الجناحي: دبي قادرة على التحول إلى منصة لابتكار وتصدير العلامات التجارية

[عذبة الاوصاف]

قال المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، عبدالباسط الجناحي، إن «دبي يمكن أن تكون منصة لابتكار العلامات التجارية وتصديرها إلى الخارج»، لافتاً إلى أن «الإمارة يمكن أن تنتج العلامات التجارية لشركات اعتادت الإنتاج خارج حدود بلادها، لخفض كلفة التصنيع».

وأشار إلى أن «ارتفاع كلفة التصنيع في دبي إلى جانب أسباب أخرى، ربما تحد من رغبة أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة في تحويل مشروعاتهم الصغيرة إلى التصنيع وبدء مشروع صناعي»، لافتاً إلى أن «الصناعات الصغيرة والمتوسطة تحتاج إلى كلفة إنتاج مخفضة تتضمن الكهرباء وقيمة إيجارية أقل للمصانع، فضلاً عن خفض كلفة استجلاب العمالة والرواتب».

لكنه أشار إلى أن «دبي تتمتع ببيئة عمل تنافسية جاذبة للاستثمارات في مجالات كثيرة أخرى، أهمها قطاع الخدمات والتجارة».

وأفاد الجناحي لـ«الإمارات اليوم» بأن «إجراءات بدء الأعمال في دبي تعد متقدمة جداً في العالم، خصوصاً مع المركز المتقدم الذي حصلت عليه الإمارات في تصنيف البنك الدولي في هذا الشأن»، مشيراً إلى أن «بدء مشروع صغير أو متوسط في الإمارة يلقى جميع أشكال الدعم من حكومة دبي، من خلال الجهود التي تقوم بها مؤسسة محمد بن راشد لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة»، منبهاً إلى أن «المشروعات الصغيرة تختلف عن الصناعات الصغيرة من حيث معايير العمل وآلياته».

وقال إن «النشاطات الاقتصادية الأساسية في دبي هي التجارة والسياحة، كما تحتل دبي مركزاً متقدماً بين مدن العالم في أعمال الخدمات وقطاع النقل وإعادة التصدير»، موضحاً أن «المؤسسة تدرس في الوقت الراهن كيف يمكن دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة في الإمارة، وتشجيع أصحاب المشروعات على الدخول في هذا المجال عبر مساعدتهم على خفض كلفة التشغيل، وتعظيم العوائد وأرباح المشروعات».

وبين أن «أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة قد لا يتمكنون من تحويل مشروعاتهم إلى القطاع الصناعي مع ضعف إمكاناتهم كمشروعات صغيرة تعمل في مجالات التجارة والسياحة والخدمات وغيرها»، لافتاً إلى أن «قطاع الصناعة يحتاج إلى إمكانات أكبر من حيث الموارد المالية والإمكانات التشغيلية والتمويل المصرفي».

وحدد الجناحي ثلاثة عناصر أساسية لدفع أصحاب المشروعات الصغيرة للدخول في القطاع الصناعي وزيادة جاذبية دبي كمنصة للصناعات الصغيرة والمتوسطة، وهي: «أسعار العقارات، كلفة العمالة وأسعار الكهرباء»، مبيناً أن «العناصر الثلاثة تشكل محددات أساسية في الصناعة، إذ إن انخفاض معدلات العناصر الثلاثة يجعل من دبي مدينة أكثر جاذبية في هذا المجال».

ولفت إلى أن «كلفة الصناعات التكميلية مرتفعة، كما أن عدداً كبيراً من مساحات المناطق الصناعية تحولت إلى مخازن بسبب ارتفاع كلفة التصنيع»، مشيراً إلى أن «المؤسسة تدرس حالياً هذا الجانب بما يساعد أصحاب المشروعات الصغيرة على الدخول في القطاع الصناعي».

ورأى أن «أفضل استراتيجية في هذا المجال هي العمل على دعم إنشاء الشركات الصغيرة التي تملك مصانع خارج الدولة في مناطق تقل فيها الكلفة التشغيلية، بحيث تصبح دبي مصدراً للابتكار والتصاميم الصناعية»، منوهاً بأن «دبي يمكن أن تكون منصة لإطلاق العلامات التجارية في مجالات صناعية عدة، إذ يمكن أن تبني ملكيتها الفكرية في المجال الصناعي».

ودعا الجامعات إلى النظر بعين الاعتبار إلى مجال هندسة التصميمات الصناعية، وايجاد دورات تعليمية متخصصة لتخريج مهندسين متخصصين في هذا المجال، يتم تدريبهم في الخارج، ومن ثم يعملون من دبي لإطلاق علاماتها التجارية في شتى المجالات.

وقال الجناحي إن «هناك صناعات صغيرة ومتوسطة عدة يمكن أن تتميز بها دبي في مجال الصناعات الغذائية، إذ يمكن تسويق المنتجات محلياً وفي منطقة الخليج»، مشيراً إلى أن «المؤسسة تعمل دائماً على رعاية وتطوير رواد الأعمال وتشجيع ودعم مواطني الدولة للمشاركة بفاعلية في النمو الاقتصادي لدبي، وتسهيل الإجراءات لتأسيس المؤسسات الصغيرة والمتوسطة».

وأوضح أن «الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة هي تشجيع روح الريادة في الأعمال من خلال زيادة المعرفة وتقديم التعليم اللازم، وزيادة معدل تأسيس الأعمال الجديدة من خلال توفير الدعم المالي المناسب، ما من شأنه إيجاد بيئة العمل الملائمة لتطور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتوفير مدخل إلى أنشطة المشتريات الحكومية».

وذكر أن «هناك نماذج كبيرة ناجحة في مجال ابتكار العلامات التجارية وتصنيعها في الخارج، إذ نجح مبتكرون مواطنون في إيجاد علامات تجارية أثبتت نجاحها عالمياً»، لافتاً إلى ابتكار شاب من رواد الأعمال المواطنين ماركة «سينترون»، المتخصصة في مجال الأجهزة الكهربائية المنزلية، إذ يجري عملية التصنيع في الصين، واستطاع تسويق علامته التجارية محلياً وعالمياً.

وأشار الجناحي إلى أهمية بناء صناعة الملكية الفكرية، خصوصاً مع مخاوف تأثير بعض الصناعات في البيئة، مبيناً أن «صناعة العقول هي أكثر قيمة مضافة لأي اقتصاد».

وأوضح أن «ماركة (جست فلافل)، التي بدأت من الإمارات، أصبحت الآن تباع في أكثر من 1000 فرع حول العالم، وهو نجاح للفكرة ذاتها»، لافتاً إلى أهمية «الاستثمار في حماية الأفكار، والتركيز على إنتاج القيمة المضافة».

ونبه إلى تجربة «فريج» التي ابتكرها محمد سعيد حارب، إذ صمم وابتكر وطور وسوّق من الإمارات، بينما يصنع منتجاته في آسيا، بما يحقق له أفضل مستوى من كلفة الإنتاج، موضحاً أن «دبي تتوجه بشدة نحو الصناعة الابداعية، مستفيدة من قدراتها في مجال التسويق التي اكتسبتها عبر زمن طويل من العمل في سوق تتسم بالتنافس».

[محمد الساهر]

الف شكر بارك الله فيك على نقل الموضوع نتمنى منك المزيد