منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 14-12-2012, 07:44 PM   #121
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

هـــــــل تدعـــــو لقلبـــــــك؟



الحمد لله الذي يعلم ما تخفي القلوب والخواطر ، ويرى خائنة الأحداق والنواظر ، المطّلع على خفيات السرائر ، العالم بمكنونات الضمائر ، المستغني في تدبير الكون عن المشاور والمؤازر وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مقلّب القلوب ، وغفار الذنوب ، وستير العيوب ، ومفرج الكروب . وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله سيد المرسلين ، وجامع شمل الدين ، وقاطع دابر الملحدين ، صلى الله وسلم عليه ، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين . أما بعد:
فإن من أشهر الأحاديث النبوية حديث النعمان بن بشير المتفق عليه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الحلال بين والحرام بين وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) .
ويهمني في هذا المقام الجزء الأخير من الحديث وهي قوله صلى الله عليه وسلم (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) .
لأن حديثي هنا عن القلب والذي يظهر من هذا الحديث أنه هو الذي يتولى توجيه الجوارح فهي المقصودة بلفظة الجسد, ويزداد الأمر أهمية بالنظر إلى حديث أبي هريرة الذي رواه مسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)فلأنه كذلك فلا بد من الحرص على صلاحه وإصلاحه وسأتكلم عن وسيلة مهمة من وسائل هذا الإصلاح لا ينبغي الغفلة عنها هذه الوسيلة تتبين بالجواب على هذا السؤال:
هل ندعو لقلوبنا؟
وهناك سؤال آخر
هل في النصوص الشرعية أدعية تخص القلب؟
وأترك جواب السؤال الأول للقارئ أما السؤال الثاني فالجواب نعم توجد نصوص في القرآن وفي صحيح السنة فيها تخصيص القلب بالدعاء وسأذكرها هنا
أولا من القرآن:
1 – قوله تعالى: ( رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ) آل عمران آية رقم 8
فهذا دعاء بسلامة القلب من الزيغ عن الهدى.
2 - قوله تعالى: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) سورة الحشر الآية 10
وهذا دعاء بسلامة القلب من الغل وهو من أعظم أسباب دخول الجنة وفي هذا الحديث مايدل على ذلك فقد قال أنس بن مالك رضي الله عنه كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه قد تعلق نعليه في يده الشمال فلما كان الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فطلع الرجل مثل المرة الأولى فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضا فطلع ذلك الرجل مثل حاله الأولى فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص فقال إني لاحيت أبي فأقسمت لا أدخل عليه ثلاثا فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي ( وفي رواية حتى تحل يميني ) فعلت قال نعم قال أنس وكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الليالي الثلاث فلم يره يقوم من الليل شيئا غير أنه إذا تعار وتقلب على فراشه ذكر الله عز وجل وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر ( فيسبغ الوضوء ) قال عبد الله غير أني لم أسمعه يقول إلا خيرا فلما مضت الثلاث ليال وكدت أن أحتقر عمله قلت يا عبد الله إني لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجرة ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مرار يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فطلعت أنت الثلاث مرار فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك فأقتدي بك فلم أر تعمل كثير عمل فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما هو إلا ما رأيت ( فانصرفت عنه ) قال فلما وليت دعاني فقال ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشا ( وفي رواية غلا ) ولا أحسد أحدا على خير أعطاه الله إياه فقال عبد الله هذه التي بلغت بك وهي التي لا نطيق . (رواه أحمد والنسائي وإسناده صحيح ) .
الله أكبر أيها الأحبة ما أعظم هذه البشرى فكيف حال قلوبنا هل منا اليوم من يستطيع أن يقول مقالة هذا الأنصاري المبشر بالجنة إذا فالدعاء الدعاء.
ثانيا : من السنة النبوية :-
1 – اللهم جدد الإيمان في قلبي
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب الخلق فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم) صححه الألباني : انظر حديث رقم: 1590 في صحيح الجامع.‌ والفرق واضح بين حال الثوب جديدا وحاله باليا قديما
2 – اللهم إني أسألك قلبا سليما
ففي حديث عظيم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( يا شداد بن أوس إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة فاكنز هؤلاء الكلمات اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد وأسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك وأسألك قلبا سليما ولسانا صادقا وأسألك من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم وأستغفرك لما تعلم إنك أنت علام الغيوب) ولا يخفى ما لسلامة القلب من أهمية للنجاة يوم القيامة قال تعالى : ( وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ , يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ , إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) والقلب السليم، وهو الذي سلم من أن يكون لغير الله فيه شركٌ بوجه ما، بل قد خلصت عبوديته لله تعالى إرادةً ومحبّةً وتوكُّلاً وإنابةً وإخباتًا وخشيةً ورجاءً، وخلُص عملُه لله، فإن أحبَّ أحبَّ في الله، وإن أبغض أبغض في الله، وإن أعطى أعطى لله، وإن منع منع لله، ويكون الحاكم عليه في أموره كلّها هو ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يتقدّم بين يديه بعقيدة ولا قول ولا عمل وسلم من الشبهات ومن التعلق الشهوات ومن الأمراض المهلكة كالرياء والنفاق والغل والحسد وغيرها من أمراض القلوب.
3 – اللهم يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ
ففي سنن الترمذي حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ عَنْ أَبِي كَعْبٍ صَاحِبِ الْحَرِيرِ حَدَّثَنِي شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ قَالَ قُلْتُ لِأُمِّ سَلَمَةَ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ مَا كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ عِنْدَكِ قَالَتْ كَانَ أَكْثَرُ دُعَائِهِ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ قَالَتْ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَكْثَرَ دُعَاءَكَ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ قَالَ يَا أُمَّ سَلَمَةَ إِنَّهُ لَيْسَ آدَمِيٌّ إِلَّا وَقَلْبُهُ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ فَمَنْ شَاءَ أَقَامَ وَمَنْ شَاءَ أَزَاغَ فَتَلَا مُعَاذٌ{ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا }وَفِي الْبَاب عَنْ عَائِشَةَ وَالنَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ وَأَنَسٍ وَجَابِرٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَنُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ قَالَ أَبُو عِيسَى وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ
وجاء في رواية أخرى عن أنس بن مالك قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول اللهم ثبت قلبي على دينك فقال رجل يا رسول الله تخاف علينا وقد آمنا بك وصدقناك بما جئت به فقال إن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن عز وجل يقلبها وأشار الأعمش بإصبعيه) قال الألباني صحيح
فهذا من أهم الأدعية للقلب لاهتمام النبي صلى الله عليه وسلم به فكيف بنا؟
4 - اللهم مصرف القلوب اصرف قلبي إلى طاعتك
فعن عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن قلوب بني آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه كيف يشاء) ثم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك).
5 – اللهم اهد قلبي وسدد لساني واسلل سخيمة قلبي
فقد روى ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو وذكر دعاء طويلا ذكر فيه (رب تقبل توبتي واغسل حوبتي وأجب دعوتي وثبت حجتي واهد قلبي وسدد لساني واسلل سخيمة قلبي) السخيمة، والسخمة بالضم: الحقد
6 - اللهم حبب إلي الإيمان وزينه في قلبي.
فعن عبيد بن رفاعة الزرقي عن أبيه أنه سمع من دعوات للنبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد قوله (اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين اللهم توفنا مسلمين وأحينا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين) والحديث رواه أحمد وصححه الألباني في تعليقه على فقه السيرة.
وهذه من منن الله التي من بها على الصحابة وذكرهم بها كما في سورة الحجرات قال تعالى: ( وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ) فأنعم بخصلة اتصف بها خير الناس بعد الرسل.
7 – ومنها ما في هذا الحديث الصحيح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عته قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا كلمات كما يعلمنا التشهد اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام ونجنا من الظلمات إلى النور وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا وأزواجنا وذرياتنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها قابليها وأتمها علينا قال الشيخ الألباني : صحيح
8 - ومنها اللهم إني أعوذ بك من شر قلبي
وكذلك اللهم اجعل في قلبي نورا
وكذلك اللهم نق قلبي من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
وكذلك اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري
وهذه الأدعية ثبتت كلها في أحاديث صحيحة متفرقة.
وكل دعاء يتعلق بالحالة التي ينبغي عليها القلب فلا مانع منه مثل:
اللهم اصلح قلبي واذهب قسوته وطهره من النفاق والرياء واجعله قلبا مطمئنا لينا مخبتا منيبا ولاتنزع منه الرحمة يارب العالمين.
فهذه أيها الإخوة والأخوات أدعية من الكتاب والسنة تبين بها أهمية هذا الأمر الذي ربما غفل عنه الكثير منا.
أسأل الله لنا جميعا الهداية والتوفيق لما يحب ويرضى وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح إنه سميع مجيب




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-12-2012, 09:45 PM   #122
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

يــــــــــــــــــــــــــــــــــا رب


كلمة تختلف عن سائر الكلمات ، وعبارة ارتفعت فوق سحائب اللغات.
إذا خرجت من القلب غيرت الكثير من عالم الموجودات وأودعته في سلة الغائبات.
يعرف مدلولها ذلك المريض الذي أضناه المرض وأحاط به البلاء وعجز عن نفعه الأطباء وطال عليه زمان البلاء حتى قارب اليأس.
فإذا بتلك الكلمة تخرج من شفتيه بعد أن تقطعت بين صدره.
خرجت وهو ساجد في ظلام الليل البهيم لا أحد يراه ولا أحد يسمع شكواه إلا الذي ابتلاه.
خرجت هذه الكلمة فارتفعت وصعدت حتى تجاوزت سبع سماوات.
وفي لحظة ينزل الفرج ويذهب الهم وتنكشف المصيبة وتأتي السعادة من ذلك الرب الذي ما قدرناه حق قدره.
-------------------
الدكتور/ سلطان العمرى

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-12-2012, 10:11 PM   #123
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

الغنـــــــائــــــــــم الخمـــــــــــــــس


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين. أما بعد:
ما أشبه الإنسان بالهلال! يبدو في أول الشهر وليدًا، ثم يكبر حتى يبلغ أشده في منتصف الشهر فيكون بدرًا واضح الرؤية عظيم الفائدة، وما يلبث كذلك إلا ويعود إلى الضعف والتراجع حتى يبلغ أرذل عمره قبل انصرام الشهر، ثم ينطوي ويختفي، ليظهر هلال شهر جديد وزمن جديد.
وكذلك الإنسان يولد صغيرًا فقيرًا حسيرًا ثم يترعرع ويكبر حتى يبلغ أشده مرورًا بمرحلة شبابه حتى اكتمال نضجه إذا بلغ أربعين سنة، قال -تعالى-: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً} [الأحقاف: 15]، ثم يعود إلى الانحدار من جديد ليصل إلى آخر محطة وهي: أرذل العمر إن كتب الله له بقاءًا حتى يصلها، وهو في هذه المحطة ينتظر قافلة هادم اللذات ليصحبهم إلى تلك الدار التي يقصدها -شاء أم أبى- فما هي إلا عشية أو ضحاها حتى يختفي هلال عمره ليهلّ عليه هلال عمر جديد وحياة جديدة لا يعلم تقديرها إلا مُقدّرها -عز وجل-، تلكم هي حياة البرزخ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ} [الحج: 5].
والمتأمل في عمر الإنسان وعمر الهلال يدرك أن الأيام والليالي هي القاسم المشترك بين كل منهما، وكل يوم يمضي عليهما لا يعود إلى يوم القيامة، ولذا حثّ النبي على اغتنام العمر فقال: «اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هِرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك» [الراوي: عمرو بن ميمون، المحدث: الألباني، إسناده صحيح].
فسماها النبي غنائم، وكأن العبد في حرب مع الزمن؛ لأن العلاقة بين هذه الأمور المذكورة في الحديث هي عامل الزمن، فما بين الشباب إلى الهِرم زمن، وما بين الصحة إلى السقم زمن، وما بين الغنى والفقر زمن، وما بين الفراغ إلى الشغل زمن، وما بين الحياة إلى الموت زمن، ومجموع ذلك هو العمر، فإما أن يغنمه، وإما أن يحرمه، فالشباب غنيمة ويفسده الهِرم، والصحة غنيمة ويفسدها السقم، والغنى غنيمة ويفسده الفقر، والفراغ غنيمة ويفسده الشغل بما لا ينفع، والحياة غنيمة ويفسدها الموت، فما أكثر الغنائم، ولكن أين المغتنمون؟!
شبابك قبل هِرمك
كم من شاب انفتل في ريعان شبابه وأصابته مقاتل إعجابه! لم يتذكر أن الموت يقطع كل لذة ويفسد كل متعة، وأن المنايا تخبط في الناس خبط عشواء، ومع ذلك فهو في اللهو واللعب ممتطيًا كل ذلول وصعب، فلم يشعر بنفسه إلا والروح في الحلقوم تغرغر، وإلى من حوله ينظر هل من راق فيرقيه أو شاف فيشفيه: {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ} [سبأ: 54]، وإن كان ممن أمهل حتى طال عمره وهو كذلك في لهوه ولعبه فإذا الأيام تنصرم والأعوام تندرس، فما يدرك نفسه إلا وهو في غياهب الكهولة تهب عليه عواصف الهرم فحينئذ لا ينفع الندم، عن أبي هريرة عن النبي أنه قال: «أعذر الله إلى امرئ أخّر أجله حتى بلّغه ستين سنة» [الراوي: أبو هريرة، المحدث: البخاري، صحيح].
قال العلماء: "معناه لم يترك له عذرًا إذا أمهله هذه المدة".
وصحتك قبل سقمك
وكم من صحيح معافى داهمه السقم قبل أن يتحصن منه! فهو إما أن يكون ممن أصابته أمراض البدن فلم يعد قادرًا على أداء المأمور به من العبادات وقد كان معافى فلم يبادر إليها؛ فتمنى ألا يكون قد فرّط أيام عافيته، وإما أن يكون ممن أصابه داء الغفلة فمرض قلبه حتى تراكمت الذنوب عليه فصارت رانًا لا يمكنه التخلص منه: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطفيين: 14]، فأنّى لمثل هذا أن يتدارك نفسه -إلا أن يشاء الله- وقد أضاع عمره بين سيئات الأماني ورديء المعاني، فما أدرك نفسه إلا وهو صريع الفراش، قد باع نفسه من الشيطان ببلاش {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الزمر: 56-58].
وغناك قبل فقرك
وكم من غني موسر غزته جيوش الفقر والفاقة قبل أن يملأ خزائن آخرته! لم يبال من أي مصدر جمع أمواله، وما ترك مصرفاً من مصارف لذائذه وشهواته إلا وأنفق فيه إلا مصارف البر والإحسان لم يكن لها نصيب من نفقاته، وقد قال المعصوم: «لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع خصال» وذكر منها: «وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه» [الراوي: معاذ بن جبل، المحدث: المنذري، إسناده صحيح].
فلم يشعر ذلك الغني إلا وهو بين براثن الفقر يقلب كفيه وهي خاوية، وحاله كحال أصحاب الجنة: {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ} إلى أن قال -سبحانه-: {كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [القلم: 17-33].
وفراغك قبل شغلك
وكم من متفرغ من الأعباء والمسئوليات أوقاته واسعة، والنعم بين يديه راتعة، فلم يقدر لذلك قدرًا! ولم يعرف للنعمة عليه حقًا، بل أضاع أوقاته ما بين اللعب والطرب والسهر والسفر، قد انشغل بما لا يصلح شغلًا في الحقيقة، قتلته سهام الأماني ورماح التسويف، وليت هذا وأمثاله يستشعر قول المصطفى: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ» [الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: البخاري، صحيح].
وصدق القائل:
إن الشباب والفراغ والجدة

مفسدة للمرء أي مفسدة
مرّ أحد السلف عل قوم يتسامرون في مقهى قد علا ضحكهم وكثر لغطهم فتأوّه وقال: "ليت أن الأوقات تُباع وتُشترى لاشتريت من هؤلاء أوقاتهم". فمن حْszاله كذلك ولم يبادر إلى التوبة النصوح لن يستفيق إلا حين ينادى عليه: {كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ} [المؤمنون: 112].
وحياتك قبل موتك
وكم من حي غزاه الموت قبل أن يغزو إليه! اشتغل بدنياه وغرّته الأماني فلم يستفد من حياته إلا ما أكل فأفنى أو لبس فأبلى، ولم يفق إلا وهو في عسكر الموتى مرهون بعمله، ولسان حاله يقول: {رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ} [المؤمنون: 100،99] وما أكثر هؤلاء في هذا الزمان! أقوام هم في عداد الأحياء وهم في الحقيقة أموات.
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم

وعاش قوم وهم في الناس أموات
فيا شاباً غرّه شبابه وأهلكه إعجابه، أما تعلم أن عاقبة الشباب هِرم؟! أما علمت أن الموت بالمرصاد، والمنايا تتخطف الأكابر والأصاغر، والأباعد والأقارب؟! فما يدريك لعل الساعة الآتية ساعتك والمنية منيتك؟! فليت شعري ما الذي تتمناه وأنت في السكرات قد غشيتك العبرات. أأغنية تريد سماعها أم خمرة تدير كأسها، أم بغية تفجر بها، أم تريد ما قال ربك على لسان أولئك: {رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ} [المؤمنون: 100،99].
ويا شيخًا أضاء الشيب طلعة محياه، قد استحيا الله منك فهل استحييت منه، قد جاءتك نذر ربك، فما عذرك من أولئك النذر إذا قيل لك: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ} [غافر: 37]،
أم أنت كما قال القائل:
شاب الصبا والتصابي بعد لم يشب
وضاع وقتك بين اللهو واللعب
وشمس عمرك قد حان الغروب لها

والفيء في الأفق الغربي لم يغب
كم ذا التخلف والدنيا قد ارتحلت

ورسل ربك قد وافتك في الطلب
وكيف سيكون لقاؤك لرسل ربك، وما ردك عند طلبهم لك، فوصيتي إليك أيها الشيخ أن تستعد للقاء ما دمت في البقاء، واربط حزام الإيمان لعلك تصل إلى الله بأمان.
ويا فتاة فتنت بحسن طلعتها وبهجتها وجمالها، فتنت بالثياب وموضتها، والشعور وقصتها، والقنوات وفضيحتها، والمجلات وخلاعتها، أيسرك أن تلقى ربك بهذا، أما تذكرت حديث الكاسيات العاريات، المائلات المميلات، اللاتي لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها؟! أما تذكرت أن أكثر أهل النار من النساء فتتقي ذلك بالتوبة النصوح؟!
فشمري يا أختاه عن ساعد الجد، واعلمي أن الدنيا لا تدوم على حال، وأن الموت قد يحول بينك وبين الآمال، وفقني الله وإياكِ لصالح الأعمال.
وأخيرًا.. أخي -رعاك الله- قبل رحيل هذا القلم أُذكرك بالرحيل الأعظم، واسأل نفسك بأي شيء تلقى ربك؟! ما جوابك حين تقف أمامه فيسألك: "يا عبدي، ألم أصح جسدك، ألم أطعمك وأروك من الماء البارد" ما حيلتك حين يقررك بذنوبك فتراها في صحيفتك لم تغادر منها شيئاً؟! فوالله إن ذل ذلك الموقف وخجله لهو عذاب في حد ذاته، فكيف بجهنم أعاذني الله وإياك؟ لكني أزفها إليك بشرى من لسان من لا ينطق عن الهوى حتى لا تقنط من رحمة ربك -سبحانه-، فإنه مع ذلك كله يضع كنفه على عبده فإذا قرره بذنوبه قال له: "يا عبدي سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم".
فهل لك أخي أن تراجع النفس قبل أن يضيق النفس، وتعود إلى ربك قبل أن يختم على قلبك: {كَلَّا إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ} [القيامة: 26-30].
وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-2012, 12:54 AM   #124
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

(من لانت كلمته وجبت محبته)


الكثير منا من يهتم بالعلم وكلنا نسعى جاهدين للعمل
ونسأل الله الإخلاص والقبول,,
لكن
الكثيييير يغفل عن الكلمة الطيبة
والكلام اللين و المجادلة بالتي هي أحسن .
عندما نتحدث أو نناقش أو نجادل تجدنا متهكمين متعسفين
نظن أننا بلغنا ما بلغنا والله المستعان..
و والله لم أجد عالماً من العلماء المعتد بقولهم
من يكون فضاًً ولم أجد منهم غليظاً ،،
فقد قال جل في علاه لموسى وهارون _عليهما السلام_
"فقولا له قولاً لينا "
اسأل نفسك..
من كانا سيكلمان هل كان جارهما المحترم
؟ أو صديقهما الوفي؟
أو ذلك الذي أسدى لهم ذات يوم معروفا؟
وقد قال تعالى عن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام:
"بالمؤمنين رءوف رحيم""ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك"
وقال عن عباد الرحمن:"وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما"
هذه الفئة جاهلة ونحن نسيء في الكلام ونجادل بغير علم العالم العابد،،،
"والكاظمين الغيظ"
من الأمور المعينة على أن يكون الكلام لينا كظم الغيظ عند الغضب لأن الإنسان في هذه الحالة غالبا ما يفقد التحكم بأعصابه فأمر بكظم الغيظ.....
وانظر إلى عذب كلامه وحلو خطابه وانتقاء ألفاظه عليه الصلاة والسلام ..
"اذهبوا فأنتم الطلقاء ""لا تسبوه فإنه يحب الله ورسوله ""قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله ""لن يغلب عسر يسرين "
اللهم اجعلنا ممن حسن خلقه وقوله.....
اللهم واجعلنا من المحبوبين.. اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربنا إلى حبك، ،

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-2012, 04:05 PM   #125
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

نسافر ويسافرون ولكن ........ !! تذكرّوها


هل فكرنا يوم من الأيام عند عزمنا للسفر لأجل ذلك، في أسفار الآخرين ؟؟! نحزم أمتعتنا, نهم بالسفر يمنة أو يسرة, ونستعد له بأنواع الكماليات, ونتهيأ له بأصناف المأكولات والمشروبات والملبوسات, نسافر مع أولادنا وأهلينا, طلبا للمتعة والسياحة, لاخوفاً من عدو يتجهمنا, أو قلة موارد تضر بنا, أو مرض يزعجنا, ويقلق راحتنا, وإنما نخرج من ديارنا , لنستمتع مع أهلينا وأولادنا ونقضي معهم الأوقات تلو الأوقات, في المتعة والتسلية

لكن بحق هل تذكرنا أثناء ذلك

في من يسافرون من بلادهم ليس للراحة والاستجمام, ولكن خوفاً من سطوة عدو غريب, أو غدرة بعيد أو قريب, خرجوا من ديارهم خوفا ورهبا, ونحن نخرج من ديارنا فرحا وطربا.

وآخرون يسافرون من بلادهم ليس أيضاً للراحة والاستجمام، ولكن طلبا للرزق, شحت مواردهم في بلادهم, فخرجوا يطلبون رزق الله, يسيحون في الأرض يبتغون من فضل الله, ونحن في بلادنا ننعم بأنواع الخير والرزق والحمد لله, تُجبى إلينا الثمرات من كل مكان

وآخرون يسافرون من بلادهم لا للراحة والاستجمام، ولكن بحثاً عن طبيب يعالج أمراضهم ويداوي أوجاعهم, ما خرجوا من ديارهم رغبة عنها, ولا خاضوا الأسفار رغبة فيها, وإنما اضطروا للخروج من ديارهم, طلباً للعلاج, وبحثا عن مصادر الشفاء, وفي المقابل نحن نتقلّب في نعمة الصحة والعافية, ونتفيء ظلال الأمن والرزق

فتذكروا يامَن تسافرون لأجل الراحة والاستجمام هذه النعمة العظيمة عليكم، فأشكروا من قدرّها لكم، وليس من الشكر أن يُبارز مُنعمها بالعصيان كما يفعل البعض !! وتذكّروا إن الله قادر على أن يسلبها منكم إن لم تشكروا ثم تكونوا بعد ذلك من تلك الأصناف المذكورة، فتذكروا.

قال تعالى:

"وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد"
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-2012, 09:04 PM   #126
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

يخاطبكـِ القلب يا حبيبتي فهلا إستمعتي




كم مرة سئمتِ من ذنوبكـِ وأحسستِ يثقلها

ذلكـ الثقل الكبير و الوزن الثقيل الموضوع على قلبكـِ و تشعرين بأنّه كالجبببل
أبشريي

قال اللـَّـه تعـالى :قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الـلـَّـه

أسرفوا على أنفسهم ! ألسنا كذلكـ ! أسرفنا وتُهنا وبعدنا في ظلمات وحزننا ودمِعنا و شقينا بماااااذا ؟؟
بتلكـ الذنووووووووب

قال اللـَّـه تعـالى : " لا تقنطوا من رحمة اللـَّـه "

لا تقنطي يا أختي إن اللـَّـه يغفر الذنوب جميعاً
قال اللـَّـه تعـالى في الحديث القدسي

قال الله تبارك وتعالى يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي
يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا
ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3540
خلاصة حكم المحدث: صحيح

فواللـَّـهِ عندما أتذكّر هذا الحديث و أحسّ بذنبي كثير أرتاح جدااااااا
فهناكـ من يسمعني ويراني و يعلم بحالي ويحبّ منّي التوبة و الإناابة

إلى متى تغلقين قلبكـِ لينام !
إلى متى تغلقين أذنكـِ عن الحقيقة لكي لا تسمع ما يرضي اللـَّـه
أو حتى عندما تسمع تسمعه بقلب لا يفقه تلكـ الكلمات!
إلى متى تغلقين عينيكـِ التي وهبكـِ اللـَّـه إيّاها عن آيات اللـَّـه ومعجزاته وعن القرآءة في القرآن بتدبّر!
إلى متى تصرّين على المعصية و أنتِ غير مرتاحة بها!
إلى متى تنسين أن اللـَّـه يراكـِ !
إلى متى تجعلي اللـَّـه أهون الناظرين إليكـ !!
و إلى متى و إلى متى !!

بإذن اللـَّـه .. آآآآآآآن الأوان

أوان التوبة .. بإذنكـِ يا ربّي سأجتهد ألا أعصيكـ فأعِنّي يارب
كان رسول اللـَّـه صلّ اللـَّـه عليه وسلّم يوصي معاذ بن جبل رضي اللـَّـه عنه
بأن يقول دبر كل صلاة اللـَّـهمّ أعِنّي على ذكركـ وشكركـ وحسن عبادتكـِ

أختي الحبيبة

طهّري ذلكـ القلب من الأمراض التي به وإستعيني بـاللـَّـه على ذلكـ أولاً وأخيراً
علِّ همّتكـِ وفي نفسكـِ قولي :بإذن الـلـَّـه :لاريآء ولا عجب ولا كذب ولا نفاق ولا حبّ غير اللـَّـه
ولا ولا ولاولا
قلبي لربّي لبارئه وفاطره وخالقه
بإذن اللـَّـه .. سأملأ قلبي بحبّه فقققط وحبّ من يحبّه
بإذن اللـَّـه .. سأتّبع سنّه رسـول اللـَّــه صلّ اللـَّـه عليه وسلّم
بإذن اللـَّـه . سوف وسوف وسوف وسوف ...
إجعلي لنفسكـِ إرادة لكل الخير و حرّكي تلكـ النفس اللوامة و أغفلي نفسكـِ الأمّارة بالسوء
فإذا أردتِ أن تعصي اللـَّـه تعـالى فابحثي عن مكان لا يراكـِ فيه
فهل تستطيعِ!!


راقبي اللـَّـه في كل وقت
أذكري اللـَّـه في كل وقت
حبّ اللـَّـه في كل وقت
إجتهدي في كل وقت إلى فعل الخير وتركـ الشرّ

وفي ذلكـ أختى الحبيبة

للـَّـه الحمد سبحانه وتعـالى أن جعل لنا مُذكّرين لنفق من غفلتنا
فمقامنا عند اللـَّـه هو ما أقامنا عليه
إحرصي كل الحرص على جمع الحسنات بكل ما إستطعتِ من هنا ومن هناكـ

بـاللـَّـه :
أيقظِي قلبكـِ
و عودي إلى اللـَّـه بسجدة تقولي فيها يااارب عدت إليكـ ياااااارب من لي سواكـ يااااارب
ياااارب



القلب يقول كفى ذنوب و معاصي أريد أن أكون طاهِراً وبحبّ اللـَّـه زاخِراً
هيا قومي ماذا تنتظري؟

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-2012, 09:48 PM   #127
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

عمالقة الأدب الإنجليزي
الإنجليزي، الأدب. يشمل الأدب الإنجليزي ما يكتبه كُتَّاب من إنجلترا وأسكتلندا وويلز باللغة الإنجليزية في مجالات الشعر والنثر والمسرحية. وهو أدب غني بالروائع في مختلف المجالات الأدبية، كما أنه من أقدم الآداب الغربية. ولا تشمل هذه المقالة التي تستعرض تاريخ الأدب الإنجليزي آداب الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وأيرلندا، فقد أفردت لكل منها مقالة خاصة في الموسوعة.


الأدب الإنجليزي القديم (500 - 1100م)
استقرت القبائل الألمانية المعروفة بالأنجلو ـ سكسونية في إنجلترا في القرنين الخامس والسادس الميلاديين، وعُرفت اللهجات التي كانت تتكلمها هذه القبائل باسم اللغة الإنجليزية العتيقة أو الأنجلو ـ سكسونية، وكانت هذه لغة الأدب حتى نحو عام 1100م.

وقد ركزت القصائد الإنجليزية القديمة على تمجيد الأبطال ومحاولة تعليم صفات مثل الشجاعة والكرم، ومعظمها لشعراء مجهولين. وتُعدّ القصيدة الملحمية بيوولف أول عمل رئيسي في الأدب الإنجليزي.

كتب معظم كُتّاب النثر باللاتينية حتى القرن التاسع الميلادي، حين ترجم ألفرد الأكبر ملك وَسِكس عدة أعمال من اللاتينية إلى الإنجليزية العتيقة، ومن أهم هذه الأعمال التاريخ الكنسي للأمة الإنجليزية (731م) للراهب بيدي، وهو أول سجل لتاريخ هذا الشعب ومصدر مهم عن حياته منذ نهاية القرن السادس إلى سنة 731م.


الأدب الإنجليزي الوسيط (1100-1485م)
استولى النورمنديون القادمون من فرنسا على إنجلترا عام 1066م؛ ومنذ ذلك التاريخ بدأ أفراد البلاط والطبقات العليا الإنجليز يتكلمون الفرنسية لمدة تزيد على مائتي عام؛ وبقيت الإنجليزية لغة الطبقة الشعبية.

في أواخر القرن الرابع عشر استعادت اللغة الإنجليزية مكانتها بوصفها اللغة القومية الرئيسية؛ ولكن في حُلة جديدة تسمَّى الإنجليزية الوسيطة. كانت هذه اللغة الجديدة مكونة من عناصر من الفرنسية واللاتينية والإنجليزية القديمة واللهجات المحلية.


نشوء قصص المغامرات الخيالية الإنجليزية (الرومانس). كانت هذه القصص مغامرات مكتوبة شعرًا، تتكلم عن المعارك والأبطال. نشأت في فرنسا خلال القرن الثاني عشر الميلادي. وفي نهاية القرن الثالث عشر الميلادي أصبحت أكثر أنواع الأدب انتشارًا في إنجلترا.

في عام 1155م أكمل شاعر نورمندي، يُسمَّى ويس أول عمل يأتي على ذكر فرسان المائدة المستديرة تحت إمرة آرثر، الملك البريطاني الأسطوري. وقد أصبح الملك آرثر وفرسانه الموضوع المفضل في قصص المغامرات الخيالية الإنجليزية. وفي القرن الخامس عشر الميلادي، كتب السير توماس مالوري عملاً نثريًا يدعى موت الملك آرثر. وتُعتبر قصص مالوري أكثر مجموعة قصصية إنجليزية كاملة عن آرثر.


عصر تشوسر. يعتبر جفري تشوسر أعظم كاتب في فترة الإنجليزية الوسيطة. إن رائعته ، حكايات كانتربري، التي كتبت في أواخر القرن الرابع عشر الميلادي، مجموعة من القصص الهزلية الهادفة. وقد مات تشوسر دون أن يكملها. يحكي المسافرون هذه القصص لتمضية الوقت وهم في طريقهم من لندن إلى معبد ديني، يُسمَّى كانتربري. وقد قدّم تشوسر في عمله هذا نموذجًا إيقاعيًا يسمَّى البحر العمبقي ذو التفعيلة الخماسية في اللغة الإنجليزية. تتكون هذه التفعيلة من عشرة مقاطع يكون الأول فيها غير منبور يتبعه واحد منبور وهكذا بالتتالي إلى آخر السطر. ويمكن لأبيات الشعر في القصيدة أن تكون مقفاة أو غير مقفاة. أصبح البحر العمبقي خماسي التفعيلة بعد تشوسر، واسع الانتشار في الشعر الإنجليزي.


المسرحية الإنجليزية الأولى. تطورت المسرحية الإنجليزية الأولى من مناظر قام الكهان بتمثيلها في باحات الكنائس لتوضح قصص الإنجيل. وتطورت المناظر إلى أعمال كاملة تسمى المسرحيات الدينية ومسرحيات المعجزات. تناولت المسرحيات الدينية حوادث الإنجيل؛ بينما تناولت مسرحيات المعجزات حياة القديسين. ثم ما لبثت نقابات التجار أن احتكرت تمثيل المسرحيات وإخراجها في ساحات المدن.

ظهرت المسرحيات الأخلاقية في إنجلترا أولاً خلال القرن الخامس عشر الميلادي. وقد صورت هذه المسرحيات شخصيات تمثل خصائص مجردة مثل الخير والشر. غير أن هذه المسرحيات، لم تكن أقل واقعية من المسرحيات السابقة وكان الهدف منها تعليم المشاهد دروسًا أخلاقية.

يتبــــــــع ان شاء الله
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-12-2012, 06:56 AM   #128
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


يا طيور الأمل حلقى في سماء الرجاء


عندما يبتعد العبد عن ربه بعد أن كان مُقبلاً عليه .... عندما يجف الدمع من عيونٍ كانت تبكى خوفا من الله وشوقاً لرضاه ولقياه ... عندما يقسو قلبٌ كان يشتاق لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم .... بعد أن كان من السابقين للخيرات أصبح فى ركب الغافلين .... بعد أن كان من الذاكرين أصبح من الغاوين .... بعد أن كان من المنكسرين لله أصبح من المتجبرين ....
هذا حال عبدٌ قد ضل بعد هداية
وانتكس بعد الثبات نسى الله فنسيه ... لم يكن له من دون الله ولىٌ ولا نصير
ابتعد عن صحبة الأخيار وأغلق على نفسه بابه .... قضى يومه فى تغافل ونسيان ... تغافل عن دينه الحق ونسيان للموت والقبر .... ولكنه كان أحياناً ينادى منادى الإيمان بداخله عندما يرى عبداً مخلصاً ساجداً يبكى لله ... عندما يرى عبداً مُقبلا على القرآن .... عندما يرى عبداً رافعا يده يسأل مولاه ... عندما يرى عبداً همه هو كيف ينفق في سبيل الله وآخر همه خدمة الدين والدعوة لله عز وجل .... وآخر همه أن ينصر المظلومين ويقضى حوائج المسلمين .... فكان ينادى منادى الإيمان أن أقبل على الله .. على ربك ومولاك ... على حبيبك سامع نجواك ... أنسيت تلك الليالى التى كانت تمتلأ نوراً بالدعاء .... الأرض تشهد على صلاتك وسجودك والسماء تشهد على دعائك وبكائك ... أين أنت من الصالحين المخلصين أيها التائه الحيران؟؟ أرضيت بالخذلان ؟؟ أرضيت أن تكون من أصحاب النار
من حين لآخر كان يريد العودة لله تبارك وتعالى ولكن ذنوبه كانت تمنعه واليأس كان يملأ قلبه .... إلى أن منّ الله عليه فبدأ يرى طيور الأمل من جديد ... فحلق معها فى سماء الرجاء .... كيف لا يرجو رباً غفوراً رحيماً ... يفرح بتوبة عباده ويرحم ضعفهم ويحب أن يسمع تلك الدعوات الصادقة ويرى الدموع الراجية الخائفة يحب أن يرى عباده يتسابقوا إليه ويرجون رضاه ... رب كريم رحيم لطيف بعباده ... فله الحمد كما ينبغى لجلال وجهه وعظيم سلطانه ....
فالنبى صلى الله عليه وسلم قال : (قال الله تعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتنى ورجوتنى غفرت لك على ما كان منك ولا أبالى، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتنى غفرت لك، يا ابن آدم إنك لو آتيتنى بقراب الأرض خطايا ثم لقيتنى لا تشرك بى شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ) رواه الترمذى ...
رب يحب أن يسمع دعاء عبده ويحب أن يتذلل له عبده ويرجوه فكيف يقول العبد بعد ذلك أنى لن أستطيع أن أتغير وأقف على قدماى من جديد!! هل نسى أن كله من فضل الله تبارك وتعالى وأنه عندما اهتدى أول مرة كان من فضل الله عليه وليس بقدرة العبد ... والله ذو الفضل العظيم ... قادر على أن يهدى من يشاء ويضل من يشاء .... فالله قادر أن يهديه ثانية فقط ليس على العبد إلا أن يسعى للهداية كما يسعى للرزق بالعمل .. ويسعى للشفاء بأخذ الدواء فأيضا من يريد الهداية فعليه أن يسعى إليها والتوفيق من الله بقدر الإخلاص.
ولكن كيف نسعى للهداية؟؟
قال الله تعالى فى الحديث القدسى: (أنا عند ظن عبدى بى وأنا معه حيثُ يذكرنى، والله لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة، ومن تقرب إلىَّ شبراً، تقربتُ إليه ذراعاً، ومن تقرب إلىَّ ذراعاً، تقربتُ إليه باعاً، وإذا أقبل إلىَّ يمشى، أقبلت إليه أهرول)متفق عليه وهذا لفظ إحدى روايات مسلم.
فهذا هو الطريق :
أولاً: إحسان الظن بالله والإخلاص له واليقين بأن وعد الله حق ...
ثانياً: التقرب إلى الله تعالى بفعل الخيرات وترك المنكرات فكما وضح لنا النبى صلى الله عليه وسلم كيفية التقرب لله عز وجل وفضله فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: (إن اللَّه تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه. وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه: فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني أعطيته، ولئن استعاذني لأعيذنه) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
ثالثاً: الدعاء والاستعانة بالله عز وجل وصدق اللجوء إليه ....
رابعاً: لا تنسى الموت والآخرة ولا ترضى بالحياة الدنيا فإنها ليست نقطة لنهاية فاحذر أن تُنسيك الدنيا بهموها وزينتها أمور دينك وآخرتك.
خامساً: عليك بصحبة الأخيار وملازمتهم دوماً.
وفى الختام أسأل الله تبارك تعالى أن يهدى المسلمين والمسلمات ويثبتهم على ما يرضاه من القول والفعل وأن يتقبل توبة التائبين ويُعينهم على الطاعة ... اللهم آمين

وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك



الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-12-2012, 07:22 AM   #129
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

{ بسم الله الرحمان الرحيم}
( وانتفضت الأقدام)


جُنْحُ الليل، والصدر يكاد أن يتمزقَ من شدةِ سقوطِ الدموع
من ضيق ألمٍ بالأنفاس،
حررَ النظر إلى الصُّعُداتِ
فما أن هبطَتِ الجفون
انتفضَتِ الأقدام
إذْ هي وسطَ الرمال
الأيدي تكادُ أن تتمزَّقَ من شدةِ الحال.

خرجَ الصوتُ كصوتِ الرعد
كاد أن يهدَّ الجبال ومِن ثمَّ على استحياءٍ
{ مناجياً ربَّ الأربابِ}
القريبَ المتعال
السميعَ البصير
عليمَ الحالِ.

أنينٌ يخاطبٌ حبات الرمال
دموعٌ تريد عدم حضور الذكرياتِ
متعبةٌ من طول البكاءِ كلّما هلَّتِ الذكريات.

الليلُ كأنّ جنباتِهِ تُنحَتُ
ومِن قلبهِ يكادُ أن يتمزَّقَ بقُدومِ أنوارِ الفجرِ
يُلملِمُ أمتِعتَهُ راحِلاً، يَتمنى شفاءَ الجراح.

السَّمعُ يُنصتُ لِهمساتِ الطيور معلنةً مواساتَها للقلب الحزين
قطراتُ الندى تكاد أن تجِفَّ تأبى الظهور مِن شدة حزنِ المكان.

{ ما إن حضرَ ذكرُ الرحمن}
خرجَتِ الطيور معلنةً الأفراحَ
بأعذبِ التغاريدِ، قطراتُ الندى تنسابُ بحنِّيَّةٍ ليس لها مثيلٌ
ها هيَ العَينُ ترى الجمالَ
( والقلبُ عامرٌ بذكر الرحمن)

{ فيا رحمن يا كريم أدِمْ علَينا نعمةَ الإيمان}
{ والصلاةُ والسلامُ على النبيِّ المُختار}.
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-12-2012, 07:58 AM   #130
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


قـــــــــــــــــــف واعتبـــــــــــــر



إن الموت حقيقة قاسية رهيبة، تواجه كل حي فلا يملك لها رداً، وهي تتكرر في كل لحظة ويواجهها الجميع دون استثناء، قال تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ [العنكبوت:57]، إنها نهاية الحياة واحدة فالجميع سيموت لكن المصير بعد ذلك يختلف، فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ [الشورى:7]، وفي الموت عظة وتذكير وتنبيه وتحذير، وكفى به من نذير، قال : { كفى بالموت واعظاً } والموت هو الخطب الأفظع والأمر الأشنع والكأس التي طعمها أكره وأبشع، وأنه الحادث الأهدم للذات والأقطع للراحات والأمنيات.
ولكننا مع الأسف الشديد نسيناه أو تناسيناه وكرهنا ذكره ولقياه مع يقيننا أنه لا محالة واقع وحاصل، والعجب من عاقل يرى استيلاء الموت على أقرانه وجيرانه وكيف يطيب عيشه! وكيف لا يستعد له! إن المنهمك في الدنيا، المكب على غرورها المحب لشهواتها يغفل قلبه لا محالة عن ذكر الموت، وإذا ذُكّر به كرهه ونفر منه، ومن لم يتذكر الموت اليوم ويستعد له فاجأه في غده وهو في غفلة من أمره وفي شغل عنه.
قال مالك بن ينار: ( لو يعلم الخلائق ماذا يستقبلون غداً ما لذوا بعيش أبداً ).
وما خاف مؤمن اليوم إلا أمن غداً بحسن اتعاظه وصلاح عمله، ولكن كثيراً من الناس مع الأسف الشديد يضيع عمره في غير ما خلق له، ثم إذا فاجأه الموت صرخ رَبِّ ارْجِعُونِ [المؤمنون:99] ولماذا ترجع وتعود لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ [المؤمنون:100] وأين أنت عن هذا اليوم أيها الغافل؟ ألا تعمل وأنت في سعة من أمرك وصحة في بدنك، ولم يدن منك ملك الموت بعد.
إن ما نراه في المقابر أعظم وأكبر معتبر، فحامل الجنازة اليوم محمول غداً، ومن يرجع من المقبرة إلى بيته اليوم سيرجع عنه غداً ويُترك وحيداً فريداً في قبره مرتهناً بعمله، إن خيراً فخير وإن شراً فشر.

وحيداً فريداً في التراب وإنما

قرين الفتى في القبر ما كان يعمل

ولكن ما أقل من اتعظ وما أنذر من اجتهد، إن كان من قصر أمله، وجعل الموت أمام ناظريه عمل بلا شك للآخرة واستفاد من كل لحظة من لحظات عمره في طاعة ربه وتحسر على كل وقت أضاعه بدون عمل صالح يقربه إلى الله، وهو لما قدم من عمل فرح مسرور بالانتقال إلى الدار الآخرة وهذا هو المغبوط حقاً.
قال لقمان لابنه: ( يا بني أمرٌ لا تدري متى يلقاك استعد له قبل أن يفجأك ).
وقال بعض السلف: اعلم أنه لو لم يكن بين يدي العبد المسكين كرب ولا هول ولا عذاب سوى سكرات الموت بمجردها لكان جديراً بأن يتنغص عليه عيشه ويتكدر عليه سروره ويفارقه سهوه وغفلته، وحقيق بأن يطول فكره ويعظم له استعداده، كيف ونحن نعلم أن وراء الموت القبر وظلمته، والصراط ودقته والحساب وشدته، أهوال وأهوال لا يعلم عظمها إلا بالله.

للموت فاعمل بجد أيها الرجل

واعلم بأنك من دنياك مرتحل

إلى متى أنت في لهو وفي لعب

تمسي وتصبح في اللذات مشتغل

اعمل لنفسك يا مسكين في مهل

ما دام ينفعك التذكار والعمل

الــــقـــبـــــــر
القبر هو أول منازل الآخرة فكيف بنا أهملنا بنيانه وقوضنا أركانه وليس بيننا وبين الانتقال إليه إلا أن يقال: فلان مات. قال : { ما رأيت منظراً إلا والقبر أفظع منه } وقال عليه الصلاة والسلام: { القبر أول منازل الآخرة فمن نجا منه فما بعده أيسر منه ومن لم ينج منه فما بعده أشد منه }.

فارقت موضع مرقدي يوماً ففارقني السكون

القبر أول ليلة بالله قل لي فيه ما يكون

نظرة واحدة بعين البصيرة في هذا القبر والله سوف تعطيك حقيقة هذه الدنيا فبعد العزة وبعد الأموال وبعد الأوامر والنواهي وبعد الخدم والحشم وبعد القصور والدور، أهذه هي نهاية ابن آدم في هذه الحفرة الضيقة المظلمة.

تالله لو عاش الفتى في عمره

ألفاً من الأعوام مالك أمره

متلذذاً فيها بكل نعيم

متنعماً فيها بنعمى عصره

ما كان ذلك كله في أن يفي

بمبيت أول ليلة في قبره

أخــــي .. أخــتــي
انظر لحال الموتى وتأمل حالهم ومآلهم فوالله إنه سيأتيك يوم مثل يومهم وسيمر عليك ما مرّ بهم، ألا فاعتبر واستعد، ولا تغفل ولا تنسى مصيرك ومآلك، فهل تصورت نفسك وأنت مكان هذا المدفون، والله إنها نعمة كبيرة أن أعطاك الله العبرة من غيرك ولم يعط غيرك العبرة منك، فأعطاك الفرصة أن تحاسب نفسك وتستعد لذلك المصرع، فهلاّ استفدت من هذه الفرصة ما دام في الوقت مهلة، لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ [الصافات:61] وجاء في الحديث عن النبي أنه قال: { إذا وضعت الجنازة واحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت: قدموني، قدموني، وإن كانت غير صالحة قالت لأهلها: ياويلها أين تذهبون بها، يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمع الإنسان لصعق } [رواه البخاري]. فتخيل نفسك يا عبد الله وأنت محمول على الأعناق وعلى أي الحالتين تحب أن تكون.
وقال : { والله لوتعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ولما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون بالبكاء ولحثيتم على رؤوسكم التراب } وهذا الكلام موجه للصحابة رضي الله عنهم فكيف بك أنت أيها الغافل اللاهي تلهو وتلعب وتغني وتعصي الله صباحاً ومساء، ولا كأن أمامك موت ولا قبر ولا حشر ولا نشر، ولا كأن أمامك هذه الأهوال العظيمة، فما أقسى والله قلبك وما أقل عقلك. فتنبه لذلك أيها المسكين إن كنت تعقل وتفهم.
وجاء في الأثر أن الإنسان إذا وضع في قبره وكان فاجراً عاصياً تقول له الأرض: والله إن كنت لمن أبغض الناس إليّ وأنت تمشي على ظهري فجئت اليوم في بطني فسترى ماذا أصنع بك من غيظي، فتخيل يا عبدالله وأنت في هذا القبر الموحش المظلم يقال لك مثل هذا الكلام فحينئذ لا ينفعك ندم ولا صياح ولا بكاء ولا أنين.
وجاء في الحديث أيضاً أن الميت إذا وضع في قبره جاءه ملكان فيسألانه عن ربه ودينه ونبيه فإن كان ممن مات على الذنوب والمعاصي لم يوفق للإجابة فحينئذ يضيق عليه في قبره حتى تختلف أضلاعه ويضرب بمرزبة من حديد لو ضرب بها جبل لهدته وتفتح له نافذة الى النار ويرى مقعده فيها ويأتيه من حرّها وسمومها ويبقى هو في قبره في عذاب على حسب عمله، وإن كان الميت ممن أطاع الله وعمل صالحاً فإن الله يثبته ويوفقه للإجابة ويوسع له في قبره وينور له فيه، ويرى مقعده من الجنة ويفرش له في قبره خضراً إلى يوم القيامة.
فيا عبدالله أي المقعدين تريد؟ وأيهما أهون عليك طاعة الله أم تلك الأهوال التي أمامك؟! والله إن طاعة الله أهون عليك بكثير مما أمامك فما الذي يمنعك من ذلك وماذا تنتظر!.

أخـــي .. أخــتــي
هل تذكرت لحظة الفراق عندما تلقي آخر النظرات على هذه الدنيا وتستقبل الآخرة بما فيها من الأهوال والصعاب فإما أن تنتقل إلى سموم وحميم وتصلية جحيم فاعمل من الآن عملاً ينجيك بإذن الله مما أمامك من أهوال ما دام في الوقت مهلة وما دمت تستطيع ذلك لتخرج من هذه الدنيا مرتاحاً وفرحاً مسروراً بلقاء ربك، وبما أعده لك من النعيم المقيم.

ولدتك أمك يا ابن آدم باكياً

والناس حولك يضحكون سروراً

فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا

في يوم موتك ضاحكاً مسروراً
----------

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 10:49 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved