من وصاية الرسول - ذم الظلم والشُّح

[الفتاة المسلمة]

ذم الظلم والشُّح "

حديثنا اليوم بيتكلم عن حاجة مهمة جدا وهي عاقبة الظلم ومصيرَ الظالمين ، وكمان عن عاقبة الشح
فبيحذر من الاعتداء على الغير ، ومن الشح وهو الطمع فيما عند الغير

نقرأ الحديث وبعدين نكمل الكلام
عن جابر بن عبد الله أن رسول الله قال: " اتَّقوا الظُّلمَ . فإنَّ الظُّلمَ ظلماتٌ يومَ القيامةِ . واتَّقوا الشُّحَّ فإنَّ الشُّحَّ أهلك من كان قبلكم . حملهم على أن سفكوا دماءَهم واستحلُّوا محارمَهم " رواه مسلم



الرسول صلى الله عليه وسلم يوصينا ويأمرنا بأن نتقي الظلم وللأسف ما أكثر الظلم بجميع أشكاله وصوره وأنواعه في حياتنا
ظلم الإنسان لنفسه وظلم الأب لأبنائه والزوجة لزوجها والزوج لزوجته والأخ لأخوه وغيرها وغيرها

وعندنا نوعين من الظلم
الأول : ظلمُ النفسِ : وأعظمه الشِّرْكُ ، كما قال تعالى : ( إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ) وبعدها المعاصي على اختلافها من كبائرَ وصغائرَ كل ده من ظلم الإنسان لنفسه .
هو فيه ظلم أكبر من اني أرتكب المعاصي كبيرها وصغيرها وأدخل نفسي النار وأعذبها؟

والثاني : ظلمُ العبدِ لغيره : و في حقوق عباد الله الظلم يدور على ثلاثة أشياء، بينها النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع ، فقال :" إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم ، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا"

الظلم في الدماء: يعتدي على غيره إما بقتله أو حتى بجرحه أو حتى يساعد اللي بيعتدي على غيره

والظلم في الأموال : بأن يعتدي الإنسان ويظلم غيره في الأموال ، وما أكثره لأن الطمع بيخلي الناس تبخل تدي الواجب اللي عليها في الأموال وبتخليها تستولي على أموال غيرها أو حتى يبقى عندها المال وعليها دين وتماطل في الدفع وده من الظلم فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " مطلُ الغنيِّ ظلمٌ " رواه البخاري

وأما الظلم في الأعراض : الاعتداء على الغير بالزنا أو اللواط أو القذف .




والحديث الشريف بإيجاز شديد ينفر من الظلم ببيان عاقبته فيقول : ( فإنَّ الظُّلمَ ظلماتٌ يومَ القيامةِ )
وممكن الظلمات يكون ليها أكثر من معنى كما قال الإمام النووي في شرح مسلم: اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، قيل: هو على ظاهره؛ فيكون ظلمات على صاحبه لا يهتدي يوم القيامة سبيلا ، ويحتمل أن الظلمات هنا الشدائد، وبه فسروا قوله تعالى: قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر أي شدائدهما، ويحتمل أنها عبارة عن الأنكال والعقوبات.




تخيلي المصير المشئوم نعوذ بالله منه لأن الظالم يكون يوم القيامة في ظلام حالك فلا يرى طريقه ولا يعرف رايح فين ولا ماشي فين

كله إلا الظلم يقول الله تعالى في الحديث القدسي : " يا عبادي ! إني حرَّمتُ الظلمَ على نفسي وجعلتُه بينكم محرَّمًا . فلا تظَّالموا ......." رواه مسلم

ولهذا ربنا بيعجل عقوبة الظالم في الدنيا وبينتقم منه في الدنيا قبل الآخرة
فإذا تأخر عنه العذاب، فليس هذا إهمالاً من الله، بل إنه زيادة فى عذاب هذا الظالم

وفى ذلك يقول صلى الله عليه وسلم : "إن الله تعالى يُملى للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته " وتلا قوله تعالى (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهى ظالمة إن أخذه أليم شديد)" [هود 102]. رواه مسلم

اللي بيظلم فاكر إنه هو الأقوى وعلشان كده غالبا بيظلم الضعيف اللي حاسس إنه مش هيقدر يعمل حاجة وبيبقى فرحان بالمال اللي أخده ظلما وعدوانا أو إنه وصل للغاية اللي عايزها ، وبينسى إن ربنا سبحانه وتعالى موجود وإنه قوي عزيز هياخد حق المظلوم

يقول الله تعالى في سورة إبراهيم : (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار * مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء )

وبينسى أنه سبحانه وتعالى لا يرد دعوة المظلوم أبدا ففي الحديث أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعَث مُعاذًا إلى اليمَنِ ، فقال : ( اتقِ دعوةَ المظلومِ ، فإنها ليس بينَها وبينَ اللهِ حجابٌ ) رواه البخاري

وروى ابو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ثلاثٌ لا تُرَدُّ دعوتُهُم ، الإمامُ العادلُ ، والصَّائمُ حينَ يُفطرُ ، ودعوةُ المظلومِ يرفعُها فوقَ الغمامِ ، وتُفتَّحُ لَها أبوابُ السَّماءِ ، ويقولُ الرَّبُّ تبارك وتعالى : وعزَّتي لأنصرنَّكِ ولو بعدَ حينٍ " . رواه الترمذي



والأمر مش سهل فظلم العباد مش ممكن ربنا سبحانه وتعالى يتركه حتى يقتص كل مظلوم ممن ظلمه
لأنه يشتمل على معصيتين:
الأولى : أخذ حق الغير بدون حق.
الثانية : مبارزة الله تعالى بالمخالفة والمعصية
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" الظلمُ ثلاثةٌ ، فظُلمٌ لا يغفرُهُ اللهُ ، وظلمٌ يغفرُهُ ، وظلمٌ لا يتركُهُ ، فأمّا الظلمُ الذي لا يغفرُهُ اللهُ فالشِّركُ ، قال اللهُ : إِنَّ الْشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ، وأمّا الظلمُ الذي يغفرُهُ اللَّهُ فَظُلْمُ العبادِ أنفسُهمْ فيما بينهُمْ وبينَ ربِّهمْ ، وأمّا الظلمُ الّذي لا يتركُهُ اللهُ فظُلمُ العبادِ بعضُهمْ بعضًا حتى يَدِينَ لبعضِهِمْ من بعضٍ " حسنه الألباني في صحيح الجامع

فيا أيها الظالم المغتر بنفسه احذر فالله لك بالمرصاد ، ولا تفرح فالعقوبة قادمة حتى ولو بعد حين




أما الوصية الثانية في الحديث فهي التحذير من مرض فتاك بالمجتمع اسمه الشح
قال الإمام النووي في شرح مسلم:وقوله صلى الله عليه وسلم: ( واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم ) يحتمل أن هذا الهلاك هو الهلاك الذي أخبر عنهم به في الدنيا بأنهم سفكوا دماءهم، ويحتمل أنه هلاك الآخرة، وهذا الثاني أظهر، ويحتمل أنه أهلكهم في الدنيا والآخرة.

قال جماعة: الشح أشد البخل وأبلغ في المنع من البخل، وقيل هو البخل مع الحرص، وقيل البخل في أفراد الأمور والشح عام، وقيل البخل في أفراد الأمور والشح بالمال والمعروف وقيل الشح الحرص على ما ليس عنده والبخل بما عنده

معاني كتيرة زي ما شفنا للشح والبخل بس محصلتها باختصار البخل يكون بالمال، أما الشح فيكون بالمال وبعمل الخير، فهو أعم.




والمعنى: اتقوا شدة البخل الذى يُعِّرضُ المجتمع للهلاك لأن المجتمع المسلم هو مجتمعُ التكافل والتضامن والتعاون على البر والتقوى بين أفراده، الغني بيدي للفقير فيعيش الجميع في حب وتكافل

لكن لو المجتمع بخيل شحيح انتشرت العداوة وأَكَلَ الحسدُ والحقدُ قلوب الفقراء على الأغنياء،
ولهذا كان البخل سبباً فى هلاك السابقين، فجعلهم يسفكون الدماء ويقتلون النفوس ويستحلون المحارم التي حرمها الله عز وجل .

فما أقبح الظلمَ وما أشنعَ البخلَ والشح من جريمةٍ عاقبتها وخيمة تسبب الشقاء والخسران المبين، وتعجِّل بخراب المجتمعات.

[انا السليمي]

جزاك الله كل خير وكتب لك الاجر على موضوعك الرائع

[الفتاة المسلمة]

شرفني مرورك اخي الكريم .. جزانا و اياكم

[أبو مراد الزهراني]

ما شاء الله..

وفقك الله أختي على طرح مثل هذا ونتمنى إستمرارك في طرح المفيد..

جزاك الله الخير وجعل ذلك في ميزان حسناتك..

[أبوعدي]

جزاك الله خيراً .,. بارك الله فيك .,. لك مني أجمل تحية .

[محمد الساهر]

الف شكر بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد جعله الله في موازين حسناتك نتمنى منك المزيد