منتديات زهران  

العودة   منتديات زهران > المنتديات العامة > المنتدى الأدبي > دواوين الشعر الإسلامي

ديوان / ذو الرُمَّة


دواوين الشعر الإسلامي

موضوع مغلقإنشاء موضوع جديد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 24-10-2006, 12:32 PM
الصورة الرمزية تأبط شراَ
تأبط شراَ تأبط شراَ غير متواجد حالياً
 






تأبط شراَ is on a distinguished road
افتراضي ديوان / ذو الرُمَّة

نبذة عن الشاعر
ذو الرُمَّة
77 - 117 هـ / 696 - 735 م
غيلان بن عقبة بن نهيس بن مسعود العدوي، من مضر.
من فحول الطبقة الثانية في عصره، قال أبو عمرو بن العلاء: فتح الشعر بامرئ القيس وختم بذي الرمة.
كان شديد القصر دميماً، يضرب لونه إلى السواد، أكثر شعره تشبيب وبكاء أطلال، يذهب في ذلك مذهب الجاهليين وكان مقيماً بالبادية، يختلف إلى اليمامة والبصرة كثيراً، امتاز بإجادة التشبيه.
قال جرير: لو خرس ذو الرمة بعد قصيدته (ما بال عينيك منها الماء ينسكب) لكان أشعر الناس.
عشق (ميّة) المنقرية واشتهر بها.
توفي بأصبهان، وقيل: بالبادية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
__________________
[poem=font="Simplified Arabic,6,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,crimson" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
اينحن زهران لا ناوى ولا نرحم ولا نحن[/poem]
أخر مواضيعي
قديم 24-10-2006, 12:33 PM   #2
تأبط شراَ
 
الصورة الرمزية تأبط شراَ
 







 
تأبط شراَ is on a distinguished road
افتراضي

[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="solid,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أأحلفُ لا أنسى وإنْ شطَّتِ النَّوى
أأحلفُ لا أنسى وإنْ شطَّتِ النَّوى=ذواتِ الثنايا الغرِّ والأعينِ النجلا
وَلا الْمِسْكَ مِنْ أَعٍرَاضِهِنَّ وَلاَ الْبُرَى=جَوَاعِلَ فِي أَوْضَاحِهِ قَصَباً خَدْلاَ
قطافَ الخطا، ملتفَّة ً ربلاتها= مِنَ اللَّفِّ أَفْخَاذاً مُؤَزِّرَة ً كِفْلاَ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="solid,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أأنْ ترسَّمتَ من خرقاءَ منزلة
أأنْ ترسَّمتَ من خرقاءَ منزلة ً=ماءُ الصَّبابة ِ منْ عينيكَ مسجومُ
كَأَنَّهَا بَعْدَ أَحْوَالٍ مَضَيْنَ لَهَا=بِالأَشْيَمَيْنِ يَمَانٍ فِيهِ تَسْهِيمُ
أودى بها كلَّ عرّاصٍ ألثَّ بها=وَجَافِلٌ مِنْ عَجَاجِ الصَّيْفِ مَهْجُومُ
ودمنة ً هيَّجتْ شوقي معالمُها=كَأَنَّهَا بِالْهِدَمْلاَتِ الرَّوَاسِيمُ
منازلُ الحيِّ إذ لا الدارُ نازحة ٌ=بِالأَصْفِيَآءِ وَإذْ الْعَيْشُ مَذْمُومُ
كَادَتْ بِهَا الْعَيْنُ تَنْبُو ثُمَّ ثَبَّتَهَا=مَعَارِفُ الدَّارِ والْجُونُ الْيحَامِيمُ
هل حبلُ خرقاءَ بعدَ الهجرِ مرمومُ=مَخَافَة َ الرَّمي حَتَّى كُلُّهَا هِيمُ
أَمْ نَازِحُ الْوَصْلِ مِخْلاَفٌ بِشِيْمَتِهِ=لونانِ منقطعٌ منهُ فمصرومُ
لاَ غَيْرَ أَنَّا كَأَنَّا مِنْ تَذَكُّرِهَا=وطولِ ما قدْ نأتنا نُزَّعٌ هيمُ
تعتادني زفراتٌ حينَ أذكرها=تَكَادُ تَنْفَضُّ مِنْهُنَّ الْحَيَازِيمُ
كأنَّني من هوى خرقاءَ مطَّرفٌ=دَامي الأَظَلِّ بَعِيدُ السَّأْوِ مَهْيُومُ
دانى له القيدُ في ديمومة ٍ قذفٍ=قَيْنَيْهِ وانْحَسَرَتْ عَنْهُ الأَنَاعِيمُ
هامَ الفؤادُ لذكراها وخامرهُ=منها على عدواءِ الدّارِ تسقيمُ
فَمَا أَقُولُ ارْعَوَى إِلاَّ تَهَيَّضَهُ=حظٌّ له من خبالِ الشَّوقِ مقسومُ
كأنَّها أمُّ ساجي الطَّرفِ أخدرها=مُسْتَودَعٌ خَمَرَ الْوَعْسَآءِ مَرْخُومُ
تَنْفي الطَّوَارِفَ عَنْهُ دِعْصَتَا بَقَرٍ=وَيَافِعٌ مِنْ فِرِنْدَادَيْنِ مَلْمُومُ
كأنَّهُ بالضُّحى ترمي الصَّعيدَ به=دبّابة ٌ في عظامِ الرَّأسِ خرطومُ
لاَيَنْعَشُ الطَّرْفَ إلاَّ مَا تَخَوَّنَهُ= داعٍ يناديهِ باسم الماءِ مبغومُ
كَأَنَّهُ دُمْلُجٌ مِنْ فِضَّة ٍ نَبَهٌ=في ملعبٍ منْ عذارى الحيِّ مفصومُ
أَوْ مُزْنَة ٌ فَارِقٌ يَجْلُو غَوَارِبَهَا=تبوُّحُ البرقِ والظَّلماءُ علجومُ
تلْكَ الَّتِي أَشْبَهَتْ خَرْقَآءَ جَلْوَتُهَا=يَوْمَ النَّقَا بَهْجَة ٌ مِنْهَا وَتَطْهِيمُ
تَثْنِي النِّقَابَ عَلَى عِرْنِيْنِ أَرْنَبَة ٍ=شمّاءَ مارنُها بالمسكِ مرثومُ
كَأَنَّمَا خَالَطَتْ فَاهَا إِذَا وَسِنَتْ=بعدَ الرُّقادِ فما ضمَّ الخياشيمُ
مهطولة ٌ منْ خزامى الخُرجِ هيَّجها=مِنْ نَفْحِ سَارِيَة ٍ لَوْثَآءَ تَهْمِيمُ
أَوْ نَفْحَة ٌ مِنْ أَعَالي حَنْوَة ٍ مَعَجَتْ=فيها الصَّبا موهناً والروضُ مرهومُ
حَوَّآءُ قَرْحَآءُ أَشْرَاطِيَّة ٌ وَكَفَتْ=فيها الذِّهابُ وحفَّتْها البراعيمُ
تِلْكَ الَّتِي تَيَّمَتْ قَلْبِي فَصَارَ لَهَا=منْ ودِّهِ ظاهرٌ بادٍ ومكتومُ
قدْ أعسِفُ النازحَ المجهولَ معسفُهُ=في ظِلِّ أَغْضَفَ يَدْعُو هَامَهُ الْبُومُ
بِالصُّهْبِ نَاصِبَة ِ الأَعْنَاقِ قَدْ خَشَعَتْ=مِنْ طُولِ مَا وَجَفَتْ أَشْرَافُهَا الْكُومُ
مهريَّة ٌ رُجَّفٌ تحتَ الرِّحالِ إذا=شَجَّ الْفَلاَ مِنْ نَجَآءِ الْقَوْمِ تَصْمِيمُ
تَنْجُو إِذَا جَعَلَتْ تَدْمَى أَخِشَّتُهَا=واعْتَمَّ بِالزَّبَدِ الْجَعْدِ الْخَرَاطِيمُ
قَدْ يَتْرُكُ الأَرْحَبِيُّ الْوَهْمُ أَرْكُبَهَا=كَأَنَّ غَارِبَهُ يَأْفُوخ مَأْمُومُ
بينَ الرَّجا والرَّجا من جيبِ واصية ٍ=يهماءَ خابطُها بالخوفِ معكومُ
لِلْجِنِّ بِاللَّيْلِ في حَافَاتِهَا زَجَلٌ=كما تناوَحَ يومَ الرّيحِ عيشومُ
هَنَّا وَهِنَّا وَمِنْ لَهُنَّ بِهَا=ذَاتَ الشَّمَائِلِ والأَيْمَانِ هَيْنُومُ
دوِّيَّة ٌ ودُجا ليلٍ كأنَّهما=يَمٌّ تَرَاطَنَ في حَافَاتِهِ الرُّومُ
يُجلى بها اللَّيلُ عنّا في مُلمِّعة ٍ=مِثْلِ الأَدِيمِ لَهَا مِنْ هَبْوَة ٍ نِيمُ
كأنَّنا والقنانَ القودَ يحملُنا=موجُ الفراتِ إذا التجَّ الدَّياميمُ
والآلُ منفهقٌ عنْ كلِّ طامسة ٍ=قرواءَ طائقُها بالآل محزومُ
كأنَّهنَّ ذرا هديٍ مجوَّبة ٍ=عنها الجلالُ إذا ابيضَّ الأياديمُ
والرَّكْبُ تَعْلُو بِهْمِ صُهْبٌ يَمَانِيَة ٌ=فَيْفاً عَلَيْهِ لِذَيْلِ الرِّيحِ نِمْنِيمُ
كأنَّ أدمانها والشمسُ جانحة ٌ=وَدْعٌ بِأَرْجَآئِهَا فَضٌّ وَمَنْظُومُ
يُضْحِي بِهَا الأَرْقَشُ الْجَوْنُ الْقَرَا غَرِداً=كَأَنَّهُ زَجِلُ الأَوْتَارِ مَخْطُومُ
من الطَّنابيرِ يزهى صوتهُ ثملٌ=في لحنهِ عنْ لغاتِ العُربِ تعجيمُ
مُعرَورياً رمضَ الرَّضراضِ يركضهُ=والشمسُ حيرى لها بالجوِّ تدويم
كَأَنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلا مُقْطِفٍ عَجِلٍ=إذا تجاوَبَ منْ بُرديهِ ترنيمُ
= زُعْ بِالزِّمَامِ وَجَوْزُ اللَّيْلِ مَرْكُومُ
كَأَنَّهُ بَيْنَ شَرْخَيْ رَحْلِ سَاهِمَة ٍ=حرفٍ إذا ما استرقَّ اللَّيلُ مأمومُ
ترمي بهِ القفرَ بعدَ القفرِ ناجية ٌ=هوجاءُ راكبُها وسنانُ مسمومُ
هَيْهَاتَ خَرْقَآءُ إِلاَّ أَنْ يُقَرِّبَهَا=ذُو الَعَرْشِ وَالشَّعْشَعَانَاتُ الْعَيَاهِيمُ
هلْ تُدنينَّكَ منْ خرقاءَ ناجية ٌ=بَيْنَ الأَشَآءِ تَعَلاَّهُ الْعَلاَجِيمُ
كأنَّ أجلادَ حاذيها وقدْ لحقتْ=أَحْشَآؤُهَا مِنْ هَيَامِ الرَّمْلِ مَطْمُومُ
كأنّما عينُها منها وقدْ ضمرتْ
يَسْتَرْجِفُ الصِّدْقُ لِحْيَيْهَا إِذَا جَعَلَتْ=أواسطُ الميسِ تغشاها المقاديمُ
مهريَّة ٌ بازلٌ سيرُ المطيِّ بها= عَشِيَّة َ الخِمْسِ بِالْمَوْمَاة ِ مَزْمُومُ
إذ قعقعَ القربُ البصباصُ ألحيها=واسترجفتْ هامها الهيمُ الشَّغاميمُ
يُصبحنَ ينهضنَ في عطفي شمردلة ٍ=كأنَّها أسفعُ الخدَّينِ موشومُ
طَاوِي الْحَشَا قَصَرَتْ عَنْهُ مُحَرَّجَة ٌ=مستوفضٌ منْ بناتِ القفرِ مشهومُ
ذو سُفعة ٍ كشهابِ القذفِ منصلتٌ=يَطفْو إِذَا مَا تَلَقَّتْهُ الْجَرَاثِيمُ
أَوْ مُخْطَفُ الْبَطْنِ لاحَتْهُ نَحَائِصُهُ=بِالْقُنَّتَيْنِ كِلاَ لِتَيْهِ مَكْدُومُ
حادي مخطَّطة ٍ قمرٍ يسيِّرُها=بِالصَّيْفِ مِنْ ذِرْوَة ِ الصَّمَّانِ خَيْشُومُ
جَادَ الرَّبِيعُ لَهُ رَوْضَ الْقِذَافِ إِلى َ=قوَّينَ وانعدلتْ عنهُ الأصاريمُ
حتَّى كسا كلَّ مرتادٍ لهُ خضلٌ=مستحلسٌ مثلُ عُرضِ اللَّيلِ يحمومُ
وَحْفٌ كَأَنَّ النَّدَى وَالشَّمسُ مَاتِعَة ٌ=إذا توقَّدَ في أفنانهِ التّومُ
ما آنستْ عينهُ عيناً يُفزِّعهُ=مُذْ جَادَهُ الْمُكْفَهِرَّاتُ اللَّهَامِيمُ
حتَّى انجلى البردُ عنهُ وهوَ محتقرٌ=عرضَ اللِّوى زلقُ المتنينِ مدمومُ
ترميهِ بالمورِ مهيافٌ يمانية ٌ=هَوْجَاءُ فِيهَا لِبَاقي الرُّطْبِ تَجْرِيمُ
مَا ظَلَّ مُذْ وَجَفَتْ في كُلِّ ظَاهِرَة ٍ=بِالأَشْعَثِ الْوَرْدِ إِلاَّ وَهْوَ مَهْمُومُ
لمّا تعالتْ من البُهمى ذوائبها=واحْتَثَّهَا السَّيْرُ ـ فِى بَعْضِ الأَضَا ـ مِيمُ
حَتَّى إِذَا لَمْ يَجِدْ وَغْلاً وَنَجْنَجَهَا=مخافة َ الرَّميِ كلُّها هيمُ
ظلَّتْ تفالى وظلَّ الجأبُ مكتئباً=كأنَّهُ عنْ سرارِ الأرضِ محجومُ
حَتَّى إِذَا حَانَ مِنْ خُضْرٍ قَوَادِمُهُ=ذي جُدَّتينِ يكُفُّ الطَّرفَ تغييمُ
خلَّى لها سربَ أولاها وهيَّجها=مِنْ خَلْفِهَا لاَحِقُ الصُّقْلَيْنِ هِمْهِيمُ
رَاحَتْ يَشُجُّ بِهَا الآكَامَ مُنْصَلِتاً=فالصُّمُّ تُجرحُ والكذّانُ محطومُ
فما انجلى اللَّيلُ حتَّى بيَّتتْ غلَلاً=بينَ الأشاءِ تغشّاهُ العلاجيمُ
وَقَدْ تَهَيَّأ رَامٍ عَنْ شَمَائِلِهَا=مُجَرَّبٌ مِنْ بَني جِلاَّنُ مَعْلُومُ
كَأَنَّهُ حِيْنَ تَدْنُو وِرْدَهَا طَمَعاً=بِالصَّيْدِ مِنْ خَشْيَة ِ الإِخْطَآءِ مَحْمُومُ
إذا توجَّسَ قرعاً منْ سنابكها=أَوْ كَانَ صَاحِبَ أَرْضٍ أَوْ بِهِ الْمُومُ
جتَّى إذا اختلطتْ بالماءِ أكرُعها=أهوى لها طامعٌ بالصيدِ محرومُ
وَفي الشِّمَالِ مِنَ الشَّرْيَانِ مُطْمِعَة ٌ=كبداءُ في عودِها عطفٌ وتقويمُ
يؤودُ منْ متنها متنٌ ويجذبُهُ=كأنَّهُ في نياطِ القوسِ حلقومُ
فَبَوَّأَ الرَّمْيَ فِي نَزْعٍ فَحُمَّ لَهَا=مِنْ نَاشِبَاتِ أَخي جِلاَّنَ تَسْلِيمُ
فانصاعتِ الحقبُ لم تقصعْ صرائرَها=وَقَدْ نَشَحْنَ فَلاَ رِيٌّ وَلاَ هِيمُ
وَبَاتَ يَلْهَفُ مِمَّا قَدْ أُصِيبَ بِهِ= والْحُقْبُ تَرْفَضُّ مِنْهُنَّ الأَضَامِيمُ[/poem]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
__________________
[poem=font="Simplified Arabic,6,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,crimson" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
اينحن زهران لا ناوى ولا نرحم ولا نحن[/poem]
أخر مواضيعي
تأبط شراَ غير متواجد حالياً  
قديم 24-10-2006, 12:34 PM   #3
تأبط شراَ
 
الصورة الرمزية تأبط شراَ
 







 
تأبط شراَ is on a distinguished road
افتراضي

[poem=font="Simplified Arabic,6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أأنْ ترسَّمتَ منْ خرقاءَ منزلة
أأنْ ترسَّمتَ منْ خرقاءَ منزلة ً=كالوحيِ في مصحفٍ قدْ محَّ منشورُ
أودى بها الدَّهرُ قدماً واستحالَ بها=بكلّ داجٍ مسفِّ الودقِ مبحورِ
داني الرَّبابِ كأنَّ البلقَ تحفزهُ=إِذَا اسْتَقَلَّ فُوَيْقَ الأَرْضِ مَهْمَوُرِ
منازلَ الحيِّ إذا حبلُ الصَّفا علقٌ=منْ آلِ مَيَّ جَدِيدٌ غَيْرُ مَبْتُورِ
أضحتْ، وكلُّ جديدٍ صائرٌ عجلاً=يَوْماً إِلَى قِلَّة ٍ مِنْهُ وتَغْيِيرِ
أَعْرَاضَ رِيحِ الصَّبَا تُزْهِي جَوَانِبَهَا=عندَ الصَّباحِ معَ الحصباءِ بالمورِ
وَمَنْهَلِ آجِنٍ كَاْلغِسْلِ مُخْتَلَطٍ=بِاكَرْتُهُ قَبْلَ تَرْنِيمِ الْعَصَافِيرِ
تكسو الرِّياحُ نواحيهِ بمختلفٍ=منَ التُّرابِ إذا ما رحنَ مدحورِ
في صحنِ يهماءِ تهوي الخامعاتُ بها=مِنْ قلَّة ِ الْكَسْبِ لِلغُبْسِ الْمَغَاوِيرِ
تنزو القلوبَ بها منها إذا اشتملتْ=في الآلِ أعلامها خوفاً منَ القورِ
وَنَصَّ حِرْبَآؤُهَا فِيهَا ذَوَائِبَهُ=فِي صَامِحٍ مِنْ لُعَابِ الشَّمْسِ مَسْجُورِ
بأينقٍ كقداحِ النَّبعِ قدْ ذبلتْ=منها التَّمائلُ أمثالُ القراقيرِ
تشكو إذا وقفتْ بالقومِ في بلدٍ=منْ آخرِ اللَّيلِ ناءٍ غيرِ مهجورِ
جذبَ البرى في عرى أزرارِ آنفها=بِرَاجِعٍ مِنْ عتِيقِ الْجَوْفِ مَنْشُورِ
كَأَنَّ أَعيُنَهَا مِنْ طُولِ مَا نَزَحَتْ=منها إذا خزرتْ خضرُ القراريرِ
منَ اللَّواتي بها دهنٌ منصِّفها=قدْ غيَّرتها الفيافي أيَّ تغييرِ
يتبعنَ شأوَ علنداة ٍ مذكَّرة ٍ=خطَّارة ٍ حرَّة ٍ إحدى المماهيرِ
كَأَنَّ رَحْلِي وَقَدْ لاَنَتْ عَريِكَتُهَا=عَلَى أَحَمَّ أَجَمِّ الرَّوْقِ مَذْعُورِ
ضاحي المراتعِ بالبيداءِ ذي قربٍ=يدنو بهِ الليلُ في ظلماءَ ديجورِ
فَبَاتَ ضَيْفَ أَلآءٍ يَسْتَغِيثُ بِهِ=مِنْ قِطْقِطٍ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ مَحْدُورِ
كأنَّهُ والدُّجا في اللَّيلِ مغتمسٌ=ذو يلمقٍ منْ عتيقِ القهرِ مقصورِ
إذا جلا البرقُ عنهُ قامَ مبتهلاً= للهِ يَتْلُو لَهُ بِالنَّجْمِ وَالطُّورِ
حتى إذا ما الدُّجا مالتْ أواخرهُ=مثلَ الرِّواقِ ولاحتْ جبهة ُ النُّورِ
بَاكَرَهُ قَانِصٌ يَسْعَى بِطَاوِيَة ٍ=شُمِّ الْمَلاَطِمِ أَمْثَالِ الزَّنَابيِرِ
حتى إذا قالَ قدْ نالتْ أوائلها=وَأَدْرَكَتْهُ جَميِعاً بِالأَظَافِيرِ
كَرَّ يَهُزُّ سِلاَحاً مَا يُقَوّمُهُ=قَيْنٌ بِمِطرَقَة ٍ يَوْماً عَلَى كِيرِ
أسْمَرُ يَطْرُدُ مَا لاَقَى وَمُنْعَقِدٌ=فِي الرَّأْسِ قَرْنٌ جَدِيدٌ غَيْرُ مَسْمُورِ
فَغَادَرَ الغُضْفَ يَسْعَى وَانْصَمَى جَنِفاً=يَمُرُّ مَرَّ شِهَابِ انْقَضَّ مَحْدُورِ
فَذَاكَ شَبَّهْتُ عِيسِي فِي مَعَاقِدهِا=إذا انتحتْ في سوادِ اللَّيلِ بالعيرِ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أَتَتْنَا مِنْ نَدَاكَ مُبَشِّرَاتٌ
أَتَتْنَا مِنْ نَدَاكَ مُبَشِّرَاتٌ=وَنَأمُلُ سَيْبَ غَيْثِكَ يَا بِلاَلُ
دَعَا لَكُمُ الرَّسُولُ فَلَمْ تَضِلُّوا=هدى ً ما بعدَ دعوتهِ ضلالُ
بَنَى لَكُمُ الْمَكَارِمَ أَوَّلُوكُمْ=فقدْ خلدتْ كما خلدَ الجبالُ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أَتَعْرِفُ أَطْلاَلاً بِوَهْبِينَ وَالْحَضْرِ
أَتَعْرِفُ أَطْلاَلاً بِوَهْبِينَ وَالْحَضْرِ=لِمَيٍّ كَأَنْيَارِ الْمُفَوَّفَة ِ الْخُضْرِ
فَلَمَّا عَرَفْتُ الدَّارَ وَاعْتَزَّنِي الْهَوَى=تَذَكَّرْتُ هَلْ لِي أَنْ تَصَابَيْتُ مِنْ عُذْرِ
فلمْ أرَ عذراً بعدَ عشرينَ حجَّة ً=مَضَتْ لِي وَعَشْرٌ قَدْ مَضَيْنَ إِلَى عَشْرِ
وأخفيتُ شوقي منْ رفيقي وإنَّهُ=لَذُو نَسَبٍ دَانٍ إِلَيَّ وَذُو حِجْرِ
محلَّ الحواءينِ الذي لستُ رائياً=مَحَلَّهُمَا إِلاَّ غُلِبْتُ عَلَى الصَّدْرِ
وَضِبْحاً ضَبَتْهُ النَّارُ فِي ظَاهِرِ الحْصَى َ=كَبَاقِيَة ِ التَّنْويِرِ أَوْ نُقَطِ الْحِبْرِ
وَغَيْرَ ثَلاَثٍ بَيْنَهُنَّ خَصَاصَة ٌ=تَجَاوَرْنَ فِي رَبْعٍ زَمَاناً مِنَ الدَّهْرِ
كساهنَّ لونَ السُّودِ بعدَ تعيُّسٍ=بوهبينَ إحماشُ الوليدة ِ بالقدرِ
أربَّتْ عليها كلُّ هوجاءَ رادة ٍ=شَمَالٍ وَأَنْفَاسُ اليْمَاَنِيَة ِ الْكُدْرِ
تسحُّ بها بوغاءَ قفٍّ وتارة ً=تسنُّ عليها تربَ آملة ٍ عفرِ
هجانٍ منَ الدَّهنا كأنَّ متونَها=إذا برقتْ أثباجُ أحصنة ٍ شقرِ
فهاجتْ عليكَ الدارُ ما لستَ ناسياً=مِنَ الْحَاجِ إِلاَ أَنْ تُنَاسي عَلَى ذُكْرِ
هواكَ الذي ينهاضُ بعدَ اندمالهِ=كما هاضَ حادٍ متعبٌ صاحبَ الكسرِ
ا قَلْتُ قَدْ وَدَّعْتُهُ رَجَعَتْ بِهِ=شجونٌ وأذكارٌ تعرَّضُ في الصَّدرِ
لمستشعرٍ داءَ الهوى عرَّضتْ له=سقاماً من الأسقامِ صاحبة ُ الخدرِ
إِذَا قُلْتُ يَسْلُو ذِكْرُ مَيَّة قَلْبَهُ=أَبَى حُبُّهَا أَلاَّ بَقَآءَ عَلَى الْهَجْرِ
تَمِيمِيَّة ٌ نَجِدْيَّة ٌ دَارُ أَهْلِهَا=إِذَا مُوِّهَ الصَّمَّانُ مِنْ سَبَلِ الْقَطْرِ
بأدعاصِ حوضى ثمّ يوردُ أهلُها=جرَاميزُ يَطْفُو فَوْقَهَا وَرَقُ السِدْرِ
منَ الواضحاتِ البيضِ تجري عقودُها=عَلَى ظَبْية ٍ باِلرَّمْلِ فَارِدَة ٍ بِكْرِ
تَبَسَّمُ إِيمَاضَ الْغَمَامَة ِ جَنَّهَا=رواقٌ من الظَّلماءِ في منطقٍ نزرِ
يُقَطّعُ مَوْضُوعَ الْحَدِيثِ ابْتِسَامُهَا=تَقَطُّعَ مَآءِ الْمُزْنِ فِي نُزَفِ الْخَمْرِ
فلو كلَّمتْ ميٌّ عواقلَ شاهقٍ=رغاثاً منَ الأروى سهونَ عن الغفرِ
خبرنجة ٌ خودٌ كأنَّ نطاقها=عَلَى رَمْلَة ٍ بَيْنَ الْمُقَيَّدِ وَالْخَصْرِ
لها قصبٌ فعمٌ خدالٌ كأنَّهُ=مُسَوِّقُ بَرْدِيٍّ عَلَى حَآئِرٍ غَمْرِ
سَقِيَّة ُ أَعْدَادٍ يبَيِتُ ضَجِيعُهَا=وَيُصْبِحُ مُحْبُوراً وَخَيراً مِنَ الْحَبْرِ
تعاطيهِ برّاقَ الثَّنايا كأنَّهُ=أقاحيُّ وسميٍّ بسائفة ٍ قفرِ
كَأَنَّ النَّدَى الشَّتْوِيَّ يَرْفَضُّ مَآؤُهُ=عَلَى أَشْنَبِ الأنَيْاَبِ مُتَّسِقِ الثَّغْرِ
هجانٍ تفُتُّ المسكَ في متناعمٍ=سُخَامِ الْقُرُونِ غَيْرِ صُهْبٍ وَلاَ زُعْرِ
وتشعرهُ أعطافها وتسوفهُ=وتمسحُ منه بالتَّرائبِ والنَّحرِ
لها سنَّة ٌ كالشَّمسِ في يومِ طلقة ٍ=بدتْ من سحابٍ وهيَ جانحة ُ العصرِ
فما روضة ٌ منْ حرِّ نجدٍ تهلَّلتْ=عليها سماءٌ ليلة ً والصِّبا تسري
بها ذرقٌ غضُّ النَّباتِ وحنوة ٌ=تعاورها الأمطارُ كفراً على كفرِ
بِأَطْيَبَ مِنْهَا نَكْهَة ً بَعْدَ هَجْعَة ٍ=ونشراً ولا وعساءُ طيِّبة ُ النَّشرِ
فتلكَ التي يعتادني من خيالها=على النَّأي داءُ السِّحرِ أو شبهُ السِّحرِ
إِلَى ابْنِ أبِي مُوسَى بِلاَلٍ تَكَلَّفَتْ=بِنَا البُعْدَ أَنْقَاضُ الْغُرَيْرِية ِ السُّجْرِ
مُدَئِبَة ُ الأَياَّمِ وَاصِلة ٌ بِنَا=لياليَها حتَّى ترى وضحَ الفجرِ
يؤوِّبنَ تأويباً قليلاً غرارُهُ=ويجتبنَ أثناءَ الحنادسِ والقمرِ
يُقَطِّعْنَ أَجْوَازَ الْفَلاة ِ بِفِتْيَة ٍ=لَهُمْ فَوْقَ أَنْضَآءِ السُّرَى قِمَمُ ت
َمُرُّ بِنَا الأَيَّامُ مَا لَمَحَتْ لَنَا=بصيرة ُ عينٍ من سوانا إلى شفرِ
تقضَّينَ منْ أعرافِ لبنى وغمرة ٍ=فلمّا تعرَّفنَ اليمامة َ عنْ عفرِ
تزاورنَ عنْ قرّانَ عمداً ومن به=منَ الناسِ وازورَّتْ سراهنَّ عن حجرِ
فأمسينَ بالحومانِ يجعلنَ وجهة ً=لأعناقهنَّ الجديَ أو مطلَعَ النَّسرِ
فَصَمَّمْنَ فِي دَوِيَّة الدَّوِّ بَعْدَمَا=لَقِيْنَ الَّتِي بَعْدَ اللَّتَيَّا مِنَ الضُّمْرِ
فَرَغْنَ أَبَا عَمْرٍ بِمَا بَيْنَ أَهْلِنَا=وَبَيْنَكَ مِنْ أَطْرَاقِهِنَّ وَمِنْ شَهْرِ
فأصبحنَ يعزلنَ الكواظم يمنة ً=وَقَدْ قَلِقَتْ أَجْوَازُهُنَّ مِنَ الضَّفْرِ
فَجِئْنَا عَلَى خُوصٍ كَأَنَّ عُيُونَهَا=صباباتُ زيتٍ في أواقيَّ من صفرِ
مكلّينَ مضبوحي الوجوهِ كأنَّنا=بنو غبّ حمّى منْ سهومٍ ومن فترِ
وَقَدْ كُنْتُ أُهْدي فِي الْمَفَاوِزِ بَيْنَنَا=ثناءَ امرئِ باقي المودَّة ِ والشُّكرِ
ذَخَرْتُ أَبَا عَمْرٍو لِقَوْمِكَ كُلِّهِمْ= بقاءَ اللَّيالي عندنا أحسنَ الذُّخرِ
فلا تيأسنْ منْ أنَّني لكَ ناصحٌ=وَمَنْ أَنْزَلَ الْفُرْقَانَ فِي لَيْلَة ِ الْقَدْرِ
أقولُ وشعرٌ والعرائسُ بيننا=وَسُمْرُ الذُّرَى مِنْ هَضبِ ناَصفَة َ الْحُمْرِ
إذا ذُكرَ الأقوامُ فاذكرْ بمدحة ٍ=بلالاً أخاكَ الأشعريَّ أبا عمرو
أَخَاً وَصْلُهُ زَيْنُ الكَريِمِ وَفَضْلُهُ=يُجِيرُكَ بعْدَ اللّهِ مِنْ تلَفِ الدَّهْرِ
رأيتُ أبا عمرٍو بلالاً قضى له=وليُّ القضايا بالصَّوابِ وبالنَّصرِ
إِذَا حَارَبَ الأَقْوَامَ يَسْقِي عَدُوَّهُ=سِجَالاً مِنَ الذّيِفاَنَ وَالْعَلْقَمِ الْخُضْرِ
وَحَسْبي أَبَا عَمْرٍو عَلَى مَنْ تُصِيبُهُ=كَمُنْبعَقِ الغيْثِ الْحَيَا النَّابِتِ النَّضْرِ
وإنْ حاردَ المعطُونَ ألفيتَ كفَّهُ=هضوماً تسحُّ الخيرَ منْ خلقٍ بحرِ
ومختلقٌ للملكِ أبيضُ فدغمٌ=أشمُّ أبجُّ العينِ كالقمرِ البدرِ
تصاغرُ أشرافُ البريَّة ِ حولهُ=لأَزْهَرَ صَافِي اللَّونِ مِنْ نَفَرٍ زُهْرِ
خَلَفْتَ أَباَ مُوسَى وَشَرَّفْتَ مَا بَنَى=أبو بُردة َ الفيّاضُّ منْ شرفِ الذِّكرِ
وكمْ لبلالٍ من أبٍ كان طيّباً=على كلِّ حالٍ في الحياة ِ وفي القبرِ
لَكَمْ قَدَمٌ لاَ يُنْكِرُ النَّاسُ أَنَّهَا=معَ الحسبِ العاديِّ طمَّتْ على الفخرِ
خلالُ النبيِّ المصطفى عندَ ربِّهِ=وعثمانَ والفاروقِ بعدَ أبي بكرِ
وَأنْتُمْ ذَوُو الأُكْلِ الْعَظيِمِ وَأْنُتمُ=أسودُ الوغى والجابرونَ من الفقرِ
أَبُوكَ تَلاَفَى الدِّينَ وَالنَّاسَ بعْدَمَا=تشاءوا وبيتُ الدينِ منقلعُ الكسرِ
فَشَدَّ إِصَارَ الدِّيْنِ أَيَّامَ أَذْرُحٍ=وَرَدَّ حُرُوباً قَدْ لَقِحْنَ إِلَى عُقْرِ
تعزُّ ضعافَ النَّاس عزَّة ُ بنفسهِ=ويَقْطَعُ أَنْفَ الْكِبْرَيآءِ عَنِ الْكِبْرِ
إِذَا الْمِنْبرُ الْمَحْظُور أَشْرَفَ رَأَسُهُ=على النّاس فوقهُ نظرَ الصَّقرِ
تجلَّتْ عنِ البازي طشاشٌ وليلة ٌ=فَآنَسَ شَيَئْاً وَهْوَ طَاوٍ عَلَى وَكْرِ
فَسَلَّمَ فَاخْتَارَ الْمَقَالَة مِصْقَعٌ=رفيعُ البنى ضخمُ الدَّسيعة ِ والأمرِ
لِيَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ شَبَّهَ قَوْلَهُ=ذَوُو الرَّأَيِ وَالأَّحْجَاءِ منُقْلَعَ الصَّخْرِ
ومثلُ بلالٍ سوِّسَ الأمرَ فاستوتْ=مهابتهُ الكبرى وجلّى عن الثَّغرِ
إذا التكَّتِ الأورادُ فرَّجتَ بينها=مصادرَ ليستْ منْ عبامٍ ولا غمرِ
وَنَكَّلْتَ فسَّاقَ العِراقِ فَأَقْصَرُوا=وَغَلَّقْتَ أبْوَابَ الَنسَاءِ عَلَى سِتْرِ
فلم يبقَ إلاّ داخرٌ في مخيَّسٍ=وَمُنْحَجِرٌ مِنْ غَيْرِ أَرْضِكَ فِي حُجْرِ
يَغَارُ بِلاَلٌ غَيْرَة ً عَربِيَّة ً=على العربيّاتِ المغيباتِ بالمصرِ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,crimson,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="ridge,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أَتَعْرِفُ دَارَ الْحيِّ بَادَتْ رُسُومُهَا
أَتَعْرِفُ دَارَ الْحيِّ بَادَتْ رُسُومُهَا=عَفَتْ بَعْدَنَا جَرْعَاؤُهَا وَهُشُومُهَا
وَأَقْفَرَ عَهْدُ الدَّارِ مِنْ أُمِّ سَالِمٍ=وَأَقْصَرَ عَنْ طُولِ التَّقاضي غَرِيمُهَا
أطلَّتْ علينا كلَّ يومٍ مقالة ً=غَذائِرَ لاَ يُقْضَى لِخَيْرٍ صَرِيمُهَا
لكِ الخيرُ كمْ كلَّفتْ عينيَّ عبرة ً=إِذَا انْحَدَرَتْ عَادَتْ سَرِيعاً جُمُومُهَا
وكلَّقتني منْ سيرِ ظلماءَ والدُّجا=يَصِيحُ الصَّدَى فِيهَا وَيَضْبَحُ بُومُهَا
بمائرة ِ الضِّبعينِ معوجَّة ِ النِّسا=يشجُّ الحصا تخويدها ورسيمها
وَخُوداً إِذَا مَا الشَّاة ُ لاَذَ مِنَ اللَّظَى=بعبريِّة ٍ أو ضالة ٍ لا يريمها
يَلُوذُ حِذَارِ الشَّمْسِ فِيهَا وَيَتَّقي=بها الرِّيحِ إذا هبَّتْ عليهِ سمومها[/poem]
تأبط شراَ غير متواجد حالياً  
قديم 24-10-2006, 12:36 PM   #4
تأبط شراَ
 
الصورة الرمزية تأبط شراَ
 







 
تأبط شراَ is on a distinguished road
افتراضي

[poem=font="Simplified Arabic,6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="ridge,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أَحَادِرَة ٌ دُمُوعَك دَارُ مَيٍّ
أَحَادِرَة ٌ دُمُوعَك دَارُ مَيٍّ=وهائجة ٌ صبابتكَ الرُّسومُ
نعمْ طرباً كما نضحتْ فريٌّ=أو الخلقُ المُبينُ بها الهُزومُ
بَهَا عُفْرُ الظِبَآءِ لَهَا نَزِيبٌ=وَآجَالٌ مَلاَطِمُهُنّ شِيمُ
كأنَّ بلادهنَّ سماءُ ليلٍ=تكشَّفَ عنْ كواكبها الغُيومُ
عفتْ وعهودُها متقادماتٌ=وَقَدْ يَبْقِى لَكَ الْعَهْدُ الْقَدِيمُ
وقدْ يُمسي الجميعُ أولو المحاوي=بَهَا الْمُتَجَاوِرُ الْحِلَلَ الْمُقِيمُ
أَبِيتُ بِهَا أُرَاعِي كُلَّ نَجْمٍ=كأنَّ نجارَ نُقبتهِ أديمُ
وأمثالُ النِّعاجِ منَ الغواني=تُزيِّنُها الملاحة ُ والنَّعيمُ
كَأَنَّ عُيُونَهُنَّ عُيُونُ عِينٍ=تُربِّيها بأسنمة َ الجميمُ
جَعَلْنَ الْحَلْيَ فِي قَصَبٍ خِدَالٍ=وأزَّرهنَّ بالعقدِ الصَّريمُ
وَسَاجِرَة ِ السَّرَابِ مِنَ الْمَوَامِي=تَرَقَّصُ فِي عَسَاقِلِهَا الأُرُومُ
تَمُوتُ قَطَا الْفَلاَة ِ بَهَا أُوَاماً=ويَهلكُ في جوانبها النَّسيمُ
بَهَا غُدُرٌ وَلَيْسَ بِهَا بِلاَلٌ=وأشباحٌ تحولُ وما تريمُ
قطعتُ بفتية ٍ وبيعملاتٍ=تُلاطمُهنَّ هاجرة ٌ هجومُ
نلوثُ على معارفنا وترمي
وَنَرْفَعُ مِنْ صُدُورِ شَمَرْدَلاَتٍ=يصُكُّ وجوهها وهجٌ أليمُ
تلثَّمُ في عصائبَ منْ لغامٍ=إِذَا الأَعْطَافُ ضَرَّجَهَا الْحَمِيمُ
وَقَدْ أكَلَ الْوَجِيفُ بِكُلِّ خَرْقٍ=عَرَائِكَهَا وَهُلِّلَتِ الْجُرُومُ
وَقَطْعُ مَفَازَة ٍ وَرُكُوبُ أُخْرَى=تَكِلُّ بَهَا الضُّبَارِمَة ُ الرَّسُومُ
وَمُعْتَقَلِ اللِّسَانِ بَغَيْرِ خَبْلٍ=يَمِيدُ كَأَنَّهُ رَجُلٌ أَمِيمُ
تَبَلَّغَ بَارِحِيٌّ كَرَاهُ فِيهِ=وآخرُ قبلهُ فلهُ نئيمُ
أقمتُ لهُ سراهُ بمدلهمٍّ=أَمَقَّ إِذَا تَخَاوَصَتِ النُّجُومُ
مللتُ بهِ الثَّواءَ وأرَّقتني=همومٌ لا تنامُ ولا تُنيمُ
=وَشَرُّ رِعَايَة ِ الْعَيْنِ النُّجُومُ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أخرقاءُ للبينِ استقلَّتْ حمولُها
أخرقاءُ للبينِ استقلَّتْ حمولُها=نَعَمْ غَرْبَة ً فَالْعَيْنُ يَجْرِي مَسِيلُهَا
كَأَنْ لَمْ يَرُعْكَ الدَّهْرُ بِالْبَيْنِ قَبْلَهَا=لميٍّ ولم تشهدْ فراقاً يُزيلها
بَلَى فَاسْتَعَارَ الْقَلْبُ يَأْساً وَمَانَحَتْ=على إثرها عينٌ طويلٌ همولُها
كأَنِّي أَخوُ جِرْيَالَة ٍ بَابِلِيَّة ٍ=من الرّاحِ دبَّتْ في العظامِ شمولُها
غَدَاة َ اللِّوَى إِذْ رَاعَنِي الْبَيْنُ بَغْتَة ً=وَلَم يُوِد مِنْ خَرْقآءَ شَيْئاً قَتِيلُهَا
ولا مثلَ وجدي يومَ جرعاءِ مالكٍ=وَجُمْهُورِ حُزْوَى يَوْمَ سَارَتْ حُمُولُهَا
فَأَضْحَتْ بِوَعْسَآءِ النُّمَيْطِ كَأَنَّهَا=ذُرَى الأَثْلِ مِنْ وَادي الْقُرَى وَنَخِيلُهَا
وَفي الْجِيرَة ِ الغَادِين حُورٌ تَهَيَّمَتْ=قُلوبَ الصِّبَى حَتَّى اسْتُخِفَّتْ عُقُولُهَا
كأنَّ نعاجَ الرملِ تحتَ خدورِها=بوهبينَ أو أرطى رُماحَ مقيلُها
عَواطِفُ يَسْتَثْبِتْنَ فِي مَكْنَسِ الضُّحَى=إِلَى الْهَجْرِ أَفْيَآءً بَطِيئاً ضُهُولُهَا
يَزِيدُ التَّنَائي وَصْلَ خَرْقَآءَ جِدَّة ً=إذا خانَ أرماثَ الحبالِ وصولُها
خَلِيلَيَّ عُدَّا حَاجَتِي مِنْ هَوَاكُمَا=وَمَنْ ذَا يُؤَاسي النَّفْسَ إِلاَّ خَلِيلُهَا
ألمّا بميٍّ قبلَ أنْ تطرحَ النَّوى=بِنَا مَطْرَحاً أَوْ قَبْلَ بَيْنٍ يُزِيلُهَا
وإنْ لمْ يكنْ إلاّ تعلُّلَ ساعة ٍ=قليلاً فإنِّي نافعٌ لي قليلُها
لَقَدْ أُشْرِبَتْ نَفْسِي لِمَيٍّ مَوَدَّة ً=تقضّى اللَّيالي وهو باقٍ وسيلُها
ولو كلَّمتْ مستوعلاً في عماية ٍ=تصبّاهُ منْ أعلى عماية َ قيلُها
ألا رُبَّ همٍّ طارقٍ قدْ قريتُهُ=مَوَاكِبَة ً يَنْضُو الرِّعَانَ ذَمِيلُهَا
رتاجُ الصَّلا مكنوزة ُ الحاذِ يستوي=على مثلِ خلقاءِ الصَّفاة ِ شليلُها
وَأَبْيَضَ تَسْتَحِيي مَنْ اللَّوْمِ نَفْسُهُ=إذا صيَّرَ الوجناءَ حرفاً نحولُها
ندي المحلِ بسّامٍ إذا القومُ قطَّعتْ=أحَادِيثَهُمْ يَهْمَآءُ عَارٍ مَقِيلُهَا
إذا انجابَ أظلالُ السُّرى عنْ قلوصهِ=وقدْ خاضها حتَّى تجلَّى ثقيلُها
غدا وهوَ لا يعتادُ عينيهِ كسرة ً=إِذَا ظُلْمَة ُ اللَّيْلِ اسْتَقَلَّتْ فُضُولُهَا
نقيَّ المآقي ساميَ الطَّرفِ إذ غدا=إلى كلِّ أشباحٍ بدتْ يستحيلُها
دعاني بأجوازِ الفلا ودعوتهُ=لهاجرة ٍ حانتْ وحانَ رحيلُها
فقمنا إلى مثلِ الهلالينِ لاحنا=وإياهما عرضُ الفيافي وطولُها
وَسُوجَيْنِ أَحْيَاناً مَلُوعَيْنِ بِالَّتِي=على مثلِ حرفِ السَّيفِ يُمسي دليلُها
وصافي الأعالي أنجلُ العينِ رُعتهُ=بعانكة ٍ ثبجاءَ قفرٍ أميلُها
وَأَبْيَضَ مَوْشيِّ الْقَمِيصِ نَصَبْتُهُ=على خصرِ مقلاتٍ سفيهٍ جديلُها
قذوفٍ بعينيها إذا اسودَّ غرضها=جؤوبُ الموامي حينَ يدمى نقيلُها
وبيضاءَ لا تنحاشُ منّا وأمُّها=إذا ما رأتنا زيلَ منّا زويلُها
فَلاَة ٌ تَقُدُّ الآلَ عَنْهَا وَتَرْتَمِي=إِذَا نُتِجَتْ مَاتَتْ وَحيَّ سَلِيلُهَا
أريتُ المهارى والديها كليهما=بِصَحْرَآءَ غُفْلٍ يَرْمَحُ الآلَ مِيلُهَا
إذا الشَّخصُ فيها هزَّهُ الآلُ أغمضتْ=عَلَيْهِ كَإِغْمَاضِ الْمُقَضِّي هُجُولُهَا
= بنا بينَ عبريها رجاها وجُولُها
عَلَى حِمْيَرِيَّاتٍ كَأَنَّ عُيُونَهَا=قَلاَتُ الصَّفَا لَمْ يَبْقَ إِلاَّ سُمُولُهَا
كَأَنَّا نَشُدُّ الْمَيْسَ فَوْقَ مَرَاتِجٍ=منَ الحُقبِ أسفى حَزنُها وسهولُها
رعتْ واحفاً فالجزعَ حتى تكمَّلتْ=جمادى وحتَّى طارَ عنها نسيلُها
وَحَتَّى اسْتَبَانَ الْجَأْبُ بَعْدَ امْتِنَآئِهَا=مِنَ الصَّيْفِ مَا اللاَّتِي لَقِحْنَ وَحُولُهَا
أَبَتْ بَعْدَ هَيْجِ الأرْضِ إِلاَّ تَعَلُّقاً=بعهدِ الثَّرى حتى طواها ذُبولُها
حَشَتْهَا الزُّبَانَى حِرَّة ً في صُدُورِهَا=وَسَيَّرَهَا مِنْ صُلْبِ رَهْبَى ثَمِيلُهَا
فَلَمَّا حَدَا اللَّيْلُ النَّهَارَ وَأَسْدَفَتْ=هَوَادِي الدُّجَى مَا كَادَ يَدْنُو أَصِيلُهَا
حداها جميعُ الأمرِ مُجلوِّذُ السُّرى=حداءً إذا ما استسمعتهُ يهولُها
مصكٌّ كمقلاءِ الفتى ذادَ نفسهُ=عنِ الوردِ حتى ائتجَّ فيها غليلُها
تغنَّيهِ منْ بينِ الصَّبيَّينِ أُبنة ٌ=نَهُومٌ إِذَا ما ارْتَدَّ فِيهَا سَحِيلُهَا
فظلَّتْ تفالى حولَ جأبٍ كأنَّه=ربيئة ُ أثآرٍ عظامٍ ذحولُها
محانيقَ أمثالَ القنا قدْ تقطَّعتْ=قوى الشكِّ عنها لو يُخلَّى سبيلُها
تُرَاقِبُ بَيْنَ الصُّلْبِ وَالْهَضْبِ وَالْمِعَى=معى واحفٍ شمساً بطيئاً نزولُها
ترى القلوة َ القوداءَ فيها كفاركٍ=تصدَّى لعينيها فصدَّتْ حليلُها
فأوردها مسجورة ً ذاتَ عرمضٍ=تغولُ سيولَ المكفهرّاتِ غولُها
فأزعجها رامٍ بسهمٍ فأدبرتْ=لَهَا رَوْعَة ٌ يَنْفِي السِّلاَمَ حَفِيلُهَا
تقولُ سليمى إذْ رأتني كأنَّني=لنجمِ الثُّريّا راقبٌ أستحيلُها
أشكوى حمتكَ النَّومَ أم نفَّرتْ به=همومٌ تعنَّى بعدَ وهنٍ دخيلُها
فقلتُ لها: لا بلْ همومٌ تضيَّفتْ=ثَوِيَّكِ وَالظَّلْمَآءُ مُلْقًى سُدُولُهَا
أَتَى دُونَ طَعْمِ النَّوْمِ تَيْسِيرِى َ الْقِرَى=لَهَا واحْتِيَالِي أيَّ جَالٍ أُجِيلُهَا
فَطَاوَعْتُ هَمي فَانْجَلَى وَجْهُ بَازِلٍ=مَنَ الأَمْرِ لَمْ يَتْرُكْ خِلاَجاً بُزُولُهَا
فقالتْ: عبيدَ اللهِ من آلِ معمرٍ=لِرِفْدِ الْقُرَى وَالرِيّحِ صَافٍ بَلِيْلُهَا
فَتًى بَيْنَ بَطْحَاويْ قُرَيْشٍ كَأَنَّهُ=صفيحة ُ ذي غربينِ صافٍ صقيلُها
إذا ما قريشٌ قيلَ: أينَ خيارُها=أَقرَّتْ بِهِ شُبَّانُهَا وَكُهُولُهَا[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="ridge,4,firebrick" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أَدَاراً بِحُزْوَى هِجْتِ للْعَيْنِ عَبْرَة
أَدَاراً بِحُزْوَى هِجْتِ للْعَيْنِ عَبْرَة =ًفَمَآءُ الْهَوَى يَرْفَضُّ أَوْ يَتَرَقْرَقُ
كمستعبري في رسمِ دارٍ كأنَّها=بِوَعْسَآءَ تَنْصُوهَا الْجَمَاهِيرُ مُهْرَقُ
وَقَفْنَا فَسَلَّمْنَا فَكَادَتْ بِمُشْرِفٍ=لعرفانِ صوتي دمنة ُ الدّارِ تنطقُ
تجيشُ إليَّ النَّفسُ في كلِّ منزلٍ=لميٍّ ويرتاعُ الفؤادُ المشوَّقُ
أراني إذا هوَّمتُ يا ميُّ زرتني=فيا نعمتا لوْ أنَّ رؤيايَ تصدُقُ
فَمَا حُبُّ مَيٍّ بِالَّذِي يَكْذِبُ الْفَتَى=ولا بالذي يُزهي ولا يُتملَّقُ
أَلاَ ظَعَنَتْ مَيٌّ فَهَاتِيكَ دَارُهَا=بها السُّحمُ تردي والحمامُ المُطوَّقُ
أربَّتْ عليها كلُّ هوجاءَ رادة ٍ=زَجُولٍ بِجَوْلاَنِ الْحَصَى حِيْنَ تَسْحَقُ
لعمرُكَ إنّي يومَ جرعاءِ مالكٍ= لَذُو عَبْرَة ٍ كُلاً تَفِيضُ وَتَخْنُقُ
وإنسانُ عيني يحسِرُ الماءُ تارة ً=فَيَبْدُو وَتَارَاتٍ يَجُمُّ فَيَغْرَقُ
يلومُ على ميٍّ خليلي وربَّما=يجورُ إذا لامَ الشَّفيقُ ويخرُقُ
وَلَوْ أَنَّ لُقْمَانَ الْحَكِيمَ تَعَرَّضَتْ=لعينيهِ ميٌّ سافِراً كادَ يبرَقُ
غداة َ أمَنّي النفسَ أنْ تسعفَ النّوى=بِمَيٍّ وَقَدْ كَادَتْ مِنَ الْوَجْدِ تَزْهَقُ
أَنَاة ٌ تَلُوثُ الْمِرْطَ مِنْهَا بِدِعْصَة ٍ=رُكَامٍ وَتَجْتَابُ الْوِشَاحَ فَيَقْلَقُ
وَتَكْسُو الْمِجَنَّ الرَّخْوَ خَصْراً كَأَنَّهُ=إهانٌ ذوى عن صفرة ٍ فهو أخلقُ
لها جيدُ أمِّ الخشفِ ريعتْ فأتلعتْ=ووجهٌ كقرنِ الشَّمسِ ريّانُ مشرقُ
وَعَيْنٌ كَعَيْنِ الرِئْمِ فِيهَا مَلاَحَة ٌ=هِيَ السحْرُ أَوْ أَدْهَى الْتِبَاساً وَأَعْلَقُ
وَتَبْسِمُ عَنْ نَوْرِ الأَقَاحِيِّ أَقْفَرَتْ=بِوَعْسَآءِ مَعْرُوفٍ تُغَامُ وَتُطْلَقُ
أمنْ ميَّة َ اعتادَ الخيالُ المؤرِّقُ=نعمْ إنها ممّا على النَّأيِ تطرُقُ
وَحَاذَانِ مَجْلُوزٌ عَلَى صَلَويْهِمَا=وخفّانُ دوني سيلهُ فالخورنقُ
بأشعثَ منقدِّ القميصِ كأنَّهُ=صفيحة ُ سيفٍ جفنهُ متخرِّقُ
= تَرَى خَدَّهَا فِي ظُلْمَة ِ اللَّيْلِ يَبْرُقُ
رجيعة ُ أسفارٍ كأنَّ زمامَها=مِلاَطٌ تَعَادَى عَنْ رَحَا الزَّوْرِ أَدْفَقُ
طَرَحْتُ لَهَا فِي الأَرْضِ أَسْفَلَ فَضْلِهِ=وَأَعْلاَهُ فِي مَثْنَى الْخِشَاشة ِ مُعْلَقُ
ثَوَى بَيْنَ نِسْعَيْهَا عَلَى مَاتَجَشَّمَتْ=جَنِينٌ كَدُعْمُوصِ الْفَرَاشَة ِ مُغْرِقُ
وَقَدْ غَادَرَتْ فِي السَّيرِ نَاقَة ُ صَاحِبِي=طَلاً مَوَّتَتْ أَوْصَالَهُ فَهُوَ يَشْهَقُ
جُمَالِيَّة ٌ حَرْفٌ سِنَادٌ يَشُلُّهَا=وَظِيفٌ أَزَجُّ الْخَطْوِ رَيَّانُ سَهْوَقُ
وكعبٌ وعُرقوبٌ كِلا مَنجِميهِما=أشمُّ حديدُ الأنفِ عارٍ معرَّقُ
وفوقهما ساقٌ كأنَّ حماتها=إذا استُعرضتْ منْ ظاهر الرِّجْلِ خرنقُ
= بَضِيعٌ كَمَكْنُوزِ الثَّرَى حِينَ يُحْنِقُ
إِلَى صَهْوَة ٍ تَحْدُو مَحَالاً كَأَنَّهُ=صفاً دلَّصتهُ طحمة ُ السَّيلِ أخلقُ
وجوفٌ كجوفِ القصرِ لم ينتكتْ لهُ=بِآبَاطِهِ الزُّلِّ الزَّهَالِيلِ مِرْفَقُ
وَهَادٍ كَجِذْعِ السَّاجِ سَامٍ يَقُودُهُ=مُعَرَّقُ أَحْنَآءِ الصَّبِيَّينِ أَشْدَقُ
ودفواءُ حدباءُ الذِّراعِ يزينُها=ملاطٌ تجافى عنْ رحا الزَّورِ أدفقُ
قطعتُ عليها غولَ كلِّ تنوفة ٍ=وَقَضَّيْتُ حَاجَاتِي تَخُبُّ وَتَعْنِقُ
ومُشبهِ الأرباءِ يرمي بركبهِ= يَبِيسُ الثَّرَى نَائِي الْمَنَاهِلَ أَخْوَقُ
إِذَا هَبَّتِ الرِيْحُ الصَّبَا دَرَجَتْ بِهِ=غرابيبُ منْ بيضٍ هجائنَ دردقُ
=مُصَعْلَكُ أَعْلَى قُلَّة ِ الرَّأْسِ نقَنَقُ
ونادى به ماءٍ إذا ثارَ ثورة ً=أُصيبحُ أعلى نقبة ِ اللَّونِ أطرقُ
ترِيعُ لَهُ أَمٌّ كَأَنَّ سَرَاتَهَا=إذا انجابَ عنْ صحرائها اللّيلُ يلمقُ
إِذَا الأَرْوَعُ الْمَشْبُوبُ أَضْحَى كَأَنَّهُ=على الرَّحلِ ممّا منَّهُ السَّيرُ أحمقُ
وتيهاءَ تودي بينَ أرجائها الصَّبا=عَلَيْهَا مِنَ الظَّلْمَآءِ جُلٌّ وَخَنْدَقُ
غللتُ المهارى بينها كلَّ ليلة ٍ=وَبَيْنَ الدُّجَى حّتَّى أَرَاهَا تَمَزَّقُ
فَأَصَبْحتُ أَجْتَابُ الْفَلاَة َ كَأَنَّنِي=حُسَامٌ جَلَتْ عَنْهُ الْمَدَاوِسُ مُخْفِقُ
نظرتُ كما جلّى على رأسِ رهوة ٍ=منَ الطَّيرِ أقنى ينفُضُ الطَلَّ أزرقُ
طِرَاقُ الْخَوَافِي وَاقِعٌ فَوْقَ رِيعَة ٍ=ندى ليلهِ في ريشهِ يترقرقُ
وَمَاءٍ قَديِمِ الْعَهدِ بِالنَّاسِ آجِنٍ=كأنَّ الدَّبى ماءَ الغضى فيه يبصقُ
وردتُ اعتسافاً والثّريّا كأنَّها=عَلَى قِمَّة ِ الرَّأَسِ ابْنُ مَآءٍ مُحَلّقُ
يَدُفُّ عَلَى آثَارِهَا دَبَرَانُهَا=فَلاَ هُوَ مَسْبُوقٌ وَلاَهُوَ يَلْحَقُ
بِعِشْريِنَ مِنْ صُغْرى النُّجُومِ كَأَنَّهَا=وإياهُ في الخضراءِ لو كانَ ينطقُ
قِلاَصٌ حَدَاهَا رَاكبٌ مُتَعَمّمٌ=هَجَآئِنُ قَدْ كَادَتْ عَلَيْهِ تَفَرَّقُ
قُرانى وأشتاتاً أجدَّ يسوقُها=إِلَى الْمَآء مِنْ جَوْزِ التَّنُوفَة ِ مُطْلِقُ
وقدْ هتكَ الصُّبحُ الجليُّ كفاءهُ=ولكنَّهُ جونُ السَّراة ِ مُروَّقُ
فَأَدْلَى غُلاَمِي دَلْوَهُ يَبْتَغِي بِهَا=شفاءَ الصَّدى واللَّيلُ أدهمُ أبلقُ
فجاءتْ بنسجِ العنكبوتِ كأنَّهُ=عَلَى عَصَويْهَا سَابِرِيٌّ مُشَبْرَقَ
فَقُلْتُ لَهُ عُدْ فَالْتَمِسْ فَضْلَ مَآئِهَا=تَجُوبُ إِليَّهَا اللَّيْلَ وَالْقَعْرُ أَخْوَقُ
فجاءتْ بمُدٍّ نصفُهُ الدِّمنُ آجنٍ=كَمِآءِ السَّلاَ فِي صِغْوِهَا يَتَرقْرَقُ[/poem]
تأبط شراَ غير متواجد حالياً  
قديم 24-10-2006, 12:37 PM   #5
تأبط شراَ
 
الصورة الرمزية تأبط شراَ
 







 
تأبط شراَ is on a distinguished road
افتراضي

[poem=font="Simplified Arabic,6,indigo,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
إذا فارقتهُ تبتغي ما تعيشهُ=كفاها رذاياها الرَّقيعَ الهبنَّقُ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,indigo,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
إِذا مَا المِيَاهُ السُّدْمُ آضَتْ كَأَنَّهَا=مِنَ الأَجْنِ حِنَّاءٌ مَعاً وَصَبِيبُ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,indigo,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أَرَاحَ فَرِيقُ جِيرَتِكَ الْجِمَالاَ
أَرَاحَ فَرِيقُ جِيرَتِكَ الْجِمَالاَ=كَأَنَّهُمُ يُرِيدُونَ احْتِمَالاَ
فبتُّ كأنَّني رجلٌ مريضٌ=أَظُنُّ الْحَيَّ قَدْ عَزِمُوا الزِّيَالاَ
وَبَاتُوا يُبْرِمُونَ نَوى ً أَرَادَتْ=بهمْ لسواءِ طيَّتكِ انفتالا
وَذِكْرُ الْبَيْنِ يَصْدَعُ فِي فُؤَادِي=ويعقبُ في مفاصلي امذلالا
فأغوا في السَّوادِ فذرَّ قرنٌ=وَقَدْ قَطَعُوا الزِّيَارَة َ والْوِصَالاَ
فَكِدتُّ أَمُوتُ مِنْ شَوْقٍ عَلَيْهِمْ=ولمْ أرَ ناويَ الأظعانِ بالى
فأشرفتُ الغزالة َ رأسَ حوضى=أُرَاقِبُهُمْ وَمَا أُغْنَى قِبَالاَ
كَأَنِّي أَشْهَلُ الْعَيْنَيْنِ بَازٍ=عَلَى عَلْيَآءَ شَبَّهَ فَاسْتَحَالاَ
وَتَهْجِيرِي إِذَا الْيَعْفُورُ قَالاَ=وَأَجْرَعَهُ الْمُقَابَلَة َ الشِّمَالاَ
وقدْ جعلوا السبيَّة َ عنْ يمينٍ=مقادَ المهرِ واعتسفوا الرِّمالا
كأنَّ الآلَ يرفعُ بينَ حزوى=وَرَابِيَة ِ الْخَويِّ بِهِمْ سَيَالاَ
وفي الأظعانِ مثلُ مها رماحٍ=أَعَدَّ لَهُ الشَّغَازِبَ والْمِحَالاَ
تجوَّفَ كلَّ أرطأة ٍ ربوضٍ=تَرَى مِنْ بَيْنِ ثَنْيَّتِهِ خِلاَلاَ
أولاكَ كأنَّهنَّ أولاكَ إلاَّ=شوى ً لصواحبِ الأرطى ضئالا
وأنَّ صواحبَ الأحذارِ جمٌّ=وَأَنَّ لَهُنَّ أَعْجَازَاَ ثِقَالاَ
وأعناقَ الظِّباءِ رأينَ شخصاً=نصبنَ لهُ السَّوالفَ أو خبالا
رخيماتُ الكلامِ مبطَّناتٌ=جَوَاعِلُ فِي الْبَرَى قَصْبَاً خِدَالاَ
جمعنَ فخامة ً وخلوصَ عتقٍ= وحسناً بينَ ذلكَ واعتدالا
كأنَّ جلودهنَّ مموَّهاتٌ=على أبشارها ذهباً زلالا
وَمَيَّة ُ فِي الظَّعَائِنِ وَهْيَ شَكَّتْ=سوادَ القلبِ فاقتتلَ اقتتالا
عشيَّة َ طالعتْ لتكونَ داءً=جَوى ً بَيْنَ الْجَوَانِحِ أَوْ سُلاَلاَ
تُرِيكَ بَيَاضَ لَبَّتِهَا وَوَجْهاً=كقرنِ الشَّمسِ أفتقَ ثمَّ زالا
أصابَ خصاصة ً فبدا كليلاً=كَلاَ وَانْغَلَّ سَآئِرُهُ انْغِلاَلاَ
وَأَشْنَبَ وَاضِحاً حَسَنَ الثَّنّايَا=ترى في بينِ نبتتهِ خلالا
كَأَنَّ رُضَابَهُ مِنْ مَآءِ كَرْمٍ=تَرَقْرَقَ فِي الزُّجَاجِ وَقَدْ أَحَالاَ
يشجُّ بماءِ سارية ٍ سقتهُ=على صمَّانهِ رصفاً فسالا
وَأَسْحَمَ كَالأسَاوِدِ مُسْبَكِرَّاً=عَلَى الْمَتْنَيْنِ مُنْسَدِلاً جُفَالاَ
وَمَيَّة ُ أَحْسَنُ الثَّقَلَيْنِ خَدّاً=وسالفة ً وأحسنهُ قذالا
فلمْ أرَ مثلهُ نظراً وعيناً=ولا أمَّ الغزالِ ولا الغزالا
هِيَ السُّقْمُ الَّذِي لاَ بُرْءَ مِنْهُ=وَبُرْءُ السُّقْمِ لَوْ رَضَخَتْ نَوَالاَ
كَذَاكَ الْغَانِيَاتُ فَرَغْنَ مِنَّا=عَلَى الْغَفْلاَتِ رَمْيَاً واخْتِيَالاَ
فَعَدِّ عَنِ الصِّبَا وَعَلَيْكَ هَمَّاً=توقَّشَ في فؤادكَ واحتيالا
فبتُّ أروضُ صعبَ الهمِّ حتى= أجلتُ جميعَ مرَّتهِ مجالا
إِلَى ابْنِ الْعَامِرِيِّ إِلَى بِلاَلٍ=قطعتُ بنعفِ معقلة َ العدالا
قروتُ بها الصَّريخة لا شخاتاً=غداة َ رحيلهنَّ ولا حيالا
نجائبَ منْ نتاجِ بني غريرٍ=طوالَ السَّمكِ مفرعة ً نبالا
مُضَبَّرَة ً كَأَنَّ صَفَا مَسيلٍ=كَسَا أَوْرَاكَهَا وَكَسَا الْمَحَالاَ
يخدنَ بكلِّ خاوية ِ المبادي=تَرَى بَيْضَ النَّعَامِ بِهَا حِلاَلاَ
كأنَّ هويَّهنَّ بكلِّ خرقٍ=هَوِيُّ الرُّبْدِ بَادَرَتِ الرِّئَالاَ
مُذَبَّبَة ً أَضَرَّ بِهَا بُكُورِي
وإدلاجي إذا ما الليلُ ألقى=عَلَى الضُّعَفَاءِ أَعْبَآءً ثِقَالاَ
إذاغ خفقتْ بأمقهَ صحصحانٍ= رؤوسَ القومِ والتزموا الرِّحالا
=وضعنَ سخالهنَّ وصرنَ آلا
وربَّ مفازة ٍ قذفَ جموحٍ=تغولُ منحِّبَ القربِ اغتيالا
قطعتُ إذا تجوَّفتِ العواطي=ضُرُوبَ السِّدْرِ عُبْرِيَّاً وَضَالاَ
على خوصاءَ يذرفُ مأقياها=منَ العيديِّ قدْ لقيتْ كلالا
إذا بركتْ طرحتْ لها زمامي= وَلَمْ أَعْقِلْ بِرُكْبَتِهَا عِقَالاَ
وشعرٍ قدْ أرقتُ لهُ غريبٍ=أجنِّبهُ المساندَ والمحالا
فبتُّ أقيمهُ وأقدُّ منهُ=قوافيَ لا أعدُّ لها مثالا
غَرَآئِبَ قَدْ عُرِفْنَ بِكُلِّ أُفْقٍ=مِنَ الآفَاقِ تُفْتَعَلُ افْتِعَالاَ
فَلَمْ أَقْذِفْ لِمُؤْمِنَة ٍ حَصَانٍ بحمدِ اللهِ موجِبة ً عضالا
ولمْ أمدحْ لأرضيهِ بشعري=لئيماً أنْ يكونَ أصابَ مالا
وَلكِنَّ الْكِرَامَ لَهُمْ ثَنَائِي=فلا أخزى إذا ما قيلَ: قالا
سَمِعْتُ: النَّاسُ يَنْتَجِعُونَ غَيْثاً= فقلتُ لصيدحَ: انتجعي بلالا
تناخي عندَ خيرِ فتى ً يمانٍ=إِذَا النَّكْبَآءُ نَاوَحَتِ الشِّمَالاَ
ندى ً وتكرُّما ولبابَ لبٍّ=إِذَا الأَشْيَاءُ حَصَّلَتِ الرِّجَالاَ
وَأَبْعَدِهِمْ مَسَافَة َ غَوْرِ عَقْلٍ=إِذَا مَا الأَمْرُ ذُو الشُّبُهَاتِ عَالاَ
وَخَيْرِهِمُ مَآثِرَ أَهْلَ بَيْتٍ=وَأَكْرَمِهِمْ وَإِنْ كَرُمُوا فَعَالاَ
بَنَى لَكَ أَهْلُ بَيْتِكَ يَا ابْنَ قَيْسٍ=وأنتَ تزيدهمْ شرفاً جلالا
مَكَارِمَ لَيْسَ يُحْصِيهِنَّ مَدْحٌ=ولا كذباً أقولُ ولا انتحالا
أَبُو مُوسَى فَحَسْبُكَ نِعْمَ جَدّاً=وشيخُ الرَّكبِ خالكَ نعمَ خالا
كَأَنَّ النَّسَ حينَ تَمُرُّ حَتَّى=عواتقَ لمْ تكنْ تدعُ الحجالا
قِيَاماً يَنْظُرونَ إلَى بِلاَلٍ=رِفَاقُ الْحَجِّ أَبْصَرَتِ الْهِلاَلاَ
فقد رفعَ الإلهُ بكلِّ أفقٍ=لِضَوْئِكَ يَا بِلاَلُ سَنَاً طُوَالاَ
=وأعطيتَ المهابة َ والجمالا
أشمُّ أغرُّ أزهرُ هبرزيٌّ=يَعُدُّ الرَّاغِبِينَ لَهُ عِيَالاَ
تَزِيدُ الْخَيْزُرَانَ يَدَاهُ طِيبَاً=ويختالُ السَّريرُ بهِ اختيالا
ترى منهُ العمامة َ فوقَ وجهٍ=كأنَّ على صحيفتهِ صقالا
يُقَسِّمُ فَضْلَهُ والسِّرُّ مِنْهُ=جميعٌ لا يفرِّقهُ شلالا
يضمِّنُ سرَّهُ الأحشاءَ إلاَّ=وثوبَ الليثِ أخدرَ ثمَّ صالا
وَمَجْدٍ قَدْ سَمَوْتَ لَهُ رَفِيعٍ=وخصمٍ قدْ جعلتَ لهُ خبالا
وَمُعْتَمِدٍ جُعِلْتَ له رَبِيعاً=وطاغٍ قدْ جعلتَ لهُ نكالا
وَلَبْسٍ بَيْنَ أَقْوَامٍ فَكُلٌّ=أعدَّ لهُ السِّفارة َ والمحالا
وكلُّهمْ ألدُّ لهُ كظاظٌ=أعدَّ لكلِّ حالِ القومِ حالا
أَبَرَّ عَلَى الخُصُومِ فَلَيْسَ خَصْمٌ=وَلاَ خَصْمَانِ يَغْلِبُهُ جِدَالاَ
قَضَيْتُ بِمِرَّة ٍ فَأَصَبْتَ مِنْهُ=فُصُوصَ الْحَقْ فَانْفَصَلَ انْفِصَالاَ
وحُقَّ لمنْ أبو موسى أبوهُ=يُوَقِّقُهُ الَّذِي نَصَبَ الْجِبَالاَ
حواريُّ النبيِّ ومنْ أناسٍ=هُمُ مِنْ خَيْرِ مَنْ وَطِىء َ النِّعَالاَ
هُوَ الْحَكَمُ الَّذِي رَضِيَتْ قُرَيْشٌ=لِسَمْكِ الدِّينِ حينَ رَأوهُ مَالاَ
ومنتابٍ أناخَ إلى بلالٍ=فلا زهداً أصابَ ولا اعتلالا
ولا عقصاً بحاجتهِ ولكنْ=عطاءً لمْ يكنْ عدَّة ً مطالا
=معَ البيضِ الكواعبِ والحلالا
تبوَّاَ فابتنى وبنى أبوهُ=فأعرضَ في المكارمِ واستطالا
يرى مدحَ الكرامِ عليهِ حقَّاً=ويذهبهنَّ أقوامٌ ضلالا
وما الوسميُّ أولهُ بنجدٍ=تهلَّلَ في مساربهِ انهلالا
بذي لجبٍ تعارضهُ بروقٌ=شُبُوبَ الْبَلْقِ تَشْتَعِلُ اشْتِعَالاَ
فَلَمْ تَدَعِ الْبَوَارِقُ بَطْنَ عَرْضٍ= رغيبٍ سيلهُ إلاَّ مسالا
أصابَ الناسَ منقمسَ الثُّريا=بِسَاحِيَة ٍ وَأَتْبَعَهَا طِلاَلاَ
وَأَرْدَفَتِ الذِّرَاعُ لَهَا بِعَيْنٍ=سجومِ الماءِ فانسحلَ انسحالا
وَنَثَرتُهَا وَجَبْهَتُهَا هَرَاقَتْ=عَلَيْهِ المَآءَ فَاكْتَهَلَ اكْتِهَالاَ
أَبَتْ عَزْلاَءُ كُلِّ نَشَاصِ نَجْمٍ=على آثارهِ إلاَّ انحلالا
فصارَ حيَّاً وطبَّقَ بعدَ خوفٍ=على حرِّيَّة ِ العربِ الهزالا
كَأَنَّ مُنَوَّرَ الْحَوْذَانِ يُضْحِي=يشبُّ على مساربهِ الذُّبالا
بِأَفْضَلَ فِي الْبَرِيَّة ِ مِنْ بِلاَلٍ=إِذَا مَيَّلْتَ بَيْنَهُمَا مَيَالاَ
أبا عمرو وإنْ حاربتَ يوماً=فأنتَ اللَّيثُ مدَّرعاً جلالا
إِذا لَقِحَتْ بِشِرَّتِهَا فَشَالَتْ=بِأَطْرَافِ الْقَنَا لِمَنْ اسْتَشَالاَ
فَأَنْتَ أَشّدُّ إِخْوَتِهَا عَلَيْهَا=وأحسنهمْ لدرَّتها ائتيالا
إذا اضطربوا بمعتركٍ قياماً=على جردِ العوابسِ أو نزالا
تُسَعِّرُهَا بِأَبْيَضَ مَشْرَفِيٍّ=كَضَوْءِ الْبَرْقِ يَخْتَلِسُ الْقِلاَلاَ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,crimson,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,green" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أرى إبلي وكانتْ ذاتَ زهوٍ
أرى إبلي وكانتْ ذاتَ زهوٍ=إذا وردتْ يقالُ لها: قطيعُ
تكنَّفها الأراملُ واليتامى=فَصَاعُوهَا وَمَثْلُهُمُ يَصُوعُ
وَطَيَّبَ عَنْ كَرَائِمِهِنَّ نَفْسِي=مخافة َ أنْ أرى حسباً يضيعُ[/poem]
تأبط شراَ غير متواجد حالياً  
قديم 24-10-2006, 12:38 PM   #6
تأبط شراَ
 
الصورة الرمزية تأبط شراَ
 







 
تأبط شراَ is on a distinguished road
افتراضي

[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="ridge,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أشاقتكَ خلاقُ الرُّسومِ الدَّواثرُ
أشاقتكَ خلاقُ الرُّسومِ الدَّواثرُ=بأدعاصِ حوضى المعنقاتُ النَّوادرُ
لِمَيٍّ كَأَنَّ الْقَطْرَ وَالرَّيحَ غَادَرَا=وحولاً على جرعائها بدرَ ناشرِ
أهاضيبُ أنواءٍ وهيفاءَ جرتا=على الدَّارِ أعرافِ الحبالِ الأعافرِ
وثالثة ٌ تهوي منَ الشَّامِ حرجفٌ=لها سننٌ فوقَ الحصى بالأعاصرِ
وَرَابِعَة ٌ مِنْ مَطْلَعِ الشَّمْسِ أَجْفَلَتْ=عَلَيْهَا بِدَقْعَآءِ الْمِعَى فَقُرَاقِرِ
فَحَنَّتْ بِهَا النُّكْبُ السَّوَافِي فَأَكْثَرَتْ=حَنِينَ اللِّقَاحِ الْقَارِبَاتِ الْعَوَاشِرِ
فَأَبْقَيْنَ آيَاتٍ يَهِجْنَ صَبَابَة ً=وَعَفَّيْنَ آيَاتٍ بِطُولِ التَّعَاوُرِ
نَعَمْ هَاجَتِ الأطْلاَلُ شَوْقاً كَفَى بِهِ=منَ الشَّوقِ إلاَّ أنَّهُ غيرَ ظاهرِ
فَمَا زِلْتُ أَطْوِي النَّفْسَ حَتَّى كَأَنَّهَا=بِذي الرّمْثِ لَمْ تَخْطُرْ عَلَى بَالِ ذَاكِرِ
حياءً وإشفاقاً منَ الرَّكبِ أنْ يروا=دَلِيلاً عَلَى مُسْتَودَعَاتِ السَّرَائِرِ
لمية َ إذا ميٌّ معانٌ تحلَّهُ=فِتَاخٌ فَحُزْوَى فِي الْخَلِيطِ الْمُجَاوِرِ
إذا خشيتْ منهُ الصَّريمة َ أبرقتْ=لهُ برقة ً منْ خلِّبٍ غيرِ ماطرِ
وَكَانَتْ كِنَازَ اللَّحْمِ أَوْرَى عِظَامَهَا=على أمِّ خشفٍ منْ ظباءِ المشافرِ
تَثَوَّرَ فِي قَرْنِ الضُّحَى مِنْ شَقِيقَة ٍ=فَأَقْبَلَ أَوْ مِنْ حِضْنِ كَبْدَاءَ عَاقِرِ
حُزَاوِيَّة ٌ أَوْ عَوْهَجٌ مَعْقُليَّة ٌ=ترودُ بأعطافِ الرِّمالِ الحرائرِ
رأتْ راكباً أو راعها لفواقهِ=صويتٌ دعاها منْ أعيَّسَ فاترِ
إِذَا اسْتَوْدَعَتْهُ صَفْصَفاً أَوْ صَرِيمَة ً=تَنَحّتْ وَنَصَّتْ جِيدَهَا بِالْمَنَاظِرِ
حذاراً على وسنانَ يصرعهُ الكرى=بِكُلّ مَقِيلٍ عَنْ ضِعَافٍ فَوَاتِرِ
إِذَا عَطَفَتْهُ غَادَرَتْهُ وَرَآءَهَا=بِجَرْعَآءَ دَهْنَاوِيَّة ٍ أَوْ بِحَاجِرِ
وَتَهْجُرُهُ إِلاَّ اخْتِلاَساً نَهَارَهَا=وَكَمْ مِنْ مُحِبٍّ رَهْبَة َ الْعَيْنِ هَاجِرِ
حذارَ المنايا خشية َ أنْ يفتنها=بِهِ وَهْيَ إِلاَّ ذَاكَ أضْعَفُ نَاصِرِ
وَيَوْمٍ يُظِلُّ الْفَرْخُ فِي بِيْتِ غَيْرِهِ=لهُ كوكبٌ فوقَ الحدابِ الظَّواهرِ
تَرَى الرَّكْبَ فِيهِ بِالْعَشِيِّ كَأَنَّمَا=يُدَانُونَ مِنْ خَوْفٍ خَصَاصَ الْمَحَاجِرِ
تلثَّمتُ فاستقبلتهُ ثمَّ مثلهُ=ومثليهِ خمساً وردهُ غيرَ قادرِ
وماءِ كماءِ السُّخدِ ليسَ لجوفهِ=سَوَآءَ الْحَمَامِ الْوُرْقِ عَهْدٌ بِحَاضِرِ
صرى آجنٌ يزوي لهُ المرءُ وجههُ=لو ذاقهُ الظَّمآنُ في شهرِ ناجرِ
وَرَدْتُ وَأَغبَاشُ السَّوَادِ كَأَنَّهَا=سَمادِيرُ غَشْيٍ فِي الْعُيُونِ النَّوَاظِرِ
بركبٍ سروا حتى كأنَّ اضطرابهمْ=عَلَى شُعَبِ الْمَيْسِ اضْطِرَابُ الْغَدائِرِ
تَعَادَوْا بِيَهْيَا مِنْ مُدَارَكَة ِ السُّرَى=على غائراتِ الطَّرفِ هدرُ المشافرِ
كأنَّا تغنِّي بيننا كلَّ ليلة ٍ=جَدَاجِدُ صَيْفٍ مِنْ صَرِيرِ الْمَآخِرِ
على رعلة ٍ صهبِ الذّفارى كأنَّها=قطاً باصَ أسرابَ القطا المتواترِ
شججنَ السُّرى حتى إذا قالَ صحبتي=وَحَلَّقَ أَرْدَافُ النَّجُومِ الْغَوآئِرِ
كَأَنَّ عَمُودَ الصُّبْحِ جِيدٌ وَلَبَّة ٌ=وراءَ الدُّجا منْ حرَّة ِ اللَّونِ حاسرِ
جَنَحْنَ عَلَى أَجْوَازِهِنَّ وَهَوَّمُوا=سحيراً على أعضادهنَّ الأياسرُ
ألاَ خَيَّلَتْ خَرْقَآءُ بِالْبِينِ بَعْدَمَا=مَضَى اللَّيْلِ إِلاَّ خَطَّ أْبْلَقَ جَاشِرِ
سرتْ تخبطُ الظَّلماءَ منْ جانبي قساً=فأحببْ بها منْ خابطِ اللِّيلِ زائرِ
إِلَى فِتْيَة ٍ مِثْلِ السُّيُوفِ وَأَيْنُقٍ=ضوامرَ منْ آلِ الجديرِ وداعرِ
جذبنَ البرى حتى شدفنَ وأصعرتْ=أنوفُ المهارى لقوة ً في المناخرِ
وفِي الْمَيْسِ أَطْلاَحٌ تَرَى فِي خُدُودِهَا=تلاعاً لتذارفِ العيونِ القواطرِ
وَكَائِنْ تَخَطَّتْ نَاقَتِي مِنْ مَفَازة ٍ=وَكَم زَلَّ مِنْ جُحَافِ الْمَقَادِرِ
وَكَمْ عَرَّسَتْ بَعْدَ السُّرَى مِنْ مُعَرَّسٍ=فَمَا زِلْتُ أَطْوِي النَّفْسَ حَتَّى كَأَنَّهَا
إذا اعتسَّ فيهِ الذِّئبُ لمْ يلتقطْ بهِ=منَ الكسبِ إلاَّ مثلَ ملقى المشاجرِ
حِذَارَ الْمَنَايَا رَهْبَة ً أَنْ يَفُتْنَهَا=مُعَرَّسُ خَمْسٍ مِنْ قَطاً مُتَجاوِرِ
وَقَعْنَ اثْنَتَيْنِ واثْنَتَينِ وَفَرْدَة ً=حَرِيداً هِيَ الْوُسْطَى بِصَحْرَآءَ حَائِرِ
وَمَغْفَى فَتى ً حَلَّتْ لَهُ فَوْقَ رَحْلِهِ=ثَمَانِيَة ً جُرْداً صَلاَة ُ الْمَسَافِرِ
وبينهما ملقى ً زمامٍ كأنَّهُ=فِتَاخٌ فَحُزْوَى فِي الْخَلِيطِ الْمُجَاوِرِ
سوى وطأة ٍ في الأرضِ منْ غيرِ جعدة ٍ=ثَنَى أَخْتَهَا فِي غَرْزِ عَوْجَآءَ ضَامِرِ
وَمَوْضِعِ عِرْنينٍ كَرِيمٍ وَجَبْهَة ٍ=إِلَى هَدَفٍ مِنْ مُسْرعٍ غَيْرِ فَاجِرِ
طَوَى طَيَّة ً فَوْقَ الْكَرَى جَفْنَ عَيْنهِ=عَلَى رَهَبَاتٍ مِنْ جَنَانِ الْمُحَاذِرِ
قليلاً كتحليلِ الألى ثمَّ قلَّصتْ=بهِ شيمة ٌ روعاءُ تقليصَ طائرِ
إِلَى نِضْوَة ٍ عَوْجَآءَ واللَّيْلُ مُغْبِشٌ=مَصَابِيحَهُ مِثْلَ الْمَهَا وَالْيَعَافِرِ
قَدِ اسْتَبْدَلَتْ بِاْلِحلْمِ جهْلاً وَرَاجَعَتْ=وثوباً سديداً بعدَ وثبٍ مبادرِ
وَكَانَتْ كِنَازَ اللَّحْمِ أَوْرَى عِظَامَهَا=بوهبينَ آثارُ العهادُ البواكرِ
فَمَا زِلْتُ أَكْسُو كُلِّ يَوْمٍ سَرَاتَهَا=خَصَاصَة مَعْلُوفٍ مِنْ الْمِيْسِ قَاتِرِ
وأرمي بها الأهوالَ حتى أحلتها=وسوَّيتها بالمحرثاتِ الحدابرِ
وَصَارَتْ وبَاقِي الْنَّقْي مِنْ خَلْفِ عَيْنَها=وَكَم زَلَّ مِنْ جُحَافِ الْمَقَادِرِ
إذا حثَّهنَّ الرَّكبُ في مدلهمَّة ٍ=أَحَادِيِثُهَا مِثْلُ اصْطِخَابِ الصَّرَآئِرِ
تياسرنَ عنْ جديِ الفراقدِ في السُّرى=ويامنَّ شيئاً عنْ يمينِ المغاورِ
حَرَاجِيجُ أَشْبَاهٌ علَيْهِنَّ فِتْيَة ٌ=بأوطانِ أهليهمْ وحوشُ الأباعرِ
يحلَّونَ منْ وهبينَ أو منْ سويقة ٍ=مشقَّ السَّوابي عنْ أنوفِ الجآذرِ
أَعَارِيبُ طُورِيُّونَ مِنْ كُلِّ قَرْيَة ٍ=يحيدونَ عنها منْ حذارِ المقادرِ
لِمَيَّة َ إِذْ مَيٌّ مَعَانٌ تَحُلُّهُ=على كلِّ هولٍ منْ جنانِ المخاطرِ
أَقُولُ بِذِي الأَرْطَى لَهَا إِذْ رَحَلْتُهَا=لِبَعْضِ الْهُمُومِ الِّنازِحَاتِ الْمَزَاوِرِ
عَشِيَّة َ حَنَّتْ فِي زِمَامِي صَبَابَة ً=إِلَى إِبِلٍ تَرْعَى بِلاَدَ الْجَآذِرِ
سَتَسْتَبْدِلِينَ الْعَامَ إِنْ عِشْتُ سَالِماً=إِلَى ذَاكَ مِنْ إِلْفِ الْمَخَاضِ الْبَهَازِرِ
قلوصينَ عوجاوينَ بلَّى عليهما=هَواءُ السُّرَى ثُمَّ اقِتْرَاحَ الْهَوَاجِرِ
مَنَنَّاهُمَا بِالْخِمْسِ وَالْخِمْسِ قبْلَهُ=وَبِالْحَلّ وَالتَّرْحَالِ أيَّامَ نَاجِرِ
وَبِالسَّيْرِ حَتَّى مَا تَحِنَّانِ حَنَّة ً=إِلَى قَارِبٍ آتٍ وَلاَ إِثْرِ صَادِرِ
حِذَارَ الْمَنَايَا رَهْبَة ً أَنْ يَفُتْنَهَا=بِلاَ زَمِّ تَقْيِيدٍ وَلاَ صَوْتِ زَاجِرِ
طَوَيْنَاهُمَا حَتَّى إِذَا مَا أُنِيخَتَا=مُنَاخاً هَوَى بَيْنَ الْكُلَى وَالْكَرَاكِرِ
أراني إذا ما الرَّكبُ جابوا تنوفة ً=تُكَسَّرُ أَذْبَابُ الْقِلاَصِ الْعَوَاسِرِ
كَأَنَّي كَسَوْتُ الرَّحْلَ أَخْنَسَ أَقْفَرَتْ=لَهُ الزُّرْقُ إِلاَّ مِنْ ظِبَآءٍ وَبَاقِرِ
أحمَّ الشَّوى فرداً كأنَّ سراتهُ=سنا نارِ محزونٍ بهِ الحيُّ ساهرُ
نَمَى بَعْدَ قَيْظٍ قَاظَهُ بِسُوَيْقَة ٍ=عليهِ وإنْ لمْ يطعمْ الماءَ قاصرِ
إلِى َ مُسْتَوَى الْوَعْسَاءِ بَيْنَ حُمَيِطٍ=وبينَ حبالِ الأشميمنِ الحوادرِ
فظلَّ بعيني قانصِ كانَ قصَّهُ=منَ المغتدى حتى رأى غيرَ ذاعرِ
يرودُ الرُّخامى لا يرى مسترادهُ=بِبَلُّوقَة ٍ إِلاَّ كَبِيرُ الْمَحَافِرِ
يَلُوحُ إِذَا أَفْضَى وَيَخْفَى بَرِيقُه=إذَا مَا أَجَنَّتْهُ غُيُوبُ الْمَشَاعِرِ
فَلَمَّا كَسَا اللَّيْلُ الشُّخُوصَ تَحَلَّبَتْ=عَلَى ظَهْرِهِ إِحْدَى َ اللَّيَالِي الْمَوَاطِرِ
وَهَاجَتْ لَهُ مِنْ مَطْلَعِ الشَّمْسِ حَرْجَف=تَوَجَّهُ أَسْبَاطَ الْحُقُوفِ التيَاهِرِ
وقدْ قابلتهُ عوكلاتٌ عوانكٌ=رُكَامٌ نَفَيْنَ النَّبْتَ غَيْرَ الْمَآزِرِ
تُنَاصِي أعَالِيهِنَّ أَعْفَرَ حَابِياً=كقرمِ الهجانِ المستشيطِ المخاطرِ
فَأَعْنَقَ حَتَّى اعْتَامَ أَرْطَاة َ رَمْلَة ٍ=مُحَفَّفَة ً بِالْحَاجِزَاتِ السَّوَاتِرِ
فَبَاتَ عَذُوباً يَحْدُرُ الْمُزْنُ مَآءَهُ=عَلَيَّهِ كَحْدرِ اللُّؤلُؤِ الْمُتَنَاثِرِ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="ridge,4,green" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أَصْهَبَ يَمْشِي مِشْيَة َ الأَمِيرِ
أَصْهَبَ يَمْشِي مِشْيَة َ الأَمِيرِ=لاَ أَوْطَفَ الرَّأَسِ وَلاَ مَقْرُورِ
كأنَّ جلدَ الوجهِ منْ حريرِ=أَمْلَسَ إْلاَّ خَطْرَة َ الْجَرِيرِ
بخطمهِ أو مسحة َ التَّصديرِ=بَيْنَ الْحَشَا وَظَلِفَاتِ الْكُورِ
فهنَّ ينهضنَ إلى الصُّدورِ=خَوَارِجاً مِنْ سِكَكٍ وَدُورِ
تَطَلُّعَ الْبِيضِ مِنَ الْخُدُورِ=يرفعنَ منْ مسامعٍ حشورِ
شفناً إلى مسترحلٍ مضبورِ=هَيْقِ الْهِبَابِ سَحْبَلِ الْجُفُورِ[/poem]
تأبط شراَ غير متواجد حالياً  
قديم 24-10-2006, 12:40 PM   #7
تأبط شراَ
 
الصورة الرمزية تأبط شراَ
 







 
تأبط شراَ is on a distinguished road
افتراضي

[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="solid,4,red" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أفي كلِّ يومٍ أنتَ في غبَّرِ الهوى
أفي كلِّ يومٍ أنتَ في غبَّرِ الهوى=إلى علمٍ منْ دارِ ميَّة َ ناظرُ
بِعَيْنَيْكَ مِنْ طُولِ الْبُكَاء كَأَنَّمَا=بها خزرٌ أو طرفها متخازرُ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="solid,4,purple" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أقولُ لأطلاحٍ برى هطلانُها
أقولُ لأطلاحٍ برى هطلانُها=بِنَا عَنْ حَوَانِي دَأْيِهَا الْمُتَلاَحِكِ
أَجِدِّي إلَى بَابِ ابْنِ عَمْرَة َ إِنَّهُ=منى همِّكِ الأقصى ومأوى الصَّعالكِ
وإنَّكِ في عشرٍ وعشرٍ مناخة ٌ=لَدَى بَابِهِ أَوْ تَهْلِكِي فِي الْهَوَالِكِ
وَجَدْنَاكَ فَرْعَاً عَلِياً يَا ابْنَ مُنْذِرٍ=عَلَى كُلِّ رَأْسٍ مِنْ مَعَدٍّ وَحَارِكِ
تُسَامِي أَعَالِيهِ الْسَّحَابَ وَأَصْلُهُ=مِنَ الْمَجْدِ فِي ثَأْدِ الْثَّرَى الْمُتَدَارِكِ
فلو سرتَ حتَّى تقطعَ الأرضَ لم تجدْ=فَتَى ً كَابْنِ أَشْيَاخِ الْبَرِيَّة ِ مَالِكِ
أشدَّ إذا ما استحصدَ الحبلُ مرَّة ً=وأجبرَ للمستجبرينَ الضَّرائكِ
وأمضى على هولٍ إذا تهززتْ=من الخوفِ أحشاءُ القلوبِ الفواتكِ
وأحسنُ وجهاً تحتَ أقهبَ ساطعٍ=عَبِيطٍ أَثَارَتْهُ صُدُورُ السَّنَابِكِ
لقدْ بلَّتِ الأخماسُ منكَ بسائسٍ=هَنِيءِ الْجَدَا مُرِّ الْعُقُوبَة ِ نَاسِكِ
تقولُ التي أمستْ خلوفاً رجالُها=يُغيرونَ فوقَ المُلجماتِ العوالكِ
لجارتها: أفنى اللُّصوصَ ابنُ منذرٍ=فَلاَ ضَيْرَ إِنْ لاَ تُغْلِقِي بَابَ دَارِكِ
وَآمَنَ لَيْلَ الْمُسْلِمِينَ فَيُؤْمِنُوا=وما كانَ يُمسي آمناً قبلَ ذلكِ
تَرَكْتَ لُصُوصَ الْمِصْرِ مِنْ بَيْنِ بَآئِسٍ=ومن بينِ مكنوعِ الكراسيعِ باركِ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="solid,4,green" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أَقُولُ لِنَفْسِي وَاقِفاً عنْدَ مُشْرِفٍ
أَقُولُ لِنَفْسِي وَاقِفاً عنْدَ مُشْرِفٍ=عَلَى عَرَصَاتٍ كَالذِّبَارِ النَّوَاطِقِ
أَلَمَّا يَحِنَّ الْقَلُبُ إِلاَّ تَشُوقُهُ=رسومُ المغاني وابتكارُ الحزائقِ
وهيفٌ تهيجُ البينَ بعدَ تجاورٍ=إذا نفحتْ من عن يمين المشارقِ
وَأَجْمَالُ مَيِّ إِذْ يُقَرَّبْنَ بَعْدَمَا=وخطنَ بذبّانِ المصيفِ الأزارقِ
كَأَنَّ فُؤَادِي قَلْبُ جَانِي مَخُوفَة ٍ=عَلَى النَّفْسِ إِذْ يَكْسُونَ وَشْيَ النَّمَارِقِ
وإذ هنَّ أكتادٌ بحوضى كأنما=زها الآلُ عيدانَ النَّخيلِ البواسقِ
طَوَالِعُ مِنْ صُلْبِ الْقَرِينَة ِ بَعْدَمَا=جَرَى الآلُ أَشْبَاهُ الْمُلآءِ الْيَقَائِقِ
وقدْ جعلتْ زرقَ الوشيجِ حداتُها=يميناً وحوضى عنْ شمالِ المرافقِ
عنودُ النَّوى حلاّلة ٌ حيثُ تلتقي=جمادٌ وشرقيّاتُ رملِ الشَّقائقِ
تَحِلُّ بِمَرْعَى كَلِّ إِجْلِ كَأَنَّهَا=رجالٌ تماشى عصبة ً في اليلامقِ
وَفَرْدٍ يُطِيرُ البَقَّ عِنْدَ خَصِيلِهِ= بِذَبٍّ كَنَفْضِ الرَّيِحِ ذَيْلَ السَّرَادِقِ
إذا أومضتْ منْ نحوِ ميٍّ سحابة ٌ=نَظَرْتُ بِعَيْنَيْ صَادِقِ الشَّوْقِ وَامِقِ
هِيَ الْهَمُّ وَالأَوْسَانُ وَالنَّأيُ دُونَهَا=وأحراسُ مغيارٍ شئيمِ الخلائقِ
ويعلمُ ربّي أنَّ قلبي بذكرها=عَلَى تِلْكَ مِنْ حَالٍ مَتِينُ الْعَلائِقِ
وَخَرْقٍ كَسَاهُ اللَّيْلُ كِسْراً قَطَعْتُهُ=بيعملة ٍ بينَ الدُّجا والمهارقِ
مَرَاسِيلُ تَطْوِي كُلَّ أَرْضٍ عَرِيضَة ٍ=وسيجاً وتنسلُّ انسلالَ الزَّوارقِ
بَنِى دَوْأَبٍ إِنَّي وَجَدْتُ فَوَارِسِي=أَزِمَّة َ غَارَات الصَّبَاحِ الدَّوَالِقِ
وذادة َ أولى الخيلِ عنْ أخرياتها=إِذَا أَرْهَقَتْ فِي المَأزِقِ المُتَضَائِقِ
فما شهدتْ خيلُ امرئِ القيسِ غارة ً=يثهلانَ تحمي عنْ فروجِ الحقائقِ
أدَرْنَا عَلَى جَرْمٍ وَأَوْلاَدِ مَذْحِج=رحا الموتِ تحتَ اللاّمعاتِ الخوافقِ
نثيرُ بها نقعَ الكُلابِ وأنتمُ=تُثِيرُونُ قِيعَانَ الْقُرَى بِالْمَعَازِقِ
لبسنا لها سرداً كأنَّ متونها=على القومِ في الهيجا متونُ الخرانقِ
سَرَابِيلَ فِي الأَبْدَانِ مِنْهُنَّ صُدْأَة ٌ=وبيضاً كبيضِ المقفراتِ النَّقانقِ
بطعنٍ كتضريمِ الحريقِ اختلاسهُ=وضربٍ بشطباتٍ صوافي الرَّوانقِ
إِذَا نَطَحَتْ شَهْبَآءَ شَهْبَآءَ بَيْنَهَا=شعاعٌ لأطرافِ القنا والبوارقِ
صدمناهمُ دونَ الأمانيِّ صدمة ً=عماساً بأطوادٍ طوالِ الشَّواهقِ
لَنَا وَلَهُمْ جَرْسٌ كَأَنَّ وَغَاتَهُ=تَقَوَّضُ بِالْوَادِي رُؤُوسَ الأَبَارِقِ
فَأَمْسَوْا بِمَا بَيْنَ الْهِضَابِ عَشِيَّة ً=وتيماءَ صرعى منْ مقضٍّ وزاهقِ
ألا قبحَ اللهُ القُصيبة َ قرية ً=وَمَرْأَة َ مَأْوَى كُلِّ زَانٍ وَسَارِقِ
إذا قيلَ : منْ أنتمْ يقولُ خطيبُهمْ=هَوَازِنُ أَوْ سَعْدٌ وَلَيْسَ بِصَادِقِ
وَلكِنَّ أَصْلَ الْقَوْمِ قَدْ تَعْلَمُونَهُ=بِحَوْرَانَ أَنْبَاطٌ عِرَاضُ الْمَنَاطِقِ
فهذا الحديثُ يا امرأَ القيسِ فاتركي=بِلاَدَ تَمِيمٍ والْحَقِي بِالْرَّسَاتِقِ
دعِ الهدرَ يا عبدَ امرئِ القيسِ إنَّما=تكشُّ بأشداقِ قصارِ الشَّقاشقِ
أما كنتَ قبلَ الحربِ تعلمُ أنَّما=تَنُوءُ بِحَرَّاثِينَ مِيلِ الْعَوَاتِقِ
تظلُّ ذرى نخلِ امرئِ القيسِ نسوة ً=قِبَاحاً وَأَشْيَاخاً لِئَامَ الْعَنَافِقِ
تبيَّنُ نقشَ اللُّؤمِ في قسماتهمْ=عَلَى مَنْصَفٍ بَيْنَ اللِّحَى وَالْمَفَارِقِ
عَلَى كُلِّ كَهْلٍ أَزْعَكيٍّ وَيَافِعٍ=منَ اللُّؤمِ سربالُ جديدُ البنائقِ
رَمَيْتُ امْرَأَ الْقِيْسِ الْعَبِيدَ فَأَصْبَحُوا=خنازيرَ تكبو منْ هويِّ الصَّواعقِ
إذَا ادَّرَؤوا مِنْهُمْ بِقِرْدٍ رَمَيْتُهُ=بموهية ٍ صمَّ العظامِ العوارقِ
إذا صكَّتِ الحربُ امرأَ القيسِ أخَّروا=عَضَارِيطَ أَوْ كَانُوا رِعَآءَ الْدَّقَائِقِ
رَفَعْتُ لَهُمْ عَنْ نِصْفِ سَاقِي وَسَاعِدي=مُجَاهَرَة ً بِالْمِحْرَبَاتِ الْعَوَالِقِ
تَسَامَى امْرُؤُ الْقَيْسِ الْقُرُومَ سَفَاهَة ً=وحيناً بعبديها : لئيمٍ وفاسقِ
بأرقطَ محدودٍ وثطٍّ كلاهُما=على وجههِ وسمُ امرئٍ غيرِ سابقِ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="solid,4,blue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ألا أبلغِ الفتيانَ عني رسالة
ألا أبلغِ الفتيانَ عني رسالة ً=أَهِينُوا الْمَطَايَا هُنَّ أَهْلُ هَوَانِ
فَقَدْ تَرَكَتْنِي صَيْدَحٌ بِمَضَلَّة ٍ=لساني ملتاثٌ منَ الطَّلوانِ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="solid,4,deeppink" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ألا أبلغِ الفتيانَ عني رسالة
ألا أبلغِ الفتيانَ عني رسالة ً=أَهِينُوا الْمَطَايَا هُنَّ أَهْلُ هَوَانِ
فَقَدْ تَرَكَتْنِي صَيْدَحٌ بِمَضَلَّة ٍ=لساني ملتاثٌ منَ الطَّلوانِ[/poem]
تأبط شراَ غير متواجد حالياً  
قديم 24-10-2006, 12:41 PM   #8
تأبط شراَ
 
الصورة الرمزية تأبط شراَ
 







 
تأبط شراَ is on a distinguished road
افتراضي

[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,red" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ألا أيُّها الرَّسمُ الذي غيَّرَ البلى
ألا أيُّها الرَّسمُ الذي غيَّرَ البلى=كَأَنَّكَ لَمْ يَعْهَدْ بِكَ الْحَيَّ عَاهِدُ
وَلَمْ تَمْشِ مَشْيَ الأُدْمِ فِي رَوْنَقِ الضُّحَى=بِجَرْعَائِكَ الْبِيْضُ الْحِسَانُ الْخَرَائِدُ
تردَّيتَ منْ ألوانِ نورٍ كأنَّهُ=زرابيُّ وانهلَّتْ عليكَ الرواعدُ
وَهَلْ يَرْجعُ التَّسْلِيمَ أَوْ يَكْشِفُ الْعَمَى=بوهبينَ أو تسقى الرُّسومُ البوائدُ
فلمْ يبقَ منها إلاَّ آريِّ خيمة ٍ=وَمُسْتَوْقَدٌ بَيْنَ الْخَصَاصَاتِ هَامِدُ
ضريبٌ لأوراقِ السَّواري كأنَّهُ=قَرَا الْبَوّ تَغْشَاهُ ثَلاثٌ صَعَآئِدُ
أَقَامَتْ بِهِ خَرْقَآءُ حَتَّى تَعذَّرَتْ=مِنَ الصَّيْفِ أَحِبَاسُ اللِّوَى وَالغَرَاقِدُ
وَجَالَ السَّفَا جَوْلَ الْحَبَابِ وَقَلَّصَتْ=معَ النَّجمِ عنْ أنفِ المصيفِ الأباردُ
وَهَاجَتْ بَقَايَا الْقُلْقُلاَنِ وَعَطَّلَتْ=حواليهُ هوجُ الرِّياحُ الحواصدُ
وَلَمْ يَبْقَ فِي مُنْقَاضِ رُقْشٍ تَوَآئمٍ=مِنَ الزُّغْبِ أَوْلاَدِ الْمَكاكِيّ وَاحِدُ
فلما تقضَّتْ ذاكَ منْ ذاكَ واكتستْ=مُلآءً مِنَ الآلِ الْمتَانُ الأَجَالِدُ
تَيَمَّمَ نَاوِي آل خَرْقَآءَ مُنْهِلاً=لهُ كوكبٌ في صرَّة ِ الليلِ باردُ
لقى ً بينَ أجمادٍ وجرعاءَ نازعتْ=حِبَالاً بِهِنَّ الْجَازِئَاتُ الأَوَابِدُ
تنزَّلَ عنْ زيزاءة ِ القفِّ وارتقى=مِنَ الرَّملِ وَانْقَادَتْ إِلَيْهِ الْمَوَارِدُ
لَهُ مِنْ مَغَانِي الْعِينِ بِالْحَيّ قَلَّصَتْ=مَرَاسِيلُ جَوْنَاتُ الذَّفَارَى صَلاَخِدُ
مُشَوِكَة ُ الأَلْحِي كَأَنَّ صَرِيفَهَا=صياحَ الخطاطيفِ أعقبتها المراودُ
يُصَعّدْنَ رُقْشاً بَيْنَ عُوجٍ كَأَنَّهَا=زجاجُ القنا منها بينَ نجيمٌ وعاردُ
إِذَا أَوْجَعَتْهُنَّ الْبُرَى أَوْ تَنَاوَلَتْ=قوى الضَّفرِ عنْ أعطافهنَّ الولائدُ
على كلِّ أجأى أو كميتٍ كأنَّهُ=منيفُ الذُّرى من هضبِ ثهلانَ فاردُ
أَطَافَتْ بِهِ أَنْفَ النَّهَارِ وَنَشَّرَتْ=عليهِ التهاويلُ القيانُ التَّلائدُ
ورفَّعنَ رقماً فوقَ صهبٍ كسونهُ=قَنَا السَّاجِ فِيهِ الآنِسَاتُ الخَرَائِدُ
يمسِّحنَ عنْ أعطافهِ حسكَ اللِّوى=كما تمسحُ الرُّكنَ الأكفُّ العوابدُ
تنطقنَ منْ رملِ الغناءِ وعُلِّقتْ=بأعناقِ أدمانِ الظِّباءِ القلائدُ
منَ السَّاكناتِ الرَّملَ فوقَ سوَيقة ٍ=إذا طيَّرتْ عنها الأنيسَ الصَّواخدُ
تظلَّلنَ دونَ الشَّمسِ أرطى تأزَّرتْ=بِهِ الزُّرْقُ أَوء مِمَّا تَرَدَّى أُجَارِدُ
بَحَثْنَ الثَّرَى تَحْتَ الجَنُوبِ وَأَسَبلتْ=على الأجنبِ العليا غصونٌ موائدُ
أَلاَ خَيَّلَتْ خَرْقَآءُ وَهْناً لِفِتْيَة ٍ=هجوعٍ وأيسارُ المطيِّ وسائدُ
أناخوا لتطوى تحتَ أعجازِ سدفة ٍ=أَيَادِي الْمَهَارَى وَالجُفُونُ سَوَاهِدُ
وَألْقَوْا لأَحْرَارِ الْوُجُوهِ عَلَى الْحَصَى=جدائلَ ملويَّاً بهنَّ السَّواعدُ
لدى كلِّ مثلِ الجفنِ تهوي بآلهِ=بَقَايَا مُصَاصِ العِتْقِ وَالمُحُّ بَارِدُ
وليلٍ كأثناءِ الرُّويزيِّ جبتهُ=بِأرْبَعَة ٍ وَالشَّخْصُ فِي الْعَيْنِ وَاحِدُ
أحمُّ علافيٌّ وأبيضُ صارمُ=وأعيسُ مهريٌ وأشعثُ ماجدُ
أَخُو شُقَّة ٍ جَابَ الْفَلاَة َ بِنَفسِهِ=عَلَى الْهَوْلِ حَتَّى لَوَّحَتْهُ الْمَطَاوِدُ
وأشعثَ مثلَ السَّيفِ قدْ لاحَ جسمهُ=وجيفُ المهارى والهمومُ الأباعدُ
سَقَاهُ الْكَرَى كَأَسَ النُّعَاسِ وَرأْسُهُ=لِدِينِ الْكَرَى مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ سَاجِدُ
أقمتُ لهُ صدرَ المطيِّ ومادرى=أجائرة ٌ أعناقها أمْ قواصدُ
ترى النَّاشئَ الغرِّيدَ يضحي كأنَّهُ=على الرَّحلِ ممَّا منَّهُ السَّيرُ عاصدُ
وَقُفٍّ كَجِلْبِ الْغَيْمِ يَهْلِكُ دُونَهُ=نَسِيمُ الصَّبَا وَالْيَعْمَلاَتُ الْعَوَاقِدُ
ترى القنَّة َ القوداءَ منهُ كأنَّها=كُمَيْتٌ يُبَارِي رَعْلَة َ الْخَيْلِ فَارِدُ
قَمُوسَ الذُّرَى فِي الآلِ يَمَّمْتُ خَطْمَهُ=حَرَاجِيجَ بَلاَّهَا الوَجِيفُ الْمُوَاخِدُ
براهنَّ أنْ ما هنَّ إلاَّ بوادئٌ=لِحَاجٍ وَإِمَّا رَاجِعَاتٌ عَوَائِدُ
وَكَآئِنْ بِنَا هَاوَيْنَ مِنْ بَطْنِ هَوْجَلٍ=وظلماءَ والهلباجة ُ الجبسُ راقدُ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,darkred" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ألا أيُّهذا المنزلِ الدَّارسِ اسلمِ
ألا أيُّهذا المنزلِ الدَّارسِ اسلمِ= وَسُقِّيتَ صَوْبَ الْبَاكِرِ الْمُتَغَيِمِ
وَلاَ زَالَ مَسْنُوّاً تُرَابُكَ تَسْتَقي=عزاليَ برَّاقِ العوارضِ مرزمِ
وإنْ كنتَ قدْ هيَّجتَ لي دونَ صحبتي=رجيعَ هوى ً منْ ذكرِ ميَّة َ مسقمِ
هوى ً كادتِ العينانِ يقرطُ منهما=لَهُ سَنَنٌ مِثْلُ الْجُمَانِ الْمُنَظَّمِ
وَماذَا يَهِيجُ الشَّوْقَ مِنْ رَسْمِ دِمْنَة ٍ=عفتْ غيرَ مثلِ الحميريِّ المسهمِ
أربَّتْ بها الأمطارُ حتى كأنها=كتابُ زبورٍ في مهاريقِ معجمِ
وَكُلُّ نَؤُوجٍ يَنْبَري مِنْ جُنُوبَهَا=بتسهاكِ ذيلٍ منْ فرادى ومتئمِ
أَضَرَّتْ بِهَا الأَرْوَاحُ أَوْ كُلُّ ذَبْلَة=دروجٍ متى تعصفْ بها الرِّيحُ ترسمِ
لميَّة َ عندَ الزُّرقِ لأياً عرفتها=بجرثومة ِ الآريِّ والمتخيِّمِ
ومستقوسٍ قدْ ثلَّمَ السَّيلُ جدرهُ=شَبِيهٍ بِأَعْضَادِ الْخَبِيطِ الْمُهَدَّمِ
فَلَمَّا رَأَيْتُ الدَّارَ غَشَّيْتُ عِمَّتي=شآبيبَ دمعٍ لبسة َ المتلثِّمِ
مخافة َ عيني أنْ تنمَّ دموعها=عَلَيَّ بِأَسْرَارِ الضَّمِيرِ الْمُكَتِّمِ
أحبُّ المكانَ القفرَ منْ أجلِ أنَّني=بِهِ أَتَغَنَّى بِاسْمِهَا غَيْرَ مُعْجِمِ
وَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ أَنَّ مَرْجُوعَ ذِكْرِهَا=نهوضٌ بأحشاءِ الفؤادِ المتيَّمِ
إِذَا نَالَ مِنْهَا نَظْرَة ً هِيضَ قَلْبُهُ=بها كأنهياضِ المتعبِ المتتمِّمِ
تغيَّرتِ بعدي أو وشى النَّاسُ بيننا=بِمَا لَمْ أَقُلْهُ مِنْ مُسَدّى ً وَمُلْحَمِ
وَمَنْ يَكُ ذَا وَصْلٍ فَيَسْمَعْ بِوَصْلِهِ=أَحَادِيثَ هذَا النَّاسِ يَصْرِمْ وَيُصْرَمِ
إِلَيْكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنينَ تَعَسَّفَتْ=بِنَا الْبُعْدَ أَوْلاَدُ الْجَدِيلِ وَشَدْقَمِ
نَوَاشِطُ مِنْ يَبْرِينَ أَوْ مِنْ حِذَآئِهِ=منَ الأرضِ تعمي في النُّحاسِ المخزَّمِ
بِأَبْيَضَ مُسْتَوْفِي الْخُطُومِ كَأَنَّهُ=جنى عشرٍ أو نسجُ قزٍّ مخدَّمِ
إذا هنَّ عاسرنَ الأخشَّة َ شبنها=بأشكلَ آنٍ منْ صديدٍ ومنْ دمِ
وَكَائِنْ تَخَطَّتْ نَاقَتي مِنْ مَفَازَة ٍ=إليكَ ومنْ أحواضِ ماءٍ مسدَّمِ
بأعقارهِ القردانُ هزلى كأنَّها=نوادرُ صيصاءِ الهبيدِ المحطَّمِ
إذا سمعتْ وطءَ الرِّكابِ تنغَّشتْ=حشاشاتها في غيرِ لحمٍ ولا دمِ
جَشَمْتُ إِلَيْكَ البْعُدَ لاَ فِي خُصُومَة ٍ=وَلاَ مُسْتَجِيراً مِنْ جَرِيرَة ِ مُجْرِمِ
إِلَى إِبِلِ الزُّرْقِ أَوْطَانِ أَهْلَها=هَضِيمِ الْحَشَا بَرَّاقَة ِ الْمُتَبَسَّمِ
كأنَّ على أنيابها ماءَ مزنة ٍ=بِصَهْبَآءَ فِي إِبْرِيقِ شَرْبٍ مُقَدَّمِ
إذا قرعتْ فاهُ القوازيزُ قرعة ً=يمجُّ لها منْ خالصِ اللَّونِ كالدَّمِ
تروحُ عليها هجمة ُ مرتعُ المها=مراتعها والقيظُ لمْ يتجرَّمِ
بِوَعْسَآءَ دَهْنَاوِيَّة ِ التُّرْبِ طَيِّبٍ=بها نسمُ الأرواحِ منْ كلِّ منسمِ
تحنُّ إلى الدُّهنا بخفَّانِ ناقتي=وأنَّى الهوى منْ صوتها المترنِّمِ
=يحلُّونَ منها كلَ علياء معلمِ
مهاريسَ مثلَ الهضبِ تنمي فحولها=إلى السِّرِّ منْ أذوادِ رهطِ ابنِ فرضمِ
كأنَّ على ألوانها كلَّ شتوة ٍ=جسادينِ منْ صبغينِ: ورسٍ وعندمِ
يثوِّرُ غزلانَ الفلاة ِ اطِّرادها=خُطُوطَ الثَّرَى مِنْ كُلِّ دَلْوٍ وَمِرْزَمِ
بِلاَ ذِمَّة ٍ مِنْ مَعشَرٍ غَيْرِ قَوْمَها=وَغَيْرِ صُدُورِ السَّمْهَرِيّ الْمُقَوَّمِ
لَهَا خَطَرَاتُ الْعَهْدِ مِنْ كُلِّ بَلْدَنٍ=لقومٍ وإنْ هاجتْ لهمْ حربَ منشمِ
نجائبَ ليستْ منْ مهورِ أشابة ٍ=وَلاَ دِيَة ٍ كَانَتْ وَلاَ كَسْبِ مَأْثَمِ
ولكنْ عطاءُ اللهِ منْ كلِّ رحلة ٍ=إلَى كُلِّ مَحْجُوبِ السُّرَادِقِ خِضْرِمِ
كريمِ النَّثا رحبِ الفناءِ متوَّجِ=بِتَاجِ بَهَآءِ الْمُلْكِ أَوْ مُتَعَمّمِ
تُبَرَّكُ بِالسَّهْلِ الْفَضَآِء وَتَتَّقِي=عداها برأسٍ منْ تميمٍ عرمرمِ
تحدَّبُ سعدٌ والرَّبابُ وراءها=عَلَى كُلِّ طِرْفٍ أَعْوَجِيّ مُسَوَّمِ
وإنْ شاء داعيها أتتهُ بمالكٍ=وشهبانَ عمرو كلُّ شوهاءَ صلدمِ
وإنْ ثوَّبَ الدَّاعي لها يا لخندفٍ=فيا لكَ منْ داعٍ معزٍّ ومكرمِ
وإنْ تدعُ قيساً قيسَ عيلانَ يأتها=بنو الحربِ يستعلى بهمْ كلَّ معظمِ
كثيرُ الحصى عالٍ لمنْ فوقَ ظهرها=بِهَامَة ٍ مُلْكٍ يَفْنَخُ النَّاسَ مُقْرَمِ
لها كلُّ مشبوحِ الذِّراعينِ تتَّقى=بِهِ الْحَرْبُ شَعْشَاعٍ وَأَبَيْضَ فَدْغَمِ
إذا استرسلَ الرَّاعي رعتها مهابة ٌ=على كلِّ ميَّاسٍ إلى الموتِ معلمِ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,green" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ألا حيِّ أطلالاً كحاشية ِ البُردِ
ألا حيِّ أطلالاً كحاشية ِ البُردِ=لميَّة َ أيهاتَ المُحيلُ من العهدِ
أَحِينَ أَعَاذَتْ بِي تَمِيمٌ نِسَآءَهَاوَجُرِّدْتُ تَجْرِيدَ الْحُسَامِ مِنَ الْغِمْدِ
وَمَدَّتْ بِضَبْعَيَّ الرِّبَابُ وَمَالِكٌ= وعمرٌو ومالتْ من ورائي بنو سعدِ
وَمِنْ آلِ يَرْبُوعٍ زُهَآءٌ كَأَنَّهُ=دُجا اللّيلِ محمودُ النِّكاية ِ والرَّفدِ
تَمَنَّى ابْنُ رَاعِي الإِبْلِ شَتْمِي وَدُونَهُ=مَعَاقِلُ صَعْبَاتٌ طِوَالٌ عَلَى الْعَبْدِ
مَعَاقِلُ لَوْ أَنَّ النُّمَيْرِيَّ رَامَهَا=رَأى نَفْسَهُ فِيهَا أَذَلَّ مِن الْقِرْدِ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,royalblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,4,crimson" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أَلا حَيِّ الْمَنَازِلَ بِالسَّلاَمِ
أَلا حَيِّ الْمَنَازِلَ بِالسَّلاَمِ=على بخلِ المنازلِ بالكلامِ
لميَّة َ بالمعى درجتْ عليها
سَحَبْنُ ذُيُولَهُنَّ بِهَا فَأَمْسَتْ=رِيَاحُ الصَّيْفِ عَاماً بِعْدَ عَامِ
رَجَحْنَ عَلَى بَوَارِحِ كُلِّ نَجْمٍ=وَطَيَّرَتِ الْعَوَاصِفُ بِالثُّمَامِ
تَجَاوِرُهُنَّ بِالْعَرَصَاتِ شُعْثٌ=عَوَاطِلُ قَدْ خُلِعْنَ مِنَ الرَّمَامِ
كَأَنَّ مَغَانِيَ الأَصْرَامِ فيهَا=ملمَّعة ٌ معالمها بشامِ
أَلاَ يَا لَيْتَنَا يَا مَيُّ نَدْري=متى نلقاكِ في عوجِ اللِّمامِ
أَلَمَّ خَيَالُ مَيَّة َ بَعْدَ وَهْنٍ=بريِّ الآلِ خاشعة َ السِّنامِ
رَمَى الإِدْلاَجُ أَيْسَرَ مَرْفِقَيْهَا=بأشعثَ مثلَ أشلاءِ اللُّجامِ
أَنَاحَ فَمَا تَوَسَّدَ غَيْرَ كَفٍّ=لَوَى بِبَنَانِهَا طَرَفَ الزِّمَامِ
رجيعِ تنائفٍ وفيقُ صرعى=توفُّوا قبلَ آجالِ الحمامِ
سروا حتى كأنَّهمْ تساقوا=على راحاتهمْ جرعَ المدامِ
بأغبرَ نازحٍ نسجتْ عليهِ=رِيَاحُ الصَّيْفِ شُبَّاك الْقَتَامِ
بِكُلِّ مُلَمَّعِ الْقَفَرَاتِ غُفْلٍ=بَعِيدِ الْمَآءِ مُشْتَبِهِ الْمَوَامِي
كأنَّ دوَّيهِ منْ بعدِ وهنٍ=دويُّ غناءِ أروعِ مستهامِ
وَسَاهِمَة ِ الْوُجُوهِ مِنَ الْمَهَارَى
ترى عصبَ القطا هملاً إليهِ=كَأَنَّ رِعَالَهُ قَزَعُ الْجَهَامِ[/poem]
تأبط شراَ غير متواجد حالياً  
قديم 24-10-2006, 12:43 PM   #9
تأبط شراَ
 
الصورة الرمزية تأبط شراَ
 







 
تأبط شراَ is on a distinguished road
افتراضي

[poem=font="Simplified Arabic,6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أَلاَ حَيِّ بِالزُّرْقِ الرُّسُومَ الْخَوَالِيَا
أَلاَ حَيِّ بِالزُّرْقِ الرُّسُومَ الْخَوَالِيَا=وإنْ لم تكنْ إلاَّ رميماً بواليا
وَقَفْنَا بِهَا صُهْبَ الْعَثَانِينِ تَرْتَمي=بنا وبها الحاجُ الغريبُ المراميا
فَمَا كِدْنَ لأْياً بَيْنَ جَرْعَآءِ مَالِكٍ=وَبَيْنَ النَّقَا يُعْرَفْنَ إِلاَّ تَمَارِيَا
بِنُؤْي كَلاَ نُؤيٍ وَأَزْرَقَ حَآئِلٍ=تلقَّطَ عنهُ آخرونَ الأثافيا
وشاماتِ أطلالٍ بأرضٍ كريمة ٍ=تَرَاهُنَّ في جِلْدِ التُّرَابِ بَوَاقِيَا
عفتْ برهة ً أطلالُ ميٍّ وأدرجتْ=بها الرِّيحُ تحتَ الغيمِ قطراً وسافيا
رَجَعْتُ إِلَى عِرْفَانِهَا بَعْدَ نَبْوَة ٍ=فَمَا زِلْتُ حَتَّى ظَنَّنِي الْقَوْمُ بَاكِيَا
هِيَ الدَّارُ إِذْ مَيٍّ لأَهْلِكَ جِيرَة ٌ=لَيَالِيَ لاَ أَمْثَالَهُنَّ لَيَالِيَا
تَحَمَّلَ مِنْهَا أَهْلُ مَيٍّ فَوَدَّعُوا=بها أهلنا لا ينظرونَ التَّواليا
عَشِيَّة َ جَاءُوا بِالْجِمَالِ وَبَيْنَهُمْ=مخالجة ٌ لمْ يبرموها كما هيا
فَقَالُوا أَقِيمُوا واظْعَنُوا وَتنَازَعُوا=وَكُلَّ عَلَى عَيْني وَسَمْعي وَبَالِيَا
فأبصرتهمْ حتَّى رأيتُ قيانهمْ=هَتَكْنَ السُّتُورَ وانْتَزَعْنَ الأَوَاخِيَا
فأيقنتُ أنَّ الجدَّ قدْ جدَّ جدُّهُ=وأنَّ التي أرجو منَ الحيِّ لاهيا
على أمرِ منْ لمْ يُشوني ضرَّ أمرهِ=ولو أنَّني استأويتهُ ما أوى ليا
وَقَدْ كُنْتُ مِنْ مَيٍّ إِذِ الْحَيُّ جِيرة ٌ=على البخلِ منها ميَّتَ الشَّوقِ ساليا
أَقُولُ لَهَا في السِّرِّ بَيْنِي وَبَيْنَها=إِذَا كُنْتُ مَمَّنْ عَيْنُهُ الْعَيْنُ خَالِيَا
تُطِيلِينَ لَيَّاني وَأَنْتِ مَلِيَّة ٌ=وأحسنُ يا ذاتَ الوشاحِ التَّقاضيا
وَأَنْتِ غَرِيمٌ لاَ أَظُنُّ قَضَآءَهُ=ولا العنزيَّ القارظَ الدَّهرَ جائيا
وَكُنْتُ أَرَى مِنْ وَجْهِ مَيَّة َ لَمْحَة ً=فأبرقُ مغشيَّاً عليَّ مكانيا
وَأَسْمَعُ مِنْهَا نَبْأَة ً فَكَأَنَّمَا=أصابَ بها سهمٌ طريرٌ فؤاديا
وَأَنْصِبُ وَجْهي نَحوَ مَكَّة َ بِالضُّحَى=إذا ذاكَ عنْ فرطِ اللَّيالي بدا ليا
أصلِّي فما أدري إذا ما ذكرتها=أَثِنْتَيْنِ صَلَّيْتُ الضُّحَى أَمْ ثَمَانِيَا
وإنْ سرتُ بالأرضِ الفضاءِ حسبتني=أُدَارِىء ُ رَحْلي أَنْ تَمِيلَ حِبَالِيَا
يميناً إذا كانتْ يميناً وإنْ تكنْ=شِمَالاً يُنَازِعْني الْهَوَى عَنْ شِمَالِيَا
رأيتُ لها ما لمْ ترى العينُ مثلهُ=لِشَيءٍ فإنِّي قَدْ رَأيْتُ المَرآئِيَا
هِيَ الشِّحْرُ إِلاَّ أَنَّ لِلسِّحْرِ رُقْيِة ً=وأنِّي لا ألقى لما بيَ راقيا
تقولُ عجوزٌ مدرجي متروِّحاً=على بابها منْ عندِ رحلي وغاديا
وقدْ عرفتْ وجهي معَ اسمٍ مشهَّرٍ=عَلَى أَنَّنَا كُنَّ نُطِيلُ التَّنَآئِيَا
أذو زوجة ٍ بالمصرِ أمْ ذو خصومة ٍ=أراكَ لها بالبصرة ِ العامَ ثاويا
فقلتُ لها: لا إنَّ أهلي لجيرة ٌ=لأَكْثِبَة ِ الدَّهْنَا جَمِيعاً وَمَالِيَا
وَمَا كُنْتُ مُذْ أَبْصَرْتِنِي فِي خُصُومَة ٍ=أُرَاجِعُ فِيهَا يَا ابْنَة َ الْقَوْمِ قَاضِيَا
ولكنَّني لأقبلتُ منْ جانبي قساً=أزورُ امرءاً محضاً نجيباً يمانيا
مِنْ آلِ أَبِي مُوسَى تَرَى النَّاسَ حَوْلَهُ=كَأَنَّهُمُ الْكِرْوَانُ أَبْصَرْنَ بَازِيَا
مُرِمِّينَ مِنْ لَيْثٍ عَلَيْهِ مَهَابَة ٌ=تَفَادَى الأُسُودُ الْغُلْبُ مِنْهُ تَفَادِيَا
وَمَا يُغْرِبُونَ الضَّحْكَ إِلاَّ تَبَسُّماً=ولا ينسبونَ القولَ إلاَّ تناجيا
لدى ملكٍ يعلو الرِّجالَ بضوئهِ=كَمَا يَبْهَرُ الْبَدْرُ النُّجُومَ السَّوَارِيَا
فلا الفحشَ منهُ يرهبونَ ولا الخنا=عَلَيْهِمْ وَلكِنْ هَيْبَة ٌ هيَ مَا هِيَا
بِمُسْتَحْكِمْ جَزْلِ الْمُرُوءَة ِ مُؤْمِنٍ=مَنَ الْقَوْمِ لاَيَهْوَى الْكَلاَمَ اللَّوَاغِيَا
فَتَى السِّنِّ كَهْلِ الْحِلْمِ تَسْمَعُ قُوْلَهُ=يُوَازِنُ أَدْنَاهُ الْجِبَالَ الرَّوَاسِيَا
بلالٍ أبي عمرو وقدْ كانَ بيننا=أَرَاجِيحُ يَحْسِرْنَ الْقِلاَصَ النَّوَاجِيَا
فَلَوْلاَ أَبُو عَمْروٍ بِلاَلٌ تَزَغَّمَتْ=بِقُطرٍ سِوَاهَا عن لَيَالٍ رِكَابِيَا
إذا مَا مَطَوْتُ النِّسْعَ في دَفِّ حُرَّة ٍ=يَمَانِيَة ٍ تَطْوِي الْبِلاَدَ الْفَيَافِيَا
غُرَيْرِيَّة ٍ كَالْقَرْمِ أَوْ جُوْشَنِيَّة ٍ=سنادٍ ترى في مرفقيها تجافيا
فأشممتها أعقارَ مركوِّ منهلٍ=تَرَى جَوْفَهُ يَعْوي بِهِ الذِئْبُ خَاوِيَا
عَلَيْهَا امْرُؤٌ طَاوي الْحَشَا كَانَ قَلْبُهُ=إذا همَّ منقادَ القرينة ِ ماضيا
أبيتَ أبا عمرو بلالَ بنَ عامرٍ=منَ العيبِ في الأخلاقِ إلاَّ تراخيا
تقى ً للذي فوقَ السَّماءِ ونجدة ً=وَحِلْماً يُسَاوِي حِلْمَ لُقْمَانَ وَافِيَا
وخيراً إذا ما الرِّيحُ ضمَّ شفيفها=إلى الاشولِ في دفءِ الكنيفِ المتاليا
إذا نعقدتْ نفسُ البخيلِ بمالهِ=وأبقى عنِ الحقِّ الذي ليسَ باقيا
تَفِيضُ يَدَاكَ الْخَيْرَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ=كما فاضَ عجاجٌ يروِّي التَّناهيا
وكانتْ أبتْ أخلاقُ جدِّكَ وابنهِ=أبيكَ الأغرُّ القرمِ إلاَّ تعاليا
وَأَنْتُمْ بَنِي قَيْسٍ إِذَا الْحَرْبُ شَمَّرَتْ=حُمَاة ُ الْوَغى والْخَاضِبُونَ الْعَوَالِيَا
وَإِنْ وَضَعَتْ أَوْزَارَهَا الْحَرْبُ كُنْتُمُ=مصيرَ النَّدى والمترعينَ المقاريا
تكبّونَ للأضيافِ في كلِّ شتوة ٍ=محالاً وترعيباً منَ العبطِ واريا
إِذَا أمْسَتِ الشِّعْرَى الْعَبُورُ كَأَنَّهَا=مهاة ٌ علتْ منْ رملِ يبرينَ رابيا
فما مرتعُ الجفانِ إلاَّ جفانكمْ=تبارونَ أنتمُ والشَّمالُ تباريا
لهنَّإذا أصبحنَ منهمْ أحفَّة ٌ=وحينَ ترونَ الليلَ أقبلَ جائيا
رجالٌ ترى أبناءهمْ يخبطونها=بأيديهمْ خبطَ الرِّباعِ الجوابيا
بُحُورٌ وَحُكَّامُ قَضَاة ٌ وَسَادَة ٌ=إِذَا صَارَ أَقْوَامٌ سِوَاكُمْ مَوَالِيَا[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,crimson" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أَلا حَيِّ دَاراً قَدْ أَبَانَ مُحِيلُهَا
أَلا حَيِّ دَاراً قَدْ أَبَانَ مُحِيلُهَا=وَهَاجَ الْهَوَى مِنْهَا الْغَدَاة َ طُلُولُهَا
بِمُنْعَرَجِ الْهُذْلُولِ غَيَّرَ رَسْمَهَا=يَمَانِيَة ٌ هَيْفٌ مَحَتْهَا ذُيُولُهَا
لميَّة َ إذ لا نشتري بزماننا=زَمَاناً وَإِذْ لاَ نَصْطَفِي مَنْ يَغُولُهَا
وإذ نحنُ أسبابُ المودَّة ِ بيننا=دماجٌ قواها لم تخنها وصولُها
قطوفُ الخُطا عجزاءُ لا تنطقُ الخنا=خلوبٌ بأسبابِ العداتِ مطُولُها
فياميُّ قد كلَّفتني منكِ حاجة ً=وَخَطْرَة َ حُبٍّ لاَ يَمُوتُ غَلِيلُهَا
خليليَّ مدّا الطَّرفَ حتى تبيَّنا=أظُعنٌ بعلياءِ الصَّفا أمْ نخيلُها
فَقَالاَ عَلَى شَكٍّ نَرَى النَّخْلَ أَوْ نَرَى=لميَّة َ ظعناً باللِّوى نستحيلُها
فَقُلْتُ أَعِيْدَا الطَّرْفَ مَا كَانَ مَنْبِتاً=مَنَ النَّخْلِ خَيْشُومُ الصَّفَا وَأَمِيلُهَا
وَلَكِنَّهَا ظُعْنٌ لِمَيَّة َ فَارْفَعَا=نواحلَ كالحيّاتِ رسلاً ذميلُها
فَأَلْحَقَنَا بِالْحَيِّ فِي رَوْنَقِ الضُّحَى=تغالي المهارى سدوُها ونسيلُها
فما لحقتْ بالحيِّ حتَّى تكمَّشتْ=مراحاً وحتَّى طارَ عنها شليلُها
وتَحْتَ قُتُودِ الرَّحْلِ حَرْفٌ شِمِلَّة ٌ=سَرِيعٌ أَمَامَ الْيَعْمَلاَتِ نُصُولُهَا
وَحَتَّى كَسَتْ مَثْنَى الْخِشَاشِ لُغَامُهَا=إلى حيثُ يثني الخدَّ منها جديلُها[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,deeppink" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أَلاَ حَيِّ رَبْعَ الدَّارِ قَفْراً جُنُوبُهَا
أَلاَ حَيِّ رَبْعَ الدَّارِ قَفْراً جُنُوبُهَا=بحيثُ انحنى عن قنعِ حوضى كثيبُها
دِيَارٌ لِمَيٍّ أَصْبَحَ الْيَوْمَ أَهْلُهَا=عَلَى طِيَّة ٍ زَوْرَآءَ شَتَّى شُعُوبُهَا
وَهَبَّتْ بِهَا الأَرْوَاحُ حَتَّى تَنَكَّرَتْ=عَلَى الْعَيْنِ نَكْبَاوَاتُهَا وَجَنُوبُهَا
وأقوتْ منَ الآناسِ حتَّى كأنَّما=عَلَى كُلِّ شَبْحٍ أُلْوَة ٌ لاَ يُصِيبُهَا
وَحَتَّى كَأَنَّ الْوَاضِحَ الأَسْفَعَ الْقَرَا=مِنَ الْوَحْشِ مَوْلَى رَسْمِهَا وَنَسِيبُهَا
أَرَشَّتْ لَهَا عَيْنَاكَ دَمْعاً كَأَنَّهُ=كُلَى عَيِّنٍ شَلْشَالُهَا وَصَبِيبُهَا
أَلاَ لاَ أَرَى الْهِجْرَانَ يَشْفِي مِنَ الْهَوَى=ولا واشياً عندي بميٍّ يعيبُها
كَأَنَّي أُنَادِي مَاتِحاً فَوْقَ رَحْلِهَا=بِهِ أَهْلُ مَيٍّ هَاجَ شَوْقِي هُبُوبُهَا
هوى ً تذرفُ العينانِ منهُ وإنَّما=هوى كلِّ نفسٍ حيثُ حلَّ حبيبُها
ألا ليتَ شعري هلْ يموتنَّ عاصمٌ=وَلَمْ تَشْتَعِبْني لِلْمَنَايَا شَعُوبُهَا
وهل يجمعنْ صرفُ النَّوى بينَ أهلنا=عَلَى الشَّحْطِ وَالأّهْوَآءُ يَدْعُو غَرِيبُهَا
رمى اللهُ منْ حتفِ المنيّة ِ عاصماً=بِقَاضِيَة ٍ يُدْعَى لَهَا فَيُجِيبُهَا
وأشعثَ مغلوبٍ على شدنيَّة ٍ=يَلُوحُ بِهَا تَحْجِينُهَا وَصَلِيبُهَا
أَخِي شُقَّة ٍ رَخْوِ الْعِمَامَة ِ مَنَّهُ=بتطلابِ حاجاتِ الفؤادِ طلوبُها
تُجَلّي السُّرَى مِنْ وَجْهِهِ عَنْ صَفِيحَة ٍعَلَى السَّيْرِ مِشْرَاقٍ كَرِيمٍ شُحُوبُهَا
=وَنَى غَرْفُهُ وَالدَّلْوُ نَآءٍ قَلِيبُهَا
رجعتُ بميٍّ روحهُ في عظامهِ=وكم قبلَها منْ دعوة ٍ لا يُجيبُها
وَحَرْفٍ نِيَافِ السَّمْكِ مُقْوَرَّة ِ الْقَرَا=دواءُ الفيافي: ملعُها وخبيبُها
كأنَّ قتودي فوقَها عُشُّ طائرٍ=لَنَا بَيْنَ أَجْوَازِ الْفَيَافِي سُهُوبُهَا
أقمتُ بها إدلاجَ شُعثٍ أملَّهمْ=سقامُ الكرى توصيمُها ودبيبُها
مغذّينَ يعرَورونَ واللَّيلُ جاثمٌ=عَلَى الأَرضِ أَفْيَافاً مَخُوفاً رُكُوبُهَا
بِنَآئِيَة ِ الأَخْفَافِ مِنْ شَعَفِ الذُّرَى=نبالٍ تواليها رحابٍ جيوبُها
إِذَا غَرَّقَتْ أَرْبَاضُهَا ثِنْيَ بَكْرة ٍ=بِتَيْهَآءَ لَمْ تُصْبِحْ رَؤُوماً سَلُوبُهَا
تَنَاسَيْتُ بِالْهِجْرانِ مَيّاً وإِنَّنِي=إِلَيْهَا لَحَنَّانُ الْقَرُونِ طَرُوبُهَا
بَدَا الْيَأْسُ مِنْ مَيٍّ عَلَى أَنَّ نَفْسَهُ=طَوِيلٌ عَلَى آثَارِ مَيٍّ نَحِيبُهَا
= دواعي الهوى منْ حبِّها فأُجيبُها[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,green" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أَلاَ حَيِّيَا بِالزُّرْقِ دَارَ مُقَامِ
أَلاَ حَيِّيَا بِالزُّرْقِ دَارَ مُقَامِ=لميِّ وإنْ هاجتْ رجيعَ سقامِ
عَلَى ظَهْرِ جَرْعَآءِ الْكَثِيبِ كَأَنَّهَا=سنيَّة ُ رقمٍ في سراة ِ قرامِ
إِلَى جَنْبِ مَأْوَى جَاملٍ لَمْ تَدَعْ بِهِ=منَ العننِ الأرواحِ غيرَ حطامٍ
كأنَّ بقايا حائلِ في مناخها=لُقَاطَاتُ وَدْعٍ أَوْ قُيُوضَ يَمَامِ
ترائكَ أيأسنَ العوائدَ بعدما=أهفنَ وطارَ الفرخُ بعدَ رزامِ
خلاءً تحنُّ الرِّيحُ أو كلَّ بكرة ٍ=بِهَا مِنْ خَصَاصِ الرِّمْثِ كُلَّ ظَلاَمِ
وَلِلْوَحْشِ وَالْجِنَّانِ كُلَّ عَشِيَّة ٍ= بها خلفة ٌ منْ عازمٍ وبغامِ
كَحَلْتُ بَهَا إِنْسَانَ عَيْني فَأَسْبَلَتْ=بِمُعْتَسِفٍ بَيْنَ الْجُفُونِ تُؤَامِ
تبكِّي على ميٍّ وقدْ شطَّتِ النَّوى=وَمَا كُلُّ هذَا الْحُبِّ غَيْرُ غَرَامِ
ليالي ميٍّ موتة ٌ ثمَّ نشرة ٌ=لما ألمحتْ منْ نظرة ٍ وكلامِ
إذا انجردتْ إلاَّ منَ الدِّرعِ وارتدتْ=غدائرَ ميَّالِ القرونِ سخامِ
على متنة ٍ كالنَّسعِ تحبو ذنوبها=لأحقفَ منْ رملِ الغناءِ ركامِ
ألا طرقتْ ميٌّ وبيني وبينها=أَلاَ يَا اسْلَمِي يَا مَيُّ كُلَّ صَبِيحَة ٍ
فتى مسلهمُّ الوجهِ شاركَ حبُّها=سقامُ السُّرى في جسمها بسقامِ
فأنَّى اهتدتْ ميٌّ لصهبِ بقفرة ٍ=وشعثٍ بأجوازِ الفلاة ِ نيامِ
أناخوا ونجمٌ لاحَ إذْ لاحَ ضوؤهُ=يخالفُ شرقيَّ النُّجومِ تهامِ
فإنْ كنتِ إبراهيمَ تنوينَ فالحقي=نَزُرْهُ وَإِلاَّ فَارْجِعي بِسَلاَمِ
وَلَمْ تَسْتَطِعْ مَيٌّ مُهَاوَاتَنَا السُّرَى=وَلاَ لَيْلَ عِيسٍ في الْبُرِينِ سَوَامِ
صفيَّ أميرَ المؤمنينَ وخالهُ
أَعَزَّ كَضَوْءِ الْبَدْرِ يَهْتَزُّ لِلنَّدَى=كَمَا اهْتَزَّ بِالْكَفَّيْنِ نَصْلُ حُسَامِ
فِدًى لَكَ مِنْ حَتْفِ الْمُنُونِ نُفُوسُنَا=وَمَا كَانَ مِنْ أَهْلٍ لَنَا وَسَوَامِ
أَبُوكَ الَّذي كَانَ اقْشَعَرَّ لِفَقْدِهِ=ثرى أبطحٍ سادَ البلادَ حرامِ
سَمَا بِكَ آَبآءٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ=مَصَابِيحُ تَجْلُو لَوْنَ كُلِّ ظَلاَمِ
فأنتمْ بنو ماءِ السَّماءِ وأنتمُ=إلى حسبٍ عندَ السَّماءِ جسامِ
إِلَيْكَ ابْتَعَثْنَا الْعِيسَ وانْتَعَلَتْ بِنَا=فيافيَ ترمي بينها بسهامِ
قِلاَصاً رَحَلْنَاهُنَّ مِنْ حَيْثُ تَلْتَقي=بوهبينَ فوضى ربربٍ ونعامِ
يراعينَ ثيرانَ الفلاة ِ بأعينٍ=صوافي سوادِ الماءِ غيرَ ضخامِ
وَآذَانِ خَيْلٍ فِي بَرَاطِيلَ خُشِّثتْ=براهنَّ منها في متونِ عظامِ
إِذَا مَا تَجَلَّتْ لَيْلَة ُ الرَّكْبِ أَصْبَحَتْ=خراطيمها مغمورة ً بلغامِ
فَكَمْ وَاعَسَتْ بِالرَّكْبِ مِنْ مُتَعَسَّفٍ=غَلِيظٍ وَأَخْفَافُ المَطِيِّ دَوَامِ
سَبَارِيتَ إِلاَّ أَنْ يَرَى مُتَأَمِّلٌ=قنازعَ إسنامٍ بها وثغامِ
وَمْنْ رَمْلَة ٍ عَذْرَآءَ مِنْ كُلِّ مَطْلَعٍ=فَيَمْرُقْنَ مِنْ هَارِي التُّرَابِ رُكَامِ
وكمْ نفَّرتْ منْ رامحٍ متوضِّحٍ=هجانِ القرى ذي سفعة ٍ وخدامِ
لَيَاحِ السَّبِيبِ أَنْجَلِ الْعَيْنِ آلِفٍ=لَمَا بَيْنَ غُصْنٍ مُعْبِلٍ وَهُيَامِ
ومنْ حنشٍ ذعفِ اللُّعابِ كأنَّهُ= عَلَى الشَّرَكِ الْعَادِيِّ نِضْوُ عَصَامِ
بأغبرَ مهزولِ الأفاعي مجنَّة ٍ=سَخَاوِيَّة ٍ مَنْسُوجَة ٍ بِقَتَامِ
وكمْ خلَّفتْ أعناقها منْ نحيزة ٍ=وَأَرْعَنَ مِنْ قُودِ الْجِبَالِ خُشَامِ
يشبِّههُ الراؤونَ والآلُ عاصبٌ=على نصفهِ منْ موجهِ بحزامِ
سماوة َ جونٍ ذي سنامينِ معرضٍ=سَمَا رَأْسُهُ عَنْ مَرْتَعٍ بِحِجَامِ
إليكَ ومنْ فيفٍ كأنَّ دويُّهُ=غناءُ النَّصارى أو حنينُ هيامِ
وَكَمْ عَسَفَتْ مِنْ مَنْهَلٍ مُتَخَطَّإٍ=أَفَلَّ وَأَقْوَى بِالْجِمَامِ طَوَامِ
إِذَا مَا وَرَدْنَا لَمْ نُصَادِفْ بِجَوْفِهِ=سوى وارداتٍ منْ قطا وحمامِ
كَأَنَّ صِيَاحَ الْكُدْرِ يَنْظُرْنَ عَقْبَنَا=تراطنُ أنباطٍ عليهِ قيامِ
إذا ساقيانا أفرغا في إزائهِ=عَلَى قُلُصٍ بِالْمُقُفِرَاتِ حِيَامِ
تداعينَ باسمِ الشَّيبِ في متثلِّمٍ=جَوَانِبُهُ مِنْ بَصْرَة ٍ وَسَلاَمِ
زهاليلُ أشباهٌ كأنَّ هويَّها=إذا نحنُ أدلجنا هويَّ جهامِ
كأنَّ على أولادِ أحقبَ لاحها=ورميُ السَّفى أنفاسها بسهامِ
جَنُوبٌ ذَوَتْ عَنْهَا التَّنَاهِي وَأَنْزَلَتْ=بَهَا يَوْمَ ذَبَّاتِ السَّبِيبِ صِيَامِ
كأنَّ شخوصَ الخيلِ هامنْ مكانها=عَلَى جُمْدٍ رَهْبَى أَوْ شُخُوصُ خِيَامِ
يُقَلِّبْنَ مِنْ شَعْرَآءِ صَيْفٍ كَأَنَّهَا=مَوَارِقَ لِلَّدْغِ انْخِزَامُ مَرَامِ
نسوراً كنقشِ العاجِ بينَ دوابرٍ=مُخَيَّسَة ٍ أَرْسَاغُهَا وَحَوَامِ
فلما ادَّرعنَ الليلَ أو كنَّ منصفاً=لِمَا بَيْنَ ضَوْءٍ فَاسِحٍ وَظَلاَمِ
توخَّى بها العينينِ عيني غمازة ٍ=أَقَبُّ رَبَاعٍ أَوْ قُوَيْرِحُ عَامِ
طوي البطنِ زمَّامٌ كأنَّ سحيلهُ=عَلَيْهِنَّ إِذْ وَلَّى هِدِيلُ غُلاَمِ
يشجُّ بهنَّ الصُّلبَ شجَّاً كأنَّما=يحرِّقنَ في قيعانهِ بضرامِ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,red" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ألا ربَّ منْ قلبي لهُ ــ اللهُ ــ ناصحٌ=ومنْ قلبهُ لي في الظِّباءِ السَّوانحِ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4,purple" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أَلاَ ظَعَنَتْ مَيٌّ فَهَاتِيكَ دَارُهَا
أَلاَ ظَعَنَتْ مَيٌّ فَهَاتِيكَ دَارُهَا=بها السُّحمُ تردي والحمامُ الموشَّمُ
كَأَنَّ أُنُوفَ الطَّيْرِ فِي عَرَصَاتِهَا=خراطيمُ أقلامٍ تخطُّ وتعجمِ
أَلاَ لاَ أَرَى مِثْلي يَحِنُّ مِنَ الْهَوَى=ولا مثلَ هذا الشَّوقِ ولا يتصرَّمِ
ولا مثلَ ما ألقى إذا الحيُّ فارقوا=على أثرِ الأظعانِ يلقاهُ مسلمِ
كفى حزَّة ً في النَّفسِ يا ميُّ إنَّني=وإيَّاكِ في الأحياءِ لا نتكلَّمِ
أزورُ حواليكِ البيوتَ كأنَّني=إذا جئتُ عنْ إتيانِ بيتكَ محرمِ
ونقضٍ كريمَ النَّضوِ ناجٍ زجرتهُ=إِذَا الْعَيْنُ كَادَتْ مِنْ سُرَى اللَّيْلِ تَعْسِمُ
ولمْ يكُ إلاَّ في السَّماءِ لمدلجٍ=لمثلِ الذي يعلو منَ الأرضِ معلمِ
جلالٌ خفيفُ الحلمِ حينَ تروعهُ=إذا جعلتْ هوجُ المراسيلِ تحلمُ
إِذَا لَحْمُهُ لَمْ يَبْقَ إِلاَّ سَوَادُهُ=وسادَ القرى عظمُ السَّراة ِ المقدَّمِ
إِذَا عُجْتُ مِنْهُ لَجَّ وَهْمٌ وَمُشْرِفٌ=طويلَ اللُّجانِ أهدلَ الشَّدقِ سرطمِ
صَمُوتٌ إِذَا التَّصْدِيرُ فِي صُعَدَآئِهِ=تصعَّدَ إلاَّ أنَّهُ يتزغَّمُ
وَخَوْصَآءَ قَدْ كَلَّفْتُهَا الْهَمَّ دُونَهُ=مِنَ الْبُعْدِ شَهْراً لِلْمَرَاسِيلِ مُجْذِمُ
مَصَابِيحُهُ خَوصُ الْعُيُونِ كَأَنَّهَا=قطاً خامسٌ سرى بهِ متيمِّمُ
حَرَاجِيجُ مَمَّا ذَمَّرَتْ فِي نَتَاجِهَا=بناحية ِ الشِّحرِ الغريرُ وشدقمُ
قَلِيلٌ عَلَى أَكْوَارِهِنَّ اتِّقَآؤُنَا=صَلاَ الْقَيْظِ إِلاَّ أَنَّنَا نَتَلَثَّمُ
إِذَا مَا الأُرَيْمُ الْفَرْدُ ظَلَّ كَأَنَّهُ=زُمَيْلَة ُ رُتَّاكٍ مِنَ الْجُونِ يَرْسِمُ[/poem]
تأبط شراَ غير متواجد حالياً  
قديم 24-10-2006, 12:44 PM   #10
تأبط شراَ
 
الصورة الرمزية تأبط شراَ
 







 
تأبط شراَ is on a distinguished road
افتراضي

[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="solid,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أَلاَ لاَ أَرَى كَالدَّارِ بِالزُّرْقِ مَوْقِفاً
أَلاَ لاَ أَرَى كَالدَّارِ بِالزُّرْقِ مَوْقِفاً=ولا مثلَ شوقٍ هيَّجتهُ عهودها
عَشِيَّة َ أَثْنِي الدَّمْع طَوْراً وَتَارَة ً=يُصَادِفُ جَنْبَيْ لِحْيَتِي فَيَجُودُهَا
وما يسفحُ العينينِ منْ رسمِ دمنة ٍ=عفتها اللَّيالي: نحسها وسعودها
وَأَمْلَى عَلَيْهَا الدَّهْرُ حَتَّى تَرَبَّعَتْ=بها الخنسُ: آجالُ المها وفريدها
لقدْ كنتُ أخفي حبَّ ميٍّ وذكرها=رسيسُ الهوى حتى كأنْ لا أريدها
كما كنتُ أطوي النَّفسَ عنْ أمِّ خالدٍ=وجاراتها حتى كأنْ لا أهيدها
إذا عرضتْ بالرَّملِ أدماءَ عوهجٍ=لنا قلتُ: هذي عينُ ميٍّ وجيدها
فما زالَ يغلو حبَّ ميَّة َ عندنا= وَيَزْدَادُ حَتَّى لَمْ نَجِدْ مَا يَزِيدُهَا
إذات لامعاتُ البيدِ أعرضنَ دونها=تقاربَ لي منْ حبِّ ميٍّ بعيدها
تَذَكَّرْتُ مَيّاً بَعْدَ مَا حَالَ دُونَهَا=سُهُوبٌ تَرَامَى بِالْمَرَاسِيلِ بِيدُهَا
=طَرَائِفُ حَاجَاتِ الْفَتَى وَتَلِيدُهَا
تغالى بأيديها إذا زجلتْ بها=سُرَى اللَّيْلِ وَاصْطَفَّتْ بِخَرْقٍ خُدُودُهَا
وَقَادَتْ قِلاَصَ الرَّكْبِ وَجْنَآءُ حُرَّة ٌ=وَسُوجٌ إِذَا انْضَمَّتْ حَشَاهَا قُتُودُهَا
ضنينة ُ جفنِ العينِ بالماءِ كلَّما=تضرَّجَ منْ هجمِ الهواجرِ جيدها
كأنَّ الدُّبى الكتفانَ يكسو بصاقهُ=عَلاَبِيَّ حُرْجُوجٍ طَوِيلٍ وَرِيدُهَا
إذا حرَّمَ القيلولة َ الخمسِ وارتقتْ=على رأسها شمسٌ طويلٌ ركودها
ألا قبحَ اللهُ أمرأ القيسِ إنَّها=كَثِيرٌ مَخَازِيها قَليلٌ عَدِيدُهَا
فما أحرزتْ أيادي أمرئ القيسِ خصلة ً=منَ الخيرِ إلاّ سوأة ً تستفيدها
تُضَامُ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ لُؤْمٍ حُقُوقَهَا=وَتَرْضى ولاَ يُدْعَى لحُكْمٍ عَمِيدُها
وما انتظرتْ غيَّابها لعظيمة ٍ= فَمَا رَبِحَتْ كَفُّ امِرِئٍ يَسْتَفِيدُهَا
وَأَمْثَلُ أَخْلاَقِ امْرِىء الْقَيْسِ أَنَّهَا=صِلاَبٌ عَلَى طُولِ الْهَوَانِ جُلُودُهَا
لهمْ مجلسٌ صهبُ السِّبالِ أذلَّة= ٌسَوَاسِيَة ٌ أَحْرَارُهَا وَعَبِيدُهَا
إذا أجدبتْ أرضُ امرئِ القيسِ أمسكتْ=قراها واكنتْ عادة ً تستعيدها
تَشِبُّ عَذَارِيهَا عَلَى شَرّ عَادَة ٍ=وَبِاللُّؤْمِ كُلِّ اللُّؤْمِ يُغْذَى وَلِيدُهَا
إِذَا مَرِئِيَّاتٌ حَلَلْنَ بِبَلْدَة ٍ=منَ الأرضِ لمْ يصلحْ طهوراً صعيدها
إِذَا مَرَئِيٌّ بَاعَ بِالْكَسْرِ بِنْتَهُ
أَحينَ مَلأْتُ الأَرْضَ هَدْراً وَأَطْرقَتْ=مخافة َ ضغني جنُّها وأسودها
عوى مرئيٌّ لي فعصَّبتُ رأسهُ=عِصَابَة َ خزْيٍ لَيْسَ يَبْلَى جَدِيدُهَا
قَرَعْتُ بِكَذَّانِ امْرِىء ِ الْقَيْسِ لاَبَة ً=صَفَاة ً يُنَزِّي بِالْمَرَادِي حُيُودُهَا
بَنِي دَوْأَبٍ شَرِّ الْمُضِلِّينَ عُصْبَة ً=إِذَا ذُكِّرَتْ أَحْسَابُهَا وَجُدُودُهَا
أهبتمْ بوردٍ لمْ تطيقوا ذيادهُ=وقدْ يحشدُ الأورادَ منْ لا يذودها
فَاَصْبَحْتُ أَرْمِيكُمْ بِكُلَّ غَريبة ٍ=تجدُّ اللَّيالي عارها وتزيدها
قوافٍ كشامِ الوجهِ باقِ حبارها=إِذَا أُرْسِلَتْ لَمْ يُثْنَ يَوْماً شَرُودُهَا
توافى بها الرُّكبانُ في كلِّ موسمٍ=وَيَحْلو بِأَفْوَاهِ الرّوَاة ِ نَشِيدُهَا
منعنا سنامَ الأرضِ بالخيلِ والقنا=وَأنْتُم خنَازِيرُ القُرَى وَقُرُودُهَا
إِذَا حُلَّ بَيْتِي فِي الرِّبَابِ رَأَيْتَنِي=بِرَابِيَة ٍ صَعْبٍ عَلَيْكَ صُعُودُهَا
كَسَا اللُّؤْمُ أَلْوَانَ امْرِىء ِ الْقَيْسِ كُهْبَة ً=أُضرَّ بها بيضُ الوجوهِ وسودها[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="solid,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ألا يا اسْلَمي يا دار مَيّ على البِلى ،=ولا زالَ منهلاًّ بجرعائكِ القطرُ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="solid,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ألا يا دارَ ميَّة َ بالوحيدِ
ألا يا دارَ ميَّة َ بالوحيدِ=كَأَنَّ رُسُومَهَا قِطَعُ الْبُرُودِ
سقاكِ الغيثَ أولهُ بسجلٍ=كَثِيرِ الْمَآءِ مُرتَجِزُ الرُّعُودِ
نشاصُ الدَّلوِ أو مطرُ الثُّريا=إذا ارتجزتْ على إثرِ السُّعودِ
فهجتِ صبابتي ولكلِّ إلفٍ=يهيجُ الشَّوقَ معرفة ُ العهودِ
غَدَاة َ بَدَتْ لِعَيْنِي عِنْدَ حَوْضَى=بدوَّ الشَّمسِ منْ جلبٍ نضيدِ
تريكَ وذا غدائرَ وارداتٍ=يصبنَ عثاعثَ الحجباتِ سودِ
مُقَلَّدَ حُرَّة ٍ أَدْمَاءَ تَرْمِي=محدِّثها بفاترة ٍ صيودِ
أقولُ لصحبتي وهمُ بأرضٍ=هجانِ التُّربِ طيِّبة ِ الصَّعيدِ
عَشِيَّة َ أَعْرَضَتْ أدْمَاءُ بِكْرٌ=بِنَاظِرَة ٍ مُكَحَّلَة ٍ وَجِيدِ
أصدُّوا لا تروعوا شبهَ ميٍّ=صدورَ العيسِ شيئاً منْ صدودِ
ولو عاينتنا لعلمتِ أنَّا=نَمُدُّ بِحَبْلِ آنِسَة ٍ شَرُودِ
نرى فيها إذا انتصبتْ إلينا=مَشَابِهَ فِيكِ مِن كَحَلٍ وَجِيدِ
وكائنْ قدْ قطعتُ إليكِ خرقاً=يُمِيّثُ مَنَّة َ الرَّجُلِ الْجَلِيدِ
وكمْ نفَّرتُ دونكِ منْ صوارٍ=ومنْ خرجاءَ مرئلة ٍ وخودِ
تقاصرُ مرَّة ً وتطولُ أخرى=تَسُفُّ الْمَرْوَ أوْ قِطَعَ الْهَبِيدِ
وَإِنْ نَظَرَتْ إِلَى شَبَحٍ أَمَجَّتْ=كَإِمْجَاجِ الْمُعَبَّدَة ِ الشَّرُودِ
يَشُلُّ نَجَآؤُهَا وَتَبُوعُ بَوْعاً=ظهورَ أماعزٍ وبطونَ بيدِ
بِأَصْفَرَ كَالسّطَاعِ إِذَا اصْمَعَدَّتْ=على وهلٍ وأعصلَ كالعمودِ
كَأَن عَلَيْهِمَا قطْعَاتِ بَيْتٍ=بِحَيْثُ الرَّقُّ مِنْ كَرَشِ الْجُلُودِ
تَطِيرُ عِفَآءُهَا غَبَرَتْ عَلَيْهَا=كجلِّ الرَّهبِ منْ خلقِ اللَّبودِ
وَيَوْمٍ يَتْرُك الآرَامَ صَرْعَى=يلذنَ بكلِّ هيدبة ٍ برودِ
إِذَا غَرِقَ الرَّوَاتِكَ فِي الْهَوافِي=أرنَّ على جوانبها بهيدِ
بَحَثْنَ جَوَانِبَ الأَرْطَاة ِ حَتَّى=كَأَنَّ عُرُوقَهَا شُعَبُ الْوَرِيدِ
رَأَيْتُ النَّاسَ يَنْتَجِعُونَ غَيْثاً=بسائفة ِ البياضِ إلى الوحيدِ
فقلتُ لصيدحٍ: انتجعي برحلي=وراكبهِ أبانَ بنَ الوليدِ
إليهِ تيمَّمي وإليهِ سيري=على البركاتِ والسَّفرِ الرَّشيدِ
تُلاَقِي إِنْ سَبَقْتِ بِهِ الْمَنَايَا=تلادَ أغرَّ متلافٍ مفيدِ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="solid,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أَلِلأَرْبُعِ الدُّهُمِ اللَّوَاتِي كَأَنَّهَا
أَلِلأَرْبُعِ الدُّهُمِ اللَّوَاتِي كَأَنَّهَا=بَقِيَّاتُ وَحْيٍ فِي مُتُونِ الصَّحَائِفِ
بوهبينَ لمْ تيركْ لهنَّ بقيّة ً=زبيبُ الزُّبانى بالعجاجِ القواصفِ
تغيَّرنَ بعدّ الحيِّ ممَّا تعمَّجتْ= عَلَيْهِنَّ أَعْنَاقُ الريَاحِ الْحَرَاجِفِ
تصابيتْ واستعبرتْ حتى تناولتْ=لِحَى الْقَوْمِ أَطْرَافُ الدُّمُوعِ الذَّوارِفِ
وُقُوفاً عَلى َ مَطْمُوسَة ٍ قَطَعَتْ بِهَا=نوى الصَّيفِ أقرانَ الجميعِ الأوالفِ
قلائصَ لا تنفكَّ تدمى أنوفها=على طللٍ منْ عهدِ خرقاءَ شاعفِ
كما كنتَ تلقى قبلُ في كلِّ منزلٍ=عَهِدْتَ بِهِ مَيّاً فَتِيٍّ وَشَارِفِ
إِذَا قُلْتُ قَلْبِي بَارِىء ٌ لبَّسَتْ بِهِ=سقاماً مراضُ الطَّرفِ بيضُ السَّوالفِ
بعيداتُ مهوى كلِّ قرطٍ عقدنهُ=لِطَافِ الْخُصُورِ مُشْرِفَاتُ الرَّوَادِفِ
فَمَا الشَّمْسُ يَوْمَ الدَّجْن وَالسَّعْدُ جَارُهَا=بَدَتْ بَيْنَ أَعْنَاقِ الْغمَامِ الصَّوآئِفِ
ولا مخرفٌ فردٌ بأعلى صريمة ٍ=تصدَّى لأحوى مدمعِ العينِ عاطفِ
بِأَحْسَنَ مِنْ خَرْقَآءَ لَمَّا تَعَرَّضَتْ=لنا يومَ عيدٍ للخرائدِ شائفِ
سرى موهناً فالتمَّ بالرَّكبِ زائرٌ=لخرقاءَ واستنعى هوى ً غيرَ عازفِ
فَبِتْنَا كَأَنَّا عِنْدَ أَعْطَافِ ضُمَّرٍ=قدْ غوّرتْ أيدي النُّجومِ الرَّوادفِ
أَتَتْنَا بِرَيَّا بُرْقَة ٍ شَاجِنِيَّة ٍ=حشاشاتُ أنفاسِ الرّ‍ِياحِ الزَّواحفِ
دهاسِ سقتها الدَّلو حتى تنطَّقتْ=بِنَوْرِ الْخَزَامَى فِي التِّلاعِ الْجَوَآئِفِ
وعيناءَ مبهاجٍ كأنَّ إزارها=عَلى َ وَاضِحِ الأَعْطَافِ مِنْ رَمْلِ عَاجِفِ
تَبَسَّمَ عَنْ أَحْوَى اللِّثَاتِ كَأَنَّهُ=ذُرَى أُقْحُوَانٍ مِنْ أَقَاحِي السَّوَآئِفِ
دعتني بأسبابِ الهوى ودعوتها=بِهِ مِنْ مَكَانِ الإِلْفِ غَيْرِ الْمُسَاعِفِ
وعوصاءِ حاجاتٍ عليها مهابة ٌ=أطافتْ بها محفوفة ٍ المخاوفِ
حمى ً ذاتِ أهوالِ تخطَّيتُ دونها=بِأَصْمَعَ مِنْ هَمِّي حِيَاضَ الْمَتَالِفِ
وأشعثَ قدْ نبَّهتهُ عندَ رسلة ٍ=طليحينِ بلوي شقَّة ٍ وتنائفِ
يئنُّ إلى مسِّ البلاطِ كأنَّما=يراهُ الحشايا في ذواتِ الزَّخارفِ
ثَنَى بَعْدَ مَا طَالَتْ بِهِ لَيْلَة ُ السُّرى=وبالعيسِ بينَ اللاَّمعاتِ الجفاجفِ
يداً غيرَ ممحالٍ لخدٍّ ملوَّحٍ=كَصَفْحِ الْيَمَانِي فِي يَمِينِ الْمُسَآئِفِ
وأشقرَ‍ بلَّى وشيهُ خفقانهُ=على البيضِ في أغمادها والعطائفِ
وأحوى كعيمِ الضَّالِ أطرقَ بعدما=حَبَا تَحْتَ فَيْنَانٍ مِنَ الظِّلِ وَارِفِ
فقامَ إلى حرفٍ طواها بطيِّهِ=بها كلَّ لمَّاعٍ بعيدَ المساوفِ
أَوَاخِيُّهَا بِالْمُرْأَيَاتِ الرَّواجِفِ=وألوحُ شمٍّ مشرفاتِ الحناجفِ
وَأَغْضَفَ قَدْ غَادَرْتُهُ وَادَّرَعْتُهُ= بِمُسْتَنْبَحِ الأَبْوَامِ جَمِّ الْعَوَازِفِ
بعيدٍ منَ المسقى تصيرُ بجوزهِ=إِلى َ الْهَطْلِ هِزَّاتُ السَّمَامِ الْغَوَارِفِ
وَقَمَّاصَة ٍ بِالآلِ دَاوَيْتُ غَوْلَهَا= مِنَ الْبُعْدِ بالْمُدْرَ نْفِقَاتِ الْخَوَانِفِ
قَمُوسِ الذُّرَى تِيهٍ كَأَنَّ رِعَانَهَا=مِنَ الْبُعْدِ أَعْنَاقُ الْعِيَافِ الصَّوَادِفِ
إِذَا احْتَفَّتِ الأَعْلاَمُ بِالآلِ وَالْتَقَتْ=أنابيبُ تنبو بالعيونِ العوارفِ
عسفتُ اللَّواتي تهلكُ الرِّيحُ بينها=كلالاً وجنَّانُ الهبلِّ المسالفِ
بِشُعْثٍ عَلى َ أَكْوَارِ شُدْقٍ رَمَى بِهِمْ=رهاءَ الفلا نأيُ الهمومِ القواذفِ
تُسَامِي عَثَانِينَ الْحَرُورِ وَتَرْتَمِي=بنا بينها أرجاءُ خوقٍ نفانفِ
إِذَا كَافَحَتْنَا نَفْحة ٌ مِنْ وَدِيقَة ٍ=ثنينا برودِ العصبِ فوقَ المراعفِ
وَمُغْبَرَّة ِ الأَفْيَافِ مَسْحُولَة ِ الْحَصَى=دياميمها موصولة ٌ بالصَّفاصفِ
صدعتُ وأشلاءُ المهارى كأنَّها=دلاءٌ هوتْ دونَ النِّطافِ النَّزائفِ
بخوصٍ منَ استعراضها البيدَ كلَّما=حدا الآل حدُّ الشَّمسِ فوقَ الأصالفِ
مَسَتْهُنَّ أَيَّامُ الْعَبُورِ وَطُولُ مَا=خَبطْنَ الصُّوَى بِاْلمُنْعَلاَتِ الرَّوَاعِفِ
وجذبُ البرى أمراسَ نجلانَ رُكِّبتْ
ومطوُ العرى في مجفراتٍ كأنَّها=تَوَابِيتُ تُنْضِي مُخْلِصَاتِ السَّفَآئِفِ
برى النَّحزُ منها عنْ ضلوعٍ كأنَّها=بِمُخْلَوْلِقِ الأَزْوَارِ عُوجُ الْعَطَآئِفِ
يَمَانِيَة ٌ صُهْبٌ تُدَمِّي أُنُوفَهَا=إذا جدَّ منْ مرفوعها المتقاذفُ
إذا فرقدُ الموماة ِ لاحَ انتضلنهُ=بِمَكْحُوَلة ِ الأَرْجَآءِ بِيضِ الْمَوَاكِفِ
رَمَتْهَا نُجُومُ الْقَيْظِ حَتَّى كَأَنَّهَا=أواقيُّ أعلى دهنها بالمناصفِ
إِذَا قَالَ حَادِينَا أَيَا عَسَجَتْ بِنَا=صُهَابِيَّة ُ الأَعْرَافِ عُوجُ السَّوَالِفِ
وصلنا بها الأخماسَ حتى تبدَّلتْ=مِنَ الْجَهْلِ إِحْلاَماً ذَوَاتُ الْعَجَارِفِ
تَرَى كلَّ شِرْوَاطٍ كَأَنَّ قُتُودَهَا=على مكدمٍ عاري الصَّبييَّنِ صائفِ
مُرِنِّ الضُحَى طَاوٍ بَنَى صَهَواتِهِ=رَوَايَا غَمَامِ النَّثْرَة ِ الْمُتَرَادِفِ
يصكُّ السَّرايا منْ عناجيجَ شفَّها=هبوبُ الثُّريَّا والتزامُ التَّنائفِ
إِذَا خَافَ مِنْهَا ضِغْنَ حَقْبَآءَ قِلْوَة ٍ=حداها بجلجالٍ منَ الصَّوتِ جادفِ
وَهَيْجُ التَّنَاهِي وَاطِّرَادٌ مِنَ السَّفَا=وَتَشْلاَلُ مَخْطُوفِ الْحَشَا مُتَجَانِفِ[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="solid,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أَلِلرَّبْعِ ظَلَّتْ عَيْنُكَ الْمَآءَ تَهْمُلُ
أَلِلرَّبْعِ ظَلَّتْ عَيْنُكَ الْمَآءَ تَهْمُلُ=رِشَاشاً كَمَ اسْتَنَّ الْجُمَانُ الْمُفَصَّلُ
لعرفانِ أطلالٍ كأنَّ رسومها=بوهبينِ رشيٌ أو رداءٌ مسلسلُ
أربَّتْ بها الهوجاءُ واستوفضتْ بها=حصى الرَّملِ نجرانيَّة ٌ حينَ تجهلُ
جَفُولٌ كَسَاهَا لَوْنَ أَرْضٍ غَرِيبَة ٍ=سوى أرضها منها الهباءُ المغربلُ
نَبَتْ نَبْوَة ً عَيْنِي بِهَا ثُمَّ بَيَّنَتْ=يحاميمُ جونٌ أنَّها الدَّارُ أمثلُ
جنوحٌ على باقٍ سحيقٍ كأنَّهُ=إهابُ ابنُ آوى كاهبُ اللَّونِ أطحلُ
وَلِلنُّؤْيِ مَجْنُوباً كَأَنَّ هِلاَلهُ=وَقَدْ نَسَفَتْ أَعْضَادَهُ الرِّيحُ جَدْوَلُ
مقيمٌ تغنَّيهِ السَّواري وتنتحي=بِهِ مَنْكِباً نَكْبَآءُ والذَّيْلُ مُرْفِلُ
عهدتُ بهِ الحيَّ الحلولَ بسلوة ٍ=جَمِيعَاً وَآيَاتُ الْهَوَى مَا تُزِيلُ
وبيضاً تهادى بالعشيِّ كأنَّها=غَمَامُ الثُّرَيَّا الرَّائِحُ الْمُتَهَلِّلُ
خدالاً قذفنَ السَّورَ منهنَّ والبرى=على ناعمِ البرديِّ بلْ هنَّ أخدلُ
قِصَارَ الْخُطَى يَمْشِينَ هَوْناً كَأَنَّهُ=دبيبُ القطا بلْ هنَّ في الوعثِ أوحلُ
إذا نهضتْ أعجازها خرجتْ بها=بمنبهراتٍ غيرَ أنْ لا تخزَّلُ
وَلاَ عَيْبَ فِيهَا غَيْرَ أَنَّ سَرِيعَهَا=قطوفٌ وأنْ لاشيءَ منهنَّ أكسلُ
نَوَاعِمُ رَخْصَاتٌ كَأَنَّ حَدِيثَهَا=جنى الشَّهدِ في ماءِ الصَّبا متشمِّلُ
رقاقُ الحواشي منفذاتٌ صدورها=وأعجازها عمَّا بها اللَّهوُ خزَّلُ
أولئكَ لا يوفينَ شيئاً وعدنهُ=وعنهنَّ لا يصحو الغويُّ المعذَّلُ
فَمَا أُمُّ أَوْلاَدٍ ثَكُولٌ وَإِنَّمَا=تَبُوءُ بِمَا فِي بَطْنِهَا حِيْنَ تَثْكَلُ
أسَّرتْ جنيناً في حشاً غيرَ خادجٍ=فَلاَ هُوَ مَنْتُوجٌ وَلاَ هُوَ مُعْجِلُ
تموتُ وتحيا حائلٌ منْ بناتها=وَمِنْهُنَّ أُخْرَى عَاقِرٌ وَهْيَ تَحْمِلُ
عُمَانِيَّة ٌ مَهْرِيَّة ٌ دَوْسَرِيَّة ٌ=عَلَى ظَهْرِهَا لِلْحِلْسِ وَالْكُوِر مِحْمَلُ
مفرَّجة ٌ حمراءُ عيساءُ جونة ٌ= صُهَابِيَّة ُ الْعُثْنُونِ دَهْمَآءُ صَنْدَلُ
تراها أمامَ الرّكبِ في كلِّ منزلٍ=ولو طالَ إيجافٌ بها وترحُّلُ
تَرَى الْخِمْسَ بَعْدَ الْخِمْسِ لاَ يَفْتِلاَنِهَا=ولو فارَ للشِّعرى منَ الحرِّ مرجلُ
تُقَطَّعُ أَعْنَاقَ الرِّكَابِ وَلاَ تَرَى=عَلَى السَّيْرِ إِلاَّ صِلْدِماً مَا تُزَيِّلُ
ترى أثرَ الأنساعِ فيها كأنَّهُ=عَلَى ظَهْرِ عَادِيٍّ يُعَالِيهِ جَنْدَلُ
ولو جعلَ الكورُ العلافيُّ فوقها=وراكبهُ أعيتْ بهِ ما تحلحلُ
يَرَى الْمَوْتَ إِنْ قَامَتْ وَإِنْ بَرَكَتْ بِهِ=يرى موتهُ على ظهرها حينَ ينزلُ
تُرى ولها ظهرٌ وبطنٌ وذروة ٌ=وتشربُ منْ بردِ الشَّرابِ وتأكلُ[/poem]
تأبط شراَ غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع : ديوان / ذو الرُمَّة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ديوان بن مقبل تأبط شراَ دواوين الشعر الإسلامي 3 29-03-2008 08:58 AM
ديوان / الطِّرمَّاح تأبط شراَ دواوين الشعر الإسلامي 8 29-03-2008 08:46 AM
ديوان / كثير عزة تأبط شراَ دواوين الشعر الإسلامي 13 29-03-2008 08:20 AM
ديوان/ عمر بن أبي ربيعة> تأبط شراَ دواوين الشعر الإسلامي 55 29-03-2008 08:15 AM
ديوان الفرزدق تأبط شراَ دواوين الشعر الإسلامي 68 29-03-2008 08:00 AM


الساعة الآن 04:31 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يطرح في المنتديات من مواضيع وردود تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة
Copyright © 2006-2016 Zahran.org - All rights reserved