ترقق الشعر وفقدانه . . ماذا يعني مرضياً؟

[عذبة الاوصاف]

فقدان الشعر قد تكون له آثار نفسية سلبية عميقة للغاية على من يعانيه، وقد يطلق الاكتئاب وبذلك يعيق إمكانية التعافي منه .


ويقول مختصون بصحة وسلامة الشعر ممن أمضوا عقوداً وهم يدرسون ويعالجون مشكلات الشعر . وبحكم خبرتهم الطويلة أن كثيراً من حالات تلف وفقدان الشعر تنجم من الضحية نفسه . فوصول الشعر إلى حالة التقصف والجفاف وعدم القابلية للإصلاح يستغرق فترات طويلة، يكون فيها الشعر قد تعرض لشتى أنماط التجفيف والتسخين، والخضب والتصبيغ ومختلف أنواع التصفيف .

يقول أحد هؤلاء الخبراء إن حالة شعرنا تعد مرآة أو مقياساً لحالة صحتنا الداخلية . فالمرض، إضافة إلى الأدوية وبعض العلاجات المعينة، يتسببان بفقدان خصلات الشعر لرونقها وبريقها، وتحولها نحو الهشاشة وخسارتها لمظهرها الجميل .

ويضيف: “بالتأكيد، بت حالياً أفحص حالات فقدان شعر أكثر بكثير من السابق . وقد تعزى هذه الزيادة لازدياد معدلات القلق والتوتر بين الناس، أو ببساطة لأننا أصبحنا نحيا فترات أطول” .

والمعروف أن القلق وعمليات التقدم في العمر يمكنها أن تتسبب بتساقط الشعر .

وبغض النظر عن الأسباب، يؤدي فقدان الشعر لإحداث تأثيرات سلبية عميقة في رضا الإنسان وثقته بنفسه .

وإيجاد وسائل لمواجهة هذه المشكلة التي قد تتسبب أيضاً في إصابة من يعانيها بالاكتئاب، يمكن أن يسهم في تعزيز الثقة بالنفس واسترجاع احترام الذات المفقود، وبالتالي تسريع التعافي من الأمراض وتحسين الصحة العامة .

وبالطبع لا يمكن للطبيب أن يشخص المرض بمجرد النظر للشعر . ولكن من المحتمل ألا يعي المرء بتاتاً، أنه يعاني مشكلة صحية تؤدي لضعف نمو الشعر، ولو كنت قلقاً من ذلك ينبغي عليك أن تقابل طبيباً .

الأنيميا “فقر الدم”

نحن بحاجة إلى الحديد لإنتاج خلايا الدم الحمراء، وهذه الخلايا تنقل الأكسجين في الجسم . ونقص الحديد يؤدي للإصابة بالأنيميا، وهذا يعني قلة خلايا الدم الحمراء . وقلة الأكسجين الذي يصل إلى فروة الرأس، وتجويع بصيلات الشعر، والتسبب بفقدان تدريجي منتظم للشعر . وفي هذه الحالة قد تصبح هيئة الشعر باهتة وضعيفة، وتصبح فروة الرأس مرئية أكثر .

والأعراض الأخرى لهذه الحالة تشمل شحوب البشرة، والإرهاق والخمول . وتناول متمم من الحديد قد يسهم في تحسين صحة المصاب . أما نقص فيتامين “سي” وتناول الكحول والكافيين فقد يعيقان امتصاص الحديد .

ويؤكد الخبراء في هذا الصدد أن تناول كوب من عصير البرتقال مع غذاء غني بالحديد يساعد على الامتصاص، ويعين الشعر على استعادة النمو .

اضطرابات الأكل

يقول الخبراء إن قلة تناول الطعام تعيق دورة نمو الشعر، وبالتالي تبطئ ضخ الدم لفروة الرأس . وفي هذه الحالة يفقد الشعر بريقه ويتساقط . ومن يفقدون شعرهم بطريقة مفاجئة، أو يقللون تناولهم للسعرات الحرارية للمحافظة على وزنهم، قد يصابون أيضاً بتشوه هيئة الشعر وضعفه .

ونادراً ما يكون فقدان الشعر دائماً، بيد أن تناول الغذاء المتوازن المليء بالبروتين يعتبر مهماً وحيوياً، الشعر يتشكل من البروتين، ومن المهم تناول البروتين في الإفطار، لأن مستويات البروتين تكون متدنية في بصيلات الشعر . ويؤكد الخبراء في هذا الصدد ضرورة التأكد من إغناء نظامك الغذائي بالفيتامينات، خاصة مجموعة فيتامينات “بي”، إضافة إلى الزنك والأحماض الدهنية الأساسية” .

متلازمة المبيض المتعدد الكيسات

تنجم متلازمة المبيض المتعدد الكيسات عند النساء بسبب زيادة الهرمونات الذكورية التي يمكنها أن تسبب ضعفاً وترققاً في أعلى وفي مقدمة فروة الرأس . وتحدث هذه الحالة فقط لدى من يعانين متلازمة المبيض المتعدد الكيسات اللواتي يتسمن بتاريخ أسري من فقدان الشعر الجيني .

وهذا المرض يسبب زيادة في نمو الشعر في الوجه والجسم . وينبغي أن تسهم عقاقير إنقاص مقدار الهرمون الذكوري في إعادة نمو شعر الرأس، وتدليك الرأس قد يكون مفيداً أيضاً، لأنه يزيد ضخ الدم لفروة الرأس وبصيلات الشعر .

مشكلات الغدة الدرقية

يعد فقدان الشعر بمثابة مؤشر أولي إلى وجود خلل في الغدة الدرقية . والمعروف أن قلة أو زيادة هرمون الغدة الدرقية في الجسم يؤثر في عملية الأيض وفي دورة نمو الشعر . وفقدان الشعر يكون عاماً في هذه الحالة، خاصة في مقدمة الرأس والأجناب والخلف أيضاً، وهذا يعزى لتأثر جميع البصيلات بسبب مشكلات الغدة الدرقية .

وفي هذه الحالة، يمكن الاستعانة بأدوية أو علاجات أخرى للسيطرة على هذا المرض .

ويقول الخبراء إنه لإعانة الشعر على استعادة نموه، ينبغي عليك أن تحصل على كمية وافرة من البروتين وتجري عملية تدليك لرأسك عند كل صباح .

القلق والتوتر

يمكن للقلق أن يتسبب بالإصابة بالشيب المبكر . والهرمونات التي تفرز في الجسم خلال الأحداث المقلقة تؤثر في امتصاص فيتامينات “بي” التي يحتاج إليها الشعر لإكسابه اللون .

ويقول الخبراء إن القلق المفعم بالمشاعر يمكن أن يؤدي للإصابة بداء الثعلبة، وهو مرض يجعل الجهاز المناعي يهاجم خلايا الشعر، ويؤدي لتساقط الشعر بكثافة، وفي الغالب يبدأ برقعة صلع صغيرة في الرأس أو في شعر الوجه عند الرجال .

ويرى الخبراء أن تناول متممات فيتامين بي وممارسة تكنيكات الاسترخاء، يمكنها أن تسهم في معالجة الشيب المبكر .

أما الثعلبة فإنه يمكن معالجتها بوسائل مختلفة تشمل الاستيرويدات أو المعالجة بالأشعة فوق البنفسجية، ولكن في بعض الحالات يمكن الاكتفاء بالانتظار حتى يعود الشعر للنمو، وهذا أمر قد يستغرق أعواماً عدة .

الطلاق

كأن حسرة الطلاق أو الترمّل لا تكفيهن، إذ يبدو أن هذا النوع من الأوضاع الاجتماعية قد يفقد النساء شعرهن ليشكل السبب الأساس التالي بعد العامل الوراثي لهذه المشكلة .

وذكر موقع “هلث داي نيوز” الأمريكي أن الباحثين في جامعة “كايس وسترن ريزرف”، وجدوا أن الشيء الذي ينبئ بفقدان النساء لشعرهن في منتصف الرأس بعد الجينات، هو الوضع العائلي، ففقدان الزوج بسبب الطلاق أو الوفاة يزيد هذا الخطر مقارنة بغيرهن من النساء المتزوجات أو غير المتزوجات . وقال الباحث المسؤول عن الدراسة بهمان غويورون، إن “الإجهاد الذي يصحب الطلاق المضطرب، يبدو على الأرجح هو الذي يؤدي إلى فقدان الشعر عند النساء” . ووجدت الدراسة أن شرب الكحول والتدخين بكثرة قد يزيدان من هذا الخطر أيضاً عند النساء .

ويساهم التدخين وشرب الكحول بشكل كثيف في فقدان الرجال لشعرهم أيضاً، لكن الجنسين يتأثران بشكل مختلف .

وقال غويورون “ما يمكننا قوله هو إننا حددنا عوامل تبدو أنها تزيد أو تخفف الخطر عند الرجال والنساء بغض النظر عن الوراثة” .

لماذ لا يعني العلاج الكيماوي دائماً فقدان الشعر؟

يعتقد أغلبية الناس أن مرضى السرطان الذين يعالجون بالأشعة الكيماوية، لا بد أن يصابوا بتساقط الشعر والصلع . ولذلك يضاف الخوف من فقدان الشعر لرعب التشخيص .

ويقول أحد الخبراء إنه يدرك هذه المشاعر جيداً لأنه مر بتجربة شخصية في العام ،2006 حينما كانت زوجته تعالج من مرض سرطان الثدي .

ويوضح: إن أدوية العلاج الكيماوي تستهدف الخلايا سريعة النمو لمنع الخلايا السرطانية من الانقسام السريع وإعادة التشكل . بيد أن بصيلات الشعر تحل في المرتبة الثانية مباشرة بعد نقي العظم حينما يتعلق الأمر بنشاط إعادة الإنتاج، ولذلك قد يصبح فقدان الشعر من الآثار السلبية غير المرحب بها . كما أن ارتداء غطاء شعر مُبرد خلال العلاج قد يساعد على منع تساقط الشعر، حيث يضخ سائل بارد عبر غطاء سيليكون ناعم، فتقلص البرودة الشعيرات الضيقة التي تغذي الشعر، وبذلك يقلل مقدار الأدوية والعقاقير التي تصل إلى بصيلات الشعر . لكنها قد تكون غير مريحة وأغلبية المرضى لا يتمكنون من ارتدائها أكثر من 20 دقيقة .

وقد تم اختبار مثل هذا الغطاء على شكل قبعة في السويد، حيث نجحت في وقاية مريضة سرطان أمريكية تخضع للعلاج الكيميائي من تساقط شعرها بفعل العلاج .

وقد حافظت القبعة “ديغنيكاب” التي تحتوي على جل يبرّد بصيلات الشعر ويحد من امتصاصها للمواد الكيميائية الموجودة في العلاج،على شعر الأمريكية هيذر ميلار (47 عاماً) بعد خضوعها لثلاث جلسات من العلاج الكيميائي .

ومع ذلك يقول الخبراء إن 65% على الأقل من مرضى السرطان الذين يتلقون العلاج الكيميائي يخسرون شعرهم كأثر جانبي للعلاج مما يتسبب لهم بأضرار نفسية . ويشعر المرضى بأن خسارتهم لشعرهم تربك تفاعلهم الاجتماعي .

وفي العادة يبدأ الشعر في إعادة النمو (بنحو نصف بوصة في الشهر)، ويحدث ذلك قبل 10 أسابيع من نهاية العلاج . وقد يعود متموجاً بدلأً عن عودته مستقيماً أو العكس، وأسباب ذلك غير معلومة، أو يتحول إلى اللون الأبيض بسبب إتلاف العلاج الكيماوي للميلانوكيتيس، وهي خلايا صبغية تمنح الشعر لونه .

الشيب مؤشر على المعاناة من الضغط النفسي

توصل باحثون يابانيون في دراسة حديثة إلى أنه عند المرور بظروفٍ عصيبة والشعور بالضغط النفسي الشديد تتعرض الخلايا الجذعية المسؤولة عن تزويد جريبات الشعر باللون الطبيعي للتلف وهو ما يسبب الشيب .

وقالت الباحثة إيمي نيشيمورا من جامعة كانازاوا في اليابان، التي قادت فريق البحث، إن جريبات الشعر يمكن أن تتعرض للضغط الجيني الذي يتلف بدوره الحمض النووي الريبي في الجسم .

وأضافت نيشيمورا: “إن خلايا الحمض النووي الريبي تتعرض لهجوم دائم من جانب عوامل ضارة مثل الأشعة فوق البنفسجية والإشعاع”، مضيفة أن “خلية واحدة عند الثدييات يمكن أن تواجه نحو 100 ألف حالة مدمرة يتعرض لها الحمض النووي الريبي يومياً” .

وعزت نيشيمورا فقدان الشعر لونه الطبيعي إلى الموت التدريجي للخلايا الجذعية المسؤولة عن الخلايا الصبغية التي تكسب الشعر لونه الطبيعي والشاب .

وأظهرت دراسات سابقة أجريت على الفئران أن التلف الذي يصيب الحمض النووي الريبي لا يمكن إصلاحه بسبب تعرضه للإشعاعات النووية التي تسبب الشيب .

وتدعم هذه الدراسة أبحاثاً أخرى تشير إلى أن الجينات المتبدلة تلعب دوراً أساسياً في عملية الشيخوخة عامة، وأن فقدان الخلايا الجذعية يمكن أن يؤدي إلى التراجع في عملية تجدد الأنسجة ويسرع بذلك الشيخوخة .

وقال الباحثون في الدراسة التي نشرتها مجلة الخلايا: “اكتشفنا من خلال هذه الدراسة أن الشيب هو أحد أكثر الإشارات وضوحاً على الشيخوخة وعلى تلف الخلايا الجذعية المسؤولة عن تزويد جريبات الشعر بلونه الطبيعي .

تساقط الشعر الخفيف لا يعني الصلع

طمأنت دراسة الرجال الذين يخشون من الصلع بأن فقدان عدد من شعر الرأس يومياً أمر طبيعي لا يستدعي القلق .

ودعت الدراسة التي نشرت في موقع “أخبار الطب” الرجال الذين يخشون من الصلع إجراء اختبار مدته دقيقة واحدة لخمسة أيام من أجل معرفة الفرق ما بين فقدان الشعر الطبيعي ومشكلة التساقط غير الطبيعي للشعر الذي قد يؤدي إلى الصلع .

كما دعت الدراسة الرجال الذين يعانون هذه الحالة إلى عدّ شعرات رؤوسهم التي يفقدونها بعد مضي 30 ثانية على تمشيط الشعر أو تسريحه بفرشاة، مشيرين إلى أنه من الطبيعي للإنسان أن يفقد نحو 100 شعرة من رأسه يومياً لأنه يوجد في فروة الرأس ما لا يقل عن 100 ألف شعرة .

وقالت الدكتورة جيفري ميلر وهي أستاذة مساعدة في بن ستايت كولدج للطب في هيرشي بولاية بنسيلفينيا التي أعدت الدراسة: “إن 50% من النساء والرجال يبدأون بفقدان شعرهم عند بلوغهم الخمسين”، مشيرة إلى أن “فقدان 100 شعرة من الرأس يومياً أمر طبيعي” .

وشارك في الدراسة 60 رجلاً من البيض الذين يتمتعون بصحة جيدة وتتراوح أعمارهم ما بين 20 و60 عاماً، حيث طلب منهم تمشيط شعرهم وغسله بالشامبو نفسه لخمسة أيام ثم طلب منهم عد الشعرات التي فقدوها في كل مرة . وتم استبعاد الاشخاص السود وأصحاب الشعر المجعد بسبب صعوبة تمشيط شعرهم ولأنه من المتعذر عد الشعرات التي يمكن أن يفقدوها يومياً .


اتمنى ان ايكون الموضوع مفيد

[ابو عبد الرحمن]

شكرا للنقل عذبة الاوصاف

[محمد الساهر]

الف شكر بارك الله فيك على نقل الموضوع القيم والمفيد جعله الله في موازين حسناتك نتمنى منك المزيد

[الدوسـي]