منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > منتدى الكتاب

كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب


منتدى الكتاب

إضافة ردإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
قديم 11-02-2014, 01:03 PM   #5521
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

خديجه بنت خويلد
/

اسمها ونسبها :

خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى
بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب
بن لؤي بن غالب القرشية الأسدية .
كانت تدعى قبل البعثة الطاهرة ،
وهي أشرف نساء قريش نسباً ، فهي سيدة نساء قريش .

2 إسلامها :
كانت خديجة رضي الله عنها أول
من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم من النساء
والرجال وهذا بإجماع المسلمين .
قال ابن إسحق كانت خديجة أول من آمنت بالله ورسوله
وصدقت ما جاء من عند الله عز وجل وآزرته
على أمره فخفف الله بذلك عن رسوله ،
فكان لا يسمع شيئاً يكرهه من رد عليه ،
وتكذيب له ، فيحزنه ذلك إلا فرج الله عنه بها ،
إذا رجع إليها تثبته وتخفف عليه وتصدقه وتهون
عليه أمر الناس حتى ماتت رضي الله عنها .
موقف رائع من مواقفها:
لما كان النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء
جاءه الملك , فقال له : اقرأ ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" ما أنا بقارئ " وكررها ثلاثاً في كل مرة
يغطه حتى يبلغ منه الجهد , ثم قال له :
اقرأ باسم ربك ثم عاد النبي صلى الله عليه وسلم
إلى زوجته خديجة يرجف فؤاده ,
فدخل عليها , وهو يقول : " زملوني , زملوني
فزملته حتى ذهب عنه الروع ,
وأخبرها صلى الله عليه وسلم بالخبر وقال :
لقد خشيت على نفسي , فقالت له :
كلا والله لا يخزيك الله أبداً , إنك لتصل الرحم ,
وتحمل الكل , وتكسب المعدوم ,
وتقري الضيف , وتعين على نوائب الدهر .
إنه موقف الزوجة الوفية ، الحصيفة الذكية ،
التي تعرف فضل زوجها , وتستدل بمكارم أخلاقه وفضله
على عظيم عناية الله به , وعلى المستقبل العظيم الذي ينتظره .

جهاد ومؤازرة:
وقفت الزوجة الحنون, والرفيقة العطوف بجانب زوجها المختار
صلى الله عليه وسلم تساعده وتشد عضده ,
وتعينه على احتمال الشدائد والمصائب ,
تدفع من مالها لنصرته ,
ومن حنانها وعطفها لمواساته وتسليته ,
ومن أبرز مواقفها رضي الله عنها :
موقفها حينما أعلنت قريش حرباً مدنية
على بني هاشم وبني عبد المطلب ,
وحاصروهم في شِعْب أبي طالب ,
وسجلت مقاطعتها في صحيفة علقت بداخل الكعبة .
ولم تتردد خديجة رضي الله عنها في
الخروج مع زوجها إلى الشعب المحاصر ,
وتحملت المشاق والمصاعب في سبيل إرضاء الله ثم إرضاء زوجها ,
ومساندة زوجها وبنيه ,
وفَضلت ضيق الحياة وخشونتها بجانب زوجها على رغد العيش ,
وطيب النعمة .
فنعم الزوج كانت , ونعم النصير لدين الله
عز وجل ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ,
فجزاها الله عن المسلمين خير الجزاء .

3 أزواجها قبل النبي صلى الله عليه وسلم :
تزوجت قبل النبي صلى الله عليه وسلم مرتين :
زوجها الأول هو : عتيق بن عائذ المخزومي ،
فبقيت معه حتى وفاته ، وأنجبت منه : عبدالعزى وهند .
زوجها الثاني هو : أبو هالة هند بن زرارة التميمي ،
وأنجبت منه : هند والطاهر وهالة ،
وبعد وفاته كان عمرها خمسة وعشرين عاماً ،
ولم تتزوج حتى بلغت أربعين سنة رضي الله عنها وأرضاها .

4 زواجها بالنبي صلى الله عليه وسلم :
ثم تزوجت النبي صلى الله عليه وسلم قبل
البعثة وعمره خمسة وعشرون عاماً ،
ومن حبه لها لم يتزوج عليها في حياتها .

1- [ خَدِيجَة ُ ] :
أُولَاهُنّ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِد الْقُرَشِيّةُ الْأَسَدِيّةُ
تَزَوّجَهَا قَبْلَ النّبُوّةِ وَلَهَا أَرْبَعُونَ سَنَةً
وَلَمْ يَتَزَوّجْ عَلَيْهَا حَتّى مَاتَتْ وَأَوْلَادُهُ كُلّهُمْ
مِنْهَا إلّا إبْرَاهِيمَ وَهِيَ الّتِي آزَرَتْهُ
عَلَى النّبُوّةِ وَجَاهَدَتْ مَعَهُ وَوَاسَتْهُ بِنَفْسِهَا
وَمَالِهَا وَأَرْسَلَ اللّهُ إلَيْهَا السّلَامَ مَعَ جِبْرِيلَوَهَذِهِ خَاصّةً
لَا تُعْرَفُ لِاِمْرَأَةٍ سِوَاهَا وَمَاتَتْ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِثَلَاثِ سِنِينَ .


6 أولادها :
كل أولاد النبي صلى الله عليه وسلم من خديجة
ما عدا إبراهيم فإنه من مارية القبطية المصرية ،
التي أهداها المقوقس صاحب إسكندرية ،
وقيل أنه أعتقها قبل أن يموت صلى الله عليه وسلم .
قال ابن كثير رحمه الله : "
لا خلاف أن جميع أولاده من خديجة بنت خويلد ،
سوى إبراهيم فمن مارية بنت شمعون القبطية .
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان
أكبر ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم القاسم وبه يُكنى ، ثم زينب ، ثم عبد الله ،
ثم أم كلثوم ، ثم فاطمة ، ثم رقية ، وقيل غير ذلك في الترتيب .
فمات القاسم ، وهو أول ميت من ولده بمكة ،
ثم مات عبد الله ، فقال العاص بن وائل السهمي :
قد انقطع نسله فهو أبتر ، وكانت قريش
إذا ولد للرجل ثم أبطأ عليه الولد من بعده قالوا :
هذا الأبتر ، فأنزل الله عز وجل :
{ إنا أعطيناك الكوثر *
فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر } أي :
مبغضك هو الأبتر من كل خير .
ثم ولدت له مارية بالمدينة إبراهيم في
ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة ، فمات ابن ثمانية عشر شهراً .
وكل الذكور ماتوا وهم صغار يرضعون ، لحكمة بالغة .
وماتت بناته رقية وزينب وأم كلثوم في
حياة النبي صلى الله عليه وسلم ،
وماتت فاطمة رضي الله
عنها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بستة أشهر تقريباً .

7 وفاؤها :
لم يذكر التأريخ الإنساني على مراحله المختلفة
امرأة فاضلة وفت لزوجها ، وأدت
واجباتها تجاهه مثل خديجة رضي الله عنها ،
فقد أعطت المال والجهد والحنان والحب والمشورة
الصادقة الصائبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،
خلال مواقفها معه أثناء تبليغ رسالة
ربه حتى توفاها الله تعالى وهو راض عنها ،
فرضي الله عنها وأرضاها .

8 فضلها :
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
أفضل نساء أهل الجنة : خديجة بنت خويلد ،
وفاطمة بنت محمد ، ومريم بنت عمران ،
وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون "
[ رواه أحمد والطبراني وغيرهما ،
وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 1135 ] .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله :
هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام وطعام ،
فإذا أتتك فأقرأ عليها السلام من ربها ومني ،
وبشرها ببيت في الجنة من
قصب ، لا صخب فيه ولا نصب " [ متفق عليه ] .

9 وفاتها رضي الله عنها :
توفيت خديجة قبل الهجرة بثلاث سنين ، وهذا هو الأصح .
وكانت يوم توفيت بنت خمس وستين سنة ،
ودفنت في الحجون ، ونزل رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم حفرتها ، ولم تكن شرعت الصلاة على الجنائز
[ يراجع ذلك في الإصابة والاستيعاب والطبقات وغيرها ] .

10 وفاء النبي صلى الله عليه وسلم لخديجة بعد موتها :
قد أثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على
أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها ما لم يثن على غيرها ،
فتقول عائشة رضي الله عنها : "
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يخرج من
البيت حتى يذكر خديجة ، فيحسن الثناء عليها ،
فذكرها يوماً من الأيام فأخذتني الغيرة ، فقلت :
هل كانت إلا عجوزاً ، قد أبدلك الله خيراً منها ،
فغضب ثم قال : " لا والله ما أبدلني الله خيراً منها ،
آمنتْ بي إذْ كفرَ الناس ، وصدَّقتني إذ كذّبَني الناس ،
وواستني بمالها إذ حرمنـي الناس ،
ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء "
قالت عائشة : فقلتْ في نفسي : لا أذكرها بعدها بسبّةٍ أبداً "
والله أسأل أن يجزل لنا المثوبة والأجر ،
وأن يغفر لنا الزلل والوزر ، إنه على كل شيء قدير .
--------------
همس الذكريات / بلخزمر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع

اذكروني بدعوه رحمني ورحمكم الله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



أخر مواضيعي
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-2014, 01:09 PM   #5522
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

‏​‏​كان الصحابة يفعلون السُنة لأنها “سُــنة”
ونحن نتركها لأنها ” سُــــنة ”!!
__________
1 - أن تتابع المؤذن وأن تقول مثل ما يقول.
__________
2 - ابتداء صلاة الليل بركعتين خفيفتين .
__________
3 - الأكل بثلاثة أصابع .
__________
4 - لا يشربن أحدُ منكم قائماً
__________
5 - شرب الماء على ثلاث دفعات
__________
7 - النوم على طهارة ..
__________
8 - التزاور في الله ..
__________
9 - نفض الفراش عند النوم ..
__________
10 - معاونة الأهل في أعمال المنزل ..
__________
11- تغيير الشيب بغير السواد ..
__________

13- المصافحة عند اللقاء ..
__________
15- النوم على الشق الأيمن ..
__________
16- عيادة المريض ..
__________
17- لا تشمت العاطس حتى يحمد الله ..
_____________
19- تنحية الأذى عن الطريق سنة ..
__________
20- اكل التمر او الرطب وتراً(9،7،5،3،1)..
__________
21- عدم النفخ في الشراب.
__________
وغيرها من السنن-

-----------
تــــــــــرف /بلخـــزمــــر
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-2014, 09:24 PM   #5523
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

أكثر من الصالحات قبل الممات
أخي أعلم رعاك الله وسدد خُطاك أنك ماخُلقت في هذه الدُنيا لِتخلُدَا فيها إلى الأبد بل ستبقى فيها لأجلً معلوم حدده الله لك وجعله بمثابة الفرصه المحدوده التي هي عُمرك والذي سينتهي بِموتك
ليرى ماذا أنت صانع فيه من خير أم شر فلا تغتر بما في الدنيا من ملذات وتنقاد ورائها وتجعلها تُنسيك ما خُلقةَ لأجله ولاتجعل حُب التزود من ملذات الدنيا ونعيمها الفاني يُنسيك أن تتزود أيـضـاءً بـمـا يـنـفـعـك في يـوم الـعـرض عـلى رب الـسـمـاوات والأرض مـن الأعـمـال والأقـوال الـصـالـحـه والـتي تـُثـقـل بـهـا مـوازيـن حـسـناتك
واعلم بأن أجلك قد ينتهي في أي لحظه وبتالي تنتهي فرصتك من التزود بالطاعات وأعمال الخير فلا عمل بعد الموت ولكن جزاء وحِساب على ماأسلفته من عمل في الدنيا
فبادربلا تردد أخي الى الأستقامه والتوبه ورجوع الى الله و التزود من الطاعات والأعمال الصالحات وغتنم أنك لا تزال في زمن الأمكان ودار العمل وأن الموت لا زال يتخطاك الى غيرك ولم يتخطا غيرك اليك اوا ليس لك عبره بمن فاجئهم الموت وهم لم يتوبوا مما أجترحوه من سيئات ولم يتزودو من الطاعات ولامما ينفعهم في الأخره وغـادروا هـذه الدنيا على حين غـفـله وبدون التزود بعمل صالح ينفعهم في الاخره ولاتوبه صادقه تمحو بإذن الله ما إجترحوه مـن سيئات فقد غـرهـم طـول الأمـل والـتـسـويـف بالتوبه
وقد وصف الله تعالى حال هؤلاء الذين أمضوا عمرهم في الغفله والبعد عن الله ولم يعملوا لما بعد الموت وقال (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب أرجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلِمَةٌ هو قائلها ومن ورائهم برزخٌ إِلى يوم يُبَعَثُون ) نعم يتمنى الرجعه الى الدنيا ولكن !!لماذا؟
هل ياتُراه لكي يعود الى ما كان يفعله من مُحرمات أم ماذا ؟؟ لا والـلـه وسمع الى أمنيته (لعلي أعمل صالحاً ) نعم يُريد الأن بعد أن عاين الموت ورى ماينتظره من عذاب نظير ما أرتكب من معاصي وأثام وتـفـريـط في الـقـيـام بـطـاعـة الله يُريد أن يرجع الى الدنيا ليعمل الصالحات
عن أبي هُريره رضي الله عنه قال أن الرسول صلى الله عليه وسلم مـر بـقـبر ،فـقـال : مـن صـاحـب هـذا القبر ؟ فقالوا : فُلان فقال (( ركعتان أحب إلى هذا من بقية دنياكم !! )) [رواه الطبراني في الأوسط / صحيح الترغيب : 391 ] . فوامُصيبة من رحل من الدنيا بغير زاد من الـتـقـوى والعـمل الـصـالـح !
ويا عِـظـم حـسرة مـن أدركــه الـمـوت وهو خفـيف الـظـهـر مـن الـحسـنـات ثـقـيله من السيئات !
مـالـك الاتـعـتــبـر بـمـن عـاجـلـه الموت وهو لم يُعد العده لذلك ؟؟
فتسارع بتوبه والرجوع الى الله وتتزود من الأعمال الصالحه التي هي زاد الأخره قال تعالى (وتزودوا فأن خير الزادِ التقوى ) حتى تكون مِن مَن يرضى ويسعد عند ما ينتقل إلى الدار الأخره لما تراه من الخير العظيم والجزاء الحسن نظير ماعملته من طاعات في دنياك

أم أنك لازالت تُصر على ما أنت فيه من غـفله وبُعد عن أتباع أمر الله وسُنة نبيه صلى الله عليه وسلم وتأبى الأنصياع لما فيها من أوامر ونواهي حتى تموت وتكون عِبره لمن بعدك بِمفاجئة الموت لك وأنت في غفلتك
وتكون كمن يتمنى الرجوع ليعمل صالحاً بعد أن فرط فيما مضى من عمره وتتحسر على تضييعك له قال تعالى واصفً حال من أنقضى عمره وهو لم يستغله بتزود للأخره (يا حسرتي على ما فرطتُ في جنب الله ) وبقوله ( وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول ربِ لولا أخرتني إِلى أَجلٍ قريب فأصدق وأكُن من الصالحين ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها والله خبيرٌ بِما تعلمون ) [ المنافقون : 10-11 ].
الى متى تضل تعـصي الله الى متى تضل تُفرط في طاعته الى متى تتثاقل مـن أوامـره ونـواهـيه وتـئـبـاء الأنـصياع لـها قول لي بالله عليك الى متى هل معك من المــوت مــوعــد ؟؟ تـنـوي أن تـتـوب قـبـلـه !!
هل تضمن أن تضل الى العمر الذي تعزم أن أنت وصلت له سوف تتوب وهل ياتُراك تضمن أو بأنك ستضل حتى يتحقق لك الأمر الذي تعزم أن هـو حـصـل لك سوف تـتـوب هـل تـضـمـن ذلـك ؟
الأتـعلـم أن الـتـسـويـف بـالـتوبه وطـول الأمـل هـي مـن أعـظـم الأفـات الـتي حـالـت دون تـوبـة الـكـثـير مـمـن مـاتـوا...

قال الشاعر :
تُؤمل في الدنيا قليلاً ولا تدري

إذا جن اليلُ هل تعيشُ الى الفجرِ
فكم من صحيحاً مات من غير علةً

وكم من سقيمً عاش حينً من الدهرِ
وكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكاً

وأكفانهُ في الغيبِ تُنسج وهوَ لا يدري

ولنفرض أنك قد قدر الله لك أن تعيش الى العُمرالذي نوية أن تتوب عند وصولك له أو أن الأمر الذي علقة توبتك بتحققه لك قد حدث فـهـل تـضمن أن توفـق الى تـوبه عـند ذلـك الأ تـخـاف مـن أن الـذنـوب الـتي قـد ظـلـلت تـُقـارفـهـا طـيـلـة الـفـتره الـتي مـضـت قـد تـكـون سبب في أن يُطبع على قلبك والعياذ بالله
وعندها تكون ممن لا يعرف معروفاً ولا يُنكر مُنكراً وبالتالي لن تـخـطـر الـتوبه لك بـِبـال ويثقل أمرها عليك لكون قلبك قد طُبع عليه ونفسك أعتادت الذنوب وألِفَتَ مُقارفتها ولاتُطيق تركها كما أنك الاتخاف بأن يعتريك أمر سيئ في صحتك وعافيتك وقوتك ونشاطك يحول بينك وبين أن تعمل الكثير من أعمال الخير عند ذلك العُمر اوعندما يتحقق لك ذلك الأمر الذي جعلت تحققه لك موعد لتوبتك
وبالتالي قدتفوتك منازل الـمقـربين ودرجـات الـصـديـقـين ؟
قال بعض السلف هب أن المُسيء قد عُفي عنه أليس قد فاته ثواب المُحسنين ؟! .
فـعـجـل أخـي بـتوبه مما أقترفته من ذنوب وتقرب الى الله بأتباع أوامره وأجتناب نواهيه وأتباع سُنة نبيه الأن ولا تؤجل فأنك لاتـدري كـم بـقي من عُمرك؟؟ .
قال الحسن البصري رحمه الله (( المبادرة المبادره ! فإنما هي الأنفاس ، لوحـُبـِسَت إِنقـطعـت عـنكم الأعـمال الـتي تـتـقـربـون بها الى الله ، رحم الله امرءاً نظر الى نفسه وبكى على ذنوبه . ثم قراء هذه الأيه (إنما نُعد لهم عدا ) [مريم 84 ]
ولا تسوف واستغل حياتك قبل مماتك وصحتك قبل سقمك وشبابك قبل هرمك وغناك قبل فقرك ولا تلتفت الى من يُثبطك ويُطمنك من الناس فوالله لن يدخل منهم أحد معك الى قبرك قال تعالى (ولقد جِئَتُمُونَا فُرادى كَمَاَ خلقناكم أول مرةٍ وتركتم ماخولناكُم ورآءَ ظهوركُم )
ولن يُحاسب منهم أحد عنك ولن يرضى أحد منهم والله أن يتحـمل عـنك سـيئـه واحـده بل والله سيــبـكـوك أيـامً ثـم ينسوك كما نـسـو غـيرك الا تـرى حــال مـن مـات لــهـم عـزيـز عـلـيـهـم مـمـن حـولك تـذكـر حـالـهـم عـنـد اول الـمُصيبه ونظُـر إِلى حـالـهـم بـعدهـا بِفتره
سـتـجـد أنـهم بدو يعودوا الى مُمارسة حياتهم الطبيعيه فلن تتوقف الدنيا لموتك وستعود الى مجراها الطبيعي (أعرف أنك ستُقاطعني وتقول هذهِ سُنة الدنيا التي سنها الله )
فـأقول لك نعم وليس عندي شك في ذلك ولكني أردت أن أقول لك بأن من أستجبة لتثبيطهم لك عن التوبه وطمأنتهم لك وخفت من أن تخسرهم أن أنت توبت لن ينفعوك إذا مِت وأنت لم تتوب وتتزود بالأعمال الصالحه
أخي لاتغتر بهذه الدنيا وكُن فيها كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( كن في هذه الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) رواه البخاري وابن عُمر الذي وجه له الرسول هذه الوصيه يقول (إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخُذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك)
وختاماً
أخي أفق فالأمر جدُ خطير وعلم أن حياتك غنيمه فلا تُضيعها فيما لاينفعك وحذر ان يُفاجئك الموت وأنت غافل!
------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-2014, 10:24 PM   #5524
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

قم الى الصلاة وبادر اليها
فالأنس الحقيقي هاهنا ، حيث تناجي خالقك ورازقك وموجدك ، ومن بيده ملكوت كل شيء ، ولا يفلت منه شيء ، وإليه يرجع كل شيء ..
وهو في هذه اللحظة مقبلٌ عليك سبحانه ، يسمع نجواك ، ويصغي لشكواك ، كما ورد في الحديث الصحيح :
" قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل ،
فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين ، قال الله تعالى : حمدني عبدي ،
وإذا قال : الرحمن الرحيم ، قال الله تعالى : أثنى علي عبدي ،
وإذا قال : مالك يوم الدين ، قال : مجدني عبدي، وقال مرة : فوض إلي عبدي
فإذا قال : إياك نعبد وإياك نستعين ، قال :
هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل
فإذا قال : اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم ، غير المغضوب عليهم ولا الضالين ، قال : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ) ..
وفي رواية :
( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، فنصفها لي ونصفها لعبدي )..
ومن ثمّ ..
إذا فَرِحَ العبيدُ بالأنسِ مع عبيد أمثالهم __ ولو كانوا ينثرون الذهب عليهم كما يُنثر الرذاذ _ ويجدون متعة أرواحهم في تلك المؤانسة ،
فكيف لا تفرح وأنت تجد نفسك بين يدي مولاك جل جلاله ، تناجيه
وتشكو إليه ، وتتضرع بين يديه ، وتتملقه ، وتسترضيه ، وتلح عليه
وتجد متعة المتعة لروحك في تلك اللحظات !
فلا يشطح بك الوهم ، فتنسى هذه الحقيقة الضخمة ، التي تغبطك عليها جميع الكائنات !!
انظر إلى نفسك إذا دُعيت للمثول بين يدي وزير أو من هو أعلى منه مثلاً ..! وعلمت أن يحسن استقبالك ، ويصغي لطلباتك ، ويشجعك على مزيد من الإفضاء بما في نفسك !!
ترى هل ستستعجل الانصراف من بين يديه !؟
بل هل ستعبث بجوارحك وأنت في مواجهته وهو مقبل عليك !؟
بل هل ستحسب أن أحداً أسعد منك في تلك الساعة !؟
فمن مثلك لقد خُلّي بينك وبين ربك جل في علاه ، تدخل عليه متى شئت ، تركع وتسجد ، وتدعو وتتضرع ، وتناجي وتشكو ، وهو مقبل عليه ، يعجبه منك ما تصنع !
نعم قد يؤجل عطاءك ، لحكمة هو يعلمها ولا تعملها ، ولكنها بلا ريب لصالحك أنت ، إما في الدنيا وإما في الآخرة ، حيث ستفاجأ بأمثال الجبال من الحسنات قد وفرها الله لك ، وادخرها في رصيدك ، وباركها لك بسبب تلك الدعوات والمناجاة والضراعة ..
فاشدد الكرة ، وأدم القبول ، وأطل الوقوف على الباب ،
ويكفي أنه أهلك للوقوف بين يديه ، في الوقت الذي تجد فيه ملايين الناس عن ربهم ساهون !
من حقك والله أن تردد قول القائل وأنت تناجي مولاك :

سهر العيون لغيرِ وجهك باطلُ

ألا كل شيء ما خلا الله زائلُ

فإنكَ لو أدركتَ حكمتها _ أو بعضاً من حِكمِها _

لأيقنت أنها:
مدرسة تربّي المسلم المحافظ عليها على جملة من المعاني الراقية ..
كمعنى النظام ، وأهمية الانضباط ، وضرورة الكينونة في جماعة المسلمين ،
ودرس التخطيط للأمور ، وأهمية اليقظة ، وضرورة الصدع بدعوة الله .. وغير هذا من دروس تربوية في القمة ..!
ألا ترى مثلاً أن مواقيتها محددة سلفاً ..
وأن صفوفها منضبطة بدقة ، بحيث لو تقدم إنسان ، لم ينظر الله إلى الصف كله !
ألا ترى إلى متابعة الجميع للإمام في كل شارة وواردة !؟
ألا ترى كيف أن أصغر طفل يقف في الصف يمكنه أن يرد على الإمام
إن هو أخطأ في آية ، أو ينبهه بالتسبيح إلى سهو وقع منه !!
ألا ترى كيف أنها في مجملها عبارة عن ذكر خالص لله سبحانه ،
من مبتدئها إلى خاتمتها ، وما بعد الصلاة من أذكار !؟
فكيف يكون ذكراً لله حقا ، من كان غافلاً فيها ساهيا عنها !!؟
ألا ترى إلى هذا النداء الذي يصدع في الآفاق بين الوقت والوقت ،
كأنما يذكر الحياة والأحياء ، بأن لهم موعداً مع ربهم سبحانه !؟
ألا ترى في هذا الصدع الدائم بقوة ، درس واضح إلى ضرورة الصدع بدعوة الله ؟
أليست هذه المآذن المنتصبة كالراية ، دعوة صريحة إلى أن يكون المسلم
متميزاً تميزها بين المباني المحيطة بها ، شامخاً شموخها !؟
فإذا أقبلت عليها ، فاحرص أن تستفيدَ من معانيها ، وتقتنص دروسها ،
وتتشبع بعبرها وعظاتها ..!
ولا تكن كمن قيل فيهم :
كحمار الرحى ، المكان الذي تركه هو عين المكان الذي وصل إليه !
فتخرج منها كما دخلت فيها ، وكأنك يا بو زيد ما غزيت !!
حاول جسيمات الأمور ولا تقلْ :

إنّ المحامدَ والعلا أرزاقُ

فلقد جعل الله سبحانه لكل شيءٍ سببا ، فعليك أن تبذل جهدك ،
ومن الله سبحانه الرزق والفتح والعون والمدد .. وبالله التوفيق .

قم إلى الصلاةِ وبادر إليها ..
فما من مرةٍ ذكرَ اللهُ تعالى المؤمنين مادحاً إياهم ، مثنياً عليهم ، شاكراً لهم مسعاهم ،
رافعاً لواءهم ، راضياً عنهم .. إلا ويذكرُ على رأس قائمة صفاتهم التي بها
نالوا ما نالوا من رضوان ، أنهم كانوا يقيمون الصلاة ..أي يخشعون فيها ،
ويحافظون عليها ، ويبادرون إليها ، ويتأدبون بآدابها ، قد علقوا قلوبهم بها ، وجدوا أنسهم فيها ..
فمقدمة المقدمات : الصلاة ،
وهي أول وأوضح ترجمة يراها الواقع ، لحقيقة الإيمان في قلبك ..!
فإن لم تكن كذلك ، فلا تزعم أنك من حزب الله الذين يحبهم ويحبونه !
ولا تظنن بنفسك الظنون الجميلة لمجرد أنك تحب محمداً وصحبه وأنت في الأصل
لا تنهج نهجه ، ولا تتأسى به في عبادته وسلوكه ، بل أنت تخالفهم في أبده بديهيات الدين !!

تذكر القضية التالية لتتضح المسألة :
هؤلاء يهود يزعمون ما يزعمون بأنهم يسيرون على خطا أنبيائهم عليهم السلام ،
ويقتفون آثارهم ، وأنهم سيحشرون معهم يوم القيامة !!
وكذبوا والله ، فما أكثر دعاواهم ، وما أعظم مخالفاتهم ، ومن ثم فلا تتخلق بأخلاقهم ،
إن شئت أن لا تكون مثلهم !
تابع نبيك صلى الله عليه وسلم ، وتأسى به ، واحرص على ما كان عليه يحرص ،
ولقد كان أشد الناس حرصا على الصلاة ، حتى قال صلى الله عليه وسلم :
وجعلت قرة عيني في الصلاة .
قم إلى الصلاة وامحُ السيئات القديمات بشلال الحسنات الجديدة !
إن الصلاةَ من أول خطوةٍ فيها ، أنها نهر متدفق من الحسنات ،
وقد طمأنك ربك الرحمن الرحيم ، إلى أثر هذه الصلاة ،
ودلك على أروع عمليات غسيل القلب فقال :
( إن الحسنات يذهبن السيئات ) ..
واعلم يا رعاك الله أن في ذلك الغسيل المستمر ، تجديد لقلبك من تقلباته ، وصقل له ليصل إلى حد التلألؤ!
ومن ثم فإنك بإقبالك على هذه الصلاة في وقتها ، وقد جمعت قلبك معها وفيها ،
فإنك في الحقيقة تُعلي فيك إنسانية الإنسان ، حيث تشف فيك الروح
حين تصلها بمولاها وفاطرها ، فتتزكى فيك النفس الأمارة شيئا فشيئا ،
وأول الرحلة الطويلة خطوة ثم تتلوها خطوة !
ولذا فإن من أعرض عن هذه الصلاة ، وأدار لها ظهره ، وآثر أن يركع ويسجد في محراب شهوته ،
فلا غرو أنه لن يزيد على أن يكون بهيمة في ثياب إنسان ! وإن زعم وزعم !!
قال تعالى :
( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ) !!
ولله در القائل :
والمرءُ من غيرِ دينٍ

لم يسوَ في الكون شيئا

وأجلى صور التدين وأروعها وأقواها :
أن تصبح هذه الصلاة هما لازما ، وهاجسا دائما عند المحب لربه جل جلاله !
نعم والله .. من أعرض عن باب الله تعالى ، فلا يسوى شروى نقير !
( .. . فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ) ..
فإذا اتضحت هذه الصورة ،
فأشعر قلبك العزة والغنى ، واملأ رئتيك بالفخر ،
أنك مع الله مقبل عليه ، محب له ، مبادر إلى رحابه ، متصل به من خلال هذه الصلوات ..
في الوقت الذي آثر غيرك أن يكون عبد لشهوات ضرسه وفرجه !
فاختار لنفسه الهوان وهو يحسب أنه سيد الزمان !
وعند ساعة الموت سينقشع الغبار !

وقد قيل :

إذا انقشع الغبار سوف تدري
أفرساً كنت تركب أم حمار !!

فإني لك ناصح ومحب ! وعليك حريص ومشفق !
قم إلى الصلاة وبادر إليها إذا رغبت أن تعرف لمحة عن نعيم أهل الجنة في الجنة !
قم إلى الصلاة واجمع قلبك فيها ، إذا شئت أن تهب عليك نسمة من نسيم الجنان !
وأنت بعد تدب على هذه الأرض المتخمة بالهموم !
قم إلى الصلاة واجهد في أن تجمع قلبك وروحك وحسك خلالها ومعها وفيها ،
وليتك في تلك اللحظة تجود ببعض دمعاتك ، لا سيما وأنت في حال السجود ،
فإنه حال قرب خاص ، من ذاق حلاوته ، نسي الدنيا وأهلها وما فيها ومن فيها ، في تلك اللحظات الربانية العجيبة المذهلة !
ولقد ورد في الحديث الصحيح :
" أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد .!"
يا إلهي !!
حين يستشعر القلب بقوة هذا المعنى الفريد ، تهتاج المشاعر فيه ، ويقول :
هنا يطيب لي أن اسكب العبرات !
تلك اللحظات تغدو بالنسبة لهذا الإنسان المتميز ،
ساعة ليست من ساعات الدنيا ، ولكنها من ساعات الآخرة !
فكيف لا يطيب له أن يسمح لعينيه أن تذرفا شيئا من دمعهما ،
فرحا أن أكرمه الله بهذا النعيم ، أو جزعا أن تفوته فلا يجدها مرة أخرى ! فيبكي تارة لهذا المعنى ، وتارة لهذا !
وذاك حال المحب الصادق في كل زمان ..!
فما في الأرض أشقى من محب

وإن وجد الهوى حلو المذاقِ تـراه باكــياً في كل حيـن *** مخـافة فـرقـة أو لاشتيـاقِ فيبكي إن نأوا شوقــاً إليهم *** ويبكي إن دنوا خوف الفـراقِ !
عبّر أحد الشعراء عن روعة وحلاوة لحظة السجود ، بأبيات لست أذكرها
ولكن فحواها ، أنه يستشعر أن الإمام حين يكبر للرفع من السجود ،
فكأنما يجتث قلب الشاعر ! لأنه كان يود لو أطال الإمام لحظة السجود ،
ليطول للقلب التنعم بالقرب من الرب جل في علاه !
فهل وصل الحال القلبي لكل منا إلى هذه الذروة من النعيم !؟
فلنحاول ولا نيأس !
واجمع قلبك مليا ، واسمعني جيداً في هذه الخاطرة !
إذا رغبتَ أن تلمس وسوسة الشيطان ، حتى لكأنك تراه ملء عينيك !
فاعمل جاهداً على أن تحضر قلبك في صلاتك ، وتجمع روحك خلالها
وأنت تركع وتسجد وتناجي ، واجهد أن لا تتفلت منك نفسك ذات اليمين أو ذات الشمال !
فإذا شمرت في هذا الميدان ، فوطن نفسك ابتداءً على هجمة قوية
يقوم بها الشيطان ، ليشتت جمعك ، ويبدد قوتك ، ويبعثر جهدك ..!
نعم ،، فإن الشيطان لا يزال لك بالمرصاد ،

وكلما حاولت أن تجمع قلبك في صلاتك بادر إليك بحملة تتبعها حملة ،
وإذا هو ينقل لك الدنيا ومشاكلها ، ليضعها بين يديك !
ويزين لك متابعتها ! حتى يذهب قلبك في كل واد منها !
فلا تعقل من صلاتك شيئا !
فإن فشل في ذلك ، وأبيت إلا أن تجمع قلبك في صلاتك بين يدي ربك ،
بادر اللعين إلى تذكيرك بدقائق ، لعلك توهمت أنها قد رُميت تماما في بحر النسيان !
فإذا أنت الآن تتذكرها جيدا ، وتتابع تفاصيلها خطوة في إثر خطوة !!

ولا تزال مشدوداً إليها وهي تتراقص أمام عينيك ،
حتى تستيقظ على صوت الإمام يرتفع بالتسليم للخروج من الصلاة !!
فتصيح _ صامتاً _ : فعلها اللعين !
ويكون اللعين وقتها يقهقه ضاحكاً ، لان حيلته انطلت عليك يا بطل !
فإذا حدث مثل هذا ، فانتبه ، وعد أدراجك سريعا إلى صلاتك ،
تجمع قلبك فيها ، وتحضر روحك معها ، وتلزم نفسك الخشوع خلالها ..
فإن نجحت في هذه المجاهدة ، فإني أحسب أن الله سبحانه سيكرمك بكرامة مباشرة :
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) ..
فإذا أنت تتذوق حلاوة تلك الصلاة ، وروعة تلك المناجاة ،
فلا تخرج منها إلا وأنت تردد في انتشاء :

( ما أعذب الوحي في قلبي واشهاهُ ) !
ومثل هذا القلب يخرج من المسجد جديدا ، في كل مرة يدخل إليه
ليغسل أجواء قلبه بأنوار السماء !
-------------

للفايدة

الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-2014, 11:29 PM   #5525
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

يا أيها الذين آمنوا
ما إن سمعنا المؤذن يقيم الصلاة حتى كبر الإمام وتبعه المصلون
و قرأ الإمام الفاتحة بصوته الشجي ثم هدأ قليلاً ليبدأ بعدها قراءة آيات مباركات
... يا أيها الذين آمنوا ... وتوقف قليلاً ..
قلت في نفسي : لم توقف ؟ هل نسي ما يود قراءته؟ ... فليبدأ بأية آية غيرها
فلم يزل في البداية .
لكنه كررها مرة أخرى وكأنه ينادينا بصوت يخرج
من أعماق قلبه " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين
أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطاناً مبيناً ؟إن المنافقين في الدرك الأسفل
من النار ، ولن تجد لهم نصيراً ........
"
كان قلبي يرتج كبناء أصيب بزلزال هزه هزاً شديداً فبدأ يترنح
يكاد يسقط ....
فالإمام إذاً كان بوقوفه هذا مع تكرار
" يا أيها الذين آمنوا "
يريد أن يوصل لنا النداء ، وأن نتفاعل مع كل كلمة بعده ، ولم يكن يريد لنا صلاة
ميتة يسرح فيها الواقف هنا وهناك في هذه الدنيا الواسعة
لا يدري كيف تنتهي الصلاة ولم يعِ منها شيئاً .
ثم يظن أحدنا أنه أدى الصلاة وأرضى الله تعالى !! ..

كان يريدنا أن نتلقى الرسالة و نفهم ما يتلوه على مسامعنا
وأن نكون فعلاً واقفين بخشوع أمام ملك الملوك ومالك الملك ، وأن نتدبر
آياته بقلب حيّ ولبّ ذكي .
فما بعد النداء أمر خطير جهله الناس على كثرة ما يتلى عليهم .
" يا أيها الذين آمنوا " : لبيك وسعديك – يارب – والأمر كله بين يديك .
نحن – معشر المؤمنين – عبادك .... لك الأمر، وعلينا الطاعة
والامتثال إن كنا مؤمنين . وسنكون بإذنك ومشيئتك مؤمنين دائما ً، تحبنا
وترضى عنا ..... وتداعى إلى ذاكرتي بهذا النداء العلويّ الرائع الذي
يرفعنا إلى مرتبة العبودية لله تعالى مدى حبه تعالى للمؤمنين ، إذ تكرر
هذا النداء سبعاً وثمانين مرة يوضح الطريق المستقيم إلى مرضاته سبحانه
ويبين السبيل الأقوم للحياة الطيبة في الدنيا والواعدة في الأخرى .
" لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين " والوليّ
إخوتي الأحبة – الصديق الوفي ، والأخ الصدوق ، والناصح الأمين .
وهل يعقل أن يكون الكافر الذي يكرهنا ويسعى جاهداً للإيقاع بنا وإيذائنا
والذي يعمل ليل نهار على استئصال شأفتنا

والكيد بنا أخا وصاحباً ونصوحاً ؟!!
إنهم كما قال تعالى " لا يرقبون في مؤمن إلاّ ولا ذمة ، وأولئك هم المعتدون "
.. وهل يعقل أن ترى ذكياً بعد ذلك يتخذهم أولياء يلقي إليهم بالمودّة ؟!
إن من يفعل ذلك واحد من اثنين لا ثالث لهما : غافل لاهٍ غبيّ أو منافق
أظهر الإسلام وأبطن الكفر .
أما الغافل اللاهي فقد أساء إلى نفسه دون أن يدري حيث استحق تتمة الآية
" أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطاناً مبيناً "
إنه حين يرضى لنفسه مصاحبة الكافر عدو الله فقد حكم على نفسه بالهلاك
والويل والثبور وعظائم الأمور ، فضلاً عن غضب الله تعالى على من أسلم
قياده وزمامه لعدو الله " إن الطيور على أشكالها تقع " وما يأمن لكافر
إلا السفيه الغرّير .
وأما المنافق فله عذاب أليم جزاءً وفاقاً ، بل " إن المنافقين في الدرك
الأسفل من النار
" و الدرْك منازل النار والدرجة منازل الجنة "
فأولئك لهم الدرجات العلا ، جنات عدن تجري من تحتها الأنهار " .
والدرك في النار سبع منازل أشدها : الهاوية ثم الجحيم ثم سقر ثم السعير
ثم الحطمة ثم لظى ثم جهنّم .وللمنافقين أسفلها وهو "الهاوية
" .
لغلظ كفرهم وشدة غوائلهم ، وتمكنهم من المسلمين .
نعوذ بالله أن نكون منافقين . ..

قال ابن مسعود رض الله عنه : للمنافقين في الهاوية توابيت من حديد
مقفلة في النار تقفل عليهم .

وقال ابن عمر رضي الله عنهما : إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة ثلاثة :
المنافقون : " إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار "
من كفر من أصحاب المائدة : " إني منزلها عليكم فمن يكفر بعدُ منكم
فإني أعذبه عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين
"
آل فرعون : " النار يعرضون عليها غُدُوّاً وعشيّاً ، ويوم تقوم الساعة أدخلوا
آل فرعون أشد العذاب
" .
أما درجات الجنة فهي مئة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" إن في الجنة مئة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله
ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض
" .
وهل هناك من ينصر هؤلاء المنافقين ؟! حاشا وكلاّ .. إن الله خصيمهم .
" ولن تجد لهم نصيراً "
ومن يقف أمام الله تعالى ؟!
بل " من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه "
وهل يشفع أحد إلا لمن يريد الله تعالى له الخير ؟ " ولا يشفعون إلا لمن ارتضى " .
ومن رحمة الله تعالى بعباده أن يترك لهم باب الأمل مفتوحاً على مصراعيه
ولو فعلوا ما فعلوا ، ألا نقرأ دائماً " بسم الله الرحمن الرحيم " في كل لحظة
من حياتنا ؟ فهو الرحيم بعباده ، الرؤوف بهم ، الغفور لزلاتهم . العطوف
عليهم ، المسامح الكريم ، لا إله إلاّ هو ... يدعوهم إليه كل حين ، " إلا الذين ....
1- تابوا ،
2- وأصلحوا ،
3- واعتصموا بالله ،
4- وأخلصوا دينهم لله ،
فأولئك مع المؤمنين ...............
وسوف يؤتي اللهُ المؤمنين أجراً عظيماً
"
فلا بد من التوبة النصوح التي لا رجوع بعدها إلى الكفر والشرك .
والعمل الصالح الذي يجب ما قبله ويمحوه ، ويؤكد توبة صاحبه
ويدل على صدق توجهه . واللجوء إلى الله تعالى أن يبدل السيئات حسنات
ويغفر الذنب ويستر العيب ، ويعين على التوبة والعمل الصالح
فبالله المستعان دائما .
والإخلاص في الأمور كلها لله تعالى
فبالنية الخالصة تقبل الأعمال " إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ
ما نوى
" . وهنا يضمهم الله تعالى إلى ركب المؤمنين الصالحين الذين
وعدهم الله عز وجل بالأجر العظيم .
قال مكحول رحمه الله تعالى : أربعٌ من كنّ فيه كنّ له ، وثلاثٌ من كنّ فيه كنّ عليه .
أما أربع الصفات التي إن كنّ فيه كنّ له ( أي كنّ في ميزان حسناته )
فالإيمان والشكر : " ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم ، وكان الله شاكراً عليماً "
والاستغفــــــار : " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ، وما كان الله معذبهم
وهم يستغفرون
" .
والدعــــــــــاء : " قل : ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم " .
وأما ثلاث الصفات التي إن كن فيه كن عليه ( أي كنّ وبالاً عليه )
فالمكـــــــــــــر : " ولا يحيق المكر السيّء إلا بأهله " .
والبغــــــــــــي : " يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم " .
والنكــــــــــــث : "
فمن نكث فإنما ينكث على نفسه

------------
للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-2014, 12:13 AM   #5526
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

رحلة الى الدار الاخرة
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد
يعيش الكثير في هذه الدنيا إلا من رحم ربي ،وقد إغتر بطول الأمل وحُب الدنيا والحرص على الحياة ، ولكن مهما تمر به السنين والأيام فالموت آتٍ لا محاله تلك هي نهاية الإنسان ،
وبعد الموت حياة برزخيه ، وبعدها بعث ، وحساب ، ثم جنة نسأل الله أن نكون من أهل الجنه
أو نار ونعوذ بالله من النار ومن خزي النار .

ومن هنا نبدأ في الحديث عن مشتملات اليوم الآخر
1) البعث :
وهو إحياء الله للموتى ليلقى كل منهم جزاءه الذي قدر له من نعيم أو عذاب ، قال تعالى :
( ثم إنكم بَعْدَ ذلك لميتون ، ثم إنكم يَوْمَ القِيَامَةِ تُبعثون )
2) الحشر :
وهو سوق الناس إلى مكان الحساب الذي تجتمع فيه الخلائق ، وفيه يحاسبون وتوزن أعمالهم ويعرف كل مصيره .
قال تعالى :
( وتَرَىَ الأرْضَ بارِزَةً وحَشَرْنَاهُم فَلَمْ نُغَادِر مِنْهُم أحَدًا )
فلا مفر ولا هروب من هذا الموقف العظيم
3) الحساب :
وهو توقيف الله تعالى لعباده قبل الإنصراف من المحشر على أعمالهم : أقوالاً وأفعالاً وإعتقادات وتفصيلاً ، فهناك من يُحاسب حسابًا يسيرًا فيطلعه الله على سيئاتهِ سرًا بحيث لا يطلع عليها احد من الخلق ثم يعفو الله عنه ويأمر به إلى الجنه .
وهناك من يناقش الحساب ويُسأل عن كل ذنب فعله ويُطالب بالعذر والحجه فلا يجد عذرًا ولا حجه
فيهلك مع الهالكين ويفتضح بين الخلائق .
قال الحق سُبحانه :
( فأما من أوتي كِتَابَهُ بيمِنيهِ فسَوْف يُحاسبُ حسابًا يسيراً ، وينقلبُ إلى أهْلِهِ مسْرُورا ، وأما من أوتي كتابهُ وراء ظهْرِهِ فسوف يدعوا ثُبورًا ويصلى سعيرًا )
ويوم القيامة سيشهد على العاصي احد عشر شاهدًا : اللسان - والأيدي - والأرجل - والسمع - والبصر - والجلد - والأرض - والليل - والنهار - والحفظة الكرام - والمال - فضلاً عن الشهداء من الناس .
وعن ابي هريرة رضي الله عنه قرأ : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يومئذً تُحَدِّثُ أخبارها )
فقال أتدري ما أخبارها ؟ قلت : الله ورسوله أعلم قال : فإن اخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها ، أن تقول : عمل كذا وكذا يوم كذا وكذا ، فهذه أخبارها ) رواه الترمذي
4) صحائف الأعمال :
وهي الكتب التي كتبت فيها الملائكة ما فعله العباد في الدنيا من إعتقادات وأقوال و أفعال وهي ثابتة بالكتاب والسنه والإجماع ، قال تعالى :
( فأما من أوتِيَ كِتابهُ بيمِنهِ فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه )
5) الميزان :
وهو ذو كفتين ، توزن فيه أعمال من يُحاسب بقدرة الله دفعة واحدة ، ويزن مثاقيل الذره ، تحقيقًا لإظهار تمام العدل ، وحقيقته لا يعلمها تفصيلاً إلا الله عز وجل ، قال تعالى :
( ونضع ُ الموازينَ القِسطَ ليوْمِ القيامة فلا تُظلم نفسٌ شيئًا و إن كان مِثْقَالَ حبةً من خَرْدلً أتينا بها وكفى بنا حَاسبِين )
6) الصراط :
وهو جسر ممدود على ظهر جهنم يمر عليه الأولون والآخرون كل بحسب عمله فمنهم من يمر كلمح البصر ، ومنهم من يمر كالبرق ، ومنهم من يمر كالريح العاصف وناس كالجواد ، وناس هرولة ، وناس حبوًا ، وناس زحفًا ، وناس يتساقطون في النار ، وعلى جوانبه كلاليب لا يعلم عددها إلا الله .
قال الله تبارك وتعالى :
( وإن منكم إلا وَارِدُهَا كَانَ على ربك حتْمًا مَقْضِيًا ، ثُمَّ ننجي الذين إتقواْ ونَذَرُ الظَالِمينَ فِيها جثيًا )
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال في . . قول الله تعالى ( نورهم يسعى بين أيديهم )
قال على قدر أعمالهم يمرون على الصراط منهم من نوره مثل الجبل ، ومنهم من نوره مثل النخله ، ومنهم نوره مثل الرجل القائم ، ومنهم من نوره في إبهامه يتقد مره ويطفأ مرة .

7 ) الحوض :
يجب الإيمان بأن لكل نبي حوضًا يرده الطائعون من أُمَّتِهِ ، وان حوض نبينا صلى الله عليه وسلم أكبرها وأعظمها ، وهو مُربع الشكل . يرده المؤمنون بالنبي صلى الله عليه وسلم الآخذون بِسُنَّتِهِ
ويُطرد عنه الكُفار والمُبتدعه في العقيدة ، وكل من تعامل بالربا ، أو أجار في الأحكام ، او أعان ظالمًا ، أو جاوز حدًا من حدود الله . . .
وفي حديث لإبن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( حوضي مسيرة شهر ، وزواياه سواء ، وماؤه أبيض من اللبن ، وريحه أطيب من المسك ، وكيزانه كنجوم السماء ، من يشرب منه لا يظمأ بعدها أبدًا ) رواه البُخاري
8 ) الشفاعه :
وهي لغة : الوسيلة والطلب ، وسؤال الخير للغير ، وتكون من الأنبياء والعلماء العاملين ، والشهداء
عن أبي هريرة قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( لكل نبي دعوة مُستجابة يدعو بها . وأريد أن أختبيء دعوتي شفاعة لأُمتي في الآخرة ) رواه البخاري
ورسولنا صلى الله عليه وسلم أول من يفتح باب الشفاعه ، قال صلى الله عليه وسلم :
( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ، وأول من ينشق عنه القبر ، وأول شافع و أول مشفَّع )
9) النار :
أعاذنا الله واياكم منها ومن خزيها ، وهي دار العذاب والعقاب أعدها الله للكافرين والعُصاة ، قال تعالى :
( فاتقوا النار التي وقُودُها الناس والحِجَارةُ أُعِدَّت للكافرين )
( إنا أعتدنا للظالمين نارًا أحاط بهم سُرادِقُهَا و إن يستغيثوا يُغاثُوا بِماءٍ كالْمُهلِ يَشْوي الوُجوه بِئس الشراب و سَاءَتْ مُرتفقا )
- سُبحان الله العظيم الكريم العفو الحليم من رحمته بعباده انه لا يخلد في النار من مات على التوحيد ولو ارتكب الكبائر ، أما من مات على الشرك والكفر فإنه لا يخرج منها أبدًا .
قال تعالى ( إن الله لا يَغْفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )
10) الجنة :
والمُراد بها دار الثواب والنعيم المُقيم التي أعدها الله للمؤمنين فيها الحور العين ، ولحم طير مما يشتهون ، أنهار من الماء العذب والعسل المُصفى ، واللبن الذي لم يتغير طعمه والخمر لذة للشاربين وفيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، أهلها إخوان على سُرر متقابلين نزع الله ما في صدورهم من غل تحيتهم فيها سلام ونعيمهم دائم في دار السلام .
قال تعالى :
( وسارعوا إلى مغفرةٍ من ربِّكم وجنةٍ عَرْضُها كعرضِ السمواتِ والأرضُ أُعِدَّتْ للمُتقين )
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب أصحابه في الجنه فيقول
( ألا مشمر للجنه ؟ فإن الجنة لا خطر لها - أي لا مثيل لها - هي ورب الكعبة نور يتلألأ وريحانه تهتز ، وقصر مشيد ونهر يطرد وفاكهة كثيرة نضيجة ، وزوجة حسناء وجميلة ، وحُلل كثيرة في حبرة - ونصرة في دور عالية سليمة بهية . . . إلى آخر الحديث ) رواه البخاري ومسلم والترمذي

(( رؤية الله عزّ وجلّ ))
أجمع أهل السُنة والجماعة على أن رؤية الله عز وجل ممكنة عقلاً وواجبة نقلاً وواقعة فعلاً في الآخرة للمؤمنين دون الكافرين .
قال تعالى ( وُجُوهٌ يومئذً ناضرة إلى ربّها ناظرة ٌ)
وقال تعالى عن المُكذبين ( كلا إنهم عن ربِّهم يومئذٍ لمحجوبون )
وعن صُهيب أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال
( إذا دخل أهل الجنة الجنة ، يقول تعالى : تريدون شيئًا أزيدكم ؟ فيقولون ألم تُبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنه ؟ ألم تنجنا من النار ؟ فيكشف الحجاب ، فما أعطوا شيئًا أحب إليهم من النظر إلى ربهم ) ثم تلا
( للذينَ أحْسَنوا الحُسنى وزِيَادَةٌ )
كانت هذه رحلة إلى الدار الآخرة . . فهل أعددنا لها ؟ هل نحن مُستعدون للرحيل والعرض على الله ؟
تجهَّز أخي / أختي لهذا الموقف الرهيب والذي توعد الله فيه للكفار والمنافقين نار جهنم خالدين فيها أبدا .
و للمؤمنين المُتقين جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها
فسُبحان الله العظيم ، سُبحان العفو الكريم ، سُبحان الذي لا تطيب الدنيا إلا بذكره ، ولا تطيب الآخرة إلا بعفوه ، سُبحان الذي لا تطيب الجنة إلا برؤيته .
أسأل الله العظيم أن يغفر لي ولكم ولجميع المسلمين ، أسأله سُبحانه أن يرزقنا شفاعة نبيه صلى الله عليه وسلم والجنة ، وان يمتعنا بالنظر إلى وجهه الكريم .
لكم مني خالص الدعوات
--------------

للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-2014, 12:26 AM   #5527
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 80"]
أحسرة تريدها أم حسرات
إنَّ في منْعِ النَّفس عن إمْضاء رغبتِها، والحيلولةِ بينها وبين شهوتِها - ثِقَلاً على تلك النفس، وله حسرة لا يستطيع العبدُ مقاومتَها، إلاَّ إذا علِم أنَّها حسرةٌ تَمنع بوجودها حسرتين، فهِي حسرة يسيرة على فوات لذَّة معكَّرة، في مقابل حسرتين عظيمتين:
أولاهنَّ:
عند فوات النَّعيم الأبَدي والأنس السَّرمدي، ورؤْية أهلِه وهم بنجاتِهم وبتحقُّق رجائِهم فرِحون، يدخلون إلى دارٍ عَلِموا عنها ما أعْلَمَهم بها الله، وأيْقنوا بها كما أمرهم الله، وعمِلوا بأسباب حصولِها راغبين في الثَّواب من عند الله،

يدْخلون إليْها زُمَرًا وهم كضيض من الزِّحام، متشابكة أياديهِم كما كانت في الدُّنيا قلوبهم، يضجُّون بالذِّكْر والتَّسبيح: {الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} [الأعراف: 43].
والحسْرة الثَّانية:
بدخوله النَّار، موطن سخط الله العزيز الجبار، من بعد أن سمِعت آذانه زفيرها، ورأت عينه سوءَ هوْلِها ومصيرها، وأحسَّ جسدُه عظم حرِّها وزمهريرها، يلْقَى فيها من مكان ضيِّق مقرَّنًا، فحينئذٍ يندم ندمًا لا ينفعه، ويوقِن يقينًا لا يمنعه، ويبكِي بكاءً من خشية الله هو له جحيم، يزيد على ما به من جحيم.

وبعدُ، فإنَّك - عبدَ الله - بقدر إيمانك بتلك الحقائق والحسَرات تَهون عندك حسرةُ فواتِ الذنب، وهذا ما جعل أهْلَ الإيمان من أبْعَد النَّاس عن الوقوع في ما حرَّم الله.
وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله وصحبِه وسلَّم.

[/frame]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-2014, 01:28 AM   #5528
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 70"]
من هم أصحاب القلوب المطمئنة ؟؟
السلام عليكم ورحمة الله
يعتقد كثيرين أن النفس المطمئنة هي نفس لا تتعرض للأزمات ولا تتعرض للآلام..
تحيا الجنة في الأرض بدون هم أو حزن
ويتساءل كثيرين.. كيف يؤمن من يؤمن ويشعر مع إيمانه بالحزن والألم..
وكيف يتعرض للاختبارات الصعبة والضعف والحيرة، ألا تتنافى تلك الحالات مع الاطمئنان الذي يصاحب نفس المؤمن ؟؟؟؟
يخطئ من يتصور أن اطمئنان النفس يأتي من عدم التعرض للاختبارات ... ولكن .. من الرضا بنتيجة اختبارات الحياة التي يقدرها الله لعبده ... مهما كانت صعبة ...
يرضاها المؤمن ولا يسخط ولا يطلب الهروب من النتيجة مهما كانت صعبة.
المؤمن حين يتعرض لاختبار منع الرزق ... أو منع ما يراه متوفراً عند آخرين .. من أي نعمة .. يرضى بما قسمه الله ... وتطمئن نفسه لحكمة ربه
يطمئن مع الصبر الثقيل .. يطمئن مع الآلام الانتظار يطمئن ويتمسك بالدعاء واللجوء لله ... يطمئن ويسأل أهل التخصص ليتعلم كيف يثبت ويستمر في عبادة الله
إن الاطمئنان والرضا بما قسمه الله... هو أسلوب حياة رغم كل صعوبات الحياة... أسلوب يعلمه الله عباده الذين اصطفى..
فنجدهم رغم طول الصبر يطول الدعاء معهم ويطول اليقين بالله ويستبشرون بكل خير لغيرهم ويفرحون له ويسعون لإسعاد كل من حولهم.
فهذا لا نجده إلا لنفوس مطمئنة.. لم يفعل بها الحزن والألم ما فعله بآخرين .. مثل من قابلو الحزن بالانتقام وقابلو الألم بحب الألم للآخرين .. وقابلو الصبر بالسخط... وسعادة الآخرين بالحسد المذموم
إن أصحاب النفوس المطمئنة .... هم أناس اختارهم الله قد تراهم ولا تعرفهم أبطال تلك الحياة لا يقابل بطولتهم الجمهور بالتصفيق ... ولا يتسابق أهل الإعلام لنيل الأحاديث معهم... لكنهم عند الله هم المميزين .. هم من يذكرهم الله فيمن عنده.. بفرحة ويحب سماع دعاؤهم ويرفع عنده ذكرهم بدرجة
يتمنى كل إنسان أن يصل لمكانهم
اللهم أجعلنا منهم يارب العالمين
[/frame]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-2014, 02:11 AM   #5529
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

[frame="8 80"]
بصيرتنا.. القرآن مأدبة الله لعباده

الحمد لله الذي أنار قلوب عباده المتقين بنور كتابه المبين، وجعل القرآنَ شفاءً لما في الصدور، وهدىً ورحمةً للمؤمنين، والصلاة
والسلام على سيد الحافظين وقدوة المتقين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين..
فإن القرآن الكريم كتاب الإسلام الخالد، ومعجزته الكبرى، وهداية للناس أجمعين، قال تعالى: {الر ۚ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}،(إبراهيم:1) من قال به صدق، ومن عمل به أُجر، ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم. فيه تقويم للسلوك، وتنظيم للحياة،
من استمسك به فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها، ومن أعرض عنه وطلب الهدى في غيره فقد ضل ضلالاً بعيداً.
القرآن مأدبة الله لعباده، ورحمةٌ منه للناس أجمعين، (والقرآن حجة لك أو عليك)،[رواه مسلم].
أخي الحبيب:
هل اشتاقت روحك لتلاوة أعطر الآيات من كتاب الله؟ هل خصَّصت لهذا الكتاب العظيم وقتاً من يومك؟ متى كانت آخر مرة ختمت فيها القرآن؟ ما مدى تأثرك بكلام الله؟
أسئلة كثيرة تدل إجاباتها على مدى اتصالنا بكلام الرحمن، وتكشف لنا حقيقة ما عندنا من الإيمان.
الاتصال بكتاب الله يحيي القلب، ويبث الإيمان، ويربط الروح بالله، ويطمئن النفس، ويزيد الأنس، ويمتع النظر، ويحفظ القلب من الآثام، ويشغل الفكر بما يفيده في الدنيا والآخرة، ويحميه من الأفكار والخيالات الفاسدة.
مهما كان انشغالنا، وازدحام الأعمال بين يدينا، وتراكم المهام في دفتر يومياتنا، فلا يصح أبداً أن ننشغل بشيء -مهما كان- عن تلاوة كلام ربنا، والاتصال بآياته المحكمة وعظاته المؤثرة.
أي خسران هذا، وأي غبن نقع فيه عندما ننشغل عن كتاب الله بما هو دونه، بزعم أنه لا وقت لدينا، مع علمنا بجزيل الثواب لمن يتلو آيات الكتاب، فكلنا يعلم أن الحرف بحسنة، والحسنة بعشر أمثالها، فكل حرف بعشر حسنات!
لكن المصيبة أن هذا الغبن لا يظهر إلا في يوم التغابن، يوم توزن الحسنات والسيئات بميزان القسط الذي يبين فيه مثقال الذرة {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ}،(الأنبياء:47) ذلك اليوم الذي يقول فيه العبد (يا ليتني قدمت لحياتي).
أيصح أن يكون أحدنا داعية، أو طالب علم، أو إماماً، أو ملتزماً بدين الله،
وتمر عليه الأسابيع لم يفتح فيها مصحفاً، ولم يقرأ فيها جزءاً واحداً، ولا عهد له بختم القرآن إلا في رمضان الماضي؟!
قال عثمان رضي الله عنه: “لو طهرت قلوبكم ما شبعت من كلام ربكم”..
أخي الحبيب.. هنالك صنف من الناس اختصهم الله ورفع قدرهم، هل تعرف من هم؟ إنهم أهل القرآن.. فهل أنت منهم؟
روى ابن ماجة (215) وأحمد (11870) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هُمْ؟ قَالَ: (هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ) وصححه الألباني في “صحيح ابن ماجة”.
أهل القرآن هم الذين جعلوا القرآن منهج حياتهم، وقيام أخلاقهم، ومصدر عزتهم واطمئنانهم.. هم الذين أعطوا كتاب الله تعالى حقه.. حقه في التلاوة والحفظ، وحقه في التدبر والفهم، وحقه في الامتثال والعمل.. رفعوا قدر القرآن في نفوسهم، فرفع الله قدرهم، وجعل من إجلاله إكرامهم.. روى أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ: إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ)، رواه أبو داود (4843) وحسنه النووي في “رياض الصالحين” (رقم/358)، والشيخ الألباني في “صحيح أبي داود”.
ففضلهم ليس كفضل أحد، وعزهم ليس كعز أحد.. إكرامك من إكرام الله، فما أعظمها من منزله.. وما أرفعه من وسام
إن حق القرآن علينا كبير، وواجبنا نحوه عظيم..
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: ”مَنْ كَانَ يُحِبُّ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَلْيَعْرِضْ نَفْسَهُ عَلَى الْقُرْآنِ، فَإِنْ أَحَبَّ الْقُرْآنَ فَهُوَ يُحِبُّ اللَّهَ تَعَالَى، فَإِنَّمَا الْقُرْآنُ كَلامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، فَمَنْ أَحَبَّ الْقُرْآنَ فَهُوَ يُحِبُّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ.
قال صلى الله عليه وسلم: (خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ) رواه البخاري (5027). وفي رواية له: (إِنَّ أَفْضَلَكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ).
فهو أفضل القربات، وأكمل الطاعات.. عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ الأَشْجَعِيُّ، قَالَ: “كُنْتُ جَارًا لِخَبَّابٍ فَخَرَجْنَا يَوْمًا مِنَ الْمَسْجِدِ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِي، فَقَالَ: يَا هَنَاهْ تَقَرَّبَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا اسْتَطَعْتَ فَإِنَّكَ لَنْ تَتَقَرَّبَ إِلَيْهِ بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ كَلامِهِ، يَعْنِي الْقُرْآنَ”.
أخي الحبيب: إذا اردت أن تكون من أهل القرآن، وممن يحسنون صحبة القرآن، فاحرص على النقاط الآتية:
أولاً: تعلّم تلاوته وتجويده، وكيفية النطق بكلماته وحروفه. عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ، وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ)،[رواه مسلم]. والمحافظة على تلاوته وترتيله من التجارة التي لا تبور، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ}،[فاطر:29].
فاحرص على المشاركة في دورات التجويد وخاصة الدورة التمهيدية، ولتعلم أنّ مشاركتك في الدورة التمهيدية بالحد الأدنى هو من باب الوجوب، فقد نقل الشيخ الحصري في كتابه أحكام قراءة القرآن الكريم أقوال العلماء في حكم التلاوة والتجويد فقال: “إن العلماء اعتبروا تطبيق قواعد التجويد الأساسية تعد من الوجوب العيني على قارئ القرآن، وقد أجمعت الأمة على وجوب قراءة القرآن الكريم مجوّدة، ومعظم علماء التجويد على أن المقصود عنا الواجب الشرعي الذي يثاب فاعله ويعاقب تاركه” (بتصرف).
ثانياً: أن يكون لك ورد يومي لا تتخلف عنه أبداً يفضي بك الى ختم كتاب الله تعالى بصورة دورية. ولتكن قراءتك للقرآن بتدبر وخشوع، تقف حيث يحسن الوقوف، وتصل حيث يحسن الوصل، إن مررت بآية وعد سألت الله من فضله، وإن مررت بآية وعيد تعوذت، وإن مررت بآية تسبيح سبحت، وإن مررت بسجدة سجدت..
ثالثاً: اجتهد في تحسين صوتك بالقرآن، والتغني به، عنْ أبي هُريرة رضِي الله عنه قال: قالَ رسُول اللهِ صلى الله عليِه وسلَّم: “ما أذِن اللهُ لشيءِ ما أذِن لنبّي أنْ يتغَنى بالقُرآن”، رواهُ البخاري. ومعنى {أذن}: أي استمع.
رابعاً: ليكن لديك نصيب وافر من قراءتك وقيامك، فهو وقت الأخيار، وغنيمة الأبرار، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لا حَسَدَ إِلا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ أَتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ..)،[متفق عليه].
{وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن
يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً}،[الإسراء:79].
فالقرآن الكريم غنيمة أصحاب الهمم العالية، والعزائم الصادقة.. لهم من رسول الله بشارة السلامة من النار، فعن عصمة بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو جمع القرآن في إهاب ما أحرقه الله في النار)، رواه البيهقي وحسنه الألباني.
فإن قصرت همتك عن حفظه كله فاحذر أن تكون ممن قال فيهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم: (إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب)، رواه الترمذي والدارمي.
خامساً: إقامة حدوده والعمل به، والتخلق بأخلاقه، وتحكيمه.. فعن سمرة بن جندب (أن النبي رأى في منامه رجلاً مضطجعاً على قفاه، ورجل قائم على رأسه بفهر أو صخرة، فيشدخ به رأسه، فإذا ضربه تدهده الحجر، فانطلق إليه ليأخذه فلا يرجع إلى هذا حتى يلتئم رأسه وعاد رأسه كما هو، فعاد إليه فضربه.. فسأله عنه.. فقيل له: إنه رجل علمه الله القرآن، فنام عنه بالليل ولم يعمل فيه بالنهار، يفعل به الى يوم القيامة..)، [رواه البخاري].
وفي الختام أخي الحبيب هذه بعض التوصيات التي تعينك على ذلك بإذن الله لتكون ممن أحسنوا صحبة القرآن، فاستحقوا بإذن الله أن يكونوا من أهل الله وخاصته:
- اشتر مصحفاً صغيراً (مصحف الجيب)، واجعله رفيقك أينما حللت وحيثما ارتحلت، فذلك أدعى للارتباط بكتاب الله، فلو كان اهتمامنا باصطحاب المصحف معنا أينما كنا كاهتمامنا باصطحاب الهاتف الجوال لتغيرت أحوالنا!
- الإنصات التام عند سماع القرآن من أهم أسباب الانتفاع به ولا حرج على المرء في تخير الصوت الحسن المؤثر، سأل رجل أحمد بن حنبل عن الصلاة في المسجد البعيد عن الحي، فقال له الإمام: “انظر ما هو أنفع لقلبك”، وليكن لك ختمة سماع في سيارتك تحرص على الاستماع لها بشكل متسلسل دائماً في سيارتك.
وأخيراً يا أيها الآباء ويا أيها المربون، استوصوا بالأجيال خيراً، نشؤوها على حُبِّ كتاب ربها، علموها العيش في رحابه، والاغتراف من معينه الذي لا ينضب،
فالخير كل الخير فيه، وتعاهدوا ما أودع الله بين أيديكم من الأمانات، بتربيتها تربية قرآنية، كي تسعدوا في الدنيا قبل الآخرة، فما هانت أمة الإسلام إلا بهجرها لكتاب ربها وبعدها عنه. اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وحبِّب أبناءنا تلاوته وحفظه والتمسك به، واجعله نوراً على درب حياتهم، آمين.
[/frame]
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-2014, 02:39 AM   #5530
الفقير الي ربه
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية الفقير الي ربه
 







 
الفقير الي ربه is on a distinguished road
افتراضي رد: كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب

القلوب المطمئنة
قال تعالى: (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)، تطمئن القلوب
من خوفها؛ فتسكن إلى موعود ربها،
مع الثقة به، وحُسن التوكل عليه، وصدق اللجوء إليه.
وتطمئن من حزنها؛ فتجد الأمن من كل غمّ وهمّ وحزن؛
فتعيش راضية مرضية؛
لأنها بربها ومولاها راضية.
وتطمئن من قلقها؛ فتستقر بعد التذبذب،
وتهدأ بعد التمزق، وتثبت بعد الاضطراب.
وتطمئن من الشتات؛ فيجتمع شملها، ويتحد توجهها،
ويلمّ شعثها، وتنجو من شتات أمرها.
وتطمئن من كيد شيطانها، وغلبة هواها،
وتحرش أعدائها، وكيد خصومها، وشرور
أضدادها.
فليس للقلب دواء أنفع من ذكر الله؛ فمهما حصل
القلب على مطلوبه ورغباته من دون ذكر الله
فإن مصيره القلق والتمزق والفَرَق والخوف
والغمّ والهمّ والحزن والكدر والاضطراب.
أبى الله أن يؤمِّن من عصاه، وأن يؤنس من خالفه،
واتبع هواه..
وكيف يطمئن من بينه وبين الله وحشة،
وبينه وبين خالقه قطيعة؟
وكيف يأنس من نسي مولاه، وأعرض عن كتابه،
وأهمل أوامره، وتعدى حدوده؟..
إن طمأنينة القلب هي السعادة التي يسعى لها الكل،
ويبحث عنها الجميع،
والتي منهم من خطبها عن طريق المال
فجمع وأوعى، وحصل وكنز،
فإذا المال بلا إيمان شقاء، وإذا الحطام
بلا طاعة وباء،
ومنهم من طلب السعادة عن طريق المنصب
فصب من أجله دمعه وعرقه ودمه،
فلما تولاه بلا إيمان كان فيه حتفه
وهلاكه وخيبته،
ومنهم من طلبها عن طريق اللهو من
غناء وشعر وهواية فما حصل عليها
ولا نالها؛ لأنه عزلها عن عبودية ربه عز وجل.
فيا من تكاتفت سحب همومه اذكر الله لتسعد،
ويا من أحاط به حزنه وأقلقله همه اذكر الله لتأنس،
ويا من طوقه كربه وزلزله خطبه اذكر الله لتأمن،
ويا من تشتت قلبه وذهب لبه اذكر الله لتهدأ؛
ذكر الله دواء وشفاء وهناء، وذكر غيره داء
ووباء وشقاء.
ويكفي الذكر فضلاً أن الله يذكر من ذكره،
ويكفي الذكر شرفاً أنه العلم الوحيد الذي
يبقى مع أهل الجنة،
ويكفي الذكر أجراً أنه أفضل عمل.. الذكر
حياة، ولكن المبنج لا يحس، والمخدر لا يشعر،
والميت لا يتألم..
والذكر أمن وسكينة، ولكن العاصي مفرط،
والفاجر هالك.
وفي كلمة (تَطْمَئِنُّ) رخاء ونداء وطلاوة؛
فكأن القلوب كالأرض،
فما سهل منها فهو المطمئن، وما صعب
وشق فهو القاسي الموحش المقفر..
فليت سحب الرضوان وغمام الرحمن
تترك غيث الوحي على القلوب؛
لتؤتي أكلها كل حين بإذن ربها من الذكر والشكر
والإنابة والمحبة والرهبة والرغبة..
(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ
لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ).
------------
د. عائض القرني / للفايدة
الفقير الي ربه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : كلمات مـــــــن القلــــب الــى القلـــــــب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
] ! .: ! [ من آجــل القمـــــــة][[ الوآصل المنتدى الرياضي 6 10-12-2009 01:49 AM
اســـــــرار القلــــب..! الســرف المنتدى العام 22 29-09-2008 01:03 AM
جـــل مـــــــن لا يـــــخــــطـــــىء امـــير زهران منتدى الحوار 4 02-09-2008 03:05 PM
المحـــــــــــــا فـــظــة على القمـــــــة رياح نجد المنتدى العام 19 15-08-2008 01:10 PM
((هل يبكـــــي القلــــب؟؟)) !!! البرنسيسة المنتدى العام 13 17-08-2007 11:04 PM


الساعة الآن 09:20 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved