حليمة الصايغ: توثيق صناعة السيوف والخناجر مهمة وطنية

[عذبة الاوصاف]

من خلال ورشة والدها المنزلية ومعايشتها اليومية لتقنيات صياغة الذهب، أبدعت حليمة عبدالله الصايغ في مجال تزيين السيوف والخناجر وتوظيف التراث في تصميم المجوهرات تحت مظلة مؤسسة الشموخ للتحف بدعم من مؤسسة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب . وتمكنت الصايغ من مزج الروح العصرية والعراقة في تصميماتها، مرصعة الخناجر والسيوف بالأحجار الكريمة، ولم تكتف بذلك، بل حرصت على جمع وتوثيق المعلومات حول هذا الفن، وتأليف كتاب “صياغة السيوف والخناجر التقليدية في دولة الإمارات” .

ملامح من مسيرة الصايغ والكتاب في هذا الحوار معها:

ترعرعت في أسرة امتهنت صياغة الذهب والفضة، هل هذا ما دفعك إلى الإقبال على عالم المجوهرات؟

- وجودي في أسرة امتهنت فن الصياغة كان له الأثر الكبير في اقتحامي هذا العالم، لأقدم نموذجاً من الحرف الإماراتية، إذ تعرفت إلى حرفة الصياغة التقليدية في ورشة والدي الذي تخصص في صياغة السيوف والخناجر الذهبية والفضية، ما جعلني متمكنة في هذا المجال، إلى أن افتتحت مؤسسة الشموخ للتحف الفنية تعنى بتلك الصناعة التراثية العريقة .

ما الذي دفعك إلى الاهتمام بهذا الجانب المهم من تراث الإمارات؟

- أرى في السيوف والخناجر فنون الزخرفة والحضارات المختلفة، وبها مهارات عدة لم تكتشف في المجتمع، وبدوري عاصرت ازدهار السيوف والخناجر، وهذه المرحلة محفورة في ذاكرتي بتفاصيلها وجزئياتها، وأحببت التركيز على الجانب الفني في الخناجر والسيوف، وتعريف المجتمع بشكل اكبر على هذا الفن .

ما لمساتك الفنية لتعيد الخنجر في أبهى حلة وتنفض عنه غبار الزمن؟

- الخناجر عموماً شيء يخص الرجال، ولها مواصفات معينة، وأحرص على أن أحافظ على الأصالة مع إضافة لمساتي الخاصة، بتحويل الخنجر إلى تحفة فنية، والبعض لم يتقبل اللمسات الحديثة، لأن هناك زخارف من أكثر من 200 سنة وتلقى القبول من بعض الفئات، وتمكنت من إضافة لمسات عصرية على الخنجر التقليدي، بعد تزيينه بصور لرموز إماراتية لتحمل الطابع الوطني، إضافة إلى ذلك أطعم الخنجر بالأحجار الكريمة مثل الفيروز والزاركون والروبي وغيرها، وأصنعها من الفضة، أو تطلى بماء الذهب .

هل بدأت بجمع وتوثيق المعلومات حول هذا الفن؟

- لا توجد مواد موثقة عن الصياغة التقليدية التي مارسها الحرفيون الأصليون قديماً، وظلت تتوارث بين أفراد عائلة الصايغ، ولكن من دون تدوين المعلومات حولها، وهذا جعلني أجمع كل ما تبقى من منتجات وأدوات الصاغة لتكون دليلاً على ثراء التراث المحلي . واهتمامي لم يكن منصباً على زخرفة الخناجر والسيوف فقط، بقدر رغبتي الملحة في توثيق المعلومات وتقديم المخزون الذي لديّ للمجتمع، وألّفتُ كتاب “صياغة السيوف والخناجر التقليدية في دولة الإمارات”، ويعد أول كتاب على مستوى الشرق الأوسط عن توثيق الخناجر والسيوف، وأعتبر الحفاظ على تراث الآباء والأجداد، وتوثيق مهنة صياغة الحلي رسالة وطنية أحملها على عاتقي .

ما الأمور التي تطرقت لها في الكتاب؟

- تطرقت لتاريخ الحرفة وفن صياغة السيوف والخناجر، وبدايتها، والفترة التي ازدهرت فيها، وأشهر الصاغة الذين مارسوا الحرفة، وأهم منتجاتهم، ومراحل صياغة الخناجر والسيوف، والأدوات والتقنيات المستخدمة التي كانت من أفضل أنواع التقنيات بدليل رغبة بعض الدول في تقليدها .

من أين استقيت معلوماتك؟

- كنت محظوظة لانتمائي إلى أسرة امتهنت هذه الحرفة، فتفاصيل تلك الحرفة محفورة في ذاكرتي، واعتمدت على أمهر الصاغة، كالوالد، ووالدتي أيضا كانت من الصائغات، فأذكر أن بعض النساء في بيتنا كن يمارسن تطعيم المجوهرات أو يعملن على قطعة ذهبية، وهذا سهل عليّ مهمة التوثيق وتقديمها كحرفة إماراتية . إضافة إلى ذلك، اعتمدت على إجراء مقابلات شخصية مع أصحاب تلك الحرفة من مناطق عدة بالدولة .

ما الجوائز التي حصلت عليها في مجال المجوهرات؟

- حصلت على جائزة الشيخة شمسة بنت سهيل للنساء المبدعات عن مبادرة بعنوان “الشموخ للتحف الفنية” التي جاءت فكرتها من صياغة الذهب والفضة والتحف الشعبية في الإمارات ما يقارب المئة عام، وحصلت على جائزة فئة تصميم المجوهرات في نادي دبي للسيدات في مسابقة “ريد كاربت”، وشاركت بتقديم ورقة عن تاريخ صياغة الذهب، وحصلت على شهادة شكر من متحف العين الوطني لجهودي في الحفاظ على تراث الإمارات .

هل تحرصين على نقل هذه الحرفة إلى العالم الخارجي؟

- شاركت في معرض في بيروت، ورغبت من خلال المشاركة بتعريف المجتمع الخارجي إلى هذه الحرفة، وأتمنى من الجهات الرسمية في الدولة والمؤسسات المعنية بالتراث أن تهتم بهذا الجانب لتحافظ على تراث الإمارات من الاندثار، وأنا كفرد لا أستطيع أن أحفظ تراث أمة، بل المسؤولية مشتركة مع هذه الجهات، فهذه الحرفة معتمدة على فنون زخرفية وتقنيات كبيرة لابد أن توثق ويحافظ عليها، ونستطيع أن ننقل هذا التراث إلى المحافل الدولية، وبالفعل أصبح همي الشاغل هو أن تتبنى الجهات المعنية بالتراث الحفاظ على هذه الحرفة العريقة .

وماذا عن تصميمك للمجوهرات؟

المجوهرات يغلب عليها طابع البساطة والرقي والفخامة، واعشق الطابع الشرقي بأحجاره الكريمة، ومازلت حريصة على إدخال التراث في تصميم المجوهرات .

[منبع الطيب]

احسنت عذبه
بارك الله فيك وفي هذا الاثراء من المعلومات
اشكرك على الاضافه لمعلوماتي

تحيتي وتقديري

[محمد الساهر]

الف شكر بارك الله فيك على موضوعك نتمنى منك المزيد