعطايا رأتْ معيناً منْ الشُّك= رِ فدامتْ ماكلُّ معطى ً شكورُ
ولدَ الدَّهرُ منكَ والدَّهرُ همٌّ=ما تمنَّتْ على الشَّبابِ الدُّهورُ
واستقلتْ بنعمة ِ اللهِ جنبا=كَ وكلٌّ بثقلها مبهورُ
ورأى النَّاسُ معجزاتكَ فاستي=قنَ منْ شكَّ واستجابَ الكفورُ
فسماحٌ أعمى مسحتْ بكفَّي=كَ عليهِ فارتدَّ وهو بصيرُ
ودفينٌ منَ الفضائلِ نادا=كَ منَ التُّربِ ميتهُ المقبورُ
مستجيراً منَ الرَّدى بكَ فانتا=شَ فاعجبْ بميتٍ يستجيرُ
جدتَ عذب النَّدى غزيراً وجودُ ال=غيثِ ملحٌ في سحبهِ منزورُ
وتعذَّرتَ عنْ كثيركَ والبح=رُ وقدْ قلَّ رفدهُ معذورُ
في زمانٍ غذا الرّجالُ سخوا في=هِ فما فرطُ نيلهمْ تبذيرُ
جودُ منْ لا غداً يخافُ ولا اليو=مَ عليهِ مسيطرٌ ومشيرُ
سائرٌ بالثَّناءِ وهو مقيمٌ=وغنيٌّ بالذِّكرِ وهو فقيرُ
زادهُ بالثَّنا ولوعاً ووجداً=قولُ قومٍ هذا هو التَّدبيرُ
لكَ يومانِ في النَّدى شائعٌ با=دٍ وملقى ً قرامهُ مستورُ
فعطاءٌ وربَّهُ مشكورُ=وعطاءٌ وربَّهُ مأجورُ
قدْ أريقتْ إلاَّ لديكَ المروءا=تُ وضاقتْ إلاَّ عليكَ الأمورُ
وتفردتَ بالمحاسنِ في ده=رٍ بأوصافهِ تشاهُ الدُّهورُ
ملكَ العجزُ فيهِ ناصية َ الفض=لِ فطالتْ ذرى الجبالِ الصُّخورُ
وتواصى الرِّجالُ باللؤمِ حتى ال=مجدَ عارٌ والجودُ ذنبٌ كبيرُ
أقحطتْ أوجهُ البلادِ ومن حو=لكَ للخصبِ روضة ٌ وغديرُ
فإلى بابكَ الحوائجُ يجدو=ولكَ العيرُ في العلا والنَّفيرُ
عادة ٌ منْ ورائها شافعُ النَّف=سِ وأصلٌ بفرعهِ منصورُ
واكتسابٌ أعارهُ شرفُ المي=راثِ والمجدُ أوَّلٌ وأخيرُ
ويميناً بمنْ تمدُّ بأعرا=قكَ في الفخرِ أنْ يسودَ جديرُ
دوحة ٌ منْ ثمارها أنتِ والمغ= رسُ منها بهرامُ أو أردشيرُ
خيرُ ما تربة ٍ على الأرضِ لم يش=عبْ على اللؤمِ طينها المفطورُ
طابَ صلصالُ عيصها وبريِّا= ها ثرى ً ماجدٌ وماءٌ طهورُ
قومكَ الغالبونَ عزَّاً وهمْ قو=مي على الأرضِ وهي ماءٌ يمورُ
ركبوا الدَّهرَ وهو بعدُ فتيٌّ=جذعٌ وهو قارحٌ مقرورُ
ملكوا النَّاسَ آمرينَ وما في النَّ=اسِ إلاَّ مستعبدٌ مأمورُ
كلُّ خوفٍ بهمْ أمانٌ ومهجو=رِ خرابٍ بعدلهمْ معمورُ
أيُّ مجدٍ يضمُّنا وفخارٍ=يومَ أنسابنا إليهِ تصيرُ
إنْ يفتنا الخطيبُ والمنبر المن=صوبُ فالتَّاجُ حظُّنا والسَّريرُ
حسبنا أنْ تعلَّم الملكُ منّا=والسِّياساتُ فيهِ والتَّدبيرُ
وكفيناهُ أمرَ رستمَ في الحر=بِ إذا عدِّدَ الرِّجالُ الذُّكورُ
والَّذي سقى منَ الدَّمِ ذو الأكت=افِ حتّى روَّى الثُّرى سابورُ
ولدوا منكَ كوكبا ضوءهُ السَّا= ري دليلٌ عليهمْ ونذيرُ
واستسلُّوا لفخرهمْ منْ لساني= صارماً غربهُ الكلامُ الغزيرُ
تحطمُ الذُّبَّلُ الصِّعادَ ويسري=صدأ السَّيفِ وهو ماضٍ طريرُ
فلهذا إذا مدحتكَ في عزِّ=ي أسدِّي وفي علائي أنيرُ
منكَ وأنْ تحسنَ الصَّنيعَ وتر= عى ومنِّي التَّنميقُ والتَّجبيرُ
وكلانا بحظِّهِ منْ أخيهِ=جذلٌ يومَ كسبهِ مسرورُ
غيرَ أنَّي يبقى الَّذي أع=طي ويفنى عطاؤكَ الموفورُ
كلُّ كنزٍ في الأرضِ تأكلهُ الأر=ضُ وكنزي مؤبَّد مذخورُ
وسوى ما أقولُ جندلة ٌ تق=ذفُ في الماءِ أو سفاءٌ يطيرُ
كلمٌ أعورُ المعادنِ مطرو=قٌ ومعنى ً مردَّدٌ مطرورُ
سرقاتٌ خلسٌ كما يردِ المذ=عورُ خوفاً أنْ يصطلى المقرورُ
ولعمري إنَّ القريضَ إذا ع=دَّ كثيرٌ وما يسيرُ يسيرُ
لي وحدي إعجازهُ والدَّعاوي= طبقُ الأرضِ فيهِ والتَّزويرُ
ويطيقًُ المغمَّرونَ الَّذي أب=دعَ فيهِ طريقة َ المسطورُ
غرقوا منهُ في بحورِ الأعاري=ضِ وكيفَ المنصوبُ والمجرورُ
واليتامى منْ درهِ في خليجٍ=ضيِّقٍ ليسَ منهُ هذي البحورُ
وإذا المهرجانُ جاءكَ يهدي=هِ فقدْ طابَ زائرٌ ومزورُ
ذاكَ يومٌ فردٌ ذا كلمٌ فص=لٌ وكلٌّ بفضلهِ مشهورُ
فاقتبلْ منهما السُّعودَ وباكر=صفوة َ العيشِ فالمعاشُ البكورُ
وتملَّ الزَّمانَ تجري على حك=مكَ قسراً أيَّامهُ والشُّهورُ
تقعُ الدَّائراتُ دونكَ حسرى=ورحاها على عداكَ تدورُ
غصَّة ُ الغيظِ حظُّ حاسدكَ البا=غي وحظَّاكَ غبطة ٌ وسرورُ
نامَ عنكَ المكلَّفونَ وليلي=ساهرٌ ما لنجمهِ تغويرُ
نفسٌ طالَ كانَ لولاكَ يغنى ال=عفوُ منهُ ويقنعُ الميسورُ
فوفاءً أبا الوفاءِ فلمْ تق=ضِ إذا ما لمْ تقضِ فيَّ النُّذورُ
كنْ غيوراً عليَّ منْ أنْ يلي غي=ركَ نصري إنَّ الكريمَ غيورُ
فكثيرُ الجزاءِ منكَ قليلٌ=وقليلٌ منْ آخرينَ كثيرُ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="outset,4,indigo" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لو كنتَ تبلو غداة السفحِ أخباري
لو كنتَ تبلو غداة السفحِ أخباري=علمتَ أنَّ ليسَ ما عيَّرتَ بالعارِ
شوقٌ إلى الوطنِ المحبوبِ جاذبَ أض=لاعي ودمعٌ جرى منْ فرقة الجارِ
ووقفة ٌ لمْ أكنْ فيها بأوَّلَ منْ= بانَ الخليطَ فداوى الوجدَ بالدَّارِ
ولمتَ في البرقِ زفراتي فلو علمتْ=عيناكَ منْ أينَ ذاكَ البارقُ السَّاري
طارتْ شرارتهُ منْ جوِ كاظمة ٍ=تحتَ الدُّجى بلباناتي وأوطاري
من كلِّ مبتسمٍ عن مثلِ ومضتهِ=وذائبٍ ريقهُ في مزنهُ الجاري
وخافقٍ بفؤادي في حياً هطلٍ= خفوقَ شعشاعهِ منْ غير إضرارِ
وطائشٍ من لحاظٍ يومَ ذي سلمٍ=ملكنَ وردي ولمْ يمكلنَ إصداري
رميتُ أحسبُ أنِّي في بني جشمٍ=فردَّ سهمي ورامي مهجتي قاري
هل بالدِّيارِ على لومي ومعذرتي=عدوى تقامُ على وجدِي وتذكاري
أم أنتَ تعذلُ فيما لا تزيدُ بهِ=إلاَّ مداواة َ حرِ النَّارِ بالنَّارِ
تنكَّرتْ أنْ رأتْ شيبي وقدْ حسبتْ=أيَّامَ عمري فصدَّتْ أمَّ عمَّارِ
أما تريني ذوى غصني وناحلني=ظلِّي ورابًَ الهوى صبري وإقصاري
وقوربتْ خطواتي منْ هنا وهنا=فبدِّلتْ أذرعٌ منها بأشبارِ
مطَّرداً تجتفيني العينُ راكدة ً=عندَ الملوكِ رياحي بعدَ إعصارِ
فما خضعتُ ولكنْ خاننيزمني= ولا ذللتُ ولكنْ غابَ أنصاري
وقدْ أكونُ وما تقضى بلهنية ٌ= إلاَّ بمتعة ِ آصالي وأسحاري
موسِّعاً لي رواقَ الأنسِ قالصة ً=عني ذلاذلُ أبوابٍ وأستارِ
معْ الوسائدِ أو فوقَ المضاجعِ إنْ=ملَّتْ مجالسُ ألاَّفٍ وسمَّارِ
أشري الموداتَ والأموالَ مقترحاً=منها الصَّفايا بأخلاقي وأشعاري
أيَّامَ لي منْ بني عبدِ الرَّحيمِ حمى=راعينَ حقَّ العلا دانينَ حضَّارِ
مرفرفينَ على حقَّي بحفظهمِ=رامينَ نحوي بأسماعٍِ وأبصارِ
فاليومَ تنبذني الأبوابَ مطَّرحاً= نبذَ المعرَّة ِ تحتَ الزِّفتِ والقارِ
يملُّ مدحي ولا يصغي لمعتبتي=ولا يراقبُ تخويفي وإنذاري
ينقَّصُ الفضلُ ميزاتي ويصغرني=ما كانَ فيهِ غذا أنصفتُ إكباري
هذا وهمُ بعدُ يرعوني وإنْ شحطوا=ويلحظوني على بعدٍ منَ الدَّارِ
علقتُ باسمهمُ فاستبقني ويفي=أنَّي علقتُ بحبلٍ غيرِ جوَّارِ
بالأطهرينَ ثرى ً والأطيبينَ ندى ً=والأسمحينَ على عسرٍ وإقتارِ
والنَّاصرينَ لما قالوا بما فعلوا=والفاتلينَ على شزرٍ وإمرارِ
لا يعدمُ الجارُ فيهمْ عزَّ أسرتهِ= ولا يكونَ قراهمْ خجلة َ الجارِ
ولا يردِّونَ في صدرِ الحقوقِ إذا=توجَّهتْ بتساويفٍ وأعذارِ
يأوي الطَّريدُ إليهمْ غيرَ مهتضمٍ=ويرحلُ الضَّيفَ عنهم غيرَ مختارِ
سريتُ منهمْ بشهبٍ في دجى أملي=تضيءُ لي واهتدى ليلي بأقمارِ
صحبتهمْ والصِّبا ريعانُ في ورقي=فما نبوا بي حتى حانَ إصفاري
مقرَّباً يحسبوني ذيلَ أنعمهمْ=حتى ترى النَّاسَ يقتافونَ آثاري
حتى لو أنَّي أدعى باسمِ بعضهمِ=لمْ ينبُ جهري عنْ الدَّاعي وإسراري
حموا شبولاً حمى سرحى وعشتُ إلى=أنَّ ذبَّ عني منهمُ ضيغمٌ ضاري
قضيتُ في شرفِ الدِّينِ الذي ضمنتْ=لي المنى ووقى زجري وأطياري
وحرَّمتْ يدهُ لحمي على زمني=وكنتُ منهُ لأنيابٍ وأظفارِ
أغرُّ قامتْ بقولي فيه معجزتي=في الفضلِ وانكشفتْ بالصِّدقِ أخباري
وسارَ بأيمي ما أرسلتهُ مثلاً=في الأرضِ في كلِّ بيتٍ فيهِ سيِّارِ
مباركٌ تطردُ اللأواءَ رؤيتهُ=طردَ الظَّلامِ بزندِ البلجة ِ الواري
وزيرُ ملكٍ خلتْ في عدلِ سيرتهِ=صحيفة ُ الملكِ منْ إثمٍ وأوزارِ
يزيَّنَ الحقَّ في عينيهِ منبتهُ=على نوازعِ عرقٍ فيهِ نعَّارِ
شبَّتْ بهِ الدَّولة ُ الشَّمطاءُ وارتجعتْ=زمانها بينَ إعراسٍ وإعذارِ
وأقلعَ الدَّهرُ عمَّا كانَ يثلمهُ=منْ عرشها بعدَ تصميمٍ وإصرارِ
طوراً هشيماً تلظَّى ثمَّ يرفلُ منْ=تدبيرهِ بينَ جنَّاتٍ وأنهارِ
يذبُّ عنها وقدْ ريعتْ جوانبها= برأيهِ المكتسي أو سيفه العاري
تهفو مراراً بهِ غمطاً لنعمتهِ=ثمَّ تعودُ بحلوِ الصَّفحِ غفَّارِ
فكمْ تموتُ ويحييها برجعتهِ=وكمْ تعقُّ أباها الخالقَ الباري
شيمة ُ لؤمٍ لها تنسى إذا قرنتْ=منهُ بشيمة ِ حرٍّ وابنُ أحرارِ
من طينة ِ الملكِ ملموماً على كرمٍ=لم تنحتْ صخرة ٌ منهُ بمنقارِ
يهتزُّ فخراً بعرضٍ لا يلمُّ بهِ=وصمُ القنا وأديمٍ غيرَ عوَّارِ
بينَ وزيرٍ تغصَّ الصَّدرِ جلستهُ=يختالُ أو ملكٍ في الفرسِ جبَّارُ
تقسَّموا الأرضَ يفتضُّونَ عذرتها=بعدلهمْ بينَ عمَّالٍ وعمَّارِ
ورثتهمْ سوددا وازددت بينهمُ=زيادة َ السَّيفِ بينَ الماءِ والنَّارِ
إنْ تخلُ منْ وجهكَ الزوراءُ مكرهة ٌ=فإنَّ صدَّكَ عنها صدُّ مختارِ
أو ينضَ بعدكَ عنها حسنها فلها=بقربِ غيركَ أثوابٌ منَ العارِ
أمَّا الدِّيارُ فقفرٌ والقطينُ بها=يودُّ منْ قلقٍ لو أنَّهُ ساري
قد خضخضَ السَّجلُ جاليها فما يجدْ ال=سَّاقي سوى حماة ٍ ما بينَ أحجارِ
وطارَ بالرزقِ عنها أجدلٌ علقتْ=منهُ المنى بحديدِ الظُّفرِ عقَّارِ
قامتْ بأذنابها أقدامهمْ وهوتْ=رءوسها في هوى مستهدمٍ هاري
فالأرضُ مردودة ٌ بالفلس لو عرضتْ=والملكُ يغلو لمبتاعٍ بدينارِ
وصاحبُ الأرضِ مملوكٌ يصرِّفهُ=مجعجعٌ بينَ نهَّاءٍ وأمَّارِ
حلسُ العرينة ِ خافٍ تحتَ لبدتهِ=ويكسبُ اللَّيثَ مع سعى وإصحارِ
مدَّبرٌ لعبتْ أيدٍ بدولتهِ=مشلولة ٌ بينَ إقبالٍ وإدبارِ
يدعوكَ معترفاً بالحقِّ فيكَ وما اس=تدناكَ مثلَ إعترافٍ بعدَ إنكارِ
يا جارهُ أمسِ قدْ لانتْ عريكته=فاعطفْ لهُ وأرعَ فيهِ حرمة َ الجارِ
وانهضْ لها نهضة َ الشَّاري ببطشتهِ ال=كبرى وحاشا لكَ التَّمثيلِ بالشَّاري
قدْ أعقمَ الرأي فاستدركَ بقيَّتها= منكَ برأيٍ ولوجِ البطنِ مذكارِ
فلمْ تزلْ وارياً في كلِّ مشكلة ٍ=بقدحها جارياً في كلِّ مضمارِ
وامللْ بجودكَ أهواءً موزَّعة ً=حتى تفيءَ لإذعانِ وإقرار
واسعَ لمنتظرٍ آياتِ عودكَ لمْ= يغنمْ سوى الصَّبر منْ غمٍّ وإنظارِ
لا يشتكيكَ وإنْ طالَ الجفاءُ بهِ=إلاَّ إليكَ بإخفاءٍ وإظهار
ِلمْ يبقَ إلاَّ الذّما منهُ وأحسبهُ=لليومِ أو لغدٍ ميتاً بلا ثارِ
لولا عوائدُ منْ نعماكَ تنشلني= وإنْ أتتْ منْ قبيلِ الطَّارقِ الطَّاري
تزورني والنَّوى بيني وبينكمْ=أهلاً بها منْ حفيٍّ بيوزوَّارِ
فجدِّدوها مراعاة ً فبي ظماٌ=لو كانَ في البحرِ لمْ يخلقْ بتيَّارِ
لمَّوا كسوري فما في الأرضِ منقبة ٌ=أعلى بصاحبها منْ جبرِ أكساري
اليدُ منكمْ فلا تلقوا أشاجعها=لفاصمٍ منْ يدِ العلياءِ بشَّارِ
وإن أغبْ عنكمُ فالشِّعرُ يذكرني=وحسبكمْ بالقوافي ربَّ إذكارِ
فاستجلها يا عميدَ الدَّولتينِ فقدْ= وافى بها الشَّوقُ منْ عونٍ وإبكارِ
عرائساً أنتَ مولى النَّاسِ خاطبها=وبعلها وأبوها عفوَ افكاري
وانظرْ إليها ما قدْ أعطيتْ شرفاً=مردَّداً بينَ أحماءٍ وأصهارِ
والمهرجانُ وعيدُ الفطرِ قدْ وليا=زفافها بينَ صوَّاغٍ وعطَّارِ
يومانِ للفرسِ أو للعرب بينهما=حظُّ السَّعادة ِ مقسومٌ بمقدارِ
هذا بتاجِ أبيهِ عاصبٌ وعلى=هذا اختيالُ فتى ً بالسَّيفِ خطَّارُ
تصاحبا صحبة َ الخلَّينِ واتفقا=سلماً ولمْ يذكرانِ أضغانَ ذي قارِ
فالبسهما بينَ عيشٍ ناعمٍ وتقى ً=وبينَ صومٍ تزكيِّهِ وإفطارِ
ما طافَ بالبيتِ ماحي زلَّة ً وسعى=شعثٌ أمامَ الصَّفا أنضاءَ أسفارِ
تنصَّبوا لهجيرِ الشَّمسِ وافترشوا=ليلَ السَرى بينَ أقتابٍ وأكوارِ
نصُّوا الرِّكابَ بمصرٍ واحدٍ وهمُ=شتَّى أباديدُ آفاقٍ وأمصارِ
حتى أهلَّوا فلبَّوا حاسرينَ إلى ال=دَّاعي مباذلَ أشعارٍ وأبشارِ
وما جرى الدَّمُ في الوادي وقدْ نحروا=وسربلَ البيتُ منْ حجبٍ وأستارِ
مخلَّدَ الملكِ تفضي كلُّ شارقة ٍ=إلى وفاقٍ لما تهوى وإيثارِ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="outset,4,indigo" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لي عند ظبي ,,الأجرعِ
لي عند ظبي ,,الأجرعِ=قصاصٌ جرحُ ما رعي
سهمٌ بعينيهِ دلي=لُ فوقهِ والمنزعِ
جناية ُ منكرها=بينّة ٌ للمدّعي
غارَوما احتسبتهُ=فغارَ بينَ أضلعي
ما خلتُ نقعَ القانصي=نَ ينجلي عنْ مصرعي
يا ليلتي ,,بحاجرٍ=إنْ عادَ ماضٍ فارجعي
بتنا على الأحقافِ ت=نهالُ بكلِّ مضجعِ
موسّدينَ اللّينَ منْ=كراكرٍ وأذرعِ
مقلة ُ ليلة ٍ بيِّضتْ=بفجرهِ المنصدعِ
قالوا الصباحُ فانتبهْ=فقالَ لي الطيفُ اسمعِ
فقمتُ مخلوطاً أظ=نُّ البازلَ ابنَ الرّبعِ
حيرانَ طرفي دائرٌ=يطلبْ منْ ليسَ معي
أرضى بأخبارِ ا=لرياحِ والبروقِ اللُّمّعِ
وأينَ منْ برقِ ,,الحمى=شائمة ٌ ,,بلعلعِ
سلا مجالي الشيبُ عنْ=غيمِ الشّبابِ المقلعِ
غمامة ٌ طخياءُ ري=عَ سربها بالفزعِ
فأجفلتْ لا تلتوي=أخلافها لمرضعِ
كما نجتْ خائفة ٌ=ورهاءُ لمْ تقنَّعِ
ملكتَ يا شيبَ فخذْ=ما شئتَ منّي أودعِ
طارقة ٌ بمثلها=فاجئة ٌ لمْ ترعِ
أفني الخطوبَ قبلها=صبري وأفنتْ جزعي
أعدى جبيني مفرقي=فاستويا في الصلعِ
طليعة ُ وجهي بها=قبلَ المماتِ قدْ نعي
كانَ الشّبابُ سدفة ً=منْ لكَ لمْ تقشّعُ
ستراً على أنْ لا يرا=ني الدهرُ لو لمْ يرفعِ
كمْ ليلة ٍ ظلماءَ طالتْ=بدرها لمْ يطلعِ
أنكرتِ استكانتي=للدّهرِ وتخشُّعي
كريمة ٌ ما عهدتْ=تأوّهي لموجعِ
لمْ ألقى أطمارى ولي=فيها مكانٌ مرقعِ
كمْ حملُ الدنيا فلا=ترقُّ لي منْ ظلعِ
أعذلُ منها ضخرة ً=ليسَ لها منْ مصدعِ
قدْ فنيتَ مواعظي=والدّهرُ لمْ يرتدعِ
في كلِّ يومٍ صاحبٌ=يشرعُ غيرَ مشرعي
لهُ شهادى مكثراً=ولي مقلّاً سلعي
يسومني طباعهُ=معْ كلفة ِ التطبُّعِ
يريدُ منْ رفدِ اللّئا=مِ أنْ يكونَ شبعي
هيهاتَ ما أبعدها=هشيمة ً منْ نجعي
لو كنتُ ذئبَ قفرة ٍ=لما تبعتُ طمعي
إنَّ البطينَ مخمصٌ=فاشبعْ ذليلاً أو جعِ
أسففتَ لدنيّة ٍ= فقعْ لها أوطرْ معي
زعمتَ أنَّ الشعرَ منْ=رزقِ الفتى الموسَّعِ
ولمتَ في ضنّي بهِ=قلتُ تسمَّحْ وبعِ
أما ترى كسادهُ=على نفاقِ السِّلعِ
وحسبكَ الجهلُ بهِ=خسارة ً للمبضعِ
ربَّوحاشا الكرما=ء سامعٍ لمْ يسمعِ
صمَّ وأذنُ عرضهِ=تسمعُ عنّي وتعي
وخاطبٍ وليسَ كف=ئاً لكريمِِ البضعِ
يبني ولمْ يمهرْ وإنْ=طلّقَ لمْ يمتَّعِ
يمنعُ أو ينغّصُ ال=عطاءَ إنْ لمْ يمنعِ
وأبيضَ الثغرُ ابتسا=مً عنْ ضميرٍ أسفعِ
ألبسني صنيعة ً=تسلبُ بالتصنَّعِ
أفرشني الجمرَ وقا=لَإنْ أردتِ فاهجعِ
حملتهُ مغالطاً= بجذلي تفجُّعي
يا عطشي إنْ لمْ أردْ=إلاَّ الخليَّ المشرعِ
لو عفتُ كلَّ مالحِ=لما شربتُ أدمعي
ولو أقمتُ كلَّ عو=جاءَ أقمتُ أضلعي
يذادُ سرحُ الحيِّ منْ=حيثُ رجى أنْ يرتعي
ويجدبُ المرءُ على=أذيالِ عامٍِ ممرعِ
أخي الّذي آمنُ إنْ=عرّفنيهِ فزعي
وكانَ سيفاً كابنِ,,أيّوبَ=إذا قلتَ اقطعِ
أخطرُ معْ جبني بهِ=في لأمة ٍ المشيّعِ
إذا رأى ثنيّة ً= لسوددٍ قالَ اطلعِ
أمري في نعمتهِ=أمرُ الهوّى المتّبعِ
في كلِّ يومٍ جمّة ٌ=منْ سيبهِ الموزَّعِ
وعطفة ٌ ترأبُشع=بَ شمليَ المنصدعِ
سابقة ٌ عثرة َ حا=لي أبدا بدعدعِ
طالَ السحابَ كفُّ ص=بٍّ بالسماحِ مولعِ
وبذّ حلباتُ الجيا=دِ سابقٌ لمْ يقرعِ
يخرجُ عنها ناصلاً=منْ جلِّهِ والبرقعِ
خاضَ الحروبَ حاسراً=يهزاُ بالمدرّعِ
وحالمَ ابنُ الأربع=ينَ في سموطِ الأربعِ
منْ غالبي شمسَ العلا=على مكانِ المطلعِ
أصولُ مجدٍ مابها=فقرْ إلى مفرَّعِ
همْ لبسوا الدنيا وبع=دُ حسنها لمْ ينزعِ
واحتلبوا درتِّها=قبلَ جفوفِ الأضرعِ
منْ كلِّ أخّاذٍ معْ ال=فتكِ بامرِ الورعِ
يوري الدجّى بموقدٍ=منْ جودهِ المشعشعِ
يصغي لصوتِ الضيفِ إص=غاءَ الحصانِ الأروعِ
يمسونَ غرسى وهمُ=مشبعة ٌ للجوَّع
وفحمة ٍ منَ الخطو=بِ ذاتُ وجهٍ مفزعِ
كانوا بدورَ تمِّها=على اللّيالي الدُّرعِ
لدٌّ إذا القولُ احتسى=ريقَ البليغِ المصقعِ
تعاوروا صعابهِ=بكلِّ رخوٍ أصمعِ
أعلقُ بالراحة ِ منْ=بنانة ٍ وأشجعِ
كأنذَ أقلامهمْ=في اللُّبثِ والتسَّرعِ
نابتة ٌ معَ الأك=فِّ في حبالِ الأذرعِ
مناسبٌ لو قذعتْ=شمس الضّحى لمْ تقذعِ
واقفة ٌ منَ العلا=على طريقٍ مهيعِ
لو دبَّ كلُّ عائبٍ=أفعى لها لمْ تلسعِ
تحملُ فيها ألمَ ال=ميسمَ جبهة ُ الدعي
صابوا رذاذا وتل=وّتْ بالسيولِ الدّفّعِ
اقتعدوا الردّفَ وأع=طوكِ مكانَ القمعِ
با غيكَ بنقيصة ٍ=قتيلُ داءِ الطمعِ
أو قصُ يبغي طلعة ً=على قصاصِ الأتلعِ
لو كانَ منْ نصيحتي=بمنظرٍ ومسمعِ
قلتُ تنحَّ يا فري=سُ عنْ مكانِ السَّبعِ
دعْ العلا واسرحْ على=حابسها المجعجعِ
أمرٌ يناطُ بسوا=كَ خرقهُ لمْ يرقعِ
كلُّ يمينٍ لمْ ترا=فدها يسارُ الاقطعِ
وقلَّما أغنى الفتى=شميمهُ بأجدعِ
بكَ اكتسى عودي وعا=دَ جلداً تضعضعي
وبانَ في الدّهرِ الغ=نيّ أثرى وموقعي
أفسدتَ قلبي وعقل=ي قارحي وجذعي
فعفتُ أحبابي واستض=عفتُ نصر شيعي
فاسمع أكاثركَ بها=أحسنَ ما قيلَ اسمعِ
مطاربا تخرجْ نس=كَ الحابسِ المنقطعِ
تحنو النّجومُ حسداً=لبردها الموشَّعِ
ما خطرتْ لمحتذٍ=قبلي ولا مبتدعِ
أعيتُ على الراقينَ ح=تّى استنزلتها خدعي
في كلِّ يومٍ ملكٌ=بتاجها المرصَّعِ
يهيجُ في اغتيابها=داءُ الحسود الموجعِ
يخرجها بجهلهِ=تروعُ إنْ لمْ تقطعِ
غضبانَ أنْ تكسرَ بال=نّبعِ فروعُ الخروعِ
يسرعُ فيَّ والعثا=رُ مولعٌ بالمسرعِ
لمّا غدتْ عيونهُ=تصغرْ عنْ تتبُّعي
عاقبتهُ بضحكي=منْ ذكرهِ في المجمعِ
وآكلينَ معهُ=زادَ الذُّبابَ الوقَّعِ
تغمرُ كفَّ الذمِّ منْ=أعراضهمْ في شمعِ
تشابهوا فما عرف=تْ حالقاً منْ أنزعِ
قالوا وأصغيتمْ ومنْ=يسمعُ فيَّ مسمعي
مالي وأنتمْ وزري=منَ الأذى ومفزعي
يطمعُ فيَّ عندكمْ=بالغيبِ منْ لمْ يطمعِ
في كلِّ يومٍ وقعة ٌ=شنعاءُ إحدى البدعِ
يمضغُ لحمُ اللّيثٍ في=ها بنيوبِ الضَّبعِ
وفيكْ النصرُ وع=زَ الجانبِ الممتنعِ
وليسَ عنّي بلسا=نٍ ويدٍ منْ مدفعِ
رعاية ً للفضلِ إنْ=كانَ ذمامي مارعي
ولو غضبتُ غضبة ً=أعوزُ سدَّ موضعي
إذا لطالتْ غيبتي=وكدَّكمْ توقُّعي
ما في حياضُ النّاسِ ما=يزحمُ عنهُ مكرعي
ولا يضيقُ منزلٌ=عنّي معْ تقنُّعي
إذا سلوتُ داركمْ=فكلُّ دارٍ مربعي
لكنَّ نفسي عنْ هوا=كمْ قطَّ لمْ تخدعِ
لو رأتْ الخلدَ النزو=عَ عنكمُ لمْ تنزعِ
ملأتُ قلبي شغفاً=بكهلكمْ واليفعِ
فلو يسامُ حبُّ ش=يءٍ معكمْ لمْ يسعِ
خيَّمتُ فيكمْ فليضعَ=منْ شاءَ أو فليرفعِ
ولو وجدتُ مقنعاً=في غيركمْ لمْ أقنعِ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="outset,4,purple" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ما أمُّ أولادٍ كثيرٍ في العددْ
ما أمُّ أولادٍ كثيرٍ في العددْ=تروى رضاعا وهي بكرٌ لم تلدْ
تبسمُ عن عذب الرضابِ باردٍ= لولا دمٌ يصبغه قلت بردْ
أعجبْ به ماءً زلالا شبما=تجمعه في أهبٍ نارٌ نقدْ
يا حسنها مجموعة َ الشملِ ويا=أضعافَ ما تحسنُ والشملُ بددْ[/poem]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
__________________
[poem=font="Simplified Arabic,6,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,crimson" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
اينحن زهران لا ناوى ولا نرحم ولا نحن[/poem]
أخر مواضيعي
تأبط شراَ غير متواجد حالياً  
قديم 24-11-2006, 10:29 PM   #12
تأبط شراَ
 
الصورة الرمزية تأبط شراَ
 







 
تأبط شراَ is on a distinguished road
افتراضي

[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,orange" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ما ليلتي على أُقرْ
ما ليلتي على أُقرْ=إلاَّ البكاءُ والسَّهر
بتُّ أظنُّ الصُّبحَ بال=عادة ممَّا ينسفر
أرقبُ منْ نجومها=زوالَ أمرٍ مستقرْ
رواكدٌ كأنَّما= أفلاكهنّ لمْ تدرْ
وكلّمَا قلتُ انطوى=شطرٌ منَ الليلِ انتشرْ
أسألها أينَ الكرى=أينَ النَّهارُ المنتظرْ
وكلُّ شيءٍ عندها=إلاَّ الرُّقادُ والسَّحرْ
منْ مخبري فما أرى=هلْ دامَ ليلٌ فاستمرْ
وغابتِ الشَّمسُ نعمْ=فكيفَ خلِّدَ القمرْ
أينَ الأُلى طرَّحهمْ=مطارحَ البينِ الحذرْ
غابوا وما غابتْ لهمْ=دارٌ ولا جدَّ سفرْ
لكنْ عيونُ الكاشحي=نَ الشُّرزُ منها والخرزْ
ما برحتْ لا نظرتْ=تمنعنا حتَّى النَّظرْ
تطلَّعوا نارَ الجوى=في القلبِ كيفَ تستعرْ
وما الَّذي تبعثهُ=على الجوانحِ الذِّكرْ
وأيُّ نارٍ للفؤا=دِ فيهمُ عندَ البصرْ
غنِّيٌ بهيفاءِ الرِّفا=قُ والكؤوسُ لمْ تدرْ
فكلُّ صاحٍ انتشى=وكلُّ نشوانَ سكرْ
كأنَّما قلبي لها=في صدرِ كلِّ منْ حضرْ
فظلتُ أبكي مثلما=أشربُ أدمعاً حمرْ
كأنَّ ماءَ قدحيْ=منْ بينِ جفنيَّ عصرْ
قالَ الرَّسولُ عتبتْ=هيفاءُ قلتُ ما الخبرْ
قالَ تقولُ ملَّنا= قلتُ الملولُ منْ غدرْ
لا والَّذي لو شاءَ أنْ=ينصفني منها قدرْ
ما خدعتْ بغيرها=عيني على حسنُ الصُّورْ
بلى ولا أنكرهُ=وليسَ بالأمرِ النُّكرْ
لقدْ رأيتُ البانَ منْ=ذي العلمينِ والسَّمرْ
تضربهُ ريحُ الصِّبا=فيستوي وينأطرْ
فملتُ تشبيهاً بها=آخذُ ضماً وأذرْ
فإنْ رأتْ ذلكَ ذن=با إنَّني لمعتذرْ
يا يومَ دبَّ بيننا=أمرُ الفراقِ ما أمرْ
ما كنتُ في الأيامِ إلاَّ=عارضاً ينطفُ شرّْ
قدْ عيَّفتكَ الطَّيرُ لي=لكنَّ قلبي ما زجرْ
ولائمٌ مدَّتْ لهُ= حبائلُ اللَّومِ فجرّْ
رأى هناتٍ فنهى=غيرَ مطاعٍ وأمرْ
قالَ فردَّ صاغرا=أغزلٌ معَ الكبرْ
وأيُّما علاقة ٍ= بينَ الغرامِ والعمرْ
وأينَ إطرابُ النُّفو=سِ معْ أصابيغِ الشِّعرْ
ربَّ شبابٍ ليلهُ=يصبحُ تنعاهُ الأزرُ
وشيبِ رأسٍ ذنبهُ=في الحظواتِ مغتفرْ
حلفتُ بالشُّعثِ الوفو=دِ زمرا على زمرْ
يرونَ ظلماً بارداً=بلثمِ ذلكَ الحجرْ
ومنْ دعا ومنْ سعى=واستنَّ سبعاً وجمرْ
وسوقهمْ مثلَ الحصو=نِ مرِّدتْ إلاَّ المذرْ
توامكاً ممطورة ً=أعشابها وقتَ المطرْ
جاءوا بها مجتهدي=ن تفتلى وتختبرْ
لكلِّ مهدٍ نسكهُ=أنفسٌ ما ليهِ نحرْ
أنَّ بني عبدِ الرَّحي=مِ نعمَ كنزُ المدَّخرْ
وخيرُ منْ سدَّتْ بهِ=يومَ الملمَّاتِ الثُّغرْ
المطعمونَ الهبرَ وال=عامُ عبوسٌ مقشعرْ
وصبية ُ الحيِّ تدا=ري الإبلَ عنْ فضلِ الجزرْ
والرِّيحُ لا تلوى بأك=سارِ البيوتِ والجدرْ
وتحسبُ الفائزَ من=ها ملقمَ البطنِ الحجرْ
والمانعينَ الجارَ لو=زحزحَ عنهمْ لمْ يجرْ
حتّى يعزَّ فيهمُ=عزَّ تميمٍ في مضرْ
منْ بعدِ ما صاحَ بهِ ال=موتُ استمتْ فلا وزرْ
والواهبونَ بسطَ الرِّ=زقُ عليهمْ أوْ قدرْ
لا يحسبونَ معطياً=أعطى إذا لمْ يفتقرْ
لهمْ حياضُ الجودِ وال=سُّودَدِ فعماً وغزرْ
تخلى لهمْ جمَّاتها=وبعدُ للنَّاسِ السُّؤرْ
أبناءُ مجدٍ نقلو=هُ أثراً بعدَ أثرْ
رواية ٌ يسندها=باقيهمُ عمَّنْ غبرْ
ينصرُ عنها القولُ بال=فعلِ فيسلمَ الخبرْ
طابوا حياة ً مثلما=طابوا عظاماً وحفرْ
تساهموا أفقَ العلا=تساهمَ الشَّهبِ الزُّهرْ
كأنَّهمْ في أوجهِ ال=دنيا البهيماتِ غررْ
فانتظموا نظمَ القنا=إلاَّ الوصومَ والخورْ
منْ هبة ِ اللهِ إلى=سابورَ فخرٌ مستمرّ
قسْ خبري عنهمْ إلى=أبي المعالي واعتبرْ
ترَ العروقَ الزَّاكيا=تِ منْ شفافاتِ الثَّمرْ
المشترى الحمدَ الرَّبيحَ=لايبالي ما خسرْ
والطَّلقُ حتَّى ما تبي=نَ عسرة ٌ منَ اليُسرْ
تكرعُ منْ أخلاقهِ=في سلسلٍ عذبِ الغدرْ
لمْ يبقِ راووقُ الصِّبا=قذى ً بهِ ولا كدرْ
ثمَّ فحلَّتْ أربعي=ين عشرة ٌ منَ العمرْ
وفاتَ أحلامَ الكهو=ل وهو في سنِّ الغمرْ
وأبصرَ اليومَ غداً=فلمْ يردْ إلاَّ صدرْ
لا ضامهُ الخوفُ ولا=أطغاهُ في الأمنِ البطرْ
على نداهُ باعثٌ=منْ نفسهِ لا يقتسرْ
إذا أحسَّ فترة ً=لجَّ عليها ونفرْ
لا يخلفُ الظنَّ ولا=يلقى الحقوقَ بالعذرْ
علقتُ منْ ودِّكَ بال=مستحصفِ المثنى المررْ
أملسَ لا تسحلهُ=بالغدرِ كفُّ المنتسرْ
وكنتُ منْ حيثَ اقترح=تَ وأبي قومٌ أخرْ
تعطي على الحفَّة ِ ما=يعطونَ والضَّرعُ دررْ
والخيرُ منْ مالكِ لي=وإنْ وفى وإنْ كثرْ
محبة ُ ما فوَّزتْ=نفسي منها في غررْ
فما أطيرُ بأخٍ= محلِّقاً ما لمْ تطرْ
ولا ينزَّى كبدي=إذا وصلتَ منَ هجرْ
فابقَ على وغرِ الحسو=دِ نجوة ً منَ الغيرْ
ترعاكَ عينُ الله لي=منْ شرِّ أعينِ البشرْ
ما ذيَّلَ النيروزُ في=ثوبِ الرِّياضِ وخطرْ
وكرَّ عامٌ مقبلٌ=وابقَ إلى أنْ لا يكرْ
واسمعْ لها تهدي إلى ال=عرضِ الغنى وهي فقرْ
تضوعُ في النَّاسِ بها=نوافجُ لسنُ السُّررْ
سلَّمتِ الرِّيحُ لها=شرطَ الرَّواحِ والبكرْ
كما تمطَّتْ بالخزا=مى لكَ أرواحُ السَّحرْ
قهي بكمْ معقولة ٌ=وهي شرودٌ لا تقرّْ
إذا بناتُ شاعرٍ=أُنِّثنَ أوْ كنَّ عقرْ
فكلُّ بنتٍ ولدتْ=في مدحكمْ منِّي ذكرْ
ترى حسودي حاضراً=ينشدُ وهو يحتضرْ
تعجيلهُ عنْ نفسهِ=سابقة ً أمرَ القدرْ
يصغي لها وودُّهُ=لو كانَ منْ قبلُ وقرْ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,tomato" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ما نازلٌ بمنْ علا
ما نازلٌ بمنْ علا=وصاعدٌ بمنْ هبطْ
دانٍِ على رأيِ العيو=نِ وهو إنْ ريمَ شطط
فهو إذا درجتهُ=فوق وتحتَ ووسط
جسمٌ لهُ وجهانِ ما=شاءَ الجمالُ اشترط
وأعينٌ لمْ يحصه=نَّ بحسابٍ منْ ضبط
يقلُّ فيهنَّ المصي=بُ والكثيرُ منْ غلطْ
لا تسعُ الدُّنيا لهُ=بعضاً ولا سيرٌ يحطّ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,tomato" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ما ناشرٌ ذو مخالي
ما ناشرٌ ذو مخالي=بَ لمْ ينطنَ بظفرهِ
يبغي فينشرُمكراً=يطويهِ منْ بعدِ نشرهِ
لهُ مكايدُ شرٍّ=وخيرهُ قبلَ شرِّهِ
ينالُ بسطََ يديهِ=بضمِّ ما تحتَ صدرهِ
يعدو برقٍّ خبيثٍ=لحلِّهِ ولطهرهِ
شطرينَ يمشي بشطرٍ=وشطرهُ فوقَ مهرهِ
على أقبَّ خفيفٍ=محمَّلٍ فوقَ وقرهِ
طوراً لهُ هو ظهرٌ=وتارة ً فوقَ ظهرهِ
فيا لرَّيانَ غضِّ ال=معاشِ معْ طولِ ضرِّهِ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,coral" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
مالي كأنِّي مخبولٌ ولستُ بهِ
مالي كأنِّي مخبولٌ ولستُ بهِ= أشكو إلى الناسِ معْ علمي منِ النَّاسُ
كنّا إذا اعتلّتِ الأذنابُ يجبرنا= رجاؤنا الرَّأسَ حتّى أودي الراسُ
لا بأسَ في كفِّ نفسي عنْ سؤالهمُ=وليسَ عندهمُ جودٌ ولا باسُ
نقِّلْ ركابكَ إلاّ في رحابهمُ=واستغنِ ما شئتَ عنهمُ فالغنى الياسُ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,crimson" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
متى رفعتْ لها بالغورِ نارُ
متى رفعتْ لها بالغورِ نارُ=وقرَّ بذي الأراكِ بها قرارُ
فكلُّ دمٍ أراقَ السَّيرُ فيها=بحكمِ السَّيرِ مطلولٌ جُبارُ
فهل بالطَّالعينَ بنا الثَّنايا=انوقُ ليلُ نظرتهِ نهارُ
لعلَّكَ انْ ترى عيناكَ قبلي=مواقدَ والزَّفيرُ لها شرارُ
وبعضُ المصطلينَ وإنْ نآني= وأوحدني أخو ثقة ٍ وجارُ
يريدُ عواذلي عنهُ التفاتي=بآية ِ شطَّ أو بعدَ المزارُ
وما عصبُ النَّوى عيني عليهِ=بأوَّلِ ما طوى القمرُ السُّرارُ
أمنتكَ يا فراقُ وربَّ يومٍ=حذرتُ لو أنَّهُ نفعَ الحذارِ
أخذتَ فلمْ تدعْ شيئاً عليهِ=يخافُ أسى ً ولا يرجى اصطبارُ
حبيبٌ خنتني فيهِ ودارٌ=وللنَّاسِ الأحبَّة ُ والدِّيارُ
أمرتجعٌ ويا نفسي عليهِ=برامة َ ذلكَ العيشُ المعارُ
وثوبُ شبيبة ٍ ما فاضَ حتى=تقلَّصَ منهُ وانشمرَ الإزارُ
لكلِّ سليبة ٍ بدلُ وفوتٌ=لما سلبَ المسائحُ العذارُ
ظلامٌ هبَّ فيهِ وليتها لم=تلحْ هذي الأدلَّة ُ والمنارُ
وربَّ سميرِ ليلٍ ودَّ ألاَّ=يضيءَ على جوانبهِ النَّهارُ
ألا يا صاحبي حرقي نجاءً=يفوتكما بي اليومَ الوقارُ
خذاني حيثُ لا النّظرُ استراقٌ=لريبتهِ ولا النَّجوى سرارُ
وزمَّا بالمطامعِ أنفَ غيري=فبي عنها وإنْ خدعتْ نفارُ
كفى بالحرصِ عيباً أنْ أولي= جداهُ منى ً وغايتهُ انتظارُ
وما أنسى بآملٍ طوالٍ=تناولهنَّ أيامٌ قصارُ
يقولُ المرءُ ما يهوى ويرجو=ويفعلُ فعلهُ الفلكُ المدارُ
وأنْ ظمئتْ ركابٌ أو أُجيعتْ= فأفرعَ شعرها الوبرُ المطارُ
فخيرٌ منْ مراعيها بذِلٍّ=عضاضٌ بالحناجرِ واجترار
وإلاَّ فابغيا شرفَ المعالي=بها إن كانَ للظُّلمِ انسفارُ
وضمَّاً بالخطيرِ غريبتيها=فثمَّ العزِّ يمنعُ والجوارُ
وماءٌ فاضلٌ عنها وبقلٌ=تبزَّلُ في كمائمهِ البكارُ
ردا المجدَ التليدَ بها وعوذا=بأغلبَ حبلُ ذمَّتهِ مغارُ
ببحرِ ندى ً يفيضُ وبدرِ نادٍ=وإن رغم البدورُ أو البحارُ
جوادٌ لا يزلُّ بهِ عثارٌ=وجارٍ لا يشقُّ له غبارُ
تمنى النَّاسُ أصغرَ همَّتيهِ=فماتتْ دونها الهممُ الكبارُ
وطارَ بهِ فأنعلهُ الثريا=فؤادٌ لا يطيرُ بهِ الحذارُ
ونفسٌ حرَّة ٌ لا يزدهيها=حلى الدُّنيا وزخرفها المعارُ
يبيتُ الحقُّ أصدقَ حاجتيها=وكسبُ العزِّ أطيبَ ما يمارُ
إذا التفتتْ إلى الدُّنيا عيونٌ=فلفتتها إباءٌ واحتقارُ
من الوافينَ أحلاماً وعهدا=إذا هفت الحبا ووهى الذمارُ
كرامٌ لا يرونَ العسرَ فقرا=وفي العرضِ الغنى والافتقارُ
إذا عزَّوا بأرضٍ أوطنوها=وإن ضيموا بها ركبوا فساروا
كفوا بدلالة ِ الكافي عليهمْ=بحرصٍ ما أدعى لهمْ الفخارُ
مضوا سلفاً وجاءَ يزيدُ مجدا=كما أوفى على السُّحبِ القطارُ
توحَّدَ من بني الدُّنيا ركوبٌ=صعائبها إذا كرهَ الخطارُ
سعى فحوى الكمالَ وهمْ قعودٌ=وأنجدَ يطلبُ الدُّنيا وغاروا
وأشرفُ شيمة ٍ ظلفٌ وأمرٌ=يطاعُ وعفَّة ٌ معها اقتدارُ
وعفَّ فباتَ يحلبهنَّ مذقا=وأخلافُ الزَّمانِ لهُ غزارُ
حميتَ الملكَ مقتبلاً وكهلا=يخافُ منَ الدَّنيَّة ِ أو يغارُ
ولمْ تدخلْ غريباً خارجيِّاً=لهُ بسواهُ نهضُ وانتصارُ
وقوَّمتَ الأمورَ وهنَّ ميلٌ=لها في كفِّ جابرها انكسارُ
وكلُّ دعيِّ فضلٍ مستطبٍّ=لهُ بالعجزِ شغلٌ واعتذارُ
وسعتَ النَاسَ إحساناً وعطفا=كأنكَ رأفة ً بهمْ ظؤارُ
وصرتَ حلى الملوكِ وأيَّ كفٍّ=لهمْ مدَّتْ فأنتَ لها سوارُ
تشيرُ بكَ العلا نصحاً عليهمْ=إذا ما خانَ رأيُ مستشارُ
بكَ انتصرتْ يدي وعلا لساني=وصمَّمَ ناظري وبهِ ازورارُ
وكنتُ أطيعُ مضطرَّاً زماني=فأصبحَ لي على الزَّمنِ الخيارُ
برعيكَ فيَّ حقِّ الفضلِ صحَّتْ=قناة ٌ كلُّها وصمٌ وعارُ
وجدتَ فعدتُ بعدَ جفوفِ عودي=وفي أغصانِ أيكتي اخضرارُ
عرفتَ توحدي فغرستَ منِّي=غصوناً ذا الثَّناءِ لها ثمارُ
محاسنُ لا يراها فيَّ إلاَّ=بصيرٌ كيفَ ينتقدُ النُّضارُ
وردتُ نداكَ عذباً لم يكدَّر=لهُ حوضٌ ولمْ تنزفْ غمارُ
على الإعسارِ تعطيني كثيرا=ويعطى النَّاسُ ما بلغَ اليسارُ
ومنْ آياتِ جودكَ أنْ غنينا=بهِ وإلى القليلِ بكَ افتقارُ
فعشْ يبلغكَ ما تجزى القوافي= وما يسدى بهنَّ وما ينارُ
بكلِّ غريبة ِ المعنى علوقٍ=إذا قرتْ فليسَ لها نفارُ
تسيرُ بعرضكَ المجلوِّ فيها=مسيرَ الشَّمسِ مهلتها بدارُ
لها في الجوِّ رافعة ً صعودُ=وفي مهوى الرِّياحِ لها انحدارُ
كأنَّ فتيقَ منشرها يمانٍ=تنفَّسَ في حقائبهِ العطارُ
يسوقُ المهرجانُ إليكَ منها=عرائسَ والنَّشيدُ لها نثارُ
مبشِّرة ً بأنَ اللهُ عينٌ=عليكَ منَ الرَّدى الجاري وجارُ
وأنَّكَ خالدٌ لا اللَّيلُ يفني=مداكَ منَ البقاءِ ولا النَّهارُ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,red" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
مطلَ الدِّينَ ولو شاءَ قضى
مطلَ الدِّينَ ولو شاءَ قضى=فاسقُ الذِّمة ِ ينسى ما مضى
كيفَ يرجى النَّصحُ منْ محتكمٍ=يكثرُ السَّخطَ ولا يرضي الرِّضا
سرَّني يومَ منى ً معترضا=ملءَ عيني وشجاني معرضا
وجدّ الوجدَ كمّا خلَّفهُ=بعدَ حول مابرا ما أمرضا
أيُّها الرَّامي وما أجرى دماً=لا تحصِّبْ قدْ بلغتَ الغرضا
قسمَ الحبُّ فما أنصفني=جورَ ما نفّلَ لي وافترضا
ما على ساقيَّ دمعي مغدقاً=في رضابٍ لو سقاهُ مبرضا
قدْ سلبتمْ حسداً جوهرهُ=فاستحلُّوه وبقُّوا العرضا
شقيَ السَّائقِ في تبليغهِ=أدرى أيُّ طريقٍ نفضا
الغضا إنَّ الحشا منْ ذكرهِ=ربما استبردتُ منها بالغضا
اطلبوا للعينِ في أبياتهِ=نظرة ً تكحلها أو غُمُضا
وبنفسي هاجرٌ لمْ يعتمدْ=قبضوا منْ أنسهِ فانقبضا
لمُ فيهِ وقلتمْ رقبة ً=رمتمُ صعباً وقدتمْ ريِّضا
إنْ تفتكَ اليومَ شمسٌ حجبتْ=فغداً ما كلَّ يومٍ أبيضا
منْ أمرَّ الليلَ والصُّبحَ بهِ=أظلمَ الحظُّ عليهِ وأضا
خلِّ يا دهرُ ابنَ أيُّوبَ وخذْ=كلَّ شيءٍ إنَّ فيهِ عوضا
هبْ لي الواحدَ إنِّي اخترتهُ=وهنيئاً لكَ ما ضمَّ الفضا
بكَ أفدي وبهمْ منكَ أخاً=حينَ أمذقتمْ ودادي محضا
ناصلاً منْ صدإ العارِ كما=خلَّص القينُ الحسامَ المنتضى
لبسَ المجدَ فما أوحشهُ=أيُّ ثوبٍ في هوى المجدِ نضا
سوددُ حلُّ تراثٍ ونرى=كرمَ القومِ معاراً مقرضا
شرفٌ با آلَ أيُّوبَ مشى=معرقاً فيكمْ مطبلاً معرضا
نرتعي اودية ً مهشمة ً=وترودونَ ربيعاً محمضا
وقفَ الحبَّ على دوحتكم=غصنٌ منها لقلبي قبضا
نجتني منهُ خياراً لكمْ=حلوُ ما لاكَ فمٌّ أوْ قرضا
مدحاً تنشرُ اعراضكمُ=نشرَ حسناءٍ لعرسٍ معرضا
سائراتٍ تحتَ أوصافكمُ=شاهدات لا يذقنَ الغمضا
ماسعى للبيتِ يمشي حاسراً=راجلٌ وابنُ ركابٍ ركضا
وجرتْ أوداجها قائمة ً=يومَ جمعٍ وتلوَّتْ ربضا[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,red" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ملْ معي لا عليكَ ضرَّي ونفعي
ملْ معي لا عليكَ ضرَّي ونفعي=نسألْ الجزعَ عنْ ظباءِ الجزعِ
قلتَ لا تنطقُ الدِّيارُ ولا يم=لكِ بالِ الطولِ سمعاً فيرعي
وعليَّ السّؤالُ ليسَ عليَّ ال=عارٌ إنْ ضنَّتْ المغاني برجع
لمْ أكنْ اوَّلَ الرِّجالِ ألتوى صف=وي لدارِ الأحبابِ أو مالَ ضلعي
قدْ شجا قلبي البكاءُ بنزفِ ال= أربعِ الحمرِ في الثاثِ السَّفعِ
هلْ مجابٌ يدعو مبدِّدَ أوطا=ري بجمعٍ يردُّ أيَّامَ جمعِ
أو أمينُ القوى أحملهُ همَّاً=ثقيلاً بحطِّهِ دونَ سلعِ
وعلى ذكرهِ جرى باسمهِ المح=فوظُ منْ عهدِ أهلهِ والمرعى
فافرجا لي عنْ نفحة ٍ منْ صباهُ=طالَ مدِّي لها الصَّليفَ ورفعي
إنَّ ذاكَ النَّسيمَ يجري على أر=ضٍ ثراها في الرِّيحِ رقية ٌ لسعي
وخيامٌ تثني على كلِّ بدرٍ=ملكَ الحسنِ بينَ خمسٍ وتسعِ
وبما ضاقَ منكما واستباحَ ال= حبَّ سلبي سييا صاحبيَّ وفجعي
غنياني بإمِّ سعدٍ وقلبي=معها إنَّ قلبيَ اليومَ سمعي
واصرفا عنِّي الملامة َ فيها=لستما تنقلانِ باللَّومِ طبعي
سألتْ بي أنَّى أقامُ وهلْ نا=مَ بعينيهِ بعدَ هجري وقطعي
قيلَ يبكي في الرَّبعِ قالتْ فما با=لي أرى يابساً ترابَ الرَّبعِ
خارَ قلبي فغاضَ في الدَّارِ جفني=فاستحلَّتْ دمي بتفريطِ دمعي
كمْ بنجدٍ ولو وفى أهلُ نجدٍ=لفؤادي منْ شعبة ٍ أو صدعِ
وزفيرٍ علَّمتُ منهُ حمامَ الدَّ=وحِ ما كانَ منْ حنينٍ وسجعِ
وليالٍ قنعتُ منها بأضغا=ثِ الأماني ومخلباتِ اللَّمعِ
ما أخفَ الأقدارَ في غبنِ حظّي=وتعفَّي أنسي وتفريقَ جمعي
كلّ ِيومَ صرفٌ يخابطُ أورا=قي منَ الدّهرِ أو يخالسُ فرعي
أرفعْ الضيمَ بالتحمُّلِ حتَى=مردُ الخرقُ عنْ خياطِ الرقعِ
رفضَ النّاسَ مذهبِ الجودِ حتّى=ما يدينونَ للسماحِ بشرعِ
فسواءَ عليهمْ أبحمدٍ=طرقً الشِّعرُ أمْ بسبٍّ وقذعِ
وأمرَّ العطاءَ نزرٌ كثيرُ ال=منِّ حتّى استحليتُ طعمُ المنعِ
أسألُ الباخلينَ واللهُ أولى=بكريمِ الجدا وحسنُ الصنعِ
وعلى خطّة ِ العلا بعدَ قومٍ=طالَ باعي فيهمْ وأرحبَ ذرعي
همْ حموني وما حمى حدَّ سيفي=ووقوني ما لا تقيني درعي
وأهابوا فزعزعوا الدّهرّ عنّي=وهو ليثٌ على الفريسة ِ مقعي
قسماً بالمنقَّباتِ الهدايا=شققِ الضّلِ أو قسيَّ النبعِ
كلّ جرداءَ لفّها السيرُ بالسي=رِ فعادتْ في النَّسعِ مثلَ النسعِ
خضعتُ تحتَ رحلها بعسيبٍ=كانَ بالامسِ مشرفاً كالجذعِ
نفضتُ بينَ بابلٍ ومنى ً قا=بَ ثلاثينَ ليلة ٍ في سبعِ
تدرجُ اللّيلَ في النهارَ فما تأ=نسْ فرقاً ما بين رفعٍ ووضعِ
طلَّعاً منْ أبي قبيسٍ يخيّل=تنَ حماماً على الهضابِ الفرعِ
تحملُ السُّهّمُ الملاويحَ أشبا=حاً توافوا منْ كلِّ فجٍّ وصقعِ
زمّلوا أوسقَ الذنوبَ وقضُّو=ها حصاباً في السبعِ بعدَ السبعِ
لحلا منْ بني المزرّعِ مجنا=يَ وزكَّى غرسي وريَّعَ زرعي
الملّبونَ غدوة ً والملبو=نَ دفاعاً ولاتِ ساعة َ دفعِ
كلّما هزّتْ الحفائظُ منهمْ=أطلعوها ملمومة ً كلَّ طلعِ
حملوا فوقها لشموسَ وقادو=ها فجاءتْ منَ الدُّجى في قطعِ
يغسلُ العارَ عنهمْ لذعَ خرصا= نِ قناها إنْ همَّ عارٌ بلذعِ
وإذا فارَ فيهمُ عرقُ طيٍّ=أضرمَ الأصلُ نارهُ في الفرعِ
لبسوا النقعَ خاسرينَ فشقّوا=بنجومِ العلا ظلامَ النقعِ
بأنوفٍ فوقَ الملاثمَ شمٍّ=ورقابٍ تحتَ المغافرِ تلعِ
كلُّ تالٍ أباهُ يجري كما يج=ري ويسعى إلى العلاءِ ويسعي
سلكوا في الكمالِ فانتظموهُ=مولجَ الخيطِ في ثقوبِ الجزعِ
يرطبونَ القرى وقدْ أعجفَ العا=مُ ومدَّتْ فيهمْ ذراعَ الضَّبعِ
بعلابٍ مفهَّقاتٍ إذا ما=ردَّ شخبيهِ حالبٌ في الضَّرعِ
وإذا عزّتْ البكارُ عليهمْ=لمْ يغذّوا أعيارها بالكسعِ
فزتُ منهمْ على الظما بقليبٍ= لمْ يكدِّرْ جمّاتهُ طولُ نزعي
جئتهُ ساغباً محلاًّ عنْ النّا=سِ جميعاً فكانَ ريّي وشبعي
وصلتْ بي حبلَ المهذّبِ أنوا= ءُ سعودٍ ما كنَّ أنجمَ قطعِ
ودعتني إلى هواهُ سجايا=هنَّ صرفي عنْ سواهُ وردعي
بالبديعِ الغريبِ فيهمْ وما جا=ءكَ منْ فضلهِ فليسَ ببدعِ
سوَّدَ النّاسُ ودَّهمْ وجلا لي=عنْ وجوهٍ بيضٍ منَ الودِّ نصعِ
ردَّ صوتي ملبيّاً ورعاني=بيدٍ كالغمامِ تروى وترعي
لا بمبلغٍ غريبها ملءَ أيّا=مي فيهِ ولا بوأدٍ مقعي
يا غياثي المبلوغَ قبلَ اجتهادي=وربيعي قبلَ ارتيادي ونجعي
وظلالي منَ الأذى بينَ قومٍ=هجَّروا بي في القرقريِّ النقعِ
كمْ كمينْ منْ راحتيكِ كريمُ=لمْ أثرهُ برقيتي وبخدعي
جاء عفواً وعادَ وتراً وقدْ كا= نَ كفني منهُ وفورُ الشَّفعِ
لمْ تصخَ للعذولِ في فرطِ أشعا=ري ولمْ تزدجرْ بنهيٍ ووزعِ
شيمة َ ما نقلتها عنْ أناسٍ=حملوا هضبة َ العلا غيرَ ظلعِ
كلَّ ليثٍ مشى اّلرُويدَ وخفَّف= تَ إلى سبقهِ خفوفَ السِّمعِ
بكَ طالتْ يدي وخفَّ على=كلِّ فؤادٍ يستثقلَ الفضلَ وقعي
وتنزَّهتُ عنْ معاشرَ لا يف=تحُ أبوابَ جودهمْ طولُ قرعي
صدتُ بالمضرحيَّ أزرقَ فاستح=ييتُ صيدي بالناعقاتِ البقعِ
لامني الحاسدونَ فيكَ فآبوا=بينَ زبنٍ شاهَ الوجوهَ وقمعِ
ما لهمْ معرضينَ عنّي مصغي=نَ لقولي إلاّ اصطلامي وجدعي
ولكَ الصائباتُ حبَّ الأعادي= بسهامِ يدمينَ قبلَ النزعِ
كلَّ ركّاضة ٍ بذكركَ في الأر= ضِ على ألسنِ الرواة ِ الدُّلعِ
ماشياتِ على الظرابَ ولمْ يض=ربنَ حولَ الحياضِ ساعة َ كرعِ
تقطعُ البرَّ بالمهارى الجديل=يّاتُ والبحرَ بالسفينَ القلعِ
نظمّتها سماتُ مجدكَ في الاس=ماعِ نظمَ العذراءَ خيطَ الودعِ
منْ علاكَ انتخبتُ حلية َ صوغي=مستعيناً واخترتُ درَّة َ رصعي
فاستمعها لمْ يلقَ قبلي ولا قب= لكَ ذو منطقٍ بها ذا سمعِ
ساقَ منها النيروزُ عذراءَ لمْ تس=محْ لصهرٍ سواكَ قطَّ ببضعِ
كثرتْ وهي دونُ قدركَ فاعذر=في قصوري واقنع بما قال وسعي[/poem]
تأبط شراَ غير متواجد حالياً  
قديم 24-11-2006, 10:31 PM   #13
تأبط شراَ
 
الصورة الرمزية تأبط شراَ
 







 
تأبط شراَ is on a distinguished road
افتراضي

[poem=font="Simplified Arabic,6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
منْ حاكمٌ وخصوميَ الأقدارُ
منْ حاكمٌ وخصوميَ الأقدارُ=كثرُ العدوُّ وقلت الأنصارُ
أشجى من الدنيا بحبَّ مقلبٍ=و جهين عرفُ وفائه إنكارُ
سومَ الدعيَّ إذا تضرع رده=للؤم عرقُ الهجنة ِ النعارُ
و إذا وفى لمنايَ يومٌ حاضرٌ= فأجارَ أسلمني غدٌ غدارُ
أفصخرة ٌ يا دهرُ القلبُ أم=هو للهموم الساريات قرارُ
في كلَّ يومٍ للنوائبِ شلة ٌ=من جانبيَّ وللهمومِ غوارُ
و مصائبٌ متحكماتٌ ليس لي= معهنَّ في بيع النفوس خيارُ
تنحى فأحملها ثقالا مكرها=و كأنني بتجلدي مختارُ
جرحٌ على جرحٍ ولكن جائفٌ= ضلَّ الفتائلُ فيه والمسبارُ
فجرتْ عمائقهُ العروقَ وغادرتْ=قصبَ العظامِ وهنَّ مخٌّ زارُ
فاغمزْ قناتي يا زمانُ فإنه=ذاك المماكسُ طائحٌ خوارُ
كشفتْ لنبلكَ غامضاتُ مقاتلي=و ترفعتْ عن صفحتي الأستارُ
و أكلتُ لا خلفٌ يردُّ سلامتي= ذلاً ولا يحمي حمايَ جوارُ
ذهب الذي كانت تجاملني له الد=نيا وتسقط دونيَ الأخطارُ
و يردُّ فارسة َ الخطوبِ نواصلاُ=منى َّ مخالبهنَّ والأظفارُ
من يشتريني بالنفائس مغلياً=بعدَ الحسينِ ومنْ عليَّ يغارُ
و يظلني واليومُ أغبرُ مشمسٌ=أتجللُ النكباتِ وهي أوارُ
أم من يضمُّ بدائدَ الآمال لي=و يفلُّ عني باسمه الإقتارُ
و إذا اقشعرتْ أرضيَ استرختهُ=فإذا لجينٌ تربها ونضارُ
المخذمُ البتارُ أسقطَ من يدي=و الغيثُ أقلعَ عنيَ المدرارُ
و الصاحب انتزعتْ قوادمُ أسرتي=منهُ وهيضَ جناحها الطيارُ
فاليوم لا أبتِ الصغارَ ولا اعتزتْ=إلا عبيداً فارسُ الأحرارُ
و تطأطأتْ ذلاً فطالت ما اشتهتْ=شرفا عليها يعربٌ ونزارُ
كنا وإن كرمتْ نفاخرها به=فالآنَ ما بعدَ الحسين فخارُ
لا خفتُ بعدُ ولا رجوتُ وقد ثوى=في الترب منه النافعُ الضرارُ
سائلْ بهذا الذودِ يرغو بكرهُ=في الحيّ أين المقرمُ الهدارُ
و متى أخلَّ أبو الشبول بغيلهِ=فتناهقتْ من حوله الأعيارُ
يا مدرجا فردا تسدى فوقه=بالقاع أردية ُ الثرى وتنارُ
ملقى ً وراءَ نسية ٍ ومضلة ٍ=تخفى ضريحك والقبورُ تزارُ
أذللتَ قلبي للأسى وتركتني=أتبردُ الزفراتِ وهي حرارُ
و حطمتَ آمالي فهنّ ضعائفٌ=و قصرتَ من هممي فهنّ صغارُ
أنا من شفار القاتليك متى التقتْ=من مقلتيَّ مع الكرى الأشفارُ
أو قلتُ معتاضا بجارٍ مثله=جارٌ ولا بالدار بعدك دارُ
و متى صحبتُ العيشَ بعدك باردا=و الناسُ صاروا بي إلى ما صاروا
نبذوا عهودك آنفا وتقسموا=رمماً بحبل الخلف وهو مغارُ
ظنوا بفقدك أن يلموا شعثها=يا ربَّ نقضٍ جره الإمرارُ
و رجوا بهلكك أن يخلد ملكهم=فإذا سلامتهم بذاك بوارُ
فعلامَ لم تشكمْ وقد فغرتْ لهم= فلجاءُ ينكرنا بها الفرارُ
و تفجرتْ بالشرّ بعدك والأذى=جنباتها وتداعت الأقطارُ
حذروا السجالَ يخابطون قليبها=و الحبلُ واهٍ والجبا منهارُ
ودوا لو أنك حاضرٌ فكفيتها=لما تولى أمرها الأغمارُ
و رعى الندامة َ حيث لم يشبع بها=غاوٍ رماك وآخرون أشاروا
وليَّ يفرُّ ولم يعفها سبة ً=تسري وليس من الحمامِ فرارُ
سرعانَ ما استعروا بجمرة ِ بغيهم=و لربَّ باغٍ غره الأنصارُ
طرحوا الفراتَ إلى الفراتِ فمادرى=ملقوك أيهما له التيارُ
و تعاظموا أن يقبروك ومن رأى=ليثا يخطُّ له الثرى محفارُ
و أبي العلا ما كنتُ أعلم قبلها=أنّ البحورَ قبورهنَّ بحارُ
ذلاًّ لبيض الهند بعدك شدّ ما=غدرتْ ولا سلمَ القنا الخطارُ
ما كان أنكلهنَّ عنك لو أنه=عند السلاح حفيظة ٌ وذمارُ
قتلوك محصورا غريبا لا ترى=مولى يعزُّ ولا بجنبك جارُ
من خلفِ ضيقة ِ السماء بهيمة ٍ=ينزو بقلبك بابها الصرارُ
حفروا الزبى لك فارتديت وإنما=سلطانُ ليث الغابة الإصحارُ
هلا وفيك إلى وثوبٍ نهضة ٌ= و لديك منتفدٌ وعندك زارُ
و خطاك واسعة ُ المدى تحت الظبا=لا الخيطُ يحبسها ولا المسمارُ
أعززْ عليَّ بأن تصابَ غنيمة ً=في القدَّ يجمعُ ساعديك إسارُ
في حيث لا يروى على عاداته=بيديك نصلٌ حائمٌ وغرارُ
و بمصرعٍ لك لم تثابر دونه= فوق الأكفَّ صوارمٌ وشفارُ
و الخيل صاعة على أشطانها=قرحى تقامصُ خلفها الأمهارُ
بشياتها لم يختضبْ بدمٍ لها=عرفٌ ولم يبللْ عليك عذارُ
أو أن يكون الجوُّ بعدك ساكنا=و اليومُ أبيضُ ما عليه غبارُ
و وراء ثأرك غلمة ٌ لسيوفهم= في الروع من مهج العدا ما اختاروا
يتهافتون على المنون كأنهم=حرصاً فراٌش والمنية ُ نارُ
حلماءُ في الجليَّ فإن هم أغضبوا=طاشوا فحنت فيهم الأوتارُ
لو صحتَ تسمعهم وصوتك في الثرى=فحصوا عليك وفي السماء لطاروا
خذلوك مضطرين فيك وجمجموا=من بعد ما فصحت بك الأخبارُ
و تناذروا أن يندبوك قضية=فالحزنُ بينهمُ عليك سرارُ
إن يمسكوا فيضَ الدموع فربما=فاضت عيونٌ في الصدور غزارُ
أو يجلسوا نظرا ليوم تشاورٍ= فالريثُ أحزمُ ما أرابَ بدارُ
و لربما نام الطلوبُ بثأره=لغدٍ ولكن لا ينام الثارُ
و قد اشتفى بعد البسوس مهلهل=زمنا وما نسى َ الدمَ المرارُ
و على الطفوف دمٌ أطيلَ مطالهُ=حتى تقاضى دينه المختارُ
لا بدّ من يومٍ مريضٍ جوه=للخيلِ فيه بالرؤس عثارُ
متوردِ الطرفين يكفرُ شمسهُ=دجنٌ له علقُ الكماة ِ قطارُ
تصلاه باسمك آخذين بحقهم=عصبٌ لهم عبدُ الرحيم شعارُ
فهناك يعلم قاتلوك بأنه=ما عقّ من أبناؤه أبرارُ
و يرى عدوك والبقاءُ لغيره=أنّ البقاءَ وإن أطيلَ معارُ
و إن اشتفى وحلا بفيه غدرهُ= أنَّ اعتقابَ حلاويته مرارُ
و لقد يشاك المجتني بمكان ما=عجلتْ يداه ويلدغُ المشتارُ
و ليَّ شنعاء تذهبُ نفسهُ=فيها ويبقى لومها والعارُ
درستْ بك السنن الحميدة ُ واغتدى=نقدُ المكارم وهو منك ضمارُ
هل سائلٌ بك بعدها أو قائلٌ=هيهات لا خيرٌ ولا استخبارُ
حتى كأنك لم تقدْ ملمومة ً=يوميَ إليك أمامها ويشارُ
خرساءَ إلا ما تكلم صارمٌ=في قونسٍ أو طنَّ عنه فقارُ
تهفو عليك عقابها ويضمها=منشورة ً لفنائك التكرارُ
و كأنَّ رأيك لم يلحْ قبساً إذا=عميتْ عشايا الرأي والأسحارُ
و إذا خلاط الأمرِ سدَّ طريقه= فلديك واضحة ٌ له وقرارُ
و كأنّ بابك لم يكن لعفاته=حرما يجير ولا حمى يمتارُ
يأوى إليه المسنتون ويلتقي=بفنائه السفارُ والحضارُ
و تبيت تلغطُ من وصائلِ ناقة ٍ=عشراءَ عندك برمة ٌ أعشارُ
تصفى كرائمها الضيوفَ وتكتفي=فيما يليك بما انتقى الجزارُ
و كأنّ كفك لم تبنْ في ظهرها=قبلُ الملوكِ وتشهدُ الآثارُ
و يخفُّ بين بنانها إن حملتْ=ضبطُ الحسامِ ويثقلُ الدينارُ
بالكره منك وبالمساءة روحت=لسوى العقور على البيوت عشارُ
و تراجعتْ وخدودها ملطومة ٌ=بزلٌ لقصدك وجهتْ وبكارُ
و غفلتَ لم تسأل ولستَ بغافلٍ=أنيَّ تنكب بابك الزوارُ
و تسلبتْ من فارسٍ أو راكبٍ= تلك السروجُ إليك والأكوارُ
و متى أرمَّ المادحون وأكسدتْ=من بعد ما نفقتْ بك الأشعارُ
أو أن أقولَ فلا تصيخ لقولتي=لو كنتَ متروكا وما تختارُ
و ترى الزمانَ يضيمني فيفوتني=من راحتيك حمية ٌ وغيارُ
قد كنتَ حصنا من ورايَ وكان لي=بك من أمامي جنة ٌ وصدارُ
أيامَ شيبي تحت ظلك نضرة ٌ= و صباً وليلي في ذراك نهارُ
و عليَّ من نعمى يديك طلاوة ٌ=أمشى وتتبعني لها الأبصارُ
قد كنتُ أحسبُ أن بأسك هضبة ٌ=لا يستطيع رقيها المقدارُ
و أقولُ أن لسقف بيتك في العلا=عمداً حبالُ الموت عنه قصارُ
و إخالُ جودك نثلة ً دون الردى=حصداءَ تمنع فرجها الأزرارُ
فإذا الشجاعة ُ والسماحة ُ متجرٌ=تزكو به الأعمالُ والأعمارُ
غدرا من الأيام تفتقُ شمسها=و الأرضِ تورقُ فوقها الأشجارُ
و مذلة في السحبِ وهي صواحب=ليديك تنزل بعدك الأمطارُ
كم قد تعللتِ المنى بك تارة ً=أمنٌ وطورا خيفة ٌ وحذارُ
و تخالفتْ فيك الرواة ُ فسرني=و تلونت بحديثك الأخبارُ
و لقد ظننتُ بها وراءَ لثامها= خيراً فكشفَ قبحها الإسفارُ
إن تفتقل عيني مثالك في العلا=فبنوك من عين العلا آثارُ
سدوا مكانك والشموسُ إذا هوتْ=ملأت مطارحَ نورها الأقمارُ
طبْ في الثرى نفساً فكلٌّ منهمُ=ثمَّ اقتراحك فيه والإيثارُ
هم أنفسا تدوى عداك وألسنا=من جمرتيك سلائطٌ وشرارُ
كانوا السراة َ وقد عدمتَ وبعضهم=لأبيه إن طرقَ الحمامُ عوارُ
متلاحقين إلى العلاء كأنهم=مجرونَ يجمعُ بينهم مضمارُ
الوفدُ وفدك طائفٌ بيوتهم=و الحاملُ العبقاتِ والسمارُ
تتلى عليهم فيك كلُّ فضيلة ٍ=للميتِ فيها النشرُ والتذكارُ
أيدٍ طبعنَ على السماح وأوجهٌ=في عتقها من دوحتيك نجارُ
هم ما همُ ويزينُ مجدَ أبيهمُ= خالٌ لزندِ المجدِ منه سوارُ
ما غبتَ عنهم وهو شاهدُ أمرهم=لك منه فيهم كافلٌ وطوارُ
فليبقَ وليبقوا له ما طبق ال=آفاق طيبُ ثائك السيارُ
و إذا العزاءُ أتى فذلَّ لهم به=فيك العزيزُ وأسهلَ المعسارُ
و لقد أسليهم وفي عظتي لهم= جزعٌ ورجع كلاميَ استعبارُ
ساهمتهم عبءَ المصابِ وكلنا=تحت التجمل حاملٌ صبارُ
لا تبعدنّ بلى فقد فات البلى=بك أن يظنَّ تقاربٌ ومزارُ
و سقاك إن عطش القليبُ وماؤه=متبجسٌ وقرارهُ خرارُ
متهدلُ الأطرافِ يمسحُ بالثرى=مما تراكمَ ذيلهُ الجرارُ
صخبُ الرعودِ تهيجُ في جنباتهِ=للعاصفاتِ جراجرٌ وخوارُ
فجرى يجللُ بالحيا حيطانهُ=حتى الجداولُ تحتها أنهارُ
يسقى بأعذب ما سقى حيث التقتْ=فلقُ الصفيحِ عليكَ والأحجارُ
حتى يظنَّ ثراك نشوانا به=دارت عليه من السحابِ عقارُ
و يضوعَ منك بطيبِ ما في ضمنه=فكأنّ ضارجَ تربه عطارُ
و نزلتَ حيث تحطُّ أملاكُ العلا=شوقا إليك وترفعُ الأوزارُ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,orangered" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
نديمي وما الناسُ إلا السكارى
نديمي وما الناسُ إلا السكارى=أدرها ودعني غداً والخمارا
من العجزِ تركُ الفتى عاجلاً= يسرُّ لأمرٍ يخافُ انتظارا
و عطلْ كؤوسك إلا الكبيرَ=تجدْ للصغيرِ أناسا صغارا
و قربْ فتى َ مائة ٍ أو يزي=دُ قد أكملَ الشيبَ إلا الوقارا
تسرُّ المسرة َ أحشاؤه=و يبرزُ للعين طينا وقارا
لصون سواه رأيتُ الغلا=مَ ينفضُ عن كتفيهْ الغبارا
و ذي مبزلٍ كزنادِ المكبَّ=يقدحُ بالبزلِ منه شرارا
فسلَّ من النار في وجهه=لسانا فأمسك فاهُ حذارا
و خادعهُ عن خلوقية ٍ=تذوبُ في كأسها الجلنارا
جنتْ فقرَ شرابها المسلمين=و أغنت بغمى اليهودَ التجارا
عقرنا البدورَ لهم في المهو=رِ حتى جلوها علينا عقارا
يطوف بها عاطلُ المعصمينِ= يلبسهُ الجامُ منها سوارا
شفيقٌ على الحبَّ من غيره=إذا قلت ما أحسن البدر غارا
و لا مقبلهِ ما فرقتُ=أريقنه الخمرُ أم ما أدارا
هنئيا للهوى َ إني خلع=تُ حلمي له وتركتُ الوقارا
و صرتُ فتى غبقاتِ الملوكِ=عشياً أخا النشواتِ ابتكارا
وداديَ والدهرُ ما دامَ دامَ=و شعريَ والنجمُ ما سارَ سارا
و فيحاءَ من دورهم زرتها=و أخلقْ بها جنة ً أن تزارا
تلجلجَ في وصفها المحدثون=و حدثَ رضوانُ عنها فخارا
تعربَ قاسمها عادلا=فخطَّ وتحسبه العينُ جارا
صحونا طوالا كما تقتضي=شجاعتنا وحصونا قصارا
و شقَّ لبستانها عن ثرى ً=إذا طلعَ النبتُ فيه أنارا
و قد بثَّ في ظلَّ شجرائهِ=عيونَ الأذى رقبة ً واستنارا
تخفرَ منها بمسلوبة ٍ=سوى ورقٍ ألحفتهُ إزارا
من الهيفِ حين يجورُ النسيمُ=على غصنها لا تطيقُ انتصارا
نحولٌ عرضتُ له بالسمانِ=و صغرى تجنبتُ منها كبارا
و منشورة ٍ سترتْ نفسها=فخاطت قميصا ولاثت خمارا
و عزتْ فصانت سوى ساقها= و ما إن أباحته إلا اضطرارا
نشمر عنه جلابيبها=لعادته أن يخوضَ الغمارا
فكادت تواريه ضناً به=و من حسنها أنه لا يوارى
تشككني وهي طوع الريا=حِ تتبعها يمنة ً أو يسارا
أتدنو لتسعفني بالعنا=ق في مثلها أم تصدُّ ازورارا
و تجلو عليك بناتِ الفسيلِ=إذا كست السعفاتُ الثمارا
غدائرُ غيدٍ يضفرنها=و تأبى عليهنّ إلا انتشارا
جلبنا له الماء من شاهقٍ=جزانا بحسبِ الصعود انحدارا
و ما سال حتى أسلنا اللجينَ= و لا عزَّ حتى أهنا النضارا
إذا ما تحلق مستعليا=تعلقَ بالطبع يبغي الفرارا
فثورَ خمسا إذا ما نطقنَ=بأخبارهِ خلتَ نقعا مثارا
إذا جادهنَّ ندى ً جدنهُ=و إن فرَّ طرنَ إليه نفارا
هوينَ الأمانة َ حتى اجتهد=نَ ليقضينهُ ماءه المستعارا
تروسُ عليهنّ في وسطهنَّ=كبرى تعولُ بناتا صغارا
يرزنَ يخيلنَ للناظرين=صوامعَ من حولها أو منارا
إذا سددتْ لطعانٍ قناً=حذفنَ إليها نصولا طرارا
حوتهنّ معجزة ُ الآتينِين=تجودُ الحيا وتمدُّ البحارا
فمن بين خركاءَ مضروبة ٍ=على تلعة ٍ حملتها اغترارا
تولى مجاريها فوقها=من الماء سمحٌ كريمٌ نجارا
إذا ما اديرَ لها مرة ً=لتعجبَ جادت فدارتْ مرارا
لها آية ٌ لم تكن قبلها=و لكن ظهرنا عليها اقتدارا
ترى ظلها جامداً مائعا=و تحملُ ضدين ماءً ونارا
و مثلِ العروسِ عروسٌ تديمُ= يداها على منكبيها النثارا
إذا ما جلوها أبتْ حشمة ً=بكرسيها أن تطيق القرارا
طلبنا لها الكفءَ من قومها=فعزَّ وكان سوى الكفء عارا
فعدنا نزرّ عليها السجوفَ=فترضى بها عفة ً واختفارا
و كالظبي يظلمَ باسم الجمال=فيطغى إباءً ويغضى اغتفارا
و يزبدُ فوه لغاما إذا=تفرق عن شفتيه استطار
يسير روياً إذا ما اغتدت=كبودُ المطايا عطاشا حرارا
و لولا الذي فعلَ الطنبلنبُ=لقد أنجدَ المدحُ فيهو غارا
و لكنه خافرٌ للذما=مِِ جاورتهُ فأساءَ الجوارا
بغاني فلم أنجُ مع نهضتي=و رحبِ خطائيَ منهُ فرارا
رماني فأصمي بسهمٍ له=يدور مع المتقي كيفَ دارا
إذا هو فوقه للثيا=بِ ألقى جروحا تضلُّ السبارا
فأردى ردائي وجاءت الي=ك دراعتي تبتغي منكَ ثارا
قتيلي لديكَ فلا تذهبنَّ=عليكَ دماءُ ثيابي جبارا
و بيتٍ إذا الدهرُ ضامَ الشتاءَ= تعوذَ منه به فاستجارا
صحبتُ الخريفَ به في المصيفِ=و ذكرني الليلُ فيه النهارا
و أهدى الهواءَ له ناشرٌ=جناحينْ لو حملاه لطارا
تنصتَ للريح مستفهما=بأذنينْ لا يحملان السرارا
إذا عبرتْ مطلقاتُ الريا=ح يسلكنه ظلنَ فيه أساري
فتلفظُ منها السمومُ الشرارَ=و يلقى إلينا النسيمُ الحبارا
غرائبُ روضتَ يا ابن الكرام=برأيك منها الشموسَ النوارا
و باهلتَ بالأرض فيها السما=ءَ فاعترفت خجلا وانحصارا
و قبحتَ في جنب تحسينها=بأعين أربابهن الديارا
فلو صاحبُ السدَّ لاحت له=تبين فيما بناه العوارا
و قيستْ لكسري بإيوانه=قلاهُ ولم يعطَ عنها اصطبارا
أرتك بدائعها همة ٌ=تهينُ عليك العظيمَ احتقارا
و فضلٌ يجليكَ يومَ الرها=نِ منْ لا يبدُّ ومنْ لا يجاري
فأقسمُ بالله لو أنصفو=ك قسما وردوا إليَّ الخيارا
لما كنتُ أرضى لك الخافقي=ن ملكا ولا جنة َ الخلد دارا[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,green" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
نفَّرها عنْ وردها بحاجرِ
نفَّرها عنْ وردها بحاجرِ=شوقٌ يعوقُ الماءَ في الحناجرِ
وردّها على الطَّوى سواغبا=ذلُّ الغريبِ وحنينُ الزَّاجرِ
فطفقتْ تقنعها جرَّاتها=منْ شبعِ دارٍ وريٍّ حاضرِ
يكسعها التُّرابُ في أعطافها=تساندِ الأعضادُ بالكراكرِ
ذاك على سكونِ منْ أقلقها=وأنَّها وافية ٌ لغادرِ
مغرورة ُ الأعينِ منْ أحبابها=بخالبِ الإيماضِ غيرِ ماطرِ
تقابلُ المذمومَ منْ عهودهمْ=بكلِّ قلبٍ ولسانٍ شاكرِ
وهي بأرماحِ الملالِ والقلى=مطرودة ٌ منخوسة ُ الدَّوابرِ
تشكو إليهمْ غدرهمْ كما اشتكتْ=عقيرة ٌ إلى شفارِ العاقرِ
قدْ وقروا عنها وكانتْ مدَّة ً=تسمعُ منهمْ كلَّ سمعٍ وافرِ
وكلَّما ليموا على جفائها=تواكلوا فيها إلى المعاذرِ
فليتَ شعرَ جدبها إذْ صوّحوا=أينَ الخصيبُ الكثُّ في المشافرِ
وهبهمُ عنِ السِّيولِ عجزوا=فأينَ بالقاطرِ بعدَ القاطرِ
كانتْ لها واسعة ً ركابهمْ=وكيلهمْ في الحظِّ كيلُ الخاسرِ
ففيمَ ضاقوا فتناسوا حقَّها=والدَّهرُ يعطيهمْ بسهمٍ وافرِ
كانتْ وهمْ في طيِّ أغمادهمُ=لمْ تتبرَّزهمْ يمينُ شاهرِ
وافرة ً أقسامها فما لها=لمْ تقتضبْ منْ هذهِ المناشرِ
هلْ ذخرتهمْ دونَ من فوقِ الثَّرى=إلاَّ ليومِ النَّفعِ بالذَّخائرِ
لو شاوروا مجدٌ ابنَ أيُّوبَ لما=فاتتهمْ حزامة ُ المشاورِ
إذنْ لقدْ تعلَّموا ولُقِّنوا=رعيَ الحقوقِ منهُ والأواصرُ
للهِ راعٍ منهمُ مستيقظٌ=لمْ يتظلَّمْ طولَ ليلِ السَّاهرِ
يرى الصَّباحَ كلُّ منْ توقظهُ ال=عليا وما لليلهِ منْ آخرُ
جرى إلى غايتهِ فنالها=مخاطراً والسَّبقُ للمخاطرِ
ما برحتْ تبعثهُ همَّتهُ=في طلبِ الجسائمِ الكبائرُ
حتّى أنافَ آخذاً بحقهِ=منَ العلا أخذَ العزيزِ القادرِ
ردَّ عميدُ الرؤساءِ دارسَ ال=مجدِ وأحيا كلَّ فضلٍ داثرِ
حلَّقَ حتَّى اشتطَّ في سمائهِ=بحاكمٍ في نفسهِ وآمرِ
وبعدُ في الغيبِ لهُ بقيَّة ٌ=ناطقة ُ الأنباءِ والبشائرِ
ولمْ يقصِّرْ قومهُ عنْ سودَدٍ=يخبِّرُ عنْ أوَّلهمْ بالآخرِ
ولا استزلُّوا عنْ مقامِ شرفٍ=توارثوهُ كابراً عنْ كابرِ
لكنّهُ زادَ بنفسٍ فضلتْ=فضلَ يدِ الذّارعِ شبرَ الشّابرِ
والشَّمسُ معْ أنَّ النُّجومَ قومها=تنسخهنَّ بالضِّياءِ الباهرِ
وخيرُ منْ كاثركَ الفخرُ بهِ=شهادة َ الأنفسِ للعناصرِ
هوَّنَ في الجودِ عليهِ فقرهُ=أنَّ المعالي إخوة ُ المفاقرِ
فالمالُ منهُ بينَ مفنٍ واهبٍ=والنَّاسُ بينَ مقتنٍ وذاخرِ
ولنْ ترى الكفُّ القليلُ وفرها= في النَّاسِ إلاَّ لابنِ عرضٍ وافرِ
منْ راكبٌ تحملهُ وحاجة ٌ=أمُّ الطَّريقِ منْ بناتِ داعرِ
ضامرة ٌ تركَّبتْ نسبتها=شطرينَ منْ ضامرة ٍ وضامرِ
يقطعُ عنِّي مطرح العينينِ لا=أسومهُ مشقَّة َ المسافرِ
منْ أسهلتْ أو أحزنتْ رحلتهُ= فحظُّهُ حظُّ المجيرِ العابرِ
بلِّغْ على قربِ المدى وعجبٌ= قولي بلِّغْ حاضراً عنْ حاضرِ
نادِ بها الأوحدَ يا أكرمَ منْ=تثنى عليهِ عقدُ الخناصرِ
لم تسدِ النَّاسَ بحظٍّ غالطٍ=متَّفقٍ ولا بحكمٍ جائرِ
ولا وزرتَ الخلفاءَ عرضا=بلْ عنْ يقينٍمنْ عليمٍ خابرِ
ما هزَّكَ القائمُ حتَّى اختبرتْ=بالجسِّ حدَّيكَ يمينُ القادرِ
خليفتانِ اصطفياكَ بعدَ ما=تنخَّلا سريرة َ الضَّمائرِ
وجرَّبا قبلكَ كلَّ ناكلٍ=فعرفا فضلَ الجرازِ الباترِ
لمْ تكُ كالقبائلِ في حبالهِ=والدِّينُ منهُ مسحلُ المرائرِ
يأكلُ مالَ اللهِ غيرَ حرجِ الصّ=درِ بما جرَّ منَ الجرائرِ
فانعمْ بما أعطيتَ منْ رأيِّهما=وكاثرِ المجدَ بهِ وفاخرِ
واكتسِ ما ألحفتَ في ظلَّيهما=منْ ردنٍ زاكٍ وذيلٍ طاهرِ
فحسبُ أعدائكَ كبتاً وكفى=كبَّاً على الجباهِ والمناخرِ
إنَّ الَّذي ماتَ ففاتَ منهما=بقَّاكَ ذخراً بعدهُ للغابرِ
فابقَ على ما رغموا مملَّكا=أزمَّة َ الدّسوتِ والمنابرِ
ما دامتِ المروة ُ أختاً للصفا= والبيتُ بينَ ماسحٍ ودائرِ
واجلس لأيَّامِ التَّهاني مالئا=صدورها بالمجدِ والمآثرِ
تطلعُ منها كلَّ يومٍ شارقٍ=بمهرجانَ وبعيدٍ زائرِ
لكَ الزكيُّ البرُّ منْ أيَّامها=وللأعادي كلُّ يومٍ فاجرِ
واسمعْ أناديكَ بكلِّ غادة ٍ=غربيَّة ٍ لمْ تجرِ في الخواطرِ
مؤيسة ِ الغرامِ في باطنها=مطعمة ٍ في نفسها بالظَّاهرِ
وهيَ على كثرة ِ منْ يحبها=وحسنها قليلة ُ الضَّرائرِ
تستولدُ الودادَ والأموالَ منْ=كلِّ عقيمٍ في الولادِ عاقرِ
فلستَ تدري فكرة ٌ منْ شاعرٍ= جاءتْ بها أو نفثة ٌ منْ ساحرِ
ملَّككَ الودُّ عزيزَ رقِّها=وهي منَ الكرائمِ الحرائرِ
تفضلُ في وصفكَ ما تفضلهُ=في الرَّوضِ أسآرُ الغمامِ الباكرِ
لاتشتكيكَ والملالُ حظُّها=منكَ وأنْ ريعتْ بهجرِ الهاجرِ
في سالفِ الوصفِ وفي مستأنفِ ال=جفاءِ بينَ شاكرٍ وعاذرِ
واعرفْ لها اعترافها إذْ أنصقتْ=واعرفْ لها في الجورِ فضلَ الصَّابرِ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,limegreen" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
هبَّتْ ومنها الخلابُ والخدعُ
هبَّتْ ومنها الخلابُ والخدعُ=تأخذُ منِّي باللَّومِ أو تدعُ
لأهبة ِ السَّيرِ لا تطيرُ مع الذ=كرِ بها لوعة ٌ ولا تقعُ
لمْ يختلبْ جنسها الوداعُ ولا أه=تزَّتْ لها خلفَ ظاعنٍ ضلعُ
قبلك أعيتْ عواذلي أذني=ايُّ صفاتٍ بالعذلِ تنصدعُ
في سلفِ الرَّائحينَ جائرة ٌ=تسمعُ أحكامها فتتَّبعُ
لها سوادا قلبي وطرفي فما=يغربُ فيها دمعي ولا الجزعُ
حوراءُ ودَّ الظَّبي المكانَ الذي=تنظرُ منهُ والظَّبيُ مرتبعُ
صحَّحَ رقيِ حبُّ الوفاءِ لها=ومهجتي في لحاظها قطعُ
بانتْ بحلو المنى وعيشي وآ=تي العيشَ ماضٍ ولو كانِ يرتجعُ
وعلَّمتْ طيفها الصُّدودَ وقدْ=كنتُ بأفكِ الأحلامِ أقتنعُ
وليلة َ النَّعفِ والسُّرى آمرٌ=بالنَّومِ والشَّوقُ زاجرٌ يزعُ
أكرهتُ عيني على الكرى رقبُ ال=طَّيفَ ونومي أولاهُ ممتنعُ
فما وفتْ شيمة ٌ ملوَّنة ٌ=تستنُّ في غدرها وتبتدعُ
حتى تمنيتُ لو سهرتُ مع الرَّ=كبِ وودَّ السَّارونَ لو هجعوا
شيَّبني قبلَ انْ كبرتُ لهُ=حبٌّ لظمياءَ ناشئٌ يفعُ
يأخذُ ما تأخذُ السُّنونَ منْ ال=جسمِ ولا يتركُ الذي تدعُ
آهِ لشمطاءَ لا هي الشِّعرُ=برأسي ولا هي الصَّدعُ
تؤذنني بالمدى وتخرقُ منْ=عمري ولا تسدُّهُ الرّقعُ
صحبتُ منها يبسَ الرَّفيقَ ويا= ليتَ افترقنا منْ فبلِ نجتمعُ
كصاحبِ البلدة ِ القواءِ أخو=هُ الذئب فيها وجارهُ السَّبعُ
قالوا ارتدعْ إنَّهُ البياضُ وقدْ=كنتُ بحكمِ السَّوادِ أرتدعُ
لمْ ينقلْ الشَّيبُ لي طباعاً ولا= دنَّسني قبلَ صقلهِ طبعُ
نفسي أحجى منْ أنْ تحلِّمَ بال= وعظِ وقلبي بالمجدِ مضطلعُ
وإنْ هوى بي أو حطَّني حمقُ ال=حظِّ فهمِّي يسمو ويرتفعُ
صدقتُ دهري عنِّي ليعرفني=لو كنتُ فيهِ بالصِّدقِ أنتفعُ
وقلتْ ملْ بي عنْ طرقِ مسألة ِ النَّ=ناسِ وقدنى فإنّني تبعُ
جرَّبتُ قوماً وفاؤهمْ بارقُ ال= خلَّبِ لا يمطرونَ إنْ لمعوا
في العسرِ واليسرِ يمنعونَ فإنْ=أعطوا تنميتُ أنَّهمْ منعوا
طمعتُ فيهمْ حتى يئستُ ما ال=يائسُ سوى ما أفادكَ الطمعُ
فاقعدْ إذا السَّعيُ جرَّ مهضمة ً= وجعْ إذا ما أهانكَ الشَّبعُ
وصاحبٍ كاليدِ الشَّليلة ِ لا=يدفعُ شيءٌ بها فيندفعُ
مشى جواداً معي فحينَ علا=تجمّعتْ لي بودِّهِ ضبعُ
حملتُ نفسي عنهُ عزوفاً وقدْ=يحمي فيمشي بثقلهِ الظَّلعُ
وقلتُ بابُ الإلهِ إنْ ضقتَ مف=توحٌ وهذا الفضاءُ متَّسعُ
وفي وفاءِ الحلوِ الوفاءُ ابن أيَّ=وبَ مرادٌ كافٍ ومنتجعُ
مولى يدي والحسامُ يسلمها=وناصري يومَ تخذلُ الشِّيعُ
علقتُ منهُ شررَ القوى مرسَ ال=فتلِ وحبلُ الآمالِ منقطعُ
أبلجَ يعدي الدُّجى سناهُ فتب=يضُّ إذا خاضها وتنتصعُ
راضِ العلا قارحَ العزيمة ِ واس=تظهرَ حتى كأنَّهُ جذعُ
مسدِّد النَّطقِ مستريبٌ بما=قالَ منَ الحقِّ آمنٌ فزعُ
يطلعهُ نجدَ كلِّ مشكلة ٍ=رأيٌ وراءَ الغيوبِ مطَّلعُ
عنَّ على قدرة ِ وجادَ وجوُّ ال=جدي جعدُ الأرواحِ منقشعُ
وشدَّ منهُ ملكَ الإمامينِ جل=دَ المتنِ لا عاجزٌ ولا ضرعُ
ينصح ُللهِ والخلافة ِ لا=يرفعُ في شهوة ٍ ولا يضعُ
وزارة ٌ مذ اتيتها عاشتْ السُّ= نَّة ُ فيها وماتتْ البدعُ
تشهدُ لي أنّها اليقينَ قضا=يا اللهِ والمسلمونَ والجمعُ
وزرتهمْ وارثاً اباكَ فما ار=تابوا بما أصَّلوا وما افترعوا
واغترسوا عرقكَ الكريمَ فما=أطيبَ ما أستثمروا الذي زرعوا
كانَ اصطناعاً على تمنُّعهِ=منهمْ بمنْ قدَّموا وما اصطنعوا
كنتَ لساناً يقضي إذا نطقوا=قضاءَ أرماحهمْ إذا شرعوا
وسنَّة ً تدفعُ المخالفَ عنْ=دعوتهمْ مذ همْ بكَ ادَّرعوا
فضلٌ طريفٌ منهُ ومتَّلدٌ=تنقلهُ حاكياً وتخترعُ
وحَّدكَ النَّاسُ في الدُّعاءِ ولو= ثنُّوا لضلُّوا إفكا ولو جمعوا
وأطنبَ المادحونَ فيكَ بما=صاغوا منَ السَّائراتِ أو رصعوا
ولمْ يقولوا إلاَّ بما علموا=ولا رووا فيكًَ غيرَ ما سمعوا
فليبقَ للنَّاسِ منكَ منْ أطبقَ النَّ=اسُ عليهِ في الفضلِ واجتمعوا
ولتجتنبْ ربعكَ الخطوبُ وفي=قومٍ مصيفٌ لها ومرتبعُ
وليغشَ منكَ النيروزُ أكرمَ منْ=حطَ إليهِ الوفودُ أو رفعوا
يومٌ جوادٌ حكاكَ حتى على ال=تُّربِ حلى منْ جداهُ أو خلعُ
يعطيكَ بشرى الخلودِ ما طفقتْ=تحتجبُ الشَّمسُ ثمَّ تطَّلعُ
وليفدْ كفَّيكَ مغلقُ اليدِ مخ=فورُ النَّواحي بالبخلِ ممتنعُ
ما عندهُ في المهمِّ يطرقهُ=جدٌّ ولا بالنَّدى لهُ ولعُ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,deeppink" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
هلْ بعدَ مفترقِ الأظعانِ مجتمعُ
هلْ بعدَ مفترقِ الأظعانِ مجتمعُ=أمْ هلْ زمانٌ بهمْ قدْ فاتَ يرتجعُ
تحمَّلوا تسعُ البيداءُ ركبهمُ=ويحملُ القلبُ فيهمْ فوقَ ما يسعُ
مغرِّبينَ همُ والشَّمسَ قدْ ألفوا= ألاَّ تغيبَ مغيباً حيثما طلعوا
شاكينَ للبينِ أجفاناً وأفئدة ً=مفجَّعينَ بهِ أمثالَ ما فجعوا
تخطو بهِ فاتراتٍ في أزمَّتها=أعناقها تحتَ إكراهِ النَّوى خضعُ
تشتاقُ نعمانُ لا ترضى بروضتهِ=داراً ولو طابَ مصطافٌ ومرتبعُ
فداءُ وافينَ تمشي الوافياتُ بهمْ=دمعٌ دمٌ وحشاً في إثرهمْ قطعُ
الليلُ بعدهمُ كالفجرِ متّصلٌ=ما شاءَ والنَّومُ مثلِ الوصلِ منقطعُ
ليتَ الّذينَ أصاخو يومَ صاحَ بهمْ=داعي النَّوى ثوِّروا صمُّوا كما سمعوا
أوليتَ ما أخذَ التَّوديعُ منْ جسدي=قضى عليَّ فللتعذيبِ ما يدعُ
وعاذلٍ لجَّ أعصيهِ ويأمرني=فيهمْ وأهربُ منهمْ وهوَ يتَّبعُ
يقولُ نفسكَ فاحفظها فإنَّ لها=حقاً وإنْ علاقاتِ الهوى خدعُ
روحْ حشاكَ ببردِ اليأسِ تسلُ بهِ=ما قيلَ في الحبِّ إلاَّ أنَّهُ طمعُ
والدَّهرُ لونانِ والدُّنيا مقلَّبة ٌ=الآنَ يعلمُ قلبٌ كيفَ يرتدعُ
هذي قضايا رسولُ اللهِ مهملة ٌ=غدراٌ وشملُ رسولِ اللهِ منصدعُ
والنَّاسُ للعهدِ ما لاقوا وما قربوا=وللخيانة ِ ما غابوا وما شسعوا
وآلهُ وهمُ آلُ الإلهِ وهم=رعاة ُ ذا الدِّينِ ضيموا بعدهُ ورعوا
ميثاقهُ فيهمْ ملقى ً وأمَّتهِ=معْ منْ بغاهمْ وعادهمْ لهُ شيعُ
تضاعُ بيعتهُ يومَ الغديرِ لهمْ=بعدَ الرِّضا وتحاطُ الرُّومُ والبيعُ
مقسَّمينَ بأيمانٍ همُ جذبوا=ببوعها وبأسيافٍ همُ طبعوا
ما بينَ ناشرِ حبلٍ أمسِ أبرمه= تعدُّ مسنونة ً منْ بعدهِ البدعُ
وبينَ مقتنصٍ بالمكرِ يخدعهُ=عنْ آجلٍ عاجلٌ حلوٌ فينخدعُ
وقائلٌ لي عليٌّ كانَ وارثهُ=بالنَّصِ منهُن فهلْ أعطوهُ أمْ منعوا
فقلتُ كانتْ هناتٌ لستُ أذكرها=يجزي بها للهُ أقواماً بما صنعوا
أبلغْ رجالاً إذا سمَّيتهمْ عرفوا= لهمْ وجوهٌ منَ الشَّحناءِ تمتقعُ
توافقوا وقناة ُ الدِّينِ مائلة ٌ=فحينَ قامتْ تلاحوا فيهِ واقترعوا
أطاعَ أوَّلهمْ في الغدرِ ثانيهمْ=وجاءَ ثالثهمْ يقفو ويتَّبعُ
قفوا على نظرٍ في الحقِّ نفرضهُ=والعقلُ يفصلُ والمحجوجُ ينقطعُ
بأيِّ حكمٍ بنوهُ يتبعونكمْ=وفخركمْ أنَّكمْ صحبٌ لهُ تبعُ
وكيفَ ضاقتْ على الأهلينِ تربتهُ=وللأجانبِ منْ جنبيهِ مضطجعُ
وفيمَ صيَّرتمْ الإجماعَ حجّتكمْ=والنَّاسُ ما اتفقوا طوعاً ولا اجتمعوا
أمرُ عليٍّ بعيدٌ منْ مشورتهِ=مستكرة ٌ فيهِ والعباسُ يمتنعُ
وتدّعيهِ قريشٌ بالقرابة ِ وال=أنصارُ لا رفعٌ فيهِ ولا وضعُ
فأيُّ خلفٍ كخلفٍ كانَ بينكمُ=لولا تلفَّقُ أخبارٌ وتصطنعُ
واسألهمْ يومَ خمٍّ بعد ما عقدوا= لهُ الولاية َ لمْ خانوا ولِمْ خلعوا
قولٌ صحيحٌ ونيّاتٌ بها نغلٌ=لا ينفعُ السّيفَ صقلٌ تحتهُ طبعُ
إنكارهمْ يا أميرَ المؤمنينِ لها= بعدَ اعترافهمُ عارٌ بهِ ادّرعوا
ونكثهمْ بكَ ميلاً عنْ وصيَّتهمْ= شرعٌ لعمركَ ثانٍ بعدهُ شرعوا
تركتَ أمراً ولو طالبتهُ لدرتْ= معاطسٌ راغمتهُ كيفَ تجتدع
صبرتَ تحفظ أمرُ اللهِ ومااطرحوا=ذبّاً عنِ الدِّينِ فاستيقظتَ إذْ هجعوا
ليشرقنَّ بحلوِ اليومِ مرُّ غدٍ=إذا حصدتَ لهمْ في الحشرِ ما زرعوا
جاهدتُ فيكَ بقولي يومَ تختصمُ ال=أبطالُ إذْ فاتَ سيفي يومَ تمتصعُ
إنَّ اللسانَ لوصَّالٌ إلى طرقٍ= في القلبِ لا تهتديها الذُّبَّلُ الشُّرعُ
آبايَ في فارسٍ والدِّينُ دينكمُ=حقّاً لقدْ طابَ لي أسٌّ ومرتبعُ
ما زلتُ مذْ يفعتْ سنِّي ألوذُ بكمْ=حتَّى محا حقُّكمْ شكيِّ وأنتجعُ
وقدْ مضتْ فرطاتٌ إنْ كفلتَ بها=فرَّقتُ عنْ صحفي البأسَ الّذي جمعوا
سلمانُ فيها شفيعي وهو منكَ إذا ال=آباءُ عندكَ في أبنائهمْ شفعوا
فكنْ بها منقذا منْ هولِ مطَّلعي=غداً وأنتَ منَ الأعرافِ مطَّلعُ
سوَّلتُ نفسي غروراً إنْ ضمنتُ لها=أنِّي بذخرٍ لكَ سوى حبِّيكَ أنتفعُ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,purple" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
هل تحت ليلك بالغضا من رائد
هل تحت ليلك بالغضا من رائد=يقتاف آثارَ الصباحِ الشاردِ
هيهات تلك نشيدة ٌ ممطولة ٌ=عند الغرام على المحبَّ الناشدِ
و كفاك عجزا من شجى ًّ ساهرٍ=يرجو الزفادة َ من خليًّ راقدِ
يا إخوة َ الرجلِ الغنيَّ أصابَ ما=يبغى وأعداءَ المقلَّ الفاقدِ
صاحبتُ بعدكم النجومَ فكلكم=إلبٌ عليّ وكلهنّ مساعدي
فإذا ركدن فمن تحيرٌّ أدمعي=و إذا خفقن فمن نبوَّ وسائدي
دلوا عليَّ النومَ إن طريقهُ=مسدودة ٌ بعواذلي وعوائدي
و على الثنية ِ باللوى متطلعٌ= طلعي بمربأة الرقيب الراصدِ
يقظٌ إذا خاف الرقيبَ تخطأتْ= عيناه عن قلبٍ مريدٍ عامدِ
متجاهلٌ ما حالُ قلبي بعده=جهلَ العليم وغائبٌ كالشاهدِ
و إلى َ جنوب البانِ كلّ مضرة ٍ=بالبان بين موائسٍ وموائدِ
يمشين مشى مها الجواءِ تخللتْ=عنهنّ غيطانَ النقا المتقاودِ
متقلداتٍ بالعيون صلائفاً=و طليً ولم يحملنَ ثقلَ قلائدِ
نافثتهنّ السحرَ يوم سويقة ٍ=فإذا مكايدهنّ فوق مكايدي
كنتُ القنيصَ بما نصبتُ ولم أخلْ=أن الحبالة عقلة ٌ للصائدِ
أنكرتُ حلمي يومَ برقة ِ عاقلٍ=و عرفتهُ يوم اللقاءِ بغامدِ
و جعلتُ سمعي من نبال عواذلي=غرضَ الغرورِ لكلَّ سهم قاصدِ
القلبُ قلبكَ فامض حيث مضى الهوى=بك من مضلًّ سعيهُ أو راشدِ
ما دام يدعوك الحسانُ فتى ً وما=دام الذوائبُ في قرابِ الغامدِ
فوراء يومك من صباك ضخى غدٍ=وعدٌ يسوءك منه صدقُ الواعدِ
و لقد سريتَ بليلهِ وبصحبهِ= فحماً وفي لهبَ البياض الواقدِ
فإذا المشيبُ مع الإضاءة حيرة ٌ=و إذا الشبابُ أخو المضلّ الواجدِ
و مطية ٍ للهوِ عزَّ فقارها=و صليفها عن راكبٍ أو قائدِ
مما احتمى من رحله بقماصهِ= و من الخشاش بأنفهِ المتصايدِ
أعيا على ركب الضبا أن يظفروا=بمغالقٍ من غرزها ومعاقد
قد رضتها فركبتُ منها طيعا= ينصاعُ بين مراسني ومقاودي
و أخٍ رفعتُ له بحيَّ على السري=و النجمُ يسبحُ في غديرٍ راكدِ
فوعى فهبَّ يحلُّ خيطَ جفونهِ= بالكرهِ من كفَّ النعاس العاقد
غيران قام على الخطار مساعدا=نصرَ الحسامِ رفدتهُ بالساعدِ
حتى رجمتُ الليلَ منه بكوكبٍ=فتقَ الدجى َ وأضاء وجهَ مقاصدي
فردينِ سومَ الفرقدين تمايلا=مستأمنين على طريق واحدِ
و محجبٍ تدع الفرائصَ هيبة ً=أبوابهُ من خافقٍ أو راعدِ
تتسابقُ الجبهاتُ دون سريرهِ= للفوزِ بين معفرَّ أو ساجدِ
لا تطمعُ الأقدارُ في استنزاله= بضعائفٍ منها ولا بجلائدِ
أذنتْ عليه وسائلي وترفعتْ=أستارهُ لمقاصدي وقصائدي
و بعثتُ غرَّ قلائدي ففتحنَ لي=أبوابهَ فكأنهنّ مقالدي
كعمانَ أو ملكٍ عمانٌ دارهُ=دانى النوالِ على المدى المتباعدِ
رانٍ عليّ على ارتفاع سمائه= برًّ بوفدِ مدائحي ومحامدي
بعثتْ بصيرتهُ نفاقي عندهُ=و الشعرُ يبضعُ في أوانٍ كاسدِ
و قضى على أني الوحيدُ بعلمهِ=فكفى َ بذلك أنه من شاهدي
سبق الملوكَ فبذهم متمهلا=جاروا ومرَّ على الطريق القاصدِ
و مضى على غلوائهِ متسنما= لم ترتفقْ مسعاتهُ بمعاضدِ
طيان لم يقضِ البوازلَ قبله=جذعٌ ولم يطلِ القيامَ بقاعدِ
نسبَ السماءَ يريد أين فخارها= منه فباهلها بفخرٍ زائدِ
و سما يماجدُ قومه بنجومها=فثنى ولم يظفرْ بنجمٍ ماجد
غرسَ المعاليَ مكرمٌ في تربها=فجنت حلاوة َ كلّ عيشٍ باردِ
حجراً على الأقدارِ فيما نفذتْ= أحكامها من صادرٍ أو واردِ
لن تعدمَ الآفاقُ نجما طالعا=منها ينور إثر نجمٍ خامدِ
فالسيفُ منهم في يمين المنتضى=كالسيف منهم في يمين الغامدِ
هم ما همُ . وتفرقت آياتهم=في المجد ثم تجمعتْ في واحدِ
أحيت لهم أيامُ محي الأمة ِ ال=عافي وهبتْ بالرقودِ الهاجدِ
و تسنمتْ درجَ السماء بذكرهم=أيامُ آثارٍ لهم ومشاهدِ
و إلى يمين الدولة افتقرت يدٌ= في الملك لم تعضدْ سواه بعاضدِ
نظمَ السياسة َ مالكٌ أطرافها=لم تستعنْ عزماتهُ بمرافدِ
و أقامَ ميلَ الدولتين مؤدبٌ=بثقافه خطلَ الزمانِ المائدِ
سبقَ الرجالَ بسعيه وبقومه=و المجدُ بين مكاسبٍ وموالدِ
جرت البحارُ فما وفت بيمينه= فكأنَّ ذائبها يمدُّ بجامدِ
ضنتْ يجوهرها وما في حرزها=من منفساتِ ذخائرٍ وفوائدِ
فاستخرجتها كفه وسيوفه=فسختْ بها لمؤملٍ ولرافدِ
نامَ الرعاة ُ عن البلادِ وأهلها= عجزا وعيناه شهابا واقدِ
و حمى جوانبَ سرحهِ متنصفٌ=للشاء من ذئب الغضا المستاسدِ
و إذا الأسودُ شممن ريحَ عرينه=كانت صوارمه عصيَّ الذائد
ما بين سربزة ٍ إلى ما يستقي= وادي الأبلة ِ هابطا من صاعدِ
يقظانُ يضرب وهو غيرُ مبارزٍ=عزما ويطعن وهو غير مطاردِ
كفٌّ له تحمي وسيفٌ ينتضى= و لحاظُ راعٍ للرعية ِ راصدِ
و إذا بغى باغٍ فباتَ يرومه=باتت صوارمه بغيرِ مغامد
و مطوحٍ ركبَ الخطار فرده= أعمى تحيرَّ ماله من قائدِ
كفَّ الرعاعَ وجاء يطلبُ حاجة ً=عسراءَ في كفَّ الهمامِ اللابد
يرمي الكواكبَ وهي سعدٌ كلها=بمناحسٍ من جده ومناكدِ
جنتْ به الأطماعُ فاستغوى بها=يصبو إلى شيطانها المتماردِ
خبرتهُ يبغى عمانَ وأهلها=فعرفت مصدره بجهل الواردِ
لم ينجه والموتُ في حيزومه= ما ضمَّ من حفلٍ له ومحاشدِ
جمحتْ به غرارة ٌ من حينه= قذفته في لهواتِ صلًّ زاردِ
نسفتْ بأطراف الرماحِ جنودهُ= طوحَ السنابلِ عن شفارِ الحاصدِ
من راكبٌ وفؤادهُ من صخرة ٍ=جوفاءَ أمَّ فواقرٍ وأوابدِ
حدباءَ تسلك من عثار طريقها= حدباً ذواتِ نواقصٍ وزوائدِ
فتظلّ طورا غي عنان سمائها=صعدا وطورا في الحضيض الهامدِ
تختبُّ قامصة ً ولم تطأ الثرى=و تظلُّ لا في سبسبٍ وفدافدِ
يظما بها الركبانُ وهي سوابحٌ=في غامرٍ تيارهُ متراكدِ
شنعاءَ لو طرقَ الخيالُ بمثلها= عيني لما أطبقتُ مقلة َ راقدِ
بلغْ وليتَ رسائلي تقتصها=شفتى وغائبيَ المؤخرَ شاهدي
أو ليت قلبي كان قلبك أصمعاً=في أضلعٍ صمَّ العظامِ أجالدِ
فأخوضَ بحرا من حميمٍ آجنٍ= يفضي إلى البحرِ الزلالِ الباردِ
قلْ إن وصلتَ لناصر الدين استمع=فقراً تجمعُ كلَّ أنسٍ شاردِ
يا خيرَ من حملتْ ظهورُ صواهلٍ=في الملك أو ضمتْ صدور وسائدِ
و تعضبتْ بالنور فوق جبينه= عذبُ اللواء تحفُّ تاجَ العاقد
أنا عبدُ نعمتك التي شكرتْ إذا=ما نعمة ٌ نيطت بآخرَ جاحدِ
أغنيتني عن كلّ مذمومِ الجدا= ألقاه مضطرا بوجهٍ حامدِ
و نفضتَ عن ظهري بفضلك ثقل ما=أوعيتُ من نوبٍ عليّ شدائدِ
كان الزمانُ يسرُّ لي ضغنا فقد=أصلحتَ لي قلبَ الزمان الفاسد
و حفظتَ في تكرما وتفضلا=ما أذكرتكَ قدائمي وتلائدي
ذممٌ لو اعتمَ العداة ُ بمثلها=عقدوا بهنّ لديك خيرَ معاقدِ
و من الذي يرعى سواك لنازح=عن لحظه نائي المحلّ مباعدِ
متناقصِ الخطواتِ عنك ذكرتهُ=في سكرة الملكِ العظيم الزائدِ
أوليتني في ابني ونفسي خيرَ ما=أوليتَ في ولدٍ شفاعة َ والدِ
فلذاك كرَّ على مشقة ِ طرقهِ=و كررتُ أطلبُ من نداك عوائدي
تعطى المنى ونعود نسألُ ثانيا=فتعود حبا للسماح العائدِ
و تموتُ حاجتنا وينفدُ فقرنا=و سؤالنا ونداك ليس بنافدِ
فاحكم بسنتك التي شرعَ الندى=لك شرعها حكمَ القديرِ الواحد
كفلْ علاك بحاجتي واكفف يدي=عن كلّ جعد الكف جعد الساعدِ
فالناسُ غيرك من تضيق مجالتي=فيه وتقتل بالمطالِ مواعدي
صنْ عنهمُ شفتي ودعني واحدا=في الدهر أشربْ من قليبٍ واحدِ
حاشا لمجدك أن تسددَ خلتي=بمشارك لك فيّ أو بمساعدِ
و انصتْ لها غرراً لمدحك وحده=ينظمنَ بين قلائدٍ وفرائدِ
من كلّ مخلوعٍ لصادقِ حسنها=فيها عذارُ العابدين لعابدِ
عذراءَ مفضوضٍ لديك ختامها=ما كلُّ عذراءٍ تزفُّ بناهدِ
تجلو عليك بيوتها ما أنشدتُ=حوراءَ ذات وشائح وقلائدِ
كعقلية الحيّ الحلولِ تمشت ال=خيلاءَ بين وصائفٍ وولائدِ
مما سبقتُ بخاطري أماتها=و حويتهُ برقايَ أو بمكايدي
خضعَ الكلامُ لمعجزي في نظمها=فعنا لها من راكعٍ أو ساجدِ
قد آمنَ الشعراءُ بعد فسوقهم= بدلائلي في فضلها وشواهدي
و أطاع كلُّ منافق إن سره= أو ساءه وأقرَّ كلُّ معاندِ
فاعطفْ لمهديها وحاملِ تربها=و احملْ له حقَّ السفير الرائدِ
و ارددهُ عن عجلٍ كما عودته=برواجعٍ من نعمتيك ردائدِ
و اشددْ يداً بالخافقين مملكا=عنقيهما من أتهمٍ ونجائدِ
في دولة ٍ أختِ السعود وعزة ٍ=أمَّ النجوم وعمرِ ملكٍ خالدِ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,indigo" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
هل تقبلون إنابة َ الدهرِ
هل تقبلون إنابة َ الدهرِ=أم تنصتون له إلى عذرِ
أم تعرفون لقربِ رجعتهِ=ما كان همَّ به من الغدر
فلقد أتاكم يستظلُّ بكم=من حرَّ سخطكمُ ويستذري
متنصلا من هفوة ٍ يدهُ=كادت تشلُّ بها وما يدري
خزيانَ يقسمُ لا سعيَ أبدا=للمجد في وهنٍ ولا عقرِ
وسمُ الندامة ِ فوق جبهته=و يداه بالإقرارِ في أسرِ
يلقى الجراحة َ بالدواملِ من=إقلاعهِ والكسرَ بالجبرِ
فاستعملوا البقيا التي فطرتْ=فيها حلومكمُ من الصخرِ
و استعبدوه بعفوكم فلكم=بالجود من عبدٍ لكم حرَّ
و أنا الزعيمُ لكم بعهدتهِ=و وفائهِ وشفيعهُ شعري
قد كان غمرا لم يجد خورا=و أظافرا خدشت ولم تفرِ
و نوافذاً حرشت فما لفيت=حرجاً ولا مقبضَ الصدرِ
أذنٌ تمجُّ الهجرَ تسمعه=و لسانُ صدقٍ حاضرُ النصرِ
طرفٌ أشمُّ من الرجال أبى َ=في الضيم أن يعزى إلى صبرِ
و مودة ٌ كملتْ فعورها=نبذٌ من الإعراض والهجرِ
عتبٌ تخلص في تراجمه=من عثرة الفحشاءِ والهجرِ
لم يحترش ضغناً ولا حنيتْ=عوجُ الضلوع له على غمرِ
مدَّ الوشاة ُ له رقابهمُ=يتطلعون عواقبَ المكرِ
يرمون بالأبصار رائدة ً=أني تصوبُ سحابة ُ الشرَّ
ظنوا اليدَ اليمنى إذا بطشتْ=قعدتْ بيسراها عن النصرِ
و النيران وإن هما اختلفا=فالشمسُ لا ترتابُ بالبدرِ
يا خاب سعيُ مرقشين مشوا=بالغشّ بين الماء والخمرِ
و مسولين نفوسهم حسدا=أن القطارَ تظنُّ كالبحرِ
خبطوا من التمويه في ظلمٍ=أسفرن عن مستبهمٍ وعرِ
لا يستقرُّ به الدليلُ على=قصًّ ولا يحنو على السفرِ
قد عانقوا فيه رحالهمُمن قائفٍ أثراً ومستقري
يغلي الهجيرُ بهم إذا انغمسوا= في الآل غلى َ الماءِ في القدرِ
نجواهمُ فيه إذا اشتوروا=يا ليتَ لم نركبكَ من ظهرِ
قد طأمنتْ فقعوا لها وضعوا ال=جبهات موجة َ ذلك العبرِ
و أفاقت الأيام واعترفت=بمكانِ جهلتها على السكرِ
فتساندوا أسفا إلى صدفٍ=هاوٍ على ممطولة ِ القعرِ
ملساءَ لا تجد الأكفُّ بها=علقاً بأنملة ٍ ولا ظفرِ
عضوا الحصا إن لان من كمدٍ=لضروسكم وأمشوا على الجمرِ
الله أحسنُ للعلا نظرا=و أبرّ بالمعروفِ والبرَّ
و أشدُّ ضنا بالمحاسن أن=يقوينَ من عينٍ ومن أثرِ
أو أن تعطلَ بالذي زعموا=سننُ الهدى ومواسمُ الشكرِ
و الملكُ يعلم أيَّ سيفِ وغى ً=يمضي وسهمِ رمية يبري
و ترى الرجالَ وفوتَ بينهمُ=مثلَ البهامِ تقاسُ بالغرَّ
فيعدُّ للجلى أتمهمُ=باعا وأحفظهم قوى أسرِ
و أخفهم في صدر موكبه=سرجا وأثقلهم على الصدرِ
و رأوا ظلامَ الأمر منذُ خبا=عنهم سراجُ النهى والأمرِ
قبضوا الذراعَ الرحبَ واعتفدوا=أنّ السماء تقاسُ بالفترِ
و استصغروا عفوَ اللبيب فما اس=تغنوا بجهل الغافل الغمرِ
حتى إذا أبت حلومهمُ=فراً طليعة َ رأيهم تسري
عادوا وقد خفَّ البغاثُ بهم=يستطعمون مخالبَ النسرِ
فأقلْ عثارهمُ فإنهمُ=رجعوا إليك رجوعَ مضطرَّ
و احملْ كما عودتَ ثقلهمُ=و انهض لهم بالنفع والضرَّ
و اعدْ مناكبهم كما ألفتْ=بك من ثياب العزّ والفخرِ
و تملَّ ما ألبستَ من نعمٍ=تكسو الومانَ بها ولا تعرى
هذي ثمارُ الحلم مجلبة ٌ=فتهنها ونتيجة الصبرِ
و عواقب الحسنى وواحدة ال=حسنات عند الله بالعشرِ
قد كايلوك بقدر وسعهمُ=من رفع منزلة ٍٍ ومن قدرِ
فاقنع ولا تحجلْ مكارمهم=بظلالِ عالٍ مالهُ يجري
و متى ترمْ ما تستحقُّ فقد=كلفتمُ ما ليس في الدهرِ
شمختْ بأنفكَ عزة ٌ قعستْ=أن تستقادَ بمخطمِ القسرِ
صماءُ من عبد الرحيم لها=عرقٌ يمدُّ إلى منو جهرِ
درجَ القرونُ وبيتُ مفخرهاعالي العمادِ مخلدُ الذكرِ
طابت أحاديثُ الملوكِ ولا=كالعرفِ من آبائك الغرَّ
الناضلين بكل صائبة ٍ=في الرأي ضافية ٍ على النفرِ
سيارة ٍ في الأرض سنتها=بالعدل سيرَ الأنجم الزهرِ
و الباسطين لمنع جانبهم=بوعا تطولُ على القنا السمرِ
و إذا الكماة دعوا فصدهمُ=حينٌ يغالطُ عنه بالوقرِ
شدوا الفجاجَ إلى صريخهمُ=يتكاثرون تكاثرُ القطرِ
لهم الجفانُ البيضُ ضاحكة=تحت الليالي الكلحِ الغبرِ
يتنازعون على الحديث بها=يقوى مقلهمُ على المثرى
كرماء معترفون إن طرقتْ=أمُّ السنينَ بحادثٍ نكرِ
صبروا على البؤسي تعمهمُ=فكأنهم أثروا من الفقرِ
أنشرتهم بعد الثور كما=ولدوك بعد الطيَّ والنشرِ
بك أورقت للمجد دوحتهُ=و اهتزّ في أفنانه الخضرِ
و أضاء للأقوال مسلكها=فمضى النجاحُ بركبها يسري
حلفَ السماحُ عليك لاَ وصلَ ل=أسبابَ بين يديك بالوفرِ
و من العجائب أن تعطيك في=قبضٍ يدهى جدولٌ يجري
أنا ذلك المولى المقيمُ على=صدقِ الهوى وسلامة ِ الصدرِ
محفوظة ٌ عندي ودائعكم=في الودّ حفظَ نفائسِ الذخر
خليَّ الأقاربُ عنكمُ ويدي=معصومة ٌ بكمُ إلى الحشرِ
لا نبوة ُ الدنيا تغيرني=عنكم ولا متغيرُ الأمرِ
ناديكمُ ظليَّ ودولتكم=عزى وعمرُ سعودكم عمري
جاهرتُ فيكم بالعداوة ِ منْ=تخشى العداوة ُ منه في السرَّ
و لقيتُ قوما دونكم كرهوا=أيامكم بقواصم الظهرِ
كم قولة ٍ جرعتُ قائلها=غصصا بتكذيبٍ له مرَّ
و حملتُ أخرى خفتُ صاحبها=أطوى الجناحَ له على الكسرِ
حتى تسرى الخطبُ وانفرجتْ=كربُ الدجى بتبلج الفجرِ
فالان يا نفسي لها انفسحي=جذلا ويا عيني لها قرى
و انهض بجهدك يا لسانيَ في ال=بشرى لها وتصفَّ يا فكري
و ابعث ضوارعَ عنك نائبة ً=إن أخرتك عوائقُ الدهرِ
ولاجة ً تطأ الصدورَ بها=كلمٌ توسعُ ضيقَ العذرِ
نفاثة َ العقداتِِ تحسبها=هبطتْ إلى هاروتَ بالسحرِ
و كأنما نفضَ التجارُ بها=بين البيوت حقائبَ العطر
يشقى بها المتحرشون كما=تشقى َ يدُ المشتارِ بالدبرِ
فاستقبلوا غررا موحدة ً=سيقتْ لكم من واحدِ العصرِ
و تمسكوا منى بجوهرة ال=غواص واحموا معدن التبر
و اقضوا نذورَ الشعر في فقد= قضيتُ فيكم شاكرا نذري[/poem]
تأبط شراَ غير متواجد حالياً  
قديم 24-11-2006, 10:33 PM   #14
تأبط شراَ
 
الصورة الرمزية تأبط شراَ
 







 
تأبط شراَ is on a distinguished road
افتراضي

[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,orange" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
هلْ في الشُّموسِ التي تحدى بها العيرُ
هلْ في الشُّموسِ التي تحدى بها العيرُ= قلبٌ إلى غيرِ هذا الدِّينِ مفطورُ
أمْ عندَ تلكَ العيونِ المتبلاتِ لنا= دمٌ على أسهمِ الرَّامينَ محظورُ
زمَّوا المطايا فدمعٌ مطلقٌ أمنَ ال= عدوى ودمعٌ وراءَ الخوفِ محصورُ
فكمْ نهيتُ بأولى الزَّجرِ سائقهمْ= حتى تشابهَ مهتوكٌ ومستورُ
وفي الخدورِ مواعيدٌ مسوَّفة ٌ= لمْ يقضَ منهنَّ منذورٌ ومنظورُ
وماطلاتٍ ديونَ الحبِّ تلزمها= ليَّاً وهنَّ مليَّاتٌ مياسيرُ
لا تقتضى بفتى ً يقتلنَ عاقلة ً= ولا يقومُ وراءَ الثأرِ موتورُ
يجحدنَ ما سفكتْ أجفانهنَّ دماً= وقدْ أقرَّ بهِ خدٌّ وأظفورُ
يا سائقِ البكراتِ استبق فضلتها= على الوريدِ فظهرُ العفرِ معقورُ
حبساً ولو ساعة ً تروى بها مقلٌ= هيمٌ وأنتَ عليها الدَّهرُ مشكورُ
فالعيسُ طائعة ٌ والأرضُ واسعة ٌ= وإنَّما هو تقديمٌ وتأخيرُ
تغلَّسوا منْ زرودٍ وجهَ يومهمُ= وحطَّهمْ لظلالِ البانِ تهجيرُ
وجاذبوا الجزعَ منْ وادي الأراكِ وقدْ= تعصَّبتْ بالغروبِ الأحمرِ القورُ
وضمنوا اللَّيلَ سلعاً أنْ رأوهُ وقدْ= غنَّتْ على قنَّتي سلعَ العصافيرُ
وكيفَ لا يستطيبُ العشبَ رائدهمْ= وكلُّ وادٍ لهمْ بالدَّمعِ ممطورُ
واستكثفوا البقلَ منْ نعمانَ فاقتحموا= لسَّاً وخضماً فمهلوسٌ ومهصورُ
ومنْ ورائهمُ عقدُ اليمينِ سدى ً= مضيَّعٌ وذمامُ الجارِ مخفورُ
أطبقتْ جفني على ضوءِ الصَّباحِ لهمْ= حفظاً فما لنهارٍ فيهما نورُ
وعاصتْ اليأسَ نفسي أن تُعابَ بهِ= وكلُّ سالٍ بأمرِ النَّاسِ معذورُ
وقدْ عددتُ على سكرى بفرقتهمْ= شهورَ عامٍ وقلبي بعدُ مخمورُ
كذاكَ حظُّ فؤادي منْ أحبَّتهِ= مذ جرَّبَ الحبَّ مبخوسٌ ومنزورُ
فما يحافظْ إلاَّ وهو مطَّرحٌ= ولا يواصلُ إلاَّ وهو مهجورُ
حتى لقدْ خفتُ أنْ تنبوا على يدهِ= بالشَّرقِ منْ أسدٍ بيضٌ مشاهيرُ
منْ مرسلٌ تسعُ الأرسانُ همَّتهُ= جرحُ الفلاة ِ بهِ واللَّيلُ مسبورُ
لا يرهبَ الجانبَ المرهوبَ محتشماً= لعلمهِ أنَّ طرقَ المجدِ تغريرُ
ينضي الحيادَ إلى أدراكَ حاجتهِ= والعيسَ حتى يضجَّ السِّرجُ والكورُ
يذارعُ الأفقَ الشَّرقيَّ قبلتهُ= في القسطِ ما ضمَّ خوزستانُ فالكورُ
بلِّغْ حملتَ على الأخطارِ محتكماً= على السَّرى وأعانتكَ المقاديرُ
حيَّاً بميسانِ ربعُ المالِ بينهمُ= عافٍ خرابُ وربعُ العزِّ معمورُ
فثمَّ ما شئتَ فخرَ النَّاسِ كلِّهمِ= بلا مثيلٍ وثمَّ المجدُ والخيرُ
وأوجهٌ مقمراتٌ للقرى وإلى= معرِّجِ الصُّبحِ فرسانٌ مغاويرُ
واخصصْ غضارفَ من دودانَ يقدمها= ضارٍ تبادرهُ الأسدُ المساعيرُ
فقلْ لهمْ ما قضى عنَّي نصيحتهمْ= وأكثرُ النَّصحِ تخويفٌ وتحذيرُ
تخاذلوا لوليِّ الأمرِ واعتزلوا الصُّ= دورَ فالملكُ المنصورُ منصورُ
توضَّحوا في دياجيكمْ بطاعتهِ= فهي الصَّباحُ ولقياهُ التباشيرُ
وتابعوا الحقَّ تسليماُ لإمرتهِ= فتابعُ الحقِّ منهيٌّ ومأمورُ
سادَ العشيرة َ مرزوقٌ سيادتها= في الدَّرِّ منتخلٌ للملكِ مخبورُ
مردَّدُ منْ مطا عدنانَ في كرمِ ال= أصلابِ كنزٌ لهذا الأمرِ مذخورُ
ينميهِ منْ أسدٍ عرقٌ يوشجهُ= إلى عفيفٍ وعرقُ المجدِ مبتورُ
وعنْ دبيسٍ بعرفِ المجدِ مولدهُ إلى الحسينِ وأمرُ المجدِ مقدورُ
لا تخصموا اللهَ في تمهيدِ إمرتهِ= عليكمُ إنَّ خصمَ اللهِ مقهورُ
كفاكمْ النَّاسَ فامشوا تحتَ رايتهِ= وكلُّ بيتٍ بكمْ في النَّاسِ مكثورُ
ولا تعرَّوا قدامَ مجدكمْ حسداً= لابنِ الحسينِ بما تجنى المآخير
أو فادَّعوا مثلَ أيَّامٍ لهُ بهرتْ= والحقُّ أبلجُ والبهتانُ مدحورُ
لمنْ جفانٌ مع النّكباءِ متأقة ٌ= ليلُ الضِّيوفِ بها جذلانُ محبورُ
وراسياتٌ تدلُّ المعتمينَ إذا= ضجَّتْ زماجرُ منها أو قراقيرُ
يردَّها متأقاتٍ كلَّما انتقصتْ= مرحَّلٌ منْ صفاياهُ ومنحورُ
يعاجلُ الآكلينَ الجازرونَ بها= فلذاً وفلذاً فمشويٌّ ومقدورُ
ومنْ جنا النَّحلِ بيضاءَ يلملمها= ماءٌ منَ الأصفرِ السُّوسيِّ معصورُ
على القرى ويطيبُ المشبعونَ بها= في الجدبِ والزَّادُ ممنونٌ وممرورُ
وصافناتٍ تضاغى في مراسنها= كأنهنَّ على الصمِّ العفافيرُ
عتائقٌ أذعنتْ مثلَ الكلابَ لهُ= ويومَ طخفة َ مجهولٌ ومغرورُ
للموتِ يومَ يخوضُ النَّقعَ جائزهُ= والغوثِ يومَ تعاطاهَ المضاميرُ
يحملنَ نحوي الأعادي كلَّ ذي حنقٍ= لمْ يرقبَ الموتَ إلاَّ وهو مصدورُ
يستنشقُ الرَّدعَ منْ ثنييْ مفاضتهِ= كأنَّهُ بالدَّمِ المطلولِ معطورُ
فوارسٌ إنْ أحسَّوا فترة ً وجدوا= أبا الفوارسِ حيثُ اليومَ مسجورُ
لو لمْ يقيموا شهابَ الدَّولتينِ على= أسيافهمْ لمْ يكنْ للضَّربِ تأثيرُ
ومنْ فتى ً كلُّ قومٌ وسمُ شهرتهِ= على أسِّرة ِ وجهِ الدَّهر مسطورُ
كليلة ِ السِّوسِ أو ليل البذانِ وما= حمى بواسطَ تنبيكَ الأخابيرُ
وموقفٌ معلمٍ أيَّامَ منعكمُ= تنسى خطوبُ اللَّيالي وهو مذكورُ
ومنْ سواهُ إذا ما الجودُ هدَّدهُ= بالفقرِ فهو بذكرِ الفقرِ مسرورُ
لمْ ينبذْ المالَ منفوضاً حقائبهُ= حتى استوى عندهُ عسرٌ وميسورُ
إذا أضبَّتْ على شيءٍ أناملهُ= حفظاً فأضيعُ عانيهِ الدَّنانيرُ
تسري البدورُ مطاياها البدورُ إلى= عفاتهِ ثمَّ تتلوها المعاذيرُ
شرى المحامدَ منهُ بالتلائدِ فال= أموالُ منهوكة ٌ والعرضُ موفورُ
إذا حوى اليومَ لمْ يدعْ لغدٍ= حظَّاً وعندَ غدٍ شأنٌ وتغييرُ
ذلِّي لهُ ثمَّ عزِّي يا بني أسدٍ= فالغضُّ للحقِّ تعظيمٌ وتوقيرُ
النَّاسُ دونكَ طرَّاً وهو فوقكَ وال= آثارُ تنصرُ قولي والأساطيرُ
لكمْ مسامعُ عدنانٍ وأعينها= والنَّاسُ صمٌّ إلى إحسانكمْ عور
وأنتمْ الشَّامة ُ البيضاءُ في مضرٍ= والمنبتُ الضَّخمُ منها والجماهيرُ
وهلْ تكابرُ في أيَّامِ عزِّكمُ= قبيلة ٌ وهي الغرِّ المشاهيرُ
فيومَ حجرٍ وحجرٌ كلَّ ممتنعٍ= في ملكهِ المجدُ مقبوضٌ ومحجورُ
جرَّ الكتائبَ منْ غسّانَ يقدمها= عنهُ مدلٌّ على الأقدارِ مغرورُ
عنا لهُ الدَّهرُ أحياناً وأقدرهُ= على الممالكِ تأجيلُ وتعميرُ
فساقها نحوكمْ يبغي إتاوتكمْ= وأنتمُ جانبٌ في العزِّ محذورُ
يحلفُ لا آبَ إلاَّ بعدَ قسركمُ= يا لكَ حلفاً لو أنَّ الشَّيخَ مبرورُ
لكنّهُ لمْ يكنْ في دينِ غيركمُ= لها سوى السَّيفِ تحليلٌ وتكفيرُ
وجندل ولغتْ فيه رماحكمُ= وذيلهُ مثلُ ظهرِ الأرضِ مجرورُ
شفى ربيعة ُ منهُ غلَّ مضطهدٍ= لمْ يركبَ السَّيفَ إلاَّ وهو مغمورُ
والنَّارُ أضرمها ابنُ النَّارِ نحوكمُ= بالدَّارعينَ لها وقدٌ وتسعيرُ
فردَّهُ بغيهُ شلواً وجاحمها= بماءٍ فوديهِ مطفيٌّ ومكفورُ
وسلْ بفارعة ٍ أبناءَ صعصعة ٍ= يخبركَ بالحقِّ مصفودٌ ومقبورُ
لمْ يقبلوا نصحَ أنفِ الكلبِ فانقلبوا= بيومِ شرٍّ ثناياهُ الأعاصيرُ
وبالنِّسارِ وأيَّامَ الجفارِ لكمْ= مواقفٌ صونها في الأرضِ منشورُ
شكا سيوفكمْ عليا تميمَ بها= إلى بني عامرٍ والسَّيفُ مأمورُ
ومؤرَّ حاجبُ يرجو نصرَ سابقة ٍ= لها على النَّصرِ ترديدُ وتكريرُ
وبالملَّعى غنتمْ طيِّباً فغدا= يومٌ لهُ غضبٌ فيهمْ وتدميرُ
والحارثُ بن أبي شمرٍ ينوحُ على اب= نِ أختهِ منكمْ والنَّوحُ تقصيرُ
تلكَ المكارمُ لا إبلٌ معزَّبة ٌ= لها معَ الحولِ تضعيفٌ وتثميرُ
ولا سروحَ يغصُّ الواديانِ بها= فيها مزكَّى إلى السَّاعي ومعشورُ
وما طوى الدَّهرُ منْ آثاركمْ فعفا= فإنَّهُ بالحسينييِّنِ منشورُ
يا خير منْ رحِّلتْ أو أسرجتْ طلباً= لبابهِ العيسُ أو الخيلُ المضاميرُ
وخيرَ منْ قامرَ العافونِ راحتهُ= فراحَ فرحانَ يزهو وهو مقمورُ
ومنْ يذمُّ عطاياهُ ويلعنها= إلاَّ الذي هو إسرافٌ وتبذيرُ
زجرتُ باسمكَ دهري أو تمهَّدَ لي= والدَّهرُ باسمِ الكريمِ الحرِّ مزجورُ
وقامَ سعدكَ حتى قوَّمتْ يدهُ= قناة َ حظِّي ثقافاً وهو مأطورُ
سحرتُ جودكَ فاستخرجتُ كامنهُ= إنَّ الكريمَ ببيتِ الشِّعر مسحورُ
وابتعتني بجزيلِ الرَّفدِ مرتخصاً= حتى ربحتُ وبعض البيعِ تخسيرُ
أمنتُ في الشِّعرِ توحيداً بمعجزِ آ= ياتي وفي الشِّعرِ إيمانٌ وتكفيرُ
ولمْ تكنْ كرجالٍ سمعُ عرضهمُ= مصغٍ لمدحي وسمعُ الجودِ موقورُ
لهمْ منْ العربِ العرباءِ ما اقترحوا= إلاَّ النَّدى فهو تعليلٌ وتعذيرُ
وسابقاتٌ أناختْ في فنائكمُ= ثمَّ انثنتْ وهي بالنِّعمى مواقيرُ
لكنَّ محروبة ً منهنَّ واحدة ً= سهوتَ عنها وبعضُ السَّهوِ مغفورُ
تقدَّمتْ وهي مذحولٍ مؤخَّرة ٌ= وربما كانَ في التّأخيرِ توفيرُ
وهلْ يحلُّ بلا مهرٍ وقدْ نكحتْ= بضعُ الكريمة ِ والمنكوحُ ممهورُ
فاجمعْ لها ولهذي نصفُ حظِّهما= منَ النَّدى باتَ شفعاً وهو موتورُ
فالواهبُ العدلُ منْ كرَّتْ نوافلهُ= ودائمُ المدحِ ترديدٌ وتكريرُ
أكسُ وحرمتنا عندي جمالها= فالجودُ بالمالِ ما لمْ تكسُ مبتورُ
وارددْ رسولي يغاظُ الحاسدونَ بهِ= ضخمَ العيابِ عليهِ البشرُ والنُّورُ
فما رمتكَ الأماني الواسعاتِ بهِ= إلاَّ ومنها عيونٌ نحوهُ حورُ
ولا سمحتُ لملكٍ قطُّ قبلكَ باق= تضاءِ رفدٍ ولكنْ انتَ منصورُ
وباقياتٍ على الأحسابِ سائرة ً= تصولُ نحوكَ حتى ينفخُ الصُّورُ
للشِّعر منْ حولها مذ صرتَ قبلتهُ= طرفٌ بغنجٍ وتهليلٌ وتكبيرُ
كأنّها يومَ تسليمِ الكلامِ بها= حقٌّ وكلٌّ كلامٍ بعدها زورُ
يغدو بها الشَّادنُ الشَّادي بمدحكمْ= كأنَّ أبياتها كأسٌ وطنبورُ
ما ضرَّها وأبوها منْ فصاحتهِ= نزارُ أنَّ أبي في البيتِ سابورُ
فاسمعْ لها وتمتَّعْ ما اقترحتَ بها= تبقى ويفنى منَ المالِ القناطيرُ
مقيمة ٌ بينَ نادي ربِّها ولها= بالعرضِ ما انطلقتْ جدٌّ وتشميرُ
سكتُّ حيناً ومنْ عذرٍ نطقتُ بها= إنَّ السُّكوتَ على الأجوادِ تذكيرُ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,crimson" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
هل عند ريح الصبا من رامة ٍ خبرُ
هل عند ريح الصبا من رامة ٍ خبرُ=أم طاب أن صاب روضاتِ اللوى المطرُ
علامة ٌ لك من أمّ الوليد أتت=تعلو الرياحُ بها والمزن تنحدرُ
كأنّ ما هبَّ عطرياً مجاسدها=منفوضة ً وكأنّ البارقَ الأشرُ
هوى ترامت به الأيام تبعدهُ=و قربته لك الأياتُ والذكرُ
و نازلٌ باللوى يسليك صورتهُ=تيهُ الطريق وينسيك اسمهُ الحذرُ
سرى إلى الشرق مشتاقا وما فقدتْ=عينٌ له بلوى خبتٍ ولا أثرُ
يجشمُ البدرَ أن يشقى برؤيته=و يلبسُ الليلَ زوارا فيعتكرُ
ما استوطن البيدَ لولا أنه رشأٌ=و ما امتطى الليلَ لولا أنه قمرُ
يا منة ً للكرى لولا حلاوتها=ما ذمَّ وهو وفاءٌ في الهوى السهرُ
مدَّ الظلامُ بها قبلَ الصباح يدا=بيضاءَ بانَ بها من أمسه السحرُ
في الضاربين على البلقاءِ بادية ً=يسبى لها الحرَّ من أبنائه الحضرُ
تصبى الأحاديثُ عنها وهي نازحة ٌ=و السمعُ يعلق ما لا يعلق البصرُ
سمراءُ غارتْ عليها وهي تشبهها=في القدّ واللون تحميها القنا السمرُ
تلينُ خلقاً ويحفو خلقها فكأنْ=في جسمها الماءِ ألقي قلبها الحجرُ
سعدية تدعى أن الوفاءَ لها=من صلب حاجبَ حبلٌ ليس ينبتر
فما لها وفؤادي في خفارتها=و الشوقُ يرعاه ظلما ليس ينتصرُ
لو شاء يعدُ جواري وهو مطرحٌ=من شاء قال التميميون قد غدروا
ما أنكرتْ أم خير وهي معرضة=أغيرَ أنْ لونتْ من لمتي الغيرُ
وَ في الصبا للهوى إذ كان حالفه=لا يحلقُ الحبُّ حتى يحلقَ الشعرُ
أرى المنى بعدُ تملى لي سوالفها=و قد المشيب الذي استقبلتُ مزدجرُ
أشتاق حاجاتيَ الأولى َ وتجذبني=إلى اتباع النهى حاجاتيَ الأخرُ
ما أشرفَ الحلمَ لولا ثقل محملهِ=و أجملَ الصمتَ لولا قولهم حصرُ
و ما أعزَّ الفتى في ظلَّ عفتهِ=لو شوور الحزمُ أو لو صحت الفكرُ
ما لكَ في الحرصِ إلا فضلُ ذلتهِ=و الرزقُ يفعل فيه ما اشتهى القدرُ
خلقانِ في هذه الدنيا معاسرة ٌ=ما طولبتْ وبها إن توركت يسرُ
قنعتُ منها بما بلَّ الصدى كبراً=من همتي ظنَّ قومٌ أنه صغرُ
أسوفُ العيشَ حسنَ الظنَّ أجبرهُ=على فسادٍ وجبرُ الظنَّ منكسرُ
مرقعا بالمنى أرجو غدا فغدا=تأتي الحظوظُ وحظي بعدُ منتظرُ
رضا بنفسي أو ودَّ امرئ ثقة ٍ=أغنى به وغنيُّ المالِ مفتقرُ
و إن مدحتُ ففخرٌ لا أعابُ به=و لا يكذبُ إخباري به الخبرُ
إذا غلوتُ بقولٍ فيه لم ترني=إلى المروءة فيما قلتُ أعتذرُ
حدثْ بفضلِ بني عبد الرحيم وما=طابوا على قدمِ الدنيا وما كثروا
و استشهد الصحفَ الأولى بما نقلت=عنهم وما قصت الآثارُ والسيرُ
المكتفين إذا غابوا بشهرتهم=عن الشهادة والكافين ما حضروا
أبناء ذروة هذا الملك قد فرعوا=سنامه يطلبون النجمَ ما انحدروا
تملكوا قربَ الدنيا وشرعتها=لا يردُ الناسُ إلا كلَّ ما صدروا
لا تستخفهم الأحداثُ إن طرقت=عن الحلومِ ولا يطغيهم البطرُ
إذا بلوتَ تقاهم أو بصائرهم=في نعمة ٍ شكروا أو نكبة ٍ صبروا
تكلموا وأرمَّ الناطقون لهم=لا يؤمرون ولا يعصون إن أمروا
يدعون في السنواتِ الشهبِ جامدة ً=فيفعلون بها ما يفعلُ المطرُ
غاض الفراتُ وضنَّ المزنُ وانبعثتْ=في المزنِ تعصرُ أيديهم فتنعصرُ
لو ركبوا في أعاليهم أناملهم=يومَ الوغى حضرتْ أطرافها الحمرُ
إن كنتَ فيمن طواه البينُ ممترياً=منهم فعندك من منشورهم خبرُ
هذا الحسينُ حياة ٌ خلدتْ لهمُ=ليسوا بأول موتي بابنهم نشروا
صلى َّ فزادتعلى السباق حلبته=محلقُ العرفِ جارٍ خطوهُ حضرُ
كالسهم أحرزَ ذكرا يومَ ترسله=لم يعطهِ أبواه القوسُ والوترُ
عصارة فضلتْ في الطيب طينتها=و الخمرُ أطيبُ شيء منه يعتصرُ
لا يعدمَ الصاحبَ ابنُ الليل قوسهُ=طولُ السرى وتنقى َّ عظمه السفرُ
فوزَ في البيدِ لا ظلٌّ يفء له=ظهراً ولا يتقيه من ندى سحرُ
ترمى به غرضَ الأخطارِ حاجتهُ=يحلو له الملحُ أو يصفو له الكدرُ
يحسُّ أو يتراءى كلَّ مخلفة ٍ=لا سمعَ يصدقهُ فيها ولا نظرُ
يرى سماوته في الماءِ ينكرها=من طول ما اختلفتْ في عينه الصورُ
حتى إذا ملت الأقدارُ شقوته=و حان من سعيه أن يدرك الظفرُ
آنسَ من جوده نارا مبشرة ً=ببردِ عيشته من حيثُ تستعرُ
فجاء يقتافها حتى أصاب قرى=يأخذُ منه اشتطاط النفسِ أو يذرُ
بينا تكونُ البدورُ الطائفاتُ به=و لائدا وتذكى للقرى البدرُ
فلا خلا منه ربعُ الفضلِ يعمرهُ=بالمال يقسمُ والأقوالِ تدخرُ
و بيضة الملكِ يحميها فما كربت=مذ قام يشعبها بالرأي تنفطرُ
تيمنوا باسمه حتى لقد وثقوا=لو سار في غير جيشٍ أنهم نصروا
طلقُ النقبة ِ لم يعقلِ سعايته=عن مطلبٍ رجبٌ يخشى ولا صفرُ
غررَ في العزَّ حتى نال غايتهُ=و جانبُ العزَّ مركوبٌ له الغررُ
لو عيبَ ما عابه شيءٌ يزنُّ به=من النقيصة ِ إلا أنه بشرُ
حلا له الحمدُ حتى ما له ثمنٌ=يغلو عليه وحتى ما لهُ هدرُ
لو وهبَ المرءُ يوما نفسهُ سرفا=لم يهبِ النفسَ إلا وهو مختصر
عجمتُ أيامَ دهري صعبة ً بكمُ=فسالمتني وفي أيامها خورُ
و كان لي عندَ حظي قبلَ ودكمُ=ثأرٌ فقمتُ بكم كالسيف أثئرُ
فلتأتينكمُ عني وبي أبدا=غرائبٌ وهي في أوطانها فقرُ
تسري مراكبَ للأحساب تعرضها=على العيون شياتٌ كلها غررُ
إذا تحلتْ فمعناها قلائدها الن=ضارُ أو لفظها أقراطها الدررُ
مما ولدتُ وإن خالفتُ منصبها=كسرى أبي وأبوها نسبة ً مضرُ
تسركم وتسوء الحاسدين لكم=و نفعُ قومٍ لقومٍ غيرهم ضررُ
في كل يومٍ جديدِِ العهد مبتكرٍ=تسوقها لكم الروحاتُ والبكرُ
لها بأحسابها طولٌ وما قطعتْ=سيرا وفيها عن استحقاقكم قصرُ
و قد سمعتم سواها قابلين له=فكيف يحلو لجاني النحلة ِ الصبرُ
و إن تشابهتِ الألفاظُ واتفقتْ=فرمة الحبل شكلا حية ٌ ذكرُ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,orangered" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
هلْ لقتيلٍ على اللِّوى ثائرْ
هلْ لقتيلٍ على اللِّوى ثائرْ= أمْ هلْ لليلِ المحبِ منْ آخرْ
أم الفتى جائدٌ بمهجتهِ= على بخيلٍ بقولهِ غادرْ
خاطرَ في حبِّ ظالمٍ لمْ تجزْ= قطُّ لهُ رحمة ٌ على خاطرْ
يحسبُ كلَّ الأبدانِ يومَ منى ً= بدنَ الهدايا تحلُّ للعاقرْ
لهُ منَ القتلِ باعثٌ لا يقا= ويهِ منَ الحزمِ والتَّقى زاجرْ
إذا كريمٌ عفا لقدرتهِ= أغراهُ بالشَّرِّ أنَّهُ قادرْ
يحصبُ وادي الجمارِ يستغفرِ الله= ومنْ للدماءِ بالغافرْ
كلُّ حصاة َ بتراءَ تنبذُ بال= وادي حسامٌ منْ كفِّهِ باترْ
رامٍ بسبعٍ إذا رأى كبداً= قرطسَ منَ واحدٍ إلى العاشرِ
عزَّ قبيلي وخانني وأنا ال= مظلومُ في حبِّهِ بلا ناصرْ
لو كانَ في بابلٍ رضاباً وأل= حاظاً لقلتُ الخمَّارَ والسَّاحرْ
تاجرَ هواهُ وثقْ بذمتهِ= تكنْ شريكَ المقمورِ لا القامرْ
يلقاكَ منْ قدِّهِ وإمرتهِ= يومَ التَّقاضي بالعادلِ الجائرْ
يا قلبُ صبراً عساكَ حينَ حرم= تَ الوصلَ تعطى مثوبة َ الصَّابرْ
ولا تسمِّ الهجرَ الملالَ وعشْ= بالفرقِ بينَ الملولِ والهاجرْ
حجرٌ عليكَ الإطرابُ بعدَ ليا= ليكَ اللَّواتي انطوتْ على حاجرْ
ذلكَ عهدٌ ناسي بشاشتهِ= أسعدُ حظَّاً بهِ منَ الذّاكرْ
كمْ عثرة ٍ بينَ زمزمٍ لكَ وال= مشعرِ لا يستقيلها العاثرْ
أفسدتَ فيها فريضة َ الحجِ بالذُّ= لِّ لغيرِ المهيمنِ القاهرْ
قلبكَ فيها على التَّنسُّكِ مع= قودٌ وللفتكَ فعلكَ الظَّاهرْ
فأنتَ بينَ الإحرامِ والحبِّ لل= أصنامِ لا مؤمنٌ ولا كافرْ
تخضعُ منها لصورة ٍ فطرتْ= ويخضعُ المخبتونَ للفاطرْ
حسبكَ كانَ الشَّبابُ يسترُ منْ= نفسكَ ما الشَّيبُ ليسَ بالسَّاترْ
قدْ آنَ أنْ ينفعَ الملامُ وأنْ= تلزمَ في الأمرِ طاعة َالآمرْ
طارتْ بعزماتكَ المضلَّة ُ منْ= شيبكَ هذا عقابهُ الكاسرْ
غابَ الشَّبابُ المغري وقدْ حضرَ الشَّ= يبُ نذيراً والحكمُ للحاضرْ
قفْ قدْ مضتْ غفلة ُ الخليعِ بما= فيها وقوفُ المستبصرِ النَّاظرْ
شمِّرْ وخضها مادمتَ خائضها= فربمّا طمَّ ماؤها الغامرْ
والشّعرَ صنهُ فالشَّعرُ يحتسب اللهَ= إذا لمْ يصنْ على الشَّاعرْ
لا تمتهنهُ في كلِّ سوقٍ فقدْ= تربحَ حيناً وبيعكَ الخاسرْ
انظرْ إلى منْ وفي مدائحِ منْ= أنتَ وقدْ باتَ نائماً ساهرْ
اخترْ ولوداً للفهمِ منجبة ً= فأكثرُ الفهمِ محمقٌ عاقرْ
غالِ بهِ واستمِ المهورَ الثقي= لاتِ وصاهرْ أكفاءها صاهرْ
واحنُ عليهِ فإنَّهُ ولدٌ= أبوهُ قلبٌ وأمُّهُ خاطرْ
صرِّفهُ فيما يرضى العلاءُ بهِ= ويعمرُ العرضَ بيتهُ العامرْ
إمّا لفخرٍ يصدِّقُ النَّسبَ الحرَّ= ويحي ذكرَ الأبِ الدّائرْ
أو لأخٍ يشفعُ الودادَ بما= يرضيهِ منهُ بالفذِّ والنَّادرْ
أوْ ملكَ رحتَ منهُ في نعيمٍ= أنتَ لهالا محالة َ شاكرْ
ترى منَ الوردِ في شريعتهِ ال= عذبة َ آثاراً غيظة ِ الصَّادرْ
منْ آلِ عبدِ الرَّحيمِ حيثُ عهد= تَ العشبَ الكهلَ والحيا القاطرْ
والبيتُ منْ أينما استضفتَ بهِ= فأنتَ في الجدبِ لابنٌ تامرْ
حيثُ القرى لا تكبُّ جفنتهُ= والنَّارُ لليلِ أوّلا آخرْ
والبزلُ لا تعقلُ الوديكة َ وال= كوماءُ إلاَّ بشفرة ِ الجازرْ
والنّضدُ الضَّخمُ والأرائكَ يؤ= ثرنَ لجنبِ النَّديمِ والسَّامرْ
كمْ قمرٍ منهمُ ولا ككما= لِ الملكِ ضواكَ نورهُ الباهرْ
تمَّ فأبصرتَ أوْ سمعتَ بهِ= ما لمْ تكنء سامعاً ولا ناظرْ
أربابكَ المالكونَ رقِّكَ منْ= ماضٍ سعيدٍ وسيّدٍ غابرْ
تورثُ فيهمْ فأنتَ ينقلكَ ال= ميراثُ منْ كابرٍ إلى كابرْ
تأنسَ إنْ قيلَ غرسٌ نعمتهمْ= وأنتَ منها في غيرهمْ نافرْ
فما الّذي ردَّ عنْ حميَّتهِ= أنفكَ فانقضتْ في يدِ القاسرْ
بلى تصبَّاكَ في خلائقهمْ= مرتبقٌ في حبالهمْ آسرْ
ورقية ٌ يخرجُ الأسودَ بها= أبو المعالي منْ غليها الغابرْ
تنفثُ أخلاقهُ العذابُ فيج= رينَ الصَّفا قبلَ صلِّهِ الخادرْ
دلَّ على مجدِ قومهِ وعلى الصُّ= بحِ دليلٌ منْ نورهِ الفاجرْ
وقدَّموهُ طليعة ً يصفُ ال= فخرَ ووافوا بالكوكبِ الزَّاهرْ
أبلجَ تمسي النُّجومُ راكدة ً= وكوكبُ السَّعدِ برجهُ السَّائرْ
في الأرضِ منهمْ لعزِّهمْ فلكٌ= بكلِّ ماشادَ ذكرهمْ دائرْ
أراكة َ حلوة َ الثِّمارِ بهِ= لمْ تشقَ في لقحها يدُ الآبرْ
عدَّلَ ميلَ الدُّنيا وثقّفها= حتّى استقامتْ تدبيرهُ الآطرْ
وابتسمَ الدَّهرُ تحتَ سيرتهِ= وعدلهِ وهو عابسٌ باسرْ
كأنَّما رأيهُ على لهبِ ال= خطبِ جمادى صبَّتْ على ناجرْ
وجمرة ٌ دونَ سدة َ الملكِ لا= يثبتُ وجهٌ لوجهها الزافرْ
ينهالُ تحتَ الرِّجالَ لقويمة ِ جا= لاها بما عمَّقتْ يدُ الحافرْ
قامَ عليها فألقمَ الحجرَ ال= هاتمَ فيها فمَ الرَّدى الفاغرْ
تجمدُ إمّا بماءِ صارمهِ ال= باترِ أو ماءِ كفِّهِ المائرْ
طبٌّ بأدواءِ كلِّ معضلة ٍ= يغالطُ الجسَّ عرقها الفائرْ
قدْ جرّبوهُ وآخرينَ فما= أشكلَ بينَ الوفيَّ والغادرِ
واعترفَ المنكرونَ بالآية َ ال= كبرى اضطراراً وآمنَ الفاجرْ
جاراكمُ النَّاسُ يدأبونَ فما= شقَّ هجينٌ عجاجة َ الضَّامرْ
وقارعوكمْ على العلا سفهاً= فما وفّى بالمدجّجِ الحاسرْ
وقدْ رأى منْ نصحتهِ فأبى ال= نُّصحَ وكانَ الخلافُ للخابرْ
وكيفَ يبقى على زئيركمُ= قلبُ قطاة ٍ يراعُ بالصَّافرْ
وأسعدَ النَّاسَ ربُّ ملكٍ لهُ= منكمْ ظهيرٌ وعاضدٌ وازرْ
أنتْم لها تمسحونَ غاربها= بأذرعٍ لا يقيسها الشَّابرْ
وأمرها كيفَ غيَّرَ الدَّهرُ أوْ= بدَّلَ فيها إليكمُ صائرْ
منارها فيكمُ وقبلتها= والنَّاسُ منْ تائهٍ ومنْ حائرْ
فلا يزلْ منكمُ لها ناظمٌ= يجمعُ منها ما بدّدَ الناثرْ
ولاأتيحتْ عصيُّ عزَّكمُ= لملتحٍ منهمُ ولا قاشرْ
ولاتزلْ أنتَ كالقضاءِ بما= تطلبُ منْ كلِّ بغية ٍ ظافرْ
تلتثمُ الحادثاتُ منْ خجلٍ= عنكَ إذا راعَ وجهها السَّافرْ
وناوبتْ ربعكَ السَّحائبُ منْ= مدحي بهامٍ مروِّضٍ هامرْ
بكلاِّ وطفاءَ تطمئنُ فجا= جُ الأرضِ منها للرّائحِ الباكرْ
يكسو الثُّرى ماؤها وترتدعُ ال= حصباءُ طيباً منْ ريحها العاطرْ
تشهدُ في المنصبِ الكريمِ وتح= مي العرضَ والعرضُ مهملَ شاغرْ
يزفُّها الحبُّ والرَّجاءُ إلى= بابكَ منْ كاعبٍ ومنْ عاصرْ
تجارة ٌ لا تبورُ والمشتري= سمعكَ منها وقلبيَ التّاجرْ
أعظمها عنْ سواكَ أنّكَ لل= مأمولِ فيها مستصغرٌ حاقرْ
وودُّ نفسي لو أنَّ باطنها= يحملُ في حبُّكمْ على الظَّاهرْ
وأنْ ترى عينكَ العليَّة ُ منْ= تحتَ شغافي نصيبكَ الوافرْ
فتصرفُ الشَّكَ باليقينِ إذا= بلوتَ سرِّي بالفاحصِ السَّابرْ
ذاكَ اعتقادي وإنَّني لدمِ ال= وفاءِ إنْ كنتُ مدهناً هادرْ
فاقبلْ ولا تنسَ منْ حفاظي ما= أنتَ بفضلِ الحجا لهُ ذاكرْ
واعلمْ بأنِّي ما اشتقتُ عهدَ الصِّبا ال= عافي ولا سكرة َ الغنيِّ الغامرْ
شوقي إلى أنْ أراكَ أوْ أشتري= ذاكَ بإنسانِ عينيَ النَّاظرْ
فلا تصبني فيكَ المقاديرُ بال= مقاصدِ منْ سهمها ولا العاثرْ
وزاركَ المهرجانُ يحملُ منْ= سعدكَ أوفى ما يحملُ الزَّائرْ
يومَ أماتوا بالغدرِ بهجتهُ= وأنتَ منهُ رعاية ً ناشرْ
أتاكَ في الوفدِ يعتفي روضكَ ال= غضَّ ويعتامُ بحركَ الزَّاخرْ
فاجتلِ منهُ المبرّزَ الحسنَ في ال= عينِ وفزْ بالمباركِ الطَّائرْ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,crimson" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
هوَّنَ باللَّيلِ عليها الغررا
هوَّنَ باللَّيلِ عليها الغررا= أنَّ العلا مقيداتٌ بالسَّرى
فركَّبتْ بسوقها رءوسها= حتى تخيلنا الحجولَ الغررا
تحسبها عجرفة ً وورهاً= فيما ترى خابطة ً ليستْ ترى
تنضى النَّهارُ شملة ً جونيَّة ً= وتلبسُ اللَّيلَ رداءً أخضرا
ترى بما تجهضُ منْ سخالها= لحماً مضيغاً ودماءً هدرا
علَّمها النَّومُ على رباطها= ذليلة ً أنْ تستطيبَ السَّهرا
كلُّ ابنِ ذاتِ أربعٍ تحسبهُ= ذاتَ جناحينِ إذا تمطَّرا
ينتشرُ الأرضَ فلا يردعه= كيفَ طواها عنقاً أو حضرا
يرى الظَّلامَ بشهابيْ قابسٍ= لا يستميحانِ النُّجومَ خبرا
تكارها شمسَ الضُّحى وأقسما= على الدُّجى لا يصحبانِ القمرا
إنْ غابَ شخصُ مقلتيهِ أبصرتْ= أذناهُ هلْ خبِّرتَ سمعاً بصرا
يلهبُ قرعُ السُّوطِ منهُ مرجلاً= يجيشُ صدراً ويجيشُ منخرا
يعطي الشَّكيمَ ساءهُ أو سرَّهُ= لحياً أبيَّاً أو عذاراً أصعرا
يظما فلا يشرعُ مسبوقاً على= صافية ٍ ولو تكونُ الكوثرا
عافَ البقايا أنَّهُ منتتجٌ= في معشرٍ لا يشربونَ السُّؤرا
يأنفُ منْ ماءِ الزكيِِّ أنَّهُ= في الأرضِ أو تسقي السَّماءُ المطرا
كالنَّجمِ في نهارهِ وليلهِ= إما ارتفاعا سارَ أو منحدرا
ذلكَ دأبُ ربَّهِ ودأبهُ= ما استقدما فشاورا التَّأخرا
إذا أصابا وطراً من العلا= فذاكَ أو فيبلغانِ العذرا
للهِ مفطورٌ على سوددهِ= إذا رأى العجزَ غماراً شمَّرا
يصرفُ عنْ بيتِ الهوانِ وجههُ= وإن ضفتْ أفياؤهُ وخضرا
يريهِ صدرَ اليومِ ما في غدهِ= رأيٌّ إذا الرأيُ أصرَّ أبصرا
يأوي إلى بديهة ٍ في عزمهِ= تطلعهُ قبلَ الورودِ الصَّدرا
تنصرهُ الوثبة ُ في أوانها= إذا الهوينى خانتِ المنتظرا
لا يعلقُ الأعداءُ في أتباعهِ= بعينهِ فيعظمونَ الأثرا
وكلُّ منْ قصَّرَ عن عدوهِ= أعظمهُ ضرورة ً لا خيرا
كاللَّيثِ يقلى وهو يطرى أو كما= نافقَ أعداءٌ وزيرَ الوزرا
قادحهمْ ففازهمْ أروعُ ما= قامرَ في العلياءِ إلاَّ قمرا
مقلِّبٌ جانبهُ وحظُّهُ= من السُّعودِ سفراً أو حضرا
تواصتِ الأقدارُ أنْ تمضي على= تدبيرهِ جارية ً كما جرى
وغيرهُ والنُّقصُ حظُّ غيرهِ= إنْ أحمدَ الآراءَ ذمَّ القدرا
عضَّ العدا أظافراً منْ بعدهِ= تدمى ولمْ ترزقْ عليها الظَّفرا
ولمْ يكنْ من شرفِ الدِّينِ لمنْ= يندمُ إلاَّ أنْ يعضَّ الحجرا
ولا لدارٍ فاتها ودولة ٍ= منهُ سوى أنْ أقويا وأقفرا
أبصرها بلهاءَ جاهليَّة ً= ذاتَ فسوقٍ لا تخافُ النُّذرا
مجنونة َ الودادِ إما عاهدتْ= لمْ يكُ إلاَّ الغدرَ والتغيُّرا
أشهى خليليها إليها خلَّة ً= منْ كانَ أدمى همَّة ً وأحقرا
تكيلُ بالجورِ إذا ناصفها= وتنبذُ العرفَ تراهُ منكرا
نافرة ً منْ ذي اليمينِ إذا= قوَّدها حتى تطيعَ الأبترا
فردَّها بالعتبِ ردَّ ناقدٍ= غالطَ فيها النَّفسَ حتى استبصرا
ألقى على غاربها حبالها= منْ بعدِ ما متَّعها وأمهرا
على أوانَ شوَّهتْ وعُنِّستْ= وسُلبتْ جمالها والخفرا
تناحلوها شرهاً وزاحموا= عجزاً شفيرَ جرفها المهوَّرا
فطرَّفوا منها بشلوٍ ميِّتٍ= وأكثروا فيهِ الجدالَ والمرا
مرَّ وولاَّهمْ رزايا سرحها= يدَّبرونَ منهُ أمراً مدبَّرا
يا ليتَ شعرَ الملكِ منْ عذيرهُ= بعدكِ مما جرَّ عجزُ السُّفرا
ودولة ٍ أسلمها عميدها= كيفَ يظنُّ كسرها أنْ يجبرا
وهلْ لها أنْ تستوي قائمة ً= ما لمْ تجدكَ النَّاعمَ المقدَّرا
وكيفَ يرجى عندَ ذؤبانِ الغضا= في الغيلِ أنْ تحمي حمى أسدِ الشِّرى
خطوتها مستقدماً أمامها= لمَّا رأيتَ خطوها إلى ورا
نجَّاكَ منها أنْ ترى مهتصراً= بغمرة ٍ حاشاكَ أو مقتسرا
يدٌ علتْ عن أن يكونَ فوقها= يدٌ ونفسٌ لا تطيعُ الأمرا
ونخوة ٌ سيماءُ فارسيَّة ٌ= شمَّاءُ لا تعطى الخزامَ منخرا
أفدتها كفاية ً جامعة ً= منها وظلاً فوقها منتشرا
فهي إذا ذكرتْ مع خطَّابها= تقولُ كلُّ الصَّيدِ في جوفِ الفرا
غداً تلظَّى تشتكي أوامها= إلى الفراتِ وهي تسقى الكدرا
واضعة ً جبينها لموسمِ الذُّ= لِّ وخديَّها جميعاً للثرى
قد غمزَ الأغمارُ في صعدتها= فهي تداعى خطلاً وخورا
حتى تلوذَ تستغيثَ ربَّها= منكَ وترجو ذنبها أنْ يغفرا
ويأخذُ الدَّهرُ بناصيتها= سوقاً فيأتيكَ بها معتذرا
قدْ أدَّبتهُ لكمُ جهلاتهُ= فيكمْ وإنْ جرَّبَ قوماً أخرا
جرياً على العادة في استصراخهِ= بعفوكمْ إذا هفا أو عثرا
فاستقبلوا منها مريرا قد حلا= لمجتنيكمْ وسقيماً قدْ برا
أصلحتمُ ببعدكمْ فسادها= والجرحُ لا يدملُ حتى يسبرا
وكلّ محبوبٍ إذا الوصلُ طغى= يوماً بهِ فظنُّهُ أنْ يهجرا
وزارة ٌ كمْ قدْ قدحتُ زندها= فيكمْ وكمْ قمتُ بها مبشِّرا
فلمْ تكذّبْ قطُ لي عائفة ٌ= فيها ولا خيِّبَ فألٌ زجرا
قدْ ثبتَ المعجزُ لي في صدقها= منْ طولِ ما صحَّ وتكرَّرا
كالوحي لو أنَّي خلقتُ ملكاً= طرتُ بهِ لكنْ خلقتُ بشرا
فانتظروها إنَّما ميعادها= غدٌ ويا قربَ غدٍ منتظرا
فعندها يبردُ حرُّ أضلعٍ= يوقدُ شوقي بينهنَّ شررا
وعندها يحلو بعيني وفمي= ما قدْ أمرَّ الماءُ عذباً والكرى
ويكمدُ الحاسدُ والشَّامتُ بي= بفرطِ ما قدْ أكلاني أشرا
كاشفني بعدكمُ بغلِّهِ= منْ كانَ يخشى جانبي مستترا
وكلُّ جبسٍ يدهُ ووجههُ= منْ حجرٍ يلقمُ منِّي حجرا
واجهَ بالعصيانِ فيَّ أمركمْ= والدَّهرُ لا يعصيكمُ لو أمرا
كنتُ لهُ ذريعة ً إليكمُ= وكنتمْ بالعلجِ مني أبصرا
فجنِّبوني عفوكمْ عنهُ غداً= أكنْ لكمْ منهُ ولي منتصرا
يا عشبَ أرضي وسماءَ روضتي= ودارَ أمني يومَ أرعى الحذرا
ومنْ إذا عرِّيَ من ظلِّهمْ= ظهري فقدْ ألقيتُ شلواً بالعرا
قدْ أكلتنا بعدكمْ فاغرة ٌ= أنيابها قبلَ العضاضِ جزرا
لمْ يتأسَّ بنتاجٍ إذا أتتْ= ضيفٌ ولمْ توقدْ لها نارُ القرى
تعترقُ العظمَ كما تسترطُ الل= حمَ وجلَّتْ أن تحصَّ الوبرا
فنظراً وإنْ نأتِ داركمُ= وأرشدوا لمنْ يقولُ نظرا
يا فرحة ً يومَ أرى رايتكمْ= تلاوذُ الرِّيحَ تؤمُّ العسكرا
ونشرَ أيديكمْ وأعراضكمْ= بالزَّابِ يلقاني وشاطى عكبرا
والأمرُ فيكمْ؛ لا يطاعُ لقبٌ= زورٌ ولا يراقبُ اسمُ مفترى
لا غروَ إنْ كفيتها مستوزرا= بالأمسِ أنْ تكفيها مؤمَّرا
آملها وكيفَ لا يأملُ أنْ= يراكَ شمساً منْ رآكَ قمرا
أنا الذي لو سجدَ النَّجمُ لكمْ= ما كنتُ مرتاباً ولا مستنكرا
ولو مسحتمْ زحلاً ببوعكمْ= رجوتُ بعدُ لعلاكمْ مظهرا
أقذيتُ أبصارَ العدا بمدحكمْ= فساوروني أحوصاً وأخزرا
ولمْ أراعِ فيكمْ تقيَّة ً= منْ كبدٍ غيظتْ وصدرٍ أوغرا
على سبيلي في موالاتكمْ= أمرَّ فرداً لا أخافُ الخطرا
وقاطناتٌ سائراتٌ معكمْ= تتبعكمْ محلَّة ً وسفرا
تشتاقُ منكمْ عامري أوطانها= ومنْ ثوتْ فيهمْ فقضَّتْ عمرا
لا تعدمونَ رسمها مردداً= عليكمُ وقسمها موفَّرا
ماكرَّ يومَ المهرجانِ وطراً= وصامَ ذو شهادة ٍ وأفطرا
قلتُ فأغضبتُ الملوكَ فيكمُ= وأنتمْ بي تغضبونَ الشُّعرا[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,limegreen" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وأمٍّ يفوزُ بأعلانها
وأمٍّ يفوزُ بأعلانها= بنوها ويدهونَ منْ سرِّها
عجوزٌ ولودٌ تعدُ البعولَ= كثيراً وكلٌّ أبو عذرها
إذا نتجتْ طامثاً كانَ ذا= كَ أشبهَ في الحزمِ منْ طهرها
يطاها بنوها وهمْ مسلمو= نَ حتى تعودَ إلى كفرها
تدبِّرها أختها في الرِّضاعِ= فتمضي الأمورُ على امرها
إذا ولدتْ بطنها للتَّمامِ= فتى ً شهرتهُ على ظهرها
لها الفخرُ بالذِّكرِ والإنتساب= إليها وتبعدُ عنْ ذكرها[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,deeppink" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وجارٍ يجدُ بهش رائضا
وجارٍ يجدُ بهش رائضا= نِ منْ مطلقٍ منهُ أوْ حابسِ
إذا ما مضى في سواءِ الطَّري= قِ شقَّ بذاكَ على الفارسِ
تبوّعَ تهتزُ منهُ الضُّلو= عُ بينَ المرنَّحِ والجالسِ
لهُ نسبٌ في اغتراسِ الرَّجا= لِ وهوَ بلاءٌ على الغارسِ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,purple" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وجارية ٍ بيضاءَ حمراءَ ربَّما
وجارية ٍ بيضاءَ حمراءَ ربَّما= تكونُ غداً سوداءَ إنْ شئتَ أو صفرا
تعيشُ بخفضٍ ما تمنَّتْ ونعمة ٍ= بحيثُ سواها لو يرى فارقَ العمرا
سرتَ تقطعُ الخرقَ الوسيعَ وما مشتْ= ولا ركبتَ فيهِ سفيناً ولا ظهرا
مسربلة ً لمْ تدفعِ النَّبلَ درعها= وعريانة ً لمْ تشكُ قيظاً ولا قرَّا
تطفَّلَ حتّى زفَّها لكَ جاهراً= إذا صاعبتهُ عدَّ إعسارها يسرا
وأعجبهُ ممّا يميِّزُ أنَّها= إذا هي زادتْ كبرة ً زدتهُ مهرا
يحلُّ لهُ منها الحرامُ لمعشرٍ= يكونونَ في جنسٍ سوى جنسها بحرا[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,normal,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,purple" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وفى لي الحظُّ الَّذي كانَ يغدرُ
وفى لي الحظُّ الَّذي كانَ يغدرُ= وصحَّ ليَ الدَّهرُ الّذي كانَ يتغيرُ
وسالمي صرفُ القضاءِ وبيننا= فلولُ المواضي والقنا المتكسِّرُ
وحسَّنتُ ظنِّي في الزَّمانِ وأهلهِ= فأصبحتُ أرجو وصلَ منْ كنتُ أحذرُ
وعرَّفني فيمنْ رأى غاية َ العلا= فطالبها بالسَّعيِ كيفَ يشمِّرُ
وكيفَ يغارُ الحرُّ منْ ثلمِ مجدهِ= فيدعمهُ بالمكرماتِ ويعمرُ
حنُّواً وفي قلبِ الزَّمانِ قساوة ٌ= ورعياً لحقّي وابنُ أمّي يخفرُ
ورفداً هنيئاً تستقلُّ كثيرهُ= وودّاً وما تسني منَ الودِّ أكثرُ
عطاؤكَ كافٍ واعتذاركَ فضلة ٌ= وغيركَ لا يعطي ولا يتعذّرُ
وفيتَ لآباءٍ تكلَّفتَ عنهمُ= فضائلَ ما سنُّوا الفخارَ وسيَّروا
كرامٌ طواهمْ ما طوى النَّاسُ قبلهمْ= وأنتَ لهمْ منْ ذلكَ الطيِّ منشرُ
مضوا سلفاً واستخلفوكَ لذكرهمْ= خلوداً فلمْ يخزِ القديمَ المؤخرُ
وأبقوا حديثاً طيِّبا منكَ بعدهمْ= وقدْ علموا أنَّ الأحاديثَ تؤثرُ
وزنَّاهمُ بالنَّاسِ بيتاً وأنفساً= فزلَّتْ موازينٌ وزادوا وثمّروا
وجئتَ بمعنى زائدٍ فكأنّهمْ= وما قصَّروا عنْ غاية ِ المجدِ قصَّروا
وإنْ أبا ابقاكَ مجداً لعقبهِ= وإنْ عبطتهُ ميتة ٌ لمعمِّرُ
أقولُ لركبٍ كالأجادلِ طوَّحتْ= بهمْ قامصاتٌ كالأهلَّة َ ضمّرُ
على قممِ البيداءِ منها ومنهمُ= إذا خفقَ الآلُ الملاءُ المنشَّرُ
رمتْ بهمْ الحاجاتُ كلَّ مخوفة ٍ= إذا سارَ فيها النَّجمُ فهوَ مغرِّرُ
إذا الليلة ُ العمياءُ منها تصرَّمتْ= تولاَّهمُ يومٌ منَ التِّيهِ أعورُ
رأوا رزقهمْ في جانبٍ متغذِّرا= تطاولهُ أعناقهمْ وهي تقصرُ
خذوا منَ زعيمِ الملكِ عهداً على الغنى= وردُّوا المطايا فاعقلوها وعقِّروا
دعوا جانبَ البرِّ العسوفِ وحوِّموا= عل البحرِ بالآمالِ فالبحرُ أغزرُ
ولا تحسبوا أفعالَ قومٍ ذللتمُ= عليها كما تروي الأسامي وتذكرُ
فما كلُّ خضراءَ منَ الأرضِ روضة ٌ= ترادِ ولا كلُّ السَّحائبِ تمطرُ
ببغدادَ في دارِ السلامَ محجبٌ= على عادة ِ الأقمارِ يخفى ويظهرُ
إذا كتمتهُ رقبة ٌ أو مكيدة ٌ= وشى بمعاليهِ العطاء المشهَّرُ
كريمٌ يرى أنَّ الغنيَّ تركهُ الغنى= وأنَّ اتقاءَ الفقرِ بالفقرِ مفقرُ
غلامٌ إذا ما عدَّ أعدادَ سنّهِ= ويومَ قضاءَ الحزمِ شيخٌ موقَّرُ
تمرَّنَ طفلاً بالسِّيادة ِ مرضعا= يدرُّ عليهِ خلفها ويوفِّرُ
لهُ من مقاماتِ الملوكِ صدورها= يقدِّمُ فيها إذنهُ ويؤخرُ
زعيماً على التَّدبيرِ لاهو حاجة ً= يعانُ على أمرٍ ولا هوَ يؤمرُ
لهُ منْ سرايا رأيهِ ولسانهِ= إذا نازلَ الأقرانَ جيشٌ مظفَّرُ
وأهيفُ يسري في العظائمِ حدُّهُ= ومنظرهُ في العينِ يضوي ويصغرُ
ترى الرزقَ والآجالَ طوعَ قضيَّة ٍ= تخطُّ على أمريهما وتسطِّرُ
ومرٌّ على الشُّحناءِ حلوٌ على الرِّضا= وللضيمِ يحلو لي فلا يتمرَّرُ
ضحوكٌ إذا حكمتهُ متطلقٌ= وأشوسُ إنْ نازعتهُ متنمِّرُ
كفى الملكُ ما استكفتْ لحاظٌ جفونها= وأغناهُ ما أغنى عنِ الكفِّ منسرُ
وقامَ لهُ بالنُّصحِ يثبتُ رجلهُ= على زلقٍ فيهِ الفتى يتعثرُ
فإنْ شكرتَ كفٌّ بلاءَ مهنَّدٍ= قضى نذرها فالملكُ لا شكَّ يشكرُ
لكَ اللهُ مولى نعمة ٍ ومفيدها= وغارسها منْ حيثُ تزكو وتثمرُ
ومستعبداً حرَّ القلوب وفاؤهُ= وحرَّ الكلامِ مالهُ المتيسِّرُ
جرى الخلفُ إلاَّ في علاكَ فأبصرَ ال= مقلِّدَ فيها واستقالَ المقصِّرُ
وقالَ بقولي فيكَ كلُّ محدثٍ= يرى أنَّني ما قلتُ إلاَّ وأخبرُ
وعنَّفَ قومٌ حاسديكَ جهالة ً= وذمُّوا وهمْ بالحمدِ أولى وأجدرُ
إذا عرفوا الفضلَ الّذي حسدوا لهُ= فتلكَ لهمْ مجدٌ يعدُّ ومفخرُ
أعاذكَ منْ عينِ الكمالِ الّذي قضى= بهِ لكَ قسماً فهويقضي ويقدرُ
ولا غشيتَ ظلماءُ إلاّ وفجرها= برغمِ العدا عمّا تحبونَ يسفرُ
فما تصلحُ الدّنيا ومنْ غيركمْ لها= أميرٌ مطاعٌ أو وزيرٌ مدبِّرُ
ولا عدمَ المدحُ الموفّى أجورهُ= بكمْ وهو في قومٍ سواكمْ مسخَّرُ
مواسمُ في أبياتكمْ بعراصها= تحطُّ وعنها في الثَّناءِ تسيَّرُ
تناوبكمْ منهُ سحائبُ ثرَّة ٌ= تروحُ على أغراضكمْ وتبكِّرُ
تسوقُ مطاياها رياحٌ زكيَّة ٌ= بما حملتْ منْ وصفكمْ تتعطَّرُ
إذا عرضتها الصُّحفُ شكَّ رواتها= أوشيُ حريرٍ أمْ كلامٌ محبَّرُ
تفيدُ قلوبَ السَّامعينَ توقُّرا= لها واهتزازاً فهي تصحي وتسكرُ
إليكَ زعيمَ الملكِ لانتْ رقابها= وذلَّتْ وفيها عزَّة ٌ وتغشمرُ
رأتكَ لها أهلاً فلانَ عصيُّها= لديكَ وقالتْ في فنائكَ أُحشرُ
إذا زاركَ النيروزُ عطلاً فإنَّهُ= يطوِّقُ منْ أبياتها ويسوِّرُ
وغاليتَ في أثمانها فشريتها= ربيحاً فظنَّ الغمرُ أنَّكَ تخسرُ
إذا المرءُ أعطاني كرائمَ مالهُ= ليأخذَ شعري فهو منِّي أشعرُ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,crimson" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وكنتُ وأيّامُ المزارِ رخيّة ٌ
وكنتُ وأيّامُ المزارِ رخيّة ٌ= عليَّ ورخصُ الوصلُ لي فيكَ يطمعُ
أعزُّ فلا أعطى الهوّى فيكَ حقَّهُ= منَ الشكرِ والمعطى معْ الكفرِ يمنعُ
فلمّا استردَّ الدّهرُ منّي عطاءهُ= وعادتْ شعوبٌ في الهّوى تتصدعُ
قعدتُ معْ الهجرانِ أبكيهِ نادماً= وأسألُ عنهُ ماضياً كيفَ يرجعُ[/poem]
تأبط شراَ غير متواجد حالياً  
قديم 24-11-2006, 10:35 PM   #15
تأبط شراَ
 
الصورة الرمزية تأبط شراَ
 







 
تأبط شراَ is on a distinguished road
افتراضي

[poem=font="Simplified Arabic,6,indigo,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ومؤمَّرٍ بينَ الرِّجالِ مقدَّمٍ
ومؤمَّرٍ بينَ الرِّجالِ مقدَّمٍ= في الأرضِ وهو مدَّبرٌ مأمورُ
باقٍ يخافُ الحتفَ وهو متى يمتْ= فلهُ معادٌ عاجلُ ونشورُ
ويسيرُ ما سارَ الجيوشُ أمامهُ= ويقودها فيقيمُ وهو يسيرُ
كثرتْ منازلهُ وضاقتْ طرقهُ= فكأنّهُ بمكانهِ مأسورُ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,indigo,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,limegreen" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وما سائرٌ بينَ الورى دائرٌ
وما سائرٌ بينَ الورى دائرٌ= بآية ٍ سائرة ٍ دائره
يجولُ في مستبهمٍ ضيِّقٍ= منهُ حذاءَ الحلقِ الوافره
نتظرُ منهُ أبداً كلَّما= ليستْ لهُ عينكَ بالنَّاظره
يوجدُ منهُ ناحلُ مسمنٌ= يحملُ في واردة ٍ صادره
ووادعٌ يدئبُ أقرانه= وغائبٌ صورتهُ حاضره
قضتْ بهِ خرقاءُ مضعوفة ٌ= قضيِّة ِ القادرة القاهره
كأنَّما تعقدُ في نظمهِ= سحراً ولكنْ أختها السَّاحره
تعطيكَ إما ظفراً أو ردى ً= سماتهُ العادلة ُ الجائره
فساعة ً متجرها مربحٌ= وساعة ً خائبة ً خاسره
شواهدُ الإيمانِ في صمتهِ= ودينهُ في أمَّة ٍ كافره[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,indigo,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,deeppink" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا لنوازي كبدٍ هاجها
يا لنوازي كبدٍ هاجها= بالبان من خنساءَ تذكارُ
عاد لها من بعد إقلاعها= دينٌ من الحبَّ وإصرارُ
يا قوم لي من أسرتي قاتلٌ= منْ لقتيلٍ ما له ثارُ
أرى دمي يقطرُ من أنملٍ= شفارها مؤقٌ وأشفارُ
ظبيٌ رخيمٌ لفظهُ ناسكٌ= و طرفه الفاتكُ عيارُ
ضعفتُ تحت الغمز من عاجمٍ= يصرعُ لبيَّ وهو خوارُ
أصبحتُ عبدا باختياري له= و فارسٌ قوميَ أحرارُ
يا موتُ نفسي لك إعرضتْ= خنساءُ أو شطت بها الدارُ
خوفني بالنارِ في وصلها= قومٌ وفي هجرانها النارُ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,indigo,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,purple" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا ليلة ً ما رأتها أعينُ الغيرِ
يا ليلة ً ما رأتها أعينُ الغيرِ= لم ينجُ لي قبلها صفوٌ من الكدرِ
كأنها ساهمتني في السرور بما= أولت فطالت وعمرُ الليل في القصرِ
يئست من صبحها حتى التفتُّ إلى= وجهِ العشاء أعزيه عن السحرِ
كم يوم سخطٍ صفا لي منه ليلُ رضا= حتى وهبتُ ذنوبَ الشمسِ للقمرِ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,indigo,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,indigo" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا وحشة َ المجدِ ثقي بالأنسِ
يا وحشة َ المجدِ ثقي بالأنسِ= قدْ عطّتْ الشّمسُ رداءَ الغلسِ
ويا حمى الزوراءُ أمناً حرَّمتْ= رعيكَ كفُّ الأخدريّ الأشوسِ
منْ بعدِ ما كنتَ ببعدِ صوتهِ= مهبطَ كلّ خابطٍ ملسِّسِ
عادَ الحيا مرقرقاً على الثَّرى= بمائهِ قبّلَ كلَّ يبسِ
وانتشرتْ خضراءَ دوحة ُ العلا= فالسّاقُ وحفُ والقضيبُ مكتسي
وردَّ مجدُ الدِّينِ في أيَّامهِ= دينَ النَّدى كأنَّهُ لمْ يدرسِ
عزَّ بهِ الفضلُ كأنْ لمْ يهتضمْ= وقامتِ العليا كأنْ لمْ تجلسِ
ووضحتْ على ضلالاتِ السُّرى= طرقُ المنى للرّائدِ الملتمسِ
فيا مثيرَ العيسَ جعجعها ويا= مرسلَ أفراسِ الرَّجاءِ أحبسِ
كفيتما تهجيرها مظهرة ً= وخوضها في الليلِ بحرَ الحندسِ
جاءكما الحظُّ ولمْ تقامرا= بناقة ٍ فيهِ ولا بفرسِ
لمْ تضربا أعناقها وسوقها= حرصاً لإدلاجٍ ولا معرَّسِ
ردَّ الكرى إلى العيونِ قرَّة ً= وعادَ للأنفسِ روحُ الأنفسِ
بالحلوِ والمرِّ على أعدائهِ= والطَّائشِ السَّرجِ الوقورِ المجلسِ
ببابليٍّ مالهُ لمْ يمتنعْ= وسامريٍّ عرضهُ لمْ يمسسِ
أروعُ لا يعثرُ منْ آرائهِ= بمشكلِ هافٍ ولا ملتبسِ
إذا دجى الخطبُ سرى مستقدماً= منْ عزمهِ في قمرٍ أوْ قبسِ
لا هاشمٍ مغرِّرٍ لمْ يعتبرْ= ولا حريصٌ معجبٌ لمْ يقسِ
نجَّذتِ الأيَّامُ منهُ قارحاً= بفضلهِ والسُّنُّ لمْ تعنَّسِ
وطالَ أمَّاتِ العضاة ِ مشرفاً= وهو قريبٌ عندهُ بالمغرسِ
تختمرُ الزَّهرة ُ في لثامهِ= بصدغها حتَّى الدُّجى المعسعسِ
فإنْ غلتْ بصدرهِ حميَّة ٌ= راعكَ وجهُ الضَّيغمِ المعبِّسِ
رمتْ بهِ صحنَ السَّماءِ فسما= مدارجَ البيتِ الأشمِّ الأقعسِ
فأنتَ منْ أخلاقهِ في مغزلٍ= ومنْ حمى غيرتهِ في محمسِ
بيتٌ يقولُ اللهُ بيتٌ مثلهُ= عندي لمْ يبنى ولمْ يؤسَّسِ
سماحة ُ الغيثِ وفي أرجائهِ= مهابطُ الوحيِ وروحُ القدسِ
ومنهُ فرعاً مكَّة ٍ وطيبة ٍ= تشعَّبا ومنهُ بيُ المقدسِ
قومٌ بهمْ ثمَّ ونحنُ فترة ٌ= فرجُ المضيقِ وانكشافُ الَّلبسِ
همْ حملوا على الصِّراطِ أرجلاً= لولا هداهمْ عثرتْ بالأرؤسِ
وحطَّموا ودَّاً وخلُّوا هبلاً= مبدِّلينَ بالعتيقِ الأملسِ
ديستْ منْ الشِّركِ بهم جماجمٌ= ترابها منْ عزة ٍ لمْ يدسِ
ساروا بتيجانِ الملوكِ عندنا= معقودة ً على الرِّماحِ الدُّعَّسِ
آلكَ آلُ الحجراتِ أيقظوا= للرشدِ أبصارَ القلوبِ النُّعَّسِ
وأخذوا إلى فسيحِ لاحبٍ= بالنَّاسِ منْ جهلِ المضيقِ الملبسِ
قالوا فجادوا فكأنَّ الرَّعدَ لمْ= يرزمْ وماءَ المزنِ لمْ ينبجسِ
وحدُّكَ النَّاطقُ بالصِّدقِ لهُ= طاعة ُ كلِّ ناطقٍ وأخرسِ
وبأبيكَ حبُّهُ وبغضهِ= غداً يرى لمحسنُ خسرانَ المسي
وأنتّ ما أنتَلحوقاً بهمْ= زرارة ٌ تجري وراءَ عدسِ
يقديكَ مملوكٌ عليهِ أمرهُ= رخوَ البدادينِ ضعيفُ المرسِ
يأكلهُ العيبُ فلا يميطهُ= بمالهِ عن عرضهِ المضرَّسِ
لو خنقتهُ ذلة ُ البخلِ لما= قالَ بدينارٍ لها تنفّسي
يغزو أباكِ ويظنُّ مقنعاً= عزَّ الأصولِ معَ ذلِّ الأنفسِ
ضمَّ إليكَ فعلوتَ ولطى= سومَ الأشمِّ قستهُ بالأفطسِ
عادَ بظلِّ بيتهِ وأصحرتْ= غرُّ مساعيكَ بقاعٍ مشمسِ
تأخذُ حقَّ العزِّ قسراً وسطاً= والأسدُ لا تعابُ بالتَّغطرسِ
فاصدعْ بها دامية ً نحورها= صدعَ فتى ً في نقعها منغمسِ
وقمْ بنا نطلبها عالية ً= أمّا لمرمى العزِّ أو للمرمسِ
فالسَّيفُ مالمْ يمضِ قدماً زبرة ٌ= واللّيثُ كلبُ البيتِ مالمْ يفرسِ
نادى البشيرُ وفؤادي جمرة ٌ= للشوقِ منْ يرفعْ لهُ يقتبسِ
والبينُ قدْ أوحدني فليسَ لي= بعدكَ غيرَ وحشتي منْ مؤنسِ
والبعدُ باستمرارهِ يطلعُ لي= كيفَ طمعتُ منْ ثنايا الموئسِ
دعا وقدْ ضعفتُ عنْ جوابهِ= كأنَّ نفسي خلقتْ منْ نفَسي
هذا الزكيُّ ابنُ التَّقيُّ فطغى= شيطانُ شوقي وهوى موسوسي
وقيلَ ممسوسٌ ولكنْ واجدٌ= قلباً لهُ ضلَّ ولمَّا يمسسِ
فيالها غنيمة ً سرِّي بها= لمْ يختلجْ وخاطري لمْ يهجسِ
أحلى على القربِ وقدْ تملأَّتْ= عيني بها منْ نظرة ِ المختلسِ
حبا غزيراً لا كما تسنيهِ لي= منْ نزرِ ماءٍ وقليبٍ يبسِ
وشكرُ ماتوسعُ منْ خلائقٍ= على البعادِ ثوبها لمْ يدنسِ
طاهرة ٌ إذا عركتَ جانبي= منْ ودِّ قومٍ بالخبيثِ النَّجسِ
عرفتني والنَّاسُ ينكرونني= وجدكَ بالشُّفوفِ والتَّفرُّسِ
أودعتكَ الفضلَ فلا حقوقهُ= عندكَ ضاعتْ ولا العهدُ نسي
فقصرُ ما أوليتَ أنْ أجزيهُ= جزاءهُ في المطلقاتِ الحبسِ
شواردً باسمكَ كلَّ مطرحٍ= ولمْ ترحْ عنكَ ولمْ تعرَّسِ
كالحورِ في خيامها مقصورة ٌ= وفي الفلا معِ الظّباءِ الكنَّسِ
ممّا حويتَ برقايَ فسرى= سحريَ في حيَّاتهنَّ النُّهَّسِ
يتركَ كلّ ماسحَ غيرَ يدي= دماً على نيوبها والأضرسِ
تغشاكَ لا تحتشمُ الصُّبحَ ولا= ترهبُ في الليلِ دبيبَ العسسِ
فأنتَ منها أبداً غوادياً= ورائحاتٍ في ثيابِ العرسِ
فاسمعْ لها واسلمْ على اتصالها= واتَّقِ أنْ تعيرها واحترسِ
واستغنِ بي واغنني عنْ معشرٍ= سورة ُ فضلي بينهمْ لمْ تُدرسِ
أعوذُ منْ ليني لهمْ بجعدي= ومنْ ذحولي بينهمْ ببلسي
شفيتُ أعراضهمْ وعيشتي= فيهمْ متى تبرا اختلالاً تنكسِ
ودَّ القريضَ قبلَ ما قالَ لهمْ= على لساني أنْ نطقي خرسي
فإنْ تغرْ أو تكفني جانبهمْ= فلستُ منْ ذلكَ بالمبتئسِ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,indigo,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,crimson" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يقولونَ يومَ البينُ عينكَ تدمعُ
يقولونَ يومَ البينُ عينكَ تدمعُ= دعوا مقلة ً تدري غداً منْ تودِّعُ
ترى بالنَّوى الأمرَ الّذي لا يرونهُ= هوى ً فيقولونَ الَّذي ليسَ تسمعُ
إذا كانَ للعذّالِ في السَّمعِ موضعٌ= مصونٌ فما للحبِّ في القلبِ موضعُ
يرى القومُ فيهمُ أنَّ مسراهم غذاً= صدقتكّ إنِّي منْ غدٍ لمروَّعُ
لكّ الله موضوعُ اليدينِ على الحشا= صباحاً وبيضاتُ الهوادجِ ترفعُ
ودونَ انصداعِ الشَّملِ لو يسمعونهُ= أنينٌ حصاة ِ القلبِ منهُ تصدَّعُ
أعدْ ذكر نعمانٍ أعدْ إنَّ ذكره= منَ الطِّيبِ ما كررتهُ يتضوَّعُ
فإنْ قرَّ قلبي فاتهمهُ وقلْ لهُ= بمنْ أنتَ بعد العامريّة ُ مولعُ
أمنقادَ أحلامِ الكرى أنْ تسرَّهُ= سهرنا فسلْ حسناءَ إنْ كنتَ تهجعُ
أرميا على الهجرانِ والشَّيبِ واخطٌ= فهلاَّ وفي قوسِ الشّبية ِ منزعُ
رويدكَ لو كانتْ سوى الحبِّ خطّة ٌ= لأعياكِ أنِّي الخاشعُ المتضرِّعُ
سلي الدّهر عنْ حملي تفاوتَ ثقلهُ= وصبري على أحداثهِ وهوَ يجزعُ
وتوقيرَ نفسي عنْ حظوظٍ كثيرة ٍ= يخفّ إليها الحاملُ المتسرِّعُ
وما خشنتْ إلاَّ وقلتُ دعي غدا= لكلِّ غدٍ رزقٌ معَ الشّمسِ يطلعُ
رشادكِ خيرُ الكسبِ ما جرَّ سودداً= عليكِ وميسورٌ منَ العيشِ يقنعُ
وإلاَّ صديقاً كانَ أيُّوبّ حافظاً= بحيثُ السَّوادُ في الفؤادِ مضيَّعُ
حمى اللهُ والمجدُ الصّريحُ ابنَ حرَّة ٍ= حماني وأرماحُ الحوادثِ شرَّعُ
وناديتُ إخواني فأقبلَ وحدهُ= عليَّ فلباني وكلهمُ دعوا
منِ السّابقينَ نجداً إنْ تحمَّسوا= لحفظِ حمى ً أوْ عفَّة ٍ إنْ تورَّعوا
لهمْ قضبٌ فلُّوا بها قضبَ الوغى= مغامدها أيديهمُ حينَ تقطعُ
أراقمُ لا ترجو الرُّقاة ُ اختداعها= ولا يبلغُ الدِّرياقُ موضعَ تلسعُ
طلبنا فما جازتْ أبا طالبٍ بنا= منى ً شططٌ ولا رجاءٌ موسَّعُ
وطرنا بهماتٍ تحومُ على العلا= فلمّا تراءى صاحَ رائدنا قعوا
خلفتُ بهِ منْ كلّ رثِّ ودادهُ= كثوبِ العدا ينعطُّ وهو يرقَّعُ
فعشْ لي أقلدكَ الجزاءَ مراسلاً= على العرضِ لا مازين سوقٌ وأذرعُ
إذا زانتِ الدرَّ اليتيمة ُ أصبحتْ= بعيدة َ يتمٍ منْ معانٍ ترصَّعُ
لها أرجٌ في السّمعِ باقٍ وإنْ غدتْ= يخبُّ بها نقعُ الرُّواة ِ ويوضعُ
على أوجهِ الأعيادِ ميسمُ حسنها= من اسمكَ سطرٌ في الجباهِ موقَّعُ
أراغمُ دهري بالحفاظِ عليكمُ= وحافظُ قومٍ آخرينَ مضيّعُ
وقالَ غويٌّ إنَّ في النَّاسِ مثلكمْ= فقلتُ لهُ غيري بمثلكَ يخدعُ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,indigo,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,deeppink" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ينام على الغدر من لا يغارُ
ينام على الغدر من لا يغارُ= و لا يظلمَ الحرُّ فيه انتصارُ
عليَّ لعيني اختيارُ الحبيبِ= و إن خانني فإليَّ الخيارُ
ملكتُ فؤادي على بابلٍ= و عقَّ أخاه الفؤادُ المعارُ
و فيمن سمحتُ به للحمو= ل أبيضُ ليلٍ سراه نهارُ
إذا شكرتْ حقبهُ خصره= تظلم من معصميه السوارُ
و بدرٌ وما عدَّ من شهره= سوى هجره والتجني سرارُ
تطلعَ يتبعني مقلتي= ه مختمرا من حلاه الخمارُ
و كنتُ الحليمَ وفي مثلها= تخفُّ الحلومُ ويهفو الوقارُ
أحبُّ الجفاءَ على عزة ٍ= و لا أحمل الوصلَ والوصلُ عارُ
قضيتَ وتهوى ويرضى الفتى= بطيفٍ يزور وربعٍ يزارُ
و هبتْ تلوم على عفتي= و تحذر لو قد كفاها الحذارُ
تقول القناعة ُ موتُ الفتى= إذا ألفتْ والحياة ُ اليسارُ
و ما الناسُ لو أنصفتني الحسا= بَ والأرضُ إلا صديقٌ ودارُ
و ما ارتبتُ حتى رأيتُ اليمي= نَ تعقد في الحقَّ عنها اليسارُ
و تطمعُ بالشعر لي في الغنى= متى نصح الطمعَ المستشارُ
و لم تدرِ أنّ المساعي الطوا= لَ آفتهن الحظوظُ القصارُ
و ما علمُ طبك من علتي= و صبريَ والكرمُ الإصطبارُ
إذا لم يبينْ أسى ً أو أسى ً= فكيف يبينُ غنى ً وافتقارُ
خبرتُ رجالا فما سرني= على الودّ ما كشفَ الإختبارُ
و لما غلقتُ برهن الوفاء= لهم تركوني بنجدٍ وغاروا
فلا يبعد اللهُ من ظلمهم= أخلاءَ حصوا جناحي وطاروا
و جربتُ حظي بمدح الملوك= مرارا وكلّ جناها مرارُ
و كم من مقامٍ توقرتُ في= ه طاروا له فرحا واستطاروا
و خفتْ مسامعُ هنَّ الجبالُ= و جفتْ أناملُ هنَّ البحارُ
و أخرى ولم يأتني نفعها= و يا ليت لم يأتِ منها ضرارُ
إذا ما دعوتُ زعيمَ الكفا= ة ِ أدركني الماءُ والخطبُ نارُ
و قام لها ناهضَ المنكبين= يقلصُ عن قدميه الإزارُ
إذا خاض نقعي حمى ً أو حجاً= تفرج عن حاجبيه الغمارُ
كريمٌ تبرعَ بالنصر لي= و بالخيلِ من دون نصري انتشارُ
أبى أن أضامَ وردَّ الفرارَ= عليّ وأقصى سلاحي الفرارُ
بلا قدمٍ تتقاضاه لي= فترعى له ذمة ٌ أو ذمارُ
بلى . في التجانس حقٌ جناه= عليّ وجارك بالجنس جارُ
عجبتُ لباغيَّ أن أسترقَّ= و كسري أبى ولساني نزارُ
أرادَ لنقصٍ به بذلهُ= و ربحي في بيع عرضي خسارُ
أمانٍ أصابت له في سواري= و خابت معي الأماني قمارُ
دمُ الفضلِ ثارَ بهِ أن يطلَّ= فتى ً لا ينام وللمجدِ ثارُ
قؤولٌ إذا الألسنُ المطلقا= تُ قيدها حصرٌ وانكسارُ
يرى فورهُ واصفا غورهُ= و هل يصفُ النارَ إلا الشرارُ
كفى الدولتين عناءُ الحسي= ن من يستشارُ ومن يستجارُ
و قلبتا واليه مصي= رُ أمريهما وعليه المدارُ
و قمتَ ودون المقام الحميدِ= مزالقُ يصعبُ فيها القرارُ
و قبلكَ قد جربوا واجتنوا= و بعدك وانتصحوا واستشاروا
و حلوا بسيماك من جردو= ه لو قطعتْ بالحليَّ الشفارُ
فذاك مدلٌّ على عجزه= يؤمرُ وهو عيالٌ يمارُ
طريرُ العيانِ صدى ُّ اللسانِ= خطا لفظهِ خطأٌ أو عثارُ
إذا نشر الكبرُ أعطافه= طوت بشره الغرماتُ الصغارُ
لثوب الرياسة ِ ضيقٌ علي= ه معْ وسعِ أثوابهِ وانشمارُ
غريبٌ إذا أنت فيها انتسب= تَ أدلى به نسبٌ مستعارُ
جزتك عن الملك يومَ الجزاء= و عن فخره يومَ يجزي الفخارُ
غوادٍ من الحمدِ والإعتراف= غوارفُ من كلَّ عذبٍ غزارُ
تجودك نعماءَ تزكو النفو= سُ فيها وتغنى َ عليها الديارُ
و عنى سوائرُ إما تحطُّ الرّ= واة ُ وقاطنة ٌ حيث ساروا
عذاري يجلى لهنَّ الجمالُ= و يخلعُ في حبهنّ العذارُ
يخيلُ ما نشرتْ من علاك= عيابا متى نشرتها التجارُ
إذا حبرتْ أمهاتُ القري= ض أخبارها وبنوه الكبارُ
تمنوا بجهدهم عفوها= على ما سبوا غيرهم أو أغاروا
يقرُّ لمجدك إكثارها= بما سلفتْ أنه الإقتصارُ
فإن شفع العبدُ في مذنبٍ= نجت وجروحُ الأماني جبارُ
و إن بلغَ الشكرُ حقَّ امرئ= فغايتها معك الإنتصارُ[/poem]

انتهى
تأبط شراَ غير متواجد حالياً  
قديم 12-02-2008, 10:04 PM   #16
الصغير1
 







 
الصغير1 is on a distinguished road
افتراضي رد : ديوان / مهيار الديلمي

بارك الله فيك ورعاك
مجهود رائع حفظك الله

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع


لست مجبر أن أفهم .. الجميع من أنا..!!
فمن يملك مؤهلات../ العقل , و القلب , والروح ..
سأكون أمامه ..} كالكتاب المفتوح ..{
أخر مواضيعي
الصغير1 غير متواجد حالياً  
قديم 12-02-2008, 10:47 PM   #17
ابراهيم السعدي
 
الصورة الرمزية ابراهيم السعدي
 







 
ابراهيم السعدي is on a distinguished road
افتراضي رد : ديوان / مهيار الديلمي

مجهود رائع حفظك الله ورعاك

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
عود لسانكَ على ؛
* اللهم اغفِر لي *
فإن لله ساعات لايرد فيها سَائلاً
أخر مواضيعي
ابراهيم السعدي غير متواجد حالياً  
قديم 29-03-2008, 08:18 AM   #18
ابو عادل العدواني

إداري أول
 
الصورة الرمزية ابو عادل العدواني
 







 
ابو عادل العدواني is on a distinguished road
افتراضي رد : ديوان / مهيار الديلمي

[glint]
[/glint]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع



أخر مواضيعي
ابو عادل العدواني غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : ديوان / مهيار الديلمي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ديوان / الحُطَيئَة تأبط شراَ دواوين الشعر الإسلامي 13 29-03-2008 09:07 AM
ديوان / قيس لبنى. تأبط شراَ دواوين الشعر الإسلامي 10 29-03-2008 08:22 AM
ديوان / ذو الرُمَّة تأبط شراَ دواوين الشعر الإسلامي 17 29-03-2008 08:21 AM
ديوان / كثير عزة تأبط شراَ دواوين الشعر الإسلامي 13 29-03-2008 08:20 AM
ديوان/ عمر بن أبي ربيعة> تأبط شراَ دواوين الشعر الإسلامي 55 29-03-2008 08:15 AM


الساعة الآن 02:51 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved