#1
|
||||
|
||||
العبقري الخليل بن احمد الفراهيدي إمام اللغة واضع علم العروض
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخليل بن أحمد الفراهيدي ينسب الخليل الى فرهود بن زيد بن شبابة بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبدالله بن زهران بن كعب بن الحارث.. هو أول من ابتكر التأليف المعجمي، وهو مخترع علم النحو الذي لقّنه لتلميذه سيبويه، وهو مخترع علم الموسيقى المعرفية التي جمع فيها أصناف النظم وهو الذي وضع تشكيل الحروف العربية، وقد كانت من قبله لا تشكيل واضح لها، فسهّل بذلك تلاوة القرآن فنال أجرا عظيما، حتى قيل إن عصره لم يعرف أذكى منه، وأعلم وأعف وأزهد: إنه الخليل بن أحمد الفراهيدي. وهو أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد، الأزدي، ويروى أن أزد السراة أفصح العرب. ويقول أصحاب التراجم أن أباه أحمد أول من سمي بأحمد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكانت ولادته في سنة مائة للهجرة. أثبت العسقلاني في "تهذيب التهذيب" أن علماء اللغة من أهل البصرة كلهم أصحاب أهواء ما عدا أربعة "كانوا أصحاب سنة، هم أبو عمرو بن العلاء، والخليل بن أحمد، ويونس بن حبيب والأصمعي وقد عرف الخليل بالزهد والصلاح والإنقطاع إلى العلم، كما عرف بالعقل والحلم والوقار وهو ما جعله يترفع عن المناقشات المذهبية وهذا ما يرجح احترام كل اصحاب العقائد له ومحاولة نسبته إليها. وذكر ياقوت الحموي في معجم الأدباء أن الخليل كان يحج سنة ويغزو سنة. قال تلميذه النضر بن شميل: أقام الخليل في خص من أخصاص البصرة لا يقدر على فلسين، وأصحابه يكسبون بعلمه الأموال. وكان يشجع على العلم وعدم التقيد باستاذ واحد فهو يقول: لا يعلم الإنسان خطأ معلّمه حتى يجالس غيره. وقال أيضا: أكمل ما يكون الإنسان عقلا وذهنا إذا بلغ أربعين سنة، وهي السن التي بعث الله تعالى فيها محمّدا صلى الله عليه وسلم، ثم يتغير وينقص إذا بلغ ثلاثا وستين سنة، وهي السن التي قبض فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصفى ما يكون ذهن الإنسان في وقت السحر. وله من الكتب المصنّفة: كتاب العين: وهو أول معجم للغة العربية كتاب النغم(وهو ما يزال مفقودا) كتاب العروض: وهو كتاب نجد ذكره عند أصحاب التراجم ولكن دائرة المعارف الإسلامية تقول بأنه "لم يصل إلينا من مؤلّفاته في هذا الموضوع سوى شواهد من أبيات وردت في رسائل مختلفة.. وفي العروض ما تزال طريقة الخليل سائدة إلى الآن" كتاب الشواهد وغيرها علم العروض: العروض علم أوزان الشعر العربي، استنبطه الخليل وأخرجه إلى الوجود، وحصر أقسامه في خمس دوَائِر، يستخرج منها خمسة عشر بحرا، ثم زاد الأخفش بحرا واحدا، وسماه الخبب. والعروض علم من اكتشاف الخليل فهو كما يقول ابن خلّكان "لا عن حكبم أخذه ولا على مثال تقدّمه احتذاه. وإنما اخترعه" كما يثبت الجمحي في "طبقات فحول الشعراء" أن الخليل "استخرج من العروض، واستنبط منه ومن علله، ما لم يستخرج أحد، ولم يسبقه إلى مثله سابق من العلماء كلهم" وكان الخليل دعا بمكة أن يرزق علما لم يسبقه أحد إليه، ولا يؤخذ إلا عنه، فلما رجع من حجّه فتح الله عليه بعلم العروض. كتاب العين كتاب العين هو أول معجم في اللغة العربية رتّبه الخليل بادئا بحرف العين. فكانت حروف كتاب العين مرتبة على ما يخرج من الحلق واللهات وأولها العين (وبه سمي) ، الحاء، الهاء، الخاء، الغين، القاف، الكاف، الجيم، الشين، الصاد، الضاد، السين، الزاي، الطاء، الدال، التاء، الظاء، الذال، الثاء، الراء، اللام، النون، الفاء، الباء، الميم، الألف، الياء، الواو. ويروي الليث بن نصر بن سيار تلميذ الخليل فكرة تأليف كتاب العين: "كنت أسير مع الخليل بن أحمد فقال لي يوما لو أن إنسانا قصد وألّف حروف ألف وباء وتاء وثاء على ما أمثّله لاستوعب في ذلك جميع كلام العرب، وتهّيأ له أصل لا يخرج منه بتة. قال: فقلت له: وكيف يكون ذلك؟ قال يؤلّفه على الثنائي والثلاثي والرباعي والخماسي وأنه ليس يعرف للعرب كلام أكثر منه.“ قال الليث فجعلت أستفهمه ويصف لي ولا أقف على ما يصف. فأختلف إليه في هذا المعنى أياما. ثم اعتل، وحججت. فما زلت مشفقا عليه وخشيت أن يموت في علته فيبطل ما كان يشرحه لي. فرجعت من الحج وسرت إليه، فإذا هو قد ألف الحروف كلها على ما في صدر هذا الكتاب. فكان يملي عليّ ما يحفظ وما شك فيه يقول لي سل عنه فإذا صحّ فأثبته إلى أن عملت الكتاب. وقد لاحظ الخليل أن الكلمات العربية إما ثنائية أو ثلاثية أو رباعية أو خماسية، أمّا ما فوق ذلك فحروف زائدة يمكن الإستغناء عنها برد المزيد إلى المجرّد. وقد وصف ابن خلدون جهد الخليل بقوله: انتهت (علوم النحو) إلى الخليل بن أحمد الفراهيدي أيام الرشيد وكان الناس أحوج إليها لذهاب ملكة اللسان من العرب، فهذب الصناعة، وكمل أبوابها" ثم يضيف "وأخذها عنه سيبويه" شعر الخليل الخليل شاعر مقلّ وشعره مبثوث هنا وهناك في كتب الأدب والتراجم. "وشعر الخليل شعر مقطوعات فلا نكاد نجد عنده عملا شعريا يصلح لإطلاق مصطلح قصيدة عليه، والقصيدة تسعة أبيات … الطابع الغالب على شعر الخليل هو المقطوعة النحيلة، فكأنه يقول البيت والبيتين ليقضي حاجة يركّزها في أضيق حيّز ممكن. فشعره هو شعر الإيجاز الذي ينأى بنفسه عن الحشو والإطالة المخلة.“ كما يقول الدكتور البدوي ومما يستحسن للخليل بن أحمد من شعره قوله: وما هي ألا ليلة ثم يومها وحول إلى حول وشهر إلى شهر مطايا يقربن الجديد من البلى ويدنين أشلاء الكريم من القبر ويتركن أزواج الغيور لغيره ويقسمن ما يحوى الشحيح من الوفر ومن عبقريته أنه جمع في بيت واحد كل حروف الهجاء: صف خلق خود كمثل الشمس إذ بزغتْ يحظى الضجيع بها نجلاء معطار ويحكى أن الخليل كان ينشد كثيرا هذا البيت، وهو للأخطل: وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد ذخرا يكون كصالح الأعمال يقول الدكتور البدوي: وارتفعت أداة التحليل عند الخليل، حتى نسب إليه فك طلاسم الكلام من المعميات، مما سمي بالمكنّى... كما يستخدم اللغة الرامزة في ثنايا مقولاته، فيقول عن الفتاة التي "بلغت سن الحيض: إنها "حُرمت عليها الصلاة" أو "قد أعصرت فهي معصر". وينشد قول القائل: جارية بسفوان دارها تمشي الهوينا مائلا إزارها يَحُلُّ غِلمتَها إزارُها قد أعصرت أو قد دنا إعصارُها المعصرات: سحابات تمطر، قال الله عز وجل: وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا" حكي عن الأحنف بن قيس أنه قال: ما عاداني أحد قط إلا أخذت في أمره بإحدى ثلاث خصال: إن كان أعلى منّي عرفت له قدره، وإن كان دوني رفعت قدري عنه، وإن كان نظيري تفضلت عليه. فأخذه الخليل فنظمه شعرا فقال: سألزم نفسي الصفح عن كلّ مذنب وإن كثرت منه إليّ الجرائم وما الناس إلا واحد من ثلاثة شريف ومشروف ومثل مقاوم فأما الذي فوقي فأعرف قدره وأتبع فيه الحقّ والحق لازم وأما الذي دوني فأحلم راضيا أصون به عرضي وإن لام لائم وأما الذي مثلي فإن زلّ أو هفا تَفضّلتُ إنّ الفضل بالفخر حاكم قال الخليل: يطول الكلام ويكثر ليفهم، ويوجز ويختصر ليحفظ، وتستحب الإطالة عند الإعذار والإنذار، والترهيب والترغيب، والإصلاح بين القبائل، كما فعل زهير والحارث بن حلزة، ومن شاكلهما، وإلا فانقطع أطيب في بعض المواضع، والطوال للمواقف المشهورات" من أقوال العلماء فيه: لعل أهم ما قيل في الخليل بن أحمد ما روي عن الإمام سفيان بن عيينة أنه قال: "من أراد أن ينظر إلى رجل من ذهب ومسك فلينظر إلى الخليل" (نقلا عن الدكتور مهدي المخزومي، عبقري من اليصرة، ص 24) قال يحيى بن خالد البرمكي: أربعة ليس في فنّهم مثلهم: أبو حنيفة في فنه، والخليل في فنه، والفزاري في فنه، وابن المقفع في فنّه.“ قال النضر بن شميل تلميذ الخليل: ما رأى الراؤون مثل الخليل ولا رأى الخليل مثل نفسه. وكان أشعث الرأس، شاحب اللون، قشف الهيئة، متخرّق الثياب، متضلّع القدمين، مغمورا في الناس لا يعرف". وقال النضر بن شميل أيضا: أقام الخليل في خصّ من أخصاص البصرة لا يقدر على فلسين وأصحابه يكسبون بعلمه الأموال. قال القفطي: "كان الخليل عفيف النفس، لا يختار صحبة الملوك" (أنباء الرواة، ج1، ص 342) وقال عالم آخر: كان الخليل من أزهد الناس، وأعلاهم نفسا، وأشدهم تعففا، ولقد كان الملوك يقصدونه، ويتعرّضون له، لينال منهم، ولم يكن يفعل، وكان يعيش من بستان له خلّفه عليه ابوه، بالخريبة (موضع بالبصرة). وفاته: كان الخليل مشغولا بأمرين: العلم والعبادة. وكان يخرج ماشيا في شوارع البصرة، فلا يلبث أن يجد نفسه في الصحراء دون أن يدري، لأنه يمشي في الطريق، وهو منهمك في التأمل والتدبر، كالذاهل، وفي مرة من المرات "دخل المسجد وهو معمل فكره... فصدمته سارية، وهو غافل عنها بذكره، فانقلب على ظهره، فكانت سبب موته". (ابن خلكان،ج2،ص 19/ السيوطي، المزهر، ج1 ص64) توفي الخليل بالبصرة سنة سبعين ومائة أو خمس وسبعين ومائة. (تم جمعه من عدة مصادر) يتبع: التعديل الأخير تم بواسطة ابن روزه ; 20-08-2020 الساعة 06:07 AM. |
23-01-2012, 09:06 PM | #2 |
مراقب عام
|
رد: العبقري الخليل بن احمد الفراهيدي إمام اللغة واضع علم العروض
|
23-01-2012, 09:10 PM | #4 |
مراقب عام
|
رد: العبقري الخليل بن احمد الفراهيدي إمام اللغة واضع علم العروض
[justify] تلاميذه: أخذ عنه : 1) سيبويه النحو . 2) مؤرج بن عمرو السدوسي . 3) النضر بن شميل . 4) نصر بن علي الجهضمي . 5) الليث بن المظفر بن نصر. 6) هارون بن موسى . 7) وهب بن جرير . 8) الأصمعي . 9) الكسائي . 10) عمرو بن العلاء . 11) عيسى بن عمرو الثقفي . ... وآخرون . مؤلفاته : 1) العين . 2) كتاب العروض . 3) كتاب الشواهد . 4) كتاب النقط والشكل . 5) كتاب النغم . 6) كتاب المعنى للحروف . 7) جملة آلات العرب . 8) قطعه من كلام العرب على أصل الفعل. [/justify] |
23-01-2012, 09:10 PM | #5 |
مراقب عام
|
رد: العبقري الخليل بن احمد الفراهيدي إمام اللغة واضع علم العروض
شـكــ على النقل والاعلام ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية |
23-01-2012, 09:12 PM | #6 |
مراقب عام
|
رد: العبقري الخليل بن احمد الفراهيدي إمام اللغة واضع علم العروض
شرح دوائر الخليل بن أحمد الفراهيدي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فكلما تحدثت مع دارسي علم العروض، أفاجأ باستصعابهم، وعدم فهمهم لدوائر الخليل، فعزمت - بعون الله - على جمع مادة تُيَسِّر هذه الدوائر. مقدمة: نظر الخليل بن أحمد الفراهيدي فيما ورد عن العرب من أشعار، فاستطاع أن يضبطها ويرجع أوزانها إلى خَمْسَةَ عَشَرَ بحرا، سماها بحور الشعر، زاد الأخفشُ بعد ذلك بحرَ المتدارك، وكان الخليل قد نفاه . فكل ما خرج عن الأوزان الستةَ عشَرَ أو الخمسة عشر فهو عمل المُوَلَّدين، الذين رأوا أن حصر الأوزان في هذا العدد يُضَيِّقُ عليهم مجال القول، وهم يريدون أن يجري كلامهم على الأنغام الموسيقية، التي نقلتها إليهم الحضارة، وهذه لا حَدَّ لها؛ وإنما جنحوا إلى تلك الأوزان؛ لأن أذواقهم أَلِفَتْها، واعتادت التأثر بها، ولأنهم يرون أن كلاما يُوقَع على الأنغام الموسيقية يسهل تلحينه والغناء به، وأمر الغناء بالشعر العربي مشهور؛ لذا رأينا أن المولدين قد أحدثوا أوزانا أخرى. أولاً: الدوائر هي: المُخْتَلِفُ، المُؤْتَلِفُ، المُجْتلَب، المُشتبِه، المُتَّفِق. ثانيًا: البحور المستعملة وهي: الطَّوِيل، المَدِيد، البَسِيط، الوَافِر، الكامِل، الهَزَج، الرَّجَز، الرَّمَل، السَّرِيع، المُنْسَرِح، الخَفِيف، المُضارِع، المُقْتَضَب، المُجْتَثّ، المُتقارِب، المُتدارَك. مع العلم أن الأخفش هو الذي زاد بحرَ المتدارك كما سبق. ثالثا: البحور المستنبطة (المهملة): استنبط المولدون ستة بحور من عكس دوائر البحور وهي: المُستطيل، المُمْتَدُّ، المُتَوَفِّر، المُتَّئِد، المُنْسَرِد، المُطَّرِد. وحتى لا أطيل نبدأ - بعون الله - شرح الدوائر. تعريف الدائرة عند العروضيين: هي خَطٌّ محيطٌ، تُرْسَمُ فوقه علامات متحركات وسواكن، هي شطرُ البحر الأول من جملة أبحر، يُفَكُّ بعضها من بعض، وفي داخله تحت علامة بداية كل بحر اسم ذلك البحر. طريقة الفك: أن تبتدئ من أول كل وتد وسبب بقدر ما في الدائرة من البحور، وتَمُرّ إلى الآخِر، في اتجاه السهم (عكس عقارب الساعة)، كما بالرسم الآتي، وإذا فات شيء من أول الدائرة، فأضفه آخرًا. الدائرة الأولى (المُخْتَلِف) - جملة الأبحر التي اشتملت عليها هذه الدائرة خمسة: - ثلاثة مستعملة: الطويل، المديد، البسيط. - واثنان مهملان: المستطيل، الممتد طريقة فك هذه الدائرة: تبتدئ هنا من الوتد الأول في الدائرة، وتَمُرُّ إلى منتهاها، فيخرج: (فَعُولُنْ مَفَاعِيلُنْ فَعُولُنْ مَفَاعِيلُنْ)، وهو شطر بحر (الطويل). ثم تبتدئ من السبب الخفيف الأول، فتقول: (لُنْ مَفَاعِي لُنْ فَعُو لُنْ مَفَاعِي لُنْ)، وتضيف إليه ما فات وهو: (فَعُو)، ووزن ذلك: (فَاعِلاتُنْ فَاعِلُنْ فَاعِلاتُنْ فَاعِلُنْ)، وهو شطر بحر (المديد). ثم تبتدئ من الوتد، فتقول: (مَفَاعِيلُنْ فَعُولُنْ مَفَاعِيلُنْ)، وتضيف إليه ما فات وهو: (فَعُولُنْ)، وهذا شطر البحر المهمل الأول، بحر (المستطيل). ثم تبتدئ من السبب الأول بعد هذا الوتد الثاني، فتقول: (عِيلُنْ فَعُو لُنْ مَفَا عِيلُنْ)، وتضيف إليه ما فات وهو: (فَعُو لُنْ مَفَا)، ووزن ذلك: (مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلُنْ)، وهو شطر بحر البسيط. ثم تبتدئ من السبب الثاني بعده، فتقول: (لُنْ فَعُو لُنْ مَفَاعِي لُنْ)، وتضيف إليه ما فات وهو (فَعُو لُنْ مَفَاعِي)، ووزن ذلك: (فَاعِلُنْ فَاعِلاتُنْ فَاعِلُنْ فَاعِلاتُنْ)، وهو شطر البحر المهمل الثاني، بحر (الممتد). وإليك نُبْذَةً عن البحور المستعملة: أما شرحها بالتفصيل، فله حديث آخر. الطويل: وزن البحر الطَّوِيْل بحسب الدائرة العروضية: فَعُولُنْ مَفَاعِيْلُنْ فَعُولُنْ مَفَاعِيْلُنْ فَعُولُنْ مَفَاعِيْلُنْ فَعُولُنْ مَفَاعِيْلُنْ بيت الطويل التام في الدائرة مثل: أَلا يَا لَقَوْمٍ لِلتَّنَائِي وَلِلْهَجْرِ وَطُولِ اللَّيَالِي كَيْفَ يُزْرِينَ بِالْعُمْرِ وقد استعملته العرب مقبوض العروض (إسقاط الخامس الساكن مفاعلن). المديد: وزن البحر المديد بحسب الدائرة العروضية: فَاعِلاتُنْ فَاعِلُنْ فَاعِلاتُنْ فَاعِلُنْ فَاعِلاتُنْ فَاعِلُنْ فَاعِلاتُنْ فَاعِلُنْ بيت المديد التام في الدائرة مثل: بُؤْسَ لِلْحَرْبِ الَّتِي غَادَرَتْ قَوْمي سُدَى يَا لَبَكْرٍ شَمِّرُوا شَمَّرَتْ حَرْبٌ لَظَى وهذا البيت شاذ؛ لأن العرب لم تستعمل المديد تاما صحيحا، بل استعملته مجزوءًا، وهو ما ذهب من عروضه وضربه جُزْءانِ. البسيط: وزن البحر البسيط بحسب الدائرة العروضية: مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلُنْ بيت البسيط التام في الدائرة مثل: يَا رُبَّ ذِي سُؤْدَدٍ قُلْنَا لَهُ مَرَّةً إِنَّ المَعَالِي لِمَنْ يَبْغِي بِنَاءَ الْعُلا وهذا بيت شاذ؛ لأن العرب لم تستعمل البسيط تاما صحيحا. وإليك نُبْذَةً عن البحرين المهملين: البحر المهمل الأول، ويقال له: المستطيل (أوالوسيط): (مَفَاعِيلُنْ فَعُولُنْ مَفَاعِيلُنْ فَعُولُنْ)، عكس الطويل: كقول بعض المولدين: لَقَدْ هَاجَ اشْتِيَاقِي غَرِيرُ الطَّرْفِ أَحْوَرْ أُدِيرَ الصُّدْغُ مِنْهُ عِلَى مِسْكٍ وَعَنْبَرْ البحر المهمل الثاني، ويقال له: الممتد (أو الوسيم): (فَاعِلُنْ فَاعِلاتُنْ فَاعِلُنْ فَاعِلاتُنْ)، عكس المديد، كقول بعض المولدين: صَادَ قَلْبِي غَزَالٌ أَحْوَرٌ ذُو دَلالِ كُلَّمَا زِدْتُ حُبًّا زَادَ مِنِّي نُفُورا سبب التسمية: وسُمِّيَت هذه الدائرة بهذا الاسم؛ لاختلاف أجزائها بين خماسية: (فَعُولُنْ)، و(فَاعِلُنْ)، وسباعية: (مَفَاعِيْلُنْ)، و(مُسْتَفْعِلُنْ)، فالبحران الأول – الطويل – والأخير – الممتد – في هذه الدائرة يبدأان بتفعيلة خماسية، وباقي بحور الدائرة تبدأ بتفعيلة سباعية. الدائرة الثانية (المُؤْتَلِف) جملة البحور التي اشتملت عليها هذه الدائرة ثلاثة، اثنان مستعملان، وواحد مهمل. طريقة فك هذه الدائرة: إذا ابتدأت من الوتد الأول، وانتهيت إلى الآخِر، حصل شطر بحر الوافر: (مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ)، وإذا ابتدأت من السبب الثقيل الأول إلى الآخر وأضفت إلى ذلك ما فات: (عَلَتُنْ مُفَا عَلَتُنْ مُفَا عَلَتُنْ مُفَا)، حصل شطر بحر الكامل: (مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُن مُتَفَاعِلُنْ)، وإذا ابتدأت من السبب الخفيف الأول إلى الآخِر، وأضفت إلى ذلك ما فات: (تُنْ مُفَاعَلَ تُنْ مُفَاعَلَ تُنْ مُفَاعَلَ)، حصل شطر المهمل: (فَاعِلاتُنَ فَاعِلاتُنَ فَاعِلاتُنَ). وإليك نُبْذَةً عن البحرين المستعملين: الوافر: وزن البحر الوافر بحسب الدائرة العروضية: مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ بيت الوافر التام في الدائرة مثل: إِذَا غَضِبَتْ بَنُو أَسَدٍ عَلَى مَلِكٍ تَخَالُهُمُ المُلُوكُ لأَجْلِهَا غَضِبُوا وهذا البيت شاذ؛ لأن العرب لم تستعمل الوافر تاما صحيحا، بل استعملته مقطوف العروض والضرب: (مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلْ = مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلْ). الكامل: وزن البحر الكامل بحسب الدائرة العروضية: مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ بيت الكامل التام في الدائرة مثل: وَإِذَا صَحَوْتُ فَمَا أُقَصِّرُ عَنْ نَدًى وَكَما عَلِمْتِ شَمَائِلِيْ وَتَكَرُّمِيْ وإليك نبذة عن البحر المهمل: تشتمل هذه الدائرة على بحر مهمل، وزنُه: (فَاعِلاتُنَ فَاعِلاتُن فَاعِلاتُنَ = فَاعِلاتُنَ فَاعِلاتُنَ فَاعِلاتُنَ) ست مرات، ويقال له: المتوفر أو (المعتمد)، مع ملاحظة أن نون فَاعِلاتُنَ متحركة، حتى لا يلتبس ببحر الرمل كقول بعض المولدين: مَا رَأَيْتُ مِنَ الجَآذِرِ بِالجَزِيرَةِ إِذْ رَمَيْنَ بِأَسْهُمٍ جَرَحَتْ فُؤَادِي سبب التسمية: وسُمِّيَت هذه الدائرة بهذا الاسم؛ لائتلاف أجزائها السباعية، أي أنها تتألف من تفعيلات سباعية مؤتلفة متكررة هي: (مُفَاعَلَتُنْ)، (مُتَفَاعِلُنْ)، (فَاعِلاتُنَ). الدائرة الثالثة (دائرة المُجْتَلَب) الدائرة الثالثة لا مهمل فيها. طريقة فك هذه الدائرة: فإذا ابتدأت من الوتد الأول إلى الآخِر، حصل شطر بحر الهَزَجِ: (مَفَاعِيْلُنْ مَفَاعِيْلُنْ مَفَاعِيْلُنْ). وإذا ابتدأت من السبب الأول إلى الآخر، وأضفت إلى ذلك ما فات: (عِيْلُنْ مَفَا عِيْلُنْ مَفَا عِيْلُنْ مَفَا)، حصل شطر بحر الرجز: (مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ). وإذا ابتدأت من السبب الثاني إلى الآخِر، وأضفت إلى ذلك ما فات: (لُنْ مَفَاْعِيْ لُنْ مَفَاْعِيْ لُنْ مَفَاعِي)، حصل شطر بحر الرمل: (فَاعِلاتُن فَاعِلاتُنْ فَاعِلاتُنْ). وإليك نبذة عن بحورها: الهزج: وزن البحر الهزج بحسب الدائرة العروضية: مَفَاعِيْلُنْ مَفَاعِيْلُنْ مَفَاعِيْلُنْ مَفَاعِيْلُنْ مَفَاعِيْلُنْ مَفَاعِيْلُنْ بيت الهزج التام في الدائرة مثل: عَفَا يَا صَاحِ مِنْ سَلْمَى مَرَاعِيهَا فَظَلَّتْ مُقْلَتِي تَجْرِي بِمَا فِيهَا وهذا البيت شاذ؛ لأن العرب استعملته مجزوءًا. الرجز: وزن البحر الرجز بحسب الدائرة العروضية: مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ بيت الرجز التام في الدائرة مثل: إِنْ كَانَ لايُرْجَى لِيَوْمٍ خَيْرُهُ لاخَيْرَ فِيْمَنْ كَفَّ عَنَّا شَرَّهُ الرَّمَل: وزن البحر الرمل بحسب الدائرة العروضية: فَاعِلاتُنْ فَاعِلاتُنْ فَاعِلاتُنْ فَاعِلاتُنْ فَاعِلاتُنْ فَاعِلاتُنْ بيت الرمل التام في الدائرة مثل: يَا خَلِيْلَيَّ اعْذِرَانِي إِنَّنِي مِنْ حُبِّ سَلْمَى فِي اكْتِئَابٍ وَانْتِحَابِ سبب التسمية: وسُمِّيَت هذه الدائرة بهذا الاسم؛ لأن تفاعيلها اجْتُلِبَتْ من الدائرة الأولى، وتفاعيلها سباعية على النحو التالي: (مَفَاعِيْلُنْ، مُسْتَفْعِلُنْ، فَاعِلاتُنْ). الدائرة الرابعة (دائرة المُشْتَبِه) - فجملة الأبحر التي اشتملت عليها هذه الدائرة تسعة، ستة مستعملة، وثلاثة مهملة. طريقة فك هذه الدائرة: فإذا ابتدأت من السبب الأول إلى الآخر، حصل شطر بحر السريع: (مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مَفْعُولاتُ). وإذا ابتدأت من السبب الثاني إلى الآخِر، وأضفت ما فات، حصل شطر المهمل الأول. وإذا ابتدأت من الوتد المجموع الأول إلى الآخر، وأضفت ما فات، حصل شطر المهمل الثاني. وإذا ابتدأت من السبب الأول في التفعيلة الثانية، الذي يلي هذا الوتد إلى الآخر، وأضفت ما فات حصل شطر بحر المنسرح: (مُسْتَفْعِلُنْ مَفْعُولاتُ مُسْتَفْعِلُنْ). وإذا ابتدأت من السبب الثاني إلى الآخر، وأضفت ما فات، حصل شطر بحر الخفيف: (فَاعِلاتُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلاتُنْ). وإذا ابتدأت من الوتد المجموع الثاني إلى الآخر، وأضفت ما فات، حصل شطر بحر المضارع: (مَفَاعِيْلُنْ فَاعِلاتُنْ مَفَاعِيْلُنْ). وإذا ابتدأت من السبب الأول في التفعيلة الثالثة، الذي يلي هذا الوتد الآخر، وأضفت ما فات، حصل شطر بحر المقتضب: (مَفْعُولاتُ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ). وإذا ابتدأت من السبب الثاني إلى الآخر، وأضفت إليه ما فات، حصل شطر بحر المجتث: (مُسْتَفْعِ لُنْ فَاعِلاتُنْ فَاعِلاتُنْ). وإذا ابتدأت من الوتد المفروق، وأضفت ما فات، حصل شطر المهمل الثالث. وإليك نُبْذَةً عن البحور المستعملة: السريع: وزن البحر السريع بحسب الدائرة العروضية: مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مَفْعُولاتُ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مَفْعُولاتُ بيت السريع التام في الدائرة مثل: يُوزِعْنَ فِي حَافَاتِهِ بِالأَبْوَالِ فِي مَنْزِلٍ مُسْتَوْحَشٍ رَثِّ الحَالِ وهذا البيت شاذ؛ لأن العرب لم تستعمله تاما صحيحا، بل استعملته مكشوف أو مكسوف العروض مطويها، وموقوف الضرب مطويه (مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مَفْعُلا). المنسرح: وزن البحر المنسرح بحسب الدائرة العروضية: مُسْتَفْعِلُنْ مَفْعُولاتُ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مَفْعُولاتُ مُسْتَفْعِلُنْ بيت المنسرح التام: إِنَّ ابْنَ زَيْدٍ لا زَالَ مُسْتَعْمَلاً لِلْخَيْرِ يُفْشِي فِي مِصْرِهِ عُرْفَهُ الخفيف: وزن البحر الخفيف بحسب الدائرة العروضية: فَاعِلاتُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلاتُنْ فَاعِلاتُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلاتُنْ بيت الخفيف التام: حَلَّ أَهْلِي مَا بَيْنَ دُرْنَا فَبَادُوا لِي وَحَلَّتْ عُلْوِيَّةٌ بِالسِّخَالِ المضارع: وزن البحر المضارع بحسب الدائرة العروضية: مَفَاعِيْلُنْ فَاعِلاتُنْ مَفَاعِيْلُنْ مَفَاعِيْلُنْ فَاعِلاتُنْ مَفَاعِيْلُنْ بيت المضارع التام: أَرَى لَيْلَى يَا خَلِيلِي قَلَتْ وَصْلِي وَصَدَّتْ مِنْ بَعْدِمَا قَدْ سَبَتْ عَقْلِي استعملته العرب مجزوءا، وهو بحر نادر، أورد شاهده الخليل، أما الأخفش فإنه أنكر أن يكون هذا الوزن من كلام العرب، وقال الزجاج: "ورد ولكنه قليل، حتى إنه لا يوجد منه قصيدة لعربي؛ وإنما يروى منه البيت والبيتان"، من المتأخرين من أحاله على أبحر أخرى، منهم من ألحقه بالمتقارب، ومنهم من أضافه للبسيط. المقتضب: وزن البحر المقتضب بحسب الدائرة العروضية: مَفْعُولاتُ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مَفْعُولاتُ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ بيت المقتضب التام: يَا مَنْ حَالَ عَنْ عَهْدِنَا بَعْدَ الْوَفَا كَمْ لاقَيْتَ لَوْ يُنْصِفُونَا فِي الهَوَى استعملته العرب مجزوءا، مطوي العروض والضرب. المجتث: وزن البحر المجتث بحسب الدائرة العروضية: مُسْتَفْعِ لُنْ فَاعِلاتُنْ فَاعِلاتُنْ مُسْتَفْعِ لُنْ فَاعِلاتُنْ فَاعِلاتُنْ بيت المجتث التام: صَدَّتْ وَحَالَتْ سُلَيْمَى يَا خَلِيلِي عَنْ عَهْدِنَا لَيْتَ شِعْرِي مَا دَهَاهَا استعملته العرب مجزوءا. وإليك نُبْذَةً عن البحور المهملة: تشتمل على ثلاثة أبحر مهملة: الأول: وزنه: (فَاعِلاتُنْ فَاعِلاتُنْ مُسْتَفْعِ لُنْ)، ويسمى بالغريب أو المتئد، كقول بعض المولدين: مَا لِسَلْمَى فِي الْبَرَايَا مِنْ مُشْبِهٍ لا ولا الْبَدْرُ المُنِيرُ المُسْتَكْمَلُ الثاني: وزنه: (مَفَاعِيلُنْ مَفَاعِيلُنْ فَاعِ لاتُنْ)، ويسمى بالقريب أو المنسرد، كقول بعض المولدين: لَقَدْ نَادَيْتُ أَقْوَامًا حِينَ جَابُوا وَمَا بِالسَّمْعِ مِنْ وَقْرٍ لَوْ أَجَابُوا الثالث: وزنه: (فَاعِ لاتُنْ مَفَاعِيلُنْ مَفَاعِيلُنْ)، ويسمى بالمطرد أوالمشاكل، كقول بعض المولدين: كُنْ مُجِيرِي مِنَ الأَشْجَانِ والكَرْبِ مَنْ مُزيلِي مِنَ الإِبْعَادِ بالقُرْبِ سبب التسمية: وسُمِّيَت هذه الدائرة بهذا الاسم لاشتباه تفاعيلها؛ إذ تشتبه مثلا تفعيلة: (مُسْتَفْعِلُنْ) بـ (مُسْتَفْعِ لُنْ)، و(فَاْعِلاتُنْ) بـ (فَاْعِ لاتُنْ)، على الرغم من اختلاف عدد الأسباب والأوتاد فيها ، وتفاعيلها سباعية هي: (مُسْتَفْعِلُنْ، مُسْتَفْعِ لُنْ، فَاعِلاتُنْ، فَاعِ لاتُنْ، مَفَاعِيْلُنْ، مَفْعُولاتُ). الدائرة الخامسة (دائرة المُتَّفِق) طريقة فك هذه الدائرة: إذا ابتدأت من الوتد المجموع إلى الآخر، حصل شطر بحر المتقارب: (فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ). وإذا ابتدأت من السبب الأول إلى الآخر، وأضفت ما فات، حصل شطر بحر المتدارك: (فَاعِلُنْ فَاعِلُنْ فَاعِلُنْ فَاعِلُنْ). وإليك نُبْذَةً عن بَحْرَيْها: المتقارب: وزن البحر المتقارب بحسب الدائرة العروضية: فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ بيت المتقارب التام: فَأَمَّا تَمِيمٌ تَمِيمُ بْنُ مُرٍّ فَأَلْفَاهُمُ الْقَوْمُ رَوْبَى نِيَامَا المتدارك: وزن البحر المتدارك بحسب الدائرة العروضية: فَاعِلُنْ فَاعِلُنْ فَاعِلُنْ فَاعِلُنْ فَاعِلُنْ فَاعِلُنْ فَاعِلُنْ فَاعِلُنْ بيت المتدارك التام: يَا بَنِي عَامِرٍ قَدْ تَجَمَّعْتُمُ ثُمَّ لَمْ تَدْفَعُوا الضَّيْمَ إِذْ جِئْتُمُ سبب التسمية: وسميت هذه الدائرة بهذا الاسم؛ لأن أجزاءها متفقة، فهي خماسية كلها؛ أي أنها تتألف من تفعيلات خماسية مكررة: (فَعُولُنْ ، فَاعِلُنْ). خاتـمة: ها قد انتهت دوائر الخليل، يا لَعَبْقريته! أرجو أن أكون قد وُفِّقْتُ في تيسيرها، ولم يتسع المقام لشرح التعريفات، وتوضيح بعض الفروق مثل: (مُسْتَفْعِلُنْ، مُسْتَفْعِ لُنْ)، (فَاعِلاتُنْ، فَاعِ لاتُنْ)، فهذا له حديث آخر. |
23-01-2012, 09:13 PM | #7 |
مراقب عام
|
رد: العبقري الخليل بن احمد الفراهيدي إمام اللغة واضع علم العروض
يقال أن الخليل لما أراد أن يضع العروض خلا في بيت ووضع بين يديه طستاً أو ما أشبه ذلك، وجعل يقرعه بعود ويقول: فاعلن مستفعلن فعولن، فسمعه أخوه فخرج إلى المسجدوقال: إنّ أخي قد أصابه جنون، وأدخلهم عليه وهو يضرب الطّست. فقالوا: يا أبا عبدالرحمن، ما لك أأصابك شيء؟ أتحبّ أن نعالجك؟ فقال: وما ذاك!!؟ فقالوا: أخوك يزعم أنك خولطت، فقال: من الكامل لَو كُنتَ تَعلَمُ ما أَقولُ عَذَرتَني *** أَو كُنتَ تَعلَمُ ما تَقولُ عَذَلتُكا لِكِن جَهِلتَ مَقالَتي فَعَذَلتَني *** وَعَلِمتُ أَنَّكَ جاهِلٌ فَعَذَرتُك |
23-01-2012, 09:15 PM | #8 |
مراقب عام
|
رد: العبقري الخليل بن احمد الفراهيدي إمام اللغة واضع علم العروض
الفقر بالنفس لا بالمال نعرفه
ومثل ذاك الغنى بالنفس لا المال «الغنى غنى النفس والفقر فقر النفس ايضا، فأنت تجد رجلا غنيا ذا ملك ظاهر ولكن نفسه ضعيفة، وتجد رجلا مقلا ولكنه عزيز النفس»، هذا ما يقوله الخليل بن احمد الفراهيدي الأزدي النحوي البصري، رحمه الله، وكان الخليل من اهل البصرة وانفرد بعلم العربية فكان واحد زمانه في هذا الفن، وروى ان سليمان بن علي بن عبدالله بن عباس عم السفاح والمنصور كان واليا على البصرة، فبعث الى الخليل بن احمد يستدعيه الى تعليم اولاده بالنهار ومسامرته بالليل وبعث اليه بألف دينار يستعين بها على حاله، فأخرج الخليل الى رسول سليمان العباسي زنبيلا فيه كسر خبز يابسه فأراه اياها، وقال له: اني مادمت اجد هذه الكسر فإني في غنى عنه وعن غيره، ورد الألف دينار وقال للرسول: ابلغ الامير السلام وقل له: اني قد الفت قوما والفوني أجالسهم طول نهاري وبعض ليلي، وقبح بمثلي ان اقطع عادة تعودها اخواته، وكتب اليه بهذه الابيات: أبلغ سليمان اني عنه في سعة وفي غنى غير أني لست ذا مال وان بين الغنى والفقر منزلة مقرونة بجديد ليس بالبالي والفقر بالنفس لا بالمال نعرفه ومثل ذاك الغنى في النفس لا المال والرزق عن قدر لا العجز ينقصه ولا يزيدك فيه حول محتال كل امرئ بحبال الموت مرتهن فاعمد لبالك اني عامد بالي وقد روي ان الذي بعث اليه المال ليس سليمان بن علي العباسي وانما سليمان بن حبيب بن قبيصة بن المهلب بن ابي صفرة الازدي، وكان واليا على السند، وذكر ان الخليل بن احمد كان ازهد الناس واعلاهم نفسا واشدهم تعففا، ولقد كان الملوك يقصدونه ويتعرضون له لينال منهم فلم يكن يقبل ذلك، وكان يعيش من بستان خلفه له ابوه، وكان يحج سنة ويغزو سنة حتى مات، وكانت ولادته سنة مائة للهجرة وتوفي سنة مائة وسبعين. |
23-01-2012, 09:16 PM | #9 |
مراقب عام
|
رد: العبقري الخليل بن احمد الفراهيدي إمام اللغة واضع علم العروض
علمه:
أنكب الفراهيدي على القراءة والدراسة فجمع أشعار العرب وقرأها ورتبها حسب أنغامها وجمع كل مجموعة متشابهة ووضعها معاً، وقام باستغلال علمه الغزير في وضع علم العروض هذا العلم الذي يرجع الفضل له في وضع أسسه، فكان يقضي الساعات في ضبط أوزان ما ينطق به من الشعر وتنسيقها، وتمكن من ضبط أوزان خمسة عشر بحراً يقوم عليها النظم حتى الآن، وقد قام الأخفش الأوسط بزيادة بحر الخبب فصارت ستة عشر بحراً. وبالإضافة لعلم العروض الذي أسسه الفراهيدي قدم أيضاَ معجم "العين" والذي يعد أول معجم أعترف به القدماء والمحدثون، والذي هدف من خلاله من اجل ضبط اللغة وحصرها، وقام في سبيل ذلك بإتباع الخطوات العلمية المدروسة، فبدأها بترتيب الحروف ثم قسم الأبنية وتقليب اللفظة على أحد أوجهها. وفي ترتيب الحروف نظر الفراهيدي إلى الحروف على أنها أصوات تخرج من جهاز النطق، ووجد العين أدخل الحروف في الحلق فقام بترتيبها في مجموعات بدأها بالعين وسماها على التوالي "حلقية، لهوية، شجرية، اسلية، نطعية، لثوية، ذلقية، شفوية، هوائية"، وسمي معجمه بأول حرف فيه " العين". عقب ترتيبه للحروف قام بالاتجاه للغة والتي تتكون مادتها من هذه الحروف، وجد الفراهيدي أن كلام العرب مبين على أربعة أصناف " الثنائي، الثلاثي، الرباعي والخماسي" وأنه لا يوجد في اللغة العربية بناء يقل عن الثنائي أو يزيد عن الخماسي. انتقل بعد ذلك إلى الأبنية فوجد بها الصحيح والمعتل وفرق بينهما في كل بناء، فقام بتقسيم الأبنية على هذا الأساس، إلى ثنائي صحيح، وثلاثي صحيح، وثلاثي معتل، وثلاثي صحيح وثلاثي لفيف، ورباعي صحيح وخماسي صحيح ورباعي وخماسي معتلين، ثم انتقل بعد البناء إلى فكرة التقليب حيث وجد أنه إذا أخذ كل بناء من الأربعة وقلبه على جميع أوجهه الممكنة حصل على وعاء يضم جميع ألفاظ اللغة. عقب قيام الخليل بالانتهاء من بحوثه اللغوية قام بتطبيق منهجه وأشار في شروحه إلى القلب والنحت، والأضداد والمعرب، كما عالج بعض المسائل النحوية، واعتمد شواهد نثرية وشعرية وقرآنية وعني باللهجات واللغات، طبع كتابه العديد من المرات مطبوعاً ومشروحاً ومختصراً. وله من الكتب -بالإضافة لمعجم العين، كتاب النّغم، وكتاب العروض، وكتاب الشواهد، وكتاب الإيقاع. |
23-01-2012, 09:24 PM | #10 |
مراقب عام
|
رد: العبقري الخليل بن احمد الفراهيدي إمام اللغة واضع علم العروض
بعض أقواله:بعد كل هذا لا يكون غريبا أن يتسربل الخليل بسربال الحكمة، ويكون له فيها باع ليس بالهين، فمما أُثر عنه في ذلك ما حدث به يعقوب بن إسحاق الأصبهاني حيث قال: قال الخليل بن أحمد: الناس أربعة: فرجل يدري وهو يدري أنه يدري فذاك عالم فخذوا عنه، ورجل يدري وهو لا يدري أنه يدري فذاك ناسٍ فذكروه، ورجل لا يدري وهو يدري أنه لا يدري فذاك مسترشد فعلموه، ورجل لا يدري وهو لا يدري أنه لا يدري فذاك جاهل فارفضوه.
وحدث سفيان أيضا قال: سمعت الخليل بن أحمد يقول: إذا أردت أن تعلم العلم لنفسك، فاجمع من كل شيء شيئاً، وإذا أردت أن تكون رأساً في العلم، فعليك بطريق واحد. ومن جملة أقواله أيضا: - لا يعرف الرجل خطأ معلمه حتى يجالس غيره. - ثلاث ينسين المصائب: مر الليالين والمرأة الحسناء، ومحادثة الرجال. - اجعَلْ تعلمك دراسةً لعلمك، واجعل مناظرةَ المتعلِّم تنبيهاً على ما ليس عندك. - كن على مدارسة ما في قلبك أحرص منك على حفظ ما في كتبك. - اجعل ما في كتبك رأس مال، وما في صدرك للنفقة. - ويروى عنه أنه قال: إن لم تكن هذه الطائفة - يعني أهل العلم - أولياء الله فليس لله ولي. ومما أُثر عنه أيضا قوله: أكمل ما يكون الإنسان عقلاً وذهناً إذا بلغ أربعين سنة، وهي السن التي بعث الله تعالى فيها محمداً صلى الله عليه وسلم، ثم يتغير وينقص إذا بلغ ثلاثاً وستين سنة، وهي السن التي قبض فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصفى ما يكون ذهن الإنسان في وقت السحر. ثم هذه الفائدة العظيمة التي تلخص مجرى حياته، حيث قال: إذا خرجت من منزلي لقيت أحد ثلاثة؛ إما رجلا أعلم بشيء مني فذلك يوم فائدة، أو رجلا مثلي فذلك يوم مذاكرة، أو رجلا دوني فذلك يوم ثواب. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع : العبقري الخليل بن احمد الفراهيدي إمام اللغة واضع علم العروض | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
سيرة الخليل بن احمد الفراهيدي الدوسي | دوس | تاريخ زهران | 18 | 06-05-2009 09:17 AM |
الخليل ابن أحمد الفراهيدي .. من زهران | الحميري | المنتدى الأدبي | 0 | 07-10-2008 07:24 AM |
الخليل بن احمد الفراهيدي الدوسي. | تأبط شراَ | المنتدى الأدبي | 4 | 04-12-2007 11:44 AM |
عبقرية الخليل بن احمد الفراهيدي الدوسي وعلم العروض | دوس | المنتدى العام | 7 | 13-12-2006 08:28 PM |