منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الحوار

معركة اليرموك من أعظم المعارك الإسلامية


منتدى الحوار

موضوع مغلقإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 22-04-2008, 06:40 PM
محمد القفاري العزيزي محمد القفاري العزيزي غير متواجد حالياً
 






محمد القفاري العزيزي is on a distinguished road
Post معركة اليرموك من أعظم المعارك الإسلامية

معركة اليرموك
وقعة معركة اليرموك يوم الإثنين (5‏‎ ‎من رجب لعام 15 هـ)‏‎
في بلاد الشام بين العرب المسلمين‎ ‎والإمبراطورية البيزنطينية (الروم) ويعتبرها بعض المؤرخين من أهم المعارك في تاريخ‎ ‎العالم ‏لأنها كانت بداية أول موجة انتصارات للمسلمين خارج جزيرة العرب، وآذنت لتقدم‎ ‎الإسلام السريع في إنحاء المعمورة‎
الاستعداد‎ ‎للمعركة‎
تولَّى‎ ‎خالد بن الوليد‎ ‎القيادة‎ ‎العامة للجيش بتنازل كريم من أبي عبيدة بن الجراح، الذي كان له السلطة العامة على‎ ‎جيوش المسلمين ‏بالشام، وكان خالد من أعظم الناس بلاء وأعظمهم بركة وأيمنهم‎ ‎نقيبة.بدأ خالد في تنظيم قواته، وكانت تبلغ 36 ألف مقاتل، وقسَّم ‏الجيش إلى كراديس،‎ ‎أي كتائب، وتضم ما بين 600 إلى 1000 رجل، والكردوس ينقسم إلى أجزاء عشرية؛ فهناك‏‎ ‎العرّيف الذي ‏يقود عشرة من الرجال، وآمر الأعشار الذي يقود عرفاء (100 رجل)، وقائد‎ ‎الكردوس الذي يقود عشرة من أمراء الأعشار ‏‏(1000) رجل‎.
ويُجمِع المؤرخون على أن‎ ‎خالد بن الوليد هو أول من استحدث تنظيم الجيوش على هذا النحو، وعُدَّ عمله فتحا في‎ ‎العسكرية ‏الإسلامية؛ فقد اختار رجال الكردوس الواحد من قبيلة واحدة أو ممن يعودون‎ ‎بأصولهم إلى قبيلة واحدة، وجعل على كل كردوس قائدا ‏منهم ممن عُرفوا بالشجاعة‎ ‎والإقدام، ثم جمع الكراديس بعضها إلى بعض وجعل منها قلبا وميمنة وميسرة، وكان على‎ ‎رأس كراديس ‏القلب أبو عبيدة بن الجراح، ومعه المهاجرون والأنصار، وعلى كراديس‎ ‎الميمنة عمرو بن العاص ويساعده شرحبيل بن حسنة، ‏وعلى كراديس الميسرة يزيد بن أبي‎ ‎سفيان.وبلغت هذه الكراديس 36 كردوسًا من المشاة، بالإضافة إلى عشرة كراديس من‏‎ ‎الخيالة، ‏يقف أربعة منها خلف القلب واثنان في الطليعة، ووزعت الأربعة الباقية على‎ ‎جانبي الميمنة والميسرة.أما جيش الروم فكان يضم نحو ‏مائتين وخمسين ألف مقاتل،‎ ‎يقودهم "ماهان"، وقد قسّم جيشه إلى مقدمة تضم جموع العرب المتنصّرة من لخم وجذام‏‎ ‎وغسان، ‏وعلى رأسها "جبلة بن ألأيهم"، وميمنة على رأسها "قورين"، وميسرة على رأسها‎ "‎ابن قناطر"، وفي القلب "الديرجان"، وخرج ‏ماهان إلى المسلمين في يوم ذي ضباب،‎ ‎وصَفَّ جنوده عشرين صفا، ويقول الرواة في وصف هذا الجيش الرهيب: "ثم زحف إلى‎ ‎المسلمين مثل الليل والسيل‎".
وفي فجر يوم الاثنين (5 من رجب 15 هـ) أصبح‎ ‎المسلمون طيبةً نفوسهم بقتال الروم، منشرحة صدورهم للقائهم، واثقة قلوبهم من ‏نصر‎ ‎الله، وخرجوا بالنظام الذي وضعه القائد‎
العام يحملون رايتهم.وسار أبو عبيدة في‎ ‎المسلمين يحثُّ الناس على الصبر والثبات، يقول لهم: يا عباد الله انصروا الله‎ ‎ينصركم، ‏ويثبت أقدامكم، يا معشر المسلمين اصبروا فإن الصبر منجاة من الكفر، ومرضاة‎ ‎للرب؛ فلا تبرحوا مصافكم، ولا تخطوا إليهم خطوة، ‏ولا تبدءوهم بقتال، وأشرعوا‎ ‎الرماح، واستتروا بالدرق، والزموا الصمت إلا من ذكر الله حتى آمركم.وخرج معاذ بن‎ ‎جبل يقول ‏للناس: يا قراء القرآن ومستحفظي الكتاب وأنصار الهدى وأولياء الحق، إن‎ ‎رحمة الله- والله- لا تُنال، وجنته لا تدخل بالأماني، ولا ‏يؤتي الله المغفرة‎ ‎والرحمة الواسعة إلا الصادقين المصدّقين بما وعدهم الله (عز وجل)، أنتم- إن شاء‏‎ ‎الله- منصورون، فأطيعوا الله ‏ورسوله، ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، واصبروا إن‎ ‎الله مع الصابرين، واستحيوا من ربكم أن يراكم فرارا من عدوكم وأنتم في ‏قبضته‎ ‎ورحمته، وليس لأحد منكم ملجأ من دونه‎.
اللقاء الحاسم‎ ‎ونتائجه‎
زحفت صفوف الروم الجرارة من مكانها‎ ‎إلى المسلمين، لهم دويٌّ كدوي الرعد، ودخل منهم ثلاثون ألفًا كل عشرة في سلسلة حتى‎ ‎لا ‏يفروا، قد رفعوا صلبانهم، وأقبل معهم الأساقفة والرهبان والبطارقة.وحين رأى خالد‎ ‎إقبالهم على هذا النحو كالسيل، وضع خطته أن ‏يثبت المسلمون أمام هذه الهجمة الجارفة؛‎ ‎حتى تنكسر وتتصدع صفوف الروم، ثم يبدأ هو بالهجوم المضاد.وكان خالد بن الوليد رابط‎ ‎الجأش ثابت الجنان وهو يرى هذه الجموع المتلاحقة كالسيل العرم، لم ترهبه كثرتهم،‎ ‎وقد سمع جنديا مسلما قد انخلع قلبه لمَّا رأى ‏منظر الروم، يقول: ما أكثر الروم وأقل‎ ‎المسلمين- فانزعج من قولته وقال له: ما أقل الروم وأكثر المسلمين، إنما تكثر الجنود‎ ‎بالنصر ‏وتقل بالخذلان لا بعدد الرجال، أبالروم تخوّفني؟‎!
تلاحم الفريقان وشد‎ ‎الروم على ميمنة المسلمين حتى انكشفت، وفعلوا كذلك بالميسرة، وثبت القلب لم يتكشف‎ ‎جنده، وكان أبو عبيدة ‏وراء ظهرهم؛ ردءا لهم، يشد من أزرهم، وأبلى المسلمون بلاء‎ ‎حسنا، وثبت بعضهم كالجبال الراسخات، وضربوا أروع الأمثلة في ‏الشجاعة وتلبية النداء،‎ ‎وقاتلت النساء أحسن قتال.تحمل المسلمون هذا الهجوم الكاسح بكل ثبات؛ إذا اهتز صف‎ ‎عاد والتأم ورجع الى ‏القتال، حتى إذا جاءت اللحظة التي كان ينتظرها القائد النابغة‎ ‎خالد بن الوليد صاح في القوم: يا‎ ‎أهل الإسلام، لم يبق عند القوم من ‏الجلد والقتال‎ ‎والقوة إلا ما قد رأيتم، فالشدة، الشدة فوالذي نفسي بيده ليعطينكم الله الظفر عليهم‎ ‎الساعة‎.
وزحف خالد بفرسانه الذين لم يقاتلوا، وكان يدخرهم لتلك الساعة الحاسمة،‎ ‎فانقضوا على الروم الذين أنهكهم التعب واختلت ‏صفوفهم، وكانت فرسان الروم قد نفذت‎ ‎إلى معسكر المسلمين في الخلف، فلمَّا قام خالد بهجومه المضاد من القلب حالَ بين‎ ‎مشاة ‏الروم وفرسانهم، الذين فوجئوا بهذه الهجمة المضادة؛ فلم يشتركوا في القتال،‎ ‎وخرجت خيلهم تشتد بهم في الصحراء، تاركين ميدان ‏القتال. ولمَّا رأى المسلمون خيل‎ ‎الروم تهرب أفسحوا لها الطريق ودعوها تغادر ساحة القتال. انهار الروم تماما،‎ ‎وتملَّكهم الهلع ‏فتزاحموا وركب بعضهم بعضا وهم يتقهقرون أمام المسلمين الذين‎ ‎يتبعونهم؛ حتى انتهوا إلى مكان مشرف على هاوية تحتهم، فأخذوا ‏يتساقطون فيها ولا‎ ‎يبصرون ما تحت أرجلهم، وكان الليل قد أقبل والضباب يملأ الجو، فكان آخرهم لا يعلم‎ ‎ما يلقى أولهم، وبلغ ‏الساقطون في هذه الهاوية عشرات الألوف، وتذكر بعض الروايات‎ ‎أنهم كانوا ثمانين ألفا، وسميت تلك الهاوية "الواقوصة"؛ لأن ‏الروم وقصوا فيها، وقتل‎ ‎المسلمون من الروم في المعركة بعدما أدبروا نحو خمسين ألفا، خلاف من سقطوا في‎ ‎الهاوية‎.
ولما أصبح اليوم التالي، نظر المسلمون فلم يجدوا في الوادي أحدا من‎ ‎الروم، فظنوا أن الروم قد أعدوا كمينا، فبعثوا خيلا لمعرفة ‏الأمر، فإذا الرعاة‎ ‎يخبرونهم أنهم قد سقطوا في الهاوية أثناء تراجعهم، ومن بقي منهم غادر المكان‎ ‎ورحل‎.
كانت معركة اليرموك من أعظم المعارك الإسلامية، وأبعدها أثرا في حركة‎ ‎الفتح الإسلامي، فقد لقي جيش الروم- أقوى جيوش العالم ‏يومئذ- هزيمة قاسية، وفقد‏‎ ‎زهرة جنده، وقد أدرك هرقل حجم الكارثة التي حلت به وبدولته، فغادر المنطقة نهائيا‎ ‎وقلبه ينفطر حزنا، ‏وهو يقول: "السلام عليك يا سوريا، سلاما لا لقاء بعده، ونعم‎ ‎البلد أنت للعدو وليس للصديق، ولا يدخلك رومي بعد الآن إلا خائفا‎".
وهكذا فقد‎ ‎نصر الله المسلمين في هذه المعركة الحاسمة التي كانت مفتاح الفتوحات في بلاد الشام،‎ ‎ولا شك أن الإيمان وحده هو الذي ‏كان سبب نصر المسلمين في معركتهم ضد الروم على‎ ‎الرغم من قلتهم وقلة إمكانياتهم‎.
نسال الله أن يحمي بلادنا وبلاد المسلمين ويعود‎ ‎العز والنصر للمسلمين
0‏‎
أهم مصادر‎ :-
‎• ‎ابن جرير الطبري: تاريخ الأمم‎ ‎والملوك‎-
‎• ‎محمد عبد الله الأزدي: تاريخ فتوح الشام‎-
‎• ‎أحمد عادل كمال‎: ‎الطريق إلى دمشق‎-
‎• ‎الموسوعة الحره0‏
قديم 23-04-2008, 10:27 PM   #2
الهيثم 07

قلم مميز
 
الصورة الرمزية الهيثم 07
 







 
الهيثم 07 is on a distinguished road
افتراضي رد : معركة اليرموك من أعظم المعارك الإسلامية

نسال الله أن يحمي بلادنا وبلاد المسلمين ويعود‎ ‎العز والنصر للمسلمين

اللهم آمين

رائع ماطرحته لنا هنا عن تلك المعركة

وماحدث فيها من أحداث وكانت نهايتها رائعه وذلك بنصر المسلمين

اشكرك على هذا المحهود المميز

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اللهم ارحم أمواتنا واموات المسلمين


أخر مواضيعي
الهيثم 07 غير متواجد حالياً  
قديم 26-04-2008, 07:30 AM   #3
أديب

قلم مميز
 
الصورة الرمزية أديب
 







 
أديب is on a distinguished road
افتراضي رد : معركة اليرموك من أعظم المعارك الإسلامية

اللهم انصر من نصر الإسلام .. واخذل من خذله ..

إن سبب نصر المسلمين على الروم في هذه المعركة - وغيرها من المعارك - هو قوة الإيمان بالله عز وجل ..
فلقد كان لهم هدف ٌ واضح ٌ في الحياة .. وهو نشر الإسلام باللين .. فإن لم ينفع فبدفع الجزية .. فإن لم يكن فبالقتال ..
وكانوا ينشدون الجنة بالقتال في سبيل الله ، ولم تغرهم الحياة الدنيا بمفاتنها كما تفعل بنا نحن اليوم ... !!!

اللهم زين الإيمان في قلوبنا يا رب العالمين .. واصلح جميع شأن المسلمين ..

شكراً " محمد القفاري " على الموضوع المهم
وفقك الله
تحياتي
،،،

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع



قوانين منتدى زهران
أخر مواضيعي
أديب غير متواجد حالياً  
قديم 26-04-2008, 05:32 PM   #4
الفقار

مستشار تعليمي
[عضوية شرفية خاصة]
 







 
الفقار is on a distinguished road
افتراضي رد : معركة اليرموك من أعظم المعارك الإسلامية

الله أكبر ذكرتنا بمعركة من المعارك التي غيرت خارطة التاريخ
ذكرتنا ببطولات المسلمين ، ذكرتنا بغضب خالد بن الوليد عندما سمع أحدهم يقول ما أكثر الروم وأقل العرب ، ذكرتنا ببطولة خولة بنت الأزور عندما علمت بأسر أخيها ضرار ، ذكرتنا بموقف أبي سفيان وثباته في المعركة ، ذكرتنا بتحريض هند بنت عتبة للمسلمين بعدم الانسحاب من ميدان القتال ، ذكرتنا ببطولة القعقاع

وفقك الله وبارك فيك فقد استثرت مشاعري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
الفقار غير متواجد حالياً  
قديم 07-05-2008, 12:43 AM   #5
ابوخليل الزهراني
موقوف
 







 
ابوخليل الزهراني is on a distinguished road
افتراضي رد : معركة اليرموك من أعظم المعارك الإسلامية

معركة اليرموك



لما استُخلف أبو بكر اهتم بأمر الشام، فجهزَ أربعةَ جيوشٍ، على أحدها عمرُو بنُ العاص ووجَّهه إلى فلسطين، وعلى ثانيها شُرَحْبِيلُ بنُ حَسَنَةَ ووجَّهه إلى الأردن، وعلى الثالث يزيدُ بنُ أبي سفيان ووجَّهه إلى البلقاء، وأتبعَهُ بأخِيه معاويةً، وعلى الرابع أبو عبيدةَ عامرُ بنُ الجراحِ ووجّهه إلى حمص، فسارت الجيوش على بركة الله، وكان أبو بكرٍ يودِّعُهم ماشياً ويوصِيهم بما فيه صلاحُ دنياهم وأخراهم، ولم تَزَلِ الجيوشُ سائرةً حتى وصلت الشام، فنزل عمرُو بنُ العاص فلسطين، ونزل شرحبيل الأردُنَّ، ونزل يزيد البلقاء، ونزل أبو عبيدة الجابية، فلما بلغ ذلك هرقلَ ملك الروم سار حتى نزل حمص، وأمر بجمع الجيوش، فاجتمع من الروم عدد عظم، فوجه لكل أمير من المسلمين جيشاً يفوق من معه، فأشار عمرُو بن العاص على الأمراءَ بالاجتماع، فاجتمعوا باليرموك والروم أمامهم وبين الفريقين خندق، وأقام الفريقان على ذلك صفراً والربيعين من السنة الثالثة عشرة من الهجرة، فأرسل الأمراء إلى أبي بكر يستمدونه، فكتب إلى خالد بن الوليد أمير جند العراق يأمره أن يستخلف على جنده بعد أن يأخذ معه نصفَه ويتوجّه إلى الشام مدداً. فسار خالدُ حتى وصل إلى المسلمين في ربيع الآخر فجمع الأمراء وخطبَهم وقال بعد أن حمد الله وأثنى عليها " إن هذا يومٌ من أيام الله لا ينبغي فيه البغي ولا الفخرُ أخلصوا جهادكم، وأرْضُوا اللّهَ بعملكم، فإن هذا يوم له ما بعده " ثم أشَارَ، بأن يؤمر على الجيش كله أميرٌ واحدٌ، وأن يتناوبوا الإمارَة حتى يؤَّمروا كلهم، وأن يؤمَّرَ هو في اليوم الأول، فقبلوا مشورته وأمرَّوه فجعلَ القلبَ كراديس (1)، وأقام فيه أبا عبيدةَ، وجعل الميمنة كراديس وأقام فيها عَمرًا وشرحبيلَ وجعل الميسرة كراديس وأقام فيها يزيد، وكان عدد الكراديس ستة وثلاثين، وفي كل كردوس ألف رجل، ثم أمر القعقاع بن عمرو وعكرمة بن أبي جهل أن ينشبا القتال فأنشباه، والتحم الناس وتطارد الفرسان وأظهر خالد عجائب الشجاعة والحمية الإسلامية، ثم إن الروم حملوا حملةَ أزالوا بها المسلمين عن مواقعهم، ولكن المسلمين صمدوا واشتدوا فهزموا عدوهم وقتلوا منه خلقاً كثيراً لا سيما أناساً كانوا قد اقترنوا في السلاسل لئلا يفروا، وانتهت هذه الموقعة بهزيمة الروم شر هزيمة وفي أثنائها جاء بريد المدينة بموت الصديق وخلافةِ عمرَ بنِ الخطاب وتوليةِ أبي عبيدةَ رئاسةَ الجيوش، فلم يُبَلَغ خالد الجيش هذا الخبرَ إلا بعد أن انْفَضَّت الموقعة.
ابوخليل الزهراني غير متواجد حالياً  
قديم 07-05-2008, 12:45 AM   #6
ابوخليل الزهراني
موقوف
 







 
ابوخليل الزهراني is on a distinguished road
افتراضي رد : معركة اليرموك من أعظم المعارك الإسلامية

جهز الخليفة الأول أبو بكر الصديق الجيوش الإسلامية للزحف إلى بلاد الشام في مطلع السنة الثالثة عشرة للهجرة فكان: 1 ـ يزيد بن أبي سفيان: سار في سبعة آلاف مقاتل وكانت وجهته دمشق وكان أول الأمراء الذين ساروا إلى الشام، ثم أمده أبو بكر بأخيه معاوية بن أبي سفيان بجندٍ كثر.
2 ـ عمرو بن العاص وكان وجهته فلسطين. 3 ـ شرحبيل بن حسنة وسار إلى الأردن. 4 ـ أبو عبيدة بن الجراح وكانت وجهته حمص. وبقي عكرمة بن أبي جهل في ستة آلاف من الجند سنداً لجيوش المسلمين. وعندما علم الروم بذلك نقل هرقل مركز قيادته إلى حمص وجمع جيوشه وقسَّمها فأرسل أخاه «تذارق» ليواجه عمرو بن العاص، وبعث «جرجة بن توذا» نحو يزيد بن أبي سفيان ووجه «الدراقص» نحو شرحبيل بن حسنة و«الفيقارين نسطوس» إلى أبي عبيدة.
وقد وصل عدد الروم مجتمعة آنذاك 240 ألف مقاتل، بالمقابل كان مجموع جيش الإسلام 21 ألفاً. إضافة لستة آلاف مع عكرمة في المؤخرة. عندما رأى المسلمون ذلك تشاور القادة بالأمر فرأى عمر بن العاص أن يجتمع المسلمون في مكان واحد يلتقون فيه مع الروم ولن يهزموا حينذاك من قلة وكتبوا إلى الخليفة يستشيرونه بذلك وطلبوا منه المدد، فكان رأيه كرأي عمرو بن العاص وأضاف أن يكون موقع المعركة سهلاً ووافق على اللقاء باليرموك وكتب إلى خالد بن الوليد أن يذهب إلى اليرموك لدعم المسلمين وأن يكون هو الأمير هناك. فسار خالد من الحيرة في العراق وقد استخلف فيها المثنى بن حارثة الشيباني قاصداً الشام وبعث بكتاب إلى أبي عبيدة يعلمه بقرار الخليفة ويعتذر منه. تحرك خالد إلى دوحة الجندل وأغار بطريقه على مصيخ بهراء ثم تحرك نحو الشمال مع وادي السرحان إلى شرقي جبل حوران حتى وصل إلى «أرك» وهي قرب تدمر ومنها انتقل إلى تدمر فالقريتين، ولما علمت غسان بذلك اجتمعوا له «بمرج راهط» فغلبهم وكان عليهم الحارث بن الأيهم ثم سار إلى «بصرى الشام»، وكانت أول مدينة افتتحها من بلاد الشام. فوصل إلى اليرموك في تسعة آلاف مقاتل وأصبح جيش المسلمين ستاً وثلاثين ألفاً وفرح المسلمون بوصول خالد مع المدد.
ولقد سلك خالد هذه الطريق الطويلة في خطة ذكية تدل على سعة عقله ورجاحه تفكيره العسكري، فقد أراد أبو سليمان ألا يصطدم بالروم قبل الالتقاء بجيش المسلمين وخاصة أنه أصبح أميرهم، فلا بد من الوصول إليهم ليقودهم في القتال. كما كانت الخطة تقضي أن يكون القتال مجتمعين لا متفرقين ليتمكنوا من قتال الروم الذين يفوق عددهم عدد المسلمين بعشرة أمثال. وللروم ثغور عدة وسط البادية فلو سار من الحيرة مباشرة إلى اليرموك لاصطدم بتلك الثغور. ولأضاع على المسلمين تجمعهم في اليرموك. وقيادته لهم. ولهذا فقد اضطر أن يسير بجيشه بمحاذاة جبل الروم ويلف حوله باتجاه تدمر ويعود إلى بصرى. كما أن حركته هذه كانت خلف ثغور الروم الأمر الذي يجعلهم في ريبة من أمرهم خوفاً من أن يكون هناك اتفاق بين المسلمين وبين هذه الثغور التي مرَّ عليها خالد. وصل خالد إلى اليرموك، ورأى الروم مجتمعين، فجمع المسلمين وصلى بهم ثم خطب فيهم قائلاً: بعد أن حمد الله وأثنى عليه: «إن هذا يوم من أيام الله، لا ينبغي فيه الفخر ولا البغي، أخلصوا جهادكم، وأريدوا الله بعملكم، فإن هذا يوم له ما بعده، ولا تقاتلوا قوماً على نظام وتبعية، ولا على تساند وانتشار، فإن ذلك لا يحل ولا ينبغي، وإن من ورائكم لو يعلم علمكم حال بينكم وبين هذا، فاعملوا فيما لم تؤمروا به بالذي ترون أنه الرأي من واليكم ومحبته، قالوا: فهات، فما الرأي؟ قال: إن أبا بكر لم يبعثنا إلا وهو يرى أنا سنتياسر، ولو علم بالذي كان ويكون، لقد جمعكم، إن الذي أنتم فيه أشد على المسلمين مما قد غشيهم وأنفع للمشركين من أمدادهم، ولقد علمت أن الدنيا فرقت بينكم، فالله الله، فقد أفرد كل رجل منكم ببلد من البلدان لا ينتقصه منه إن دان لأحد من الله ولا عند خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلّم هلمَّوا فإن هؤلاء تهيئوا، وهذا يوم له ما بعده، فإن رددناهم إلى خندقهم اليوم لم نزل نردهم، وإن هزمونا لن نفلح بعدها، فهلموا فلنتعاور الإمارة، فليكن عليها بعضنا اليوم، والآخر غداً، والآخر بعد غد حتى يتأمر كلكم، ودعوني إليكم اليوم.
قسم خالد المسلمين إلى كراديس يتراوح عددها بين 36 ـ 40 كردوساً ويضم الكردوس الواحد ما يقرب من ألف رجل، وكان أبو عبيدة في القلب، وعمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة في الميمنة، ويزيد بن أبى سفيان في الميسرة.
ومن أمراء الكراديس يومذاك: القعقاع بن عمرو، ومذعور بن عدي، وعياض بن غنم وهاشم بن عتبة بن أبي وقاص وسهيل بن عمرو وعكرمة بن أبي جهل وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد وحبيب بن مسلمة وصفوان بن أمية وسعيد بن خالد بن العاص وخالد بن سعيد بن العاص وعبد الله بن قيس ومعاوية بن حديج والزبير بن العوام وضرار بن الأزور. وكان قاضي الجيش أبو الدرداء. والقاص أبو سفيان بن حرب وعلى الغنائم عبد الله بن مسعود وعلى الطلائع قباث بن أشيم، وكان المقرىء المقداد بن عمرو، وقد كان عدد الصحابة يوم اليرموك أكثر من ألف صحابي بينهم أكثر من مائة من أهل بدر. وكان أبو سفيان يسير خلف الكراديس فيقول: الله الله إنكم ذادة العرب، وأنصار الإسلام، وإنهم ذادة الروم وأنصار الشرك اللهم إن هذا يوم من أيامك اللهم أنزل نصرك على عبادك.
كان تجمع المسلمين في المنطقة الغربية من درعا اليوم، فقد جعلوا مؤخرة جيشهم إلى الشمال الغربي من درعا لتكون درعا طريقاً لوصول الدعم إليها والاتصال مع المدينة خرج المسلمون على راياتهم وعلى الميمنة معاذ بن جبل وعلى الميسرة نفاثة بن أسامة الكناني وعلى الرجالة هاشم بن عتبة بن أبي وقاص وعلى الخيالة خالد بن الوليد وهو القائد الأعلى. ولما أقبلت الروم في خيلائها وخيلها سدت أقطار تلك البقعة سهلها ووعرها كأنهم غمامة سوداء. وكان خالد يجول بين الجيش فساق بفرسه إلى أبي عبيدة وقال له: إني مشير بأمر، فقال: قل ما أمر الله أسمع لك وأطيع، فقال له خالد: إن هؤلاء القوم لا بد لهم من حملة عظيمة لا محيد لهم عنها وإني أخشى على الميمنة والميسرة حتى إذا صدوهم كانوا لهم ردءاً فنأتيهم من وراءهم فقال له: نعم ما رأيت. فكان خالد في إحدى الخيلين من وراء الميمنة وجعل قيس بن هيرة في الخيل الأخرى، وأمر أبا عبيدة أن يتأخر عن القلب إلى وراء الجيش كله حتى إذا رآه المنهزم استحى منه ورجع إلى القتال فجعل أبو عبيدة مكانه في القلب سعيد بن زيد احد العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنهم. وساق خالد إلى النساء أن يكن من وراء الجيش ومعهن عدد من السيوف وغيرها، فقال لهن من رأيتموه مولياً فاقتلنه. ورجع إلى مكانه.
ثم وعظ الجيش عدد من الصحابة كان أولهم أبو عبيدة بن الجراح ثم معاذ بن جبل ثم عمرو بن العاص تلاه أبو سفيان وأبو هريرة، وجميعهم نادوا إلى طلب النصر من الله تعالى أو الشهادة في سبيل دينه ورفع رايته والتأسي بمن قبلهم من الشهداء السابقين وبرسول الله صلى الله عليه وسلّم. ولما تقارب الناس تقدم أبو عبيدة ويزيد بن أبي سفيان وضرار بن الأزور والحارث بن هشام وأبو جندل بن سهيل بن عمرو، ونادوا: إنما نريد أميركم لنجتمع معه، فأذن لهم في الدخول على «تذارق» وإذا هو جالس في خيمة من حرير فقال الصحابة: لا نستحل دخولها، فأمر لهم بفرش بسط من حرير، فقالوا لا نجلس على هذه، فجلسوا معهم حيث أحبوا. وعرضوا عليهم الإسلام أو الجزية أو السيف وكان من تعنت الروم أن كان لا بد من القتال.
وطلب ماهان خالداً ليبرز له وليجتمعا في مصلحة لهم، فقال ماهان: ما أخرجكم إلا الجوع والجهد فهلموا إلى أن أعطي كل رجل منكم عشرة دنانير وكسوة وطعاماً وترجعون إلى بلادكم، وفي العام القادم بعثنا لكم بمثلها. فقال خالد: إنه لم يخرجنا من بلادنا ما ذكرت غير أنا قوم نشرب الدماء وأنه بلغنا أنه لا دم أطيب من دم الروم فجئنا لذلك فقال أصحاب ماهان: هذا والله ما كنا نحدث به عن العرب. فتقدم خالد من عكرمة ومن القعقاع وهما على جنبي القلب أن يبدآ القتال وهكذا اندلعت المعركة وكانت في أوائل شهر رجب سنة 13 هـ .
المعركة حملت ميسرة الروم على ميمنة المسلمين فمالوا إلى جهة القلب وكان معاذ بن جبل يقول: «اللهم زلزل أقدامهم، وأرعب قلوبهم، وأنزل السكينة علينا، وألزمنا حكمة التقوى، وحبب إلينا اللقاء» وانكشفت زبيد، ثم تنادوا فرجعوا وحملوا على الروم وأشغلوهم عن اتباع من انكشف وردت النساء من فرّ. فرجع الناس إلى مواقعهم. وقال عكرمة بن أبي جهل: قاتلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم في مواطن وأفرُّ منكم اليوم؟ ثم نادى من يبايع على الموت؟ فبايعه ضرار بن الأزور والحارث بن هشام عم عكرمة وعدد من المسلمين بلغ 400 رجل من أعيان الناس. وقاتلوا أمام فسطاط خالد حتى ثبتوا جميعاً جرحى. وقتل منهم عدد كبير منهم ضرار رحمهم الله. ومما يذكر في مآثر تلك المعركة الإيثار الذي ظهر بين عطشى الجيش المصابين فجيء إليهم بشربة ماء، فلما قربت إلى أحدهم نظر إليه الآخر فيقول: ادفعها له، فلما وصلت إليه نظر إليه الآخر فيقول ادفعها له، فتدافعوها كلهم من واحد إلى واحد حتى ماتوا جميعاً ولم يشربها احد منهم.
ثم هجم خالد بن الوليد بالخيل على ميسرة الروم التي حملت على ميمنة المسلمين فقضى عليهم وقتل منهم أكثر من ستة آلاف مقاتل، ثم دخل بمائة فارس على ما يقرب من مائة ألف من الروم فانهزموا أمامهم بإذن الله. ولما عاد المسلمون من حملتهم هذه جاء البريد يحمل وفاة الخليفة أبي بكر الصديق وبيعة عمر وتولية أبي عبيدة إمرة القتال.
وخرج من بين الروم احد أمرائهم الكبار وهو (جرجة) واستدعى خالد بن الوليد إلى بين الصفوف فقال جرجة: يا خالد أخبرني فاصدقني ولا تكذبني، فإن الحر لا يكذب، ولا تخادعني فإن الكريم لا يخادع المسترسل بالله. هل أنزل الله على نبيكم سيفاً من السماء فأعطاكه فلا تسله على احد إلا هزمتهم؟ قال: لا، قال: فبم سميت سيف الله؟ قال: إن الله بعث فينا نبيه فعارضناه وبعدنا عنه جميعاً، ثم إن بعضنا صدقه وتابعه وبعضنا كذبه وباعده. فكنت فيمن كذبه وباعده، ثم إن الله أخذ بقلوبنا ونواصينا فهدانا به وبايعناه، فقال لي: أنت سيف من سيوف الله سله على المشركين. ودعا لي بالنصر، فسميت سيف الله بذلك فأنا أشد المسلمين على المشركين. فقال جرجة: يا خالد إلى ما تدعون؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله والإقرار بما جاء به من عند الله عز وجل. قال: فمن لم يجبكم؟ قال: الجزية ونمنعهم. قال: فإن لم يعطها؟ قال نؤذنه بالحرب ثم نقاتله. قال فما منزلة من يجيبكم ويدخل في هذا الأمر اليوم؟ قال: منزلتنا واحدة فيما افترض الله علينا. شريفنا ووضيعنا وأولنا وآخرنا، قال جرجة: فلمن دخل فيكم اليوم من الأجر مثل مالكم من الأجر والذخر قال: نعم وأفضل. قال وكيف يساويكم وقد سبقتموه؟ فقال خالد: إنا قبلنا هذا الأمر عنه وبايعنا نبينا وهو حي بين أظهرنا تأتيه أخبار السماء ويخبرنا بالكتاب ويرينا الآيات وحق لمن رأى ما رأينا، وسمع ما سمعنا أن يسلم ويبايع، وإنكم أنتم لم تروا ما رأينا، ولم تسمعوا ما سمعنا من العجائب والحجج فمن دخل في هذا الأمر منكم بحقيقة ونية كان أفضل منا. فقال جرجة: بالله لقد صدقتني ولم تخادعني؟ قال: تالله لقد صدقتك وإن الله وليّ ما سألت عنه، فعند ذلك قلب جرجة الترس ومال مع خالد وقال علمني الإسلام، فأخذه خالد إلى فسطاطه فسن عليه قربة من ماء ثم صلى به ركعتين... وفي هذه الأثناء كانت الروم تشن حملة أزالوا بها المسلمين عن مواقعهم أمثال عكرمة وعمه الحارث بن هشام.
فحمل خالد وجرجة بالمسلمين على الروم حتى هزموهم بإذن الله وقتل جرجة... رحمه الله ولم يصل سوى هاتين الركعتين مع خالد. وصلى المسلمون يومذاك صلاة الظهر والعصر إيماء وأخَّروا صلاة المغرب والعشاء. وفرَّ الروم ليلاً إلى الواقوصة. خسائر المسلمين وكان ممن شهد المعركة الزبير بن العوام وكان من أفضل الناس بالمعركة وقد جرح جرحين بكتفه وقتل عكرمة وعمه سلمة وابنه عمرو بن عكرمة وعمرو بن سعيد وأبان بن سعيد وهشام بن العاص وانهزم يومذاك عمرو بن العاص في أربعة حتى وصلوا إلى النساء فزجرنهم فعادوا وانكشف شرحبيل بن حسنة وأصحابه فتراجعوا فوعظهم أبو عبيدة فرجعوا. وثبت يزيد بن أبي سفيان وقاتل قتالاً شديداً وكان أبوه يشد أزره ويمدحه ويرغبه بالثبات والنصر والمفخرة، وكان ممن برز أيضاً يومها الأشتر الذي خرج لمبارزة الروحي فضربه ضربة وقال له: خذها وأنا الغلام الإيادي فقال الرومي: أكثر الله من أمثالك في قومي، أما والله لو إنك من قومي لآزرت الروم، فأما الآن فلا أعينهم.
وفقد عدد من المسلمين عيونهم يوم اليرموك منهم: أبو سفيان والمغيرة بن شعبة وهاشم بن عتبة بن أبي وقاص والأشعث بن قيس وعمرو بن معد يكرب وقيس بن مكشوح والأشتر النخعي. وروي أن هرقل قال وهو على أنطاكية لما قدمت جيوشه مهزومة: ويلكم أخبروني عن هؤلاء القوم الذين يقاتلونكم أليسوا بشراً مثلكم؟ قالوا: بلى. قال فأنتم أكثر أم هم؟ قالوا: بل نحن أكثر منهم أضعافاً في كل موطن قال فما بالكم تنهزمون؟ فقال شيخ من كبارهم: من أجل أمتهم يقومون الليل ويصومون النهار، ويوفون بالعهد. ويأمرون بالمعروف. وينهون عن المنكر. ويتناصحون بينهم. ومن أجل أنا نشرب الخمر ونزني ونركب الحرام وننقض العهد. ونغضب ونظلم ونأمر بالسخط وننهي عما يرضي الله ونفسد في الأرض فقال: أنت صدقتني.
وهكذا فقد نصر الله المسلمين في هذه المعركة الحاسمة التي كانت مفتاح الفتوحات في بلاد الشام، ولا شك أن الإيمان وحده هو الذي كان سبب نصر المسلمين في معركتهم ضد الروم على الرغم من قلتهم وقلة إمكانياتهم.
ابوخليل الزهراني غير متواجد حالياً  
قديم 07-05-2008, 12:46 AM   #7
ابوخليل الزهراني
موقوف
 







 
ابوخليل الزهراني is on a distinguished road
افتراضي رد : معركة اليرموك من أعظم المعارك الإسلامية

في عام 658 هـ بعد أن سقطت دمشق بيد التتار أرسل رئيسهم هولاكو وفداً إلى الأمير سيف الدين قطز قائد المماليك يحمل رسالة كلها تهديد ووعيد، فعقد قطز اجتماعاً ضم أمراء المماليك وكانت النتيجة العزم على الحرب، فقبض قطز على رجال وفد هولاكو وأعدمهم وعرض أجسادهم على الناس وأخذ قطز يحشد الحشود وتم الاستعداد ثم أرسل قطز حملة استطلاعية بإمرة الظاهر بيبرس البندقداري إلى جهات غزة فانتصر على حملة تتارية متقدمة وبقي يناور التتار كي لا يعلموا بتحرك الجيش الرئيسي الذي يقوده سيف الدين قطز. سار سيف الدين قطز بجيشه مع الساحل الشامي باتجاه عكا وهدد الصليبيين إن بدرت منهم أية بادرة شر، ووافى الأمير سيف الدين قطز الظاهر بيبرس عند عين جالوت وتدفق التتار إلى ذلك الميدان واحتدمت المعركة وهجمت ميمنة التتار على ميسرة المسلمين فتقدم أمير الجيش الإسلامي سيف قطز وألقى بخوذته على الأرض أمام الأمراء وصاح بأعلى صوته (واإسلاماه) واندفع نحو التتار يقاتل والتف حوله جنود المسلمين وانقضوا على التتار فأفنوهم وقتل قائد التتار كتبغا في ميدان المعركة وأُسر ابنه.
ابوخليل الزهراني غير متواجد حالياً  
قديم 07-05-2008, 12:48 AM   #8
ابوخليل الزهراني
موقوف
 







 
ابوخليل الزهراني is on a distinguished road
افتراضي رد : معركة اليرموك من أعظم المعارك الإسلامية

معركة الأرك
تولى أبو يوسف يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي القيسي الكومي خلافة الموحدين بعد استشهاد أبيه مجاهدا ً ضد النصارى في الأندلس، وذلك في جمادى الأولى سنة 580هـ وانشغل بإخماد الثورات التي قامت ضده في أفريقية، حتى كتب ألفونسو السادس خطاباً يدعوه فيه إلى القتال فيه سخرية واستهانة بالمسلمين، فلما قرأ أبو يوسف الخطاب كتب على ظهر رقعة منه: { ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون } الجواب ما ترى لا ما تسمع.
واشتد حنق أبي يوسف، وأمر بالتأهب للحرب في الأندلس، وأن يذاع الخطاب في جنود الموحدين ليثير غيرتهم، فثار الناس للجهاد ودوت صيحة الجهاد في جميع أنحاء المغرب ضد النصارى، وسير قواته إلى الأندلس، وعبر إلى الجزيرة الخضراء في 20/7/591هـ، ولم يسترح بها إلا قليلاً، ثم بادر بالسير إلى قشتالة، ولكنه لما علم أن ملك قشتالة قد حشد قواه شمال قلعة رباح على مقربة من قلعة الأرك – الأرك نقطة الحدود بين قشتالة والأندلس في حينه - اتجه بجيشه إلى ذلك المكان، ولما وصل إلى قيد مسيرة يومين من جيش النصارى ضرب معسكره وعقد مجلساً من القادة والأشياخ للبحث في خطط المعركة.
مرت أيام عديدة لم يقع فيها اشتباك، وسأل أبو يوسف مجلسه الاستشاري عن الخطة المناسبة، وطلب رأي أبي عبد الله بن صناديد الذي كان من أعقل وأخبر زعماء الأندلس بمكائد الحروب، الذي كان من آرائه أن توضع خطة موحدة لتسيير دفة الحرب، وأن يجب اختيار قائد عام للجيش كله فاختار أبو يوسف كبير وزرائه أبا يحيى بن أبي حفص الذي امتاز بالفطنة والشجاعة.
وأن يتولى قيادة الأندلسيين زعماؤهم حتى لا تضعف حماستهم حينما يتولى الأجانب قيادتهم، وأن يتولى الأندلسيون والموحدون لقاء العدو ومواجهة هجومه الأول، وأما بقية الجيش المكون من قبائل البربر غير النظاميين وجمهرة كبيرة من المجاهدين والمحاربين فإنهم يكونون قوة احتياطية تقوم بالعون والإمداد، وأما أبو يوسف المنصور فيستطيع بحرسه أن يرجح كفة الموقعة كلها، ويجب أن يرابط بقواته وراء التلال على مسافة قريبة منا، ثم ينقض فجأة على العدو، كل هذه الآراء أبداها الزعيم الأندلسي ووافق عليها أبو يوسف المنصور وأمر بتنفيذها. وحشد ألفونسو قوات هائلة من مملكته، وقدم إليه فرسان قلعة رباح، وفرسان الداوية، واستطاع أن يحشد مائة ألف مقاتل في رواية، وأكر عدد ذكرته الروايات ثلاثمائة ألف مقاتل، ومع ذلك طلب مساعدة ملكي ليون ونافار النصرانيين اللذين جمعا حشوداً ولكنهما تباطآ في المجيء للمساعدة.
وفي 9 شعبان 591هـ كانت موقعة الأرك الفاصلة، وأعد أبو يوسف المنصور جيشه الذي يساوي على الأغلب عدد جيش النصارى، فاحتل الموحدون القلب، واحتل الجناح الأيسر الجند العرب – أعقاب فاتحي المغرب المسلمين -، ومعهم بعض القبائل البربرية تحت ألويتهم الخاصة، واحتل الجناح الأيمن قوى الأندلس بقيادة عبد الله بن صناديد، وتولى أبو يوسف قيادة القوة الاحتياطية مكونة من صفوة الجند ومن الحرس الملكي، ودفعت صفوف المتطوعين، ومعظمها مكون من الجنود الخفيفة إلى المقدمة لتفتتح القتال.
وقام خطيب وحرض المؤمنين على الجهاد وفضله ومكانته، وأخذت الناس مواقعهم، ونظم ملك قشتالة جنده، وكانت قلعة الأرك تحمي موقعه من جانب، وتحميه من الجانب الآخر بعض التلال، ولا يمكن الوصول إليه إلا بواسطة طرق ضيقة وعرة، و كان الجيش القشتالي يحتل موقعاً عالياً، وكانت هذه ميزة له في بدء القتال. ولما تقدمت صفوف المسلمين المهاجمة إلى سفح التل الذي يحتله ملك قشتالة، واندفعت إليه تحاول اقتحامه، انقض زهاء سبعة آلاف أو ثمانية آلاف من الفرسان القشتاليين كالسيل المندفع من عل، فتزحزح قوم من المطّوّعة، فصعد غبارها في الجو، فقال أبو يوسف المنصور لخاصته: جددوا نياتكم وأحضروا قلوبكم، ثم تحرك وحده، وسار منفرداً، ومر على القبائل والصفوف، وحثهم على الثبات.
لقد رد المسلمون هجمات القشتاليين مرتين، ولكن العرب والبربر استنفدوا جميع قواهم لرد هذا الهجوم العنيف، وعززت قوات القشتاليين بقوى جديدة وهجموا للمرة الثالثة، وضاعفوا جهودهم، واقتحموا صفوف المسلمين وفرقوها، وقتلوا قسماً منها، وأرغم الباقون على التراجع، واستشهد آلاف من المسلمين في تلك الصدمة، منهم القائد العام أبو يحيى بن أبي حفص، الذي سقط وهو يقاتل بمنتهى البسالة. واعتقد النصارى أن النصر قد لاح لهم بعد أن حطموا قلب جيش الموحدين، ولكن الأندلسيين وبعض بطون زناته، وهم الذين يكونون الجناح الأيمن، هجموا عندئذ بقيادة أبي عبد الله بن صناديد على قلب الجيش القشتالي، وقد أضعفه تقدم الفرسان القشتاليين، وكان يتولى قيادته ملك قشتالة نفسه، يحيط به عشرة آلاف فارس فقط، منهم فرسان الداوية وفرسان قلعة رباح، فلقي ألفونسو المسلمين بقيادة ابن صناديد دون وجل، ونشبت بين الفريقين معركة حامية استمرت سويعات، واستبدل النقص في العدد بالإقدام والشجاعة، حتى أنه لما زحف زعيم الموحدين في حرسه وقواته الاحتياطية، ورد تقدم الفرسان القشتاليين، واضطرهم إلى الفرار في غير انتظام، لم يغادر ألفونسو وفرسانه العشرة آلاف مكانهم في القلب، ذلك لأنهم أقسموا جميعاً بأن يموتوا ولا يتقهقروا، فاستمرت المعركة على اضطرامها المروع، والفريقان يقتتلان.
وأيقن الموحدون بالنصر حينما انحصرت المقاومة في فلول من النصارى التفت حول ملك قشتالة، وهجم أمير الموحدين في مقدمة جيشه لكي يجهز على هذه البقية، أو يلجئها إلى الفرار، فنفذ إلى قلب الفرسان النصارى. ولم يشأ ألفونسو بالرغم من اشتداد ضغط المسلمين عليه من كل صوب، ومواجهته لخطر الهلاك، أن ينقذ نفسه بالفرار، وأن يتحمل عار الهزيمة، وتساقط معظم الفرسان النصارى حول ملكهم مخلصين لعهدهم، ولكن بقية قليلة منهم استطاعت أن تنجو وأن تقتاد الملك بعيداً عن الميدان، وأن تنقذ بذلك حياته.
وانتهى يوم الأرك بهزيمة النصارى على نحو مروع، وسقط منهم في القتال ثلاثون ألف قتيل، وأسروا عشرين ألفاً، وغنم المسلمون معسكر الأسبان بجميع ما فيه من المتاع والمال، واقتحموا عقب المعركة حصن الأرك، وقلعة رباح المنيعتين.
ابوخليل الزهراني غير متواجد حالياً  
قديم 07-05-2008, 12:49 AM   #9
ابوخليل الزهراني
موقوف
 







 
ابوخليل الزهراني is on a distinguished road
افتراضي رد : معركة اليرموك من أعظم المعارك الإسلامية

أساليب القتال في الجيوش الاسلامية

كان العرب في الجاهلية يتبعون طريقة الكروالفر في حروبهم وكانوا يجعلون نساءهم وأولادهم وأرزاقهم وراءهم.

فلما ظهر الإسلام أخذ العرب يقاتلون زحفا أي صفوفا عملا بقوله تعالى "ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص " ولكن قادة المسلمين كان لديهم من المرونة في تغيير الخطط والتكتيك الحربي ما جعلهم دائما يفاجئون عدوهم بما لا يتوقعه ويتفوقون عليه. ففي سنة 13 هـ أدخل خالد بن الوليد نظام الكراديس في جيبه لأول مرة في معركة اليرموك ثم أتبعه سعد بن أبي وقاص في معركة القادسية سنة 14 هـ.

والكردوس كلمة يونانية ومعناها القسم: اذ يقسم الجيش إلى خمسة أقسام مقدمة وساقة وميمنة وميسرة وقلب.

وكانت جيوش المسلمين في كل معاركها تتفوق على العدو بفضل خفة الحركة وسرعة التصرف والقدرة على المباغتة فكان القادة يحركون الكتائب من موقع إلي موقع لإرباك العدو وذلك باسلوب ورثة العرب عند أجدادهم الاولين الذين كانوا يحسنون فن الكر والفر في القتال، ومن أقوال الرسول (صلعم) "الحرب خدعة") أي ان القائد إلي هر الذكي هو الذي يستطيع أن يكسب بالخدعة الحربية أو بالتأثير النفسي وباستعمال العقل والدهاء اكثر مما يكسب بالتضحيات والخسائر والدماء، وقد اتبع قادة المسلمين على مر العصور هذا الشعار في كل حروبهم حتى أصبحوا يسمون "بثعالب الصحراء"، كانوا يبعثون بالجواسيس والطلائع، وكانوا يحرصون على مقابلة قادة الأعداء ليعرضوا عليهم الاسلام أولا، وفي نفس الوقت ليدرسوا شخصيتهم وعقلهم عن قرب حتى يعرفوا نقاط الضعف فيهم، فكان عمرو بن العاص يتخفى في زي جندي بسيط ليقابل أطربون قائد جيش الروم ويعرفه عن كثب دون أن يعرف الخصم عنه شيئا، وقد نبغ قادة المسلمين في نصب الكمائن، وفي مهاجمة مؤخرة العدو وفي أساليب الحرب النفسية قبل المعركة وأثناءها.

وفي ختام هذا الموضوع نقول ان انتصارات المسلمين الرائعة على قوى تفوقهم عددا وعدة لم يكن بفضل العقيدة والحماس وحدهما، ولكن كان هناك تنظيم علمي مدروس وتخطيط ذكي واستعداد دائم .

البحرية الاسلامية:
من طبيعة البدوي أنه في ف البحر.. وذلك لأنه يعيش حياته كلها في الصحراء، سفينته هي ظهر جمله.. ومحيطه هو هذه الرمال الجافة المترامية.. وعندما نزل القرآن.. أشار الى هذه الحقيقة في أكثر من موضع فقال تعالى "وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الى البر فمنهم مقتصد" (سورة 31 آية 13)

ولم يعرف عن الرسول أنه ركب البحر، وكذلك أبو بكر وعمر.. ومع ذلك نجد في تعاليم الإسلام ما يشجع على ركوب البحر والغزو فيه في سبيل الله.. الى حد اعتبار غزوة البحر اكثرثوابا من غزوة البر.. وشهيد البحر له مكان في الآخرة أعظم من شهيد البر.. ومعروف أن الفتوح الاسلامية الأولى كانت كلها في البر. سواء في فارس أو في الشام أو في مصر والشمال الافريقي،وكان عمر بن الخطاب يأمر قادة الجيوش ان يبنوا المدن الجديدة في البلاد المفتوحة بحيث لا يفصلها إلي ء عن مكة، وهذا هو السر في بناء مدينة الفسطاط على الساحل الشرقي لنهر النيل، وعندما يئس الرومان من احراز أي، نصر على العرب في حروب البر،وجهوا همهم الى أسطولهم الذي كان سيد البحار كلها، فأخذوا يغيرون على سواحل مصر والشام على أمل استعادة بعض ما فقدوه. وكان معاوية واليا على الشام وعمرو بن العاص، على مصر، فطلب معاوية من الخليفة أن يأذن له ببناء أسطول بحري لكي بغزو به قبرص التي كانت قاعدة أمامية للأسطول الروماني، فكتب الخليفه إلى عمرو في مصر بطلب منه أن يصف له البحر وحال راكبه، فكتب إليه عمرو. "يا أمير المؤمنين إني رأيت البحر خلقا كبيرا يركبه خلق صغير.. ليس إلا السماء وإلي ء: إن ركد أحزن القلوب. وإن ثار أزاغ العقول. والناس فيه دود على عود. إن مال غرق وأن نجا برق " فلما قرأ ابن الخطاب كتب الى معاوية والذي بعث محمدا بالحق لا أحمل فيه مسلما أبدا ورفض طللبه.. وقد زاد من إصرار الخليفة أن عامله على البحرين (العلاء ابن الخضرمي كان يرغب في فتح سواحل فارس حتى تصبح له شهرة مثل غيره من القادة الآخرين، فاستجمع بعض السفن البحرية.. واستعان في ذلك بأهل البحرين وهم ملاحون مهرة ونزل في سواحل فارس سنة 17 هـ دون إذن، من الخليفة إلا أنه هزم فعاقبه الخليفة بأن أنزلي من رتبته، وبعد أن توفى عمر وتولى عثمان أعاد معاوية الطلب: وبعد طول تردد وتأجيل وافق عثمان على غزوة قبرص بشروط: أولها أن يكون اختياريا لمن " .
أراد وقال في ذلك "ولا تجبر الناس: ولا تقرع بينهما فمن اختار الغزو طائعا فاحمله وأعنه " أما الشرط الثاني فهو أن يأخذ معه في، البحر زوجته وزوجات الصحابة" وواضح أن الهدف من الشرط الأخيرأن يكون المسلمون أكثر حذرا وحيطة في وجود زوجاتهم.

وبنى معاوية أسطولا بالاستعانة ببحارة الشام الذين أسلموا كما بنى والي مصر اسطولا آخر،وخرجت السفن من عكا تحت إمرة معاوية سنة 28 هـ وانتصر على الأسطول الروماني في قبرص ودمر قواعده، وصالح أهل قبرص على أن يدفعوا له جزية كل سنة ووافق أن يدفعوا مثلها للروم لا يمنعهم العرب من ذلك على أن لاتستعمل أرضهـم كقاعدة للهجوم على الموانيء الاسلامية وفي نفس الوقت يسمحون للسفن العربية بالهجوم على البيزنطيين من الجزيرة متى شاؤوا فكانت غروة قبرص أولى معارك الإسلام البحرية.

وأراد الروم أن يستعيدوا هيبتهم في البحر والبر، فاهتم قسطنطين بن هرقل بالأسطول وزاد من قوته.. حتى عزم أن يغزو به الاسكندرية ويسترد مصر، وفي سنة 31 هـ أقبل قسطنطين بنفسه على قيادة أسطول من ألف سفينة رومانية ويقدر الطبري (6) أن هذا كان أكبر حشد بحري عرفه الروم في تاريخهم، وأرسل معاوية أسطوله الذي أنضم إلى أسطول مصر تحت قيادة واليها عبدالله بن أبي سرح ،والتقى الفريقان قرب الاسكندرية في عرض البحر.. وكان الأسطول العربي من مائتي سفينة وتشير المراجع الأجنبية أن مكان هذا اللقاء قبالة (فونيكة) (7) وهو ثغر مصري يقع غرب مدينة الاسكندرية بالقرب من مدينة مرسى مطروح، وعندما، اقتربت سفن الجانبين أطلق الرومان النار الإغريقية على سفن المسلمين.. وهي خليط من الكبريت والمواد السهلة الاشتعال ومادة الجير الحي التي تتفاعل مع إلي ء فتنتج الحرارة، ولكن المسلمين بدلا من ان يهربوا بعيدا عن النيران تقدموا بسفنهم المشتعلة حتى ربطوها بسفن الرومان فصارت 1200 سفينة في عرض البحر.. كل عشرة أو عشرين متصلة ببعضها، وأصبح ظهر السفن كأنه قطعة أرض منبسطة يجول فيها المشاة والرماة والفرسان.. وتحولت المعركة الي بربة، فأبيد من الروم خلق كثير حتى وصفت المعركة بأنها (اليرموك الثانية) وكاد الامبراطور قسطنطين أن يقع أسيرا ولكنه تمكن من الفرار بسفينة القيادة تاركا أسطوله في قبضة المسلمين ووصل الى جزيرة صقلية، فلما علموا هناك بهزيمته المنكرة انقضوا (8) عليه فقتلوه وقد سميت هذه المركة "ذات الصواري " لكثرة الصواري من الفريقين فيها.. وسميت في المراجع الاجنبية "معركة فونيكة" وتاريخها يوم 29 آب سنة 655 م ،لقد غيرت هذه المعركة الحاسمة مسار التاريخ البحري وتحول بعدها المسلمون من الخوف، من مجرد ركوب البحر إلى سادة البحار..

ومن بعدها استولي المسلمون عل كل جزر البحر الأبيض: قبرص وكريت وكورسيكا وسردينيا وصقلية وجزر الباليار ووصلوا إلي جنوا ومرسيليا، ومن بعدها تحول لقب هذا البحر من (بحر الروم) أو (البحيرة الرومية) الي بحيرة إسلامية، واستحكم نفوذ الأسطول الإسلامي عندما فتح المسلمون الأندلس وأصبحت سفنهم تعبر في أمان بين سواحل الشام ومصر شرقا وإلي الأندلس غربا.. وتحولت الدولة الرومانية من إمبراطورية بحرية عظمي إلى دويلة صغيرة تطل على البحر،وعلى مر العصور ازداد اهتمام المسلمين بالأسطول.. ففي عهد الأمويين حاصروا القسطنطينية من البحر مرتين الأولي في عهد يزيد بن معاوية سنه 49 هـ والثانية في عهد الوليد بن عبد الملك سنة 100 هـ هذا علاوة على الحصار البري، واهتم العباسيون أيضا بالأسطول في البحر الأحمر والمحيط الهندي وغزوا سواحل الهند سنة 159 هـ وفي مصر اهتم الفاطميون ثم الأيوبيون ثم المماليك بالأسطول فكان اسطول المعز لدين الله الفاطمي. يتألف من 600 سفينة أما اسطول الأندلس فكان يسيطر على شرق البحر الأبيض والمحيط الهادي، ففي البحر الأبيض استولوا على جزر ميوركة ومنورقة وكورسيكا ومدينة جنوة، وفي المحيط الهادي تصدوا لغزوات (الفيكنج) الذين كانوا يغيرون، على سواحل فرنسا وإنجلترا والأندلس وقد ردهم الأسطول ،
الإسلامي عن العالم الإسلامي كله في حين لم تستطع أي دولة أوروبية أن تتصدى لهم.

صناعة السفن.
انتشرت صناعة السفن في أنحاء العالم الاسلامي في ثغور متفرقة، ففي الشام اشتهـرت عكا وصور وطربلس ثم بيروت،حيفا وفي مصر اشتهرت المقس والاسكندرية (19 )ودمياط وعيذاب علي ساحة البحر الأحمر كما كانت القاهرة تصنع المراكب النيلية وفي المغرب كانت هناك طرابلس وتونس وسوسة وطنجة ووهران والرباط. وفي الأندلس اشتهرت إشبيلية ومالقة.

وبتألف الأسطول من عدة أنواع من السفن.. فمنها الشونة والبارجة والقرقور والصندل والطراد والحراقة والغراب، وهي تختلف من حيث الحجم والوظيفة وخفة الحركة، وأكبرها الشونة التي تحمل الجنود والأسلحة الثقيلة أما الاسلحة فمنها الكلاليب التي استعملها المسلمون في ذات الصواري لربط سفنهم بسفن الرومان، ومنها النفاطة وهي مزيج من السوائل الحارقة تطلق من اسطوانة في مقدمة السفينة وتسمى النار اليونانية هذا علاوة على الأسلحة البرية التقليدية:

التراث الاسلامي في البحرية:
تأتي المخطوطات الإسلامية البحرية ضمن كتب التاريخ والقصص البحري والرحلات، وخاصة كتب الجغرافيين المسلمين ففيها وصف دقيق لخطوط الملاحة البحرية، كما فيها سرد تفصيلي لكل معارك الإسلام البحرية، ثم وصف للبحار والتيارات إلي ئية والهوائية ومن أشهر هؤلاء المسعودي- والمقدسي وياقوت الحموي والبكري والشريف الادريسي ومن الرحالة ابن جبير وابن بطوطة.

أما الكتب المتخصصة في علوم الملاحة والبحرية فمنها مخطوط قديم يعود الى سنة 851 م بعنوان (رحلة التاجر سليمان) الذي زارموانيء آسيا حتى كانتون في الصين، وهو مخطوط هام جدا لأنه يحتوى على أول وصف عربي للبوصلة البحرية عند المسلمين قبل أن يعرفها الصينيون، وهناك كتب ابن ماجد في علوم البحار مثل كتاب "الفوائد في أصول علم البحر والقواعد" وأرجوزته بعنوان "حاوية الاختصار في اصول علم البحار" وهناك مخطوط باسم سليمان المهري عنوانه "المنهاج الفاخر في علم البحري الزاخر: و "العمدة المهرية في ضبط العلوم البحرية".

وختاما فقد كان للمسلمين فضل لا ينكر على أوروبا في نهضتها البحرية وليس أدل علي ذلك من دخول العديد من الاصطلاحات البحرية العربية في اللغات الحية الاوروبية، فمن ذلك ( Admiral وأصلها أمير البحر Cable أصلها حبل- Resif " أصلها رصيف (Darsinal"أصلها دار الصناعة.
ابوخليل الزهراني غير متواجد حالياً  
قديم 07-05-2008, 12:50 AM   #10
ابوخليل الزهراني
موقوف
 







 
ابوخليل الزهراني is on a distinguished road
افتراضي رد : معركة اليرموك من أعظم المعارك الإسلامية

: التتار
هم شعب بدوي يعيش على أطراف صحراء غوبي (على أطراف بلاد الصين) وهم سكان براري مشهورين بالشر والغدر، يطيعون رؤساءهم طاعة كبيرة ويحبون الحرب والسلب ويعبدون الكواكب ويسجدون للشمس.
والتتار هم أصل القبائل المتفرعة عنهم جميعاً من مغول وترك وسلاجقة وغيرهم. والتتار والمغول إخوان فعندما سيطر المغول على التتار كانوا بقيادة جينكز خان فعمّ اسمهم على باقي القبائل. والتتار هم الذين سيطروا أيام تيمورلنك فشمل اسمهم القبائل كلها. ولما جمع جينكزخان قبائل التتار حوله وانطلق نحو الشمال الشرقي في بلاد الصين يضم إليه البلاد بدأ الصليبيون بتحريضهم على المسلمين. فاتجه جينكزخان نحو الغرب، وظهرت جماعة من التتار عام 606 هـ في بلاد فرغانة فخرب خوارزمشاه محمد تكش صاحب دولة خوارزم فرغانة والشاش وكاسان خوفاً من أن يستولي عليها التتار، فبدأ التتار يتمركزون في تلك الجهات واستمرت الحالة حتى 615هـ.
ثم أرسل جينكز خان رسلاً للمهادنة بينه وبين خوارزماشه محمد تكش وليسير التجار بين المملكتين فأجابه إلى ذلك، فجاء بعض التجار التتار إلى بلاد ما وراء النهر ليشتروا ثياباً لجينكزخان الذي انطلق إلى بعض نواحي تركستان فلما وصلوا إلى بلاد خوارزمشاه وعلم بهم أمر نائبه بقتل التجار وأخذ ما معهم وأرسل عيوناً له إلى تركستان ليعرف أخبار التتار وعددهم فلما رجعت إليه الأخبار بكثرة التتار وقدرتهم القتالية وصنعهم بأنفسهم للسلاح الذي يقاتلون به ندم على ما فعل فأرسل له جينكزخان يهدده ويتوعده فقام خوارزماشاه بقتل رسوله وسار هو أيضاً إلى بلاد التتار ووقعت بين الطرفين معركة كبيرة جداً أنهك فيها الطرفان، ثم رجع خوارزمشاه إلى بخارى وبدأ يستعد للقتال فحصن بخارى وسمرقند وراح يجمع الجُند من خوارزم وخراسان.
وجاء التتار وخوارزم غائب يجمع الجيوش فدخلوا بخارى وسمرقند وفعلوا فيهما الموبقات وقتلوا من أهلهما الكثير ثم ساروا إلى مازندران فالري وهمدان وأذربيجان وأخذوها كلها. وانتصروا على الأكراد والتركمان والكرج وانطلقوا عام 620 هـ إلى روسيا فدخلوها ونهبوها. أما جينكزخان فقد بقي في سمرقند وأرسل قسماً من جيشه إلى فرغانة ثم عاد الجيش إليه وعندما اجتمعت الجيوش عنده ثانية أرسل جيشاً عظيماً إلى خوارزم وجيشاً آخر إلى خراسان وقد دخل الجيش خوارزم ودمرها ولحق قسم من الجيش في إثر خوارزمشاه الذي هرب إلى مازندران ثم انتقل إلى جزيرة في بحر الخزر ومات هناك عام 620 هـ .
وعندما اجتمعت الجيوش عند جينكزخان من جديد جهز جيشاً قوياً وسيّره إلى غزنة وكان عليها جلال الدين بن خوارزمشاه فانتصر المسلمون وهرب التتار إلى الطالقان، ثم التقى المسلمون ثانية مع التتار في كابل وانتصر المسلمون من جديد. ثم اختلفوا فيما بعد وتركهم سيف الدين الخلجي واتجه إلى الهند وملكها، وقد حاول جلال الدين إعادته لكنه لم ينجح في ذلك. وشعر جلال الدين بالضعف فسار إلى بلاد السند وشعر بذلك جينكزخان ولاحقه فنشب قتال بين الطرفين وهزم المسلمون ثم تمكنوا من اجتياز السند، ورجع التتار إلى غزنة وضربوها وارتكبوا فيها المنكرات. وكان التتار يخرجون بالأسرى ويطلبون منهم القتال معهم وإلا قتلوهم لذا كانوا يضحون بأعداد كبيرة ويوهمون الأعداء بكثرتهم.
وقد صمد غياث الدين بن خوارزمشاه في أصفهان وامتنع عن التتار الذين عجزوا عن دخول مدينته فلما انصرفوا عنها توسع وملك أجزاء من فارس، وفي عام 622 هـ وصل إليه أخوه جلال الدين عائداً من الهند. سار جلال الدين إلى التتار بالقرب من الري وقد وصل إليهم خبر مسيرهم نحو بلاد المسلمين فالتقى بهم وهزمهم. مات جينكزخان عام 624 هـ وخلفه ابنه الثالث أوجتاي الذي قضى على إمبراطورية شمالي الصين ثم التفت إلى الغرب وأرسل جيشاً قوامه مائة وخمسين ألف مقاتل وأمره بالتحرك نحو مملكة خوارزم وكان جلال الدين قد اختلف مع أخيه غياث الدين الذي لجأ إلى الإسماعيلية فحموه.
وصل التتار من جديد إلى جهات الري لقتال جلال الدين وقد آلمهم توسعه الجديد بعد رجوعه من الهند وسار إليهم جلال الدين وجرت بين الفريقين حروب كثيرة كان النصر في آخرها لجلال الدين ثم قاتل التتار من جديد وفارقه أخوه غياث الدين قبل المعركة مع فرقة من الجيش وظن التتار أنها خدعة فانهزموا، وكذلك كان ظنه هو أيضاً فانهزم، وشعر التتار بما كان فرجعوا يحاصرون أصفهان وجاء إليها جلال الدين وهزم التتار وتبعهم إلى الري، ثم عاد إلى أرمينيا ونهبها فجاءه جيش آخر من التتار فهرب من وجهه وقتله احد الفلاحين عام 629 هـ . وصل التتار إلى أذربيجان عام 628 هـ وملكوها واتجهوا إلى ديار بكر والجزيرة، ووصلت جماعة منهم إلى أربيل وحاصروها فأرسل الخليفة نجدة لأهلها فانسحب التتار راجعين عنها بعدما ارتكبوا المجازر والفظائع بحق الشعب الأعزل.
ثم أعاد أوجتاي بن جينكزخان عام 637 هـ تقسيم جيوشه إلى ثلاثة أقسام: أحدها إلى توريا والثاني إلى إمبراطورية سونغ الصينية والثالث إلى شرقي أوروبا وجعل قائد هذا الجيش باتو ابن أخيه جوجي فدخل بلاد البلغار وموسكو وكييف وأبادوهما وانقسم جيش باتوا بعدها إلى قسمين قسم بإمرته سار نحو بلاد المجر فانتصر عليه وذبح الجيش المجري كاملاً والآخر بإمرة «بيدار» اتجه نحو بولندا فأحرق ما استطاع من مدن بولندا. وفي عام 644 هـ مات «أوجتاي» فاستدعي ابن أخيه «باتو» للرجوع إلى بلاد المغول وخلف «أوجتاي» ابنه «كيوك» الذي مات بعد عامين 646 هـ فخلفه ابن عمه «مانجو» بن تولوي الذي وجه أخاه كوييلاي إلى الصين فاتخذ عاصمة له في بكين وسير أخاه الآخر «هولاكو» لغزو بلاد فارس والعراق والشام، ولما تم إعداد الحملة انطلق نحو بلاد ما وراء النهر فجاءه الأمراء يعلنون الطاعة له ثم سار إلى فارس وطلب من الأمراء مساعدته للقضاء على الإسماعيلية، وقد تمكن من هزيمتهم وأسر زعيمهم ركن الدين خورشاه وقتله.
وكتب إلى الخليفة المستعصم بالله يعاتبه على عدم مساعدته في قتال الإسماعيلية كما طلب منه أن يهدم الحصون ويردم الخنادق ويتنازل عن السلطة لابنه، ويهدده إن لم يقبل النصح فأرسل له الخليفة رسالة فيها شيء من إظهار القوة والاستعداد، فاستشار هولاكو من معه من المسلمين فأشار عليه حسام الدين الفلكي بعدم التعرض للخلافة في بغداد، في حين أن نصير الدين الطوسي قد شجعه على المضي إلى بغداد، فانطلق إلى بغداد يقود هو قسماً من الجيش لحصارها من جهة الشرق ويرافقه عدد من أمراء المسلمين أمثال نصير الدين الطوسي وأمير الموصل وأمير شيراز وأعطى إمارة القسم الثاني من الجيش إلى «باجو» وطلب منه حصار بغداد من جهة الغرب.
وكان باجو قد أسرع للهجوم على بغداد من جهة الغرب فقابلته جيوش الخليفة المستعصم في يوم عاشوراء عام 656 هـ فخلا الجو لهولاكو من ناحية الشرق فتقدم، وكان جيش التتار يقدر بمائتي ألف مقاتل وبذل السيف في بغداد واستمر القتال نحو أربعين يوماً فبلغ القتل فيها أكثر من مليون نسمة،ولم يسلم إلا من اختفى في بئر أوقناة. وفي 4 صفر خرج الخليفة لمقابلة أولاده الثلاثة أحمد أبا العباس وعبد الرحمن أبا الفضائل ومبارك أبا المناقب وللاستسلام له. مع ثلاثة آلاف من القضاة والفقهاء وأعيان المدينة، فأنزل الخليفة في خيمة ثم دخل الوزير العلقمي الممالىء لهولاكو الطاغية فاستدعى الفقهاء وأمثالهم ليحضروا العقد فخرجوا فضربت أعناقهم، وصار كذلك تخرج طائفة بعد طائفة حتى قتل جميع من هناك من العلماء والأمراء والقادة. واندلع القتال من جديد وسيِّر الخليفة إلى بغداد ومعه نصير الدين الطوسي وابن العلقمي ليدل جند هولاكو على أماكن الذهب والنفائس والمجوهرات، ولما عاد إلى هولاكو قتل المستعصم بالله في 14 ـ صفر ـ 656 هـ وأصبحت بغداد بعد الأربعين يوماً خاوية على عروشها ثم أعطي الناس الأمان فخرج من خرج من الأقنية والآبار والمقابر كأنهم الموتى خرجوا من قبورهم ولكن انتشرت الأمراض والأوبئة فأتت على أعداد كبيرة منهم أيضاً. وهكذا قضى التتار بقيادة هولاكو على الدولة العباسية في بغداد وفوض أمرها إلى الأمير علي بهادور ومعه ابن العلقمي.
ابوخليل الزهراني غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : معركة اليرموك من أعظم المعارك الإسلامية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قمة الاحساس::في معركة الدياس مديهر التراث و سوالف الأولين 16 31-10-2011 02:29 PM
اسباني في لقاء ام المعارك امام ايطاليا عاشق المستديرة المنتدى الرياضي 4 23-06-2008 01:13 PM
معركة بلاط الشهداء ( عبدالرحمن الغافقى) محمد القفاري العزيزي الإسلام حياة 2 15-04-2008 10:16 PM
اهم المعارك التي ............. رياح الليل مجلس بني عدوان 17 21-11-2007 12:28 AM


الساعة الآن 07:35 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved