المصاقير ........فلاش باك

[بير المعين]

أحبتي أعضاء وزوار منتدى زهران
السلام عليكم ورحمة الله ورحمته وبركاته
إعجابا بهذا المنتدى وانتماءا لقبيلة زهران تشرفت بالإنضمام اليكم ويشرفني أن أضع بين يديكم إحدى مشاركاتي في قريتي المصاقير متمنيا لكم وقتا سعيدا ممتعا

المصــــــــــاقـيـر

كل شي في المصاقير كان جميلا بيوتها مساريبها مسجدها القديم خشعتها جرنها مدورها حيث كان يقف بائع القاز بوايته بعد أن يعلن للجميع من عند المشعًل عن وصوله ليتلقاه أهالي القرية بجوالينهم في المدور ليبتاعوا منه مايحتاجون من القاز حتى زيارته القادمة
نعم كانت قريتنا جنة. كانت الأمطار لا تصحي بل والبرد كان يغطي الكثير من السندان لتتصل مع أي ركيبة تعلوها وكنا نلهو ونمرح على ذلك البرد المتراكم تماما كما يفعل المتزلجون على جبال الألب نقفز من الأعلى الى الأسفل في غاية الفرح والسرور.
كنا لا نعرف غير قريتنا الحبيبة سوى من كان يدرس خارجها وكنا نعتبر جميع أهالي القرى القريبة جدا والتي لا يفصلنا عنها سوى أمتار معدودة أجانب كنا كالأسرة الواحدة من شرق القرية الى غربها ومن الدار الى الفرورا الى ريعان كنا نعتبر أسرة واحدة رجالها أشقاء لنسائها والصغير يوقر الكبير والكبير يعطف على الصغير.
كانت العيوش في البلاد تتمايل مع نسمات الهواء العليلة وتتراقص لتكون سيمفونية جميلة كانت أشجار اللوز والمشمش والخوخ حين تثمر تزيد تلك اللوحة جمالا فتتلألأ الثمار وتتراقص على أنغام الطيشان والفرفر والحقاحق وتمنحنا سعادة لا تماثلها أي سعادة كانت تمنحنا ثقة بالله رازقنا حيث كنا نتعهد تلك الثمار ونكلؤها بالرعاية حتى يحين وقت الحصاد فنجني اللوز ونلببه أو نبيعه غضاريفا ونصرم الحنطة ونديسها ونذريها ونروح الحب والرفة ونخزن الحب في القفاف و نهبط ببعضه الى السوق لنشتري البن والهيل والعويدي وبعض الأشياء الخفيفة الأخرى وكان كل ذلك يتم يوم الخميس فقط مع العم علي بن موسى أمد الله في عمره في البلكاش الذي كان يملكه وكانت تعد رحلة تتحدث فيها النساء فوق كل قهوة في الصباح الباكر حين كان الجيران يسيرون على بعضهم مع فتوق النور فيشربون القهوة المعدة على الملة ويتناولون المخوض في القهوة أو مع قرط عنب إن كان موسم العنب ثم بعدها كل يذهب الى بلاده يتعهدها بالرعاية حيث تترعرع تحت عينيه حتى يشتد عودها وتنضج ويحين قطافها وكان يستبدل الحنطة بالذرة أو الحبحاج للموسم الثاني حيث كانت البلاد تؤتي أكلها مرتين في كل عام.
كان الرجال يسلمون على نساء القرية في أي مكان وكانت النساء يتحجبن بالشرشف والحوكة متصمدات الرأس فيتحايا الرجال والنساء ويسألون عن أحوال بعضهم بكل بساطة وعفوية والكل ينظر للآخر على أنه شقيق من أم وأب يتفقد بعضهم بعضا يتزاورون ويتقهوون عند بعضهم وكل واحدة تأتي بطبخة قهوة في طرف حوكتها وعليها ربما معروفها الذي تعطيه لصاحبة البيت لا لشيئ الا لتقوية أواصر المحبة والقرابة لتردها أو تزيد عليها تلك المرأة فيما بعد. الله كم كان جميلا منظر ذلك الشيبة وهو يسير أمام كهلته ليتقهوو عند الفلاينة من الناس وليصلو رحمهم وليقضو أوقات فراغهم فيما يعزز أواصر المحبة والإخاء ويزيد من الولاء والإنتماء للمصاقير وأهلها وهذا الحب والود والتقارب بيننا كان يمنحنا المزيد من الثقة في النفس حين نشعر أن من يسكن في آخر القرية هو أخ شقيق لي مثل من ينام معي تحت سقف بيت واحد وحتى كنا عندما نذهب بعيدا عن القرية فكنا نحس بقوة غير عادية بسبب إنتمائنا للقرية ولمعرفتنا بمن يقف ورائنا وأنهم سيفدوننا بأرواحهم لو دعت الحاجة.
كانت القرية قديما جميلة بل وأسطورية بما ذكرت وهناك منظر جميل آخر للنساء حين كنا نراهن وهن عائدات من الحطب يحملن تلك المشنقات الضخمة من الحطب وعلى فترات يقفن لينتسمن ويتجاذبن أطراف الحديث ثم يكملن المسير الى بيوتهن محملات بخير من طبيعة قريتنا الحبيبة يضعن المشنقات ثم تعتلي القرب ظهورهن ويذهبن الى بير المساقي ليستقين ويملأن قربهن ويعودن بها الى بيوتهن للشرب ولغسيل مواعينهن القليلة جدا والتي تكاد تنحصر في قدر وصحن فقط فلم يكن هناك حماما ولا سيفونا ولا غير ذلك
كانت تلك الأيام جميلة بالتقارب والمحبة بين أفراد القرية جميعهم صغيرهم وكبيرهم رجالهم ونساؤهم. كان عملنا فلاحة الأرض وكان رأس مال كل واحد منا بلاده , جرينه ,خورمته, لومته, ضمده, ثوره أو سانيته لمن كان ميسور الحال. وكان منظر الرجال وهم سارحين يحرثون في الصباح الباكر رائعا جدا مع الندى على أوراق الأركوض وشخاميت العثرب في عنفوان ظهورها وهي تتراقص مرحبة بذلك الفلاح وهو سارح يحرث الأرض وخاصة حين يكون الضباب يغطي القرية وأحيانا ينجلي عنها لترى ذلك الرجل وهو يحمل اللومة والآخر يحمل الضمد وبيده المقصب وآخر يقود السانية ليذهبو لحرث بلادهم البعيدة والمرأة بعد ذلك تسرح بفطورهم والذي يتكون من خيرات القرية خبزة وسمنا أو حقينة أو قشارات بقيت من العشاء لتلين في القهوة أو الشاهي الذي يعد في الوادي ويصبح لا يضاهيه في الطعم لا كبوتشينو ستاربكس ولا شاهي لاكوستا ويتفوق عليها بمراحل عديدة ولا يساوي طعم تلك القشارة وخاصة لو كانت حفافا لا تشيزكيك ولا كيك الغابة السوداء أبدا.
نعم تلك كانت قريتي وكذلك كانت جميلة رائعة كانت كلؤلؤة تزين جبل رحى تتلألأ بلوزها ومشمشها وخوخها ورمانها. كذلك كنا نقضي أوقاتنا وكذلك كنا نتواصل وكذلك كنا نحب بعضنا بعضا وكذلك أيضا كنا ننتمي لأجمل قرية على جبال السروات: قرية المصاقير
وما دعاني لكتابة هذا الفلاشباك هو قرائتي لقصيدة عن القرية للشاعر الرائع عبدالعزيز المقالح وهاهي القصيدة لتهيموا في جمالها قليلا أحبتي أعضاء وزوار منتدى زهران:

جميلة تتباهى بفقرها وبمعمارها المتقشف..
ليل هادئ، عامر بالنجوم..
ونهار راقص..
مترع بالضوء..
وبموسيقى الجداول والشجر،
بيوتها الحجرية المطلية النوافذ بالنور.. تلوح لعيني المسافر من بعيد كقناديل هابطة من السماء،
طين تراوده شهوة العزلة وحنين الابتكار يتذكرها.. يتذكر التلال والأودية والمنحدرات الصخرية
المغطاة بأعشاب لا تعرف الذبول.. هي الأمل في أعتى درجات اليأس.
والضوء في آخر الرحلة الخائبة هي بقعة في جسد الوطن وأحيانا هي الكلمة التي تختزل الوطن.

محبكم بير المعين

[Mr.RoMaNiStA]

شكرا عالموضوع الجميل

[الوضاح]

سلمت اخوي بير المعين على الموضوع الرائع
وبورك في جهدك ..

دمت بخير

[ابو أبان]

شكرا على موضوعك الرائع

[ألمحيط]

[align=center]الاخ الكريم والرائع بير المعين المحترم
تسلم يا الغالي على هذا الابداع والغير مستغرب منك ايها الخلوق
مجهود كبير من كاتب كبير
تقبل تحياتي الصادقة[/align]

[بير المعين]

الأخ السفاح
مرحبا بمرورك العطر وشكرا لتكرمك بالرد على الموضوع
تحية ومودة لك أخي العزيز
بير المعين

[بير المعين]

أخي الكريم الوضاح
أهلا بك وبكلماتك الكريمة في حق الكاتب والموضوع
شكرا ودعواتي لك بالسعادة والهناء
بير المعين

[بير المعين]

الأخ ابو أبان

أهلا بمرورك العطر وأهلا بردك الكريم

بير المعين

[بير المعين]

الأخ الكريم المحيط
لطالما كان وجودك الكريم كأخ عزيز وصديق وفي
نعمة من نعم الله على بير المعين
فاسلم لأخيك الصغير ودم في حفظ الله ورعايته يا غيمة الصدق والوفاء والمحبة التي تظلل أخوتك دائما
وتمنحهم نعمة الإستمرار والبقاء
أخوك بير المعين

[الصابر]

الله يحييك يابير المعين وونعم بالمصاقير ورجالها ومن المعروف ان المصالقير هي إحدى قرى بيضان وبيضان هي فرع من بني عامر حسب الوثائق التي أطلعت عليها من خلال اتفاقية لمنع الحروب بينهم وأهالي خيرة
وشهرة المصاقير تكفي من خلال اللوز في المصاقير الذي لايوجد له ذكر في زماننا الحالي وياليت ذالك الزمان يعود
تحية للكاتب واتمنى أن يبادر أهالي المصاقير بالمطالبة بفتح طريق عن طريق قرية خيرة من جهة عباد ليسهل الوصول والتواصل مع قرى بيضان الأخرى ولكم تحياتي
أخوكم الصابر