الهروب الى الماضي__افكارومواقف

[الصغير1]

الهروب إلى الماضي _ أفكار ومواقف _

بسم الله الرحمن الرحيم




استحوذت المسلسلات على اهتمام الناس في رمضان. الملايين يتسمرون أمام شاشات التلفاز التي تأخذهم في رحلة عبر تاريخ ظل يأسر آفاق العرب رغم انهم نسوا معظم تفاصيله.

اللافت أن المسلسلات التي حصدت أعلى نسب مشاهدة تدور في الماضي. وللماضي عبقه عندما يكون الحاضر قاسياً ممقوتاً. فراهن العرب محبط. والحنين إلى الماضي يخلق شعوراً، في معظم الأحيان وهمياً, بأن الحياة كانت في الأزمان السابقة أفضل. فليس على الخيال قيود. والصورة التي رسمها العرب لماضيهم، القريب والبعيد، مغرقة في المثالية وتكاد تكون خالية من الشر، الذي حتى وإن وجد، ينتهي إلى اندحار.

لا ود بين العرب وراهنهم. ولا ثقة لهم بمستقبلهم. لذلك يهربون إلى ماضٍ يعيدون تشكيله بما يروي عطشهم للمجد والكرامة والإنجاز.

فالحارة في دمشق، حسب مسلسل (باب الحارة) تركيبة دافئة من العلاقات الإنسانية التي تنتصر دوماً على الشر وترجع، مهما تعكرت، إلى صفاء لا مكان له في عالم اليوم. الأخلاق الحميدة تسود. والوطنية فعل ملموس. والمنظومة القيمية سد تسقط أمام صلابته كل تمثلات الشر.

والبادية، كما يصورها مسلسلا (نمر بن عدوان)(وضحة وبن عجلان)مساحة رحبة من الخير والفروسية والقيم التي تدمر بوادر شر يطلقها شاذ أو متمرد على الثقافة الجمعية التي لا تسمح بفقر أو فجور أو استهتار بالمثل الاجتماعية والإنسانية.

ويهرب المشاهدون إلى هذا الماضي في انفعالات عاطفية لا تترك مجالاً لمعالجة نقدية لهذه الصور المثالية التي تُجَمّل أزماناً يظل العرب أسارى مثاليتها التي انتجتها عملية إعادة خلق بالغت حد الاسراف في تعظيم جمالياتها والغاء سلبياتها.

لكن المسلسلات لم تخلق حالاً جمعية جديدة. هي أفادت من تركيبة فكرية عاطفية عربية لا تهرب إلا إلى وراء وتبحث عن أحلام أمكنتُها أزمنة ولّت ليحل محلها راهن بشع لا يعد بمستقبل أقل بشاعة.

ربما لهذا غابت المسلسلات التي تحاكي الواقع وتنقل ما يشوبه من تشوهات سياسية اقتصادية قيمية اجتماعية. فهذه ما كانت إلا لتزيد الاحباط احباطاً والنزعة نحو قطع الوصل معه قوة.

الهروب إلى وراء ظاهرة في عالم العرب. فالوعي العربي لا يرى انجازاً إلا في ما خلا من عصور يستذكرها العقل العربي مرحلةً ذهبية من الإنجاز والصفاء والسمو والتسامي. يرفض أي معالجة نقدية لها. ويعتبر الاشارة إلى ما سادها من اختلالات وطبائع إنسانية تخطئ وتصيب اعتداءً على مقدسٍ.

أبطال قصص المساء رجال عاشوا قبل قرون. لا أبطال راهنون يتمثل الناس إنجازاتهم, سياسية أو فكرية أو اقتصادية كانت. وهذه حال بائسة تستدعي تمحيصاً عميقاً، ليس لتشخيصها، ولكن لإدراك ما يكمن فيها من خطر آني ومستقبلي، وربما، لمواجهتها.

بيد أنه لا يبدو أن هنالك من يجرؤ على ذلك. فبين ضيق سياسي يخشى رحابة العقل واضطراب فكري يترجم ديكتاتورية لا ترى إلا أبيض وأسود، لا مكان لأصوات تنويرية تذهب إلى حدود تحدي الوعي الزائف فتمزقه وتقتل الاسطورة التي نسجها عقلٌ عربي تمكنه اليأس والاحباط. ومع استمرار تعثر السير إلى أمام، يبقى الهروب إلى وراء سبيل العرب الوحيد، في الدراما كما في الحياة.






الصغـــــــــــــــــير1...

لكمــ تحيــآتي ..

[رغدة]

لذلك يهربون إلى ماضٍ يعيدون تشكيله بما يروي عطشهم للمجد والكرامة والإنجاز.

مشكوووووووووووور اخوي صغير1
جزاك الله خير

[فارس دوس]

واضيف على كلامك مسلسل مهم

الملك فاروق

عموما مشكوووووووووووووووووووووور

[الجنتل]

[glow=#009900]يعطيك العافيه

المسلسلات الجيده هي القديمه

اما الجديده كلها مسخره وتريقه [/glow]