منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات المتخصصة > المجالس الخاصة بالقبائل > مجلس ال السني

سبحانية جمعان اليوفورية !


مجلس ال السني

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 04-02-2010, 05:00 AM
الصورة الرمزية شاعر المهجر
شاعر المهجر شاعر المهجر غير متواجد حالياً
 






شاعر المهجر is on a distinguished road
Arrow سبحانية جمعان اليوفورية !

تـقــديـــم:






سوف أخبركم بقصة جمعان بن العربي , وفي مثل هذه السنة تحديداً , لا زلت أشاهده من وقت لآخر حين أخرج خرجاتي النادرة من بيتي , جمعان هذا شخصية مضطربة ومليئة بالتحدي وروح المنافسة, أنا لا أقصد شخصاً معيناً بجمعان هذا فربما كان صورة كربونية في أكثر من حي وربما كان مستنسخاً من أحد المعامل التي تنتشر في بلدي وموطني ! ان سمح لي الوقت سوف أدرج هنا كل قصته بالشكل الكامل بعد الاذن طبعاً من أصحاب هذا الموقع!

جمعان شاب يخرج صباحاً من بيته ولا يعود إلا في المساء معتقداً أن في ذلك لحظة صفاء لذهنيته , في كل ساعة يخرج فيها مع سمرائه يزدرد مادة سوداء " شمة " ويضعها بكل حرفنة بين براطمه ويظل يبصق على الطريق والمارة, ويعلل ذلك بأنه " يعطيه جواً ويسرح في خيالاته البعيدة "! يعترضني دائماً ويشرح لي طرائقه الكثيرة " أستطيع جلب أي شيءٍ تريده.... أعرف مدير تلك الشركة .... وزراة التعليم العالي في جيبي ..... " ..............

وبحكم عادتي فأنا شخص ميّال إلى المشي لما يبعثه من دفءٍ في العضلات, لكنه يلحقني في الشوارع الخلفية ويعرض عليّ خدماته النبيلة ؛ لا غرو أنه شخص نبيل ؛ لكني قطعاً لا أحتاج خدماته ؛ يأتيني هو ورفاقه العربجيين ويقولون بصوت واحد : " اذا تحب نجيب لك معانا عشا من القرموشي والا الغامدي ما عندنا مانع وعلى حسابنا !!!" ... أعيت نفسي لدرجة أن فررت من تلك المدينة التي نشأت بها سنيّ عمري ........
لكن رغم صغر جمعان وأطرافه البضة ؛ إلا أنه عربجي بالمعايير الحقيقية لأنه يمجد العرروبة وصدام وعفلق وعبدالناصر وكل القومجيين ؛ يهتف هو وأصحابه في صوت واحد بأناشيد أكبر منهم بكثير ....... حينما يستوقفني ويستطلعني الآراء أحاول جاهداً أن أسديه النصيحة لكنه يأبي ويتمنع لأنه مقتنع تماماً فيما يفعل ....... بمعنى آخر هو شاب مهايطي شارب مقلب في نفسه على قولة المصارية, هو بس اللي صح والباقين غلط ؛ لا وفي نفس الوقت يسوّي نفسه ثقيل وشخص عااااقل >>> يا سلام على العقل واهله

لا زال يتراءى لي جمعان بين لحظةٍ وأخرى واقعاً من الخيال وخيالاً من الواقع, لدرجة أنني أعتقد أنه شبح أو أو أنني أمر بحالة من السحر لا أدري....... جمعان شخصية مهمة وسبحانية يجب أن لا تمر هكذا أو فقط لتزجية الوقت, يجب أن نتتبع أصلها وفصلها وأين نشأت وبماذا تأثرت يجب أن ندرسها باستفاضة!
إن سمح لي الوقت سوف أدرج هنا كل شيء, بعناوين أخرى واحتفاظاً بالحقوق© أريد التعاون من جميع رواد المنتدى لأننا لا زلنا في البداية , وخيلي مسرجة فلا تبخلوا بالمساعدة والا تتصنعون الثقل.


شاعر المهجر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
ɷ ڜـۉێّـڅ ݦـن أٱٱږڞ ټـڪڛـٱٱٱښ

ۅڜ ؏ـڷۓ ٱڶڹٱښ ݦڼۍ ؟ɷ
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس
قديم 04-02-2010, 11:51 AM   #2
شاعر المهجر
 
الصورة الرمزية شاعر المهجر
 







 
شاعر المهجر is on a distinguished road
افتراضي سبحانية جمعان اليوفورية !

بعد صلاة كل عصر يذهب أغلبية أطفال الحارة إلى المسجد وكان تحفيظ القرآن الكريم يشغل حيز الأهل وأهميته لديهم يعتبر من أولويات العمل وطاعة الله سبحانه وتعالى, حيثما يكون هناك مسجد يكون فيه حلقة لتحفيظ القرآن وحيث يكون هناك حلقة لتحفيظ القرآن يكون هناك جمعان العربي أبوه هو خضر منتسب لعائلة (المرارة) التي نزحت قبل جيل من تهامة الحجاز إلى المدن الحجازية إبان وفاة الملك عبدالعزيز ومقدم الملك فيصل . تزوج خضر من خضرية وكونوا أسرة بسيطة والتحق بالسلم الوظيفي وأنجب أربعه من الأولاد وأربعة من البنات وهم فيصل , عبدالرحمن , ( جمعان ) , وسالم.
سكنت العائلة مكة المكرمة وقت تولي الملك فيصل الحكم وفي ذلك مناسبة ؛ واشترت بيتها بالقرب من بيت الله الحرام ثم لم يلبثوا أن باعوا البيت بسبب توفير مال إضافي لبناء بيت أفضل وبعيد عن زحمة الحج والحجاج. كان خضر يدلل أبنائه ويعطيهم ما لا يتمنون لكنه في نفس الوقت كان حازماً شديد الحرص على مستواهم وتحصيلهم العلمي , حيث يذهب إلى مدرستهم ويناقش الأساتذة في أبنائة , لماذا تضربون.... كيف تصححون...... إلخ.........

لكنه وحده جمعان من يحوز على التفكير والانتباه, وحده جمعان مختلف عن بقية أخوانه كان هادئا وهناك مقولة تقول أنه من يكون هادئا في صغره يكبر على الشقاوة والعكس صحيح, لدرجة أن أبوه كان يدلعه ويغنّجه مع اخواته بقوله " هذا جمعان أحلى الصبيان " ويصغر من اسمه جميعان....... لكن الولد كلما كبر كلما زاد وزنه وصغر عقله , وبدأت الأم تغتاظ من الطريقة التي يعامل بها الأب ابنه, فصارت تقسوا على وليدها بالأكل وتنعته بأبو الكرشة بأنها سوف تحرمه الأكل والمصروف المدرسي ......... كانت السنة الدراسية توشك على الإنتهاء حينما كان جمعان شخصيتنا هذه في الصف الخامس الإبتدائي تنتابه صرعات ونوبات أثارت قلق أبيه الحاني على أبنائه, ذهب به إلى طبيب الأطفال فلم يستقبله طبيب الأطفال ؛ ذهب به إلى الطبيب العام ثم فحصه الطبيب العام وكان قد أسقط في يد الطبيب : " كالعادة سليم "!!!!!!
أخذ أبوه تحويل من العادة المختصة , وذهب به إلى مستشفى أبو الفلوس من حب أبوه فيه , وكان يحمله بين ذراعيه من ردهة إلى أخرى وجمعان كأنه يرقد على السرير الكولومبي على أحد شواطئ الكاريبي , ثم دخل على الاستشاري " وحيد " من أول نظرة قال له الطبيب : " ولد عنده حالة نفسية الله يشفيه ! لا وحادة كمان " لكن خضر لا يعرف معنى ذلك ؟؟؟؟ ايش يعني حالة نفسية ؟؟؟؟؟ " يرد الطبيب : " يعني ولدك مصاب بالفصام !!!!! " . وصف له الوصفة وخرج بولده بين يديه على الرغم من أن جمعان كان يزن وقتها سبعين كيلوغراماً من الوزن الكلي بدون ثيايه الأشياء الأخرى.........

رجع به أبوه بعد أن اشترى العلاج من الصيدلية وأعطاه إجازة عاماً كاملاً يتسدح على راحته في البيت والأكل من برا ( المطاعم ) واشترى له تذكرة ألعاب مائية وأراد أن يسافر به إلى بيروت لكن الولد العاقل رفض ذلك بكل تأكيد وعقلانية, وأمه كانت تكبر في ولدها حكمته في اتخاذ القرارات الفردية........ يتعرف جمعان على أولاد الحارة ( سمير , معتوق , بهلول ) يتبادلون التعارف الودي بالابتسامات ويذهب بهم إلى مطعم الغامدي " وعلى حسابه " , وافق الأربعة الثلاثة على الدعوة واستمروا في المضغ بكل بحبوحة مع شرب العصيرات الطازجة واحتساء الشاي العدني .......... يكبر جمعان في عيون رفاقه " ويأمرونه أميراً عليهم " >>> عاد من زين الشلة !!!!!!!

ويبنون دكتهم في وسط الحارة التي كان اسمها حارة " الزيود " , ويعتمر جمعان قبعة لا هي طربوش لبناني ولا هي قبعة سعودية ولا هي سودانية ولا هي عمّة يمنية ؛ كانت قبعة على الاستايل النيجيري !!! وتعرف على أصحاب أصحابه الذين ينتمون إلى جنسيات أخرى وأراد أن يتعلّم منهم مهنة غسيل السيارات في المواقف والاشارات بحجة أنه عمل شريف ومن كسب البد؛ لكن أصحابه أبوا ذلك لأنه يحط من قدره وهو ابن الأكرمين !!! لكنه رضخ لمستشاريه من الفتوات ( مصطلح فتوّة سوف يصحبنا من الآن ...) لكن الشيء الوحيد الذي كان ينقص جمعان ولا ينتقصه هو الشارب الذي يزيّن مقدمة وجهه حيث كان أمردا ( وهذا ما سوف نلاحظه مع تقدمه في العمر من ازدياد في حالته النفسية التي أثرت على جمعان ) , وحتى ذلك الحين أترككم في رعاية الله .....


يتبع

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
ɷ ڜـۉێّـڅ ݦـن أٱٱږڞ ټـڪڛـٱٱٱښ

ۅڜ ؏ـڷۓ ٱڶڹٱښ ݦڼۍ ؟ɷ
أخر مواضيعي
شاعر المهجر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-02-2010, 01:50 PM   #3
شاعر المهجر
 
الصورة الرمزية شاعر المهجر
 







 
شاعر المهجر is on a distinguished road
افتراضي سبحانية جمعان اليوفورية !

(1)

تغير جمعان مع تغير الزمان والمكان, فتغيّرت بذلك لكنته التهامية إلى المكاوية القحة فصار يجيد اللكنة الحضرميّة و المكية والهوساوية التي يكشخ بها أمام أصحاب أصحابه الذين يزوّدونه بالشمة ( الشمة هذي مادة مخلوطة لا أستطيع وصفها فقد كفاني ذلك أحد رجال الديرة المعروفين بأنها ( فضلات ) الكافـر )... وصار أصحاب جمعان يذهبون ويجيئون عليه وأطلقوا عليه لقباً خاصاً ( الشللية في مكة لازم تعطي لقب نك نيم ) وأسموه ( الشمة ) رغم صغر سنه عن رفقائه إلا أنه كان من يأمر وينهى ويتخلل ذلك ضحكته الغبية اللامبالية .

كبر جمعان وصار أهله يعتمدون عليه في أموره الشخصية وتدبيرها , وصار يسافر مع أصحابه إلى البحرين , ثم كان يجمّع طوال العام مالاً لكي يستطيع السفر إلى مصر لتحقيق أمنيته الوحيدة وهي الرقص مع الغيد الحسان وشرب (المنكر) وحقق تلك الأمنية حين تخرج من الثانوية العامة بتقدير (+د) والتقط صور كثيرة لنفسه مع أكبر عدد ممكن من فتيات الهوى.... فعل كل ذلك وأكثر ....

لا أستطيع وصف تلك الشخصية الغامضة لما ذكرناه من حالته النفسية الحادة التي يمر بها حتى هذه اللحظة التي أشرع فيها كتابة هذه السطور , لكني أعرف أنه شخص عريض الأرداف بسبب إكثاره من وجبته المفضلة ( الشاورما والطعمية التي يسرف فيها في الدكّة ) ذو سمرة غير واضحة وشعر سلكي أقرب إلى جذوع الشجر قصير جداً بحيث من الممكن أن تمر من فوقه دون أن تلقي له بالاً..... ويسوّي فيها إنه معلّم حين يأمر بهلول : " يا بهلول الغبي روح جيب لي طعمية و شاورما و منتو وفرموزا من الكافتيريا !" والكل رهن اشارته وبنانه والكل طوع أمره......

ويسوّي فيها انه ذكي مثل ما ذكرنا في تقديمنا لجمعاننا , هو فقط ذكي وغيره مساكين , مرة حينما كنت أهم بالذهاب في مشوار ؛ ما انتبهت إلا وهو قدام وجهي >>> أعوذ برب الفلق<<< أنا سافرت مصر ... أنا زرت اللوفر ... أنا رحت بيروت ... أنا تصورت مع آينشتاين ... أنا عالم ... أنا أرقص التانغو " طيب وش تبغا مني يا آدمي ؟" قلت له ؛ رد عليّ " لا شيء أنا فقط أريد منك أن تسبغ عليّ إطرائك وتنظم فيه قصيدة ولو من بيتين وتنشرها في الجريدة ؛ قلت له " فارقني ولا عاد أشوف رقعة وجهك " ونهرته نهرةً أعتقد أنها كانت سبباً أيضاً في ازدياد كآبته اللي سوف تتبعنا أيضاً في الحلقات الجاية والتي كان لها الأثر العميق في محصلات أخرى سوف تتفاجؤون بها .......

عجز أبوه عن علاجه فعلاجه على قولته >> ما منه فايده <<< وصار جمعان حديث الحارات المكاوية بأنه شرس ونكد المزاج ومن الممكن أن يفتك بالضحية في أي وقت ممكن ؛ أمه لم تكن تملك غير الدعاء لابنها جمعان ذو الكرشة المتدلية فصارت المسكينة تصلي الصلاة ثم تدعو لكبيرها أن يهديه الله ويصلحه حين عجزت عن ضربه مثلما كان صغيراً فهو اليوم لا أحد يستطيع النظر إليه !

يئس منه إخوته وصاروا بدلاً من نصحه يتندرون به ويرمون له من بعيد حبات الباراجون ويتلقفها ببراطمه ظناً منه أنها (شمة) يا للقرف! لم تقبله الجامعة وقدم أوراقه أكثر من مرة في العسكرية لكن لسوء الحظ كان الطول سبب نكادته وعنائه , دفع ( أهل الخير فلوس لأحد المعارف في البلدية ) وصار موظفاً على بند الأجور براتب زهيد ؛ ورغم كل الصعوبات التي كان يواجهها جمعان في حياته إلا أنه كان ابناً ضروساً في تلك الأحوال واستمرّ في وظيفته البلدية وكل عطلة تعرض عليه أمه الزواج من بنت الحلال إلا أنه يرفض بحجة صغر سنه>>> فوق 25 سنة<<< وظل يعيش جمعان وتفكيره في فتور إلا من جلساته العصرية في الدكة حتى جاء هذا اليوم الذي لم يكن على باله ولم يكن في حسبانه:
القصة وما فيها إن جمعان هذا كان ( شاذ جنسيّاً ) بمعنى آخر لوطي رفض فكرة أمه بالزواج بسبب ذلك , وكانت جلساته العصرية في الدكة ليس حباً في عيون بهلول وسمير ومعتوق والجنسيات الأخرى ؛ كان ذلك بسبب ولد الجيران سلطان القبيلي البدوي اللي جا من الديرة بقسمات أنثى وعيون زرقاء وجسم مايل ومايع!

إذن كان جمعان طايح عند دباديب ( سلطان )؛ وتجدر الإشارة إلى أن نسبة الشذوذ الجنسي في وطني تمتاز بمعدل رهيب ومخيف وأعزو ذلك إلى أسباب لست هنا في معرض الكتابة عنها لأن الحديث سوف يطول وأنا هنا أريد فقط أن أسرد حكايتي .... وسلطان ما كان يدري صغير في السن لا يتجاوز العاشرة ؛ كان سلطان يخرج يومياً الى المدرسة أو إلى الكافتيريا ليقضي مشترياته من السوق وكان جمعان يقعد له عند باب الحارة وكله موسيقى شعبية؛ كله يفيض بالكسرات وكان ينشد الكسرات المكسورة والكسرات المجبورة الخاطر ؛ قال مرةً في سلطان :
ذبحتني يا سلطان في قلبي ذبحتني واحسب انك تداويني
سلطان لو تبغا بعد قلبي أعطيك قلبي وتسكن بعد في عيني
هذا لا يعني إلا أن جمعان تغير من كونه ذلك الابن المحافظ على قيمه وعاداته إلى ذلك الشاب العربجي الغير آبه بما يحدث أمامه على الساحة! لم يكن يهمه سوى شيئين فقط: أن يملأ كرشته وأن يقعد لسلطان عند الدكة عند باب الحارة وتمضي الأيام وجمعان يكبر وعقله يصغر وحالته النفسية تزداد سوءاً , فقط المحيط حوله من كان في نقطة ثابتة وتنتظر انجلاء الغمّة عن هذا الولد الذين ما عهدوه إلا تقياً وورعاً والذي كان يحمل دائماً في جيبه الصغير ( حصن المسلم )!

يتبع
شاعر المهجر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-02-2010, 11:15 PM   #4
أفق
 
الصورة الرمزية أفق
 







 
أفق is on a distinguished road
افتراضي رد: سبحانية جمعان اليوفورية !

متآآآآبعه ملتزمه الصمــــت لحين ( وحكو روسكم لاتشيب)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

أدركت بعد تسلل اشعة النورمخالط بِ بنض الودق
أن من ترحل به رياح الواقع لا تعود به بحورالحنين أبدا *
أخر مواضيعي
أفق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-02-2010, 11:19 PM   #5
شاعر المهجر
 
الصورة الرمزية شاعر المهجر
 







 
شاعر المهجر is on a distinguished road
افتراضي سبحانية جمعان اليوفورية !

(2)
"فتوة حارتنا جمعان
حيوه الليلة يا قدعان
من ديرة كلها فتوّات
سبع الذيابة والأخوان"

يزدحم الشارع الرئيسي لحارة الزيود عن بكرة أبيه برجالات الحارة وزيّهم المعروف بشت, شماغ, عقال, وفي يد كل منهم جنبية أو يرتدي حزام مسدس ..... ويهتفون ويصيحون في صوت واحد فتوّة حارتنا جمعان..... كانت تلك المناسبة تنصيباً ومبايعة لجمعان فتوّة الحارة, كان يتذيّل الوفد صبية صغار وبعض الباعة الجوّالين بحميرهم , وكانت الشرفات تنتهز الفرص لخطف نظرة إلى الفتوّة الجديد.... وبالمناسبة فإن فتوّة الحارة السابق كان قد قضى نحبه في اشتباك مع بعض فتوّات حارة " العبيد " , حيث يقال أنه حاول سرقة كيلو طعميّة من أحد الباعة بالقوة! اجتمع حوله شباب من تلك الحارة وأوسعوه ضرباً على هامته حتى سقط متخشباً!

يصيح أحد الشباب :" جمعان سوف ينتقم لنا من حارة العبيد ", لكن جمعان كان لا يطيق سماع فكرة الانتقام لأنها تؤدي به إلى التهلكة مع الفتوّات الآخرين ؛ "ليتني ما أقسمت على الانتقام! لكن إن لم يكونوا بجانبي لن أكلّف نفسي عناء الانتقام وبين ذلك سوف نكون من المترقّبين" !!! جمعان يطربه أن يكون أميراً على بهلول حيث يستخدمه في عمل السخرة ؛ كيف به فتوّةً لحارة الزيود! هذا ما لم يكن يحلم به في يومٍ من الأيام, لكن ماذا عن وظيفته في البلديّة؟؟؟ هل يضحّي براتب 2500 من أجل أن يكون أميراً على سلاتيح الحارة؟؟؟ هذا ما أوقع جمعان في حيرته التي لم يكن يخرج منها ليلاً ونهاراً !!! حتى ذلك الحين سوف أنظر في الأمر!!!

يتلقى التهنئة من رجالات الحارة, ويجلسهم علي يمينه ويساره على الكراسي الخشبيّة , ويصيح ببهلول >>لم يكن عنده من مستخدم غير بهلول هذا فقد أرهقه<< " هات الشاهي التلقيمة " بلكنته المتصنّعة!!! ويقدمون الشاهي للضيوف وقد احتار ماذا يقول لهم. فقد رفعوا من قدره لكنهم (ورّطوه) مع حارة العبيد!!! يقول في نفسه أنه يمكن أن يكون بلطجي على حارته الذين عرفهم ودرسهم, لكن الحارات الأخرى هذا يعني كلام ثاني!!! سوف يفقعون وجهه ...
" يا رجال الحارة خلونا نصلي ونتعشى وبعدها نتناقش في أمرنا ونعيّن خير" يصرّح لهم بكلّ ثقة, وللعلم فإنه لم يكن مداوماً على الصلاة ولكنه أجل ذلك لأنه يريد أن يفكر في الأمر في تلكم الفترة حتى يقرر فمن العيب أن يقال على فتوّة حارة الزيود بأنه متردد وجبان!

صلوا صلاة العشاء في جماعة, وكانت الحارة مضاءة بمصابيح قديمة خافتة حيث من الصعب التعرف على الآخر, وحده جمعان كان في حيرة من أمره : " هل يوافق على طلب الجماعة؟ من الجنون أن أرفض وإلا فإني سوف أطرد من هنا ولو كان ذلك القرار بنفسي فمن العار أن أرفض .. سوف أخبرهم أنني موافق ولكن... لكن ماذا ... ليس هناك من حل إلا أن أقول لهم أنني موافق!"

تناول الجميع طعام العشاء وهو عبارة عن رز ( كبسـة بالدجاج واللحم وبعض المرق ) , ثم بعد ( التكثير بالخير وقف الجميع للغسيل ثم لانتظار الرد من جمعان ), يتسمر مكانه على الكرسي قائلاً: " يا جماعة الخير أنا موافق على طلبكم هذا رغم أشغالي الكثيرة.. لا أستطيع ردكم خائبين .. أنا أقبل أن أكون أميركم وفتوّتكم لكن سوف يظلّ معي أكثر من شخص .. حتى اذا ما كنت في أشغالي يستطيع الإنابة عني .. كانت تلك ولا ريب حيلة من الحيل التي كان يمتاز بها جمعان فصفق الكل وهلّل له ورقصوا ] العرضة [ ومنهم من حبّ خشمه ومنهم تمرغ على الأرضية من شدة الحماس الذي اعترى العامة! أحدهم أعطاه هديّة وقال أمام الجمع: " هذا سيف دمشقي سوف يقطع به جمعان رؤوس المارقين من حارتنا" وكاد أن ينخلع قلب جمعان لمرئى ذلك السيف فهو أول مرة في حياته يرى سيفاً أمامه كيف به يتقلّده!!! وفي نفس الوقت كل تلك الحوادث التي كانت تعرض لصاحبنا يحوّلها القدر بشكل أو بآخر إلى مناسبة جيّدة لصاحبنا , أخرى يقبلها العقل وأخرى يلفظها.

مرّت الأيام والشهور وحارتنا هذه على ما هي عليه لا جديد فيها .. لا شيء تغيّر ولن يتغيّر شيءٌ فيها طالما أن جمعان يسرح بين جنباتها من بيته إلى المسجد أو الملعب يحكم بين اللاعبين >> زمان ما كان فيه كورة ما كان فيه الا جريد النخل<< ثم بعد مغيب الشمس يتفرق الشباب كما اجتمعوا أول مرة , بعد صلاة المغرب مباشرة كان الجميع يتناول طعام العشاء ثم يخلدون إلى النوم ولا يقومون الا صلاة الفجر يؤدونها في جماعة ثم يرجعون الى بيوتهم, كل شيءٍ كان ساكناً ما عدا خيالات جمعان فإنها تسافر حيث تريد ولا تتوقف إلا بعد أن يسلم رأسه للمخدة.


يتبع ...
شاعر المهجر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-2010, 12:23 AM   #6
شاعر المهجر
 
الصورة الرمزية شاعر المهجر
 







 
شاعر المهجر is on a distinguished road
افتراضي سبحانية جمعان اليوفورية !

(3)

( الله أكبر الله أكبر.. أشهد ان لا اله الله .. أشهد أن محمداً رسول الله .. حي على الصلاة .. حي على الفلاح .. الصلاة خير من النوم.....) وصوت صرير الجنادب يغطي على نوم الحارة.. وما عدا ذلك هو صوت الأذان يرتفع من تلك المنارة ذات اللون الأخضر يشق عباب السماء في لحظة تجلي.

لكن وحده النائب معتوق نائب الفتوّة يتسلّل بين أزقة الحـارة الضيّقـة والتي يغطيها الظلام الا من نورٍ خافت ويطرق الباب مرة.. يصحو صديقنا من النوم على فزعٍ ويداه ترتعشان وكان لا يدري هل سبب ذلك قلبه المفجوع أم ان أجواء البرد الصقيعة هي السبب, فتح الباب بعد أن استفسر: " ماذا ورائك أيها الغبي؟؟؟ " رد عليه : " جئتك من أجل الموعد " , تململ وأخذته الرعدة فقد كان رعديداً في الحقيقة! لكنه قرر أن لا يتقدم خطوة واحدة حتى يسير معه معتوق وسمير , لكن بهلول كان لا يعوّل عليه سوى في الخدمات المحليّة!!!

اتفق في تلك الليلة الباردة على الخطة وهي أن يتخفوا إلى حارة العبيد ويضربون بالعصاة رأس القاتل السفاك ( طلبة ) كان هذا هو اسمه المستعار الذي شج رأس صديقهم السابق حتى بات متخشباً! كان الفتوّة طلبة زنجياً أتى وهو صغير في بعثة حجٍ ثم تخلف عن العودة بغرض تأمين لقمة العيش لكنه انحرف في بيع الممنوعات والسرقة ثم بشكل أو بآخر أصبح أمير العبيد!

كانت تبعد الحارة الأولى عن الأخرى مسافة ليست بالبعيد ؛ مسافة مشي نص ساعة >> يعني زمان السيارات كانت قليلة << كانوا يغذون في السير الا جمعان لم يكن يقو على السير وفرائصه تخذله! لكنه يتصنّع المشي الجاد وليس معه غير ذلك وإلا فسوف يفتضح أمره أمام القبائل! ووصلوا أخيراً على مشارف الحارة التي تغط في صمت مطبق , تجرأ جمعان وسألهم : " لكني لا أعرف تحديداً بيت ( طلبة ) !" وحاول الرجوع لولا أن دله معتوق ( معتوق كان كالجرذ يعرف خبايا الحواري ), تقدّم جمعان من البيت >> طبعاً البيت لا تفكرون انه مسلّح << كان عبارة عن عشّة يوصدها باب من الحطب ! أعطوه حطب من الحطب الذي كان يرمى على قارعة الطرقات وقالوا له بالحرف الواحد: " ما عليك سوى أن تتقدم من طلبة وهو نائم وتشجّه بهذه العصاة على هامته حتى تتأكد من نزيف الدم من أنفه حينئذ تكون مهمّتك قد نفّذت والا فإن الفشل سوف يلحق بنا ويضربنا طلبة حتى الموت كما فعل مع زميلك الرّاحل ....

كان الرعب يدب في أوصال صديقنا لدرجة أن قلبه كان يحاول الخروج من قوّة النبض ؛ كان فعلاً هرعاً ؛ لكنه أمام الملأ يتصنّع الشجاعة والفتونة.. تقدم قليلاً حتى دخل العشّة وهو لا يعي بنفسه هل هو لا زال حيّاً أم لا .. أحسّ بدوار يعتريه لكنّه تمالك نفسه واقترب من هذا الجسم الملقيّ أمامه وما كان من صاحبنا سوى أن هوى بقطعة ( الحطب ) بأقصى جهد تستطيعه ذراعاه المليئة بالدهون على رأس غريمه ( طلبة ) فانفرط رأس المسكين الزنجي الى عدة أقسام وسقط على صديقنا مغشيّاً بجانب الجسم الميّت.

أفاق صديقنا الطيّب من غيبوبته المخزية على الماء البارد يرشّ على وجهه؛ ويسمّون باسم الرحمن على رفيق دربهم ؛ ويكادون يطيرون من الفرحة الغامرة ... يا اللــــــه انهم قد انتقموا لزميلهم الرّاحل بقتل غريمه الهارب من وجه العدل؛ وحملوا صديقهم على الأكتاف وطاروا به في سرعة البرق إلى حارة الزيود يريدون أن يعدوا حفل تتويج ( الناصر جمعان ) واتفق أعيان الحارة أصحاب الكلمة على تغيير النك نيم حق جمعان التقليدي والمكرر إلى ( النّـاصـر ) , يبرز من بين الجمهور العريض شباب كله طاقة وحيويّة ويصيح باسم الناصر المجدّد الخليفة الأمير الفتوّة الذي أعاد مجد حارة الزيود والذي حفظ ماء وجهنا >> على قولة هذا الشباب المتحمّس....

في اليوم الثاني كان كل شيءٍ قد جهّز, خشبة المسرح والأضواء >> شموع قديمة<< ومايك قديم مصدّي , وكراسي قليلة تنازع عليها دشير الحارة ولا ريب فالناصر يجب أن يحضر له ولو من مكان قصيّ , يجب أن نستمع إلى حديثه وماذا سوف يصرّح به ... ربما يباشر علينا بعصير والا يعشينا على حسابه... ربّما سيتوعّد المارقين بمزيد من الضربات الموجعة في حواريهم ....

طبعاً لم يكن الحفل بذلك التنظيم الذي تتخيّلون , يعني كان أشبه بمأتم إلا أنما كان يميّزه هو ذلك النّوع من الفرحة المشوبة ببعض الهيجان والثوران العاطفي.. هناك من كانت أعينهم تسبل بالدموع للإنتقام ... وهناك من يعتلي المنصّة لكن شباب الحارة أمثال بهلول يمنعونهم من ذلك... يخرج النّاصر من بين الجمهور وكأنه في حفل اعتزال يركض – على باله جاب الذيب من ذيله – وأمسك بالمايك قائلاً :
"أحترم فيكم إكباركم لي , وأقدر هذا التكليف الذي حظيتموني به , أنا لا أستحقّ ذلك, أنا فقط أديت واجبي تجاه حارتي التي حبتني بكل خيراتها , أنا فقط عضو منكم أهتم لكم وما يصيبكم يصيبني , وما يفرحكم يفرحني , أنا أخذت بثآآركم من طلبة بمساعدة شباب خيّر أمثال معتوق وسمير >>> قلنا أن بهلول لا يعتمد عليه <<<
أنا أعتذر عن الاستمرار في هذا المنصب الذي لا أستحقّه.. أنا شخص لي شؤوني الخاصة وأشغالي .. أمي لا أستطيع أن أرفض لها طلباً لكني فعلت ذلك بمجرد التحاقي بهذا السوسة معتوق والباقين...." يقاطعه أحد المتحمّسين من الجمهور العريض:
" أنت أميرنا يا ناصرنا ووليّ أمرنا.." وآخر من خلف الصفوف : " سوف نهاجر معك حيث تهاجر حتى لو ذهبت إلى جزر الواق واق .. " وامرأةٌ من خارج الحفل تتحسّر على تفريطهم في هذا الفتوّة الذي ما إن أعاد لهم كرامتهم حتى توارى وكأن أهل الخير – كما تقول – لا يظلون في الواجهة.........
طبعاً كان ناصرنا هذا متردّداً لكن ما دفعه على تصريحه الخطير هذا هو ما ذكرناه من تردد وقلبه الرهيف الذي لا يقوى على الأحداث الجسيمة, وحبه لأهله الذين يشاركهم المسرّات والملذّات....
" أنا أعتذر عن مواصلتي معكم بأكثر من سبب وأتمنّى أن تعذروني .. أريد أن أكمل دراستي الجامعيّة انتساباً في أحد الجامعات .. وأريد أن أتفرّغ لحياتي الخاصة>>> اللي بيسمعه يقول تشومسكي<<< وقفل حديثه الناصر جمعان بهذا الحديث الجاف والمقتضب, وأصوات نواح واضح يفوح من الحارة الشرقيّة.


يتبع.....
شاعر المهجر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-2010, 12:32 AM   #7
HICTOR
 
الصورة الرمزية HICTOR
 







 
HICTOR is on a distinguished road
افتراضي رد: سبحانية جمعان اليوفورية !

جميــــل


أكمل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أيها المارون بين الكلمات العابرة
آن أن تنصرفوا
أخر مواضيعي
HICTOR غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-2010, 01:30 AM   #8
شاعر المهجر
 
الصورة الرمزية شاعر المهجر
 







 
شاعر المهجر is on a distinguished road
افتراضي سبحانية جمعان اليوفورية !

ملاحظة

قد تستغربون سبب كتابتي هذه الحكاية وهذه السبحانية التي سوف يصفها البعض بالركيكة وقد يعجب بها أحد المتتبعين للشخصيّات البارزة في بلدنا ولا شكّ أن صديقنا علامة فارقة في السّــاحة .. أقول فيما أقول أنني سعيد جداً وممتنّ الآن في هذه اللحظة ..أنا سعيد لأنني أملك الفرصة والوقت الثمين لأن أكتب.. حاولت مرّات عديدة أن أكتب مذكّراتي لكنّني فشلت تماماً كما يفشل أحد الطلّاب الذين يدرسون على يد سوداني متشدّد ينتهي به المطــاف إلى معلّم لغة عربيّة في أواخر حياته في أحد المدارس الأهليّــة بعد أن كان معزّزاً مكرّما عند أقرانه..

أريد أن أكتب فليسمح لــي المسؤولين والكتّــاب إن أفرطنا في المبالغة أو أفرطنا في التراجيديّات .. حسبنا كلمة نقولها .. اسمحوا لي ان ضحكت فأنا شخص أميل دوماً إلى التّندر فهذا هو تماماً قدر من يعيش في بيئة يسودها التطـرّف والتحزّب..

أعتذر عن الرّد على الأخوان الأكثر من رائعين من الآن وصاعداً لما يسبّبه لي الوقت من التأخر في سرد الحكاية الأصليّة..

أعدكم بما يرضي ذائقتكم الفنيّة والأدبيّة وحتى ذلك الحين أترككم في رعاية المولى .
شاعر المهجر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-2010, 07:21 PM   #9
شاعر المهجر
 
الصورة الرمزية شاعر المهجر
 







 
شاعر المهجر is on a distinguished road
افتراضي سبحانية جمعان اليوفورية !

(4)
" إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركًا وهدى للعالمين "
مكة موضع للناس من قبل آلاف السنين وهي المكان المناسب ؛في حين كانت تقاطع طرق القوافل التي تسافر من وإلى الشام في رحلة الشتاء, ومن وإلى اليمن في رحلة الصيف كما هو واضح في السورة الكريمة .. مكة لها أكثر من اسم وتعدد الاسم في ذلك يدل على أهميّة الشيء ومكانته بكة.. أم القرى.. تقع في منطقة مهمة جداً حيث أنها المحور الحقيقي للكرة الأرضيّة وسبحان الله في ذلك إشارة واضحة إلى أن البيت المعمور الذي في السماء يوازي مباشرة الكعبة المشرّفة التي بدورها تتمركز بيت الله الحرام في هذه العاصمة المقدّسـة..

مكة تنقسم إلى قسمين : القسم الأوّل: هو المسفلة والتي تضمّ بين جنباتها بيت الله الحرام وشارع الستين الحالي وحارة "العبيد" المذكورة آنفاً.. المسفلة هذي أعرفها جيّداً فهي تحوي أحياء عشوائيّة رغم العمران الآخذ بالتطـوّر على بقايا العمران العثماني الآخذ بالتلاشي.. القسم الثاني: المعلاة؛ وهذه المعلاة لم تشهد أي نموّ عمرانيّ سوى في العشرين سنة الماضية وكانت تضم بين أوديتها العزيزيّة- شارع الحج- وما وراءه .. شهدت مكة التطوّر في عهد الملك خالد بشكل ملحوظ في عام 1402 هجريّة واستمرّ ذلك ؛ لكن ما حدث معنا هو أنّ هذا المكان بالذات من بين الأماكن كان وجهة وقبلة اكثر من مليار مسلم على الرّغم من الاهتمام كان ينصبّ عليها في شهرين فقط من السنة كاملة.. كانت تستحقّ اكثر من شهرين في السنة الهجريّة, مكة وكما يقال حرّها حرّ وقرّها قرّ تشتهر طوال السنة بالأجواء الجافة والحارة وفجأة يدخل البرد القارس كلص ثم لا يلبث طويلاً لكنه بالتأكيد يترك أثره من زكام.. تشقق في الرجول واليدين.. بشرة جافة......
مكة مدينتي التي أحببتها رغم الأشياء الكثيرة التي تنقصها , أنا لا أطالب بالمطاعم فالمطاعم هذه الأيام تنتشر كالنّار في الهشيم > على فكرة شارع العزيزيّة العام كان يسمّى بشارع الرّز ومناسبة ذلك أن الطلاب حينما كانوا يخرجون على طول على المطعم رز رز رز رز رز<

مكة مدينتي رقم 1 وبعدها تأتي المدن الأخرى المرتبة حسب العراقة والأصالة والتراث ( ما علينا ).. المهم أنا أحب مكة رغم انه ناقصها أشياء مثل الميترو .. والمطار .. وأشياء أخرى... أنا أسكن في الشق الآخـر المسمّاة بالمعلاة ولي فيها ذكريات كثيرة أحتفي كل ليلة وخاصّة اذا الكان البدر ضيفاً . هناك مقولة يردّدها البعض عن سكّـان مكة ووصفهم بأنهم أنذال وخسيسين ولا يؤدون العمرة أو الحج ولا عمرهم صلوا في الحرم , وردهم هو أنهم داخل الحرم أصلاً ولا يحتاج أن يزاحموا الحجّاج وهم – على حسب قولهم – لا يمتنعون عن خدمة الحجاج وتلك مهنتهم الأولى وهم المطوّفين وهم أهل لضيافة الحجّاج وهم يفخرون بكلّ تأكيد بخدمة الحاج ولا يمتنعون عن أخذ مقابل عند الحاجة في ذلك..

وحدي في هذا المكان الذي يحيطه الجلال أنتقل بين الحارات وأبحث عن من سكنوا فيها من السّكان الأصليّين وتاريخهم الوثيق ومن هاجر منها .. أبحث عن تاريخ قبائل جرهم التي استوطنت هذا المكان المهمّ وأتعجب , وقبلهم النبيّ الخليل ابراهيم عليه السلام وكيف سكن بهذا الوادي وكيف ترك زوجته وابنه اسماعيل وكيف بحثت أمّه عن الماء وهي اعرف أنّه لا ماء لكن كانت هناك سماء وماهي الا الإيمان الذي فجّر الينابيع الباطنيّة.

وحدي أتنقّل وأفكّر كيف تعاقبت الدويلات من قبل الإسلام وصدر الإسلام والدولة الأمويّة والعبّاسيّة....... وأخيراً الدولة السعوديّة الثالثة , نحن الآن في أبهى فترة وتجلّياتها واضحة في قائد الإنسانية الملك عبدالله بن عبدالعزيز , قاد المسيرة بحكمة تلخصت في هذه المنشآت ؛ توسعة الحرم لما يربوا عن عشرين من عهد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم حتى عصر الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. لا بد أن ذلك كلّف طاقات هائلة وأموال وعقول ليست بالبساطة بحيث لا نبالي بما حدث يجب أن نحتفي بما يحدث أمامنا من تطوّر لأننا نعيش أبهى فترة على مرّ العصور والتاريخ يتحدث ويشهد على ذلك.
مكة مدينة حديثة عصريّة تمتد مساحتها على طول الساحل الغربي للملكة العربيّة السعوديّـة ويحدّها شمالاً الحدود الشماليّة وجنوباً اليمن ويبلغ عدد سكانها ما يقرب من المليون ونصف وتعتبر من أهم المدن السّعوديّة الرّئيسيّة وتضم قطاعاتها أكثر من مدينة مثل الطائف .. جدة .. والمدينة .. ومحافظات أخرى. أهم أوديتها وادي فاطمة وجيولوجية المدينة جبليّة تتخلّلها أوديـة وفي ذلك المثل الشهير الذي يقول: أهل مكّـة أدرى بشعابها ؛ كناية عن أن مكّـة ذات جغرافيّة جبليّة ملتوية.. هناك مثل عالمي عن لفظة ( مكة ) يطلق على أي شيءٍ قبلة للنّاس أو مقصد بأنه ( مكتهم ) .

يبدو أنّنا نسينا أو تناسينا صديقنا النّاصر جمعان , لا نحن لم ننسه , فهو لا زال كما هو .. بالمناسبة يبدو أننا أمام شفتات في الزمان والمكان هذا ما يجدر بكم أن تأخذوه في الإعتبار حتى لا تصبح القصة لديكم غامضة أو ركيكة , هذا ما أريد منكم أن تفهموه نحن أمام فترات متقاطعة بعضها يأخذ بتلابيب بعض .. جمعان يعيش في نهاية القرن الرّابع عشر أي في نهاية فترة حكم الملك فيصل رحمه الله >> يعني هو من الجيل القديم اللي كانوا يحبّون يسمعون الأغاني الشعبيّة أمثال عيسى وبشير شنّان << كان معاه فيديو قديم مصدّي وأشرطة فيديو كاسيت يشاهد الأغاني والرّقص<< ما علينا نرجع إلى محور حديثنا ونقول :
أغلب شباب مكّـة المكرّمة إن لم يكن كلّهم لو سألتهم سؤال بسيط وبدهيّ: ماذا تعني كلمة ( مكّـة ) ؟ لأجابك بأنك متفلسف أو أنّه ليس لها معنى!!! في الحقيقة من الصّعب جداً أن نتتبّع معنى كلمة مكّـة لسبب وهو أنّه ليس هناك مراجع حقيقيّة ودقيقة تؤصل معنى الكلمة لذلك تجد من يرجع المعنى لتأويلات أو هناك من يستخدم خاصيّة الأصوات التي تؤصل اللغات فيقول لأنه كان هناك طير يصفر بطريقة معيّنة أو لأن مكّة تمكّ الجبّارين .. إلخ.....

تشتهر مكّة بالعمران فتجد الجامعات والكليّات والمستشفيات والبنوك المصرفيّة على أحدث ما يمكن وصفه.. فما يحدث في الغرب تتابعه مباشرة على الشّرق هناك نظام الاتصالات والبريد وما يحدث الآن من إنشاء سكّة الحديد يربط مكّـة بالعالم الداخلي والخارجي ما هو الا دليل على موضوعيّة كلامي. اذن أنا أرتاح في مكة ولا أرتاح في غيرها لا لسبب إلا أن هذه المدينة قد تكون تمتاز بأنها تجمع الأطياف المتعدّدة ولها أكثر من نسق اجتماعي فتجد هنا السّنّــي والشيعي والصوفيّ وحتى غيرهم... تجد العمالة البنجلاديشيّة تنتشر في كل المنطقة.. تجد الأفارقة قد كوّنوا إثنيّة وعرقيّة.. تجد الشّوام في منطقة معينة .. فهذا الخليط من التّعديات ظاهر أيضاً تميّـز مكّـة عن غيرها من المدن التي لا تقبل غير العنصر العشائري!


يتبع...
شاعر المهجر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-2010, 10:52 PM   #10
شاعر المهجر
 
الصورة الرمزية شاعر المهجر
 







 
شاعر المهجر is on a distinguished road
افتراضي سبحانية جمعان اليوفورية !

موسم الهجرة إلى مكّـة




إن الهجرة ومفهومها قد يبدو لنا عاماً لكننا نريد أن نستخدم مصطلحات أكثر عمليّة مثل الذهاب أو العودة, من يخرج من ديرته إلى ديرة أخرى هل يقال عليه أنه مهاجر؟ هل الهجرة تقتصر على من يخرج من موطنه القطريّ كعرب بالنسبة لنا أم أن مجرد انتقالك من بيتك إلى بيت آخر يدخل في ذلك؟ أسئلة لا إجابة عليها وسوف نستمرّ في البحث حتى تنسدّ نفوسنا ونحن لم نجد بعد الإجابة .. ما علينا .. في خلال العشرين سنة الماضية أو الثلاثين تحديداً هاجر أو انتقل غالبيّة سكان المنطقة الجنوبيّة للمملكة العربيّة السعوديّـة إلى مكة وجدة والطائف والرّياض بل ومنهم من أعرفه من سافر إلى المنطقة الشرقيّة لأنه وحسب كلامهم يقولون : من لم يصبح ثريّاً في تلك الآونة ( عهد الملك خالد ) فسوف لن يصبح ثريّاً الشيء الذي لم يكن ينرك أي أثراً في النفوس كانت فقط تعبيرات عابرة لا تجد أيّ صدىً والحقيقة أن من يشغّل مخه يمديه يصبح مليونيراً في هذا البلد بس النّاس فضّلت النّوم والتسدّح... غالبيّة الشباب في تلك الفترة انتقل من موطنه الأصلي ودوّر له على وظيفة >> عسكريّة ما كان فيه غيرها << الكل ذهب وخرج يبحث عن لقمة العيش التي يسدّ بها نفسه وعياله .. هناك من استوطن وهناك من صار يذهب ويجيء على ديرته التي لا يمكن أن ينساها ويشعر بالألم لمجرّد الخروج منها ..
ومع ازدياد الكثافة السّكانيـة وتقدم العمران والعلم الذي أخذ في الانتشار بدأت الحارات الشرقية بما فيها حارتنا المذكورة تتّسع وتستقبل أكثر من عائلة ؛ لدرجة أنّه لم يعد هناك أي اهتمام لمقدم أحد حتى لو كان جاراً للآخر لا أحد يدري عنه من أين هو ومن فين فصله! وهذا كان ما يقلق رجالات الحارة كيف لهم ان يجهلوا الجار وقد وصّى به الرسول صلى الله عليه وسلم.

لكن ما يحدث هو ان خضر الأب الروحي لحارة الزيود يتقاعد من عمله ذو الراتب الزهيد ثم يقرر لأبنائه ويقترح عليهم أن يخرجون من بيتهم ويؤجره - حتى يسكنون في الديرة- على المهاجرين من المنطقة الجنوبية فإنهم لا يترددون في الاستئجار ولو كان ذلك فوق المعقول! لكن أهله لا يستحسنون فكرة أبيهم وتنعته زوجته بالمعتوه الآبق ,, أما أبنائه فإنهم يحاولون اقناع أبيهم بأنه لا يوجد في الديرة غير ( العقارب )! , يلعب أبناؤه دور الفاهمين والمتحضرين: " ياآآآبونا انتا شيبا كبير ما تجوز لك الديار هآآآآدي" ! يرضخ أبيهم أخيراً بعد التوسّلات من بناته المطيعات واقتراحات أولاده المثقفين والذين تخرجوا من أعرق المدارس!
" يآآآآبويا النّاس هربت من الديرة حقّونا وانتآآآ تبغآآآآ تروح فين احنا عآآآآيشين"! يهزّ برأسه أخيراً ويردف: " لكن لن يمنعني آحد من تربية الغنم فهذه هوايتي وهوّيتي مذ كنت يافعاً! رعيت الغنم وأنا طفل لم أدر بعد ماذا يراد بأي شيء, يا عييلي أنا أكبر منكم وأعرف منكم المدن ما تصلح لنا , المدن ما وراها غير وجع الرآآس , اسمعوا كلامي ترا بكرة الأيـام ما تقدرون تواصلون حياتكم لا في المدن هذي ولا في ديرة أبوكم وجدكم, يختم خضر كلامه الجاد بالتهليل والتكبير والتعوّذ من الشيطان الرجيم ", وخضريّة تهز برآسها علامة التصديق لكن الحال لا يعني إلا أن نساير العصر ونواكبه.

لا ندري حتى الأن ماذا تخبّئ لنا الأيام والأيام حبلى, وصديقنا جمعان يلتزم ويطيل لحيته التي تتوزّع على وجهه , لكنّه ما يلبث أن ((يطرشها)) على حسب كلامه وكأن لحيته شيئاً ليس ذو أهمّية! يلتزم ثمن يفصخ يلتزم ثمن يفصخ وماذا يعني ذلك غير أن صاحبنا متأزّم؟ وماذا يعني ذلكم إن لم يكن مريضاً نفسياً؟؟؟ لم يعد يخرج مع الشلّة القديمة فهو معلّم ومن العيب أن يرافق المعلّمين سلاتيح! بدأ صديقنا يصير ثقيل مرّة واحدة >> نسينا << واشترى من أوّل راتب له سيّارة كدلك أمريكي طولها تسعة أمتار موديل خمسة وسبعين >> زمان كانت هاي كلاس<< وبدأ يذهب ويجيء ويجول الأسواق بسيارته ويتمشّى لكنه افتقد لأصحابه وفي نفس الوقت من المستحيل أن يرافقهم ثانية لما يسبّبونه له من مشاكل وإحراجات , ترك الفتونة وترك البلطجيّة لكن الشيء الوحيد الذي لم يستطع أن يتركه هو الشمّة! افتقد للرفقاء وافتقد معهم كلّ بهجة وسرور.. كانت تحدثه نفسه بالاسرار لأمه بنيّة الزواج ولكنّه كان يتلاشى من الخجل, لا لا لا انها فكرة سيّئة ثم هل أتزوج وأترك بزارين الحارة الذين نظمت فيهم الكسرات ؟ هذا ما يأباه طين الأرض وينكره!


سكنت في الحارة عائلة من المنطقة الجنوبيّـة وتحديداً من عسير, كانوا هؤلاء عائلة تصعّر خدّهـا ولا تعترف بغيرهم من أهل الأرض يعني كانوا متكبرين.. كانت هذه العائلة كبيرة جداً لدرجة أنك لن تصدّقني! من غير الأب والأم كانوا اثنان وعشرين نسمة داخل المنزل .. أحد عشر من الأولاد وأحد عشر من البنات! .. كانت هذه العائلة مشكلجيّة لدرجة أنهم لا يدفعون الحساب في الرّد الموية ولا يسددون فاتورة الكهرباء بمعنى آخر كانت عائلة غير مبالية ولا تهتم إلا بنفسها >> أنانيّة<<
وبدأت الحارة تعجّ بالسّكان الذين كما قلنا من كل حدبٍ وصوب, العائلات الجنوبيّة تمتهن الوظائف العسكريّة.. والعائلات البدوية تحتكر المحلات التّجاريّة والأســواق .. والوظائف المدنيّة والتعليمية كانت مشتركة بنسبة متفاوتة بين الشباب الذين كان لهم طموح وهو مواصلة التعليم وحب التعليم.. ففي الحارة الواحدة تجد السعودي القبيلي مثلاً يعمل محاسباً أو طباخاً .. لم تعد لعنة الوظائف موجودة بين الشباب كان كل شيءٍ قد تغيّر.. صارت البنات ترتاد المدارس بشكل يفوق ( الذكور ) بشكل ملموس.. وصارت المرأة في خلال فترة بسيطة تعمل معلمة , مصرفيّة.... لا شكّ أنها فترة انتقاليّة من الظلام الى التنوير..

يبدو لي ويترائى من بعيد أن ذلك الذي يحمل فوق ظهره كرتوناً كبيراً هو جمعان >> رجعنا << مرّ من جنبي ومعه عامل أجنبي يقود به وضحكت في نفسي وقلت: " ما هذا الذي تحمله على ظهرك يا معلّمـي؟؟؟" .. سكت قليلاً وحاول الاجابة وبشيءٍ من التردّد ردّ عليّ: " هذا جهاز لجلب القنوات الفضائية, اشتريته لكي أشاهد الأخـبـار!" لكن الحقيقة أن جمعان هذا كان خجلاً من رؤيتي له وهو يحمل فوق ظهره اللاقط الفضائي.. في تلك الحقبة كان مجرّد جلب جهاز التيليفيزيون الى البيت يظل حديث الحارات المكاوية أجمعها .. كان مجرد العلم أن فلاناً من الناس قد أدخل التلفاز الى بيته يقاطعونه ويلعنونه وينعتونه بالمجنون والأوصاف التي تعرفونها.. كانوا لا يتزوّجون من عائلته ولا يزوّجون! كان بمعنى أصح منبوذاً .. علمت الحارة عن خبر الدش اللاقط الفضائي عن طريق بهلول الذي يتردّد على ((عمّه)) طبعاً بهلول صار الواد حق جمعان .. علمت الحارة وقامت الدّنيا على نفسها وشمّرت الحارة عن ساعد الجدّ فجمع أعيان الحارة إلى مؤتمر تفصل فيه من أمر تلك العائلة التي خرجت على القانون والعرف السّـائد.. >> طبعاً تاريخ العائلة هذي المسيكينة لم يشفع لها عند أعيان وشيوخ الحارة << وتقرّر المؤتمر إلى مقاطعة جمعان وأبوه خضر آل مرارة .. وكان يخرج الشيبة المسيكين إلى المسجد فلا يلتفت إليه أحد ولا يسلّم عليه أحد.. طبعاً استغرب شيخنا ما يجري ولكنّه علل ذلك بأنه النفوس التي تتفاوت درجات الحميميّة لديها.. وفي الأول والأخير هم من البعيدين حاشا الملايكة والسّـامعين.. ويبدو أن حارتنا العشوائيّـة هذي على بركان من التغييرات الجديدة التي سوف تشهدها على المستوى السطحى على الأغلب .. لكن جمعان وحده من لا يأبه بما يجري ولا يعلم أصلاً لأنه تحت التليفيزيون أربعة وعشرين ساعة لا يطلع ولا يخرج.. عيونه ما تغمض من ما يشوف والله يصلحه أعتقد أنه سوف يمرّ بأحداث تغيّره لا ندري.

يتبع......
شاعر المهجر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : سبحانية جمعان اليوفورية !
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مشعاب جمعان بن فارس الإستراحة 5 06-10-2009 08:21 AM
محمد بن جمعان خبر سىء بوعلي مجلس بني جندب 6 31-03-2008 06:18 PM
يا جمعان رده ابواحمد الموروثات الشعبية 3 03-11-2007 02:28 AM


الساعة الآن 04:28 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved