منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > الإسلام حياة

الربعون حديث


الإسلام حياة

موضوع مغلقإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 02-09-2009, 11:38 PM   #11
الهيثم 07

قلم مميز
 
الصورة الرمزية الهيثم 07
 







 
الهيثم 07 is on a distinguished road
افتراضي رد: الربعون حديث

جزاك الله الفردوس الاعلى
وأثابك الله
وجعل ماقدمت بموازين حسناتك
بارك الله فيك
ورحم الله والديك

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اللهم ارحم أمواتنا واموات المسلمين


أخر مواضيعي
الهيثم 07 غير متواجد حالياً  
قديم 04-09-2009, 01:27 AM   #12
عطر الكون

قلم مميز
 
الصورة الرمزية عطر الكون
 







 
عطر الكون is on a distinguished road
افتراضي رد: الربعون حديث

--------------------------------------------------------------------------------
[size=6]
لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر وأعز وأجل مما نتصور

الحديث الثامن

عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله قال أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله )


=============================[/size]معاني الكلمات :
أمرت : أمرني الله . الناس : عبدة الأوثان والمشركين . حتى يشهدوا : حتى يسلموا أو يدفعوا الجزية .
يؤتوا الزكاة : يدفعوها إلى ستحقيها . عصموا : حفظوا ومنعوا . وحسابهم على الله : أي يعاملون بالظاهر وأما الباطن فإلى الله .

الفوائــد :
1- وجوب مقاتلة الكفار حتى يسلموا وينطقوا بالشهادتين .

2- أن الواجب قتال الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وحتى لا يبقى شرك .
قال تعالى : " وقاتلوهـم حتى لا تكــون فتنة ويكون الدين كله لله ".
لا تكون فتنة : أي يبقى شرك ، لأن الدين لا يكون كله لله ما دام في الأرض مشرك .
ولقوله : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا .. ) .

3- أن أول واجب على المكلف هو النطق بالشهادتين لا النظر والاستدلال .

وقد قال لمعاذ لما بعثه إلى اليمن : ( فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ) .
4- عظم التوحيد وأنه سبب لحقن الدم .

5- فضل الجهـــاد في سبيل الله وقتال الكفـــار .
وأن الجهاد ينقســم إلى قسمين :
قسم طلب – وقسم دفاع .

6- بين العاصم للدماء من الهدر :
أولاً : النطق بالشهادتين .
ثانياً : إقامة الصلاة .
ثالثاً : إيتاء الزكاة .

7- أن الأحكام تجري على الظاهر والله يتولى السرائر لقوله : ( وحسابهم على الله ) فمن أظهر لنا الإسلام وقام بما يجب عليه عصم دمه وماله وعومل معاملة المسلمين .

8- قوله : ( إلا بحقها ) كأن يرتكب ما يبيح دم المسلم : كالقتل – أو الزنا للمحصن – أو الردة .

9- أهمية الصلاة وأنها تأتي بالمرتبة الثانية بعد الشهادتين .

10- أهمية الزكاة ، وأنها تأتي بالمرتبة الثالثة بعد الصلاة .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
{ سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته }~.
أخر مواضيعي
عطر الكون غير متواجد حالياً  
قديم 05-09-2009, 03:22 PM   #13
ابو عادل العدواني

إداري أول
 
الصورة الرمزية ابو عادل العدواني
 







 
ابو عادل العدواني is on a distinguished road
افتراضي رد: الربعون حديث

الحديث التاسع

عن أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: "ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم، فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم". (رواه البخاري ومسلم)

شرح وفوائد الحديث

قوله صلى الله عليه وسلم (( ما نهيتكم عنه فاجتنبوه )) أي اجتنبوه جملة واحدة لا تفعلوه ولا شيئاً منه ، وهذا محموله على نهي التحريم ، فأما نهي الكراهة فيجوز فعله ، وأصل النهي في اللغة : المنع .

قوله صلى الله عليه وسلم : (( وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم )) فيه مسائل : منها إذا وجد ماء للوضوء لا يكفيه فالأظهر وجوب استعماله ثم يتيمم للباقي . ومنها إذا وجد بعض الصاع في الفطرة فإنه يجب إخراجه . ومنها إذا وجد بعض ما يكفي لنفقة القريب أو الزوجة أو البهيمة فإنه يجب بذله . وهذا بخلاف ما اذا وجد بعض الرقبة فإنه لا يجب عتقه عن الكفارة ، لأن الكفارة لها بدل وهو الصوم .

وقوله صلى الله عليه وسلم ( فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم علىأنبيائهم )). اعلم ان السؤال على أقسام :

القسم الأول : سؤال الجاهل عن فرائض الدين كالوضوء والصلاة والصوم ، وعن أحكام المعاملة ونحو ذلك .

وهذا السؤال واجب وعليه حمل قوله صلى الله عليه وسلم ( طلب العلم فريضة على كل مسلم )) ومسلمة ، ولا يسع الإنسان السكوت عن ذلك قال تعالى : { فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } [النحل:43]، وقال ابن عباس رضي الله عنهما : إني أعطيت لساناً سؤولاً وقلباً عقولاً ، كذلك أخبر عن نفسه رضي الله تعالى عنه .

والقسم الثاني: السؤال عن التفقه في الدين سبحانه وتعالى :{ فلولا نفر َ مِنْ كُلَّ فرقةٍ منهم طائفة ، ليتفقهوا في الدين ولِينذِروا قومَهُمْ إذا رَجَعوا إليهم لعلهم يَحذَرون } [التوبة:122].

وقال صلى الله عليه وسلم ( ألا فليعلم الشاهد منكم الغائب )).

القسم الثالث : أن يسأل عن شيء لم يوجبه الله عليه ، ولا على غيره ، وعلى هذا حمل الحديث لأنه قد يكون في السؤال ترتب مشقة بسبب تكليف يحصل ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : (( وسكت عن أشياء رحمة لكم فلا تسألوا عنها )) . وعن علي رضي الله عنه لما نزلت {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ً}. [آل عمران :97].

قال رجل : أكل عام يا رسول الله ؟ فأعرض عنه ، حتى أعاد مرتين أو ثلاثاً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(( وما يوشك أن أقول نعم ، والله لو قلت : نعم لو جبت ، ولو وجبت لما استطعتم ، فاتركوني ما تركتكم فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن أمر فأجتنبوه )).

فإنزل الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تُبْدَ لكم تَسُؤُكُم } [المائدة:101]. أي لم آمركم بالعمل بها ، وهذا النهي خاص بزمانه صلى الله عليه وسلم . أما بعد أن استقرت الشريعة ،و أمن من الزيادة فيها زال النهي بزوال سببه ،وكره جماعة من السلف السؤال عن معاني الآيات المشتبهة .

سئل مالك رحمه الله تعالى عن قوله تعالى :{الرحمن على العرش استوى }[طه:5] فقال : الاستواء معلوم، والكيف مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة وأراك رجل سوء أخرجوه عني .

وقال بعضهم: مذهب السلف أسلم ، ومذهب الخلف أعلم : وهو السؤال.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع



أخر مواضيعي
ابو عادل العدواني غير متواجد حالياً  
قديم 05-09-2009, 05:02 PM   #14
عطر الكون

قلم مميز
 
الصورة الرمزية عطر الكون
 







 
عطر الكون is on a distinguished road
افتراضي رد: الربعون حديث

الحديث العاشر


عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : "إن الله تعـالى طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً)، وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا ربِّ يا ربِّ، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له؟".
(رواه مسلم)
< تفسير الحديث
العاشر>
شرح وفوائد الحديث

قوله صلى الله عليه وسلم ( إن الله تعالى طيب )) ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى عليه وسلم يقول ( اللهم إني أسألك باسمك المطهر الطاهر ، الطيب المبارك الأحب إليك الذي إذا دعيت به أجبت ، وإذا سئلت به أعطيت ، وإذا استرحمت به رحمت ، واذا استفرجت به فرجت )) ، ومعنى الطيب : المنزه عن النقائص والخبائث ، فيكون بمعنى القدوس وقيل طيب الثناء ومسلتذ الأسماء عند العارفين بها : وهو طيب عباده لدخول الجنة بالإعمال الصالحة وطيبها لهم ، والكلمة الطيبة : لا إله إلا الله .

قوله صلى الله عليه وسلم : (( لا يقبل إلا طيباً )) أي فلا يتقرب إليه بصدقة حرام ، ويكره التصدق بالرديء من الطعام كالحب العتيق المسوس ، وكذلك يكره التصدق بما فيه شبهة قال الله تعالى :{ ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون } [البقرة:267]. فكما أنه تعالى لا يقبل المال إلا الطيب كذلك لا يقبل من العمل إلا الطيب الخالص من شائبة الرياء والعجب والسمعة ونحوها .

قوله: فقال تعالى: { يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً } [المؤمنون:51].وقوله تعالى :{ يا أيها الذين أمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم }[البقرة :172]. المراد بالطيبات الحلال.

في الحديث دليل على أن الشخص يثاب على ما يأكله إذا قصد به التقوي على الطاعة أو إحياء نفسه ،و ذلك من الواجبات ، بخلاف ما إذا أكل لمجرد الشهوة والتنعم .

قوله ( مطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام )) أي شبع ، وهو بضم الغين المعجمة وكسر الذال المعجمة المخففة من الغذي بالكسر والقصر ،و أما الغداء بالفتح والمد والدال المهملة : فهو عبارة عن نفس الطعام الذي يؤكل في الغداة ، قال الله تعالى :{ قال لفتاه آتنا غداءنا } [الكهف :62].

قوله : ((فأنى يستجاب له )) أي استبعاداُ لقبوله إجابة الدعاء ،و لهذا شرط العبادي لقبول الدعاء أكل الحلال ، والصحيح أن ذلك ليس بشرط فقد استجاب لشر خلقه إبليس فقال :{إنك من المنظرين } [الأعراف:15].

عطر الكون غير متواجد حالياً  
قديم 08-09-2009, 12:41 AM   #15
عطر الكون

قلم مميز
 
الصورة الرمزية عطر الكون
 







 
عطر الكون is on a distinguished road
افتراضي رد: الربعون حديث


الحديث الحادي عشر: لا تلعنوه، فوالله ما علمت إنه يحب الله ورسوله


وعن عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه-: أن رجلا على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- كان اسمه عبد الله وكان يلقب حمارا، وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد جلده في الشراب، فأتي به يوما فأمر به فجلد، فقال رجل من القوم: اللهم العنه، ما أكثر ما يؤتى به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تلعنوه؛ فوالله ما علمت إنه يحب الله ورسوله أخرجه البخاري.



والله ما علمت أيش عندك؟ إنه يحب الله ورسوله، أي: والله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله. الشاهد في قوله: كان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيه سماحة خلق النبي صلى الله عليه وسلم، سماحة خلق النبي عليه الصلاة والسلام، رءوف رحيم ومن رأفته أنه يضحك مع أصحابه، ويتبسم معهم ويتبسط التبسط المحمود، أيضا وفيه الرد على من زعم أن الضحك والتبسم لا يليق بأهل العلم والوقار ودعاة الخير، بعض الناس يمنع أو يتحرج من الضحك ديانة، بل وينكر على من ضحك، ويرى أن ذلك مما ينقص الهيبة، وما يخرم المروءة، وهذا من الجهل؛ فالنبي -عليه الصلاة والسلام- كان يضحك ويتبسم ويتبسط مع أصحابه -رضي الله تعالى عنهم- لكن ذكر أهل العلم أن الضحك والتبسم على قسمين:

قسم مذموم: وهو الذي يخرج به الإنسان عن حد المروءة، لا تراه إلا ضاحكا متمسخرا، كثير الضحك في كل مجلس، لا يفرق في جميع الأحوال، فهذا مذموم، إياك وكثرة الضحك؛ فإن كثرة الضحك تميت القلب حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.

أما الضحك المحمود: هو الضحك بقدر، فيه إدخال السرور من غير تمسخر أو تنقص، ومما يأتي في بعض السير، بعض التراجم، قولهم عن بعض المترجمين: لم يُرَ ضاحكا أو لم ير يتبسم قط، في الغالب أن أهل العلم ينتقدون هذا الأمر، فيقولون: النبي -عليه الصلاة والسلام- أكمل المؤمنين أخلاقا، وأعظمهم هيبة ومهابة، ومع هذا لم يكن على هذا الهدي، أو على هذا النهج من عدم الضحك والتبسم؛ ولهذا كان من شمائله -عليه الصلاة والسلام- التنوع بحسب حال المخاطبين والمجالس، ومن قرأ في شمائل الترمذي أو في غيرها رأى تنوع أحوال النبي عليه الصلاة والسلام، ودعاة الخير أولى الناس بهذا، في مجلس يتبسطون، فيه دعابة، مجلس فيه حزم، مجلس فيه نوع من الترويح، مجلس فيه علم وجد وإنكار وأمر؛ ولهذا تقرأ في فهارس شمائل الترمذي باب في ضحكه صلى الله عليه وسلم، باب في تبسمه صلى الله عليه وسلم، باب في بكائه صلى الله عليه وسلم، باب في غضبه صلى الله عليه وسلم، باب في فرحه صلى الله عليه وسلم، وهكذا، والحكيم هو الذي يضع الأمور مواضعها، الضحك موطن الضحك، والغضب موطن الغضب.

أما التقطيب والعبوس والنفور من الأنس والترويح فهذا يأباه الإسلام وهدي الإسلام، وفيه أيضا أن غلبة الدعابة على رجل لا تنقص من شخصه، فهنا قال: كان يُضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، يتمايز الناس يتفاوتون، فقد يغلب على بعضهم الدعابة، كما يغلب على بعضهم الغضب، يغلب على بعضهم الصمت، يغلب على بعضهم الوقار، فالناس أجناس، ونحن نعلم في مجالسنا وفي مجتمعاتنا أناس تغلب عليهم الدعابة، لكن شريطة أن لا تخرج تلك الدعابة إلى محظور شرعي، فهذا الصحابي الجليل كان يضحك النبي عليه الصلاة والسلام.

من المعلوم أن إقرار النبي عليه السلام له دليل على أنه لم يكن في ضحكه يرتكب محظورا، يعني تهكما بأحد، أو قدحا في أحد، لهذا بعض الناس إذا غلب عليه الدعابة فلا ينكر عليه إذا كان بقدر، ولم يجرح أو لم يجرح دعابته بمحظور شرعي، وقوله: كان يلقب في الأول حمارا، جواز تلقيب الرجل باسم الحيوان، أو بأي اسم إذا كان يؤثر فيه، ولم يكن في الاسم محظور شرعي، فبعض الناس يحب هذا اللقب الذي اشتهر به، بل بعض الناس لم يعرف إلا بلقبه، وغاب اسمه، وهنا أذكر أمرا، نَقَدَ بعض الناس من دعاة الشعوبية إطلاق أسماء الحيوانات على العرب، أو تسمي العرب، ليس هذا من دعوة القومية حاش وكلا، لكن فائدة علمية، ذكر ابن قتيبة وغيره، أن العرب لما سمت بهذه الأسماء أخذت أفضل أوصافها فسمت بجحش وبحمار، وبجمل، وبذئب، لقوته، لتحمله، وما شاكل ذلك، كما أن الغراب اسم مشهور في الرواة، وحبيبنا الشيخ فهد قال: وسمت العرب بهذا الاسم لشدة حذره ونباهته، فإذا كان الإنسان حذرا ونبيها، فهذه منقبة، وياما أتعبنا حذر الشيخ فهد وتنبيهه سامحه الله.

أيضا فيه في الحديث قوله: لا تلعنوه، فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله، فيه الإنكار على من خالف منهج الإنكار، قد يكون المنكر المعروف ارتكب خطأ فينكر عليه، ولهذا قد يخطئ الناصح، قد يخطئ المنكر، الرجل الذي كان ينصح أخاه في الحياء، يعظ أخاه في الحياء، هل أقره النبي عليه الصلاة والسلام، أم أنكر عليه، أنكر عليه، قال: دعه، هو ينصح أخاه، قصده سليم، قال: دعه، فإن الحياء لا يأتي إلا بخير كذلك هنا أخطئوا في الإنكار عليه، لعنوه، ولو كان قصدهم الإنكار فقد يقع صاحب تغيير المنكر في منكر آخر، لا تلعنوه، أيضا في الحديث الترفق بالمنكر عليه، ولو تكرر المنكر، إذا عُلِمَ منه أنه يحب الخير.

بعض المنكرين إذا رأى الشخص قد تكرر منه المنكر قد يتغير، يفرق بين الأشخاص، بعض الناس تغلبه نفسه، ويُعلم أنه يحب الخير، لكن النفس أمارة بالسوء، بعض الناس لا، تعلم أنه لا يحب الخير، ويتعمد تكرار المنكر، مطاوعة لشيطانه وهواه، ولم يُعرف بحب الخير، فينبغي أن نفرق، ثم أيضا ينبغي على دعاة الخير، أن ينظروا للمنْكَرِ عليهم بنظرة النصح والشفقة، تختلف المنكرات حتى في المنكر العقدي، يقول شيخ الإسلام رحمه الله: ننظر إلى هؤلاء المخالفين بمنهج أهل السنة والجماعة بمنظارين: بعين القدر نرحمهم، بعين الشرع نبغضهم، نبغضهم لأعمالهم، لكن نحمد الله أن عافانا مما ابتلاهم به، وندعو لهم بالتوفيق والهداية، أيضا فيه النهي عن اللعن بغير حق.

وفي الحديث أيضا فيه ذكر ما في صاحب المعصية من خصال الخير، لعل ذلك يكون دافعا له لترك الشر، وأيضا لتذكير المنكرين بالترفق مع المنكر عليه، يشرب الخمر مرارا ويجلد، ثم لما لعن، نهاهم عن اللعن -عليه الصلاة والسلام- وقال: والله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله وفيه أيضا أن مرتكب الكبيرة لا يَكفُر، خلافا لمن كفر كالخوارج ومن سار على نهجهم، لا يكفر، الخمر من كبائر الذنوب، وتكرر شربه، ومع هذا لم يكفر، بل يحب الله ورسوله، فعلى دعاة الخير أن يعلموا هذه الأصول وتلك الفروع في مسائل الإنكار، كم من محب للخير جلب على نفسه شرا، وجلب على المدعوين شرا، لعدم فقهه بهذه المسائل الشرعية العظيمة .

التعديل الأخير تم بواسطة عطر الكون ; 08-09-2009 الساعة 12:46 AM.
عطر الكون غير متواجد حالياً  
قديم 11-09-2009, 07:09 AM   #16
عطر الكون

قلم مميز
 
الصورة الرمزية عطر الكون
 







 
عطر الكون is on a distinguished road
افتراضي رد: الربعون حديث

الـحـديـث الثاني عشر
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني قال : " لا تغضب " فردد مِرارا , قال " لا تغضب " رواه البخاري .


*الشرح
الوصية هي العهد بالأمر الهام , وهذا الرجل صبي من النبي صلى الله عليه وسلم أن يوصيه فقال " لا تغضب " وعدل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوصية بالتقوى التي أوصى الله عز وجل بها هذه الأمة وأوصى بها الذين أوتواالكتاب من قبلنا إلى قوله " لا تغضب " لأنه يعلم من حال هذا الرجل والله أعلم أنه كثير الغضب ولهذا أوصاه بقوله " لا تغضب " وليس المراد النهي عن الغضب الذي هو طبيعة من طبيعةالإنسان , ولكن المراد : املك نفسك عند الغضب بحيث لا تنفذ إلى ما يقتضيه ذلك الغضب , لأن الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم فلهذا تجده تحمر عيناه وتنتفخأوداجه وربما يذهب شعوره بسبب الغضب ويكون أشياء لا يحمد عقباها وربما يندم ندماً عظيماً على ما حصل منه , فلهذا أوصاه النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الوصية وهيوصية له ولمن كان حاله مثل حاله
عطر الكون غير متواجد حالياً  
قديم 12-09-2009, 01:19 AM   #17
عطر الكون

قلم مميز
 
الصورة الرمزية عطر الكون
 







 
عطر الكون is on a distinguished road
افتراضي رد: الربعون حديث

الحديث 13














--------------------------------------------------------------------------------
[6]

الحديث 13
عن عباس رضي الله عنه قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطان المدينة أو مكة فسمع صوت إنسانيين يعذبان في قبورهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يعذبان وما يعذبان في كبير ثم قال بلى. كان أحدهما لا يستتر ـ وفي رواية لا يستبرئ. وفي أخرى لا يستنزه من بوله وكان الآخر يمشي بالنميمة" رواه البخاري وغيره
فهذا من اشهر الاحاديث التي نعرفها ولكن قل تطبيقها

اللهم اجعل قبورنا روضة من رياض الجنه ولا تجعلها حفرة من حفر النار
عطر الكون غير متواجد حالياً  
قديم 13-09-2009, 05:20 AM   #18
عطر الكون

قلم مميز
 
الصورة الرمزية عطر الكون
 







 
عطر الكون is on a distinguished road
افتراضي رد: الربعون حديث

[size=5] شرح احاديث الاربعون النووية 14

--------------------------------------------------------------------------------

[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رقم الحديث : 14

عن ابْنِ مَسْعُودٍ رضي اللهُ عنه قالَ: قالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لاَ يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أنْ لاَ إله إلاّ الله وأَنِّي رَسُولُ الله إلاّ بإحْدَى ثَلاَثٍ: الثَّيِّبُ الزَّاني، وَالنَّفْسُ بالنّفْسِ، وَالتَّارِكُ لِدِيِنِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَماعَةِ". رَوَاهُ البخاري ومسلم


أهمية الحديث :

إذا أصبحت حياة الفرد خطراً على حياة الجماعة، فأصابه المرض وانحرف عن الصحة الإنسانية والسلامة الفطرية، وأصبح جرثومة خبيثة، تَفْتِك في جسم الأمة، وتُفْسِد عليها دينها وأخلاقها وأعراضها، وتنشر فيها الشر والضلال، فقد سقط حقه في الحياة، وأُهدر وجوده، ووجب استئصاله، ليحيا المجتمع الإسلامي في أمن ورخاء. وهذا الحديث من القواعد الخطيرة لتعلقه بأخطر الأشياء وهو الدماء، وبيان ما يحل وما لا يحل، وإن الأصل فيها العصمة.

مفردات الحديث:

"لا يحل دم": أي لا تحل إراقته، والمراد: القتل.

"الثيِّب الزاني": الثيب: من ليس ببكر، يطلق على الذكر والأنثى، يقال: رجل ثيب، وامرأة ثيب، وإطلاقه على المرأة أكثر، والزاني هو في اللغة الفاجر وشرعاً: وطء الرجل المرأة الحية في قُبُلِها من غير نكاح (أي عقد شرعي).

"التارك لدينه": هو الخارج من الدين بالارتداد، والمراد بالدين: الإسلام.

"المفارق للجماعة": التارك لجماعة المسلمين بالرِّدَّة .

المعنى العام:

إنَّ مَن شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فأقرّ بوجوده سبحانه ووَحْدانيته، وصدَّق بنبوة خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم واعترف برسالته، فقد عصم دمه وصان نفسه وحفظ حياته، ولا يجوز لأحد ولا يَحِل له أن يُرِيق دمه أو يُزْهِق نفسه، وتبقى هذه العصمة ملازمة للمسلم، إلا إذا اقترف إحدى جنايات ثلاث:[/size
]

عطر الكون غير متواجد حالياً  
قديم 14-09-2009, 02:42 AM   #19
ابو عادل العدواني

إداري أول
 
الصورة الرمزية ابو عادل العدواني
 







 
ابو عادل العدواني is on a distinguished road
افتراضي رد: الربعون حديث

الحديث الخامس عشر

عَن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (مَنْ كَانَ يُؤمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرَاً أَو لِيَصْمُتْ، وَمَنْ كَانَ يُؤمِنُ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ، ومَنْ كَانَ يُؤمِنُ بِاللهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ)[122] رواه البخاري ومسلم.

الشرح

"مَنْ كَانَ يُؤمِنُ" هذه جملة شرطية، جوابها: "فَليَقُلْ خَيْرَاً أَو لِيَصْمُتْ" ، والمقصود بهذه الصيغة الحث والإغراء على قول الخير أوالسكوت كأنه قال: إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر فقل الخير أو اسكت.

والإيمان بالله واليوم الآخر سبق ذكرهما.

"فَلَيَقُلْ خَيرَاً" اللام للأمر، والخير نوعان:

خير في المقال نفسه، وخير في المراد به.

أما الخير في المقال: فأن يذكر الله عزّ وجل ويسبّح ويحمد ويقرأ القرآن ويعلم العلم ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فهذا خير بنفسه.

وأما الخير لغيره: فأن يقول قولاً ليس خيراً في نفسه ولكن من أجل إدخال السرور على جلسائه، فإن هذا خير لما يترتب عليه من الأنس وإزالة الوحشة وحصول الإلفة، لأنك لو جلست مع قوم ولم تجد شيئاً يكون خيراً بذاته وبقيت صامتاً من حين دخلت إلى أن قمت صار في هذا وحشة وعدم إلفة، لكن تحدث ولو بكلام ليس خيراً في نفسه ولكن من أجل إدخال السرور على جلسائك، فإن هذا خير لغيره.

" أو لِيَصْمُتْ" أي يسكت.

"وَمَنْ كَانَ يُؤمِنُ باللهِ وَاليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ" أي جاره في البيت، والظاهر أنه يشمل حتى جاره في المتجر كجارك في الدكان مثلاً، لكن هو في الأول أظهر أي الجار في البيت، وكلما قرب الجار منك كان حقه أعظم.

وأطلق النبي صلى الله عليه وسلم الإكرام فقال: "فليُكْرِم جَارَهُ" ولم يقل مثلاً بإعطاء الدراهم أو الصدقة أو اللباس أو ما أشبه هذا، وكل شيء يأتي مطلقاً في الشريعة فإنه يرجع فيه إلى العرف، وفي المنظومة الفقهية:

وكلُّ ما أتى ولم يحدد بالشرع كالحرز فبالعرف أحدد

فالإكرام إذاً ليس معيناً بل ما عدّه الناس إكراماً، ويختلف من جار إلى آخر، فجارك الفقير ربما يكون إكرامه برغيف خبز، وجارك الغني لايكفي هذا في إكرامه، وجارك الوضيع ربما يكتفي بأدنى شيء في إكرامه، وجارك الشريف يحتاج إلى أكثر

والجار: هل هو الملاصق، أو المشارك في السوق، أو المقابل أو ماذا؟

هذا أيضاً يرجع فيه إلى العرف، لكن قد ورد أن الجار أربعون داراً من كل جانب[123] ،وهذا في الوقت الحاضر صعب جداً.

في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أربعون داراً مساحتهم قليلة، لكن في عهدنا أربعون داراً قرية، فإذا قلنا إن الجار أربعون داراً والبيوت قصور صار فيها صعوبة، ولهذا نقول: إن صح الحديث فهو مُنَزَّل على الحال في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن لم يصح رجعنا إلى العرف.

" وَمَنْ كَانَ يُؤمِنُ باللهِ واليَومِ الآخِرِ فَليُكرِمْ ضَيْفَهُ" الضيف هو النازل بك، كرجل مسافر نزل بك، فهذا ضيف يجب إكرامه بما يعد إكراماً.

قال بعض أهل العلم - رحمهم الله -: إنما تجب الضيافة إذا كان في القرى أي المدن الصغيرة، وأما في الأمصار والمدن الكبيرة فلايجب، لأن هذه فيها مطاعم وفنادق يذهب إليها ولكن القرى الصغيرة يحتاج الإنسان إلىمكان يؤويه.

ولكن ظاهر الحديث أنه عام: "فَليُكْرِمْ ضَيْفَهُ" .

من فوائد هذا الحديث:

.1 وجوب السكوت إلا في الخير، لقوله: "مَنْ كَانَ يُؤمِنُ باللهِ واليَومِ الآخِرِ فَليَقُلْ خَيرَاً أو لِيَصمُتْ" هذا ظاهر الحديث، ولكن ظاهر أحوال الناس أن ذلك ليس بواجب، وأن المقال ثلاثة أقسام: خير، وشر، ولغو.

فالخير: هو المطلوب. والشر: محرم، أي أن يقول الإنسان قولاً شراً سواء كان القول شراً في نفسه أو شراً فيما يترتب عليه. واللغو: ما ليس فيه خير ولاشرّ فلا يحرم أن يقول الإنسان اللغو، ولكن الأفضل أن يسكت عنه.

ويقال: إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب، وكم كلمة ألقت في قلب صاحبها البلاء، والكلمة بيدك ما لم تخرج من لسانك، فإن خرجت من لسانك لم تملكها.

وإذا دار الأمر بين أن أسكت أو أتكلم فالمختار السكوت،لأن ذلك أسلم.

.2الحث على حفظ اللسان لقوله: "مَنْ كَانَ يُؤمِنُ باللهِ وَاليَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيرَاً أَوْ لِيَصْمُتْ"[124] ولما حدث النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل رضي الله عنه قال له: أَلا أُخْبِرُكَ بِمِلاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟ قَالَ: بَلَى يَارَسُولَ اللهِ، فَأَخذَ بِلِسَانِ نَفْسِهِ وَقَالَ: كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا ، قَالَ: يَارَسُولَ اللهِ،وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ ؟ - الجملة استفهامية - قَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَامُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّار عَلَى وُجُوهِهِم، أَو قَالَ: "عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلسِنَتِهِمْ"[125] فاحرص على أن لاتتكلم إلا حيث كان الكلام خيراً، فإن ذلك أقوى لإيمانك وأحفظ للسانك وأهيب عند إخوانك.

.3وجوب إكرام الجار لقوله: "مَنْ كَانَ يُؤمِنُ بِاللهِ واليَومِ الآخِرِ فَليُكرِمْ جَارَهُ" وهذا الإكرام مطلق يرجع فيه إلى العرف، فتارة يكون إكرام الجار بأن تذهب إليه وتسلم عليه وتجلس عنده. وتارة تكون بأن تدعوه إلى البيت وتكرمه. وتارةبأن تهدي إليه الهدايا، فالمسألة راجعة إلى العرف.

.4أن دين الإسلام دين الألفة والتقارب والتعارف بخلاف غيره، فإنك ترى أهل الملة الواحدة لايكاد يعرف بعضهم بعضاً، متفرقون، حتى الجار لايدري ماذا يحدث لجاره.

.5وجوب إكرام الضيف بما يعد إكراماً، وذلك بأن تتلقاه ببشر وسرور، وتقول: ادخل حياك الله وما أشبه ذلك من العبارات.

وظاهر الحديث أنه لافرق بين الواحد والمائة، لأن كلمة (ضيف) مفرد مضاف فيعم، فإذا نزل بك الضيف فأكرمه بقدر ما تستطيع.

لكن إذا كان بيتك ضيقاً ولامكان لهذا الضيف فيه ولست ذا غنى كبير بحيث تعد بيتاً للضيوف، فهل يكفي أن تقول: يا فلان بيتي ضيق والعائلة ربما إذا دخلت أقلقوك، ولكن خذ مثلاً مائة ريال أو مائتين - حسب الحال - تبيت بها في الفندق فهل يكفي هذا أو لايكفي ؟

الجواب: للضرورة يكفي، وإلا فلا شك أنك إذا أدخلته البيت ورحبت به وانطلق وجهك معه أنه أبلغ في الإكرام،ولكن إذا دعت الضرورة إلى مثل ما ذكرت فلابأس، فهذا نوع من الإكرام، والله أعلم.


ابو عادل العدواني غير متواجد حالياً  
قديم 14-09-2009, 05:29 AM   #20
عطر الكون

قلم مميز
 
الصورة الرمزية عطر الكون
 







 
عطر الكون is on a distinguished road
افتراضي رد: الربعون حديث

الحديث السادس عشر

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم : أَوصِنِيْ، قَال : لاَ تَغْضَبْ[126]. رواه البخاري


الشرح

لم يبيَّن هذا الرجل، وهذا يأتي كثيراً في الأحاديث لايبيّن فيها المبهم، وذلك لأن معرفة اسم الرجل أو وصفه لايُحتاج إليه، فلذلك تجد في الأحاديث: أن رجلاً قال كذا، وتجد بعض العلماء يتعب تعباً عظيماً في تعيين هذا الرجل، والذي أرى أنه لاحاجة للتعب مادام الحكم لايتغير بفلان مع فلان.

" قَالَ: يَارَسُولَ اللهِ أَوصِنِي" الوصية: هي العهد إلى الشخص بأمر هام، كما يوصي الرجل مثلاً على ثلثه أوعلى ولده الصغير أو ما أشبه ذلك.

" قَالَ: لاَتَغْضَبْ" الغضب: بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أنه جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم[127] فيغلي القلب، ولذلك يحمرّ وجهه وتنتفخ أوداجه وربما يقف شعره.

فهل مراد الرسول صلى الله عليه وسلم لاتغضب أي لايقع منك الغضب، أو المعنى: لاتنفذ الغضب ؟

لننظر: أما الأول فإن ضبطه صعب،لأن الناس يختلفون في هذا اختلافاً كبيراً، لكن لامانع أن نقول: أراد قوله: "لاَ تَغْضَبْ" أي الغضب الطبيعي، بمعنى أن توطن نفسك وتبرّد الأمر على نفسك.

وأما المعنى الثاني: وهو أن لا تنفذ مقتضى الغضب فهذا حق، فينهى عنه.

إذاً كلمة "لاَ تَغْضَبْ" هل هي نهي عن الغضب الذي هو طبيعي أو هي نهي لما يقتضيه الغضب ؟

إن نظرنا إلى ظاهر اللفظ قلنا: "لاَ تَغْضَبْ" أي الغضب الطبيعي، لكن هذا فيه صعوبة، وله وجه يمكن أن يحمل عليه بأن يقال: اضبط نفسك عند وجود السبب حتى لاتغضب.

والمعنى الثاني لقوله: لاَ تَغْضَبْ أي لا تنفذ مقتضى الغضب، فلو غضب الإنسان وأراد أن يطلّق امرأته، فنقول له: اصبر وتأنَّ.

فَرَدَّدَ الرَّجُلُ مِرَارَاً ، - أَيْ قَالَ: أَوْصِنِي - قَالَ: "لاَ تَغْضَبْ"

من فوائد هذا الحديث:

.1حرص الصحابة رضي الله عنهم على ماينفع، لقوله: "أَوصِنِيْ" ، والصحابة رضي الله عنهم إذا علموا الحق لايقتصرون على مجرّد العلم، بل يعملون، وكثير من الناس اليوم يسألون عن الحكم فيعلمونه ولكن لايعملون به، أما الصحابة رضي الله عنهم فإنهم إذا سألوا عن الدواء استعملوا الدواء، فعملوا.

.2 أن المخاطب يخاطب بما تقتضيه حاله وهذه قاعدة مهمة، فإذا قررنا هذا لايرد علينا الإشكال الآتي وهو أن يقال: لماذا لم يوصه بتقوى الله عزّ وجل،كما قال الله عزّ وجل: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ )(النساء: الآية131)

فالجواب: أن كل إنسان يخاطب بما تقتضيه حاله، فكأن النبي صلى الله عليه وسلم عرف من هذا الرجل أنه غضوب فأوصاه بذلك.

مثال آخر: رجل أتى إليك وقال: أوصني، وأنت تعرف أن هذا الرجل يصاحب الأشرار، فيصح أن تقول: أوصيك أن لاتصاحب الأشرار، لأن المقام يقتضيه.

ورجل آخر جاء يقول: أوصني، وأنت تعرف أن هذا الرجل يسيء العشرة إلى أهله، فتقول له: أحسن العشرة مع أهلك.

فهذه القاعدة التي ذكرناها يدل عليها جواب النبي صلى الله عليه وسلم ، أي أن يوصى الإنسان بما تقتضيه حاله لا بأعلى ما يوصى به، لأن أعلى ما يوصى به غير هذا.

.3النهي عن الغضب، لقوله: "لاَ تَغْضَبْ" لأن الغضب يحصل فيه مفاسد عظيمة إذا نفذ الإنسان مقتضاه، فكم من إنسان غضب فطلّق فجاء يسأل، وكم من إنسان غضب فقال: والله لا أكلم فلاناً فندم وجاء يسأل.

فإن قال قائل: إذا وجد سبب الغضب، وغضبَ الإنسان فماذا يصنع؟

نقول: هناك دواء - والحمد لله - لفظي وفعلي .

أما الدواء اللفظي: إذا أحس بالغضب فليقل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً قد غضب غضباً شديداً فقال: "إِنِّي أَعلَمُ كَلِمَةً لوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ مَايَجِد - يعني الغضب - لَوقَالَ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ"[128] .

وأما الدواء الفعلي: إذا كان قائماً فليجلس، وإذا كان جالساً فليضطّجع،لأن تغير حاله الظاهر يوجب تغير حاله الباطن، فإن لم يفد فليتوضّأ، لأن اشتغاله بالوضوء ينسيه الغضب، ولأن الوضوء يطفئ حرارة الغضب.

وهل يقتصر على هذا؟

الجواب: لايلزم الاقتصار على هذا، قد نقول إذا غضبت فغادر المكان، وكثير من الناس يفعل هذا، أي إذا غضب خرج من البيت حتى لايحدث ما يكره فيما بعد .

.4أن الدين الإسلامي ينهى عن مساوئ الأخلاق لقوله: "لاَ تَغضبْ" والنهي عن مساوئ الأخلاق يستلزم الأمر بمحاسن الأخلاق، فعوّد نفسك التحمل وعدم الغضب، فقد كان الأعرابي يجذب رداء النبي صلى الله عليه وسلم حتى يؤثر في رقبته صلى الله عليه وسلم ثم يلتفت إليه ويضحك[129] مع أن هذا لو فعله أحد آخر فأقل شيء أن يغضب عليه،فعليك بالحلم ما أمكنك ذلك حتى يستريح قلبك وتبتعد عن الأمراض الطارئة من الغضب كالسكر، والضغط وما أشبهه. والله المستعان
عطر الكون غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : الربعون حديث
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كل يوم حديث... ابو رعد الإسلام حياة 6 08-03-2009 10:38 PM
من يجيب ؟ أبونواف مجلس بني حرير 4 04-03-2009 07:32 PM
كل يوم حديث دندوون الإسلام حياة 3 31-12-2008 11:35 PM
أين نحن مما يحدث ؟ الـزهـراني المنتدى العام 6 07-04-2008 02:39 AM
من يجيب؟ فتى الدار مجلس بني عدوان 11 28-02-2008 10:12 PM


الساعة الآن 12:33 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved