خريطة تساعد المرضى على التعامل مع السكري في رمضان

[عذبة الاوصاف]

تشير الدراسات الحديثة إلى أن العديد من البلدان النامية والفقيرة في العالم، تشهد ارتفاعاً متزايداً في الإصابة بمرض السكري حيث إن ثلث البالغين فيها مصابون بالسكري، كما تعد إفريقيا من المناطق التي يرتفع فيها معدل انتشار المرض للأشخاص الذين هم دون التشخيص، وذلك بسبب انعدام الوعي بالمرض على حد سواء في القطاع العام والمجتمع، وتتسارع وتيرة انتشار المرض لتشمل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك نتيجة ارتفاع مضاعفات المرض ونسبة الوفيات، وفقدان الدخل مما جعل مرض السكري يشكل تهديداً حقيقياً ليس فقط على الأفراد الذين يعانون هذا المرض ولكن على مستوى اقتصاد البلدان نفسها .

كشفت الدراسات أن 50% من مصابي مرض السكري لا يعرفون بالإصابة، كما يمكن أن تمر سنوات عديدة دون أن تظهر الأعراض عليهم، أو أن تشخص الأعراض بشكل خاطىء على أنها ظروف أخرى، مما يتسبب في تلف الأجهزة الرئيسة في الجسم، وظهور مضاعفات لأمراض أخرى مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، واعتلال الأعصاب، واعتلال الشبكية، ومرض الكلى .

جاء ذلك خلال الإعلان عن إطلاق خريطة تثقيفية في مؤتمر بعنوان “إدارة السكري خلال شهر رمضان الكريم” على مستوى منطقة الخليج العربي، بمشاركة الاتحاد الدولي للسكري في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والمجموعة الخليجية لدراسة السكري، وبدعم من شركة ليللي للأدوية، لمساعدة المرضى على التعامل مع السكري ومضاعفاته، والتحكم فيه خلال الشهر الفضيل، وذلك بحضور مجموعة من الأطباء وخبراء مرض السكري .

وتسعى الخريطة إلى التشجيع على الحوار والمناقشة بخصوص السكري ومخاطره وأهمية وضع خطة للتحكم فيه وضبطه خلال شهر رمضان، وقد تم إطلاقها في أكثر من 110 دول، متوفرة ب 35 لغة، وتتمحور حول 7 مواضيع متنوعة وذات صلة بالسكري، كما تلقى أكثر من 3700 مريض بالسكري دورات تدريبية حول المرض وأساليب التعايش معه والتحكم فيه .

وشدد الدكتور عبد الرزاق المدني، عضو مجلس الإدارة ورئيس المجموعة الخليجية لدراسة السكري، على أهمية التحكم في المرض خلال شهر رمضان، والدور الجوهري الذي تلعبه الأدوات التعليمية المختلفة مثل خرائط المحادثة حول السكري، وقال: “خلال شهر رمضان الكريم، قد يتجه المرضى الذي يعانون السكري إلى تغيير مواعيد الوجبات وكمية الطعام، وفي ظل غياب خطة يطبقها المريض بالتنسيق مع مؤسسة للرعاية الصحية، فإن تلك التغييرات في العادات الغذائية قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة للغاية، ولكن مع هذه الأداة والخريطة الجديدة، سيكون المرضى أكثر استعدادا للتواصل مع أطبائهم والحصول على استشارات طبية قبل بدء شهر الصيام وخلاله” .

وأضاف: “ بحسب ما ورد في المجلد السنوي للاتحاد الدولي للسكري لعام ،2012 هناك 4 دول من منطقة الخليج، وهي الكويت والمملكة العربية السعودية وقطر والبحرين، ضمن قائمة أول عشر دول على صعيد العالم من حيث شيوع السكري بين الأشخاص البالغين ممن تتراوح أعمارهم بين 20 و79 عاما، فيما تحل الإمارات العربية المتحدة في المرتبة 11 عالميا، ومن المثير للقلق أن أكثر من نصف مرضى السكري لا يدركون أنهم يعانونه، ومن هذا المنطلق، يتعين علينا تعليم وتثقيف المجتمع بأكمله، ولهذا تحظى برامج الفحص والتوعية بأهمية بالغة في المنطقة” .

وأكد أن مرضى السكري الذين يعتمدون في تناولهم الدواء على الحبوب فقط، يكون السكر لديهم غير منتظم بشكل جيد، وهذا يشكل بعض الخطورة عليهم أثناء الصيام، أما بالنسبة لمرضى النوع الأول الذين يعتمدون على حقن الأنسولين ثلاث مرات أسبوعيا يشكل الصيام عليهم خطورة كبيرة، أما المرضى فيكون السكر لديهم متأرجحاً بين الارتفاع والانخفاض، والمرضى الذين يعانون أمراض أخرى نتيجة السكري كالفشل الكلوي، ضعف النظر، مشكلات في القلب، أو أي أمراض أخرى، والحامل التي لديها السكري، فجميع هذه الحالات يشكل الصيام خطورة على صحتهم، والكثير من هذه الحالات من حاول الصيام في اليوم الأول والثاني ثم لم يستطع إكمال صيامه .

وتحدث الدكتور المدني عن الأعراض المفاجئة لمريض السكري في شهر رمضان والتي تتمثل في هبوط أو ارتفاع شديد في نسبة السكر، لهذا ينصح كل مريض في شهر رمضان أن يقوم بفحص السكر لديه على الأقل ثلاث مرات، وذلك في الصباح لمعرفة ما إذا كان يستطيع الاستمرار في صيامه أو لا، وعند صلاة العصر حيث يكون السكر في هذه الفترة في أدنى مستوياته، أما بعد الإفطار فيكون السكر في أعلى مستوياته، وعلى المريض الالتزام بهذه النصائح .

وأوضح أن نسبة التحكم في السكر داخل الدولة 30% بينما تتراوح النسبة عالمياً بين 30-55%، كما تم البدء في دراسة جديدة تشمل المواطنين والمقيمين في الدولة، حيث تم وضع هذه الدراسة وفقاً لعدد الأشخاص المتواجدين في الدولة من العرب والخليجيين والآسيويين والأوروبيين، وحتى الآن لا توجد نتائج نهائية إلا بعد إنهاء هذه الدراسة، ولكن ستكون لنا أول قاعدة بيانات سكري في الدولة، وهذا سيفيد المعرفة بمدى الإصابة بالدولة، وكيفية التخطيط في المستقبل من حيث الرعاية والوقاية، وهل نسبة الإصابة انخفضت على ما كانت عليه قبل اثني عشر سنة، إضافة إلى ضرورة التثقيف لمرضى السكري باستخدام شتى الوسائل لتسهيل العمل على الأطباء .

ومن جانبها قالت فادية دوماني، مدير التثقيف الطبي في شركة ليللي: “ستكون الخريطة متوفرة في دول الخليج عبر ما يزيد على 30 مركزاً، ومنذ إطلاقها على صعيد العالم في عام ،2008 أصبحت خريطة المحادثة للتثقيف والتوعية حول السكري إضافة مهمة ومفيدة لعملية تثقيف مرضى السكري، حيث يتيح هذا التوجه التثقيفي القائم على الحوار في مجموعات صغيرة لمرضى السكري أو ذويهم لاكتساب المزيد من المعارف حول الإدارة المثلى للسكري بشكل شخصي وتحت إرشاد وتوجيه من طبيبهم” .

وتحدثت غنى صالح اختصاصية التثقيف الطبي للسكري عن آلية عمل الخريطة: “ بداية نقوم بتعريف المريض بالخريطة وخطوات السير عليها، كما نعرفه بان الصيام فرض وواجب علينا ولكن ليس على المريض حرج وبأنه يستطيع أن يفطر كما ذكر في الآية، ثم نأتي بعدها بتصحيح المعتقدات والخرافات التي استمدوها من عائلاتهم، والتي تتمثل في أنه إذا أصيب المريض بهبوط في السكر فإنه يتجه إلى النوم وهذا غير صحيح، فالخريطة التي يتم إرشاد المريض عنها تتم عن طريق المحادثة حول المعلومات التي يحتاج المريض إلى معرفتها للتعامل مع السكري لديه بشكل صحيح، ثم بعدها يتم التحدث عن المخاطر التي يتعرض لها المريض، ومواقيت قياس نسبة السكري لديه، وكيفية الحفاظ على النسبة الطبيعية من الإفطار وإلى السحور، وإذا كان لديه هبوط أو ارتفاع كيف سيتم معالجة ذلك، إضافة إلى ضرورة وجود توازن بين النظام الغذائي والنشاط الجسدي” .

وأضافت: “ هذه الخريطة تتوفر في جميع المستشفيات ويتم استدعاء المرضى لتعريفهم بها وتقديم الإرشادات والنقاش حول المعلومات التي يرغب المريض بمعرفتها، وبعدها يذهب المريض إلى الطبيب بورقة وهي عبارة عن جدول، يتم سؤال الطبيب فيها عن كيفية تقسيم الأدوية التي يتناولها، وكيفية تنظيم غذائه، وموعد قياس السكر لديه، وهذا الجدول يبقى مع المريض طيلة الشهر مع الالتزام به مع واستشارة الطبيب” .

[الدوسـي]