الناجية

[الوفاء]

أخواني وأخواتي بمنتدى زهران أحببت في هذه الصفحة أن أسرد لكم احدى كتابات أغلى الناس على قلبي سر وجودي في هذه الحياة أبي الغالي اسأل الله أن يحفظه لي ويطيل بعمره وهي عبارة عن قصة بعنوان الناجية
**************
طوال الليل وأنا على الفراش اشحذ النوم ،اتقلب يميناً ويساراً ، أضع الوسادة على وجهي دون جدوى .
يا لحظي ثلاث سنوات وأنا أعمل معلمة في هذه المدرسة الواقعة في أعلى الجبال ولم تشملني حركة النقل ، الى متى يظل هذا المسؤول يسوف في نقلي ؟ من يوم غد سأريح أمي من شقاوة لمياء سأصطحبها معي للمدرسة فقد أصبحت احدى طالباتها المستجدات .
ياترى ستتحمل معنا عناء ذلك الطريق الوعر وخطورته ؟ كان الله في عون والدها يذهب بنا الى المدرسة ويعود الى عمله في المدينة ومن ثم يكر الينا في آخر النهار .
ساعة الحائط أوقفت سير عيني وهي تجوب غرفة النوم عقاربها الوهاجة تشير إلى الثالثة والنصف قبل الفجر ولم يبق على انطلاقنا سوى ساعة كفيلة بأن أهيئ فيها نفسي وابنتي ، انسللت من جوار أبي لمياء دون أن يشعر بي وتركته يغط في نومه ريثما يؤذن للفجر .
اطللت على ابنتي في غرفتها وفضلت تركها هي ايضاً نائمة حتى أتمكن من تجهيز ما يلزمنا للمدرسة .
نكصت الى غرفة نومنا اتعهدها كعادتي كل يوم بعد أن يستيقظ ابو لمياء وبينما أنا اقلب صفحات التقويم لفت نظري تاريخ اليوم فهو يوافق يوم ذكرى زواجنا .
يممت صوب صورة زواجنا القابعة على المنضدة اصلها فالوصل أضمن للعهد ، أمسح زجاج اطارها بأكمام ثوبي ، احدق فيها ، اناجيها بحديث الوفاء : سبع سنوات مضت على زواجنا حافلة بالحب والإخلاص والتضحية وسنظل كذلك أبد حياتنا .
صوت لمياء الأبح ( صباح الخير ياماما ) تدخل علي وهي تحمل على كتفيها حقيبة المدرسة وتلوح بذراعيها وقد بسطت عليهما مريولها السماوي فرحة بأول يوم تذهب اليه الى المدرسة وكأنها عصفور صغير يرفرف بجناحيه فرحاً ببدء تجربة طيرانه في عالمه الواسع .
ليس ياابنتي قبل أن تغسلي وجهك وتنظفي أسنانك واسرح لك شعرك وتتناولي وجبة الافطار .
صوت منبه السيارة يحثنا ابو لمياء على الاسراع والتوجه اليه .
ألثمنا الصمت ونحن سائرون في الطريق فأبو لمياء منشغل بقيادة السيارة وأنا أفكر في طريقة أقنع بها مديرة المدرسة لكي أبقى في الصفوف الدنيا لاسيما في الصف الأول حتى لا يكون هناك تباين في متابعتي لمستوى لمياء في المدرسة والبيت .
عرفت لمياء كيف تخرجنا من دائرة الصمت المطبق إلى تلك الذكرى الغالية على قلوبنا حين نهضت من مقعدها الخلفي ووقفت خلف مقعدينا تقبلني وتقبل والدها تستأذننا في أنشودة حفظتها من بنات الجيران (... يارب احفظ لي أبي وأمي ... ) .
يالها من بنت ذكية تذكرنا بما نسيناه وتهنئنا به .
وحين أفقت روعني ما أرى وما أشعر به لم يكن المكان بيتاً ولا مدرسة ، لا أستطيع النطق ولا التحرك ، الألم شديد ، أنبوبة ادخلت في عنقي هي مجرى تنفسي ، ضماد يغلف رأسي وجبهتي وآخر ثقيل يغلف رجلي المعلقتين ، أنبوبة حمراء وأخرى بيضاء تضخان في شريان يدي .
كلما نظرت الى مي اشاحت به عني وكأنها تخفي شيئاً ما لا تريد أن تبوح لي به .
سألتها بلغة العيون عما حدث لإبنتي لزوجي ...؟
لم تستطع أن تكبح بكاءها وزاد نشيجها تكلمني بكلمات متقطعة ( الحمدلله على نجاتك يا ابنتي ) .
نظرت اليها والدموع ملء جفوني : ليتني كنت معهما ولم أكن الناجية .

[سعيد بن عبدالله الزهراني]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوفاء      وحين أفقت روعني ما أرى وما أشعر به لم يكن المكان بيتاً ولا مدرسة ، لا أستطيع النطق ولا التحرك ، الألم شديد ، أنبوبة ادخلت في عنقي هي مجرى تنفسي ، ضماد يغلف رأسي وجبهتي وآخر ثقيل يغلف رجلي المعلقتين ، أنبوبة حمراء وأخرى بيضاء تضخان في شريان يدي . كلما نظرت الى مي اشاحت به عني وكأنها تخفي شيئاً ما لا تريد أن تبوح لي به . سألتها بلغة العيون عما حدث لإبنتي لزوجي ...؟ لم تستطع أن تكبح بكاءها وزاد نشيجها تكلمني بكلمات متقطعة ( الحمدلله على نجاتك يا ابنتي ) . نظرت اليها والدموع ملء جفوني : ليتني كنت معهما ولم أكن الناجية .

موضوع جميل ورائع جسدتيه في حكمة ثم في قصة وأخيرنا في كارثة حلت لكني لم أفهم ماذا حدث هل هو حادث مروري أم شيئ آخر حسيت نفسي إني ما أستوعبت الحدث ربما قصور في تصوري لما حدث ،
تقبلي مروري ،

[الوفاء]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد بن عبدالله الزهراني      موضوع جميل ورائع جسدتيه في حكمة ثم في قصة وأخيرنا في كارثة حلت لكني لم أفهم ماذا حدث هل هو حادث مروري أم شيئ آخر حسيت نفسي إني ما أستوعبت الحدث ربما قصور في تصوري لما حدث ، تقبلي مروري ،

أهلين أستاذي
شرفني مرورك
انتهت القصة بحادث مروري توفي فيه الزوج والبنت
اشكرك لتواجدك

[سعيد بن عبدالله الزهراني]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوفاء      أهلين أستاذي شرفني مرورك انتهت القصة بحادث مروري توفي فيه الزوج والبنت اشكرك لتواجدك

أشكرك إبنتي الغالية ( الوفاء ) على التوضيح قصة محزنة ونهاية غير سعيدة للبنت وأبيها وحتى الأم لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم الله يرحمهم وأموات المسلمين،
تقبلي مروري ،،

[الوفاء]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد بن عبدالله الزهراني      أشكرك إبنتي الغالية ( الوفاء ) على التوضيح قصة محزنة ونهاية غير سعيدة للبنت وزبيها وحتى الأم لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم الله يرحمهم وأموات المسلمين، تقبلي مروري ،،

العفو أستاذي فتواجدك بأي موضوع لي يزيد الموضوع بهاء فيكفيني وجودك به

[سعيد بن عبدالله الزهراني]

مكرررررررررررررر

[انا السليمي]

قصه كانت جميله في البداية وما اكثرها حزناً في النهاية .كانت القصه عبارة عن اسرة صغيره ومنظمه ومرتبه وتسعى الى طلب الرزق والعلم . وقدرة الله فوق كل شي وفي لحظات تفرق شمل هذي الاسره ومات الزوج وابنته وبقيت الزوجه بجروحها واصاباتها وجرحها العميق بقلبها على فراق الزوج والطفله وهذا الجرح سيقى معها مدى الحياه .كان الله في عونها
شكرا لك اختي الفاضله على هذي القصه الحزينه فعلاً

[الوفاء]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انا السليمي      قصه كانت جميله في البداية وما اكثرها حزناً في النهاية .كانت القصه عبارة عن اسرة صغيره ومنظمه ومرتبه وتسعى الى طلب الرزق والعلم . وقدرة الله فوق كل شي وفي لحظات تفرق شمل هذي الاسره ومات الزوج وابنته وبقيت الزوجه بجروحها واصاباتها وجرحها العميق بقلبها على فراق الزوج والطفله وهذا الجرح سيقى معها مدى الحياه .كان الله في عونها شكرا لك اختي الفاضله على هذي القصه الحزينه فعلاً

اهلين اخوي
شرفني تواجدك
فعلا قصة حزينة تتعرض لها كثير من المعلمات وكثير من اﻷسر

[براااق الحـــازم]

.
جميل ما كتبه والدك سيدتي..
يوميات الحضور والغياب, كتاب متلون الاوراق.
بين سطوره قصص لا تسعها الحروف.
حين تكون قضية الانثى هاجس رجل, يكون للرواية مذاق مختلف.

الوفاء.
جل الثناء, وفائك لقلم والدك.
..
.

[الوفاء]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة براااق الحـــازم      . جميل ما كتبه والدك سيدتي.. يوميات الحضور والغياب, كتاب متلون الاوراق. بين سطوره قصص لا تسعها الحروف. حين تكون قضية الانثى هاجس رجل, يكون للرواية مذاق مختلف. الوفاء. جل الثناء, وفائك لقلم والدك. .. .

جل الثناء هو لحضورك أستاذي ومشاركتك
فكم يبهرني قلمك الرائع وما ينثره دائما من أبجديات الابداع
فكل الشكر لرأيك أستاذي