سعودي[ قــــصــة ]..كذا

[تسع طعش]

المقدمة :


كل ما دقيت في أرضٍ وتد ... من رداة الحظ وافتني حصاة


في صباح أحد الأيام الخوالي من 35 سنة تقريباً انطلقت صرخاتي معلنةً ولادة مواطن سعودي غيره ينقص و هو يزودي في ذلك الصباح أبصرت عيناي النور ... و إلا أقول لكم خل أكون صادق معكم شوي ما أبصرت عيوني النور لأن المستشفى كان مظلم بسبب إنقطاع الكهرباء الوالد كان يحب التفائل و علشان كذا اختار لي اسم ( سعد ) ... و كانت الوالدة تدلعني سعد السعود و الوالد يدلعني سعد الذابح


أتذكر كان جارنا عنده ولد اسمه يحيى و كان فرحان به لأنه جاه بعد سنين عجاف ... المسكين كل ما جاه ولد مات الين جاه الولد هذا وسماه يحيى ، الجار كان دايم يدلع ولده و يغني له ( أسميته يحيى ليحيا ... فلما أشتد ساعده رماني ) <<< واضح إن الجار كان مثقف

و الوالد كان عادة يرد عليه و يدلعني و يقول ( أسميته سعداً ليسعد ... تجري الرياح بما لا تشتهي السفن )

مع الأيام بديت أكتشف إن الإسم ما يغير شيء في الواقع ، مثلا البنغالي اللي يركب دشوش في حارتنا اسمه ( فهيم ) و هو ما فيه أغبى منه لدرجة إنه راح يركب دش المجد عند مطوع و عرض على المطوع كروت قنوات مشفرة على الهوت بيرد هذا غير إن ( يحيى ) و لد الجيران مات وعمره خمس سنوات في حادث سيكل أليم و أنا ياللي اسمي ( سعد ) حتى سيكل ما حصل لي بيني و بينكم واضحة الشغلة ... و إلا كان كل ( سعودي ) صار سعيد طبعاً لكل قاعدة شواذ و الدليل إن السودان ما فيها .....ابيض

أرجع لوضعي أنا يا سعد ...

أنا طفولتي مليانة بأنواع الضربات في الراس و مراهقتي مليانة بالكفوف و شبابي مثل شباب أي شاب سعودي طموح

تصوروا إني كنت أتوقع إن جيد يعني ( زين ) و جيد جداً يعني ( زين مرة )...ا لين تفاجئت يوم خلصت الثنوي بتقدير جيد جداً إن جيد جداً عند الجامعات تعني ( ضف وجهك ) و عند غيرهم تعني ( ما عندك سالفة ) .

الشهادة بتقدير ( ما عندك سالفة ) ممكن تدخلك بعض الأماكن بشرط يكون ( عندك واسطة ) يوم أكتشفت الواقع المر و إن شهادة الثنوي اللي كرفت علشانها سنين ما تدخلني و لا ملاهي البراجون قررت أنضم لجند الوطن سمعت عن دورة تدريب للدفاع المدني و إنهم بيقبلون 200 شخص الحمد لله أخيراً لقيت مكان ما راح يحتاج لواسطة و لا تقدير فوق ال ( زين مرة =جيد جداً) جهزت أموري و أوراقي كلها في ملف أخضر علاقي(..الله يذكرك بالخير يا ملفلاضايع.. )و رحت بدري مرة علشان أكون أول المسجلين في هالدورة طول الطريق و أنا أتخيل نفسي بملابس الدفاع المدني و أطفي حرايق أو أنقذ سيارات من السيول أو متكي مع زملائي في المركز و نفطر فول و تميس وصلت الساعة 6 و نصف و كنت متأكد إني بكون أول واحد عند الباب علشان اسلم ملفي أول واحد لكني تفاجئت بالمنظر



الميتين وظيفة قدم عليها 7500 واحد و ما طلعت من المقبولين مدري المقبولين أزين مني و إلا أطول مني و إلا اكشخ مني و إلا عندهم واسطة !!!

وش اسوي يالربع ؟ و ش الدبرة ؟ لا جامعة تقبلني و لا دورات تضفني !!! أشاروا علي اخوياي إني أدرس دورة كمبيوتر و أدور لي وظيفة عز الله إنهم جابوها ... حنا اللحين في عصر الكمبيوتر ... عصر السرعة ... عصر الهمبرقر

درست دورة كمبيوتر و طلعت بتقدير ممتاز ما عاد لكم عذر يا أصحاب الوظايف .. سعد جايلكم بتقدير أزين من ( زين مرة )

كنت عارف و مستعد نفسياً إن الوظيفة ما راح تجي علطول ... يمكن تتأخر شهر شهرين ... لكني طلعت غلطان أخذت سنتين و أنا أدور وظيفة ... من مكتب لمكتب و من شركة لشركة لكن أخيراً جا الفرج توظفت توظفت توظفت
توظفت في شركة بوظيفة ( فني شبكات ) ، الراتب ما كان زين لكن أهم شيء يصير عندي دخل ثابت ينقذني من الديون و أكتسب خبرة و ممارسة و أستفيد جلست لي شهرين في الشغل بدون ما أشتغل شيء أول واحد يجي للدوام الصبح هو أنا و آخر واحد يطلع هو أنا ... بس ما أسوي شيء مدري ليش متوظف أجل !!! رحت لمدير القسم و كان اسمه راجو ... قلت له ( سير أنا ما فيه شغل ؟ ) ابتسم ورد علي ( أنتا سأودي ما يحتاج شغل ) و ضحك شوي ثم كمل ( أنتا نسباا ... معلوم نسباا ) .. طبعاً فهمت من كلامه إني سعودي و إنهم موظفيني علشان نسبة السعودة و بس !!! بس أنا ما سكت له ... رحت لمدير الشركة و كلمته عن اللي صار ... ما قصر الرجال رفع السماعة و كلم راجو و قال له شغلو سعد شغلوه من أول ما رجعت للقسم و أنا مغير كرف صارو يطلبون مني كل شيء ... صرت أسوي كل الأعمال الشاقة و غير الشاقة ... جب طابعة .. و د الجهاز ... مدد الكيبلات ...
ود الأغراض للمستودع ...

استانست إني بديت أشتغل ... بس لحظة تذكرت ... أنا متوظف فني شبكات مهوب عامل تحميل و تفريغ !!!

كلمت راجو إن الشغل ما يصلح و إني أبغي شغل أستفيد منه ... رد علي بضحكة و قال لي ( أنتا كلام يبقا شغل !!) و مد لي مفتاح سيارته ... قلت له ليش مفتاح ؟ قال لي ( شوف كفر سيارة مبنشر ... روح صلح كفر ) تضاربت مع راجو و فصلوني بدون حقوق لأني ما قدرت أمسك نفسي و مديت يدي عليه زين إني ما دخلت السجن لأني ما أبغي أصلح بنشر سيكل ... قصدي سيارة المدير

جلست مع الشباب في الاستراحة و شايل الدنيا على راسي من الهم ... ما انقهرت بسبب الفصل كثر ما انقهرت من راجو يوم يمد لي مفتاح سيارته و هو يضحك

كل واحد من الشباب صار يقترح علي شغلة ... اللي يقول ادخل في التجارة لو بمحل خضار ما يدرون إن لو عندي راس مال يكفي محل خضار ما جلست معهم أصلاً و اللي يقول لي دور واسطة و توظف الحكومة من زيني و زين معارفي هاللحين اللي اكشخ واحد فيهم موظف في 902 و اللي يقول لي بع الكرسيدا و اشتر ددسن و كد في الجح كأنهم ما يعرفون إن البلدية ما تخلي بياعين الجح في حالهم

طال الحديث و النقاش حول مسئلة الشغل و طريقة توفير دخل يعيش الواحد ... لدرجة ما بقي الا نفكر نسرق بنك و نحل الموضوع فيه واحد من الشباب كان يقلب في جريدة الظاهر لها سنين مرمية تحت التلفزيون و ما درينا إلا و هو يصرخ يقول ( لقيتها يا سعد لقيتها ) طلع خوينا شايف له إعلان عن سيارات ليموزين بالتقسيط الممل أو ما يسمى الايجار المنتهي بالتفليس

ذيك الليلة بعد ما رجعت للبيت ما نمت قعدت أفكر في فكرة شراء ليموزين تقسيط و أكد عليه ..

قلبت الفكرة يمين يسار شمال جنوب .. مالقيت غيرها حل لوضعي ، قررت إني أتوكل على الله و اشتغل على سيارة ليموزين و اللي شجعني أكثر إني سمعت قبل كم سنة إن فيه قرار يمنع الأجنبي من سواقة الليموزين:
( القرار صادر من مجلس الوزراء يوم الأثنين 21-شعبان-1423 ه يعني قبل سنين عجاف )

بديت في الاجراءات و كل اللي في بالي انه خلال يومين ثلاثة تصير السيارة معي ... طلعت الشغلة طويلة عريضة ... لازم بحث و تحري عني علشان يتأكدون إني ما عندي سوابق و لازم عمري يكون فوق 35 سنة و لازم أجيب شهادة من عمدة الحي و من إمام المسجد بعد

كملت المتطلبات كلها و كملت السن القانوني و و خلال تسعة شهور كل شيء صار جاهز ... أخيراً صارت السيارة قدام بيتي ... بغيت أطير من الفرح و أول ما ركبت السيارة قمت أضرّب بواري و أغني ( يا سعد جاك السعد )

أول مشوار لي كان توصيل خالتي للمستشفى و طبعاً بدون مقابل خالتي حرمة كبيرة و ما تحب تركب إلا في المرتبة اللي ورا ، المهم وصلتها و رحت لي مشيوير وصلت واحد بخمسة ريال و عبيت بنزيم رجعت لخالتي و ركبت معي و أسولف معها في الطريق و هي تسولف عن الدكاترة و الممرضات و خياس المستشفى و شين نفس اللي في الاستقبال .......

ما دريت الا وراي جمس يأشر لي و يحدني و يوقفني طلع جمس الهيئة وش السالفة ؟ ما سويت شي !!! نزل وا حد ببشته و معه عسكري كنه مسواك قال لي وقف السيارة و أركب معنا سئلت وش القصة ؟ قال لي مركّب حرمة معك ؟ وتضحك و تسولف معها ؟ تحسبنا نايمين ... حنا جانا بلاغ عن وضعكم من فاعل خير أقسمت له انها خالتي ... قال : لا ياشيخ خالتك ورا ماركبت معك قدام ؟ قلت يابن الحلال هذي عجوز و ما تحب تركب إلا ورا وش أسوي بها قال وش يثبت لنا إنها خالتك ؟ عز الله إني تورطت من جد وش يثبت لهم !!!

شكلي رحت فيها قلت ما فيه إلا تسئلونها عن عيرتي و إن عرفتها أكيد إنها خالتي و همست في إذن الشيخ بعيرتي و أنا صغير راح و سئل خالتي ... وسألها ؟ قالت له هوووو هذا ماهو سواق هذ و لد أختي سارة وعيرته ( سعدان ) معيرينه بها من كثر ما يطامر مثل القرد و هو صغير الحمد لله طلعت براءة مثل الشعرة من العجين

من بعد حادثة الهيئة صرت كل ما جت حرمة و إلا بنت تبي تركب معي أقولها أركبي قدام بس ما أحد رضي يركب

المشكلة .. إن المنافسة ما كانت عادلة المشوار اللي أطلب مقابله 15 كان __خان__ يطلب 10 و إذا كان الزبون من ربعه يكفيه 5 ... الفرق ماهو بسبب طمعي و لا بسبب كرم خان السبب هو ...


خان ما عنده مشكلة ينام و ياكل و يشرب في سيارته .. لكن أنا عندي مصاريف و بيت و مسئوليات

يوم شفت الوضع كذا ... قلت خل أشتغل من المطار ... عادة المطار ما فيه حريم لحالهن و هذي تفكنا من الهيئة و عادة مشاوير المطار حلوة لأنها من 50 ريال و فوق صرت أشتغل من المطار بس ماش ما ضبطت الشغلة مع أخوكم سعد أول شي الزباين صاروا يلقطونهم اللي يكدون خصوصي من عند بوابة الوصول مباشرة و بعبارتهم الشهيرة ( سيارة يا الأخو ) أو ( تبا تكس ) و ثاني شي ما أمداني أبدأ أشتغل إلا و هم صاكيني بمخالفة و تعهد لأني أحمل ركاب من المطار و أنا ما عندي ستيكر المطار و الستيكر مدري كم يكلف بس الوكاد إنه فوق استطاعتي

رجعت لكد الشوارع و صرت أنزل بسعري مثل أخونا الهندي و إلا الباكستاني ... حيل الله أقوى العوض و لا القطيعة لكن جت مشكلة جديدة لاحظت كثير من الزباين ما يأشر لي و لا يوقفني لأني سعودي .. خاصة الحريم يخافون مني ... أعوذ بالله لو إن فيني عنقز و إذا وقفت و شافتني سعودي تصد عني و تركب مع الليموزين اللي وراي و يسوقه أجنبي

الحالة تعبانه يا جماعة ... صرت ما أقدر أسدد أقساط الموتر و البنزيم أضطر أرهن بطاقتي و إلا رخصتي علشان أعبي ، تعبت نفسياً و جسدياً ... أنا ياولد البلد مستعد أشتغل الشغلة هاذي و تتعقد الأمور في وجهي و الغريب مدّهر على كيف كيفه ، أنا يطلبون مني بحث و تحري و حسن سيرة و سلوك و الأجنبي يجيك من ديرته ما تدري وشو مسوي قبل لا يجي و يركب الليموزين ما أحد يسئله عن شيء ... يمكنه توه طالع من السجن من ديرته .. عادي .... يمكنه يشتغل في الممنوع ... عادي ... . بكيفه و الأدهى و أمر ... إنا يخافون مني و هو لا

و أنا أغسل وجهي في الصبح قعدت أطالع وجهي في المراية ... و قعد أسولف مع نفسي اللحين وش يفرق عني خان ... أزين مني ؟ أوسم مني ؟ أكبر جبهه ؟ أنظف خشم ؟ لحظة لحظة ... اكتشفت إن ملامحي ما تفرق عن خان وربعه , في هاللحظة خطرت في بالي فكرة جهنمية بتنتشلني من الفقر اللي أنا فيه الفكرة ببساطة إني أصير خان رحت للبطحاء و شريت ملابس من محلات الهنود و رجعت للبيت بسرعة و لبست الملابس ... خلاص هذي هي ملابس الدوام ... من اليوم ماراح أركب الليموزين إلا باللبس هذا .

نحجت الخطة ... صار ماأحد يخاف مني و صارن البنات إذا ركبوا معي يسولفون على كيفهم بدون أي إحراج ... لدرجة إنهن أحياناً يتكلمون علي و على ريحتي و أنا مسوي نفسي ما أفهم شيء بديت أوقف مع سواقين الليموزين الباكستانيين و تعلمت من كلامهم تغيرت لهجتي من كثر تقمص الشخصية و بدت الأمور تضبط معي شوي ... يعني تقدرون تقولون بوادر إنتعاش إقتصادي تتبعه طفرة إقتصادية <<< مشكلة اللي يتابع أخبار الاسهم

يا جماعة حركة التنكر رهيبة و حلت أزمات ... ما أقصد أزمتي أنا بس ، أقصد أزمتي و أزمة ربعي بعد.

بعد ما تبكسنت ( صرت باكستاني ) واحد من خوياي قرر يتبنغل ( يصير بنغالي ) و يشتغل في تركيب الدشوش و برمجة الرسيفرات و خويي الثاني قرر يتهند ( يصير هندي ) و يدف عربيات عند كارفور

و في يوم من الأيام و أنا ماشي في حالي و مشغل شريط أغاني باكستاني و قفتني دورية قالوا لي إقامتك يا صديق قلت لهم أنا مافي صديق أنا سعودي كرووو الضحكة و قعدوا يذبون علي يحسبوني باكستاني من المعششين في السعودية أصروا على الإقامة و أنا أصريت إني سعودي قالو خلاص يا صديق عطنا بطاقة الأحوال اوووه تذكرت إن بطاقتني عند المحطة و الرخصة بعد عند محطة ثانية قالوا أركب أركب يا صديق بنوديك القسم إن كانك أجنبي فأنت ماشي بدون إقامة و بيجي كفيلك و يستلمك و إن كانك سعودي فتهمتك أكبر ... متنكر بزي أجنبي و بتنرك بالسجن لين تبين نواياك


معدل في القصة ونا قلها لكم
19

وسلامتكم

[روعة الاحساس]

بعد ما تبكسنت ( صرت باكستاني ) واحد من خوياي قرر يتبنغل ( يصير بنغالي ) و يشتغل في تركيب الدشوش و برمجة الرسيفرات و خويي الثاني قرر يتهند ( يصير هندي ) و يدف عربيات عند كارفور




هههههههههههههههههههههههههههههه يبغالي انا اتبنكس يمكن القالي وظيفه
الله يعطيك العافيه على النقل الرائع

[تسع طعش]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روعة الاحساس      بعد ما تبكسنت ( صرت باكستاني ) واحد من خوياي قرر يتبنغل ( يصير بنغالي ) و يشتغل في تركيب الدشوش و برمجة الرسيفرات و خويي الثاني قرر يتهند ( يصير هندي ) و يدف عربيات عند كارفور هههههههههههههههههههههههههههههه يبغالي انا اتبنكس يمكن القالي وظيفه الله يعطيك العافيه على النقل الرائع

يمكن ليش لا