منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > الطب و الطب البديل

موسوعة الطفل السعيد


الطب و الطب البديل

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 02-08-2013, 05:04 PM
زهران وافتخر زهران وافتخر غير متواجد حالياً
 






زهران وافتخر is on a distinguished road
افتراضي موسوعة الطفل السعيد

إرشادات تجنب طفلك الامساك

لماذا لا يذهب طفلك إلى الحمام هل لأنه مشغول بأمور أهم أو لأنه يخاف من الألم في عملية الخروج فهذا قد يكون علامة على حدوث الإمساك.يعتقد الأهل أن تعلم أطفالهم استعمال دورة المياه سيكون نهاية مشكلة كبيرة لديهم لكن النجاح في استعمال التواليت لن يمنع حدوث مشاكل الخروج وحركة الأمعاء إن الإمساك هو من الحالات الشائعة جداً.

من أجل الاطمئنان، إذا كان الإمساك هذا يصعب التعامل معه ومن حسن الحظ أن الأهل يمكنهم ملاحظة أعراضه من البداية واتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك.

إن الإمساك كونه بسبب عدم خروج البراز أو صعوبة في عملية طرح البراز خارج الجسم أو عملية خروج براز قاس كل عملية خروج لمدة أسبوعين أو أكثر هذا ما يسمى عادة بالإمساك وإذا كان طفلك يعاني من الإمساك فهو لديه هذه الأعراض:

ـ ألم في البطن مع وجود غازات.

ـ قلة الشهية.

ـ زيادة في التخريش.

ـ وجود براز على الملابس الداخلية للطفل تكون خارجة عن إرادة الطفل وهذا قد يكون دليلا على وجود مشكلة لدى الطفل في عملية البراز ويجب مراجعة طبيب.

حبس البراز.

ـ براز بكمية كبيرة أو قاس ومدمى.

ـ تكرر عملية التبول بسبب الضغط على المثانة لعدم خروج البراز.

ما هو سبب الإمساك؟

يمكن أن نضع مجموعة أشياء عادة تساهم في حدوث الإمساك لدى الأطفال وعند وجود أكثر من عامل فهذا قد يفاقم المشكلة بشكل أكبر.

ـ تناول طعام قليل الألياف وعالي الدسم والكثير من السكريات.

ـ شرب كمية قليلة من المياه.

ـ تجاهل عملية التنبيه التي تحدث للذهاب للتواليت.

ـ وجود مرض: كنقص إفراز الدرق أو أي مرض يقلل من الإحساس بالجوع والعطش أو خلل في حركة العضلات البطنية.

ـ قصور الدرق.

ـ تناول الأدوية المضادة للاكتئاب أو تناول الحديد.

ـ عدم وجود أي نشاط أو حركة.

وإن الإمساك لدى الأطفال يحدث نتيجة لوجود تغييرات فمثلاً قد يحدث ذلك عندما يتحولون من تناول الطعام السائل للطعام الصلب أو عند بداية الذهاب للمدرسة وأحياناً تغير الفصول قد يساعد في ذلك. ولتمييز حدوث الإمساك لدى الطفل يجب مراقبة عملية خروج الطفل لفترة من الزمن لتحديد طبيعة المشكلة.

إجراءات تساعد على الإمساك والتخلص منه

شرب كمية كبيرة من السوائل: إن الأمر المهم الأول لدى تعاملنا مع حالة الإمساك لدى الطفل هل يتناول كمية كافية من السوائل فالسوائل بكافة أنواعها ضرورية وأفضلها هو الماء.

ـ تناول طعام يكون غنياً بالألياف: كالفواكه والخضروات والحبوب والخبز بعكس الطعام الذي يكون غني بالدسم والسكريات فهذا قد يفاقم المشكلة. بشكل عام فإن الطعام من المصادر الحيوانية يزيد أو يحرض على الإمساك على عكس الطعام من مصادر نباتية.

ولأن من الصعب على الأهل معرفة ماذا يتناول طفلهم في المدرسة فإن التركيز يتم على الطعام داخل البيت.

ـ الانتباه على عادات الطفل في الخروج: فيجب تشجيع الطفل للذهاب للتواليت عندما يشعر بحاجة لذلك كما إنه إذا كان يعاني من مشكلة إمساك منعه يجلس على التواليت بعد تناول وجبة الطعام فهذا قد يساعد في حل المشكلة.

ـ ممارسة التمارين للرياضة بشكل يومي: فان عملية الحركة والجري هي من أفضل الطرق للتخلص من الإمساك لأن هذا النشاط يساعد الجهاز الهضمي على طرح الفضلات بسرعة أكبر.

ـ مساعدة طفلك على الاسترخاء للتخلص من الفضلات: عادة في الإمساك قد ينصح الأطباء ببعض التقنيات التي تساعد على استرخاء العضلات فعادة في الأطفال الصغار تصل أقدامهم إلى أرض الحمام عندما يجلسون على كرسي التواليت فاذا وضعت له سنادات على الأرض لقدميه فإن هذا قد يسهل له عملية خروج البراز.

ـ الملينات: أحيانا يصف الأطباء المسهلات أو الملينات وذلك في حالة أن تغيير عادات الطعام والنشاط لم تساعد طفلك على التخلص من الإمساك ولكن يجب استشارة الطبيب قبل استعمال الملينات.

ـ تحريض عملية التبرز من خلال التنظيف: أنه من الضروري المحافظة على المنطقة نظيفة لأن هذا يمنع تحرش الجلد الذي قد يجعل عملية الخروج مؤلمة.

ـ تحدث من طفلك: فقد يكون الطفل خجولاً ولا يتحدث عن مشكلة الخروج لديه وتحديداً بعد عمر 4ـ 5 سنوات ولكن مهما يكن عمر طفلك يمكنه التحدث معه.

قد يتساءل الأهل كم مرة يجب أن تتكرر عملية الخروج لدى الطفل ولكن لا يوجد جواب دقيق حول ذلك ولكن على الأقل ستكون 3 مرات أسبوعياً.

متى يجب استشارة الطبيب؟

أن حالات الإمساك المزمنة تحتاج لاستشارة الطبيب.

ـ عدم الذهاب للتواليت «عدم التبرز» لمدة عشرة أيام.

ـ حدوث إمساك متكرر لعدة مرات منذ الولادة.

ـ عدم قدرة الطفل على الحركة والنشاط بسبب الإمساك.

ـ وجود نزف في المنطقة الشرجية.

ـ يحتاج طفلك لعملية ضغط شديدة لخروج البراز.

ـ وجود دم مع أو على البراز.

ـ لديه براز سائل مع الإمساك
رد مع اقتباس
قديم 02-08-2013, 05:05 PM   #2
زهران وافتخر
 







 
زهران وافتخر is on a distinguished road
افتراضي رد: موسوعة الطفل السعيد

ارتفاع درجة حرارة الطفل

تعتبر درجة حرارة الطفل مرتفعة إذا كانت أكثر من 37,5 درجة مئوية ويكون ملمس جلد الطفل عندها حاراً أو يكون الطفل مصاباً بالقشعريرة أو التعرق ويفضل دائما قياس درجة حرارة الطفل وكإجراء أولي.

قم بإعطاء الطفل أحد الأدوية الخافضة للحرارة التي يصفها طبيب الأطفال عادة وأفضلها تحاميل السيتامول أو شراب البروفين ولا تعط الطفل الأسبيرين خاصة في حالات الأنفلونزا وجدري الماء، ولا تضع كمادات الماء البارد أو الثلج أو الكحول على جسم الطفل. أما إذا كانت حرارة جسم الطفل مرتفعة بسبب تعرضه لأشعة الشمس لفترة طويلة، فقم بنقل الطفل إلى مكان أكثر برودة، وأعطه الكثير من السوائل.

أخيرا، تذكر دوماً أن الحرارة ليست مرضاً بحد ذاتها وإنما هي إحدى أعراض المرض، ولابد من مراجعة الطبيب لمعرفة سبب الحرارة، خاصة إذا كان عمر الطفل أقل من ثلاثة أشهر.
زهران وافتخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-2013, 05:06 PM   #3
زهران وافتخر
 







 
زهران وافتخر is on a distinguished road
افتراضي رد: موسوعة الطفل السعيد

الرضاعة الطبيعية وقاية من أخطر الأمراض
الأطفال الذين يستفيدون من رضاعة طبيعية فقط، حتى ولو كانت الوالدة إيجابية المصل للسيدا أو الايدز، يتعرّضون أقلّ للعدوى من الذين يعيشون مع رضاعة «مزدوجة» من حليب الأم والحليب المصنّع. يظهر أنّ هذه الأخيرة لا تحافظ على الغشاء المخاطي المعدي لدى الطفل، الذي يشكل حاجزاً طبيعياً في وجه فيروس السيدا.

وتابع البروفسور (هوسن كوفاديا) وزملاؤه من مركز افريقيا للدراسات الصحية والسكانية في افريقيا الجنوبية، 1372 طفلا ولدوا من أمهات إيجابيات المصل. وتمّ رضاعة 9 أطفال من بين 10 طبيعياً وحصل الآخرون على رضاعة مزدوجة.وظهر مستوى العدوى بالسيدا أعلى بمرتين لدى أطفال الفريق الأخير. وفي حال مزج الأغذية الصلبة بحليب الوالدة - بخاصة العصيدة - تضاعف عدد الإصابات بإحدى عشرة مرّة.

فائدة أخرى للرضاعة الطبيعية،اذ تبقى الوالدة محميّة بشكل أفضل من الخُراج الثدييّ والمضاعفات الأخرى التي تسهّل انتقال المرض. إنه اكتشاف مهم، إذ إنّ 300000 طفل يصابون سنوياً، في افريقيا بالتحديد. بحسب (هوسن كوفاديا)، تثبت هذه النتائج أنّ الرضاعة الطبيعية هي الحلّ الرئيس لمكافحة الوفيات لدى الأطفال. إنه استنتاج أقلّ تبايناً من توصيات منظمة الصحة العالمية في هذا الخصوص.
زهران وافتخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-2013, 05:09 PM   #4
زهران وافتخر
 







 
زهران وافتخر is on a distinguished road
افتراضي رد: موسوعة الطفل السعيد

الروماتيزم يصيب الأطفال أيضاً

تعد الحمّى الروماتيزمية من أهم أنواع الروماتيزم الحاد، وهي أكثر ما تصيب الأطفال وأيضاً الروماتويد والذئبة الحمراء والتي تعتبر من الأمراض الروماتيزمية المزمنة، قد تصيب الأطفال أيضا.عدد الأطفال المصابين بالتهاب المفاصل ضئيل، إذا ما قورن مع البالغين.

ولكن يجب الانتباه عند إصابة الصغير، لأن الأعراض قد تكون أخف وطأة بكثير عما يكون عليه عند إصابة الكبير، حتى إن أعراض آلام المفاصل قد لا تظهر بتاتاً والطفل قد يبدو مريضاً جداً مع ظهور حرارة مرتفعة وطفح جلدي والتي قد يبدو معها وكأنه مصاب بمرض معد. وليعلم الوالدان أن التهاب المفاصل عند الأطفال وإن كانت أعراضه بسيطة وخفيفة، إلا أنه في الواقع يؤثر على الجسم كله.

إن بعض أنواع الروماتيزم التي تصيب الطفل قد تؤثر على عينيه وقد يؤدي ذلك إلى إصابته بالعمى، وهذه مضاعفات خطيرة يجب مراقبتها ومعالجتها. عند شفاء الطفل من نوبة حادة، ينبغي الحد من نشاطاته الرياضية وذلك تحسباً ومنعاً لإصابة المفاصل المصابة بأي جروح أو رضوض يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بنوبة تالية.

فيجب الانتباه الكامل للمريض، وفهم طبيعة وآلية المرض ووسائل العلاج. وقد ثبت أن منح الطفل الحب والعطف من قبل الأهل أو غيرهم يلعب دوراً أساسياً لعلاج ناجع. مثلما يصيب الروماتيزم الكبار، فهو يصيب كذلك الأطفال حتى في السنين الأولى من أعمارهم. لذا يجب على الأم الانتباه إلى بعض الأعراض التي يشكو منها الطفل، مثل آلام المفاصل وانتفاخها والتيبس الصباحي وارتفاع درجة الحرارة.

الحمّى الروماتيزمية

وتعتبر الحمّى الروماتيزمية من أهم أنواع الروماتيزم الحاد، ومع أنها تصيب الأطفال في أي عمر، فإنها نادراً ما تحدث عند الرضع، ولكن تظهر أكثر ما تظهر ما بين سن الخامسة والخامسة عشرة، حيث يكون التهاب اللوزتين أكثر تواتراً وشدة ويعد من أهم الأسباب لتلك الحمى.

حيث يفرز الميكروب العقدي السموم الخاصة به، فيتفاعل معها جهاز المناعة ونتيجة هذا التفاعل يتركز في القلب والجهاز العصبي والمفاصل والجلد، وتبدأ الأعراض المختلفة حسب مكان الإصابة، وما زالت الحمى الرثوية تشكل مشكلة خطيرة في الدول النامية بما فيها الشرق الأوسط. إن العوامل البيئية والجرثومية والخاصة التي تلعب دوراً في حدوث الحمّى الروماتيزمية، تبدو مهمة، لأنها على علاقة بحدوث وشدة الإنتان العقدي.

ومن هذه العوامل، خط العرض، والارتفاع عن سطح البحر، والرطوبة والعوامل الاقتصادية من فقر وحرمان وسوء تغذية والازدحام، كما يحدث في الثكنات العسكرية والمواقع المغلقة والمدارس والعائلات الكبيرة في منازل صغيرة هو العامل البيئي الأكبر في حدوث هذا الداء.

إن هجمة الحمّى الروماتيزمية الحادة تتظاهر بارتفاع درجة حرارة مع ألم المفصل المتنقل أي أنها قد تبدأ في مفصل ثم تنتقل إلى مفصل آخر بعد أن يكون المفصل الأول شفي تماماً خلال فترة أيام أو أسابيع ونادراً ما يثبت الألم في مفصل واحد وقد يصاحبه انتفاخ خفيف في المفصل المصاب، مع العلم أن المفاصل الكبيرة للأطراف هي الأكثر إصابةً ونادراً ما تلتهب عدة مفاصل كبيرة في الوقت نفسه، وإن التهاب المفصل قل ما يترك مضاعفات أو تشوهات وراءه في المفصل المصاب، بعكس التهاب المفاصل الرثوي .

ومن الأعراض أيضا ظهور طفح جلدي، وقد لا يكون هذا الطفح ظاهرا دائما، إلا عندما يستحم الطفل بماء دافئ، وقد يظهر الطفح في جميع أجزاء الجسم ولكنه يبدو واضحاً، إما على الظهر، الصدر، البطن، اليدين أو القدمين. ويمكن أن يسبق هذه الأعراض التهاب في اللوزتين أو التهاب بلعوم متكرر. فالحمّى الروماتيزمية تعتبر داء التهابياً يحدث كعقبول متأخر للإنتان البلعومي بالجراثيم العقدية مجموعة (أ).

وقد تظهر عقيدات غير مؤلمة صغيرة بحجم حبة البازلاء تحت الجلد من دون أن يلاحظها المريض، وربما تظهر عليه الحميات العقدية، وفي مرحلة متأخرة من المرض يصاب المخ. وقد تظهر حركات فجائية غير هادفة وغير منتظمة تصيب الوجه واللسان واليدين والذراعين والكتفين وتزداد هذه الحركات اللاإرادية بالانفعال وتختفي أثناء النوم.

ويشتكي المريض من سقوط الأشياء من يده بشكل غير إرادي. هذه الأعراض تدعى داء الرقص الصغير.

ويعتمد التشخيص على وجود اثنين أو أكثر من الأعراض الكبرى (التهاب عضلة القلب، التهاب المفاصل، داء الرقص، طفح جلدي، عقد تحت الجلد)، أو واحدة من الأعراض الكبرى مع اثنين أو أكثر من الأعراض الصغرى (ارتفاع درجة الحرارة، الآم في المفاصل، الإصابة السابقة بالحمّى الروماتيزمية، ارتفاع سرعة الترسيب وارتفاع مضادات المكورات العنقودية والذي يدعى بأنتي ستربتو ليزين . (ASO) أو بعض الأضداد العقدية الأخرى أو تغيرات في التخطيط القلبي.

أما في الفحص المخبري فيمكن تشخيص المرض بارتفاع سرعة الترسيب وارتفاع مضادات المكورات العنقودية (ASO) أو بعض الأضداد العقدية الأخرى.

وأحياناً يظهر في التخطيط القلبي تطاول مسافة KPR، وأحياناً عندما نسمع نقحة قلبية، قد يحتاج الأمر إلى فحص مرئي للقلب، لمعرفة ما إذا كانت الصمامات القلبية أصيبت أم لا، والإصابة تكون، إما بتوسع أو تضيق أو بترسبات عليها. عند إصابة أحد الصمامات يتكون على الصمام المصاب جلطات صغيرة قد تصل إلى المخ وتؤدي إلى انسداد شرايين، ويصاب المريض بعجز عصبي من شلل أو غيره.

مضاعفات خطيرة

ولكن الخطر الأكبر يكمن بالأثر الذي تتركه هذه الحمى عند إصابة الطفل بالتهاب اللوزتين مرات عدة في السنة أن تؤثر جراثيم هذا المرض في الكليتين أو القلب حيث تتأثر جميع أقسام القلب ويتضخم القلب بسبب التهاب قد يترك آثاراً وأضراراً دائمة في القلب أو في صماماته. ويجب الأخذ بعين الاعتبار بأنه كم من طفل في عمر الزهور أصيب في صمامات قلبه، وغالباً ما يكون السبب هو إهمال الوالدين في معالجة الالتهاب المتكرر للوزتين أو البلعوم في هذه السن المبكرة.

ولا ننسى أن التخلص من البؤر الجرثومية في اللوزتين أو الأسنان التالفة له أثر كبير في الوقاية من بعض هذه الأمراض.

إن سير الحمّى الروماتيزمية يتفاوت إلى حد كبير، ومن غير المكن التنبؤ ببدء المرض، وبشكل عام فإن حوالي %75 من هجمات الحمّى الروماتيزمية تخمد خلال 6 أسابيع و% 90 خلال 12 أسبوعاً وأقل من %5 قد تستغرق أكثر من 6 أشهر.

يختلف العلاج باختلاف المرحلة المكتشف فيها المرض فكلما كان تشخيص المرض مبكراً كلما كان العلاج أسهل وأسرع شفاء، وبذلك نستطيع أن نتجنب التدخل الجراحي للقلب. إن الراحة السريرية ضرورية حتى اختفاء الأعراض، وتعطى لمنع الإصابة بالتهاب اللوزتين والحلق، حقن بنسلين طويلة المفعول بصورة دورية ومنتظمة.

وللوقاية من الإصابة بالحمّى الروماتيزمية يجب تحسين الحالة المعيشية والاجتماعية بزيادة التغذية الجيدة للأطفال والتقليل من أماكن الازدحام، كما يحدث في المواقع المغلقة والمدارس والعائلات الكبيرة التي تقطن في مساكن صغيرة.

إن المعالجة الكافية للإنتان البلعومي بالمضاد الحيوي المناسب سيمنع الهجمات المبدئية للحمى الرثوية، وإذا كشف المرض بشكل مناسب وعولج بما فيه الكفاية فإن انتشار الانتان في مجتمع ما سيوقف وبائية المرض العقدي وسينقص حدوث هذه الحمى في المجتمع.

ترقق وهشاشة العظام

تشير كلمة ترقق (Rickets) إلى قصور في تمعدن العظم الآخذ بالنمو أو النسيج العظمي، وبالتالي يصبح العظم ضعيفاً. يمكن ملاحظة التغيرات العظمية في الخرع سريرياً بعد أشهر عدة من نقص فيتامين د، وقد يتطور الترقق عند الرضع في حالة الإرضاع من أمهات مصابات بهشاشة العظام خلال شهرين. ويظهر واضحاً بما يقارب السنة الأولى وخلال السنة الثانية من العمر، بينما تعد تظاهراته بنقص فيتامين د في الطفولة المتأخرة نادرة.

إن مظاهره السريرية شديدة وواضحة. فالطفل المصاب، كسول وضعيف المقاومة وبطيء النمو السوي. تتضخم نهايات العظام وتنحني العظام الطويلة وتتضخم الوصلات الغضروفية العظمية وتؤدي إلى ما يسمى «السبحة الضلعية أو الرخدية»، ويؤدي شد الحجاب الحاجز على القفص الصدري إلى تثلم الأوراب السفلية، وهو ما يدعى تجويف هاريسون.

إن عظام الرخد تصبح سهلة الكسر، كما يتأخر ظهورالأسنان وتكون ضعيفة.

تكون التظاهرات السريرية للخرع ناتجة عن تشوهات الهيكل العظمي والتأهب للكسور والضعف ونقص مقوية العضلات وكذلك اضطرابات النمو. ففي الحالات الشديدة في الخرع العوزي بنقص الفيتامين D يمكن لنقص كلس الدم أن يسبب تكززا وعندما يكون شديداً قد يترافق مع نوبات من تشنج حنجرة، أما في الرضع والأطفال الصغار فتشمل المظاهر فتور الهمة (listlessness)، هيجان وبكاء مع نقص مقوية عميق وتعرق وضعف عضلي وعندما يتقدم المرض يصبح المريض غير قادر على المشي بدون مساعدة.

وتتطور عند الطفل الحدبة الجبهية (بروز عظم الجبهة) وتسطح جداري شاذ في الجمجمة وتتلين قبة الرأس (التابس القحفي) ويمكن أن تتوسع الدروز. وتترقى التشوهات في الحوض والأطراف إذا لم يعالج الداء مع تقوس شائع خاصة في الساق وعظم الظنبوب، الفخذ، الكعبرة والزند.

أما في تلين العظام (Osteomalacia) فإن تمعدن العظم الناضج لا يجاري تشكل العظم وبالتالي يصبح العظم ضعيفا (تلين العظام يعني العظم الطري) وهو مرض عظمي استقلابي، ويتميز بعدم كفاية التكلس العظمي والذي يعتمد على نسبة الوارد من الكالسيوم والفوسفور وربما على عدد من مستقلبات الفيتامين د. إن مظاهر تلين العظام خفيفة في البالغين عادة. فقد يحدث وجع في العظام ومضض فوقها وضعف عضلي وخاصة في العضلة الدالية وزنار الحوض، فتحدث نتيجة لذلك مشية متهادية كمشية البطة.

أما تظاهر ترقق العظام في الكهول فهو مخاتل ويظهر خلسة، وقد تهمل التشوهات الهيكلية للعظام وتسيطر تظاهرات الاضطراب المستبطن وأعراض المرض المسبب للين العظام ومثال ذلك في عوز الفيتامين د في (الداء الزلاقي الكهلي)، فبعض الأعراض عندما تحدث تشمل الألم الجسمي المنتشر والمضض العظمي. ويمكن لضعف العضلة الدانية أن يقلد ذلك الضعف في الاضطرابات العضلية العصبية وأن يساهم في المشية المتهادية.

ويمكن للألم والضعف أن يقعدا المريض في السرير أو الكرسي. ومعظم الفتيات المصابات اللائي يراجعن الطبيب كانت أعمارهن بين 14- 18 سنة، وبعضهن جئن على كرسي متحرك، لعدم استطاعتهن المشي وكان غذاؤهن، الوجبات السريعة مثل البرغر، وشرابهن المشروبات الغازية.

ولكن استطعن المشي على أقدامهن من دون مساعدة بعد حوالي ثلاثة أشهر من شربهن الحليب باستمرار وتناولهن الغذاء الصحي وتعرضهن للشمس ومتابعة العلاج بالطبع. لذا ننصح المرضى بالإقلال من الأطعمة الحراقة مثل الشطة والحلويات المصبوغة والمشروبات المعلبة، وخاصة الغازية وكذلك المنبهات مثل الشاي والقهوة. كما ننصح بالإكثار من الألبان ومنتجاتها والخضروات والفواكه الطازجة.

يلعب الغذاء وخاصة في فترة النمو دوراً مهماً لبلوغ كثافة العظام القصوى بعد سن المراهقة، وستكون رصيداً واستثماراً جيداً للعظام في أيام الشيخوخة. ويقوم عنصر الكالسيوم بدور مهم في بناء العظام القوية والتقليل من خطر الإصابة بهذا المرض. وقد تبين أن الأشخاص الذين يعتمدون في طعامهم على الوجبات السريعة ويتناولون كميات قليلة من الخضروات الطازجة ومن منتجات الألبان الغنية بالكالسيوم، يصبحون أكثر عرضة للإصابة بالمرض عندما يبلغون سن الشيخوخة.

ونتيجة لما طرأ على المجتمعات العربية من تغير مفاجئ في سلوك ونمط الحياة لدى الناس إضافة إلى التغير الملحوظ في نوعية الغذاء، والتي أصبحت إلى حد كبير مشابهة لما عليه في الدول الغربية من انتشار للأكلات السريعة والمشروبات الغازية والحلويات والشوكولا، فأتوقع أن تزداد الإصابة بترقق العظام لدى هذه المجتمعات بصورة مفاجئة وكبيرة. ويأتي تصنيف المشروبات الغازية المدمرة للصحة من كون كل المواد التي تصنع منها هذه المشروبات مضرة، مثل السكر الأبيض والمحليات الصناعية الكيماوية والمواد الحافظة وثاني أوكسيد الكاربون.

وفيما يتعلق بالسكر الأبيض فتحتوي علبة المشروبات الغازية حوالي 8 ملاعق صغيرة سكر، وهذا السكر يدمر فيتامين (ب) والذي يلعب دوراً كبيراً في تحسين عمليات الهضم وامتصاص الأغذية وتكاثر الخلايا، ويؤدي نقصه إلى ضعف البنية والاضطرابات العصبية والعضلية والصداع والشعور بالأرق والقلق النفسي والكآبة والضجر، بالإضافة إلى إضراره بطبقة المينا في الأسنان وزيادة في الوزن.

أما غاز ثاني أكسيد الكربون الذي تحتويه مشروبات غازية، فهو يسرع في تفريغ المعدة من الأغذية باتجاه الأمعاء، قبل إنجاز مراحل هضمها في المعدة ويثبط عمل خميرة البيبسين، مما يعوق عملية الهضم، وذلك بخلاف ما يعرف عنه بأنه يساعد على الهضم.

ومن الغريب أن يمنع الآباء أطفالهم من شرب الشاي والقهوة، ويسمحوا لهم بشرب الكولا، علماً بأن وجود الكافيين وحده، سبب كاف لحرمان الأطفال من هذه المشروبات، وإن إضافة مادة الكافيين تؤدي إلى إدمان هذه المشروبات وصعوبة الإقلاع عنها.

التهاب المفاصل الرثياني الشبابي (روماتويد الأطفال):

التهاب المفاصل الرثياني الشبابي (الروماتويد) عبارة عن مرض أو مجموعة من الأمراض التي تتصف بالتهاب الغشاء المفصلي المزمن. ينقسم هذا المرض إلى المرض ذي البدء المفصلي المتعدد: حيث تصاب المفاصل الصغيرة لليدين وينقسم هذا المرض إلى نوعين: التهاب المفصل المتعدد سلبي العامل الروماتيزمي(يُشكل 20-%30) من كل مرضى التهاب المفاصل الرثياني الشبابي. أما التهاب المفصل المتعدد إيجابي العامل الروماتيزمي فيشكل (5-%10 فقط). قد يبدأ المرض بتطور التيبس الصباحي والتورم وفقدان الحركة تدريجياً، أو يتطور التهاب المفصل العرضي بشكل فجائي مع تورم المفاصل.

يبدأ الالتهاب عادةً بالمفاصل الكبيرة، كالركبتين والكاحلين والمعصمين والمرفقين وتكون الإصابة البدئية متناظرة غالباً. ويحدث التهاب المفصل في العمود الفقري والذي يتميز بتيبس الرقبة والألم في حوالي نصف المرضى. المرض ذو البدء قليل المفاصل يتميز هذا المرض بالتهاب المفصل الذي يتحدد بأربعة مفاصل أو أقل، وغالباً ما تصاب المفاصل الكبيرة وبصورة غير متناظرة.

وينقسم هذا المرض إلى نوعين: يصيب النمط الأول ( 30-%40 ) بصورة رئيسية الفتيات قبل الرابعة وتكون الاختبارات المتعلقة بأضداد النوى إيجابية بنسبة %90 من المرضى. أما النمط الثاني فيصيب الأولاد فوق الثامنة، ويشكل 10-%15 من المرضى المصابين بالتهاب المفاصل الرثواني الشبابي. وغالباً ما تكون هناك قصة عائلية. يُطور بعض المرضى مع مرور الوقت التهاب الفقار المقسط النموذجي مع إصابة العمود الفقري القطني الظهر. الداء الرثواني الشبابي ذو البدء الجهازي يتميز هذا الداء بمظاهر خارج مفصلية، وخاصةً حمى في المساء عادةً وطفح جلدي.

نصائح عامة

* ينصح بتناول كميات كبيرة من الخضار الخضراء الطازجة ومن منتجات الألبان الغنية بالكالسيوم، حيث يؤدي نقص الكالسيوم إلى الشعور بالخدر والتنميل حول الفم وأطراف الأصابع.

* التعرض للشمس بانتظام للحصول على فيتامين «د» حيث أن وجود هذا الفيتامين يساعد على امتصاص الكالسيوم واستقلابه عبر الأمعاء.

* الإقلال من المنبهات، مثل الشاي والقهوة والمشروبات الغازية حيث تؤدي إلى زيادة إطراح الكالسيوم مع البول.

* يفضل أيضاً الإقلال من الحلويات المصبوغة والعصائر المعلبة وكذلك من الأطعمة الحراقة مثل الشطة.

* عدم تناول الخبز الأبيض والمعجنات والكيك والحلويات والسكريات والشوكولا والأطعمة المقلية ويفضل الإقلال من الرز المقشور.

* يفضل ممارسة الرياضة المعتدلة أو الخفيفة.

د. ضياء تاج الدين الحاج الحسين استشاري أمراض روماتيزمية
زهران وافتخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-2013, 05:12 PM   #5
زهران وافتخر
 







 
زهران وافتخر is on a distinguished road
افتراضي رد: موسوعة الطفل السعيد

التأخر اللغوي عند الاطفال ..الاسباب والنتائج (الجزء الأول)

لعل أكثر الكلمات التي يطرب لها الوالدان ويتقون إلى سماعها، هي الكلمة الأولى التي ينطقها طفلهم والتي غالبا ما تكون كلمة «ماما» أو« بابا»، وذلك عندما يكون الطفل في سن الأحد عشر شهراً أو أقل قليلا. وبعد أن ينطق الطفل هذه الكلمة يحدث تطور تدريجي وسريع في اللغة، ويعبر الطفل مراحل متعددة وصولا إلى مرحلة القدرة على تكوين جمل طويلة ومركبة من عدد كبير من الكلمات باستخدام قواعد اللغة المتعارف عليها. وما أن يصل الطفل إلى سن السادسة، حتى نجد أن قدراته اللغوية قد اكتملت أو كادت.

إن بعض الأطفال ولأسباب، والتي سوف نستعرضها فيما بعد، يخفقون في اكتساب اللغة فقد تظهر الكلمة الأولى في سن ثلاث سنوات أو حتى بعد ذلك وقد يصل الطفل إلى سن ست سنوات وقدراته اللغوية لا تزيد عن بضع كلمات بسيطة يستعملها في مختلف المواقف. وقد يحدث أن يتأخر في اكتساب جوانب معينة في اللغة، أو أن يكون لديه بطء واضح في مراحل التطور اللغوي حيث يحتاج إلى وقت أطول من الأطفال الآخرين لتعلم واكتساب جانبا معينا في اللغة مثل استعمال قواعد مبنى الجملة أو الكلمة أو القدرة على التعبير باستخدام جمل صحيحة وطويلة.

الاضطراب اللغوي أو الإخفاق في اكتساب اللغة له مظاهر وأشكال عديدة ومتنوعة والتي سوف نستعرضها بالتفصيل في مقال لاحق، ونكتفي هنا بالقول أن الاضطراب اللغوي قد يكون في جانب فهم اللغة والتعليمات الشفهية أي في الجانب الاستقبالي من اللغة، وقد يكون في جانب إنتاج اللغة والقدرة على التعبير اللغوي وقد يشمل كلا من الجانبين معا.

وعند الحديث عن اضطراب اللغة التعبيري فقد يكون شاملا لجميع المظاهر التعبيرية أي يشمل القدرة على تكوين الكلمات واستخدام القواعد الصوتية phonology واستخدام قواعد النحو والصرف والقدرة على استعمال اللغة واستخدامها بشكل صحيح.

الاختلاف بين اضطراب اللغة واضطراب الكلام قبل الخوض في أسباب الاضطرابات اللغوية، نشير إلى وجود اختلاف بين اضطراب اللغة واضطراب الكلام أو نطق الأصوات اللغوية فقد يحوز الطفل على قدرات لغوية عادية إلا انه يعاني من صعوبة أو عسر في النطق، أي أن اضطرابات النطق هي شيء مختلف عن الاضطرابات اللغوية من ناحية الأسباب والمظاهر والتعامل معها من ناحية التقييم والعلاج يختلف كذلك بشكل جذري عن الاضطرابات اللغوية.

ومنبع هذا الاختلاف هو الاختلاف الحاصل بين اللغة والكلام فاللغة هي قدرة ذهنية مكتسبة يتواصل بها الفرد مع الآخرين وهي مجموعة من المعارف والتي تشمل المعاني والمفردات والقواعد التي تنظمها أو تضبطها، وهذه اللغة تتولد في ذهن الفرد وتمكنه من إنتاج وفهم العبارات والجمل المسموعة أو المكتوبة.

بينما الكلام ما هو إلا حركة أعضاء النطق في إنتاج الأصوات اللغوية أي إنها رموز منطوقة نتيجة حركة أعضاء النطق. والكلام وسيلة تعبير عن اللغة وهناك وسائل تعبير أخرى غير كلامية مثل الكتابة وإشارة اليد ولغة الجسم وغير ذلك من وسائل التعبير.

العوامل المساعدة على تعلم واكتساب اللغة

اكتساب اللغة وتطورها عند الأطفال لا يمكن أن يتم بمعزل عن توفر عوامل وظروف معينة يوضحها الشكل التالي:

الشكل السابق يرينا مجموعة من العوامل التي تمكن الطفل من اكتساب اللغة وتعلمها بشكل تلقائي دون أن يحتاج إلى مساعدة خاصة في ذلك، وهذه العوامل هي:

- القدرات الحسية السليمة، وأهم هذه الحواس هي حاستا السمع والبصر.

- القدرات العقلية السليمة. من المعروف بأنه كلما زادت نسبة الذكاء عند الطفل كلما زادت قدرته على فهم ما يسمع من عبارات وجمل (أو يقرأ عندما يتعلم القراءة) وزادت حصيلته اللغوية وتطورت قدرته على إدراك العلاقة بين الكلمات في الجملة وبذلك تتطور قدراته اللغوية بشكل سريع.ويرى مجموعة كبيرة من الباحثين في مجال التربية وعلم النفس أن النمو العقلي مرتبط إلى حد كبير بالنمو اللغوي عند الطفل فكلما تطورت قدراته اللغوية كلما تطورت قدراته العقلية.

- الاستعداد الفطري لاكتساب اللغة. ويطلق عليه البعض مسمى « الملكة اللغوية» وهي الاستعداد الفطري عند الطفل لتعلم اللغة ويشمل الاستعداد الذهني أو العقلي الذي يمكن الدماغ من القيام بوظائفه في تعلم اللغة من خلال التعامل مع المدركات الحسية (المعلومات) الواردة إلى الدماغ من الحواس المختلفة وبشكل خاص حاستي السمع والنظر، والقدرة على وتصنيف وتخزين واسترجاع هذه المعلومات أو المدركات، ويشمل كذلك القدرة على ملاحظة وتقليد الآخرين في نطق أو ترديد النماذج اللغوية.

- البيئة اللغوية، المحفزة.فاللغة هي سلوك إنساني ولا تكتسب بمعزل عن الآخرين وبشكل خاص أسرة الطفل والمحيطين به.

تفاعل هذه العوامل وتكاملها عند الطفل تمكنه من اكتساب اللغة، وبالمقابل غياب أو ضعف عامل واحد من هذه العوامل لابد وأن يترك تأثيره السيئ في قدرة الطفل على اكتساب اللغة والأداء التواصلي بشكل عام. ومن الشأن التدخل المبكر الصحيح والفعال أن يساعد الطفل على اكتساب اللغة أو أن يخفف من الاضطراب اللغوي الذي يعاني منه الطفل إلى الحد الذي يمكنه من التواصل مع المحيطين به.

أسباب الاضطرابات اللغوية عند الأطفال:

وصلنا في حديثنا إلى الحديث عن أسباب اضطرابات اللغة عند الأطفال، بداية نشير إلى انه ليس من السهل دائما تحديد سبب معاناة الطفل من اضطراب في اللغة أو الإخفاق في تعلم واكتساب اللغة، فهناك عدد من الحالات يبقى السبب غير معروف حتى مع إتباع أدق الوسائل في التشخيص والتقييم.

لقد درجت العادة لدى المختصين باضطرابات اللغة والكلام أن يتم تقسيم اضطرابات اللغة إلى مجموعتين أساسيتين وهما:

أ- اضطرابات اللغة الأساسية أو المحددة.

ب- اضطرابات اللغة الثانوية.

ضمن المجموعة الأولى نجد مجموعة من الأطفال تعاني من اضطرابات في اللغة فقط دون معاناتها من اضطراب آخر، وقد ساد في الماضي مصطلح Developmental Aphasia أو Dysphasia للإشارة إلى هذه الفئة من الأطفال. حيث يتشابه اضطراب اللغة عند هذه الفئة من الأطفال مع اضطراب اللغة الذي نجده عند الأشخاص البالغين والذين فقدوا قدراتهم اللغوية أو أصيبت هذه القدرات باضطراب بعد إصابتهم بأذى معين (نزيف أو تجلط على سبيل المثال) في المناطق اللغوية في الدماغ والموجودة في نصف الدماغ الأيسر عند الغالبية العظمى من الناس.
زهران وافتخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-2013, 05:17 PM   #6
زهران وافتخر
 







 
زهران وافتخر is on a distinguished road
افتراضي رد: موسوعة الطفل السعيد

التأخر اللغوي عند الأطفال .. الأسباب والنتائج (الجزء الثاني)

تظهر الصعوبة في إثبات أن اضطراب اللغة عند الطفل يعود إلى إصابة المناطق اللغوية في الدماغ أو عدم تطورها إلى الحد الكافي، وبالتالي عجز الطفل عن اكتساب وتعلم اللغة أو معاناته من اضطراب في جوانب مختلفة في اللغة. وفي الوقت الحالي يستعمل مصطلح « اضطراب اللغة المحدد والذي يعرف اختصارا SLD لوصف اضطراب اللغة عند هذه الفئة من الأطفال.

المجموعة الثانية من الاضطرابات اللغوية وعلى العكس من المجموعة الأولى يكون سبب الاضطراب اللغوي واضحا حيث يعاني الطفل من اضطراب محدد وتكون مشكلة اللغة أو التأخر في اكتسابها ناتجا عن هذا الاضطراب أي أن اضطراب اللغة هو ثانوي للمشكلة الأساسية التي يعاني منها الطفل ومن هنا جاءت التسمية باضطرابات اللغة الثانوية.

ومن أهم الاضطرابات والعوامل التي تسبب حدوث تأخر أو اضطراب في اللغة نشير إلى التالي:

1ـ ضعف أو فقدان السمع:

تختلف الاضطرابات اللغوية عند إصابة حاسة السمع في شدتها من طفل إلى آخر وذلك اعتمادا على عوامل وظروف عديدة من أهمها زمن حدوث إصابة السمع، فهناك اختلاف في القدرات اللغوية بين الطفل الذي يولد مصابا بفقدان أو ضعف في السمع وبين الطفل الذي يصاب بفقدان السمع بعد اكتساب اللغة أو اكتساب قدرا معقولا من القدرات اللغوية، ففي الحالة الأولى تكون مشكلة اللغة اشد.

ويعتمد الأمر كذلك على فعالية التدخل المبكر والتزود بالمعين السمعي الصحيح والملائم لمشكلة السمع فكلما كان هناك تدخل مبكر فعال وصحيح كلما تطورت القدرات اللغوية بشكل أفضل وتمكن الطفل من اكتساب اللغة والكلام والأداء التواصلي الشفهي بشكل جيد. ومن الأمور الأخرى التي تعتمد عليها شدة المشكلة اللغوية عند المصابين بحاسة السمع هي درجة وشدة فقدان السمع فالطفل الذي يعاني من ضعف بسيط في السمع لا يتجاوز مستوى 40 ديسبل dB يختلف عن الطفل الذي يعاني من فقدان السمع الشديد أو العميق والذي يتجاوز مستوى 90 ديسبل dB.

2ـ انخفاض القدرات العقلية:

هناك علاقة وثيقة جدا بين الإصابة بضعف القدرات العقلية أو الإعاقة الذهنية وبين الاضطرابات اللغوية، ومن المسلم به لدى جميع المختصين باضطرابات اللغة والكلام بأن الطفل الذي يعاني من انخفاض في القدرات العقلية لابد وان يعاني من اضطراب في اللغة والعكس ليس صحيحا.

والملاحظ هنا أن شدة الاضطراب اللغوي تكون اشد من شدة الإعاقة العقلية أي أن يكون لدى الطفل تخلف عقلي بسيط ولكن اضطراب اللغة يكون متوسطا في الشدة بينما الطفل الذي يعاني من تخلف عقلي متوسط تكون مشكلة اللغة من الدرجة الشديدة. والسبب هنا هي أن اللغة تعتبر من القدرات العقلية العالية في الدماغ وتصنف على إنها من الوظائف العليا في الدماغ.

مظاهر اللغة عند الأطفال المعاقين عقليا تختلف في شدتها من طفل إلى آخر وذلك اعتمادا على شدة الإعاقة العقلية - كما ذكرنا سابقا - واعتمادا على فعالية التدخل المبكر ومدى إشراك الأسرة عمليا التدريب والتحفيز اللغوي. وبشكل عام نلاحظ المظاهر اللغوية التالية عند المصابين بالإعاقة العقلية:

1- غياب كامل للغة أو أية وسيلة تواصل ونجد مثل هذا الاضطراب في حالات الإعاقة العقلية الشديدة.

2- اقتصار اللغة على بضعة أصوات بسيطة يصدرها الطفل للتعبير عن حاجاته.

3- ضعف واضح في القدرات اللغوية التعبيرية والاستقبالية.

4- التأخر في اكتساب اللغة والكلام.

5- البطء الواضح في اكتساب مظاهر معينة في اللغة.

6- البطء في مراحل التطور اللغوي.

وهناك مظاهر أخرى للاضطراب اللغوي عند الأطفال المصابين بالإعاقة العقلية لا يتسع المكان لذكرها جميعها.

3ـ الازدواجية اللغوية أو الثنائية اللغوية:

يختلف الباحثون فيما بينهم حول موضوع ازدواجية اللغة بمعنى وجود أكثر من لغة في البيت كأن يستخدم الأب لغة تختلف عن اللغة التي تستخدمها الأم، وتأثير ذلك على نشوء اضطراب في اللغة عند الطفل فهناك كثير من الدراسات تؤكد على عدم تأثر لغة الطفل عند وجود أكثر من لغة في المنزل.

وبالمقابل هناك من الدراسات ما تؤكد أن وجود أكثر من لغة في محيط الطفل سوف يؤثر سلبا على تطور واكتساب اللغة وذلك تبعا لوجود اختلاف بين الأنظمة اللغوية المستخدمة في كل لغة مثل مبنى الجملة والقواعد الفونولوجية وغير ذلك من المظاهر اللغوية وهذا الاختلاف سوف يشوش قدرة الطفل على اكتساب اللغة أو يتسبب في حدوث خلط بين اللغتين عند الطفل وبالتالي فقدانه القدرة على اكتساب اللغة.

ونحن بدورنا نشير إلى أن وجود أكثر من لغة في محيط الطفل سوف يؤثر بالتأكيد على الطفل الذي لديه استعداد لحدوث الاضطراب اللغوي، ومن واقع خبرتنا العملية لاحظنا أن هناك أطفالا تأخروا في اكتساب اللغة أو اكتسبوا اللغة بشكل غير سليم فقط بسبب وجود أكثر من لغة داخل البيت أو أن تكون اللغة المستخدمة في الحضانة (أو الروضة) الملتحق بها الطفل تختلف عن اللغة المستخدمة في البيت. والنصيحة الممكن تقديمها للقارئ هنا هي الاكتفاء بتعليم الطفل لغة واحدة عند ملاحظة وجود تأخر أو اضطراب في اكتساب اللغة مهما كان هذا الاضطراب بسيطا، والانتقال إلى تعلم اللغة الأخرى عند تمكن الطفل من اكتساب اللغة الأم.

العوامل الوراثية والتأخر اللغوي

الاضطرابات بشكل أكثر عند الأطفال الذين عانى أحد والديهم من اضطراب لغوي أو كلامي في سنين الطفولة المبكرة وكذلك في الأسر التي يوجد بها أشخاص لديهم اضطرابات في اللغة والكلام، وفي الوقت الحالي هناك دراسات تشير إلى اكتشاف جينات لها علاقة بالتأخر اللغوي عند الأطفال.

الولادة المبكرة والتأخر في اكتساب اللغة

تشير الدراسات إلى أن نسبة حدوث التأخر اللغوي عند الأطفال الخدج أي المولودين قبل الوقت هي أعلى بكثير من النسبة التي نجدها عند الأطفال الآخرين.

اضطراب التوحد

يوصف اضطراب التوحد على انه اضطراب بالتواصل فمن أكثر ما يلاحظ عند الأطفال المصابين بالتوحد الكلاسيكي هو وجود عجز نوعي وكمي في التواصل الشفهي وغير الشفهي، وكثيرا ما يأخذ اضطراب اللغة عند المصابين بالتوحد صفات معينة ومميزة عند هذه الفئة من الأطفال.

اضطراب فرط الحركة

عدد كبير من المصابين بهذا الاضطراب يلاحظ لديهم كذلك اضطراب في التطور اللغوي، والذي يأخذ أشكالا متنوعة، وحتى الوقت الحالي من غير المعروف على وجه الدقة علاقة اضطراب عجز الانتباه والتركيز باضطراب اللغة، إلا انه من المسلم به هو أن اكتساب اللغة يحتاج من الطفل الانتباه والقدرة على التقليد والتعامل السوي مع المدركات الحسية والقدرة على تخزين واسترجاع المعلومات والقدرة على ملاحظة العلاقة بين الأصوات التي تتكون منها الكلمة والمعنى المرتبط بهذه الأصوات.

تأثير البيئة

من المعروف بأن الاستعداد الفطري لاكتساب اللغة لا يمكن الطفل لوحده من تعلم واكتساب اللغة فهناك حاجة لوجود بيئة محفزة تساعد الطفل اكتساب اللغة.

فالطفل الذي يعيش في بيئة تساعده على اكتساب اللغة وتزوده بالمعارف والخبرات والمعلومات اللغوية سوف يكتسب اللغة والكلام بشكل أسرع وأفضل بكثير من الطفل الذي لا يتعرض للخبرات اللغوية بدرجة كافية.

عوامل وظروف أخرى

إضافة إلى ما سبق ذكره هناك عوامل وأسباب أخرى وراء الاضطرابات اللغوية عند الأطفال أو سبب تأخر الطفل في اكتساب اللغة، إلا أن آلية عمل وتأثير هذه العوامل غير واضح على وجه التحديد.

فعلى سبيل المثال لاحظت بعض الدراسات وجود حالة التأخر في اكتساب اللغة عند التوأم المتشابه أكثر من التوأم غير المتشابه وعزت هذه الدراسات السبب في ذلك هو أن الوالدين يتكلمان مع طفل واحد فقط في حالة التوأم المتشابه والطفل الآخر لا يحصل على الخبرات اللغوية الكافية وذلك للتشابه الشديد بين الولدين!.

ونحن بدورنا لاحظنا أن هناك من التوأم المتشابه من قام «باختراع» لغة خاصة يتواصلون بها تختلف عن اللغة التي يتكلم بها الأهل ويستمر الأمر إلى سن خمس أو ست سنوات وعندها يبدأ التوأم باستخدام اللغة المحكية داخل البيت.
زهران وافتخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-2013, 05:18 PM   #7
زهران وافتخر
 







 
زهران وافتخر is on a distinguished road
افتراضي رد: موسوعة الطفل السعيد

«التشيبس» خطر على الأطفال

شهد العالم تطورات كبيرة طالت كل أمور حياتنا والغذاء واحد من الأمور الأساسية في حياة كل فرد، وهو الآخر لم يسلم من التدخل الصناعي والتقنية الحديثة فظهرت الأغذية المجمدة والمحفوظة وغيرها الكثير، ومن تلك الأغذية التي وضعت الحداثة لمستها عليه البطاطا.

التي أصبحت توضع بعبوات جاهزة للأكل بالطبع بعد إضافة العديد من المواد الحافظة والزيوت والدهون والسكريات والتي في الكثير من الأحيان لا يتم ذكرها من ضمن قائمة المحتويات.وتكمن خطورة هذه الأغذية أن الفئة المستهلكة لها هي فئة الأطفال حيث تشير دراسة بريطانية أن 50% من أطفال بريطانيا يتناولون عبوة واحدة يوميا على الأقل من هذا المنتج.للتعرف على مضار التشيبس الصحية والإجراءات المتخذة للتوعية بها والحد من انتشارها، كان لـ (الصحة أولاً) هذا التحقيق:كثرتها مضرة عن المشكلات الغذائية التي يسببها التشيبس حدثنا د.حسام العيسى اختصاصي التغذية العلاجية في مركز الدكتور نترشن قائلا: إن التشيبس من المأكولات المحببة للأطفال كونه يغني طعم الفم لأنه يحتوي على نشويات عالية وهذه أحد مضاره فهذه النشويات تدفع الأطفال لتناول كميات كبيرة منها مما يؤدي بهم للابتعاد عن تناول الأغذية الأخرى الطبيعية والصحية ، كما أنه يدخل في تركيب التشيبس الزيوت المهدرجة .

وهي ذات تأثير سلبي لأنها رديئة الجودة ومعاملة حراريا وتؤدي لعدة مشكلات مثل ارتفاع الدهون في الدم وعسر الهضم والإمساك والإسهال أحيانا حسب طبيعة الجسم وعلى المدى البعيد قد تكون الزيوت المهدرجة سببا في الإصابة بالسرطان. وهناك المواد الحافظة وتأثيرها بالغ الضرر على الكبد والألوان المضافة للتشيبس مجموعة كبيرة منها ممنوعة عالميا. وبشكل عام يجب الحد قدر الإمكان من إقبال الأطفال على هذه المأكولات وتوجيههم نحو المأكولات الصحية والمغذية.

مشكلات معوية

وحول المشكلات التي قد تطال المعدة جراء تناول الأطفال للتشيبس حدثنا د. عامر حلباوي قائلا: هذه المأكولات تحتوي دهوناً مشبعة، وهي تؤدي إلى اضطرابات معوية وزيادة في الوزن ، وكثرة الأملاح فيها قد تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم .

فالمواد الحافظة التي تضاف إليها، تحد من كفاءة المعدة على الهضم وتؤدي إلى التلبكات المعوية، وهناك أنواع منها تتضمن البهارات الحارة وهي قد تؤدي إلى تقرحات في المعدة خصوصا عند الأطفال . وعموما التشيبس يعد من المأكولات السريعة غير الصحية وعلى من يعاني من البدانة الابتعاد عنها فهي قد تضاعف من معاناته وأصبح من المعروف ما تسببه البدانة من مشكلات صحية لمن يعاني منها ولعل تناول عبوة واحدة أسبوعيا يعد كافيا بالنسبة للأطفال فلا يمكن إبعادهم عن تنال التشيبس نهائيا ولكن يجب تقديمه لهم بعد تناول وجبة غذائية متكاملة وصحية.

إجراءات وقائية

وحول الإجراءات المتخذة لحماية الطلبة من مضار التشيبس والحد من انتشاره بين طلبة المدارس حدثتنا د. فوزية الجزيري مديرة الصحة المدرسية في دبي قائلة:

بخصوص المأكولات السريعة كالبطاطا المقلية نقوم بمتابعة المقاصف المدرسية والحد قدر الإمكان من توفير هذه المنتجات داخلها ونحاول الاستعاضة عنها بالمنتجات الطبيعية الخالية من الإضافات والمواد الحافظة كما أننا نقوم بعمل دورات توعية لأولياء الأمور والطلبة حول الأضرار الصحية التي تنتج عن تناول هذه المأكولات في المناسبات الطبية على مدار العام الدراسي.

وتشير بعض الدراسات الطبية إلى أن تناول هذا الكم من الدهون الموجودة في التشيبس بصورة يومية يشكل خطرا كبيرا على صحة الأطفال على المدى البعيد، وأن بعض العادات الغذائية السيئة التي يمارسها الناس يوميا تثير مخاوف الأوساط الطبية في الكثير من الدول ، فارتفاع معدلات السمنة لدى الأطفال . لذا يجب كشف النقاب عن محتوى هذه الأطعمة لمساعدة الأطفال وذويهم على اتخاذ القرارات الصائبة تجاه اختيارهم الأطعمة والوجبات الصحية.
زهران وافتخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-2013, 05:20 PM   #8
زهران وافتخر
 







 
زهران وافتخر is on a distinguished road
افتراضي رد: موسوعة الطفل السعيد

دانة الصغار يصنعها الكبار
يشكل «وباء السمنة» إحدى المشكلات السائدة في الدولة، وما زال العديد من أولياء الأمور والمعلمين، وأطباء الأطفال، وأخصائيي التغذية، يواصلون حربهم ضد هذا الوباء لدى الأطفال. إن إدراك أهمية الأكل الصحي يمثل نصف المعركة فقط، حيث تحتاج المدارس وأولياء الأمور إلى أن يأخذوا بزمام المبادرة لإدخال نظام غذائي متوازن، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، ضمن أسلوب حياة الأطفال.

تكشف الإحصاءات الأخيرة الصادرة عن وزارة الصحة في الإمارات أن 26 في المئة من الأطفال في الدولة يعانون من السمنة. يُعزى هذا المعدل العالي للسمنة بين الأطفال في الدولة إلى الافتقار إلى ممارسة التمارين والألعاب الرياضية، إضافة إلى الاعتماد الزائد على تناول الوجبات السريعة. وتتطلب هذه الزيادة المخيفة في حالات السمنة لدى الأطفال اتخاذ إجراءات عاجلة للتعامل مع هذه المشكلة.

إن تعليم السلوك الصحي منذ الصغر على جانب كبير من الأهمية لأن الأطفال يجدون صعوبة في التكيف مع التغيير عند الكبر. ويمثل التشجيع على ممارسة الأنشطة والتمارين الرياضية، والتغذية السليمة، الركن الأساسي للوقاية من السمنة لدى الصغار والكبار. ومما لا شك فيه أن العائلات والمدارس لديها دور مهم لتلعبه في هذا الأمر.

فعلى الرغم من أن هناك بعض أولياء الأمور يصارعون وسط جداول مواعيدهم المزدحمة، يفشل آخرون في إظهار الاهتمام الكافي بغذاء طفلهم في المدرسة أو المنزل. وأصبحت تشكل رقائق البطاطس (الشيبس)، والحلوى، والشيكولاتة، والهامبورغر، وغيرها من المأكولات الأخرى الجزء الأكبر من النظام الغذائي اليومي للعديد من الأطفال، والتي تشكل ضرراً على صحتهم على المدى الطويل.

لذا بات يتعين على أولياء الأمور والهيئات التعليمية أن تتولى المزيد من المسؤولية، وتضمن أن الأطفال يتناولون الأطعمة الصحية السليمة. ومع توفير الظروف السليمة، سيتيح ذلك الفرصة لتشجيع التلاميذ على تناول المزيد من الفاكهة والخضراوات والاعتياد على مذاق أطعمة قليلة الأملاح والسكريات والدهون.

وفيما يلي بعض النصائح والإرشادات التي من شأنها ضمان أن طفلك يسير في الاتجاه الصحيح:

1- تخزين الأطعمة الصحية

سوف يأكل الأطفال لاسيما الصغار منهم غالبية ما يتوفر أمامهم في المنزل، لذا فإنه من الأهمية بمكان عمل توازن بين الأطعمة التي تقدمينها للوجبات وتلك التي توفريها للوجبات الخفيفة.

- اجعلي الفاكهة والخضراوات ضمن روتين الأكل اليومي، وقدميها من 5-4 مرات يومياً.

-اجعلي الأمر سهلاً على طفلك ليختار الوجبات الصحية الخفيفة من خلال الاحتفاظ بالفاكهة والخضراوات في متناول يديه وجاهزة للتناول. وتتضمن الوجبات الخفيفة الأخرى الجيدة، الزبادي، زبدة الفول السوداني والكرفس، أو رقائق الحبوب الكاملة والجبن.

- قدمي اللحم الخالي من الدهون والمصادر الأخرى الجيدة التي تحتوي على البروتين، مثل البيض، والبندق.

- اختاري الخبز الذي يحتوي على الحبوب الكاملة للألياف.

- الحد من مقدار الدهون التي يتم تناولها من خلال تجنب الأطعمة المقلية بشدة، واختاري طرقاً أكثر صحية للطهي، مثل الشوي على الفحم، والشوي داخل الفرن، والطهي على البخار.

- الحد من الوجبات السريعة والوجبات الخفيفة ذات المكونات الغذائية المنخفضة، مثل رقائق البطاطس، والحلوى. لكن لا تمنعي تماماً الوجبات الخفيفة المفضلة عن منزلك. وبدلاً من ذلك اجعليها من المأكولات التي تقدم من وقت لآخر حتى لا يشعر طفلك بالحرمان.

- الحد من المشروبات السكرية، مثل الصودا، والمشروبات بنكهات الفواكه. وقدمي الماء والحليب بدلاً منها. كما أن الأطفال يعززون مقدار الكالسيوم الذي يتناولونه، وهو عامل هام لنمو العظام الصحية، من خلال شرب الحليب أو اللبن قليل الدسم.

2- وجبة الإفطار

قال المؤلف أديلي ديفيس يوماً: «تعد وجبة الإفطار أشبه بملك، والغداء بأمير، والعشاء بشخص فقير». بالتأكيد أن هذه المقولة صحيحة لأن وجبة الإفطار تساعد على العمل كمنظم للشهية لبقية اليوم. فهي توفر جلوكوزاً إضافياً للعقل، حيث أظهرت دراسات عديدة أن الأطفال الذين يتناولون وجبة الإفطار لديهم قدرة أفضل على التركيز، ويمكنهم التحصيل بصورة أكبر.

3- التخطيط للوجبات

من الأمور الحيوية أن تجعلي الأطفال يشاركون في عملية شراء البقاليات لأن ذلك يعلمهم اختيار المأكولات الصحية، مثل الفاكهة، والخضراوات، خلال التسوق في متاجر السوبر ماركت. كما يتعين على أولياء الأمور تشجيع الأطفال على المشاركة في إعداد الطعام، وبهذه الطريقة يمكنهم التعرف إلى طرق الطهي الصحي وإعداد الطعام السليم.

4- تنويع الطعام

من المهم أن يدرك أولياء الأمور أنه من خلال الملاحظة المستمرة لنظام طفلهم الغذائي، وتنويع الطعام، أنهم بذلك يغرسون في أطفالهم بعض الإرشادات الغذائية السليمة. وعلى مدى أيام الأسبوع في المدرسة، قومي بالتنقل بين الأنواع المختلفة من الفاكهة والخضراوات، واللحم الخالي من الدهون، والسمك، والأطعمة الخفيفة.

5- تناول الوجبات في مواعيد منتظمة

من الضروري أن يتناول أفراد العائلة الوجبات سوياً في مواعيد منتظمة. لأن الأكل بسرعة لا يسمح بالوقت الكافي للهضم والإحساس بالشبع. لذا يُنصح الأطفال بعدم الاندفاع بسرعة في تناول وجباتهم.

كما يجب تجنب أنشطة أخرى خلال أوقات تناول الوجبات، مثل مشاهدة التلفاز، اللعب بالهواتف المحمولة، وألعاب الفيديو.

6- ابتكري بيئة منزلية نشطة

خصصي وقتاً للعائلة بأسرها للمشاركة في أنشطة جسمانية منتظمة يستمتع بها أفراد العائلة، مثل ركوب الدراجات، أو الجري، أو المشي. وبدلاً من الاعتماد على الخادمات أو المساعدة الخارجية، يُنصح بتحديد أعمال منزلية نشيطة لكل فرد من أفراد العائلة، مثل التنظيف باستخدام المكنسة الكهربائية، أو غسيل السيارة، أو تنظيف غرفهم. قومي بتبديل جدول الأعمال المنزلية لأطفالك لتجنب الملل والروتين.

د. نهى علي أحمد، ختصاصية طب الأطفال في مستشفى ميد كير
زهران وافتخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-2013, 05:21 PM   #9
زهران وافتخر
 







 
زهران وافتخر is on a distinguished road
افتراضي رد: موسوعة الطفل السعيد

الباحثون يؤكدون أن طفل الأربع سنوات غير مهيأ لتعلم السباحة والعمر الأنسب غير محدد
لا يستطيع معظم الأطفال مقاومة إغراء اللعب بالماء. فمنذ نعومة أظفارهم تجدهم يستمتعون بلمس الماء ويفرحون عندما يداعب الماء أقدامهم وكثيراً ما يضع الأطفال ألعابهم في أوعية الماء لمشاهدتها وهي تطفو ولكن على الرغم مما سبق فالماء لا يخلو من المخاطر فهناك الآلاف من الأطفال الذين يموتون سنوياً من الغرق ولعل الفئات العمرية الأكثر عرضة لخطر الغرق هم الأطفال مابين عمر 1- 3سنوات وكذلك المراهقون من الذكور حيث تشير الدراسات أن مقابل كل طفل يموت بالغرق هناك 5أطفال يحتاجون الانتقال إلى المستشفى للعلاج من الاختلاطات التي نتجت من الفترة التي بقوا فيها في الماء قبل إنقاذهم من الغرق وهذه الاختلاطات قد تكون دائمة وتشمل اضطراب الذاكرة، صعوبات التعلم، أو التخلف العقلي والجسمي. ويتفق معظم الباحثين أن الأطفال غير مهيئين من ناحية النضج العصبي والحركي لتعلم السباحة إذا كانت أعمارهم أقل من أربع سنوات وعلى الرغم من وجود العديد من البرامج لتعليم السباحة للأطفال مادون سن الرابعة فيجب أن يعلم الأهل علم اليقين أن الدراسات أثبتت أن مشاركة أطفالهم في هذه البرامج لا يعني بحال من الأحوال أنهم بعيدون عن خطر الغرق والقاعدة العامة والثابتة أن وجود أي طفل في الماء وخاصة مادون سن الرابعة يستدعي وجود بالغ معه وعلى مقربة منه يمكنه مسكه بأية لحظة. وعلى الرغم من أن العمر المناسب للبدء بتعلم السباحة غير معروف بشكل دقيق فإن معظم الباحثون يرون أن عمر الخمس إلى ست سنوات قد يكون الأنسب نظراً لوصول الجهاز العصبي والحركي للطفل لدرجة مناسبة لتعلم مهارات السباحة. وبالنظر إلى العوامل التي تزيد من خطر تعرض الطفل للغرق فإنها تتلخص بالنقاط التالية:

- نقص المراقبة وعدم وجود سور حول المسبح فإذا نظرنا للأطفال مادون عمر السنة نجد معظم حوادث الغرق تحدث في حوض الاستحمام أو المرحاض. أما الأطفال مابين 1- 4سنوات فيحدث الغرق في المسابح المنزلية أو مسابح الاستراحات حيث أن اختفاء الطفل لمدة خمس دقائق عن أعين والديه أو من يعتني به كفيلة بتعرض الطفل للغرق.

- السباحة في البحر الذي يعتبر من أكثر الأماكن خطراً للغرق بالنسبة للمراهقين وخاصة في حال وجود الأمواج والرياح.

- ركوب الزوارق لا يخلو من خطر الغرق فهناك المئات من الأشخاص الذين لقوا حتفهم نتيجة لانقلاب القوارب وخاصة في حالة عدم ارتداء سترة النجاة.

- المصابون بالصرع ترتفع لديهم نسبة حوادث الغرق في أحواض الاستحمام المنزلية.

وبناءً على ما ذكرناه سابقاً فإن أفضل السبل لتجنب الغرق يكون باتباع إرشادات الوقاية التالية:

@ وضع سور حول المسبح على أن لا يقل ارتفاعه عن 120سم وأن لا يكون عرض الفواصل بين أقسامة أكثر من 10سم. وفي حال تعذر وضع السور يمكن الاستعانة بالأغطية الخاصة بالمسبح والتي يمكن استعمالها بعد الانتهاء من السباحة.

@ لا بد من تواجد شخص بالغ متفرغ ومتقن للسباحة والإسعافات الأولية أثناء وجود الطفل في المسبح والقصد بالتفرغ أن هذا الشخص لا شاغل له إلا مراقبة الطفل.

@ يجب عدم ترك أية ألعاب تطفو على المسبح فهي مغرية للطفل للنزول وعند السباحة يجب عدم استعمال الألعاب في مساعدة الطفل على السباحة حيث يوجد معدات خاصة لهذا الغرض.

@ تعليم الأطفال عدم المدافعة واللعب العنيف عند السباحة وعدم القفز من أماكن مرتفعة خوفاً من الارتطام في قاعدة المسبح وكذلك عدم الركض في الأماكن المبللة المحيطة بالمسبح.

@ عدم ترك الأطفال مادون الخمس سنوات في حوض الاستحمام بمفردهم وكذلك التخلص من الماء المتبقي في حوض الاستحمام.

@ يجب توفير غطاء محكم للمرحاض وإغلاق باب الحمام وخاصة في وجود أطفال في عمر السنة أو أقل.

في الختام، يجب علينا جميعاً أن نعمل على مساعدة أطفالنا للاستمتاع بالسباحة والعاب الماء ولكن بعيداً عن الأخطار.

الدكتور سامي حسين الحجار
استشاري طب الأطفال
زهران وافتخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-2013, 05:24 PM   #10
زهران وافتخر
 







 
زهران وافتخر is on a distinguished road
افتراضي رد: موسوعة الطفل السعيد

مياه المسابح .. أضرار بالغة على رئة الأطفال
تعقيمها بالكلور لا يقل ضررا عن التدخين.. والأوزون أحد البدائل المقترحة

الرياض: د. حسن محمد صندقجي

منْ يحرصون على تلقي أولادهم أو بناتهم دروساً في السباحة خلال المراحل المبكرة جداً من العمر، وعلى وجه الخصوص في مسابح مغلقة، داخل صالات ذات أنظمة تهوية ضعيفة، ربما عليهم أن يُراجعوا ذلك الأمر مجدداً. وكذلك على الذين يتباهون بامتلاكهم، في منازلهم أو فيلاتهم، مسبحا داخليا مغلقا، عليهم أيضاً أن يُراجعوا الأمر برمته من جديد حرصاً على سلامتهم وسلامة أطفالهم. وأن يحرصوا بدلاً من هذا على إنشاء تلك المسابح في المساحات الخارجية، ضمن أسوار المنزل. أو اعتماد أنظمة لتعقيم مياه المسابح لا يُستخدم الكلور فيها. أو أضعف الإيمان كما يُقال، الاهتمام بتهوية غرف وصالات المنزل بشكل فاعل للتخلص من تشبع الهواء المنزلي بأبخرة غاز الكلور ومشتقاته. وأيضاً بأن تتم عملية التعقيم بالكلور ضمن حدود اللازم ومن قبل متخصصين بعيداً عن حالات تشبيع المياه بالكلور، ذلك أن ثمة العديد من الدراسات الطبية التي بدأت في التحذير من مغبة استنشاق الهواء، داخل المنزل أو في الصالات المغلقة، المشبع بالأبخرة المتصاعدة من مياه المسابح المعقمة بمادة الكلور.

وكان آخرها قد صدر للباحثين من بلجيكا في الأسبوع الأول من شهر يونيو الحالي ضمن مواضيع مجلة طب الأطفال التابعة للأكاديمية الأميركية لطب الأطفال. وفي دراستهم، قال الباحثون من جامعة لوفاين الكاثوليكية في بروكسل إن الأطفال الذين يتلقون دروس تعليم السباحة، والتي تتم في مسابح داخلية مغلقة، إنما هم عُرضة لتأثيرات رئوية سلبية تبدو على هيئة ارتفاع نسبة الإصابات بالربو asthma والإصابة بالتهابات الشعب الهوائية bronchitis فيما بينهم لاحقاً.

* المسابح المغلقة وتأتي هذه الدراسة الحديثة بعد توالي ورود دراسات طبية سابقة، كان ملحق الصحة في «الشرق الأوسط» قد أشار إلى بعضها في ثلاث مناسبات سابقة، حول أسباب ارتفاع معدلات الإصابة بالربو بين السباحين، المحترفين والهواة، المشاركين في العاب الماء المختلفة التي تُمارس في الصالات المغلقة. كما صدرت حديثاً دراسة للباحثين من بريطانيا واستراليا حول تضرر العاملين في المسابح المغلقة، كالمراقبين لحالات الغرق فيها أو مدربي تعليم السباحة، جراء استنشاق المواد الكيميائية الناتجة عن تفاعلات الكلور المستخدم في تعقيم مياه المسابح تلك. وقال الدكتور ثيكيت، الباحث الرئيس في الدراسة والمتخصص في أمراض الرئة المرتبطة بالمهن في مستشفى هارتلاند ببرمنغهام في بريطانيا، بأن هذا يُضاف إلى جملة من الدراسات الأوروبية والأميركية التي لاحظت ارتفاع نسبة الإصابات بالربو بين العاملين في المسابح وبين المحترفين للسباحة. كما أن التقارير كانت قد أفادت قبل فترة أن حوالي نصف السباحين الأميركيين المشاركين في الألعاب الأولمبية التي جرت منافساتها بأستراليا كانوا بالفعل يُعانون بدرجات متفاوتة من الربو وحساسية الصدر.

وهو ما يعتقد الباحثون الطبيون أن سببه تأثر نوعية الهواء المحيط بالمسابح، خاصة الداخلية المغلقة منها، بالمواد المُضافة إلى الماء من أجل تعقيمه وضمان سلامته من الميكروبات. لذا تطرح العديد من المصادر الطبية استخدام تقنية التعقيم بالأوزون بديلاً للتغلب على احتمالات الإصابة بالربو تلك. بعيداً عن استخدام الكلور والمواد الكيميائية الأخرى المتكونة جراء تفاعل الكلور مع إفرازات أجسام السباحين، وبالتالي انتشارها في الهواء المحيط بالمسابح.

ووفق ما قاله الباحثون البلجيكيون، فإن كلور تعقيم مياه المسابح هو سبب ظهور المشكلة بين الأطفال. وأضافوا بأن المواد الكيميائية التي تنتج عن وجود الكلور في الماء وتفاعله مع إفرازات أجسام السابحين، تعمل على إثارة عمليات الحساسية في داخل الشعب الهوائية لرئة الطفل. وهو ما يُسهل في مراحل تالية من العمر الإصابة بالربو أو غيره من أمراض الرئة لديه.

* الكلور وتفاعلاته ومن المعلوم أنه ولحماية السباحين من الأمراض الميكروبية في مياه المسابح، فإن الكلور يُستخدم بانتظام في تعقيمها. ويعتني المهتمون بشأن المسابح وتنظيفها بقياس نسبة الكلور ودرجة حمضية pH levels الماء فيها. ويعمل الكلور على تنقية الماء في المسبح من الميكروبات، لكنه يأخذ وقتاً لإتمام ذلك. لذا فإن من المهم التأكد أن نسبة الكلور تظل طوال الوقت ضمن المقدار الفعال لإنجاز هذه المهمة كما هو المنصوح به طبياً. إذْ أن هناك عدة عوامل تُقلل من المحافظة على النسبة اللازمة من الكلور لتعقيم الماء، مثل ضوء الشمس والأوساخ والأجزاء المتحللة من أنسجة جلد السابحين داخل الماء أثناء السباحة. الأمر الذي يستدعي ملاحظة النسبة باستمرار لضبطها كي تحافظ على تعقيم الماء من الميكروبات. لكن هنالك أيضاً عاملا آخر مهما في فاعلية الكلور حتى لو كانت نسبته ضمن المنصوح به، وهو عامل مقدار درجة حمضية ماء المسبح. وهو أمر يُهتم به لسببين، الأول أن قوة قضاء الكلور على الميكروبات تختلف باختلاف درجة الحمضية. وكلما ارتفع مؤشر الحمضية، أي أصبح الماء أكثر قلويةً، ضعفت قوة الكلور في قتل الميكروبات. والثاني أن درجة حمضية أجسام السباحين تتراوح ما بين 7.2 و7.8، ولو لم تكن درجة حمضية ماء المسبح ضمن هذا المستوى، سواءً ارتفعت أو انخفضت عنه، لأدى ذلك إلى بدء شكوى السابح من تهيج في العين والجلد والأنف. من هنا أهمية العناية الشديدة بضبط نسبة الكلور ودرجة حموضة الماء. كما ان عدم افتراض أن استخدام الكلور يُعفي، المسؤولين من العناية بنظافة ماء المسابح، عبر الاهتمام بتصفية الماء وترشيحه لإزالة الشوائب أو القاذورات. كما أن إضافة الكلور لا تُعفي مرتادي تلك المسابح من الاهتمام بالنظافة الشخصية قبل وأثناء وبعد السباحة.

والإشكالية المباشرة وتداعياتها ليست هي استخدام الكلور في تعقيم مياه المسابح، بل هي في تلك المواد الناتجة عن تفاعلات الكلور أثناء وجوده في تلك المياه. والمعلوم أن الإنسان حين السباحة تخرج منه إفرازات العرق كما تتحلل عن طبقات جلدة كمية من الأنسجة الجلدية الخارجية الميتة. هذا ناهيك عن العبث الذي يُمارسه الأطفال الصغار، وحتى ذوي عقول الأطفال من البالغين، من خلال التبول أو إلقاء اللعاب في أثناء السباحة داخل مياه المسابح، بما ينشأ عنه تواجد مواد عضوية داخل مياه المسابح. وهذه المواد العضوية تتفاعل مع الكلور، المُضاف بالأساس لتعقيم المياه من الميكروبات، ما ينتج عنه تكون مواد كيميائية جديدة ومثيرة لعمليات الحساسية. ومن أهمها مواد تراي كلور أمين trichloramine ، ومواد الدهايدية، وهيدروكاربونات هالوجينية ، وكلوروفورم ، ومواد تراي هالو ميثان، وكلورامينات، والتي إما أن تتصاعد مع أبخرة الماء في الهواء ليستنشقها السابحون أو الحاضرون داخل تلك المسابح المغلقة، أو تبقى ذائبة في المياه لتتفاعل مباشرة مع أنسجة الجسم الملامسة للمياه. وهي أيضاً ما تُعطي تلك الرائحة المتميزة للهواء المشبع بالمواد الكلورية والرطوبة في صالات المسابح المغلقة، أو في أجواء هواء المنازل التي بها مسابح داخلية مغلقة. وهي نوعية من الهواء يُميزها أي منا حال وجوده في صالات السباحة أو منازل بها مسابح مغلقة. والمعلوم على وجه الخصوص أن مادة تراي كلور أمين trichloramine تتسبب في تهيج عمليات الحساسية في العينين والجلد وأجزاء الجهاز التنفسي العلوي.

* رئة الأطفال

* وكانت مجلة طب الأطفال قد عرضت مؤخراً نتائج دراسة الباحثين البلجيكيين حول مدى تأثر رئة الأطفال، وظهور الإصابات بالربو لاحقاً، جراء تعلم السباحة وممارستها في مسابح داخلية مغلقة. وشملت الدراسة حوالي 250 من طلاب المدارس، ممن أعمارهم تتراوح بين 10 و13 سنة، وممن يتابعون الحضور إلى دروس تعلم السباحة في مسابح مغلقة بمعدل ساعة وخمسين دقيقة أسبوعياً. وتبين أن 50% ممنْ تلقوا دروسا في تلك المسابح المغلقة وفي مراحل مبكرة من العمر كانوا يُعانون من نوبات صفير الصدر، وأنهم عُرضة بنسبة أربعة أضعاف للإصابة بالربو أو التهابات الشعب الهوائية، وأيضاً عُرضة بنسبة الضعف للمعاناة من ضيق التنفس عند الهرولة أو الجري. هذا بالمقارنة مع الأطفال الذين لم يتلقوا تلك الدروس في السباحة بمسابح مغلقة داخلية في تلك المرحلة من العمر.

ولفحص هذا الجانب حول دور تعلم الأطفال الصغار للسباحة في مسابح داخلية مغلقة ونشوء حالات الربو فيما بينهم، قام الدكتور بيرنارد وزملاؤه الباحثون من جامعة لوفاين الكاثوليكية في بروكسل بدراسة مسح إحصائي لمدى إصابات مجموعة من الأطفال بمرض الربو. وتم سؤال والديهم حول صحة الجهاز التنفسي لأطفالهم وتعرضه لانتكاسات صحية سابقة، ونوعية المؤثرات البيئية التي يتعرضون لها في الهواء. كما أجرى الباحثون تحاليل لدم هؤلاء الأطفال خاصة ببعض أنواع البروتينات في الدم، والتي تعتبر نسبة وجودها في الدم وثيقة الصلة بمستوى صحة الأغشية المبطنة للشعب الهوائية داخل تراكيب الرئة لدى الأطفال.

وتبين للباحثين، من مراجعة النتائج، أن الأطفال الذين تواجدوا بالعموم داخل تلك الصالات المغلقة للمسابح الداخلية، تبدو عليهم علامات ومؤشرات تلف في الأغشية المبطنة للشعب الهوائية. وأن هذا التلف في تلك الأغشية على وجه الخصوص يجعلهم عُرضة بشكل أكبر للإصابة بنوبات الربو والإصابة أيضاً بحالات متكررة من التهابات الشعب الهوائية. وتحديداً قالوا بأن أنسجة بطانة الشعب الهوائية تصبح غير قادرة على التحكم في منع نفاذ المواد الكيميائية المهيجة لتفاعلات الحساسية إلى داخل أنسجة الرئة، ما يُسهل نفاذ تلك المركبات الكيميائية عند تعرض الطفل لها، وبالتالي ظهور نوبات الربو والتهابات الشعب الهوائية. وقال الباحثون إن نتائجنا تقترح أن سباحة الأطفال الصغار في مياه معقمة بالكلور للمسابح المغلقة مرتبط بتغيرات في أنسجة الشعب الهوائية للرئة. وهو، مع تعرضهم لعوامل بيئية أخرى كأدخنة السجائر، يُحفز إصابات الأطفال هؤلاء بالربو والتهابات الشعب الهوائية.

والمعلوم أن الرئة وتراكيبها لدى الأطفال الصغار في تلك المراحل المبكرة من العمر، إنما هي في طور النمو، وفي طور التعود على المؤثرات البيئية ايضا، من مواد كيميائية وغبار وأتربة، في الهواء. وهو ما يعني حساسية تلك المرحلة وتداعيات تفاعلاتها على صحة الرئة في مراحل تالية من العمر. ولذا لاحظ الباحثون أن الرئة والشعب الهوائية لدى الأطفال تتأثر سلباً من ناحية عُرضة استعدادها للإصابة بنوبات الربو وتكرار التهابات الشعب الهوائية لدى الأطفال الذين تعرضوا لهواء المسابح المغلقة المشبع بغازات الكلور وأيضاً لأدخنة السجائر. أي أن تزايد التعرض للعوامل المهيجة لأنسجة الرئة يرفع من الاحتمالات المستقبلية في حساسية الرئة وتراكيبها.

* سجال علمي

* وفي معرض التعليق على الدراسة، قال الدكتور ألن كدافي، طبيب الأطفال المتخصص بالربو في المركز الطبي لجامعة نيويورك، إن الدراسة بلا ريب تجعلنا نعيد مراجعة تعريض الأطفال الصغار لمياه المسابح، المغلقة، إذا ما كانت تُؤثر على نمو أنسجة الرئة لديهم. لكن الدراسة قليلة العدد، وأعتقد، على حد قوله، أن من المبكر أن يمتنع الوالدين، بموجب نتائجها، أخذ أطفالهم إلى دروس تعلم السباحة فيها. هذا مع اعتبار أنه شيء يجب التفكير فيه.

لكن الدكتور ألفرد برنارد، الباحث الرئيس في الدراسة البلجيكية، قال كلاماً واقعياً دقيقاً حول الأمر برمته، إذْ صرح بالقول إن من المهم إدراك أن الدراسات الطبية التي فحصت تأثير أمان تلك المواد الكيميائية المستخدمة في تعقيم مياه المسابح، إنما بدأت حديثاً. بمعنى أن تنبه الأطباء والباحثين حول احتمالات وجود تأثيرات سلبية صحية، وخاصة على الأطفال، للكلور إنما هو تنبه حديث ولم يُحاول الباحثون جلاء حقيقة الأمر في السابق. وأن صدور مثل هذه الدراسات الحديثة إنما هو في واقع الحال تطور في المعرفة الطبية لما كنا غافلين عنه وعن تأثيراته السلبية. والتفكير المنطقي البسيط يستوجب، حال سماع بدء تنبه الأطباء إلى آثار سلبية محتملة، عدم ردها بدعوى أنها دراسات قليلة العدد أو أن عدد الأفراد التي شملتهم قليلة، أن مثل هذه المتطلبات، في الأبحاث والدراسات، إنما تكون عند مقارنة تأثيرات أمرين معرفين، وذلك في محاولة معرفة أي منهما أقوى في الدلالة والمعنى من النواحي الطبية. أما حينما يكون الحديث عن شيء لم يسبق التنبه إليه بشكل جدي، خاصة حينما يتعلق الأمر بصحة الأطفال ونمو أنسجة أعضائهم التي يعلم الكل مدى حساسية تأثرها بالظروف وبمتغيرات البيئة من حولهم، يكون وقع النتائج مختلف تماماً. ويستوجب على أقل تقدير عدم إهمالها، بل ومتابعة إجرائها على نطاق أوسع وفي مجتمعات مختلفة، مع التنبيه الجاد للوالدين أو غيرهم أن ثمة تحذيرات طبية حالية من احتمالات التأثر السلبي.

ولذا أضاف الدكتور بيرنارد القول: على الرغم من أن تعقيم مياه المسابح بالكلور هو جزء أساسي في تحقيق أمان السباحة فيها، إلا أن على الوالدين والمسؤولين عن العناية بالمسابح إدراك أن هذه الطريقة يُمكن استخدامها في تعقيم المسابح بطريقة آمنة فقط إذا ما تم الحفاظ على نسب الكلور في أدنى مستويات كفيلة بقتل الميكروبات، دون إضافته بكميات سامة تعرض السباحين للتأثيرات الصحية السلبية.

واستطرد بالقول إن وضع مستويات منخفضة من الكلور في مياه المسابح يرفع من احتمالات التعرض للالتهابات الميكروبية. ولو وضع بكميات عالية لأدى إلى ارتفاع احتمالات التأثر السلبي به. وهو ما عبر بالقول عنه الدكتور برنارد إن الكلور يجب استخدامه كمادة تُضاف للتعقيم من الميكروبات، وليس كمادة منظفة لمياه المسابح.

وقال الدكتور برنارد إذا ما كانت سباحة الأطفال شيئاً متكرراً، فإن على والديهم أن لا يأخذوهم إلى مسابح لا يهتم بها المسؤولون عنها بشكل جيد. لأن مياه المسابح آنذاك والهواء المحيط بها سيحتوي نسبة عالية من الكلور. وهو ما يُمكن للوالدين الشعور به عبر إما شم رائحة الكلور القوية في الهواء حينئذ، أو بدء الشعور بشيء من الحكة أو التهيج في العينين أو الأنف أو الحلق خلال السباحة.

وقال بأن على الوالدين عموماً الاهتمام بمنع تمادي الأطفال في السباحة والتواجد في مياهها لمدة تزيد عن عشرين دقيقة إذا ما شكوا بأن نسبة الكلور عالية. كما ويجب منع الأطفال من شرب مياه المسابح مطلقاً.

* التعقيم بالأوزون.. ليس لمياه الشرب فقط

* يربط الباحثون الطبيون بين وجود المركبات الكيميائية الناجمة عن تفاعل الكلور مع المواد العضوية في مياه الشرب أو في مياه المسابح، وبين ارتفاع الإصابات بالربو وحساسية أجزاء الجهاز التنفسي العلوي ( التي تسبق وصول الهواء إلى القصبة الهوائية بالرئة ) وتلف أنسجة الرئة نفسها وحالات الإجهاض وسرطان المثانة. وهي ملاحظات علمية تبدت للباحثين نتيجة الدراسات التي تم إجرائها في الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وبلجيكا وألمانيا واستراليا. وهي جوانب سبق عرضها في عدد 25 يناير من ملحق الصحة بـ«الشرق الأوسط»، عند الحديث عن تعقيم مياه الشرب بالكلور. بل إن احدى تلك الدراسات قالت تحديداً إن الأطفال الذين في سن العاشرة حينما يقضون حوالي ساعتين أسبوعياً في مسابح مغلقة ومعقمة مياهها بالكلور فإن التلف الذي يطال الرئة لديه يوازي ذلك الذي يُلاحظ طبياً على رئة البالغ عند تدخينه السجائر! والسؤال هو هل تتوفر بدائل لتعقيم مياه المسابح بغية استخدمها عوضاً عن اللجوء إلى الكلور لتحقيق هذه الغاية؟

اهم تلك البدائل المطروحة اليوم بشكل جاد هو استخدام تقنية التعقيم المتواصل بالأوزون. ولئن كانت شركات إنتاج مياه الشرب المعبأة قد سبقت إلى استخدام إما تقنية الأوزون أو الأشعة ما فوق البنفسجية لتعقيم المياه تلك حفاظاً على طعم مياه الينابيع النقي والصافي المعبأة لترغيب المستهلكين لشرائها، فإن الأمر نفسه ممكن لتعقيم مياه المسابح، بل هو أفضل وأضمن، لسبب بسيط وهو أن ضمان نقاء الماء من الميكروبات باستخدام الأوزون، هو ضمان وقتي حال التعبئة فقط. أما بعد هذا، إن لم تكن تلك العبوات محكمة الإغلاق التام، فإن الماء قد يكون عرضة للتلوث ولنمو الميكروبات فيه. هذا بخلاف الكلور الذي تظل مادته في الماء طوال الوقت لتضمن التعقيم المستمر إلى حد كبير طوال الوقت.

وبالرغم من توفر هذه التقنية في مناطق شتى من أوروبا لتعقيم مياه بعض من المسابح منذ أكثر من 50 عاماً، إلا أن اعتماد المسابح الترفيهية العامة على استخدم تقنية الأوزون في تعقيم مياهها يظل متأخراً جداً، خاصة في الولايات المتحدة. لكن ثمة توجها نحو الاستفادة منها في هذا المضمار، ولعل أولها ذلك الذي أُقيم قبل بضع سنوات في فيرهوب بولاية ألاباما، إلا أن ثمة صعوبات في تعميم هذا الأسلوب. والإشكالية هي في الكلفة العالية لتوفير استخدام تلك التقنية، التي قد يراها البعض أهم من كل نتائج تلك الدراسات الطبية التي تحدثت عن مجموعات من الآثار الصحية السيئة على مرتادي المسابح. هذا بالرغم أيضاً من أن الباحثين في تخصصات شتى مرتبطة بالعناية بمياه المسابح، وبالمسابح نفسها يقولون بأن الكلفة المادية العالية تلك في البداية يُعوضها عدم الحاجة إلى تلك الرعاية المتكررة لتعقيم مياه المسابح باستخدام الكلور، وكذلك حماية بنية المسابح نفسها وأجزائها المختلفة من تأثيرات الكلور عليها. سواء كان الكلام عن تراكيب بناء بركة السباحة نفسها أو أنظمة التهوية والإضاءة لصالات السباحة أو حتى الأثاث فيها. والتي بالجملة لا يتسبب الأوزون بأي منها.

كما يقولون بأن الماء سيكون أكثر نقاوة، ما يُسهل على أجهزة التصفية العمل بسرعة على تنقية المياه من الشوائب دون التعرض لكل المركبات الكيميائية التي تنتج عن تفاعل الكلور مع المواد العضوية المتجمعة في مياه السباحة.

ويتم إنتاج الأوزون من جزيئات الأوكسجين المكونة من ذرتين للأوكسجين، وذلك عبر عملية التحويل باستخدام الطاقة الكهربائية نحو تكوين جزيئات الأوزون المكونة من ثلاث ذرات من الأوكسجين. والحقيقة أن الأوزون هو مادة أقوى بمراحل كثيرة من الكلور في قدراته القضاء على الميكروبات. لكن لأن عمر جزيئ الأوزون قصير جداً، فإن من اللازم توفير جهاز لإنتاجه بشكل متواصل كي تتم عملية تعقيم المياه بشكل متواصل أيضاً.
زهران وافتخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : موسوعة الطفل السعيد
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لو وضعت هذا الطفل في كفه وجميع القبائل في كفه لرجحت كفة هذا الطفل ابو جوري_1 الإستراحة 3 18-03-2010 12:27 PM
موسوعة الطفل... أم يـــــزن المنتدى التعليمي 6 08-01-2010 08:21 AM
تحميل موسوعة غينيس 2009 موسوعة غينيس للتحميل PDF ابو دوس منتدى الكتاب 10 15-10-2009 08:30 PM
|•|.♥.|•| مجلة الطفل السعيد |•|.♥.|•| الشــــــــوق شقائق الرجال 10 23-02-2008 01:55 AM
**...موسوعة الطفل...** الزرعي شقائق الرجال 44 24-04-2007 10:41 PM


الساعة الآن 01:17 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved